ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ
ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ
ان قصدنا من المدنية هو محاسنها وجوانبها النافعة للبشرية، وليس ذنوا
وسيئاا، كما ظن الحمقى من الناس أن تلك السيئات محاسن فقل ّدوها وخربوا الديار، فقدموا الدين رشوة للحصول على الدنيا فما حصلوا عليها ولا حصلوا على شئ. انه بطغيان ذنوب المدنية على محاسنها، ورجحان كفة سيئاا على حسناا، تلقت البشرية صفعتين قويتين بحربين عالميتين، فأتتا على تلك المدنية الآثمة، وقاءت دماءً لطخت وجه الارض برمتها. وسوف تتغلب باذن االله محاسن المدنية بفضل قوة الاسلام التي ستسود في المستقبل، وتطهر وجه الارض من الأدناس وتحقق ايضا ً سلاما ً عاما ً للبشرية قاطبة. نعم لما كانت مدنية اوروبا لم تتأسس على الفضيلة والهدى بل على الهوس والهوى، وعلى الحسد والتحكم، تغلبت سيئات هذه المدنية على حسناا الى الان. واصبحت كشجرة منخورة بديدان المنظمات الثورية الارهابية ، وهذا دليل قوي ومؤشر على قرب ايارها وسبب مهم لحاجة العالم الى مدنية آسيا »الاسلامية« التي ستكون لها الغلبة عن قريب. فاذا كان امام اهل الايمان والاسلام امثال هذه الاسباب القوية والوسائل القويمة للرقي المادي والمعنوي، وطريق سوي ممهد كسكة الحديد للوصول الى السعادة في المستقبل، فكيف تيأسون، وتثبطون روح العالم الاسلامي المعنوية وتظنون ظن السوء وفي يأس وقنوط: أن الدنيا دار ترقٍ وتقدم للاجانب وللجميع بينما اصبحت دار تدنٍ وتأخّر للمسلمين المساكين وحدهم. انكم ذا ترتكبون خطأ شنيع ًا. اذ ما دام الميل نحو الكمال قانونا ً فطريا ً في الكون وقد ا ُدرج في فطرة البشرية، فان الحق والحقيقة سيظهران في المستقبل على يد العالم الاسلامي ان شاء االله سعادة ً دنيوية ايضا ً كف ّارة لما اقترفته البشرية من آثام، مالم تقم قيامة مفاجئة بما ارتكبت من مفاسد ومظالم. فانظروا الى الزمن، انه لايسير على خط مستقيم حتى يتباعد المبدأ والمنتهى، بل يدور ضمن دائرة كدوران كرتنا الارضية. فتارة يرينا الصيف والربيع في حال الترقي، وتارة يرينا الشتاء والخريف في حال التدني. وكما ان الشتاء يعقبه الربيع والليل
- Page 1 and 2: الخطبة الشامية تأ
- Page 3 and 4: قام الملا عبد ايد
- Page 5: - 1 اعتبار النص التر
- Page 8 and 9: 1327ه قد اصبح عام
- Page 10 and 11: الجواب: ان رسائل
- Page 12 and 13: أن يعرف له الخالق
- Page 14 and 15: »ان في الإيمان ح
- Page 16 and 17: الذي يعط ّل الاحساس
- Page 18 and 19: نعم! ان موازنات ال
- Page 20 and 21: بسم االله الرحمن ال
- Page 22 and 23: ان المستقبل سيكون ل
- Page 24 and 25: ولو اننا أظهرنا با
- Page 26 and 27: لقد بدأت قارات الع
- Page 28 and 29: الماضي. فمث ًلا:
- Page 30 and 31: محمد)ص( يكابرون ال
- Page 32 and 33: القوة الاولى: »ا
- Page 36 and 37: يخلفه النهار، فسي
- Page 38 and 39: كما ثبت بالاستقراء
- Page 40 and 41: الكلمة الثانية »ا
- Page 42 and 43: والعبر. وأملنا ب
- Page 44 and 45: كانوا في الصف الاول
- Page 46 and 47: الكلمة الرابعة »ا
- Page 48 and 49: وهكذا فبفضل هذه الر
- Page 50 and 51: على وشك التحقق . فين
- Page 52 and 53: الناس لعدم تمكنه من
- Page 54 and 55: فليحيا الصدق، و
- Page 56 and 57: يستنهض الشرق ويسوق
- Page 58 and 59: اتخذ موقف عداءٍ ت
- Page 60 and 61: فإن شئتم أيها ال
- Page 62 and 63: ومن لم يكن في قلبه و
- Page 64 and 65: سافر شخص الى قوم من
- Page 66 and 67: اجل! ان الايمان يق
- Page 68 and 69: ولقد ا ُخطر على الق
- Page 70 and 71: _ ذيل الذيل لتحيا ال
- Page 72 and 73: ص) ويخلصكم من حنث
- Page 74 and 75: ولابد أن يكون المه
- Page 76 and 77: صدى الحقيقة 27 مارت
- Page 78 and 79: الاسلام بمظهر الجم
- Page 80 and 81: لتحيا الشريعة الاح
- Page 82 and 83: ان اصابة الامة في ق
وسيئاا، كما ظن الحمقى من الناس أن تلك السيئات محاسن فقل ّدوها وخربوا الديار،<br />
فقدموا الدين رشوة للحصول على الدنيا فما حصلوا عليها ولا حصلوا على شئ.<br />
انه بطغيان ذنوب المدنية على محاسنها، ورجحان كفة سيئاا على حسناا، تلقت<br />
البشرية صفعتين قويتين بحربين عالميتين، فأتتا على تلك المدنية الآثمة، وقاءت دماءً لطخت<br />
وجه الارض برمتها. وسوف تتغلب باذن االله محاسن المدنية بفضل قوة الاسلام التي ستسود في<br />
المستقبل، وتطهر وجه الارض من الأدناس وتحقق ايضا ً سلاما ً عاما ً للبشرية قاطبة.<br />
نعم لما كانت مدنية اوروبا لم تتأسس على الفضيلة والهدى بل على الهوس والهوى،<br />
وعلى الحسد والتحكم، تغلبت سيئات هذه المدنية على حسناا الى الان. واصبحت<br />
كشجرة منخورة بديدان المنظمات الثورية الارهابية ، وهذا دليل قوي ومؤشر على قرب<br />
ايارها وسبب مهم لحاجة العالم الى مدنية آسيا »الاسلامية« التي ستكون لها الغلبة عن<br />
قريب.<br />
فاذا كان امام اهل الايمان والاسلام امثال هذه الاسباب القوية والوسائل القويمة للرقي<br />
المادي والمعنوي، وطريق سوي ممهد كسكة الحديد للوصول الى السعادة في المستقبل، فكيف<br />
تيأسون، وتثبطون روح العالم الاسلامي المعنوية وتظنون ظن السوء وفي يأس وقنوط: أن الدنيا<br />
دار ترقٍ وتقدم للاجانب وللجميع بينما اصبحت دار تدنٍ وتأخّر للمسلمين المساكين<br />
وحدهم. انكم ذا ترتكبون خطأ شنيع ًا.<br />
اذ ما دام الميل نحو الكمال قانونا ً فطريا ً في الكون وقد ا ُدرج في فطرة البشرية، فان الحق<br />
والحقيقة سيظهران في المستقبل على يد العالم الاسلامي ان شاء االله سعادة ً دنيوية ايضا ً كف ّارة<br />
لما اقترفته البشرية من آثام، مالم تقم قيامة مفاجئة بما ارتكبت من مفاسد ومظالم.<br />
فانظروا الى الزمن، انه لايسير على خط مستقيم حتى يتباعد المبدأ والمنتهى، بل يدور<br />
ضمن دائرة كدوران كرتنا الارضية. فتارة يرينا الصيف والربيع في حال الترقي، وتارة يرينا<br />
الشتاء والخريف في حال التدني. وكما ان الشتاء يعقبه الربيع والليل