ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ
ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ
سافر شخص الى قوم من البدو في صحراء. فترل ضيف ًا عند رجل فاضل.. لاحظ ام لا يهتمون بحرز اموالهم. وقد ألقى صاحب المترل نقوده في زوايا البيت مكشوفة دون تحف ّظ. قال الضيف لصاحب المترل: - الا تخافون من السرقة؟ تلقون اموالكم هكذا في الزوايا دون تحرز؟ اجابه: - لا تقع السرقة فينا! - اننا نضع نقودنا في صناديق حديد مقفلة، ومع ذلك كثيرا ً ما تقع فينا السرقة. - اننا نقطع يد السارق كما أمر به االله تعالى وعلى وفق ما تتطلبه عدالة الشريعة. - فاذا ً كثيرون منكم قد حرموا من احدى ايديهم! - ما رأيت الا ّ قطع يد واحدة، وقد بلغتُالخمسين من العمر. - ان في بلادنا يسجن يوميا ً مايقارب الخمسين من الناس بسبب السرقة، ومع ذلك لا يردعهم ذلك إلا ّ بواحد من ألف مما تردعه عدالتكم! - لقد اهملتم حقيقة عظيمة وغفلتم عن سر عجيب عريق، لذا تحرمون من حقيقة العدالة؛ اذ بدلا ً من المصلحة الانسانية تتدخل فيكم الاغراض الشخصية والمحسوبيات والتحيز وما الى ذلك من الامور التي تغير طبيعة الاحكام وتحرفها. وحكمة تلك الحقيقة هي: ان السارق فينا في اللحظة التي يمد يده للسرقة يتذكر اجراء الحد الشرعي عليه، ويخطر بباله انه أمر الهي نازل من العرش الاعظم، فكأنه يسمع بخاصية الايمان بأذن قلبه ويشعر حقيق ًة بالكلام الازلي الذي يقول☹والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما) (المائدة: فيهيج عنده 38) ما يحمله من ايمان وعقيدة، وتثار مشاعره النبيلة، فتحصل له حالة روحية اشبه ما يكون جوم يشن من اطراف الوجدان واعماقه على ميل السرقة، فيتشتت ذلك الميل الناشئ من النفس الأمارة بالسوء والهوى، وينسحب وينكمش، وهكذا بتوالي التذكير هذا يزول ذلك الميل الى السرقة، اذ الذي يهاجم ذلك الميل ليس الوهم والفكر وحدهما وانما قوى معنوية من
عقل وقلب ووجدان، كلها اجم دفعة واحدة ذلك الميل والهوى فبتذكر الحد الشرعي يقف تجاه ذلك الميل زجر سماوي ورادع وجداني فيسكتانه.
- Page 14 and 15: »ان في الإيمان ح
- Page 16 and 17: الذي يعط ّل الاحساس
- Page 18 and 19: نعم! ان موازنات ال
- Page 20 and 21: بسم االله الرحمن ال
- Page 22 and 23: ان المستقبل سيكون ل
- Page 24 and 25: ولو اننا أظهرنا با
- Page 26 and 27: لقد بدأت قارات الع
- Page 28 and 29: الماضي. فمث ًلا:
- Page 30 and 31: محمد)ص( يكابرون ال
- Page 32 and 33: القوة الاولى: »ا
- Page 34 and 35: ان قصدنا من المدنية
- Page 36 and 37: يخلفه النهار، فسي
- Page 38 and 39: كما ثبت بالاستقراء
- Page 40 and 41: الكلمة الثانية »ا
- Page 42 and 43: والعبر. وأملنا ب
- Page 44 and 45: كانوا في الصف الاول
- Page 46 and 47: الكلمة الرابعة »ا
- Page 48 and 49: وهكذا فبفضل هذه الر
- Page 50 and 51: على وشك التحقق . فين
- Page 52 and 53: الناس لعدم تمكنه من
- Page 54 and 55: فليحيا الصدق، و
- Page 56 and 57: يستنهض الشرق ويسوق
- Page 58 and 59: اتخذ موقف عداءٍ ت
- Page 60 and 61: فإن شئتم أيها ال
- Page 62 and 63: ومن لم يكن في قلبه و
- Page 66 and 67: اجل! ان الايمان يق
- Page 68 and 69: ولقد ا ُخطر على الق
- Page 70 and 71: _ ذيل الذيل لتحيا ال
- Page 72 and 73: ص) ويخلصكم من حنث
- Page 74 and 75: ولابد أن يكون المه
- Page 76 and 77: صدى الحقيقة 27 مارت
- Page 78 and 79: الاسلام بمظهر الجم
- Page 80 and 81: لتحيا الشريعة الاح
- Page 82 and 83: ان اصابة الامة في ق
- Page 84 and 85: رد الاوهام 18 مارت 132
- Page 86 and 87: ان من يجد في نفسه هذ
- Page 88 and 89: ان الحرية الخارجة ع
- Page 90 and 91: ان المنتسبين الى ال
- Page 92 and 93: الجواب: كلا، ليس
- Page 94 and 95: * **
- Page 96 and 97: ان راية الاسلام وال
- Page 98 and 99: ان الثكنات العسكري
سافر شخص الى قوم من البدو في صحراء. فترل ضيف ًا عند رجل فاضل.. لاحظ ام<br />
لا يهتمون بحرز اموالهم. وقد ألقى صاحب المترل نقوده في زوايا البيت مكشوفة دون تحف ّظ.<br />
قال الضيف لصاحب المترل:<br />
- الا تخافون من السرقة؟ تلقون اموالكم هكذا في الزوايا دون تحرز؟<br />
اجابه:<br />
- لا تقع السرقة فينا!<br />
- اننا نضع نقودنا في صناديق حديد مقفلة، ومع ذلك كثيرا ً ما تقع فينا السرقة.<br />
- اننا نقطع يد السارق كما أمر به االله تعالى وعلى وفق ما تتطلبه عدالة الشريعة.<br />
- فاذا ً كثيرون منكم قد حرموا من احدى ايديهم!<br />
- ما رأيت الا ّ قطع يد واحدة، وقد بلغتُالخمسين من العمر.<br />
- ان في بلادنا يسجن يوميا ً مايقارب الخمسين من الناس بسبب السرقة، ومع ذلك لا<br />
يردعهم ذلك إلا ّ بواحد من ألف مما تردعه عدالتكم!<br />
- لقد اهملتم حقيقة عظيمة وغفلتم عن سر عجيب عريق، لذا تحرمون من حقيقة<br />
العدالة؛ اذ بدلا ً من المصلحة الانسانية تتدخل فيكم الاغراض الشخصية والمحسوبيات والتحيز<br />
وما الى ذلك من الامور التي تغير طبيعة الاحكام وتحرفها.<br />
وحكمة تلك الحقيقة هي:<br />
ان السارق فينا في اللحظة التي يمد يده للسرقة يتذكر اجراء الحد الشرعي عليه، ويخطر<br />
بباله انه أمر الهي نازل من العرش الاعظم، فكأنه يسمع بخاصية الايمان بأذن قلبه ويشعر حقيق ًة<br />
بالكلام الازلي الذي يقول☹والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما) (المائدة:<br />
فيهيج عنده 38)<br />
ما يحمله من ايمان وعقيدة، وتثار مشاعره النبيلة، فتحصل له حالة روحية اشبه ما يكون<br />
جوم يشن من اطراف الوجدان واعماقه على ميل السرقة، فيتشتت ذلك الميل الناشئ من<br />
النفس الأمارة بالسوء والهوى، وينسحب وينكمش، وهكذا بتوالي التذكير هذا يزول ذلك<br />
الميل الى السرقة، اذ الذي يهاجم ذلك الميل ليس الوهم والفكر وحدهما وانما قوى معنوية من