ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ
ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ
ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ
- TAGS
- dahsha.com
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ص)<br />
ان الصدق والكذب بعيدان احدهما عن الآخر بعد الكفر عن الايمان. فان عروج محمد<br />
) في خير القرون الى اعلى عليين بوساطة الصدق وما فتحه من كنوز حقائق الايمان<br />
واسرار الكون.. جعل الصدق أروج بضاعة واثمن متاع في سوق الحياة الاجتماعية. بينما<br />
تردى مسيلمة الكذاب وامثاله الى اسفل سافلين بالكذب؛ اذ لما حدث ذلك الانقلاب العظيم<br />
في اتمع تبين ان الكذب هو مفتاح الكفر والخرافات، وأفسد بضاعة واقذرها. فالبضاعة التي<br />
تثير التقزز والاشمئزاز لدى جميع الناس الى هذا الحد لا يمكن ان تمتد اليها يد أولئك الذين<br />
السياسة وسيلة من وسائل تحقيق حقائق الاسلام وخادمة لها.<br />
بيد انه رأى بعد ذلك بعشرين سنة ان بعض الساسة المتدينين يبذلون الجهد لجعل الدين أداة للسياسة<br />
الاسلامية، تجاه جعل اولئك الزنادقة المنافقين المتسترين، الدين آله للسياسة بحجة التغرب. ألا إن شمس<br />
الاسلام لن تكون تابعة لأضواء الارض ولا أداة لها. وان محاولة جعلها آلة لها تعني الحط من كرامة<br />
الاسلام ، وهي جناية كبرى بحقه حتى ان»سعيدا ً القديم« قد رأى من ذلك النمط من التحيز الى<br />
السياسة: ان عالما ً صالحا ً قد اثنى بحرارة على منافق يحمل فكرا ً يوافق فكره السياسي وانتقد عالما ً صالح ًا<br />
آخر يحمل افكارا ً تخالف افكاره السياسية، == حتى وصمه بالفسق. فقال له» سعيد القديم«: لو ان<br />
شيطانا ً أيد فكرك السياسي لأمطرت عليه الرحمات، اما اذا خالف أحد فكرك السياسي للعنته حتى لو<br />
!«. كان مل َك ًا<br />
. وترك السياسة<br />
لأجل هذا قال »سعيد القديم« منذ خمس وثلاثين سنة »اعوذ باالله من الشيطان والسياسة«<br />
المؤلف.<br />
و لما كان سعيد الجديد قد ترك السياسة كليا ً ولا ينظر اليها قطعا ً، فقد ترجمت هذه الخطبة الشامية<br />
لسعيد القديم التي تمس السياسة.<br />
ثم انه لم يثبت انه استغل الدين كاداة للسياسة طوال حياته التي استغرقت اكثر من ربع قرن، وفي مؤلفاته<br />
ورسائله التي تربو على مئة وثلاثين رسالة والتي دققت بأمعان من قبل خبراء مئات المحاكم بل حتى في<br />
احلك الظروف التي تلجئه الى السياسة لشدة مضايقات الظلمة المرتدين والمنافقين، بل حتى عندما ا ُصدر<br />
أمر اعدامه سرا ً، لم يجد أحد منهم اية أمارة كانت عليه حول إستغلاله الدين لأجل السياسة.<br />
فنحن طلاب النور نرقب حياته عن كثب ونعرفها بدقائقها لا نملك انفسنا من الحيرة والاعجاب ازاء هذه<br />
الحالة، ونعدها دليلا ً على الاخلاص الحقيقي ضمن دائرة رسائل النور. - طلاب النور.