ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ( ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴ - جامعة دمشق
ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ( ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴ - جامعة دمشق
ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ( ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴ - جامعة دمشق
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن عليانالفلسطيني كله، بنسبه وظلاله وألوانه وأبعاده، ودلالاته، وخلفيته، وقوامه: الدموالموت والقتل والاغتيالات والاغتصاب، واستباحة الحرمات، وكل ما لا يمتللإنسانية السوية بصلة. ورغم ذلك فإن الفلسطيني يجب ألا يموت من أجل الموت.(1)ولكنه يعشقه إذا تعل ّق بثنائية الوطن والروح ، وإذا وضع أمام اختيار طرفي ثنائيةالموت والحرية، فإنه يختار الموت من أجل الحرية.ويصف المتوكل طه في روايته (الأفعى) ممارسات العدو البشعة في الاعتقالوالتعذيب بطرائق متعددة ومختلفة، تتنافى وأبسط حقوق الإنسان، وحقه في أن يحيابحرية وكرامة، وأن يتعامل معه بوسائل تنم عن رؤية حضارية، ولكن العدوالصهيوني المجرد من الملامح الإنسانية كلها لا يستطيع التعامل مع الفلسطيني، بمايليق به كإنسان، ولاسيما في ظل الاعتقال الإداري، والمحاكمات التعسفية، ذاتالأحكام المعدة سلفا ً. ورغم ذلك فقد تقبل الفلسطيني كل هذا العنت والكره والاضطهادوالتنكيل لأنه صاحب قضية لا تقبل التجزئة، أو المساومة، ولأنه خارج معادلةالمنطق والنسق الطبيعي للحياة، وخارج إطار قانون النماء. فهو نسيج وحده تحتالاحتلال بكل ما يعانيه من آلام، ونزع قسري يغل ّف كل شيء عدا الوجعتقبل فكرة الاحتلال. ويصف المتوكل طه المعاناة والتنكيل في أثناء الاعتقال الإداري،(2)، وعداوقوة التحمل، إذ لا يقبل الفلسطيني التردد إذا خير بين الحرية أو السجن أو الموت،فإنه يختار الحرية بثمنها الباهظ من: الموت أو الاعتقال الذي يحرمه ممارسة أبسطحقوقه الإنسانية في الوجود والتفكير والعمل والتحرك. فالسجن يؤسطر الإنسان فيقوالب سلوكية وفكرية محددة، تتحرك في إطار علاقات السجن، وتداعي الذكرياتوأحلام الثورة، والواقع المجهض الموئس داخل السجن، والأمل بالخروج من بينالقضبان وجدرانه. كما يظلّ الإنسان في السجن حبيس رغبته وأفكاره، ويمارسسلوكه الوهمي ورؤيته المتخيلة بلا حدود.(3)ويصف المتوكل طه المعاناة المتجسدة حقيقة قائمة من تنكيل وتعذيب. لقد أوقفيومين كاملين، من دون تناول شيء من الماء أو الطعام، على قدم واحدة ويداه.1.2.3ينظر: الأسعد، أسعد، عربي الذاكرة، ص51-50.ينظر: الغزاوي، عزت، الحواف، ص83-82.ينظر: الأسعد، أسعد، عربي الذاكرة،84207