ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ
ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ
يخلفه النهار، فسيكون للبشرية ربيع وار ان شاء االله، ولكم ان تنتظروا من الرحمة الالهية شروق شمس حقيقة الاسلام، فتروا المدنية الحقيقية في ظل سلام عام شامل. لقد قلنا في بداية هذا الدرس اننا سنقيم برهانا ً ونصف برهان على دعوانا. وقد انتهى الآن البرهان مجم ًلا. وجاء دور نصف البرهان وهو الآتي: لقد ثبت بالبحث والتحري الدقيق والاستقراء والتجارب العديدة للعلوم أن: الخير والحسن والجمال والاتقان والكمال هو السائد المطلق في نظام الكون وهو المقصود لذاته، أي هو المقاصد الحقيقية للصانع الجليل. بدليل ان كل علمٍ من العلوم المتعل ّقة بالكون يطلعنا بقواعده الكلية على ان في كل نوع وفي كل طائفة انتظاما ً وابداعا ً بحيث لايمكن للعقل أن يتصور أبدع واكمل َ منه. فمث ًلا: علم التشريح الذي يخص الطب، علم المنظومة الشمسية الذي يخص الفلك وبقية العلوم التي تخص النباتات والحيوانات، كل منها تفيدنا بقواعدها الكلية وبحوثها المتعددة النظام المتقن للصانع الجليل في ذلك النوع وقدرته المبدعة وحكمته التامة فتبين جميعها حقيقة الآية الكريمة (الذي احسن كل َّ شئٍ خلق َه) (السجدة: (7 كما ان الاستقراء التام والتجارب الشاملة يثبت أن: الشر والقبح والباطل والسيئات جزئي وتبعي وثانوي في خلقة الكون. فالقبح مثلا ً في الكون والمخلوقات ليس هدفا ً لذاته وانما هو وحدة قياسية، لتنقلب حقيقة ٌ واحدة للجمال الى حقائق كثيرة. والشر كذلك، بل حتى الشيطان نفسه انما خلق وسل ّط على البشرية ليكون وسيلة لترقيات البشر غير المحدودة نحو الكمال التي لا تنال إ ّلا بالتسابق وااهدة. وامثال هذه الشرور والقبائح الجزئية خلقت في الكون لتكون وسيلة لإظهار انواع الخير والجمال الكليين. وهكذا يثبت بالاستقراء التام أن المقصد الحقيقي في الكون والغاية الاساسية في الخلق انما هو: الخير والحسن والكمال، لذا فالانسان الذي لوث وجه الارض بكفره الظالم
وعصيانه االله لايمكن ان يفلت من العقاب، ويذهب الى العدم من دون ان يحق عليه المقصود الحقيقي في الكون. بل سيدخل سجن جهنم!
- Page 1 and 2: الخطبة الشامية تأ
- Page 3 and 4: قام الملا عبد ايد
- Page 5: - 1 اعتبار النص التر
- Page 8 and 9: 1327ه قد اصبح عام
- Page 10 and 11: الجواب: ان رسائل
- Page 12 and 13: أن يعرف له الخالق
- Page 14 and 15: »ان في الإيمان ح
- Page 16 and 17: الذي يعط ّل الاحساس
- Page 18 and 19: نعم! ان موازنات ال
- Page 20 and 21: بسم االله الرحمن ال
- Page 22 and 23: ان المستقبل سيكون ل
- Page 24 and 25: ولو اننا أظهرنا با
- Page 26 and 27: لقد بدأت قارات الع
- Page 28 and 29: الماضي. فمث ًلا:
- Page 30 and 31: محمد)ص( يكابرون ال
- Page 32 and 33: القوة الاولى: »ا
- Page 34 and 35: ان قصدنا من المدنية
- Page 38 and 39: كما ثبت بالاستقراء
- Page 40 and 41: الكلمة الثانية »ا
- Page 42 and 43: والعبر. وأملنا ب
- Page 44 and 45: كانوا في الصف الاول
- Page 46 and 47: الكلمة الرابعة »ا
- Page 48 and 49: وهكذا فبفضل هذه الر
- Page 50 and 51: على وشك التحقق . فين
- Page 52 and 53: الناس لعدم تمكنه من
- Page 54 and 55: فليحيا الصدق، و
- Page 56 and 57: يستنهض الشرق ويسوق
- Page 58 and 59: اتخذ موقف عداءٍ ت
- Page 60 and 61: فإن شئتم أيها ال
- Page 62 and 63: ومن لم يكن في قلبه و
- Page 64 and 65: سافر شخص الى قوم من
- Page 66 and 67: اجل! ان الايمان يق
- Page 68 and 69: ولقد ا ُخطر على الق
- Page 70 and 71: _ ذيل الذيل لتحيا ال
- Page 72 and 73: ص) ويخلصكم من حنث
- Page 74 and 75: ولابد أن يكون المه
- Page 76 and 77: صدى الحقيقة 27 مارت
- Page 78 and 79: الاسلام بمظهر الجم
- Page 80 and 81: لتحيا الشريعة الاح
- Page 82 and 83: ان اصابة الامة في ق
- Page 84 and 85: رد الاوهام 18 مارت 132
يخلفه النهار، فسيكون للبشرية ربيع وار ان شاء االله، ولكم ان تنتظروا من الرحمة<br />
الالهية شروق شمس حقيقة الاسلام، فتروا المدنية الحقيقية في ظل سلام عام شامل.<br />
لقد قلنا في بداية هذا الدرس اننا سنقيم برهانا ً ونصف برهان على دعوانا. وقد انتهى<br />
الآن البرهان مجم ًلا.<br />
وجاء دور نصف البرهان وهو الآتي:<br />
لقد ثبت بالبحث والتحري الدقيق والاستقراء والتجارب العديدة للعلوم أن:<br />
الخير والحسن والجمال والاتقان والكمال هو السائد المطلق في نظام الكون وهو المقصود<br />
لذاته، أي هو المقاصد الحقيقية للصانع الجليل. بدليل ان كل علمٍ من العلوم المتعل ّقة بالكون<br />
يطلعنا بقواعده الكلية على ان في كل نوع وفي كل طائفة انتظاما ً وابداعا ً بحيث لايمكن للعقل<br />
أن يتصور أبدع واكمل َ منه.<br />
فمث ًلا: علم التشريح الذي يخص الطب، علم المنظومة الشمسية الذي يخص الفلك وبقية<br />
العلوم التي تخص النباتات والحيوانات، كل منها تفيدنا بقواعدها الكلية وبحوثها المتعددة النظام<br />
المتقن للصانع الجليل في ذلك النوع وقدرته المبدعة وحكمته التامة فتبين جميعها حقيقة الآية<br />
الكريمة (الذي احسن كل َّ شئٍ خلق َه) (السجدة:<br />
(7<br />
كما ان الاستقراء التام والتجارب الشاملة يثبت أن:<br />
الشر والقبح والباطل والسيئات جزئي وتبعي وثانوي في خلقة الكون.<br />
فالقبح مثلا ً في الكون والمخلوقات ليس هدفا ً لذاته وانما هو وحدة قياسية، لتنقلب<br />
حقيقة ٌ واحدة للجمال الى حقائق كثيرة. والشر كذلك، بل حتى الشيطان نفسه انما خلق<br />
وسل ّط على البشرية ليكون وسيلة لترقيات البشر غير المحدودة نحو الكمال التي لا تنال إ ّلا<br />
بالتسابق وااهدة.<br />
وامثال هذه الشرور والقبائح الجزئية خلقت في الكون لتكون وسيلة لإظهار انواع الخير<br />
والجمال الكليين. وهكذا يثبت بالاستقراء التام أن المقصد الحقيقي في الكون والغاية الاساسية<br />
في الخلق انما هو: الخير والحسن والكمال، لذا فالانسان الذي لوث وجه الارض بكفره الظالم