12.07.2015 Views

زراعة األعضاء.. هل تضع حدً ا للفشل العضوي ؟! - مستشفى الملك فيصل ...

زراعة األعضاء.. هل تضع حدً ا للفشل العضوي ؟! - مستشفى الملك فيصل ...

زراعة األعضاء.. هل تضع حدً ا للفشل العضوي ؟! - مستشفى الملك فيصل ...

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

تهنئة،»تتقدم ‏إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ومنسوبوه،‏ وأسرة تحرير مجلة «بالتهنئة للدكتور زهير الهليس،‏ كبير استشاريي جراحة القلب والأوعية الدموية بالمستشفى،‏ لتقلده،‏ موؤخرً‏ ا،‏ وسامالملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى من يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبداهلل بن عبدالعزيز،‏ حفظه اهلل،‏ نظيرنجاحاته وتميزه الجراحي محليًا،‏ وقاريًا،‏ وعالميًا.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 1


مجلة فصلية تصدر عنمستشفى الملك فيصل التخصصيو مركز األبحاث – مؤسسة عامة4844404زراعة الأعضاء وتطوراتها..‏يعد مستشفى امللك فيصلالتخصصي يف الرياضمستشفى رائدً‏ ا يف اإجراءعمليات زراعة الأعضاء منذاأكرث من ربع قرن.‏الصرع يصيب 50 مليون ‏شخصحول العامليعتقد الكثريون اأن الصرع عبارة عنتشنجات متكررة،‏ وارجتاف،‏ وفقدانللوعي،‏ ولكن الصحيح اأن تلك اأعراضلأحد اأنواع الصرع الأقل ‏شيوعً‏ ا.‏متى يكون القلق مرضً‏ ا؟تربز يف الأوقات العصيبة اأهميةالتعامل السليم مع نوبات القلقوقت حصولها،‏ ويتم ذلك من خاللطريقة التفكري،‏ والسلوك الذييتحكم فيها نظام دفاعي يف اأجسادنايسمى امليكانيكيات الدفاعية.‏فيتامني ‏»د«‏ واأشعة الشمسحتمي اأطفالنا من الكساحيتجنب الأهل تعريض اأطفالهم اإىلاأشعة الشمس،‏ خوفًا على ‏صحتهم منحرارتها،‏ ولهيبها،‏ ويغيب عنهم اأن تلكالأشعة تعمل جنبًا اإىل جنب مع فيتامني‏»د«‏ يف تدعيم العظام وتقويتها.‏26303652565863 - 62في هذا العددأسرار الجسد:‏ الجهاز البصري..‏ نافذة الإنسان على محيطه الخارجيما بعد األربعين:‏ اللتهاب المفصلي العظمي..‏ واأعراض الألم والتورم والتيبسالصحة الرياضية ‏:الشد العضلي..‏ قاهر الرياضي ومزعج النائمالغذاء:‏ الضغط العصبي واأثره في التغذيةصحة الفم:‏ الشفة الأرنبية وشق ‏سقف الحلق..‏ تشوهان خِ‏ لقيان يمكن عالجهماالبيئة:‏ الليشمانيا تهدد 12 مليون اإنسانعيادة:‏ الدورة الشهرية فرقعة الأصابعمقاالت رأي:‏د.‏ قاسم القصبي:‏ التربع بالأعضاء وسبل التطوير ‏ص 7د.شبلوط:‏ التربع بالأعضاء بني الأخالقيات والدين ‏ص 16د.‏ العليان:‏ عندما يحتار الأطباء والفقهاء ‏ص 25 د.‏ القويز:‏ حل نقص الأسِ‏ رّ‏ ة ليس يف زيادتها ‏ص 47 د.‏ السماري:‏ خواطر حول عامل الإدارة ‏ص 64العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 3


قضية العددالقلب الصناعي استخدمه المستشفى لإنقاذ حياة مريضين ‏شارفا على الوفاةإجراء 12 زراعة قلب في التخصصيالعام الماضي بنسبة نجاح %100د.الصانع:‏ 15 زراعة قلب هو الهدف الستراتيجي للعام الحالي.‏اأجرى برنامج زراعة القلب في مستشفىالملك فيصل التخصصي،‏ ومركز الأبحاثبالرياض 12 عملية زراعة قلب خالل عام 2007لمرضى تراوحت اأعمارهم بين 17 عامً‏ ا اإلى 55عامً‏ ا بنسبة نجاح بلغت %100.واأوضح د.علي الصانع،‏ استشاري ورئيسبرنامج زراعة القلب،‏ اأن عدد عمليات زراعةالقلب التي اأجريت في المستشفى منذ بدءالبرنامج عام 1989 وصل اإلى 81 عمليةبنتائج مميزة تماثل نتائج اأبرز المراكز الطبيةالعالمية،‏ وذلك ما يمثل %65 من مجموع عملياتزراعة القلب التي اأجريت في مختلف المراكزالطبية السعودية،‏ والتي بلغت 124 عملية حتىالآن منذ البدء في اإجراء هذا النوع من العملياتالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎معام 1986، موؤكدً‏ ا اأنه منذ عام 2000 اأصبحالمستشفى التخصصي المركز الوحيد النشطفي عمليات زراعة القلب على مستوى المملكة.‏ولفت اإلى اأن البرنامج يتطور باستمرار حتىحقق اأعلى معدل ‏سنوي لعدد العمليات بزراعة12 قلبًا في عام 2006، ومثلها في عام 2007.واأشار اإلى اأن السنوات العشر الأخيرة ‏شهدت4


تحسنًا في نتائج الزراعة،‏ حيث بلغ معدلبقاء المرضى اأحياء بعد 3 ‏سنوات من اإجراءالزراعة نحو %85 من مجموع المرضى،‏ وبلغنحو %70 بعد 7 ‏سنوات،‏ فيما يصل المعدلاإلى %45 بعد اإجراء الزراعة بعشرة اأعوام،‏وتعدّ‏ هذه المعدلت ممتازة،‏ ومماثلة للمراكزالعالمية المتقدمة.‏وبحسب اإحصائيات الجمعية الدوليةلزراعة القلب،‏ والرئة ،)ISHLT( فاإنالمستشفى التخصصي يصنف اإلى جانب74 مركزً‏ ا عالميًا يجرون ما بين 10 اإلى19 عملية زراعة قلب ‏سنويًا،‏ بينما بلغ عددالمراكز التي تجري اأكثر من 20 زراعة ‏سنويًا54 مركزً‏ ا،‏ من بينها مركزان اثنان فقطتجاوزا 75 زراعة.‏ وقد ‏سجلت الجمعية منذعام 1982 حتى منتصف عام 2006 اأكثر من76 األف زراعة قلب في العالم اأجراها نحو 350مركزً‏ ا طبيًا.‏واأرجع د.الصانع ‏سبب قلة عدد عملياتزراعة القلب مقارنة ببقية برامج زراعةالأعضاء في المستشفى اإلى ‏ضرورة اأن يراوحعمر المتبرع بين 20 عامً‏ ا اإلى 45 عامً‏ ا بخالفزراعة الأعضاء الأخرى التي يكون مجالالعمر فيها اأوسع،‏ اإضافة اإلى ‏ضرورة اأن يكونقلب المتبرع مطابقً‏ ا لقلب المريض من ناحيةالحجم،‏ ونوع فصيلة الدم،‏ واأل تزيد الفترةالزمنية لحفظ القلب بعد استئصاله من المتبرععلى 6 ‏ساعات،‏ وهي فترة قصيرة مقارنة بمدةحفظ الأعضاء الأخرى.‏واأشار رئيس برنامج زراعة القلب اإلىوجود نحو 10 مرضى على قائمة النتظارلزراعة القلب في المستشفى التخصصي،‏حاليًا،‏ نظرً‏ ا لصعوبة توفير الأعضاء المناسبةمن المتبرعين المتوفين دماغيًا الناتج عن قلةالوعي باأهمية التبرع بالأعضاء لدى المواطنينالسعوديين،‏ مدلالً‏ على ذلك باأن جميع القلوبالتي تم الحصول عليها العام الماضي تم التبرعبها من متبرعين غير ‏سعوديين.‏واأشاد،‏ د.الصانع،‏ بالدور الكبير الذي يقومبه المركز السعودي لزراعة الأعضاء،‏ واإدارةالإخالء الطبي في التنسيق بين المراكز الطبية،‏وتوفير الأعضاء من المتبرعين لإتمام عمليةالزراعة بالنجاح الماأمول،‏ حيث استفاد البرنامجمن تلك الخدمات منذ اإنشائه للحصول علىقلوب من مختلف مناطق المملكة،‏ وبعض دولالخليج كالإمارات،‏ وقطر،‏ والكويت،‏ لفتًا اإلى اأنالمستشفى التخصصي يعدّ‏ اأول مركز طبي فيالمنطقة يقوم بنقل قلب تم التبرع به في مدينةاأخرى وزراعته،‏ ومن دولة مجاورة كذلك.‏ وتكمن‏صعوبة ذلك في اأن مراحل استئصال القلبونقله وزراعته يجب األ تتجاوز 6 ‏ساعات حتىيمكن ‏ضمان نجاح الزراعة.‏من جانب اآخر،‏ كشف د.جهاد البريكي،‏استشاري اأمراض القلب للكبار،‏ والمدير الطبيلزراعة القلب،‏ عن خطط مستقبلية للتوسع فيالبرنامج،‏ وجعله اأكثر تكامالً‏ واستقاللً‏ بما ليوؤثر في الخدمات المقدمة لبقية المرضى فيالأقسام الطبية الأخرى،‏ وبذلك يمكن اإجراءعدد اأكبر من عمليات الزراعة،‏ والوصول اإلىالهدف الستراتيجي للعام الجاري المتمثلفي اإجراء 15 زراعة قلب،‏ بالإضافة اإلى تطويرالبرنامج من الناحية التقنية،‏ والبدء في اإجراءتطور زراعة القلب في المستشفىخالل السنوات الخمس الماضية:‏د.البريكي:‏ أصغر مريضأجرينا له زراعة قلب يبلغ 12عامً‏ اعمليات الزراعة للمرضى الأطفال،‏ لفتًا اإلىاأن اأصغر مريض اأجريت له زراعة كان يبلغ منالعمر 12 عامً‏ ا.‏وبيّن د.البريكي اأن البرنامج يستخدمالعديد من التقنيات المتطورة اأحدثها جهازتنشيط القلب ،)VAD( اأو القلب الصناعيالذي يستخدم للمرضى المصابين بفشل،‏اأو الهبوط القلبي الشديد ما قد يوؤثر في بقيةاأعضاء الجسم،‏ وبالتالي يمكن بوساطة الجهازالمحافظة على حياة المريض حتى يتم العثورعلى متبرع مناسب لإجراء زراعة القلب،‏ لفتًااإلى استخدام الجهاز في المستشفى حتى الآنعلى مريضين اثنين بنجاح تام حتى اأجريتلهما عملية زراعة قلب ‏ساهمت في عودتهمالمزاولة حياتهما الطبيعية.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 5


قضية العددالقلب الصناعي طوق النجاة نحو زراعة القلبجهاز تنشيط القلب هو عبارة عن مضخةتقوم بمساعدة القلب غير القادر على ‏ضخالدم لجميع اأعضاء الجسم،‏ ويتم استخدامهذه التقنية كجسر لإجراء عملية زراعة القلبفي حال،‏ وجود هبوط ‏شديد في وظائف القلبمع عدم توافر متبرع،‏ حيث يتم من خالل هذهالتقنية الإبقاء على الأعضاء الحيوية كالكبد،‏والكلى،‏ ومنع اإصابتها بالفشل حتى يتم العثورعلى قلب من متبرع مطابق.‏ مع الوضع فيالحسبان اأن هذه التقنية تتطلب اإمكانيات،‏وخبرة عالية متخصصة،‏ ولذلك فاإنها لمريض يتلقى الرعاية الدقيقة يف العناية القلبيةتستخدم اإل في مراكز قليلة حول العالم،‏ والتيمنها مستشفى التخصصي.‏وفي البداية كان استخدام مضخة )VAD(يقتصر على الحالت المدرجة على قائمة انتظارزراعة القلب حتى يتوافر القلب المناسب،‏ اأوحتى تستعيد الأعضاء الحيوية،‏ وظيفتها بشكلطبيعي،‏ حيث كانت تستخدم حينذاك لفتراتقصيرة.‏ وبعد اأن ثبت فعالية هذه الأجهزة فيالستخدامات قصيرة المدى،‏ وتحسن الحالةالصحية العامة للمرضى،‏ تم التوسع فياستخدامها للمرضى الذين يعانون فسالً‏ مزمنًافي القلب،‏ وغير المدرجين على قائمة الزراعة.‏3 تطبيقات لجهاز )VAD(:)LVAD( يستخدم في هذه الحالةلتنشيط عضالت الجهة اليسرى من القلببهدف ‏ضخ الدم نيابة عن القلب الضعيف اإلىالشريان الأبهر،‏ ومنه اإلى بقية اأعضاء الجسم،‏وهذا هو اأكثر التطبيقات استخدامً‏ ا.‏:)RVAD( يستخدم في هذه الحالةلمساعدة عضلة البطين الأيمن لضخ الدمالمحمل بثاني اأكسيد الكربون عبر الشريانالرئوي اإلى الرئتين.‏كما يمكن كذلك استخدام هذه التقنية لتعملنيابة عن القلب كامالً‏ بوساطة تركيب الجهازينمعًا لتنشيط عضالت القلب اليمنى،‏ واليسرى،‏ويسمى الجهاز في هذه الحالة .)BIVAD(ويتم تركيب هذه الأجهزة جراحيًا،‏ اإماعن طريق اإبقاء المضخة خارج الجسم،‏ وبذلكتسمى مضخة خارجية ،)External( اأو يتمزرعها داخل الجسم،‏ حيث تسمى مضخة مزروعة،)Implantable( ويتم توصيلها بمصدر للطاقةالكهربائية،‏ وحاسوب،‏ حيث يتم التحكم فيعملها،‏ وتحديد كمية ‏ضخ الدم من الجهاز،‏وسرعة الضخ من خالل برمجة مسبقة.‏ويتم زرع المضخة خارجيًا اإذا كانالمريض مدرجً‏ ا على قائمة الزراعة لفتراتأفضل الشروطلزراعة القلب• اأن يراوح عمر المتبرع بين 20عامً‏ ا اإلى 45 عامً‏ ا.‏• ‏ضرورة اأن يتطابق قلب المتبرعمع قلب المريض في الحجموفصيلة الدم.‏• ل تزيد فترة حفظ القلب بعداستئصاله من المتبرع عن 6‏ساعات.‏جهاز تنشيط القلب فتح طبي ملرضى الفشل القلبيالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م6


قصيرة حتى يتم العثور على قلب مناسب،‏ويستخدم كذلك في حالت عدم اإمكانيةفصل المريض من مضخة القلب بعدعمليات القلب المفتوح لفترات محددة حتىتتحسن حالة المريض،‏ كما يساعد الجهازفي منع تدهور الأعضاء الأخرى عند هوؤلءالمرضى.‏ ويبقى المريض في المستشفىحتى ظهور بوادر التحسن،‏ ويتم بعد ذلكفصل الجهاز اأو اإجراء عملية زراعة قلب،‏وفي بعض الحالت يتم تغيير الجهاز منجهاز خارجي اإلى زراعة جهاز داخلي اإذا لمتكن حالة المريض مناسبة لفصل الجهازالخارجي،‏ وفي الوقت نفسه غير ‏صالحلعملية زراعة القلب.‏عند استخدام الجهاز المزروع داخليًايستطيع المريض مغادرة المستشفى،‏ومزاولة نشاطاته اليومية،‏ والإبقاء علىاستخدام هذا الجهاز لفترات طويلة معاستمرار المتابعة الدورية في العيادة،‏ حيثيتم التحكم بعمل المضخة من خالل جهازحاسوب يضعه المريض حول الخصر،‏وتعمل هذه الأجهزة بوساطة الطاقةالكهربائية،‏ كما اأن معظمها يعمل،‏ كذلك،‏بوساطة بطاريات يتم ‏شحنها على فترات.‏وتوجد بعض الحالت التي ل يناسبهااستخدام الجهاز،‏ وذلك عند وجود قصور‏شديد في وظائف الكلى،‏ اأو الكبد،‏ اأوالرئتين،‏ اأو اإصابة المريض باأمراض الدمكارتفاع مستوى التخثر،‏ اأو السيولة،‏ اأواإصابته بالتهابات مزمنة غير مسيطر عليهابالعالج.‏ وقد تظهر بعض المضاعفاتلستخدام هذا الجهاز كالإصابة بالنزيف،‏اأو اللتهابات،‏ اأو الجلطات الدماغية،‏ اأوتخثر الدم،‏ اأو فشل الأعضاء الحيوية،‏ وعدماستجابتها.‏وبينت دراسة نشرت في مجلة)Circulation( عام 2005 اأن جهاز)LVAD( قد ‏ساعد على تحسن بعضحالت فشل القلب،‏ الأمر الذي ‏ساهم فيالستغناء عن اإجراء عملية زراعة القلبلهوؤلء المرضى.‏ كما بينت دراسة اأخرى اأنهذا الجهاز يقلّل من احتمالت الوفاة عندالمرضى الذين يعانون فسالً‏ كامالً‏ لعضلةالقلب اإلى %50 لمدة تراوح بين 6 اأشهر اإلى12 ‏شهرً‏ ا،‏ كما ‏ساعد هذا الجهاز على اإطالةعمر هوؤلء المرضى،‏ باإذن اهلل،‏ اإلى مدةتراوح بين 3 اأشهر اإلى 10 اأشهر.‏التبرع باألعضاءوسبل التطويريعد الفشل العضوي النهائي اأحد اأهم التحديات التيتواجه القطاع الصحي في المملكة.‏ فاإضافة اإلى وفاةالعشرات من مرضى القلب والرئة والكبد ‏سنويًا،‏ فاإنهناك نحو 9000 مريض يعانون فشالً‏ كلويًا،‏ ويخضعوناأسبوعيًا،‏ اأكثر من مرة،‏ لجلسات التنقية الدموية،‏ اأو مايطلق عليها الغسيل الكلوي،‏ مع ما يشكله هذا الأمر منعبء اجتماعي واقتصادي كبير على المجتمع السعودي،‏اإذا ما علمنا اأن كلفة الغسيل الكلوي للمريض الواحدتقدر ‏سنويًا بنحو 100 األف ريال،‏ ما يعني اأن تصل الكلفةالتقديرية لرعاية مرضى الكلى،‏ حاليًا،‏ اإلى نحو 900 مليون ريال في العام الواحد.‏■ ‏أ.د.قاسم بن عثمان القصبياملشرف العام التنفيذيوتمثل زراعة الأعضاء في هذا الإطار الحل الوحيد والأمثل للخروج من ربق المعاناة اإلىفضاء الصحة،‏ ومن قيد الألم اإلى انبعاث الأمل في حياة فاعلة ومنتجة على المستوى الفردي،‏والأسري،‏ والمجتمعي.‏ورغم وجود برامج زراعة اأعضاء تمتلك اإمكانات وكوادر طبية موؤهلة تاأهيالً‏ عاليًا فيبعض مستشفياتنا الكبرى،‏ اإل اأن المعضلة التي تعترض تحقيق الطموحات المرجوة تتمثل فينقص التبرع بالأعضاء في الوقت الذي تشهد المملكة عددً‏ ا مرتفعًا من حالت الوفاة الدماغية،‏معظمها ناتج عن حوادث الطرق،‏ الأمر الذي يستلزم تطوير اأساليب التبرع بالأعضاء واآلياته.‏وفي اإطار المحاولت التي تستهدف رفع معدلت التبرع بالأعضاء تقدم مستشفى الملكفيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض بمقترح اإنشاء فريق مشترك مع المركز السعوديلزراعة الأعضاء يقوم بكل ما من ‏ساأنه زيادة عدد حالت التبرع بالأعضاء في منطقة الرياض،‏ونالت الفكرة الستحسان،‏ وجرت الموافقة عليها من خالل مجلس الخدمات الصحية.‏وتشكل الفريق الذي اأطلق عليه ‏»الفريق المتنقل«‏ من ممثلين من المركز السعودي لزراعةالأعضاء،‏ ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث،‏ على اأن يكون عمل الفريقتحت اإشراف المركز السعودي لزراعة الأعضاء.‏ويقوم الفريق بجولت ميدانية على المستشفيات الرئيسة في منطقة الرياض ليتم التواصلمع العاملين في العنايات المركزة وتعريفهم باأهمية زراعة الأعضاء وحثهم على ‏سرعةتشخيص تلك الحالت وتوثيقها.‏ كما يتم مساعدتهم فيما يتعلق بالعناية الطبية للمتوفيندماغيًا بما يكفل الحصول على اأعضاء ذات نوعية جيدة.‏ولقد تمكن الفريق من تحقيق نتائج رائعة عبر مضاعفة اأعداد المتبرعين في العامين)LVAD( قد الأعضاء في ‏ساعد على مستشفيات تحسن الرياض بعضالماضيين مقارنة بعام 2005، الأمر الذي مكن اأقسام زراعةالكبرى من زيادة اأعداد حالت الزراعة،‏ علمً‏ ا باأن حالت توزيع فشل الأعضاء القلب،‏ المتبرع الأمر بها الذي يخضع ‏ساهم لأنظمة فيالمركز السعودي لزراعة الأعضاء واإشرافه.‏ الستغناء عن اإجراء عملية زراعة القلب لهوؤلءهذه التجربة،‏ وما حققته من نتائج ملموسة وواقعية،‏ المرضى.‏ كما بحاجة بينت اإلى دراسة تعميمها اأخرى على اأن جميع هذا مناطق الجهازالمملكة الرئيسة،‏ في ظل موؤشرات نجاح كامنة يقلّل اإذا من ما لقيت احتمالت التعاون الوفاة عند والدعم من المرضى الأطراف الذينيعانون فسالً‏ كامالً‏ لعضلة القلب اإلى %50 لمدةالمعنية والمشاركة.‏اإن الدور الذي يوؤديه المركز السعودي لزراعة تراوح بين الأعضاء 6 دور اأشهر حيوي اإلى 12 ومهم في ‏شهرً‏ ا،‏ مجال كما التبرع ‏ساعدبالأعضاء طوال السنوات الماضية،‏ وله جهود مشهودة هذا الجهاز ومشكورة،‏ على اإل اأن اإطالة المرحلة عمر هوؤلء الحالية وتضاعف المرضى،‏حالت الفشل العضوي المصاحبة للزيادة السكانية باإذن في اهلل،‏ البالد اإلى مدة تستدعي،‏ تراوح في بين 3 راأيي،‏ اأشهر دعمً‏ ا اإلى اأكبر 10للمركز واإعادة هيكلته،‏ ليصبح هيئة مستقله يوضع لها اأشهر.‏ نظامها ولوائحها الخاصة،‏ ويحظى بدعممادي وكوادر كافية،‏ ليتمكن من مواجهة الأدوار المنوطة به بالمستوى الماأمول.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 7


قضية العددالبرنامج يهدف مستقبالً‏ اإلى زراعة نحو 100 كبد ‏سنويًاإجراء 38 زراعة كبد بنسبة نجاح %95 العامالماضي في التخصصيد.السبيل:‏ نستطيع اإجراء زراعة 4 عمليات كبد اأسبوعيًا اإذا توافرت الأعضاء.‏د.‏ السبيل يف اإحدى عمليات زراعة الكبداأجرى برنامج زراعة الكبد بمستشفى الملكفيصل التخصصي ومركز الأبحاث 38 عمليةزراعة كبد العام الماضي بنسب نجاح بلغت%95، من بينها 29 زراعة من متبرعين متوفيندماغيًا،‏ و‎9‎ زراعات من متبرعين اأحياء اأقارب،‏وشملت العمليات 26 من الذكور،‏ و‎12‎ من الإناث،‏ومن ‏ضمنهم طفالن.‏وذكر البروفيسور د.محمد السبيل،‏استشاري ورئيس برنامج زراعة الكبد،‏ اأنالبرنامج يقدم العديد من الخدمات لعالجمرضى الكبد،‏ تبداأ بتقييم الحالت المحولةاإلى المستشفى عن مدى حاجتها،‏ وصالحيتهاللزراعة،‏ ثم البدء في اإجراءات الزراعة،‏والمتابعة المستمرة للمتبرع والمريض بعدالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎مالزراعة لضمان نجاحها،‏ بالإضافة اإلى المتابعةالدورية للمرضى الذين اأجروا الزراعة فيالمراكز الطبية خارج المملكة،‏ موضحً‏ ا اأنالبرنامج الذي اأنشئ عام 2001 يقوم باإجراءالزراعة لمختلف الفئات العمرية بنوعيها،‏ ‏سواءاأكان الكبد مستاأسالً‏ من متبرعين اأحياء اأقارباأو متوفين دماغيًا،‏ حيث اأجري 155 زراعة كبد8


ذلك التحفظ،‏ والباب مفتوح لقبول الحالتالصعبة،‏ والتي تقدم بها المرض،‏ مع التركيزعلى المرضى الصغار والشباب ذوي الحالتالمتقدمة.‏واأوضح اأن البرنامج حريص على تطبيقطريقة تجزئة كبد المتبرع المتوفى دماغيًا اإلىجزاأين،‏ حيث يكون اأحدهما بحجم %75 منالكبد،‏ والآخر بحجم %25، ليستفاد منهما فياإجراء عمليتي زراعة.‏ الأولى تجرى لمريضبالغ،‏ ويتم فيها استخدام الجزء الكبير منالكبد،‏ والأخرى يستخدم فيها الجزء الأصغرلإجراء الزراعة لطفل.‏ موضحً‏ ا اأن البرنامجمستعد تمامً‏ ا لتطبيق هذه التقنية الجراحيةالمتقدمة،‏ والتي تحتاج اإلى نقل المتبرع المتوفىدماغيًا من المستشفى الذي يرقد فيه اإلى العنايةالمركزة بالمستشفى التخصصي،‏ والعناية بهطبيًا،‏ حتى القيام بعملية تجزئة كبد المتبرع،‏وزراعة الجزاأين للمريضين في 3 غرف عملياتمنفصلة يعمل فيها 3 فرق جراحية متكاملة،‏لفتًا اإلى اأن وجود معظم المتبرعين في منطقةالرياض يوفر فرصة كبيرة من ناحية ‏سهولة نقلالمتبرع من اأجل تطبيق هذه الطريقة.‏ غير اأنهاأشار اإلى اأن البرنامج واجه بعض الصعوباتالتي اأعاقت تطبيق تقنية تجزئة الكبد،‏ حيثلم يوجد حتى الآن المتبرع الذي تتوافر لديهالشروط الطبية،‏ والتقنية التي تحتاج اإليهاهذه الطريقة،‏ كعمر المتبرع،‏ ومدة بقائه فيالعناية المركزة،‏ ونتائج تحاليل وظائف الكبد،‏وحجم الكبد وغيرها،‏ بالإضافة اإلى وجود بعضالصعوبات اللوجستية في نقل المريض منالمستشفى الذي يوجد فيه اإلى وحدة العنايةالمركزة في المستشفى التخصصي الذي يواجه‏ضغطً‏ ا كبيرً‏ ا في استقبال الحالت.‏وبالنسبة اإلى المرضى الذين يجرونالزراعة خارج المملكة،‏ اأوضح د.السبيل اأنكثيرً‏ ا من تلك المراكز تتغاضى عن بعضالشروط الواجب توافرها لإجراء الزراعةمن اأجل الفائدة المادية،‏ واأهم هذه الشروطهو التاأكد من حاجة المريض اإلى الزراعة معانعدام وجود مانع من اإجرائها،‏ لفتًا اإلى اأن نحو%50 من المرضى الذين يجرون الزراعة فيالخارج ل يحتاجون حينها اإلى الزراعة اأصالً،‏ولم يكن قرار اإجرائها ‏صائبًا.‏وبخصوص المرضى السعوديين الذينيجرون الزراعة في الوليات المتحدة الأمريكيةواأوروبا،‏ اأكد د.السبيل اأن تلك المراكز ترحبباإجراء الزراعة للسعوديين من متبرعيناأحياء اأقارب فقط،‏ لما له من عائد مادي كبيرعلى المركز،‏ خصوصً‏ ا اأن المتابعة لمشكالتالزراعة،‏ ‏سواء للمريض اأو المتبرع تتم فيجدول يوضح تطور حاالت زراعة الكبد في المستشفىالتخصصي منذ بدء البرنامج قبل 7 أعوامالعامالزراعة منمتربع متوفىدماغيًاالزراعة من متربعحي قريباملجموعأصغر حالة أجريت لهازراعة كبد طفل عمره عامونصف العامالسعودية.‏ كما اأن تلك المراكز ل تجري الزراعةللسعوديين من متبرعين متوفين دماغيًا،‏ كي ليوؤثر ذلك في الخدمات الطبية المقدمة لمواطنيتلك الدول.‏ واأكد انتفاء الحاجة اإلى الزراعة فيتلك الدول،‏ حيث اإن المستشفى التخصصيلديه الستعداد التام لقبول اأي مريض بحاجةاإلى زراعة الكبد،‏ ولديه متبرع قريب،‏ بشرط األتكون لديه اأسباب طبية تتسبب في فشل الزراعةمبكرً‏ ا كاأورام الكبد المتقدمة،‏ حيث تتم الزراعةخالل مدة ل تزيد على 3 اأسابيع من اأجل اإجراءالفحوصات المخبرية كافة.‏وبناء على الدراسات الوبائية الموثقة التياأثبتت اإصابة نحو %10 من السعوديين باأمراضالكبد،‏ قدّ‏ ر د.السبيل عدد المرضى المحتاجينلزراعة الكبد،‏ حاليًا،‏ ب‎700‎ اإلى 1000 مريضفي المملكة.‏ واأوضح اأن اللجوء لزراعة الكبد يتمفي حال وجود تليف كبدي قد توؤثر مضاعفاته فيحياة المصاب،‏ وجميع اأمراض الكبد باختالفاأنواعها توؤدي في مراحلها المتقدمة اإلى التليفما لم يتم عالج المريض مبكرً‏ ا،‏ ومنها فيروساتالتهابات الكبد ‏»ب«،‏ و»ج«،‏ وبعض الأمراضالوراثية كمرض ‏»ويلسون«‏ الذي يتسبب فيترسب مادة الحديد في الكبد،‏ ومن ثم تليفه.‏وختم د.السبيل حديثه بالإشارة اإلى اأنهبقدر ما تمثل زراعة الكبد من نجاح كبير للطب،‏اإل اأنها في الوقت نفسه تعدّ‏ موؤشرً‏ ا على فشلالطب الذي ‏سمح للمريض اأن يصل اإلى مرحلةالحاجة اإلى الزراعة،‏ وهذه هي الفلسفة التي‏سيقوم عليها مركز الملك عبداهلل للالأورامواأمراض الكبد بالمستشفى التخصصي فيعالج اأمراض الكبد الذي اعتمد خادم الحرمينالشريفين الملك عبداهلل بن عبدالعزيز تاأسيسهموؤخرً‏ ا،‏ حيث اإن هدفه الأساسي هو اإجراءعمليات زراعة الكبد،‏ وعالج مضاعفات الحالتالمتقدمة،‏ اإل اأنه يهتم بالقدر نفسه بوسائلالوقاية من اأمراض الكبد من خالل اإجراءالكشف المبكر عن الإصابة،‏ وتقديم العالجالمناسب للحالت المتوسطة قبل اضطرارهااإلى اإجراء الزراعة.‏ وعبر د.السبيل عن اأمله فياأن يكون هذا المركز نواة لتطبيق هذه الفلسفةالتي ‏ستنعكس في النهاية على تحسين ‏صحةالمواطنين في المملكة.‏6 0 6 20017 1 6 20029 2 7 200331 17 14 200428 13 15 200536 11 25 200638 9 29 2007املجموع 155 53 102العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 11


لمريضة اإماراتية عام 2004، وما زالتتمارس حياتها بشكل طبيعي،‏ علمً‏ ا باأن الرئاتالمزروعة جرى الحصول عليها من متبرعين‏سعوديين،‏ وغير ‏سعوديين متوفين دماغيًا.‏واأوضح د.صالح الدماس،‏ استشاريورئيس برنامج زراعة الرئة في مستشفىالملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاثبالرياض،‏ اأن معدل نجاح العمليات في السنةالأولى من الزراعة يبلغ %80، فيما يصل اإلىما بين %55 اإلى %60 بعد مرور 3 ‏سنوات،‏ وهوما يضاهي معدلت النجاح بالمراكز الطبيةالعالمية.‏ وبيّن اأن البرنامج قد توقف موؤقتًافي الفترة الأخيرة من اأجل تطويره،‏ واإعادةتنشيطه،‏ وبنائه بالشكل الماأمول لخدمةاأهداف البرنامج خالل السنوات العشر المقبلةعلى ثالث مراحل،‏ تتمثل في اإجراء الزراعة ل‎5‎حالت في العام الحالي،‏ ثم 10 حالت ‏سنويًاابتداءً‏ من عام 2009، ثم الزراعة لما بين 20اإلى 30 حالة ‏سنويًا ابتداءً‏ من عام 2012، وذلكفي ‏سبيل عالج الحالت المتزايدة للمرضى،‏حيث يوجد على قائمة انتظار زراعة الرئةفي المستشفى التخصصي،‏ حاليًا،‏ نحو 15مريضً‏ ا.‏ وتقدر الحالت التي تستدعي زراعةرئة في المملكة بالمئات،‏ وسيكون ذلك ممكنًانتيجة تبني المستشفى برنامج لتشجيع التبرعبالأعضاء من الأشخاص المتوفين دماغيًا،‏وبرنامج البحث المتنقل عن المتوفين دماغيًابالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء،‏ما يوؤهل برنامج زراعة الرئة لحتالل اأحدالمراكز المتقدمة عالميًا في عدد العملياتمستقبالً،‏ مشيرً‏ ا اإلى تميز برنامج زراعة الرئةفي المستشفى التخصصي باأن جميع الأطباءالعاملين به ‏سعوديون مدربون تدريبًا عاليًا فياأفضل المراكز العالمية.‏ ولفت اإلى اأن معدلالعمليات التي تُجرى في مراكز زراعة الرئةفي اأمريكا الشمالية،‏ ودول غرب اأوروبا تراوحبين 5 اإلى 20 عملية ‏سنويًا،‏ باستثناء عدد قليلمن المراكز التي تجري عددً‏ ا اأكبر من ذلك،‏ومنها 5 مراكز فقط تجري اأكثر من 50 عملية‏سنويًا.‏وبخصوص التطورات الحديثة في هذاالمجال،‏ كشف د.الدماس باأن البرنامج يدرس،‏حاليًا،‏ تطبيق طريقة جديدة لزراعة الرئة منمتبرعين اأحياء،‏ وهو ما ل يطبق،‏ حاليًا،‏ ‏سوىفي مركز واحد في الوليات المتحدة،‏ واآخر فياليابان،‏ مبينًا اأن هذه الطريقة تعتمد على اأخذجزء من رئة اأحد الأقارب،‏ والجزء الثاني منقريب اآخر،‏ وزراعة الجزاأين للمريض ‏شرطاأن يتمتع المتبرع بصحة جيدة،‏ واأن يراوحعمرة بين 18 عامً‏ ا اإلى 50 عامً‏ ا،‏ واأن يكونغير مدخن مع تطابق فصيلة الدم.‏ وتوقع اأنيتمكن البرنامج في المستقبل القريب منتطبيق هذه الطريقة التي اأثبتت عدم خطورتهاعلى المتبرع،‏ الأمر الذي ‏سيساهم في زيادةعدد العمليات،‏ نظرً‏ ا لندرة الحصول على رئةمناسبة من متوفين دماغيًا حاليًا.‏واأكد اأن زراعة الرئة تعدّ‏ من العملياتالنادرة عالميًا بسبب ‏صعوبة الحصول علىرئة ‏صالحة للزراعة،‏ نظرً‏ ا اإلى اأن رئة المتوفى■ د.صالح الدماسالبدء في زراعة الرئة منمتبرع حي قريبًادماغيًا المتصل باأجهزة الإنعاش القلبيالرئوي في وحدة العناية المركزة تكون معرضةللتلف السريع بسبب اللتهاب الرئوي الذي قديبداأ خالل مدة ل تزيد على 3 اأيام فقط،‏ وليمكن بالتالي الستفادة من زراعتها لمريضاآخر بخالف بقية الأعضاء التي قد تبقى‏صالحة للزراعة لمدة قد تصل لعدة اأسابيع.‏كما اأن نجاح الزراعة مشروط باأل تزيد الفترةالزمنية منذ استئصال الرئة من المتبرع حتىزراعتها في المريض عن 6 ‏ساعات.‏واأشار اإلى اأن مجموع عمليات زراعةالرئة في العالم منذ بدء اإجراء الزراعة فيمطلع الثمانينيات من القرن الماضي بلغنحو 23716 عملية حتى منتصف عام 2006اأجريت في 215 مركزً‏ ا طبيًا عالميًا بحسباإحصائيات الجمعية الدولية لزراعة القلب،‏والرئة ،)ISHLT( بينما بلغ عدد العملياتالمزدوجة لزراعة قلب ورئتين 3262 عملية في143 مركزً‏ ا،‏ مقارنة بمئات الآلف من عملياتزراعة الكلى والكبد،‏ واأكثر من 70 األف عمليةزراعة قلب تم اإجراء الغالبية العظمى منها فيالوليات المتحدة،‏ والبقية في كندا،‏ وبعضدول اأوروبا الغربية.‏واأوضح د.الدماس اأن عملية زراعة الرئةهي المالذ الأخير للمرضى الذين يعانونقصورًا مزمنًا اأو فسالً‏ في وظائف الجهازالتنفسي غير القابل للعالج،‏ كتليف الرئتين،‏والتهاب الشعب الهوائية المزمن،‏ والتهاباتالرئة الصديدية المزمنة،‏ والرتفاع المزمنفي ‏ضغط الشريان الرئوي.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 13


قضية العدداإجراء 145 زراعة في العام الماضي بمعدل نجاح %97التخصصي يتخطى حاجز 1400 زراعة كليةد.‏ المشاري:‏ المستشفى يجري زراعة كلى لأطفال اأوزانهم تحت 10 كجم.‏زراعة الكلى تغني عن مشقة الستمرار يف الغسل الكلوياأجرى برنامج زراعة الكلى والبنكرياسبمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركزالأبحاث بالرياض،‏ 145 عملية زراعةكلية خالل عام 2007، بنسبة نجاح بلغت%97، اإحداها عملية مزدوجة لزراعة كليةوبنكرياس في وقت واحد،‏ وهو ما يشكل نحو%37 من مجموع عمليات زراعة الكلى التيتجرى في 15 مركزً‏ ا طبيًا بمختلف مناطقالمملكة.‏واأوضح د.خالد المشاري،‏ رئيس برنامجزراعة الكلى والبنكرياس،‏ اأن جميع المرضىالذين اأجريت لهم الزراعة العام الماضي‏سعوديون،‏ ما عدا مريضً‏ ا واحدً‏ ا،‏ حيث بلغعدد الذكور 99، مقابل 46 اأنثى،‏ وبلغ عددالأطفال من الإجمالي العام 20 طفالً.‏ وبيّنالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م14


اأن 40 كلية تم الحصول عليها من متبرعينمتوفين دماغيًا،‏ بوساطة المركز السعوديلزراعة الأعضاء،‏ منهم 11 ‏سعوديًا فقط،‏بينما حظي 105 مرضى بكلى تبرع بهااأقاربهم الأحياء.‏واأكد د.المشاري اأن البرنامج الذياأنشئ في عام 1981 تمكن من زراعة1401 كلية حتى نهاية عام 2007، بنسبنجاح مرتفعة تضاهي نتائج اأبرز المراكزالطبية العالمية،‏ من بينها 943 زراعة كليةمن متبرع حي،‏ مقابل 458 زراعة كلية منمتبرع متوفى دماغيًا.‏وشهد البرنامج،‏ خالل السنوات السبعالأخيرة،‏ انتعاشً‏ ا كبيرً‏ ا في تزايد اأعدادالزراعات تدريجيًا،‏ بعد اأن كان المعدلالسنوي ل يتجاوز 40 زراعة ‏سابقً‏ ا،‏ ويهدفالبرنامج في العام الحالي اإلى اإجراء150 عملية،‏ في اإطار ترجمة الأهدافالستراتيجية لعالج الحالت المتزايدةلأمراض الكلى في المملكة.‏وفي مجال زراعة البنكرياس استطاعالبرنامج اأن يجري 6 عمليات لزراعةبنكرياس وكلية معًا،‏ منذ البدء في اإجراءهذا النوع من العمليات عام 2004، بالإضافةاإلى اإجراء عملية زراعة بنكرياس في عام2006 لمريض اأجريت له عملية زراعة كلية‏سابقً‏ ا.‏ولفت رئيس برنامج زراعة الكلىوالبنكرياس اإلى اأنه عند مقارنة المستشفىالتخصصي،‏ من ناحية عدد عمليات زراعةالكلي،‏ بمراكز طبية عالمية متقدمة فيدول مقاربة للسعودية من ناحية المساحة،‏وتعداد السكان،‏ نجد اأنه يتفوق على الكثيرمنها،‏ حيث اإن دولً‏ متطورة طبيًا،‏ مثل كنداالتي يوجد بها 18 برنامجً‏ ا لزراعة الكلى،‏واإيطاليا التي لديها 15 برنامجً‏ ا،‏ واليابانالتي يوجد بها 23 برنامجً‏ ا،‏ لم يتمكن اأيمن برامجها اأن يتجاوز حاجز 140 عملية‏سنويًا،‏ بينما تجاوز ذلك العدد برنامج واحدفقط من بين 32 برنامجً‏ ا األمانيًا،‏ وواحدمن بين 11 برنامجً‏ ا في المملكة المتحدة،‏واثنان من بين 16 برنامجً‏ ا فرنسيًا،‏ واثنانمن بين 23 برنامجً‏ ا اإسبانيًا.‏واأضاف اأن المستشفى لم يتميز بعددالزراعات فقط،‏ بل اإن نجاح الزراعاتيضاهي اأبرز المراكز الطبية في قارة اأمريكاالشمالية التي تعد الأكثر خبرة وتميزً‏ ا فيهذا المجال،‏ فقد ‏شهد البرنامج عام 2007نسبة %99 في بقاء المرضى على قيد الحياة،‏مقابل نسبة تتراوح بين ٪ 97 و‎%100‎ فيبرامج الزراعة باأمريكا الشمالية،‏ اأما معدلنجاح الزراعة في المستشفى التخصصيفقد بلغ %97، فيما يتراوح في اأمريكاالشمالية بين ٪80 و‎%97‎‏.‏وعن التقنيات الحديثة التي يطبقهاالبرنامج الذي يحظى بفريق طبي،‏ وجراحي،‏وتمريضي،‏ متخصص وذي كفاءة عالية،‏يضم 16 طبيبًا وجراحً‏ ‏ا،‏ ذكر د.المشارياأن البرنامج نجح خالل العام الماضي فيزراعة كلية من متبرع حي غير متوافق معمرضى يتلقون الغسل الدموي يف وحدة الأمري فيصل بن فهد يف التخصصيمرضى يف انتظار توفري كلية تنقذهم من املرضالشروع في الزراعة منمتبرع حي غير متوافق معفصيلة دم المريضزراعة 16 كلية لمرضىمفرطي التحسيس العامالماضينوع فصيلة دم المريض،‏ وهو بخالف مايُشترط،‏ عادةً،‏ وهو وجوب توافق فصيلتيالدم،‏ موضحً‏ ا اأن الهدف من تطبيق هذهالتقنية هو التمكن من زيادة اأعداد عملياتالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 15


قضية العددتطور برنامج زراعة الكلى في التخصصي منذ عام 1981عدد حاالت الزراعة■ د.أحمد ‏شبلوطاستشاري ورئيس وحدة زراعة الكلىهذا ماقاله لي ‏شخص غيرمسلم تبرع بجميع اأعضاءابنته المتوفاة!‏التبرعباألعضاءبيناألخالقياتوالدينTotal/YearCumulativeTotal: LRDCumulativeTotal: DDTOTAL1 0 08 06 04 02 00Renal Transplant Censusat KFSH&RC2718L DD D24 2046Number of Transplants17711984208823*9928*9645*1 9 9 9 2 0 0 0 2 0 0 1 2 0 0 2 2 0 0 3 2 0 0 4 2 0 0 5 2 0 0 6 2 0 0 74533024657644354266620634002836839047130277310455532287711164334598812774237311151418384181256105145943458140140*األعوامعدد حاالت زراعة الكلى في التخصصي من متبرعنيمتوفني دماغيا وأحياءمتوفنيدماغيامتبرعنيأحياءعدد حاالت الزراعة منذ عام ‎1999‎محتى نهاية 2007 معدد حاالت الزراعةالعدد التراكمي للزراعة منمتبرعني أحياء منذ 1981العدد التراكمي للزراعة منمتوفني دماغيا منذ 1981 مالعدد اإلجماليالزراعة،‏ من اأجل اإنقاذ اأكبر عدد ممكن منالمرضى.‏ واأضاف اأن البرنامج يتميز بقدرتهعلى زراعة الكلى لالأطفال الذين تتراوحاأوزانهم بين 8.5 كجم و‎10‎ كجم،‏ وهو ما ليجرى اإل في مراكز محدودة بالعالم،‏ بسبب‏صعوبتها الناتجة عن ‏صغر الأوعية الدمويةلهذه الفئة من الأطفال،‏ الأمر الذي يتطلبمهارة ودقة كبيرتين من الجراح،‏ لتتم زراعةالكلية بالشكل الصحيح،‏ وتفادي حصولتجلط لالأوعية الدموية،‏ ما قد ينتج عنه فشلالكلية مباشرة.‏ كما حقق البرنامج نجاحً‏ اكبيرً‏ ا خالل العام الماضي في زراعة 16كلية للمرضى مفرطي التحسيس،‏ وهم الذينتتشكل لديهم اأجسام مضادة بسبب اإجراءزراعات ‏سابقة لهم،‏ اأو نقل الدم،‏ اأو بسببالحمل المتكرر للنساء.‏وختم مدير برنامج زراعة الكلىوالبنكرياس حديثه باأن عملية اإجراء زراعةالكلية،‏ على الرغم من كلفتها العالية التيتتجاوز 100 األف ريال،‏ تعدّ‏ على المدى البعيداأقل من كلفة الستمرار في اإجراء الغسيلالكلوي،‏ الأمر الذي يعود بمنافع اقتصاديةكبيرة للقطاعات الصحية،‏ بالإضافة اإلىاأن الزراعة تعدّ‏ الحل الأمثل للمريض،‏ كييعود اإلى مزاولة حياته الطبيعية،‏ ويكون فردً‏ اموؤثرً‏ ا في مجتمعه.‏اأضحت زراعة الأعضاء هي العالجالأمثل لحالت الفشل الكلوي،‏ اأو قصورالكبد والقلب باتفاق اأطباء العالم.‏واأصبحت عمليات زراعة الأعضاء تجرىيوميًا بصورة روتينية،‏ من اأحياء اأومتوفين دماغيًا،‏ وتستطيع قياس تقدمالدول بمقدار ما تقدمه لمواطنيها منخدمات.‏ ومنها زراعة الأعضاء لأنها تحتاجاإلى برنامج واضح تشارك فيه الدولةوالمواطن.‏ فالدولة توؤمن الكادر الطبي،‏والعالج المناسب،‏ وكذلك المستشفى الذييستطيع القيام بهذه العمليات المعقدة.‏وعلى المواطن المشاركة في تاأمين هذهالأعضاء،‏ ‏سواء من قريب حي اأو متوفىالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م16


دماغيًا،‏ فالدولة ل تستطيع ‏صناعة الأعضاء،‏ وليس لديها بنك لحفظهاول تستطيع استيرادها من الخارج.‏وتجرى %50 من زراعة الأعضاء والغسيل الدموي في اأمريكا،‏واليابان،‏ واألمانيا،‏ والبرازيل..‏ وهوؤلء يشكلون %10 من ‏سكان العالم،‏ولديهم برامج ناجحة في التبرع بالأعضاء،‏ وخصوصً‏ ا من المتوفيندماغيًا،‏ واأصبح تشخيص الوفاة جزءًا من العناية الطبية الدماغية لكلمصاب باإصابة ‏شديدة،‏ واإذا ثبتت الوفاة الدماغية يطلب من عائلتهالتبرع اإن لم يكن يحمل بطاقة تبرع على رخصة قيادته للسيارة.‏ وتصلنسبة موافقة الأهل حتى في هذه الظروف اإلى %70، اإضافة اإلى اأن بعضالبلدان تعدّ‏ كل اإنسان متبرعً‏ ا اإل اإذا كان يحمل بطاقة يصرح فيها اأنه ليود التبرع باأعضائه في هذه الحالة.‏وقد عانت المملكة،‏ كثيرً‏ ا،‏ مشكلة الغسيل الكلوي والفشل الكبديفي ال‎30‎ ‏سنة الماضية،‏ واأرسلت مرضاها اإلى اأوروبا واأمريكا لكي يتبرعلهم هناك اأحد المتوفين بعضو من اأعضائه.‏ وذهب الآلف اإلى الهند،‏وباكستان،‏ والفلبين،‏ والصين،‏ والعراق لشراء الأعضاء من هذه البلدانالفقيرة ورجعوا باأسواأ النتائج،‏ وراأيت عددً‏ ا من الذين فقدوا حياتهم هنااأو هناك.‏ اإضافة اإلى الذين عادوا بمرض الإيدز والتهاب الكبد الوبائي،‏لأن المراكز هناك بخلت عليهم بتحليل دم المتبرع والتاأكد من خلوه منهذه الأمراض.‏لماذا ل نتبرع باأعضائنا؟!‏هناك من يقول اإنك ل تملك اأعضاءك،‏ ول يجوز اأن تتبرع بها حيًا اأوميتًا،‏ وقد قدر اهلل على هوؤلء المرضى اأن يموتوا بقصور الكبد اأو الكلىول حيلة لنا في ذلك.‏ واأريد اأن اأذكر لهوؤلء اأن رسول اهلل،‏ ‏صلى اهلل عليهوسلم،‏ قال ‏:»تداووا عباد اهلل فما اأنزل اهلل من داء اإل واأنزل له دواء«.‏واإذا كنا ل نملك اأي حق في اأعضائنا فلماذا اأعطانا الشرع حق الدية اإذاتسبب اأحد في فقدان طرف اأو عين فاأوجب لنا نصف الدية،‏ واإذا تسبباأحد في وفاة اأحد اأولدنا جاز لنا اأن ناأخذ دية كاملة مع اأننا ل نملكاأولدنا،‏ فهل لنا حق بهم؟ واإذا اأجاز لنا الشرع اأكل لحم الميتة والخنزيروشرب الخمر عند الضرورة القصوى،‏ األ يُجيز لنا اأن ناأخذ كلية منمتوفى دماغيًا ونكمل بها ما كتب اهلل لنا من عمر؟!‏ واإذا ندبنا الإسالمللعطاء بالمال والنفس في ‏سبيله،‏ األ يندبنا للعطاء بهذه الأعضاء لنعطيحياة جديدة لأخ لنا في اهلل.‏ قال ‏سبحانه وتعالى،‏ اأيضً‏ ا،‏ في موضع اآخر:‏‏{وما لكم ل تنفقون في ‏سبيل اهلل وهلل ميراث السموات والأرض}،‏وقال جل وعال:‏ ‏{اإن اهلل اشترى من الموؤمنين اأنفسهم واأموالهم باأنلهم الجنة}.‏ لقد اأعطانا اهلل ما يملك وندبنا للعطاء ووعدنا بالجنة اإنفعلنا،‏ اأم نقول اأنطعم من لو يشاء اهلل اأطعمه؟ واهلل هو المعطي اإذ يقول‏سبحانه:‏ ‏{من اأجل ذلك كتبنا على بني اإسرائيل اأنه من قتل نفسً‏ ا بغيرنفس فكاأنما قتل الناس جميعًا ومن اأحياها فكاأنما اأحيا الناس جميعًا}.‏واأي اإحياء للنفس اأكبر من اأن تعطي قلبًا اأو كلية اأو كبدً‏ ا لأخيك ويكتباهلل له حياة جديدة،‏ وترفع عنه معاناة ل تنتهي،‏ األم يقل رسول اهلل،‏‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏»من فرَّ‏ ج عن موؤمن كربة من كرب الدنيا فرَّ‏ جاهلل عنه كربة من كرب يوم القيامة«؟!‏ قال ‏سيدنا اإبراهيم للنمرود:{‏ربي الذي يحيي ويميت قال اأنا اأحيي واأميت.‏ قال اإبراهيم فاإن اهلل ياأتيبالشمس من المشرق فاأت بها من المغرب فبهت الذي كفر}.‏ لقد ظنالنمرود اأنه يعطي الحياة والموت.‏ واإذا اختلفنا في تفسير الإحياء،‏ فهلنستطيع احتساب التبرع بعضو اإحياء للنفس؟ لقد تحدثت مع كثير منالعائالت التي فقدت ذويها في حوادث األيمة،‏ كان اهلل في عونهم،‏ وكانمعظمهم يرفضون التبرع بحجة الدين.‏ ولقد طلبت المئات من المرضىالمصابين بالفشل الكلوي لإخبارهم اأن لدي كلية لهم ولم يرفض اأحدمن هوؤلء بل فرحوا اأشد الفرح وما زالوا يدعون لي بما قدمت لهم.‏ واإننياأناشد الجميع لماذا نرفض اأن نعطي ول نرفض اأن ناأخذ؟!‏ اإذا كان حرامً‏ افال يجوز لنا اأخذه.‏ اإذً‏ ا،‏ القضية ليست حرامً‏ ا وحاللً‏ ، اإنها اأنانية وحبللذات وعدم الإحساس بالمسوؤولية تجاه الآخرين.‏ فعندما ياأتي مريضاإلى المستشفى انتظارًا لموت ‏شخص ليزرع له كبد منه،‏ وعندما يصابهذا المريض بالوفاة الدماغية يرفض اأهله التبرع بكليته..‏ هل هذا منالإنصاف الذي اأمرنا به الشرع؟ويقول بعضنا ل اأعطي كليتي لغير مسلم،‏ ول اآخذها من غير مسلم،‏لأن كليتي ‏ستذهب اإلى جهنم واإذا اأخذتها من غير مسلم فقد اأذهب بهااإلى الجحيم،‏ فهل هناك دليل ‏شرعي على هذا؟ اإن اهلل جل وعال يقول‏:{ليوؤاخذكم اهلل في الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم مندياركم اأن تبروهم وتقسطوا اإليهم}..‏ فاإذا كانوا مستعدين لإعطائنااأكبادهم وقلوبهم فلماذا ل نعاملهم بالعدل والإنصاف؟ ولقد ثبت اأن مناأخذ قلبًا من اإنسان اآخر ل يتغير اإيمانه اأو تتغير عاطفته..‏ فلنعامل كلالناس كما نحب اأن نعامل به.‏طلبت من اأحد اأقارب متوفى دماغيًا التبرع باأعضائه فقال لقد خلقهاهلل كامالً‏ وسوف اأدفنه كامالً..‏ قلت ‏سبحان اهلل!‏ اأتظن اأن اهلل غير قادرعلى خلقه كامالً‏ لو تبرعت بهذه الأعضاء.‏قال لي اأحد من غير المسلمين،‏ وقد تبرع بجميع اأعضاء ابنتهالقلب،‏ والكبد،‏ والكليتين،‏ والبنكرياس،‏ والقرنية،‏ اإنني اأرى ابنتي تعيشمن جديد مع هوؤلء الناس الذين عاشوا بقلبها وكبدها.‏لقد بلغ عدد المرضى الذين يعملون غسيل كلى في المملكة قريبًامن عشرة اآلف ‏شخص،‏ ولك اأن تتصور معاناتهم مع اأجهزة الغسيلوالحمية القاسية وعدم الإنجاب.‏ ولقد وفرت الدولة،‏ جزاها اهلل كلخير،‏ اأجهزة الغسيل لكل مواطن،‏ ووفرت كذلك مراكز لزراعة الكلى بكلما يلزم من اأطباء ومختبرات وعناية مركزة،‏ وما علينا اإل اأن نتبرع بهذهالأعضاء لكي ننقذ اإخواننا الذين يعانون ‏صباحً‏ ا ومساء،‏ ونساأل اهلل اأنتكون هذه ‏صدقة جارية لنا ولهم.‏اإذا اتجهنا اإلى الغرب واإلى الشرق لنستورد ما ل نملك،‏ فلماذا نتجهاإليهم ليعطونا ما نملك!‏ كلنا لآدم واآدم من تراب.‏ ‏{وقل اعملوا فسيرىاهلل عملكم ورسوله والموؤمنون}.‏اأعرف ‏ستة مرضى اأرسلوا اإلى اأمريكا لزراعة الكلى،‏ اثنان منهمتوفوا بعد الزراعة هناك،‏ لأن الكلى التي اأعطيت لهم من متوفين تجاوزاال‎60‎ من العمر،‏ واثنان عادوا وزرعوا في الهند وتوفوا في السنة نفسهابسبب المتابعة غير الخبيرة في اأدوية المناعة،‏ فيما توفي الخامس فوروصوله اإلى بيته بعد انتظاره ‏سنة في اأمريكا،‏ بينما السادس عاد وزرع فيالسعودية من متوفى دماغيًا وما زال بفضل اهلل يتمتع بالصحة والعافية.‏فهل نترك اإخواننا يعانون المرض ومشقة السفر وجشع الأطباء واستغاللاأصحاب المطامع ول نقدم لهم ما نستطيع،‏ وننال الأجر الأوفى من اهللاإن ‏شاء؟!‏ لن نطيل في عمر اأحد اإل باإذن اهلل،‏ ولن يموت اأحد اإل في اليومالذي قدَّ‏ ره اهلل..‏ فهل نتخلى عن مسوؤولياتنا،‏ اأم نفعل ما اأمرنا اهلل بهووعدنا الثواب عليه؟• اأتمنى على كل اإنسان اأن يحمل بطاقة تبرع باأعضائه ول اأتمنى لهالموت .• اأتمنى من كل اإنسان له قريب يعاني الفشل الكلوي اأن يتقدم ويتبرع لهبكليته،‏ وقد ثبتت ‏سالمة التبرع وعدم تاأثيره في مسيرة حياة الإنسان،‏اأو اإنجابه،‏ اأو مرضه.‏• اأتمنى على كل اإنسان طلب منه التبرع باأعضاء ذويه اأن يتخيل نفسهالمحتاج اإلى هذه الأعضاء،‏ هل يتمنى اأن يوافق اأهل المتوفى باأعضائهاأم ل؟!‏ ‏»ل يوؤمن اأحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه«‏ ‏صدق رسولاهلل،‏ عليه اأفضل الصالة واأتم التسليم.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 17


قضية العددعلي بجوي يتفقد الأدوية اخلاصة بوالدتهالوالدة كانت تصر على اإجراء العملية في الخارج حتى لو اقترضت المالعلي:‏ فقدت ‎11‎كجم من وزني في 20 يومً‏ األهدي والدتي كليتي‏ضرع علي محمد بجوي،‏ 32 عامً‏ ا،‏ فيالتخلص من ‎11‎كجم من وزنه في 20 يومً‏ ا،‏ليتمكن من اإهداء اإحدى كليتيه اإلى والدتهالتي تضارع المرص،‏ بينما كانت توؤازرهزوجته،‏ وهما يرعيان اأبناءهما الثالثةواأعينهم ترقب الجدة،‏ 63 عامً‏ ا.‏يسرد علي قصة والدته مع الفشل الكلوي،‏موضحً‏ ا اأنها كانت تراجع في اأحد مستشفياتمدينة الرياض بسبب مشكالت ‏صحية فيالغدد،‏ واإصابتها بالروماتيزم،‏ وتتناول اأدويةللعالج منذ نحو 10 ‏سنوات،‏ واإثر ‏شعورها باآلمفي الجهة الجانبية من البطن تم تحويلها اإلىمستشفى الملك فيصل التخصصي لإجراءبعض الفحوصات،‏ واكتُشف اأنها مصابة بفشلكلوي حاد،‏ نتيجة استمرارها لفترة طويلةفي تناول الأدوية التي ‏صرفت لها من ذلكالمستشفى دون اإجراء الفحوصات المخبريةالمعتادة،‏ واتضح اأنها في اأمس الحاجة اإلىزراعة كلية.‏واأوضح اأنه على الرغم من كبر ‏سن والدتهاإل اأنها كانت تتمتع،‏ في المجمل،‏ بصحة جيدة،‏كونها عاشت في اإحدى القرى بجنوب المملكة،‏والتي يتميز ‏ساكنوها بالحيوية والصحة،‏ولكنها عانت اإجراء الغسل الكلوي ثالث مراتاأسبوعيًا،‏ قبل الشروع في الزراعة،‏ وهو اأمرمتعب جدً‏ ا،‏ حيث كانت تقضي بقية اليوم نائمةفي المنزل من ‏شدة الإرهاق.‏واأوضح اأنهم بدوؤوا في عمل الإجراءاتالرسمية للزراعة بالخارج،‏ ولكن محاولتهمباءت بالفشل،‏ حيث كانت والدته مصرة علىاإجراء الزراعة في الخارج،‏ حتى لو اضطروااإلى اقتراض المال،‏ اأو بيع السيارة،‏ ولكنهرفض ذلك،‏ واأخبرها باأنهم وجدوا متبرعً‏ ا فيالسعودية،‏ دون الإشارة اإلى اأنه يقصد نفسه،‏حيث اإنه اأجرى مع اأخيه واأخته الفحوصاتالطبية لإيجاد المتبرع المناسب لها،‏ واتضح اأنههو المتبرع الأمثل،‏ والمطابق لوالدته،‏ بخالفاإخوته،‏ ولكن وزنه،‏ البالغ اآنذاك ‎95‎كجم،‏ كانيعوقه عن التبرع،‏ ولكن اإصراره على التبرعمكنه خالل نحو 20 يومً‏ ا فقط من اأن يخفضوزنه عبر التمارين الرياضية،‏ واللتزامبالحمية الغذائية الشديدة،‏ حتى وصل اإلى‎84‎كجم،‏ وهو وزن مناسب للتبرع،‏ ولم يخبروالدته باأنه هو المتبرع ‏سوى قبل العملية بفترةقصيرة،‏ لتقتنع في النهاية بعد اأن عرضواعليها نماذج من اأقاربهم الذين تبرعوا مسبقً‏ ا،‏ول يزالون يتمتعون بصحة جيدة.‏وعلى اإثر ذلك تبرع علي بكليته اليسرىلتزرع لوالدته بنجاح،‏ وهلل الحمد،‏ وهيتتمتع الآن بصحة جيدة،‏ كما اأنه لم يشهد اأيمضاعفات في التبرع،‏ وحالته مستقرة،‏ حيثالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م18


بداأ في مزاولة رياضة المشي بمعدل ‏ساعة يوميًالتسريع التئام الجرح،‏ حسب نصائح الطبيب.‏وعن الدافع الذي جعله يُقدم واإخوته علىالتبرع،‏ بيّن علي اأنه مهما عمل هو واأشقاوؤهلوالدتهم فلن يستطيعوا اإيفاءها حقها عليهم،‏مستشهدً‏ ا بقوله تعالى في ‏سورة الإسراء‏{وقضى ربك األ تعبدوا اإل اإياهوبالوالدين اإحسانًا اإما يبلغن عندك الكبراأحدهما اأو كالهما فال تقل لهما اأف ولتنهرهما وقل لهما قولً‏ كريمً‏ ا}،‏ ولو احتاجتاأمه كليتيه الثنتين فلن يبخل عليها بذلك.‏موؤكدً‏ ا اأنه تبرع اأمالً‏ في اإرضاء والدته،‏ وعمالً‏لالآخرة،‏ لفتًا اإلى اأنه يشعر بسعادة بالغةباستعادة والدته حيويتها وعافيتها،‏ وتمكنهامن الجتماع بهم،‏ والذهاب معهم للتنزه،‏ودعائها الدائم له،‏ كون الجنة تحت اأقدامالأمهات،‏ اآمالً‏ اأن يجد ثمرة ذلك في اأبنائهمستقبالً،‏ مشيرً‏ ا اإلى اأنه لم يجد معارضة منزوجته في التبرع،‏ بل وجد منها كل الموؤازرةوالتشجيع،‏ حيث اإنها تحب والدته بشدة،‏وتريد لها دوام الصحة والعافية.‏واأوضح علي اأن حياته تغيرت بعد التبرعاإيجابيًا،‏ حيث اإنه اأقلع عن تدخين الشيشة،‏واأصبح يهتم بصحته اأكثر،‏ ويمارس الرياضةباستمرار،‏ وهو يشجع على التبرع بالأعضاءحتى لغير الأقارب،‏ اإذا كان لوجه اهلل.‏اأبي كان يرفض اأن اأتبرع له خوفًا عليّ‏محمد:‏ لم أشعر بأنني فقدت عضوً‏ احين تبرعت بكليتي لوالديلم يتردد محمد اإبراهيم السنتلي،‏ 29 عامً‏ ا،‏في التبرع بكليته لوالده الذي يبلغ 52 عامً‏ ا،‏ حيثذكر محمد،‏ الذي يعمل محاضرً‏ ا بالكلية التقنيةبحائل،‏ اأن الفشل الكلوي يعد مرضً‏ ا خفيًا فيحالة والده،‏ حيث تدهورت ‏صحته بشكل مفاجئ،‏ووصل اإلى مرحلة حرجة،‏ دون اأن يكون لديهمعلم باإصابته مسبقً‏ ا،‏ فتم نقله اإلى مستشفى حائلالعام،‏ وبعد اإجراء الفحوصات اكتشف اأن مستوى‏»الكرياتين«‏ في الدم قد وصل اإلى مستوياتقياسية،‏ واأخبرهم الطبيب المختص باأن الفشلالكلوي التام ‏سيكون مصير والده خالل 6 اأشهر،‏وسيحتاج عندها اإلى اإجراء زراعة كلية،‏ مضيفً‏ ااأنه من تلك اللحظة قرر اأن يتبرع باإحدى كليتيهلوالده،‏ لأنها فرصة كبيرة للحصول على جزء،‏ ولوكان قليالً،‏ من رضا الوالدين.‏ ولكن قبل ذلك كانمن المهم التاأكد من دقة التشخيص،‏ والبحثعن حل اآخر بديل عن الزراعة،‏ ولذلك بداأ محمدووالده في مراجعة بعض المستشفيات المحلية،‏ومنها مستشفى الملك فيصل التخصصي،‏اإضافة اإلى اأحد المستشفيات الأردنية،‏ والنتيجةهي اتفاق جميع الآراء الطبية على حاجة والدهالماسة اإلى زراعة كلية.‏واأضاف محمد:‏ ‏»كان والدي رافضً‏ ا اأخذعضو مني،‏ مثل اأي اأب اآخر،‏ لأنه يشعر باأنالعضو المستاأصل من جسده هو،‏ وليس منجسدي،‏ خصوصً‏ ا اأنه عانى مضاعفات اأمراضالكلى،‏ ول يريد اأن يتسبب في حصول تلكالمضاعفات لي،‏ ل ‏سمح اهلل«.‏ وعن كيفية اإقناعالأب بقبول تبرع ابنه اأشار محمد اإلى اأنهم ‏ساألوابعض المختصين في المستشفيات،‏ وبحثوا فيمنطقتهم عن اأشخاص اأجريت لهم الزراعةمن متبرعين غير اأقارب،‏ في الفلبين والصين،‏وعن اآخرين اأجريت لهم الزراعة من اأقربائهم،‏وبالمقارنة اتضح اأن الديمومة تكون من نصيبمن زرعت له كلية من اأحد اأقاربه،‏ والتي تتميزباأن مستوى الكرياتين في الدم يكون معقولً،‏ اأماالذين تلقوا كلى من غير الأقارب فقد بينت نتائجفحوصاتهم وجود بعض المضاعفات،‏ ناهيكمن معاناتهم المناعة الضعيفة،‏ بالإضافة اإلىانتقال بعض الأمراض اإلى من يجري الزراعةفي الخارج،‏ وبصعوبة بالغة اقتنع الأب بتلقيكلية ابنه في النهاية.‏ولما وجدوه من رعاية واهتمام من الفريقالطبي،‏ فقد قرر محمد ووالده اإجراء الزراعة فيالمستشفى التخصصي،‏ وفي ‏شهر جمادى الآخرةمن عام ‎1428‎ه خضع البن المتبرع والأبالمريض اإلى مبضع الجراح،‏ في عملية جراحيةتكللت بالنجاح التام،‏ واأضاف محمد اأن والدهاأتم فترة العزل البالغة 3 اأشهر،‏ وخرج بعدهامن المستشفى بصحة جيدة،‏ عاد على اإثرها اإلىميدان العمل،‏ موؤكدً‏ ا اأنه لم يتاأثر،‏ ‏صحيًا اأو عمليًا،‏بفقدان اأحد اأعضاء جسمه،‏ بحمد اهلل.‏وعن ‏شعوره حيال مساهمته في اإنقاذ والدهمن معاناة المرض،‏ ذكر محمد:‏ ‏»اأنا ل اأشعربمثل تلك المشاعر،‏ لأنها قد تظهر لو كان التبرعلغير والدي،‏ اإن ما قمت به يعد اأمرً‏ ا واجبًا عليّ‏ ،ولم اأفكر قط في اأني فقدت عضوًا من جسدي،‏اأو اأنني منحت والدي ‏شيئًا،‏ لأن كل جسدي ملكللوالد،‏ واأهم ‏شيء هو اأن والدي قد رجع اإلى وضعهالطبيعي،‏ واأصبحت البتسامة ترتسم على وجههمن جديد،‏ وعاد اإلى مزاولة عمله المعتاد،‏ خصوصً‏ ااأنه مسوؤول وتثقل كاهله كثير من الأعمال،‏ وهو اأمريسعدني،‏ ويشرفني مدى حياتي اأن اأرد جزءًا قليالً‏من جميل والدي عليّ‏ «. واأضاف اأنه واجه الكثيرمن الضغوطات من قبل بعض الأقارب كيال يقدمعلى التبرع،‏ خصوصً‏ ا اأن حالتهم المادية ميسورة،‏ويستطيعون اإجراء الزراعة من متبرع غير قريبفي ‏شرق اآسيا،‏ اأو اأوروبا،‏ ولكن كل هذه الضغوطاتلم تثنه عن التبرع.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 19


قضية العددعبدالرحمن،‏ ووالده نظرة اأمل اإىل مستقبل اأفضل بعد اأن زرع له جزء من كبد ابنهحين الإفاقة من التخدير بعد العملية كان الضوؤال:‏ هل خرج اأبي؟عبدالرحمن:‏ كنت أدعو اهلل أن أتمكنمن التبرع بجزء من كبدي لوالديكان اأول ‏ضوؤال ‏ضاألته من حولي حين‏ضحوت من اأثر التخدير بعد عمليةاستئصال جزء من كبدي لزرعه لوالدي‏»هل خرج والدي من غرفة العمليات؟«.‏ويوضح عبدالرحمن علي ‏شيخ،‏ 26عامً‏ ‏ا،‏ اأن والده،‏ الذي يبلغ 54 عامً‏ ا،‏كان يحتفظ بسر اإصابته بالتهاب الكبدالفيروسي مدة 30 عامً‏ ا،‏ اإل اأنه ظهر عليهالتعب خلالل الأشهر الثمانية الأخيرةالتي نزف خاللها دمً‏ ‏ا ثالث مرات،‏ وعندمراجعة اأحد المستشفيات في منطقةجيزان كشف لهم الطبيب عن اإصابة والدهبالمرض،‏ الأمر الذي تسبب في التاأثيرفي معنويات جميع اأفراد العائلة،‏ ونصحوابمراسلة المستشفيات الكبيرة في الرياضوجدة،‏ حيث تم تحويل والده اإلى مستشفىالملك فيصل التخصصي بالرياض،‏ منخالل برنامج خدمات التعاون المشتركبين المستشفى التخصصي ومستشفىالملك فهد بجيزان،‏ واأجريت له الفحوصاتالالزمة،‏ وصرفت له اأدوية خاصة بتخفيفمستوى الفيروس الكبدي،‏ وبعد فترة ‏ساءتحالته الصحية بشكل اأكبر،‏ وتعرض اإلىالنزف الدموي،‏ واأصبح باأمسّ‏ الحاجة اإلىمتبرع لإجراء عملية زراعة كبد،‏ بحسب راأيالأطباء.‏ولفت عبدالرحمن اإلى اأن والده،‏ الذييحظى ب‎13‎ ابنًا وبنتًا،‏ رفض مبداأ الحصولعلى كبد اأحد اأبنائه،‏ اإل اأنه اقتنع اأخيرً‏ ا،‏بسبب عدم توافر الإمكانيات المادية لإجراءالزراعة في الخارج.‏ واإثر ذلك بادر اأخوهالأكبر اإلى التبرع،‏ لكن الفحوصات اأظهرتعدم التطابق،‏ فتقدم عبدالرحمن اإلىالتبرع،‏ بقرار ‏شخصي دون اأي ‏ضغوطاتمن اأهله،‏ حيث كان يدعو اهلل اأن يكون كبدهمناسبًا التبرع لوالده،‏ وبالفعل ظهر التطابقالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م20


عبدالرحمن يغادر عيادة الكبد مع والده بعدالنتهاء من موعد املتابعةالتام في الأنسجة،‏ ولم يظهر لديه خوفمن التبرع،‏ لتاأكد الأطباء من نجاح العملية،‏الأمر الذي دفعه اإلى التبرع بشكل اأكبر.‏ومن اأجل التفرغ للعملية طلب الحصول علىاإجازة من عمله في اإحدى الشركات الأمنية،‏لكن طلبه قوبل بالرفض،‏ ما اأجبره علىتقديم استقالته.‏واأضاف عبدالرحمن اأن العمليةاستغرقت نحو 8 ‏ساعات لستئصال جزءمن كبده،‏ بينما استغرقت الزراعة لوالدهمدة 12 ‏ساعة،‏ مشيرً‏ ا اإلى اأن اأول جملةنطق بها بعد اأن اأفاق من مفعول التخديرهي ‏سوؤال من حوله:‏ ‏»هل خرج اأبي من غرفةالعمليات اأم ل؟«‏ فاأجابوه باأنه خرج منعملية ناجحة،‏ بحمد اهلل،‏ وانتقل اإلى وحدةالعناية المركزة.‏ واأكد اأنه بعد عدة اأسابيعمن اإجراء العملية لم يتاأثر ‏صحيًا عدانقصان ‎3‎كجم من وزنه،‏ والذي ‏سيستعيدهخالل اأسابيع،‏ ليعود اإلى وزنه الطبيعي.‏وقال مازحً‏ ا اإن ‏صحة والده اأصبحت اأفضلمنه،‏ حيث يتمتع والده الآن بصحة جيدة.‏واأشار اإلى اأن التبرع بالكبد يعد اإضافةاإلى الجسم،‏ وليس نقصً‏ ا،‏ حيث اإن الكبديعود اإلى حجمه الطبيعي بعد فترة قصيرةبخاليا جديدة تستطيع اإنتاج الإنزيماتبشكل اأكبر،‏ وبذلك يتحسن الدم،‏ ويكوناأكثر ‏صفاء،‏ الأمر الذي يعود بالفائدة علىالجسم عمومً‏ ‏ا،‏ ناهيك من الأجر الذي‏سيجده المتبرع عند اهلل.‏اأهلي يقولون اإن من تبرع لي بقلبه ورئتيه رحّ‏ ال..!‏اإلماراتية هدى عبيد:‏ كيف سيكونمصيري لو لم أجد متبرعًا؟هدى عبيد،‏ 36 عامً‏ ا،‏ ربة بيت اإماراتية تعيش في دبي،‏ زرع لها قلب ورئتان في عمليةمتزامنة خالل عام 2004 بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض،‏ في واحدة منالحالت النادرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط،‏ بعد اأن حصلت على اأعضاء من متبرعمتوفى دماغيًا.‏ المواطنة الإماراتية كانت مصابة بتليف رئوي منذ ولدتها،‏ ولكن لم تظهر عليهاالمضاعفات اإل عام 1997 حين عانت ‏صعوبات في التنفس اأثرت في حياتها اليومية،‏ ولذلكقررت السفر اإلى الوليات المتحدة الأمريكية لمراجعة اأحد المراكز الطبية،‏ والذي اكتشفعبر الأشعة اأن التليف الرئوي بداأ في الزدياد،‏ وبداأت من حينها في تناول عقار الكورتيزونالذي كان فعالً‏ في الحد من الأعراض،‏ وليس عالج المرض نفسه،‏ حتى زادت لديها المعاناةعام 2003، واأصبح التنفس ‏صعبًا للغاية،‏ ما اضطرها،‏ اأحيانًا،‏ اإلى الستعانة بقناع الأكسجينطوال اليوم.‏ واأكد لها الأطباء اأن زراعة الرئة هي الحل الأمثل لعالج حالتها الصحية،‏ موضحةً‏اأنها بادرت بالسفر اإلى لندن من اأجل الزراعة،‏ وعلى الرغم من حاجتها الماسة اإلى الزراعة،‏اإل اأنها واجهت الرفض من المستشفى لإجراء العملية،‏ كونها ليست مواطنة بريطانية،‏ كمابعثت بتقاريرها لأحد مستشفيات ولية ميتشيغن بالوليات المتحدة،‏ ولكن لم تتكلل محاولتهابالنجاح.‏وبعد عودتها اإلى الإمارات خالية الوفاض،‏ نصحها الطبيب المشرف على حالتها بمحاولةاإجراء العملية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض،‏ لما يتمتع بهمن كفاءة طبية.‏ وبعد اإجراء التصالت،‏ واإرسال التقارير،‏ تم قبول الحالة،‏ اإل اأن الهيئة الطبيةفي اأبو ظبي،‏ وبحسب حديث هدى،‏ لم تكن موافقة على ذلك في البداية،‏ حيث كانت بريطانياواأمريكا هما الخيار الأول،‏ لتقدمهما الطبي الكبير،‏ اإل اأن اإصرار هدى وعائلتها على العالج فيالسعودية كان السبب في تسهيل مهمتهم مع الهيئة الطبية.‏ومكثت هدى في الرياض لإجراء الفحوصات الطبية الالزمة في المستشفى التخصصيمدة اأسبوعين.‏ وبعد نحو ‏شهرين توافر المتبرع المناسب لهدى،‏ وبذلك اأجريت لها عمليةمزدوجة لزراعة رئتين وقلب،‏ في وقت واحد،‏ تكللت بالنجاح،‏ الأمر الذي ‏ساعد على عودتهااإلى حياتها الطبيعية دون اأي مشكالت بفضل من اهلل،‏ مع التزامها بالمتابعة الطبية المستمرةفي المستشفى التخصصي كل 4 اأشهر،‏ تقريبًا،‏ لإجراء تحليل الدم،‏ والتاأكد من ‏سالمة وظائفالرئتين والقلب،‏ والستمرار في تناول اأدوية المناعة،‏ وبعض الفيتامينات.‏ ولم تواجه هدى اأي‏صعوبات ‏صحية،‏ كما كان يحدث لها ‏سابقً‏ ا،‏ عند ‏صعودها اإلى لأماكن المرتفعة التي تقل فيهاكمية الأكسجين،‏ بل اإنها اأصبحت اأكثر اإقبالً‏ على السفر بشكل اأكبر من السابق،‏ حتى اإلىالمناطق المرتفعة،‏ حيث يمازحها اأهلها قائلين:‏ ‏»يبدو اأن الشخص الذي تبرع لك كان رحالً«.‏واأضافت هدى اأن الأزمة الصحية التي اأصابتها ‏ساهمت في زيادة التواصل بينها وبيناأفراد عائلتها،‏ وبخاصة زوجها الذي كان مساندً‏ ا لها في جميع الأوقات،‏ مشيرة اإلى اأن اأهلهاكانوا يتناوبون،‏ بشكل دائم،‏ على مرافقتها في المستشفى،‏ خالل الفترة التي امتدت نحو 4اأشهر قبل العملية وبعدها،‏ بل حتى اإن ‏صلتها باأقاربها البعيدين زادت خالل تلك الفترة،‏ حيثقام كثير منهم بالتصال بها،‏ وزيارتها في اأثناء مكوثها بالمستشفى لالطمئنان على ‏صحتها.‏واأكدت اأنه بعد انتهاء عالج حالتها فتحت الهيئة الطبية الإماراتية المجال لإرسالالمرضى اإلى المراكز الطبية السعودية،‏ للكفاءات والإمكانيات العالية المتوافرة.‏ وتذكر هدىاأنه اأجريت عملية زراعة قلب في المستشفى التخصصي لمريضة اإماراتية من اأبو ظبي،‏ واأخرىمن الشارقة.‏وختمت هدى حديثها بتشجيع اأفراد المجتمع على المبادرة اإلى التبرع بالأعضاء،‏ لما لهمن فوائد جمة في اإنقاذ حياة المرضى،‏ كما يعدّ‏ ‏صدقة جارية للمتبرع.‏ وتقول اإن لديها رغبةفي التبرع باأعضائها،‏ ولكنها لالأسف غير ‏صالحة للتبرع،‏ كونها تتناول اأدوية للمناعة،‏ واأضافتاأنها دائمة التفكير متسائلة:‏ ‏»كيف ‏سيكون مصيري لو لم يتوافر لي متبرع؟«.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 21


قضية العددعوائق زراعة الأعضاء ترتكز يف قلة املتربعني والتعرف املبكر على الوفاة الدماغيةد.فيصل شاهين:‏إجراءاتنا تمنع االتجار باألعضاءوبطاقة التبرع ليست ملزمة قانونيًانتعاون مع 3 دول خليجية..‏ وتبادلنا الأعضاء مع اإسبانيا.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م22


اأكد مدير عام المركز السعودي لزراعةالأعضاء د.فيصل ‏شاهين اأن زراعة الأعضاءفي المملكة تمارس ‏ضمن نُظم،‏ واأسسقانونية،‏ وشرعية واضحة ل تسمح بوجودتجارة اأعضاء،‏ مشيرً‏ ا اإلى الدور الإشرافيللمركز،‏ وتوافر دليل اإجراءات يعمل به من قبلالقطاعات الصحية الحكومية والخاصة كافةيحول دون حدوث خروقات في هذا الإطار.‏واأوضح في اإجابة له عن اأسئلة مجلة« » اأن بطاقة التبرع بالأعضاءل تخول قانونيًا استئصال الأعضاء منالمتبرعين المتوفين دماغيًا دون موافقةذويهم على اإقرار التبرع غير اأنه اأشار اإلىفائدتها في ‏سهولة موافقة ذوي المتوفين،‏فضالً‏ عن الدور التوعوي والتثقيفي منخالل ‏شيوعها في اأوساط المجتمع.‏وقال د.شاهين:‏ اإن اأبرز المشكالت التيتواجه المركز هي قلة اأعداد المتبرعين،‏‏سواء من المتوفين دماغيًا،‏ اأو الأحياءالأقارب،‏ اإضافة اإلى ‏صعوبات عديدة تتمثلفي التعرف الباكر على الحالت المشتبه بهاكوفيات دماغية،‏ والعناية بهم لحين اكتمالالتشخيص،‏ ومن ثم الحصول على الموافقةبالتبرع بالأعضاء من ذويهم،‏ ونقل فرقالستئصال اإلى المستشفيات التي يوجد بهاهوؤلء المتوفون،‏ واإلى نص الحوار:‏كم عدد عمليات زراعة الأعضاء التياأجريت في المملكة فيما يختص بالكلى،‏والكبد،‏ والقلب,‏ العام الماضي؟تم اإجراء زراعة 382 كلية في العامالماضي ‎1428‎ه،‏ كما بلغ مجموع عملياتزراعة الكبد 91 كبدً‏ ا منها 37 كبدً‏ ا بالتبرعمن الأحياء،‏ و‎54‎ كبدً‏ ا بالتبرع من المتوفيندماغيًا،‏ هذا بالإضافة اإلى زراعة 12 قلبًا.‏هل تخول بطاقة التبرع بالأعضاءالموقعة من الشخص الحصول علىالأعضاء دون موافقة ذويه؟ واإذا كانتالإجابة بالنفي،‏ فما فائدة اإصدارها؟بالنسبة اإلى بطاقة التبرع بالأعضاءفهي من الناحية القانونية ل تخولاستئصال الأعضاء دون الرجوع لذويالمتوفى دماغيًا،‏ حيث ل بد من اأخذ موافقةذوي المتوفين على اإقرار التبرع بالأعضاء،‏علمً‏ ا باأن وجود البطاقة،‏ ومعرفة رغبةالشخص في اأثناء حياته يسهل كثيرً‏ ا علىذويه اأخذ القرار،‏ واحترام رغبة المتوفىفي استئصال اأعضائه.‏■ د.فيصل ‏شاهنياإن بحث رغبة الأشخاص الراغبين فيالتبرع مع اأهاليهم،‏ واأقاربهم الذين يمكناأن يعطوا الموافقة بعد الوفاة لأمر مهمجدً‏ ا،‏ وهو يرتبط بتعريف العامة حول التبرعبالأعضاء.‏ ومن هنا تاأتي اأهمية تعبئة بطاقةالتبرع،‏ وتوضيح رغبة الشخص في التبرعباأعضائه بعد الوفاة،‏ ومن اأجل هذا يسعىالمركز جاهدً‏ ا لتثقيف اأطفال المدارس،‏واإجراء ندوات في جميع اأرجاء المملكةلعامة الناس من اأجل تعريفهم عن الحاجةاإلى زراعة الأعضاء،‏ ومدى نجاح هذهالعمليات،‏ لأنه من المالحظ قلة التبرعاتبالأعضاء عند جهل العامة بنسب نجاحالعمليات،‏ ومدى فعاليتها لمرضى الفشلالعضوي،‏ وكذلك التاأكيد لإيصال المعلومةالصحيحة،‏ وهي اأن الوفاة الدماغية اأمراأقرته ‏شريعتنا الإسالمية بشكل واضحمن خالل الفتاوى الصادرة من هيئة كبارالعلماء،‏ وكذلك من مجلس مجمع الفقهالإسالمي والذي يجاز فيه نقل الأعضاء منالأحياء والمتوفين اإلى المحتاجين لذلك،‏وكذلك اعتبار الوفاة الدماغية معادلةللوفاة الشرعية.‏ما اأبرز العوائق التي تواجه التبرعبالأعضاء؟اأبرز المشكالت التي تواجهنا هي قلةاأعداد المتبرعين،‏ ‏سواء من المتوفيندماغيًا،‏ اأو الأحياء الأقارب،‏ كما تواجهنا‏صعوبات عديدة تتمثل في التعرف الباكرعلى الحالت المشتبه بها كوفيات دماغية،‏والعناية بهم لحين اكتمال التشخيص،‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 23


قضية العددومن ثم الحصول على الموافقة على التبرعبالأعضاء من ذويهم،‏ ونقل فرق الستئصالاإلى المستشفيات التي يوجد بها هوؤلءالمتوفون،‏ اإضافة اإلى اأهمية زيادة الوعيبالتبرع بالأعضاء بين اأفراد المجتمع،‏والتقدير الكامل للحاجة الماسة اإلى توفيرالأعضاء للمرضى من خالل التبرع،‏ حيثاإن الزراعة هي الحل الأمثل والوحيد لعالجالفشل العضوي،‏ ولن يتحقق ذلك اإل بالتبرعبالأعضاء من قبل كل القادرين على ذلك.‏وقد بينت الدراسات المختلفة التياأجريت لمعرفة راأي العامة في المملكةعدم معارضة معظمهم للتبرع بالأعضاء فياأثناء الحياة اأو بعد الممات،‏ وهذا نابع منالفتاوى من فقهاء المسلمين التي توضحمشروعية التبرع بالأعضاء في الإسالم،‏‏سواء من الأحياء اأو الأموات،‏ ويمكنتلخيص الصعوبات باأنها في الدرجة الأولىتتمثل في عدم وجود معلومات مسبقة عنالموضوع،‏ حيث تتلخص العوامل المساعدةللحصول على موافقة ذوي المتوفين دماغيًابالتبرع بالأعضاء في:‏اأولً:‏ وجود وعي مسبق لأهمية التبرعبالأعضاء وزراعتها،‏ والتعرف على النجاحالذي وصلت اإليه،‏ واأن زراعة الأعضاء اأمرمشروع.‏ وهذا الأمر يتزايد مع الزمن نتيجةالستمرار في الخطط الإعالمية للعامةمن خالل وسائل الإعالم المختلفة،‏ وزيارةالمدارس،‏ ووضعها في المناهج الدراسية.‏ثانيًا:‏ وجود وعي مسبق لمبداأ الوفاةالدماغية،‏ واأنها تعادل الوفاة الشرعيةعلى الرغم من وجود المتوفى دماغيًا علىجهاز التنفس الصناعي.‏ واأهمية التفريقبين الوفاة الدماغية وبين حالت الإغماء،‏والغيبوبة،‏ واأن الوفاة الدماغية هي حالةموت كامل الدماغ ل رجعة فيه اأبدً‏ ا،‏ واأنه ليحتمل وجود اأخطاء في معاييره.‏ثالثًا:‏ ثقة ذوي المتوفى اأن ما قدّ‏ م منالرعاية الطبية لمتوفاهم كان كافيًا قبلاإعالن وفاته.‏ وهذا الأمر،‏ اأيضً‏ ا،‏ يقع علىعاتق الأطباء الذين يجب عليهم التواصلمع ذوي المتوفى،‏ واإعطاوؤهم تلك الثقة باأنما قدّ‏ م له من العناية والرعاية هو اأفضل مايمكن اأن يكون،‏ وهذه الرعاية يجب اأن تكون‏صادقة لتعكس فعالً‏ ما تمّ‏ تقديمه في حالوجود اإمكانية الستفادة من التجهيزاتالمتوافرة في المستشفيات الأخرى،‏ واأنيسعى اإليه الأطباء لستمرار هذه الثقةبينهم وبين المرضى،‏ وذويهم حتى بعد اأنيعرض عليهم اأمر التبرع بالأعضاء.‏اإن العمل على تنشيط التبرع بالأعضاء‏سيوؤتي ثماره في المملكة،‏ اإن ‏شاء اهلل،‏ حيثيسعى المركز السعودي لزراعة الأعضاءاإلى تحقيق اأفضل النتائج،‏ واستمرارتزايد حالت التبرع بالأعضاء لزراعتهالصالح مرضى الفشل العضوي النهائي،‏اآملين الوصول اإلى الكتفاء الذاتي في هذاالبرنامج الإنساني الوطني النبيل.‏ما الإجراءات التي تتبعونها للحيلولةدون حصول المتاجرة بالأعضاء؟اإن وجود جهة حكومية مشرفةعلى برنامج زراعة الأعضاء ممثلة فيالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎مالمركز السعودي لزراعة الأعضاء،‏ووجود دليل اإجراءات،‏ واضح متبع منقبل القطاعات الصحية كافة حكوميةاأو خاصة،‏ وضع المملكة في مكان مميزتمارس فيه زراعة الأعضاء ‏ضمن نُظم،‏واأسس قانونية،‏ وشرعية واضحة،‏ ولميسمح لوجود تجارة زراعة الأعضاءفيها،‏ والحمد هلل.‏كما اأننا ل نتوقع،‏ نظرً‏ ا للقوانينالصارمة المتبعة في مجال زراعة الأعضاء،‏حيث اإنه ل يمكن اإجراء هذه العمليات اإل فيالمستشفيات المرخص لها القيام بممارسةزراعة الأعضاء،‏ حيث يتم اإشعار المركزبكل عملية تحدث فيه.‏ هذا،‏ وقد ‏صدر حديثًاتعميم من وزارة الصحة للتاأكيد على حرصالمملكة على عدم فتح هذا الباب نهائيًا،‏وعدم التهاون مع المخالفين.‏ما مجال تعاون المركز خارجيًا‏)المقصود خارج المملكة(للحصول علىالأعضاء؟ نود ذكر الدول الأبرز في هذاالتعاون،‏ وكيف يتم؟لدينا برنامج لتبادل الأعضاء فعال جدً‏ امع دولة الكويت،‏ ودولة قطر الشقيقتين،‏وكذلك ‏سلطنة عمان الشقيقة،‏ ونتطلعلتعميم هذه التجربة على دول مجلسالتعاون الخليجي كافة،‏ علمً‏ ا باأن مجلسوزراء الصحة لدول مجلس التعاونالخليجي قد اأصدر قراره باعتماد المركزالسعودي لزراعة الأعضاء مركزً‏ ا مرجعيًالدول مجلس التعاون الخليجي.‏ كذلك لدينابرنامج تبادل لالأعضاء مع اإسبانيا ‏ضمناإطار تبادل الأعضاء مع الشبكة الأوروبية.‏وقد اأتاح هذا البرنامج خالل 10 ‏سنواتالماضية الستفادة من زراعة 134 عضوًا،‏تم استئصالها في تلك الدول ‏»متضمنةً‏كُ‏ لى،‏ وقلوبًا،‏ واأكبادً‏ ا،‏ ورئات«،‏ وزراعتهاداخل المملكة.‏اأما التعاون مع الدول العربية الأخرىفيتمثل في تبادل الزيارات والخبرات بينالدول الشقيقة،‏ حيث استفادت لبنان وتونسمن خبرات المملكة لبدء عملية ممارسةزراعة الأعضاء من المتوفين دماغيًا.‏كذلك من خالل الجمعية العربية لأمراضوزرع الكُ‏ لى،‏ والتي يشرفني اأن اأتراأس فيهالجنة وزراعة الكُ‏ لى في الدول العربية مناأجل الرتقاء بمستوى الخدمات العالجيةالمقدمة في هذا المجال.‏24


مقالد.‏ ‏صالح العلياناستشاري طب حديثي الولدةola11211@yahoo.comعندما يحتار األطباء والفقهاءفي اختيار القراريصبح القرار محيرً‏ ا اإذا كان يتناول حياة الإنسان،‏ ويصبح اأكثر تحيرً‏ ا اإذا كانت تلك الحياةيتنافس عليها اثنان،‏ ول بد اأن تُعطى لواحد منهما،‏ وعمل الطبيب يعج بقضايا يقف اأمامها حائرً‏ ا وطالبًاالمساعدة ممن يزيح عن كاهله ذنب القرار اإن كان خاطئًا،‏ وفي بعض الأحيان يجد نفسه كالغريق الذييصبح الوقت فيه هو العامل الأقوى في فصل الخطاب.‏عندما وُلدتا لم تكن مفاجاأة,‏ لأن الأشعة الصوتية في اأثناء الحمل اأثبتت التصاقهما من الصدر،‏والجزء الأعلى من البطن فهما توءمان ‏سياميان،‏ ولذلك حُ‏ وّلت الأم اإلينا لقدرة الأطباء،‏ وخصوصً‏ االجراحين منهم على فصلهما فالنتائج السابقة لحالت مشابهة اأثبتت نجاح ما يقومون به.‏وُلدتا وكان الأمر كما يبدو طبيعيًا لأنهما لم يكونا اأول حالتين نتعامل معهما.‏ لم تحتاجا اإلى اأجهزةتنفس فقد كانتا تتنفسان طبيعيًا بال مساعدة.‏ وكما هو معتاد في مثل هذه الحالت ل بد من اإجراءالفحوص الالزمة،‏ ومن ‏ضمنها اأشعة ‏صوتية على القلب،‏ ومغناطيسية اأو مقطعية لبقية اأعضاء الجسم.‏وهنا ظهرت المفاجاأة فقد اأثبتت الأشعة اأنهما تشتركان في كبد واحدة ذات حجم كبير تتوسطهما وقلب،‏واحد مشترك بينهما يخرج منه اأربعة ‏شرايين تتوزع بالتساوي على جسميهما.‏وقف الجميع اأمام هذه الحالة،‏ والحيرة تكسو الوجوه،‏ لأن الكل راأى اأن بقاءهما دون تدخل جراحيلفصلهما ‏سيوؤدي اإلى وفاتهما معًا،‏ واأن من الأفضل اأن تعيش واحدة منهما بعد اأن يُضحى بالأخرى.‏والسوؤال الذي لم نجد له جوابًا هو من يُضحى به لتعيش الأخرى ففي مثل هذه القضايا ل مجال للتخمين،‏اأو القرعة لأن كل واحدة منهما لها الحق في العيش كاأي اإنسان،‏ ولوجود قلب واحد فقط يجعل التضحيةبواحدة منهما اأمرً‏ ا ل منا ‏ص منه.‏اجتمعنا مع الجراحين،‏ ونُوقشت الحالة بالتفصيل،‏ والكل اتفق على اأخذ راأي الشرع في هذه القضية،‏ول بد اأن يكون في اأسرع وقت،‏ لأن تاأخير اتخاذ القرار قد يوؤدي اإلى تدهور حالتيهما،‏ ومن ثم وفاتهما.‏كُ‏ تبت الرسالة واصفة بدقة حالتيهما،‏ وبعد موافقة الجميع عليها اأُرسلت اإلى دار الإفتاء،‏ والكل يعدّ‏الثواني فالوقت من اأهم العوامل المقرِّ‏ رة.‏ وفي اليوم التالي تلقيت مكالمة من الشيخ بكر اأبو زيد،‏ وقدكان،‏ رحمه اهلل،‏ دقيقً‏ ا في اأسئلته محاولً‏ معرفة ما اإذا كان القلب اأو الكبد يميالن اأكثر لأي من الطفلتينفعندها يفتي باأن يُضحَّ‏ ى بالتي تبتعد،‏ ولو قليالً‏ عن القلب،‏ اأو الكبد،‏ ولم يكن جوابي له ‏شافيًا لأن الأشعةاأثبتت اأن القلب والكبد في وضع متوسط ل ميول فيه اإلى اأي منهما.‏ وبسرعة ‏سحب نفسه من الفتيا،‏واأمرني اأن اأناقش الحالة مع الشيخ عبدالعزيز بن باز،‏ رحمه اهلل.‏وفي اليوم التالي جاءني اتصال من الشيخ ابن باز،‏ وقد كان،‏ اأيضً‏ ا،‏ اأكثر دقة من الشيخ بكر فيمعرفة اأدق التفاصيل لحالتيهما،‏ واأجبت على اأسئلته جميعها،‏ ولم يتمكن من اإيجاد اأي اختالف بينهمالكي يصدر الفتوى بفصلهما والتضحية باأحدهما فاأمرني بالتصال به في الغد بعد اأن يجتمع مع كبارالعلماء لأخذ اآرائهم في هذه القضية المحيرة.‏ وفي الغد كلمني،‏ رحمه اهلل،‏ ليخبرني اأنهم لم يتوصلوااإلى اأي نتيجة،‏ واأمرني اأن اآخذ تواقيع الجراحين مع توقيعي على تقرير مفصل عن حالتيهما،‏ والحضوراإلى دار الإفتاء في اأول اأيام الأسبوع لمناقشة الحالة معه بحضور كبار العلماء.‏ توقف البحث في قضيتهماخالل عطلة اآخر الأسبوع،‏ وقد حصلت على التواقيع المطلوبة على التقرير الطبي المفصل استعدادً‏ اليوم اللقاء.‏وفي ‏صباح يوم اللقاء مع العلماء ذهبت اإلى المستشفى لأعرف ما استجد في حالتيهما قبل حضورياإلى دار الإفتاء،‏ وعند دخولي اإلى العناية المركزة كانت المفاجاأة.‏ لقد تفاجاأتُ‏ بالممرضة المشرفةعليهما تخبرني باأن قلبهما قد توقف فجاأة دون مقدمات،‏ ولم يستجيبا لالإنعاش،‏ وفارقتا الحياة بهدوءتام،‏ وكاأنهما اتخذا القرار باأنفسهما بعدما اأصيب الكل بالحيرة،‏ وعدم الوصول اإلى قرار ‏شاف.‏ اأخبرتمكتب الشيخ ابن باز بما حصل لهما،‏ وكنت اأنتظر ردً‏ ا من دار الإفتاء،‏ ولكن طال النتظار،‏ بل اإن البحثفي قضيتهما مات مع موتهما بالرغم من قناعتي باأن البحث في هذه القضية يجب األ يتوقف،‏ بل يجباأن يستمر حتى توضع الخطوط العريضة لمثل هذه القضايا،‏ خصوصً‏ ا اأن بلدنا اأصبح مرجعًا عالميًالفصل التوائم.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 25


أسرار الجسد6 عضالت تتحكم في حركة العينالجهاز البصري..‏ نافذة اإلنسانعلى محيطه الخارجييتاأثر الجهاز البصري بالكثير من الأمراض التي تصيب الجسم.‏تعدّ‏ الروؤية من اأكرث العمليات احليوية تعقيدً‏ ا يف اجلسم،‏ فهي تعتمد علىالأجزاء املتعددة للعني يف جتميع الضوء والتقاط الصورة،‏ ثم نقلها بوساطة العصبالبصري اإىل مركز الإبصار يف الدماغ الذي يرتجمها اإىل ‏صورة يفهمها الإنسان.‏د.آمال احلميداناستشارية اأمراض العيون


يتكون الجهاز البصري من العينين،‏والأعضاء المحيطة بهما التي تشملالجفنين،‏ والحاجبين،‏ والرموش،‏ والعضالتالست المتصلة بالعين،‏ والأعصاب المغذيةلها.‏ وتعدّ‏ الروؤية واحدة من اأعقد العملياتالتي تجري في الجسم،‏ حيث تعتمد علىمعطيات كثيرة في تركيب الجهاز البصريوعمله.‏ ويختلف ‏شكل العين وحجمها بينالأعراق المختلفة،‏ بحيث يمكننا اأن نعرفالعرق الذي ينتمي اإليه الشخص من مجردالنظر اإلى ‏شكل العين،‏ وهذه واحدة منخصائص العين التي تتميز بها عن الأعضاءالأخرى،‏ وبالطبع تبقى الروؤية هي الوظيفةالوحيدة للعين.‏وللعين عصب خاص بها يدعى العصبالبصري،‏ الذي يتكون من ماليين الخالياالعصبية المتفرعة من الشبكية،‏ وتتجمعاأليافها خلف الشبكية مكونةً‏ العصب البصريللعين،‏ وهو المسوؤول عن نقل الصورة من‏شبكية العين اإلى مركز الإبصار في الدماغ،‏وخالل مساره الطويل في الدماغ يمر العصبالبصري بمراحل كثيرة تدل على تكاملعمله وتركيبه،‏ حيث يبداأ من مقدمة الراأسخلف العين،‏ وينتهي في موؤخرة الراأس عندمركز الإبصار في الدماغ.‏ اأما حركة العينفيتحكم فيها 6 عضالت تغذيها 3 اأعصابدماغية تعمل في توافق وتزامن للتحكم فيالوضع النهائي للعين.‏اأما العين نفسها فتتكون من القرنية،‏والقزحية،‏ والبوؤبوؤ،‏ والعدسة الداخلية،‏ كماتحتوي،‏ اأيضً‏ ا،‏ على الشبكية،‏ والمشيمة،‏والسائل الزجاجي.‏ وتعمل العين عندما يقعالضوء على القرنية،‏ حيث يمر من خاللطبقات العين الأمامية اإلى العدسة التيتقوم بتجميعه ثم يسقط الضوء بعد ذلكعلى الشبكية،‏ حيث تتكون ‏صورة مقلوبةللجسم على الشبكية،‏ وتنتقل هذه الصورةبوساطة عصب العين اإلى مركز الإبصار فيالمخ الذي يقوم بترجمة الصورة.‏ومركز الإبصار عبارة عن جزء متكاملمن الدماغ،‏ وهو المرسى النهائي للموجاتالضوئية،‏ حيث يعمل على توافق واندماجالصورة التي استقبلتها العينان،‏ وكذلكترجمتها،‏ وتحديد ‏صفاتها من حيث المعنى،‏واللون،‏ والشكل،‏ وغيرها بالتوافق مع مراكزاأخرى في الدماغ.‏والجهاز البصري مسوؤول عن الروؤيةالتي ل تشمل حدة الإبصار فقط،‏ بل تشملالمجال البصري،‏ وروؤية الألوان،‏ والتكيفمع الظالم والضوء،‏ وهذه هي الأعمالالأساسية للجهاز البصري.‏ فالمقصودبالمجال البصري هو الحدود الخارجيةللصورة التي تستطيع العين روؤيتها عندتركيزها على نقطة محددة.‏وجدير بالذكر اأنه توجد بعض الحالتالمرضية كاأورام الدماغ،‏ وحالت الماءالأزرق التي تحتفظ فيها العين بحدة اإبصارجيدة بينما تفقد مجال الإبصار تدريجيًا،‏بحيث يصبح الإنسان كاأنه ينظر من خاللاأنبوب ‏صغير موضوع اأمام العين فيرى كل‏شيء بشكل واضح فيما تنعدم الروؤية فيالأطراف الخارجية لالأنبوب.‏ اأما تمييزالألوان فهو من روائع وظيفة العين،‏ حيثتبداأ عملية روؤية الألوان من ‏شبكية العينالتي تمتلك عصيات حساسة لكل لون،‏وتوجد كذلك عدة اأمراض توؤثر في قدرةالشخص على تمييز الألوان وروؤيتها.‏ كما اأنالروؤية في الظالم،‏ والتي تعدّ‏ اإحدى وظائفالشبكية تتاأثر ببعض الأمراض كالعشىالليلي،‏ وتصبغات الشبكية.‏وعندما يولد الطفل تكون حدة الإبصارلديه قليلة ومحدودة،‏ حيث اأثبتت الدراساتعيونك تحدد انتماءكالعرقي..‏ وماليين الخالياتكوّ‏ ن العصب البصريالفحص الطبي الدوريأهم وسائل الحفاظ علىسالمة الجهاز البصريمراجعة العيادة مرة اأو مرتني ‏سنويًا ‏ضرورية للمصابني باأمراض العيوناأن حدة اإبصار المولود ل تتعدى 20 قدمً‏ اعلى 200 قدم،‏ ثم يمر الجهاز البصريبمرحلة من النمو،‏ والنضج حتى تصل حدةالإبصار اإلى 20 على 20 عندما يراوح عمرهبين السنة اإلى السنتين،‏ وهذا الأمر يعطياأهمية كبيرة لفحص عين المولود من اأجلالمحافظة على نمو الجهاز البصري بشكل‏سليم،‏ وعالج اأي عائق اأمام الروؤية كالإصابةبالماء الأبيض الوراثي مثالً.‏ويتاأثر الجهاز البصري بالكثير منالأمراض التي تصيب الجسم،‏ مثل داءالسكري الذي قد يوؤدي اإلى الإصابة بالعمىفي حال تسببه في اعتالل الشبكية،‏ ويوجدكثير من الأمراض التي لها دللت تظهرالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 27


أسرار الجسدفي العين كمرض التصلب اللويحي المتعددsclerosis« .»multiple كما قد توؤثر اأورامالدماغ في الروؤية،‏ وقد توؤدي اإلى العمى فيحال وجود ‏ضغط على العصب البصري،‏وهناك اأمراض اأخرى موؤثرة كاأمراض الدم،‏وارتفاع ‏ضغط الدم،‏ وضغط الراأس.‏ومن اأمراض العين الشائعة،‏ قصرالنظر وطوله،‏ والنحراف ‏»الستيجماتيزم«،‏وبرغم بساطة هذه الأمراض،‏ اإل اأنها توؤدياإلى ‏ضعف الروؤية،‏ الأمر الذي يوؤثر في حياةالمصاب بشكل كبير،‏ حيث يتم عالجهاباستخدام النظارات الطبية المناسبة.‏كما يحتاج المريض اإلى المتابعة مرة اأومرتين ‏سنويًا للتاأكد من القياس السليمللنظارة الطبية،‏ وتغيير العدسات اإذا لزمذلك.‏ وحاليًا تعالج هذه الأمراض الشائعةباستخدام تقنية ‏»الليزك«‏ التي ينصحباإجرائها بعد بلوغ العشرين عامً‏ ‏ا حتىللفحص الدوري اأهمية يف احلفاظ على ‏صحة اجلهاز البصرييحصل المريض على اأفضل النتائج.‏اأما تغير تركيز النظر في اأثناء القراءة،»presbyopia« والذي يحصل في ‏سنالأربعين،‏ فهو تغير طبيعي يصيب العينكاأحد اأعراض ‏شيخوخة العين الذي ينتج عنفقد عدسة العين لليونتها ولزوجتها،‏ ويحتاجالمريض في هذه الحالة اإلى استخدامالنظارة الطبية للمساعدة على القراءة،‏والتي يتم تغييرها كل عام تقريبًا.‏ويجدر النتباه اإلى اأن قصر النظر اأوطوله قد يصيب الأطفال،‏ اأحيانًا،‏ مثل الكبارتمامً‏ ا،‏ وعندها يحدد الطبيب المختص العمرالذي يجب عنده استخدام النظارة الطبيةللطفل.‏ وقد يهمل بعض الأهالي اإرشاداتالطبيب حول استخدام النظارة الطبيةلطفلهم،‏ ما قد يترتب عليه نقص دائم فيالروؤية عند الطفل،‏ اأو ما يسمى كسل العين.‏اإن المحافظة على ‏سالمة الجهازالبصري وصحته اأمر في غاية الأهمية،‏ حيثتعدّ‏ العين نافذة الجسم لما يحيط به،‏ وهيواحدة من اأهم وسائل التصال بين الإنسانوالعالم الخارجي،‏ لذلك يجب المحافظةعليها باإجراء الفحص الطبي الدوري لحدةالإبصار،‏ واستخدام النظارة الطبية عندالحاجة،‏ ومراجعة الطبيب المختص فيحالة وجود اأعراض تعيق الروؤية اأو حركةالعين.‏ كما اأن الفحص الدوري لعين الأطفالمهم للغاية للكشف المبكر عن الأمراضالتي يمكن عالجها،‏ وبخاصة الحول الذيقد يوؤدي اإلى كسل العين في حالة اإهماله،‏اأو اإزالة عوائق الروؤية مثل الماء الأبيضالخلقي.‏ كما توجد اأمراض وراثية اأخرى قدتوؤدي اإلى العمى مثل العشى الليلي.‏ ولذلك،‏فاإن فحص اأقارب المصاب واإعطاء النصحوالإرشادات الطبية اأمران مهمان للمريضواأهله في هذه الحالة.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م28


Registered by Saudi M.O.H.ISO 9001-2000 Moisturising Cream.Protects the skin from daily exposure to chemicals.Protects feet from cracks.Restore water balance of the skin.Can be used with acne products.Can be used for full body care, even on sensetive skin.Non-allergic.Non-Greasy.Best for massage.Approved & used in Hospitals.Free of hydroquinone & Lanolin.Made in Germany.المركز الرئيسي : مبنى نافا - ٥٣٦ شارع التخصصي - ص.‏ ب ٢٣٠٠٩٩ الرياض ١١٣٢١المملكة العربية السعودية - تلفون - ٤٧٠٨٣٦٦ فاكس ٤٧٠٨٨٥٥Head Office: NAFA Building - 536 Takhassosy St., P. O. Box 230099 Riyadh 11321Kingdom of Saudi Arabia, Tel.: 4708366, Fax: 4708855Dial toll free: 800-124-6232 E-Mail: med@nafa.net Web site: www.nafa.netThe Unique GarlicPowder LI 111Highly Concentrated Garlic Tablets* Active garlic substances preserved.* Guaranteed odor free.* German quality.It is known that Garlic:* Reduce the risk of brain clot* Good defense against Cancer* Effective in distroying viruses.* Prevents heart diseases and regulates palpitation.* Reduce blood cholesterol .* Reduce high blood pressure.* Decreases incidence of thrombus formation.* Increases the blood circulation.* Reduce Rheumatoid Arthritis pain.* Intestinal antiseptic, and helps to solve digestivedisorder.* Has a preventive role in common cold.* Activates prostatic function & increase sex ability.* Help treatment of urinary tract infections &kidney stones.* Helps to reduce weight* Reduce liver cirrhosis.* And much more. For interested distributorsAnd for more information please call:Sole AgentA Division of NAFA EnterprisesTel. Riyadh 4708366 Jeddah 6761781Dammam 8439133 Abha 2232575 مسحوق الثومالفريد إل آي ١١١ ولمزيد من المعلومات يرجى الإتصال :الوكيل المعتمدفرع شركة أعمال نافا المحدودةت : الرياض ٤٧٠٨٣٦٦ جدة ٦٧٦١٧٨١الدمام ٨٤٣٩١٣٣ أبها ٢٢٣٢٥٧٥ISO 9001-2000Or dial Toll Free 800 124 6232E-Mail: med@nafa.net Web Site: www.nafa.netأو الرقم اجملاني


ما بعد األربعيند.الشيخ يتفحص اأشعة اأحد املرضىالنوع الأولي يكثر لدى النساء في الأربعينااللتهاب المفصلي العظمي..‏وأعراض األلم والتورم والتيبستكمن فائدة الغضروف المفصلي في منع حدوث الحتكاك بين طرفي عظمتي المفصل.‏مبرور الوقت تتاأثر املفاصل،‏ وتقلّ‏ فعاليتها نتيجة تاآكل غضاريفها لدىبعض الناس،‏ ما يتسبب يف الشعور باآلم وتورمات يف املفاصل قد تعيق املصاب عنمزاولة حياته اليومية الطبيعية،‏ وهذا واقع ل ميكن عالجه بشكل نهائي،‏ بيد اأنهميكن تخفيف اأعراضه بعالجات دوائية اأو عمليات جراحية اأو اللتزام بربنامجالعالج الطبيعي.‏د.أحمد الشيخاستشاري الأمراض الروماتيزميةالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م30


يظهر مع تقدم العمر..‏وتجنب السمنة،‏ وعدمإجهاد المفاصل يقيان منحدوثهيمكن تخفيف أعراضهدوائيًا أو جراحيًا والعالجالطبيعي له دور فاعلاللتهاب المفصلي العظمي هو مرضمفصلي ناجم عن تلف الغضاريف المبطنةللمفصل،‏ والأنسجة الداخلية،‏ ويعدّ‏ هذا المرضمن اأكثر الأمراض الروماتيزمية ‏شيوعً‏ ا فيالمملكة،‏ ويعرف لدى عامة الناس بمرض خشونةالمفاصل،‏ ويسمى علميًا ،)TEOARTHRITIS(ويوؤثر هذا المرض في الجنسين،‏ خصوصً‏ ا فيالمراحل العمرية ما بعد الخمسين.‏اأسباب الإصابةيتعرّ‏ ‏ض الغضروف الفاصل بين عظمتيالمفصل اإلى التحلل والتاآكل،‏ وتعدّ‏ هذه التغيراتالتحللية تغيرات طبيعية تظهر وتزداد بفعلالتقدّ‏ م في السن،‏ وتحدث مثلها في اأنسجةالجسم الأخرى.‏ وفائدة الغضروف المفصليتكمن في منع حدوث الحتكاك بين طرفيعظمتي المفصل،‏ وامتصاص الصدمات التييتعرض لها في اأثناء الحركة،‏ ومع حدوث تلكالتغيرات التحللية في الغضروف المفصلي تظهرزوائد ونتوءات عظمية على اأطرف العظام.‏كما اأن الغضروف يتاآكل،‏ ويصبح خشنًا،‏ وتوؤثرتلك التغيرات في الأغشية والأنسجة الداخليةللمفصل،‏ ما يتسبب في التهابها،‏ وتليفها،‏وتالصقها.‏ كما توجد عوامل اأخرى تساهم فيالإصابة باللتهاب المفصلي العظمي كزيادةوزن الجسم التي تشكل عبئًا على الغضروف،‏وتعرض المفصل لالإصابات،‏ اإضافة اإلى العواملالوراثية.‏ويعدّ‏ مفصل الركبة،‏ ومفصل الورك اأكثرمفاصل الجسم تعرضً‏ ا لالإصابة بهذا المرض،‏كما يمكن اأن يوؤثر في المفاصل الصغيرة لليدينوالقدمين،‏ وكذلك فقرات العمود الفقري.‏اأنواع مرض اللتهاب المفصلي العظمي• مرص اللتهاب المفضلي العظميالأولييحدث تلقائيًا،‏ ودون مسببات،‏ اأو عواملموؤثرة،‏ واأكثر ما يحدث في النساء،‏ ويصيبالمفاصل الصغيرة،‏ وخصوصً‏ ا اأصابع اليدوالقدم.‏ كما اأنه يحدث في عمر مبكر بين اأواخرالعقد الرابع واأوائل العقد الخامس من العمر،‏وقد يكون للعوامل الوراثية دور في الإصابة،‏حيث لوحظ اأن لبعض المرضى اأقارب مصابينبالمرض نفسه.‏• مرص اللتهاب المفضلي العظميالثانوييحدث نتيجة لسبب اأو عامل محدد،‏ ‏سواءاأكان اإجهادً‏ ا اأو اإصابة،‏ ويصيب المفاصلالكبيرة غالبًا،‏ وقد يصيب المفاصل الصغيرةكذلك،‏ ويظهر هذا النوع في مرحلة متاأخرةمن العمر،‏ علمً‏ ا باأنه قد يظهر في مرحلة مبكرةعندما يتعرض مفصل ما اإلى اإصابة اأو اإرهاقيفوق طاقته.‏الأعراض• الشعور بالألم،‏ خصوصً‏ ا في اأثناء الحركة،‏وفي حال كانت الإصابة في الركبتين،‏ فاإنالمريض يشكو من الألم في اأثناء المشي،‏وفي اأثناء ‏صعود السلم وهبوطه،‏ واستعمالالمرحاض البلدي،‏ والجلوس للتشهد فيالصالة.‏• تيبس المفاصل،‏ خصوصً‏ ا في الصباح عندالستيقاظ من النوم.‏• تورم المفصل المصاب.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 31


ما بعد األربعينمفصل الركبة ومفصل الورك الأكرث تعرضً‏ ا لاللتهابالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م32


• الإحساس بصوت الحتكاك في اأثناء الحركة،‏ويكون ناتجً‏ ‏ا عن الحتكاك بين اأجزاءالمفصل بسبب تاآكل الغضروف المفصلي.‏• ‏ضمور العضالت المحيطة بالمفصلالمصاب.‏تشخيص المرضيتم تشخيص المرض عن طريق اأخذتاريخ الحالة المرضية بالتفصيل واإجراءالفحص السريري للمفاصل من قبل الطبيبالمختص،‏ ول يوجد فحص خاص لتشخيصالمرض،‏ بل يوجد بعض الفحوص المخبريةالتي تساعد على التشخيص مثل:‏• اختبارات ‏صورة الدم،‏ ووظائف الكبدوالكلى،‏ وفحوص ‏سرعة ترسب الكرياتالحمراء.‏• ‏سحب السائل المتجمع في المفصل مناأجل اإجراء فحوص مخبرية عليه،‏ وقد ثبتاأن ‏سحب السائل ل يسبب اأي اأضرار اأو اآثارجانبية،‏ كما يعتقد بعضهم،‏ بل العكس فقديكون له اآثار اإيجابية،‏ حيث يوؤدي اإلى تخفيفالألم،‏ وعدم تورم المفصل.‏• الأشعة السينية للمفاصل المصابة،‏ قدتعطي ‏صورة عن مدى تاأثر المفاصل وتطورالمرض.‏وسائل الوقاية من اللتهاب العظميالمفصلي• تجنب الإصابة بالسمنة مع تخفيف الوزنالزائد.‏• عدم اإجهاد المفاصل،‏ وتجنب وضعها فياأوضاع غير مريحة لمدة طويلة.‏• البدء في العالج فور ظهور اأول اأعراضالمرض.‏العالجمن المهم تاأكيد اأن اللتهاب المفصلي العظميمرض غير قابل للشفاء تمامً‏ ‏ا،‏ اإل اأنهبالإمكان التخفيف من اأعراضه،‏ كما يمكنتقويم التشوهات المفصلية التي يسببها اأوتصحيحها.‏ويعدّ‏ اللتهاب المفصلي العظمي اأحد الأمراضالمزمنة التي يتطلب عالجها القيام بعدةاإجراءات،‏ وما يوصي به الطبيب يعتمد علىمدى ‏شدة المرض،‏ وعلى نوع المفاصلالمصابة،‏ وطبيعة الأعراض.‏ وبصورة عامة،‏فاإن العالج يشتمل على:‏• السيطرة على الألم.‏• وقاية المفاصل من الإجهاد والإرهاق.‏• تقويم التشوهات المفصلية.‏• التمارين المنظمة لتقوية العضالت وتقويمالتشوهات.‏وتستخدم الأدوية المضادة لاللتهاب غيرال»ستيروئيدية«‏ في العالج،‏ حيث تتميز هذهالأمل يف اأثناء املشي اأحد اأعراض اللتهاب املفصلي العظميالأدوية باأنها مضادة لاللتهاب،‏ ومسكنةلالألم في الوقت نفسه،‏ وتوجد اأنواع متعددةمن هذه العالجات مع مالحظة اأن الستجابةللعالج تختلف من ‏شخص لآخر،‏ ومن اأمثلةذلك ‏»الفولترين«،‏ و»البروفين«،‏ و»الموبيك«‏وغيرها،‏ مع التنبه باأهمية تناول هذه الأدويةبانتظام وتحت اإشراف الطبيب المختصبسبب وجود اأعراض جانبية لهذه الأدويةوتشمل:‏• اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإحساسباألم في منطقة البطن مصحوب بغثيان،‏ويمكن تخفيف تلك الأعراض بتناول الدواءفي اأثناء الطعام مباشرة اأو بعده،‏ وكذلكتناول اأدوية اأخرى مساعدة لتقليل اآثارها علىالمعدة.‏• من الممكن اأن توؤدي اإلى الإصابة بالقرحةالمعدية والنزيف الهضمي.‏• استعمال تلك الأدوية لفترة طويلة قد يوؤثر فيوظائف الكلى.‏• كما يمكن استخدام اأدوية مسكنة لالألم مثل‏»البنادول«،‏ وقد يكون الألم ‏شديدً‏ ا لدرجة لبد معها من الستعانة بمسكن قوي مثل دواء‏»الكودين«،‏ و»الترامال«.‏ونظرً‏ ا لكون اللتهاب المفصلي العظميمرضً‏ ا مزمنًا ويزعج ‏صاحبه باستمرار،‏ فاإنمن الواجب المتناع عن استعمال اأي دواءقد يسبب اإدمانًا للمريض،‏ علمً‏ ا باأنه يمكناستعمال مثل تلك العقاقير في حالت خاصةولفترة قصيرة جدً‏ ا وتحت اإشراف الطبيبالمعالج.‏وتوجد حالت معينة ينفع معها حقنالمفصل المصاب بمركبات من فصيلة‏»الكورتيزون«،‏ خصوصً‏ ا مفصل الركبة،‏اإل اأن حقن المفصل ل يوؤثر في طبيعةالمرض،‏ واإنما لتخفيف الألم والتورم.‏كما يمكن حقن المفصل بمركبات زيتيهمشابهة للسائل المفصلي مثل ‏»السينفيكس«،‏و»الأورثوفيكس«،‏ علمً‏ ا باأنها ل توؤثر في طبيعةالمرض،‏ واإنما تستخدم لتخفيف الأعراض.‏العالج الطبيعيللعالج الطبيعي اأهمية كبرى في معالجةاللتهاب المفصلي العظمي،‏ وهو متوافرفي معظم المستشفيات،‏ ويتم تحت اإشرافاختصاصيين،‏ وبتعليمات من قبل الطبيبالمعالج.‏وللعالج الطبيعي وسائل متعددة تختلفمن مريض اإلى اآخر كل حسب احتياجاته،‏ ومنذلك تمارين خاصة تهدف اإلى تقوية العضالت،‏والوقاية من حدوث تشوهات،‏ وتيبس المفاصل،‏ويجب اأن تجرى تلك التمارين بعد خموداللتهاب،‏ واأل تكون مرهقة.‏ كما تتوافر فياأقسام العالج الطبيعي جبائر ووسائل تقويميةاأخرى لوقاية المفاصل من التشوه،‏ بالإضافةاإلى اأحذية طبية مصممة بشكل خاص لتصحيحوضع القدم المصابة.‏العالج الجراحيللعالج الجراحي اأهمية قصوى،‏ خصوصً‏ افي الحالت المتقدمة،‏ وذلك عندما تتاأثرحركة المفصل ويصبح محدود الوظيفة،‏ حيثاأصبح تبديل مفاصل ‏صناعية بمفصل الوركالتام،‏ وكذلك تبديل الركبة التام من العملياتالجراحية التي تجرى بنجاح كبير.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 33


.. أن تعي بعمقالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م34


ابحث عن ما فاتك من اأعداد على:‏ www.kfshrc.edu.saالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 35


الصحة الرياضيةتمرينات الستطالة هي المفتاح الرئيس للوقايةالشد العضلي..‏قاهر الرياضيومزعج النائميحدث نتيجة نقص المعادن،‏والجفاف،‏ والنشاط الزائد.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م36


من املعروف اأن الشد العضلي يعد من اأكرث املشكالت الصحية التي يواجههاالرياضيون،‏ فهو اأمل مفاجئ يصيب العضلة،‏ قد ميتد اأثره عدة اأيام.‏ ولكن معاناةالشد العضلي ليست مقصورة على الوسط الرياضي فقط..‏ بل اإنها تشمل عامةالناس،‏ يف اأثناء اأداء وظائفهم،‏ اأو خالل النوم.‏د.سمري الصباحياستشاري العالج الطبيعيالشد العضلي تقلص ل اإرادي فيالعضالت،‏ وهو،‏ اأيضً‏ ا،‏ حالة تحدث فيهاتشنجات في العضالت نتيجة لحركة فجائية،‏ما يوؤدي اإلى األم ‏شديد،‏ اأو عدم القدرة علىتحريك العضلة المصابة،‏ وقد يحدث ذلكللرياضيين وغيرهم.‏ وهناك اأنواع متعددةللشد العضلي،‏ تختلف باختالف الأسبابوالأعراض،‏ كما اأن هناك اأنواعً‏ ا اأخرى منالشد العضلي تحدث لغير الرياضيين فيحالة الراحة،‏ وهو منتشر دائمً‏ ا في اأثناءالنوم،‏ ويتركز في عضلة الساق.‏ويوجد نوعان من العضالت في جسمالإنسان:‏• عضالت يتم التحكم في حركتها،‏مثل:‏ الأطراف وهي الرجالن واليدان،‏وعضالت الراأس،‏ وكذلك الرقبة،‏ والجذع.‏• عضالت ل يتحكم الإنسان فيحركتها،‏ مثل:‏ عضالت الرحم،‏ وجدارالأوعية الدموية،‏ والأمعاء،‏ والمرارة،‏والمثانة،‏ وغيرها.‏وعند حدوث الشد العضلي يشعرالإنسان باألم،‏ ويجب عليه التوقف على الفورعن ممارسة اأي نشاط يقوم به حتى رجوعالعضالت اإلى حالتها الطبيعية،‏ ويصاحبالشد العضلي الحاد تورم في العضلة،‏وتستمر على هذا الوضع عدة اأيام.‏وتجدر الإشارة اإلى وجود فرق بينالشد العضلي،‏ وهو موضوع المقال،‏ والتمزقالعضلي الذي يتطلب اأسلوبًا عالجيًا مختلفً‏ ا،‏وطرقًا وقائية اأخرى.‏اأعراضهيشعر المصاب باألم ‏شديد ومفاجئ فيالعضلة،‏ وغالبًا ما تكون عضلة الأرجل،‏ معظهور اأنسجة العضالت بشكل واضح تحتالجلد.‏ والمدة التي يستغرقها الشد العضليتتراوح بين عدة ثوانٍ‏ ونصف ‏ساعة،‏ وربمايكون اأكثر من ذلك في بعض الأحيان.‏ وقدتصيب هذه التقلصات جزءًا من العضلة،‏ اأوالعضلة باأكملها،‏ اأو مجموعة من العضالت،‏نتيجة لتحريك الجسم في اتجاه مضادلحركته الطبيعية،‏ حيث توجد اأنواع متعددةللشد العضلي،‏ تختلف باختالف الأسبابوالأعراض.‏اأسبابهمن الأسباب العامة لحدوث الشدالعضلي:‏ الإفراط في استخدام عضلة معينة،‏اأو الضغط عليها،‏ اأو الجفاف نتيجة ممارسةالرياضة في جو حار،‏ وهذا بالنسبة اإلىالرياضيين،‏ بجانب اإساءة استخدام عضالتالجسم،‏ اأو اإجهادها بشكل زائد،‏ واإصابتها.‏وفي الحياة العامة يوجد نوع اآخر منالشد،‏ نتيجة اإساءة استخدام عضالتالجسم،‏ اأو اإجهادها بشكل زائد.‏ ومناأمثلة ذلك الشد العضلي الذي يحدثلبعض الكتّاب بعد استخداماإصبع الإبهام،‏ مع الأصابعالأخرى،‏ في الكتابة لفتراتطويلة.‏ اأما بالنسبة اإلىالأعمال المنزلية فقد يحدثنوع من الشد العضلي فيحالة استخدام عضالتمعينة لفترة طويلة دونراحة،‏ مثل:‏ حمل اآلت ثقيلةفي قبضة اليد لفترة طويلة،‏والشد العضلي الذي ينتجعن السترخاء والراحة،‏وخصوصً‏ ا في اأثناء فتراتالنوم،‏ والذي يمكن اأن يكوننتيجة نقص المعادن.‏ ويمكناأن يحدث الشد العضلي،‏اأيضً‏ ا،‏ نتيجة بعض المشكالت المرتبطةبالأعصاب،‏ وهنا تلعب الحالة النفسيةلالإنسان دورًا كبيرً‏ ا في حدوث الشد العضليوتكراره،‏ في اأثناء التوتر العصبي.‏وهناك اأضباب كثيرة لحدوث الشدالعضلي منها:‏• نقص المعادن في الدم،‏ مثل:‏ الكالسيوم،‏والماغنسيوم.‏• الجفاف الناتج عن المشي اأو مزاولةالرياضة في الأجواء الحارة.‏• بذل نشاط زائد عن الحد.‏• التقدم في السن.‏• تناول بعض الأدوية،‏ مثل:‏ مدرات البول،‏ اأوالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 37


الصحة الرياضيةتلك التي تستخدم لمرض النسيان،‏ والشللالرعاش،‏ وهشاشة العظام.‏• قصور في الدورة الدموية،‏ كضيق بعضالشرايين التي تنقل الدم اإلى الأرجل،‏ التيقد تتسبب في حدوث ‏شد عضلي بالرجلوالقدم في اأثناء ممارسة الرياضة،‏ وهنايختفي الشد بعد دقائق من التوقف عنالتمرين.‏• الضغط على اأعصاب الأطراف،‏ نتيجةانزلق غضروف من غضاريف العمودالفقري،‏ اأو تقلص في عضالت العمودالفقري،‏ الأمر الذي قد يسبب األمً‏ ا،‏وشدًّ‏ ا عصبيًّا في الأرجل.‏ كما اأن ‏ضيقالقناة العظمية قد يوؤدي اإلى ‏ضغط علىالنخاع الشوكي،‏ وينتج عنه تشنجاتفي عضالت الأرجل،‏ ويزداد الألم معالستمرار في المشي.‏العالجويمكن علالج الشد العضلي بطرقبسيطة وسهلة للغاية،‏ يستطيع تطبيقها عامةالناس،‏ بوساطة ‏شد العضلة واستطالتهافي المسار التشريحي المعروف علميًا،‏ ثمتدليك العضلة المتقلصة،‏ وعقب اإزالة الألموالتقلص يمكن تدفئة العضلة المصابةباستخدام كمدات دافئة،‏ لزيادة الدورةالدموية،‏ واإزاحة المواد الكيميائية المترسبةفي العضلة نتيجة التقلص،‏ والإكثار منتناول معدن ‏»الماغنسيوم«،‏ وفيتامين‏»ه«،‏ اأو الحقن بمصل ‏»البيتيوليزم«‏ الذييساعد على عدم تكرار التقلص،‏ ويكونذلك باستشارة الطبيب المعالج.‏ ويجب علىالشخص التوقف،‏ على الفور،‏ عن ممارسةاأي نشاط يقوم به حتى رجوع العضالت اإلىحالتها الطبيعية،‏ ويصاحب الشد العضليشرب الماء بكميات كبيرةيساعد على تجنب اإلصابةقد يستمر الشد العضليأكثر من نصف ساعةالحاد تورم في العضلة يستمر لعدة اأيام.‏وبالنسبة اإلى الرياضيين،‏ يكون السببالرئيس لحدوث الشد العضلي هو الإفراطفي استخدام عضلة معينة،‏ اأو الضغط عليها،‏اأو الجفاف نتيجة ممارسة الرياضة في جوحار،‏ وكثيرً‏ ا ما يحدث لالعبي كرة القدمبعد بذل مجهود كبير في المباراة،‏ ويكونالعالج في الحال،‏ كما ذكرنا ‏سابقً‏ ا.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م38


وبالنسبة اإلى غير الرياضيين،‏ فاإناإساءة استخدام عضالت الجسم،‏ اأواإجهادها بشكل زائد،‏ واإصابتها،‏ من الأسبابالتي توؤدي اإلى حدوث ‏شد عضلي،‏ اأيضً‏ ا،‏مثل طبيعة بعض الأعمال التي تتطلب عمالً‏متكررًا يوؤدي اإلى تقلص العضلة،‏ ومثال هذاالنوع الشد العضلي الذي يحدث لدى بعضالحرفيين في مجال الكهرباء،‏ اأو الميكانيكا،‏ويكون نتيجة استخدام عضالت اليد والرسغفي فك المسامير وربطها لفترات طويلة.‏وبالنسبة اإلى الأعمال المنزلية فقديحدث نوع من الشد العضلي في حالةاستخدام عضالت معينة،‏ كعضالت الرقبةوالكتفين،‏ لفترة طويلة دون راحة،‏ مثل حملاآلت ثقيلة في قبضة اليد لفترة طويلة.‏ ومثالاآخر الذين يعملون في مهنة تتطلب تركيزالبصر في زاوية محددة لفترة طويلة،‏ مثلالعاملين على الحاسوب،‏ اأو اأطباء الأسنان،‏وغالبًا ما يشتكون من تقلص في عضالتالرقبة.‏وعالج هوؤلء الناس هو معرفة ‏سببالشد العضلي،‏ والتعامل معه،‏ مثل اأخذفترات للراحة لفترات قصيرة.‏نصائح مهمةونصيحة نلقيها في اأذن القارئ للوقايةمن حدوث الشد العضلي وتكراره،‏ وهي اأنمرونة العضالت واستطالتها هما المانعالحقيقي لتجنب حدوث الشد العضلي.‏ وتعدّ‏تمرينات الستطالة هي المفتاح الرئيسللوقاية من الشد العضلي،‏ كما اأن ‏شرب الماء،‏والسوائل الغنية بالأمالح،‏ من الحتياطاتالرئيسة التي يجب اتخاذها قبل المشي،‏اأو الجري،‏ في الأجواء الحارة مثل بالدنا.‏ولكن اإذا كنت تعاني تكرار الشد العضليفي عضلة،‏ اأو مجموعة عضلية معينة،‏ بشكلمستمر،‏ فيجب استشارة الطبيب.‏لكي تتجنب الإضابة بضد عضلي،‏يمكن اتباع بعض الخطوات التالية للشعوربالراحة:‏• تجنب الإصابة بالجفاف:‏ يجب ‏شرب 10اأكواب من السوائل بشكل عام يوميًا،‏ اإذ اإنهاتساعد على انقباض العضالت وارتخائهابسهولة،‏ وتساهم في بقاء خاليا العضالترطبة.‏ وينصح بشرب كوبين من السوائلقبل ‏ساعتين من بداية اأي نشاط رياضي.‏ويجب ‏شرب نصف كوب اإلى كوب ونصفمن السوائل الباردة التي ل تحتوي على‏صودا كل 15 دقيقة اإلى 20 دقيقة،‏ في اأثناءممارسة الرياضة.‏ ويجب ‏شرب كوبين منالسوائل لكل نصف كيلو تفقده من وزنالجسم في اأثناء التمارين الرياضية.‏• تسخين العضالت عن طريق تمارين الشدقبل التمرين وبعده.‏• تمرينات استطالة العضالت،‏ وهي مفيدةاإذا كنت تعاني حدوث ‏شد عضلي فيعضلة الساق في اأثناء الليل،‏ حيث يمكنكالقيام بعمل تمارين الشد قبل النوم،‏ وذلكبتحميل وزن الجسم على الرجل التي بهاالشد العضلي،‏ وثني الركبة ببطء،‏ وقفعلى بعد متر واحد من الحائط،‏ وضعيدك على الحائط،‏ واأبقِ‏ كعب الرجل علىالأرض،‏ ثم انحنِ‏ باتجاه الحائط بركبةواحدة،‏ وابق لمدة 30 ثانية لشد الرجلوتقويتها.‏ ثم قم بالخطوات نفسها معالرجل الأخرى ثالث مرات.‏ اأما اإذا كنتل تستطيع الوقوف فيمكنك ‏شد القدم اإلىالوراء في اتجاه الجسم،‏ مع ‏شد الرجل فيوضع مستقيم.‏وبالنسبة اإلى الشد العضلي في منطقة الفخذ،‏فيمكنك الجلوس على كرسي لالسترخاء،‏وشد القدم الموجودة في اتجاه الفخذالمصاب،‏ ثم جذبها اإلى الأرداف.‏• التدليك:‏ يمكنك تدليك العضلة بلطفباستخدام قبضة اليد،‏ للعمل على ارتخاءالعضالت المتقلصة،‏ ويمكنك الستعانةبالآخرين لتدليك العضلة المصابةبالشد.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 39


داءيعدّ‏ من اأقدم الأمراض وتتعدد مسبباته:‏الصرع يصيب 50 مليون شخص حول العالمنابليون وسقراط واأجاثا كريستي اأصيبوا به.‏د.الدوسري يشرح عن اجلهاز املحفز للعصب احلائريعتقد الكثريون اأن الصرع عبارة عن تشنجات متكررة،‏ وارجتاف،‏وفقدان للوعي،‏ ولكن الصحيح اأن تلك اأعراض لأحد اأنواع الصرع الأقل‏شيوعً‏ ا،‏ حيث يظهر املرض باأشكال متعددة،‏ ميكن عالجها بطرق دوائيةاأو جراحية اأو حتى باتباع حمية غذائية خاصة.‏د.حممد الدوسرياستشاري ‏أمراض املخ والأعصابالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م40


الصرع مرض عضوي مزمن يصيب الجهازالعصبي المركزي،‏ وتظهر اأعراضه بشكل نوباتتشنجية متكررة،‏ وتكون هذه التشنجات نتيجةنشاط كهربائي زائد،‏ ومتجانس لمجموعة منالخاليا العصبية في منطقة اأو مناطق منالدماغ،‏ وتتسبب في حدوث اأحاسيس،‏ اأو اأعراضموؤقتة تختلف بحسب وظيفة منطقة الدماغ التيبداأ منها،‏ اأو انتشر اإليها النشاط الكهربائي غيرالطبيعي.‏يعاني هذا المرض ما يقارب 50 مليون‏شخص في اأنحاء العالم كافة،‏ ومن مختلفالطبقات الجتماعية.‏ ويمكن للغالبية العظمىمن المصابين بالصرع السيطرة على تشنجاتهمبتناول الأدوية.‏ كما وجد اأن نسبة كبيرة منالأطفال تختفي تشنجاتهم بتقدم اأعمارهم،‏ اإلاأن حالة بعضهم تستعصي على العالج الدوائي،‏وقد يتطلب اأنواعً‏ ا متقدمة من الطرق العالجية،‏كالعمليات الخاصة باإزالة البوؤرة الصرعية،‏ اأوالحمية الخاصة،‏ اأو تحفيز العصب الحائر.‏ويعدّ‏ الصرع من اأقدم الأمراض التي يرجعوصفها اإلى اأطباء الإغريق،‏ حيث ورد ذكره فيالعديد من الكتب الطبية القديمة،‏ ويرجع اأصلكلمة الصرع باللغة الإنجليزية )Epilepsy(اإلى كلمتين اإغريقيتين هما ،)epi( و)‏lepsis‏(،‏وتعنيان السيطرة،‏ والستحواذ.‏ وقد ارتبطمرض الصرع منذ القدم بالعديد من المعتقداتالخاطئة التي جعلت من هذا المرض وصمة لكلمن قدر اهلل له اأن يصاب به،‏ على الرغم منلالأشعة دور مهم يف التشخيصاأن غالبيتهم يتمتعون بذكاء طبيعي،‏ واإمكاناتتماثل،‏ اإن لم تتفوق،‏ الآخرين،‏ كما يتضح لنا منتصفح التاريخ ومعرفة المشاهير،‏ والنابغين فيالمجالت كافة من المصابين بهذا المرض مثل‏سقراط،‏ ونابليون،‏ والروائية اأجاثا كريستي.‏والحقيقة الواضحة اأن الوصمة والهالةالمخيفة التي تحيط المصابين بالصرع تعدّ‏اأكبر عائق اأمامهم وعامالً‏ ‏سلبيًا يوؤثر في حياةهوؤلء الأشخاص ومستقبلهم،‏ ‏سواء اأكانوا اأطفالً‏اأم بالغين.‏ ويتعدى التاأثير السلبي لهذه الوصمةتاأثير المرض نفسه،‏ اأو الأضرار الجانبية منالأدوية،‏ اأو الجراحة.‏ وكان الطبيب الإغريقي‏»اأبو قراط«‏ قد ذكر اعتقاده باأن الصرع ‏سيفقدهالته الغامضة،‏ وعدّ‏ ه مرضً‏ ا مقدسً‏ ا في الوقتالذي يتم فهم اأسبابه العضوية والحقيقية.‏ وهذاما نراه الآن،‏ حيث تزيد اأو تقل تبعًا لمعرفة اأفرادمجتمع معين واطالعهم عن الحقائق العلميةحول الصرع.‏وتختلف مسببات الإصابة من ‏شخصاإلى اآخر،‏ حيث تنقسم هذه المسببات اإلىثلالث مجموعات،‏ المجموعة الأولى،‏ وهيالغالبية عند الأطفال ترجع اإلى اأسباب غيرمعروفة ،)Idiopathic( وغالبًا ما تكون نتيجةتغيرات في بوابات الخاليا التي تتحكم فيمرور الأمالح عبر غالف الخاليا،‏ ما يزيد فيالنشاط الكهربائي لتلك الخاليا،‏ وبعض هذهالتغيرات تكون لأسباب،‏ وراثية.‏ وكمثال علىهذه المجموعة،‏ حالت الصرع الغيابي الطفوليعلى األم الحامل الحذرمن مالمسة القطط لتجنبإصابة جنينهازراعة الجهاز المحفزللعصب الحائر أحدث عالجغير دوائيأدوية الصرع الحديثةتسيطر على %70 منالحاالت المرضيةEpilepsy( ،)Childhood Absence والصرعالحميد من النوع الرولندي Rolanic( Benign(، Epilepsy والصرع العضلي في فترة المراهقةEpilepsy( .)Juvenile Myclonic وتتميز بعضهذه الحالت باأن المصابين بها يتمتعون بذكاءونمو طبيعيين،‏ وتستجيب تشنجاتهم بشكلممتاز للعالج الدوائي،‏ وكذلك يتمكن العديدمنهم من تقليل كمية الأدوية،‏ ومن ثم اإيقافها فيفترة ما من حياتهم في حالت الصرع الغيابيالطفولي،‏ والصرع الحميد من النوع الرولندي،‏ولكن بعض الأنواع في هذه المجموعة كالصرعالعضلي في فترة المراهقة،‏ تستمر الحاجة اإلىاأخذ الدواء طوال العمر.‏اأما المجموعة الثانية فهي حالت الصرعالناتج عن اأسباب معروفة ،)Symptomatic(وهي اإما اأسباب حادة اأو مزمنة،‏ حيث تتمثلالأسباب الحادة في:‏ التهاب السحايا،‏ اأوالدماغ،‏ واختالل الأمالح،‏ وتاأثيرات السموم،‏والمخدرات،‏ والإصابة بالجلطات،‏ والنزيفالدماغي الحاد،‏ واإصابات الدماغ الناتجة منالحوادث،‏ ‏سواء اأكانت منزلية،‏ خصوصً‏ ا الناتجةعن ارتجاج الدماغ،‏ بسبب العنف المنزليلالأطفال،‏ اأو لحوادث السيارات،‏ والدراجاتالنارية نتيجة عدم اتباع اأساليب السالمة،‏ مثلكراسي الأطفال الخاصة بالسيارات،‏ واأحزمةالأمان،‏ وخوذات الراأس،‏ والأنواع الأخيرة تتزايدباستمرار في مجتمعنا لالأسف الشديد.‏ اأماالأسباب المزمنة المعروفة فقد تكون نتيجةالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 41


داءلتاأثر دماغ الجنين في مرحلة التطور الحرجةداخل الرحم،‏ نتيجة لعوامل متعددة،‏ مثل الأدويةالتي تستخدمها الأم،‏ وبعض اللتهابات التي قدل تسبب ‏ضررًا كبيرً‏ ا لالأم،‏ ولكنها تسبب ‏ضررًابالغًا للجنين،‏ مثل الحصبة الألمانية )Rubela(التي يمكن الوقاية منها عن طريق اأخذ اللقاحاتقبل الحمل في حالة ‏ضعف مناعة الأم،‏ ومرضالتوكسوبالسما )Toxoplasmosis( الذي ينتقلاإلى الأم عن طريق مالمسة القطط،‏ وبخاصةالصغيرة في العمر.‏ كما اأن تناول الأم للموادالمخدرة،‏ اأو تعرضها للسموم،‏ قد يوؤثر في دماغالجنين.‏ وتشمل الأسباب المزمنة كذلك تاأثرالطفل في وقت ولدته نتيجة لحدوث الولدةمبكرً‏ ا اأو نقص الأكسجين،‏ اأو الدم.‏ كما تعدّ‏الأورام الدماغية من الأسباب النادرة عندالأطفال،‏ ولكن تزداد نسبتها بتقدم العمر.‏ وقدينتج عن الأسباب الحادة التي تقدم ذكرهاتضرر الدماغ بشكل دائم في حالت الجلطات،‏اأو الحوادث،‏ ما يتسبب في حدوث التشنجاتبشكل مزمن.‏وتتميز حالت المجموعة المعروفة الأسبابعن المجموعة التي ل يعرف ‏سبب لها،‏ باأنالعديد من هوؤلء الأشخاص تكون لديهم اأعراضعصبية اأخرى مثل نقص القدرات الذهنية،‏ اأو‏ضعف جزء من الجسم،‏ وقد تكون تشنجاتهم منالنوع المقاوم للعالجات الدوائية،‏ وقد يحتاجوناإلى العالج الدوائي لفترة طويلة من الوقت،‏ مععودة التشنجات لهم في حالة اإيقاف الدواءالمضاد للتشنجات.‏والحديث عن تشخيص الصرع مهميتميز التخصصي بوجود اأكرب وحدة للتخطيط الكهربائي املستمر للدماغ يف اململكةجدً‏ ا،‏ لأن اأعراضه متعددة،‏ وتعتمد اأساسً‏ ا علىوظيفة منطقة الدماغ،‏ التي تبداأ منها الشحناتالكهربائية غير الطبيعية.‏ وقد يعتقد بعضهماأن جميع المصابين بالصرع ل بد اأن تصيبهمنوبات من فقدان الوعي،‏ والتصلب،‏ والرتجاف،‏والتشنج المتكرر،‏ وبالرغم من اأن هذا الوصفينطبق على اأحد اأنواع التشنجات،‏ والمعروفبالتشنج التوتري الحركي الكامل Generalized(،)Tonic Clonic Seizure فاإن هذا النوع ليسالأكثر ‏شيوعً‏ ا،‏ وقد يستغرب العديد من اأن النوعالأكثر ‏شيوعً‏ ا عبارة عن تصرفات غير اإراديةمع عدم استجابة طبيعية،‏ اأو ما يعرف بالتشنجالجزئي المركب Seizure( .)Complex Partialومما يزيد الأمر تعقيدً‏ ا وجود اأنواع قد ليعتقدبعضهم اأنها تشنجات،‏ مثل التشنجات الغيابيةالنمطية Seizures( ،)Typical Absence وهيعبارة عن حدوث حالة من السرحان الموؤقتلمدة ثوان معدودة ل يستجيب الطفل خاللهاللنداء،‏ ويتوقف عن اأداء الوسط المحيط بهواستيعابه بشكل متكرر يوميًا قد يصل اإلى مئاتالمرات،‏ ما يوؤثر في الأداء المدرسي،‏ كما توجداأنواع اأخرى اأقل ‏شيوعً‏ ا.‏ونظرً‏ ا لتعدد الأنواع،‏ فاإن المدخل الأساسيللتشخيص الدقيق يكمن اأولً‏ في مراجعة التاريخالطبي من قبل الطبيب المختص في اأمراضالمخ والأعصاب،‏ حيث يمثل الوصف الدقيقللحالة اأهم ركن في التشخيص.‏ يتبع هذافي الأهمية الفحص العصبي الدقيق لمعرفةالأسباب المحتملة وراء حدوث التشنجات،‏وتقرير خطة الفحوص المخبرية،‏ والفيزيولوجيةالعصبية،‏ والإشعاعية.‏ ومن اأهم طرق التشخيصالمساعدة على تحديد نوع التشنج ومكان البوؤرةالصرعية،‏ هو تخطيط الدماغ الكهربائي،)EEG( ويتم في هذا التخطيط قياس النشاطالكهربائي ورسمه لمناطق الدماغ كافة لمدةمعينة من الوقت.‏ ومن التطورات الحديثة في هذاالمجال التخطيط الكهربائي للدماغ المستمر معمراقبة وتسجيل بالفيديو Long-termVideo(،)EEG Monitoring والذي يمكّ‏ ن المختصينمن مراقبة الشخص المصاب بالصرع لفترةقد تمتد لعدة اأيام لتسجيل النوبة الصرعية،‏من اأجل تحديد البوؤرة الصرعية المسوؤولة عنالتشنجات،‏ وللتفريق بين النوبات التشنجيةالحقيقية،‏ والنوبات المشابهة لها.‏ ويتوافرهذا النوع من التخطيط في المراكز المتقدمةالمتخصصة بالصرع.‏ وبحمد اهلل،‏ فاإنمستشفى الملك فيصل التخصصي يتميز بوجودوحدة متكاملة مكونة من خمس غرف للتنويممجهزة باأحدث الأجهزة الرقمية،‏ ما يجعلهااأكبر وحدة متخصصة في المملكة.‏ وتعدّ‏ الأشعةالمتخصصة والدقيقة للدماغ الطريقة الأخرىالبالغة الأهمية في تشخيص الأسباب المحتملةللصرع،‏ وكذلك في التحديد الدقيق للبوؤرةالصرعية،‏ ومساندة التخطيط الدماغي.‏ ويعدّ‏التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ ( ،)MRIوالتصوير بالبوزيترون Scan( )PET من اأحدثالطرق الإشعاعية واأدقها واأكثرها اأمانًا.‏ ويتوافرفي مستشفى الملك فيصل التخصصي اأدقجهاز رنين مغناطيسي في المملكة بقوة 3 تسالTesla( 3.0( الذي يمكّ‏ ن من فحص الدماغالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م42


بشكل اأكثر دقة من اأجهزة الرنين المغناطيسيالسابقة التي تبلغ قوتها 1.5 تسال.‏وبعد التاأكد من التشخيص الدقيق تتم عمليةتقييم مدى الحاجة اإلى العالج،‏ وقرار الحاجةاإليه.‏ واختيار نوعية العالج اأمر بالغ الأهمية،‏ وليخلو،‏ اأحيانًا،‏ من التعقيد،‏ لأن حدوث تشنج ليعني بالضرورة الحاجة اإلى بدء عالج دوائيمضاد للتشنجات.‏ وعند تقرير الحاجة اإلى بدءعالج،‏ فاإن اختيار العالج المناسب لنوع الصرع،‏وعمر المريض،‏ وتاأثير العالج في المشكالتالطبية الأخرى في حال وجودها،‏ والتعارضبين الأدوية،‏ قد يكون الفرق بين نجاح العالجالدوائي من عدمه،‏ وبخاصة عند معرفة اأنهيتوافر،‏ حاليًا،‏ العديد من الأدوية الحديثة التيتتميز بفعالية اأكبر واأعراض جانبية اأقل منالأدوية السابقة.‏والنطباع السائد لدى العديد من الناس اأناأدوية الصرع هي اأدوية مخدرة وقليلة الفائدة،‏وهذا اعتقاد خاطئ لأن الغالبية العظمى منالأدوية غير مخدرة،‏ وبخاصة الأدوية الحديثةالتي تمكّ‏ ن من السيطرة التامة لما يقارب من%70 من حالت الصرع دون تاأثيرات جانبيةكبيرة.‏ ويعدّ‏ النتظام في العلالج،‏ حسبتعليمات الطبيب المختص،‏ من اأهم اأسبابنجاح العالج الدوائي،‏ ويجب متابعة العالج لدىالطبيب المختص بشكل دوري لإجراء الفحصالسريري،‏ والتحاليل الدورية لمستوى العالج،‏والفحوص الدورية الالزمة لتقليل فرص حدوثمضاعفات دوائية.‏ وبحسب مسببات الصرع،‏فاإن المختصين بالعالج يقررون مدة العالج التيتختلف من حالة اإلى اأخرى.‏ وفي كل الأحوال،‏ فاإناإيقاف العالج يتم بالتدريج وبتعليمات،‏ ومتابعةدقيقة من قبل الطبيب المعالج.‏وبالنسبة اإلى المصابين بالصرع الذين ليستجيبون للعالج الدوائي،‏ وقد ينتابهم اأو اأهليهمالياأس من وجود عالج،‏ فاإن التقدم الطبي اأوجدطرقً‏ ا عالجية متقدمة قد تمكّ‏ ن من السيطرة علىتشنجاتهم.‏ واأول هذه الطرق تكمن في العالجالجراحي الخاص باإزالة البوؤرة الصرعية بعدتحديدها بشكل دقيق عبر التخطيط الكهربائيالمتواصل،‏ والفحوص الإشعاعية الدقيقة.‏ وبعدتحديد البوؤرة الصرعية،‏ فاإن الفريق المعالجيناقش بشكل مستفيض فرص توقف التشنجات،‏وكذلك احتمال حدوث تضرر للشخصنتيجة اإزالة البوؤرة الصرعية.‏ وتتم الستعانةبالختبارات النفسية،‏ واختبارات القدراتوالذاكرة والذكاء لمعرفة الوظائف الحاليةللدماغ،‏ وتحديد وظيفة البوؤرة الصرعية.‏ ويتمفي بعض الحالت الستعانة بالتخطيط الدماغيبوساطة اأقطاب يتم زرعها بشكل موؤقت على‏سطح الدماغ مباشرة،‏ ويتم تحفيز مناطق معينةبالدماغ كهربائيًا من اأجل عمل خريطة دقيقةلوظائف مناطق الدماغ التي قد تتم اإزالتها.‏كل هذه الإجراءات المعقدة تتم ‏ضمن فريقعمل متجانس يضم تخصصات متعددة تضمنتحقيق نتائج نجاح عالية.‏ ويتميز مستشفى الملكفيصل التخصصي عبر برنامج عالج الصرعالشامل بوجود هذا الفريق المتكامل الذي حققاأعلى عدد من العمليات الجراحية على مستوىالمملكة،‏ وبنسبة نجاح عالية،‏ ومماثلة للنسبالعالمية،‏ التي تبلغ في اأكثر الأنواع ‏شيوعً‏ ا‏)تليف الفص الصدغي Mesial Temporal)Sclerosis ما بين %80 اإلى %90، ويشمل هذاالبرنامج عالج اأطفال من السنة الأولى في العمراإلى مراحل العمر المتقدمة.‏ومن اأحدث الطرق العالجية غير الدوائيةزرع جهاز محفز للعصب الحائر Nerve( Vagal)Stimulator ويتم ذلك بزراعة جهاز ‏صغير تحتالجلد موصل عبر اأقطاب كهربائية يتم لفها حولالعصب الحائر في الرقبة،‏ ويبرمج الجهاز عبرجهاز التحكم عن بعد،‏ ليعطي ذبذبات كهربائيةمنخفضة الشدة اإلى العصب الحائر الذي بدورهيوصل هذا التحفيز اإلى مناطق عديدة فيالدماغ.‏ واأثبتت التجارب العلمية والخبرة الحاليةلأكثر من 50 األف ‏شخص تم زرع جهاز التحفيزلهم فعالية جيدة في تقليل نوبات التشنج،‏ وفيبعض الحالت اأوقف التشنجات بالكامل دونالتطور مستمر لستحداث وسائل عالجية للتغلب على الصرعحدوث اأعراض جانبية كبيرة.‏ وقد اأجري خاللالفترة الماضية في مستشفى الملك فيصلالتخصصي زراعة جهاز التحفيز لثالثة اأطفال،‏وتبدو النتائج مشجعة جدً‏ ا لناحية السيطرة علىالتشنجات دون حدوث اأضرار جانبية،‏ ليكتملبذلك توفير اأنواع الطرق العالجية المتقدمةلمرضى الصرع في المملكة كافة.‏وتوجد نسبة من المصابين بالصرعالذين لم يستجيبوا لالأدوية،‏ ولم تكن العملياتالجراحية الحل الأمثل لهم،‏ ما دفع الأطباءاإلى البحث عن طرق بديلة لهم.‏ ومن اأهم هذهالطرق هي الحمية الكيتوجينية Ketogenic()Diet التي بداأ استخدامها في عام 1920 منقبل مستشفى ‏»جون هوبكنز«‏ باأمريكا،‏ واأظهرتالطريقة نتائج مشجعة،‏ اإل اأن ‏صعوبة تطبيقها،‏وظهور الأدوية المضادة للصرع قلّال من اهتمامالأطباء بها حتى وقت قريب،‏ حيث عادت هذهالحمية،‏ لتكون خيارًا جيدً‏ ا في فئة معينة منالمرضى،‏ وبخاصة الأطفال المصابون بصرعمتعدد الأنواع المستعصي للعالج الدوائيوالجراحي.‏ واأثبتت هذه الطريقة نتائج جيدةليس على مستوى السيطرة على التشنجات،‏بل على مستوى زيادة الوعي والتفاعل.‏ ويتطلبتطبيق هذه الحمية اأن يكون الأهل على درجةعالية من الوعي والمشاركة الفعالة،‏ وكذلكوجود مختصين في تطبيق الحمية التي تحتويعلى نسبة عالية من الدهون،‏ ونسبة منخفضةجدً‏ ا من النشويات.‏ ويعمل مستشفى الملكفيصل التخصصي جديًا على تكوين برنامجللحمية الكيتوجينية من اأجل توفيرها للمرضىفي وقت قريب،‏ باإذن اهلل.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 43


الصحة النفسيةل عالقة للقلق بالطبقة الجتماعية اأو الثقافيةمتى يكون القلق مرضً‏ ا؟العصبية،‏ واضطراب الجهاز الهضمي،‏ والصداع..‏ من اأبرز اأعراضه.‏تربز يف الأوقات العصيبة اأهمية التعامل السليم مع نوباتالقلق وقت حصولها،‏ ويتم ذلك من خالل طريقة التفكري،‏ والسلوكالذي يتحكم فيها نظام دفاعي يف اأجسادنا يسمى امليكانيكياتالدفاعية النفسية.‏د.فهد الوهابياستشاري الأمراض النفسيةالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م44


الرياضة تؤدي إلى الهدوءوالبعد عن التوترالقليل من القلق دافعإلى النجاحلو اأخذ اأحدنا جولة في ممرات مستشفىالملك فيصل التخصصي،‏ اأو اأي مستشفىاآخر،‏ فسيرى اأشخاصً‏ ا يمشون على عجل،‏واآخرين تبدو على وجوههم ‏سمات الجدية،‏وانشغال الذهن،‏ مثل:‏ عبوس الوجه،‏ والنظراإلى الأرض..‏ هل هم قلقون؟ ربما!‏ ولكن عندالدخول لأي من اأجنحة التنويم،‏ والمرورعلى المرضى،‏ فاإن مالمح القلق تبداأ فيالتضاح،‏ من مريض يعاني الأرق،‏ وينتظرمعرفة تشخيص حالته،‏ اإلى عائلة مريضيخافون قرب مصير حتمي لأحد اأحبابهم.‏وتتضح عصبيتهم،‏ واأحيانا بكاوؤهم،‏ عندتناول هذا الموضوع البالغ الحساسية.‏ول ننسى،‏ بالطبع،‏ وجود طاقم تمريضييستعملون الفكاهة،‏ بشكل مبالغ فيه اأحيانًا،‏ليتناسوا غربتهم الجغرافية،‏ والثقافية،‏وليمدوا جسور بناء لعالقات جديدة معزمالئهم في العمل.‏ عند المرور بمثلهذه المشاهدات،‏ وغيرها،‏ يظهر السوؤالالتقليدي:‏ هل هذا التوتر والقلق طبيعياناأم ل؟الثقافة الطبية البحثية ناقشت،‏ علىمدى عقود،‏ تعريف ما هو طبيعي،‏ وما هو غيرذلك،‏ وواجهت،‏ دائمً‏ ا،‏ تغير الخط الفاصلبينهما.‏ والمثال على ذلك اأن تحديد مستوىالسكر في الدم المستعمل لتشخيص مرضالسكر تغير مع الوقت،‏ وظهر اسم رمادي هو:‏تدهور تحمل السكر Glucose( Impaired،)Tolerance وهو يمثل منطقة رمادية بينالإصابة بداء السكر،‏ وعدم الإصابة به.‏ اأمامصطلح تدهور اإدراكي محدود Minimal()Cognitive Impairment فهو يمثلمنطقة رمادية بين المصابين بالخرف،‏وغير المصابين به.‏ والأمثلة كثيرة لكنهاعادة ترينا اأن قدرتنا على تبيان المناطقالرمادية تتحسن مع تقدم الطب بشكل عام،‏والتعامل مع الضطرابات النفسية ل يشذعن هذا التجاه.‏في الطب نفسي تحديدً‏ ا،‏ والصحةالنفسية بشكل عام،‏ جرى العرف باأن اأياضطراب نفسي،‏ يسبب معاناة ‏شخصية،‏اأو تدهورًا واضحً‏ ا ومتسارعً‏ ا في قدراتالشخص الوظيفية،‏ يمثل مشكلة تستحقالهتمام.‏ اأعراض القلق،‏ مثالً،‏ اإذا ‏سببتمعاناة ‏شخصية مستمرة،‏ اأو اأثرت علىالأداء الوظيفي والجتماعي،‏ فهي تستحقالعالج.‏لكن لماذا نتشاءم ونبالغ؟ اإننا نعلم،‏ منتجاربنا الشخصية،‏ اأن القليل من القلق ليضر،‏ بل هو دليل على وعينا بما يدور حولنا،‏وقدرتنا على تقييم الأحداث والمشكالتالتي ترمي نفسها اأمامنا.‏ بعض القلق قبلاأداء الختبارات،‏ اأو اإلقاء المحاضرات،‏يساعدنا على زيادة تركيزنا،‏ وتقديم اأفضلما لدينا.‏ ومن الصعوبة اأن نجد ‏شخصً‏ اناجحً‏ ا في مجال ما دون اأن نالحظ عليه،‏اأو عليها،‏ بعض مالمح التوتر البسيطة التيتتماشى مع ‏صفات النجاح،‏ مثل:‏ الحرص،‏والنضباط،‏ والدقة،‏ والتخطيط،‏ ومحاسبةالنفس.‏ لكن حصول اأعراض ذهنيةوجسدية،‏ بشكل متكرر ومتعاظم،‏ وبطريقةتمثل تغيرً‏ ا واضحً‏ ا في طبيعة الشخص،‏قد يكون دليالً‏ على اأن القلق بداأ يزيدعن مستواه الطبيعي.‏ من هذه الأعراضالذهنية:‏ العصبية،‏ وضعف التركيز،‏ وضيقالصدر،‏ والنسيان،‏ والنعزال الجتماعي.‏ومن الأعراض الجسدية:‏ الإرهاق المستمر،‏والأرق،‏ والصداع،‏ واضطراب الجهازالهضمي،‏ وغيرها كثير.‏ لكن لماذا تحصلكل هذه الأعراض استجابة للقلق فقط؟النظام المناعي في اأجسادنا يتولى مهمةالتعامل مع الميكروبات الدخيلة،‏ وبالتاليفاإن فشله في عمله يعني عمليًا ‏سهولةحصول اللتهابات،‏ والأمراض.‏ ويوجد نظامدفاعي اآخر ‏شبيه يقوم بحمايتنا من القلق،‏والتعامل معه وقت حصوله.‏ هذا النظاميسمى بالميكانيكيات الدفاعية النفسية،)Psychological Defense Mechanisms(45العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 45


الصحة النفسيةوهو يمثل مجموعة من طرق التفكيروالسلوك التي نستعملها بشكل متكرر فيالأوقات الصعبة.‏الطريف والمذهل في هذا النظامتفرده،‏ وتميزه من ‏شخص اإلى اآخر،‏ حتىبين اأفراد العائلة الواحدة،‏ اأحدهم قد يلجاأاإلى ممارسة نشاط رياضي لتفريغ قلقهوتوتره،‏ واآخر يلجاأ اإلى المخدرات ليتناسىواقعه.‏ واإذا نجحت الميكانيكية المستعملةفاإن الإحساس بالقلق يضعف،‏ وقد ينعدم.‏بمعنى اآخر،‏ وجود درجة مزعجة من القلقوالتوتر دليل على عدم نجاح الميكانيكيةالمستعملة،‏ ربما حان القلق لفعل ‏شيء اآخر!‏الحياة دون قلق..‏ اإنها حلم وردي..‏جزء من حياة مثالية تداعب خيالتنا،‏ اإنهاتذكرني بفكرة حالمة اأخرى عبرت ذهنيبعد اأن اأصبت بالأنفلونزا لأول مرة في‏صغري،‏ تمنيت األّ‏ اأصاب بها مرة اأخرى..‏لكن التاريخ،‏ عادة،‏ يعيد نفسه،‏ وكذلكالتاريخ المرضي.‏ الأمنيات نسميها اأحالمً‏ ااإذا اعتقدنا اأنها تتحقق فقط خالل نومنا،‏لكن يوجد الكثير مما نستطيع فعله للتقريببين اأحالمنا وواقعنا،‏ خصوصً‏ ا اإذا فهمناكليهما.‏ بعضنا،‏ ممن لم تسعفهم اأنظمتهمالدفاعية،‏ وظهرت لديهم مالمح قلقواضحة ومزعجة،‏ من حقهم اأن يتعرفواعليها بدقة.‏ فنحو واحد بالمئة من الناسيصاب بالوسواس القهري،‏ وهو مرضيتميز بوجود اأفكار متكررة مرفوضة منقبل المريض،‏ ولكنها تصيبه بتوتر ‏شديديستجيب له بعمل ‏شيء ما بشكل متكرر،‏ مثلالستجابة لفكرة التساخ،‏ اأو عدم الطهارةعن طريق الغتسال،‏ اأو اأداء الوضوء بشكلمتكرر.‏اأما المصابون بالقلق العام فهم يقلقون،‏بشكل مستمر ومبالغ فيه،‏ على تفاصيلالحياة اليومية البسيطة،‏ وغير البسيطة.‏الأشياء الصغيرة تمثل لهم مصادر محتملةللمشكالت،‏ وبالتالي تبرر طريقة تفكيرهمالقلقة.‏ اأما المصابون بنوبات الهلع فهميمثلون عينة من المرضى،‏ يتشارك،‏ عادة،‏في التعامل معها اأطباء الأعصاب واأطباءالقلب،‏ ‏»لحظ التشابه بين كلمتي قلب،‏وقلق!«،‏ واأطباء الجهاز الهضمي والإسعاف،‏بالإضافة اإلى الأطباء النفسيين،‏ اإذ يصابونبنوبات ‏شديدة من الخوف،‏ وباأعراضجسمانية متنوعة ومخيفة،‏ تبرر لهم زيارةاأطباء في تخصصات مختلفة،‏ مرارًا،‏وتكرارًا.‏العامل المشترك بين كل الأمراضالمذكورة،‏ هو اأن المصابين بها يميلونذهنيًا اإلى تضخيم فرصة حدوث نواتج ‏سيئةلتجاربهم الشخصية،‏ وبالتالي يتعاملون معهذه التجارب بشكل مبالغ فيه،‏ وغير مبرر.‏والجدير بالذكر اأن هذه الأمراض،‏ وطريقةالتفكير المصاحبة لها،‏ ل ترتبط بطبقةاجتماعية اأو تعليمية معينة،‏ الكل فيها ‏سواء،‏الفقراء والأغنياء،‏ المتعلمون وغيرهم.‏لجميع هوؤلء الذين يعانون القلق بجميعدرجاته،‏ واأنواعه اأقول:‏ ل تخجل اأكثر ممايخجل المصاب بمشكلة في نظامه المناعي،‏فبدلً‏ من اإضاعة الوقت في الشعور بالخجليمكن الستفادة بدرجات متفاوتة من عدةخطوات مفيدة.‏ ‏سيستفيد الكثيرون،‏ على‏سبيل المثال،‏ من قراءة الكتب التي تتناولكيفية التعامل مع التوتر،‏ وهي متوافرةبكثرة في المكتبات،‏ والمفيد منها عادةيحتوي على تمارين عملية.‏ كذلك فاإنممارسة الرياضة بشكل منتظم،‏ والتقليلمن استهالك المشروبات المنبهة،‏ عواملمساعدة ومفيدة في تخفيف التوتر والقلق.‏وبعضهم الآخر،‏ وبخاصة المصابونباأمراض قلق واضحة المعالم،‏ ‏سيحتاجوناإلى الحصول على راأي الطبيب النفسيبخصوص الأسلوب الأمثل لعالج مشكلتهم،‏اإذ تتنوع الختيارات بين استعمال الأدويةتحت اإشراف طبي،‏ اأو العالج النفسيالمناسب عن طريق الجلسات،‏ اأو خليط منهذين الأسلوبين اللذين ثبتت فعاليتهما فيمساعدة الأشخاص القلقين على استعادةحياتهم السابقة..ربما لو عملنا جميعًاعلى التعامل مع القلق الذي نمر به،‏ مهماكانت درجته ونوعيته،‏ ربما عندها لن نرىاأشخاصً‏ ا عابسي الوجه،‏ اأو عصبيين..‏ لكنبعضهم ‏سيرى هذه الفكرة حلمً‏ ا ورديًا!‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م46


مقالحل نقص األسِ‏ رّ‏ ة ليس فيزيادتها فقطد.‏ محمد القويزجميع المستشفيات تعاني عدم توافر الأسرّ‏ ة لمرضى العمليات،‏ وللحالت الطارئة،‏ وللحالت التي تستدعيالدخول للعناية المركزة.‏ وهذه تمثل هاجسً‏ ا يوميًا لجميع الإدارات،‏ اجتماع طارئ يليه اجتماع اآخر لمحاولة حلالمشكلة دون جدوى.‏ وربما يفقد بعض المتنفذين من الإدارة ‏صبرهم فيخرجوا عن طورهم دون اأن يدركوااأنهم جزء من المشكلة.‏ما المسببات؟ وما الحلول؟المسببات كثيرة ومنها:‏• رغبة الإدارة في دخول بعض المرضى بغض النظر عن حاجتهم،‏ ولأن هناك اأكثر من مدير فهناك اأكثرمن اأمر لإدخال المريض الفالني على وجه السرعة،‏ مع العلم اأن المريض اإما ليس بحاجة اإلى الدخول،‏ اإذيمكن عالجه في العيادة اأو اأن المستشفى ل يستطيع اأن يقدم له ‏شيئًا.‏ وتسمى تلك الحالت حالت التنويمالإدارية admission( )administrative تمييزً‏ ا لها عن التنويم الطبي الذي يبنى على حاجة المريض،‏وليس على اأمر المدير.‏• يجد بعض الأطباء راحة في تنويم مريض العيادة،‏ ليكملوا له الفحوص،‏ خصوصً‏ ا اإذا كان من خارجالمدينة التي فيها المستشفى.‏ ولهذا تجد مريضً‏ ا يرقد على ‏سرير في الجراحة اأو في الباطنة يعمل الفحصبعد الفحص مما يمكن عمله في العيادات الخارجية.‏ تمر الأيام وهو ينتظر انتهاء فحوصاته التي قد توؤجلاأكثر من مرة،‏ بالإضافة اإلى الهدر والتكلفة المادية لمثل هذه الحالت ‏»التكلفة اليومية للغرفة اأكثر من تكلفةجناح في فندق 5 نجوم«،‏ فاإن ذلك يحرم مرضى يحتاجون اإلى التنويم من حق العالج،‏ لأن الأسرّ‏ ة مشغولةبمرضى ينتظرون اأشعة اأو تنظيرً‏ ا،‏ اأو تصوير قلب اأو غيرها.‏ ومثل هذا السلوك يمثل كذلك اإرهاقًا لالأطباءالمناوبين،‏ اإذ يشغل المناوب بحالت روتينية تشغله عن الحالت الطارئة.‏وفي تقديري اأن السببين اأعاله يمثالن نسبة عالية من ‏شغل الأسرة قد تصل اإلى %40 على مدار السنة.‏• يصر بعض المرضى اأو اأقربائهم على اإطالة مدة التنويم عدة اأيام بعد اأن يقرر الطبيب خروج المريض.‏• هناك اأسباب طبية لبقاء المريض منومً‏ ا لفترة طويلة بعضها يمكن تالفيها،‏ وبعضها ل يمكن تالفيهامنها تدهور حالة المريض،‏ اأو التاأخر في خروج المريض على الرغم من تعافيه فيحرم غيره من المرضىمن ‏سرير هم باأمس الحاجة اإليه.‏ اأو الستعجال في اإخراج المريض قبل استقراره،‏ ما يوؤدي اإلى عودتهمجددً‏ ا اإلى الطوارئ بحالة اأسواأ من ذي قبل،‏ ويتسبب ذلك في ‏شغل السرير لفترتين لذات المريض.‏ ول‏شك اأن هناك اأمراضً‏ ا من طبيعتها التدهور المتكرر كالتليف المستفحل،‏ والأورام المنتشرة،‏ وحالت الربوالشديدة،‏ وغيرها مما يحتاج اإلى تنويم متكرر.‏قد يعتقد بعضهم اأن حل عدم توافر الأسرّ‏ ة يكمن في زيادة الأسرة،‏ وهذا اعتقاد خاطئ،‏ فهناك اأكثرمن مستشفى رفع عدد اأسرة الطوارئ اأو القسم اإلى اأضعاف مضاعفة،‏ فاإذا بها تغص بالمرضى،‏ واإذا بقائمةالنتظار اأطول من ذي قبل.‏الحل يكمن في:‏• الحد من حالت التنويم الإدارية admission( ،)administrative ورفع تقرير يومي اإلى الإدارة بالأسرةالتي تشغلها تلك الحالت ليساعدوا في حل المشكلة.‏• رفع فعالية الأطباء في اأن يكون السرير للمريض الذي ل يمكن عالجه اإل منومً‏ ا،‏ وبالمبادرة باإخراجالمرضى لدى تعافيهم.‏• بعض الحالت ل تحتاج ‏سوى رعاية تلطيفية،‏ اأو عناية تمريضية فيمكن التنسيق مع المستشفى المحوللإعادة استقبال الحالة لدى استيفاء ‏سبب التحويل.‏• اأن تكون اأي زيادة في عدد الأسرة مبنية على الحاجة،‏ واأن يصاحبها تقييم لفاعلية استغالل اأسرّ‏ ةالتنويم.‏• اأن يكون هناك فريق مسوؤول عن تنفيذ قرارات خروج المرضى.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 47


صحة األم والطفلتشوه العظام من اأعراض الكساحالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م48


الأعراض قد تصل اإلى الإعاقة الدائمةفيتامين ‏»د«‏ وأشعةالشمس يحميان أطفالنامن الكساحيتم العالج بتزويد المريض بالفيتامينات والمعادن الالزمة.‏غالبًا ما يتجنب الأهل تعريضاأطفالهم اإىل اأشعة الشمس،‏ خوفًا على‏صحتهم من حرارتها،‏ ولهيبها،‏ ويغيبعنهم اأن تلك الأشعة تعمل جنبًا اإىلجنب مع فيتامني ‏»د«‏ يف تدعيم العظاموتقويتها،‏ للوقاية من مرض الكساح،‏الذي قد يتسبب يف اأعراض تبداأ بتاأخرالنمو،‏ وتشوه العظام،‏ وحدوث التشنجات..‏وقد تصل اإىل الإعاقة الدائمة مع اإهمالالعالج.‏د.عبداهلل الأشولاستشاري ورئيس ‏شعبة الغددالصماء والسكري لالأطفاليعد مرض الكساح ‏»لين العظام«‏ عندالأطفال من الأمراض الشائعة،‏ على الرغم منوجود وفرة كبيرة من وسائل الوقاية في منطقتناالعربية،‏ مثل:‏ اأشعة الشمس،‏ والأغذية المدعمةبفيتامين ‏»د«،‏ وهو الفيتامين المهم والمسوؤولعن امتصاص الكالسيوم والفسفور،‏ وغيرهمامن المعادن المهمة لتكوين العظام وتقويتهاعند الأطفال.‏ولسهولة الكشف عن الكساح في ‏سن مبكرة،‏عبر تحليل الدم وفحص مستوى الكالسيومفي الدم،‏ وفحص الطفل جيدً‏ ا عند زياراتالتطعيمات،‏ فاإنه بالإمكان الوقاية من المرض،‏اأو عالجه،‏ لتالفي حدوث مضاعفات مستقبليةلدى الأطفال،‏ مثل:‏ تشوه العظام،‏ ونقصالكالسيوم اأو المعادن الأخرى،‏ ما قد يوؤدي اإلىحدوث التشنجات،‏ ل ‏سمح اهلل،‏ الأمر الذي ينتجالحاالت المكتسبة أسهلعالجً‏ ا من الوراثيةعنه اإعاقة دائمة للطفل قد تحدث بسبب تكرركسور العظام.‏ وهناك اأنواع ومسببات مختلفةلمرض الكساح عند الأطفال،‏ وهي:‏النوع المكتسب ‏»غير الوراثي«:‏ ويعدّ‏النوع الأكثر ‏شيوعً‏ ا،‏ والأسهل عالجً‏ ا،‏ ومن اأهممسبباته:‏العتماد الكلي على الرضاعة الطبيعية،‏دون اإعطاء الطفل فيتامين ‏»د«،‏ فقد يوجد نقصفي كمية فيتامين ‏»د«‏ في حليب الأم،‏ نتيجةعدم تعرضها اإلى اأشعة الشمس،‏ اأو لنقص فيالتغذية،‏ حتى لو وجد هذا الفيتامين في حليبالأم فاإنه ل يكون فعالً‏ في معظم الأحيان.‏ لذلكينصح في الأشهر الستة الأولى بالرضاعةالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 49


صحة األم والطفلد.الأشول يعاين ‏ساق اأحد الأطفال املصابنيالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م50


الطبيعية،‏ مع اإعطاء الطفل جرعة مقدارها 400وحدة من فيتامين ‏»د«‏ يوميًا،‏ ‏سواء وحده اأو معفيتامينات اأخرى.‏ومن اأعراض الإصابة بالكساح المبكرنقص كمية الكالسيوم والماغنيسيوم،‏ ما يوؤدياإلى تشنجات مفاجئة عند هوؤلء الأطفال،‏ واإذاتاأخر العالج فقد يكون هناك تاأخر في النمو،‏والمشي،‏ والتسنين،‏ وبداية تشوه في عظامالأرجل،‏ ما يوؤدي اإلى كسور،‏ ل ‏سمح اهلل.‏ لذايجب الحرص على الكشف المبكر،‏ واإعطاءالعالج الالزم من جرعات الكالسيوم وفيتامين‏»د«،‏ تحت اإشراف مباشر،‏ ومتابعة مستمرة منطبيب الأطفال.‏عدم تناول كميات كافية من فيتامين ‏»د«،‏على الرغم من اأن الإصابات بهذا السبب قدقلت كثيرً‏ ا في الآونة الأخيرة،‏ لتدعيم معظماأنواع الحليب بفيتامين ‏»د«،‏ فقد بداأ العملبذلك في المملكة،‏ وفقً‏ ا لالأمر السامي الكريممنذ الثمانينيات الميالدية،‏ ويوجد كثيرمن المصادر الغذائية الأخرى الغنية بهذاالفيتامين،‏ ومنها:‏ ‏صفار البيض،‏ والأجبان،‏واللحوم،‏ والأسماك باأنواعها،‏ ورقائق الذرة.‏عدم التعرض اإلى اأشعة الشمس لمدةكافية،‏ واأهمها الأشعة فوق البنفسجية،‏ لأن هذاالنوع من الأشعة يعمل على تنشيط فيتامين ‏»د«‏في الجلد،‏ وعلى الرغم من اأن المملكة تعدّ‏ مناأكثر المناطق المشمسة في العالم،‏ اإل اأنه ليزال هناك نقص حاد في كمية هذا الفيتامينلدى السعوديين،‏ وبخاصة الإناث،‏ ما يوؤدياإلى اإصابة نسبة عالية من النساء في المجتمعالسعودي بهشاشة العظام،‏ والتي تقدر بنحو٪30 اإلى %40 من النساء في المملكة.‏اأمراض الجهاز الهضمي المختلفة،‏ مثل:‏حساسية القمح،‏ والإسهال المزمن،‏ ومرض‏»كرون«،‏ ومرض التكيس الليفي،‏ والتي توؤدي اإلىعدم امتصاص فيتامين ‏»د«.‏تناول اأدوية التشنجات بكمية كبيرة عندمرضى الصرع،‏ مثل عقاري ‏»الفينوباريتو«،‏و»الدايلنتين«،‏ وغيرهما،‏ لذا ينصح بمتابعةمستوى فيتامين ‏»د«‏ والكالسيوم في الدمباستمرار،‏ وتعويضهم اإذا ظهر نقص في نتائجالتحليل.‏اأمراض الكبد المزمنة،‏ حيث اإن تعطل،‏وظائف الكبد يتسبب في تعطيل الخطواتالمهمة التي تتم في الكبد لتحويل فيتامين ‏»د«‏اإلى نوع نشط،‏ وبالتالي ل يمكن للفيتامين اأنيوؤدي مفعوله.‏الكساح الوراثي:‏ ويشتمل على 4 مسبباتلالإصابة هي:‏نقص فيتامين ‏»د«‏ الوراثي:‏ وهو نقص كميةاإنزيمات الكبد،‏ ما يمنع تنشيط فيتامين ‏»د«،‏وقد اأثبتت عدة دراسات اأن ذلك يعود لعواملوراثية،‏ ويراجع عيادات مستشفى الملك فيصلالتخصصي اأكثر من 30 حالة مصابة بهذاالنقص الوراثي من مختلف مناطق المملكة،‏ويتم العالج باإعطاء المريض كمية كافية منفيتامين ‏»د«،‏ كما يمكن اإعطاوؤه جرعات منالكالسيوم،‏ اإذا دعت الحاجة.‏اأمراض الكلى الوراثية:‏ كما ذكرنا ‏سابقً‏ افاإن جسم الإنسان يحصل على فيتامين ‏»د«‏ منالغذاء والجلد،‏ ويتم التعامل مع هذا الفيتامينفي المرحلة الأولى في الكبد،‏ لتحويله اإلى نوعنشط،‏ عبر اإضافة مادة )OH( في العنصر)C25(، بعد ذلك تبداأ المرحلة الثانية باإضافةكمية اأخرى من المادة نفسها اإلى عنصر)C1( بالكلى،‏ وبذلك يصل فيتامين ‏»د«‏ اإلىالمركب النهائي الفعَّال والنشط.‏ ويصاببعض الأشخاص بنقص وراثي في عملية اإضافةمادة )OH( في المرحلة الثانية بالكلى،‏ وينتجعنه تكسح ‏شديد يظهر في ‏سن مبكرة،‏ ويتمعالجه باإعطاء جرعات كافية من فيتامين ‏»د«‏المُ‏ ‏صنع.‏وجود خلل في مستقبالت فيتامين ‏»د«‏ فيالجهاز الهضمي:‏ ويعدّ‏ اأصعب الأنواع عالجً‏ ا،‏حيث يتوافر الفيتامين بكميات كبيرة،‏ ولكنل يستفاد منه.‏ وتظهر اأعراض المرض عندالأطفال في حدود ‏سن الستة اأشهر بنقص فيالكالسيوم،‏ وتشنجات،‏ وتساقط في الشعر،‏ وقدتكون العالمة الفارقة اأن هوؤلء الأطفال،‏ الذكوروالإناث،‏ يعانون ‏صلعًا كامالً‏ اأو جزئيًّا.‏ وبمااأن اأجسامهم ل تستجيب اإلى اإعطاء جرعاتمن فيتامين ‏»د«،‏ فاإن العالج الأنجع معهم هواإعطاوؤهم كميات كبيرة من الكالسيوم،‏ عنطريق مغذٍّ‏ مركزي يستغرق من 5 اأيام اإلى 7اأيام،‏ وذلك بصفة دورية كل ‏شهرين اإلى ثالثةاأشهر حتى ‏سن البلوغ،‏ ويحتاج ذلك اإلى متابعةدقيقة جدً‏ ا لمستويات الكالسيوم،‏ والأملالحالأخرى،‏ وكذلك معدل النمو.‏وتعدّ‏ هذه الحالة المرضية من الأنواعالنادرة للكساح،‏ حيث يراجع المستشفىالتخصصي نحو 40 حالة فقط،‏ تتفاوتاأعمارهم بين 4 اأعوام حتى 30 عامً‏ ا،‏ ومعظمهمعولجوا عن طريق مغذٍّ‏ مركزي لفترات طويلةجدً‏ ا،‏ ولوحظ اأنه عند البلوغ يبداأ المرضى فيالتحسن والستغناء عن المغذي،‏ وربما فيفترات لحقة يستغنون عن العالج كليًا،‏ لختفاءالأعراض الجانبية.‏وفي هذا الصدد تم التعاون في عام 1995بين المستشفى التخصصي وجامعة ‏»سانفرانسيسكو كاليفورنيا«‏ الأمريكية لدراسةالموروثات لدى بعض هذه الحالت،‏ وتمالتعرف عليها،‏ ونشرها في المدونات الطبيةالحديثة،‏ حيث ثبت وجود طفرات جينية جديدةفي المستقبالت،‏ ما يوؤدي اإلى الخلل في عملالمستقبالت،‏ وبالتالي عدم فاعلية فيتامين ‏»د«.‏نقص الفسفور الوراثي:‏ ويصيب الذكوراأكثر من الإناث،‏ وهو تسرب مادة الفسفوراإلى خارج الكلى،‏ ما يوؤدي اإلى نقص حاد فيمستوى الفسفور،‏ وبالتالي الإصابة بالكساح،‏لأن الفسفور،‏ والكالسيوم،‏ والماغيسيوم،‏ هيالعناصر المهمة في تكوين العظام.‏ ويصاحبهذا النوع من الكساح تشوهات ‏شديدة فيالأطراف،‏ وقصر القامة،‏ ويتم العالج،‏ بعدالتاأكد من التشخيص الصحيح،‏ باإعطاءالمريض جرعات كبيرة من الفسفور عن طريقالفم،‏ وقد تصل الجرعة اإلى ‎2‎جم في اليوم،‏بالإضافة اإلى جرعات قليلة من فيتامين ‏»د«،‏واإذا لزم الأمر فيتم اإعطاء المصاب كمية منهرمون النمو لتحسين الطول.‏نصائح مهمة‏•يجب اأن تصاحب الرضاعة الطبيعيةجرعات تعويضية من فيتامين ‏»د«.‏‏•التعرض اإلى اأشعة الشمس مدة كافية ل تقلعن 30 دقيقة يوميًا،‏ وخصوصً‏ ا في الصباح،‏وقبيل المغرب.‏‏•يجب اإعطاء جرعات تعويضية من فيتامين‏»د«،‏ والحرص على متابعة مستوى الكالسيومفي الدم،‏ بالنسبة اإلى الأطفال الذين يعانوناأمراض الكبد،‏ اأو الكلى المزمنة،‏ اأو الذينيتناولون اأدوية الصرع.‏‏•الكشف المبكر على الأطفال الذين لديهمتاريخ عائلي بالكساح،‏ اأو اأي من الأمراضالمزمنة السابق ذكرها،‏ وذلك للتشخيصالمبكر،‏ والعالج قبل حدوث مضاعفات،‏ ل‏سمح اهلل.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 51


الغذاءاإما اأن يوؤدي الضغط اإلى الشراهة اأو فقدان الشهية:‏الضغط العصبي وأثره في التغذيةربطت الكثير من الدراسات الضغط العصبي باأمراض كثيرة كاأمراض القلب،‏ والسكري والقولون،‏ وغيرها.‏


يوؤثر الضغط العصبي يف جوانب عديدة من حياتنا،‏ ابتداء من اضطراباتالنوم،‏ وتدين مستوى الصحة اجلسدية والنفسية،‏ حتى اأداء اللتزامات العائليةواملهنية،‏ لكن اأثره يف العادات الغذائية اأكرث وضوحً‏ ا،‏ ورمبا يعده الكثريون جهالً‏اأقل اأهمية.‏ فكيف تعرف ما اإذا كان الضغط العصبي يوؤثر يف تغذيتك؟ وماعواقب ذلك؟ وكيف تتجنبها؟‏سلمان ناصر العتيبياختصاصي تغذية عالجيةكثير من الناس يشتكي في السنواتالأخيرة من مواجهة ‏صعوبة وعناء في اأثناءالقيام باأداء واجباته المهنية،‏ ربما لكثرةالأعمال المكلف بها،‏ اأو لضيق الوقت،‏ اأوالتفاوت في الأولويات،‏ كل ذلك يولد ‏ضغطً‏ ايرهق الموظف في العمل،‏ اأو حتى من خاللواجباته الأسرية.‏فنحن نعيش الآن في عصر السرعة،‏وكلما تقدم الوقت كثرت الشكوى من الضغطالعصبي ،)Stress( وتاأثيراته في نمطالحياة،‏ ليس للشخص وحده،‏ بل لأسرتهوالبيئة المحيطة به.‏ فقد ‏)ربطت الكثير منالدراسات الضغط العصبي باأمراض كثيرة(،‏فعلى ‏سبيل المثال ل الحصر،‏ اأمراض القلب،‏والجلطات،‏ والقولون،‏ والسكري،‏ وضعفمقاومة الجسم لالأمراض،‏ ومشكالت النوم.‏الضغط العصبي وتاأثيره في الغذاءيكون تاأثير الضغط العصبي في الغالبمرتكزً‏ ا على العادات الغذائية للشخص،‏فمن الشائع اأن الضغط العصبي يوؤدي اإلىالشراهة في الأكل،‏ ولكن قد يحدث العكس،‏فيفقد الشخص الشهية لالأكل في حالوضع تحت ‏ضغط عصبي.‏ فالشراهة فيالأكل توؤدي اإلى زيادة الوزن والسمنة،‏ فيماالبتعاد عن الأكل يفقد الشخص القدرة علىالتركيز.‏ فالرغبة عند الشخص تحت تاأثيرالضغط العصبي لها اأساس وقاعدة حيوية،‏وهو اأنه عندما يعاني الشخص ‏ضغط العمل،‏فاإن الدماغ يصبح في حالة ‏»قاتل اأو اقلع«‏flight( ،)Fight or وخاللها يواجه الجسمالكثير من التغيرات،‏ كاستعداده للنشاطالحركي متضمنة اإفراز هرمونات مثل:‏‏»الأدرينالين«،‏ و»الكورتيزول«،‏ وهي هرموناتتساعد على حركة الكربوهيدرات والدهونكمصدر طاقة ‏سريع.‏ وعندما يزول الضغطالعصبي يساهم هرمون ‏»الكورتيزول«‏ فيزيادة الشهية اأو قابلية الأكل عند الشخص،‏فمع تكرار الضغوطات تصبح احتمالية زيادةالوزن،‏ والسمنة اأكبر بسبب الطاقة الزائدةمن الكربوهيدرات،‏ والدهون.‏اساأل نفسك الأسئلة التالية لترى اإنكنت تعاني عادات غذائية تتاأثر بالضغطالعصبي اأم ل:‏هل تشعر اأنك مضطر اإلى تجاوز اإحدىوجباتك اليومية،‏ لأنه ليس لديك وقت كاف؟هل اأنت معتمد على المشروباتالمحتوية على ‏»الكافيين«‏ ليبقيك مستيقظً‏ افي الصباح،‏ وفي الأوقات المختلفة من اليومعندما تحس بنقص في الطاقة؟عندما تصل اإلى البيت،‏ هل تشعر بالجوعبعد يوم مشغول وحافل بالأنشطة؟عندما تاأكل تحت تاأثير الضغطالعصبي هل تختار من الأطعمة المملحة،‏ اأوالسكريات،‏ اأو الدهنيات؟هل طراأ اأي تغيير على وزنك بالزيادة اأوالنقص بسبب الضغط العصبي؟اإذا كان جوابك بنعم لأي من الأسئلةالسابقة،‏ فاإن غذاءك يتاأثر بمستوى الضغطالعصبي،‏ وعليك اإكمال قراءة المقال بتاأن لمافيه،‏ اإن ‏شاء اهلل،‏ من تعليمات قد تساعدكعلى التحكم في الضغط العصبي.‏تجاوز تاأثير الضغط العصبي فيالعادات الغذائيةابحث عن الطريقة المناسبة للتحكم فيالضغط العصبي:‏• ‏شارك اأحاسيسك مع ‏شخص اآخر،‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 53


الغذاءممارسة الرياضة والتنزهمن أهم وسائل تخفيفالضغطفالتحدث لصديق عما تواجهه من‏صعوبات يريحك،‏ ويساعدك علىتجاوزها،‏ باإذن اهلل،‏ فقد يقترح عليكحلولً‏ لم تخطر لك من قبل.‏• ممارسة الرياضة،‏ لأنها من العوامل المهمةلالسترخاء،‏ واإزالة الضغط العصبي.‏• اأخذ نفس عميق قد يساعد على تهدئةالنفس،‏ واإزالة الضغط العصبي.‏• اأخذ نزهة خارج بيئة العمل المعتادة،‏ ولولدقائق معدودة يعدّ‏ من العوامل المساعدةعلى السترخاء،‏ وتقليل اآثار الضغطالعصبي.‏• مزاولة بعض الهوايات المحببة اإليك،‏والتي تستمتع بها،‏ والبتعاد عن الهواياتالتي تزيد من الضغط العصبي عندبعضهم،‏ مثل مشاهدة كرة القدم،‏ اأوالمالكمة.‏• تناول الأكل جالسً‏ ا عندما ل تكون منشغالً‏بالقراءة،‏ اأو الكتابة،‏ اأو اأي نشاط اآخر،‏لأنه عندما ينصب تفكيرك على ماذا تاأكلفستاأكل بناء على اإحساسك بالجوع.‏• تناول وجباتك بانتظام على اأن تكونالوجبة متكاملة وصحية،‏ وليس بالضرورةاأن تلتزم بنظام الوجبات الثالث التقليدية،‏فعدد الوجبات قد يزيد اأو ينقص،‏ لكنالأفضل تناول وجبات ‏صغيرة متعددة،‏ويستحسن اأن يكون وقت تناول الوجبةمرنًا كي ل تجد نفسك مجبرً‏ ا على الأكللأنه وقت الأكل فقط،‏ ولكن تناول الأكلعندما تشعر بالجوع.‏• احتفظ بمذكرة لتدون فيها كل ما تتناولهيوميًا،‏ ما يساعدك على معرفة نوعيةالغذاء الذي تتناوله،‏ وكذلك للتعرف علىالضغوط العصبية التي اأثرت في عاداتكالغذائية،‏ فحين تعرف هذه الضغوطالعصبية فمن السهل التحكم فيها،‏ وتقليلاآثارها.‏• قلّل من تناول مواد ‏»الكافيين«،‏و»النيكوتين«،‏ والسكريات البسيطة فيغذائك،‏ لأن ‏»الكافيين«‏ يعدّ‏ من المنبهات،‏وزيادة تناوله يساهم في زيادة القلق،‏والأرق،‏ وانعدام الراحة.‏ اأما ‏»النيكوتين«،‏فاإنه يرفع معدل نبضات القلب،‏ ما يساعدعلى زيادة الضغط العصبي.‏ بينما تعطيالسكريات البسيطة الطاقة فيتفاعلالجسم مع زيادتها باإفراز كمية اأكبر منأكثر من الخضار والفواكهوابتعد عن الكافيينالأنسولين،‏ وحين يعود ‏سكر الدم لمستواهالطبيعي يستمر الأنسولين في اأداء مهمته،‏ما يقلّل من طاقتك مقارنة بحالتك قبلتناول هذه السكريات.‏• عند العودة من العمل اأشغل نفسك بشيءغير تناول الطعام،‏ مثل قراءة كتاب،‏ اأوجريدة،‏ اأو مجلة.‏• اإذا وجدت ‏صديقك يعاني مشكلتك نفسهافي الأكل فمن المفيد تبادل الأفكار بينكمافي كيفية السيطرة على الوضع.‏• كتابة مذكرة ووضعها في المكان الذيتتعرض فيه عادة للضغط العصبي،‏ وقدتكتب فيها على ‏سبيل المثال ‏»فكر لماذاتاأكل؟«‏• اعرف نفسك،‏ وما يغريك،‏ فمثالً‏ اإذاكنت تتناول الأكل خالل القراءة فمنالأفضل قراءة الكتب في المكتبة،‏ حيث اإنتناول الطعام ممنوع هناك.‏• اختر وجبات ‏صغيرة مزيلة للضغطالعصبي مثل الفواكه،‏ اأو الخضراواتكرقائق الجزر،‏ اأو التفاح،‏ اأو الفشار.‏• احفظ المبالغ المالية المخصصة لتناولالوجبات الخفيفة عند الإحساس بالضغطالعصبي بعيدً‏ ا عن متناولك،‏ فكلما راأيتاأن المبلغ يزداد فستزداد قناعتك باأنالأمر يستحق كل هذا العناء،‏ ومن الأفضلمكافاأة نفسك بهذا المال.‏• اأبعد الأكل عن الأماكن التي تجلس فيهافي اأغلب اأوقاتك مثل غرفة المعيشة،‏وبخاصة الأكل المملح والسكريات.‏تذكر،‏ دائمً‏ ا،‏ اأنك ل تستطيع اأن تتحكم فيكل الموؤثرات والضغوطات،‏ ولكن تعلّمكيفية السيطرة عليها لأنها مهارة تحتاجاإلى الممارسة،‏ ومع مرور الوقت ‏ستالحظالتحسن يطراأ على تفاعلك مع الظروفالمحيطة بك.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م54


صحة الفميصيب المرض واحدً‏ ا من كل األف مولود حي عالميًاالشفة األرنبية وشق سقف الحلق..‏تشوهان خِ‏ لقيان يمكن عالجهمادراسة في المستشفى التخصصي تكشف عن ارتباط وثيق بين زواج الأقارب والإصابة بالمرض.‏اأثبتت دراسة طبية حملية وجود عالقة بني زواج الأقارب واإصابةالأطفال بتشوهات الشفة الأرنبية،‏ الأمر الذي يخلق حالة من القلق تصيبالوالدين جتاه مستقبل طفلهما..‏ وخصوصً‏ ا اأن العالج يحتاج اإىل فرتة زمنيةطويلة،‏ يتخللها عدد من العمليات اجلراحية.‏د.عزيزة اجلوهراستشارية طب الأسنانتعدّ‏ الشفة الأرنبية وشق ‏سقف الحلق من اأكثرالتشوهات الخلقية التي تصيب منطقة الوجه.‏وتشير الأرقام العالمية اإلى اأن نسبة حدوثهماتبلغ واحدً‏ ا في الألف من المواليد الأحياء،‏ وفيالمملكة ل توجد دراسة ‏شاملة للمرضين،‏ ولكنهناك بعض الدراسات المحدودة التي تشير اإلىاأن نسبة الإصابة تبلغ واحدً‏ ا من كل ‏ست مئةمولود حي.‏وقد يشعر الوالدان اللذان رزقا باأطفاليعانون انشقاق الشفة،‏ اأو الحنك،‏ بالقلق بساأن‏صورة الطفل بعدما يكبر،‏ ولذلك فاإنه من المهماأن يتقبل الوالدان حقيقة اأن طفلهما يعاني تشوهً‏ االعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م56


خلقيًا من الممكن تصحيحه،‏ واأن هذا الطفليحتاج اإلى تشجيعهما،‏ دون الإفراط في حمايته،‏حيث اإن من اأكثر الأمور اأهمية للنمو العاطفيالسليم للمصاب اأن يعرف اأن والديه يتقبالنه،‏ويحبانه.‏ وحين يولد طفل بمثل هذا التشوهفاإن اأكثر الأسئلة المطروحة تكون حول اإمكانيةتصحيح هذا التشوه،‏ والوقت الذي ‏ستجرىخالله العملية،‏ وصورة الطفل في المستقبل.‏ما الشفة الأرنبية؟ وما ‏شق ‏سقف الحلق؟الشفة الأرنبية انفصال،‏ اأو ‏شق،‏ يحدث فيالشفة العلوية،‏ وتتفاوت درجة الشق من ‏شرم‏صغير على السطح الخارجي للشفة،‏ قد يصلاإلى اللثة العلوية اأو الأنف،‏ ‏شامالً‏ عظام الفكالعلوي،‏ ويمكن اأن تكون الشفة مشقوقة في اأحدالجانبين،‏ اأو كليهما.‏اأما الحنك المشقوق فهو انشقاق في ‏سقفالفم,‏ قد يمتد من الحنك الصلب اإلى الحنكالرخو من ‏سقف الفم.‏ وتشتمل المضاعفاتالمصاحبة للمرض على تغير في الشكلالخارجي للوجه،‏ وتشوه في نمو الأسنان والفكالعلوي،‏ والإصابة بالتهابات الأذن المتكررة،‏وضعف السمع،‏ كما تتاأثر عملية الرضاعة،‏وتغذية الطفل.‏اأما اأسباب الإصابة فهي غير معروفة,‏وتشير بعض الدراسات العالمية اإلى وجودارتباط بين الإصابة بالمرض وبعض العواملالمحيطة بالحامل،‏ مثل التدخين،‏ وتناول بعضالأدوية،‏ لكنها دراسات ‏ضعيفة لم تثبت دللتها.‏ومن خالل دراسة قام بها مستشفى الملك فيصلالتخصصي،‏ ومركز الأبحاث عام 2006 على834 طفالً‏ مصابًا،‏ اإما بالشفة الأرنبية،‏ اأو بشق‏سقف الحلق،‏ اأو بكليهما،‏ وجد اأن هناك ارتباطً‏ ابين زواج الأقارب وحدوث هذا التشوه.‏ اأما اإذاكان هذا التشوه حدث ‏سابقً‏ ا،‏ في عائلة الأب اأوفي عائلة الأم،‏ فاإن هناك احتمالً‏ اأكبر لتكرارالإصابة بهذا التشوه،‏ اأي تكرار حدوثه.‏طريقة العالجاإذا كانت الشفة الأرنبية،‏ اأو ‏شق ‏سقفالحلق،‏ غير مرتبطين مع اأي متالزمة مرضية،‏فمن الممكن اإصالح هذا الشق جراحيًا،‏ وبالتالييعيش الطفل حياة طبيعية.‏ويحتاج عالج الشفة الأرنبية،‏ والحنكالمشقوق اإلى فترة طويلة من العالج بحسبنوعية الشق،‏ ويتم ذلك تدريجيًا على عدة مراحلمن الطفولة اإلى مرحلة البلوغ.‏ وخالل فترةالعالج يحتاج الطفل اإلى زيارات دورية متعددة،‏تبداأ بالجراحة التجميلية للشفة العلوية من الفم،‏ثم عملية لإصالح ‏سقف الحلق،‏ ثم عالج مكثفللنطق،‏ ومتابعة عيادة الأسنان وتقويم الأسنان،‏بجانب عيادة الأنف والأذن والحنجرة.‏وبالنسبة اإلى جراحة الشفة الأرنبية فاإنهاتجرى عندما يبلغ الطفل ما بين 3 اأشهر اإلى 6اأشهر،‏ على مرحلة اأو مرحلتين،‏ اعتمادً‏ ا على نوعالتشوه،‏ وعادة ما تجرى عملية غرس الأنابيبفي الأذن في الوقت نفسه.‏ اأما جراحة الحنكالمشقوق فيتم اإصالح الحنك عندما يكون عمرالطفل ما بين 9 اأشهر اإلى 12 ‏شهرً‏ ا.‏كما تجرى عمليات جراحية تجميلية لتحسينالمظهر الخارجي للشفة والأنف،‏ بحسب الحاجة،‏وذلك عندما يكون الطفل في ‏سن من 4 ‏سنواتاإلى 6 ‏سنوات.‏ وقد يحتاج المريض اإلى بعضالإصالحات النهائية في منطقة التشوه لإزالة اأيندوب في الوجه،‏ ويتم ذلك في مرحلة المراهقة.‏كما تجرى له زراعة العظم لتعديل الشق العظميفي الفك العلوي عندما يكون الطفل بين 10‏سنوات اإلى 12 ‏سنة،‏ ويقوم استشاري تقويمالأسنان بالتعاون مع استشاري جراحة الفكينلتحديد الوقت المناسب لإجراء هذه العملية.‏وتبداأ مرحلة تقويم الأسنان قبل زراعة العظم،‏ومن المهم جدً‏ ا المحافظة والهتمام بنظافةالأسنان،‏ حيث اإن وجود الأسنان بحالة جيدةمهم للبدء في تقويم الأسنان.‏كيفية المحافظة على الأسنانمن المعروف اأن وجود الشق السني فيالفك العلوي يوؤدي اإلى نقص في عدد الأسنان،‏اأو قد تظهر الأسنان بشكل غير منتظم،‏ ويمكنمساعدة الطفل وحثه على استخدام فرشاةالأسنان يوميًا،‏ والتقليل من اأكل الحلويات،‏ كمااأن الزيارات الدورية لطبيب الأسنان مهمة جدً‏ ا.‏الرضاعة وتغذية الطفلل تمنع اإصابة الأطفال بالشفة الأرنبية اأو‏شق الحنك من استخدام الفم،‏ ‏سواء للرضاعةاأو لتناول الطعام،‏ ويجب تشجيع الأهل علىالهتمام بذلك،‏ ول ‏شك في اأن الرضاعةالطبيعية هي الأفضل في جميع الحالت.‏ ويمكنلالأطفال المصابين بانشقاق الشفة الأرنبيةالجزئية،‏ اأو ‏شق الحنك الرخو،‏ الرضاعة عنطريق الثدي،‏ وذلك بتشجيع الأم وتدريبها علىاإرضاع الطفل بعد الولدة مباشرة.‏ بالإضافةاإلى الرضاعة الصناعية عن طريق ‏شفط حليبثدي الأم،‏ واإرضاعه الطفل من خالل القنينةالخاصة.‏ وقد توؤدي عملية الرضاعة اإلى دخولالعالج يبدأ منذ الوالدةحتى مرحلة البلوغالحليب والسوائل اإلى منطقة الأنف،‏ ولكن يمكنالتغلب على ذلك باإرضاع الطفل ببطء،‏ وزيادةفترة الرضاعة الواحدة اإلى 30 دقيقة.‏ومن هنا نخلص اإلى اأنه ل توجد عالقة بينالشق وعدم رغبة الطفل في الأكل،‏ كما يعتقدبعضهم،‏ ولذا يجب الحرص دائمً‏ ا على تقديموجبات ‏صحية غذائية.‏وكما ذكرت ‏سابقً‏ ا فاإن عالج الشفة الأرنيةيتم على مراحل،‏ واللتزام بالخطة العالجيةيحتاج اإلى وقت،‏ وهذا يتطلب تعاونًا كامالً‏ منالوالدين من خالل اللتزام بمواعيد زيارةالطبيب،‏ وتطبيق الإرشادات المعطاة بعد كلمرحلة عالجية .في الختام يجب توجيه كلمة اأخيرة للوالدينوهي اأنه ل عالقة لهم باأسباب حدوث هذاالشق،‏ واأن طفلهم ل يختلف عن اأي طفل اآخرفي الأسرة،‏ لذلك ل يجب الإفراط في تغذيته،‏ اأوحمايته،‏ اأو معاملته بصورة مختلفة عن الأطفالالآخرين.‏ويمكن الستزادة من المعلومات حول هذاالموضوع بزيارة الموقع السعودي لمساندةالمصابين بالشفة الأرنبية على الإنترنت.www.saudicleft.comالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 57


البيئةيوجد المرض في 90 دولة حول العالمالليشمانيا تهدد12 مليون إنسانالثدييات مستودع طفيليات الليشمانيا.‏تستوطن طفيليات الليشمانيا يف اأنواع خمتلفة من الثدييات مثل الكالبوالقطط،‏ والقوارض واملاشية والطيور.‏ ويوجد داء الليشمانيا يف نحو 90 دولةحول العامل،‏ ويقدر عدد املصابني بنحو 12 مليون اإنسان،‏ كما اأن هناك اأناسً‏ ااآخرين مهددين بالإصابة،‏ ما يربو على 350 مليون ‏شخص،‏ نظرًا لعيشهم يفمناطق يستوطن فيها املرض.‏ وتقدر عدد الإصابات اجلديدة بنحو 550.000اإصابة ‏سنويًا.‏د.سامي احلجاراستشاري طب الأطفال والأمراض املعدية والفريوسيةرئيس ‏شعبة الأمراض املعدية لالأطفالالعدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م58


داء الليشمانيا هو مرض تسببه عدة اأنواعمن طفيليات الليشمانيا،‏ وينتقل عن طريقلدغ اأنثى ذبابة الرمل الفاصدة من اأجناسوLUTZOMYIA‏،‏ PHLBOTOMUSوهناك ثالثة اأشكال له وهي:‏ الليشمانياالجلدية،‏ وتظهر على ‏شكل تقرحات جلدية،‏والليشمانيا المخاطية ‏»ويصنفها بعضهمامتدادً‏ ا لليشمانيا الجلدية«،‏ وتظهر على‏شكل تقرحات في الأغشية المخاطية.‏اأما الليشمانيا الحشوية فتصيب الأجهزةالداخلية للجسم كالطحال،‏ والكبد،‏ ونقيالعظم.‏‏شيوعه عالميًايوجد داء الليشمانيا في حوالي 90 دولةحول العالم،‏ ويقدر عدد المصابين بنحو 12مليون ‏شخص،‏ كما اأن هناك اأناسً‏ ا اآخرينمهددين بالإصابة،‏ ما يزيد على 350 مليون‏شخص،‏ نظرً‏ ا لعيشهم في مناطق يستوطنفيها المرض،‏ ويقدر عدد الإصابات الجديدةب‎550.000‎ اإصابة ‏سنويًا.‏وينتشر داء الليشمانيا في مناطق عديدةفي كل من اآسيا،‏ والشرق الأوسط،‏ واإفريقيا‏»شمال اإفريقيا وشرقها على الأخص«،‏وجنوب القارة الأوروبية،‏ بالإضافة اإلىالمناطق الممتدة من ‏شمال المكسيك اإلى‏شمال الأرجنتين.‏ اأما المناطق التي تخلومن المرض فتشمل اأستراليا،‏ وجنوبالباسفيك،‏ وتشيلي،‏ واأورغواي،‏ وكندا.‏وبالنسبة اإلى اأماكن انتشار الأشكالالسريرية للمرض فنجد اأن ما يزيد على%90 من الليشمانيا الجلدية يتركز فيكلٍّ‏ من اأفغانستان،‏ والجزائر،‏ والبرازيل،‏واإيران،‏ والعراق،‏ وبيرو،‏ والسعودية،‏ وسوريا.‏في حين اأن هناك ما يزيد على %90 منحالت الليشمانيا الحشوية موجودة في كلمن بنغالدش،‏ والبرازيل،‏ والهند،‏ ونيبال،‏والسودان.‏وتستوطن طفيليات الليشمانيا في اأنواعمختلفة من الثدييات مثل الكالب،‏ والقطط،‏والقوارض،‏ والماشية،‏ والطيور.‏ اأما التيتسبب الإصابة للبشر فمصدرها الكالبوالقوارض.‏وتلعب اأنثى ذبابة الرمل الفاصدةالدور الرئيس في نقل الإصابة عندما تقومبعملية اللدغ،‏ وتعيش ذبابة الرمل حوالياأسبوعين وتصبح معدية عندما تحملطفيلي الليشمانيا حتى تموت.‏ ويالحظ اأنذبابة الرمل عديمة النشاط في اأثناء النهارعكس الليل،‏ وتقوم باللدغ،‏ وتفضل المناطقالرطبة.‏ تجدر الإشارة اإلى اأن الشخصالمصاب بالليشمانيا ليس بناقل للمرضبشكل مباشر للشخص الآخر،‏ وقد يكونالستثناء الوحيد في الشخص المصاببداء الليشمانيا الحشوية لطفيل الليشمانياالهندي.‏ومن المالحظ وجود نمط موسميلظهور الإصابات الجديدة بداء الليشمانيافي المناطق التي يستوطن فيها الداء،‏ حيثتزداد الإصابات في غضون ثالثة اأشهر منموسم الأمطار،‏ ويواكب هذه الفترة ظهورذبابة الرمل.‏الأشكال السريرية لداء الليشمانياتتميز الليشمانيا الجلدية المخاطيةبظهور قرحة واحدة،‏ اأو العديد منالتقرحات بعد فترة قد تمتد من اأسابيع اإلىاأشهر من لدغ ذبابة الرمل.‏ وقد يتغير حجمأنثى ذباب الرمل تنقلالمرض و‎550000‎ إصابة سنويًاالقرحة وشكلها مع الوقت،‏ وغالبًا ما تكونالتقرحات مرتفعة المحيط،‏ اأما مركزهافهو منخفض وقد يكون مغطى بقشرة.‏وقد يشتكي المصاب باآلم في منطقةالقرحة،‏ خصوصً‏ ا في حالة حدوث التهابجرثومي،‏ ويعاني بعض المصابين تضخمً‏ افي الغدد القريبة من القرحة.‏ويعد الوجه والأطراف والعنق من اأكثرالأماكن اإصابة بالليشمانيا الجلدية،‏ اإلاأن بعض طفيليات الليشمانيا الموجودةفي اأمريكا الالتينية قد تنتقل من الجلداإلى الأغشية المخاطية المبطنة لالأنفاأو الفم محدثة قرحات،‏ ويطلق على هذاالنوع بالليشمانيا المخاطية،‏ اأو الجلديةالمخاطية.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 59


البيئةالتشخيصتشفى معظم قرحات الليشمانيا الجلديةتلقائيًا بعد ‏شهور اإلى ‏سنوات من الإصابةتاركة في اأماكنها ندبات مشوهة.‏ويتم تشخيص داء الليشمانيا الجلديةعن طريق اأخذ خزعة من القرحات الجلدية.‏وهناك عدة اأنواع من الصبغات التيباإمكانها اإظهار طفيلي الليشمانيا بالعينةالماأخوذة مثل ‏صبغة جيمزا )Gimsa(ورايت ،)Wrights( ويجري عزل طفيليالليشمانيا باستعمال وسط خاص يسهلنمو الطفيلي.‏ اأما التعرف على نوع طفيليالليشمانيا الجلدية فيجري باستعمال عدةطرق كالكشف الجزيئي.‏العالجنظرً‏ ا لأن معظم تقرحات داء الليشمانياتشفى تلقائيًا،‏ فيقتصر استعمال الأدوية فيالقرحات الكبيرة اأو المتعددة المستفحلة،‏وخصوصً‏ ا في اأماكن مثل الوجه.‏ هذا،‏وتستعمل مركبات الأنتيمونيال الخماسيلفترة ثالثة اأسابيع،‏ وتستجيب معظمالقرحات للعالج.‏ ويجري تقييم حالةالمريض بعد مضي 6 اأسابيع من العالجوفي حال عدم ‏شفاء التقرحات بنسبة%75 فقد يعاد اإعطاء العالج من جديد.‏اأما في حال طفيلي الليشمانيا الأثيوبية اأوالبرازيلية فقد ل تستجيب لالأدوية السابقة،‏وهنا يمكن استعمال دواء البنتاميدين،‏والأمفوتيروسين ‏»ب«.‏الليشمانيا الحشويداء الليشمانيا الحشوي يعرف باسمالكاالأزار AZAR( )KALA اأو الحمىالسوداء.‏ وهناك ثالثة اأنواع من الطفيلياتتسبب هذا الداء.‏ ويعاني المصاب بهذا النوعتثبيطً‏ ا ‏شديدً‏ ا في وظائف الجهاز المناعي،‏وهو مرض مزمن ولكن ‏سريع الترقيوالستفحال،‏ وغالبًا ما توؤدي الإصابة اإلىالوفاة عند التاأخر في العالج.‏ ويبداأ المرضبحمى متقطعة وقد تكون متواصلة عندبعض الأشخاص.‏ ويصاب المريض بالهزالوالنحول وفقر الدم،‏ بجانب ‏ضخامة ‏شاملةفي العقد اللمفاوية،‏ بالإضافة اإلى تضخمفي الكبد والطحال،‏ والذي ينتج عنه بروز فيالبطن.‏ كما اأن جلد المصاب يصطبغ بلونرمادي،‏ وخصوصً‏ ا على الجبهة،‏ واليدين،‏والرجلين،‏ والبطن.‏ ويظهر فحص الدمانخفاضً‏ ا في عدد الكريات البيضاء،‏ وكذلكالصفائح الدموية.‏التشخيصيتم التاأكد من التشخيص عن طريقاأخذ عينة،‏ وتكون اإما عن طريق الرتشاف،‏ اأوالخزعة من الأعضاء المصابة.‏ وعلى الرغممن اأن عينة الطحال اأكثر دقة في التشخيص‏»تصل اإلى %98« في حال وجود المرض اإلاأن اأخذ عينة من الطحال قد يعرض المريضاإلى احتمال تمزق الطحال.‏ لذلك يفضل اأخذعينة من نقي العظم التي تصل دقته اإلى %80،ويمكن التعرف على الطفيلي وعزله بالطرقنفسها المذكورة ‏سابقً‏ ا في تشخيص الليشمانياالجلدية.‏الوقاية والعالجتستعمل مركبات الأنتيمونيال الخماسيةعن طريق الحقن العضلي اأو الوريديالبطيء،‏ ويستمر باإعطاء الدواء حتى تختفيالأعراض السريرية والمخبرية الدالة علىوجود الطفيلي،‏ وتصل الفترة العالجيةاإلى مدة 4 اأسابيع على اأقل تقدير.‏ ول يخلوالدواء السابق من الأعراض الجانبية ولعلاأكثرها خطورة هو التهاب البنكرياس،‏وتسمم القلب والكبد.‏وينصح باإعادة الدواء السابق في حالةانتكاسة المرض،‏ ولكن لفترة اأطول ‏»ضعفالفترة العالجية الأولى«،‏ وتصل نسبةالشفاء من ٪80 اإلى %95. ومن المالحظظهور مقاومة لطفيليات الليشمانيا للدواءالسابق في العديد من الحالت،‏ والسببيعود اإما اإلى تطور تلقائي في طفيلياللشمانيا،‏ ما يجعله مقاومً‏ ا للدواء،‏ اأو حسبما يعتقد كثير من العلماء اإلى عدم استعمالاأدوية الليشمانيا بجرعات مناسبة.‏ وينصحباستعمال مركبات ‏»الأمفوتيروسين ب«‏ فيحالت الطفيلي المقاوم للعالجات.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م60


عيادةالدورة الشهريةليس لدي انتظام في الدورة الشهرية،‏ فماذا اأفعل؟،‏ وما الضررالذي قد يحدث جرّاء ذلك؟فاطمة-‏ الخبرد.مها النمراستشارية ‏أمراض النساء والولدة‏سميت الدورة الشهرية بهذا السم،‏ لأنها تتكرر كل ‏شهر عندمعظم النساء،‏ لكن توجد مجموعة من النساء يعانين عدم انتظامها،‏وعدم انتظام فترات الحيض ل يعني وجود مشكلة طبية بالنسبة اإلىمعظم النساء،‏ ولكنه يمكن اأن يثير القلق اأو التوتر.‏ويكون عدم انتظام الدورة اإما على هيئة انقطاع الحيض لمدة‏شهرين اأو ثالثة اأو على هيئة نزول الحيض على فترات متقاربة.‏ وفيهذه الحالة،‏ غالبًا،‏ ما تكون كميته غزيرة،‏ واإذا كان عدم النتظام هوتاأخر نزول الحيض فال يكون هناك اأي ‏ضرر،‏ ويمكن النتظار حتىتستقر الأمور من نفسها،‏ اأما اإذا كان الحيض يحدث على فتراتمتقاربة،‏ وبكميات كبيرة،‏ فهذا ‏سيوؤدي بال ‏شك اإلى حدوث فقر دم اأواأنيميا،‏ ولذا يجب الإسراع في عالجه.‏ولعدم انتظام الدورة اأسباب كثيرة وهي:‏• التوتر والضغوط النفسية مثل:‏ الضغوط العملية،‏ والدراسية،‏والجتماعية.‏• النظام الغذائي مثل:‏ فقدان الشهية،‏ اأو الحمية الغذائيةالمستمرة،‏ اأو اأي تغير في الوزن نقصً‏ ا اأو زيادة.‏• تكيس المبيض التعددي.‏• ممارسة الرياضات العنيفة.‏• استعمال وسائل منع الحمل المحتوية على الهرمونات،‏خصوصً‏ ا التي توؤخذ بالحقن.‏• في بداية مرحلة المراهقة،‏ وقبيل الوصول اإلى ‏سن انقطاعالدورة.‏• خلل في الهرمونات مثل:‏ ارتفاع مستوى هرمون الذكورة،‏ظهور ‏شعر في مناطق غير معتادة عند الإناث،‏ اأورامالغدة النخامية،‏ خلل في الهرمونات التي تنظم الحيضوالهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية،‏ والغدة الدرقية،‏والهيبوثالمس.‏وننصحك بالذهاب اإلى الطبيب المختص اإذا كانت لديك فتراتحيض غير منتظمة،‏ وسيساألك عدة اأسئلة قد تساعد على تحديدالأسباب التي توؤدي اإلى عدم انتظام الدورة،‏ وسيجري لك فحصً‏ احوضيًا،‏ وربما يجري اختبارات للدم لتقدير مستويات الهرموناتالتي تنظم الحيض،‏ والهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية،‏ والغدةالدرقية،‏ والهيبوثالمس،‏ وقد يطلب اأشعة بالموجات الصوتية للرحم،‏والمبايض،‏ ويكون العالج بحسب السبب.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م62


د.محمد الشاكراستشاري العظامفرقعة األصابعما مدى الخطورة الصحية المترتبة علىفرقعة الأصابع الدائم؟عماد-‏ الرياضطقطقة الأصابع اأو فرقعة الأصابع هوالصوت النفجاري المنبعث من المفصل عندالضغط على الإصبع ليتجاوز المدى الطبيعيلحركته،‏ ‏سواء بالنعطاف ‏»عند ‏ضغط الإصبعبقوة باتجاه راحة اليد«،‏ اأو النبساط ‏»رفع الإصبعبعكس راحة اليد«.‏ وسبب حدوث الصوت اأنه عنداإجبار الإصبع على تجاوز مدى الحركة الطبيعيةله فاإن نهايات العظام ‏»التي تتالقى عند المفصل«‏تتباعد عن بعضها بعضً‏ ا فينخفض الضغط داخلالمفصل وتنطلق،‏ نتيجة لذلك،‏ الغازات المنحلة ‏»المذابة«‏ في ‏سائل المفصل على ‏شكل ‏»فقاعات«،‏ والتي بدورها ما تلبث اأنتنفجر محدثة بذلك الصوت النفجاري المعهود عند طقطقة الأصابع.‏ وفي العادة تحتاج هذه الغازات المنبعثة من المفصلاإلى نصف ‏ساعة تقريبًا لكي تذوب وتنحل مرة ثانية في ‏سائل المفصل.‏ وفي هذه الفترة ل تستطيع اأن تحدث الطقطقة،‏ فاإذاما ذاب الغاز في ‏سائل المفصل ‏»خالل نصف ‏ساعة«‏ اأصبح بالإمكان اإحداث الفرقعة مرة اأخرى.‏اأما ‏شعور الراحة الذي يعقب الطقطقة فياأتي من اإثارة نهايات الأعصاب المحيطة بالمفصل،‏ ما يوؤدي اإلى استرخاءالعضالت.‏وبالنسبة للتساوؤل عن الضرر الناتج عن مثل هذه العادة فالدراسات المتوفرة ل تشير اإلى وجود عالقة بين فرقعة الأصابعوحدوث تنكس اأو التهاب المفاصل،‏ ‏»اأو ما يعرف بخشونة الغضاريف«.‏ ولكن هذه الدراسات اأظهرت وجود اأنواع اأخرى منالأذى الذي يلحق بالأنسجة الرخوة المحيطة بالمفصل كتمزق محفظة المفصل اأو اأربطته نتيجة لإجبار المفصل علىالتحرك بمدى اأوسع من نطاقه المعتاد،‏ وكذلك وجد اأن اعتياد فرقعة الأصابع قد يوؤدي اإلى ‏ضعف قبضة اليد،‏ وربما اأدى اإلىتورم الأصابع.‏والذي اأراه اأنه بالرغم من عدم وجود دلئل على اأن فرقعة الأصابع توؤدي اإلى ‏ضرر مباشر بغضاريف المفاصل ‏»كالخشونةاأو التنكس«‏ فاإنها قد تسبب اأضرارًا اأخرى..‏ لذلك فاإني اأنصح بتجنبها.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م 63


إضاءةخواطر حول عالم اإلدارةد.عبدالعزيز السمارياستشاري العلوم العصبيةكثيرً‏ ا ما يكتب خبراء الإدارة،‏ والمتمرسون في عالمها،‏ عن تجاربهم في هذا الحقل الذي من خالله قد ترتقيالموؤسسات اإلى اأعلى المراتب،‏ اأو تهوي اإلى الدرجات الدنيا،‏ لكن يندر اأن يكتب اأحد من هامش الإدارة،‏ اأو من متلقيها،‏عن عالمها العجيب،‏ وعن قدراتها السحرية على كشف خفايا النجاح واأسراره،‏ في مهمة المتاعب والتحدي.‏الإدارة عملية اجتماعية مستمرة،‏ لغرض استغالل الموارد استغاللً‏ اأمثل،‏ من خالل طرق التخطيط،‏ والتوجيه،‏والرقابة،‏ للوصول اإلى الأفضل..‏ هي العملية التي يمكن بوساطتها تنفيذ غرض معين،‏ والإشراف عليه حتى يتم تحقيقالهدف،‏ اأي اأنها حركة تطوير وتحديث يجب اأن تتميز بالإيجابية والطموح اللذين من المفترض اأن يكونا من اأهم ‏صفاتالقيادة الإدارية.‏المديرون،‏ دون ‏صفات قيادية تجتاز الحواجز بينهم وبين موظفيهم،‏ اأقرب لمديري ‏سوؤون موظفيهم،‏ وليسوامديرين لهم.‏ وجذر كلمة الإدارة مشتق من:‏ يدير اأو اأدار،‏ وليس من يدور اأو دار،‏ وهذا يعني اأنها فن يُعنى باإدارةالأفراد،‏ والعمل من اأجل الحركة اإلى الأمام،‏ والتحديث،‏ وتحسين الإنتاج،‏ وليس من اأجل غرض تدوير الأمور،‏ ثماإعادتها اإلى حيث كانت.‏يقدم بعض الأكاديميين الإدارة على اأنها علم يتم تلقيه في اأرقى المعاهد والجامعات في العالم.‏ بينما يرى اآخروناأن النجاح الإداري مرهون بالصفات القيادية،‏ ومرتبط بالستقرار النفسي للشخصية الإدارية،‏ اإذ ل يمكن اأن يتولىمنصب قيادة اإدارية ‏شخص يفتقر اإلى ‏صفة التواصل مع الآخرين،‏ اأو ‏شخصية انطوائية عاجزة عن ابتكار اأساليبجديدة للتواصل مع زمالئه في محيط العمل،‏ وغير قادرة على اإيجاد حلول لالإشكاليات في الحياة العملية.‏فشل الشخصية الإدارية في التعامل الإيجابي مع الآخرين يوؤدي اإلى اختطاف مفاهيم الإدارة الحديثة من الواقعاإلى المنفى،‏ وبالتالي يتحول موقعها الإداري اإلى حصن منيع ‏ضد الآخرين،‏ اأو اإلى ‏سرداب تتجمع فيه الأوراق،‏ والملفاتالسرية..‏ ثم تبداأ مرحلة هروب العاملين من مواجهة هذا النمط السلبي من الشخصية الإدارية،‏ بعدما اكتشفوا اأنهاتتقن جيدً‏ ا فن ربط الأمور وتعقيدها،‏ ل حل ‏سوؤونهم العملية.‏اإدارة الموؤسسة من المنفى الذاتي توؤدي اإلى التوتر وسوء الفهم في محيط العمل،‏ واإلى خروج اإدارة متسلطة،‏وفاشلة في اإدارة المشكالت،‏ ولأنها انطوائية،‏ وعاجزة عن التواصل،‏ تضطر اإلى استخدام زوايا ‏ضيقة للتخاطب معالموظفين،‏ وتهرب من مواجهة العامل،‏ اأو من اأسلوب حل الإشكاليات من خالل التصال المباشر،‏ والتفكير بصوتعالٍ‏ .كذلك ل يمكن لشخصية غير منتجة في تاريخها المهني اأن تتحول،‏ بين ليلة وضحاها،‏ اإلى مدير ناجح،‏ حسبالمقاييس المتعارف عليها،‏ واإن حدث ذلك فاإنه نادر يجب اأن يُوثق.‏ والخطورة اأن يتحول هذا الكائن الإداري اإلى حاجزمن الأسالك،‏ اأو القرارات الشائكة ‏ضد محاولت الآخرين التطور،‏ والنجاح في حياتهم العملية.‏من مهمات المديرين الناجحين اإيجاد حلول للمشكالت اليومية التي تواجه زمالءهم في العمل،‏ لكن منالضروري،‏ اأيضً‏ ا،‏ األّ‏ تتحول مهماتهم الإدارية اإلى مكاتب لفك الشتباكات بين الزمالء،‏ فالغرض الأساسي في مهمتهيجب اأن يكون مساعدة الآخرين على النجاح في حياتهم المهنية،‏ وتطوير قدراتهم..والبحث عن الإبداع الذي تم اإنتاجهفي الظل بعيدً‏ ا عن اأضواء الكاميرا الإعالمية،‏ اإذ عليهم اأن يدركوا،‏ جيدً‏ ا،‏ اأن كثيرً‏ ا من موظفيهم ل يجيدون فن اإدارة‏»البروباجندا«‏ لتسليط الضوء على نجاحاتهم،‏ لكنهم يجيدون العمل والإبداع في الظل،‏ ولكي يستمروا في اإبداعاتهم لبد من البحث عنهم في الأماكن البعيدة عنه،‏ ثم منحهم تقديرً‏ ا من فئة الإحسان،اأي من تلك القدرة الإدارية الغائبة،‏والتي تستطيع روؤية عالمات الإبداع والجودة في زوايا الظل،‏ واإن غاب مبدعوها عن ‏ساحة الأضواء الإعالمية.‏تظل المصداقية والموضوعية من اأهم ‏سمات الإداري الناجح،‏ وذلك من اأجل كسب ثقة الآخرين،‏ كما يجب اأنتتصف الشخصية الإدارية بالقدرة على بث روح التفاوؤل،‏ ومهارة تعزيز العالقة مع الآخرين،‏ وكسب تاأييدهم،‏ بينماالفشل هو مصير من ينحاز اإلى فئة،‏ اأو اإقليم،‏ اأو اإلى حماية مكتسباته المهنية في الماضي..‏ قد يقع الإداري في فخالنحياز،‏ دون وعي،‏ عندما يفشل في التحرر من عواطف تجاربه المهنية السابقة،‏ والتي قد تكون مشحونة،‏ اإما بعواطفاإيجابية الغرض منها حماية مصالحه مع زمالئه الأقربين،‏ اأو تكون مفعمة بالمشاعر السلبية،‏ ومدججة بسالح النتقامتجاه رفقاء الأمس.‏عالم الإدارة في موؤسسات الرعاية الطبية،‏ وفي المراكز الأكاديمية المتقدمة،‏ ‏شائك جدً‏ ا،‏ ويختلف تمامً‏ ا عناإدارة المصنع اأو الوزارة مثالً،‏ والفرق اأن مفهوم الإنتاج والعمل فيها مختلف عنه في المصنع.‏ فالمديرون التنفيذيونفي المصانع يديرون عمالة تنتج بضائع تحكمها السوق،‏ وقانون العرض والطلب،‏ بينما يدير المدير الطبي زمالءهالذين يعملون جاهدين معه على المستوى نفسه،‏ من اأجل فرص متكافئة.‏العدد )10( ربيع األول ‎1429‎ه إبريل ‎2008‎م64

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!