ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق
ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق
ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأولوجاء النداء، هنا، وكأنه صرخة مدوية يطلقها الشاعر في وجه المستهترين الذينلا يلتزمون بأوامر الدين، فيساوون بين الدنيا والآخرة؛ ليحملهم على التخلي عنمنهجهم المنحرف.رابعا ً:التمرد النفسي:برز التمرد النفسي في الشعر العباسي، ونجد مظاهر هذا التمرد في شعر بشار(٢)بن برد، إذ يقول :دع ذكر عبدة َ إنه فندما نولتك بما تطالبهافاسكن إلى سكنٍ تسر بهقد شاب رأسك في تذك ِّرهاوتعز ترفد منك ما رفدواإلا مواعد كل ُّها فندذهب الزمان وأنت َ منفردوهفا الفراق ُ ورقت ْ الكبديكتنف الصراع "الأنا الشاعرة"، مما جعلها تلجأ إلى زجر النفس؛ للكف عن حب"عبده" التي لا تفي بوعودها، في حين أن الزمن يمضي، والشيب يغزو شعر رأسهالشاعر-.-(١)ويتبدى التمرد النفسي في شعر حماد عجرد حين كان يستجير بالقبور، كقوله :لم أجد لي من الأنامِ مجيرا ًغير أن ّي جعلت ُ قبر أبي أيفاستجرت ُ القبور والأحجاراوب لي من حوادث الدهر جارا______________(١)ابن المعتز، طبقات الشعراء، صابن الأحنف، العباس، الديوان، ص.٦٧.٢٦٢(٢)اخلع عذارك: كناية عن عدم الحياء.١٠٤
٢٠٠٤مجلة جامعة دمشق – المجلد ٢٠- العدد (١+٢)صالح علي سليمالشتيويوحقيق ٌلمن يجاور ذاك القبر أن يأمن الردى والعِثارافالاستجارة بالقبور لا تدفع عن الشاعر أذى، ولا ترد شرا ً، وإنما هي وسيلةنفسية يلوذ بها، بعد أن قنط من البشر الأحياء؛ فولى وجهه شطر القبور، يلتمس عندهاالأمن والطمأنينة.ومن ناحية أخرى، فالاستجارة بالقبور تذكرنا بالجاهليين وعاداتهم، على الرغممن أن الشاعر يعيش في مجتمع متحضر، بكل ما فيه من معطيات فكرية وثقافيةجديدة، وهذا يشي بالتمرد والخروج على المألوف والسائد أيضا ً.(٢)ويدعو العباس بن الأحنف إلى تمرد عاطفي نفسي، حين يقول :هوافي عذارك اخلع همهمن هوى خالف ْ ك ولا تخف ْ من لا يخافكفي كل ِّ ما تهوى خلافكفالتمرد، هنا، ينطلق من نفسية الشاعر، فهو شاعر غزل، وهو يدرك أن مجتمعهلا يقبل منه مسلك العشق -حتى وإن كان عذريا ً- ومن هنا، حث نفسه -أو شخصيةوهمية- على عدم الالتزام بشرائع المجتمع ونواميسه.وقد أكثر الشاعر من أفعال الأمر والنهيالصرامة والحدة والتمرد.-في النص-والتي تحمل طابع١٠٥
- Page 1 and 2: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 3 and 4: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 5 and 6: ١٢٠٠٤مجلة جامعة دم
- Page 7 and 8: ١٣٢٠٠٤مجلة جامعة د
- Page 9 and 10: ١١٢٠٠٤مجلة جامعة د
- Page 11 and 12: ١٢٠٠٤مجلة جامعة دم
- Page 13 and 14: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 15 and 16: ١٢٠٠٤مجلة جامعة دم
- Page 17 and 18: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 19: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 23: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 26: ظواهر من التمرد في
- Page 29 and 30: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 31 and 32: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 33 and 34: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 35 and 36: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
- Page 37: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
<strong>ظواهر</strong> <strong>من</strong> <strong>التمرد</strong> <strong>في</strong> <strong>نماذج</strong> <strong>من</strong> <strong>شعر</strong> <strong>العصر</strong> <strong>العباسي</strong> الأولوجاء النداء، هنا، وكأنه صرخة مدوية يطلقها الشاعر <strong>في</strong> وجه المستهترين الذينلا يلتزمون بأوامر الدين، <strong>في</strong>ساوون بين الدنيا والآخرة؛ ليحملهم على التخلي عن<strong>من</strong>هجهم ال<strong>من</strong>حرف.رابعا ً:<strong>التمرد</strong> النفسي:برز <strong>التمرد</strong> النفسي <strong>في</strong> ال<strong>شعر</strong> <strong>العباسي</strong>، ونجد مظاهر هذا <strong>التمرد</strong> <strong>في</strong> <strong>شعر</strong> بشار(٢)بن برد، إذ يقول :دع ذكر عبدة َ إنه فندما نولتك بما تطالبهافاسكن إلى سكنٍ تسر بهقد شاب رأسك <strong>في</strong> تذك ِّرهاوتعز ترفد <strong>من</strong>ك ما رفدواإلا مواعد كل ُّها فندذهب الزمان وأنت َ <strong>من</strong>فردوهفا الفراق ُ ورقت ْ الكبديكتنف الصراع "الأنا الشاعرة"، مما جعلها تلجأ إلى زجر النفس؛ للكف عن حب"عبده" التي لا ت<strong>في</strong> بوعودها، <strong>في</strong> حين أن الز<strong>من</strong> يمضي، والشيب يغزو <strong>شعر</strong> رأسهالشاعر-.-(١)ويتبدى <strong>التمرد</strong> النفسي <strong>في</strong> <strong>شعر</strong> حماد عجرد حين كان يستجير بالقبور، كقوله :لم أجد لي <strong>من</strong> الأنامِ مجيرا ًغير أن ّي جعلت ُ قبر أبي أيفاستجرت ُ القبور والأحجاراوب لي <strong>من</strong> حوادث الدهر جارا______________(١)ابن المعتز، طبقات ال<strong>شعر</strong>اء، صابن الأحنف، العباس، الديوان، ص.٦٧.٢٦٢(٢)اخلع عذارك: كناية عن عدم الحياء.١٠٤