ﻨﺤﻭ ﺇﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ - جامعة دمشق
ﻨﺤﻭ ﺇﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ - جامعة دمشق
ﻨﺤﻭ ﺇﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ - جامعة دمشق
- TAGS
- dahsha.com
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ينس<br />
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية- المجلد الثاني والعشرون- العدد الثاني- 2006<br />
مك ّي الحَسَني<br />
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />
الحلقة ُ<br />
السابعة َ عش ْرة َ<br />
مك ّي الح د. أ.<br />
-151<br />
-152<br />
الن َّسبة إلى بعض الأسماء<br />
تعدية بعض الأفعال اللازمة. بحروف الجر<br />
القسم الأول:<br />
• احتاج إليه وله واحتاجه.<br />
• أجاب السؤال وعنه وعليه.<br />
• أث َّر فيه وبه وعليه.<br />
• قسَم على/ إلى. قسم في.<br />
401
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />
الن َّسبة 151-<br />
)<br />
)<br />
الن َّسب) إلى بعض الأسماء مثل:<br />
بِن ْيَة، بَيضة، خ َل ْوَة وخ َلِية)، دَعوة ودَعِي). )<br />
• القاعدة الأساسية: إذا أُريد النسَب إلى اسم، أُل ْحِق َ بآخرِهِ ياء مشددة مكسور ما قبلها.<br />
نحو: <strong>دمشق</strong> <strong>دمشق</strong>ي، حلب حلبي- بَصَر بَصَرِي.<br />
)<br />
فإذا كان الاسم مختوما ً بتاءٍ مربوطة، حذفت قبل إلحاق الياء المشددة، نحو: فاطِمة<br />
فاطِمِي، طاقة طاقي، البَصرة البَصري كلنا سمع بالإمام الحَسَن البَصري).<br />
• النسبة القياسية إلى الاسم الثلاثي الذي ثالثه ياء أو واو، وقبلهما سكون، تكون بإلحاق<br />
ياء النسب المشددة، نحو: ظ َبي<br />
وعلى هذا فالنسبة إلى<br />
)<br />
ظ َبيَة) ظ َبيِي؛ غ َزو<br />
)<br />
)<br />
العربية بالقاهرة جواز قبول<br />
)<br />
غ َزوَة) غ َزوِي.<br />
بِن ْيَة) هي بِن ْيِي. ولكن رأت لجنة الأصول في مجمع اللغة<br />
بِن ْيَوِي) على أساس أنها منسوبة إلى<br />
)<br />
)<br />
)<br />
]<br />
بِن ْيات) جمع ًا<br />
يجوز تسكين النون وكسرها وفتحها، لأن الحرف الأول غير مفتوح!]. ووافق مؤتمر<br />
مجمع القاهرة سنة 1977 بالأكثرية على قرار لجنة الأصول.<br />
• إن هذا القرار مبني على القاعدة الآتية: إذا كان الاسم المنسوب إليه اسما ً جامدا ً<br />
بَيضة، ث َورة) أو وَصف ًا ) ضَخ ْمة) والحرف الثاني فيهما ساكن، وأَلِف ُ الجمع رابعة<br />
بَيضات، ث َورات) ] بتسكين الياء والواو في الجمع لأنهما حرفا عِل ّة، مع أن<br />
الحرف الأول مفتوح!]، ضَخ ْمات، جاز النسَب إلى المفرد وإلى الجمع<br />
التاء المبسوطة وق َل ْب الألِف واوا ً) فيقال:<br />
ث َورة ث َوري- ث َورات ث َورَوي<br />
)<br />
)<br />
ضَخ ْموِي. بَيضة بَيضِي- بَيضات بَيضَوِي<br />
البيضاء!).<br />
• ومع أن النسبة القياسية إلى<br />
)<br />
)<br />
بعد حذف<br />
الحركات الثوروية مثلا ً)- ضَخ ْمة ضَخ ْمِي- ضَخ ْمات<br />
) وَحدة) هي<br />
أما البَيضاوي فهو المنسوب إلى<br />
وَحدِي)، ومع أن جمع<br />
)<br />
)<br />
وَحدة) هو<br />
وَحَدات) بتحريك الحاء( لأن الحرف الأول من هذا الاسم مفتوح)، ومع أن الأمة<br />
العربية لا تسعى إلى<br />
يقولوا (وَحدَوِي)، و<br />
)<br />
"<br />
وَحَدات) بل إلى وحدة واحدة، فقد جرى الناس على أن<br />
خ َرجوها" على أنها نسبة إلى<br />
وَحَدات)! )<br />
402
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية- المجلد الثاني والعشرون- العدد الثاني- 2006<br />
مك ّي الحَسَني<br />
• ويستعمل الأطباء كلمة<br />
)<br />
رَث ْيَة) أي روماتيزم، وجَمعها<br />
الحرف الأول مفتوح. ومع ذلك يستعملون النسبة<br />
)<br />
)<br />
)<br />
رَث ْيِي) ولا إلى الجمع<br />
) رَث ْيَوِي)! )<br />
)<br />
رَث َيات) بتحريك الثاء لأن<br />
رَث َوِي) التي لا هي إلى المفرد<br />
انظر المعجم الطبي الموحد).<br />
• ومن المسموع الذي لا يقاس عليه: ق َريَة ق َرَوِ ي!<br />
• للنسب إلى الاسم المختوم بياء مشددة قبلها حرفان، ت ُحذف الياء الأولى وتقلب الثانية<br />
واوا ً، ثم ت ُلحق ياء النسب المشددة، نحو: علي علوِي، نبِي ن َبَوِي، خلِية خ َل َوِي، الدعِي<br />
أي المت َّهم في ن َسَبِه أو المت َبن ّى) دَعَوِي.<br />
أما النسبة إلى<br />
والنسبة إلى<br />
)<br />
خ َل ْوَة) فهي خ َل ْوِي<br />
]<br />
)<br />
دَعوة) هي دَعوِي<br />
]<br />
بتسكين اللام!].<br />
بتسكين العَين!].<br />
152- حروف الجر، وت َعدية بعض الأفعال اللازمة بها<br />
(القسم الأول)<br />
لا يَن ْدر أن أسمع مَن ينبه صديقه أو زميله على خطأِ قولِه<br />
يذكر له أن الصواب هو<br />
)<br />
)<br />
ويتكرر التنبيه إذا قال أحدهم<br />
قال أحدهم<br />
أجاب عن السؤال).<br />
)<br />
أَث َّر على كذا)، لأن الصواب هو<br />
)<br />
)<br />
احتاج كذا/ لكذا)، لأن الصواب هو<br />
)<br />
أجاب على السؤال)، ثم<br />
احتاج إلى كذا)، الخ.....<br />
أَث َّر في كذا)؛ أو إذا<br />
وحجة المعترضين هي أن المعاجم لا ت ُورد ما يظنونه خطأ!<br />
فهل حقا ً هذه الاستعمالات » المَن ْهي عنها» خطأٌ يجب تحاشيه؟<br />
الحق أنها ليست خطأ، بشرط أن تجيءَ في السياق الملائم. وسأُورد نماذجَ غير قليلة-<br />
من كلام الأئمة والبل َغاء- تبين الاستعمالَ الصحيح لمفردات لغتنا الجميلة وضوابط َه،<br />
ولو كان ذلك مما لم تشتمل عليه متون معجمات العربية.<br />
403
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />
أولا ً: تعريفات أساسية.<br />
*<br />
الفِعل التام ثلاثة أنواع:<br />
1- المتعدي:<br />
2- اللازم:<br />
وهو الذي ينصب بنفسه مفعولا ً به، نحو: سمعت ُ الخ َبَرَ.<br />
وهو الذي لا ينصب بنفسه مفعولا ً به، نحو: نام الطفلُ.<br />
أو ينصب مفعولا ً به بمعونة حرف جر، نحو: أقام المريض في بيته. فكلمة<br />
بيت) )<br />
هي في المعنى- لا في الاصطلاح- مفعول به للفعل قبل َها. وهذه هي التعدية بحرف<br />
الجر.<br />
3- نوع مسموع، يستعمل متعديا ً ولازما ً، مثل: ش َك َرَ ون َصَحَ.<br />
تقول: شكرت ُ االلهَ على ما أنعم، ونصحت ُ الغافلَ أن يشك ُرَه.<br />
وتقول: شكرت اللهِ على ما أنعم، ونصحت ُ للغافلِ أن يشك ُرَه.<br />
ونحو ذلك: أَعل َمَه الشيء وبه<br />
)<br />
*<br />
أي وبالشيءِ). عَرفه الش َيءَ وبه...<br />
التضمين: هو أن ت ُش ْرِبَ الفعلَ معنى فعلٍ آخر، فيضم إلى دلالته دلالة هذا الفعل<br />
الذي أُش ْربَ معناه، وينزل منزلته في التعدية واللزوم. فإذا ضمن مثلا ً فعلٌ لازم يتعدى<br />
بالحرف، معنى فعلٍ متعد بنفسه، حذِف الجار الذي كان وسيلته إلى التعدية.<br />
والغرض من التضمين- كما قال الزمخشري- إعطاء مجموع معنيين، وذلك أقوى من<br />
إعطاء معنى واحد. وفائدته- كما قال ابن هشام- أن تؤدي كلمة مؤدى كلمتين.<br />
قال الزمخشري في كش ّافه حول الآية ولِتك َبروا االلهَ على ما هداكم:<br />
وعَدوا «...<br />
معنى التكبير بحرف الاستعلاء( على) ليكون مضمنا ً معنى الحمد، كأنه قيل: لتكبروا<br />
االلهَ حامدين على ما هداكم».<br />
404
ةي<br />
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية- المجلد الثاني والعشرون- العدد الثاني- 2006<br />
مك ّي الحَسَني<br />
•<br />
ثاني ًا: التعدية السماعية والتعدية القياسية<br />
*<br />
قال الإمام أبو نزار ، كما جاء في » الأشباه والنظائر» للسيوطي:<br />
» إن الفعل قد يتعدى بعِدةٍ من حروف الجر، على مقدار المعنى اللغوي المراد من<br />
وقوع الفعل. لأن هذه المعاني كامنة في الفعل، وإنما يثيرها ويظهرها حروف الجر.<br />
وذلك أنك إذا قلت َ خرجت ُ، فأردت َ أن تبين ابتداء خروجك، قلت َ خرجت ُ من الدار.<br />
فإن أردت َ أن تبين أن خروجك مقارن لاستعلائك، قلت َ خرجت ُ على الدابة. فإن أردت َ<br />
المجاوزة للمكان، قلت َ خرجت ُ عن الدار. وإن أردت َ الصحبة، قلت َ خرجت ُ بسلاحي..<br />
فقد وضح بهذا أنه ليس يلزم في كل فعل ألا يتعدى إلا بحرفٍ واحد».<br />
ويقول ابن قيم الجَوزِ<br />
) ت<br />
751ه) في كتابه<br />
فوائد الفوائد »<br />
:«20 /2<br />
» الفعل المعدى بالحروف المتعددة، لابد أن يكون له مع كل حرف معنى زائد على<br />
الحرف الآخر. وهذا بحسَب اختلاف معاني الحروف. فإن ظهر اختلاف الحرفين<br />
ظهر الفرق، نحو: رغبت ُ فيه ورغبت ُ عنه، وعَدَل ْت ُ إليه وعنه، ومِل ْت ُ إليه وعنه،<br />
وسعيت ُ إليه وبه<br />
معاني الأدوات<br />
انظر الفقرة )<br />
). ب / في / لـِ/ على / سعى إلى : 49<br />
)<br />
وإن تقاربت<br />
يريد الحروف) عسر الفرق، نحو: قصدت ُ إليه وله، وهديت ُ إلى كذا<br />
ولكذا. وظاهرية النحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر. وأما فقهاء أهل العربية فلا<br />
يرتضون هذه الطريقة، بل يجعلون للفعل معنى مع الحرف، ومعنى مع غيره،<br />
فينظرون إلى الحرف وما يستدعي من الأفعال، فيش ْربون الفعلَ المتعدي به معناه.<br />
هذه طريقة إمام الصناعة سيبويه، رحمه االله تعالى، وطريقة حذ ّاق أصحابه، يضمنون<br />
الفعل معنى الفعل، لا يقيمون الحرف مقام الحرف، وهذه قاعدة شريفة جليلة المقدار،<br />
تستدعي فطنة ولطافة في الذهن.»<br />
*<br />
هو الحسن بن صافي بن عبد االله بن نزار... عرف بمَلِكِ النحاة، إمام بارع، ت 568 ه.<br />
405
•<br />
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />
وتبين كتب النحو ما يط َّرد فيه استعمال كل حرف- وهذا ما سنورده قريب ًا- أي<br />
تبين الاستعمال القياسي المنقاد، لحروف الجر. ويفصل فيها وجوه تصريف هذه<br />
الحروف في وجهاتها المطردة. لأن المعاجم لم تؤل َّف لتبسط القول في القياس<br />
المنقاد، وإنما قامت لتنص على السماع، بل على ما لا يتأتى الاهتداء إليه بالقياس<br />
قبل كل شيء. وقد تشير إلى القياس وت ُمث ِّل له لاستبانة وجهٍ من الوجوه، أو التنبيه<br />
على ما يقع فيه الل ْبس أو الخفاء فتكشف عنه.<br />
فإذا ن ُص في المعجم على استعمال حرف مع فعل من الأفعال، أُخذ به للإفصاح عن<br />
الدلالة المعينة للفعل باستعماله، ولا يمنع هذا أن يصرف الفعل في وجوه أخرى<br />
باستعمال حروف اطرد جريانها قياسا ً في وجهات محددة. وقد يتفق لك استعمال فعل<br />
بحرف سماعي وآخر قياسي لقصدين متماثلين، نحو: دعاه إلى الجهاد ودعاه للجهاد.<br />
ولكن الأصل أن ت َعاقب حرفين<br />
)<br />
أو أكثر) على الموضع الواحد لا يعني أنهما بمعن ًى<br />
واحد، إذ يكون كل ٌّ على ما هو قياسه. أي إن استعمال حرف في مقام، لا يمنع من<br />
إعمال آخر في مثل موضعه بتقدير آخر!<br />
وإذا كان بعض الأئمة<br />
فيما يخص<br />
)<br />
) اللام) و )<br />
كما فعل الأخفش والزجاج والزمخشري وأبو حيان) قد قال-<br />
إلى)- بت َعاقبهما حينا ً على الموضع الواحد، أو ذهب إلى<br />
تعاقبهما قياسا ً ) كما فعل الإمام المالقي) فذلك لتقاربهما وتماثلهما في كثير من<br />
المواضع. ومع ذلك، ليس صحيحا ً أن هذا التعاقب جائز في كل موضع!<br />
فإذا جمعت َ- في استعمال حروف الجر- القياس على ما نصت ْ عليه كتب اللغة عامة ً،<br />
إلى السماع فيما نصت عليه المعجمات خاصة ً، أي إذا ضمَمت َ يدك على هذا وذاك،<br />
كان لابد أن تلحظ أن تصريف الفعل بحرف من الحروف، إنما يف ْرده بمعنى لا يؤديه<br />
تصريفه بحرفٍ آخر، وإن داناه أحيانا ً لأن لكل حرفٍ وجهة ً اختص بها دون سواه.<br />
406
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية- المجلد الثاني والعشرون- العدد الثاني- 2006<br />
مك ّي الحَسَني<br />
ثالثا ً- رأي ابن جني<br />
189ه) ) ت والكسائي ( 392ه ) ت<br />
قال ابن جني في الخصائص، تعليقا ً على بعض قول النحاة بأن حروف الجر ينوب<br />
بعضها عن بعض:<br />
»<br />
ولسنا ندفع أن يكون ذلك كما قالوا، ولكنا نقول إنه يكون معناه<br />
في موضع دون موضع، على حسَب الحال الداعية إليه، والمسَوغة له؛ فأما في كل<br />
موضع وعلى كل حال فلا!<br />
.«<br />
فإذا قلت مثلا ً: » جلست ُ للاستراحة»، فهل يصح أن تقول في معناه: » جلست إلى<br />
الاستراحة؟ « وهل تقول » سِرت في البحر» بدل » سرت إلى البحر»؟<br />
وهل تقول » بِعته في درهم» بَدَلَ » بعته بدرهم»؟<br />
قال الشاعر الأموي الق ُحَيف العق َيلي:<br />
إذا رضيَت ْ علي بنو ق ُش َير ل َعَمر االلهِ أعجبني رضاها<br />
أراد: رضيت عنه. ووجه ذلك أنها إذا رضيت ْ عنه، عطفت عليه، وأقبلت عليه،<br />
ولذلك استعمل<br />
• قال الكسائي:<br />
)<br />
على) في موضع<br />
)<br />
) لما كان »<br />
عن).<br />
) رضيت) ضد<br />
سَخِطت) عَدى رضيت ْ ب<br />
على) حملا ً )<br />
للشيءِ على نقيضه، كما يحمل على نظيره». ومن المعلوم أنه يقال: سَخِط عليه:<br />
كرِهَه وغضب عليه ولم يَرضَه<br />
)<br />
ويقال: هو قريب مِنا؛ وهو بعيد مِن ّا<br />
فيه الواحد والجمع).<br />
المعجم الوسيط).<br />
)<br />
ويقال: اقترب من؛ وابتعد من/ عن.<br />
• وقال صاحب الكليات،327/5 ) ت 1094ه):<br />
» يَط َّرد لفظ<br />
ويقال: بعيد عن ّا)؛ وما أنتم مِن ّا ببعيد<br />
)<br />
) على) بمعنى )<br />
من) بعد ألفاظ وهي:<br />
خفي علي، بَعدَ علي، استحال علي، رضي علي، غضب علي.<br />
«<br />
يستوي<br />
407
ملا َّ<br />
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />
رابعا ً- أشهر المعاني القياسية لحروف الجر<br />
فيما يلي أشهر هذه المعاني. ويجد القارئ أمثلة عليها في:<br />
كتاب » الكفاف» لمؤلفه يوسف الصيداوي. منشورات دار الفكر ب<strong>دمشق</strong>.<br />
كتاب » النحو الوافي» لمؤلفه عباس حسن. دار المعارف بمصر<br />
)<br />
.(431<br />
الجزء الثاني/<br />
في- مرادفة لِ<br />
- للتبيين.<br />
)<br />
» مِن»:<br />
فوق: مِن على المِن ْبر! المجاوزة<br />
)<br />
)<br />
بمعنى عن)- بمعنى من.<br />
) المصاحَبة<br />
بمعنى مع)- الق َسَم- بمعنى بَدَل- الاستعلاء<br />
)<br />
»<br />
بمعنى على).<br />
-من: ابتداء الغاية المكانية أو الزمانية- التبعيض- بيان الجنس- التعليل والسببية-<br />
ال َبَدِل َّية- زائدة للتوكيد- الظرفية- المجاوزة- الاستعانة- الاستعلاء.<br />
-إلى: انتهاء الغاية المكانية أو الزمانية- المصاحَبة( بمعنى مع)- بمعنى عند- بمعنى<br />
-عن: المجاوزة- بمعنى بَعد- بمعنى على- بمعنى من- البدلية- التعليل- بمعنى<br />
جانب إذا سبقت ب مِن عن يميني)- بمعنى الباء- الظرفية.<br />
-على: الاستعلاء- المصاحبة- التعليل- الظرفية بمعنى في)- الاستدراك- بمعنى<br />
-الباء: الإلصاق- الاستعانة- السببية والتعليل- الت َّعدية- العِوَض- الظرفية-<br />
-في: الظرفية المكانية أو الزمانية- السببية- الاستعلاء- المصاحَبة- بمعنى إلى/<br />
من/ الباء.<br />
-اللام: الاختصاص- التقوية- التعليل- انتهاء الغاية- الاستغاثة- التعجب-<br />
الصيرورة- الظرفية- التبليغ.<br />
نلاحظ أن الحرف الواحد يمكن أن يؤدي عدة معان مختلفة. وإن مَن يسمع قول القائل:<br />
كنت ُ في الصحراء، ون َفِدَ ما معي من الماء، وكِدت ُ أموت من الظمأ، حتى صادفت<br />
بئرا ً شربت من مائها العذب ما حفظ حياتي التي تعرضت للخطر من يومين....<br />
سيدرك سريعا ً معنى الحرف<br />
«<br />
)<br />
من) وقد تكرر في هذا الكلام بمعان لغوية مختلفة:<br />
408
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية- المجلد الثاني والعشرون- العدد الثاني- 2006<br />
مك ّي الحَسَني<br />
أولها: بيان الجنس. وثانيها: السببية؛ وثالثها: البعضية؛ ورابعها: الابتداء....<br />
وقد أورد الأستاذ الزعبلاوي في كتابه » مسالك القول» المذكور في مصادر هذا<br />
البحث، أمثلة ً كثيرة مدروسة بعناية وبالتفصيل، ت ُبين حالات يتعاقب فيها حرفان على<br />
موضع واحد:<br />
ففي الصفحة<br />
وفي الصفحة<br />
وفي الصفحة<br />
وفي الصفحة<br />
وفي الصفحة<br />
وفي الصفحة<br />
الواحد.<br />
) يف (<br />
93<br />
102<br />
107<br />
153<br />
120<br />
126<br />
أمثلة على ت َعاق ُب و( على) على الموضع الواحد.<br />
أمثلة على ت َعاق ُب (الباء) و( على) على الموضع الواحد.<br />
أمثلة على ت َعاق ُب (اللام) و( على) على الموضع الواحد.<br />
أمثلة على ت َعاق ُب (عن) و( على) على الموضع الواحد.<br />
أمثلة على ت َعاق ُب (من) و( عن) على الموضع الواحد.<br />
أمثلة على ت َعاق ُب (اللام) و( إلى) و(الباء) على الموضع<br />
*<br />
احتاج إليه، واحتاجه، واحتاج له<br />
نجد في المعاجم أن العرب درجوا على تعدية ما صيغ من هذه المادة بالحرف<br />
فقالوا: احتجت ُ إليه، وما أَحوَجَني إليه، وبي حاجة إليه...<br />
على أن كثيرا ً من البلغاء قد عَدوا احتاج) بنفسه. فقال الإمام الشافعي مثلا ً:<br />
احتجت ُ بصلة ما تعل َّمت ُ مسألة». وقال الشريف الرضي في رثاء ابن جني:<br />
)<br />
)<br />
احتاج بردا ً غيرَ بردِ عَفافه». واستعمل<br />
الصبان.... فما الوجه في تعدية<br />
الوجه أن يحمل قولهم<br />
إلى)،<br />
» لو<br />
» ما<br />
)<br />
)<br />
)<br />
احتاجه) أيضا ً الإمام الهوريني والإمام<br />
احتاج) بنفسه، خلافا ً لما جاء في المعاجم؟<br />
احتاجه) على التضمين. فإذا قلت َ<br />
)<br />
أنك قد افتقرت إليه، ولا شيءَ غير ذلك. فإذا أَش ْرَبت َه، أو ضَمن ْت َه، معنى<br />
احتجت إلى المال) قصدت َ<br />
ت َط َل َّبت َه أو )<br />
الت َمَست َه) ف َعَديته بنفسه ) احتجت ُ المالَ) كما يَت َعدى هذان الفعلان، كان معنى قول<br />
الشافعي أنه لو احتاج إلى بصلة فالت َمَسَها وت َط َل َّبَها وش ُغِل بذلك، لما ت َعَل َّم مسألة!<br />
409
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />
وكذلك معنى قول الشريف الرضي، أي ما احتاج إلى بردٍ ولا التمس بردا ً غير برد<br />
عفافه. وعلى هذا يكون قولك<br />
)<br />
احتج ُت) الشيء صحيح ًا بهذا المعنى! وإلا فهل يفوت<br />
الشافعي- المعروف بالفصاحة وحسن البيان- أو الشريف الرضي- وهو راسخ القدم<br />
في الكتابة والش ِّعر- أن<br />
)<br />
وإذا أخذنا برأي الأئمة، القائل بت َعَاق ُب<br />
لت َق َاربهما وت َماث ُلهما، أمكن القول<br />
القدامى والمحدثين.<br />
احتاج) يتعدى بالحرف؟<br />
) اللام) و )<br />
)<br />
إلى) في كثير من المواضع<br />
احتاج للشيءِ)، وهذا ما استعمله بعض الأدباء<br />
*<br />
أجاب السؤال وعنه وعليه؛ أجاب فلانا ً وعنه؛ أجاب طلبه.<br />
- جاء في المعجم الوسيط: » أجاب فلان فلانا ً: رد َّ عليه وأفاده عما سأل. ويقال:<br />
أجاب عن السؤال. أجاب طلبه: ق َبِل َه وقضى حاجته.»<br />
- وجاء في الصحاح: أجابه وأجاب عن سؤاله.<br />
- وقال أبو حيان في البحر المحيط: » إن كل َّ عاقل يجيب مثلَ هذا السؤال بِن َعَم».<br />
يقال: أجاب إجابة ً وجوابا ً. وتعدية هذا الفعل في الأصل تكون ب (عن). لكن هذا لا<br />
يمنع تعديته بغيره من الحروف، إذا اتسعت لها معاني الفعل!<br />
الكتاب) على الظرفية، و<br />
يقال: )<br />
)<br />
بيضاء...) على الاستعلاء الحِسي، و<br />
على التعليل؛ ويقال في الأصل<br />
- وإذا أريدَ بالفعل<br />
فالعدول بالتعدية إلى<br />
بالكتاب) على الاستعانة والظرفية أيضا ً؛ و<br />
)<br />
)<br />
أجاب عنه) على البَدَلِية، و<br />
)<br />
)<br />
)<br />
)<br />
أجاب عن السؤال).<br />
أجبت ُ في<br />
على ورقة<br />
أجاب لأمرٍ مهم)<br />
أو مَصدره) أن يت َرت َّب على أمر من الأمور، أو يبنى عليه،<br />
على) سائغ مستقيم؛ كأن تقول: » إنما أجبت ُكم<br />
على كتابكم»، أي أجبتكم الجواب المترتب على كتابكم!<br />
- قال ابن جني في الخصائص<br />
)<br />
...» :(38/3 )<br />
جوابا ً مترتب َاً على سؤالي، ولو دانى هذا في معناه التعدية ب<br />
)<br />
إنما جوابي)<br />
جوابا ً على سؤالي إياه عنها..» أي<br />
عن).<br />
410
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية- المجلد الثاني والعشرون- العدد الثاني- 2006<br />
مك ّي الحَسَني<br />
- وجاء في الخصائص أيضا ً<br />
المبني على ظاهر سؤاله...<br />
- وجاء في<br />
:(266/2 )<br />
» الأشباه والنظائر» (3/<br />
-<br />
» فجوابه على ظاهر سؤاله... « أي جوابه<br />
257): » فنقول، الجواب عليه من وجهين» أي<br />
الجواب المترتب عليه إنما يكون من وجهين.<br />
- قال ابن منظور( صاحب لسان العرب): » وكان هذا جوابي على ما كان هجاه به»<br />
أي رَدي على...<br />
وقال الجاحظ: » وجوابي على ذلك هو...<br />
ذلك...<br />
« التقدير:<br />
- وقال الطبري: ) /4 :(275<br />
- وقال الجاحظ: )<br />
البيان والتبيين<br />
أجبت َ علي.<br />
:(79 /1<br />
«.... - وقال مصطفى صادق الرافعي في: » كتاب المساكين»:<br />
في الصفحة<br />
في الصفحة<br />
عليه...<br />
في الصفحة<br />
في الصفحة<br />
.... :136<br />
.... :136<br />
:210<br />
:135<br />
- وجاء في الكليات<br />
وجوابي المترتب/ المبني على<br />
قال ابن المقف ّع جوابا ً للسؤال: ما البلاغة؟:<br />
ابتكار جواب غريب لمسألة لا تقع لإنسان.<br />
ممن يسأل الحياة سؤالا ً لا جواب عليه، أو لا يفهم الجواب<br />
هذه المسائل لا تجيب عليها السماء....<br />
ومن الأسئلة ما<br />
... ...<br />
:(125 /5 )<br />
لأنه لا جواب عليه!<br />
حيث يشترط الإجابة على فور الدعاء.<br />
*<br />
أَث َّر فيه وعليه وبه<br />
جاء في » المعجم الكبير»<br />
)<br />
» -<br />
الذي أصدر مجمع القاهرة أجزاءه الأولى):<br />
أَث َّر في الشيءِ وبه: ترك فيه أثر ًا. قال الإمام علي ٌّ كرم االله وجهه يذكر زوجته<br />
فاطمة رضي االله عنها<br />
أث َّرت ْ في نحرها)<br />
... )<br />
ف َجَرت ْ بالرحى حتى أث َّرت ْ بيدها، واست َق َت ْ بالقِربة حتى<br />
411
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />
- تأثر<br />
- وجاء في<br />
»<br />
-<br />
الشيء: ظهر فيه الأثر، ويقال تأثر بغيره.<br />
الجامع الصغير» عن النبي عليه الصلاة والسلام:<br />
» إن االله تعالى يحب أن يرى أث َر نعمته على عبده. «<br />
وجاء في<br />
في الصفحة<br />
»<br />
وفي الصفحة<br />
وفي الصفحة<br />
البخلاء» للجاحظ:<br />
:131<br />
:13<br />
فإذا أث ّر ذلك فيها ف َعِظ ْها...<br />
ولا يفطن لظاهر قبحه و<br />
... ...<br />
:91<br />
وسوء أثره على أهله.<br />
ف َمَن أسوأ أثرا ً على صديقه ممن جعله ضحكة للناس؟<br />
- وقال مصطفى صادق الرافعي في كتابه » إعجاز القرآن»:<br />
في الصفحة<br />
:226<br />
ومن ثم تتنزل الأفكار منزلة التوهم الطبيعي الذي يؤثر بالصفة ما<br />
يؤثر بالشي ِء الموصوف.<br />
وفي الصفحة197: وهذه أسوأ الحالين أثرا ً عليه، وأشدها إزراء به.<br />
وفي الصفحة<br />
وفي الصفحة<br />
:223<br />
:224<br />
- وقال الرافعي في كتابه<br />
»<br />
هو مقتصد في كل أنواع التأثير عليها ) أي على النفس)<br />
الاقتصاد في التأثير على الحِس النفسي.<br />
تحت راية القرآن<br />
:(222 الصفحة « )<br />
) لا تبالي ....<br />
- وقال الرافعي في<br />
»<br />
ال<strong>جامعة</strong> المصرية) حسن أثرها على الأمة، أو سوء أثرها عليها!<br />
كتاب المساكين» ) الصفحة<br />
:(75<br />
ولا ينظرون لأثر االله عليه، ولكن لأثره على نفسه!<br />
و« على « فيما سبق، للاستعلاء مجازا ً، والتقدير: الأَث َر الظاهر على...، أو للظرفية،<br />
وقد ذكرنا أن من معاني<br />
على) القياسية )<br />
» الظرفية:<br />
بمعنى في»!<br />
412
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الهندسية- المجلد الثاني والعشرون- العدد الثاني- 2006<br />
مك ّي الحَسَني<br />
*<br />
ق َسم على،ق َسم إلى، ق َسم على، قسم في، انقسم إلى.<br />
- الأصل في استعمال<br />
عليه)، كما في قولك<br />
)<br />
على) مع هذا الفعل، أن يكون<br />
)<br />
المقسوم) غير<br />
)<br />
)<br />
و(قسَمت ُ المالَ على جماعة) أو<br />
)<br />
الورثة) أي جعلت لكل فرد نصيب ًا. و<br />
الأنصاري في بعض ك ُتبه.<br />
- والأصل في أعمال<br />
نفسه، كما في قولك<br />
المقسوم<br />
قسَمت ُ الغنيمة على المجاهدين)، فالغنيمة غير المجاهدين؛<br />
قسَمت ُ المالَ بينهم)، أو<br />
)<br />
)<br />
)<br />
إلى) مع هذا الفعل أن يكون<br />
)<br />
قسمت ُ الميراث على<br />
كن َف ْسٍ ق ُسمت على جسمين) كما قال أبو علي<br />
المقسوم إليه) هو<br />
)<br />
)<br />
•<br />
المقسوم)<br />
انقسم الناس إلى ثلاثة أصناف) أي انتهوا في القسمة إلى هذه<br />
الأصناف. و( قسَمت ُ كتابي إلى ثلاثة أبواب).<br />
مِعيار صحة التعدية ب<br />
كلما صح قولك<br />
الحالِية بتقدير<br />
) على) أو )<br />
)<br />
)<br />
وكلما ساغ أن تقول<br />
قولك<br />
إلى):<br />
قسمت الشيءَ قسمين أو ثلاثة) بنصب قسمين على المصدر أو على<br />
قسَمت ُه على قسمين) على معنى<br />
)<br />
)<br />
)<br />
فرقت ُ مضمون َه على قسمين).<br />
قسمت ُ الشيء بينهما أو بين هؤلاء أو بين هذه الأشياء) استقام<br />
قسمت الشيء عليهما أو عليهم أو على هذه الأشياء) ولم يغ ْنِ قولك<br />
الشيءَ إليهما أو إليهم أو إليها).<br />
وعلى هذا يصح أن تحلّ<br />
)<br />
) إلى) فتقول ) على) محل )<br />
قسَمت ُ<br />
قسمت كتابي على ثلاثة<br />
أبواب)، أي فرقت ُ ما فيه وجزأت ُه ثلاثة أجزاء، فجعلت كل َّ جزء من الأجزاء في باب<br />
من الأبواب وخصصته به، كأن الباب غير الكتاب.<br />
ولا يصح أن تحل<br />
) إلى) محل )<br />
على) في مثل قولك( قسمت ُ الميراث على الورثة)،<br />
لأن فحواه أنك قسمت َ الميراث أنصب ًة كعدد الوارثين، وجعلت َ لكل ٍّ نصيبه؛ ولا يمكن<br />
) أن تؤدي<br />
إلى) هذا المؤدى، لأنها لمجرد الإشارة إلى ما آلت إليه القسمة من أجزاء.<br />
413
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية<br />
) ويعدى -<br />
ق َسم) أحيانا ً بالحرف<br />
)<br />
في) الذي من معانيه<br />
)<br />
)<br />
على). ففي محاضرات الأدباء للراغب<br />
لو قسم االلهُ جزءا ً من محاسِنِهِ<br />
وقال عروة ُ بن الورد:<br />
أقسم جسمي في جسومٍ كثيرةٍ<br />
:(294/3 )<br />
الاستعلاء) أي بمعنى<br />
في الناس ط ُرا ل َت َم الحسن في الناسِ<br />
وأَحسو ق َراحَ الماء والماء بارد<br />
-<br />
وقال ابن جن ّي في<br />
سر الصناعة )<br />
:(69 /1<br />
والرخاوة وما بينهما.»<br />
ويقول النحاة: الفعل ينقسم إلى قسمين: مت َعَد ولازم.<br />
» وللحروف انقسام آخر إلى الشدة<br />
414