26.04.2015 Views

ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ

ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ

ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

فيا صاحبي في القطار،‏ ويا اخوتي الباحثين في العلوم بعد خمسين عام ًا!‏<br />

افرضوا خيالا ً ان رستم الفارسي وهرقل اليوناني،‏ واقفان موقف الصبي هذا،‏ واذ هما لا<br />

علم لهما بالقطار،‏ فلا يعتقدان بانه يسير وفق نظام معين،‏ فاذا ماخرج عليهما من النفق المظلم<br />

وفي رأسه النار ذات الوقود وفي انفاسه هدير السماء،‏ وفي عيونه بروق المصابيح،‏ وهو يهدد<br />

ويزمجر وكأنه يريد أن ينقض عليهما..‏ تصوروا هذه الحالة ثم قدروا مدى الخوف والهلع<br />

الذي يعتريهما،‏ وكيف اما يفران من القطار مع ما يملكانه من جرأة وشجاعة نادرة.‏<br />

وتصوروا كيف ان حريتهما وجسارما تضمحلان امام ديد دابة الارض هذه حتى لا يجدان<br />

بدا ً منها إلا ّ الفرار..‏ كل ذلك لاما لا يعتقدان بوجود قائد يقود ذلك القطار،‏ ولا يؤمنان<br />

بوجود نظام يسير على وفقه،‏ بل لايظنان أا دابة مطيعة منقادة ليس إلا ّ،‏ وانما يتخيلاا أسد ًا<br />

هصورا ً ووحشا ً كاسرا ً جسيما ً تنتظم وراءه ا ُسود كثيرة ووحوش عديدة.‏<br />

يا اخوتي!‏ ويا زملائي الذين يسمعون هذا الكلام بعد خمسين عام ًا!‏<br />

ان الذي منح هذا الصبي تلك الجسارة والحرية اكثر من ذينك البطلين ووهب له<br />

اطمئنانا ً وسكينة يفوقهما بكثير هو:‏ ان في قلب ذلك الصبي نواة حقيقة،‏ وهي:‏ ايمانه<br />

واطمئنانه بأن ذلك القطار يسير على وفق نظام،‏ واعتقاده بأن زمامه بيد قائد يقوده بأمره<br />

ولأجله.‏<br />

وأما الذي أرهب ذينك البطلين المشهورين وأسر وجداما،‏ فهو عدم معرفتهما بقائد<br />

ذلك القطار وعدم اعتقادهما بنظامه،‏ أي جهلهما بالعقيدة وخلوهما منها.‏<br />

فمثل هذه البطولة النابعة من ايمان ذلك الصبي الوديع قد ترسخت طوال ألف سنة في<br />

قلوب عشائر من طوائف الاسلام ‏(وهم الترك ومن تشبهوا م)‏ عقيدة ً وايمانا ً،‏ فوهبهم ذلك<br />

الايمان بطولة فائقة استطاعوا ا ان يغزوا دولا ً تفوقهم مئة ضعف وان يثبتوا امامها،‏ فنشروا<br />

كمالات الاسلام في ارجاء العالم..‏ في آسيا وأفريقيا ونصف اوروبا،‏ واستقبلوا الموت بسرور<br />

بالغ قائلين:‏ إن ق ُتِلت فأنا شهيد وان ق َتلت عدوا ً فانا مجاهد.‏ بل ثبتوا<br />

- بالايمان<br />

- امام كل ما

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!