ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق
ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق
ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>ظواهر</strong> <strong>من</strong> <strong>التمرد</strong> <strong>في</strong> <strong>نماذج</strong> <strong>من</strong> <strong>شعر</strong> <strong>العصر</strong> <strong>العباسي</strong> الأولولما رأيت ُ الناس ضن ّوا بمالهمولم أر <strong>في</strong>هم داعيا ً لابنِ فاقةٍركبت ُ ط<strong>في</strong>ليا ً وطوفت ُ <strong>في</strong>همفلم يك <strong>في</strong>هم <strong>من</strong> يهِش ُّ إلى الفضلِيحن إلى شربٍ ويصبو إلى أكلِولم أكترث للحلمِ والعلمِ والأصلِ<strong>في</strong>بدو أن الوضع الاقتصادي المتردي كان يؤدي دورا ً حاسما ً <strong>في</strong> دفع ال<strong>شعر</strong>اءإلى <strong>التمرد</strong>؛ فالكدية كانت وسيلة للتحرر والتحلل الأخلاقي والاجتماعي. وعلى الرغم<strong>من</strong> أنغير"شخصية المكدي كانت ممقوتة <strong>في</strong> الحياة وتثير الاشمئزاز والكراهية، ولكنهاأصبحت <strong>في</strong> الفن مثار الإعجاب والتقدير، ولعل ذلك ارتبط بتمردها، وإن كان فوضويا ً(١)<strong>من</strong>ظم"ويرفض جعيفران الموسوس سلوك الناس الذين يخلون بوعودهم، ولا يحافظون(٢)عليها، <strong>في</strong>قولأُف ٍّ ل<strong>من</strong> لا يتم ما وعدايا واعد الوعدِ ليس ينجزه أبداعذابهِ <strong>من</strong> تعبٍ <strong>في</strong> أُف ٍّ ل<strong>من</strong> لا يزالُ صاحبه جئتك <strong>في</strong> حاجةٍ تقول غداعندك ما عشت ُ حاجة ً أبداأك ُل َّ طولِ الزمانِ أنت إذالا جعل االله لي إليك ولاضاق الشاعر ذرعا ً ببعض الشرائح الاجتماعية التي لا تكترث بالقيم والأعراف،فلا ت<strong>في</strong> بوعودها؛ فتتعب <strong>من</strong> يتعامل معها، و<strong>من</strong> هنا؛ فالشاعر يتمرد عليها، ويرفض____________________.٦٨(١)(٢)ابن المعتز، عبد االله، طبقات ال<strong>شعر</strong>اء، صالخطيب البغدادي، أحمد بن علي، كتاب التط<strong>في</strong>ل وحكايات الط<strong>في</strong>ليين وأخبارهم ونوادر كلامهموأشعارهم، ص ٨١، وانظر عطوان، حسين، ال<strong>شعر</strong>اء الصعاليك <strong>في</strong> <strong>العصر</strong> <strong>العباسي</strong> الأول، ص.١٦١٩٢