12.07.2015 Views

من اعتراضات ابن هشام الأنصاري على أبي حيان الأندلسي - جامعة دمشق

من اعتراضات ابن هشام الأنصاري على أبي حيان الأندلسي - جامعة دمشق

من اعتراضات ابن هشام الأنصاري على أبي حيان الأندلسي - جامعة دمشق

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعر<strong>من</strong><strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري<strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيالأستاذ الدكتورحسن*موسى الشاعرالملخصأبو <strong>حيان</strong> الأندلسي و<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري عالمان متعاصران،‏ عاشا فيالقرن الثا<strong>من</strong> الهجري،‏ وهما <strong>من</strong> كبار نحاة العربية.‏حضر أبو <strong>حيان</strong> <strong>من</strong> الأندلس،‏ واستقر في مصر،‏ وصار شيخ النحاة فيعصره،‏ قبل أن يولد <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>.‏ وحين بدأ <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> يطلب العلم لم يلازم أبا <strong>حيان</strong>،‏ولم يقرأ عليه،‏ بل كان كثير المخالفة له،‏ شديد الانحراف عنه،‏ لا يكاد يذكره فيمصنفاته إلا رادا ً عليه أو معترضا ً.‏وعليه يهدف هذا البحث إلى تتبع أبرز <strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏كما وردت في مصنفات <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ مع التوثيق والتوضيح،‏ ثم دراسة هذه العلاقةبينهما،‏ وبيان مظاهرها،‏ ومحاولة تعليلها لدى القدامى والمتأخرين <strong>من</strong> العلماء.‏*قسم اللغة العربية – كلية العلوم والآداب -ال<strong>جامعة</strong> الهاشمية- الأردن165


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيالعربية.‏أبو <strong>حيان</strong> الأندلسي و<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري عالمان متعاصران،‏ <strong>من</strong> كبار نحاةأما أبو <strong>حيان</strong>فهو أثير الدين محمد بن يوسف الأندلسي الجياني الغرناطي،‏ ولدفي غرناطة سنة ‎654‎ه،‏ وتلقى العلم والمعرفة <strong>على</strong> أساتذتها،‏ فدرس القراءات <strong>على</strong>شيخه أبي جعفر بن الطباع،‏ وتلق َّى العربية عن أبي الحسن الأبذي،‏ وأبي جعفر بنالزبير،‏ و<strong>ابن</strong> أبي الأحوص،‏ و<strong>ابن</strong> الضائع.‏ وسمع الكثير ببلاد الأندلس وإفريقية.‏ قيلإنه هاجر <strong>من</strong> الأندلس بسبب خلاف نشأ بينه وبين شيخه <strong>ابن</strong> الطباع،‏ الذي وشى بهإلى الأمير محمد بن نصر،‏ الذي أمر بإحضاره للتنكيل به،‏ ولكن أبا <strong>حيان</strong> اختفى ثمركب البحر ولحق بالمشرق،‏ وأخذ يطوف في الشمال الإفريقي،‏ وبعد أن أدى فريضةالحج استقر به المقام في مصر.‏قدم أبو <strong>حيان</strong> مصر سنة ‎679‎ه وهو في الخامسة والعشرين <strong>من</strong> عمره،‏وقرأ<strong>على</strong> عدد <strong>من</strong> العلماء ، حتى صار شيخ النحاة في عصره،‏ وإمام المفسرين في وقته،‏وانتصب للاشتغال والتصنيف،‏ وقرأ عليه الناس،‏ وصنف الكتب المشهورة.‏و<strong>من</strong> أشهر تلاميذه:‏ تقي الدين السبكي،‏ وجمال الدين الإسنوي،‏ و<strong>ابن</strong> عقيل،‏ و<strong>ابن</strong>أم قاسم،‏ والسمين الحلبي،‏ وناظر الجيش،‏ والسفاقسي،‏ و<strong>ابن</strong> مكتوم.‏وقد ترك مصنفات عدة في التفسير والنحو والصرف والأدب واللغة والتاريخوالفقه وغيرها.‏ و<strong>من</strong> أشهر مصنفاته:‏ البحر المحيط في التفسير،‏إتحاف الأريب بمافي القرآن <strong>من</strong> الغريب،‏ التذييل والتكميل في شرح التسهيل،‏ تذكرة النحاة،‏ ارتشافالضرب <strong>من</strong> لسان العرب.‏وتوفي أبو <strong>حيان</strong> بالقاهرة سنة1‎745‎ه.‏،302/4(1)289، السيوطي:‏انظر في ترجمته:‏ <strong>ابن</strong> حجر:‏ الدرر الكا<strong>من</strong>ة <strong>ابن</strong> قاضي شهبة:‏ طبقات النحاة واللغويينبغية الوعاة خديجة الحديثي:‏ أبو <strong>حيان</strong> النحوي – رسالة دكتوراه.‏280/1، د.‏166


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروأما <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>فهو جمال الدين عبد االله بن يوسف بن <strong>هشام</strong> الأنصاري،‏ ولدفي القاهرة سنة ‎708‎ه،‏ وتلقى <strong>على</strong> عدد <strong>من</strong> علماء عصره،فلزم الشيخ شهابالدين بن المرحل،‏ وسمع <strong>من</strong> أبي <strong>حيان</strong> ديوان زهير بن أبي سلمى،‏ ولكنه لم يلازمه،‏بل كان كثير المخالفة له،‏ وحضر دروس الشيخ تاج الدين التبريزي،‏ وقرأ <strong>على</strong> الشيختاج الدين الفاكهاني،‏الحنبلي قبل وفاته بخمس سنين.‏وتفق َّه للشافعي ثم تحنبل،‏فحفظ مختصر الخرقي في الفقهأتقن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> العربية ففاق الأقران،‏ وتخرج به جماعة <strong>من</strong> أهل مصر وغيرهم،‏حتى صار عالما مشهورا ً في العربية،‏ وصنف الكتب القيمة،‏ وذاع صيته في الأقطار،‏حتى قال <strong>ابن</strong> خلدون ‏"ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقالله <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> أنحى <strong>من</strong> سيبويه".‏وقد ترك <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> عددا ً <strong>من</strong> المصنفات، <strong>من</strong> أشهرها:‏ مغني اللبيب عن كتبالأعاريب،‏ أوضح المسالك إلى ألفية <strong>ابن</strong> مالك،‏ شرح شذور الذهب،‏ شرح قطر الندى،‏شرح قصيدة بانت سعاد،شرح اللمحة البدرية،‏ تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد.‏وتوفي <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بالقاهرة سنة2‎761‎ه.‏العلاقة بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong>:‏لقد حضر أبو <strong>حيان</strong> إلى مصر،‏ وصار شيخ النحاة والمفسرين في عصره،‏ قبلأن يولد <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ بل كان أبو <strong>حيان</strong> في الرابعة والخمسين عندما ولد <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏وحين بدأ <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> يطلب العلم كان أبو <strong>حيان</strong> قد تجاوز الستين،‏فكان في قمةالنضج والعطاء،‏ وقرأ عليه الناس طبقة بعد طبقة،‏ ولكن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> لم يلازمه ولم يقرأعليه،‏ واكتفى بأن سمع <strong>من</strong>ه ديوان زهير بن أبي سلمى.‏(2)انظر في ترجمته:‏ <strong>ابن</strong> حجر:‏ الدرر الكا<strong>من</strong>ة 308/2، السيوطي:‏ بغية الوعاةالبدر الطالع68/2، الشوكاني:‏.276/ 1167


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيواختار <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> العلامة شهاب الدين النحوي المعروف ب<strong>ابن</strong> المرحل،‏ فلازمهوأخذ عنه،‏ وكان يطريه ويفضله <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>وغيره،‏ ويقول:‏ كان الاسم فيزمانه لأبي <strong>حيان</strong>،‏ والانتفاع ب<strong>ابن</strong> المرحل.‏ وقد مات <strong>ابن</strong> المرحل في القاهرة سنة7443ه.‏وعمر أبو <strong>حيان</strong> طويلا ً،‏ حتى نيف <strong>على</strong> التسعين،‏ ولكن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بقي مزورا ًعنه،‏ لا يكاد يذكره في مصنفاته إلا رادا ً عليه أو معترضا ً،حتى قال عنه <strong>ابن</strong> حجر:‏4كان كثير المخالفة لأبي <strong>حيان</strong>،‏ شديد الانحراف عنه.‏فرأيت في هذا البحث أن أقوم بتتبع أبرز <strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏كما وردت في مصنفات <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏الظاهرة وتعليلها.‏وقد قسمت مصنفات <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> إلى قسمين:‏أولا ً-‏ شرح بعض الكتب لأبي <strong>حيان</strong>:‏مع التوثيق والتوضيح،‏ثم أقوم بدراسة هذهوقف <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> موقف الن ِّد المتحدي لأبي <strong>حيان</strong>،‏ فلا يكاد يذكره في مصنفاتهإلا مخالفا ً له أو معترضا ً عليه.‏ وقد قام بشرح كتابين صغيرين لأبي <strong>حيان</strong>،‏ بهدفالانتقاص <strong>من</strong>ه والرد عليه،‏ وهما:‏كتاب 1-‏"الشذا في أحكام كذا"‏شرحه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>في كتاب سماه‏"فوح الشذا بمسألةكذا"،‏ اكتفى بنقده في مقدمته،‏ بتوجيه التقصير والخلل في تصنيفه إلى أبي <strong>حيان</strong>.‏فقال:..‏لمّا وقفت <strong>على</strong> كتاب‏"الشذا في أحكام كذا"‏لأبي <strong>حيان</strong>،‏ رحمه االله،‏رأيته لم يزد <strong>على</strong> أن نسج أقوالا ً وحددها،‏ وجمع عبارات وعددها،‏ ولم يفصح كل َّالإفصاح عن حقيقتها وأقسامها،‏ ولا بين ما يعتمد عليه مما أورده <strong>من</strong> أحكامها،‏ ولانبه <strong>على</strong> ما أجمع عليه أرباب تلك الأقوال واتفقوا،‏ولا أعرب عما اختلفوا فيه.406/2)(3(4)الدرر الكا<strong>من</strong>ةالدرر الكا<strong>من</strong>ة 308/2. وانظر بغية الوعاة.69/2168


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروافترقوا.‏ فرأيت الناظر في ذلك لا يحصل <strong>من</strong>ه بعد الكد والتعب إلا <strong>على</strong> الاضطرابوالشغب،‏ فاستخرت االله في وضع تأليف مهذ ّب أبين فيه ما أجمل،‏ واستئناف تصنيفمرت ّب أورد فيه ما أهمل،‏ وسميته"كتاب 2-‏"اللمحة البدرية في علم العربية"‏5فوح الشذا بمسألة كذا"...‏بذلك استدراك النقص والتقصير في كلام أبي <strong>حيان</strong>.‏شرحه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> شرحا ً مستوفى‏،‏ قاصدا ًيقول في مقدمته:..‏ فهذه نكت حررتها <strong>على</strong> ‏"اللمحة البدرية في علم العربية"‏ لأبي<strong>حيان</strong> الأندلسي،‏ مكملة <strong>من</strong> أبوابها ما نقص،‏ ومسبلة <strong>من</strong> أذيالها ما قلص...‏وقد بالغ <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> في الشرح والتفصيل،‏ مبرزا ً مقدرته العلمية<strong>حيان</strong> بالإخلال والتقصير،‏ فكان يبدأ كلام أبي <strong>حيان</strong> بقوله‏(أقول).‏وهذه أبرز <strong>اعتراضات</strong>ه في هذا الكتاب:‏6,.1حد أبو <strong>حيان</strong> الكلمة بقولهومتهما ً أبا‏(قال)،‏ ويبدأ الشرح بقوله‏(الكلمة قول موضوع لمعنى مفرد).‏ فجاء <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>وفصل القول في طريقة الحد‏،‏ وشرطه ومعناه،ثم شرح ألفاظ أبي <strong>حيان</strong> بالتفصيل،‏ثم اعترض عليه لما يوهم كلامه في الحد <strong>من</strong> خطأ وفساد،‏‏(موضوع لمعنى)‏قولهفقال:‏وليس قولهوحده فصلا ً،‏ كما قد يتوهم <strong>من</strong> لا نظر له...فهذا خطأ لماذكرناه آنفا ً <strong>من</strong> أن القول لا يكون إلا موضوعا ً،‏ وأشد <strong>من</strong> هذا فسادا ً أن يتوهم أن‏(موضوع)‏وحده فصل،‏ و(لمعنى)‏فصل ثانٍ...‏وتلخ ّص أنه لا فائدة لقوله‏(موضوع لمعنى)‏ لأن ذلك مستفاد <strong>من</strong> الجنس،‏ فلو أنه قال ‏(الكلمة قول مفرد)‏ لكان7أولى..‏.2وفي تعريف الحرف قال أبو <strong>حيان</strong> ‏(ويعرف الحرف بأن يعرى عن خواص الاسموالفعل)‏فيعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بأن هذا التعريف غير دقيق،‏ ويقول:‏ واعلم أن(5)(6)(7)فوح الشذا بمسألة كذا ل<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ ض<strong>من</strong> كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري:‏ شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.271/7.152/1.159 _158/1169


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسي.3قول المصنف ‏(بأن يعرى عن خواص الاسم والفعل)‏ إما أن يريد جميع خواصها،‏أو الخواص المذكورة،‏ فإن أراد الأول فهو إحالة <strong>على</strong> مجهول،‏ لأنه لم يذكرجميع الخواص‏،‏ وإن أراد الثاني قلنا هناك كلمات لا تقبل الخواص التي ذكرها،‏8وليست حروفا بالاتفاق...‏وفي تعريف الإعراب قال أبو <strong>حيان</strong> ‏(الإعراب تغير في الكلمة لعامل).‏ويفصل <strong>ابن</strong><strong>هشام</strong> في معنى الإعراب لغة،‏ ويذكر له سبعة معانٍ،‏ ثم ينتقل إلىمعناه اصطلاحا ً،‏ فيذكر لذلك مذهبين ؛ الأول اختيار الشلوبين و<strong>ابن</strong> خروف و<strong>ابن</strong> مالكو<strong>ابن</strong> الحاجب أن الإعراب هو الأثر الذي يجلبه العامل في آخر الكلمة،‏والإعراب عند هؤلاء لفظي.‏والثاني:‏اختيار عبد القاهر والأعلم ومتأخري المغاربة،‏الإعراب تغير في الكلمة لعامل،‏ قال:‏ والإعراب عند هؤلاء معنوي.‏و<strong>من</strong>هم المصنف،‏قال:‏أنثم يشرح تعريف أبي <strong>حيان</strong>،‏ ويعترض عليه بأن عادة النحاة النص <strong>على</strong> محلّ‏الإعراب،‏ وهو الآخِر،‏ قال:‏ وقد حاد المصنف عن هذه الطريقة فأبهم محل ّه،‏ وليس9ذلك بحسن.‏.4ويكرر <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> في <strong>اعتراضات</strong>ه <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏ أن كلامه مختصر إلى درجةالإجحاف ففي باب المضمر يقول:‏ لما فرغ <strong>من</strong> ذكر المعارف شرع في سرد10تفاصيلها باختصار مجحف <strong>على</strong> ما وضع عليه كتابه.‏وفي باب الفاعل يقول:‏ ولقد أجحف المصنف بالفاعل جدا ً،‏ حيث لم يذكر له11رسما ً ولا حدا.‏(8) شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.175/1.186 _ 183/1.242/1.304/1(9)(10)(11)170


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرفي باب الاشتغال يقول:‏وهو باب متسع الأطراف،‏ولقد بالغ المصن ّف فيالإجحاف به ماشاء،‏ ولو شاء أحد أن يسرد جميع أبواب النحو <strong>على</strong> هذا النحو فيورقة لقدر <strong>على</strong> ذلك،‏ ولكن لا فائدة فيه.‏12.5أحمد‏).‏وغير ال<strong>من</strong>صرف يذكره أبو <strong>حيان</strong> مرتين:‏والثاني في باب مستقل قبل نهاية الكتاب.‏قال أبو <strong>حيان</strong> في إعراب ما لا ينصرفالأولى عند بيان علامات الإعراب،‏‏(وغير ال<strong>من</strong>صرف يجر بالفتحة نحوفيعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> هذا النقص والاختصار،‏ فيقول:‏ وفي كلام المصنفنقص،‏ وإتمامه أن يقول:‏ إلا إن أضيف أو وليته أل فإنه يجر<strong>حيان</strong>13حينئذٍ‏ بالكسرة..‏ثم يشير <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> إلى ذكر المصنف للموضوع في باب مستقل،‏ في قول أبي‏(غير ال<strong>من</strong>صرف لا ينون ولا يكسر،‏ فإن أضيف دخلته الألف واللام،‏ وك ُسِر،‏نحو:‏ بإبراهيمكم،‏ وبالأبيض).‏ويتخيل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>من</strong> يرد عليه اعتراضه،‏ ما دام قد ذكره المصنف،‏ ولكنه يصر<strong>على</strong> الاعتراض عليه <strong>من</strong> عدة جهات،‏ فيقول:‏باب‏(ما لا ينصرف)‏ثلاث جهات،‏إحداها:‏المختصر المجحف.‏يضاف حتى ينك ّر،‏فإن قلت:‏ فإذا ثبت أنه استثنى ذلك فيلم يحسن الاعتراض عليه.‏ قلت:‏ بل يت ّجه الاعتراض عليه <strong>من</strong>تأخير الشيء عن موضعه.‏الثالثة:‏أن تمثيله14العجمة،‏ والعجمة وحدها لا تؤث ّر.‏بقولهفهو والحالة هذه ب<strong>من</strong>زلة قولكالثانية:‏‏(بإبراهيمكم)‏‏(لجام)،‏تكرير المسألة في هذاغير سديد؛ لأن العلم لافي أنه ليس فيه غير(12)(13)(14)شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.7/2.195/1.196/1171


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسي.6وفي باب غير ال<strong>من</strong>صرف،‏ يعود <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> مرة أخرى ليت ّهم أبا <strong>حيان</strong> بالإخلال،‏فيقول:‏15ترتيب.‏.7وقد تبين مما هذ ّبته في هذا الباب ما في كلام المؤلف <strong>من</strong> إخلال وسوءوفي باب إعمال اسم الفاعل،‏ قال أبو <strong>حيان</strong> ‏(واسم الفاعل إن كان فيه الألف واللامعمل ماضيا ً ومستقبلا ً وحالا ً،‏ نحو جاء الضارب زيدا ‏ًأمس أو الآن أو غدا ً..)‏فيتهم <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> هذا التعبير بالعجمة والنقص،‏عبارة فيها عجمة ونقص.أما العجمة فجعله) لأ (‏(بأل)،‏ أو إن كان مقرونا ً بأل.‏ وأما النقص فحق ّه أن يقيدفيقول:‏ قوله)‏(إن كان فيه أل)‏في اسم الفاعل ، وكان الجيد أن يقالأل)‏ بأن تكون موصولة،‏لأنها متى قدرت للتعريف اقتضى القياس أن لا تعمل شيئا ً،‏ نص <strong>على</strong> ذلك أصحاب16الأخفش،‏ وهو الحق ّ ل<strong>من</strong> تأمل.‏.8وفي باب التمييز،‏ يعرفه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> لغة ً،‏ ويستشهد له،‏ ثم يتهم أبا <strong>حيان</strong> بإفسادالتعريف اصطلاحا ً،‏ فيقول:‏ وأما في الاصطلاح فقال <strong>ابن</strong> عصفور:‏ كلّ‏ اسم نكرة<strong>من</strong>صوب مفسر لما انبهم <strong>من</strong> الذوات.‏ وتلق ّف <strong>من</strong>ه أبو <strong>حيان</strong> هذا الحد‏،‏ وأسقط <strong>من</strong>هقوله ‏(نكرة <strong>من</strong>صوب)‏17فأفسده.‏.918ثم يقول أيضا ً:‏ وقد تبين بما شرحناه إخلال حد أبي <strong>حيان</strong>.‏ويستمر <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بتعقب أبي <strong>حيان</strong> في هذا الباب،‏ واتهامه بإدخال أحكام الباب19في الحد‏،‏ ثم يقول:‏ وهي طريقة رديئة ركيكة.‏وفي باب حروف الجر‏،‏ ذكر أبو <strong>حيان</strong> خمسة وعشرين حرفا ً للجر‏،‏ وجعل <strong>من</strong>هاالهمزة،‏ و<strong>من</strong>‏،‏ و ‏(م)‏ بضم الميم وكسرها وفتحها.‏(16)(17)(18)(19)(20)شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.359/2.92_ 91/2.185/2.188/2.193/2172


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرفاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> قائلا ً:‏ اشتملت هذه الأسطر اليسيرة <strong>من</strong> هذه اللمحةالصغيرة <strong>على</strong> نقود كثيرة،...‏ <strong>من</strong>ها أنه أودع هذه المقدمة – <strong>على</strong> صغرها-‏ حروفا ً غيرمشهورة،‏20موهمة.‏.10ثم إنه خلطها بالمشهورة،‏وفي باب عطف النسق،‏الإعراب دون الحكم،‏ وهي:‏فأوهم ذلك كثرتها،‏وعبر عن بعضها بعبارةذكر أبو <strong>حيان</strong> حروف العطف التي تشرك فيأو،‏ وأم،‏ ولا،‏ وبل،‏ ولكن.‏ فاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>لتسويته بين أو وأم،‏ فقال:‏ وما اختاره المؤلف <strong>من</strong> أنالإعراب دون الحكم،‏21الصبح لذي عينين.‏ثاني ًاهو المشهور في التصانيف،‏( و(‏ وأ ‏(أم)‏-كتب خاصة ل<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏والصحيح خلافه،‏يشركان فيوقد تبينرجعت إلى مصنفات <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأخرى،‏ فوجدت له <strong>اعتراضات</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>في المصنفات التالية:‏ شرح شذور الذهب،‏ ورسالة في توجيه النصبالشواهد وتلخيص الفوائد،‏ ومغني اللبيب.‏1- شرح شذور الذهب:‏ذكر <strong>ابن</strong> مالك في باب أفعال المقاربة ‏"حرى"‏زيد أن يفعلَ.‏فاعترض عليه أبو <strong>حيان</strong>،‏، وتخليص22<strong>من</strong> أفعال الرجاء ، كقولك:‏ حرىوعدها زيادة <strong>من</strong>ه،‏فقال:‏وزاد <strong>ابن</strong> مالك‏"حرى"،‏ ويحتاج ذلك إلى استثبات،‏ وذكره أبو سهل الهروي في كتاب ‏"أسفار الفصيح"‏23<strong>من</strong>ونا ً.‏ ..قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> يرد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>:‏ ولا أعرف <strong>من</strong> ذكر‏(حرى)‏<strong>من</strong> النحويينغير <strong>ابن</strong> مالك.‏ وتوهم أبو<strong>حيان</strong> أنه وهم فيها،‏ وأنما هي حرى بالتنوين اسما ً لا فعلا ً،‏(21)(22)(23)(24)شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةالتسهيل صارتشاف الضرب.259/2.320/2.59.1222/3173


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيوأبو <strong>حيان</strong> هو الواهم،‏ بل ذكرها أصحاب كتب الأفعال <strong>من</strong> اللغويين كالسرقسطي و<strong>ابن</strong>طريف،‏ وأنشدوا عليها شعرا ً،‏ وهو قول الأعشى:‏جرا.‏.1إن يق ُلْ‏ هن <strong>من</strong> بني عبد شمسٍ‏2- رسالة في توجيه النصب24فحرى أن يكون ذاك‏،‏ وكانا– في إعراب فضلا ً ولغة ً وخلافا ً وأيضا ً وهل<strong>من</strong>قل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> رأيين لأبي <strong>حيان</strong> في هذه الرسالة،‏ ثم رد عليه فيهما،‏ وهما:‏في توجيه قولهميكون صفة لِ ‏"درهما ً"‏ ؟قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏‏"فلان لا يملك درهما ً فضلا ً عن دينار".‏ هل يجوز في"فضلا"‏ أنزعم أبو<strong>حيان</strong> أن ذلك لا يجوز؛ لأنه لايوصف بالمصدر إلا إذاأريدت المبالغة،‏ لكثرة وقوع ذلك الحدث <strong>من</strong> صاحبه،‏ وليس ذلك بمراد هنا.‏ قال أبو<strong>حيان</strong>:‏ وأما القول بأنه يوصف بالمصدر <strong>على</strong> تأويله بالمشتق،‏ أو <strong>على</strong> تقدير المضاففليس قول المحققين.‏ويعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> متعجبا ً،‏ لأن القائل بالتأويل الكوفيون،‏ يؤولون عدلا ًبعادل ورِضى بمرضي‏،‏ والقائل بالتقدير البصريون،‏ يقولون ذو عدلٍ‏ وذو رِضى.‏ قال<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ وإذا كان كذلك ف<strong>من</strong> المحق ّقون ؟ثم ينقل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> قول <strong>ابن</strong> عصفور في المسألة،‏ وأنه إذا قصدت المبالغة فالاتفاق<strong>على</strong> أنه لا تأويل ولا تقدير.‏ قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ وهذا الذي قاله <strong>ابن</strong> عصفور هو الذي فيذهن أبي <strong>حيان</strong>،‏ ولكنه نسي فتوهم أن <strong>ابن</strong> عصفور قال إنه لا تأويل مطلقا ً،‏ ف<strong>من</strong> هنا25واالله أعلم-‏ دخل عليه الوهم.‏–.2في توجيه قولهمالارتشاف،‏جرا".‏ ‏"هلمحيث قال أبو <strong>حيان</strong>:‏نقل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> عن أبي <strong>حيان</strong> شرح هذا التعبير <strong>من</strong>وهلم جرا،‏معناه تعالوا <strong>على</strong> هينتكم متثبتين،‏(25)(26)شرح شذور الذهبرسالة في توجيه النصب.268.23 _ 22174


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرفيوانتصاب جرا <strong>على</strong> أنه مصدر في موضع الحال،‏ أي جارين،‏ قاله البصريون.‏26وقال الكوفيون مصدر لأن هلم جروا،‏ وقيل انتصب <strong>على</strong> التمييز.‏‏"جرا"‏ويعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> بأنه وهم في كلامه،‏ إذ ذكر أن الكوفيين قالواإنه مصدر،‏ والبصريين قالوا بأنه حال،‏ مع أن الفريقين لم يتكلموا <strong>على</strong>إعراب ذلك،‏ ثم يذكر اعتراضين عليه،‏ أحدهما:‏ أن هذا التفسير لا ينطبق <strong>على</strong> المراد،‏والثاني:‏ إفراده تعال مع أنه خطاب للجماعة،‏ وإنما يقال تعالوا.‏ قال:‏ وكأنه توهم أن27تعال اسم فعل.‏3- تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد:‏.1أشار <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> مرتين إلى أبي <strong>حيان</strong> في هذا الكتاب،‏ معترضا ً عليه:‏عند الاستدلال بقول الشاعر:‏وما أصاحب <strong>من</strong> قومٍ‏ فأذكرهممحل الشاهد قوله‏"هم"‏إلا يزيدهم حبا ً إليفإنه فاعل‏"يزيد"،‏28همفكان حق ّه أن يتصل به فيقال:‏إلايزيدونهم حبا ً إلي‏.‏ فأوقع الضمير ال<strong>من</strong>فصل موقع الضمير المتصل للضرورة الشعرية.‏29وهذا البيت <strong>من</strong> شواهد <strong>ابن</strong> مالك في شرح التسهيل.‏30قال أبو <strong>حيان</strong> في شرح التسهيل ‏:وهذا البيت في الحماسة صدرهأنشده المصنف ‏(يعني <strong>ابن</strong> مالك)، وهو:‏لم ألق َ بعدهم حيا ً فأَخ ْبرهم...31مخالف لماقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ وزعم أبو <strong>حيان</strong> أن الناظم حرف صدر هذا البيت،‏ وأن صوابه:‏لم ألق بعدهم حيا ً فأخبرهم...(27)(28)(29)(30)(31)(32)ارتشاف الضربرسالة في توجيه النصبتخليص الشواهدشرح التسهيل ل<strong>ابن</strong> مالكالتذييل والتكميل لأبي <strong>حيان</strong>الحماسة لأبي تمام.2307/5.49 _ 47.83.156/1.248/2.136/2175


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيورد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> قائلا:‏ولا مستند له في ذلك،‏ إلا أنه وجده في حماسة أبيتمام هكذا،‏ والذي أورده الناظم هو رواية <strong>ابن</strong> قتيبة في طبقات الشعراءالمبرد أيضا ً كذلك،‏إلا أنه أورده بالفاء في أوله،‏فقال:‏32، ورواه33الضمير...‏.2إذا اضطر الشاعر فصلأقول:‏ و<strong>من</strong> العجيب أن أبا <strong>حيان</strong> لم يتهم الناظم بتحريف صدر البيت،‏ كما زعم<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ وإنما أشار إلى أنه في الحماسة مخالف لإنشاد المصنف.‏عند34أمثال َك ُم"‏ .ب<strong>من</strong>زلةالاستدلال بقراءة سعيد بن جبير‏(ما)‏‏"إنِ‏ الذين تدعون <strong>من</strong> دون االله عبادا ًوهي قراءة شاذة خرجها <strong>ابن</strong> جني في المحتسب <strong>على</strong> أنالنافية،‏ فأعملإعمال ) نإ (‏(ما)،‏ قال:‏هذه ‏(إن‏)‏وفيه ضعف ؛ لأن إن هذه لم35تختص بنفي الحاضر اختصاص ما به،‏ فتجري مجرى ليس في العمل..‏36قال أبو <strong>حيان</strong> : وهذا التخريج يؤدي إلى عدم مطابقة أحد الخبرين الآخر،‏ وقدخرجت هذه القراءة في شرح التسهيل <strong>على</strong> وجه غير ما ذكروه،وهو أن إن المخففة<strong>من</strong> الثقيلة،‏ وأعملها عمل المشددة..‏ لكنه نصب في هذه القراءة خبرها،‏ كقول الشاعر:‏إذا اسود جنح الليل فلتأت ول ْتكن خطاك خفافا ً،‏ إن حراسنا أُسدافاعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> في هذا التوجيه،‏ ورده بأمور قائلا:‏ لميثبت الأكثرون إعمال) نإ (النصب في الجزأين،‏ وتأولوا ما أوهم ذلك،‏ ثم القائلون بهلم يذكروه إلا مع التشديد لا مع التخفيف،‏ ثم التناقض الذي توهمه مدفوع لأنهم أمثالهم37في أنهم مخلوقون،‏ وليسوا أمثالهم في الحياة والنطق.‏(33)(34)الشعر والشعراء ل<strong>ابن</strong> قتيبةتخليص الشواهد(35) صورة الأعراف:‏المحتسب ل<strong>ابن</strong> جنيالبحر المحيطتخليص الشواهد.697.85.194.270/1.444/4.306(36)(37)(38)176


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعر-4مغني اللبيب عن كتب الأعاريب:‏وهو أهم كتب <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ويمثل قمة النضج العلمي عنده،‏لأنه <strong>من</strong> آخرمصنفاته.‏ وقد ذكر أبا <strong>حيان</strong> في مواضع عديدة <strong>من</strong>ه،‏ معق ّبا ً عليه أو معترضا.‏ ولكن<strong>اعتراضات</strong>ه عليه كانت أقل حدة في الغالب،‏ فنراه يستعمل ألفاظا مثل:‏ زعم،‏ ووهم،‏والسهو،‏ وليس قوله بشيء.‏وهذه أهم المسائل التي اعترض فيها <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>:‏‏(‏‎1‎‏)"أن"‏ المصدرية،‏ هل توصل بفعل الأمر؟قال <strong>ابن</strong> مالك:‏ <strong>من</strong> الموصولات الحرفية38متصرف مطلقا.‏وقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏مضارعا ً نحو‏"أن"‏‏(أن‏)‏المصدرية موصول حرفي،‏‏"وأن تصوموا خير لكم"،‏ أو ماضيا ً نحوالناصبة مضارعا ً،‏ وتوصل بفعلتوصل بالفعل المتصرف،‏‏"لولا أن <strong>من</strong> االله علينا"،‏ أوأمرا ً كحكاية سيبويه:‏ كتبت إليه بأن قم.‏ هذا هو الصحيح...‏ وكونها توصل بالأمر،‏المخالف في ذلك أبو <strong>حيان</strong>،‏ زعم أنها لا توصل به،‏ وأن كل شيء سمع <strong>من</strong> ذلك فأنفيه تفسيرية،‏ واستدل بدليلين:أحدهما أنهما إذا قدرا بالمصدر فات معنى الأمر،‏ الثاني39أنهما لم يقعا فاعلا ولا مفعولا...‏فرد عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏بالبطلان حكاية سيبويهوأجاب عن الدليلين،ثم قال:‏ممّا يقط َع به <strong>على</strong> قوله‏"كتبت ُ إليه بأن ق ُم".‏ وأجاب عنها أبو <strong>حيان</strong> بأن الباء محتملةللزيادة.‏ فاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ وقال:‏ وهذا وهم فاحش،‏ لأن حروف الجر زائدة ً40كانت أو غير زائدة لا تدخل إلا <strong>على</strong> الاسم أو ما في تأويله.‏" نأ"‏ (2)الزائدة،‏ هل لها معنى غير التوكيد؟قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ ولا معنى لـِ" نأ "الزائدة غير التوكيد،‏ كسائر الزوائد.‏(39)(40)(41)تسهيل الفوائدمغني اللبيبمغني اللبيب.37.44 -43.45177


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيثم نقل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> كلام أبي <strong>حيان</strong> عن الزمخشري أنه قال في قوله تعالى ‏"ولما أن41جاءت رسلنا لوطا ً سيء بهم"‏ :إبراهيم في قوله.1.2تعالىدخلت أن في هذه القصة،‏ ولم تدخل في قصة42‏"ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا"‏‏[سلاما]،‏ تنبيه ًاوتأكيدا ً <strong>على</strong> أن الإساءة كانت تعقب المجيء،‏ فهي مؤكدة في قصة لوط للاتصال43واللزوم،‏ ولا كذلك في قصة إبراهيم،‏ إذ ليس الجواب فيها كالأول..‏فاعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> بأمور:‏أنه افترى <strong>على</strong> الزمخشري ما لم يقله،‏ لأن نص كلام الزمخشري في تفسير سورةالعنكبوت:‏‏"أن صلة أكدت وجود الفعلين مرتبا ً أحدهما <strong>على</strong> الآخر في وقتينمتجاورين لا فاصل بينهما،‏ كأنهما وجدا في جزء واحد <strong>من</strong> الزمان،‏ كأنه قيل:‏ لما44أحس بمجيئهم فاجأته المساءة <strong>من</strong> غير ريث".‏ فليس في كلام الزمخشري تعرضللفرق بين القصتين،‏ كما نقل عنه أبو <strong>حيان</strong>،‏ ولا كلامه مخالف لكلام النحويين،‏لإطباقهم أن الزائد يؤك ّد معنى ما جيء به لتوكيده.‏إن قصة إبراهيم التي فيها ‏"قالوا سلاما ً"‏ في سورة هود آية 69، وليست في السورةالتي فيها ‏"سيء بهم"،‏ وهي سورة العنكبوت آية.33.3" (3)قال:‏إن تعبير أبي <strong>حيان</strong> بِ ‏"الإساءة"‏التنزيل،‏ والصوابأَن َّما ‏"هل تفيد الحصر كإن َّما ؟فيه لحن،‏ لأن الفعل ثلاثي45‏"المساءة"،‏ وهي عبارة الزمخشري.‏‏"سيء"‏كما نطق بهذكر <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> أن ‏(أَن‏)‏ المفتوحة المشددة فرع عن إن المكسورة،‏ <strong>على</strong> الأصح،‏و<strong>من</strong> هنا صح للزمخشري أن يدعي أن‏"أن َّما"‏بالفتح تفيد الحصر،‏ وقد اجتمعتا(42)(43)(44)(45)(46)سورة العنكبوت:‏سورة العنكبوت:‏مغني اللبيبالكشاف للزمخشريمغني اللبيب3331.52.453/3.53178


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرفي قوله تعالى46‏"قل إن ّما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد"‏ ، فالأولى لقصر الصفة <strong>على</strong>47الموصوف،‏ والثانية بالعكس .قال الزمخشري‏:‏ وفائدة اجتماعهما الدلالة <strong>على</strong> أن الوحي إلى رسول االله صلى48االله عليه وسلم مقصور <strong>على</strong> استئثار االله بالوحدانية.‏وقد اعترض أبو <strong>حيان</strong> <strong>على</strong> كلام الزمخشري،‏ وقال:‏ وأما جعله أنما المفتوحةالهمزة مثل مكسورتها يدل <strong>على</strong> القصر،‏ فلا نعلم الخلاف إلا في إنما بالكسر،‏ وأمابالفتح فحرف مصدري ينسبك <strong>من</strong>ه مع ما بعدها مصدر...‏ولو كانت أنما دال ّة <strong>على</strong>الحصر لزم أن يقال إنه لم يوح إليه شيء إلا التوحيد،‏ وذلك لا يصح الحصر فيه،‏ إذ49قد أوحي إليه أشياء غير التوحيد...‏ورد <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> <strong>اعتراضات</strong>ه <strong>على</strong> الزمخشري،‏ بأن هذا حصر مقيد،‏إذ الخطاب مع المشركين،‏ والمعنى ما أوحي إلي في أمر الربوبية إلا التوحيد لا50الإشراك،‏ ويسمى ذلك قصر قلب..‏(4)ما جواب إذا في قوله تعالى ‏"وإذا تتلى عليهم آياتنا بيناتٍ‏ ما كان حجتهم إلا أن51قالوا"‏ ؟اختار أبو <strong>حيان</strong> أن يكون الجواب ‏"ما كان حجتهم.."‏ قال:‏ وفي كون الجواب <strong>من</strong>في ًابما دليل <strong>على</strong> ما اخترناه <strong>من</strong> أن جواب إذا لا يعمل فيها52يعمل فيما قبلها.‏، لأن ما بعد ما النافية لا(47)(48)الأنبياء:‏مغني اللبيب‏(‏‎49‎‏)الكشافالبحر المحيطمغني اللبيبالجاثية:‏البحر المحيط108.59.139/3.344/6.59.25.49/8(50)(51)(52)(53)179


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيورده <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> قائلا ً:‏وليس هذا بجواب،‏وإلا لاقترن بالفاء،‏‏"وإن مثل53يستعتبوا فما هم <strong>من</strong> المعتبين"‏ ، وإنما الجواب محذوف،‏ أي عمدوا إلى الحجج54الباطلة.‏(5)ما إعراب ‏"كلّ"‏ في قول الشاعر:‏المشهور أنالمؤك َّد،‏ نحو55المذكور.‏‏"ك ُلّ"‏يا أشبه الناسِ‏ كل ِّ الناسِ‏ بالقمر ؟تعرب توكيدا ً،‏وتجب إضافتها إلى اسم مضمر راجع إلى‏"فسجد الملائكة كل ُّهم".‏ قال <strong>ابن</strong> مالك:‏ وقد يخلفه الظاهر،‏ كما في البيتقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ وخالفه أبو <strong>حيان</strong>،‏ وزعم أن ‏"كلّ"‏ في البيت نعت56، مثلها في:‏أطع<strong>من</strong>ا شاة ً كل َّ شاةٍ،‏ وليست توكيدا ً.‏ وليس قوله بشيء ؛ لأن التي ينعت بها دال َّة <strong>على</strong>57الكمال،‏ لا <strong>على</strong> عموم الأفراد.‏قال البغدادي حول هذا البيت:‏ وقد أحسن ناظر الجيش في الرد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏بقوله:‏ ما ذكره الشيخ غير ظاهر،‏ فإن ما قرره يخالف مراد الشاعر،‏ وذلك أنهلايشبه القمر أحد <strong>من</strong> الناس إلا أنت،‏ ولا يتم للقائل هذا المراد إلا بأن يريد العموم...‏فلما كان العموم مرادا ً تعين التوكيد،‏ ليفيد أن الخصوص غير مراد،‏ وليس النعت58بمقصود في هذه الأبيات...‏(6)‏"كلّ"‏ إذا قطعت عن الإضافة لفظا ً،‏ فهل يراعى لفظها أو معناها ؟.24.133.292/3.1950/3.256(54)(55)(56)(57)(58)(59)فصلت:‏مغني اللبيبشرح التسهيل ل<strong>ابن</strong> مالكارتشاف الضربمغني اللبيبشرح أبيات مغني اللبيب 184/4. والبيت لعمر بن أبي ربيعة.‏180


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرقال أبو <strong>حيان</strong>:‏ يجوز مراعاة اللفظ،‏ كقوله تعالى6160أخذنا بذنبه"‏ ، ويجوز مراعاة المعنى نحو ‏"وكل ٌّ كانوا ظالمين"‏ .59‏"كل ُُّ‏ يعملُ‏ <strong>على</strong> شاكلته"‏ ، ‏"فكلافاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> قائلا:‏ والصواب أن المقدر يكون مفردا ً نكرة فيجبالإفراد كما لو صرح بالمفرد،‏ نحومعرفا ً فيجب الجمع،‏ نحو(7)هل يجوز فصل الضمير المحصور بإن َّما؟قال السيوطي:‏62‏"كل ٌّ آ<strong>من</strong> باالله"‏ ، إذ التقدير كل ُّ أحد،‏ ويكون جمع ًا656463‏"كل ٌّ له قانتون"‏ ، ‏"كل ٌّ في فلكٍ‏ يسبحون"‏ ، أي كل ُّهم .ومتى أمكن اتصال الضمير لم يعدل إلى ال<strong>من</strong>فصل..‏انفصال الضمير في صور إحداها أن يحصر بإنما،‏ كقول الشاعر:‏وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثليويتعينقال السيوطي:‏ هذا ما جزم به <strong>ابن</strong> مالك،‏ وزعم سيبويه أن الفصل في البيت66ونحوه <strong>من</strong> الضرورات.‏وذهب أبو <strong>حيان</strong> إلى <strong>من</strong>ع فصل الضمير المحصور بإنما،‏ وأن الفصل في البيتضرورة،‏ واستدلّ‏ بقوله تعالى6968االله"‏ ، ‏"وإنما توف َّون أجوركم يوم القيامة " .67‏"قل إنما أعظكم بواحدة"‏ ، ‏"إنما أشكو بث ِّي وحزني إلىقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ وقول أبي <strong>حيان</strong> وهم،‏ لأن الحصر فيهن في جانب الظرف لا70الفاعل،‏ ألا ترى أن المعنى:‏ ما أعظكم إلا بواحدة،‏ وكذلك الباقي.‏الإسراء:‏العنكبوت:‏الأنفال:‏البقرة:‏البقرة:‏الأنبياء:‏مغني اللبيبهمع الهوامعسبأ:‏.84 (60)40 (61).55 (62).285 (63).116 (64).33 (65).264 (66).217/1 (67).46 (68)(69) يوسف:‏ .86.186 (70)آل عمران:‏181


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسي(8)بم يتعل َّق الجار والمجرور في قوله تعالى71‏"إذا طل َّقت ُم النساء فطل ِّقوهن لعدتهن‏"‏ ؟قال الزمخشري‏:‏ أي مستقبلات لعدتهن‏،‏ كقولك:‏ أتيته لليلة بقيت <strong>من</strong> المحرم،‏ أي72مستقبلا ً لها.‏مضاف،‏فرد عليه أبو <strong>حيان</strong> بأن الجار والمجرور إنما يتعل ّق بكون مطلق،‏ فهو <strong>على</strong> حذفأي لاستقبال عدتهن‏،‏واللام للتوقيت...قال:‏وتقدير الزمخشري هنا حالا ًمحذوفة يدلّ‏ عليها المعنى يتعل ّق بها المجرور،‏ أي مستقبلات لعدتهن،‏ ليس بجيد،‏ لأنهقدر عاملا ً خاصا،‏ ولا يحذف العامل في الظرف والجار والمجرور إذا كان خاصا،‏ بل73إذا كان كونا ً مطلقا ً..‏فاعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏ ووصفرأيه بأنه ليس بشيء،‏ ثم قال:‏ويقال له إذا كنت تجيز الحذف للدليل المعنوي مع عدم ما يسد مسده،‏ فكيف ت<strong>من</strong>عه مع74وجود ما يسد ؟ وإنما اشترطوا الكون المطلق لوجوب الحذف لا لجوازه.‏وذكر في موضع آخر تقدير الزمخشري،‏ ثم قال:‏ ورده أبو <strong>حيان</strong> توهما ً <strong>من</strong>ه أنالخاص لا يحذف،‏ وقال:‏75فحذف المضاف،‏ وقد بينا فساد تلك الشبهة.‏(9)الصواب أن اللام للتوقيت،‏ وأن الأصل لاستقبال عدتهن‏،‏هل يجوز عطف الخبر <strong>على</strong> الإنشاء،‏ وبالعكس ؟قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ <strong>من</strong>عه البيانيون،‏ و<strong>ابن</strong> مالك في شرح باب المفعول معه <strong>من</strong> كتابالتسهيل،‏ و<strong>ابن</strong> عصفور في شرح الإيضاح..‏ وأجازه الصف ّار وجماعة..‏ قال أبو <strong>حيان</strong>:‏(71)(72)(73)(74)(75)(76)مغني اللبيبالطلاق:‏الكشافالبحر المحيطمغني اللبيبمغني اللبيب.4071.552/4.281/8.570.586182


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروأجاز سيبويه76لمحذوف.‏‏"جاءني زيد و<strong>من</strong> عمرو العاقلان؟"‏ثم اعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏سيبويه فغلط عليه،‏الرجلين الصالحينوإنما قال:‏واعلم أنه لا يجوز""(10)<strong>على</strong> أن يكون العاقلان خبرا ً77فقال ‏:وأما ما نقله أبو <strong>حيان</strong> عن<strong>من</strong> عبد االله وهذازيدرفعت أو نصبت،‏ لأنك لا تث ْني إلا <strong>على</strong> <strong>من</strong> أثبت ّه وعلمت َه،‏78ولا يجوز أن تخلط <strong>من</strong> تعلم و<strong>من</strong> لا تعلم فتجعلهما ب<strong>من</strong>زلة واحدة..‏في قوله تعالىأجازه الزجاج،‏ وقال:‏ " كل َّ مرصد"‏81مرصد.‏79‏"واقعدوا لهم كل َّ مرصد"‏ ، هل يجوز إعراب ‏(كلّ)‏ ظرفا ً؟ظرف،‏ كقولك:‏80ذهبت مذهبا ً.‏وأيده أبو <strong>حيان</strong>،‏ فقال بأن اقعدوا ليس <strong>على</strong> حقيقته،‏ بل معناه ارصدوهم كلّ‏فاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ وقال:‏ وهذا مخالف لكلامهم،‏ إذ اشترطوا توافقمادتي الظرف وعامله،‏ولم يكتفوا بالتوافق المعنوي كما في المصدر،‏والفرق أنانتصاب هذا النوع <strong>على</strong> الظرفية <strong>على</strong> خلاف القياس لكونه مختصا،‏ فينبغي ألا ّ يتجاوزبه محل السماع..‏(11)82ثم قال:والصواب أنها <strong>على</strong> تقدير <strong>على</strong>،‏ أو أن اقعدوا ض<strong>من</strong> معنى الزموا..‏ما الرابط في الجملة الموصوف بها؟قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ ولا يربطها إلا ّ الضمير،‏ إما مذكورا ً أو مقدرا ً.‏(77)(78)(79)(80)(81)(82)(83)مغني اللبيبمغني اللبيبالكتاب لسيبويهالتوبة:‏معاني القرآن وإعرابهالبحر المحيطمغني اللبيب.627.630.60/2.431/2.10/5.751 _ 750.5183


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيوفي قوله تعالى:‏83‏"وات َّقوا يوما ً لا تجزي نفس عن نفسٍ‏ شيئ ًا"‏ ،إلى أن الرابط هو الضمير المقدر المجرور،‏ وأنه <strong>على</strong> تقدير:‏ ‏"فيه"...‏ذهب <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>قال:‏ وزعم أبو <strong>حيان</strong> أن الأولى ألا ّ يقدر ضمير،‏ بل يقدر أن الأصل يوما ً يوملا تجزي،‏ بإبدال يوم الثاني <strong>من</strong> الأول،‏ ثم حذف المضاف.‏84ثم اعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ بأن ّه لا يعلم أن مضافا ً إلى جملة حذف،‏ ثم إن ادعىأن الجملة باقية <strong>على</strong> محل ّها <strong>من</strong> الجر فشاذ،‏ أو أنها أنيبت عن المضاف فلا تكونالجملة مفعولا ً في مثل هذا الموضع.‏ما توجيه قراءة <strong>هشام</strong> ‏"ولا يحسبن الذي ق ُتلوا في سبيل االله أمواتا ً"‏ ؟قال الزمخشري:‏ قرئ بالياء <strong>على</strong> ولا يحسبن رسول االله صلى االله عليه وسلم،‏ أولا يحسبن حاسب.‏ ويجوز أن يكون ‏"الذين ق ُتلوا"‏ فاعلا ً،‏ ويكون التقدير:‏ ولا يحسبن َّهمالذين ق ُتلوا أمواتا ً،‏ أي ولا يحسبن الذين ق ُتلوا أنف ُسهم أمواتا ً...‏ورد عليه أبو <strong>حيان</strong> بأن هذا التقدير يؤدي إلى تقديم الضمير <strong>على</strong> مفسره،‏ وذلك87لا يجوز إلا في أبواب محصورة.‏قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> معترضا ً <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>:‏ ورده أبو <strong>حيان</strong> باستلزامه عود الضمير<strong>على</strong> المؤخ َّر،‏ وهذا غريب جدا،‏ فإن هذا المؤخ َّر مقدم في الرتبةكما اعترض <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> في هذه المسألة تلميذه السمين الحلبي‏،‏ قائلا ً:‏ وهذا<strong>من</strong> تحملاته عليه ‏(يعني <strong>على</strong> الزمخشري)،‏ أما قوله ‏"يؤدي إلى تقديم المضمر الخ"‏فالزمخشري لم يقدره صناعة،‏ بل إيرادا ً للمعنى المقصود،‏ وذلك لما أراد أن يقدرالصناعة النحوية قدره بلفظ ‏"أنفسهم"‏ ال<strong>من</strong>صوبة،‏ وهي المفعول الأول.‏ وأظن أن الشيختوهم أنها مرفوعة،‏ تأكيد للضمير في ق ُتلوا"‏ ، ولم ينتبه إلى أنه قدرها مفعولا ً أول<strong>من</strong>صوبة...‏85.8886"89(12)(84)(85)(86)(87)(88)(89)(90)البقرة:‏مغني اللبيبآل عمران:‏الكشافالبحر المحيطمغني اللبيبالدر المصون.48.654 _ 653.169.439/1.112/3.640.481/3184


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرمظاهر الخلاف بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong>:‏يبدو أن الخلاف بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong> ظهر <strong>من</strong>ذ بداية التلق ّي،‏فكان <strong>من</strong>المتوق َّع أن يلازمه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ ويأخذ عنه،‏ في وقت كان فيه أبو <strong>حيان</strong> إمام النحاةفي عصره،‏ وشيخ القراء،‏ ورحلة الطالبين.‏ ولكن العجيب أن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> اكتفى بسماعديوان زهير عليه،‏ واستبدل به عالما ً آخر،‏ هو العلامة <strong>ابن</strong> المرحل،‏ المتوف َّى سنة744 ه،‏ فكان يطريه ويفضله <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> وغيره،‏ ويقول:‏ كان الاسم في زمانه90لأبي <strong>حيان</strong> والانتفاع ب<strong>ابن</strong> المرحل.‏ولم يصرح <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بسبب لهذه الجفوة بينهما،‏ ولكنها تظهر واضحة فيمصنفاته،‏ وفي موقفه <strong>من</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏ وكثرة <strong>اعتراضات</strong>ه عليه،‏ كما رأينا.‏ فكان <strong>ابن</strong><strong>هشام</strong> لا يدع سبيلا للرد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> إلا سلكه.‏فاعترض عليه في شرحه لكتابين صغيرين له،‏ وهما:‏ فوح الشذا في مسألة كذا،‏وشرح اللمحة البدرية،‏ واتهمه فيهما بالتقصير والاختصار إلى درجة الإجحاف،‏وأك ّد هذه التهمة،‏ وكأنه نسي أن أبا <strong>حيان</strong> له مصنفات مطولة في النحو والتفسير،‏ ولهأيضا رسائل مختصرة وضعها للمبتدئين.‏وقد بالغ <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> في الاعتراض <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> في شرح اللمحة البدرية،‏وفصل في مسائل لا يلزمها هذا التفصيل،‏ إلا أن يكون قصده الاعتداد بنفسه،‏ وإبرازعلمه إلى جانب علم أبي <strong>حيان</strong>.‏ فنراه يؤكد إعجابه بعلمه،‏ وما صنعه في الشرح،‏كقوله في باب غير ال<strong>من</strong>صرف:‏ وقد تبين مما هذبته في هذا الباب ما في كلام المؤلف91<strong>من</strong> إخلال وسوء ترتيب.‏92وقوله في أحكام العدد:‏ فتأمل ما لخ ّصته،‏ فإنه بديع.‏(19)(92)(93)الدر الكا<strong>من</strong>ةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.407/2.359/2.368/2185


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيو<strong>من</strong> الأشياء التي بالغ في تفصيلها،أنه ذكر سبعة معانٍ‏ للإعراب لغة ً،‏ وقال:‏فهذه سبعة معانٍ‏ لِ(أعرب‏)‏93الإعراب لغة ً.‏ومصدرها كلها الإعراب <strong>على</strong> القياس،‏وهذه معانيونراه أ<strong>حيان</strong> ًا يلجأ إلى السخرية <strong>من</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏ ويعرض به عن طريق أبيات <strong>من</strong>الشعر،‏ لا يأتي بها شواهد نحوية،‏ ولكن ّها للتبكيت والتنكيت عليه.‏ و<strong>من</strong> ذلك مثلا أنأبا <strong>حيان</strong> ذكر باب ما لا ينصرف مرتين،‏الأولى باختصار عند ذكر علاماتالإعراب،‏ والثانية عندما أفرد له بابا خاصا.‏ فاتهمه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بتأخير الشيء عنموضعه،‏ ومث َّل هذا التباعد في هذا الباب بقول الشاعر:‏سهم أصاب وراميه بذي سل َمٍ‏ <strong>من</strong> بالعراق،‏ لقد أبعدت َ مرماك94كما سخر <strong>من</strong>ه أيضا ً حين فصل في مسألة تتعلق بباب البدل،‏ عند قول أبي <strong>حيان</strong>‏(وهو <strong>على</strong> نية تكرار العامل).‏ فقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ هذه المسألة لا تليق بهذا المختصر،‏وكان ينبغي أن يضع مكانها أهم <strong>من</strong>ها،‏ ولكنه كما قيل:‏وذي خ َطلٍ‏ في القول يزعم أن َّهمصيب‏،‏ فلم يل ْمِم به فهو قائل ُهوفي كتابه مغني اللبيب يبدي <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>اعتراضات</strong> كثيرة <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>,‏95وإنكانت أقل َّ حدة ً في الغالب.‏ فنراه يستعمل ألفاظا ً كزعم،‏ ووهم،‏ والصواب،‏ وليس هذا96بجواب،‏ وليس قوله بشيء،‏ و<strong>من</strong> الغريب،‏ وهذا عجيب.‏و<strong>من</strong> ذلك مثلا في شروط العطف <strong>على</strong> المحل،‏ قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ و<strong>من</strong> الغريب قولأبي <strong>حيان</strong>:‏ إن <strong>من</strong> شرط العطف <strong>على</strong> الموضع أن يكون للمعطوف عليه لفظ وموضع،‏فجعل صورة المسألة شرطا ً لها،‏97<strong>من</strong>ه.‏ثم إنه أسقط الشرط الأول الذي ذكرناه،‏ولا بد.183/1.196/1.298/2(94)(95)(96)(97)(98)شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةانظر الصفحات التالية في مغني اللبيب:‏مغني اللبيب.654 ،640 ،407 ،264 ،256 ،133 ،44.619186


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروقد يتهم أبا <strong>حيان</strong> بالجهل في بعض المصطلحات،‏الاعتراض اصطلاحات مخالفة لاصطلاحات النحويين،‏بعضها..‏للبيانيين في : فيقولوالزمخشري يستعملويرد عليه مثل ذلك <strong>من</strong> لا يعرف هذا العلم،‏ كأبي <strong>حيان</strong>،‏ توهما ً <strong>من</strong>ه أنه لا98اعتراض إلا ما يقوله النحوي‏.‏وقد ظفرت بنص في المغني،‏ يصور فيه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> براعته النحوية،‏ وقدرته <strong>على</strong>الإجابة،في مسألة جرت في اجتماع طارئ بينه وبين أبي <strong>حيان</strong>.‏قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ وسألني أبو <strong>حيان</strong>_<strong>من</strong> قول زهير:‏تقي نقي لم يكث ِّر غنيم ًةوقد عرض اجتماعنا - علام عطف ‏"بحق َل َّدبن َهك َة ذي ق ُربى ولا بحق َل َّدِ‏"فقلت:‏ حتى أعرف ما الحقل ّد ؟ فنظرناه فإذا هو سيء الخلق،‏ فقلت:‏ هو معطوف99<strong>على</strong> شيء متوهم،‏ إذ المعنى ليس بمكث ّر غنيمة،‏ فاستعظم ذلك.‏أسباب الخلاف بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong>:‏لم تنص المصادر <strong>على</strong> السبب الحقيقي لهذا الخلاف بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong>،‏ولم يصرح <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بذلك،‏مما ترك مجالا ً لتحليلات العلماء في تفسير هذا الموقف.‏وأقدم مصدر رأيته أشار إلى هذا الخلاف هو الدرر الكا<strong>من</strong>ة في أعيان المئة الثا<strong>من</strong>ةل<strong>ابن</strong> حجر العسقلاني‏(المتوفى سنة852 ه)‏100المخالفة لأبي <strong>حيان</strong>،‏ شديد الانحراف عنه.‏‎911‎ه)‏ولكن <strong>ابن</strong> حجر لم يعلل لهذا الخلاف.‏101وكرر كلامه في بغية الوعاة.‏وقد حاول بعض العلماء والباحثين تعليل ذلك،‏ و<strong>من</strong>هم:‏الذي قال عن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:‏ كان كثيرثم جاء السيوطي‏(المتوفى سنة(88)(100)(101)(102)مغني اللبيبمغني اللبيبالدر الكا<strong>من</strong>ةبغية الوعاة.521.685 _ 684308/2.69/2187


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسي-1-2الإمام محمد بن علي الشوكانيبمحاسن ما بعد القرن السابع،‏يقع عادة بين العلماء،‏‏(المتوفى سنة‎1250‎ه)‏في كتابه البدر الطالعذهب إلى تعليل هذا الخلاف بالتنافس العلمي الذيوقد فسر ذلك في ترجمته ل<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏فقال:‏كان كثيرالمخالفة لأبي <strong>حيان</strong>،‏ شديد الانحراف عنه،‏ ولعلّ‏ ذلك،‏ واالله أعلم،‏ لكون أبي <strong>حيان</strong>كان <strong>من</strong>فردا ً بهذا الفن في ذلك العصر،‏ غير مدافع عن السبق فيه،‏ ثم كان ال<strong>من</strong>فردبعده هو صاحب الترجمة،‏ وكثير ًا ما ينافس الرجل <strong>من</strong> كان قبله في رتبته التيصار إليها،‏ إظهارا ً لفضل نفسه بالاقتدار <strong>على</strong> مزاحمته ل<strong>من</strong> كان قبله،‏ أو بالتمكن<strong>من</strong> البلوغ إلى ما لم يبلغ إليه.‏ وإلا فأبو <strong>حيان</strong> هو <strong>من</strong> التمكن <strong>من</strong> هذا الفن بمكان،‏ولم يكن للمتأخرين مثله ومثل صاحب الترجمة،‏وهكذا نافس أبو <strong>حيان</strong>الزمخشري،‏ فأكثر <strong>من</strong> الاعتراض عليه في البحر،‏ والنهر الماد‏،‏ لكون الزمخشري102م<strong>من</strong> تفرد بهذا الشأن،‏ وإن لم يكن عصره متصلا ً بعصره...‏الدكتورة خديجة الحديثي في كتابها‏"أبو <strong>حيان</strong> النحوي‏"،‏ نقلت رأي الدكتور عبداللطيف حمزة في تعليل هذا الخلاف،‏ إذ رد السبب إلى اختلاف <strong>من</strong>هجي الرجلين،‏فقال:‏امتازت كتب <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بالوضوح أولا ًوبالدق ّة ثاني ًا.‏و<strong>من</strong> أجل هاتينالصفتين خالف <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> أستاذه في كثير <strong>من</strong> آرائه،‏ كما خالفه في طرق أدائه،‏ فقدكان أبو <strong>حيان</strong> معق َّدا ً بعض التعقيد،‏ بينما كان <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> واضحا ً كلّ‏ الوضوح،‏ وكانأبو <strong>حيان</strong> قوي الحافظة معتمدا ً <strong>على</strong> الرواية والنقل،‏ بينما كان <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> أقدر <strong>من</strong>ه103<strong>على</strong> الاستنباط في القياس،‏ وأكثر <strong>من</strong>ه ميلا ً إلى ال<strong>من</strong>اقشة.‏وأنا أخالف الباحث في هذا التعليل الذي ينطوي <strong>على</strong> التحامل <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏ فلميقل أحد إن أبا <strong>حيان</strong> كان معق ّدا ً أو كان غامضا ً،‏ وأما أنه كان قوي الحافظة،‏ معتمدا ً<strong>على</strong> الرواية والنقل فصحيح إلى حد كبير.‏(103)(104)البدر الطالعأبو <strong>حيان</strong> النحوي.277 _276/1_ 526527 نقلا عن الحركة الفكرية في مصر للدكتور عبد اللطيف حمزة.‏188


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروتنقل خديجة الحديثي عددا ً <strong>من</strong> ردود <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏ ثم تخلص إلىأن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> كان متحاملا <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،‏ فتقول:‏ هذه بعض الردود التي ذكرها <strong>ابن</strong><strong>هشام</strong> في كتبه المختلفة،‏ وقد رد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> في مواضع أخرى وفن ّد آراءه.‏ وهذه104كلها تعطينا فكرة واضحة عن تحامل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>.‏ولكن الدكتورة خديجة لم تحاول تعليل ذلك في كتابها الكبير عن أبي <strong>حيان</strong>.‏3- الدكتور علي فودة نيل،‏ في بحثه الموسع‏"<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري-آثاره ومذهبهالنحوي ‏"يضيف تفسيرا ً للخلاف بين أبي <strong>حيان</strong> و<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ يشمل أمرين،‏ أحدهما:‏حدة مزاج أبي <strong>حيان</strong>،‏ التي ظهرت في موقفه <strong>من</strong> <strong>ابن</strong> تيمية،‏ واختلافه معه بسببتعرض <strong>ابن</strong> تيمية لسيبويه.‏105والثاني:‏ أن أبا <strong>حيان</strong> كان يتعصب لنحاة الأندلس،‏ ويفضلهم <strong>على</strong> غيرهم.‏‎4‎‏-الدكتور عبد العال سالم مكرم،‏ في كتابهتحدث مرتين عن العلاقة بين أبي <strong>حيان</strong> و<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>.‏‏"المدرسة النحوية في مصر والشام"،‏في المرة الأولى وهو يترجم لأبي <strong>حيان</strong>،‏ ذكر أن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> لم يراع لأبي<strong>حيان</strong> حرمة،‏ ولم يعطه حق َّه <strong>من</strong> التقدير والإجلال كأستاذ له،‏ وذلك لأنه كثيرا ً ماسف َّه آراءه وسخر بها،‏ ووقف له بالمرصاد في معظم مسائل النحو التي كان يراها106أبو <strong>حيان</strong>.‏وفي المرة الثانية وهو يترجم ل<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،‏ حاول تعليل هذه الظاهرة بأن <strong>ابن</strong><strong>هشام</strong> كان مولعا ً ب<strong>من</strong>اقشة العلماء المعاصرين له،‏ لأنهم في رأيه لا يزيدون عليه شيئ ًافي مجال الدراسات النحوية <strong>من</strong> جهة،‏ و<strong>من</strong> جهة أخرى فإن تعرضه لآرائهم يكسبهشهرة واسعة النطاق.‏.536_(105)(106)(107)أبو <strong>حيان</strong> النحوي<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري آثاره ومذهبه النحويالمدرسة النحوية في مصر والشام.461.324189


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيثم أشار إلى شدة انحرافه عن أبي <strong>حيان</strong>،‏ وقارن ذلك بانحراف أبي <strong>حيان</strong> نفسهعن <strong>ابن</strong> مالك.‏ ورأى أن انحراف <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> عن أبي <strong>حيان</strong> يقوم <strong>على</strong> علم وفكرٍ‏ورأي،‏ في حين أن انحراف أبي <strong>حيان</strong> عن <strong>ابن</strong> مالك كان في أغلب الأ<strong>حيان</strong> يدفعإليه الهوى ويمليه الحقد ويوجبه الحسد107.وأخيرا ً،‏ يبدو لي أن سبب الخلاف بينهما يعود إلى عدة أسباب ؛ <strong>من</strong>ها ما قيل <strong>من</strong> حدةمزاج أبي <strong>حيان</strong>،‏ بدليل تعرضه لعدد <strong>من</strong> العلماء المعاصرين له،‏ كالأستاذ أبيجعفر بن الطباع في غرناطة،‏ مما دعا أبا <strong>حيان</strong> إلى الرحلة عن بلده في الأندلس،ثم تعق ّبه لعدد <strong>من</strong> العلماء السابقين،كالزمخشري و<strong>ابن</strong> عطية والحوفيوالعكبري و<strong>ابن</strong> مالك،‏ الذي أكثر <strong>من</strong> تعقبه له في مصنفاته،‏ فقيض االله لأبي <strong>حيان</strong><strong>من</strong> يتعقبه ويعترض عليه.‏وليس غريبا أن ينشد أبو <strong>حيان</strong> شعرا ً له،‏ يعرض فيه بخصومه:‏فلا أذهب الرح<strong>من</strong> عن ّي الأعادياعداتي لهم فضلٌ‏ علي ومِن َّة ٌ 108وهم نافسوني فاجتنيت ُ المعالياهم بحثوا عن زل ّتي فاجتنبتها هذا <strong>من</strong> ناحية،‏ و<strong>من</strong> ناحية أخرى كان <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> معتدا ً بنفسه،‏ شديد الثقة بعلمه،‏يأبى الانصياع لغيره،‏ مما أدى إلى التنافر بينهما <strong>من</strong>ذ البداية.‏ مع أنه يدعو في شعرهإلى احتمال الصبر والذلّ‏ في طلب العلم،‏ كقوله:‏و<strong>من</strong> يصطبر للعلم يظفر بنيلِهو<strong>من</strong> لا يذلّ‏ النفس في طلب العلاو<strong>من</strong> يخطب الحسناء يصبر <strong>على</strong> البذلِ‏109يسيرا ً يعش ْ دهرا ً طويلا ً أخا ذلّ‏وقد يضاف إلى ذلك تفضيل أبي <strong>حيان</strong> لبعض طلبته <strong>على</strong> غيرهم،‏ كتفضيله ل<strong>ابن</strong>عقيل الذي كان ملازما ً له،‏ وصار يشهد له بالمهارة والتفوق،‏ حتى قال:‏110أديم السماء أنحى <strong>من</strong> <strong>ابن</strong> عقيل".‏ وما أظن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> يرضى بذلك.‏‏"ما تحت(108)(109)(110)المدرسة النحوية في مصر والشامطبقات الشافعية للأسنويالدر الكا<strong>من</strong>ة.412.458/1.309/2190


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرالأسنوي،‏ عبد الرحيم:مصادر البحثطبقات الشافعية،‏ تحقيق عبد االله الجبوري،‏ دار العلوم للطباعة والنشر،‏ الرياض.1981البغدادي،‏ عبد القادر:‏شرح أبيات مغني اللبيب،‏ تحقيق عبد العزيز رباح وزميله،‏ <strong>من</strong>شورات دار المأمونللتراث <strong>دمشق</strong>.‏أبو تمام:‏الحماسة،‏ تحقيق د.‏ عبد االله عسيلان،‏ مطبوعات <strong>جامعة</strong> الإمام محمد بن سعود،‏1981 م<strong>ابن</strong> جني:‏المحتسب،‏ تحقيق علي النجدي ناصف وزميله،‏ ط‎2‎‏،‏ دار سزكين،‏<strong>ابن</strong> حجر العسقلاني:‏1986 م_الدرر الكا<strong>من</strong>ة في أعيان المائة الثا<strong>من</strong>ة،‏ دار إحياء التراث العربي،‏ بيروت،‏ عن طبعةحيدرآباد الدكن.‏أبو <strong>حيان</strong> الأندلسي:‏ارتشاف الضرب <strong>من</strong> لسان العرب،‏ تحقيق د.‏ رجب عثمان،‏ ط‎1‎‏،‏ مكتبةالخانجي،القاهرة،‏.1998__البحر المحيط،‏ ط‎2‎‏،‏ دار الفكر،‏ بيروت،‏1978 م.‏التذييل والتكميل في شرح التسهيل،‏ تحقيق د.‏ حسن هنداوي،‏ ط‎1‎‏،‏ دار القلم،‏<strong>دمشق</strong>.‏خديجة الحديثي:‏(3)الدر الكا<strong>من</strong>ة.267/2191


<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيأبو <strong>حيان</strong> النحوي،‏ ط‎1‎‏،‏ دار النهضة،‏ بغداد،‏الزجاج:‏.1966معاني القرآن وإعرابه،‏ تحقيق د.‏ عبد الجليل شلبي،‏ عالم الكتب،‏ بيروت،‏الزمخشري‏:‏الكشاف،‏ دار الكتاب العربي،‏ بيروت.‏السمين الحلبي:‏.1988الدر المصون في علوم الكتاب المكنون،‏ تحقيق الدكتور أحمد الخراط،‏ دار القلم،‏<strong>دمشق</strong>،‏سيبويه:‏.1987__الكتاب،‏ تحقيق عبد السلام هارون،‏ ط‎1‎‏،‏ القاهرة.‏السيوطي:‏بغية الوعاة،‏ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،‏ ط‎1‎‏،‏ مطبعة الحلبي،‏.1964همع الهوامع،‏ تحقيق عبد العال سالم مكرم،‏ دار البحوث العلمية،‏ الكويت.‏الشوكاني:‏البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع،‏ دار الكتب العلمية،‏ بيروت،‏عبد العال سالم مكرمالمدرسة النحوية في مصر والشام،‏ دار الشروق،‏ الطبعة الأولى،‏علي فودة نيل:‏1988 م.‏.1980<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري – آثاره ومذهبه النحوي،‏ <strong>من</strong>شورات <strong>جامعة</strong> الملك سعود،‏الرياض1985<strong>ابن</strong> قاضي شهبة:‏طبقات النحاة واللغويين،‏ تحقيق د.‏ محسن غياض،‏ النجف،‏<strong>ابن</strong> قتيبة:‏.1974192


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرالشعر والشعراء،‏ تحقيق أحمد شاكر،‏ ط‎2‎‏،‏ دار المعارف بمصر.‏<strong>ابن</strong> مالك الأندلسي:‏‏_تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد،‏ تحقيق محمد كامل بركات،‏ دار الكاتب العربي،‏مصر،‏.1967_شرح التسهيل،‏ تحقيق د.‏ عبد الرح<strong>من</strong> السيد وزميله،‏ ط‎1‎‏،‏ دار هجر،‏<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري:‏.1990_تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد،‏ تحقيق د.‏ عباس الصالحي،‏ ط‎1‎‏،‏ دار الكتابالعربي،‏.1986_-__رسالة في توجيه النصب،‏ تحقيق د.‏ حسن الشاعر،‏ دار الأرقم،‏ عمان،‏شرح شذور الذهببمصر،‏.1984،1963_تحقيق محيي الدين عبد الحميد،المكتبة التجارية الكبرىشرح اللمحة البدرية ، تحقيق د.‏ صلاح رواي،‏ ط‎2‎‏،‏ القاهرة.‏فوح الشذا بمسألة كذا،‏ ‏(ض<strong>من</strong> كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي،‏ ج‎7‎‏،‏ تحقيق د.‏عبد العال سالم مكرم،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بيروت،‏.1985مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،‏ تحقيق د.‏ مازن المبارك وزميله،‏ ط‎3‎‏،‏ دارالفكر بيروت،‏.1972 ..تاريخ ورود البحث إلى مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> 2004/6/20.193

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!