26.04.2015 Views

ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ

ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ

ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

القلب،‏ فان المحبة تنقلب عندها الى المداراة والمماشاة والصداقة الظاهرية . فهذا انما<br />

يكون مع ارباب الضلال غير المتجاوزين.‏<br />

أجل!‏ ان اسباب المحبة هي الايمان والاسلام والانسانية وامثالها من السلاسل النورانية<br />

المتينة والحصون المعنوية المنيعة.‏ أما اسباب العداوة والبغضاء تجاه المؤمن فانما هي امور خاصة<br />

تافهة تفاهة الحصيات.‏ لذا فان اضمار العداء لمسلم اضمارا ً حقيقيا ً،‏ انما هو خطأ جسيم لأنه<br />

استخفاف باسباب المحبة التي هي اشبه بالجبال.‏<br />

نحصل مما سبق:‏<br />

ان الود والمحبة والاخوة هي من طباع الاسلام وروابطه.‏ والذي يحمل في قلبه العداء فهو<br />

أشبه ما يكون بطفل فاسد المزاج يروم البكاء بادنى مبرر للبكاء،‏ وقد يكون ما هو اصغر من<br />

جناح ذبابة كافيا ً لدفعه الى البكاء.‏ أو هو أشبه ما يكون برجل متشائم لا يحسن الظن بشئ<br />

ما دام سوء الظن ممكن ًا.‏ فيحجب عشر حسناتٍ‏ للمرء بسيئة واحدة.‏ ومن المعلوم ان هذا<br />

منافٍ‏ كليا ً للخلق الاسلامي القاضي بالانصاف وحسن الظن.‏<br />

الكلمة الخامسة<br />

‏»تضاعف السيئات والحسنات«‏<br />

ان الدرس الذي تعلمته من الشورى الشرعية هو:‏ أن سيئة امرئٍ‏ واحدٍ‏ في هذا الزمان،‏<br />

لا تبقى على حالها سيئة واحدة،‏ وانما قد تكبر وتسري حتى تصبح مائة سيئة.‏ كما ان حسنة<br />

واحدة ايضا ً لا تبقى على حالها حسنة واحدة بل قد تتضاعف الى الالاف.‏ وحكمة هذا<br />

وسره هو:‏ ان الحرية الشرعية والشورى المشروعة قد أظهرتا سيادة امتنا الحقيقية.‏ اذ إن حجر<br />

الاساس في بناء امتنا وقوام روحها انما هو الاسلام،‏ وان الخلافة العثمانية والجيش التركي من<br />

حيث كوما حاملين لراية تلك الامة الاسلامية فهما بمثابة الصدفة والقلعة للأمة،‏ وان العرب<br />

والترك هما الاخوان الحقيقيان وسيظلان حارسين امينين لتلك القلعة المنيعة،‏ والصدفة المتينة.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!