ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ( ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴ - جامعة دمشق
ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ( ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴ - جامعة دمشق
ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ( ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴ - جامعة دمشق
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
الرواية العربية من الاحتلال إلى المقاومة (في فلسطين)ويبدو هذا الامتزاج في شخصية أم سعد، فهي تعيش كأي امرأة فلسطينية فيالمخيمات، تعمل، وتكدح بعرقها مقابل قروش قليلة، وتكافح في ليل المخيم الماطر،وتفوح منها رائحة المخيمات بتعاستها، وصمودها العريق، وبؤسها، وتصبر علىالشقاء والتعب ، وعلى حياة المخيم الذي يغوص في الوحل والطين، وعلى الرغم منذلك فهي تنتظر العودة إلى قريتها من خلال الكفاح المسلح.ولم تعد أم سعد تخشى شيئا ً بعد أن التحق سعد بالثورة، بل هي ترغب في اللحاقبه؛ لأنها أدركت الفرق بين خيمة اللاجئ وخيمة الثوري، بين خيام الجحيم الفلسطيني،وبين خيام المطهر والخلاص، وتخاطب أم سعد الكاتب بقولها: "أتدري أن الأطفالذل! لو لم يكن لدي هذان الطفلان للحقت به، لمكثت معه هناك. خيام؟ خيمة عن خيمة... تفرقلعشت معهم،(1)طبخت لهم طعامهم، خدمتهم بعيني" .وتذكرنا أم سعد بموقف أم غوركي البطل الواقعي الاشتراكي، وبالنموذج الشعبيفي مسرحية (الأم) لبرخت، ويبين برخت تحول أم غوركي من امرأة عادية إلىمناضلة ثورية بفعل العلاقة الجدلية بين الإنسان والجماهير، وبين الجماهير والظروف(2)الموضوعية التي أنتجت عملا ً ثوريا ً وإرادة قوية في إطار ثورتها.ويمكن القول: إن أم سعد لخصت الذات القومية في مرحلة معينة من تاريخها،وهي تؤك ّد الماهية الوطنية للإنسان الكادح الفلسطيني في أثناء كفاحه من أجل النهوضوالتحرر والعودة.وينتقل البطل المقاوم إلى خطوة أخرى أكثر إيجابية، وذلك بإلغائه دور القياداتالتقليدية، التي ألغت زمن الفعل الفلسطيني قبل عام 1967، كما بدا في رواية (رجالفي الشمس)، و(ما تبقى لكم) و(عائد إلى حيفا)، لأنها كانت تابعة لسياسات عربية،وأخرى دولية..265.1.2كنفاني، غسان، أم سعد،ينظر: عباس، إحسان، غسان إنسانا ً وأديبا ً ومناضلا ً، ص125-124.242