ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ

ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻰ ﺗﺮ

26.04.2015 Views

ولو اننا أظهرنا بأفعالنا وسلوكنا مكارم اخلاق الاسلام وكمال حقائق الايمان،‏ لدخل اتباع الاديان الاخرى في الاسلام جماعات وأفواج ًا.‏ بل لربما رضخت دول العالم وقاراته للاسلام.‏ ان البشرية التي اخذت تصحو وتتيق ّظ بنتائج العلوم والفنون الحديثة،‏ ادركت كنه الانسانية وماهيتها،‏ وتيق ّنت انه لا يمكنها ان تعيش هملا ً بغير دين،‏ بل حتى اشد الناس إلحاد ًا وتنكرا ً للدين مضطر الى أن يلجأ الى الدين في آخر المطاف؛ لأن:‏ ‏»نقطة استناد«‏ البشر عند مهاجمة المصائب والاعداء من الخارج والداخل،‏ مع عجزه وقل ّة حيلته،‏ وكذا ‏»نقطة استمداده«‏ لآماله غير المحدودة الممتدة الى الأبد مع فقره وفاقته،‏ ليس ا ّلا ‏»معرفة الصانع«‏ والايمان به والتصديق بالآخرة،‏ فلا سبيل للبشرية المتيق ّظة الى الخلاص من غفوا سوى الاقرار بكل ذلك.‏ ومالم يوجد في صدفة القلب جوهر الدين الحق،‏ فسوف تقوم قيامات مادية ومعنوية على رأس البشر،‏ وسيكون اشقى الحيوانات وأذل ّها.‏ خلاصة الكلام:‏ لقد تيق ّظ الانسان في عصرنا هذا،‏ بفضل العلوم والفنون ونذ ُر الحروب والاحداث المذهلة،‏ وشعر بقيمة جوهر الانسانية واستعدادها الجامع،‏ وادرك ان الانسان باستعداده 1 - قبول بعض الدول الصغيرة كالسويد والنرويج وفنلندا تدريس القرآن في مدارسها،‏ وقبولها له ليكون سدا ً منيعا ً امام الشيوعية والالحاد.‏ 2 3 - قيام عدد من الخطباء الانكليز المشهورين باقناع الانكليز وحملهم على قبول القرآن.‏ - موالاة اكبر دول المعمورة في الوقت الحاضر-‏ وهي امريكا - لحقائق الدين بكل قواها،‏ واعترافها بأن آسيا وافريقيا ستجدان السعادة والأمن والسلام في ظل الاسلام.‏ فضلا ً عن تعاطفها مع دول اسلامية حديثة الولادة ومحاولتها الاتفاق معها..‏ كل ذلك يثبت صدق هذه الدعوى التي قيلت قبل خمس واربعين سنة،‏ وشاهد قوي عليها.المؤلف.‏

الاجتماعي العجيب لم يخلق لقضاء هذه الحياة المتقل ّبة القصيرة،‏ بل خلق للأبد والخلود،‏ بدليل آماله الممتدة الى الابد.‏ وان كل انسان بدأ يشعر - حسب استعداده - أن هذه الدنيا الفانية الضيقة لاتسع لتلك الآمال والرغبات غير المحدودة،‏ حتى اذا قيل لقوة الخيال التي تخدم الانسانية:‏ ‏»لك ان تعمري مليون سنة مع سلطنة الدنيا،‏ نظير قبولك موتا ً ابديا ً لاحياة بعده اطلاق ًا.«‏ فلابد ان خيال ذلك الانسان المتيق ّظ الذي لم يفقد انسانيته سيتأوه ك َمدا ً وحزن ًا بدلا ً من أن يفرح ويستبشر - لفقده السعادة الابدية.‏ - وهذا هو السر في ظهور ميل شديد الى التحري عن الدين الحق في اعماق كل انسان،‏ فهو يبحث قبل كل شئ عن حقيقة الدين الحق لتنقذه من الموت الابدي.‏ ووضع العالم الحاضر خير شاهد على هذه الحقيقة.‏

الاجتماعي العجيب لم يخلق لقضاء هذه الحياة المتقل ّبة القصيرة،‏ بل خلق للأبد والخلود،‏ بدليل<br />

آماله الممتدة الى الابد.‏ وان كل انسان بدأ يشعر - حسب استعداده - أن هذه الدنيا الفانية<br />

الضيقة لاتسع لتلك الآمال والرغبات غير المحدودة،‏ حتى اذا قيل لقوة الخيال التي تخدم<br />

الانسانية:‏<br />

‏»لك ان تعمري مليون سنة مع سلطنة الدنيا،‏ نظير قبولك موتا ً ابديا ً لاحياة بعده<br />

اطلاق ًا.«‏ فلابد ان خيال ذلك الانسان المتيق ّظ الذي لم يفقد انسانيته سيتأوه ك َمدا ً وحزن ًا<br />

بدلا ً من أن يفرح ويستبشر - لفقده السعادة الابدية.‏<br />

-<br />

وهذا هو السر في ظهور ميل شديد الى التحري عن الدين الحق في اعماق كل انسان،‏<br />

فهو يبحث قبل كل شئ عن حقيقة الدين الحق لتنقذه من الموت الابدي.‏ ووضع العالم<br />

الحاضر خير شاهد على هذه الحقيقة.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!