26.04.2015 Views

ﻨﺤﻭ ﺇﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ - جامعة دمشق

ﻨﺤﻭ ﺇﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ - جامعة دمشق

ﻨﺤﻭ ﺇﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ - جامعة دمشق

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ينس<br />

مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية-‏ المجلد الثاني والعشرون-‏ العدد الثاني-‏ 2006<br />

مك ّي الحَسَني<br />

نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />

الحلقة ُ<br />

السابعة َ عش ْرة َ<br />

مك ّي الح د.‏ أ.‏<br />

-151<br />

-152<br />

الن َّسبة إلى بعض الأسماء<br />

تعدية بعض الأفعال اللازمة.‏ بحروف الجر<br />

القسم الأول:‏<br />

• احتاج إليه وله واحتاجه.‏<br />

• أجاب السؤال وعنه وعليه.‏<br />

• أث َّر فيه وبه وعليه.‏<br />

• قسَم على/‏ إلى.‏ قسم في.‏<br />

401


نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />

الن َّسبة 151-<br />

)<br />

)<br />

الن َّسب‏)‏ إلى بعض الأسماء مثل:‏<br />

بِن ْيَة،‏ بَيضة،‏ خ َل ْوَة وخ َلِية)،‏ دَعوة ودَعِي‏).‏ )<br />

• القاعدة الأساسية:‏ إذا أُريد النسَب إلى اسم،‏ أُل ْحِق َ بآخرِهِ‏ ياء مشددة مكسور ما قبلها.‏<br />

نحو:‏ <strong>دمشق</strong> <strong>دمشق</strong>ي‏،‏ حلب حلبي‏-‏ بَصَر بَصَرِي‏.‏<br />

)<br />

فإذا كان الاسم مختوما ً بتاءٍ‏ مربوطة،‏ حذفت قبل إلحاق الياء المشددة،‏ نحو:‏ فاطِمة<br />

فاطِمِي‏،‏ طاقة طاقي‏،‏ البَصرة البَصري كلنا سمع بالإمام الحَسَن البَصري‏).‏<br />

• النسبة القياسية إلى الاسم الثلاثي الذي ثالثه ياء أو واو‏،‏ وقبلهما سكون،‏ تكون بإلحاق<br />

ياء النسب المشددة،‏ نحو:‏ ظ َبي<br />

وعلى هذا فالنسبة إلى<br />

)<br />

ظ َبيَة)‏ ظ َبيِي؛ غ َزو<br />

)<br />

)<br />

العربية بالقاهرة جواز قبول<br />

)<br />

غ َزوَة)‏ غ َزوِي‏.‏<br />

بِن ْيَة)‏ هي بِن ْيِي‏.‏ ولكن رأت لجنة الأصول في مجمع اللغة<br />

بِن ْيَوِي‏)‏ على أساس أنها منسوبة إلى<br />

)<br />

)<br />

)<br />

]<br />

بِن ْيات)‏ جمع ًا<br />

يجوز تسكين النون وكسرها وفتحها،‏ لأن الحرف الأول غير مفتوح!].‏ ووافق مؤتمر<br />

مجمع القاهرة سنة 1977 بالأكثرية على قرار لجنة الأصول.‏<br />

• إن هذا القرار مبني على القاعدة الآتية:‏ إذا كان الاسم المنسوب إليه اسما ً جامدا ً<br />

بَيضة،‏ ث َورة)‏ أو وَصف ًا ) ضَخ ْمة)‏ والحرف الثاني فيهما ساكن،‏ وأَلِف ُ الجمع رابعة<br />

بَيضات،‏ ث َورات)‏ ] بتسكين الياء والواو في الجمع لأنهما حرفا عِل ّة،‏ مع أن<br />

الحرف الأول مفتوح!]،‏ ضَخ ْمات،‏ جاز النسَب إلى المفرد وإلى الجمع<br />

التاء المبسوطة وق َل ْب الألِف واوا ً)‏ فيقال:‏<br />

ث َورة ث َوري-‏ ث َورات ث َورَوي<br />

)<br />

)<br />

ضَخ ْموِي‏.‏ بَيضة بَيضِي‏-‏ بَيضات بَيضَوِي<br />

البيضاء!).‏<br />

• ومع أن النسبة القياسية إلى<br />

)<br />

)<br />

بعد حذف<br />

الحركات الثوروية مثلا ً)-‏ ضَخ ْمة ضَخ ْمِي‏-‏ ضَخ ْمات<br />

) وَحدة)‏ هي<br />

أما البَيضاوي فهو المنسوب إلى<br />

وَحدِي‏)،‏ ومع أن جمع<br />

)<br />

)<br />

وَحدة)‏ هو<br />

وَحَدات)‏ بتحريك الحاء(‏ لأن الحرف الأول من هذا الاسم مفتوح)،‏ ومع أن الأمة<br />

العربية لا تسعى إلى<br />

يقولوا ‏(وَحدَوِي‏)،‏ و<br />

)<br />

"<br />

وَحَدات)‏ بل إلى وحدة واحدة،‏ فقد جرى الناس على أن<br />

خ َرجوها"‏ على أنها نسبة إلى<br />

وَحَدات)!‏ )<br />

402


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية-‏ المجلد الثاني والعشرون-‏ العدد الثاني-‏ 2006<br />

مك ّي الحَسَني<br />

• ويستعمل الأطباء كلمة<br />

)<br />

رَث ْيَة)‏ أي روماتيزم،‏ وجَمعها<br />

الحرف الأول مفتوح.‏ ومع ذلك يستعملون النسبة<br />

)<br />

)<br />

)<br />

رَث ْيِي‏)‏ ولا إلى الجمع<br />

) رَث ْيَوِي‏)!‏ )<br />

)<br />

رَث َيات)‏ بتحريك الثاء لأن<br />

رَث َوِي‏)‏ التي لا هي إلى المفرد<br />

انظر المعجم الطبي الموحد).‏<br />

• ومن المسموع الذي لا يقاس عليه:‏ ق َريَة ق َرَوِ‏ ي!‏<br />

• للنسب إلى الاسم المختوم بياء مشددة قبلها حرفان،‏ ت ُحذف الياء الأولى وتقلب الثانية<br />

واوا ً،‏ ثم ت ُلحق ياء النسب المشددة،‏ نحو:‏ علي علوِي‏،‏ نبِي ن َبَوِي‏،‏ خلِية خ َل َوِي‏،‏ الدعِي<br />

أي المت َّهم في ن َسَبِه أو المت َبن ّى)‏ دَعَوِي‏.‏<br />

أما النسبة إلى<br />

والنسبة إلى<br />

)<br />

خ َل ْوَة)‏ فهي خ َل ْوِي<br />

]<br />

)<br />

دَعوة)‏ هي دَعوِي<br />

]<br />

بتسكين اللام!].‏<br />

بتسكين العَين!].‏<br />

152- حروف الجر‏،‏ وت َعدية بعض الأفعال اللازمة بها<br />

‏(القسم الأول)‏<br />

لا يَن ْدر أن أسمع مَن ينبه صديقه أو زميله على خطأِ‏ قولِه<br />

يذكر له أن الصواب هو<br />

)<br />

)<br />

ويتكرر التنبيه إذا قال أحدهم<br />

قال أحدهم<br />

أجاب عن السؤال).‏<br />

)<br />

أَث َّر على كذا)،‏ لأن الصواب هو<br />

)<br />

)<br />

احتاج كذا/‏ لكذا)،‏ لأن الصواب هو<br />

)<br />

أجاب على السؤال)،‏ ثم<br />

احتاج إلى كذا)،‏ الخ.....‏<br />

أَث َّر في كذا)؛ أو إذا<br />

وحجة المعترضين هي أن المعاجم لا ت ُورد ما يظنونه خطأ!‏<br />

فهل حقا ً هذه الاستعمالات » المَن ْهي عنها»‏ خطأٌ‏ يجب تحاشيه؟<br />

الحق أنها ليست خطأ،‏ بشرط أن تجيءَ‏ في السياق الملائم.‏ وسأُورد نماذجَ‏ غير قليلة-‏<br />

من كلام الأئمة والبل َغاء-‏ تبين الاستعمالَ‏ الصحيح لمفردات لغتنا الجميلة وضوابط َه،‏<br />

ولو كان ذلك مما لم تشتمل عليه متون معجمات العربية.‏<br />

403


نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />

أولا ً:‏ تعريفات أساسية.‏<br />

*<br />

الفِعل التام ثلاثة أنواع:‏<br />

1- المتعدي:‏<br />

2- اللازم:‏<br />

وهو الذي ينصب بنفسه مفعولا ً به،‏ نحو:‏ سمعت ُ الخ َبَرَ.‏<br />

وهو الذي لا ينصب بنفسه مفعولا ً به،‏ نحو:‏ نام الطفلُ.‏<br />

أو ينصب مفعولا ً به بمعونة حرف جر‏،‏ نحو:‏ أقام المريض في بيته.‏ فكلمة<br />

بيت)‏ )<br />

هي في المعنى-‏ لا في الاصطلاح-‏ مفعول به للفعل قبل َها.‏ وهذه هي التعدية بحرف<br />

الجر‏.‏<br />

3- نوع مسموع،‏ يستعمل متعديا ً ولازما ً،‏ مثل:‏ ش َك َرَ‏ ون َصَحَ.‏<br />

تقول:‏ شكرت ُ االلهَ‏ على ما أنعم،‏ ونصحت ُ الغافلَ‏ أن يشك ُرَه.‏<br />

وتقول:‏ شكرت اللهِ‏ على ما أنعم،‏ ونصحت ُ للغافلِ‏ أن يشك ُرَه.‏<br />

ونحو ذلك:‏ أَعل َمَه الشيء وبه<br />

)<br />

*<br />

أي وبالشيءِ).‏ عَرفه الش َيءَ‏ وبه...‏<br />

التضمين:‏ هو أن ت ُش ْرِبَ‏ الفعلَ‏ معنى فعلٍ‏ آخر،‏ فيضم إلى دلالته دلالة هذا الفعل<br />

الذي أُش ْربَ‏ معناه،‏ وينزل منزلته في التعدية واللزوم.‏ فإذا ضمن مثلا ً فعلٌ‏ لازم يتعدى<br />

بالحرف،‏ معنى فعلٍ‏ متعد بنفسه،‏ حذِف الجار الذي كان وسيلته إلى التعدية.‏<br />

والغرض من التضمين-‏ كما قال الزمخشري-‏ إعطاء مجموع معنيين،‏ وذلك أقوى من<br />

إعطاء معنى واحد.‏ وفائدته-‏ كما قال ابن هشام-‏ أن تؤدي كلمة مؤدى كلمتين.‏<br />

قال الزمخشري في كش ّافه حول الآية ولِتك َبروا االلهَ‏ على ما هداكم‏:‏<br />

وعَدوا «...<br />

معنى التكبير بحرف الاستعلاء(‏ على)‏ ليكون مضمنا ً معنى الحمد،‏ كأنه قيل:‏ لتكبروا<br />

االلهَ‏ حامدين على ما هداكم».‏<br />

404


ةي<br />

مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية-‏ المجلد الثاني والعشرون-‏ العدد الثاني-‏ 2006<br />

مك ّي الحَسَني<br />

•<br />

ثاني ًا:‏ التعدية السماعية والتعدية القياسية<br />

*<br />

قال الإمام أبو نزار ، كما جاء في » الأشباه والنظائر»‏ للسيوطي:‏<br />

» إن الفعل قد يتعدى بعِدةٍ‏ من حروف الجر،‏ على مقدار المعنى اللغوي المراد من<br />

وقوع الفعل.‏ لأن هذه المعاني كامنة في الفعل،‏ وإنما يثيرها ويظهرها حروف الجر.‏<br />

وذلك أنك إذا قلت َ خرجت ُ،‏ فأردت َ أن تبين ابتداء خروجك،‏ قلت َ خرجت ُ من الدار.‏<br />

فإن أردت َ أن تبين أن خروجك مقارن لاستعلائك،‏ قلت َ خرجت ُ على الدابة.‏ فإن أردت َ<br />

المجاوزة للمكان،‏ قلت َ خرجت ُ عن الدار.‏ وإن أردت َ الصحبة،‏ قلت َ خرجت ُ بسلاحي..‏<br />

فقد وضح بهذا أنه ليس يلزم في كل فعل ألا يتعدى إلا بحرفٍ‏ واحد».‏<br />

ويقول ابن قيم الجَوزِ‏<br />

) ت<br />

‎751‎ه)‏ في كتابه<br />

فوائد الفوائد »<br />

:«20 /2<br />

» الفعل المعدى بالحروف المتعددة،‏ لابد أن يكون له مع كل حرف معنى زائد على<br />

الحرف الآخر.‏ وهذا بحسَب اختلاف معاني الحروف.‏ فإن ظهر اختلاف الحرفين<br />

ظهر الفرق،‏ نحو:‏ رغبت ُ فيه ورغبت ُ عنه،‏ وعَدَل ْت ُ إليه وعنه،‏ ومِل ْت ُ إليه وعنه،‏<br />

وسعيت ُ إليه وبه<br />

معاني الأدوات<br />

انظر الفقرة )<br />

). ب / في / لـِ/‏ على / سعى إلى : 49<br />

)<br />

وإن تقاربت<br />

يريد الحروف)‏ عسر الفرق،‏ نحو:‏ قصدت ُ إليه وله،‏ وهديت ُ إلى كذا<br />

ولكذا.‏ وظاهرية النحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر.‏ وأما فقهاء أهل العربية فلا<br />

يرتضون هذه الطريقة،‏ بل يجعلون للفعل معنى مع الحرف،‏ ومعنى مع غيره،‏<br />

فينظرون إلى الحرف وما يستدعي من الأفعال،‏ فيش ْربون الفعلَ‏ المتعدي به معناه.‏<br />

هذه طريقة إمام الصناعة سيبويه،‏ رحمه االله تعالى،‏ وطريقة حذ ّاق أصحابه،‏ يضمنون<br />

الفعل معنى الفعل،‏ لا يقيمون الحرف مقام الحرف،‏ وهذه قاعدة شريفة جليلة المقدار،‏<br />

تستدعي فطنة ولطافة في الذهن.»‏<br />

*<br />

هو الحسن بن صافي بن عبد االله بن نزار...‏ عرف بمَلِكِ‏ النحاة،‏ إمام بارع،‏ ت 568 ه.‏<br />

405


•<br />

نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />

وتبين كتب النحو ما يط َّرد فيه استعمال كل حرف-‏ وهذا ما سنورده قريب ًا-‏ أي<br />

تبين الاستعمال القياسي المنقاد،‏ لحروف الجر‏.‏ ويفصل فيها وجوه تصريف هذه<br />

الحروف في وجهاتها المطردة.‏ لأن المعاجم لم تؤل َّف لتبسط القول في القياس<br />

المنقاد،‏ وإنما قامت لتنص على السماع،‏ بل على ما لا يتأتى الاهتداء إليه بالقياس<br />

قبل كل شيء.‏ وقد تشير إلى القياس وت ُمث ِّل له لاستبانة وجهٍ‏ من الوجوه،‏ أو التنبيه<br />

على ما يقع فيه الل ْبس أو الخفاء فتكشف عنه.‏<br />

فإذا ن ُص في المعجم على استعمال حرف مع فعل من الأفعال،‏ أُخذ به للإفصاح عن<br />

الدلالة المعينة للفعل باستعماله،‏ ولا يمنع هذا أن يصرف الفعل في وجوه أخرى<br />

باستعمال حروف اطرد جريانها قياسا ً في وجهات محددة.‏ وقد يتفق لك استعمال فعل<br />

بحرف سماعي وآخر قياسي لقصدين متماثلين،‏ نحو:‏ دعاه إلى الجهاد ودعاه للجهاد.‏<br />

ولكن الأصل أن ت َعاقب حرفين<br />

)<br />

أو أكثر)‏ على الموضع الواحد لا يعني أنهما بمعن ًى<br />

واحد،‏ إذ يكون كل ٌّ على ما هو قياسه.‏ أي إن استعمال حرف في مقام،‏ لا يمنع من<br />

إعمال آخر في مثل موضعه بتقدير آخر!‏<br />

وإذا كان بعض الأئمة<br />

فيما يخص<br />

)<br />

) اللام)‏ و )<br />

كما فعل الأخفش والزجاج والزمخشري وأبو حيان)‏ قد قال-‏<br />

إلى)-‏ بت َعاقبهما حينا ً على الموضع الواحد،‏ أو ذهب إلى<br />

تعاقبهما قياسا ً ) كما فعل الإمام المالقي)‏ فذلك لتقاربهما وتماثلهما في كثير من<br />

المواضع.‏ ومع ذلك،‏ ليس صحيحا ً أن هذا التعاقب جائز في كل موضع!‏<br />

فإذا جمعت َ-‏ في استعمال حروف الجر-‏ القياس على ما نصت ْ عليه كتب اللغة عامة ً،‏<br />

إلى السماع فيما نصت عليه المعجمات خاصة ً،‏ أي إذا ضمَمت َ يدك على هذا وذاك،‏<br />

كان لابد أن تلحظ أن تصريف الفعل بحرف من الحروف،‏ إنما يف ْرده بمعنى لا يؤديه<br />

تصريفه بحرفٍ‏ آخر،‏ وإن داناه أحيانا ً لأن لكل حرفٍ‏ وجهة ً اختص بها دون سواه.‏<br />

406


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية-‏ المجلد الثاني والعشرون-‏ العدد الثاني-‏ 2006<br />

مك ّي الحَسَني<br />

ثالثا ً-‏ رأي ابن جني<br />

‎189‎ه)‏ ) ت والكسائي ( ‎392‎ه ) ت<br />

قال ابن جني في الخصائص،‏ تعليقا ً على بعض قول النحاة بأن حروف الجر ينوب<br />

بعضها عن بعض:‏<br />

»<br />

ولسنا ندفع أن يكون ذلك كما قالوا،‏ ولكنا نقول إنه يكون معناه<br />

في موضع دون موضع،‏ على حسَب الحال الداعية إليه،‏ والمسَوغة له؛ فأما في كل<br />

موضع وعلى كل حال فلا!‏<br />

.«<br />

فإذا قلت مثلا ً:‏ » جلست ُ للاستراحة»،‏ فهل يصح أن تقول في معناه:‏ » جلست إلى<br />

الاستراحة؟ « وهل تقول » سِرت في البحر»‏ بدل » سرت إلى البحر»؟<br />

وهل تقول » بِعته في درهم»‏ بَدَلَ‏ » بعته بدرهم»؟<br />

قال الشاعر الأموي الق ُحَيف العق َيلي:‏<br />

إذا رضيَت ْ علي بنو ق ُش َير ل َعَمر االلهِ‏ أعجبني رضاها<br />

أراد:‏ رضيت عنه.‏ ووجه ذلك أنها إذا رضيت ْ عنه،‏ عطفت عليه،‏ وأقبلت عليه،‏<br />

ولذلك استعمل<br />

• قال الكسائي:‏<br />

)<br />

على)‏ في موضع<br />

)<br />

) لما كان »<br />

عن).‏<br />

) رضيت)‏ ضد<br />

سَخِطت)‏ عَدى رضيت ْ ب<br />

على)‏ حملا ً )<br />

للشيءِ‏ على نقيضه،‏ كما يحمل على نظيره».‏ ومن المعلوم أنه يقال:‏ سَخِط عليه:‏<br />

كرِهَه وغضب عليه ولم يَرضَه<br />

)<br />

ويقال:‏ هو قريب مِنا؛ وهو بعيد مِن ّا<br />

فيه الواحد والجمع).‏<br />

المعجم الوسيط).‏<br />

)<br />

ويقال:‏ اقترب من؛ وابتعد من/‏ عن.‏<br />

• وقال صاحب الكليات،‏‎327/5‎ ) ت ‎1094‎ه):‏<br />

» يَط َّرد لفظ<br />

ويقال:‏ بعيد عن ّا)؛ وما أنتم مِن ّا ببعيد<br />

)<br />

) على)‏ بمعنى )<br />

من)‏ بعد ألفاظ وهي:‏<br />

خفي علي‏،‏ بَعدَ‏ علي‏،‏ استحال علي‏،‏ رضي علي‏،‏ غضب علي‏.‏<br />

«<br />

يستوي<br />

407


ملا َّ<br />

نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />

رابعا ً-‏ أشهر المعاني القياسية لحروف الجر<br />

فيما يلي أشهر هذه المعاني.‏ ويجد القارئ أمثلة عليها في:‏<br />

كتاب » الكفاف»‏ لمؤلفه يوسف الصيداوي.‏ منشورات دار الفكر ب<strong>دمشق</strong>.‏<br />

كتاب » النحو الوافي»‏ لمؤلفه عباس حسن.‏ دار المعارف بمصر<br />

)<br />

.(431<br />

الجزء الثاني/‏<br />

في-‏ مرادفة لِ‏<br />

- للتبيين.‏<br />

)<br />

» مِن‏»:‏<br />

فوق:‏ مِن على المِن ْبر!‏ المجاوزة<br />

)<br />

)<br />

بمعنى عن)-‏ بمعنى من.‏<br />

) المصاحَبة<br />

بمعنى مع)-‏ الق َسَم-‏ بمعنى بَدَل-‏ الاستعلاء<br />

)<br />

»<br />

بمعنى على).‏<br />

‏-من:‏ ابتداء الغاية المكانية أو الزمانية-‏ التبعيض-‏ بيان الجنس-‏ التعليل والسببية-‏<br />

ال َبَدِل َّية-‏ زائدة للتوكيد-‏ الظرفية-‏ المجاوزة-‏ الاستعانة-‏ الاستعلاء.‏<br />

‏-إلى:‏ انتهاء الغاية المكانية أو الزمانية-‏ المصاحَبة(‏ بمعنى مع)-‏ بمعنى عند-‏ بمعنى<br />

‏-عن:‏ المجاوزة-‏ بمعنى بَعد-‏ بمعنى على-‏ بمعنى من-‏ البدلية-‏ التعليل-‏ بمعنى<br />

جانب إذا سبقت ب مِن عن يميني)-‏ بمعنى الباء-‏ الظرفية.‏<br />

‏-على:‏ الاستعلاء-‏ المصاحبة-‏ التعليل-‏ الظرفية بمعنى في)-‏ الاستدراك-‏ بمعنى<br />

‏-الباء:‏ الإلصاق-‏ الاستعانة-‏ السببية والتعليل-‏ الت َّعدية-‏ العِوَض-‏ الظرفية-‏<br />

‏-في:‏ الظرفية المكانية أو الزمانية-‏ السببية-‏ الاستعلاء-‏ المصاحَبة-‏ بمعنى إلى/‏<br />

من/‏ الباء.‏<br />

‏-اللام:‏ الاختصاص-‏ التقوية-‏ التعليل-‏ انتهاء الغاية-‏ الاستغاثة-‏ التعجب-‏<br />

الصيرورة-‏ الظرفية-‏ التبليغ.‏<br />

نلاحظ أن الحرف الواحد يمكن أن يؤدي عدة معان مختلفة.‏ وإن مَن يسمع قول القائل:‏<br />

كنت ُ في الصحراء،‏ ون َفِدَ‏ ما معي من الماء،‏ وكِدت ُ أموت من الظمأ،‏ حتى صادفت<br />

بئرا ً شربت من مائها العذب ما حفظ حياتي التي تعرضت للخطر من يومين....‏<br />

سيدرك سريعا ً معنى الحرف<br />

«<br />

)<br />

من)‏ وقد تكرر في هذا الكلام بمعان لغوية مختلفة:‏<br />

408


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية-‏ المجلد الثاني والعشرون-‏ العدد الثاني-‏ 2006<br />

مك ّي الحَسَني<br />

أولها:‏ بيان الجنس.‏ وثانيها:‏ السببية؛ وثالثها:‏ البعضية؛ ورابعها:‏ الابتداء....‏<br />

وقد أورد الأستاذ الزعبلاوي في كتابه » مسالك القول»‏ المذكور في مصادر هذا<br />

البحث،‏ أمثلة ً كثيرة مدروسة بعناية وبالتفصيل،‏ ت ُبين حالات يتعاقب فيها حرفان على<br />

موضع واحد:‏<br />

ففي الصفحة<br />

وفي الصفحة<br />

وفي الصفحة<br />

وفي الصفحة<br />

وفي الصفحة<br />

وفي الصفحة<br />

الواحد.‏<br />

) يف (<br />

93<br />

102<br />

107<br />

153<br />

120<br />

126<br />

أمثلة على ت َعاق ُب و(‏ على)‏ على الموضع الواحد.‏<br />

أمثلة على ت َعاق ُب ‏(الباء)‏ و(‏ على)‏ على الموضع الواحد.‏<br />

أمثلة على ت َعاق ُب ‏(اللام)‏ و(‏ على)‏ على الموضع الواحد.‏<br />

أمثلة على ت َعاق ُب ‏(عن)‏ و(‏ على)‏ على الموضع الواحد.‏<br />

أمثلة على ت َعاق ُب ‏(من)‏ و(‏ عن)‏ على الموضع الواحد.‏<br />

أمثلة على ت َعاق ُب ‏(اللام)‏ و(‏ إلى)‏ و(الباء)‏ على الموضع<br />

*<br />

احتاج إليه،‏ واحتاجه،‏ واحتاج له<br />

نجد في المعاجم أن العرب درجوا على تعدية ما صيغ من هذه المادة بالحرف<br />

فقالوا:‏ احتجت ُ إليه،‏ وما أَحوَجَني إليه،‏ وبي حاجة إليه...‏<br />

على أن كثيرا ً من البلغاء قد عَدوا احتاج)‏ بنفسه.‏ فقال الإمام الشافعي مثلا ً:‏<br />

احتجت ُ بصلة ما تعل َّمت ُ مسألة».‏ وقال الشريف الرضي في رثاء ابن جني:‏<br />

)<br />

)<br />

احتاج بردا ً غيرَ‏ بردِ‏ عَفافه».‏ واستعمل<br />

الصبان....‏ فما الوجه في تعدية<br />

الوجه أن يحمل قولهم<br />

إلى)،‏<br />

» لو<br />

» ما<br />

)<br />

)<br />

)<br />

احتاجه)‏ أيضا ً الإمام الهوريني والإمام<br />

احتاج)‏ بنفسه،‏ خلافا ً لما جاء في المعاجم؟<br />

احتاجه)‏ على التضمين.‏ فإذا قلت َ<br />

)<br />

أنك قد افتقرت إليه،‏ ولا شيءَ‏ غير ذلك.‏ فإذا أَش ْرَبت َه،‏ أو ضَمن ْت َه،‏ معنى<br />

احتجت إلى المال)‏ قصدت َ<br />

ت َط َل َّبت َه أو )<br />

الت َمَست َه)‏ ف َعَديته بنفسه ) احتجت ُ المالَ)‏ كما يَت َعدى هذان الفعلان،‏ كان معنى قول<br />

الشافعي أنه لو احتاج إلى بصلة فالت َمَسَها وت َط َل َّبَها وش ُغِل بذلك،‏ لما ت َعَل َّم مسألة!‏<br />

409


نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />

وكذلك معنى قول الشريف الرضي،‏ أي ما احتاج إلى بردٍ‏ ولا التمس بردا ً غير برد<br />

عفافه.‏ وعلى هذا يكون قولك<br />

)<br />

احتج ُت)‏ الشيء صحيح ًا بهذا المعنى!‏ وإلا فهل يفوت<br />

الشافعي-‏ المعروف بالفصاحة وحسن البيان-‏ أو الشريف الرضي-‏ وهو راسخ القدم<br />

في الكتابة والش ِّعر-‏ أن<br />

)<br />

وإذا أخذنا برأي الأئمة،‏ القائل بت َعَاق ُب<br />

لت َق َاربهما وت َماث ُلهما،‏ أمكن القول<br />

القدامى والمحدثين.‏<br />

احتاج)‏ يتعدى بالحرف؟<br />

) اللام)‏ و )<br />

)<br />

إلى)‏ في كثير من المواضع<br />

احتاج للشيءِ)،‏ وهذا ما استعمله بعض الأدباء<br />

*<br />

أجاب السؤال وعنه وعليه؛ أجاب فلانا ً وعنه؛ أجاب طلبه.‏<br />

- جاء في المعجم الوسيط:‏ » أجاب فلان فلانا ً:‏ رد َّ عليه وأفاده عما سأل.‏ ويقال:‏<br />

أجاب عن السؤال.‏ أجاب طلبه:‏ ق َبِل َه وقضى حاجته.»‏<br />

- وجاء في الصحاح:‏ أجابه وأجاب عن سؤاله.‏<br />

- وقال أبو حيان في البحر المحيط:‏ » إن كل َّ عاقل يجيب مثلَ‏ هذا السؤال بِن َعَم‏».‏<br />

يقال:‏ أجاب إجابة ً وجوابا ً.‏ وتعدية هذا الفعل في الأصل تكون ب ‏(عن).‏ لكن هذا لا<br />

يمنع تعديته بغيره من الحروف،‏ إذا اتسعت لها معاني الفعل!‏<br />

الكتاب)‏ على الظرفية،‏ و<br />

يقال:‏ )<br />

)<br />

بيضاء...)‏ على الاستعلاء الحِسي،‏ و<br />

على التعليل؛ ويقال في الأصل<br />

- وإذا أريدَ‏ بالفعل<br />

فالعدول بالتعدية إلى<br />

بالكتاب)‏ على الاستعانة والظرفية أيضا ً؛ و<br />

)<br />

)<br />

أجاب عنه)‏ على البَدَلِية،‏ و<br />

)<br />

)<br />

)<br />

)<br />

أجاب عن السؤال).‏<br />

أجبت ُ في<br />

على ورقة<br />

أجاب لأمرٍ‏ مهم)‏<br />

أو مَصدره)‏ أن يت َرت َّب على أمر من الأمور،‏ أو يبنى عليه،‏<br />

على)‏ سائغ مستقيم؛ كأن تقول:‏ » إنما أجبت ُكم<br />

على كتابكم»،‏ أي أجبتكم الجواب المترتب على كتابكم!‏<br />

- قال ابن جني في الخصائص<br />

)<br />

...» :(38/3 )<br />

جوابا ً مترتب َاً‏ على سؤالي،‏ ولو دانى هذا في معناه التعدية ب<br />

)<br />

إنما جوابي)‏<br />

جوابا ً على سؤالي إياه عنها..»‏ أي<br />

عن).‏<br />

410


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية-‏ المجلد الثاني والعشرون-‏ العدد الثاني-‏ 2006<br />

مك ّي الحَسَني<br />

- وجاء في الخصائص أيضا ً<br />

المبني على ظاهر سؤاله...‏<br />

- وجاء في<br />

:(266/2 )<br />

» الأشباه والنظائر»‏ (3/<br />

-<br />

» فجوابه على ظاهر سؤاله...‏ « أي جوابه<br />

257): » فنقول،‏ الجواب عليه من وجهين»‏ أي<br />

الجواب المترتب عليه إنما يكون من وجهين.‏<br />

- قال ابن منظور(‏ صاحب لسان العرب):‏ » وكان هذا جوابي على ما كان هجاه به»‏<br />

أي رَدي على...‏<br />

وقال الجاحظ:‏ » وجوابي على ذلك هو...‏<br />

ذلك...‏<br />

« التقدير:‏<br />

- وقال الطبري‏:‏ ) /4 :(275<br />

- وقال الجاحظ:‏ )<br />

البيان والتبيين<br />

أجبت َ علي‏.‏<br />

:(79 /1<br />

«.... - وقال مصطفى صادق الرافعي في:‏ » كتاب المساكين»:‏<br />

في الصفحة<br />

في الصفحة<br />

عليه...‏<br />

في الصفحة<br />

في الصفحة<br />

.... :136<br />

.... :136<br />

:210<br />

:135<br />

- وجاء في الكليات<br />

وجوابي المترتب/‏ المبني على<br />

قال ابن المقف ّع جوابا ً للسؤال:‏ ما البلاغة؟:‏<br />

ابتكار جواب غريب لمسألة لا تقع لإنسان.‏<br />

ممن يسأل الحياة سؤالا ً لا جواب عليه،‏ أو لا يفهم الجواب<br />

هذه المسائل لا تجيب عليها السماء....‏<br />

ومن الأسئلة ما<br />

... ...<br />

:(125 /5 )<br />

لأنه لا جواب عليه!‏<br />

حيث يشترط الإجابة على فور الدعاء.‏<br />

*<br />

أَث َّر فيه وعليه وبه<br />

جاء في » المعجم الكبير»‏<br />

)<br />

» -<br />

الذي أصدر مجمع القاهرة أجزاءه الأولى):‏<br />

أَث َّر في الشيءِ‏ وبه:‏ ترك فيه أثر ًا.‏ قال الإمام علي ٌّ كرم االله وجهه يذكر زوجته<br />

فاطمة رضي االله عنها<br />

أث َّرت ْ في نحرها)‏<br />

... )<br />

ف َجَرت ْ بالرحى حتى أث َّرت ْ بيدها،‏ واست َق َت ْ بالقِربة حتى<br />

411


نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />

- تأثر<br />

- وجاء في<br />

»<br />

-<br />

الشيء‏:‏ ظهر فيه الأثر،‏ ويقال تأثر بغيره.‏<br />

الجامع الصغير»‏ عن النبي عليه الصلاة والسلام:‏<br />

» إن االله تعالى يحب أن يرى أث َر نعمته على عبده.‏ «<br />

وجاء في<br />

في الصفحة<br />

»<br />

وفي الصفحة<br />

وفي الصفحة<br />

البخلاء»‏ للجاحظ:‏<br />

:131<br />

:13<br />

فإذا أث ّر ذلك فيها ف َعِظ ْها...‏<br />

ولا يفطن لظاهر قبحه و<br />

... ...<br />

:91<br />

وسوء أثره على أهله.‏<br />

ف َمَن أسوأ أثرا ً على صديقه ممن جعله ضحكة للناس؟<br />

- وقال مصطفى صادق الرافعي في كتابه » إعجاز القرآن»:‏<br />

في الصفحة<br />

:226<br />

ومن ثم تتنزل الأفكار منزلة التوهم الطبيعي الذي يؤثر بالصفة ما<br />

يؤثر بالشي ‏ِء الموصوف.‏<br />

وفي الصفحة‎197‎‏:‏ وهذه أسوأ الحالين أثرا ً عليه،‏ وأشدها إزراء به.‏<br />

وفي الصفحة<br />

وفي الصفحة<br />

:223<br />

:224<br />

- وقال الرافعي في كتابه<br />

»<br />

هو مقتصد في كل أنواع التأثير عليها ) أي على النفس)‏<br />

الاقتصاد في التأثير على الحِس النفسي.‏<br />

تحت راية القرآن<br />

:(222 الصفحة « )<br />

) لا تبالي ....<br />

- وقال الرافعي في<br />

»<br />

ال<strong>جامعة</strong> المصرية)‏ حسن أثرها على الأمة،‏ أو سوء أثرها عليها!‏<br />

كتاب المساكين»‏ ) الصفحة<br />

:(75<br />

ولا ينظرون لأثر االله عليه،‏ ولكن لأثره على نفسه!‏<br />

و«‏ على « فيما سبق،‏ للاستعلاء مجازا ً،‏ والتقدير:‏ الأَث َر الظاهر على...،‏ أو للظرفية،‏<br />

وقد ذكرنا أن من معاني<br />

على)‏ القياسية )<br />

» الظرفية:‏<br />

بمعنى في»!‏<br />

412


مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية-‏ المجلد الثاني والعشرون-‏ العدد الثاني-‏ 2006<br />

مك ّي الحَسَني<br />

*<br />

ق َسم على،ق َسم إلى،‏ ق َسم على،‏ قسم في،‏ انقسم إلى.‏<br />

- الأصل في استعمال<br />

عليه)،‏ كما في قولك<br />

)<br />

على)‏ مع هذا الفعل،‏ أن يكون<br />

)<br />

المقسوم)‏ غير<br />

)<br />

)<br />

و(قسَمت ُ المالَ‏ على جماعة)‏ أو<br />

)<br />

الورثة)‏ أي جعلت لكل فرد نصيب ًا.‏ و<br />

الأنصاري في بعض ك ُتبه.‏<br />

- والأصل في أعمال<br />

نفسه،‏ كما في قولك<br />

المقسوم<br />

قسَمت ُ الغنيمة على المجاهدين)،‏ فالغنيمة غير المجاهدين؛<br />

قسَمت ُ المالَ‏ بينهم)،‏ أو<br />

)<br />

)<br />

)<br />

إلى)‏ مع هذا الفعل أن يكون<br />

)<br />

قسمت ُ الميراث على<br />

كن َف ْسٍ‏ ق ُسمت على جسمين)‏ كما قال أبو علي<br />

المقسوم إليه)‏ هو<br />

)<br />

)<br />

•<br />

المقسوم)‏<br />

انقسم الناس إلى ثلاثة أصناف)‏ أي انتهوا في القسمة إلى هذه<br />

الأصناف.‏ و(‏ قسَمت ُ كتابي إلى ثلاثة أبواب).‏<br />

مِعيار صحة التعدية ب<br />

كلما صح قولك<br />

الحالِية بتقدير<br />

) على)‏ أو )<br />

)<br />

)<br />

وكلما ساغ أن تقول<br />

قولك<br />

إلى):‏<br />

قسمت الشيءَ‏ قسمين أو ثلاثة)‏ بنصب قسمين على المصدر أو على<br />

قسَمت ُه على قسمين)‏ على معنى<br />

)<br />

)<br />

)<br />

فرقت ُ مضمون َه على قسمين).‏<br />

قسمت ُ الشيء بينهما أو بين هؤلاء أو بين هذه الأشياء)‏ استقام<br />

قسمت الشيء عليهما أو عليهم أو على هذه الأشياء)‏ ولم يغ ْنِ‏ قولك<br />

الشيءَ‏ إليهما أو إليهم أو إليها).‏<br />

وعلى هذا يصح أن تحلّ‏<br />

)<br />

) إلى)‏ فتقول ) على)‏ محل )<br />

قسَمت ُ<br />

قسمت كتابي على ثلاثة<br />

أبواب)،‏ أي فرقت ُ ما فيه وجزأت ُه ثلاثة أجزاء،‏ فجعلت كل َّ جزء من الأجزاء في باب<br />

من الأبواب وخصصته به،‏ كأن الباب غير الكتاب.‏<br />

ولا يصح أن تحل<br />

) إلى)‏ محل )<br />

على)‏ في مثل قولك(‏ قسمت ُ الميراث على الورثة)،‏<br />

لأن فحواه أنك قسمت َ الميراث أنصب ًة كعدد الوارثين،‏ وجعلت َ لكل ٍّ نصيبه؛ ولا يمكن<br />

) أن تؤدي<br />

إلى)‏ هذا المؤدى،‏ لأنها لمجرد الإشارة إلى ما آلت إليه القسمة من أجزاء.‏<br />

413


نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />

) ويعدى -<br />

ق َسم)‏ أحيانا ً بالحرف<br />

)<br />

في)‏ الذي من معانيه<br />

)<br />

)<br />

على).‏ ففي محاضرات الأدباء للراغب<br />

لو قسم االلهُ‏ جزءا ً من محاسِنِهِ‏<br />

وقال عروة ُ بن الورد:‏<br />

أقسم جسمي في جسومٍ‏ كثيرةٍ‏<br />

:(294/3 )<br />

الاستعلاء)‏ أي بمعنى<br />

في الناس ط ُرا ل َت َم الحسن في الناسِ‏<br />

وأَحسو ق َراحَ‏ الماء والماء بارد<br />

-<br />

وقال ابن جن ّي في<br />

سر الصناعة )<br />

:(69 /1<br />

والرخاوة وما بينهما.»‏<br />

ويقول النحاة:‏ الفعل ينقسم إلى قسمين:‏ مت َعَد ولازم.‏<br />

» وللحروف انقسام آخر إلى الشدة<br />

414

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!