ﺍﻟﻤﻐﺯﻯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻻﺴﺘﺩﺭﺍﺝ ﻋﺭﻭﺽ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ
ﺍﻟﻤﻐﺯﻯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻻﺴﺘﺩﺭﺍﺝ ﻋﺭﻭﺽ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ
ﺍﻟﻤﻐﺯﻯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻻﺴﺘﺩﺭﺍﺝ ﻋﺭﻭﺽ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ
- TAGS
- dahsha.com
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
المغزى القانوني الصحيح لاستدراج عروض الأسعار<br />
الدكتور محمد الحسين<br />
قسم القانون العام كلية الحقوق<br />
جامعة دمشق<br />
الملخص<br />
لا يمكن للإدارة العامة المتمدنة إشباع كل احتياجاتها عن طريق إصدار القرار الإداري الانفرادي.<br />
لذلك استعملت الإدارة الأسلوب التعاقدي.<br />
ليست الإدارة حرة كما هو الحال بالنسبة للشخص الطبيعي ضمن مجال العقود الخاصة، بل يجب<br />
عليها احترام القواعد العامة القانونية والمتغيرات التي تحكم أساليب إبرام العقد الإداري.<br />
سنعالج من خلال هذا الفصل، المفهوم القانوني لأسلوب استدراج عروض الأسعار، لأن هذا<br />
الأسلوب يعد واحدا ً من أهم الطرق التي تستخدمها الإدارة من أجل إشباع احتياجاتها العامة. والذي<br />
أصبح الوسيلة الطبيعية لإبرام العقد الإداري عندما يستلزم موضوعه البحث عن تقانات فنية أو<br />
جمالية أو إيضاح أو ضبط مادة جديدة.<br />
٧٣
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
إن استدراج عروض الأسعار هو طريقة من طرق انتقاء المتعاقد مع الإدارة وذلك من خلال سلسلة من<br />
الإجراءات الإدارية الخاصة التي تأخذ بالحسبان المتعهد الذي يقدم أفضل سعر لأفضل مشروع.<br />
واستدراج عروض الأسعار بهذا المعنى هو جزء هام من نظرية العقد الإداري التي اكتملت خيوطها<br />
وأبعادها في سبيل مراعاة خصوصية المرفق العام من منطلقي الاتصال بالعالم الخارجي من جهة،<br />
وحسن سير هذا المرفق من بحد ذاته من جهة أخرى.<br />
فالإدارة تستطيع إشباع حاجاتها التي تزداد اتساعا ً يوما ً بعد يوم عن طريق الوسط المحيط بها، وطريقة<br />
الاتصال بهذا الوسط المحيط الذي من شأنه تأمين ما تحتاجه الإدارة إنما هو العقد الإداري.<br />
كما أن عمل الإدارة ليس محكوما ً بعوامل الإدارة المحضة كما هو الحال في مال العقود المدنية؛ إنما<br />
تحكمه جملة من العوامل والمتغيرات المتصلة بالمرفق العام اتصالا ً وثيقا ً مما يجعل كيفية تعبير الإدارة<br />
عن مضمون هذه الإدارة مختلفة عما هو مألوف في الحقوق المدنية.<br />
والحقيقة أن كيفية التعبير عن مضمون إرادة الإدارة محكوم بالأبعاد الكاملة التي تمليها الأطر الخاصة<br />
بتكوين العقد الإداري.<br />
ونلاحظ أن تكوين العقد الإداري يعطي نظرية العقد الإداري بشكل عام أصالتها وتميزها عن نظرية<br />
العقد المدني، من حيث إن مقولة تكوين العقد الإداري هي التي تحدد خصوصية الإيجاب والقبول في<br />
العقد الإداري من جهة وانعقاد هذا العقد من جهة أخرى.<br />
ونستطيع أن ندرك بعد ذلك أهمية البحث في استدراج عروض الأسعار إذا علمنا أن مفهوم استدراج<br />
عروض الأسعار يشكل عنصرا ً من أهم عناصر عملية تكوين العقد الإداري.<br />
ونحن إذ نعالج استدراج عروض الأسعار فإننا سنحاول استخلاص المبادئ العامة التي تحكم هذا<br />
المفهوم، وذلك للتوصل إلى الجانب التأصيلي له من خلال دراسة معناه، والغاية منه، والموجبات<br />
القانونية التي تحدد أركانه "الإعلان، وحرية المنافسة، والمساواة فيها".<br />
الفصل الأول<br />
مفهوم استدراج عروض الأسعار والغاية منه:<br />
سنتطرق في هذا الفصل إلى المبادئ العامة التي تحكم استدراج عروض الأسعار وذلك من خلال<br />
البحث في مفهوم استدراج عروض الأسعار ومقارنته بطرق الإدارة الأخرى لانتقاء التعاقد معها ولا<br />
٧٤
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
سيما المناقصة من حيث إن الخلط بين هذين المفهومين يثير أكثر من تساؤل بين مختلف جهات<br />
الإدارة، وإن البحث في الجانب التأصيلي لاستدراج عروض الأسعار سيقودنا للبحث حكما ً في<br />
الموجبات القانونية التي تؤدي إلى اكتمال أركان استدراج عروض الأسعار وذلك كما سيأتي:<br />
المبحث الأول:<br />
مفهوم استدراج عروض الأسعار:<br />
استدراج العروض هو مجموعة من الإجراءات المتخذة وفق الأصول والتي تشكل وسيلة من وسائل<br />
الإدارة في انتقاء المتعاقد معها، وذلك بعد مراعاة ضرورات النشر وحرية المنافسة وتركيب عاملي<br />
السعر والجودة لانتقاء المتعهد الذي قدم السعر الاقتصادي الأفضل، ومن ثم التعاقد معه.<br />
ونلاحظ من خلال التعريف بماهية استدراج العروض أنه غالبا ً ما يتم الخلط بينه وبين الغاية منه ككل<br />
وأن جانبا ً من الفقه الإداري السوري يؤكد تعريفه كما يلي: "نموذج عقد يترك للإدارة حرية انتقاء<br />
(١)<br />
المتعاقد معها" .<br />
ونستطيع أن ندرك وجه الغرابة في هذا التعريف إذا علمنا أن النموذج يتعلق بالصيغة الشكلية للعقد. أما<br />
استدراج العروض فهو مرحلة على طريق تكوين العقد؛ وهذه المرحلة تدخل في جوهر التكوين،<br />
والفرق بين دون أدنى شك بين الشكل والجوهر.<br />
ثم إن التعريف السابق منتقد من حيث تركيزه على أن استدراج العروض تترك للإدارة حرية في انتقاء<br />
المتعاقد معها، في حين نستطيع أن نلاحظ أن استدراج العروض هو مجموعة من الإجراءات قد<br />
تضمنتها قواعد آمرة، وهذه الإجراءات ترمي إلى تقييد حرية الإدارة في انتقاء المتعاقد معها وذلك<br />
لضمان أعلى درجات الكم والنوع التي يجب مراعاتها لأجل حسن سير المرفق العام.<br />
إذن الأخذ بأسلوب استدراج العروض في انتقاء المتعاقد مع الإدارة لا يهدف إلى إثارة نوع هادئ من<br />
(٢)<br />
المنافسة ، كما تعبر عنه بعض نصوص الفقه، إنما يهدف إلى تدعيم هذه المنافسة بعامل الجودة إضافة<br />
إلى عامل السعر، إذ إن الأخذ بأسلوب استدراج العروض يؤدي إلى إشعال نار المنافسة في اتجاهين،<br />
مما يؤدي في النهاية إلى التخفيف من تلقائية المنافسة التي نلاحظها في المناقصات البسيطة التي تعتمد<br />
٧٥<br />
(١)<br />
(٢)<br />
راجع في ذلك: د. عبد الإله الخاني، القانون الإداري علما ً وعملا ً ومقارنا ً الجزء الرابع، لا يوجد<br />
اسم دار نشر دمشق<br />
١٩٨٠، ص٢٠٩.<br />
راجع في ذلك: د. عبد الإله الخاني، المرجع السابق، ص٢٠٩.
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
على عامل السعر فقط وكم الضم أو التنزيل المتعلقين بهذا السعر.<br />
ونلاحظ أن القانون ولا سيما المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨ قد أغفل تماما ً أي تعريف يتعلق<br />
باستدراج عروض الأسعار، بل إن المادة<br />
(٢٩)<br />
من المرسوم المذكور قد اكتفت بذكر الغاية من<br />
استدراج العروض دون النص على أية دلالة تتصل بكيفية فهم المصطلح بحد ذاته.<br />
والحقيقة أن هذا الإبهام في توضيح أبعاد مفهوم استدراج العروض أدى دائما ً إلى الخلط بينه وبين<br />
مفهوم المناقصة، والجواب على مثل هذا السؤال يجعلنا نذك ِّر أن المرسوم التشريعي<br />
١٩٦٩/٢٢٨ لم<br />
ينطلق في أحكامه من العموم إلى الخصوص مما يجعل نصوصه متماسكة تماسكا ً منطقيا ً فعلا ً؛ إنما<br />
عالج الحالات كلها بصورة جزئية وعلى سبيل الخصوص.<br />
ففي مجال تكوين العقد الإداري مثلا ً، وهذا المجال هو الأهم في المرسوم المذكور نلاحظ أن هذا<br />
المرسوم قد انطلق من الشراء المباشر ثم إلى المناقصة ثم إلى استدراج عروض الأسعار ثم إلى التعاقد<br />
بالتراضي، وكان أحرى بالمشرع لو أنه ذكر الأصل أولا ً الذي هو المناقصة ما دام الأصل إلى تكوين<br />
حرية الإدارة مقيدة بإجراءات معينة عند انتقائها للمتعاقد معها في سبيل إبرامها لعقودها، ثم يأتي إلى<br />
أحكام عروض الأسعار على أساس أنه حالة خاصة للمناقصة لها؛ بعض القواعد المتعلقة بما تفرضه<br />
ضرورات المنافسة في استدراج العروض ولكنها تخضع في أحكامها العامة إلى القواعد الخاصة<br />
بالمناقصة (المادة<br />
(٣٠)<br />
من المرسوم التشريعي<br />
.(١٩٦٩/٢٢٨<br />
وهكذا بعد الانتهاء من القواعد المتعلقة<br />
بالأصل العام (المناقصة) والأصل الخاص (استدراج العروض) يمكن أن تذكر الاستثناءات الواردة<br />
على أن الإدارة مقيدة في تعاقدها، وهذه الاستثناءات تتعلق "بالشراء المباشر"<br />
(٣)<br />
و"التعاقد بالتراضي" .<br />
بعد هذا التأصيل الذي لا بد منه لفهم ترابط المصطلحات مع بعضها في مجال تكوين العقد الإداري<br />
نستطيع أن نقول: إن استدراج العروض هو مناقصة ولكن هذه المناقصة ذات نمط خاص، لها بعض<br />
أحكامها التي تفرضها كيفية المنافسة وعواملها ولا سيما عامل إضافة الجودة إلى جانب عامل السعر،<br />
ولكن تبقى خاضعة في أحكامها العامة للنصوص المتعلقة بالمناقصة العامة، خصوصا ً فيما يتعلق بتقديم<br />
العروض وقبولها وتشكيل لجنة المناقصات وانعقاد العقد الإداري، وقبول العارضين وغير ذلك من<br />
(٣) راجع في ذلك: د. سليمان الطهاوي، الأسس العامة للعقود الإدارية مطبعة الاعتماد، القاهرة<br />
١٩٥٧، ص١٧٤، وراجع أيض ًا: مهاب نجا، القانون الإداري العام، دار الشمال، طرابلس<br />
،١٩٩٠<br />
الطبعة الأولى، ص٢٩٣، وراجع: خالد وليد يعقوب، تعليمات المناقصة العامة والعقود الإدارية<br />
مطابع دار المنار بدمشق، ص٤٠.<br />
٧٦
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
الإجراءات التي نصت عليها المواد من<br />
(٢٨-٧)<br />
من المرسوم التشريعي<br />
.١٩٦٩/٢٢٨<br />
وهذا ما أكده الطرح القانوني والفقهي المقارنان: ففي مصر وفرنسة مثلا ً تتفق النظرتان القانونية<br />
والفقهية على أن استدراج عروض الأسعار وفقا ً للقانون السوري، إنما هو "مناقصة على أساس<br />
الموازنة بين السعر والجودة" ويعالج المصطلح في فرنسة كما يلي:<br />
“L’adjudiction sur<br />
confficients"<br />
وترجمتها الحرفية: (المناقصة على الجودة)، وهذا التعبير يدل دلالة قاطعة أن استدراج العروض ما هو<br />
إلا مناقصة ولكن لها بعض الخصوصية بسبب إضافة عامل الجودة إلى عامل السعر عند انتقاء أفضل<br />
المتعاقدين، بعد ذلك نستطيع القول: إن جوهر استدراج العروض يتحقق عندما تعلق الإدارة عن رغبتها<br />
بإثارة منافسة بين متعهدين يقومون بأداء نوع معين من الأعمال وذلك لتقديم أفضل شروط مالية لتحقيق<br />
(٤)<br />
أفضل مشروع .<br />
ومما سبق نستطيع أن نقول: إن مصطلح استدراج العروض هو مصطلح غير دقيق وفضفاض، فهو<br />
غير دقيق لأنه يعبر بصورة كافية عن الإجراءات التي تشكل موضوعه، وهو فضفاض لأن الإدارة<br />
عندما تعلق عن مناقصة عادية فهي تقوم ضمنا ً باستدراج عروض المتعهدين في سبيل إثارة المنافسة<br />
بينهم، وحتى في حالة التعاقد بالتراضي فإنه يحق لآمر الصرف استدراج عروض المتعهدين لأجل تنفيذ<br />
عمل ما في سبيل انتقاء أفضلها للمتعاقد معه بطريقة التراضي، وما دام هذا المصطلح أوسع من اللازم<br />
فإنه يجب أن تتوجه عناية المشرع إلى تبديله بمصطلح أكثر دقة ودلالة كمصطلح "المناقصة على<br />
الجودة" الفرنسي أو مصطلح "المناقصة على أساس عاملي السعر والجودة" المصري.<br />
وحرصا ً على تجانس المصطلحات وترابطها فإننا نقترح اصطلاح "المناقصة البسيطة" وذلك إذا كانت<br />
المنافسة بين العارضين على أساس السعر فقط، كما نقترح اصطلاح "المناقصة المركبة" إذا كانت<br />
(٥)<br />
المنافسة على أساس عاملي السعر والجودة معا ً .<br />
ومما تجدر الإشارة إليه قبل ختام هذا المبحث أن<br />
(٦)<br />
قانون مبايعات وزارة الدفاع كان أكثر تماسكا ً، إذ<br />
٧٧<br />
(٤)<br />
(٥)<br />
راجع: د. سليمان الطماوي، المرجع السابق، ص١٧٤.<br />
راجع: هذا القانون الصادر بالمرسوم التشريعي رقم<br />
(٨٠)<br />
موسوعة العقود الجزء الثاني، دار الأنوار دمشق ١٩٩١، الطبعة الأولى.<br />
(٦) راجع:<br />
(٢٩) المادة<br />
عقود ومبايعات وزارة الدفاع.<br />
تاريخ ١٩٥٣/٩/٢٧ في صبحي سلوم<br />
من المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨ وقارن ذلك مع الفقرة ج من قانون
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
انطلق من المفهوم العام للانتقاء عن طريق المنافسة أو المناقصة (وذلك في المادة<br />
(١١)<br />
منه، ثم انتقل<br />
إلى أجزاء هذا المفهوم فنص على أن المناقصة ثلاثة أنواع: عادية، منحصرة، بالانتقاء، وإن المناقصة<br />
بالانتقاء هي استبدال لمصطلح استدراج عروض الأسعار الذي نصت عليه القوانين الأخرى ولا سيما<br />
المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨، ولعل هذا ما يؤيد وجهة نظرنا السابقة.<br />
المبحث الثاني: الغاية من استدراج العروض ومسوغات الأخذ به:<br />
في الواقع؛ إن القانون السوري "المرسوم<br />
"١٩٦٩/٢٢٨<br />
قد حدد الغاية من اللجوء إلى استدراج عروض<br />
الأسعار، فلا تعلن الإدارة عن استدراج عروض أسعار إلا عندما يتعذر على الإدارة تحديد مواصفات<br />
وشروط مواد موحدة للمواد المطلوب تقديمها أو الأشغال المطلوب تنفيذها أو الخدمات المطلوب<br />
إنجازها، وذلك للتميز بين العروض واختيار أفضلها في ضوء الجودة والأسعار وسائر الشروط<br />
(٧)<br />
الأخرى .<br />
والحقيقة أن جهة الإدارة بما تملكه من إمكانات لن تعجز عن تحديد مواصفات وشروط ما تريد تنفيذه<br />
من أشغال أو خدمات أو ما تود شراءه من مواد مختلفة، وفي غالبية الأحوال فإن الفنيين في جهة<br />
الإدارة يستطيعون الإلمام بما هو متوافر من مواصفات المواد المطلوب توريدها أكثر مما هو موجود<br />
على أرض الواقع وفي السوق.<br />
لذلك فإن الغاية التي حددها المشرع في المادة<br />
بلاغ رئاسة مجلس الوزراء رقم ٨١/ب <br />
(٢٩)<br />
منه لا تعبر عن المقصود بدقة، وهذا ما يؤيده<br />
١٥/٤٦٥٩ تاريخ<br />
١٩٨٧/١٢/١٩ الذي ركز على مسألة<br />
الاقتصار، عند تنظيم دفاتر الشروط من قبل اللجان الفنية المختصة بذلك على عدم ذكر المواصفات<br />
التفصيلية للمواد أو الأشغال أو الخدمات محل التعاقد، والاقتصار عند تنظيم دفاتر الشروط الفنية <br />
وخصوصا ً المتعلقة بالتوريدات على ذكر المواصفات العامة والخطوط العريضة للمواصفات<br />
(٨)<br />
الفنية ، وفي هذا دون شك إدراك "إقرار ضمنيان بقدرة جهة الإدارة على تحديد المواصفات<br />
الدقيقة للمواد أو الخدمات أو الأشغال محل التعاقد.<br />
هذا بالنسبة للمواصفات ومسألة تحديدها بشكل دقيق، فما هو الأمر بالنسبة "للشروط الموحدة للمواد<br />
المطلوب تقديمها أو الأشغال المطلوب تنفيذها أو الخدمات المطلوب إنجازها"… المنصوص عليها في<br />
(٢٩) المادة<br />
من المرسوم التشريعي<br />
.١٩٦٩/٢٢٨<br />
(٧)<br />
(٨)<br />
راجع: العميد صبحي سلوم، المرجع السابق، الجزء الأول، ص٢٤٥.<br />
راجع: كتاب وزارة المالية إلى وزارة التعليم العالي رقم<br />
٥٢٩/٣٠٠٦٨ تاريخ .١٩٩٥/١١/٩<br />
٧٨
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
الحقيقة أن النص المذكور ينطوي على حشوٍ واضح، فلم يكن هناك ثمة داعٍ لأن تضاف كلمة الشروط<br />
إلى متن المادة (٢٩)، فالغاية التي أراد أن يفصح عنها المشرع في المادة ذات طابع فني بحت، وإن<br />
اقتران كلمة شروط بما يدل على الأوصاف والطرق الفنية يعكس غير ما تتوجه إليه الإدارة وتريده من<br />
وراء الإعلان عن استدراج العروض، فالإدارة تبغي أعلى درجات التنوع بين مستويات الجودة<br />
المختلفة التي يقدمها العارضون.<br />
وكان أجدى بالمشرع الذي أورد هذه المادة<br />
(٢٩)<br />
من المرسوم التشريعي ٢٢٨ لو أخذ بما أورده<br />
المشرع في قانون عقود ومبايعات وزارة الدفاع، حيث جاءت المادة التي تدل على الغاية من<br />
المناقصات أكثر وضوحا ً ودلالة وخالية من أي حشو كان:<br />
"المناقصة بالانتقاء: وتجري للأشغال واللوازم التي لا يمكن مسبقا ً تحديد أشكالها وأوصافها بصورة<br />
دقيقة وجليلة إذ يفرض على المناقصين تقديم مصورات للأشغال أو نماذج للوازم لفحصها…".<br />
لذلك فإننا نقترح صياغة جديدة للمادة<br />
(٢٩)<br />
من المرسوم التشريع<br />
:١٩٦٩/٢٢٨<br />
(يتم اللجوء إلى المناقصة المركبة عندما لا تريد تحديد مواصفات وأشكال دقيقة للمواد المطلوب تقديمها<br />
أو الأشغال المطلوب تنفيذها أو الخدمات المطلوب إنجازها، وذلك بهدف الموازنة بين عاملي السعر<br />
والجودة عند الإرساء).<br />
ولما كان استدراج العروض يهدف إلى تحقيق أعلى درجات الجودة مع أفضل الأسعار فإن ذلك يتطلب<br />
أن يكون المتعهد المرشح لتنفيذ الأعمال محل العقد ذا خبرة كافية ليقوم بمثل هذا التنفيذ؛ وهذا ما يعكسه<br />
جليا ً السجل التجاري للمتعهد المرشح، فلا يجوز البتة أن يذكر في بيان قيود السجل التجاري للمتعهد<br />
المرشح أنه يقوم بأعمال معينة، في حين محل استدراج العروض تنفيذ التزامات مختلفة كليا ً في الطبيعة<br />
والنوع، إن ذلك يدل على أن المتعهد المرشح غير ملم بالأعمال التي سينفذها، وهذا يمس درجة جودة<br />
(٩)<br />
هذه الأعمال بشكل أو بآخر .<br />
على أي حال فإننا نلاحظ أن اللجوء إلى طلب عروض أسعار من جانب الإدارة قد أصبح الطريقة<br />
الأصل لإبرام عقود التوريد، فمن النادر جدا ً أن تلجأ الإدارة إلى أسلوب المناقصة البسيطة أو العادية<br />
لانتقاء المتعاقد في سبيل إبرام عقد توريد، مع أن المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨ قد نص على أن<br />
٧٩<br />
(٩)<br />
راجع: د. عبد الغني بسيوني عبد االله القانون الإداري، منشأة المعارف الاسكندرية<br />
١٩٩١ الطبعة<br />
الأولى، ص٥٢٦، وراجع حكم مجلس الدولة الفرنسي في ١٩٤٤/٥/١٦ نقلا ً عن د. عبد الإله<br />
الخاني، المرجع السابق، ص١٧٨.
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
المناقصة العادية هي الطريقة الأصلية والأساسية لانتقاء المتعاقد مع الإدارة في مجال عقود الخدمات أو<br />
الأشغال أو التوريد على حد سواء.<br />
ولكن ما يدفع الإدارة للجوء إلى أسلوب استدراج العروض في مجال التوريدات هو رغبتها في انتقاء<br />
العارض الذي قدم أفضل حالة من حالات التركيب بين السعر والجودة، أي أفضل سعر اقتصادي يقدمه<br />
أحد العارضين، والواقع العملي يعكس ذلك، فالإدارة في غالب الأحيان تملك تصورا ً شبه كامل عن<br />
مواصفات التوريدات التي تود التعاقد عليها.<br />
لكنها لا تملك أدنى تصور عن الكيفية التي يقدمها كل عارض على حدة في مزاوجته بين السعر<br />
والجودة لذلك تلجأ الإدارة إلى هذا الأسلوب في انتقاء المتعاقد معها.<br />
أما في الأشغال فإن تفاوت حالات التركيب بين الجودة والسعر تقل بين العارضين فجميع العارضين<br />
يملكون تصورا ً واحدا ً عن الجودة والسعر أو مختلفا ً اختلافا ً ضئيلا ً، لذلك فإن وجهة النظر بين<br />
المتعهدين تبدو واحدة في هذا المجال، وتغدو الأنظار كلها مشدودة نحو السعر حيث تتحكم المناقصة<br />
العادية في تحديد السعر الأكثر ملائمة.<br />
ويمكن للإدارة أن تلجأ إلى أسلوب استدراج العروض في مجال العقود الإدارية، وفي مجال العقود<br />
العادية، أي تلك التي تكون الإدارة طرفا ً فيها؛ ولكن تظهر كفرد عادي ولا تظهر فيها الشروط غير<br />
المألوفة في القانون الخاص.<br />
ما دام الأخذ بها الأسلوب لا يجعل العقد غير الإداري إداريا ً وهذا هو الرأي الذي استقر عليه القضاء<br />
والفقه في فرنسة ومصر.<br />
ومن خلال ت َبين الغاية من اللجوء إلى استدراج العروض نستطيع أن نحصر مسوغات ذلك في نقطتين:<br />
حسن سير المرفق العام: فالمرفق العام من حيث كونه نشاطا ً يتم عن طريق مشروع يهدف<br />
لتحقيق النفع العام لا يمكنه أن يسير وفقا ً لأفضل المستويات إلا إذا قدمت أفضل السلع والبضائع<br />
والأعمال بأفضل الأسعار.<br />
-١<br />
-٢<br />
الحفاظ على المال العام: إن الصيغة المثلى للحفاظ على المال العام ليس فقط الشراء بأفضل<br />
الأسعار إنما تقديم منتجات أو خدمات أو تنفيذ أشغال بنوعية جيدة، مما يخفف من احتمالات<br />
اللجوء إلى نفقات إضافية لذات المشروع سوءا لجهة الصيانة أم لجهة شراء البديل لسوء الأعمال<br />
المنفذة من حيث درجة الجودة.<br />
الفصل الثاني<br />
٨٠
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
الموجبات القانونية لاستدراج العروض:<br />
في الواقع إن لاستدراج العروض ركنين لا يقوم إلا بهما، هذان الركنان هما الإعلان وحرية المنافسة،<br />
وسندرس هذين الركنين من خلال المبحثين التاليين:<br />
المبحث الأول:<br />
الإعلان:<br />
أولا ً تعريف الإعلان وكيفيته:<br />
إن الإعلان هو قرار إداري ينطوي على دعوة للتفاوض تلجأ فيه الإدارة إلى التعبير عن إرادتها<br />
المنفردة في رغبتها باجتذاب أكبر عدد ممكن من حالات الإيجاب تحقيقا ً للمصلحة العامة وضمانا ً لحسن<br />
سير عملية التعاقد مع الإدارة.<br />
يعالج الإعلان حالة فردية معينة بذاتها تتعلق بمجموعة محدودة من الأشخاص هم المتعهدون، وبأشياء<br />
محددة هي موضوع استدراج العروض. ومن هنا يمكن القول: إن الإعلان عن استدراج العروض هو<br />
قرار إداري فردي، ويتجلى محل هذا القرار بموضوع الإعلان وبياناته المكملة. فأما سبب القرار<br />
المذكور فيظهر بصورة طريفة إذ إن لكل إعلان سببين: سبب عام وسبب خاص. فأما السبب العام<br />
فيمثل برغبة الإدارة في إتمام العملية التعاقدية والسير في إجراءاتها قدما ً، أما السبب الخاص فيتحدد<br />
على شكل سلسلة من الدوافع التي تحدد وفقا ً لخصوصية العقد الذي ترغب الإدارة في إبرامه. وبالنسبة<br />
لغاية هذا القرار فإنها تتجلى بالهدف النهائي الذي يسعى الإعلان إلى تحقيقه، وهذا الهدف هو الحصول<br />
على أكبر عدد ممكن من حالات الإيجاب للموازنة بينها وفقا ً لما تمليه الحكمة من استدراج العروض<br />
بمجمله.<br />
وبالنسبة للشكل فإن الإعلان يحتاج إلى إجراءات خاصة به. ودون أدنى شك إن الإعلان حين يصدر<br />
فإنما يصدر عن جهة إدارية معنية به ومختصة بإصداره، ومن ثم فإن ذلك يؤدي إلى توافر ركن<br />
(١٠)<br />
الاختصاص .<br />
٨١<br />
(١٠)<br />
راجع: د. إبراهيم عبد العزيز شيحا "أموال الإدارة العامة وامتيازاتها" منشأة المعارف الإسكندرية<br />
بلا تاريخ بلا رقم، طبعة ص١٨٢-١٨١، وراجع د. ماجد راغب الحلو القانون الإداري، دار<br />
المطبوعات الجامعية الإسكندرية والطبعة الأولى ١٩٩٤، ص٦١٢ وما بعدها.
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
ثانيا ً السلطة التقديرية للإدارة في مجال الإعلان:<br />
والحقيقة أن الإعلان عن استدراج العروض هو عمل قانوني، تتمتع الإدارة في معرض القيام به بسلطة<br />
تقديرية يبررها اتصال الإدارة بالواقع، وبشكل مستمر، وإدراكها التام لحاجات المرفق مما يؤدي إلى<br />
عجز المشروع عن تحديد أوقات وأوضاع معينة للإعلان عن استدراج العروض من جانب الإدارة<br />
المعنية، لذلك يبقى للإدارة الحق في تقدير الأوقات والحالات التي تعلن فيها عن عروض أسعار. ولكن<br />
تبقى هذه السلطة التقديرية للإدارة مقيدة في حقيقتها بمبادئ المشروعية المتعلقة بالاختصاص وبالشكل<br />
(١١)<br />
وعدم مخالفة القانون .<br />
وإن السلطة التقديرية للإدارة في مجال الإعلان عن استدراج العروض لا تظهر فقط في مجال توقيت<br />
الإعلان وتناسبه مع المعطيات الاقتصادية المختلفة سواء تلك الخاصة بالإدارة أم التي تتعلق بالسوق،<br />
بل إنه يظهر في الفترة الزمنية الفاصلة بين نشر الإعلان واليوم الأخير الذي تقبل فيه العروض، فالحد<br />
الأدنى العادي لهذه الفترة هو خمسة عشر يوما ً ولكن يمكن لهذه الفترة أن تطول أكثر من ذلك، أي إن<br />
الفترة الممتدة بين تاريخ النشر وآخر موعد لقبول العرض يمكن أن تزيد عن خمسة عشر يوما ً. ولا<br />
يوجد حد أعلى لهذه الفترة المنوه عنها سابقا ً، مما يترك تقديره لآمر الصرف المختص في الإدارة<br />
المعنية، وكذلك الأمر بالنسبة لذات الفترة الزمنية، إذا كان الإعلان خارجيا ً. ولكن ما يتغير هنا هو الحد<br />
الأدنى حيث يصبح خمسين يوما ً بدلا ً من خمسة عشر يوما ً ويبقى الحد الأعلى لهذه الفترة مطلقا ً ويعود<br />
تقديره إلى آمر الصرف<br />
(١٢)<br />
المختص .<br />
والمظهر الآخر الذي تظهر فيه السلطة التقديرية للإدارة في مجال الإعلان يتمثل في تخفيض الحد<br />
الأدنى للفترة الفاصلة بين تاريخ النشر وآخر تاريخ لقبول العروض، ففي الحالات التي توجب الإسراع<br />
في إتمام العملية التعاقدية لأن حاجات المرفق تتطلب ذلك فإنه يحق لآمر الصرف المختص إنقاص فترة<br />
النشر إلى حد أدنى جديد هو خمسة أيام. ونستدل بمفهوم المخالفة على أنه يجوز أن يكون التخفيض في<br />
(١٣)<br />
كل ما يتجاوز خمسة أيام ، ولكن أي تخفيض لمدة النشر من جانب آمر الصرف إلى مادون الخمسة<br />
أيام يؤدي إلى اعتبار إجراءات النشر باطلة، مما يترتب عليه بطلان أي إجراء لاحق من إجراءات<br />
(١١)<br />
(١٢)<br />
(١٣)<br />
راجع: المادة<br />
(١٠)<br />
راجع: الفقرة ج من المادة<br />
راجع: الفقرة د من المادة<br />
من المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨ الفقرة أ.<br />
(١٠)<br />
من المرسوم التشريعي<br />
.١٩٦٩/٢٢٨<br />
(١٠)<br />
من المرسوم التشريعي<br />
.١٩٦٩/٢٢٨<br />
٨٢
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
العملية التعاقدية.<br />
ونحن نبحث في الفترة الفاصلة بين تاريخ النشر وآخر موعد لقبول العروض فإننا نقترح أن يطلق على<br />
هذه الفترة بين التاريخين المذكورين اصطلاحا ً، مفهوم "فترة العلم"، بمعنى أن هذه الغاية من هذه الفترة<br />
هو وصول نبأ استدراج العروض إلى علم جميع المتعهدين مما يؤدي إلى الانتقال إلى الخطوات التالية<br />
للعملية التعاقدية.<br />
وفي نطاق حساب "مدة العلم" هذه فإنه لا يدخل في هذا الحساب يوم الإعلان عن استدراج العروض<br />
(١٤)<br />
كما لا يدخل اليوم الذي يلي انتهاء الموعد المحدد لتقديم العروض ، إذ غالبا ً ما يكون هذا اليوم<br />
مخصصا ً لاجتماع لجنة المناقصات لدى الإدارة من أجل فض العروض وتحديد المراكز النهائية<br />
للعارضين قبل دخولهم ساحة المنافسة على السعر الاقتصادي الأفضل.<br />
لما كان قد تم الإعلان عن استدراج العروض فلا يجوز للجهة الإدارية المعنية التعديل في دفاتر<br />
الشروط التي بُني عليها هذا الإستدراج، وذلك لأن التعديل يؤدي إلى تغيير الأسس التي قام عليها<br />
استدراج العروض بمجمله مما لا يتيسر على كل عارض أن يدركه ولم به.<br />
ثالثا ً شروط الإعلان:<br />
يجب أن يكون الإعلان متفقا ً مع القوانين والأنظمة النافذة ولا يحتوي أي بيانات مخالفة للنظام العام أو<br />
للآداب العامة، كما يجب أن يكون متسما ً بالوضوح والكفاية في صيغته أي لا يوجد فيه أي لبس أو<br />
غموض أو تناقض أو تعارض أو نقص في البيانات الأساسية التي تطلب القانون أن ينص عليها<br />
الإعلان. ويجب أن يكون الإعلان متسما ً بكفاية مدتة، بما يتناسب مع حجم العطاء ودرجة بساطته أو<br />
تعقيده أو كونه داخليا ً أم خارجيا ً. بالإضافة إلى ما تقدم فإن طرق ووسائل الإعلان يجب أن تكون كافية<br />
مما يؤدي إلى اتساع نطاق العلم به.<br />
رابعا ً طرق الإعلان وأساليبه:<br />
في الواقع إن لنشر الإعلان عدة أساليب، ويأتي في مقدمة هذه الأساليب النشر في الصحف. والمقصود<br />
بالصحف هنا: الصحف واسعة الانتشار لذلك فلا بد أن يتم النشر في الصحف المركزية التي توزع في<br />
أنحاء القطر كافة. وإذا اقتضى الأمر أن يتم نشر الإعلان في صحف غير سورية، فيجوز ذلك على أن<br />
٨٣<br />
(١٤)<br />
راجع: في ذلك بلاغ رئاسة مجلس الوزراء رقم ١٢٣/ب <br />
عن صبحي سلوم، المرجع السابق، الجزء الأول، ص٩٧.<br />
١٥/٢٤٨٩ تاريخ ١٩٧٤/٨/١١ نقلا ً
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
(١٥)<br />
تكون هذه الصحف متفقة في خطها ومنهجها مع السياسة العامة للقطر . والحد الأدنى لعدد الصحف<br />
التي ينشر فيها الإعلان عن استدراج العروض هو صحيفة واحدة ولمرة واحدة، وذلك إضافة إلى<br />
وجوب نشر الإعلان في نشرة الإعلانات الرسمية ويقصد بنشرة الإعلانات الرسمية: النشرة التي<br />
تصدرها المؤسسة العربية للإعلان وتتضمن نوعا ً من "البانوراما" الشاملة لجميع الإعلانات الصادرة<br />
عن جهات الإدارة المختلفة في سورية لإجراء مناقصات بسيطة أو مركبة أو مزايدات.<br />
ولا يجوز قبول عروض المتعهدين شكلا ً ما لم يقدموا ما يشعر باشتراكهم في نشرة الإعلانات<br />
(١٦)<br />
الرسمية . وتجب الإشارة إلى أن التشدد في اشتراط وثيقة اشتراك في نشرة الإعلانات الرسمية<br />
لقبول دخول العرض في ساحة المنافسة قد تنعكس آثاره سلبا ً على الإدارة. فربما كان هذا العرض<br />
محتويا ً على ما يلائم الإدارة ومصلحتها ماليا ً وفنيا ً، فلا يجوز استبعاد مثل هذا العرض لمجرد تقديم<br />
العارض لوثيقة اشتراكه في نشرة الإعلانات الرسمية، بل يجب أن يمنح العارض مهلة لتقديم الوثيقة<br />
أسوة بالوثائق المنصوص عليها في المادة<br />
(١٢)<br />
من المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨، وخصوصا ً أن<br />
الغالبية العظمى من المتعهدين يسجلون اشتراكا ً في نشرة الإعلانات الرسمية ليكونوا على اطلاع دائم<br />
ومباشر بما يمكن طرحه من أعمال وتعهدات.<br />
وإضافة إلى النشر في الصحف هناك طريقة أقل أهمية هي النشر عن طريق الإلصاق فكل إعلان عن<br />
استدراج عروض أسعار يتم إلصاق نسخة عنه في لوحة إعلانات الإدارة المعنية، كما يتم إرساله إلى<br />
كافة المحافظات ليصار إلى نشره عن طريق الإلصاق في بهو المحافظة هناك.<br />
وهناك وسائل نادرا ً ما يتم اللجوء إليها تتمثل بالنشر عن طريق الإذاعة والتلفزيون إذا رأى آمر<br />
الصرف المختص أمرا ً موجبا ً لذلك وتجب الإشارة إلى أن استدراج العروض إذا كان ذا صفة دولية أي<br />
أنه خارجي، فيجب تبليغ البعثات الدبلوماسية السورية المعتمدة في الخارج نسخا ً عن الإعلان وبعضا ً<br />
(١٧)<br />
من وثائقها اللازمة .<br />
(١٥)<br />
راجع: في ذلك بلاغ مجلس رئاسة مجلس الوزراء رقم ١٢٣/ب <br />
١٩٦٨/٨/٢٩، وكذلك البلاغ رقم ٤١/ب <br />
١٥ /٢٦٩٤ تاريخ<br />
١٥/٣٤٧٤ تاريخ<br />
١٥/١٦٣٢ تاريخ .١٩٨٩/٣/١٨<br />
(١٦)<br />
راجع: في ذلك بلاغ رئاسة مجلس الوزراء رقم ٢٧/ب <br />
بلاغ رئاسة مجلس الوزراء رقم ٢٣/ب <br />
١٩٨٩/٨/٢، والبلاغ رقم ١٨/ب <br />
١٥/٤٩٧ تاريخ ١٩٧٣/٣/٤ وكذلك<br />
١٥/٦ تاريخ .١٩٨٢/٧/٢<br />
(١٧)<br />
راجع المادة<br />
(٣١)<br />
من المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢ ولا سيما الفقرة ج منها.<br />
٨٤
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
خامسا ً مضمون الإعلان:<br />
ويمكن للإدارة تضمين الإعلان ما ترغبه من المعلومات التي تراها ضرورية ولكن هناك بيانات على<br />
درجة من الأهمية وهي لا غنى عنها في مجال حسن سير العملية التعاقدية وقد نص القانون على<br />
ذكرها بصورة وجوبية. بديهيا ً يذكر الإعلان أنواع المواد أو الأشغال أو الخدمات المطلوبة وإلا أصبح<br />
طلب عروض الأسعار غير ذي موضوع، ويجب أن يذكر تاريخ انتهاء فترة تقديم العروض ومكان<br />
تقديم هذه العروض، كما ويجب أن يتضمن الإعلان بندا ً خاصا ً بطلب تفضيل العروض من حيث<br />
المواصفات والسعر وطريقة الدفع ومدة التسليم أو مدة إنجاز الأعمال، كما ويجب أن يذكر فيه المدة<br />
التي سيبقى صاحب العرض مرتبطا ً خلالها بعرضه على ألا تتجاوز ستة أشهر من تاريخ انتهاء تقديم<br />
العروض. والحكمة من هذا البند أن يكون العارض على بينة بالمدة التي سيبقى ملتزما ً خلالها بإيجابه،<br />
وهذا يتعلق بشكل كبير بالجدوى الاقتصادية للتعهد مجمله، إذ إن كل متعهد عارض يحرص على<br />
معرفة الفترة التي سيبقى خلالها جزء هام من رأسماله مجمدا ً لصالح المشروع المرتقب سواء بشكل<br />
تأمينات أولية أو كترقب لأن يرسو العطاء عليه في كل لحظة ومن ثم المباشرة في التنفيذ. ومما لا<br />
ريب فيه أن تجميد الأموال لفترة طويلة سيزعزع المركز الاقتصادي للمتعهد مما يجعل المتعهدين<br />
يحجمون عن العطاءات التي لا تحدد فيها مدة ارتباطهم بعروضهم أو أن تكون هذه المدة طويلة نسبي ًا!.<br />
(١٨)<br />
وحسنا ً فعل المشرع السوري حين وضع حدا ً أعلى لمدة ارتباط العارضين بعروضهم وإن كانت<br />
مؤشرات السوق وعوامل العرض والطلب تحتم أن يكون هذا الحد الأعلى أقل من هذه المدة، مما يؤدي<br />
إلى أن تصبح العملية التعاقدية الإدارية أكثر تجاوبا ً مع الحاجات العملية ومقتضيات التبادل والتداول<br />
والتعامل التجاري عامة.<br />
-١<br />
-٢<br />
ولكن إذا وضعت الإدارة مدة أدنى من الحد الأعلى المنصوص عليه في القانون (ستة أشهر) فإنه يجوز<br />
للإدارة المعنية رفع هذه المدة إلى الحد الأعلى وذلك ضمن شرطين:<br />
أن تقتضي الدراسات الفنية والمالية ذلك.<br />
(١٩)<br />
أن يوافق أصحاب العروض المقبولة على هذا التمديد .<br />
سادسا ً إشكالات الإعلان:<br />
٨٥<br />
(١٨)<br />
(١٩)<br />
راجع: رأي مجلس الدولة رقم<br />
٦٠ لسنة .١٩٧٣<br />
راجع: هذا البلاغ في صبحي سلوم، المرجع السابق، ج١، ص٩١.
ج/<br />
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
١ الإعلان الداخلي والإعلان الخارجي:<br />
يعني الإعلان الخارجي أن استدراج العروض مفتوح لجميع العارضين السوريين العرب والأجانب<br />
سواء أكانوا أشخاصا ً طبيعيين أم اعتباريين. ونلاحظ أن الإشكال يقدر في مجال مدة العلم المحددة في<br />
القانون بالنسبة لاستدراج العروض الخارجي، والحقيقة أن الفصل الرابع من المرسوم التشريعي<br />
١٩٦٩/٢٢٨ لم ينص على شيء من ذلك، ولكن من قراءة المادة<br />
(٣٠)<br />
التي يتضمنها هذا الفصل<br />
نستنتج أن الأحكام المطبقة على المناقصة هي نفسها المطبقة على استدراج عروض الأسعار مع<br />
مراعاة الأحكام الخاصة لهذه الأخيرة.<br />
ومن جملة الأحكام المطبقة على الأسلوبين معا ً هي جميع الأحكام والقواعد المتعلقة بالإعلان تقريب ًا<br />
لذلك بدلالة المادتين<br />
(٣٠ و١٠)<br />
من المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨ نستطيع القول: إن "مهلة العلم" في<br />
استدراج عروض الأسعار الخارجي هي خسمون يوما ً على الأقل، والملفت للنظر أن بلاغ رئاسة<br />
مجلس الوزراء رقم ٢١/ب <br />
١٥/٧٨٨ تاريخ<br />
١٩٦٩/٢/٢٥ قد حتم أن تكون مدة الإعلان في<br />
العطاءات الدولية لا تقل عن ستين يوما ً، وهذا مخالف للأصل القانوني المنصوص عليه في المادة<br />
(١٠)<br />
من المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨، والتي تقضي بأن لا تكون المهلة في المناقصات الخارجية<br />
أقل من خمسين يوما ً، وفي هذا دون شك مخالفة لمبدأ الشرعية الذي يقضي بترجيح القاعدة<br />
(٢٠)<br />
القانونية باعتبارها القاعدة الأعلى .<br />
ويلاحظ أن بعض الجهات الإدارية تنشر إعلان استدراج العروض على أنه: (استدراج عروض أسعار<br />
استيراد) وهذا المصطلح يدل دلالة قاطعة على أن العطاء مفتوح للعارضين السوريين والأجانب<br />
على حد سواء. ولكن ما يجري في الواقع أن الإعلان يكون استيرادا ً ويتم فيه قبول عارضين أجانب؛<br />
ولكن مدة الإعلان تكون أقل من المدة المطلوبة للإعلانات الخارجية. وتقدم هذه الجهات الإدارية<br />
مسوغاتها على أسس مخالفة لكل منطق قانوني وخصوصا ً ذلك المبرر الذي يقول: إن المقصود بإعلان<br />
الاستيراد أن يكون موجها ً إلى المتعهدين ضمن القطر على أن يقوموا باستيراد المواد المطلوبة.<br />
والحقيقة أن هذه المقولة لا تعد حجة يعتد بها إذ إن معظم التوريدات المعلن عنها إن لم تكن جميعها،<br />
وسواء أكان الإعلان داخليا ً أم خارجيا ً هي مستوردة في النهاية مما يؤدي إلى عدم التمييز بين<br />
الإعلانات الداخلية والخارجية.<br />
(٢٠)<br />
راجع: تعميم المؤسسة العربية للإعلان رقم<br />
ذلك رأي مجلس الدولة رقم<br />
١/٤/٦٢٢٣ تاريخ<br />
.١٩٧٤ .ع ٦٢<br />
١٩٧٦/١٠/١٧، كما راجع: في<br />
٨٦
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
٢ الخطأ في الإعلان وتعديله:<br />
قد تقع جهة الإدارة المعنية بالعطاء في خطأ ما في أثناء إعدادها لصيغة الإعلان، والواقع العملي يعكس<br />
صيغا ً غريبة للخطأ قد يصل إلى حد الخطأ في موضوع استدراج العروض بحد ذاته. وهذا يحصل<br />
عندما تكون جهة الإدارة بصدد الإعلان عن عدة عطاءات في أوقات متضاربة جدا ً مما يؤدي إلى<br />
وقوع الأطر الفنية المختصة في الخطأ بين مواضيع العطاءات المختلفة على أي حال فإن الخطأ في<br />
صيغة الإعلان يلزم الإدارة المعنية إعداد صيغة مصححة للإعلان وإرسالها إلى المؤسسة العربية<br />
للإعلان.<br />
وقد تجد الإدارة نفسها مرغمة على التعديل في البيانات الأساسية للإعلان بسبب حدوث مفاجئ يطرأ،<br />
يؤدي إلى تغير الإدارة نفسها استراتيجيتها تجاه هذا العطاء أو ذاك، فمثلا ً يمكن للإدارة أن تمدد "مدة<br />
العلم" بسبب أنه قد تبادر إلى علمها أن أصنافا ً جديدة من التوريدات المطلوبة ستطرح في السوق مما<br />
يساهم في رفع السوية الفنية للعروض التي ستقدم من جانب العارضين.<br />
وفي كلتا الحالتين (التصحيح والتعديل) فإن الإدارة المعنية تكون ملزمة بأجور النشر وفقا ً للتعرفة<br />
(٢١)<br />
السائدة لدى المؤسسة العربية للإعلان .<br />
المبحث الثاني: حرية التنافس والمساواة فيها:<br />
أولا ً المبدأ:<br />
إن حرية المنافسة تعني حرية تقديم العروض من جانب كل شخص طبيعي أو اعتباري يجد نفسه أهلا ً<br />
لذلك، أما المساواة في المنافسة فتعني عدم التمييز بين العارضين أي أن هناك شروط واحدة توضع<br />
وتسري على جميع المتعهدين العارضين، وإن الارتباط واضح بين الإعلان وحرية المنافسة إذ إن<br />
الإدارة لا تقوم بالإعلان عن استدراج العروض إلا من أجل أن يتصل هذا الإعلان بعلم جميع<br />
المتعهدين، ويقوم أكبر عدد ممكن من المتعهدين بتقديم عروضهم، لذلك فإن اقتصار الإعلان في نطاقه<br />
أو مضمونه أو صيغته على شريحة معينة من العارضين يؤدي إلى الإخلال بمبدأ حرية المنافسة<br />
والمساواة فيها.<br />
وهكذا فإن مبدأ حرية المنافسة يقتضي أن ترحب الإدارة دائما ً بكل المتعهدين العائدين إلى مهنة معينة<br />
٨٧<br />
(٢١)<br />
راجع: د. عبد الإله الخاني، المرجع السابق، ص١٨٢.
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
(٢٢)<br />
ذات اتصال بالصفقة المحددة نوعا ً وكم ًا وأن تتلقى عروضهم ونستطيع القول: إن المبدأ السابق<br />
يفرض على جهة الإدارة المعنية أن لا تعفي بعض المتنافسين من شروط معينة، كما لا يجوز أن<br />
(٢٣)<br />
تضيف شروطا ً أو تحذفها أو تعدليها لبعض العارضين دون غيرهم . إضافة إلى ذلك فإن درجة<br />
تطبيق شروط استدراج العروض يجب أن لا تتفاوت من عارض إلى آخر، ويا للأسف فإن هذا ما<br />
يلاحظ في الواقع العملي إذ إن العديد من الجهات الإدارية لا تقوم بتطبيق شروط العطاء بدرجة على<br />
كل العارضين مما يمنح بعضهم دون بعضهم الآخر امتيازات تجعلهم في مركز متميز ومتفوق على<br />
نظرائهم من العارضين. وإن التخلص من عبء هذا الإشكال ممكن إذا أضاف آمر الصرف المختص<br />
إلى لجنة المناقصات عضوا ً مراقبا ً أو أكثر من أجل القيام برقابة مختلف الإجراءات التي تقوم بها لجنة<br />
المناقصة عند فض العروض وتفريغ الدراسة الفنية والعروض المالية في جدول واحد، وهذا يساعد جدا ً<br />
في التقليل من إمكانية محاباة عارض على حساب غيره مما ينجم عنه ضياع الحكمة من استدراج<br />
العروض عامة.<br />
ثانيا ً الاستثناءات العامة:<br />
على الرغم من أن المبدأ العام هو حرية المنافسة والمساواة فيها إلا أن هناك جملة من العوامل التي<br />
يمكن أن تشكل استثناءات لهذا المبدأ، ولعل هذه العوامل تشكل انعكاسا ً لجملة الشروط التي يجب أن<br />
تتوافر في العارض ليتمكن من ولوج باب المنافسة ضمن نطاق استدراج العروض، والحديث عن هذه<br />
الشروط التي تنتج عنها جملة الاستثناءات التي تقيد حرية المنافسة والمساواة فيها سيقودنا حتما ً للبحث<br />
في مفهومين قانونيين غاية في الأهمية يتصلان اتصالا ً وثيقا ً بجملة المقيدات والشروط التي تحدثنا<br />
عنها:<br />
١ الأهلية:<br />
فيجب قبل كل شيء أن يكون المتعهد العارض ذا أهمية عامة تمكنه من التصرف<br />
القانوني، أي يجب أن تتوافر فيه أهلية الأداء إلى جانب أهلية الوجوب، وإن وجوب توافر الأهلية في<br />
شخص المتعهد العارض إنما هو تطبيق للقواعد العامة للتعاقد التي تقضي بأن يكون المتعاقد قادرا ً على<br />
اكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات. لذلك فلا يقبل الاشتراك في استدراج العروض من قبل مجنون أو<br />
معتوه أو شخص محجور عليه لغفلة أو لسفه. وكما يجب توافر الأهلية العامة في شخص من يود<br />
(٢٢)<br />
(٢٣)<br />
راجع: حسين درويش عبد العال، النظرية العامة في العقود الإدارية، مكتبة الإنجلو المصرية<br />
القاهرة ١٩٥٨، الطبعة الأولى، ص٨٧.<br />
راجع: د. عبد الإله الخاني، المرجع السابق، ص١٨٢<br />
٨٨
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
الاشتراك في استدراج العروض فإنه يجب أن تتوافر الأهلية التجارية فيه، من حيث إن العارض<br />
سيتعهد بأن ينفذ التزامات تتسم بالطابع التجاري، فالشركة المؤسسة خلافا ً لأحكام قانون التجارة لا<br />
يجوز قبول اشتراكها في استدراج العروض، ومن ثم فإنه من الواجب على لجنة المناقصات رفض<br />
عرضها شكلا ً، وكذلك الأمر بالنسبة للتاجر الذي تم إشهار إفلاسه فإنه لا يعد أهلا ً للاشتراك في<br />
(٢٤)<br />
استدراجات عروض الأسعار . لذلك فإنه يجب على مقدم العطاء أن يكون مسجلا ً في السجل<br />
(٢٥)<br />
التجاري الذي هو أداة للشهر يقصد بها جعل مندرجاته نافذة في حق غيره ، ومن ثم فإن السجل<br />
التجاري يقدم معلومات كافية ووافية عن التجار المتقدمين للمنافسة سواء أكانوا أشخاصا ً طبيعيين أ/<br />
اعتباريين، وهذا يمكن الإدارة من الوقوف على الأوضاع المالية والقانونية لكل متعهد عارض إذا<br />
اقتضت الضرورة ذلك، ويجب على العارض أن يكون مسجلا ً في السجل التجاري السوري ولا يجوز<br />
(٢٦)<br />
الاستعاضة عن ذلك بالتسجيل في السجل التجاري لبلده .<br />
ولكي يدل العارض على إمكانياته المالية وفعالية نشاطه ولا سيما من الناحية النوعية، فيجب أن يكون<br />
مسجلا ً في إحدى الغرف التجارية أو الزراعية أو الصناعية السورية ولا يجوز الاستعاضة عن ذلك<br />
(٢٧)<br />
بالتسجيل في إحدى الغرف في دولة أخرى .<br />
وفي الواقع فإن اشتراط المادة<br />
(١٢)<br />
من المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨ بدلالة المادة<br />
من (٣٠)<br />
المرسوم نفسه على المتعهد العارض التسجيل في السجل التجاري وفي إحدى الغرف التجارية أو<br />
الزراعية أو الصناعية السورية يؤدي إلى اكتمال الهوية التجارية للمتعهد العارض مما يجسد مصلحة<br />
المرفق العام في النهاية وأدائه للخدمات العامة في سبيل النفع العام على أتم وجه وأكمل شكل ممكنين.<br />
والإشكال الذي يثار في هذا الصدد يخص فئة من المتعهدين العارضين وبخاصة أولئك الذين يقومون<br />
بتنفيذ الخدمات والأشغال. فبالنسبة للفئة الأولى نستطيع أن نقول: إن قسما ً مهما ً منها لا توجد جهات<br />
معينة "نقابة، جمعية…" تؤلف مرجعا ً يمكن الاعتماد عليه لبيان المركز القانوني للمتعهدين الذين<br />
يقومون بأداء الخدمة، ففي الفترة الأخيرة على ساحة المثال تزايدت عقود تنظيف المباني العامة،<br />
وعند دخول المتعهدين ساحة المنافسة تلاحظ لجنة المناقصات عدم وجود وثائق تبين أن العارضين<br />
٨٩<br />
(٢٤)<br />
(٢٥)<br />
راجع: حسين درويش عبد العال، المرجع السابق، ص٨٧.<br />
(٢٢)<br />
(٢٧)<br />
راجع: المادة من القانون التجاري السوري.<br />
(٢٦<br />
) راجع: تعميم وزارة المالية رقم ٧/١٥/٣٠١٤٣ تاريخ ١٩٧٨/١٢/٧.<br />
راجع: تعميم وزارة المالية رقم<br />
٧/١٥/٣٠١٤٣ تاريخ .١٩٧٨/١٢/٧
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
مسجلون في السجل التجاري عملا ً بنص المادة<br />
(١٢)<br />
من المرسوم التشريعي<br />
.١٩٦٩/٢٢٨<br />
والسبب في ذلك أن المتعهدين القائمين على أداء هذا النوع من الخدمات لا يعدون تجارا ً وصناعيين ولا<br />
زراعيين لا مقاولين ومن ثم فإنهم لا يمنحون أية وثيقة تحدد مركزهم المالي والقانوني من قبل أي من<br />
هذه الجهات.<br />
على أي حال، فإن السجل التجاري يتضمن الأعمال التي يقوم بها المتعهد العارض ويجب أن تكون<br />
(٢٨)<br />
نوعية هذه الأعمال متجانسة مع نوعية الأعمال التي سيقوم المتعهد العارض بأدائها . فلا يجوز على<br />
سبيل المثال أن تكون الأعمال التي يقوم المتعهد بأدائها وتشكل مجال نشاطه هي الاتجار بقطع غيار<br />
الدراجات الهوائية وذلك وفقا ً لما هو مسجل في صورة سجله التجاري ويقوم باستدراج عروض<br />
موضوعه توريد مواد طبية!! إن مثل هذا العرض جدير حتما ً بالرفض شكلا ً.<br />
وإن مفهوم الأهلية في مجال التقدم لاستدراجات عروض الأسعار لا تكتمل أبعاده إلا إذا توافرت الأهلية<br />
الجانبية للمتعهد العارض، فيجب أن لا يكون محكوما ً بجناية أو بجرم شائن، والجناية كمفهوم قانوني لا<br />
تثير أي إشكال فهي كل جريمة معاقب عليها بعقوبة جنائية وفقا ً للمعيار المعتمد لذلك في قانون<br />
العقوبات. ولكن المشكلة الحقيقية تظهر عندما نتناول مفهوم الجرم الشائن! إضافة إلى ذلك فإن توضيح<br />
أبعاد نص قانوني بمثل هذه الأهمية يتطلب منا شرح مصطلح الجرم الشائن…، ومن هنا فإننا نقترح<br />
التمييز بين الجريمة الطبيعية والجريمة الاجتماعية: فعندما لا تكون الجريمة محل استنكار اجتماعي<br />
عام فإنها لا تكون جريمة اجتماعية وتشكل جرما ً غير شائن، وأما عندما تكون الجريمة محل استنكار<br />
اجتماعي من حيث كونها تهز الضمير العام فإنها تكون جريمة طبيعية وتشكل جرما ً شائن ًا.<br />
ولكن تجب الإشارة إلى أن التمييز بين الجرم الشائن والجرم غير الشائن ينصرف إلى الجرائم التي هي<br />
نوع من الجنح فقط، وهذا واضح من منطوق البند<br />
/٥/<br />
من الفقرة /آ/ من المادة<br />
(١٢)<br />
المرسوم<br />
التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨، ولعل هذا التأصيل المتعلق بالتمييز بين الجريمة الطبيعة والجريمة الاجتماعية<br />
كمنطلق لفهم الجرم الشائن هو الذي يوضح لنا بماذا عد مجلس الدولة الجرائم المتعلقة بالتموين<br />
(٢٩)<br />
والتسعير أو تلك بحمل السلاح بصورة مخالفة للقانون غير داخلة في نطاق الجرائم الشائنة .<br />
وإن المنع الناجم عن الحكم على المتعهد بجناية ما أو بجنحة شائنة ينفيه إبراز المتعهد العارض لوثيقة<br />
(٢٨)<br />
(٢٩)<br />
راجع كتاب وزارة المالية إلى وزارة التعليم العالي رقم<br />
راجع: رأي مجلس الدولة رقم<br />
.١٩٩٥/١١/٩ ٥٢٩/٣٠٠٦٨<br />
٣٦ تاريخ<br />
١٩٧٦/٢/٢٢، ورأي مجلس الدولة رقم<br />
٣٧٥ سنة<br />
.١٩٧٠<br />
٩٠
ج/<br />
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
سجل عدلي، على أنه يمكن قبول وثيقة السجل العدلي التي تصدر<br />
(٣٠)<br />
عن بلد العارض بعد تصديقها أصولا ً .<br />
ونلاحظ أن البلاغات الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء تشدد وتحت طائلة المسؤولية على عدم قبول<br />
العارضين الذين ارتكبوا جرائم من نوع محدد، فلا يجوز لسائر جهات القطاع العام التعامل مع<br />
أشخاص سبق وحُكموا قضائيا ً بجرم اختلاس أموال الدولة، وإن المنع المتعلق بجرم اختلاس أموال<br />
(٣١)<br />
الدولة قد أتى مطلقا ً أي أنه غير مقيد بإعادة اعتبار المحكوم عليه بهذا النوع من الجرائم ، ولكن إذا<br />
أخذنا بمفهوم تسلسل القواعد القانونية وتفوق القانون على القرار التنظيمي لقلنا إن هذا البلاغ وما يماثله<br />
مقيد بما تمليه مقتضيات المادة<br />
(١٢)<br />
من المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨ من حيث إن الأهلية الجنائية<br />
المطلوب توافرها في المتعهد العارض تعود حيز الوجود بمجرد رد اعتبار المحكوم مما يضطلع ببحث<br />
تفاصيله القانون الجزائي فقط.<br />
وهناك عائق هام يحول دون اكتمال أهلية المتعهد العارض تمهيدا ً لدخوله ساحة المنافسة في نطاق<br />
استدراجات عروض الأسعار، هذا العائق يتمثل بعدم كون المتعهد العارض من العاملين في الدولة، وإن<br />
مدلول كلمة العاملين في هذا المجال لا ينصرف إلى فئات الموظفين والمستخدمين والعمال في الجهات<br />
العامة فحسب، وإنما يتسع نطاقه حتى يشمل كل من له موقع من مواقع المسؤولية يمارس فيه نشاطا ً<br />
(٣٢)<br />
لصالح جهة عامة سواء أكان وجوده في ذلك الموقع عن طريق الانتخاب أو التسمية أو التعيين ،<br />
وغير خافٍ أن اشتراط مثل هذا الشرط يجد مسوغاته في عدم الإخلال بمبدأ التكافؤ في الفرص بين<br />
المواطنين مما يسبب إحجام الكثيرين عن تقديم عروضهم.<br />
وإن الحظر على العاملين في الدولة بعدم قبولهم للاشتراك في استدراجات العروض التي تجريها<br />
الجهات العامة على اختلاف درجاتها وأنواعها يبقى ساريا ً سواء أكانت هذه الجهة التي أعلنت عن<br />
(٣٣)<br />
استدراج عروض أسعار ما تقع في دائرة عمل الموظف أم في سواها من الدوائر .<br />
ولكن ضرورة نبذ الإجراءات الروتينية وتسهيل العمل عند القيام بإجراءات التعاقد فإنه لا يشترط إبراز<br />
وثيقة غير موظف، وإنما يكتفي بتعهد شخصي أصولي يتقدم به صاحب العلاقة يؤكد فيه تحت طائلة<br />
(٣٠)<br />
(٣١)<br />
راجع: تعميم وزارة المالية رقم<br />
راجع: بلاغ مجلس الوزراء رقم ٣٤/ب <br />
٧/١٥/٣٠١٤٣ تاريخ .١٩٧٨/١٢/٧<br />
١٥/٧٨٩ تاريخ .١٩٨٠/٣/٢٦<br />
(٣٢<br />
راجع: رأي مجلس الدولة رقم<br />
.ع عام ٦٣<br />
.١٩٧٥<br />
(٣٣)<br />
راجع كتاب وزارة المالية رقم<br />
١/١٠/١٥٤٦٤ تاريخ .١٩٧١/٨/٩<br />
٩١
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
(٣٤)<br />
المسؤولية عدم كونه موظفا ً أو مستخدما ً أو عاملا ً أو متعاقدا ً مع أي من الجهات العامة .<br />
٢ الجنسية:<br />
إن المشروع العربي السوري ذو نظرة قومية جادة فقد أباح لكل متعهد ينتمي لأي<br />
دولة من دول الجامعة العربية في رعويته الاشتراك في أي مناقصة أو استدراج عروض تجريه<br />
الجهات العامة، وإن هذا الانفتاح على المتعهدين من جميع أنحاء الوطن العربي له فائدة لا تخفى ولا<br />
سيما فيما يتصل بإمكانية إشعال نار المنافسة بين أكبر عدد من العارضين وهذا بدوره ييسر توافر<br />
أفضل الاحتمالات لانتقاء أنسب العروض ماليا ً وفني ًا.<br />
وإذا كان لا يحق لغير من لا يحمل جنسية بلد عربي الاشتراك في العطاءات التي تعلن عنها الجهات<br />
(٣٥)<br />
العامة في القطر إلا أنه يجوز له أن يشترك في العطاءات الخارجية .<br />
وفي فرنسة فقد جرى القضاء الفرنسي في بادئ الأمر على بطلان شرط الجنسية ولكنه عدل عن هذا<br />
المسلك واعترف بشرعيته في<br />
(٣٦)<br />
كل المناقصات والعطاءات التي تجريها الإدارات لانتقاء المتعهدين .<br />
وعلى أي حال فإن اتساع نطاق العلاقات التجارية الدولية من جهة ومصلحة المرفق التي تقتضي انتقاء<br />
أفضل المتعهدين العارضين للقيام بتنفيذ الأعمال المطلوبة من خدمات أو أشغال أو توريدات من جهة<br />
أخرى، كل ذلك يدفعنا للقول: إن شرط الجنسية قد تضاءلت أهميته في الوقت الحاضر، وهذا ما يعكسه<br />
لنا الواقع العملي إذ إن استدراجات العروض التي تنطوي على أهمية ودقة في التنفيذ غالبا ً ما يدعى<br />
إليها العارضون الأجانب عن طريق إعلان عن استدراج عروض خارجي، أي أن الصبغة الدولية هي<br />
المسيطرة على مثل هذه العطاءات.<br />
٣ الحرمان من التعاقد مع الإدارة:<br />
يعد هذا الشرط مكملا ً لأهلية التعاقد مع الإدارة وقد<br />
اقتضت أهميته منا أن نخصه بفقرة خاصة. والحرمان كمصطلح هو إجراء يؤدي إلى منع المتعهد<br />
العارض من دخول المنافسة على العطاءات التي تعلن عنها جهة عامة أو التي تعلن عنها جميع الجهات<br />
العامة، وذلك بقرار من الوزير المختص إذا كان يتعلق بجهة عامة محددة بذاتها أو بقرار عن رئيس<br />
(٣٧)<br />
مجلس الوزراء بناء على اقتراح الوزير المختص إذا كان متصلا ً بجميع الجهات العامة .<br />
(٣٤)<br />
(٣٥)<br />
(٣٦)<br />
(٣٧)<br />
راجع: بلاغ رئاسة مجلس الوزراء رقم ٨٠/ب <br />
راجع: الفقرة ج من المادة (١٢) من المرسوم التشريعي<br />
راجع: د. سليمان الطهاوي، المرجع السابق، ص١٨٦.<br />
راجع: المادة<br />
١٥/٣١٨٣ تاريخ .١٩٨٠/٧/٢<br />
.١٩٦٩/٢٢٨<br />
(٦٦)<br />
من المرسوم التشريعي<br />
.١٩٦٩/٢٢٨<br />
٩٢
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
والأساس القانوني للحرمان هو أن يصدر كجزاء يوقع عن أخطاء سابقة ارتكبها المتعهد، متعلقة بسوء<br />
نيته في تنفيذ التزامات سابقة، أو بعدم كفاءته في تنفيذ هذه الالتزامات. كما أن الحرمان يوجد أيضا ً في<br />
غير حالة التنفيذ المعيبة لالتزام سابق وذلك بنصوص صريحة مبينة في القوانين واللوائح. ولعل أبرزها<br />
تلك الحالة التي ينص عليها قانون العقوبات بحرمان المحكوم بجناية من أن يكون صاحب التزام مع<br />
(٣٨)<br />
الدولة .<br />
وعلى كل فإن قرار الحرمان يجب أن يكون مسببا ً، ونلاحظ أن القضاء الإداري في سورية متشدد في<br />
هذه الناحية، وأن كثيرا ً من قرارات الحرمان الصادرة من جهة الإدارة تتعرض للإلغاء من منطلق<br />
فعالية هذه الرقابة، وفي اعتقادنا أن نطاق رقابة الفضاء الإداري على مشروعية قرار الحرمان يجب أن<br />
تمتد إلى أبعد مدى ولاسيما من حيث عيب الانحراف بالسلطة. والواقع يدلنا على أن كثير من قرارات<br />
الحرمان لا يكون الهدف منها الصالح العام، وإنما الكيد لمتعهد معين بقصد إقصائه والإضرار به من<br />
منطلق الباعث الشخصي.<br />
هذا وإن قرار الحرمان من دخول باب المنافسة على العطاءات العامة يكون دائما ً ذا صفة مؤقتة بحيث<br />
لا تتجاوز فعاليته الثلاث سنوات مع جواز إعادة النظر به من قبل الوزير المختص أو رئيس مجلس<br />
(٣٩)<br />
الوزراء تبعا ً للحال بعد مرور سنة واحدة على الأقل .<br />
وإذا ما تم حرمان متعهد ما من التعاقد مع الإدارة فإنه لا يحق له أن يقوم بتنفيذ العقود الإدارية بصفة<br />
وكيل عن متعهد غير محروم من التعاقد.<br />
٤ استثناءات فنية وسياسية:<br />
وكما هو واضح من هذه الشروط كونها متباينة في طبيعتها،<br />
فالضرورة الفنية تقتضي أحيانا ً وجود مؤهلات مالية وفنية ومهنية معينة بالراغبين في الاشتراك<br />
بالعطاء، لكن ذلك مقيد بشرطين:<br />
-I<br />
-II<br />
يجب أن تكون هناك ضرورة فنية تقتضي ذلك، ويجب أن تسترشد الإدارة في معرض تطبيقها<br />
لهذا الشرط بالصالح العام.<br />
يجب أن ينص دفتر الشروط الخاصة على النسق الخاص بهذه المؤهلات المالية والفنية<br />
والمهنية، فإذا لم ينص دفتر الشروط على ذلك فإن استبعاد بعض العارضين عن نطاق المنافسة<br />
(٤٠)<br />
لعدم توافر الشروط هذه فيهم يعد غير قائم على أساس قانوني يسوغه .<br />
٩٣<br />
(٣٨)<br />
(٣٩)<br />
(٤٠)<br />
راجع: الفقرة<br />
راجع: المادة<br />
(٤٩) من المادة (٣)<br />
(٦٦)<br />
راجع: رأي مجلس الدولة رقم<br />
من المرسوم التشريعي<br />
من قانون العقوبات السوري.<br />
.١٩٦٩/٢٢٨<br />
٧ سنة .١٩٧٧
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
وقد قامت إسرائيل باغتصاب قطعة مقدسة من الوطن العربي، ولما كانت المقاطعة الاقتصادية تعد من<br />
أنجح الوسائل في محاربة الدول فإننا نلاحظ أن من يريد التعاقد مع أي من الجهات العامة في سورية<br />
يجب أن لا يكون مالكا ً أي مصنع أو مؤسسة أو مكتب فرعي في إسرائيل، وألا يكون مشتركا ً في أي<br />
مؤسسة أو هيئة أو أن يكون طرفا ً في أي عقد للصنع أو للتجميع أو الترخيص أو المساعدة الفنية مع<br />
أي مؤسسة أو هيئة أو شخص في إسرائيل سواء بشخصه أو عن طريق وسيط، وألا يساهم بشكل من<br />
(٤١)<br />
الأشكال في دعم إسرائيل أو مجهودها الحربي .<br />
ويلاحظ أن هذا القيد يبرز دوره بشكل جاد في نطاق المناقصات الخارجية وخصوصا ً في نطاق التعامل<br />
مع الشركات الأجنبية إذ يجب أن ترسل كل شركة تود الاشتراك في أحد استدراجات العروض إقرار<br />
(٤٢)<br />
يبين وضعها بشكل شامل وتفصيلي بعدم تعاملها مع إسرائيل .<br />
ثالثا ً مناقشة واقتراح:<br />
نلاحظ أن الفقرة ب من المادة<br />
(١٢)<br />
من المرسوم التشريعي ١٩٦٩/٢٢٨ قد نصت على أن يقتصر<br />
تطبيق الفقرات المتعلقة بالجنسية وأن يكون العارض من غير العاملين وغير محكوم على الأشخاص<br />
الطبيعيين دون الأشخاص الاعتباريين. وفي الواقع فإن هذا المذهب منتقد وينطوي على تناقض واضح،<br />
فالفقرة ه من المادة نفسها تدل بصورة صريحة على أنه لا يجوز قبول العارض الأجنبي في<br />
العطاءات الداخلية وإن تطبيق البند<br />
(١)<br />
من الفقرة أ من ذات المادة على الأشخاص الطبيعيين فقط<br />
سيؤدي بنا إلى قبول العارضين من الأشخاص الاعتباريين الأجانب في حين لا يجوز قبولهم إلا في<br />
العطاءات الخارجية بدلالة الفقرة ه من المادة المذكورة كما أسلفنا.<br />
كما أنه يجوز أن يطبق مفهوم العقوبة لجرم شائن على الشخص الاعتباري كما هو الحال بالنسبة<br />
للشخص الطبيعي تماما ً، فمن الممكن جدا ً على سبيل المثال إقدام شركة معينة على إساءة استعمال<br />
أموال الدولة، وإن تضيق مجال العقوبات المطبقة على الأشخاص الاعتباريين لا يمنع من تطبيق البند<br />
المتعلق بألا يكون الشخص الاعتباري المتقدم بعرضه غير محكوم بجرم شائن.<br />
كما أن الفقرة ه من المادة نفسها قضت على أنه يمكن أن ينص دفتر الشروط الخاصة على الإعفاء<br />
من توافر الشرطين المتعلقين بالتسجيل في السجل التجاري وفي إحدى الغرف التجارية أو الزراعية أو<br />
الصناعية، وذلك في العطاءات التي تستدعي طبيعتها ذلك وفي العطاءات الخارجية، وإن هذا الحكم<br />
(٤١)<br />
(٤٢)<br />
راجع: البند ٧ من الفقرة أ من المادة<br />
راجع: تعميم وزارة الاقتصاد رقم<br />
(١٢)<br />
من المرسوم التشريعي<br />
.١٩٦٩/٢٢٨<br />
٤٩/٤/٨٠٨ تاريخ .١٩٨٣/١٢/٧<br />
٩٤
مجلة جامعة دمشق - المجلد الخامس عشر-العدد الأول- ١٩٩٩<br />
محمد الحسين<br />
ينطوي على شيء من الغرابة فمهما كانت طبيعة العطاءات فإن هذا لا يمنع البتة من ضرورة اطلاع<br />
الإدارة على ما يجسد الحالة التجارية "المالية والقانونية والمهنية" لمن تود التعامل معه لا شيء أكثر من<br />
وثيقتي التسجيل في السجل التجاري وفي إحدى غرف التجارة أشد دلالة على ذلك.<br />
وقبل أن نختم هذا المبحث فإننا نقترح تعديل المادة<br />
كما يلي:<br />
(١٢)<br />
"يشترط فيمن يود الاشتراك في عطاءات جهات القطاع العام مايلي:<br />
أ أن تتوافر أهلية التعاقد مع الإدارة بعناصرها التالية:<br />
من المرسوم التشريعي<br />
١٩٦٩/٢٢٨ لتصبح<br />
الأهلية العامة: يجب أن يكون العارض قادرا ً على اكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات.<br />
الأهلية الإدارية: يجب أن لا يكون العارض من العاملين في الدولة وبأي صفة كانت وبأي شكل<br />
من الأشكال.<br />
الأهلية التجارية: يجب أن تتوافر في العارض الأهلية التجارية وفقا ً لما تنظمه القوانين الخاصة<br />
بهذا الشأن واستنادا ً إلى ذلك يجب على العارض أن يكون مسجلا ً في السجل التجاري وفي إحدى<br />
الغرف الصناعية أو التجارية أو الزراعية.<br />
الأهلية الجنائية: يجب أن لا يكون محكوما ً بجناية أو بجنحة تشكل إخلالا ً خطيرا ً بالنظام العام أو<br />
الآداب العامة أو الضمير العام الاجتماعي.<br />
لا تكتمل العناصر المشار إليها سابقا ً إلا إذا كان العارض من غير المحرومين من التقدم<br />
للعطاءات التي تعلن عنها الجهة العامة التي أعلنت عن العطاء أو جميع الجهات العامة.<br />
-١<br />
-٢<br />
-٣<br />
-٤<br />
-٥<br />
ب يمكن للإدارة أن تشترط أهمية ذات طابع فني ومهني للاشتراك في بعض العطاءات ذات الطابع<br />
الخاص، ويكون للإدارة السلطة التقديرية الكاملة في ذلك على أن تسترشد بالصالح العام وأن ينص<br />
دفتر الشروط الخاصة على ذلك.<br />
ت الجنسية: يجب أن يكون العارض سوريا ً أو عربيا ً ويجوز في العطاءات الخارجية قبول العارض<br />
الأجنبي.<br />
ث التعامل مع إسرائيل: يجب أن لا يكون العارض متعاملا ً مع إسرائيل بأي صورة كانت مباشرة أم<br />
غير مباشرة، وذلك بألا يملك أي مصنع أو مؤسسة أو مكتب في إسرائيل وألا يكون مشتركا ً في أي<br />
مؤسسة أو هيئة فنية وألا يكون طرفا ً في أي عقد للصنع أو للتجميع…".<br />
ج في معرض تطبيق هذه المادة يجب أن يقدم العارض الوثائق التي تثبت حالته من حيث<br />
٩٥
المغزى الصحيح لاستدراج عروض الأسعار.<br />
استيفاؤها للشروط السابقة ما عدا البنود ١-٢-٥ من الفقرة /أ/ فيكتفي من العارض بتصريحات خطية<br />
على مسؤوليته لبيان مركزه بالنسبة لها.<br />
ح تطبيق أحكام هذه المادة على الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين على حد سواء، ما عدا البند<br />
من الفقرة أ فيطبق على الأشخاص الطبيعيين فقط.<br />
٢<br />
بعد دراسة هذا البحث يمكننا القول: إن استدراج العروض يعد طريقة من طرق انتقاء المتعاقد مع<br />
الإدارة ويقوم على أساس موجبات قانونية لا غنى عنها هي الإعلان وحرية المنافسة والمساواة فيها،<br />
إضافة إلى أن استدراج عروض الأسعار هو مناقصة من نوع خاص اقتضاها إضافة عامل الجودة إلى<br />
عامل السعر، وذلك في سبيل التخفيف من وطأة آلية الإرساء التي تطبع المناقصة البسيطة بطابعها.<br />
وإن الحديث عن الإعلان يقودنا إلى القول: إن التكييف القانوني له إنما يكون عبارة عن قرار إداري<br />
ينطوي على دعوة للتفاوض وإذا كانت الموجبات القانونية لاستدراج العروض تفرض التقيد التام بحرية<br />
المنافسة والمساواة فيها إلا َّ أن هناك استثناءات ترد على هذا المبدأ قد قمنا بتفصيلها في متن هذا الفصل<br />
وسنقوم لاحقا ً بدراسة تفصيلية للجانب العملي لاستدراج عروض الأسعار والمشاكل المتعلقة باستدراج<br />
.<br />
العروض.<br />
.<br />
تاريخ ورود البحث إلى مجلة جامعة دمشق<br />
.١٩٩٨/٨/٤<br />
٩٦