05.03.2015 Views

ومبناها بيت العائلة والوطن بالخارج - Saudi Arabian Cultural Mission

ومبناها بيت العائلة والوطن بالخارج - Saudi Arabian Cultural Mission

ومبناها بيت العائلة والوطن بالخارج - Saudi Arabian Cultural Mission

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

العدد • 194 جامدي الثاين / شعبان 1432 ه<br />

AL-MUBTAATH<br />

Issue 194 • May / July 2011<br />

الملحقية الثقافية منارة حضارية وثقافية في أمريكا<br />

ومبناها بيت العائلة والوطن بالخارج


عدسة المبتعث<br />

املبتعث يزيد عبد العزيز


AL-MUBTAATH MAGAZINE<br />

املشرف العام<br />

د.‏ محمد بن عبد اهلل العيسى<br />

رئيس التحرير<br />

د.‏ موضي بنت عبد اهلل اخللف<br />

نائب رئيس التحرير<br />

محمد محمود معاطي<br />

أسرة حترير هذا العدد<br />

من امللحقية :<br />

د.‏ سمر السقاف<br />

د.‏ فاطمة السليم<br />

د.أنس اخلضراء<br />

من الطالب<br />

فاطمة املوسوي<br />

عبد اهلل العلوان<br />

فراج الرشيدي<br />

اإلخراج الفني<br />

ITC GROUP LLC<br />

الطباعة<br />

جراى جرافيك<br />

كلمة العدد<br />

مبنى الملحقية الجديد .. بيت العائلة<br />

مالذ المبتعث في الغربة ونموذج<br />

الوطن الذي ننتمي إليه<br />

حينام نحتفل باملبنى الجديد للملحقية فنحن النحتفل بالشكل املعامري أو بروعة التصميم<br />

بقدر ما نحتفل بامللحقية ككيان ومؤسسة ومعلم ثقايف وحضاري .. وحينام يفتتح هذا<br />

املبنى فال يعني ذلك اإلفتتاح بداية جديدة أو رحلة جديدة أو تغيري يف املسار .. نحن نحتفل<br />

بامللحقية وبنائها الجديد من منطلق الرتاكم التاريخي ومنو الخربات والتجارب وتصاعد<br />

اإلنجازات .<br />

وحينام نحتفل بهذا املبنى فنحن نحتفل بالهوية الثقافية التي تتمثل يف هذا املبنى خاصة<br />

أننا حينام إنتقلنا من مبنى ووترجيت عىل الرغم من عراقته وتاريخه يف الحياة السياسية<br />

األمريكية وشهرته العاملية كنا نبحث عن تلك الهوية التي مل تكن تتوفر لنا يف مبنى يختزن<br />

يف ذاكرته وواقعه ثقافات مختلفة ومؤسسات متباينة يف طبيعة عملها .. كان يف مبنى ووتر<br />

جيت سفارات وملحقيات أجنبية وعربية وكانت بها مكاتب للمحاماة وعيادات لألطباء<br />

ورواد للفنادق .. كانت هناك مالمح مختلفة تترسب عرب هذا املبنى إىل هويتنا .. اآلن أصبح<br />

لنا مبنى خاصا يرتفع ويرفرف عليه علم بالدنا .. اآلن اصبح ملبتعثينا ومبتعثاتنا مكانا للم<br />

الشمل ونافذة تطل عىل املجتمع األمرييك بثقافة اململكة وتراثها الخالص .<br />

مل يعد هناك لبس يف األلوان أو املعاين .. نحن هنا يف منطقة فريفاكس بالقرب من العاصمة<br />

األمريكية منارس دورنا الثقايف والتعليمي بكل مستويات التواصل ومبختلف أدواته .. مع<br />

الجامعة واملؤسسة العلمية نتواصل ومع املؤسسات الثقافية والفنية نتبادل الحوار .. ومع<br />

مبتعثينا ومبتعثاتنا نواصل مسرية العطاء يف الداخل والخارج .. غايتنا يف الخارج أن نؤكد<br />

عىل طبيعتنا السمحة املساملة وعىل شخصيتنا وثقافتنا وعىل سعينا الدائم وتواصلنا املستمر<br />

لتضييق الهوة يف رصاع الحضارات ولتذويب عقد الخالف فيام نسعى إليه لدعم مسرية<br />

التفاهم بني الشعوب .<br />

أما غاية الداخل فهي معروفة وواضحة فهذا املبنى هو مبثابة بيت العائلة الذي يضم بني<br />

أركانه أبنائه بكافة مستوياتهم األكادميية وتخصصاتهم العلمية ومختلف ثقافاتهم .<br />

مبتعث<br />

Chairman of the Board<br />

Dr. Mohammed Abdullah Al<br />

Eissa<br />

Editor -in-Chief<br />

Dr. Mody Abdullah Al Khalaf<br />

Deputy Chief Editor<br />

Mr. Mohamed Mahmoud<br />

Maaty<br />

Editors for this Issue<br />

SACM<br />

Dr. Samar Alsaggaf<br />

Dr. Fatma Al Seleem<br />

Dr. Ons Alkhadra<br />

Students<br />

Fatima Al Mousawi<br />

Abdullah Al Alwan<br />

Farraj AlRashidi<br />

Art work Directing &<br />

production<br />

ITC GROUP LLC<br />

Printing<br />

Gray Graphics, Inc


www.savola.com<br />

4 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


في هذا العدد<br />

8<br />

ملف العدد<br />

وطنا واحد .. حملة شباب اململكة يف<br />

أمريكا تؤكد عىل الوحدة الوطنية<br />

014 امللحقية الثقافية منارة للعلم والثقافة<br />

020 هنيئا ملبتعثينا وملحقيتنا مبناها الجديد<br />

026 مبنى امللحقية معلم حضاري ثقايف<br />

028 الجامل املعامري يتسق مع التقنية الحديثة مببنى امللحقية الجديد<br />

108<br />

74<br />

52<br />

34<br />

22<br />

092 نادي بتسربج يلتقي بوفد امللحقية<br />

094 نادي جامعة الفرين يواصل تألقه<br />

099 وفد جامعة اإلمام يف كاربونديل<br />

100 حكاية أول مبتعث يف أالسكا<br />

لوحة الشرف<br />

106 مركز تنمية القيادات تختار املبتعث السعودي أسامة عرشي<br />

107 الكثريي يفوز بجائزة املفتاح الذهبي الفخرية بأمريكا<br />

108 اإلعاقة حافز ملهم وشاهر املرزوقي يعيش بني<br />

أحضان الطب والهندسة<br />

109 طبيبا األسنان عيل الغامدي وأحمد القحطاين<br />

يفوزا بجائزة التميز البحثي<br />

110 مشاري الرسيحي .. بطل تراجيدي يف زمن الواقع<br />

.. ضحى بحياته من أجل صبي أمرييك<br />

األسرة والمجتمع<br />

115 علموا أبناءكم التميز<br />

آخر الكالم<br />

118 منوذج لإلنفتاح العقيل<br />

110<br />

كتاب العدد<br />

022 قراءة يف سوسيولوجيا املباين واألماكن<br />

029 رسالة من أب غيور إلبنه املبتعث<br />

كنت مبتعثا .. شخصية العدد<br />

034 عبد العزيز السبيل فارس اليرتجل عن<br />

جواده إال إللتقاط األنفاس<br />

ثقافة وفنون<br />

039 الحدود للحزن يانورة<br />

040 زهري طولة فنان تشكييل ذو بصمة خاصة<br />

من أميركا<br />

046 ‏»مجد الصباح«‏ فيلم كوميدي يؤرش لرتاجع<br />

اإلقبال الشعبي عىل الربامج الجادة<br />

052 بني لنكولن وونستون ترششل رصاع حول<br />

جنسية أوباما<br />

060 حكايات وأساطري األطفال تصنع الواقع<br />

مبتعثونا<br />

072 سجل يا تاريخ<br />

078 قصة الحلم الذي تحقق بعد أربعة وعرشين عاما<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 5 2011


إفتتاحية العدد<br />

امللحق الثقايف السعودي بأمريكا<br />

املرشف العام عىل مجلة املبتعث<br />

د.‏ محمد بن عبد الله العيىس<br />

بوابة المستقبل مفتوحة أمام خريجينا<br />

فهلموا إلى العمل<br />

للعام الرابع عىل التوايل ونحن نحتفل بتخريج دفعات من برنامج خادم الحرمني الرشيفني امللك<br />

عبد الله بن عبد العزيز لإلبتعاث الخارجي ويف كل عام نتطلع للمزيد من الخريجني مبتعثني<br />

ومبتعثات .. فالسنبلة قد بدأت مثارها تنضج وتتضاعف بحول الله وآن لها القطاف ليك تستفيد<br />

بها بالدنا ويستمد منها مجتمعنا عافيته وقوته يف سبيل التطور .<br />

ولقد حرصت امللحقية منذ أن بدأت فكرة التكريم واإلحتفال بالخريجني عىل مدى السنوات<br />

األربع املاضية أن يقام هذا اإلحتفال عىل شكل مهرجان يتسم بتنوعه وتعدد أغراضه ودوافعه<br />

.. فهو مهرجان ثقايف يعد إلستقطاب نخبة املجتمع األمرييك يف مجايل التعليم والثقافة ويفتح<br />

املجال للمواطن األمرييك ليك يتعرف عىل ثقافة بالدنا وتراثها مبا يضمه من معارض ولوحات فنية<br />

وعروض مرسحية ومطبوعات تاريخية وثقافية وإعالمية .. وهو أيضا مهرجان للتوظيف يخصص<br />

أحد أيامه ليوم املهنة من منطلق بسيط وسهل لكنه يحمل بني طياته مغزى كبريا فغايتنا ونحن<br />

نحتفل بخريجينا ونودعهم بعد أن حققت امللحقية غايتها وإرشافها عليهم أن نضيئ لهم شمعة<br />

يف الطريق نحو املستقبل وأن نأخذ بأيديهم نحو بوابة العمل والتوظيف فنقدم لهم خيارات<br />

عدة ليك يختاروا منها مايطمحون .. ولقد حرصنا عىل إنشاء هذه البوابة منذ سنوات وبدأناها<br />

بفرص العمل داخل الجامعات خاصة تلك الجامعات الناشئة باململكة آملني دعمها بتلك العقول<br />

الشابة يف مختلف تخصصاتها واليوم ويف هذا العام بالتحديد تفتح البوابة مرصاعيها لفرص أكرب<br />

من الخيارات ومساحة أكرب يف فرص العمل والتوظيف بعد أن دعت إليها باإلضافة إىل الجامعات<br />

السعودية كافة نخبة من أكرب الرشكات واملؤسسات السعودية يف القطاعني العام والخاص ..<br />

مايزيد عن 150 رشكة مدعوة ليوم املهنة هذا اليوم الذي يعد يف حد ذاته مهرجانا للتوظيف .<br />

وإذا كنا نحتفل بالخريجني ونكرمهم يف كل عام بإعتباره مهرجانا أصيال تقام يف إطاره تلك<br />

الفعاليات فاليجب أن ننىس رصح امللحقية وبناؤها الجديد الذي يقف شامخا متشحا بهوية<br />

اململكة محافظا عىل مالمحها كمعلم ثقايف وحضاري سعودي يف الواليات املتحدة .. ففي مناسبة<br />

اإلحتفال بالخريجني نحتفل أيضا بإفتتاح هذا املبنى وبهويته وبدوره املستمر عرب السنني يف<br />

اإلرتقاء مبسرية اإلبتعاث والتطور .<br />

6 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


مبنانا الجديد وطن لنا ولطالبنا في<br />

غربتنا<br />

عىل مدى األسابيع القليلة املاضية قبل أن ننتقل ملبنانا الجديد يف فريفاكس وأنا أستعد لنقل متعلقات<br />

مكتبي وارشف عىل بقية املوظفني التابعني يل وهم يرتبون لنقل ملفات اإلدارة إنتابتني أحاسيس<br />

مختلطة .. أولها ذكريات األيام األوىل يوم أن بدأت عميل بامللحقية الثقافية يف سبتمرب عام .. 2008 اذكر<br />

يف تلك األيام كم كنت متحمسة وقلقة يف نفس الوقت وأنا ابدأ العمل مبنصبي الجديد كمدير للشؤون<br />

الثقافية واإلجتامعية - كم كان يبدو يل هذا املكتب مثريا للرهبة والتحدي.‏<br />

أما عن موجة املشاعر الثانية فقد إختلجت بالعديد من الذكريات والتساؤالت لحاالت مختلفة من<br />

الطالب .. ما أن اقرأ أسامئهم عىل امللفات الضخمة للقضايا اإلجتامعية املتصلة بهم .. أشعر بالفضول<br />

.. واعود ليك أتصفحها وأنا أتساءل : ماذا يجري اآلن يف حياتهم ؟!‏ .. من منهم إستطاع أن يتغلب عىل<br />

مشاكله املختلفة فصار أقوى بسببها .. ومن منهم من ترك مشاكله تعصف به وتعرتض طريق حياته<br />

ومستقبله األكادميي ؟<br />

و عىل الجانب اآلخر كان االطالع عىل امللفات الثقافية يثيرث بداخيل مشاعر مختلفة-‏ إحساس بالفخر<br />

حول ماقدمناه معا .. منسوبو امللحقية والطالب .. إلعالم الناس هنا برسالتنا وبثقافتنا الغنية .. أحداث<br />

وفعاليات ساعدنا أو قمنا بتنظيمها غمرتني بذكرياتها فلم أستطع أن أواري إبتسامتي وأنا اتطلع لطالبنا<br />

بفخر وهم يأخذون دورهم ويشاركون يف الفعاليات الثقافية بزيهم السعودي حاملني راية التوحيد.‏<br />

اما آخر نوع من األحاسيس التي انتابتني الفضول والتتوق للذهاب إىل مكتبي الجديد..‏ فكلنا قد بدأ<br />

يشعر ان املبني القديم قد اصبح صغريا عىل امللحقية وعىل إحتياجاتها .. نعم .. كنت تواقة ملبنى أكرب<br />

وأكرث قدرة عىل تلبية احتياجاتنا وتقديم املزيد من الخصوصية بالنسبة لنا ولطالبنا .. ومل استطع اإلنتظار.‏<br />

مع كل تلك املشاعر املختلفة،‏ أدركت كم أصبحت وظيفتي جزءا كبريا من حيايت .. فاملكتب مل يعد<br />

مجرد مكان للعمل فقط،‏ بل بيتا أقيض فيه ساعات لقراءة رسائل الطالب واالجابة عىل استفساراتهم<br />

.. و مكان لالجتامع معهم ومع أصدقاء امللحقية أوااللتقاء بأشخاص جدد وبحث سبل تطوير خدماتنا<br />

قدر املستطاع.‏<br />

وقبل أيام قليلة من اإلنتقال،‏ مررت عىل املبنى الجديد ورأيت علمنا الوطني يرفرف عاليا خفاقا .. ال<br />

أعرف كيف أصف لكم ذلك اإلحساس الجارف بالفخر الذي شعرت به .. من كان يصدق أنني سوف أرى<br />

راية التوحيد عالية فخورة يف منطقة سكنية بأحد األحياء االمريكية؟!‏<br />

بعد اإلنتقال،‏ وما أن بدأنا نلتقي بطالبنا يف املبنى الجديد ، اتضحت يل حقيقة أكرب:‏ أن امللحقية الثقافية<br />

ليست فقط بيت للعديد من منسويب امللحقية بل أيضا منزل عائليا لطالبنا ايضا .. فاملئات الذين جاءوا<br />

يف األسبوع األول ، جميعهم جاءوا وإبتساماتهم تتألق عىل وجوههم و ألسنتهم تلهج بعبارات التهنئة<br />

.. لقد بدوا سعداء وهم يستكشفون املبنى الجديد ويعلقون عىل مرافقه كمن يتجول يف منزل عائلته<br />

ألول مرة.‏<br />

نعم-‏ هذا املبنى أو هذه امللحقية إمنا تشكل وطنا لطالبنا وهم بعيدون عن الوطن،‏ ونحن هنا منثل<br />

العائلة واألرسة لهم وهم بعيدون عن أرسهم - وهذا دور نفتخر به دامئا،‏ بغض النظر عن الجدران التي<br />

تحتوي مكاتبنا..‏ فأي مكان نحن فيه هو وطن لهم وقلوبنا ترحب بهم قبل مكاتبنا.‏<br />

رئيس التحرير<br />

د.‏ مويض بنت عبد الله الخلف<br />

malkhalaf@sacm.org<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 7 2011


ملف العدد<br />

هيئة التحرير<br />

منذ أن بدأت رياح التغيري تعصف ببعض الدول العربية توقع البعض أن تغيريا ما سوف يحدث يف اململكة وأن أوضاعا كثرية سوف تتغري<br />

والغريب أن الذين كانوا يفرتضون هذا الفرض كانوا يبنون فرضياتهم عىل منطق العاصفة وليس عىل منطق الواقع فكل الذين شملهم<br />

التغيري العاصف كانت لهم أسبابهم ودوافعهم التي ال ميكن بأي حال من األحوال أن تنطبق عىل حالة املواطن السعودي الذي تحقق له<br />

الكثري من اآلمال يف مستقبل زاهر وآمن مل يتحقق للكثريين غريه يف تلك الدول .. والقياس دامئا يبنى عىل مدى قدرة الدولة لتلبية حاجات<br />

مجتمعها والحفاظ عىل كرامة اإلنسان واملواطن وفيها .. وشباب اإلنرتنيت نوعان أحدهام يعيش داخل الحجرات املغلقة فال يرى العامل إىل<br />

من خالل شاشة الكمبيوتر واآلخر تتاح له فرصة التجربة واإلحتكاك والتعايش والتجوال والتفاهم مع تلك الشعوب .. والميكن<br />

بأي حال أن تهب رياح التغيري عىل مجتمع مؤمن يف األساس بفكرة التغيري ويتعامل بها منذ سنني<br />

.. ويطور من أدائه وتقنياته لرخاء املجتمع ورفاهيته .<br />

ولقد بذلت اململكة العربية السعودية ومازلت تبذل جهودها من أجل اإلرتقاء باملواطن<br />

السعودي وتحقيق رفاهيته وتقديم كافة سبل الدعم له ومنها فرص اإلبتعاث التي تتاح لهم يف<br />

كل بلدان العامل وتتطرح من خالله بعدا ثقافيا هاما ميثل فيه املبتعث أو املبتعثة كسفري لبالده<br />

يف تلك البلدان ويرفع من شأنه بني زمالئه من غري السعوديني الذين اليقومون بهذا الدور الذي<br />

يقوم به املواطن السعودي يف الخارج .. وليس اإلبتعاث فقط هو ما نتحدث عنه .. فقد مضت<br />

دولتنا الحبيبة يف دعم كافة املؤسسات التعليمية والعلمية يف داخل اململكة وطورت من وسائلها<br />

الحديثة وزادت منها يك تتوسع رقعة التعليم العام والجامعي والعايل يف كافة أرجاء اململكة ..<br />

وال تدخر الدولة وسعا يف ربط العلم بسوق العمل وتأهيل املواطنني للقيام بدورهم يف مسرية<br />

التطور الحديث .. وهو يختلف كثريا عام يحدث يف بعض البلدان الشقيقة لنا .<br />

8 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


من هنا بدأ الحوار وبينام كان العامل ينتظر ردة فعل الشباب السعودي ويرتقب توجهه نحو الفيس بوك ظهرت الحملة التي أطلقها مجموعة من املبتعثني<br />

بالواليات املتحدة األمريكية عىل صفحة الفيس بوك تحت عنوان « وطننا واحد « تعبريا عن حبهم لخادم الحرمني الرشيفني امللك عبدالله بن عبد العزيز<br />

وتأكيدا عىل مبدأ الوحدة الوطنية لشعب اململكة العربية السعودية بكافة أطيافه ومختلف رشائحه ومكونات مجتمعه ومناطقه املختلفة وتدعو الحملة<br />

إىل زيادة الوعي بأهمية الوحدة الوطنية ومتاسك النسيج اإلجتامعي ألبناء الوطن وانتامئهم جميعا تحت مظلة واحدة ووطن واحد<br />

تضم هذه الحملة مجموعة خرية شبابنا من املبتعثني واملبتعثات من بينهم : شاكر عيل وأمل مننقاين وغادة الغنيم وعيل الغباري وبخيت الرشيدي وسعد<br />

الفليح<br />

وعىل صفحة الفيس بوك تم إنتاج وتصوير فيلم خاص بهذه الحملة التي شارك فيها نخب من املبتعثني واملبتعثات السعوديني والعديد من الفئات<br />

العمرية املختلفة من األطفال كام قام فريق اإلنتاج بتصوير أحداثها ورصد أنشطتها فضال عن تسجيل أغنية وطنية إختصت بها هذه املجموعة تحت<br />

عنوان « وطننا واحد « وهي من كلامت وألحان املبتعث نواف العتيبي وغناء ابن الوطن .. يقول مطلع األغنية :<br />

وطننا واحد يا ملك شعب ودين..‏ نسجد شكر لله رب العاملني..‏ لبيه يا قبلة جميع املسلمني<br />

نهتف بها وقلوبنا فخر وعزم<br />

وطنٌا واحد..‏ وطنٌا واحد..‏ وطنٌا واحد..‏ وطنٌا واحد<br />

وطنٌا واحد يا ملك شعب ودين<br />

وتعكس تلك األغنية غاية الحملة وأهدافها و تذكر الجميع بأنه مهام تعددت الفروقات واختلفت اآلراء و تنوعت األعراق والطوائف فهناك شئ أكرب<br />

من ذلك يجمعنا وهو الوطن الواحد .. فقد إتفقت أهداف وغايات هذه الحملة جميعها عىل الوطن الواحد .. فمهام إختلفنا ومهام تغريت املناطق<br />

وإختلفت القبائل وتعددت الطوائف وتنوعت الطموحات يبقى ذلك الوطن الواحد الذي اليختلف عليه إثنان .. ومهام تعاتبنا وإختلفت ألوان برشتنا<br />

وأعامرنا وأجناسنا سيظل الوطن واحدا يف القلب والوجدان والضمري ولن نختلف عليه أبدا .<br />

ويأمل فريق العمل املؤسس أن تحقق الحملة أهدافها السامية التي وضعت لها وأن تلقى تفاعال كبريا من قبل املجتمع السعودي وبني مواطنيه ملا فيه<br />

خري اململكة العربية السعودية بإذن الله وأن تؤكد عىل ذلك الواجب الذي عرب عنه املبتعثون واملبتعثات يف أمريكا تجاه وطنهم الواحد الذي ينتمون إليه.‏<br />

حيث اكد الطلبة القامئون عىل الحملة بأن ذلك العمل حينام يحمل أسامء أبناء الوطن املبتعثني والبمبتعثات بالخارج فإمنا يحمل يف ذاته رسالة رصيحة<br />

وواضحة لكل ابناء الوطن بكافة اطيافه ورشائحه وتقاسيمه ومناطقه بأننا مجتمع واحد .. يجمعنا حب املليك والوطن .. واالخاء الصادق..‏ وأن ذلك العمل<br />

حينام يؤكد عىل وحدة الوطن كحقيقة واقعة ورضورة حتمية ال تحمل أي لبث فإمنا يحمل يف ذلك تذكريا لكل أطياف املجتمع السعودي بأن التعددية<br />

والفروقات واالختالف يف اآلراء والتنوع يف األعراق والطوائف إمنا هي رضورة حتمية لزيادة متاسك النسيج اإلجتامعي والثقايف والفكري واإلرتقاء بهم يف<br />

إطار أكرب و أسمى ينبع من حب هذا الوطن الذي قدم لبنائه الكثري.‏<br />

ويأمل فريق العمل أن تجتذب الحملة أكرب عدد من مؤيديها ليس فقط يف صفوف املبتعثني واملبتعثات يف أنحاء العامل وإمنا أيضا من جميع أرجاء وطننا<br />

الغايل .. ويأمل فريق العمل أيضا أن تحقق الحملة أهدافها وأن تلقى التفاعل الكبري املنشود الذي تستحقه تقديرا وعرفانا لتلك األهداف السامية التي<br />

تهدف لتوحيد النسيج اإلجتامعي باإلنتامء نحو هذا الوطن الواحد .<br />

يف حملة الوطن الواحد تختلج املشاعر وتتعدد الروايات التي يتنافس فيها كل فرد وكل مواطن عىل حب الوطن وعىل الحفاظ عىل وحدته ومتاسكه تحت<br />

عنوان « الوطن الحديدي كتبت أمل عبدالرحيم مننقاين مبتعثة الدكتوراة يف نظم املعلومات الصحية بجامعة بتسربج تقول :<br />

من طفولتي .. اسرتجع كلامت كانت ومازالت هي األقوى يف ذاكريت .. « يف اإلتحاد قوة«‏ مقولة مشهورة لبطل األفالم املتحركة الرجل الحديدي«‏ ‏..املنترص<br />

للخري دامئا والذي هو نتاج إلتحاد أنثى ورجل , كامل ومليس .<br />

ومن ذاكرة طفولتي ‏..أترجم تلك املعاين الجميلة وأقول يف مملكتنا الحبيبة اإلتحاد قوة بني بنات وأبناء هذا الوطن الواحد فوطننا واحد مبختلف املذاهب<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 9 2011<br />

مجلة


ملف العدد<br />

‎شاكر عيل<br />

واألصول والتوجهات الفكرية .. و اإلتحاد بني أفراده<br />

.. أناثا ورجاال .. صغارا وكبارا .. نواة لتكوين بنية<br />

قوية ضد كل ما يؤدي إىل زعزعة الوحدة الوطنية<br />

.. ومنعة وتحديا من أجل بناء مستقبل زاهر وتربية<br />

أجيال واعدة .<br />

وطنا واحد«‏ .. رجل وأنثى .. مسمى وهدف ..<br />

لحملة أعضاؤها هم شباب وشابات اململكة العربية<br />

السعودية .. الصغار والكبار ... يف أرض الوطن أو يف<br />

بلد االغرتاب .. ورمبا هي لكل محب ومحبة ألرض<br />

الرسالة من جميع أصقاع العامل ... فنحن جميعا ..<br />

معا .. عقوال مفكرة .. وسواعد فتية قادرة عىل بناء<br />

الوطن الحديدي .. وطننا األوحد.‏<br />

أما غاده الغنيم وهي أيضا مبتعثة للدكتوراه ....<br />

فتقول تحت عنوان « بعيدا عن الوطن « :<br />

كلام ابتعدت عن أرض الوطن .. شعرت بذلك<br />

الحنني الذي يذكرين دامئا بالعمل من أجله والنضال<br />

لتطوره .. بالرغم من كرب مملكتنا وترامي أطرافها ..<br />

جمعتنا الغربة وميزت تجربة ابتعاثنا بشكل أكرث ..<br />

دراستنا بالخارج .. قربت املسافات وأزالت الكثري<br />

من املفاهيم الخاطئة التي نتجت عن بعد املناطق<br />

جغرافيا يف اململكة العربية السعودية .. كل منا ترك<br />

أهله وبلده واجتمعنا يف الغربة وتعلمنا عن وطننا<br />

اكرث .. وتعلمنا معنى وحدتنا ومدى قوتها .<br />

دراستي بالخارج من أجمل ما دللتني بها مملكتي<br />

الحبيبة .. ولها أدين بكل الحب والوالء .. فبالدراسة<br />

يف أكرث الجامعات تطورا نلت العلوم واملعارف ليك<br />

أرد بذلك الجميل عند عوديت ألرض الوطن وتطبيق<br />

ذلك العلم .. وتجربة الغربة واإلختالط بالثقافات<br />

األخرى .. أتاحت يل أن أتعلم عن اآلخر وأحرتمه<br />

وأتقبل رأيه وأستفيد منه وأفيده .. ومنها تعلمت<br />

أنه مهام اختلفت العادات .. ومهام اختلفت اآلراء<br />

أمل مننقاين<br />

.. يبقى حب الوطن الواحد هو ما يجمعنا .. وتبقى<br />

إنسانيتنا هي التي تدفعنا للبقاء والعمل .. فمن<br />

حب الوطن وحب األرض ننطلق جميعا يف شتى<br />

مناطق اململكة مبختلف لهجاتنا وثقافتنا وآرائنا<br />

لجعل البالد تساير ركب الدول املتقدمة .. بوحدتنا<br />

نكرب .. وبوالئنا لهذا الوطن الواحد نستمر.‏<br />

وتقول أماين مياين مبتعثة الدكتوراة بجامعة وايومنج<br />

تحت عنوان وطن واحد :<br />

عىل أرض الواقع .. تفصل الحواجز الطبيعية بني<br />

املناطق .. وتعيق التنقل من منطقة ألخرى .. وقد<br />

تعيق التواصل اإلجتامعي .. ولكن عىل الرغم من<br />

تلك الحواجز الطبيعية .. تتخطى الوحدة الوطنية<br />

كل تلك الحواجز .. تتخطى اختالف اللهجات ..<br />

واختالف الرتاث .. وتجمع الكل عىل حب واحد أال<br />

وهو حب الوطن.‏<br />

يف حب الوطن يتساوى الكبري والصغري .. الغني<br />

والفقري .. وأيضا يتساوى الرشق والغرب..‏ فقلوبنا<br />

تنبض بحب الوطن .. وتشدو برفعة الوطن ..<br />

ومهام اختلفت ثقافاتنا ودرجاتنا العلمية .. إال أننا<br />

جميعا نتساوى تحت شعار التوحيد .. شعار اململكة<br />

العربية السعودية.‏<br />

تغربنا جميعا .. وتحملنا الغربة .. وتحملنا البعد عن<br />

األهل والبعد عن الوطن .. لنعود بعد ذلك جميعا<br />

يدا واحدة .. تعمل لرفع شأن الوطن .. فنساهم يف<br />

جعله وطنا واحدا آمنا للجميع .. يتمتع يف رخاءه كل<br />

من يعيش فيه .. ويستظل بظله ويهنأ بالعيش فيه ..<br />

كل من يحمل له شيئا من الحب والوالء.‏<br />

وطني الحبيب .. أدامك الله لنا ذخرا .. وجعلك آمنا<br />

مستقرا .. يقوم عىل خدمتك شباب جعلوا شعارهم<br />

وطنا واحدا.‏<br />

أما عيل الغباري مبتعث الدكتوراه بجامعة آيوا<br />

غادة الغنيم<br />

فيقول تحت عنوان ‏»معاين جميلة«‏ يف الوطن<br />

الواحد:‏<br />

تتسابق الشعوب وتتنافس فيام بينها .. لتظهر للبقية<br />

متاسكها ووحدتها .. وذلك إميانا بأهمية ذلك وكونه<br />

عامال أساسيا لبقائها ودميومة إستقرارها .. وحينام<br />

نزور بلدان العامل .. نجد لكل شعب طريقته الخاصة<br />

يف إظهار عوامل الوحدة والتكاتف بني أبنائه .. كل<br />

عىل طريقته الخاصة .. فتختلف التعبريات والخطب<br />

.. وتتنوع مظاهر احتفاالتهم و أعراسهم الوطنية<br />

بتنوع ثقافاتهم وحضاراتهم .. ولكن هنالك يشء<br />

مل تختلف عليه األمم عرب آالف السنني منذ تاريخ<br />

نشأتها وقيامها وهي أهمية الوحدة الوطنية .. رغم<br />

تنوع لغاتها وثقافات وأعراق وديانات الساعني إىل<br />

هذه الوحدة.‏<br />

شعور الوطن الواحد والشعب الواحد شعور جميل<br />

.. يجعل صاحبه يزهو ويشدو به بني األمم متباهيا<br />

بوحدة شعبه الوطنية ومتاسكه رغم تعدد الثقافات<br />

واألعراق والعادات والتقاليد من مكان آلخر .. فهو<br />

مبعث إطمئنان ومدعى سكينة و ألفة ومحبة بني<br />

أبناء ذاك البلد أو ذاك .<br />

ومن هنا جاءت حملة وطنا واحد لتبلور تلك املشاعر<br />

واملعاين الجميلة .. وللتأكيد عىل أهميتها واعتبارها<br />

حصنا منيعا يلجأ إليه أي بلد عند املحن وعند وقوع<br />

املهالك بعد توفيق الله سبحانه عز وجل .<br />

وللمملكة العربية السعودية طبيعة خاصة ميزتها<br />

عن باقي األمم يف متازج شعبها .. من شاملها<br />

لجنوبها .. ومن رشقها لغربها .. والتقائهم بوسطها<br />

يف جو مفعم بروح املحبة و اإلخاء .. وروح املواطنة<br />

واإلنتامء لوطن واحد يعترب مظلتهم جميعا.‏<br />

وحملة وطنا واحد .. هي رغبة صادقة من أبناء هذا<br />

الوطن الواحد .. يف بالد اإلغرتاب لرؤية ديارهم يف<br />

10 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


عيل الغباري<br />

الوطن التي غابوا عنها تنعم باألمن والسكينة يف كل<br />

وقت وحني .. فكيف لصاحب الدار أن يهنأ له بال<br />

.. وتنام له طرفة عني .. وهو يرى ما يعكر صفو<br />

أصحاب ذلك الدار .. ويؤجج الفرقى بني أبنائه ..<br />

وهم يدعون مع إرشاقة كل صباح .. ومغيب كل<br />

يوم .. بأن يحفظ الله الوطن من كل رش ومكروه<br />

.. وأن يديم املحبة واإلخاء بني أهل ذلك الدار بإذن<br />

الله .. فيصدحون يف كل مقام ومقال ( وطنا واحد(.‏<br />

وعن وحدة الوطن والعالقة املمتدة يف لغة الجسد<br />

الواحد يتحدث بخيت الرشيدي املبتعث لدراسة<br />

الدكتوراه يف هندسة النانو يف كلمته تحت عنوان<br />

لغة الجسد الواحد فيقول :<br />

ما أروع هاتني الكلمتني التي تزهو بهام الروح التي<br />

تنتمي إىل وطن واحد .. رغم مصاعب الغربة األليمة<br />

.. وهموم الدراسة .. ليس لدينا إال يش واحد .. و<br />

هو الرجوع إىل وطننا وتحقيق أهدافنا وطموحاتنا .<br />

ما أروع هذا الشعور .. عندما تتنقل بني الواليات<br />

املتحدة األمريكية املختلفة .. وتأيت األقدار لتصادف<br />

شخصا لتسأله من أين أنت ؟ .. فيذكر بأنه من<br />

اململكة العربية السعودية أو بعبارة أخرى .. أنا<br />

سعودي.‏<br />

مل يقل يف بداية كالمه .. أنا من الشامل أو الجنوب<br />

أو الرشق أو الغرب بل قال<br />

أنا من اململكة العربية السعودية ..<br />

مبعنى أنا وأنت من وطن واحد .. فام أروعه من<br />

شعور تسبقه العاطفة والفخر بأننا ننتمي لوطن<br />

واحد.‏<br />

عند حضوري ألي محفل أو مناسبة علمية أو ثقافية<br />

فإنني أفخر شديد الفخر برؤيتي لهوالء املتفوقني و<br />

بخيت الرشيدي<br />

البارعني واملوهوبني من أبناء هذا الوطن .. والذين<br />

اتفقوا عىل مبدأ واحد .. و هو انتامئهم جميعا<br />

لوطن واحد.‏<br />

دام عزك عاليا وخفاقا ياوطني .. كيف ال .. و<br />

شعارك هو شعار األمة االسالمية .. كلمة التوحيد ..<br />

ال إله إال الله محمد رسول الله.‏<br />

بارك الله لنا فيك ياوطننا العزيز .. ونحن معك<br />

وفداك يدا بيد .. وأرواحنا وإن إختلفت فجسدها<br />

واحد .. هو أنت أيها الوطن .. فأنت الذي يجمع<br />

بني أفراد الشعب بكل طوائفه وانتامءاته املختلفة ..<br />

تحت وطن واحد .. مرددين جميعا .. وطنا واحدا.‏<br />

دمت بخري يا وطني العزيز .. مرفوعا براية التوحيد<br />

.. بجهود وسواعد أبناء وبنات هذا الوطن الواحد.‏<br />

وتحت عنوان رسالة اىل الوطن كتب مبتعث<br />

الدكتوراه سعد الفليح يقول<br />

تجربة اإلبتعاث .. تجربة ممتعة .. يختلط فيها<br />

املبتعث مبجتمعات مختلفة من ثقافات مختلفة<br />

… كام أن اإلبتعاث سمح ألبناء الوطن الواحد ان<br />

يحتكوا ببعضهم البعض .. و يكونوا صداقات رائعة<br />

.. املبتعثون الذين قد يختلفون يف خلفياتهم الدينية<br />

و أنسابهم و أعراقهم و أجناسهم جمعهم االنتامء<br />

لوطن واحد .. فصاحوا بأعىل الصوت وطنا واحد.‏<br />

هذه الحملة تحاول ان تلقي الضوء عىل مجتمعنا<br />

الصغري املتحد .. و تحاول أن تنقل تجربتنا يف الغربة<br />

.. و إتحادنا يف اإلبتعاث اىل الوطن األم.‏<br />

هذه الوحدة التي نلمسها يف غربتنا … إشارة اىل أن<br />

املستقبل سيكون أرقى و أجمل عندما نتحدث عن<br />

الوطن .. منتلئ شجنا وإحساسا بالعشق .. ونشعر<br />

مبالذنا يف الوطن وبهذا الدفء .. فتخرج التعليقات<br />

سعد الفليح<br />

عىل ألسنة املتابعني والقارئني عن هذه الحملة .. من<br />

بني هذه التعليقات ماكتبه عبد الله الحريب فوجدناه<br />

يقول :<br />

بارك الله يف شباب الوطن ويف كل من يساهم يف<br />

وحدته ويدافع عنه ويسعى لخريه.‏ نحن يف حاجة<br />

ماسة خاصة يف هذه األوقات العصيبة التي متر بها<br />

املنطقة العربية إىل جهود جميع العقالء املخلصني<br />

من أبناء الوطن لتنمية روح اإلخاء واملودة والتعاون<br />

بني جميع مكونات هذا املجتمع إلجتياز هذه<br />

املرحلة الدقيقة بسالم وال شك أن الشباب مبا لهم<br />

من قدرة عىل إستعامل وسائل اإلتصاالت الحديثة<br />

بكافة أشكالها يتوقع منهم تسخري هذه الوسائل<br />

الحديثة لخدمة وطنهم ودعم وحدته والدفاع<br />

عنه من أي أخطار قد يتعرض لها سواء داخلية أو<br />

خارجية.‏ أعتقد أن هذا هو عرص املبادرات الفردية<br />

والجامعية التي تنبع من حب الوطن يجب أن<br />

ال نبقى جامدين وننتظر من الدولة ومؤسساتها<br />

الرسمية القيام بكل شيئ,‏ البد أن يساهم كل فرد<br />

حسب إستطاعته ويف املجال الذي يجيده لنكون<br />

جميعاً‏ أفراداً‏ منتجني وتكون مبادراتنا رافداً‏ جديدا<br />

للجهد الرسمي وتفجرياً‏ لطاقات الشباب وتوجيهها<br />

اإلتجاه الصحيح ليتم اإلستفادة منها ولضامن عدم<br />

إستغاللها من قبل املغرضني فتكون وباالً‏ علينا<br />

جميعاً‏ ويف املقابل ال بد عىل الجهات الرسمية من<br />

دعم الشباب ومبادراتهم وإعطائها التقدير الالزم.‏<br />

الشكر الجزيل لهؤالء الشباب عىل حسهم الوطني<br />

الرائع ونحن يف إنتظار املزيد من إبداعاتهم وأسأل<br />

الله لهم التوفيق يف دراستهم ويف كل عمل يقومون<br />

به.‏<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 11 2011<br />

مجلة


ملف العدد<br />

يستاهل أبو متعب<br />

بال ناد طاليب معتمد وبدون<br />

تجمعات طالبية رسمية<br />

تبنى مجموعة من الطالب<br />

السعوديني مبوافقة معهد<br />

اللغة ELS التابع لجامعة<br />

سنسنايت بوالية أوهايو<br />

األمريكية وأبناء الوطن الذين<br />

يواصلون دراستهم هناك<br />

طريقة عفوية يف التعبري عن<br />

أنفسهم وفرحتهم بشفاء خادم<br />

الحرمني الرشيفني وحبهم له<br />

وملا تبناه حفظه الله مؤخرا<br />

من قرارات سامية لصالح<br />

املواطن واإلنسان السعودي<br />

بوجه عام .. وإلهتاممه الخاص<br />

بأبنائه املبتعثني واملبتعثات<br />

السعوديني فأقاموا بجهودهم<br />

الذاتية والشخصية إحتفاال<br />

خاصا بهذه املناسبة<br />

شمل اإلحتفال العديد<br />

من النشاطات الثقافية<br />

واإلجتامعية التي تعرب عن<br />

اململكة وتراثها وثقافتها<br />

وعاداتها األصيلة وعن الرتابط<br />

القوي واملتني بني اململكة<br />

والواليات املتحدة األمريكية<br />

طوال تاريخ عالقتها وقام<br />

الطالب برفع الرايات وتجميل<br />

األماكن بالصور والزينات التي<br />

إمتألت بصور خادم الحرمني<br />

الرشيفني وشعارات اململكة<br />

طالل ظافر القحطاني<br />

معهد اللغة بجامعة سنسيناتي<br />

العربية السعودية تعبريا أصيال عن<br />

إبتهاجهم بشفائه وبقراراته امللكية<br />

الرصينة وتوصياته السامية من أجل<br />

خري البالد ومواطنيها كام قاموا<br />

بنحر أربع ذبائح وتوزيع الحلوى<br />

وإقامة حفل للغذاء إحتفاء بتلك<br />

املناسبة الغالية .<br />

حرض اللقاء عدد من أبناء الجاليات<br />

الخليجية والعربية و كذلك الطاقم<br />

التدرييس وعدد من الطالب<br />

األجانب الذين حرضوا للتهنئة<br />

ومشاركة أبناء الوطن فرحتهم<br />

وقد عرب منظموا االحتفال خالد<br />

املضيان و طالل القحطاين و مناور<br />

الشمري بأنهم مهام قدموا للتعبري<br />

12 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


عن مشاعرهم يعترب قليال فسعادتهم غامرة<br />

بشفاء خادم الحرمني الرشيفني وغبطتهم<br />

التوصف ما حملته األوامر امللكية األخرية من<br />

خري ألبناء اململكة العربية السعودية .<br />

-- دقيقه من وقتك الله يعطيك العافيه<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 13 2011


ملف العدد<br />

الملحقية الثقافية السعودية منارة<br />

للعلم والثقافة السعودية في أمريكا<br />

واملبنى اجلديد حدث يعكس هذه الرؤى<br />

بقلم:‏ محمد معاطي<br />

تعد امللحقية الثقافية بأمريكا أحد العالمات املضيئة يف تاريخ التعليم واإلبتعاث السعودي للخارج واملعلم الثقايف الحقيقي الذي<br />

يطل بنوافذه وثقافته العربية عىل العامل األمرييك بوالياته املختلفة .<br />

مل تكن امللحقية مبسامها ومبناها أول الغيث وإمنا كانت أول املشوار يف رحلة اإلبتعاث نحو الغرب التي بدأت عام . 1947<br />

نستطيع أن نؤرخ ألوىل محطات اإلبتعاث يف اململكة مبرص وبالتحديد يف عام 1927 قبل أن يتم توحيد اململكة العربية السعودية<br />

عىل يد مؤسسها امللك عبدالعزيز رحمه الله .. وكانت مرص جهة االبتعاث للبعثة السعودية األوىل حينام إستقبلت أربعة عرش<br />

طالبا لتأهيلهم وتلبية إحتياجات اململكة للمعلمني وأصحاب املهن األخرى .. ولقد شجع نجاح تلك البعثات عىل تأسيس مدرسة<br />

تحضري البعثات مبكة املكرمة عام .. 1936 وقد إستمر اإلبتعاث يف مرص والدول العربية إىل حني أن إستقر الرأي عىل قرار تنويع<br />

اإلبتعاث وتخصيص نصف حصته لدول أوروبا وأمريكا .. فتوجهت أول بعثة مكونة من طالبني لدراسة الحقوق والعلوم السياسية<br />

يف سويرسا عام ‎1355‎ه ويف نفس السنة تم ابتعاث طالب واحد فقط إىل استنبول لدراسة الهندسة.‏<br />

ثم توايل إرسال البعثات إىل أوروبا وأمريكا بعد ذلك خصوصاً‏ بعد أن تفجر النفط يف اململكة،‏<br />

وازدادت مواردها .<br />

فرضت فكرة اإلبتعاث نفسها عىل الواقع وأكدت حتميتها كأداة لتبادل الخربات ونقل<br />

املعلومات وتأهيل القدرات والتواصل الثقايف والفكري بني الشعوب .. وكان البد ليك يحدث<br />

ذلك يف أمريكا أن تتم هذه املنظومة يف إطار رسمي وإيجايب من العالقات بني اململكة<br />

والواليات املتحدة األمريكية .. وكانت هذه العالقات قد بدأت تجارية يف أول األمر إال أنها<br />

تطورت بعد ذلك يف إطار إتفاقية التعاون التي أبرمت بني البلدين عام 1946 فإشتملت أيضا<br />

عىل املجاالت الثقافية واملهنية والتدريبية وتبادل الطالب لتصبح أول إنطالقة رسمية نحو<br />

اإلبتعاث إىل أمريكا.‏<br />

14 14 مجلة املبتعث • • عدد عدد مايو مايو - - يوليو 2011


بدأت البعثات السعودية الرسمية إىل أمريكا<br />

عام 1947 م بنحو ثالثني طالبا كانوا قد حولوا<br />

من الجامعة األمريكية ببريوت للدراسة بجامعة<br />

تكساس الحكومية .. ويف عام 1951 تم إفتتاح<br />

أول مكتب ثقايف لإلرشاف عىل املبتعثني يف مدينة<br />

نيويورك وكان هذا املكتب تابعا ملندوبية اململكة<br />

باألمم املتحدة .. ولقد لعبت الزيادة يف أعداد<br />

املبتعثني وتطور إدارة اإلرشاف عليهم دورا كبريا<br />

يف التوجه نحو إستقالل املكتب عن املندوبية<br />

وتحويل تبعيته لوزارة املعارف التي كانت تختص<br />

بالتعليم يف ذلك الوقت .. ويف عام 1956 إستقل<br />

املكتب و أصبح يطلق عليه املكتب الثقايف<br />

السعودي بنيويورك .. وأسندت إدارته للدكتور<br />

عمر أبو خرضه رحمه الله ليصبح أول مستشار<br />

ثقايف سعودي بأمريكا وساعده يف اإلدارة األستاذ<br />

عبد العزيز املنقور بصفته أول ملحق ثقايف<br />

سعودي بأمريكا .<br />

وأستمر الحال بهذا املكتب حتى نهاية فرتة<br />

عمل الدكتور عمر أبو خرضه عام 1970 ليخلفه<br />

يف العمل بعد ذلك األستاذ عبد العزيز املنقور<br />

كملحق ثقايف وكان قد ألغي منصب املستشار<br />

الثقايف كمىس وظيفي إلدارة املكتب .. وأصبح<br />

امللحق الثقايف املسمى الوظيفي السائد منذ ذلك<br />

التاريخ .. يف عام 1975 وبعد أن استقر املكتب<br />

الثقايف ملدة أربعة وعرشين عاما مبدينة نيويورك<br />

تقرر إنتقاله إىل هيوسنت وتغري مسامه إىل املكتب<br />

التعليمي السعودي ملواجهة الزيادة املضطردة يف<br />

أعداد املبتعثني ولتبدأ مرحلة جديدة يف اإلبتعاث<br />

إىل أمريكا.‏<br />

عارصت تلك الفرتة أحداثا هامة وقرارات حاسمة ..<br />

من أهمها : إنتقال اإلرشاف عىل املكاتب الثقافية<br />

من وزارة املعارف إيل وزارة التعليم العايل وإنشاء<br />

املكاتب الفرعية كخيار إداري ملواجهة أعباء<br />

الزيادة يف أعداد املبتعثني وإستمرت تلك الفرتة<br />

لنحو عرش سنوات.‏<br />

عارص األستاذ عبد العزيز املنقور فرتة إنتقال<br />

املكتب من نيويورك إىل هيوسنت يف عام 1975<br />

وإستمر بها ملدة عام واحد ثم خلفه من بعده<br />

األستاذان غازي عبد الجواد وعبد الرحمن املازي<br />

وكانا قد كلفا بالقيام مبهام امللحق الثقايف بعد<br />

إنتهاء فرتة عمل األستاذ املنقور ملدة عامني ..<br />

ثم تعاقب عىل إدارة املكتب بهيوسنت بعد ذلك<br />

امللحقان التعليميان الدكتور رضا عيل كابيل يف عام<br />

1978 واألستاذ صبحي يحيى الحاريث عام 1980<br />

ومن بعدهام األستاذ عبد العزيز سليامن الفاضل<br />

امللحق التعليمي املكلف إبتداءا من عام 1984<br />

وحتى عام 1987.<br />

ولقد شهدت تلك الفرتة زيادة كبرية يف أعداد<br />

املبتعثني بلغت ذروتها يف عام 1980 إىل نحو ثالثة<br />

عرش ألف مبتعث وكان املكتب آن ذاك يبحث عن<br />

وسائل وحلول عملية وتقنية يف اإلدارة واإلرشاف<br />

عىل ذلك العدد الهائل من الطالب .. مام يؤرخ<br />

لبدء استخدام الحاسب اآليل وبداية التطور التقني<br />

واإلداري بامللحقية يف وقت مل يكن يتوفر ألية<br />

ملحقية أخرى ذلك والذي يعود الفضل إىل بداية<br />

اإلعتامد عليه لألستاذ املنقور امللحق الثقايف يف<br />

ذلك الوقت .<br />

ويعود الفضل للدكتور الكابيل يف إصداره مجلة<br />

املبتعث التي تصدرها امللحقية منذ ذلك الوقت<br />

وألكرث من ثالثة وثالثني عاما وكانت من قبل<br />

عبارة عن نرشة شهرية من مثان صفحات يصدرها<br />

مجموعة من الطالب بالنادي السعودي يف<br />

كاليفورنيا .. كام ينسب الفضل لألستاذ الحاريث<br />

لتبنيه وتشجيعه إنفتاح امللحقية عىل املؤسسات<br />

العلمية والتعليمية املحلية والدولية واإلشرتاك يف<br />

مؤمتراتها ومنها جمعية التعليميني الدوليني ( نافسا<br />

NAFSA: Association of International )<br />

Educators والتي تم تأسيسها عام 1948 بإسم<br />

الجمعية الوطنية للمرشفني عىل الطالب األجانب<br />

( نافسا ) Foreign National Association of<br />

Student Advisers وجمعية الدراسات الرشق<br />

أوسطية ( ميسا ) Studies The Middle East<br />

)Association (MESA وغريهام.‏<br />

وترصد تلك الفرتة محطات هامة جدا كان لها<br />

تأثريها وأنعكاستها اإليجابية ومازالت منها زيارة<br />

امللك فهد التاريخية يف يناير عام 1985 ومكرمته<br />

امللكية التي بلغت مليون دوالر والتي مهدت<br />

لتدشني فكرة العمل الطاليب وإنشاء األندية<br />

الطالبية السعودية بصورة رسمية .<br />

ومن هيوسنت عاصمة والية تكساس إنتقل املكتب<br />

التعليمي إىل العاصمة األمريكية واشنطن دي يس<br />

يف أواخر فرتة عمل األستاذ الفاضل يف عام 1987<br />

.. ويف نفس العام تسلم الدكتور حمد بن إبراهيم<br />

السلوم ( رحمه الله ) العمل ملحقا ثقافيا وإستمر<br />

فيه حتى عام . 1995<br />

ولقد صاحبت تلك الفرتة مرحلة انتقالية يف نظام<br />

عمل وإدارة املكاتب خصوصا بعد صدور األمر<br />

السامي بتغيري إسم املكاتب التعليمية وإعادة<br />

تسميتها إىل املكاتب الثقافية فضال عن إلغاء<br />

العمل باملكاتب الفرعية وضم أصولها للمكتب<br />

الرئييس .<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو -- يوليو 15 2011


ملف العدد<br />

ولقد منح امللحق الثقايف الصالحيات التى<br />

متكنه من تسيري العمل ومتثيل اململكة ووزارة<br />

التعليم العايل ىف كل ما يتعلق بالشؤون الثقافية<br />

والتعليمية مام يعد خطوة هامة يف تاريخ تطور<br />

امللحقية يف مجال اإلبتعاث واإلرشاف الدرايس عىل<br />

الطالب.‏<br />

ولقد عارصت تلك الفرتة نشاطا ملحوظا عىل<br />

املستويني التعليمي والثقايف فإهتمت امللحقية<br />

بالكتابة والنرش وباإلنتظام يف نرش املطبوعات<br />

والدوريات الثقافية ومنها التقرير الثقايف ومجلة<br />

املبتعث الشهريني كام إهتمت بوضع كثري من<br />

األدلة ومن أهمها قامئة الجامعات ودليل مراكز<br />

الدراسات العربية واإلسالمية والرشق أوسطية<br />

يف الجامعات األمريكية وغريها وبدعم مكتبة<br />

امللحقية الورقية ومكتبة األبحاث األلكرتونية<br />

ونظام امليكروفيش للمبتعثني كام إهتمت أيضا<br />

بدعم وإنشاء الكرايس العلمية بالجامعات<br />

األمريكية ومتويل بعض الربامج واملنح الدراسية<br />

واملراكز الخاصة بالدراسات العربية واإلسالمية<br />

وغري ذلك .<br />

ويعد معرض السعودية بني األمس واليوم الذي<br />

بدأ جوالته يف الواليات األمريكية يف منتصف عام<br />

1989 من أبرز األحداث الثقافية التي حدثت يف<br />

تلك الفرتة وكانت قد أحدثت تواصال كبريا مع<br />

املسؤولني واملواطنني األمريكيني العاديني داخل<br />

املجتمع األمرييك .<br />

ويف املجال الريايض خاض املنتخب السعودي<br />

تجربة هامة يف تاريخ الكرة السعودية ضمن<br />

تصفيات كأس العامل لكرة القدم التي أجريت<br />

يف الواليات املتحدة األمريكية عام 1994 وكانت<br />

السفارة وامللحقية قد إستعدتا لهذا املهرجان<br />

الرياض الكبري غري املسبوق .<br />

يف عام 1995 أسندت إدارة امللحقية الثقافية<br />

16 مجلة املبتعث • عدد مايو -- يوليو 2011


للدكتور مزيد إبراهيم املزيد .. ولقد مرت<br />

امللحقية الثقافية بأحداث كبرية ومحطات هامة<br />

عىل املستويني الثقايف والتعليمي طوال تلك الفرتة<br />

التي إستمرت نحو إثني عرش عاما عارصت خاللها<br />

أحداثا سياسية وثقافية وتعليمية هامة من أهمها<br />

أحداث الحادي عرش من سبتمرب والهجامت<br />

اإلرهابية عىل مدينتي نيويورك وواشنطن التي<br />

كانت لها إنعكاسات خطرية عىل إستقرار مبتعثينا<br />

ومبتعثاتنا وإستمرارهم يف الدراسة بالواليات<br />

املتحدة األمريكية وكانت هذه الهجامت قد أثرت<br />

بصورة عكسية عىل الواقع العريب يف املجتمع<br />

األمرييك ودفعت الكثريين من املبتعثني واملبتعثات<br />

إىل العودة إىل الوطن لفرتة أو للبحث عن أماكن<br />

أخرى للدراسة خارج أمريكا .. وإلتزمت امللحقية<br />

يف تلك الفرتة بإتخاذ اإلجراءات الالزمة لتأمني سفر<br />

الطالب وتحويل البعثة أو إنهائها ملن يرغبون يف<br />

ذلك .. وقد إستمر الحال عىل هذا الوضع نحو<br />

أربع سنوات عجاف توقفت امللحقية يف أثنائها<br />

عن مامرسة أنشطتها الحقيقية يف مجايل الثقافة<br />

والتعليم وذلك بسبب الجو السيايس السائد<br />

وتجميد الحسابات وتحويل األرصدة الخاصة<br />

باإلنفاق عىل منسويب امللحقية ومبتعثيها إىل بنوك<br />

أخرى خارج البالد .. إىل أن بدأت تعود األمور إىل<br />

نصابها تدريجيا خاصة بعد الزيارة التي قام بها إىل<br />

أمريكا عام 2005 خادم الحرمني الرشيفني امللك<br />

عبد الله بن عبد العزيز حينام كان وليا للعهد<br />

.. ليعلن عىل املأل اتفاق البلدين عىل رضورة<br />

تذليل العقبات أمام املواطنني السعوديني يف<br />

دخول الواليات املتحدة األمريكية وخاصة الطالب<br />

الذين يرغبون يف مواصلة تعليمهم بها .. وكان<br />

للبيان الصادر عن هذه الزيارة أثره اإليجايب عىل<br />

الجانبني فعىل الجانب السعودي صدرت موافقة<br />

املقام السامي عىل إبتعاث الطالب السعوديني<br />

ملواصلة دراستهم وبدأت إجراءات إبتعاثهم<br />

إىل الخارج .. أما بالنسبة للجانب األمرييك فقد<br />

تحرك املسؤولون يف دوائر وزارة الخارجية وأجهزة<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 17 2011<br />

مجلة


ملف العدد<br />

األمن والهجرة األمريكية وبذلوا مساعيهم من<br />

أجل إعادة جذب وتشجيع الطالب لإللتحاق<br />

بالجامعات األمريكية.‏<br />

وكان اإلعالن عن بدء برنامج خادم الحرمني<br />

الرشيفني امللك عبد الله بن عبد العزيز لإلبتعاث<br />

الخارجي والقرار السامي الصادر بشأنه يف الثاين<br />

والعرشين من شهر مايو عام 2005 أبرز القرارات<br />

التاريخية يف مجال التعليم واإلبتعاث باململكة<br />

حيث يؤرخ هذا القرار لبداية طفرة غري مسبوقة<br />

يف إبتعاث الطالب ملواصلة دراستهم الجامعية<br />

والعليا والحصول عىل درجات علمية تلبي<br />

حاجات سوق العمل ومتطلبات التنمية بأعداد<br />

مل يحدث مثلها يف تاريخ اإلبتعاث .. وقد بدأ<br />

هذا الربنامج بإستقطاب الدفعة األوىل التي بلغ<br />

عددها 5000 مبتعث ومبتعثة وبلغت يف تزايدها<br />

ومنوها طوال فرتة هذه اإلدارة إىل أن بلغت نحو<br />

12000 مبتعث ومبتعثة .<br />

وعىل الرغم من التداعيات السياسية التي<br />

إنعكست عىل تلك الفرتة إال أن امللحقية الثقافية<br />

إستطاعت خاللها أن تحقق الكثري من اإلنجازات<br />

الثقافية والتعليمية .. ومن بني هذه اإلنجازات ،<br />

معرض الفن التشكييل واللوحات الفنية املصاحبة<br />

لألمسية الشعرية التي قدمها صاحب السمو<br />

املليك األمري خالد الفيصل يف عام 1998 فلمس<br />

بريشته وكلامته وتر الحارضين وكانت ليلة ال<br />

تنىس بني عشاق الفن ومحبيه واملثقفني بصفة<br />

عامة يف واشنطن .. وكذلك الزيارة التي قام بها<br />

يف منتصف عام 1999 معايل الدكتور خالد بن<br />

محمد العنقري وزير التعليم العايل الواليات<br />

املتحدة األمريكية عىل رأس وفد من مدراء<br />

الجامعات لنحو إحدى عرشة جامعة أمريكية<br />

يف إطار العالقات الجامعية وإتفاقيات التعاون<br />

العلمي واألكادميي بني البلدين .. والزيارة الفنية<br />

التي قام بها الفنان املطرب محمد عبده إىل<br />

العاصمة األمريكية وغنائه عىل مرسح كنيدي<br />

سنرت الشهري .<br />

امللحقية الثقافية تستكمل مسريتها يف اإلبتعاث<br />

بتقنية متطورة وعالقات مبارشة مع الطالب<br />

وتواصل غري مسبوق مع املؤسسات العلمية<br />

والثقافية والشخصيات الفاعلة بني البلدين.‏<br />

يف السابع عرش من شهر يوليو عام 2007 م<br />

تسلم الدكتور محمد بن عبد الله العيىس مهام<br />

عمله ملحقا ثقافيا .. ومنذ اليوم األول بدأ يف<br />

تنفيذ إصالحاته وتطوير جهاز العمل بامللحقية<br />

مبا يتناسب مع عبء املسؤولية امللقاة عليها<br />

خاصة يف إطار الزيادة املتنامية ألعداد املبتعثني<br />

واملبتعثات والتي بلغت حتى اآلن نحو 45232<br />

مبتعث ومبتعثة فضال عن مرافقيهم البالغ<br />

عددهم نحو 15000 مرافق.‏<br />

إتجهت امللحقية إىل إحداث تغيريات جوهرية<br />

شاملة يف نظام العمل اإلداري وإعطيت<br />

الصالحيات ملديري اإلدارات ورؤساء األقسام<br />

إلتخاذ القرارات الفورية الحاسمة يف األمور<br />

العاجلة والقضاء عىل الروتني اإلداري الذي تظهر<br />

عيوبه يف الكثري من اإلدارات املركزية كام أعيد<br />

تنظيم إدارة الحاسب اآليل والحكومة األلكرتونية<br />

ليك تتواكب وتؤدي دورها يف تحقيق التواصل<br />

املبارش مع الطالب والتفاعل معهم من أجل إنجاز<br />

متطلباتهم ألكرتونيا .. وأنشئت اللجان التي تعقد<br />

منتظمة بصفة دورية أسبوعية إلتخاذ القرارت<br />

الجامعية املتعلقة ببعثات الطالب وحياتهم<br />

الدراسية ومحاولة تذليل كافة العقبات يف حدود<br />

الصالحيات التي خولت امللحقية إلتخاذها ..<br />

ولقد أدت هذه التغيريات إىل رسعة انسياب<br />

العمل وأفسحت املجال للرقابة واملتابعة فأرتفع<br />

مستوى األداء وزادت معدالت اإلنجاز.‏<br />

وتشهد هذه الفرتة إتجاها ملموسا نحو سعودة<br />

العمل ودخول العنرص النسايئ السعودي يف<br />

اإلدارة ومشاركتها يف إتخاذ القرارات الهامة<br />

وإزدياد عدد املرشفني الدراسيني .. وبالنسبة<br />

للمبتعثني واملبتعثات فيتم التواصل معهم من<br />

خالل محاور عدة منها : الزيارات امليدانية<br />

التي تقوم بها امللحقية ومرشفيها الدراسيني يف<br />

أماكن الدراسة لإلطالع عىل األحوال الدراسية<br />

واإلجتامعية للمبتعثني واملبتعثات .. ومنها األندية<br />

الطالبية التي توسعت امللحقية فيها بشكل كبري<br />

فقد إزدادت عدد األندية وتضاعفت من نحو<br />

22 ناديا إىل أن بلغت حتى اآلن نحو 160 ناديا<br />

موزعا عىل نحو أربعني والية أمريكية ومتثل هذه<br />

األندية التي تقام تحت مظلة الجامعات التي<br />

يدرس فيها الطالب ووفق قوانينها همزة وصل<br />

بني امللحقية ومبتعثيها من جهة .. وبينها وبني<br />

إدارة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس فيها من<br />

جهة أخرى .. ويف نفس الوقت تقوم بتأدية دورها<br />

يف التواصل الثقايف مع املجتمع األمرييك .. وقد تم<br />

تجسيد املعنى الحقيقي لتلك الرموز الطالبية من<br />

خالل تعاملهم والتعامل معهم كسفراء ميثلون<br />

اململكة العربية السعودية داخل الحرم الجامعي<br />

واملجتمع املحيط به .. أما املحور الثالث فقد<br />

رؤي بسبب الزيادة الهائلة يف أعداد املبتعثني<br />

واملبتعثات الرتكيز عىل أقسام متخصصة ملعالجة<br />

املشاكل اإلجتامعية والقضايا القانونية التي قد<br />

يتعرض لها الطالب فأفرد لها يف إدارة الشؤون<br />

الثقافية واإلجتامعية قسمني متخصصني لتحقيق<br />

هذا الغرض .<br />

ولقد نجحت امللحقية خالل الفرتة املاضية<br />

يف تذليل الكثري من الصعاب والعقبات التي<br />

قد تعرتض املبتعث أثناء دراسته فنجحت يف<br />

تطبيق التأمني الصحي الشامل عليه وعىل<br />

مرافقيه وإستطاعت أن تكثف تواصلها وإبرام<br />

تعاقداتها يف برامج طبية إلستيعاب أكرب عدد من<br />

مبتعثينا من األطباء ومازال التواصل مستمرا مع<br />

الجامعات ومعاهد اللغة اإلنجليزية التابعة لها<br />

وهناك برنامج زمني مكثف إلستقبال مندوبيهم<br />

ووفودهم ورؤساء الجامعات وأعضاء هيئات<br />

التدريس فيها .<br />

من أبرز إنجازات هذه الفرتة اإلحتفال السنوي<br />

بخريجي برنامج خادم الحرمني الرشيفني<br />

لإلبتعاث الخارجي وهو مبثابة اإلحتفال بقطف<br />

الثامر ملبتعثينا ومبتعثاتنا الذين أنهوا دراستهم<br />

وتخرجوا من جامعاتهم يف تخصصات علمية<br />

سعت اململكة لتأهيل أبنائها فيها .. وقد إلتزمت<br />

امللحقية بإقامة إحتفال هذا العام للعام الرابع<br />

عىل التوايل والذي ميثل مهرجانا ثقافية حقيقيا<br />

يدعى إليه كثري من الشخصيات الدبلوماسية<br />

واألكادميية واإلعالمية يف املجتمع األمرييك<br />

لحضور اليوم الثقايف املفتوح والتجول يف أرجاء<br />

معارضه ولوحاته وعروضه الفنية التي تعرب<br />

عن الرتاث والثقافة والفن السعودي كام يدعى<br />

إليه ايضا وفود الجامعات السعودية املختلفة<br />

ومايزيد عن 150 رشكة سعودية للمشاركة يف<br />

18 مجلة املبتعث • عدد مايو -- يوليو 2011


يوم املهنة .. وهو يوم تتيحه امللحقية ألبنائها<br />

الخريجني والخريجات كبوابة للتوظيف والعمل<br />

يف الطريق نحو املستقبل ويتم ذلك كله يف إطار<br />

تكريم الخريجني والخريجات الذين أصبح يتزايد<br />

عددهم من عام آلخر .<br />

وإنجازات امللحقية يف تلك الفرتة عديدة وكثرية<br />

وتسري يف إتجاهات مختلفة منها ماهو معتد<br />

مبراجعة التنظيم اإلداري وهيكلة ورقابة مستوى<br />

األداء الناتج عنه ومنها ماهو متصل بالطالب<br />

ووسائل تحسني الخدمة لهم ومنها ماهو ثقايف<br />

يهتم بالتواصل مع املجتمع األمرييك ومؤسساته<br />

ومنظامته املختلفة والتي تبدأ بزيارة الجامعات<br />

وتفقد أحوال املبتعثني فيها إىل املؤمترات الدولية<br />

كمؤمتر املجلس الوطني للعالقات العربية<br />

األمريكية ومؤمتر التعليميني الدوليني نافسا<br />

واملهرجان السنوي الذي يقيمه عمدة العاصمة<br />

مبشاركة السفارات وعنوانه باسبورت دي يس أو<br />

جواز سفر واشنطن وغريه كثري .<br />

ويعد أبرز اإلنجازات عىل اإلطالق هو ذلك البناء<br />

الجديد الذي تم تشييده واإلنتقال إليه مؤخرا<br />

ليكون معلام ثقافيا وحضاريا للمملكة العربية<br />

السعودية يف أمريكا .. وهو مبنى يعرب عن هويته<br />

وعن مالحه السعودية العربية اإلسالمية .<br />

مرت امللحقية طوال سنواتها يف أمريكا مبراحل<br />

متعددة وخطوات كثرية أصقلت إمكانياتها<br />

ومنحتها صفة املؤسسة الكبرية التي متارس<br />

أعاملها وشؤونها بكل الوسائل التقنية وأساليب<br />

اإلدارة العرصية الحديثة .. يف الواليات املتحدة<br />

األمريكية رشفت امللحقية أن تعيش أزهى أيامها<br />

برعاية مثانية سفراء أجالء مل يبخلوا عىل أبنائهم<br />

املبتعثني بالرعاية والدعم والنصح واملتابعة أولهم<br />

األستاذ سعد الفقيه ثم الشيخ عبد الله الخيال<br />

ثم معايل الشيخ إبراهيم السويل ثم معايل الشيخ<br />

عيل عيل رضا رحمهم الله .. ومن بعدهم معايل<br />

الشيخ فيصل الحجيالن ثم صاحبا السمو املليك<br />

األمري بندر بن سلطان واألمري تريك الفيصل ثم<br />

معايل األستاذ عادل بن أحمد الجبري .. جمعيهم<br />

كانوا ومازالو ميثلون الوطن ويشاركون يف صنع<br />

حضارته .. مل يبخل أي منهم عىل املبتعثني بوقت<br />

أو جهد أو دعم بل كانوا العني الساهرة الحامية<br />

التي تقف دامئا إىل جانب امللحقية الثقافية<br />

وترعى مبتعثيها .<br />

كل هذا الجهد وكل هذا العمل منذ نشأة<br />

اإلبتعاث وحتى اآلن .. ليس يف أمريكا وحدها<br />

وإمنا يف كافة أنحاء العامل .. ال ميكن بأي حال أن<br />

ينسب فقط لهؤالء الرجال الذين تحملوا بصدق<br />

وإخالص عبء اإلدارة يف أوقاتها الحرجة بل كان<br />

هناك لرعايتهم قمم من الرجال تحملوا عىل<br />

عاتقهم مسؤولية صنع األجيال .. ورسم سياسة<br />

التعليم واإلبتعاث برعاية ملكية خاصة وإهتامم<br />

ورؤية صائبة من أويل األمر<br />

فكانوا نعم الرشفاء<br />

املخلصني الذين أوفوا<br />

ماعاهدوا عليه .. عىل<br />

رأسهم معايل الدكتور<br />

خالد بن محمد العنقري<br />

وزير التعليم العايل<br />

الذي تحمل الجزء األكرب<br />

يف مسرية التعليم والتنمية<br />

ومن قبله وزيران<br />

سابقان ورائدان من<br />

رواد الفكر والعلم<br />

هام معايل الشيخ<br />

حسن آل الشيخ رحمه الله<br />

ومعايل الدكتور عبد العزيز الخويطر.‏<br />

كثرية تلك الذكريات العامرة والخرية واملؤثرة<br />

التي كانت تبزغ دامئا يف الرحلة الشاقة املليئة<br />

بالصعاب فتملؤنا باألمل بينام كانت عقارب<br />

الساعة دامئا تختزل املسافات برسعة الخطو نحو<br />

األمام .<br />

يهدينا إىل الطريق راعيا من رعاة أمتنا .. كان يف<br />

أول املشوار امللك عبد العزيز رحمه الله ومن<br />

بعده ملوك حافظوا عىل رسالته ورؤيته ألبناء<br />

أمته فتعاقبوا من أجل الخري والرخاء يتناوبون يف<br />

حمل املشاعل واآلن يحمل مشعل النور واألمل<br />

خادم الحرمني الرشيفني امللك عبد الله بن عبد<br />

العزيز حفظه الله<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 19 2011<br />

مجلة


ملف العدد<br />

هنيئا ملبتعثينا وملحقيتنا مبناها<br />

اجلديد<br />

تم بحمد الله وتوفيقه ثم بفضل دعم حكومتنا<br />

الرشيدة ممثلة بوزارة التعليم العايل وسفارة<br />

خادم الحرمني الرشيفني إنتقال امللحقية الثقافية<br />

السعودية بأمريكا من مبناها السابق بووتر جيت<br />

Watergate املستأجر بالعاصمة واشنطن إىل<br />

مبناها الجديد مبدينة فريفاكس Fairfax بوالية<br />

فرجينيا الذي يعد معلام معامريا وهندسيا<br />

د.‏ مساعد العساف<br />

مساعد الملحق الثقافي للشؤون الفنية<br />

مدير مشروع مبنى الملحقية الجديد<br />

ولقد بذلت امللحقية وفريق التصميم كل ما<br />

ميكن للحصول عىل تصنيف LEED Silver<br />

للمبنى وهو تصنيف يدل عىل إستخدام أكرب<br />

قدر من التصاميم واملواد لتقليل إستهالك<br />

الطاقة واملياه والحد من تلويث البيئة علام بأن<br />

الحصول عىل أي درجة من تصنيف LEED<br />

يزيد من قيمة املبنى ويخفض من تكلفة<br />

وتكنولوجيا .<br />

بدأ تصميم املبنى يف شهر أغسطس من عام<br />

2008 بعد إختيار اإلستشاري املعامري دافيز كارتر<br />

سكوت Davis Carter Scott لتصميم املبنى<br />

وإستغرق إستكامل التصاميم املعامرية والهندسية<br />

والحصول عىل التصاريح الالزمة حوايل عاما كامال<br />

وشملت الجهات املسؤولة عن التصاريح وزارة<br />

الخارجية األمريكية ومقاطعة فريفاكس وإدارة<br />

املواصالت بوالية فرجينيا وغريها .<br />

تشغيله وصيانته .<br />

ومن العوامل التي تؤهل املبنى للحصول عىل<br />

هذا التصنيف ماييل :<br />

1 إستخدام دهانات ومواد غراء ال تصدر<br />

أبخرة كيميائية بقدر اإلمكان .<br />

2 ترشيد إستهالك املياه باملبنى<br />

3 التحكم باإلضاءة آليا .<br />

4 وجود نظام للتحكم اآليل لكافة أنظمة<br />

املبنى خاصة نظام التكييف.‏<br />

5 إستخدام أنظمة تكييف ذات كفاءة عالية<br />

جدا .<br />

6 إستخدام أكرب قدر من املواد املعاد تصنيعها<br />

)Recycled( وخاصة األخشاب<br />

7 إستخدام الرتبة والصخور الناتجة من<br />

الحفريات يف مشاريع أخرى.‏<br />

ويشمل تصميم املبنى مركز تقنية املعلومات<br />

وهو مزود بأحدث األجهزة وقد صمم ليك<br />

يستوعب التوسعات املستقبلية .. ويحوي<br />

20 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


أنظمة الحكومة األلكرتونية واألنظمة املالية<br />

واإلدارية وكذلك تسجيل املكاملات الهاتفية و<br />

تسجيل الحضور واإلنرصاف للموظفني .<br />

كام يحوي املبنى نظام Audio-Visual<br />

ذو خصائص ومرونة عالية .. وجهزت غرف<br />

اإلجتامعات بأنظمة اإلجتامعات عن بعد<br />

. Video-Conferencing<br />

ويتكون املبنى من خمسة أدوار بإرتفاع<br />

إجاميل يبلغ 75 قدما إضافة إىل ثالثة أدوار<br />

ملواقف السيارات تحت األرض تبلغ مساحاتها<br />

اإلجاملية 112000 قدما مربعا.‏<br />

وباإلضافة إىل املكاتب وقاعات اإلجتامعات<br />

يحتوي املبنى عىل قاعة محارضات تتسع<br />

ملائة وعرشين شخصا وهي مزودة بأحدث<br />

أنظمة العرض واإلجتامع عن بعد Video-<br />

.Conferencing وكذلك قاعة إحتفاالت<br />

متعددة األغراض ومطعم يتسع لحوايل 75<br />

شخصا .. إستغرق تنفيذ املبنى حوايل 18 شهرا<br />

إبتداءا من شهر سبتمرب عام . 2009<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 21 2011


كتاب العدد<br />

قراءة في سوسيولوجيا<br />

المباني واألماكن<br />

بمناسبة انتقال الملحقية<br />

الثقافية الى المبنى الجديد<br />

د.‏ فاطمة عبداهلل السليم<br />

كانت عملية انتقال امللحقية الثقافية السعودية من<br />

املبنى القديم يف العاصمة األمريكية يف واشنطن دي<br />

يس اىل املبنى الجديد يف مدينة فيينا بوالية فرجينيا<br />

واحدة من الخربات املثرية يف حياة الغالبية العظمى<br />

من موظفي امللحقية . وبهذه املناسبة فكرت يف كتابة<br />

موضوع عن اإلنتقال من مبنى اىل آخر أرشك فيه قرايئ<br />

األعزاء بهذه املناسبة .<br />

والحقيقة أن الكتابة عن انتقال مقر العمل من<br />

مكان اىل آخر ، ومن مبنى اىل آخر ال يستدعي كثريا<br />

من األفكار واملعاين ، فام عىس أن يُكتب حول هذا<br />

املوضوع ؟ .. وما هي األفكار التي ميكن أن تقال<br />

بهذا الشأن؟ .. ومن هنا استغرقني التفكري يف تجميع<br />

عنارص هذا املوضوع وقتاً‏ من الزمن كدتُ‏ أفقد األمل<br />

يف بعض األحيان يف إمكانية كتابة شيىء مهم ميكن أن<br />

يستوعبه مقال . ولكن ، يف ظهر يوم جميل خرجت<br />

فيه يف اسرتاحة الغداء وقت الظهرية للتنزه بجانب<br />

نهر بوتوماك الذي يفصل بني ضفتيه بني واشنطن دي<br />

يس ووالية فرجينيا ، وجلست عىل رصيف النهر ذو<br />

االخشاب املرصوصة مع بعضها واطلقت عنان الفكر<br />

مع رسيان مياه النهر املتدفقة نحو الرشق ، وهبطت<br />

بجانبي عدد من طيور نورس البحر البيضاء وكأنها<br />

هاتف ينادي الفكر من منآه البعيد ، وهذه هي أفكار<br />

هذا املوضوع تهبط يف مدارج وعيي وتنتظم يف هذا<br />

املقال املتواضع الذي تقرؤون .<br />

ولعيل ابدأ املقال بالرتحال عرب التاريخ . فمن املعلوم<br />

من الناحية التاريخية ، أن بداية ظهور املباين يرجع<br />

اىل حوايل عرشة آالف سنة ، اىل الفرتة التي بدأت فيها<br />

البوادر األوىل الكتشاف الزراعة وتدجني الحيوان،‏ وهي<br />

الفرتة التي بدأ فيها االنسان بالهجر التدريجي ألسلوب<br />

الحياة املتنقل،‏ والذي كان يعتمد فيه اإلنسان عىل<br />

الجمع واإللتقاط ملا توفره الطبيعة من موارد غذائية<br />

من نباتات وفاكهة وجذور ودرنيات،‏ كام كان اإلنسان<br />

يعتمد عىل حياة الرعي بعد تدجني الحيوان ، فظهرت<br />

حياة البداوة تاريخياً‏ قبل ظهور الزراعة ، وكانت<br />

البداوة تقتيض البحث الدائب والتنقل املستمر عن<br />

املاء واملرعى .<br />

وعرف االنسان القديم يف مرحلة البداوة أنواعاً‏ من<br />

البيوت املتنقلة ، أشهرها الخيمة وبيت الشعر كام<br />

عند البدو العرب وعند بدو منشوريا يف اواسط آسيا<br />

وبدو البوشمن يف صحراء كلهاري ويف أجزاء واسعة من<br />

أفريقيا ، كام كانت خيمة التيبي Teepee أهم ما<br />

مييز بيوت السكان األصليني يف أمريكا وكندا.‏<br />

ولعل اكتشاف االنسان للزراعة أرغمه عىل االستقرار<br />

بجانب املزروعات التي تحتاج اىل سقيا وعناية يومية<br />

عىل مدار العام . كام أدى اكتشاف الزراعة ليس فقط<br />

اىل استقرار االنسان عىل مدار العام ، ولكن أيضاً‏ اىل<br />

منو نوع من نظام املقايظة والتبادل السلعي barter<br />

Method مع الجامعات األخرى ، وبدأت كذلك بوادر<br />

منو امللكيات الفردية ، وظهور نظم بسيطة من االنتاج<br />

االقتصادي ، وبداية تعقد وتطور االنتاج التكنولوجي<br />

واستخدام االنسان لألدوات يف ذلك الزمن .<br />

ترافق ظهور الزراعة ، والتي اعتربت من الناحية<br />

التاريخية ثورة حقيقية عىل اساليب الحياة املتنقلة التي<br />

كانت سائدة لحقب طويلة من الزمن القديم ، ترافق<br />

مع ظهور أول اشكال املباين املستقرة . وقد ظهرت<br />

أول هذه املباين عىل شكل بيوت طينية يف منطقة<br />

الهالل الخصيب ( ما يعرف اليوم بالعراق وأجزاء من<br />

سوريا(‏ . وكانت هذه البيوت عبارة عن بيوت طينية<br />

بسيطة تُستغل يف بنائها موارد البيئة الطبيعية املتوفرة<br />

يف املكان كالطمي والصلصال والطني والحجر وبعض<br />

األخشاب . وكانت البيوت تعتمد يف بنائها عىل اللنب<br />

، واللبنة عبارة عن خلطة من الطني اللزج الذي كان<br />

يُستخرج من ضفاف االنهار ، يضاف اليه مقدار بسيط<br />

من الرمل أو الحصباء وبعض القش ثم يضاف اليه<br />

املاء مبقدار يكفي لتكوين خلطة متامسكة من الطني<br />

. وبعد قولبة اللنب يتم تجفيفه يف أشعة الشمس<br />

ثم نقله اىل مكان البناء . وكانت هذه البيوت ذات<br />

أساسات حجرية تحميها من عوامل النحت الطبيعي<br />

بسبب الرطوبة والسيول.‏ وكانت تسقف بأخشاب يتم<br />

رصّ‏ ها عىل السقف وتستكملُ‏ بطبقة من الطني للحامية<br />

من ترسّب السيول اىل الداخل . والغالبية من املباين<br />

القدمية – كام كان يعتقد-‏ تخلو من النوافذ ، كام يخلو<br />

معظمها من األبواب ، ويُكتفى للدخول اىل املنزل<br />

بفتحة يف الجدار ترتك خالية دون باب .<br />

ومع استقرار االنسان يف جامعات صغرية بجانب<br />

املزروعات ( القمح كان يف مقدمة الحبوب التي<br />

اكتشفت يف ذلك الوقت(‏ بنى االنسان مجموعات<br />

صغرية متالصقة من البيوت . وقد أدى تجمع عدد من<br />

البيوت اىل تكوين قرية ، وما لبثت القرية أن اتخذت<br />

بعد ذلك سامتاً‏ سيوسيولوجية متايزت فيها عن بقية<br />

التجمعات البرشية كان أهمها وجود مبنى كبري إلمارة<br />

القرية ، ومبنى آخر كدار للعبادة ، مع وجود اسواق<br />

بدائية صغريه يتبادل فيها الناس منتجاتهم الزراعية<br />

بشكل يومي . وما لبثت القرى أن تناثرت هنا وهناك<br />

حول املساحات املزروعة.‏ ومع النمو السكاين املتزايد<br />

واضطراد حركة التبادل التجاري بني القرى تحولت<br />

بعض القرى اىل بلدات Towns ثم منت هذه البلدات<br />

اىل مدن.‏ ومتيزت املدن التي منت بفعل حركة التجارة ،<br />

أو بسبب كونها مراكز سياسية ، أو مراىفء بحرية بكرثة<br />

املباين وتنوعها ، وبوجود حركة مواصالت ملحوظة ،<br />

22 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


وبازدياد عدد الخدمات وتنوعها يف هذه املدن .<br />

وما مييز املباين يف معظم دول العامل القديم - مرحلة ما<br />

قبل الحداثة االوربية – كان متايزها الواضح من ناحية<br />

الطراز املعامري ، واختالف أسلوب البناء الهنديس<br />

فيها ، وتنوعها من جانب املواد املستخدمة يف البناء<br />

، ونوعية الزخارف واساليب التجميل الخارجي التي<br />

طبعت كثري من املباين املميزة يف ذلك الوقت . ولعله<br />

يخطر بالذهن أشهر األبنية الهندسية يف العامل القديم<br />

، كاألهرامات املرصية ، واالهرامات املكسيكية ، وبرج<br />

بابل يف العراق ، وبرج بيزا يف ايطاليا،‏ وتاج محل يف<br />

الهند،‏ وقرص الحمراء يف االندلس ومسجد آياصوفيا يف<br />

تركيا وسور الصني العظيم وغريها كثري.‏<br />

ولعل ذكر التاميز العمراين الواضح ألبنية ما قبل<br />

الحداثة يقود الذهن اىل االختالفات الوظيفية<br />

الواسعة التي يُبنى كل بناء من أجل تحقيقها.‏ فعدا<br />

عن املنازل والقصور التي بنيت من أجل سكن الناس<br />

فيها ومامرسة حياتهم اليومية فيها،‏ نجد أن االهرامات<br />

املرصية كانت نوعاً‏ من املقابر الفرعونية املقدسة ،<br />

وكانت االهرامات املكسيكية نوعاً‏ من دور العبادة<br />

، وكانت األبراج نوعا من األبنية العالية التي متيزت<br />

بارتفاعها الكبري مقارنة باالبنية او األرايض املحيطة بها،‏<br />

وكانت تستخدم ألغراض دفاعية يف أغلب األحيان ،<br />

كام كانت األسوار والحصون والقالع مبان ذات وظيفة<br />

حربية دفاعية أيضاً‏ .<br />

وهكذا فإن شكل البناء الخارجي وتقسيامته الداخلية<br />

كعدد الغرف واالحواش واالفنية واالروقة وارتفاع<br />

األدوار،‏ ونوع الزخارف الخارجية ، وأحيانا طبيعة<br />

املواد التي يشاد منها البناء يشري بوضوح اىل وظيفة<br />

البناء األساسية التي بني من أجلها.‏ فمن السهل متييز<br />

الكنيسة أو املسجد ، ومتييز العامئر السكنية ، أو مقر<br />

الرشكات التجارية ، أو مقر الحكومة أو املتاحف أو<br />

الحصون والقالع وغريها من خالل الطابع املعامري<br />

الخارجي الذي يعرب عن وظيفة املبنى .<br />

وما ميكن أن يذكر هنا هو أن املباين يف زمن ما قبل<br />

الحداثة كانت جميعها تقريباً‏ تبنى من مواد توفرها<br />

البيئة الطبيعية املحيطة ، فاملناطق الزراعية يف منطقة<br />

نجد مثالً‏ تُبنى بيوتها من الطني والخشب وتسقف<br />

بسعف النخيل،‏ أما املناطق الجبلية يف شبه الجزيرة<br />

العربية فكانت تُبنى بيوتها من الحجر ، واملناطق<br />

املتاخمة لالنهار يف العراق والشام وأجزاء كبرية من<br />

مناطق امريكا الجنوبية تُبنى بيوتها من الطني واآلجر<br />

، ويبني اليابانيون واالوربيون بيوتهم من الخشب ،<br />

وتسقف بالخشب أو بأنواع من القش الغليظ . ويبنى<br />

اإلنويت ( Inuit هكذا يحب األسكيمو أن يطلق عليهم<br />

كاسم بديل عن األسكيمو(‏ بيوتهم من قوالب الثلج .<br />

ورغم التغيريات الكبرية التي طرأت عىل املباين يف فرتة<br />

ما بعد الحداثة كتغري التقنيات املستخدمة يف البناء<br />

وكذلك األسس الهندسية لألبنية ، إال أن ذلك مل يؤدِ‏ اىل<br />

تغري يُذكر يف الوظائف األساسية التي كانت ومازالت<br />

تقوم بها املباين منذ عرشة آالف عام وحتى الوقت<br />

الحارض.‏ إذ أن أهم الوظائف التي تقوم بها املباين هو<br />

توفريالحامية لإلنسان الساكن فيها ضد العوامل البيئية<br />

الخارجية،‏ وأهمها الحامية من تقلبات الطقس كاملطر<br />

والثلوج والربد وأشعة الشمس،‏ والحامية ضد هجوم<br />

الحيوانات الضارية،‏ أو الرياح العاتية،‏ أو هوام األرض<br />

الزاحفة،‏ كام تستهدف املباين الحفاظ عىل خصوصيات<br />

الناس الساكنني فيها ضد فضول اآلخرين وتوفري أشكال<br />

من الراحة واالستقرار لإلنسان يف هذه املباين .<br />

وبعد الدخول يف عرص الحداثة وما بعد الحداثة ، صار<br />

أهم ما مييز العرص الحديث هو ان هندسة املباين<br />

تجاوزت مجرد الدراسة العلمية للمباين يف الرتكيز عىل<br />

املتطلبات الهندسية لالبنية وطبيعة املواد املستخدمة<br />

اىل تطور فائق يف طبيعة املعادالت الفيزيائية وتعقد<br />

األسس الرياضية التي تستخدم يف هندسة البناء.‏<br />

فأصبح علم عامرة املباين مبحثاً‏ هندسياً‏ شديد التاميز<br />

والتعقيد . وقد أدى هذا التطور العلمي الكبري يف<br />

علم هندسة املباين اىل استخدام مواد شديدة الخفة<br />

والصالبة وعىل قدر كبري من التحمل كمواد أساسية<br />

يف تشييد االبنية الحديثة ، وقد ساعد ذلك عىل ظهور<br />

أبنية شاهقة اإلرتفاع متتد سامقة نحو السامء لعدة<br />

عرشات أو مئات من االمتار . كام تتميز كثري من املباين<br />

الشاهقة بتصميامت هندسية خاصة تجعلها مقاومة<br />

للرياح والهزات األرضية وعىل مقدار من الثبات<br />

واالستقرار عىل سطح األرض.‏<br />

هذه األبنية السامقة نحو السامء تعترب سمة أساسية<br />

من سامت تحرض املدن يف العرص الحديث . ومل يشهد<br />

العامل القديم بكل حضاراته منواً‏ متكاثفاً‏ للمباين يف<br />

تجمعات مرتوبوليتانية ، او يف ارتفاعات عالية كام<br />

تشهدها مدن اليوم . ورغم هذه الثورة الهائلة يف طرز<br />

هندسة املباين وارتباطها بالعلم والرياضيات الحديثة ،<br />

اال أنها تعترب أكرث فروع العلم الحديث خضوعاً‏ لقوانني<br />

الطبيعة الثابتة كقوانني الجاذبية والكثافة واملرونة<br />

والوزن والكتلة واملساحة وغريها من قوانني تكيفت<br />

هذه املباين مع متطلباتها دون مقاومة تذكر.‏ كام أن<br />

املالحظة املستخلصة للسمة الرئيسية التي تطبع غالبية<br />

املباين يف العرص الحديث هو التشابه حد التطابق يف<br />

نوعية مواد البناء ويف الطرز الهندسية االساسية التي<br />

تحكم غالبية هذه االبنية . فمثال ، حني نسري يف شوارع<br />

واشنطن أو نيويورك او طوكيو أو الرياض أو ديب أو<br />

سنغافورة أو سان فرانسيسكو ال نكاد نلحظاً‏ اختالفاً‏<br />

كبرياً‏ بني هذه املباين .<br />

يضاف اىل هذه املالحظة مالحظة أخرى وهي أن<br />

الحداثة Modernity قد قضت عىل كثري من أشكال<br />

العامرة التقليدية التي كانت سائدة حول العامل . كام<br />

أن كثريا من طرز البناء وأشكال املباين التقليدية حول<br />

العامل قد انقرضت ، أو هي يف سبيلها اىل االنقراض<br />

. وقد حل محلها أبنية شديدة التشابه من الناحية<br />

الخارجية ومتطابقة يف نوعية مواد البناء املستخدمة<br />

فيها . ويكفي للتدليل عىل ذلك أن غالبية الطرز<br />

التقليدية لبناء البيوت واملساكن يف اململكة قد<br />

انقرضت ، فال نجد بيوتاً‏ يف الرياض تبنى بالطني أو<br />

اآلجر ، وال نجد بيوتاً‏ يف عسري تبنى من الحجر املحيل ،<br />

وال نجد أبنية حجرية كتلك البيوت التقليدية يف قلب<br />

مدينة جدة ، وقد حل محل ذلك أشكاالً‏ متشابهة<br />

من الفلل الحديثة واملباين أو العامرات ذات الطابع<br />

الخارجي شديد التامثل . نحن نسري يف شوارع الرياض<br />

أو جدة أو املدينة أو عنيزة أو الكويت أو القاهرة<br />

أو تونس أو الرباط تجد أشكاالً‏ متشابهة من البيوت<br />

واملباين.‏<br />

ورغم تأكيد الحضارة االوربية واألمريكية عىل وجه<br />

التحديد عىل قيم الفردية Individualismوالتاميز<br />

الشخيص اال أن ذلك مل ينعكس قط عىل طرز أو<br />

وظائف املباين . وظل اآلوربيون واالمريكيون حتى<br />

هذه الساعة يبنون عامئر تشبه الشقق فيها خاليا<br />

النحل ، ومازالت محالت األثاث املنزيل تسوق أشكاالً‏<br />

وانواعاً‏ متشابهة من األثاث رغم االختالفات الطفيفة<br />

يف الطراز الخارجي أو نوعية املواد املستخدمة ، اال أن<br />

التجانس ال التاميز هو ما مييز الشطر األكرب من وجوه<br />

حياة اليوم .<br />

تتميز املباين يف العامل الحديث اليوم بقدرتها الفائقة<br />

عىل استيعاب عدة مئات أو آالف من البرش يف نفس<br />

املكان يف آن واحد . تحوي بعض العامئر الشاهقة يف<br />

نيويورك وشيكاغو عدة آالف من الناس الذين يقيمون<br />

ويعملون يف هذه األبنية . هذه الظاهرة يف تجميع<br />

عدة آالف من البرش يف مكان واحد هي مشهد من<br />

مشاهد العرص الحديث التي مل يوجد لها نظري قط<br />

يف فرتات تاريخية سابقة.‏ وقد أدى هذا االستيعاب<br />

البرشي منقطع النظري لهذه املباين اىل ظهور أشكال من<br />

التعقيد يف حياة الناس داخل املدن ، سواء يف أشكال<br />

املواصالت أو الحصول عىل الخدمات أو أشكال التواصل<br />

االجتامعي اوغريها.‏ وقد أدى أيضا هذا االستيعاب<br />

البرشي الهائل للمباين يف املدن الحديثة اىل ظهور ما<br />

يعرف باملناطق املرتوبوليتانية ،Metropolitan Areas<br />

وهي عبارة عن تجمع كبري لعدة مناطق حرضية كانت<br />

متاميزة يف الزمن السابق ولكنها ظلت تنمو بشكل<br />

مضطرد حتى تالصقت مع بعضها وتداخلت حتى ال<br />

ميكن التمييز بينها بخط فاصل مميز.‏<br />

وقد وفرت طبيعة املباين يف العرص الحديث وقدرتها<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 23 2011


كتاب العدد<br />

الثقافيةconformity <strong>Cultural</strong><br />

االستيعابية فرصة السكن املريح مع توفر الخدمات<br />

االساسية لعدد كبري من الناس . اال أنه من الناحية<br />

السوسيولوجية ، فإن ظهور املباين ذات االستيعاب<br />

البرشي العايل قد أدى أىل ارتفاع مضطرد بنسب<br />

الجرمية ، كام أدى اىل ارتفاع ملحوظ يف أمراض الحداثة<br />

وأهمها الكآبة واالغرتاب النفيس واالدمان واالنتحار ،<br />

ويف الجانب االجتامعي أدى تكدس الناس يف املدن اىل<br />

فقدان الثقة بني الناس يف تعاملهم مع بعض،‏ وفقدان<br />

القدرة عىل التواصل االجتامعي البسيط ، وأدى ذلك<br />

اىل ظهور تيارات فكرية طبعت كثري من سامت<br />

الشخصية يف العرص الحديث ، كام أثرت بشكل كبري<br />

عىل املنتجات الثقافية املرتافقة معها والتي مل تكن<br />

موجودة يف زمن ما قبل الحداثة.‏<br />

واملباين من الناحية الخارجية رغم تشابهها الكبري يف<br />

املظهر الخارجي ، وتطابقها يف نوعية املواد املستخدمة<br />

يف البناء اال أن لها اختالفاتها فيام يخص سامتها الجاملية<br />

الخارجية . ورغم أن إدراك الجامل هو مسألة نسبية<br />

تختلف من شخص اىل آخر ، ومن مضمون ثقايف اىل<br />

آخر ، اال أنه ميكن القول أن هناك مبان جميلة وأخرى<br />

قبيحة . ويعتمد جامل املبنى يف شكله الخارجي عىل<br />

مدى تناغمه وانسجامه مع البيئة املحيطة به ، وكذلك<br />

عىل مدى متاشيه مع الروح املحليه التي تطبع كل بلد<br />

بطابع مميز.‏ فمثالً‏ يعترب حي السفارات يف مدينة<br />

الرياض من اجمل األحياء يف العامل عىل االطالق . ذلك<br />

أن املباين فيه جميعها قد تم استلهامها من البيئة<br />

املحلية للمدينة ، ويف حي السفارات تم إعادة تصميم<br />

الطابع املحيل التقليدي ملباين منطقة نجد وإعادة<br />

تصميمها ليك تتخذ طابعاً‏ حديثاً‏ يتامىش مع الطرز<br />

الحديثة يف املدينة العرصية . وهكذا زاوجت مباين حي<br />

السفارات بني روح االبنية القدمية يف تناغمها منقطع<br />

النظري مع البيئة املحيطة وبني احدث الطرق الهندسية<br />

يف البناء والتصميم والتنفيذ.‏ يضاف اىل ذلك االهتامم<br />

منقطع النظري بهندسة الحدائق واملساحات الخرضاء<br />

وغرس اشجار النخيل واالهتامم باالرصفة وجميعها<br />

ساهمت يف خلق أحد األحياء الراقية املتميزة يف قلب<br />

مدينة الرياض .<br />

من جانب آخر يختلف التأثري النفساين الذي يرتكه<br />

كل مبنى باختالف هذه املباين من حيث جاملياتها<br />

ووظائفها وبارتباطاتها املتنوعة بحياة الناس اليومية<br />

. هناك مبان يشعر فيها االنسان بااللفة والحميمية<br />

وبالراحة النفسية واالطمئنان ، بينام هناك مبان أخرى<br />

تثري الكآبة وضيق النفس والشعور بالنفور او االغرتاب .<br />

ويف غالب األحيان فإن املباين املتقاربة ذات االرتفاعات<br />

العالية هي مبان منفره ال تعطي شعوراً‏ باالمان<br />

واالرتباط.‏ أما املباين املتباعدة ذات االرتفاع املنخفظ<br />

والتي تحاط بأشجار وحدائق أو انهار أو مجار مائية<br />

فالشعور فيها أو حولها غالباً‏ ما يكون ايجابياً‏ .<br />

ويف جانب آخر فإن التوزيعات الداخلية للمكان<br />

وامكاناته املادية تنعكس ايجابياً‏ او سلبياً‏ عىل الساكنني<br />

فيه . ويف تجربة هاوثورنHawthorn الشهرية يف<br />

الخمسينيات من القرن املايض حول تأثري االضاءة<br />

وتقسيامت الغرف عىل انتاجية العاملني ، فإن هذه<br />

التجربة أثبتت بشكل قاطع تأثريات املكان من حيث<br />

االثاث واالضاءة والتهوية واالزدحام والضوضاء والوان<br />

الجدران عىل انتاجيات العاملني وقدراتهم العقلية يف<br />

آداء العمل.‏<br />

ويف علم االجتامع فإن التوزيعات الداخلية للمبنى يف<br />

املؤسسات الرسمية من حيث مواقع الغرف واملكاتب<br />

واملمرات والردهات واالسرتاحات والنوافذ واالبواب<br />

وكذلك حجم ونوع ومظهر االثاث املستخدم يف فرش<br />

املبنى جميعها تعطي معان سوسيولوجية تعرب أصدق<br />

تعبري عن طبيعة الثقافة السائدة ، والتي تعرب عن<br />

نفسها يف هذه الجوانب . فمثالً‏ تعرب توزيعات املكان<br />

عن املكانة الرسمية Formal status وطبيعة الرتاتب<br />

االجتامعي Social stratification التي يحتلها شاغيل<br />

تلك االماكن . فمكاتب كبار املدراء واملوظفني مثالً‏<br />

تكون يف أغلب األحيان واسعة ومفروشة بفرش يليق<br />

بشاغل املكان ، ويلحق بها عدد من الخدمات املناسبة<br />

كالحامم واملطبخ ومكاتب السكرتاريا.‏ وهكذا يصغر<br />

حجم املكاتب وتقل امكاناتها الوظيفية ومميزاتها<br />

املادية كلام انخفضنا يف السلم الوظيفي لشاغيل<br />

املكاتب . فنجد مثالً‏ اصغر املكاتب حجامً‏ وأقلها<br />

خصوصية هي املكاتب الخدمية التي تقع يف أسفل<br />

السلم الوظيفي ، كمكاتب السكرتاريا ، وموظفي<br />

االرشيف ، واملراسلني وموظفي الحراسة والربيد<br />

وغريهم .<br />

وتؤثر الثقافة مبعناها االنرثوبولوجي الذي يشري اىل<br />

مجموع القيم واالتجاهات واالفكار والعادات والتقاليد<br />

واملوروثات الفكرية االجتامعية ونسق التوقعات<br />

الفردية يف املواقف االجتامعية املختلفة حيث تؤثر<br />

هذه جميعها عىل نوعية التفاعل االجتامعي ودرجتة<br />

ومضمونه.‏ كام يتم إسقاط Projection كثري من هذه<br />

املحتويات الثقافية عىل مجمل تفاصيل الحياة التي<br />

يعيشها الناس أثناء تفاعلهم مع بعضهم ، حيث متثل<br />

الثقافة نوع من الخارطة الفكرية التي يهتدي الناس<br />

بها يف الترصف والسلوك يف املواقف املختلفة دون وعي<br />

منهم بها . ومن هنا تؤثر هذه الثقافة التي يحملها<br />

شاغيل املكان يف مبنى معني وتتحكم هذه الثقافة يف<br />

توزيعات املكان ويف املحتوى املادي الذي يعترب الوعاء<br />

الذي يحتوي التفاعل االجتامعي او الوظيفي . فعىل<br />

سبيل املثال ، نجد يف كثري من منظامت العمل الرسمية<br />

يف غالبية املجتمعات االنسانية تأثرياً‏ واضحاً‏ للقولبة<br />

. وتعني وجود<br />

قواعد عامة تقود الترصف والسلوك وفقاً‏ للمتطلبات<br />

الثقافية السائدة.‏<br />

إن تأثري الثقافة عىل املحيط املادي للناس ، وعىل<br />

أشكال ومضمون التفاعالت االجتامعية يختلف<br />

من مجتمع أىل آخر ، ولعله من نافل القول أنه يف<br />

املجتمعات املتقدمة يكون تأثري النظام System أكرث<br />

علواً‏ ووضوحاً‏ من تأثريالخلفية الثقافية للناس الشاغلني<br />

للمكان . حيث تعترب الثقافة االجتامعية والنظام<br />

كليهام ( النظام والثقافة(‏ إطاران مرجعيان يحكامن<br />

بيئة العمل . فكلام زاد تأثري النظام وزاد تحكمه بالبيئة<br />

املادية ويف االطر الفكرية التي تحكم سلوك الناس<br />

كلام قل تأثري الثقافة وتحكمها ببيئة العمل وأشكال<br />

التفاعل بني الناس.‏<br />

ولتقريب هذه الجوانب اىل فكر القارىْ‏ العزيز ، نرضب<br />

مثالً‏ يف تأثري كل من النظام والثقافة يف مؤسسات العمل<br />

األمريكية . فمنذ الوهلة األوىل التي يدلف فيها املرء<br />

اىل مؤسسة عمل أمريكية يلحظ ذلك التأثري الطاغي<br />

لعامل النظام عىل عامل الثقافة . فتوزيعات املكان<br />

وأثاثه ومحتوياته وحتى ما يوجد فيه من ديكورات<br />

أو زخارف جميعها تيش بالغرض الوظيفي للمكان يف<br />

املقام األول . كام يوجد نظام مكتوب ومقعد تقعيداً‏<br />

شديد الرصانة لكيفيات ومحتويات التفاعل الرسمي<br />

بني الناس سواء كانوا أعضاء دامئني أي موظفني ميثلون<br />

هذا النظام أو كانوا عمالء أو زوار.‏ وتظهر يف مؤسسات<br />

العمل الرسمي يف املجتمع األمرييك حزمة كبرية من<br />

القوانني املكتوبة التي تحدد بشكل قاطع أشكال<br />

العالقات الرسمية ( وغري الرسمية(‏ بني الناس ، كام<br />

تشمل هذه القوانني رسامً‏ دقيقاً‏ ليس فقط لحدود<br />

املهامت اليومية وإمنا أيضاً‏ مجموعة الحقوق التي<br />

يحفظها النظام لجميع املنضوين أو املتفاعلني معه .<br />

يف مؤسسات العمل يف كثري من بلدان العامل الثالث<br />

( وغالبيتها وليس جميعها دول متخلفة حضارياً(‏ ،<br />

فإن الثقافة ( كخارطة فكرية غري مكتوبة موجودة<br />

يف أذهان الناس املتفاعلني(‏ هي الجانب املسيطر عىل<br />

التنظيامت الرسمية . ويتضح تأثري الثقافة بوضوح يف<br />

الجانب املادي الذي يقولب قنوات االتصال الرسمي<br />

يف مؤسسة العمل.‏ ومن األمثلة التي يسهل االستدالل<br />

بها يف هذا الشأن أنه يف كثري من مؤسسات العمل يف<br />

العامل غري املتقدم تسيطر االحكام الذاتيةSubjective<br />

judgments ومعطيات الثقافة التقليدية املوروثة<br />

عىل رؤية الناس لطبيعة التوزيعات املكانية بحسب<br />

التقييامت التي يعطونها لشاغيل املكان ، أو للوظائف<br />

التي يقومون بها داخل مؤسسة العمل.‏<br />

ويف العامل املتقدم فإن تأثري هذه العوامل املوروثة<br />

يف تحديد املكانات االجتامعية وكذلك يف عملية<br />

24 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


الرتاتب الوظيفي يف مؤسسات العمل لهي أقل تأثرياً‏<br />

من العوامل املكتسبة.‏ ونظراً‏ لسيطرة عامل النظام عىل<br />

عامل الثقافة يف مثل هذه املجتمعات ، فإن املكانات<br />

الرسمية يف منظامت العمل ، وكذلك املحددات الخاصة<br />

بالرتاتب االجتامعي تتحدد أكرث بحسب الكفاءات<br />

الذاتية لألفراد واملهارات املكتسبة عن طريق التعليم<br />

والتدريب والذكاء ، ويتم تنحية العوامل املوروثة –<br />

كالسن والجنس واالنتامء األرسي والعرق – اىل مناطق<br />

ثانوية يف التقييم الوظيفي لألفراد.‏ واألساس املهم يف<br />

البلدان املتقدمة هو أن التحييد النظامي للعوامل<br />

املوروثة يأخذ شكل القوانني الصارمة ويصل اىل مستوى<br />

تشكيل الفكر املثايل الذي يؤمن باملساواة الكاملة بني<br />

بني البرش برصف النظر عن الجنس والطبقة والعرق<br />

والسن واألرسة وبقية املحددات األخرى.‏<br />

والحال ليس كذلك يف كثري من دول العامل الثالث ،<br />

حيث تسيطر مقرارات الثقافة التقليدية التي تم<br />

توارثها منذ عدة أجيال وعرب آالف السنني عىل النظام<br />

الذي غالباً‏ ما يكون دخيالً‏ ومستورداً‏ من مجتمعات<br />

أخرى متقدمة . ويف هذا الحال يتم « تدجني«‏ النظام<br />

وإخضاعه ملقرارات الثقافة التقليدية . ويف كثري من<br />

مؤسسات العمل يف العامل الثالث تجد خليطاً‏ عجيباً‏<br />

من التامزجات والتوفيقات بني عامل النظام املستورد<br />

وبني الثقافة التقليدية الغالبه.‏<br />

أنت مثالً‏ تدخل يف أحد أماكن العمل الرسمي يف العامل<br />

الثالث ، فتلحظ هذا الخليط متامزجاً‏ بني عنارص<br />

مستمدة من عامل النظام التي تغالب بقوة سطوة القيم<br />

التقليدية والعادات والتقاليد واملتواضعات الثقافية<br />

التي استجلبها الناس معهم اىل مكان العمل.‏ ويف كثري<br />

من مؤسسات العمل يف العامل الثالث تجد أن توزيعات<br />

املكان الداخلية ، ونوعيات االثاث واملوجودات املادية<br />

يف املكان يعكس بشكل أوضح تلك الخصائص املوروثة<br />

وليس املكتسبة للناس الشاغلني لتلك املؤسسات.‏<br />

ويف مؤسسات العمل يف بعض دول العامل الثالث يف<br />

بعض مناطق جنوب رشق آسيا وأفريقيا وأجزاء واسعة<br />

من امريكا الجنوبية ، فإن املساواة االنسانية ورشوط<br />

العدالة االجتامعية ومبادىء تكافؤ الفرص واالميان<br />

بالحرية جميعها تعترب حزمة غريبة من املفاهيم<br />

واملصطلحات التي يندر التفكري فيها ال عىل مستوى<br />

التفكري املثايل ناهيك عن أن تكون محكات حقيقية<br />

يتم تثبيتها باملامرسة عىل أرض الواقع . من السهل مثالً‏<br />

مالحظة أنواع من التمييز التفضييلDiscrimination<br />

يف الرتاتب الوظيفي عىل أساس الجنس ( ذكور وإناث(‏<br />

أو عىل أساس العرق ، أو االنتامء العائيل ، أو الطبقة<br />

االجتامعية ، أو املنطقة الجغرافية أو غري ذلك كثري<br />

من جوانب موروثة عرب أجيال.‏ وحيث تلعب هذه<br />

الجوانب دورها الكبري يف الرتاتب الوظيفي فإنها<br />

تتجاوز بكثري مستوى الكفاءة والقدرات الذاتية<br />

والذكاء والتعليم والتدريب والتي كان يفرتض أن تكون<br />

هي املحك األساس يف الرتاتب الوظيفي الرتباطها غري<br />

املشكوك فيه بانجاز العمل وباملصلحة العامة.‏<br />

يف بعض مؤسسات العمل يف العامل الثالث يف<br />

املجتمعات التي ارشت اليها سابقاً‏ ، يكون التمييز<br />

Discrimination بني املوظفني عىل أسس بيولوجية<br />

عملية مقبولة جداً‏ ، ورمبا تتم خدمتها عن طريق<br />

بعض التطبيقات املتطرفة لهذا التمييز.‏ وميكن سوق<br />

أحد األمثلة الشائعة ملثل هذا التمييز يف أماكن العمل<br />

الرسمي،‏ حيث يلحظ هذا التمييز يف توزيعات املكان<br />

عىل أساس الجنس ( ذكور أو إناث(‏ . ويف هذا الحال<br />

فإنه يتم تعيني املكاتب أو امكانات العمل يتم بحسب<br />

فروق املكانة الثقافية التقليدية بني الرجال والنساء ،<br />

وليس بحسب الفروق يف املراتب الوظيفية الفعلية<br />

أو املستوى التعليمي او القدرات الذهنية أو املهارات<br />

الخاصة والتي يتم اهاملها أو التغايض عنها عمداً‏ يف<br />

بعض الحاالت.‏ ويف هذا الحال تتعرض بعض النساء<br />

اىل نوع من املعاملة التمييزية عىل أساس الجنس حني<br />

يتم تبخيس جميع هذه املؤهالت املكتسبة واختزالها<br />

بالجانب البيولوجي الذي يعترب يف هذه الحال هو<br />

املحك األوحد يف تراتتبيات املكانات الوظيفية بني<br />

العاملني يف هذه املؤسسات .<br />

التوزيعات الداخلية للمكان تتأثر كثرياً‏ أيضاً‏ باملعطيات<br />

الثقافية التي يتم عىل أساسها توزيع املكان من الناحية<br />

الوظيفية.‏ وتسمح بعض التوزيعات الداخلية للمكان<br />

باشكال مكثفة ومتساوقة من التفاعل االجتامعي<br />

بني املوظفني ، بينام متنع أشكال أخرى من التوزيع<br />

املكاين هذا التفاعل او تحد منه أو حتى متنعه.‏<br />

وتتحكم توزيعات املكان بأشكال التنظيم غري الرسمي<br />

Informal organization والذي يظهر بشكل<br />

طبيعي يف مؤسسات العمل املختلفة . والتنظيم<br />

غري الرسمي يشري اىل مجموعة العالقات الشخصية<br />

وشبكات التعارف والصداقة التي تنشأ بني املوظفني<br />

كناتج من نواتج التفاعل الوظيفي اليومي يف بيئة<br />

العمل.‏ فاملوظفون يف أماكن متجاورة غالباً‏ ما يكون<br />

تكاثف االتصال الشخيص فيام بينهم أعىل بكثري من<br />

أشكال التفاعل بني أناس يعملون يف أماكن متباعدة<br />

. وتؤثر ابنية التنظيم الرسمي تأثرياً‏ بالغ الخطورة<br />

عىل اآلداء الوظيفي للموظفني يف مكان العمل . فعىل<br />

الصعيد الشخيص تنشأ بني املوظفني الذين يقومون<br />

بآداء عمل متشابه ويف أماكن متجاوره تنشأ عالقات<br />

صداقة واعتامد نفيس ومشاعر باالطمئنان نظراً‏ لتبادل<br />

الخربات واملعلومات بني كل موظف وآخر . وال شك يف<br />

أن هذا الرفد املستمر يف مخزون الخربات الشخصية<br />

عن مكان العمل والعاملني فيه يؤثر بشكل كبري<br />

عىل اتجاهات املوظفني وآرائهم وأحكامهم وخرباتهم<br />

والتي تؤثريف النهاية بشكل واع أو غري واع عىل اآلداء<br />

الوظيفي للعمل.‏<br />

ومن جانب آخر فإن مطاولة االقامة يف مكتب أو مكان<br />

معني من أماكن العمل الرسمي يُنىشء نوعاً‏ من العالقة<br />

الوجدانية الحميمة مع املكان تتجاوز حدود االرتباط<br />

املادي الوظيفي باملكان . ويف كثري من منظامت العمل<br />

الرسمي ينُىشء بعض قدماء املوظفني عالقات حميمة<br />

مع املكان الذي أقاموا فيه لعدد طويل من السنوات ،<br />

ومع مطاولة االقامة ، فإن املكان يتحول يف منظورهم<br />

من مجرد كيان مادي مناسب لتأدية وظيفة معينة اىل<br />

أن يكون اشبه باملنزل الذي يرتبط يف اذهانهم مبشاعر<br />

دافقة من األلفة والحميمية واالرتباط النفيس الذي<br />

يتعزز بزخم كبري من الخربات الشخصية والذكريات<br />

التي تراكمت مبرور السنوات مع ذلك املكان.‏<br />

ويف الرتاث العريب الذي ورثناه عن الحضارة العربية/‏<br />

االسالمية نجد أن االرتباط الوجداين باملكان ليس<br />

نوعاً‏ من االرتباط باملكان كشيىء مادي يف حد ذاته<br />

، وليس انعكاساً‏ ملشاعر امللكية الفردية ملكان معني<br />

، أو تقييامً‏ للقيمة الوظيفية للمكان وإمنا يف غالب<br />

األحيان يكون االرتباط باملكان ناتجاً‏ عن تعلق وجداين<br />

مع ذكريات خاصة جرت أحداثها يف ذلك املكان .<br />

وقد درج فحول الشعراء يف العرص الجاهيل والعرص<br />

االسالمي عىل ابتداء قصائدهم بالبكاء عىل األطالل<br />

وبالحنني اىل املكان الذي شهد كثرياً‏ من االرتباطات<br />

الوجدانية والذكريات يف املايض . ولقد سطر الشعر<br />

العريب أروع الصور يف الحنني اىل املكان ، فهذا أمرؤ<br />

القيس يف معلقته الشهرية يبدا بالوقوف عىل األطالل :<br />

قِفَا نبك من ذكرى حبيب ومنزل<br />

بسقط اللوى بني الدخول فحوملِ‏<br />

كام ابتدأ النابغة الذبياين معلقته بالوقوف عىل األطالل<br />

وتذكر حمى حبيبته مَيّة :<br />

يادار ميّة بالعلياء فالسند<br />

أقوتْ‏ وطال عليها سالف األبد<br />

وقفتُ‏ فيها أصيالً‏ يك أسائلها<br />

عَيّتْ‏ جواباً‏ وما بالربع من أحد<br />

أضحتْ‏ خالء وأضحى أهلها احتملوا<br />

أخنى عليها الذي أخنى عىل لبد<br />

ويف نهاية هذا املقال ، فإنه يف اعتقادي أن الرتحال<br />

الحقيقي ليس هو اإلنتقال من مبنى اىل آخر ، وال من<br />

بلد اىل آخر ، وامنا هو االرتحال األكرب بني عاملي الحياة<br />

واملوت ، وأن الغربة الحقيقية ليست هي التحنان اىل<br />

مكان ما يف دار غربة ، وامنا هو اغرتاب عن األوطان<br />

وعن مرابع األهل واألحبة والصبا .<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 25 2011<br />

مجلة


ملف العدد<br />

االبتعاث الخارجي مل يكن لقلةً‏ يف عدد<br />

الجامعات واملؤسسات التعليمية يف اململكة<br />

العربية السعودية،‏ وإمنا للحكمة وسداد الرأي<br />

اللذين يتحىل بهام خادم الحرمني الرشيفني،‏<br />

امللك عبدالله بن عبدالعزيز،‏ حفظه الله،‏ يف<br />

تحقيق األهداف املتوخاة من برنامج اإلبتعاث<br />

ولعل من أهمها،‏ متابعة التطور الذي يحدث<br />

يف كافة مجاالت العلوم والتقنية الحديثة عاملياً‏<br />

واالستفادة منها يف تلبية احتياجات بالدنا<br />

للتطور والتنمية،‏ واألخر التواصل املبارش مع<br />

شعوب العامل والثقافات األخرى ألن هذا الجيل<br />

من الشباب قد تبني مبا اليدع مجاال للشك<br />

بأنهم قادرون بحسن إنتامئهم ووالئهم وحبهم<br />

لدينهم ووطنهم املعطاء عىل نقل الصورة<br />

الحقيقية للمملكة العربية السعودية والتعبري<br />

عنها مبنتهى املصداقية يف كافة أرجاء العامل،‏<br />

فاملبتعثون هم خري سفراء لبالدهم ودينهم<br />

الحنيف من خالل تواصلهم ثقافياً‏ وإجتامعياً‏<br />

ومعرفياً‏ مع قرنائهم من الدول املستضيفة.‏<br />

مل يكن تحقيق هذين الهدفني النبيلني يف مجال<br />

اإلبتعاث يف أمريكا ليتم إال بدعم وتوجيهات<br />

معايل وزير التعليم العايل األستاذ الدكتور خالد<br />

بن محمد العنقري والعاملني تحت قيادته<br />

الحكيمة يف وزارة التعليم العايل،‏ وكذلك دعم<br />

سفارة خادم الحرمني الرشيفني وتوجيهات<br />

معايل السفري األستاذ عادل بن أحمد الجبري<br />

، وأستطيع أن افيض بحق فأؤكد أن عمل<br />

منسويب امللحقية الثقافية السعودية بأمريكا<br />

الجاد والدؤوب،‏ بقيادة سعادة الدكتور محمد<br />

بن عبدالله العيىس امللحق الثقايف،‏ وإلميانهم<br />

بأن اإلنسان هو ثروة الوطن الحقيقية،‏ وأن<br />

رعاية هؤالء املبتعثني رضورة ملحة إلنجاح هذا<br />

الربنامج الطموح وبرامج اإلبتعاث األخرى كان<br />

مبثابة تأكيد عىل أنهم مل يكونوا بعيدين عن<br />

مبنى الملحقية،‏ معلم حضاري ثقافي<br />

د.‏ محمد بن عبد الرحمن العمر<br />

مساعد الملحق الثقافي للشؤون الدراسية<br />

تحقيق الهدف املنشود فكانت تلك الجهود<br />

مجتمعة عالمة اإلنجاز الرفيع.‏<br />

وملواكبة إزدياد اعداد املبتعثني واملبتعثات<br />

وجدت إدارة امللحقية رضورة إقامة مبنى<br />

يفي بإحتياجاتها ومختص بأنشطتها ، حيث<br />

كانت مكاتبها مستأجرة يف مبنى ووتر جيت<br />

Watergate Building بواشنطن العاصمة<br />

وموزعة عىل طوابق مختلفة يف املبنى املكون<br />

من أحد عرش طابقا،‏ يشاركها عدد من الرشكات<br />

واملؤسسات األخرى فتضافرت الجهود يف<br />

وزارة التعليم العايل وسفارة خادم الحرمني<br />

الرشيفني،‏ وإدارة امللحقية الثقافية بواشنطن<br />

إليجاد مبنى متكامل يفي بجميع إحتياجات<br />

امللحقية،‏ وأقسامها الدراسية والثقافية<br />

واإلجتامعية واملالية واإلدارية،‏ وليستوعب<br />

تزايد أعداد املوظفني الذي يتنامى ليواكب منو<br />

عدد املبتعثني واملبتعثات،‏ فجاء تصميم مبنى<br />

امللحقية الثقافية بأمريكا بتصميم معامري<br />

يتناسب مع متطلبات جميع اإلدارات وأقسامها<br />

حيث تم،‏ بحمد الله،‏ تشييده عىل أحدث<br />

األسس املعامرية واإلنشائية وامليكانيكية<br />

وبأعىل درجة ممكنة من اإلتقان،‏ استخدمت يف<br />

إنشائه أحدث التقنيات واملواصفات الفنية التي<br />

تتصف بصداقتها للبيئة،‏ Buildings( )Green<br />

واستخدمت أفضل املواد وأجودها،‏ ليكون هذا<br />

اإلنجاز فناً‏ معامرياً‏ حديثاً‏ قامئاً‏ بذاته،‏ متسقاً‏<br />

بغمرة الجالل واإلتقان،‏ محافظاً‏ عىل الطابع<br />

املعامري الحديث،‏ ومواكباً‏ تزايد أعداد الطالب<br />

واملوظفني،‏ فهاهو املبنى املشهود،‏ ال تقصري<br />

يف جهد،‏ وال تقتري يف مال،‏ فتسامق البنيان,‏<br />

وتكامل هذا الرصح العتيد إنجازاً‏ يستوعب<br />

حركة قاصديه يف نظر متوافق مع املستقبل<br />

ومستجداته.‏<br />

خصائص املبنى:‏<br />

يقع مبنى امللحقية الثقافية بالواليات املتحدة<br />

االمريكية يف مدينة فريفاكس بوالية فرجينيا،‏<br />

ويبعد عن سفارة اململكة العربية السعودية<br />

بواشنطن العاصمة حوايل أربعة عرش ( 14 )<br />

ميالً،‏ عىل أرض مساحتها حوايل 113000 قدماً‏<br />

مربعاً،‏ يتكون املبنى من ثالثة طوابق تحت<br />

األرض كمواقف للسيارات تستوعب 265<br />

سيارة وتعلوها خمسة طوابق مكتبية:‏<br />

الطابق األول ‏)األريض(:‏<br />

يحتوي عىل بهو املدخل الرئييس مفتوحً‏<br />

بإرتفاع الطوابق الخمسة التي تطل جميعها<br />

عليه ويغطيه هرم زجاجي كإضائة سقفية<br />

طبيعية،‏ يتدىل منه ثريةً‏ كبرية صممت لتزيني<br />

البهو بتصميم عريب يعكس الرتاث اإلسالمي<br />

والعريب.‏<br />

عىل ميني البهو صالة اإلستقبال الكربى،‏<br />

التي ميكن تجزئتها إىل صالتني،‏ يليها مدرج<br />

املحارضات ويتسع لحوايل 120 شخصاً.‏ كام<br />

يحوي الطابق األريض،‏ قسم إستقبال املبتعثني<br />

والزوار وكذلك إدارة املعاهد والتأهيل اللغوي<br />

وإدارة املرافقني،‏ واملطعم وكذلك العالقات<br />

العامة واألمن واملراقبة والسنرتال.‏<br />

الطابق الثاين:‏<br />

26 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


ويضم هذا الطابق إدارة تقنية املعلومات<br />

( الحاسب الأليل(‏ وأربعة أقاليم من إدارة<br />

الشؤون الدراسية.‏<br />

الطابق الثالث:‏<br />

ويضم الشؤون املالية وإدارة وفتح امللفات<br />

والعالج .. ولقد روعي تصميم املصىل يف<br />

هذا الطابق ليكون يف املنتصف بني الطوابق<br />

الخمسة و يف متناول املصلني من كافة الطوابق<br />

ويتسع املصيل لحوايل 200 مصيل،‏ ولقد روعي<br />

يف تصميمه مقابلته للقبلة،‏ وأن يكون مزودا<br />

بأماكن الوضوء للرجال والنساء.‏<br />

الطابق الرابع:‏<br />

مكتب مساعد امللحق للشؤون الدراسية<br />

وثالثة أقاليم من إدارة الشؤون الدراسية<br />

وقسم الجامعات واملؤسسات الحكومية وقسم<br />

الربامج الطبية والعلوم الصحية وغرفة امللفات<br />

وقاعة إجتامعات الشؤون الدراسية.‏<br />

الطابق الخامس:‏<br />

مكتب سعادة امللحق وبهو إستقبال ضيوف<br />

امللحقية،‏ وقاعة اإلجتامعات الكربى ومكتب<br />

مساعد امللحق للشؤون املالية واإلدارية وإدارة<br />

الشؤون اإلدارية ومكتب مساعد امللحق<br />

للشؤون الفنية وإدارة الشؤون االثقافية<br />

واإلجتامعية.‏<br />

وهنا تجدر اإلشارة إىل أن مبنى امللحقية<br />

الثقافية بأمريكا هو أول مبنى تقيمه وزارة<br />

التعليم العايل للملحقيات الثقافية يف العامل،‏<br />

ومييزه عن املباين املستأجرة مبا فيها مكاتب<br />

امللحقية الثقافية السابقة يف أمريكا ، إستقالل<br />

امللحقية مببنى خاص يحدد هويتها الثقافية<br />

والعلمية ويتعامل مع املجتمع بصفته معلام<br />

حضاريا يرفرف عليه يف أمريكا علم التوحيد،‏<br />

علم اململكة العربية السعودية،‏ كام أنه أصبح<br />

من السهل عىل املبتعثني واملبتعثات الوصول<br />

إليه بيرس وسهولة .<br />

ولذلك حرصت امللحقية وهي تقوم بتشييد<br />

هذا البناء أن تلتقي الخطوط الفنية اإلسالمية<br />

والعربية مع حداثة العامرة وعلوم البناء وأن<br />

تتوفر فيه ما إستجد من التكنولوجيا<br />

والتقنية الالزمة لتلبية متطلبات<br />

اإلرشاف عىل األعداد الكبرية من<br />

املبتعثني واملبتعثات الذين بلغ<br />

عددهم حتى إعداد املقال 45232<br />

مبتعثا ومبتعثة باإلضافة إىل<br />

مرافقيهم الذين تجاوز عددهم<br />

نحو 15000 مرافق.‏<br />

ولقد زينت جميع قاعات وممرات املبنى<br />

بلوحات جاملية فنية تعرب عن الثقافة<br />

السعودية قدمها تربعا مبدعون سعوديون<br />

كمشاركة منهم يف إثراء هذا املعلم الحضاري<br />

مبا تزخر به اململكة العربية السعودية من<br />

حضارات معامرية وفنية وثقافية .. فالحمد لله<br />

الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنني،‏ واللهم<br />

إجعله منزال مباركا وأنت خري املنزلني.‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 27 2011


ملف العدد<br />

الجمال المعماري يلتقي بالتقنية الحديثة<br />

في مبنى الملحقية الجديد<br />

المشرف العام على مركز تقنية المعلومات<br />

المهندس / ياسر بن محمد العيسى<br />

عندما اتخذ القرار لبناء مبنى جديد للملحقية<br />

الثقافية يف امريكا من قبل املسئولني من معايل<br />

وزير التعليم العايل الدكتور/‏ خالد العنقري<br />

وسعادة امللحق الثقايف الدكتور/‏ محمد العيىس<br />

كان من املهم األخذ بعني اإلعتبار البنية التحتية<br />

لشبكة الحاسب اآليل والتي تشمل جميع التقنيات<br />

واألنظمة الحديثة التي متكن منسويب امللحقية من<br />

استخدامها لتقديم جميع الخدمات الالزمة لجميع<br />

املبتعثني،‏ وكان ذلك مكمال للجامل املعامري<br />

للمبنى وتجهيز القاعات الالزمة وتوزيع االدارات<br />

واألقسام بشكل يضمن للعاملني بلملحقية تقديم<br />

تلك الخدمات بكل سهولة وكفاءة وجودة عالية.‏<br />

لذا وجه سعادة امللحق الدكتور/‏ العيىس برضورة<br />

البدء يف تجهيز وتأسيس تلك البنية بوقت مبكر<br />

ليتم تشغيل التقنيات والخدمات يف الوقت<br />

املناسب.‏<br />

وبدأ مركز تقنية املعلومات بدراسة جميع<br />

املتطلبات واإلحتياجات الالزمة للتأكد من تأسيس<br />

تلك البنية واحتوائها عىل جميع التقنيات واألنظمة<br />

الحديثة التي تحتاجها امللحقية وانظمتها لتقديم<br />

الخدمات للمبتعثني،‏ ومن ثم تم استدعاء افضل<br />

الرشكات املتخصصة واختيار افضلها من حيث<br />

األداء والكفاءة والخربة املتخصصة يف املشاريع<br />

الكربى املشابهة ، وبعد اختيار افضلها ، تم البدء يف<br />

تنفيذ وتشغيل التقنبات واألنظمة بارشاف املركز.‏<br />

اخذ مركز تقنية املعلومات بعني اإلعتبار تأسيس<br />

الخدمات واألنظمة بشكل يستوعب اإلزدياد<br />

املستمر يف أعداد املبتعثني الذين إزداد عددهم<br />

من 30 الف مبتعث ومبتعثة يف أواخر عام 2010<br />

اىل أكرث من 55 الف مبتعث ومبتعثة يف بداية<br />

عام 2011 إضافة اىل ضم الدارسني عىل حسابهم<br />

الخاص من خالل املكرمة امللكية الكرمية من<br />

لدن خادم الحرمني الرشيفني امللك عبدالله بن<br />

عبدالعزيز حفظه الله.‏<br />

ولقد اشتملت البنية وتقنياتها وأنظمتها عىل<br />

أحدث أجهزة الهواتف الشبكية )IP-Phones(<br />

كام تم تجهيز جميع قاعات امللحقية واملرسح<br />

وقاعات اإلجتامعات بشاشات عرض مربوطة<br />

بالصوت والصوره عىل شبكة امللحقية وعىل شبكة<br />

اإلنرتنت مام ميكن من بث أي لقاء او اجتامع<br />

بالطالب مبارشة إضافة اىل التوسع يف الخدمات<br />

املقدمة لهم عىل بوابة امللحقية األلكرتونية،‏ علام<br />

بأنه سيتم تطبيق البوابة االلكرتونية الحديثة<br />

واملربوطة بالوزارة خالل الفرتة القريبة القادمة<br />

ويتم العمل عليها حاليا من خالل التعاون الدائم<br />

بني امللحقية ووزارة التعليم العايل .. كام يوجد<br />

تحديث مستمر ملوقع امللحقية األلكرتوين لتقديم<br />

كافة املعلومات ورشح جميع الخدمات الالزمة<br />

للمبتعثني.‏<br />

ويعمل مركز تقنية املعلومات يف امللحقية بكل<br />

طاقاته وبشكل مستمر لتقديم أفضل الخدمات<br />

للمبتعثني وتسهيل اجراءاتهم،‏ يف ضوء تلك<br />

التجديدات واإلضافات التي حدثت للبنية<br />

التحتية التي تم تأسيسها وتجهيزها يف مبنى<br />

امللحقية الجديد وبشكل يضمن استيعابها ألي<br />

ازدياد متوقع يف عدد املبتعثني عىل مدار السنوات<br />

القادمة وذلك بتوجيهات سعادة امللحق الثقايف يف<br />

امريكا وبالدعم املتواصل من معايل وزير التعليم<br />

العايل.‏<br />

28 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


كتاب العدد<br />

رسالة من أب غيور إلبنه المبتعث!‏<br />

تعرض زاوية هذا العدد رسالة خاصة كنت قد كتبتها قبل نحو ثالثة عقود إنفاذاً‏ لرغبة أب يؤرقه الحنني والقلق عىل ابنه املبتعث يف<br />

الواليات املتحدة األمريكية،‏ ويبثّه من خاللها ثقته فيه وشوقه إليه وخوفه عليه من رصوف زمانه ومكانه.‏ وأحسب يقيناً‏ أن هناك آالف اآلباء<br />

واألمهات يف وطننا الحبيب يؤرقهم الشوق والقلق والحنني إزاء أبناء وبنات لهم حملتهم أجنحة الطموح اىل ديار الغربة البعيدة،‏ يحرَضهم<br />

عىل ذلك الخوف عىل فلذات أكبادهم من فنت تلك الديار،‏ وملذّات الحس والهوى مام ينكره الخلق القويم!‏ وقد أعدت لغرض النرش صياغة<br />

الرسالة مع يشء من الترصف،‏ وأرجو أن يكون يف بعض ما جاء فيها عربة ملن شاء وعزاء ملن أراد!‏<br />

تقول الرسالة:‏<br />

معالي االستاذ عبد الرحمن بن محمد السدحان<br />

أمين عام مجلس الوزراء السعودي<br />

إبني العزيز<br />

أبدأ بحمد الله الذي كألك بعونه،‏ وأيد خطاك بتوفيقه،‏ وأدعوه مخلصاً‏ أن ميأل حياتك حباً‏ وأمناً‏ وتحصيالً‏ مفيداً.‏<br />

لقد غمرتني بربك الحنون من خالل سطور رسالتك األخرية،‏ فأوقدت يف نفيس ونفس والدتك الحب لك،‏ والثقة فيك،‏ والرضا عنك،‏ وحمدنا<br />

الله عىل برك بنفسك،‏ وبنا معك،‏ فإن يف عصمة الذات وحقن الهوى يف األرض التي تقطنها برّاً‏ لنا نحن والديك وآلك جميعاً!‏<br />

إبني الغايل<br />

لقد صدقتني ما وعدتني به،‏ فلم يخب ظني فيك أبداً‏ . . كنت كعهدي بك إبناً‏ صابراً‏ صادقاً‏ وأميناً،‏ يف قولك وفعلك،‏ وتلك يا بني عزّ‏ وجودها<br />

لدى بعض فتية هذا العرص.‏ . من أقرانك!‏<br />

أي بنيّ‏<br />

أنني أب تتقاسمه األشواق والهواجس والظنون بسببك،‏ رغم كل الحب لك،‏ ورغم كل ما تعنيه أنت يل،‏ فاألرض التي أنت بها تشكو منظومة<br />

من الفنت،‏ الظاهر منها واملسترت،‏ ويف مقدمتها فتنتا العقل والهوى،‏ ولهذه الفنت سلطان يغىش القويّ‏ من الناس قبل الضعيف،‏ وينال الربيء<br />

قبل املذنب،‏ ولها من يروجها ويزين سبلها،‏ وأخىش أن ينالك منها بالء فتشقى به،‏ ونشقى به نحن معك!‏<br />

دعني اآلن يا بنّي أفصح لك عامّ‏ يجيش به الخاطر نحوك،‏ ولك أن تتدبر بعد ذلك من أمرك ما تشاء:‏<br />

أوالً:‏ إتق رش فتاة تظهر لك الحبّ‏ ، وتبطن لك الوقيعة والخداع واالبتزاز املادي والعاطفي،‏ وما أكرثهن يف تلك الديار،‏ تدعوك إىل نفسها،‏<br />

لتحملك بعد ذلك أوزاراً‏ ال تقوى عىل حملها،‏ وتغويك عن مسرية الجهاد العلمي التي تكرس نفسك من أجلها ويف سبيلها،‏ وأعلم أن هناك<br />

فرقاً‏ بني الحب والنشوة،‏ بني الصداقة الربيئة والسقوط يف الهاوية.‏<br />

ثانياً:‏ إحذر فتنة املخدرات بأشكالها وأحجامها وجنونها،‏ فال يخلو من وبالها منزل أمرييك،‏ وال يكاد ينجو من رشها املستطري فتى وال فتاة،‏<br />

وإياك وعقدة التربير التي تدفعك إىل تقليد بليد يقوده املثل السائد هناك:‏ ‏)إذا كنت يف روما فأفعل ما يفعله الروم(!‏ تذكر أن لك شخصية<br />

تعكس كرامة اإلنسان وحرمة الدين وقدسية الوطن الذي تنتمي إليه!‏<br />

املخدرات يا بني جادة رسيعة ذات إتجاه واحد بدءاً‏ باالنحراف وانتهاءاً‏ بالسقوط والعياذ بالله،‏ قد تتخذ من أساليب اإلغراء واإلغواء فنوناً،‏<br />

لكنها رشّ،‏ وإمثها أعظم من رشّها،‏ أولها عبث،‏ وأوسطها إدمان،‏ وآخرها خراب،‏ أو هو املوت عىل دفعات!‏<br />

ثالثاً:‏ إحذر يا بنيّ‏ رفقة السوء،‏ وصداقة القلق والعبث والضياع،‏ فقد يكون من بني أقرانك يف الدراسة من ال تخلص لهم رسيرة،‏ وال يصدق<br />

عنهم ظن،‏ وال يحسن بهم طبع،‏ لكنهم يعملون جادّين أو هازلني القتناص فئات من ضعاف القلوب إىل رشاكهم لريضوا هوىً‏ يف النفس ال<br />

جدوى فيه وال طائل وراءه . . إبتعد عن هؤالء،‏ وعارش من الناس خيارهم:‏ عقالً‏ وإمياناً‏ وعلامً.‏<br />

وأخرياً‏ وليس آخراً‏<br />

تذكّر أبويك الصابرين وإخوتك وأخواتك الذين يرقبون عودتك مظفراً‏ يف شوق وحنني،‏ ال تخلف لهم ظناً‏ وال وعداً!‏ والله أسأل أن يبلغّك<br />

خري ما تريد ويجنّبك رشّ‏ ما ال تريد!‏<br />

ودمت لحب وغرية وطنك وقومك وأهلك جميعاً!‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 29 2011


زيارات<br />

وفد مجلس الشورى السعودي<br />

يزور الملحقية ويستطلع أنشطتها<br />

يف إطار الزيارة الرسمية للواليات املتحدة<br />

األمريكية التي قام بها وفد يضم أعضاء لجنة<br />

الصداقة الربملانية السعودية األمريكية مبجلس<br />

الشورى السعودي برئاسة املهندس أسامة بن<br />

محمد ميك الكردي وعضوية كل من : الدكتور<br />

سعود بن حميد السبيعي،‏ والدكتور عبد الله<br />

بن يحيى بخاري،‏ واملهندس محمد بن عبد الله<br />

القويحص،‏ واألستاذ خليفة بن أحمد الدورسي،‏<br />

والدكتور مازن بن فؤاد خياط،‏ واملستشارة مبجلس<br />

30 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011<br />

الشورى الدكتورة مي بنت عبد العزيز العيىس،‏<br />

وعددٌ‏ من مسؤويل املجلس.‏<br />

قام الوفد بزيارة ملقر امللحقية الثقافية السعودية<br />

يف العاصمة األمريكية واشنطن حيث كان يف<br />

استقباله امللحق الثقايف لدى الواليات املتحدة<br />

الدكتور محمد بن عبد الله العيىس،‏ ومديرة<br />

الشؤون الثقافية واالجتامعية يف امللحقية الدكتورة<br />

مويض بنت عبد الله الخلف.‏<br />

قدم امللحق الثقايف الدكتور العيىس ألعضاء مجلس<br />

د.‏ العيىس امللحق الثقايف ود.‏ مويض الخلف مديرة الشؤون الثقافية واإلجتامعية يتحدثان إىل الوفد<br />

الشورى عرضاً‏ مفصالً‏ حول أنشطة امللحقية<br />

وإنجازاتها وأهم الربامج التي تقدمها يف خدمة<br />

املبتعثني واملبتعثات السعوديني للدراسة يف<br />

الواليات املتحدة.‏<br />

وقد طرح أعضاء املجلس أثناء زيارتهم العديد من<br />

األسئلة حول الوسائل املتعددة التي تستخدمها<br />

امللحقية يف التواصل مع مبتعثيها والجامعات<br />

واملؤسسات العلمية التي يدرسون فيها واملجتمع<br />

األمرييك بشكل عام وأهمها وسائل التواصل<br />

األلكرتونية التي إستحدثتها امللحقية وطورتها<br />

ليك تتناسب مع الزيادة املطردة يف أعداد<br />

املبتعثني والتي بلغت حتى اآلن 45 ألف مبتعث<br />

ومبتعثة وتلبية إحتياجاتهم وأهمها تفعيل<br />

املوقع اإللكرتوين وتحديث نظام التواصل الهاتفي<br />

وإستخدام الوسائل املبارشة Online ملتابعة<br />

طلبات واحتياجات املبتعثني كافة.‏<br />

وأكدت الدكتورة مويض الخلف مديرة الشؤون<br />

الثقافية واإلجتامعية عىل أن وسائل التواصل مل<br />

تقترص عىل ذلك وإمنا توسعت يف إنشاء األندية<br />

الطالبية السعودية تحت مظلة الجامعات التي<br />

يدرسون فيها ووفق قوانينها إلتاحة الفرصة للطالب<br />

والطالبات السعوديني من مزاولة أنشطتهم يف<br />

إطارها .. ولقد إتسعت رقعة هذه األندية حتى<br />

بلغت نحو 160 ناديا طالبيا موزعة عىل أكرث من<br />

أربعني والية أمريكية .<br />

وقد تساءل أحد أعضاء الوفد حول معدالت<br />

الترسب بني املبتعثني وأكد امللحق الثقايف أن<br />

معدالت الترسب صغرية للغاية وتكاد التذكر<br />

فالطالب السعودي ملتصق بأهله ووطنه واليرغب<br />

أن يعيش بعيدا عنهام طويال.‏<br />

وقال امللحق الثقايف بأنه عىل الرغم من أن مهمة<br />

امللحقية ترتكز يف اإلرشاف الدرايس عىل الطالب<br />

منذ وصولهم وحتى تخرجهم إال أنها وضعت<br />

عىل عاتقها طوال السنوات األربع املاضية منذ


أن بدأت مثار اإلبتعاث تظهر بتخريج الدفعات<br />

األوىل من برنامج خاد الحرمني الرشيفني امللك<br />

عبد الله لإلبتعاث الخارجي أن تفتح أبواب العمل<br />

واملستقبل لخريجيها من خالل يوم املهنة الذي<br />

يأيت مصاحبا إلحتفاالت تخرج مبتعثينا يف كل عام.‏<br />

وقال امللحق الثقايف أن تجربة امللحقية إقترصت<br />

يف البداية عىل الجامعات السعودية لتشجيع<br />

الخريجني لإللتحاق بالجامعات الناشئة وإعطائها<br />

األولوية لتعيني الكفاءات الشابة من الخريجني<br />

يف املجالني األكادميي واإلداري إال أن ذلك مل يكن<br />

كافيا لتحقيق طموحات تلك الجامعات وامللحقية<br />

ومبتعثيها أيضا فقد تبني ان لهذه الجامعات<br />

رشوطا للقبول فيها ال ميكن تجاوزها فضال عن<br />

ثقافة الخريجني التي مل تتغري والتي تطمح دامئا<br />

يف اإللتحاق بالجامعات الكبرية واملرموقة دون<br />

غريها .<br />

وتستعد امللحقية هذا العام أن تتوسع يف يوم املهنة<br />

وتفتح املجال ألكرث من 150 قطاعا من قطاعات<br />

األعامل و رشكات القطاعني العام والخاص فضال<br />

عن كافة الجامعات السعودية للمشاركة يف هذا<br />

اليوم الكبري .. فجميعهم مدعوون لهذا اليوم فضال<br />

عن وزاريت الصحة والدفاع .. وهناك ايضا الكثري من<br />

الرشكات املرموقة واملعروفة مثل : وآرامكو وسامبا<br />

والخطوط الجوية العربية السعودية ومستشفى<br />

امللك فيصل التخصيص بالدمام وغريهم.‏<br />

ولقد أيد أعضاء الوفد هذه الفكرة وأعتربها مهمة<br />

وخطوة كبرية نحو توجيه الخريجني للعمل وأقرتحوا<br />

تعميمها بشكل اكرب يف مختلف امللحقيات الثقافية<br />

السعودية األخرى ومع مختلف املؤسسات ..<br />

وطالبوا بتوفري اإلهتامم اإلعالمي وتغطية وسائل<br />

اإلعالم لها .<br />

ولقد أكد امللحق الثقايف أن امللحقية قد وجهت<br />

الدعوة هذا العام لرؤساء تحرير الصحف<br />

السعودية لحضور هذا الحدث الكبري كام ستسمح<br />

بوجود صحفيني لتغطيته .<br />

وتعميقا للتواصل الثقايف واألكادميي ودعام للروابط<br />

التي أسستها وتؤسسها امللحقية بشكل مستمر<br />

بينها وبني الجامعات فقد تم دعوة ما يزيد عن<br />

خمسني جامعة أمريكية للمشاركة يف فعاليات يوم<br />

الخريجني واإلحتفال مببتعثينا ومبتعثاتنا الذين<br />

تخرجوا منها .<br />

وتساءل الحارضون حول ما قد يثار حول التفرقة بني<br />

يوم املهنة يفتح املجال ألكرث من 150 قطاعا لألعامل والرشكات لتوظيف الخريجني<br />

خريجي الجامعات السعودية وخريجي الجامعات<br />

األمريكية وإنتهوا يف نقاشهم إىل أن التخصص<br />

والكفاءة يفرضان نفسهام عىل الواقع وأن عامل<br />

املنافسة جزء ال يتجزأ من عملية اإلختيار وتم<br />

التأكيد عىل أن ما يثار حول ذلك اليعود لكونهم<br />

خريجني من الجامعة األمريكية فهناك خريجون<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 31 2011


زيارات<br />

من تلك الجامعات اليزالوا يبحثون عن عمل ..<br />

وقال امللحق الثقايف أن األفضلية دامئا للطالب<br />

املتميزين سواء يف مجال العمل األكادميي أو<br />

اإلداري حيث تتهافت عليهم الجامعات املرموقة<br />

والرشكات الكربى وأنه من واقع التجربة نكتشف<br />

بأن طبيب األسنان املتخرج من جامعة هارفارد<br />

بتقديرات عالية البد أن تتهافت عليه الجامعات<br />

بل هناك من الجامعات من يفوض امللحقية للقيام<br />

بتوظيفه لصالحها.‏<br />

وحول برامج الطب تحدث الدكتور العيىس عن<br />

إتجاه امللحقية نحو تفعيل مثل هذه الربامج مبا<br />

يخدم مصلحة املبتعث أوالطبيب السعودي وأكد<br />

عىل أن امللحقية ترفض مبدأ الربامج الخاصة التي<br />

يتم تفصيلها خصيصا للسعوديني وتحمل وراءها<br />

أهدافا تجارية محضة فالطبيب السعودي البد<br />

يحظى بنفس درجة املعاملة التي تضمن تأهله<br />

بني األطباء األمريكيني وغري األمريكيني وأن يتواجد<br />

يف جو املنافسة من خالل الربامج التدريبية التي<br />

تتيحها لهم املؤسسات الطبية وتسهم يف تحسني<br />

مستواهم وهناك بامللحقية برنامج تدريبي لطالب<br />

كلية الطب وال بأس من اإلتفاقيات التي تربمها<br />

امللحقية وتشتمل عىل جميع األطباء السعوديني<br />

املبتعثني واملبتعثات من مختلف الجامعات و<br />

الكليات السعودية عىل أن ال تختص بها تلك<br />

الجامعات أو الكليات كل منها عىل حدة فمثل<br />

تلك اإلتفاقيات التي يتم التعاقد بشأنها عىل هذا<br />

األساس تدخل يف لعبة العرض والطلب وتكون<br />

تكلفتها مضاعفة وأسعارها مبالغ فيها بعكس لو<br />

أنها أبرمت مبارشة مع امللحقية.‏<br />

وحول حاالت الغش وتزوير الشهادات أكد امللحق<br />

الثقايف أن كل الحاالت التي وردت مل تزد عن بضع<br />

حاالت قليلة التعد عىل أصابع اليد الواحدة وتم<br />

ترحيلهم وإنتهى املوضوع .. أما بالنسبة للتعرث<br />

الدرايس فقد أكد امللحق الثقايف بأن امللحقية دامئا<br />

تكون إىل جانب الطالب ويف صالحه وتحاول قدر<br />

اإلمكان مساعدته وتقدم له العديد من الفرص من<br />

أجل ذلك .. فتوجه له إنذارات ثالثة قبل أن توقف<br />

الرصف عليه ثم تعطيه الفرصة مرة أخرى إلعادته<br />

للبعثة إذا تحسن وضعه األكادميي .. وكثريا منهم<br />

يتعلمون الدرس حينام يفقدون التأمني الصحي<br />

ومميزات البعثة ولذلك فمعدالت الفشل قليلة<br />

جدا وامللحقية حينام تفعل ذلك أمنا تطبق ما<br />

تتطلبه املصلحة العامة إذ ليس من املصلحة العامة<br />

أن يرصف عىل طالب البعثة ملدة ست سنوات مثال<br />

ثم يغلق ملفه وتنهى بعثته عىل الفور فالبد من<br />

املساعدة بقدر اإلمكان ويف الحدود املعقولة التي<br />

تضمن إجتيازه لهذه األزمة .<br />

وتساءل أعضاء الوفد حول الكيفية التي يتم<br />

من خاللها متابعة أحوال املبتعثني واملبتعثات<br />

عىل الرغم من إرتفاع أعدادهم يف مقابل العدد<br />

املحدود من املرشفني الدراسيني .. فأجاب امللحق<br />

بأن هناك أمورا خففت كثريا من الضغط عىل<br />

الشؤون الدراسية فالتمديد واإللحاق وترقية<br />

البعثة فوضت صالحياتها للملحقية و كان ذلك<br />

يتم عن طريق الوزارة من قبل ويستغرق وقتا<br />

وجهدا كبريين.‏<br />

وتحدث امللحق الثقايف عن مبنى امللحقية الجديد<br />

برامج الطب كانت أحد محاور اللقاء<br />

وما تم تجهيزه من تقنيات ووسائل حديثة وعن<br />

درجة إستيعابه وعن كونه مؤسسة تعليمية ومنارة<br />

ثقافية حقيقية متثل اململكة يف الخارج وأكد أن<br />

التعامل مع التقنيات الحديثة تستلزم من الطالب<br />

تغيري ثقافته يف التواصل فالطالب دأب عىل<br />

اإلتصال الهاتفي أو الحضور بنفسه إلنهاء معاملته<br />

وهو يشء معوق للعمل بال شك ومازال الكثريون<br />

يرون يف اإلتصال الهاتفي من أولياء أمورهم نوعا<br />

من الضغط عىل امللحقية لتغيري أوضاع أبنائهم<br />

وهذا يشء ال يحقق املصلحة العامة فإنتقال<br />

الطالب من معهد لغة إىل معهد لغة آخر أو<br />

الرتكيز فقط عىل املدينة وليس دور العلم أو تغيري<br />

التخصص تعد من األشياء التي يصعب تحققها<br />

خاصة حينام يطلب الطالب تغيري تخصصه بعد<br />

أن قىض فيه نحو خمس سنوات فإهدار الساعات<br />

وإهدار األموال وتكاليف البعثة يف امور كهذه أمر<br />

32 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


مستبعد للغاية .<br />

يف إطار إتاحة الفرصة لتعزيز العالقات الثنائية<br />

بني البلدين وتأكيدا عىل أهمية الدبلوماسية<br />

الربملانية كإحدى قنوات الحوار والتواصل املهمة<br />

بني الشعوب حفل برنامج زيارة وفد أعضاء<br />

مجلس الشورى للواليات املتحدة األمريكية<br />

بالعديد من الزيارات لألجهزة النيابية والربملانية<br />

املناظرة لها بالكونجرس األمرييك وغريه من<br />

املؤسسات األمريكية .. وكان معايل األستاذ األستاذ<br />

عادل الجبري سفري خادم الحرمني الرشيفني لدى<br />

الواليات املتحدة األمريكية قد إلتقى بأعضاء الوفد<br />

وتحدث إليهم مؤكدا بأن العالقات السعودية<br />

األمريكية ذات صفة مؤسساتية تتميز بإمتداد<br />

تاريخي عريق ميتد ألكرث من 70 عاماً‏ وقدم رشحاً‏<br />

موسعاً‏ ألوجه التعاون بني السعودية والواليات<br />

املتحدة األمريكية يف مختلف املجاالت السياسية<br />

واالقتصادية والتجارية ومجاالت الطاقة وغريها<br />

وأوضح أن مسرية العالقات قد شهدت العديد من<br />

التحديات التي متكنت من مواجهتها وخرجت منها<br />

أكرث قوة لكونها عالقات تتميز بالشفافية والوضوح<br />

واالحرتام املتبادل،‏ وأن مستوى التعاون بني<br />

البلدين قد وصل إىل درجة غري مسبوقة عىل كل<br />

املستويات كافة كام أن أهمية اململكة ومكانتها<br />

عىل الساحتني الدولية واإلقليمية تسهامن يف املزيد<br />

من متانة وصالبة تلك العالقات وتفعيلها مبا يخدم<br />

مصلحة البلدين وتحقيق السالم واألمن واإلستقرار<br />

يف جميع دول العامل .<br />

كام زار وفد مجلس الشورى معهد دراسات<br />

الرشق األوسط حيث التقى خاللها بعدد من<br />

املفكرين وقادة الرأي يف املجتمع األمرييك،‏<br />

وجرى خالل اللقاء تبادل وجهات النظر يف<br />

شتى املجاالت السياسية واالقتصادية والتجارية<br />

التي تهم البلدين الصديقني،‏ وبحث العديد من<br />

املوضوعات والقضايا ذات االهتامم السيام ما<br />

يشهده الرشق األوسط من تحديات وتطورات.‏<br />

وأقام معهد دراسات الرشق األوسط مؤدبة غداء<br />

تكرمياً‏ ألعضاء وفد مجلس الشورى أعضاء لجنة<br />

الصداقة الربملانية السعودية األمريكية باملجلس<br />

مبناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوفد إىل<br />

الواليات املتحدة األمريكية.‏<br />

جاء اإلجتامع قبيل إستعداد امللحقية لإلنتقال<br />

مبنى امللحقية الجديد كان أحد املحاور أيضا<br />

ملبناها الجديد يف منطقة فريفاكس وقد تحدث يف أمريكا وأن مثل هذه الزيارات ستكون لها<br />

امللحق الثقايف عن ذلك وعن كون هذا املبنى أهميتها القصوى يف تحقيق التواصل الثقايف<br />

معلام حضاريا ثقافيا للمملكة العربية السعودية والفكري والتعليمي بني البلدين .<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 33 2011


شخصية العدد<br />

عبد العزيز السبيل<br />

فارس اليترجل عن جواده ومازال<br />

يحمل مشعال مضيئا بالثقافة<br />

والوعي<br />

يصعب عىل النقاد واملحللني يف كثري من اإلحيان<br />

تصنيف الشخصية التي يكتبون عنها،‏ أو وضعها يف<br />

إطار محدد،‏ خاصة تلك الشخصيات التي تتميز<br />

باتساع أفقها ورؤيتها وشموليتها.‏ والشك أن<br />

اختيار الدكتور عبد العزيز السبيل ليشغل مناصبه<br />

يف مجال الثقافة أو مسؤولياته يف إدارة البيت<br />

الثقايف السعودي كان ميثل املعادل املوضوعي<br />

لتلك الشخصية التي تتفاعل أكادمييا وإبداعيا،‏<br />

وتتصالح فيام بينها وتعمل بني لغة العقل بكل<br />

أناتها ومكوناتها ومنطقها الهادئ الرصني،‏ وبني<br />

التسامي الخالق بلغة اإلبداع وأجنحة تواصلها<br />

وجنونها وجموحها.‏ وال أعتقد بوجود وظيفة<br />

اخرى تنطبق مع إمكانيات الدكتور عبد العزيز<br />

السبيل غري الثقافة تلك التي متد جذورها يف فروع<br />

األدب وفنونه املختلفة.‏<br />

يف حوارنا مع الدكتور السبيل كان البد أن تشغل<br />

تفكرينا تلك الشخصية الرثية بكل مكتسباتها وما<br />

تحقق لها طوال رحلتها منذ نشأتها وطفولتها<br />

وحبوها عىل أعتاب الرتاث والثقافة إىل أن خرجت<br />

ذات يوم لالبتعاث إىل الواليات املتحدة األمريكية<br />

والدراسة للحصول عىل درجة الدكتوراة يف األدب<br />

العريب الحديث من قسم لغات الرشق األدين<br />

وثقافاته من جامعة إنديانا.‏ ثم ماحدث لديها<br />

بعد ذلك من تطور أكسبها ثراء وخربة وتطورا يف<br />

مجاالت الثقافة بكل ألوانها ويف مجاالت اإلبداع<br />

وفنونه،‏ فمكنته من القيام بواجباته حينام اصبح<br />

مسؤوال مهموما بقضايا بالده الثقافية واملعرفية<br />

مهتام بجذورها وأصالتها وتراثها عازما عىل التقدم<br />

نحو األمام من أجل التحديث والتطور.‏<br />

ونحن حينام نقدمه للقراء تحت عنوان ‏»كنت<br />

اجري الحوار:‏ هيئه تحرير المبتعث<br />

مبتعثا«‏ فإمنا نقدمه ونلتقي به بصفته أحد<br />

مبتعثينا الخريجني من إحدى الجامعات األمريكية<br />

بالواليات املتحدة.‏ ولذلك فنحن نختاره من<br />

منطلق متاثله من حيث النهج والطريقة فيام<br />

يتبعه مبتعثونا ومبتعثاتنا اآلن لتأهيل أنفسهم<br />

وإثراء قدراتهم واإلستعداد للمستقبل.‏ لقد اخرتناه<br />

بالتحديد لكونه خرج لالبتعاث إىل نفس البلدان<br />

وإىل نفس األماكن رغم تغري الزمن.‏ وليك نتعرف<br />

منه عىل رس التجربة وخطوات النجاح وبصفته أحد<br />

النامذج املضيئة املفيدة التي أثرت حياتنا الثقافية<br />

بإبداعاتها وبإنجازاتها وخرباتها الطويلة يف مجاالت<br />

متعددة يف إطار الجانبني الثقايف واألكادميي إضافة<br />

إلدارته للبيت الثقايف السعودي وتحمل مهامه ويف<br />

ضوء ريادته يف التحديث .. وهي ريادة رضورية<br />

وأساسية تعكس مشوار حياته الذي يحق لكل<br />

مبتعث تتبعه واإلقتداء به .. فمشوار حياة السبيل<br />

هو املشوار الذي نطمح إليه إلبنائنا وبناتنا من<br />

املبتعثني الذين يضعون نصب أعينهم كيف ميكن<br />

لهم أن يواصلوا العطاء وأن يضيفوا إىل ماحققه<br />

الرواد الكثري من اإلنجازات.‏<br />

ترى ماذا تكون صفات ذلك الطالب املبتعث عبد<br />

العزيز السبيل وماهي خصائصه يوم أن قرر القيام<br />

بهذه الرحلة وخاض التجربة .. كيف تعامل مع<br />

االغرتاب وهو شاعر وأديب .. وكيف صور الواقع<br />

الذي عايشه هناك .. ترى ماذا كانت أول قصائده<br />

وكيف تكونت أوىل خيوط قصصه القصرية .. لقد<br />

تعامل السبيل مع هذين العنرصين بالتحديد<br />

بصفتيه اإلبداعية واألكادميية فلعب دور الباحث<br />

واألديب يف آن واحد وكان يتمرد بني الحني واالخر<br />

حتى يتسنى له أن يأخذ دور الناقد املتمرس<br />

املختص يف فنون النقد والتحليل.‏<br />

نعود إذً‏ للذكريات والشك ان يف جعبته الكثري مام<br />

يهم مبتعثينا ومبتعاثتنا<br />

ولكن قبل أن نفتح هذا الصندوق املليئ<br />

بالحكايات علينا ان نعرج ولو قليال حول النشاة<br />

والرتبية لنلملم من خيوطها املالمح التي انبتت<br />

تلك الشخصية وزادتها ثراءا وبريقا.‏<br />

البدايات<br />

اين ومتى ولدت ؟<br />

× ولدت بالقصيم وتحديدا يف السابع عرش من<br />

شهر يونيو عام 1955<br />

حدثني عن طفولتك بعض الشيئ ؟<br />

× بدأت طفولتي يف القصيم وكنت قد قضيت<br />

مراحل الطفولة األوىل فيها .. ومعظم دراستي يف<br />

املرحلة االبتدائية كانت هناك،‏ وال شك ان لها دورا<br />

يف تشكييل.‏<br />

كيف ميكن أن تخترص مشهد الواقع الذي وعيته<br />

وتعرفت عليه يف ذلك الوقت؟<br />

× أخترصه يف عالقتي بوالدي الذي اعتمد عىل<br />

أبنائه الكبار،‏ كام يفعل معظم اآلباء،‏ اعتامدا كبريا،‏<br />

وجعلنا،‏ حفظه الله،‏ نتحمل أنا وإخويت بعض<br />

املسؤوليات يف مرحلة مبكرة.‏ ومشهد الطفولة<br />

ال يخرج عن إطار والدي وإخويت واملنطقة التي<br />

ولدت فيها،‏ ثم مكة املكرمة التي رحلت إليها يف<br />

املرحلة االبتدائية حينام انتقل الوالد إليها.‏<br />

إىل اي مدى اثر ذلك الواقع يف اهتامماتك باألدب<br />

والثقافة؟<br />

× يف القصيم كان والدي مدرسا يف املعهد العلمي ..<br />

34 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


وكان املعهد يركز بشكل أسايس عىل علوم الرشيعة<br />

واللغة العربية .. وكان الوالد بحكم تخصصه<br />

الرشعي،‏ واهتاممه األديب أستاذا للمواد الرشعية<br />

واألدبية معا فكان يقوم بتدريس العروض إىل<br />

جانب الفرائض وتدريس النحو إىل جانب الفقه.‏<br />

وعىل الرغم من صغر السن فقد تأثرت وإخويت<br />

بعلم الوالد الذي اليسري يف إتجاه واحد .. هذا<br />

جانب والجانب اآلخر سعة أفق الوالد حفظه الله<br />

وكان شاعرا يحب كتب األدب ويتواصل مع زمالئه<br />

من األساتذة العرب يف املعهد العلمي،‏ وهذا أتاح<br />

يل رغم البيئة املحافظة أن تتفتح الرؤى حول قبول<br />

اآلخر املختلف من حيث اللهجة والزي،‏ والخلفية<br />

الثقافية.‏ لكن النقلة الكربى حينام انتقل الوالد اىل<br />

مكة املكرمة للعمل يف الحرم امليك،‏ حيث فتح لنا<br />

هذا االنتقال الجغرايف أفاقا ثقافية أوسع.‏ فالوالد<br />

كان يلتقي بعلامء من مختلف العامل اإلسالمي<br />

ومن مذاهب فقهية مختلفة .. وكنا ونحن صغار<br />

نتأثر بتلك االجواء وتلك الحوارات،‏ فاستفدنا كثريا<br />

من هذا املناخ.‏<br />

ثم جاءت مكتبة والدي وما يهمني فيها الجانب<br />

األديب الذي شدين يف مرحلة مبكرة أكرث من أي<br />

موضعات أخرى،‏ فأطلعت عىل دواوين الشعراء<br />

القدامي واملحدثني وكتب األدب األساسية مثل<br />

العقد الفريد والبيان والتبيني وصبح األعىش<br />

والكامل،‏ فتشكل وجداين مبختلف جوانب<br />

الرتاث املتصل بالشأن األديب وهذا ماجعلني أتجه<br />

للدراسة األدبية حتى أجمع بني الهواية والتخصص<br />

العلمي.‏<br />

وإذا كان للبيئة واملناخ الثقايف أثر يف تلك<br />

االهتاممات فالشك أن تجربة عميل مذيعا ومعدا<br />

ومقدما للعديد من الربامج عرب إذاعة جدة خالل<br />

دراستي الجامعية،‏ ساهم يف صقل التجربة،‏ ألن<br />

بعض اللقاءات اإلذاعية تتطلب الكثري من اإلعداد،‏<br />

خصوصا حني تكون مع أدباء كبار من أمثال حسني<br />

عرب وأحمد قنديل ومحمد حسن فقي وعبد<br />

القدوس األنصاري،‏ وعبد الله الفيصل وعبد الفتاح<br />

أبو مدين وغريهم.‏ فقراءة أعامل هؤالء وصياغة<br />

األفكار قبل لقائهم وإدارة الحوار معهم أمدين<br />

بثقة يف النفس وساهم إىل حد بعيد يف تشكيل<br />

الشخصية الحوارية.‏<br />

الثقافة واملثقف وعالقتهام بالسلطة واملجتمع<br />

تتميز شخصية الدكتور عبد العزيز السبيل بتفردها<br />

ومتيز عاملها وبتعدد مداخلها والشك ان الدخول<br />

إليها من مداخلها املتعددة يعتمد كثريا عىل<br />

الدكتور السبيل أثناء محارضة يف جامعة إنديانا،‏ إىل جوار الربوفسور سوزان ستيتكيفتش<br />

الدكتور السبيل مع أساتذته يف قسم لغات الرشق األدىن وثقافته،‏ من اليمني الربوفسور صالح الطعمة،‏ اابروفسور<br />

ناصيف الشهراين،‏ الدكتور نارص الحجيالن ‏)وكيل الوزارة للشؤون الثقافية،‏ الطالب يف القسم حينذاك(،‏ الربوفسور<br />

سوزان ستيتكيفتش،‏ الربوفسوريارسالف ستيتكيفيتس.‏<br />

املدخل الذي تريد أن تركز عليه أكرث من االخر<br />

فإذا أردت الرتكيز عىل تجربة البحث والدراسة<br />

عليك باملدخل األكادميي وإذا أردت الرتكيز عىل<br />

لغة اإلبداع الشعري والقصيص عليك باملدخل<br />

اإلبداعي أما إذا أردت أن تدخل إليه من باب<br />

النقد فهناك أيضا مدخل للنقد األديب والفني لكن<br />

عامله يتميز فوق كل ذلك ببوابة شاسعة تسمح لك<br />

بولوج تلك املداخل كلها يف وقت واحد ... نعود إىل<br />

الدكتور السبيل لنسأله:‏<br />

متى بالتحديد ويف اي عمر إكتملت فكرتك عن<br />

الثقافة؟<br />

× أعتقد أن التشكل الثقايف يبدأ يف مرحلة<br />

مبكرة وال أعتقد أنه ينتهي.‏ الثقافة منتج إنساين<br />

تتبلور وتتغري عرب التغريات الثقافية واإلجتامعية<br />

والسياسية .. ومن ثم فإن مفهومنا للثقافة اآلن<br />

بعد التغيريات التي حدثت يف العامل،‏ والعامل العريب<br />

بخاصة جعلتنا ننظر إىل الثقافة وأثرها من زاوية<br />

مختلفة عن السابق .. فالقيادات والنخب الثقافية<br />

الكبرية التي كنا نظن أنها األكرث تأثريا مل تعد قادرة<br />

عىل إحداث هذا التغيري.‏ وقد جاء التغيري مؤخرا<br />

عىل أيدي النخب الشابة التي تلعب اآلن دورا<br />

كبريا يف صياغة املجتمع والدولة من جديد.‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 35 2011


شخصية العدد<br />

الدكتور أحمد حيزم والدكتور عبد الله الوشمي والدكتور محي الدين محسب يف ندوة يف نادي الرياض األديب،‏ حول<br />

كتاب ‏»عروبة اليوم«.‏ وشارك فيها الدكتور محمد البقاعي<br />

كيف ترى البيت الثقايف والبيئة الثقافية<br />

ومؤسساتها ودعامئها؟ هل فقط املؤسسات<br />

واألندية والجمعيات هي التي تنقصنا .. أم<br />

أن للبيئة الثقافية مناخ ورؤية وروح يتطلب<br />

تواجدها؟<br />

× رمبا كان قدري أنني توليت مسؤولية وكالة<br />

الشؤون الثقافية عند إنشائها،‏ وكان البد من<br />

العمل عىل مسارين:‏ بناء املؤسسة اإلدارية،‏<br />

ورفع كفاءة املؤسسات التي تتبعها والعمل<br />

عىل تفعيلها.‏ واملسار الثاين مسار تبني األنشطة<br />

الثقافية املتنوعة،‏ والعمل عىل مشاريع ثقافية<br />

ممتدة عرب الزمن.‏<br />

وفيام يتصل باملنتج الثقايف حرصت الوزارة أال<br />

ترتبط املؤسسات الثقافية بأي توجه رسمي،‏<br />

بل تكون معربة عن الحراك الثقايف للمجتمع.‏<br />

وعملت عىل تغيري الصورة النمطية للمسؤول<br />

الذي اعتاد أن يبقى يف منصبه لعقود،‏ وتحويل<br />

األمر إىل تحديد زمن وتفعيل هذا التحديد.‏<br />

وقد لوحظ يف هذه التجربة اختالف األداء بني<br />

املؤسسات،‏ وهذا يؤكد أن الوزارة مل تقيدها بإطار<br />

محدد.‏ والجانب األهم من ذلك كله هو قناعة<br />

الوزارة أن العمل الثقايف يجب أن ينطلق بشكل<br />

أكرب عرب مؤسسات املجتمع املدين عىل أساس<br />

التخصص بحيث يكون لكل فئة كيانها التنظيمي<br />

الذين يعملون من خالله.‏ ونجحت الوزارة من<br />

هذا املنطلق يف تأسيس خمس جمعيات متت<br />

جميعها عرب تشكيل جمعيات عمومية ثم انتخاب<br />

مجالس إدارتها من األعضاء،‏ وهي:‏ الجمعية<br />

العربية للفنون التشكيلية،‏ وجمعية املرسحيني<br />

السعوديني وجمعية التصوير الضويئ،‏ والجمعية<br />

السعودية للخط العريب والجمعية السعودية<br />

للكاريكاتري.‏ وكان هناك قناعة أن املراحل األوىل<br />

ستمر بصعوبات،‏ ولذلك فهذه الجمعيات مل تحقق<br />

املأمول منها ألسباب كثرية أهمها،‏ عدم وجود<br />

الدعم املايل،‏ وألن الناس مل تعتد بعد عىل العمل<br />

الجامعي،‏ الذي تذوب فيه الفردية.‏<br />

يف إطار اللغة التنافسية التي تنشأ بني أجيال<br />

عدة توجد نرجسية بني أدباء وفناين الجيل وبني<br />

املوهوبني من األجيال الالحقة .. كثريون يشكون<br />

من غياب مسؤولية املشاهري من الكتاب واألدباء<br />

يف األخذ بيد الناشئة من املوهوبني .. مارأيك يف<br />

ذلك ؟ .. وكيف يكون الحل ؟<br />

× نعم .. يف مرحلة من املراحل .. إختلف أسلوب<br />

التواصل مع اآلخر ويف فرتات سابقة كان الميكن<br />

ظهور املبدع وخروجه إىل العامل إال من بوابة<br />

املبدعني الكبار .. ال أحد يخرج إال من معطف<br />

جوجول .. لكن هذه الرموز الثقافية مبختلف<br />

توجهاتها الفنية واملرسحية والتصويرية وغريها<br />

من عموم األدب والفن رمبا تحولت إىل سد منيع<br />

ضد ظهور رموز أخرى.‏ واملشكلة قد ال تكون يف<br />

الرموز أنفسهم لكن الدولة واملؤسسسات الثقافية<br />

أصبحت تعتمد يف املجال الثقايف عىل مجموعة<br />

أسامء.‏ لكن الزمن بدأ يتخذ مسارا آخر اآلن<br />

وأصبح هناك وسائل متعددة وجيل من الشباب<br />

قادر عىل اخرتاق هذه األسوار بعد أن خلعوا<br />

معاطفهم وتخلوا عن جلباب أبيهم،‏ وأصبحوا غري<br />

مرتبطني بتلك األجيال السابقة،‏ بل انطلقوا برؤى<br />

جديدة.‏<br />

قلت يف أحد املقابالت : املثقف املسؤول يجب<br />

إال يكون عىل وفاق مع السلطة لكن هذا ال يعني<br />

بالرضورة أن يكون معارضا للسلطة حينام أقول<br />

ليس عىل وفاق بسبب أن طموح املثقف أكرب<br />

من طموحه السيايس فكلام تحقق جزء من هذا<br />

الطموح فهو ينادي بطموح أكرب وهذا رس عدم<br />

التوافق التام وعندما يكون هناك إتفاق مشرتك<br />

بني السيايس واملثقف فإن الخارس الحقيقي<br />

هو املجتمع ولن تتحقق بالتايل ثقافة حقيقية<br />

للمجتمع<br />

هل الرس فقط يكمن يف طموح املثقف أم يف<br />

ضمري املثقف الذي يؤمن بأن ضمريه هو ضمري<br />

املجتمع وأن ضمري السلطة من ضمري املجتمع وأن<br />

مسؤوليته الحقيقية تكمن يف تحقيق التوازن بني<br />

الطرفني وإال غابا كالهام عن اآلخر؟<br />

× الطموح مرتبط بضمري املثقف الذي اليعنيه<br />

كثريا األمن السيايس وأمن النظام،‏ الذي ميثل<br />

هاجسا كبريا لدى السيايس.‏ فاملثقف ينطلق<br />

نحو إسترشاف املستقبل.‏ ولدي قناعة أن املزيد<br />

من الحريات مينح املزيد من الثقة واملزيد من<br />

املسؤولية نحو الذات واملجتمع.‏ أنا ال أنادي<br />

بالقطيعة بني املثقف والسيايس،‏ ألن املجتمع أيضا<br />

سيكون الخارس من هذه القطيعة.‏ نحن نريد أن<br />

نبني مجتمعا أكرث إيجابية يف إطار التغيري املمكن<br />

ووفق متطلبات كل مرحلة.‏ وحني يتفق املثقف<br />

مع السلطة فهذا يعني توقف طموحه،‏ وبالتايل<br />

فقدانه الرؤية االسترشافية.‏<br />

. بهذه املناسبة لدينا أكرث من 150 ناديا سعوديا<br />

يف نحو 40 والية أمريكية ونحاول قدر اإلمكان أن<br />

نؤهلهم للقيام بدورهم الثقايف يف التواصل مع<br />

املجتمع األمرييك والتعبري عن ثقافتنا من خاللهم .<br />

ماذا تراه رضوريا لدعم هذه الرموز الثقافية<br />

والوقوف إىل جانبها،‏ من خالل تجربتك خالل<br />

البعثة؟<br />

× أشعر أن اإلنسان ال يأيت هنا للدراسة فقط وإمنا<br />

ليتعلم .. وال يأيت لنيل شهادة،‏ وإمنا ليتعرف عىل<br />

هذا املجتمع واليتم ذلك إال من خالل اإلتصال<br />

والتواصل بالناس والعائالت والتجمعات الطالبية.‏<br />

الجامعات غنية بالجمعيات الطالبية التي نحتاج<br />

إىل تواصل معهم عرب أطر تنظييمة.‏ جامعة أنديانا<br />

التي سعدت بوجودي فيها خالل الثامنينات غنية<br />

بتجمعات الطالب العرب واملسلمني واألجانب،‏<br />

وأتيحت يل فرص العمل مع العديد من املنظامت،‏<br />

ومن أهمها دخويل تجربة االنتخابات يف حكومة<br />

الطلبة Student Association وانتخبت ضمن<br />

مجموعة من الطالب حيث أصبحت سيناتور يف<br />

هذه الحكومة الطالبية التي ترعى شؤون الطلبة.‏<br />

36 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


هذه التجارب جعلت كثريا من املسائل تتبلور من<br />

خالل الحوار،‏ وتحول اإلنسان من العمل الفردي<br />

إىل العمل الجامعي.‏ فكل شخص عليه أن يتصل<br />

ويتواصل ويطرح وجهة نظره،‏ وعىل اآلخرين أيضا<br />

أن يطرحوا وجهات نظرهم،‏ ليتفق الجميع عىل<br />

رؤية واحدة يعملون من أجلها.‏ وبذا تنصهر األنا<br />

يف النحن مهام كانت الخالفات بني األفراد.‏<br />

أما بالنسبة ألندية الطلبة،‏ فإين آمل أن تتواصل<br />

مع مجتمعاتها وداخل الحرم الجامعي الذي<br />

تنتمي إليه،‏ وتعمل عىل تقديم برامج تعرب عن<br />

هويتنا وثقافتنا لنتحاور مع أآلخر.‏ الخطأ الذي<br />

قد يقع فيه البعض هو أن تتحول بعض التجمعات<br />

الطالبية إىل حالة من التقوقع مع الذات،‏ ويتحول<br />

الحوار إىل منولوج.‏<br />

هناك يف تراثنا األديب والشعري والثقايف والفكري<br />

ويف فنون الرسم والتشكيل والفوتوغرافيا أعامل<br />

كثرية تستحق اإلهتامم والتواصل.‏<br />

ملاذا ال نرتجم ما مييزنا يف الشعر العريب قدميه<br />

وحديثه؟ .. وملاذا ال ننقل للغرب ما يستحدث من<br />

األدب من خالل أعامل كتابنا وأدبائنا وفنانينا؟<br />

× هذا العمل عمل مؤسيس،‏ وتغيب لدينا<br />

املؤسسات القوية التي ميكن لها أن تلعب دورا<br />

إيجابيا.‏ وهناك محاوالت ومشاريع كثرية ترى<br />

النور بني الحني واآلخر.‏ لكن علينا أن نؤكد عىل<br />

مسألة مهمة،‏ وتتمثل قي تحديد ما يقدم لآلخر.‏<br />

أنت ال تستطيع أن تفرض أدبك عىل اآلخرين؟<br />

مهمتنا إيصال أدبنا عرب املؤسسات،‏ والعمل<br />

الفردي رغم جهود الكثريين ال يكون مؤثرا بشكل<br />

كبري.‏ علينا أن نجتذب اآلخرين آلدابنا ليرتجموها<br />

إىل لغاتهم.‏ وقد حدث أن اجتذبتنا اآلداب العاملية<br />

فرتجمناها إىل لغتنا العربية.‏<br />

فارس بال جواد<br />

اختار الدكتور عبد العزيز السبيل مبحض إرادته أن<br />

يستقيل من وكالته لوزارة الثقافة واإلعالم للشئون<br />

الثقافية ومن هذا الوميض قد يعز علينا ترجل<br />

الفارس عن جواده أو خروجه من املعركة أو عزوفه<br />

عن اإلستمرار أو غيابه ونحن يف حاجة إليه .<br />

إذا طلبنا منك صياغة خطاب االستقالة كام أماله<br />

ضمريك عليك يوم أن قررت ذلك ودون تزويق أو<br />

تعديل يف صياغة الخطاب .. فامذا تقول؟<br />

× إسألني ذلك بعد مرور عدد من السنوات ألن<br />

الضمري ال يقول كل الحقيقة يف حينها ونحتاج أن<br />

مننحه فرصة من الوقت ألن هذا تاريخ والتاريخ ال<br />

يكتب يف حينه وإمنا يكتب بعد مرور بعض الزمن<br />

عليه.‏<br />

عودة إىل الذاكرة<br />

اإلبتعاث كان أحد روافد الخربة والتجربة يف حياة<br />

الدكتور عبد العزيز السبيل ولدينا أمثلة عديدة من<br />

املبتعثني واملبتعثات الذين يستفيدون من هذه<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 37 2011


التجارب ويقتدون بها وهناك أيضا من يحتاجون<br />

منهم إىل النصح واإلرشاد فيام ينبغي أن يقوموا<br />

به يف مجتمع يشكل اإلغرتاب فيه عنرصا مهام يف<br />

حياة الكثريين من الدارسني خاصة املبدعني منهم<br />

وتشكل الثقافة وفهم اآلخر نقطة تحول بالغة<br />

األهمية فيام تسعى إليه اململكة من خالل دعم<br />

قدرة أبنائها عىل التواصل مع املجتمعات األخرى<br />

والتعامل معهم كرموز ثقافية وإعالمية إيجابية<br />

قادرة عىل بلورة الهوية السعودية وإبراز مالمحها<br />

يف عيون اآلخر وإقامة الجسور ونقل التجارب<br />

الهامة الفاعلة يف حياة الشعوب لإلستفادة بها يف<br />

مجاالت التطور والتنمية .<br />

دامئا يشغلني ذلك السؤال .. ملاذا يذهب<br />

املبتعث لدراسة األدب العريب واللغة العربية يف<br />

الجامعات األمريكية .. أهو نوع من اإلسترشاق<br />

الجديد وتغيري لهوية املسترشقني الذين أساء<br />

البعض منهم للرشق وشعوبه أم هي رسالة علمية<br />

بحتة للجامعة األمريكية والدور الذي تقوم به<br />

؟ .. وملاذا ال نكون نحن مصدر الوعي واملعرفة<br />

والثقافة والبحث يف شؤون أدابنا ولغاتنا األصيلة<br />

والدراسات الرشقية بوجه عام ؟<br />

× اوال دراسة أي تخصص تعتمد عىل توفر املادة<br />

البحثية وعىل وجود األساتذة املتخصصني يف أي<br />

مكان تتوفر فيه الدراسة األكادميية .. الحديث<br />

ليس عن دراسة اللغة العربية بالتأكيد،‏ لكنه عن<br />

دراسة األدب العريب.‏ وأجواء الدراسة األكادميية<br />

مختلفة هنا بشكل كبري،‏ من حيث املناهج<br />

العلمية.‏ الدارس لألدب سيتواصل مع اآلداب<br />

األخرى،‏ ومعرفة اللغة تتيح له معرفة النظريات<br />

الحديثة التي ميكن أن يستفيد منها.‏ ولذا فإن<br />

معظم الدراسات لألدب العريب تتجه نحو األدب<br />

املقارن.‏ يضاف إىل ذلك أن دراسة األدب تحتاج<br />

إىل التخلص من كثري من القيود االجتامعية<br />

والسياسية،‏ التي قد ال تتيح للدارس التعامل بحرية<br />

كبرية مع النصوص.‏ فاألدب بطبيعته ذو أفق واسع<br />

ال يقف عن حد ومن الصعب النظر إليه يف إطار<br />

محدد.‏ وإذا كانت الدراسة األكادميية هي الباعث<br />

الرئيس عىل االبتعاث،‏ فإن تجربة الحياة واملجتمع<br />

واللغة والثقافة تستحق أن تشد إليها الرحال.‏<br />

وجامعة إنديانا/‏ بلومنقتون،‏ واحدة من الجامعات<br />

التي اهتمت بالدراسات الرشقية يف مرحلة مبكرة<br />

وتظهر أهميتها وقيمتها الكربى يف توفر أمهات<br />

األدب ومعظم ما يصدر يف العامل العريب من<br />

دراسات حديثة .. وتتمتع هذه الجامعة كباقي<br />

الجامعات األمريكية بسهولة التواصل التي تتيحها<br />

للدارس مع جامعات أخرى للحصول عىل مصادر<br />

املعرفة.‏ وهو أفق رمبا يكون أوسع من أن يبقى يف<br />

إطار اللغة ذاتها .. أما بالنسبة للمسترشقني فهم<br />

نوعان.‏ منهم من خدم الرتاث العريب خدمة جليلة،‏<br />

وهناك من دخلوه ألسباب سياسية وحينام يكون<br />

لدينا طالب يدرسون يف مرحلة الدراسات العليا<br />

فهم يكونون قد وصلوا إىل مرحلة النضج والوعي<br />

متكنهم من فرز ذلك .<br />

من واقع التجربة أيضا .. كيف ترى اإلغرتاب ؟<br />

.. وكيف تعايشت معه ؟ .. وماهي مخاوفك تجاه<br />

إبتعاث الطالب للخارج ؟<br />

× كام سبق أن أوضحت فقد شاءت الظروف أن<br />

يكون اتجاه الدراسة نحو أمريكا .. وكان هذا هو<br />

توجه معظم الطالب يف تلك الفرتة وال أعتقد أنني<br />

عشت حالة اغرتاب.‏ وأحسب أن االغرتاب مبفهومه<br />

االجتامعي مل يعد موجودا اآلن ولكن الخطورة<br />

تكمن يف التقوقع داخل مجتمعات صغرية،‏ أو<br />

التخيل عن املبادئ األساسية.‏ املأمول أن يتجه<br />

الطالب والطالبات إىل املعاين اإليجابية.‏ ويتوقع<br />

منهم الدخول والتعرف عىل عوامل ومؤسسات<br />

وأنظمة املجتمع الذي يعيشون ويدرسون فيه.‏<br />

هذا املجتمع له تجربة مدنية طويلة وغنية.‏<br />

ومهمة الزائر والقادم الجديد أن يتعرف عىل هذه<br />

التجربة وعىل هذا املجتمع فالهدف ال يقترص فقط<br />

يف الحصول عىل الشهادة وإمنا أيضا يف التجربة<br />

الثقافية واالجتامعية التي مير بها وكيف يستطيع<br />

من خاللها اكتساب معارف ومهارات تنعكس عىل<br />

تطوير ذاته،‏ وتسهم يف تقدم مجتمعه.‏<br />

سيرة ذاتية<br />

دكتور عبد العزيز السبيل<br />

تخرج من قسم لغات الرشق األدين وثقافاته-‏<br />

جامعة إنديانا عام 1991 يف األدب العريب الحديث<br />

عمل رئيسا لقسم اللغة العربية يف جامعة امللك<br />

عبدالعزيز يف جدة وأستاذا مشاركاً‏ لألدب العريب<br />

الحديث ثم مستشاراً‏ للدارسات العليا يف جامعة<br />

امللك سعود بالرياض<br />

‏-نائب رئيس تحرير جريدة سعودي جازيت،‏<br />

.2004-1999<br />

عمل مستشارا يف وزارة التعليم العايل.‏<br />

عضو مجلس إدارة نادي الرياض األديب يف الفرتة<br />

2002 .2004<br />

وكيل وزارة الثقافة واإلعالم للشؤون الثقافية،‏<br />

.2010-2005<br />

مستشار سمو وزير الرتبية والتعليم،‏ ومرشفاً‏<br />

عاماً‏ عىل تطوير قطاعي الثقافة واإلعالم يف الوزارة.‏<br />

مؤسس ورئيس تحرير مجلتي ‏»الراوي«املعنية<br />

بالرسد و ‏»نوافذ«‏ املهتمة برتجمة اآلداب العاملية<br />

املختلفة إىل العربية.‏<br />

. عضو مجلس إدارة مكتبة امللك عبد العزيز<br />

العامة.‏<br />

. عضو مجلس أمناء جائزة خادم الحرمني الرشيفني<br />

عبد الله بن عبد العزيز العاملية للرتجمة.‏<br />

له مجموعة من املقاالت العلميّة والبحوث<br />

واملؤلفات والرتجامت،‏ من أبرزها:‏<br />

× قصائد من كوريا،‏ ترجمة ‏)باالشرتاك(،‏ جدة،‏<br />

1995<br />

× أصوات التغيري : قصص قصرية بقلم كاتبات<br />

سعوديات<br />

VOICES OF CHANGE: SHORT<br />

STORIES BY SAUDI ARABIAN<br />

1997 ,WOMEN WRITERS<br />

× ‏»ثنائية النص:‏ قراءة يف رثائية مالك بن الريب«.‏<br />

عامل الفكر،‏ يوليو 1998<br />

× مفهوم القصة القصرية بني آراء النقاد ورؤى<br />

املبدعني«.‏ مجلة كلية الدراسات العربية،‏ جامعة<br />

املنيا،‏ 1998<br />

× مرحلة النشأة يف الرواية السعودية«،‏ بحوث<br />

مؤمتر األدباء السعوديني الثاين،جامعة أم القرى،‏<br />

شعبان 1419<br />

× الشعرنة بني السياسة والشعر«،‏ الغذامي<br />

الناقد،‏ 2002<br />

× تاريخ كيمربدج لألدب العريب:‏ األدب العريب<br />

الحديث،‏ تحرير وترجمة ‏)باالشرتاك(،‏ نادي جدة،‏<br />

2002<br />

× الثقافة عرب الرتجمة : القصة القصرية منوذجا،‏<br />

عالمات،‏ يونيو 2003.<br />

× الرواية املحلية:‏ رؤية يف مرحلة النشأة،‏ ندوة<br />

‏»الرواية بوصفها األكرث حضورا«،‏ نادي القصيم،‏<br />

2003<br />

× شعر التفعيلة يف األدب السعودي:‏ سؤال<br />

الريادة،‏ عالمات،‏ يونيو 2004<br />

Cuentos de Arabia, Quorum Editores, -<br />

,Madrid 2005، قصص من الجزيرة العربية<br />

مرتجمة إىل اإلسبانية،‏ ‏(باالشرتاك).‏<br />

- عروبة اليوم:‏ رؤى ثقافية،‏ الرياض،‏ 2010.<br />

38 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


ال حدود للحزن .. يا نورة<br />

عبداهلل بن عبدالعزيز العلوان<br />

ايدا,‏ أوهايو<br />

هذا الصباح .. مل يكن ككل الصباحات .. أي صباح<br />

يبدأ بصوت ناي وينتهي بإتصال من النصف اآلخر<br />

من الكرة األرضية ؟<br />

اتصال فاضح .. يعرتف بصفاقة،‏ بأن ‏»أمك تطلبك<br />

الحلّ‏ «.. هكذا إذن؟ .. بال مقدمات!‏ .. مل يتكلف<br />

صاحب الصوت كثريا يف مواسايت،‏ وختم مكاملته<br />

عىل عجل!‏<br />

يالله أكلمك بعدين .. سالم.‏<br />

حاولت أن أمللم شعث صباحي غري مصدق أن<br />

روحا طيبة كروح نورة،‏ من املمكن أن ترحل!‏<br />

***<br />

بنزق طفل أرمي الحقيبة عند عتبة املنزل الداخلية،‏<br />

ألركض باتجاه املقلط،‏ حيث التلفاز يعرض بطوالت<br />

الكابنت ماجد،‏ ويعلن عىل املأل يف ظهرية الرياض<br />

هذه،‏ أن ماجد هو من يضحك أخريا.‏<br />

تقطع نورة امدادات االدرينالني املفرز بعنف يف<br />

ذلك الجسد الصغري مع قفزة الكابنت ماجد املبالغ<br />

فيها..‏<br />

جيت يابوي؟<br />

يرد الصغري باقتضاب:‏<br />

ايه توين جاي.‏<br />

ال تفارق عينا نورة ذلك الصغري وهي ترمقه بحنان،‏<br />

وهي بهيبة راهب تجلس مرتبعة أمام ‏»املقرصة«،‏<br />

تنرش العجني الرقيق عىل السطح الحديديّ‏ املقوّس<br />

ليتحول يف ثواين اىل رشيحة خبز رقيقة.‏<br />

مل تكن املخابز األوتوماتيكية املنترشة يف شوارع<br />

الرياض مقنعة لنورة وال لحفيدها املدلل لتتوقف<br />

عن صنع أقراصها الرقيقة يف كل ظهرية أمام مرأى<br />

من الكابنت ماجد ورفاقه.‏<br />

كانت ل عبدالله أو كام تسميه نورة ‏»أبوي«‏ مزايا<br />

خاصة مل يتمتع بها األحفاد اآلخرين ‏-كام يزعم<br />

عبدالله-‏ فهو وحيد ابنها األكرب وحامل مفاتيح<br />

غرفتها أيضا.‏<br />

غرفتها ليس كمثلها مكان يف البيت الكبري وال حتى<br />

باقي غرف العامل،‏ هذا ما آمنت به مخيلة الصغري<br />

وقتئذ.‏ ما إن تطلب نورة من ‏»أبيها املدلل«‏ أن<br />

يحرض حاجة لها من تلك الغرفة السحرية يف<br />

الطابق الثاين،‏ حتى يرتعش قلبه الصغري ليطري<br />

مع مفاتيحها اىل عامل آخر،‏ يغيب طويالَ،‏ يأخذ<br />

من الوقت أكرث بكثري مام يتطلبه إحضار ‏»مكرةٍ‏<br />

بيضاء«‏ و«حقيبة يد بنيّة«.‏<br />

***<br />

يجتاحك سحر تلك الغرفة عندما تستقبلك برائحة<br />

دهن العود املمزوجة برائحة األعشاب املحفوظة<br />

يف الخزانة القريبة من الباب..و كذلك رائحة<br />

الحناء والبخور..‏ ال ميكن اختصار روائح الفرح تلك<br />

اال ب ‏»رائحة أمي نورة«.‏ هكذا يبسط عبدالله تلك<br />

العاصفة الرهيبة من الروائح املعقدة التي تعصف<br />

بحاسة شمه الغضة.‏<br />

يبدأ الصغري رحلة استكشاف عامله السحري من<br />

السحّارة املمتلئة دامئا بحلوى ‏»الربميت«‏ و ‏»علك<br />

غندور«،‏ وشئ من ‏»القريظ«‏ أحيانا،‏ وهو الذي ال<br />

يفضله حفيدها املدلل والذي ال يتورع عن عدم<br />

رغبته فيه ويصفه ب ‏»ذاك الوع اليل ماله طعم«.‏<br />

بعد أن ميأل مخابئ ثوبه بكل مايستطيع أخذه من<br />

السحارة يكمل الرحلة بالقفز عىل رسيرها الكبري<br />

جدا..وتقطع ‏»مريي«‏ خادمة نورة املقربة متعته:‏<br />

يالله عبودي ماما نوره يبغى مكره وشنطه!‏<br />

طيب ماعرف وينها؟<br />

تتعاطف ‏»مريي«‏ مع الصغري وتبحث عام تريد<br />

‏»نورة«‏ لتضعه بني يدي الصغري،‏ لتنهي رحلته يف<br />

ذلك العامل السعيد،‏ يركض عبدالله اىل نورة جذال<br />

مبا اختلس من السحارة..‏<br />

وينك يبوي طولتا..‏<br />

يتظاهر بنضج يفضحه فمه املمتلئ بالحلوى..‏<br />

قعدت ادور املكرة،‏ يالله لقيتها..‏<br />

تزفه بكل ما يحمله قلبها من حنان<br />

جعيل ما أذوق حزنك وال حزن أبيّك ياوليدي..‏<br />

وكعالقتها القوية جدا مع الدعاء املستجاب ..<br />

هاقد استجيبت دعوتها..‏ وهاهو عبدالله يتجرع<br />

حزنها..بصمت..‏<br />

***<br />

أبهذه السهولة وبدون مقدمات ترمي كلامتك<br />

الباردة وتغلق سامعة الهاتف؟ .. أهذا كل ماتطلبه<br />

نورة .. ‏»تطلبك الحلّ‏ «..! .. أهو كل ماأوصتك به ؟<br />

.. أهكذا اخترصتَ‏ خمسة وعرشين عاما مع نورة<br />

يف ‏»تطلبك الحل«.‏<br />

أال تعلم أن مايربطني بنورة يعطيها الحق أن<br />

تطلب أكرث من ذلك!‏ .. تطلبني الحل؟<br />

خمسة وعرشون سنة من الروائح السحرية<br />

واجرتاع قهوتها ودعواتها اليومية وقصص جاراتها<br />

التي التنتهي!‏ .. خمسة وعرشون سنة من أمومة<br />

عارمة وحب جارف!‏ .. وبعد كل هذا تطلب الحلّ‏<br />

... فقط؟<br />

أال يلزمك قبل أن تزف خربا كهذا أن تبدأه ..<br />

مبقدمات أطول ؟ .. أال يلزمك تضفي عىل خرب<br />

كهذا دراما أكرب،‏ أو قصة منمقة تنتهي بنشيج!‏<br />

رحيل نورة يلزمه معزوفة طويلة من الحزن،‏<br />

يؤديها عازف معدم بائس موهوب..‏<br />

أنتَ‏ .. يامن أدرت ثالثة عرش رقام عىل أزرار<br />

هاتفك،‏ لتطفئ مصباحا لطاملا أضاء قلبي .. أأه<br />

.. ما أجرأك!‏<br />

***<br />

صغري نورة الذي ودعها بقبلة تلتها ضمّة غريبة<br />

عىل جدّة نجدية يف سبعينها وحفيد يف عرشينه،‏ يف<br />

‏»نجد«‏ ال نحوّل مشاعرنا عادة إىل قُبل أوأحضان،‏<br />

قمة املشاعر هناك أن تطبع قبلة عىل جبني من<br />

تحرتق ألجله..‏<br />

كان الوداع عاديا بالنسبة له يومئذ،‏ أما بالنسبة<br />

لنورة مل يكن عادياٌ..‏<br />

أخرب نورة بأنه راحل إىل أمريكا غدا،‏ ولن يعود إال<br />

بعد سنة..‏ ما كان األمر يسريا أبدا عىل نورة..‏<br />

***<br />

وبعد خمسة عرش يوما يخربك أحدهم أن تلك<br />

السائلة عن رحيلك..‏ رحلت أيضا .. رحلت إىل<br />

مكان أبعد من أمريكا..‏ وبغري اختيارها ..<br />

رحيلك عنها كان رضبا من الرتف،‏ وإال ماحاجتك أن<br />

ترتك سلطنتك يف ‏»الرياض«،‏ حيث كل شئ ينتمي<br />

إليك وتنتمي إليه .. عائلتك،‏ حكايات صغرياتك،‏<br />

ونزق أخيك الوحيد..‏ و نورة..‏<br />

حياتك كانت مثالية يف الرياض،‏ حتى الشوارع<br />

تخضع لقوانينك الخاصة .. تركتها راحال إىل بلد مغرم<br />

بالقوانني واحتامل الخطأ،‏ واتضح اآلن انها مل تكن<br />

بالفكرة الصائبة..،‏ لكنك آثرت املغامرة..!‏<br />

مل تحسب حساب رحيلها وأنت هناك .. مل تحسب<br />

حساب بكاءها وأنت تعيش يف بحر من الوجوه<br />

املبتسمة دامئا ولو عىل سبيل التصنع أحيانا .. رحلت<br />

نورة،‏ وفاتك الوداع األخري،‏ وها أنت يف خريف<br />

أوهايو البارد ال تحسن البكاء وال تحسن الوداع..‏<br />

لكِ‏ الحل يانورة .. ولكِ‏ الحب حتى نلتقي..‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 39 2011


ثقافة نونفو وفنون ةفاقث<br />

زهير طولة<br />

فنان تشكيلي ذو بصمة خاصة تحدد مالمح شخصيته<br />

حاوره : بسام الطعان<br />

زهري طولة فنان تشكييل سعودي من املدينة<br />

املنورة،‏ برز نجمه مبكرا وبشكل يستحق<br />

اإلعجاب،‏ واستطاع أن يحقق لنفسه مكانة<br />

بني الكثريين ممن سبقوه،‏ أعامله ذات<br />

خصوصية مدهشة وهو دامئا يفاجئنا بأساليب<br />

تستنشق روح العاملية وكان الفنان التشكييل<br />

والربوفيسور عبد الحليم رضوي رحمه<br />

الله محقا حينام قال:‏ إن الفنان زهري طولة<br />

واحد من األسامء التي أخذت تطور أسلوبها<br />

بالبحث عن القيم اإلنسانية بأسلوب تعبريي<br />

مسرتسل.‏<br />

شارك الفنان زهري بالكثري من املعارض<br />

وحصل عىل العديد من األوسمة والشهادات<br />

التقديرية والجوائز أهمها وسام السعفة<br />

الذهبية من الجمعية األوربية للفنون.‏<br />

40 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011<br />

حضورك رائع يف املشهد التشكييل،‏ واعاملك<br />

عُرضت يف أربعة أركان من الكرة األرضية،‏<br />

وأنت واحد من األسامء التي ال تقف عند حد<br />

وتطور أسلوبها لدرجة أنها تثري االنتباه لدى<br />

املتلقي،‏ كيف تصف للقارئ الفنان الذي يف<br />

داخلك،‏ واىل أين يريد أن يصل،‏ أو ماذا يريد؟<br />

* يف داخل كل شخص منا كائن مبدع يتفاوت<br />

مستواه الفني حسب درجة تعاطيه مع الفن وتبعاً‏<br />

ملستوى مامرسته وتفهمه لهذه القضية وحسب<br />

تفاعله مع ما يدور من حوله .. ولكل إنسان مبدع<br />

بصمة خاصة به تحدد مالمح شخصيته الفنية<br />

سواء كان ذلك يف الرسم أو الشعر أو املوسيقى أو<br />

التصوير إلخ ... ولرمبا كنت موفقاً‏ لدرجة ما يف<br />

وصاحب أسلوب فني إبداعي معبر يرتقي بالقيم اإلنسانية<br />

اكتشاف ذايت مبكراً‏ ، كام أشعر بأين هممت بشدة<br />

الستيعاب ومامرسة وقراءة املشاهد التشكيلية<br />

من حويل بعمق وقد زادتني سفريايت الكثرية قدرة<br />

عىل توسيع آفاقي فرصت أكثف رؤيتي وأسعى إىل<br />

إختصار الزمن واملدى حتى رصت إىل ما أنا عليه<br />

اآلن .. ومع ذلك فام زلت أشعر بأن الطريق مازال<br />

طويال أمامي وواسعا وممتدا وال أزال يف بداياته .<br />

أما بالنسبة لسؤالك .. إىل أين أصل ؟ .. فهذا سؤال<br />

صعب ال أظن أحداً‏ ميلك اإلجابة عليه سيام وأن<br />

اإلنسان بطبيعته املادية كائن محدود ، أما اإلبداع


فكائن مطلق مرتبط بالروح ومن ثم فهو قيمة<br />

غري منتهية .<br />

أما عن ماذا أريد ؟ : فهذا سؤال أسهل مام سبق<br />

ألنه مرتبط مبجموعة الهواجس والرسائل التي<br />

تعرتي كل فنان والتي يريد أن يوصلها ملن حوله<br />

بأسلوبه الذي عرف به.‏<br />

حصلت عىل العديد من الجوائز واألوسمة<br />

وامليداليات إضافة إىل درجة التقييم<br />

االستثنايئ من كبار الفنانني العامليني يف فرنسا،‏<br />

ماذا يعني لك هذا؟<br />

* إن كل ما يسمى بالجوائز أو األوسمة أو<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 41 2011


نونفو ةفاقث<br />

التقييامت ... ( سمها ما شئت ) ما هي إال قوالب<br />

بسيطة تشجع الفنان وتشحذ همته وتبني له أن<br />

هناك من يهتم ويقرأ ويتواصل مع ما يقدمه وما<br />

يدور يف خلده ، وبالتايل فهي ظاهرة إيجابية<br />

ميكن تداولها بني كل املجتمعات وبكل اللغات<br />

، فالفن واإلبداع ال جنسية له والفنانون يف كل<br />

األنحاء متفاهمون ومرتبطون بعضهم البعض<br />

بشكل تلقايئ وال تضريهم التقسيامت العرقية أو<br />

السياسية أو الطائفية ..... التي يحاول مرتزقتها<br />

تشويه وجه البرشية بها .<br />

بعض الفنانني يعملون مبفردهم وألنهم<br />

يجب أن متكنه حريته من إطالق مكنوناته بكل<br />

حيوية كام يجب أن تزيده حريته تنوعاً‏ وانطالقاً‏<br />

وجامالً‏ وحباً‏ .<br />

أما إذا كانت هناك جمعيات تهتم بتنظيم أمور<br />

الفنانني وتدافع عن حقوقهم وتساعدهم عىل<br />

إيصال رسالتهم بشكل أرسع وأوسع عرب الوسائل<br />

املختلفة املطبوعة واملرئية واإللكرتونية ... فهذا ما<br />

يجب أن يكون . وباملناسبة فنحن ال يزال لدينا<br />

يف إعالمنا العريب ( املريئ خصوصاً‏ ) فجوة كبرية<br />

وخطرية كثقب األوزون ، أما ظاهرة حجز الصالة<br />

لفنان ثم الرتاجع عن ذلك لصالح فنان آخر فال<br />

وجود لهذه الظاهرة عندنا . وبخصوص أخذ<br />

تحولت إىل منافس تجاري يرسق األضواء والفوائد<br />

منهم ، فقاموا يف الخفاء بحملة غري نظيفة لتعكري<br />

األجواء ونرش األقاويل ورشاء بعض الذمم الخ....‏<br />

لكن رسعان ما انكشف أمرهم وبهذه املناسبة<br />

أحب أن أوجه لهم رسالة حب صغرية ،<br />

الفن التشكييل هو إشباع لرغبات<br />

كامنة،وتكثيف للبعد الرابع،‏ ومناجاة للخالق<br />

بلغة الخط واللون والرمز،‏ فالخط ينقل لنا<br />

رسالة،‏ واللون يثرينا،‏ والرمز دربنا إىل املجهول<br />

واىل الالنهايئ،‏ ماذا تقول يف ذلك ؟<br />

* كام أسلفت سابقاً‏ بأنه لدى الفنان كم من<br />

ال ينتمون إىل أية مجموعة،‏ يحاربون من<br />

قبل أصحاب الصاالت الذين يحاولون بكل<br />

الوسائل إيقاف تقدمهم الجميل،‏ وعلمت انك<br />

واحد من هؤالء الفنانني .. ملاذا هذا العداء؟ ..<br />

أرجو أن تتحدث برصاحة ووضوح؟<br />

* رمبا كانت هذه أحد أسباب نجاحايت فنياً‏ ، ويف<br />

اعتقادي أنه ال يجب عىل الفنان أن يكون ضعيفاً‏<br />

وساذجاً‏ يكبل نفسه ضمن فرق ونظم وجامعات<br />

تجعله محدوداً‏ وموجهاً‏ ، فاألصل هو املشاع ، بل<br />

املوافقة إلقامة معرض فهو مجرد إجراء روتيني مل<br />

يصدف بأنني منعت يوماً‏ ما من إقامة أي معرض<br />

من قبل أية جهة رسمية ، بل عىل العكس كنت<br />

أجد كل الرتحيب والتشجيع والدعم املعنوي .<br />

أما عن ظاهرة العداء فقد واجهت هذه الظاهرة<br />

وكانت حادة ورشسة يف بداية نجاحايت ولألسف<br />

فقد أغاظت بعض الفنانني يف الساحة التشكيلية<br />

ممن ميلكون بعض الصاالت واملشاريع التجارية<br />

الفنية،‏ وأعتقد أنهم تخوفوا من أن أكون قد<br />

الهواجس والرسائل التي تزيد عن أقرانه من<br />

الناس العاديني ، ويريد هو أن ينقلها ملن حوله<br />

بأسلوبه الخاص ورموزه الخاصة به .. وباعتبار أن<br />

يف داخله كائن مبدع مرتبط بالروح ، فام يقدمه<br />

ميثل قيمة ال منتهية ألنها جزء من روح الله الخالق<br />

املبدع الذي نقف مذهولني أمام إبداعاته وما أتيح<br />

لنا رؤيته أو مشاهدته يف محيط عاملنا املحدود<br />

الذي يحتار كل متأمل ذي بصرية من استيعابه<br />

أو تأمله .. ومن ثم فام نقدمه نحن بلغة اإلبداع<br />

42 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


والفن رغم قيمته غري املنتهية هو يف واقع األمر محدود يف القياس<br />

واليزن ذره من ذرات هذا الغيث الهائل .. ويف هذا الخصوص أريد<br />

أن أوضح نقطة هامة فالتأمل نوع من العبادة أو من املناجاة ..<br />

سمها ما شئت .. وبالتايل فالفنان الحر الذي مل يدع نفسه تنساق نحو<br />

التربمج ملنظومات وإيديولوجيات دنيوية ... يبقى أقرب إىل خالقه,‏<br />

وأكرث ُ إمياناً‏ وتعبداً‏ .<br />

هل لك أن تطلعنا عىل املشهد الفني التشكييل حاليا يف<br />

السعودية،‏ وما هي املعوقات التي تقف يف طريقه إن كانت<br />

هنالك معوقات ؟<br />

* قبل أن نتحدث عن الفن والفنانني البد أن نتحدث عن درجة<br />

التذوق الجاميل الذي يتصف به املواطن السعودي والذي يتجىل<br />

بشكل واضح يف اختيار الشكل املميز بجاملياته للفيال أو العامرة<br />

التي يقتنيها أو يسكنها وكذلك بالنسبة لخياراته األخرى كالديكور<br />

والتصميامت األخرى فضال عن ذوقه الخاص فيام يتعلق بشكل وأناقة<br />

املالبس والسيارة إلخ.....‏<br />

أما إن اقرتبنا إىل دائرة الفنون ، وباألخص الفن التشكييل فمن املذهل<br />

والدة ونشوء حركة تشكيلية سعودية حقيقية من ال شئ.‏ وذلك يف<br />

غياب وجود كليات ومعاهد متخصصة يف الفنون بشكل عام سواء<br />

كانت تشكيلية أو موسيقية أو متثيلية ... مثلام هو موجود يف نطاق<br />

الدول املحيطة بنا عىل أقل تقدير .. فمجتمعنا مهيأ ولديه خصائص<br />

يتفرد بها بدءاً‏ من التنوع الذي يلعبه التنوع العرقي واالجتامعي<br />

والتعدد الثقايف والبيئي املوجود عىل األرض السعودية وهذه ميزة<br />

إيجابية يف نظري،‏ كذلك البيئة الصحراوية والفكر املتأثر بقيم الدين<br />

وقصص القرآن الكريم وأجواء الرشق والسحر والحلم والشفافية ..<br />

كلها تعترب نبعاً‏ ومهداً‏ خصبا متد الفنان السعودي بالكثري والكثري ..<br />

أما عن سؤالك حول املعوقات،‏ فأهمها كام ذكرت عدم وجود كلية<br />

جامعية أو جهة متخصصة عارفة بهذه الفنون،‏ مام يسبب الكثري<br />

من الفوىض خاصة أنه ال توجد جهات تقييم حقيقية لتقيم الغث<br />

والثمني من هذه األعامل وتعرف الناس بذلك،‏ كام أن ظاهرة إنتشار<br />

سيطرة املنتفعني وتجار الفن وضعاف النفوس ومن لديهم القدرة<br />

املادية عىل بسط نفوذهم وقدرتهم عىل طرح النموذج السلبي<br />

ملعنى القدوة والنموذج األمثل ‏،قد أشاع نوعاً‏ من التشتت وخلط<br />

األوراق،‏ وتزييف املعنى الحقيقي للفن وهذه إحدى أهم السلبيات<br />

التي تعرتي الساحة التشكيلية السعودية<br />

هل متكنت من إكامل معادلة الفن الحقيقية،‏ وما الذي<br />

يدهشك يف الفن التشكييل؟<br />

ال أحد يستطيع أن يصل إىل ما يسمى بالكامل أو النهاية أو املطلق<br />

وهذا ما يدهشني حقيقة ، فكلام توغلت وجدت نفيس اكرث<br />

محدودية وأصغر حجام وكأنني مازلت أطرق مرحلة البدايات ..<br />

والفنان الحقيقي البد أن يشعر بذلك وإال خبت منه شعلة الفن<br />

وأنطفأ رساجها أمام خياله وعينيه.‏<br />

أين تضع نفسك بالنسبة لزمالئك وزميالتك،‏ وأين مكانك عىل<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 43 2011


نونفو ةفاقث<br />

خارطة الفن التشكييل السعودي؟<br />

* قد أكون قادرا عىل استيعاب وفهم مالمح الخارطة<br />

يف الفن السعودي وأكرث قدرة عىل تقييم أقراين ممن<br />

إستطاعوا تحديد مساراتهم وخاضوا فيها بل أنني<br />

أستطيع أن أميزهم عن آخرين اليزالون يف مراحلهم<br />

املبكرة أو مل يستطيعوا بعد تحديد مالمحهم الفنية ..<br />

أما عن نفيس فأنا أريد أن أسألك أنت هذا السؤال ،<br />

فام رأيك .<br />

بعض الفنانني يحرصون عىل أن تكون لوحاتهم<br />

تائهة ويكتفها الغموض،‏ ملاذا برأيك ؟ .. وهل متثل<br />

تلك اللوحات رأى وتذوق النخبة فقط؟<br />

* ما هواملقصود تحديداً‏ بالغموض ، وماهو مستوى<br />

هذا الغموض .. فمستوى الناس ومستوى قدرتهم<br />

عىل قراءة العنارص الفنية يف اللوحة التشكيلية هو<br />

ما يحدد مستوى ونوعية ما تسميه الغموض .. وهذا<br />

ملحوظ بشكل واضح جداً‏ لدى الفنان عندما يطرح<br />

أعامله للجمهور ، وهذه القضية حسب اعتقادي ال<br />

تشغل الفنان كثريا ً بقدر ما يشغله تقبل الناس لهذا<br />

الغموض مهام كانت درجته فبعض الناس مطلعون<br />

وقراء جيدون للعمل الفني وقادرون عىل استيعاب<br />

وتذوق اللوحة التي أمامهم وقادرون أيضاً‏ عىل تحديد<br />

مستواها الفني كتكوين ومضمون ولون والبعض اآلخر<br />

يقر بأنه أمام عمل فني أخاذ لكنه غري مطلع مبا فيه<br />

الكفاية وليست لديه القدرة الكافية عىل قراءة عنارصه<br />

الفنية وتراه يحرتم هذا العمل الذي أمامه وهناك<br />

آخرون غري مطلعني عىل العمل الفني والميلكون<br />

القدرة عىل تذوقه بل أنهم يف بعض األحيان يزدرون<br />

العمل ورمبا يزدرون صاحبه .. وهذا النوع تراه يكرث<br />

يف املجتمعات التي تقل فيها نسب املتاحف والصاالت<br />

والكليات الفنية املتخصصة،‏ وتنعدم لديها القنوات<br />

املرئية املمنهجة واملتخصصة يف تنمية الوعي بالفنون<br />

وهذا ما يجعل تلك القضية تختلف من مجتمع آلخر.‏<br />

أيهام تعتربه األهم،‏ الفن الواقعي،‏ أم الفن التجريدي<br />

؟ .. وما الفرق بني االثنني؟ .. وهل صحيح أن عىل<br />

الفنان أن يبدأ باملدرسة الواقعية حتى تكون لديه<br />

مرجعية ألسس اللون وتكوين لوحته؟<br />

* كل نوع من الفن مهم يف وقته وزمانه،‏ وليس من<br />

املعقول أن يستخدم اإلنسان القطار البخاري ليقطع به<br />

آالف الكيلو مرتات يف زمن القطارات ذات الرسعات<br />

العالية التي تصل إىل ما فوق ال‎500‎ كلم يف الساعة<br />

ومن ثم فمن حق اإلنسان أن يعيش عرصه بكل<br />

تفاصيله ودقائقه ومنجزاته ومفاهيمه وما املتحف<br />

إال للذكرى ورصد التجارب ومرجعية الفنان تبدأ من<br />

واقعيته ونظرته للحياة وهي واقعية أساسية وصحيحة<br />

لكنها تختلف من فنان آلخر وفق أبجدياته وخطوطه<br />

ودرجة إتصاله بالواقع ويف كل األحوال توجد لكل<br />

قاعدة شواذ،‏ يخرجون عن السياق ومتتد رؤاهم إىل<br />

مدى بعيد قد اليدركه املرء خاصة يف الحاالت غري<br />

اإلعتيادية<br />

هل ينبغي للفنان أن يقف أمام لوحته ليرشحها أمام<br />

الناس؟<br />

* ال أبدا.‏<br />

لو سألتك عن األشياء التي تحرك يف داخلك الحس<br />

الفني وتدفعك لإلبداع بالريشة واأللوان،‏ فامذا تقول؟<br />

‏*الحب أوال وقضايا أخرى كثرية من متناقضات الحياة.‏<br />

ما هي القضية األبرز التي تشغلك كفنان تشكييل؟<br />

‏*أيضا الحب فهو املفتاح السحري وهو القضية األهم<br />

التي تشغل بال الفنان والتي تستحق أن يناضل الجل<br />

ذرها يف الهواء وعرب اآلفاق خاصة يف زمن التاميز<br />

والعنف والعدوانية وطي صفحات التعامل بالحب<br />

الحقيقي بني الناس وليس الحب الرخيص مثل الواوا<br />

وما شابهه.‏<br />

لو طلبنا منك أن ترسم املشهد التشكييل السعودي<br />

اآلن يف لوحة،‏ كيف ترسمه وبأي لون؟<br />

‏*لست ممن يرسمون ويفصلون حسب الطلب ألنني<br />

فنان قبل أن أكون رساما.‏<br />

قل ما تشاء،‏ الكلمة األخرية لك؟<br />

‏*احلم بأن يصل مستوى اهتامم الناس بالفن مبثل<br />

فهمهم وإهتاممهم بكرة القدم التي خصصت<br />

لها القنوات التليفزيونية واملساحات الشاسعة<br />

والدوالرات،‏ وصدقني فاإلبداع عموما هو املفتاح<br />

والحل السحري لكل مشاكلنا وهو املعادلة التي ال<br />

يزال الكثريون منا ال يعرفون دورها وأهميتها يف نقل<br />

املجتمعات نحو الرقي والتحرض وإزاحة الفوىض من<br />

حياة البرش.‏<br />

السيرة الذاتية<br />

السرية الذاتية للفنان زهري هاشم طولة<br />

من مواليد املدينة املنورة 1968<br />

عضو جمعية الفنون االروبية ‏)بلجوهسبانيكا ) بروكسيل بلجيكا<br />

عضو I.C.S للتصوير سكرانتون الواليات املتحدة االمريكية<br />

صاحب تجربة فنية خاصة للتصوير الضويئ<br />

شارك يف العديد من املعارض الجامعية السنوية مع كبار الفنانني املعارصين يف اململكة ويف العديد من دول العامل منذ عام 1989 فضال<br />

عن املعارض الشخصية التي يقيمها منذ عام 1996<br />

االستحقاقات :<br />

حائز عىل العديد من األوسمة وامليداليات والدروع وشهادات التقدير واإلمتياز يف عدد من املهرجانات واملعارض الفنية ومن أبرزها :<br />

السعفة الذهبية للفنون التشكيلية من فرنسا ووسام السعفة الذهبية االوروبية للفنون ‏)بلجوهيسبانيكا(‏ بلجيكا ووسام الرشف ملدينة<br />

ليون الفرنسية ووسام الصداقة الفرنيس D.G.M.R وغريها .<br />

املقتنيات : اقتنيت عدد من لوحاته يف كل من فرنسا و بلجيكا وأمريكا واململكة العربية السعودية<br />

44 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


جمعة باردة<br />

مروه الدريويش/‏ جامعة ويلكس<br />

بكالوريوس لغة إنجليزية<br />

مراحل منر بها جميعا من اشتياق ل الوطن االهل واالصدقاء .. دامئا ترتكنا هذه املشاعر عىل ضفة بعيدة وباردة نفكر باملايض نحن اليه وتعيق<br />

سرينا لألمام .. هذه املرحلة جداً‏ طبيعية والتحتمل االكتئاب او االنعزال الذي يغمرنا وقتها,‏ بل نحتاج التأمل يف الواقع .. نحتاج لليقني التام<br />

بأننا مميزين ولكن ب شكل مختلف !<br />

أصبحنا وأصبح امللك لِ‏ الله .. امللك جميعه ل الله .. تشعرين هذه الجملة باإلنتامء كم افتقده .. لطاملا أحببت الجمعة فصباحه مميز دامئاً‏<br />

ولكن يف الواليات املتحدة صباحه يعلن عن بداية عطلة األسبوع.‏<br />

كان يوماً‏ مختلفاً‏ .. الساعه الثامنة<br />

صباحاً‏ موعد محارضة تطبيقات الحاسب<br />

.. نبدأها بِ‏ اختبار عىل شبكة اإلنرتنت<br />

معلناً‏ نتيجته فور انتهاءك .. 80 من<br />

ال 100 ‏»أحسن من املره ايل فاتت«‏ ..<br />

دامت املحارضة خمسني دقيقة .. ارسعت<br />

بالخروج .. كم احب هذا اإلحساس .<br />

الطابق الثاين .. مجموعة أجهزة وبجانبها<br />

ماكينة للقهوة machine« »coffee ..<br />

لطاملا كانت يل عالقة جميلة مع تلك<br />

األجهزة حتى ذلك اليوم .. الجمعة ...<br />

لألجهزة صوت غالبا مايكون مزعجا ولكنه<br />

افضل من الهدوء .. قهويت معي وأنا<br />

اتصفح بريد الجامعة لعيل أجد ماافعله<br />

حتى املحارضة التالية .. يستوقفني صوت<br />

الجهاز وأنفاس تتصاعد ب صعوبة من<br />

فتاة ‏»مقعده«‏ تناديني ب غري اسمي أو<br />

بإسم محجبة أخرى ف نحن بأعينهم متشابهات .. مل ألتفت .. جاوبتها ب اين لست من تريد وأنا اداري نظرات الشفقة وعرضت عليها إن<br />

أردات رقم هاتفها فهو معي .. رفضت املساعدة وقالت ال ليس بالشيئ املهم.‏<br />

يتملكني فضول غريب بالنظر إليها وإىل مالمحها لعيل أتعرف عىل سبب األصوات الغربية التي كانت تصدر عنها أو تخرج من كرسيها<br />

.. صوت األجهزة تبدو متاما كمضخات ل التنفس .. من بجانبي كانوا يتهامسون بأنها طالبة متميزه او كام يقال student»« .. A امتتم :<br />

‏»ياريب حاسدينها«‏ .. توقفني إحدى الواجِبات مبتطلباتها اململة مع صوت الهاتف .. كانت امي ! .. وكنت كعاديت أرسد معانايت الدراسية<br />

واستشهد بذلك الواجب الغريب الذي فرضه الدكتور ‏»اليل مايعجبه يش«..‏ تبدأ أمي بالضحك ‏»عادتك ماتبطلينها انتي شاطرة وإن شاءالله<br />

بتقدرين..!«..‏ هممت بالوقوف ألكمل مكاملتي وحواري مع أمي فأستوقفتني مرافقة الفتاه املقعدة ‏»كانت والدتها«‏ .. طلبت مني أن أمسك<br />

لها أنبوبا صغريا متصال بالجهاز فإضطررت إىل قطع املكاملة ‏»ميه اكلمك بعدين وحده تبيني أساعدها«..‏ األجهزة الغريبة واألصوات التي كنت<br />

قد فضلتها عىل الهدوء كانت تضخ األكل واملاء لِ‏ جسم الفتاه التي مل تكن فقط مقعدة ... كام ظننت!‏ .. أحسست بالعجز الفكري وأدركت<br />

اين أحسدها عىل قوة ارادتها فهي تعيش وتتتحرك وتنام مع تلك األجهزة!‏ .. ومتلك عزمية األصحاء ... بينام يتذمر األصحاء من واجباتهم<br />

املطلوبة املمكنه اإلنجاز .. اكملت قهويت برسعة غريبة .. كنت احتاج ان أتأكد من مقدريت عىل الرشب .. انتهيت .. متتمت .. الحمدلله الذي<br />

اطعمنا وسقانا من غريحولٍ‏ منّا وال قوة ! .. تركت املبنى خلفي دون أن تذهب الفتاة من ذاكريت قط .. أصبح من طقوس يوم الجمعة من<br />

كل أسبوع ان أعاود الحضور لذلك املبنى..‏ عيل أراها صدفة فأستمد من مالمحها قوة اإلرصار واإلرادة .. وليك أستوعب لحظة لقايئ بها .. تلك<br />

اللحظة التي لن أنساها مآحييت ..<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 45 2011


من أمريكا .. بقلم محمد معاطي<br />

مجد الصباح<br />

Morning Glory<br />

فيلم كوميدي يؤشر لرتاجع الإقبال الشعبي على الربامج<br />

الإخبارية اجلادة الرصينة<br />

طردت املنتجة التليفزيونية املرحة بييك فوللر Becky<br />

Good“ من عملها يف برنامج صباح الخري نيوجرييس Fuller<br />

”Morning, New Jersey أحد الربامج اإلخبارية املحلية<br />

عىل الرغم مام هو معروف عن جديتها وإخالصها وتفانيها<br />

يف العمل .. ولقد إستاءت بييك بشدة من ذلك وشعرت بأن<br />

سوء الحظ يالزمها يف حياتها املهنية والعاطفية عىل السواء ..<br />

لكنها مل تيأس ومل تستسلم يف رحلة بحثها عن العمل .<br />

نجحت بييك بعد إرصار يف الحصول عىل وظيفة منتجة<br />

تليفزيونية لربنامج اليوم Today أحد الربامج اإلخبارية<br />

الصباحية يف شبكة إن يب يس NBC الوطنية .. وكان هذا<br />

الربنامج مصنف يف املرتبة الرابعة .. وقد أظهر لها جريي<br />

بارنز Jerry Barnes رئيس الشبكة تشاؤمه من نجاح<br />

الربنامج وأكد لها بأنه اليوجد فيه الكثري مام ميكن التفاخر<br />

به وقسم لها مشاهديه إىل نصفني : النصف األول حينام<br />

يشاهدون الربنامج يديرون قرص التحكم بحثا عن برنامج<br />

آخر أما النصف الثاين فيشاهدونه عىل مضض يف إنتظار أن<br />

يأيت ممرضوهم إلستالمهم والعودة بهم إىل املستشفى ..<br />

وكانت بييك قد فوجئت فور وصولها وإستالمها العمل بفريق<br />

غري جاد وطاقم مفكك ال يبايل مبا يحدث وعىل رأسهم بول<br />

ماكفي Paul McVee املتيم باملواقع األلكرتونية املثرية ..<br />

متعجرف .. كاره للنساء رغم تعدد عالقاته .. وتقرر بييك<br />

إلحياء الربنامج وإعادة تنشيطه ورفع درجة مشاهدته إتخاذ<br />

بعض القرارات الصارمة ومنها إقالة بول ماكفي وفصله من<br />

الوظيفة وإستبداله باملذيع األسطوري مايك بوماروي Mike<br />

. Pomeroy<br />

يف أول لقاء لها مع فريق العمل ويف جلستها األوىل طرحت<br />

بييك الكثري من األفكار مع موظفيها وأطلقت أكرث من عرش<br />

مقرتحات الميكن إستيعابها يف وقت واحد .. ولكنها إستطاعت<br />

أن تجد لكل فكرة إجابة ومنطق يتم به العمل .. لقد أثبتت<br />

بأنها جديرة بقيادة الفريق تتميز بالكفاءة والحسم دون أن<br />

تتنازل عن ذلك الوجه الودود البشوش وعندما عربت عن<br />

أول تحدياتها يف اإلجتامع أمام موظفيها صفق لها بعض<br />

الحارضين كام لو أنها حققت فوزا عظيام.‏<br />

إستبدلت بييك بول ماكفي باملذيع األسطوري مايك بوماروي<br />

رجل األخبار املتميز الذي تتساوى قامته مع أعالم كبار من<br />

طراز دان رازر Dan Rather وتيد كوبل Ted Koppel<br />

.. والذي تشهد شعبيته بجاذبيته عىل الشاشة وتأثريه عىل<br />

املشاهدين .. ولبوماروي تاريخ عريض من اإلنجازات وحصد<br />

الجوائز التي ال متنح إال للمتميزين يف البث واإلبداع اإلذاعي<br />

والتليفزيوين أمثاله ومنها جائزة إميي ، Emmy و جائزة<br />

46 مجلة املبتعث • عدد مايو -- يوليو 2011


راشيل أدمز أو بييك املنتجة التليفزيونية الشابة<br />

هارسون فورد .. بوماروي املذيع املخرضم<br />

جيف جولد بلوم يف دور جريي بارنز رئيس أخبار آي يب يس<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 47 2011<br />

مجلة


من أمريكا<br />

جورج فوسرت بيبودي Peabody Awards وجائزة بوليتزر<br />

. Pulitzer<br />

وكان بوماروي قد استبعد مؤخرا من نرشات األخبار املسائية<br />

التي متيز بها مام وجدتها بييك فرصة مواتية للتعاقد معه ..<br />

لكن مايك إكتشف بعد تعاقده أن ما سيقوم به اليتناسب مع<br />

تاريخه وشهرته وأن ما سيقدمه ال ميت له بصلة وبدال من أن<br />

يتحدث يف العمق عن السياسة والحروب واملناورات واألخبار<br />

الجادة إذا به يكتشف أنه سيتحدث عن املرأة وأزيائها<br />

وطبيخها وثرثرتها .. يؤكد بوماروي أن خالفه ينبع من تاريخه<br />

وتجاربه وأنه يفتخر بحياته املهنية الطويلة التي حقق فيها<br />

نجاحاته وواجه فيها الكثري من املعاناة .. لقد سبق له أن نجا<br />

من شظايا البوسنة ومن تناوله الغذاء مع ديك تشيني .. ما<br />

يرفضه بحق هو املزاح حتى وإن كان رقيقا ملزما .<br />

شعر بوماروي باملهانة واإلزدراء حينام تحددت مسؤولياته<br />

عىل هذا النحو و بذلت بييك جهدا خارقا ليك تقنعه بالقيام<br />

بهذا الدور وحاولت الضغط عليه وابتزاز مالمحه ليك تبتسم<br />

أمام عدسات الكامريا دون جدوى .. فقد أرص بوماروي عىل<br />

رأيه ضاربا باألصول والتقاليد عرض الحائط معرتضا عىل<br />

طريقة التغطية والتقديم يف الربنامج الذي يعتمد فقط عىل<br />

األخبار الفنية والطقس واألزياء وأرسار النجوم .. لكنه رغم<br />

ما كان يبدو عليه من تجهم أمام الشاشة مل يخل من نعومة<br />

ورقة يف بعض الظروف كمشهد الطهي الذي راح يعد فيه<br />

عجة الفريتاتا frittata ذلك األومليت اإليطايل املطبوخ مع<br />

مكعبات الخرضاوات واللحوم .<br />

ومل يفلح رفض مايك بوماروي أو عدم إمتثاله للعمل يف<br />

الربنامج يف إقناع جريي بارنز رئيس محطة الشبكة أو حتى<br />

بييك املنتجة الواعدة عىل تشجيعه إلستخدام إتصاالته التي<br />

إكتسبها يف حياته املهنية الطويلة لدعوة وإستضافة الضيوف<br />

من املشاهري،‏ كام أنها مل تفرض عليه أن يقوم بتغيري جواربه<br />

املخططة املضحكة التي كان يظهر بها أمام الشاشة كل<br />

صباح .. لقد زارت بييك شقة مايك ليلة العرض األول،‏<br />

فإكتشفت انه طباخ ماهر ، ومع ذلك مل تسأله أيضا أن يطبخ<br />

شيئا للمشاهدين أمام الكامريا .<br />

ومل تكن تلك هي املشكلة الوحيدة التي واجهتها بييك يف<br />

تعاملها مع بوماروي فقد عانت أيضا من رفضه وتربمه<br />

املشاركة يف تقديم الربنامج مع كولني بيك Colleen Peck<br />

وهي شخصية تليفزيونية إعتادت الظهور يف الربامج اإلخبارية<br />

الصباحية وتغطيتها لفرتة طويلة دون تربم رغم بعض هفواتها<br />

الطائشة وهي أيضا ملكة الجامل السابقة لوالية أريزونا التي<br />

مازالت متلك رصيدا من الشهرة والجامل رغم تقدم العمر ..<br />

وكان قد حدث الصدام بينها وبني بوماروي منذ الوهلة األوىل<br />

وظهر يف أول األمر من وراء الستار وداخل الكواليس ثم إمتد<br />

بعد ذلك ليصبح علنا عىل الهواء مبارشة وأمام املشاهدين ..<br />

لكن بييك كانت يف النهاية تلوح له بالعقد للضغط عليه إذا<br />

ما فشلت كل املحاوالت للتوفيق بينهام.‏<br />

وعىل الرغم من تركز الرصاع فيام تسعى إليه بييك املنتجة<br />

التليفزيونية للوصول بالربنامج إىل أقىص درجات النجاح إال<br />

أن لغة الرصاع إمتدت لتلمس خيطا رفيعا لقصة عاطفية<br />

وقعت بينها وبني زميلها آدم بينيت Adam Bennett املنتج<br />

بالشبكة لكن ذلك الرصاع مل يدم طويال فرسعان أن تعرضت<br />

العالقة لإلنهيار مام قد يجعل بعض النقاد يصفون شخصية<br />

بييك وهي الشخصية الرئيسية بأنها شخصية خارسة تؤثر<br />

حياتها املهنية عىل حياتها الخاصة وليست مستعدة للحب<br />

والزواج .. وأي كان الوصف تبقى بييك بشخصيتها يف الفيلم<br />

إمرأة وفية لقيمة نجاحها املهني مل تحصل عىل الرجل عىل<br />

سبيل النزوة وملنها أدركت بطولتها يف العمل وليس الحب .<br />

تبقى الحرب املهنية التي نشبت بني بييك واملذيع املخرضم<br />

بوماروي أساس الرصاع وأحىل العالقات يف الفيلم حيث<br />

أظهرت حميميتهام معا عىل الشاشة وأكدت عىل وجود عالقة<br />

كيميائية بينهام كان لها أثرها يف تأجيج حامسة بييك وإشتعال<br />

جاذبية مايك أثناء حواراتهام الدامئة وأبرزها وهام يتجادالن<br />

حول صنع الكعكة لطاقم املكتب .. فال أحد يستطيع أن<br />

يأكل كعكة اللوز والسوداين بتلك العجرفة والغطرسة التي<br />

متيز بها بوماروي .. هكذا تستمر بييك يف تتبع الخط الدرامي<br />

للقصة فتكافح من أجل إنقاذ عالقتها ، وسمعتها،‏ ووظيفتها،‏<br />

وأخريا ذلك النجاح الذي تنتظره للربنامج اإلخباري الصباحي .<br />

كان ذلك عرضا ملوضوع القصة لفيلم مجد الصباح Morning<br />

Glory ذلك الفيلم الكوميدي الذي إستغرق عرضه ساعة<br />

وإثنتني وأربعني دقيقة‎وهو من إخراج روجر ميتشل Roger<br />

Aline Brosh وسيناريو آلني بروش ماكينا Michell<br />

.. McKenna أما عن أدوار البطولة فقام بها : راشيل ماك<br />

آدامز Rachel McAdams يف دور بييك املنتجة التليفزيونية<br />

.. وهاريسون فورد Harrison Ford يف دور مايك بوماروي<br />

املذيع واملراسل الصحفي .. وديانا كيتون Diane Keaton<br />

يف دور كولني بيك املغنية األوبرالية رشيكة مايك ومن قبله<br />

بول ماكفي أو تاي باريل Ty Burrell يف تقديم الربنامج<br />

.. وباتريك ويلسون Patrick Wilson يف دور آدم بينيت<br />

املنتج بالشبكة الذي أحبته بييك .. وجيف جولدبلوم Jeff<br />

48 مجلة املبتعث • عدد مايو -- يوليو 2011


املبتعث • عدد مايو - يوليو 49 2011<br />

مجلة


من أمريكا<br />

Goldblum يف دور جريي بارنز رئيس أخبار ال آي يب يس<br />

.. وجون بانكوف John Pankow يف دور ليني بريجامن<br />

Lenny Bergman الساعد األمين لبييك يف فريق العمل ..<br />

وغريهم .<br />

وإذا كان النقد قد وجه للفيلم من حيث أنه مل يبلغ املستوى<br />

الذي بلغه فيلم أخبار البث Broadcast News فيام يتعلق<br />

بالعمق يف رصد الربامج اإلخبارية الجادة وتركيزه وإهتاممه<br />

البالغ بربامج التسلية والرتفيه فالرد عىل ذلك بسيط وهو أن<br />

ما يطرحه الفيلم إمنا يؤرش إىل الرتاجع الشعبي الذي تواجهه<br />

تلك الربامج اإلخبارية الجادة الرصينة وتنازلها عن أسلحتها<br />

يف أرض املعركة التي كانت تتسيدها وتتحكم فيها من قبل ،<br />

وتركت الساحة لصناع األخبار الخفيفة ومريديها .<br />

ويعد دور بييك املنتجة التليفزيونية الذي قدمته املمثلة<br />

الشابة راشيل ماك آدامز من األدوار التي سبق تكرارها عىل<br />

الشاشة من قبل وكانت توجه نقدها بإسلوب ساخر لربامج<br />

البث اإلخبارية الصباحية ويحسب لراشيل آدمز تلقائيتها يف<br />

أداء هذا الدور ببساطة وبدون تعقيد مام يضعها يف قامئة<br />

املمثالت الاليت وضعن بصامتهن عىل تلك الشخصية ومنهن<br />

: املمثلة األمريكية ماري تايلور مور Mary Tyler Moore<br />

التي عرفت بأدوارها يف مسلسالت السبعينيات التليفزيونية<br />

وأشهرها برنامج ماري تايلور مور The Mary Tyler Moore<br />

.. Show واملمثلة األمريكية هويل هنرت Holly Hunter التي<br />

ظهرت يف نفس الدور يف فيلمها أخبار البث الذي عرض عام<br />

1987 وكانت هذه املمثلة قد فازت بجائزة األوسكار ألفضل<br />

ممثلة عن أدائها يف فيلم البيانو The Piano كام رشحت<br />

لنفس الجائزة عن أدوارها يف أفالم : أخبار البث والرشكة<br />

Thirteen وثالثة عرش The Firm<br />

باإلضافة إىل جائزيت إميي اللتني<br />

حصلتا عليهام مع سبع ترشيحات<br />

لها يف نفس الجائزة .. كام فازت<br />

أيضا بجائزة جولدن جلوب<br />

Golden Globe Awards<br />

ورشحت لها ست مرات ..<br />

وكذلك الحال بالنسبة للممثلة األمريكية فاي دوناواي Faye<br />

Dunaway الحاصلة عىل جائزة األوسكار ألفضل ممثلة<br />

عن أدائها لفيلم ‏»الشبكة«‏ Network عام 1976 فضال عن<br />

ترشيحها للفوز بنفس الجائزة لفلمني سابقني لها .<br />

ال يهم إذً‏ ما إذا كانت راشيل ماك آدمز قصرية الشعر أو<br />

طويلة الشعر شقراء أو سمراء فهي عىل كل حال إستطاعت<br />

أن تتنقل بشخصيتها ما بني صورة الفتاة الشقراء املشاكسة<br />

إىل تلك الفتاة السمراء املعتدلة التي مل تفشل أبدا يف أن تبدو<br />

رائعة فهي دامئا ممثلة متألقة ذات حضور وجاذبية لها قدرة<br />

عىل التحول التدريجي الذي جعلها تنضبط دون أن تفقد<br />

أنوثتها لتبدو كام لو أنها أودري هيبورن Audrey Hepburn<br />

.. ومل يكن هذا الدور مجرد صدفة يف الحياة الفنية ملاك أدامس<br />

البالغة من العمر 32 عاما ، فهي بطبيعتها ذات جاذبية<br />

من نوع خاص تتسم بعدم عصبيتها وقدرتها عىل مواجهة<br />

اإلستفزاز مبنتهى الهدوء .. حيث يتفجر عىل وجنتيها مهرجان<br />

الغامزات التي تطبع به إبتساماتها يف كل املواقف وكل األدوار<br />

التي قدمتها عىل الشاشة بدءا من البنات السخيفات Mean<br />

Girls ومحطموا العرس Wedding Crashers ودولة<br />

اللعب ، State of Play ورشلوك هوملز Sherlock Holmes<br />

وإنتهاءا بفيلم دفرت وزمن رحالت الزوجة The Notebook<br />

.and The Time Traveler›s Wife الذي حقق شعبية كبرية<br />

.. لقد ساهمت كل هذه األفالم يف رفع تصنيفها بني النجوم<br />

وساعدتها عىل إبراز وتعميق مالمح الشخصية لتتناسب مع<br />

شخصية بييك يف فيلمها األخري.‏<br />

ويف إطار تلك الشخصية الجذابة لبييك .. يذوب<br />

مع الوقت مايك الفاتر املتربم اململ ويتحول<br />

تدريجيا إىل مايك املمتلئ شعلة ونشاطا<br />

وحيوية فتفرض أحاسيسه ومشاعره<br />

الفياضة عىل املشاهدين يف النهاية<br />

ويشعر به املشاهد كام لو أنه قادم<br />

من بعيد ليك يلحق بالسباق .<br />

ركز الفيلم عىل تلك الرشاكة املتوازنة<br />

بني املخرضم العتيد العجوز مايك<br />

50 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


وتلك الفتاة الشابة العذبة بييك .. لكن مايك مل يدخل<br />

هذه الرشاكة بصفته بطال تقليديا يقع يف حب البطلة<br />

ويسعى للزواج منها وإمنا كان بطال متصلبا عنيدا كبري<br />

السن التنشأ بينه وبينها غري عالقة العمل ومن ثم كان<br />

البد من معادل موضوعي لهذه الحالة حتى التجف<br />

عواطف البطلة الشابة أو تخرج عن سياقها .. ظهر آدم<br />

بينيت الذي يقوم بدوره باتريك ويلسون ليكون املعادل<br />

املوضوعي لهذه العالقة التي مل متتد طويال طوال الفيلم<br />

إال إلبراز الجانب العاطفي من الشخصية فقط .<br />

ونعود إىل شخصية مايك بوماروي أو هاريسون فورد كام<br />

هو إسمه الحقيقي ذلك املمثل الذائع الصيت الذي مل<br />

يعد وجها جذابا ذو شباب وحيوية حتي يقوم بأدوار<br />

البطولة يف األعامل السينامئية فإذا به ينتزع ذلك إنتزاعا<br />

ويعود ليصبح شخصا تدور من حوله األحداث فيحفر<br />

بذلك إسمه من جديد بني األدوار املتميزة ذات النكهة<br />

الخاصة .<br />

تتميز شخصية فورد يف هذا الفيلم باملزاجية والشعور<br />

بالوحدة واملرارة وهي شخصية مزدوجة متتزج فيها<br />

الدراما بالفكاهة والجد بالضحك وهي أقرب إىل شخصية<br />

الضاحك البايك التي قد تبدو سخيفة يف بعض األحيان<br />

ولكنها مضحكة للغاية يف أحيان أخرى فكأنه يقوم<br />

بشخصيتني متناقضتني يف آن واحد .<br />

أعتمد هاريسون فورد يف أدائه لهذا الدور عىل تلقائيته<br />

وإكتفى بها يف رسم الشخصية وحينام سئل عن ذلك قال<br />

بأن الفيلم مكتوب أصال بصورة جيدة فضال عن<br />

تلك الخربة التي إكتسبها من كرثة متابعاته<br />

للشخصيات اإلعالمية والتليفزيونية مام<br />

أهله للدور دون تحضري .. أما فيام يتعلق<br />

مبزاجيته يف األداء فقد جاء توتره طبيعيا<br />

ناتجا عن إنتقاله قرصا من وظيفة إخبارية<br />

جادة ومرموقة إىل وظيفة أخرى يف مجال<br />

الرتفيه واألخبار الخفيفة التتناسب مع<br />

دور رجل األخبار الكالسييك<br />

الغاضب الرافض ألي تغيري .<br />

صنع هاريسون فورد تاريخه السيناميئ يف أكرث من<br />

أربعني فيلام سنيامئيا إحتل بها أهمية كربى عىل قمة<br />

الهرم السيناميئ كام أنه رشح لجائزة األوسكار يف فيلم<br />

الشاهد Witness وحقق مكانة بارزة يف انديانا جونز<br />

Indiana Jones وهان سولو Han Solo من أفالم<br />

‏»حرب النجوم«‏Wars .Star<br />

ومجد الصباح إسم شائع ألكرث من ألف زهرة من النباتات<br />

الزهرية التي تنتمي إىل أجناس عدة لكن هذا الفيلم<br />

بالتحديد املصنف يف فئة األفالم الكوميدية الرومانسية<br />

يصلح ألنه يشاهده األبناء الذين تزيد أعامرهم عن 13<br />

عاما 13-PG .. ومن ثم فهو فيلم أرسي عائيل ساعد يف<br />

إبرازه عىل هذا النحو كاتبة السيناريو آلني بروش ماكينا<br />

التي متيزت يف لغتها بخفة الظل وقدرتها عىل إطالق<br />

النكتة مام جعلها واحدة من أكرث كتاب السيناريو طلبا<br />

وقبوال حيث ينتظر صناع السينام سيناريوهاتها التي<br />

اصبح يقبل عليها الجمهور .<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 51 2011<br />

مجلة


من أمريكا<br />

بين لنكولن وونستون تشرشل<br />

صراع حول جنسية أوباما<br />

وأحقيته في الرئاسة<br />

رصح مايكل ديل هكايب Michael Dale Huckabee أو مايك Mike<br />

املرشح الجمهوري األوفر حظا إلنتخابات الرئاسة القادمة واملرشح الجمهوري<br />

السابق للرئاسة الحائز عىل املركز الثاين يف فرز املندوبني واملركز الثالث يف<br />

التصويت الشعبي وعدد الواليات بعد جون ماكني John McCain وميت<br />

رومني Mitt Romney والفائز مبؤمتر األحزاب الجمهورية بوالية أيوا بأن<br />

الرئيس األمرييك املنتخب الرابع واألربعني باراك أوباما Barack Obama قد<br />

تأثرت نشأته بكينيا ورأى بأن طفولته هناك هي التي شكلت وجدانه ووجهة<br />

نظره تجاه الربيطانيني حتى وإن مل يكن قد زار كينيا فعليا إال يف العرشينات .<br />

وكان هاكايب الحاكم الرابع واألربعني السابق لوالية أركانساس قد عرب عن<br />

إعرتاضه ملحطة إذاعية محافظة عىل قرار الرئيس باراك أوباما بإعادة التمثال<br />

النصفي لرئيس الوزراء األسبق السري ونستون ليونارد سبنرس ترششل Sir<br />

Winston Leonard Spencer-Churchill السيايس الربيطاين ورجل الدولة<br />

املعروف بقيادته للمملكة املتحدة خالل الحرب العاملية الثانية والذي يعد<br />

واحدا من أعظم القواد يف زمن الحروب .. وأحد أعظم الكتاب الحاصلني عىل<br />

جائزة نوبل يف األدب .. وهو أول شخص مينح لقب املواطن الفخري للواليات<br />

األمريكية Honorary Citizen<br />

املتحدة<br />

of the United States الذي المينح إال ملواطنني غري أمريكيني يتم إختيارهم<br />

وفقا لجدارتهم اإلستثنائية ويتم اإلعالن عنهم مبوجب قانون صادر من<br />

الكونغرس ، أو إعالن صادر من رئيس الواليات املتحدة،‏ وفق التفويض<br />

املمنوح له من قبل الكونغرس .. ويبلغ مجموع ما تم تكرميهم بهذا اللقب<br />

حتى اآلن سبعة اشخاص من بينهم خمسة تم تكرميهم بعد وفاتهم،‏ وإثنان<br />

يف حياتهم .. األول ونستون ترششل والثانية األم تريزا .<br />

وقال هاكايب بأن إعادة هذا التمثال النصفي لونستون ترششل يعد إهانة<br />

كبرية للربيطانيني و إنعكاسا إلستياء الرئيس من الغرب وقال بأن الشيئ<br />

الوحيد الذي يعرفه عن أوباما بأنه قد نشأ يف كينيا مع والد وجدين كينيني ،<br />

وأن نظرته للربيطانيني،‏ تختلف متاما عن نظرة املواطن األمرييك العادي لهم<br />

.. وأنه عىل األرجح قد إعتاد أن يسمع عن الربيطانيني بأنهم كانوا<br />

حفنة من اإلستعامريني الذين إضطهدوا جده حسني<br />

أونيانغو أوباما Hussein Onyango Obama الذي<br />

أعتقل يف انتفاضة املاو ماو Mau Mau ضد الحكم<br />

االستعامري الربيطاين يف كينيا عام . 1952<br />

وكانت السفارة الربيطانية يف واشنطن تحتفظ بهذا<br />

52 مجلة املبتعث • عدد مايو -- يوليو 2011


التمثال قبل أن يعريه رئيس الوزراء الربيطاين<br />

السابق توين بلري Tony Blair للرئيس األمرييك<br />

السابق جورج دبليو بوش George .W Bush<br />

يف أعقاب هجامت الحادي عرش من سبتمرب<br />

عام 2001 عىل أمريكا بإعتباره رمزا للتضامن<br />

عرب املحيط األطليس .. وكان أوباما بعد أن رد<br />

التمثال إستبدل ملكتبه البيضاوي بالبيت األبيض<br />

متثاال نصفيا آخر للرئيس األمرييك السادس عرش<br />

ابراهام لينكولن Abraham Lincoln الذي<br />

أغتيل يف إبريل عام 1965 وهو أحد األبطال<br />

األمريكيني الذي واجه بنجاح أثناء فرتة رئاسته<br />

األزمات الدستورية والعسكرية واألخالقية الكبرية<br />

التي تعرضت لها الواليات املتحدة األمريكية خالل<br />

الحرب األهلية وأكد بقيادته الحفاظ عىل اإلتحاد<br />

وإنهاء العبودية ودفع عجلة اإلقتصاد نحو التطور<br />

اإلقتصادي الحديث ‏.نقلة نوعية يف سبيل تحديثه.‏<br />

ولقد أظهر إستطالع للرأي،‏ بأن مايك هوكايب،‏ قس<br />

الكنيسة املعمدانية السابق،‏ واملرشح املحتمل<br />

املفضل بني املرشحني للفوز برتشيح الحزب<br />

الجمهوري لعام .. 2012 خاصة بني الناخبني<br />

الجمهوريني من املحافظني الذين يعتقدون أن<br />

أوباما ولد خارج أمريكا،‏ وبالتايل ال يحق له أن<br />

يكون رئيسا للواليات املتحدة األمريكية رغم<br />

جنسيته األمريكية ومنهم من قدموا دعاوى<br />

قضائية إلثبات جنسيته الكينية وعدم أحقيته<br />

للرئاسة وفق متطلبات الدستور األمرييك.‏<br />

وعىل الرغم من أن مايك هوكايب ال يؤيد وال يشارك<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 53 2011<br />

مجلة


من أمريكا<br />

الرأي فيام يسمى بنظرية املؤامرة أو نظرية مولد<br />

الرئيس فإن ترصيحه يسري يف إطار تعزيز فكرة<br />

عدم رشعية الرئيس بني أوساط جمهوره .<br />

ولقد تبني بعد املقابلة التي أجريت معه عىل<br />

محطة الراديو WOR املحلية AM ومقرها<br />

نيويورك تراجع هوكايب عام رصح به معربا بذلك<br />

عن قوله بإنها ‏»زلة لسان«.‏<br />

كام قال جي هوجان جيديل J Hogan Gidley<br />

املتحدث الرسمي بإسم الحاكم هوكايب بأنه كان<br />

يقصد القول بأنه منا يف أندونيسيا وليس يف كينيا .<br />

والجدير بالذكر أن أوباما قد ولد يف الرابع من<br />

أغسطس عام 1961 مبدينة هنولولو بوالية هاواي<br />

من أم أمريكية تدعى ستانيل آن دانهام Stanley<br />

Ann Dunham من والية كانساس،‏ ومن أب<br />

مسلم من كينيا .. وكان األب قد إنفصل عنهام<br />

وأوباما يف سن صغرية وأصبح من النادر أن يراه<br />

الخالف بني لنكلن وترششل ال يفسد للود قضية<br />

أو يتعرف عليه إىل أن قتل أبيه يف حادث سيارة انجلوس يف كلية أوكسدنتال Accidental<br />

عام 1982.. ويف سن السادسة رحل أوباما مع أمه College عام 1979 ثم إلتحق بعد ذلك بجامعة<br />

وزوجها األندونييس الجديد لولو سويتورو Lolo كولومبيا Columbia University مبدينة نيويورك<br />

Soetoro إىل جاكرتا بعد أن استدعي وغريه من عام 1981 حيث تخصص يف العلوم السياسية ويف<br />

الطالب الدارسني يف أمريكا إىل العودة يف أعقاب أواخر عام 1988 إلتحق أوباما بجامعة هارفارد<br />

وصول سوهرتو Suharto إىل الحكم يف أندونيسيا Harvard University لدراسة القانون .<br />

.. وأستقر أوباما هناك مع أمه نحو أربع سنوات يف اثناء دراسته يف منتصف عام 1981 زار أوباما<br />

ثم عاد بعدها إىل هاواي يف سن العارشة ليعيش أندوسيا لزيارة والدته وشقيقته مايا و أرس أصدقاء<br />

مع جديه ألمه يف أواهو Oahu إىل حني إنتهائه الكلية يف الهند والباكستان وأمىض هناك نحو ثالثة<br />

أسابيع .. ويف منتصف عام 1988 زار وألول مرة<br />

من املرحلة الثانوية .<br />

بدأ أوباما بعد ذلك دراسته الجامعية يف لوس أوروبا ملدة ثالثة أسابيع ثم توجه إىل كينيا ليقيض<br />

54 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


بها نحو خمسة أسابيع وهناك إلتقى بأقاربه<br />

للمرة األوىل ثم عاد لزيارتها مرة أخرى عام 2006<br />

وخاصة مسقط رأس والده والقرية التي ولد فيها .<br />

ويف كلمة له ألقاها يف جامعة نريويب عام 2006<br />

أثناء زيارته الثانية يحيك أوباما عن زيارته األوىل<br />

لكينيا وكانت قد جاءت بعد تجربته العمل<br />

كمنظم مجتمعي Community Organizer يف<br />

األحياء الفقرية ذات الدخل املنخفض يف مدينة<br />

شيكاغو ملدة ثالث سنوات وكان أيضا عىل وشك<br />

اإللتحاق بكلية الحقوق بجامعة هارفارد فجاء<br />

ليقيض شهرا مع أخته أوما ، Auma التي كانت<br />

تدرس معه يف نفس الجامعة.‏<br />

ويكشف إستطالع للرأي أجرته صحيفة الواشنطن<br />

بوست وإيه يب يس يف العام املايض أن % 14 من<br />

األمريكيني يعتقدون بأن الرئيس أوباما قد ولد يف<br />

دولة أخرى .. وأن هذه النسبة قد إرتفعت لتصل<br />

إىل نحو % 20 حينام ترك السؤال بدون طلب إبداء<br />

الرأي أو وضع خيارات لإلجابة.‏<br />

وكان أوباما قد نرش خالل حملته االنتخابية<br />

الرئاسية عام 2008 نسخة من شهادة ميالده عىل<br />

االنرتنت وذلك ملواجهة الشائعات املستمرة حول<br />

عدم أحقيته للرئاسة إال أن ذلك مل يفعل إال القليل<br />

يف تهدئة املتشككني الذين كانوا أكرث إعتقادا وميال<br />

للرواية التي تقول بأنه نشأ وترعرع يف موطن<br />

والده.‏<br />

وكان مايك هوكايب نفسه قد عرب قبل ذلك عن<br />

رفضه للنظريات الهامشية والشائعات التي يرى<br />

أنه يتم ترويجها إللهاء الناس وتفادي الدخول<br />

والحديث عن الخالفات السياسية الجادة التي<br />

يتطلب مناقشتها مع أوباما .. حتى أنه يف أحد<br />

جوالته الدعائية لكتاب له رفض ما يسمى بفكرة<br />

املولد »birther« .<br />

وأخريا يعود هوكايب إىل ماكان مقتنعا به من قبل<br />

يف محاولة إلخفاء تناقضاته بعد هذا الترصيح<br />

فيقول بأن السبب الوحيد الذي يجعله واثقا من<br />

صحة مولده وشهادة ميالده األمريكية أنه يعرف<br />

الكلينتونيني جيدا ويدرك قدراتهم يف البحث<br />

والتقيص ولذلك فهو مقتنع متاما بأنه لو كان هناك<br />

شيئ ما غامض يف هذا املوضوع لكشفوه وعرثوا<br />

عليه خاصة أثناء حملة هيالري كلينتون ضده<br />

يف االنتخابات التمهيدية للحزب الدميقراطي عام<br />

2008 والتي كانت تتيح لها إستخدام أي دليل<br />

كهذا ضده.‏<br />

لهاكايب العديد من املؤلفات والكتب األفضل مبيعا<br />

منها قس الكنيسة املعمدانية الجنوبية املرسم<br />

The Ordained Southern Baptist Minister<br />

واملوسيقي Musician والخطيب Public<br />

.. Speaker وهو أيضا معلق سيايس الذاعة اي<br />

يب يس .. ABC Radio وخطيب مفوه ولديه<br />

حضور كبري ويحرص دامئا عىل عدم الخروج عن<br />

إطار املصداقية حتى وإن كان ضد الخصم ويبدو<br />

ان نزعته الدينية ال تقره عىل ذلك بينام النعرف<br />

حتى اآلن ملن ستكون الغلبة يف نهاية املطاف هل<br />

للسيايس وأالعيب السياسة التي يتوجب عليه<br />

إمتالكها أم لرجل الدين الذي اليجب عليه أن<br />

يستخدم إال األدوات املبارشة للسلوك واألخالقيات.‏<br />

كالم الصور<br />

الصورة ملايك هكايب حيث يبدو تعليقه مصممة<br />

لتعزيز فكرة عدم رشعية الرئيس مع جمهور<br />

صديق .<br />

الصورة لباراك أوباما وهو يلعب يف املحيط وهو<br />

طفل .. صورة عائلية ألتقطت له يف الستينات .<br />

مايك هكايب ونقطة تقاطع حول مولد أوباما ومتثال ترششل<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 55 2011


من أمريكا قضية العدد<br />

الكاميرا اإلنسانية<br />

ستيفن ولتشاير .. يقهر التوحد ويمتلك زمام الصورة في زمن قياسي<br />

مانهاتن من أعىل امباير ستيت«‏ -- زيت عىل قامش - canvas oil on<br />

ستيفن ولتشاير Stephen Wiltshire فنان<br />

ورسام ميتلك القدرة عىل تفصيل مالمح املدن<br />

والتعبري عنها بدقة شديدة فقط مبجرد إلقاء<br />

نظرة عليها لفرتة وجيزة .. ولستيفن قصة<br />

البد أن تحىك وحكاية البد أن نرويها ألنها<br />

منظر ملدينة لندن<br />

تحمل الكثري من املعاين التي تؤكد بأن اإلرادة<br />

اإلنسانية دامئا تنترص عىل كل املعوقات .<br />

ولد ستيفن يف لندن يف الرابع والعرشين من<br />

شهر أبريل عام 1974 ألبوين من الهنود<br />

الغربيني وكان أبكام الميلك دالالت تواصله مع<br />

اآلخرين فعاش داخل عامله معزوال عنهم ..<br />

حتى تبني يف سن الثالثة بأنه مصاب بالتوحد.‏<br />

أرسل ستيفن يف سن الخامسة إىل مدرسة كوين<br />

سميل Queensmill يف لندن وهناك بدأت<br />

تظهر أعراض إهتاممه وحبه للرسم كام لوحظ<br />

عليه إستمتاعه الشديد باألوقات التي كان<br />

يقضيها يف الرسم .. ورسعان ما اصبح جليا بأن<br />

لغة التعبري بالرسم هي لغته الوحيدة للتواصل<br />

مع العامل .<br />

بدأ ستيفن برسم الحيوانات ثم إتجه بعد ذلك<br />

لرسم الحافالت يف لندن،‏ ومنها إىل رسم املباين<br />

.. وكانت هذه الرسومات تظهر يف شكل مناظري<br />

إبداعية بارعة ويف خطوط جديدة غريبة<br />

األطوار مل يعتد بها من قبل فكشف بذلك عن<br />

نزعة فنية فطرية طبيعية حقيقية .<br />

عاش ستيفن حياته منذ والدته يرسم آفاق<br />

العامل الذي يتعرف عليه وهو صامت أبكم<br />

الميلك اللغة الطبيعية للتواصل مع اآلخرين<br />

وإستطاع مبوهبته أن يجتاز الصعاب وأن<br />

يتخطى الحدود وأن يكون لنفسه أبجدية<br />

خاصة به تحمل مفرداتها وأحرفها وخطوطها<br />

56 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


اإلبداعية تلك املعاين واألدوات التي مكنته<br />

من إعادة التواصل مع العامل وأهلته للفوز<br />

بأحد أهم األوسمة التي مينحها التاج الربيطاين<br />

للمبدعني واملوهوبني اإلنجليز األكرث إمتيازا ..<br />

حصل ستيفن املصاب بالتوحد يف عام 2006<br />

عىل أعىل األوسمة وهو وسام الفروسية من<br />

الدرجة الرفيعة الذي أسسه امللك جورج<br />

الخامس George V of the United<br />

Kingdom يف الرابع من يونية عام وأصبح<br />

بذلك عضوا بني حملة أوسمة األمرباطورية<br />

الربيطانية Member of the Order of the<br />

)British Empire (MBE من املتميزين<br />

واملبدعني ويحصل الفائز بها عىل نجمة وسام<br />

اإلمرباطورية الربيطانية التي متنح بالسيادة<br />

بناءا عىل مشورة الحكومة .<br />

يرسم ستيفن خريج الفنون الجميلة املصاب<br />

بالتوحد من الذاكرة املالمح التفصيلية للمدن<br />

الشهرية ويتعامل معها بلغة إبداعية خالقة<br />

تتعامل مع فكرة اإلستيعاب اللحظي للصورة<br />

أو املنظر وال تتعامل مع فكرة النقل املبارش<br />

من الواقع ومع ذلك فهو ملتزم بدقة التفاصيل<br />

ستيفن ولتشاير<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 57 2011


من أمريكا<br />

منظر شارع بسيارات األجرة الصفراء<br />

وجاملية الشكل واأللوان فإشتهرت بذلك أعامله يف كافة أنحاء العامل.‏<br />

من الذاكرة أبدع الفنان ستيفن ولتشاير التفاصيل الرائعة ملدينتي لندن ونيويورك من خالل عملني له أحدهام بعنوان عامل نيويورك Globe of New<br />

York واآلخر عامل لندن Globe of London وكان ستيفن قد رسم هاتني اللوحتني اللتني أستواحاهام بذاكرته من تحليقه ورحالته فوقهام بطائرات<br />

الهليوكبرت وذلك عىل الرغم من الصعوبة التي قد تصادفه إلستيعابه املنظر من الجو وماقد يصادفه من صعوبات يف مايخص تفاصيل املعلومات<br />

الدقيقة عن املنظر ولوازمه كالنوافذ ، ومساحات الحدائق واملتنزهات واملباين .<br />

ومن املثري لالهتامم حقا أن يقوم الفنان برسم مدن تتغري آفاقها عرب السنوات وم ثم تتغري معاملها مثل مدن كربى كلندن ونيويورك ولوس انجليس<br />

ويعلق ستيفن عىل ذلك فيقول بانه قد رأى يف حياته الفنية املمتدة ألكرث من خمسة وعرشين عاما مثل هذه التغريات التي حدثت يف أفق ناطحات<br />

لندن ونيويورك .<br />

وترتبط الرؤية الفنية للفنان مبجمل التفاصيل الفنية الدقيقة التي تتكون لديه فضال عن قلم الرسم وبتلك األدوات يكون قادرا عىل رسم وإبداع<br />

مدن العامل الكربى التي يتزايد الطلب عليه إلنجازها يف مختلف أنحاء العامل .. ويستعد ستيفن للقيام بعدد من الرسومات البانارومية الواسعة لتسع<br />

دول يف العامل .. وكان ستيف قد رسم لوحات فنية طولها عرشة أمتار ملدن مثل طوكيو وهونغ كونغ ونيويورك بعد جولة بالهليوكبرت إستغرقت نحو<br />

عرشين دقيقة فقط فوق كل منها .. وتؤكد أنيت Annette شقيقة ستيفن بأن لوحة نيويورك هي اللوحة املفضلة بالنسبة إليه نظرا لحبه الشخيص<br />

لنيويورك وألنها تتضمن املزيد من التفاصيل وألن منظور البانوراما كان أكرث عمقا مام أعطاها الكثري من الواقعية .. ومتثل هذه اللوحة منظرا ثاليث<br />

األبعاد للمدينة .. ويسعى ستيفن من خالل رسمه للمدن توثيق أكرب عدد من أفق املدن الكبرية والشهرية يف العامل .<br />

58 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


الإقتصاد املعريف<br />

بقلم سعد عبداهلل ثابت<br />

رئيس النادي السعودي في اريزونا<br />

ال يكاد مير يوم دون ان نتعرض<br />

عرب وسائل اإلعالم املختلفة لكلمة<br />

معرفة او إقتصاد املعرفة حيث<br />

أننا منثل آخر جيل من عرص<br />

املوجة الثانية .. عرص الصناعة<br />

.. وأول جيل من عرص املوجة<br />

الثالثة .. عرص الحداثة واملعرفة<br />

واقتصادياتها .<br />

وبالنظر لتحليالت املراقبني لحركة الكوكب اليوم يرون أنه يف القريب<br />

جدا سيكون العامل من التغري والتبدل مبا مل يتحقق يف مختلف عصور<br />

البرشية .. حيث أن رسعة املستقبل الغت الحارض فلم يعد هناك حارض<br />

.. بقي لدينا مايض ومستقبل رسيع عابر ال يستقر .. يتداخل معه الحارض<br />

ويختفي رسيعا .<br />

اذن نحن نحتاج اىل تحرك رسيع ومتطور ومنافس ليك نكون داخل<br />

حلبة املنافسة مع الدول املتقدمة .. الْن القطار دامئا ينتظره الجميع<br />

وهو ال ينتظر أحدا .. وقد إستشعرت قيادة اململكة العربية السعودية ..<br />

وبحكم وضعها اإلقتصادي والسيايس والثقايف ونظرا لحجم تأثري اإلقتصاد<br />

املعريف يف تطور الدول ومنائها فقد أطلقت الكثري من املرشوعات العلمية<br />

واإلقتصادية التي ترتجم هذا الطموح عىل أرض الواقع .. لعل ابرزها<br />

برنامج خادم الحرمني الرشيفني لإلبتعاث الخارجي الذي فتح افاق<br />

املعرفة لآلالف من شباب الوطن وشاباته اضافة اىل اإلنفاق مبليارات<br />

الرياالت من امليزانية لدعم البحث العلمي وتاْسيس اقتصاد معريف<br />

يقوم عىل الرشاكة فيام بني املؤسسات العلمية والقطاع الخاص ولعلنا<br />

نأخذ تجربة جامعة امللك سعود كمثال ناجح لهذه الرشاكة اضافة اىل<br />

عقد العديد من اإلتفاقيات مع أرقى الجامعات واملراكز العاملية لنقل<br />

التقنية واإلستفادة من الخربات املتقدمة يف هذا املجال .. وليس آخرا<br />

انشاء جامعة بحثية متكاملة وهي جامعة امللك عبدالله للعلوم والتقنية<br />

والتي ستمثل نقلة علمية ستصب يف مصلحة الوطن وازدهاره .. هذه<br />

اإلصالحات الكبرية وهذا اإلستشعار الواعي بدور اإلقتصاد املعريف يجب<br />

أن يواكبه وعي وتطور مجتمعي يؤمن بأهمية التغيري وأهمية اللحاق<br />

بالعامل األول مع الحفاظ طبعا عىل الثوابت .. اإلمرباطور ميقي عندما أراد<br />

ان يخرج باليابان للعرص الحديث أطلق شعاره الشهري يف اليابانيني وقال<br />

إذهبو للغرب وتجاوزوه .. ومل يقل إذهبو للغرب فقط .. يف نفس الوقت<br />

أكد عىل الرتاث الياباين وعىل مميزات الحضارة اليابانية والحفاظ عليها<br />

.. ونجحت اليابان وظلت اليابان يابانا برتاثها ومميزاتها ولكنها أخذت<br />

املعرفة من املصادر التي انتجت هذه املعرفة.‏<br />

حينما ننجو من<br />

البريوقراطية<br />

مليحة الشهاب<br />

عندما تم اإلعالن عن برنامج خادم<br />

الحرمني الرشيفني امللك عبد الله<br />

حفظه الله لإلبتعاث الخارجي ..<br />

استبرشنا خريا .. ورأيناه مرشوعا<br />

سينتج عنه مخرجات تساهم يف<br />

حمل الوطن إىل مستقبل مرشق<br />

.. حيث بالعلم تحيا األمم ..<br />

لكن كانت هناك خشية من أن<br />

املراحل التنفيذية قد ال تكون مبستوى وأهداف<br />

الخطط اإلسرتاتيجية الطموحة لهذا الربنامج .. والتي تتطلب رسعة اإلنجاز<br />

.. وسالسة اإلجراءات .. والتخيل عن األساليب البريوقراطية يف إدارة الربنامج<br />

عىل جميع املستويات اإلدارية وعىل الخصوص التنفيذية منها .. وتهيئة<br />

الكوادر التي تتعامل مبارشة مع املستفيدين من الربنامج مبا يضمن تفعيل<br />

القرارات بشكل سليم .<br />

لكن الربنامج ومنذ انطالقته قبل ثالث سنوات وحتى هذه اللحظة .. امتاز<br />

برسعة اإلنجاز .. وباإلسلوب الحضاري املتقدم الذي انتهجه جميع منسويب<br />

الربنامج من رؤساء ومرؤوسني .. حتى وصفه احدهم بالظاهرة الغريبة<br />

خارج سياق العادات الحكومية .. وعلق آخر قائال : لو أن جميع مؤسساتنا<br />

الحكومية تعمل بهذه الروح وتنتهج ذات اإلسلوب لكنا يف خري عميم .<br />

وكلام سُ‏ ئِلنا عن الرس جاء الرد قائال بثقة إنها توجهات خادم الحرمني<br />

الرشيفني أوال .. وكفاءة القامئني عىل الربنامج ويخصون بالذكر الدكتور عبد<br />

الله املوىس وكيل وزارة التعليم العايل لشؤون البعثات املكلف.‏<br />

وما يلفت النظر يف الربنامج هو اهتاممه باملرأة .. وإعطائها الفرصة كاملة<br />

مثلها مثل أخيها الرجل .. وتقدميه الكثري من التسهيالت لها .. وحرصه<br />

عىل تذليل العقبات التي تقف حائال بينها وبني االستفادة من الربنامج<br />

.. وكان آخرها ما أخربتني به صديقتي املبتعثة بأن امللحقية الثقافية يف<br />

الواليات املتحدة األمريكية أفادتهم بأنه تم السامح مبنح املكافأة لألزواج<br />

غري السعوديني للمبتعثات السعوديات .. إنه خرب مبهج .. وليس بغريب أن<br />

يصدر مثل هذا القرار ألنه كام أسلفنا فإن القامئني عىل الربنامج يتعاطون<br />

أسلوبا خارج القوانني البريوقراطية الجامدة .. وينتهجون أسلوبا إنسانيا<br />

وحضاريا متقدما قامئا عىل أن القانون وضع لخدمة اإلنسان وليس حكام<br />

مقدسا غري قابل للنقاش أو التغيري .. لكن هذا القرار وعىل أهميته يبقى<br />

ناقصا ألنه اكتفى باألزواج غري السعوديني للمبتعثات .. ومل يشمل الزوجات<br />

غري السعوديات للمبتعثني السعوديني .. يبدو هذا اإلستثناء غري مربر ..<br />

وينايف أبسط الحقوق اإلنسانية التي حرص الربنامج عىل عدم تجاهلها<br />

.. لذا كل ما نرجوه هو أن يصدر قريبا قرارا برصف مكافاءات لزوجات<br />

املبتعثني السعوديني من غري السعوديات .<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 59 2011


من أمريكا<br />

حكايات وأساطير األطفال تصنع الواقع<br />

في أعمال آني ليفوبيتش الفنية الفوتوغرافية<br />

الجميلة والوحش<br />

Beauty and the Beast<br />

شخصيات سنيامئية وفنية شهرية تتقمص شخصيات ديزين وحكاياتها<br />

وأساطريها ومتتلئ بتلك العبارات التي تجسد مالمح القصة والحكاية<br />

القدمية بأسلوب جديد تختلط فيه شهرة الشخصية الفنية بشهرة الشخصية<br />

اإلسطورية أو الخيالية املعروفة ويتالعبان معا يف عقل املشاهد بني لغة<br />

الواقع ولغة الخيال لتستلهم من جديد حدوتة الصغار وأفالمهم التي<br />

أصبحت ركنا ركينا من تأمالتهم وأحالمهم الخاصة ... يف تلك الشخصيات<br />

السينامئية سوف نقرأ من جديد قصة الجامل النائم و إليس يف بالد العجائب<br />

وغريها من الحكايات .<br />

ثالث ألبومات جديدة لصور فوتوغرافية أصدرتها فنانة التصوير الفوتوغرايف<br />

واملصورة األمريكية العاملية آين ليبوفيتش Annie Leibovitz يف مشاهد<br />

من أفالم ديزين وأحالمها .. فإستقت املشهد من الحدث وإستقت الشخصية<br />

من الواقع وربطت بني اإلبداع واألسطورة ودعت كبار الشخصيات الفنية<br />

للدخول يف إطار اللوحة وتقمص الشخصية داخل املشهد الفني .. وهو نوع<br />

من الربط الذي يتزاحم فيه الصغار مع الكبار داخل األرسة الواحدة ويطرح<br />

لغة جديدة أكرث شموال ملعنى التذوق الفني واإلحساس به بني إبداعات<br />

املصورين الفوتوغرافيني وتعلق الجمهور باملشاهري وأرتباطهم بالحكاية<br />

واألسطورة ..<br />

يف أعامل آين الفنية والفوتوغرافية صور ألتقطت ألسامء كبرية المعة من<br />

املشاهري وهم يتقمصون أدوارا لشخصيات أسطورية أو خيالية يف الحكايات<br />

الشعبية التي تنقل مشاهدها عىل الشاشة أفالم ديزين املفضلة .. من<br />

بني تلك الشخصيات أوليفيا وايلد Olivia Wilde وإليس بولدوين Alec<br />

Jeff Bridges وجيف بريدجس Penelope Cruz وبنيلوب كروز Baldwin<br />

وكوين لطيفة Queen Latifah<br />

وتسعى آين ليبوفيتش إىل إصطحابك معها للتنقل بتلك الشخوص عرب<br />

الحكايات ومشاهد الصور يف جوالت إستثنائية غري عادية ال مثيل لها لتجسد<br />

بها رؤيتها وأحالمها يف عامل ديزين وحكاياته .<br />

إليس يف بالد العجائب<br />

تستدعي آين يف صورها العديد من تراث الحكايات فتستلهم من قصة<br />

إليس يف بالد العجائب Alice›s Adventures in Wonderland صورة<br />

أو مشهدا وتطوف بك عرب الذاكرة لتقرأ القصة التي كتبها لألطفال الكاتب<br />

وعامل الرياضيات اإلنجليزى لويس كارول عام .. 1865 وكان لويس كارول<br />

قد وضع إسام مستعارا عىل كتابه حتى ال يعرف أحدا أن معلم الرياضيات<br />

آين ليبوفيتش<br />

املتدين يكتب روايات لإلطفال .<br />

تصور آين مشهدا من هذه القصة للفنانة بيانيص Beyonce وهي تقوم<br />

بشخصية إليس ومعها أوليفر بالت Oliver Platt بصفته ماد هاتار Mad<br />

Hatter ولييل لوفيت بصفتها مارش هري .. March Hare وتحيك القصة<br />

حكاية إليس الفتاة التي سقطت يف جحر أرنب وتنقلت يف داخله عرب عامل<br />

خيايل.‏<br />

الجميلة والوحش<br />

أما بالنسبة لحكاية الجميلة والوحش Beauty and the Beast ، فتستدعي<br />

آين مشهدا من القصة بعنوان : ‏»قصة قدمية قدم الزمن«‏ A Tale As<br />

.. Old As Time حيث تظهر بينيلوب كروز Penelope Cruz مع جيف<br />

60 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


تحول بنيلوب كروز وجيف بريدج آلين يبوفيتش<br />

الفنانة كوين لطيفة تربز يف دور أورسوال ساحرة البحار من قصة ‏»حورية<br />

البحر الصغرية «<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 61 2011<br />

مجلة


من أمريكا<br />

بريدجز Jeff Bridges يف دور الحسناء بييل وأمريها الوسيم الذي حولته<br />

الحورية إىل وحش .<br />

وحكاية الجميلة والوحش حكاية خرافية فرنسية نرشت عدة مرات إبتداءا<br />

من عام 1740 والنسخة السائدة منها كتبت يف عام .. 1756 و يف عام<br />

1757 ترجمت القصة إىل اإلنجليزية .. وللحكاية أشكال أدبية وفنية متعددة<br />

من أهمها النسخة األوبرالية التي كتبها مارمونتيل Marmontel وألف<br />

موسيقاها جريرتي Grétry يف فرنسا عام 1771 والتي حققت نجاحا هائال<br />

يف القرن التاسع عرش .. كام أنه يف عام 1991 أعيد كتابة القصة يف فيلم<br />

سيناميئ تجاوز إيراداته مئة مليون دوالر ورشح لجائزة األوسكار لفئة أفضل<br />

فيلم ليكون أول فيلم للرسوم املتحركة يف التاريخ يُرشح لهذه الجائزة .<br />

تدور حكاية الجميلة والوحش حول الجميلة بييل التي أحبت الوحش رغم<br />

بشاعته وذلك لحسن معاملته وحبه لها فإذا بها تكتشف بأنه فارس األحالم<br />

الذي كان يغزو أحالمها كل ليلة وأنه يف األصل كان أمريا وسيام حلت عليه<br />

لعنة أحد الحوريات فسحرته بسحر ال يفكه وال يقدر عليه إال من يحبه عن<br />

غري زي قصد أو مصلحة مثلام أحبته بييل .<br />

حورية البحر الصغرية<br />

إستعانت املصورة األمريكية العاملية آين ليبوفيتش بقصة ‏»حورية البحر<br />

الصغرية The Little Mermaid وإستلهمت منها بعض املشاهد منها<br />

تصويرها ملشهد أورسوال Ursula ساحرة البحار التي قامت بدورها الفنانة<br />

كوين لطيفة Queen Latifah كام أنها قامت بتصوير مشهد للحورية<br />

ارييل Ariel من خالل الفنانة جوليانا مور Julianne Moore والسباح<br />

االوملبي مايكل فيلبس Michael Phelps<br />

وحكاية ‏»حورية البحر الصغرية حكاية خرافية للكاتب والشاعر الدامنريك<br />

هانز كريستيان أندرسون Hans Christian Andersen وتدور قصتها<br />

حول حورية صغرية نذرت نفسها وحياتها من أجل نيل روحها اإلنسانية<br />

واإلرتباط باألمري اإلنسان الذي تحبه مضحية بحياتها وعاملها ومسقط رأسها<br />

يف البحار وبهويتها كعروس فيه .. نرشت القصة يف عام 1837 وكانت قد<br />

كتبت خصيصا للباليه ثم تبنتها وسائل إدبية وإعالمية أخرى فأستخدمت<br />

كمرسحية موسيقية وكفيلم من أفالم الرسوم املتحركة .<br />

هيالري كلينتون أحد شخصياتها الفنية<br />

سنو وايت واألقزام السبعة<br />

ومل تتوقف مشاهد آين وصورها الفوتوغرافية املستمدة من الحكيات<br />

فهناك حكاية سنو وايت واألقزام السبعة Snow White and the Seven<br />

Dwarfs وهو أول فيلم أمرييك طويل للرسوم املتحركة أنتجته رشكة والت<br />

ديزين عام 1937.. حيث قامت آين بتصوير مشهد بعنوان : شهرتك جاملك<br />

Famed Is Thy Beauty تظهر فيه إليس بولدوين كروح املرآة السحرية<br />

مع أوليفيا وايلد التي تقوم بدور ملكة الرش .. ويف عمق مخبئها تستدعي<br />

امللكة الرشيرة روح املرآه لتكشف عن هوية املرأة الخادمة األروع جامال ..<br />

وهناك مشهد آخر صورته آين للفنانة راشيل وايز Rachel Weisz يف دور<br />

سنو وايت.‏<br />

تدور أحداث القصة حول سيدة قاسية،‏ عملت رئيسة لقرص امللك،‏ وتسببت<br />

62 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


يف قتل زوجته ثم تزوجته بحجة اإلعتناء بإبنته بيضاء الثلج،‏ ولكنها بعد أن<br />

ملكت زمام األمور يف القرص حبست امللك وتسببت يف موته،‏ وإستغلت<br />

إبنته األمرية بياض الثلج لتكون خادمتها .. وكانت امللكة الرشيرة متلك مرآة<br />

سحرية إذا ما سألتها أيهن أجمل النساء يف العامل كانت تجيبها عىل الفور<br />

بإنها األجمل فتزداد غروراً‏ وطغياناً،‏ إىل أن جاء يوم فأجابتها املرآة بأنها مل<br />

تعد أجمل نساء العامل وأن األمرية بياض الثلج،‏ تستحق هذا اللقب عنها<br />

الرياضة والعدو من إهتاممات آين ولكن بأحذية نسائية<br />

ألنها توجت الجامل بالحب وهكذا بدأ الرصاع حيث حاولت امللكة الرشيرة<br />

القضاء عىل األمرية والحيلولة بينها وبني األمري الذي تحبه فتتنكر يف هيئة<br />

بائعة تفاح وترغبها ليك تقضم قضمة من تفاحة األحالم املسحورة بحجة<br />

تحقيق اآلمال وعندما أكلت األمرية من التفاحة فارقت الحياة ومل تعد مرة<br />

أخرى إال مبساعدة األمري واألقزام السبعة .<br />

تخلط آين كثريا بني عدسات الواقع ورؤيتها اإلبداعية الخيالية لكنها يف نفس<br />

الوقت تحتفظ بالرموز التي تصنع مع الرؤية<br />

الجاملية معنى القصة وحكايتها الطريفة .. يف<br />

قصة الجامل النائم Sleeping Beauty تصور<br />

آين مشهدا لديفيد بيكهام David Beckham<br />

وهو يؤدي دور األمري يف تلك القصة أو ذلك<br />

الباليه الذي يعد واحدا من أشهر أعامل الباليه<br />

الكالسيكية .. وهو من تأليف بيرت إليتش<br />

تشايكوفسيك وسيناريو إيفان فسكولوئسيك<br />

وعرض ألول مرة يف عام 1890.<br />

الجامل النائم<br />

وتعد حكاية الجامل النائم أو الجامل النائم يف<br />

الخشب The Beauty asleep in the wood<br />

خرافة كالسيكية تدور حول األمرية جميلة أورورا<br />

Aurora التي سحرت باألمري وسيم .. وهي<br />

الحكاية األوىل ضمن مجموعة نرشها تشارلز بريو<br />

Charles Perrault تحت عنوان حكايات األم<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 63 2011


من أمريكا<br />

أوزة Tales of Mother Goose يف عام 1697.. ولقد إزدادت شهرة القصة<br />

للناطقني باإلنجليزية حينام تحولت إىل فيلم للرسوم املتحركة من إنتاج والت<br />

ديزين عام 1959 وكانت رسوماته مأخوذة من باليه تشايكوفيسيك الذي عرض<br />

ألول مرة يف سانت بطرسربغ عام 1890.<br />

عالء الدين واملصباح السحري<br />

من املشاهد التي صورتها آين مشهد بعنوان عالء الدين »Aladdin« حيث<br />

يستمد هذا املشهد شخصياته من قصة عالء الدين وقامت آين بتصوير<br />

الفنانة جنيفر لوبيز Jennifer Lopez وزوجها املغني مارك أنطوينMarc<br />

Anthony ملحاكاة شخصيتي ياسمني Jasmine وعالء الدين يف هذه القصة .<br />

ويف نفس القصة يوجد مشهد آخر صورته الفنانة آين ليبوفيتش بعنوان : أين<br />

ينتظر العامل الجديد الكامل Awaits« »Where a Whole New World<br />

ويصور الفنانة وويب غولدبرغ Whoopi Goldberg وهي تحايك دور الجنية<br />

.. وتذخل قصة عالء الدين يف إطار الحكاية الشعبية والقصة الخيالية التي<br />

ورد ذكرها يف كتاب ألف ليلة وليلة،‏ وخرجت إىل العامل يف الكثري من األفالم<br />

أشهرها فيلام أنتجته رشكة والت ديزين عام 1992.. وتدور القصة حول شاب<br />

لديه مصباح كلام فركه خرج الجني من املصباح ليحقق له األمنيات .<br />

سندريال<br />

وتتابع آين إبداعاتها ولوحاتها الفنية الفوتوغرافية فتقتنص بني مشاهدها<br />

حكاية سندريال Cinderella ومحاكاة سكارليت جوهانسون Scarlett<br />

Johansson لها وهي ترتدي ثوب السهرة الرباق وعىل رأسها التاج املايس<br />

الذي يزن 62 قراطا الذي صممه الجواهرجي األمرييك الشهري هاري ونستون<br />

.. Harry Winston وحكاية سندريال صاحبة الحذاء الزجاجي الصغري<br />

حكاية شعبية التخلو من رمزيتها ومعانيها حيث تجسد أسطورة الظلم<br />

والجور والقمع ويف نفس الوقت مكافأة الظفر بالعدالة القدرية التي قد<br />

يتصور أنها غابت عن اإلنصاف يف وقت ما .. تدور القصة حول شخصية إمرأة<br />

شابة تواجه ظروفا قاسية تنقلب فجأة إىل فرج كبري لتصبح كلمة ‏»سندريال«‏<br />

رمزا لكل إنسان ال يعرتف بإسهاماته وال يتوقع له اإلعرتاف به وبنجاحة بعد<br />

فرتة الغموض واإلهامل التي صاحبته وال تزال هذه القصة تؤثر يف الثقافة<br />

الشعبية عىل مستوى العامل.‏<br />

جنيات ديزين<br />

عىل مدى السنوات األربع املاضية،‏ تقوم آين بتحويل العديد من املشاهري<br />

إىل تلك الشخصيات التي متثل حلم ديزين وحكايات أفالمه املستمدة من<br />

الخرافة أو األسطورة وتلك التي غذاها إبداع الكتاب واملؤلفني والشعراء ..<br />

فتارة تظهر لنا حلام يف صورة رواية .. وتارة باليه أو عمل أوبرايل .. وتارة<br />

فيلام تغزو رسوماته عقول األطفال وتجسد يف دخائلهم مضامني الوعي<br />

واإلدارك والفهم الصحيح ملعنى الواقع .. يف سلسلة آين املعروفة بصور حلم<br />

ديزين The Disney Dream Portraits series ال تقترص املشاهد عام<br />

تتلقفه ديزين من تراث الحكايات فقط وإمنا أيضا من ذلك اإلمتياز الذي<br />

إختصت به لبعض الشخصيات املقتبسة من أعامل الكاتب جي إم باري .J<br />

تينا فاي يف دور تنكر بيل يف مشهد بعنوان ‏»حيثام اليجب عليك أبدا أن تكرب«‏<br />

سكارليت جوهانسون يف دور سندريال ، وهي ترتدي ثوب السهرة الرباق وتاج هاري ونستون املايس الذي يزن 62<br />

قراطا .<br />

هذا املشهد بعنوان ‏»الشهري هو الجامل الخاص:‏ يلعب أليك بالدوين الروح يف املرآة السحرية،‏ بينام تصور أوليفيا<br />

وايلد امللكة الرشيرة من قصة ‏»سنو وايت واألقزام السبعة<br />

64 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


.M Barrie مثل شخصية بيل املصلحة أو تنكربيل<br />

Tinker Bell تلك الشخصية الخيالية املأخوذة<br />

من مرسحيته التي نرشها يف عام 1904 وتحمل<br />

نفس اإلسم حيث إستعانت آين بتصوير شخصيتها<br />

يف مشهد بعنوان ‏»حيثام اليجب عليك أبدا أن<br />

تكرب«‏ Where You Never Have to Grow Up<br />

باملمثلة املعروفة تينا فاي . Tina Fey<br />

.. ومن روايته بيرت ووندي Peter and Wendy<br />

التي أصدرها عام .. 1911 وكذلك الشخصية<br />

الخرافية الوهمية فريي fairy التي أبدعها فيام<br />

يسمى بجنيات ديزين The Disney Fairies<br />

وغريهام من الشخصيات .. وهناك قصص متعددة<br />

لبيرت بان Peter Pan إختصت بها والت ديزين<br />

وخاصة فيلمها عنه الذي قامت بإنتاجه عام . 1953<br />

من هذه الشخصيات إستقت آين العديد من<br />

املشاهد منها املشهد الذي تظهر فيه عارضة االزياء<br />

الشهرية جيزيل بوندشني Gisele Bundchen<br />

لتحايك شخصية ويندي مويرا أنجيال دارلينج<br />

، Wendy Moira Angela Darling ويظهر<br />

فيه الراقص ميخائيل باريشنيكوف Mikhail<br />

Baryshnikov محاكيا لدور بيرت بان.‏<br />

ومتثل ويندي مويرا أنجيال دارلينج شخصية البطلة<br />

آين تستأثر بالحركة يف الصورة الصامتة<br />

يف رواية بيرت ووندي Peter and Wendy التي<br />

كتبها جي إم باري حول فتاة يف حدود الثالثة عرش<br />

من العمر .. أصغر أو أكرب قليال .. وهي يف حجم<br />

بيرت الذي اليزال يحتفظ بكل أسنانه الطفولية<br />

، baby teeth وكان لون شعرها يتلون أشقرا ،<br />

وبنيا،‏ أو أسودا بطرق مختلفة .. وتصور ويندي<br />

يف أفالم ديزين برشيط أزرق يف شعرها ولباس نوم<br />

أزرق.‏ وهي متثل لبيرت منوذج الرباءة .. وهناك لوحة<br />

أخرى تصور مشهدا لبينوكيو وقصص الجنيات<br />

حيث إستعانت آين بشخصية الفنانة جويل أندروز<br />

Julie Andrews متنكرة يف زي الجنية الزرقاء<br />

Pinocchio من قصة بينوكيو the Blue Fairy<br />

، وبأبيجيل بريسلني Abigail Kathleen Breslin<br />

يف دور الجنية فريا Fira من قصص الجنيات The<br />

. Disney Fairies<br />

وتعيدنا اللوحة إىل حكاية بينوكيو التي كتبها<br />

الروايئ اإليطايل كارلو كولودي عام‎1880‎‏،‏ وتدور<br />

حول فنان كان يعيش وحيدا يف بيت خشبي صغري<br />

وكان يصنع الدمى ومنها دمية بينوكيو الذي حينام<br />

صنعه متناه أن يتحول إىل صبي حقيقي ليكون له<br />

ولدا وهو من غري أوالد وكان للحورية شعلة دور<br />

كبري يف مساعدة بينوكيو عىل الحركة بدون خيوط<br />

وأنقذته من العديد من املواقف التي وقع فيها<br />

وعاقبته عىل كذبه بتطويل أنفه لكنه بعد هذه<br />

الرعاية والرتبية أصبح شجاعا قادرا عىل تحقيق<br />

أمنية صانعه بأن يصبح صبيا نافعا .<br />

وتهتم آين ليبوفيتش ليس فقط باملشهد الذي ميثل<br />

الحكاية وإمنا أيضا بالشخصية سواء كانت أسطورية<br />

أو حقيقية وباألصالة التاريخية التي تكتسب<br />

من زمنها واقعا ما فمن بني الشخصيات التي<br />

إختارتها آين شخصية بوكاهونتاس Pocahontas<br />

إبنة واهونسنكاوا Wahunsunacawh املعروف<br />

بإمرباطور قبيلة باوهاتان Powhatan الذي<br />

ترأس شبكة األمم القبلية مبنطقة Tidewater<br />

بوالية فرجينيا وقامت بتصويرها يف مشهد بعنوان<br />

‏»أين تجري األحالم حرة Where Dreams<br />

« Run Free وإستعانت لتصوير هذه الشخصية<br />

بالفنانة جيسيكا بيال Jessica Biel قام قامت<br />

بتصوير روجر فيدرر Roger Federer يف دور<br />

امللك آرثر .. King Arthur وتهتم آين بتصوير<br />

الشخصيات املعروفة برؤية خاصة تستخدم<br />

الخطوط التأثريية لحركة الجسم وتعبريات الوجه<br />

واإلنحاءات املختلفة التي تراها يف الشخصيات<br />

الرياضية والتمثيلية وأيضا عند السياسيني .<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 65 2011


من أمريكا<br />

من أجل تنمية مهارات القيادة<br />

الجامعة العربية النموذجية محاكاة طبيعية<br />

لجامعة الدول العربية<br />

يف عام 1983، تجمع وفود ميثلون 20 مدرسة<br />

بجامعة جورج تاون للمشاركة يف ما يفرتض أن<br />

يكون محاكاة ملرة واحدة،‏ ملا تقدمه جامعة<br />

الدول العربية ليصبح هذا التجمع فيام بعد<br />

نواة لنشأة الجامعة العربية النموذجية The<br />

Model Arab League (<br />

)MAL التي تضم حتى<br />

اآلن نحو 35000 طالب<br />

من نحو 200 جامعة<br />

ومدرسة ثانوية فضال عن<br />

مئات املستشارين من<br />

أعضاء هيئات التدريس<br />

.. وبدال من تلك املحاكاة<br />

الوحيدة التي كان مقررا<br />

لها أن تتم ملرة واحدة<br />

أصبحت املحاكاة تدار<br />

وتعقد سنويا يف العاصمة<br />

األمريكية واشنطن دي<br />

يس .<br />

وخالل السنوات السبع والعرشين التي تلت<br />

عقدت جامعة الدول العربية النموذجية<br />

التابعة للمجلس الوطني للعالقات األمريكية<br />

العربية نحو 14 مؤمترا سنويا يف أنحاء أمريكا.‏<br />

وتقدم الجامعة العربية النموذجية<br />

للمشاركني من طالب املدارس الثانوية<br />

والكليات والجامعات فرصا ممتازة لتعلم<br />

وتنمية مهارات القيادة والتعرف عىل<br />

القضايا اإلجتامعية واإلقتصادية والثقافية<br />

والسياسية التي تواجه قادة العامل العريب<br />

.. ويحاول مندوبو الطالب املمثلون للدول<br />

األعضاء دراسة القضايا التي يتصارع عليها<br />

الدبلوماسيون يوميا والعمل عىل تحقيق<br />

التوافق يف اآلراء من أجل حلها .. والشك أن<br />

الطبيعة الديناميكية والتفاعلية للعب مثل<br />

هذه األدوار تحفز عىل اإلبداع وتعمق من<br />

فكرة التعلم ، وتزرع الفهم واإلدراك واملعرفة<br />

الناتجة عن التجربة واملامرسة أكرث مام قد<br />

مندوبو الجامعات والكليات ميثلون 22 دولة عربية<br />

يتحقق من قراءة كتاب أو مشاهدة رشيط<br />

للفيديو أو اية وسائل تعليمية أخرى .<br />

تبدأ املحاكاة بجلسة عامة،‏ حيث يتبنى<br />

املندوبون وضع جدول أعامل مؤقت يتضمن<br />

عمل اللجان املختصة بجامعة الدول العربية<br />

النموذجية .. ويقوم املندوبون بإنتخاب<br />

أعضاء اللجنة املكلفة لإلرشاف عىل املناظرة<br />

وذلك لضامن أن تتم املداوالت وفقا للقواعد<br />

اإلجرائية التي تتبعها الجامعة .. ويقوم<br />

املندوبون يف اللجنة بالترشيع واملناظرة<br />

والتصويت عىل القرارات التي تعكس مواقف<br />

بالدهم من القضايا ذات اإلهتامم اإلقليمي<br />

والعاملي .. يف حني تختص جلسة القمة يف<br />

إجتامعها الشامل بالقضايا التي مل يتم متريرها<br />

من قبل هذه اللجان .<br />

ولقد إحتفلت الجامعة الوطنية لجامعة<br />

الدول العربية النموذجيةNATIONAL<br />

UNIVERSITY MODEL ARAB<br />

LEAGUE لهذا العام 2011 بعامها الثامن<br />

والعرشين وإستضافت أكرث من 300 طالب من<br />

نحو 22 كلية وجامعة يف منتدى للمناظرات<br />

األكادميية التي تركزت حول القضايا ذات الصلة<br />

بالدول العربية اإلثنتني والعرشين التي تتألف<br />

منها جامعة الدول العربية<br />

ولقد أختري كاملعتاد مندوبون من الجامعات<br />

األمريكية متثل كل جامعة منها دولة عربية<br />

واحدة كام ييل :<br />

جامعة نورث إيسرتن Northeastern<br />

66 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


University لدولة الجزائر Algeria وجامعة<br />

ماونت سانت ماري Mount St. Mary›s<br />

University لجزر القمر Comoros و<br />

جامعة يوتا University of Utah لجمهورية<br />

مرص العربية Egypt وجامعة جورج ميسون<br />

George Mason University للمملكة<br />

األردنية الهاشمية Jordan و جامعة جراند<br />

فايل الحكومية Grand Valley State<br />

University للبنان Lebanon وكلية بومونا<br />

Mauritania ملوريتانيا Pomona College<br />

و كلية أدريان Adrian College لسلطمة<br />

عامن Oman وجامعة كنيسو الحكومية<br />

Kennesaw State University لدولة<br />

قطر Qatar و جامعة أركانساس بلتل روك<br />

University of Arkansas - Little Rock<br />

للصومال Somalia وجامعة جورجيا الحكومية<br />

Georgia State University للجمهورية<br />

العربية السورية Syria وجامعة نورث كارولينا<br />

بشارلوت University of North Carolina<br />

– Charlotte لدولة اإلمارات العربية<br />

املتحدة UAE وجامعة مونتانا الحكومية<br />

Montana State University لدولة إريرتيا<br />

)Eritrea (observer state وجامعة بتسربج<br />

University of Pittsburgh ململكة البحرين<br />

Roger و جامعة روجر وليامز Bahrain<br />

Djibouti لجيبويت Williams University<br />

صاحب السمو املليك االمري عبد العزيز بن طالل بن عبد العزيز<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 67 2011


من أمريكا<br />

وجامعة نورث ويسرتن Northwestern<br />

University لجمهورية العراق Iraq و<br />

جامعة هيوسنت University of Houston<br />

لدولة الكويت Kuwait وجامعة مريرس<br />

Mercer University لليبيا Libya واألكادميية<br />

العسكرية األمريكية بويست بوينت United<br />

States Military Academy at West<br />

Point للمملكة املغربية Morocco وكلية<br />

كونفريس Converse College لدولة فلسطني<br />

George وجامعة جورج واشنطن Palestine<br />

Washington University للمملكة العربية<br />

السعودية <strong>Saudi</strong> Arabia والجامعة األمريكية<br />

بالقاهرة American University of Cairo<br />

املختص بشؤون الكونجرس واإلعالم مبكتب<br />

جامعة الدول العربية بواشنطن وفرانك<br />

أندرسون Frank Anderson الرئيس واملدير<br />

التنفيذي ملجلس سياسة الرشق األوسط وعبد<br />

الرحيم فقراء Abdelrahim Foukara مدير<br />

مكتب قناة الجزيرة بواشنطن ثم أعقب ذلك<br />

الجلسة العامة للمجلس Plenary/Council<br />

Session ومن بعدها جلسات ملجالس إمتدت<br />

لست جلسات قبل جلسة القمة Summit<br />

. Session<br />

ولقد روعي بني تلك الجلسات ويف نهايتها وفق<br />

الجدول الزمني عقد بعض اإلجتامعات ومنها<br />

القانون الدويل يف املياه اإلقليمية مع إعطاء<br />

أهمية خاصة لإلتفاقيات الدولية،‏ وعقوبات<br />

االمم املتحدة،‏ ومخاوف القرصنة والتهريب غري<br />

املرشوع كام تناول أيضا سبل التعاون يف مجال<br />

الدفاع الجوي،‏ وتكنولوجيا الدفاع من أجل<br />

تعزيز التنسيق اإلقليمي للدفاع،‏ واإلستفادة<br />

من الصناعات العسكرية اإلقليمية وصياغة<br />

مفهوم األمن العريب الشامل.‏ مجلس الشؤون<br />

الفلسطينية Council on Palestinian<br />

.. Affairs وتناول مناقشة املعالجة القصرية<br />

والطويلة األجل ملخاوف اإلسكان يف فلسطني<br />

وتعزيز فرص التعليم العميل لهم وتشديد<br />

الروابط االقتصادية بني فلسطني والدول<br />

للسودان Sudan وجامعة نورث تكساس<br />

University of North Texas لتونس<br />

Miami University وجامعة ميامي Tunisia<br />

للجمهورية العربية اليمنية Yemen وكلية<br />

كونفريس / مونتانا الحكومية/‏State Montana<br />

( Turkey لدولة تركيا Converse College<br />

دولة مراقبة .) observer state<br />

تضمن الربنامج زيارة املندوبني للسفارات<br />

بالعاصمة األمريكية واشنطن فضال عن<br />

جدول األعامل التقليدي الذي يضم الجلسة<br />

اإلفتتاحية وبها عدد من املتحدثني الرئيسيني<br />

ومنهم سامح ألفونس Sameh Alfonse<br />

إجتامع الرئيس Chair Meeting وإجتامع<br />

رؤساء الوفود فضال عن حفل اإلستقبال الذي<br />

أقيم عىل رشف صاحب السمو املليك األمري<br />

عبدالعزيز بن طالل بن عبدالعزيز آل سعود<br />

والندوة املصاحبة له .. Panel Discussion<br />

ويف نهاية املؤمتر أقيم حفل لتوزيع الجوائز<br />

تضمنه كلمة من صاحب السمو املليك األمري<br />

عبدالعزيز بن طالل بن عبد العزيز آل سعود .<br />

تضم هذه املجالس :<br />

مجلس الدفاع املشرتك Joint Defense<br />

.. Council وتناول هذا العام قضايا استكشاف<br />

التوازن بني السيادة الوطنية والحاجة إىل تنفيذ<br />

العربية وخلق حوافز اإلستثامر يف األرايض<br />

الفلسطينية وإستكشاف الفرص املتاحة لتعزيز<br />

إعادة بناء املؤسسات الفلسطينية .<br />

من أجل تحسني الحكم املستقل،‏ وسيادة<br />

القانون والنظم السياسية ذات املصداقية.‏<br />

مجلس وزراء الشؤون االجتامعية العرب<br />

Council of Arab Social Affairs<br />

.. Ministers وتناول مناقشة<br />

جامعة جورج تاون مقر اإلجتامعات<br />

التقدم<br />

التكنولوجي الطبي وتحسني مستويات الصحة<br />

العامة والتوسع يف امليثاق العريب لحقوق<br />

اإلنسان وتعزيز الفرص اإلقتصادية،‏ واملشاركة<br />

املدنية للشباب واملشاركة السياسية.‏<br />

68 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


مجلس الشؤون السياسية Council on<br />

.. Political Affairs وتناول مناقشة تعميق<br />

الروابط الدبلوماسية والسياسية مع القوى<br />

اإلقتصادية الناشئة مثل الربازيل وروسيا والهند<br />

والصني وتحليل وإعادة تقييم مشاركة األقليات<br />

العرقية والدينية يف العمليات السياسية املحلية<br />

واملنادة باملواطنة وسياسات التجنيس يف الدول<br />

األعضاء وتوسيع سيادة القانون ، وتحسني<br />

اإلسرتاتيجيات من أجل ‏»بناء القدرات « يف<br />

العامل العريب واملناطق املحيطة بها.‏<br />

مجلس وزراء العرب للشؤون البيئية Council<br />

of Arab Environmental Affairs<br />

.. Ministers وتناول مناقشة التكنولوجيات<br />

التصويت عىل القرارات تعكس وجهات النظر يف القضايا العربية<br />

والتقنيات التي ميكن استخدامها لتعزيز<br />

اإلنتاجية وسبل مواصلة إدارة املوارد املائية<br />

لتحسني فرص الحصول عىل نوعية جيدة من<br />

مياه الرشب ومعالجة اآلثار البيئية للتنمية<br />

وتوسيع املنشآت النووية لتوليد الكهرباء.‏<br />

مجلس وزراء الشؤون االقتصادية العربية<br />

Council of Arab Economic Affairs<br />

.. Ministers وتناول القضايا املتعلقة بتنسيق<br />

السياسات الجمركية وتعزيز القروض لتمويل<br />

املشاريع الصغرية للمجتمعات الريفية<br />

واملحرومة كوسيلة لتخفيف حدة الفقر يف<br />

العامل العريب والبحث عن اإلسرتاتيجيات البديلة<br />

األكرث أمانا لإلستثامر وصياغة اإلسرتاتيجيات<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 69 2011


النموذجية فقط .<br />

وقد ورد يف قامئة الحاالت األوىل DOCKET<br />

‎1‎قضايا متعددة منها : البحرين ضد الجزائر<br />

فيام يتعلق بالدفاع عن العضوية يف جامعة<br />

الدول العربية .. وقضية قطر ضد األردن فيام<br />

يتعلق باإلدعاءات الخاصة باملشاركة يف برامج<br />

الرتحيل غري القانونية للواليات املتحدة ..<br />

وقضية الصومال ضد فلسطني والخاصة بنزع<br />

سالح الالجئني باملخيامت وقضية اإلمارات<br />

العربية املتحدة ضد جامعة الدول العربية<br />

ممثلة بدولة سوريا فيام يتعلق بحالة جزر<br />

طنب Tunbs Islands واملنطقة الواقعة بني<br />

خليج هرمز والخليج العريب وكذلك قضية<br />

الخاصة بتعزيز صناعة السياحة يف العامل<br />

العريب.‏<br />

القمة العربية الثقافية Arab <strong>Cultural</strong><br />

.. Summit وتناولت مناقشة تسهيل إنتاج<br />

ونرش الثقافة العربية لألدب والسينام<br />

والفولكلور،‏ واملوسيقى،‏ يف جميع الدول<br />

األعضاء بجامعة الدول العربية وبدون حدود<br />

وتطوير الربامج الخاصة بإستخدام القيم<br />

األساسية للرياضة كمصدر للوحدة والتفاهم<br />

والتعاون واالحرتام بني الشباب العريب وتعزيز<br />

وتقوية دور األرسة كوحدة محافظة للقيم<br />

العربية،‏ وحامية للرتاث الثقايف العريب.‏<br />

محكمة العدل العربية Arab Court of<br />

.. Justice دعيت املحكمة للمثول يف جامعة<br />

الدول العربية النموذجية للعام 2011 للسنة<br />

السابعة وذلك ملناقشة القضايا التي رفعها<br />

نحو عرش دول وقد نظرت هذه الدعاوى أمام<br />

املحكمة طوال يومني من أيام املؤمتر ونوقش<br />

فيها الحاالت املرفوعة الخاصة باإلقليم الجنويب<br />

الرشقي لجامعة الدول العربية النموذجية<br />

وجامعة الدول العربية النموذجية الوطنية<br />

وكذلك الحاالت الخاصة بجامعة الدول العربية<br />

تونس ضد اململكة العربية السعودية حول<br />

تسليم زين العابدين بن عيل.‏<br />

كام وردت القامئة الثانية من الحاالت<br />

2 DOCKET املتعلقة بجامعة الدول العربية<br />

النموذجية فقط .. قضية جيبويت ضد اريرتيا<br />

حول إحتالل إريرتيا لألرايض الجيبوتية وقضية<br />

موريتانيا ضد جامعة الدول العربية ممثلة<br />

يف لبنان حول معاهدة جامعة الدول العربية<br />

املشرتكة لعام 2009 مع الكريس الرسويل أو<br />

املطران ذو اإلختصاص األسقفي بوصفه البابا<br />

للكنيسة الكاثوليكية يف روما .. وهناك أيضا<br />

70 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


قضية السودان ضد مرص فيام يتعلق مبثلث<br />

حاليب وحقوق النفط وقضية عامن ضد اليمن<br />

حول مبيعات السالح إىل الجامعات املتمردة<br />

وأيضا قضية العراق ضد الكويت حول فشل<br />

املساعدة يف العثور عىل األشخاص املفقودين<br />

أو رفاتهم وإعادتهم إىل أوطانهم .<br />

ويحظى املؤمتر باإلهتامم والتغطية اإلعالمية<br />

سواء يف الداخل أو يف الخارج وذلك من<br />

خالل الفيلق الصحفي Reporters› Corps<br />

الذي كان موجودا لتغطية األحداث الجديرة<br />

باملالحظة والتغطية يف نرشتها اإلخبارية<br />

اليومية وأهمها فعاليات املؤمتر وترشيعاته<br />

فضال عن اإلحتفاء والتكريم وتقديم الجوائز<br />

.. كام يصاحب املؤمتر إهتامم خاص من<br />

رجال السياسة وأعضاء الكونجرس والسينيت<br />

يف الواليات التي يكرم ممثلوها املندوبني يف<br />

هذه اإلجتامعات .. و تحرص الجامعات عىل<br />

املشاركة يف برنامج جامعة الدول العربية<br />

النموذجية ومن ذلك جامعة بيالرماين<br />

Bellarmine University الواقعة يف لويس<br />

فيل بوالية كنتايك وهي جامعة متميزة علميا<br />

وسلوكيا بني أفضل الكليات والجامعات فعىل<br />

مدى عقد من الزمن إعتادت الجامعة أن<br />

ترسل وفودها الفائزة لهذا الربنامج واملشاركة<br />

مع الجامعات املختلفة التي تعقد هذا<br />

النموذج يف والياتها مثل إستضافة منوذج<br />

أوهايو Ohio MAL لجامعات ميامي يف<br />

أوكسفورد وجامعة أوهايو الحكومية وجامعة<br />

إنديانا ساوث إيست وجامعة شوين الحكومية<br />

وجامعة ويسليان الحكومية وجامعة سنسنايت<br />

وجامعة جون كارول .. ويبلغ عدد املشاركني<br />

من جامعة بيالرماين مايقرب من ستني طالبا<br />

عىل مر السنني .. واعتبارا من عام 2003 حصل<br />

مندوبو الجامعة عىل ثالثني جائزة من جوائز<br />

املندوبني املمتازين Outstanding Delegate<br />

awards وخمس جوائز من جوائز الوفود<br />

املمتازة Outstanding Delegation awards<br />

وثالثة جوائز من جوائز ذكر أسامء املكرمني<br />

.. Honorable Mentions ولقد أختري الطالب<br />

للخدمة كرؤساء لجان أحد عرش مرات.‏<br />

ويقول السيد ماثيو كورنوير Matthew<br />

Cournoyer األمني العام لجامعة الدول<br />

العربية النموذجية الوطنية للعام 2011<br />

ويدرس حاليا بجامعة نورث إيسرتن<br />

Northeastern University بأنه مل يكن<br />

يتخيل الفوز بهذا املنصب عىل الرغم من<br />

تدرجه يف املشاركة حيث سبق أن شارك باألمم<br />

املتحدة النموذجية ملدة ثالث سنوات أثناء<br />

دراسته باملرحلة الثانوية ومل تكن السياسة<br />

والثقافة العربية يف ذلك الوقت مألوفة بالنسبة<br />

له وأنه قد بدأ املؤمتر األول بشيئ من الرتدد<br />

والتخوف غري أن إشرتاكه يف جامعة الدول<br />

العربية النموذجية منذ البداية سمح له تقوية<br />

فهمه للعامل العريب وجعلت منه ليس فقط<br />

مندوبا أفضل لتمثيل الجامعة بل أيضا طالب<br />

أفضل يف العالقات الدولية..‏ ويؤكد ماثيو أن<br />

هناك بعض االختالفات ما بني جامعة الدول<br />

العربية النموذجية الوطنية National MAL<br />

وبني جامعة الدول العربية اإلقليمية regional<br />

MAL ففي الجامعة الوطنية يطور املندوبون<br />

مرفقهم وفق النظام الداخيل والقواعد<br />

اإلجرائية حيث تتدفق<br />

املناقشات برسعة أكرب<br />

، وتتعامل اللجان مع<br />

املوضوعات بعمق<br />

أكرب مام هي عليه<br />

يف الجامعة اإلقليمية<br />

فضال عن الروح<br />

التنافسية التي تتميز<br />

بها الجامعة الوطنية<br />

حيث يقوم املندوبون<br />

أو الوفود بالعمل<br />

بأكرث جدية لصياغة<br />

حلول توفيقية<br />

وتعديالت يف مرشوع<br />

القوانني تكون مقبولة لدى الطرفني.‏<br />

ويطمح ماثيو بعد إكامله للمقررات الدراسية<br />

الجامعية يف تخصص العلوم السياسية<br />

والشؤون الدولية من جامعة نورث إيسرتن<br />

Northeastern متابعة دراسته العليا<br />

والتوظف لدى الحكومة وينصح الطالب<br />

زمالئه الجدد املشاركني بجامعة الدول العربية<br />

النموذجية أن يكونوا مستعدين وواثقني من<br />

قدراتهم وأن يكونوا مستعدين للمنافسة حتى<br />

يكون لهم صوتا مسموعا..‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 71 2011


مبتعثونا<br />

سجل ايها التاريخ السعودي الحديث<br />

نهى عبداهلل العويضي<br />

نائبة رئيس النادي السعودي بجامعة كنت الحكومية لشؤون الطالبات<br />

طالبة دكتوراه<br />

عزيزي ايها التاريخ<br />

اوافيك بآخر األخبار من جامعة كنت ستيت<br />

بوالية اوهايو،‏ وبأن عددا من السعوديني<br />

والسعوديات قاموا بعمل نادر ومرشف يستحق<br />

التسجيل وفيام ييل التفاصيل.‏<br />

إجتمع أكرث من 80 سعوديا وسعودية يف اليوم 22<br />

ابريل من عام 2011 ليس لتناول وجبة غداء أو<br />

عشاء دسمة لتغذية الجسد وال للعب كرة القدم<br />

لتمرين وتنشيط الجسد،‏ وامنا اجتمعو ملا هو<br />

مثرة نضوج العقل وتفتح الوعي السعودي ملفهوم<br />

جديد يسمى ‏»إنتخابات«..‏ يف هذا اليوم شهد<br />

مبنى الطالب األجانب يف الجامعة تنظيم إدارة<br />

النادي السعودي املنتهية واليته يف كنت لعملية<br />

انتخاب للقامئة الجديدة التي ستتويل مسؤولية<br />

ادراة النادي يف الفرتة القادمة 2012/2011.<br />

وكانت ادارة النادي السابق قد اعلنت عن<br />

فتح باب الرتشيح يف يوم 8 ابريل يف اجتامع<br />

دعت فيه كل الطلبة والطالبات السعوديني يف<br />

الجامعة وعرضت اإلنجازات التي قدمتها خالل<br />

فرتتها ورشحت عرب وسائل العرض الحديثة ‏)داتا<br />

بروجكرت(‏ كيفية الرتشيح وعمل برنامج انتخايب<br />

حسب ‏»الالئحة التنظيمية الندية الطالب<br />

السعوديني يف الجامعات االمريكية«‏ املعتمدة من<br />

معايل سفري خادم الحرمني الرشيفني عام .. 2009<br />

وتزامن يف ذلك األسبوع استالم الطلبة والطالبات<br />

للمكافأة االضافية من خادم الحرمني الرشيفني،‏<br />

فاستغلت مجموعة من الطالبات هذه املناسبة<br />

الجميلة وعربن عن فرحتهن بتصميم وتنفيذ عدد<br />

من الفانالت ‏)يت شريت(‏ وغطاءات الرأس كتب<br />

عليها ‏»شكرا يا خادم الحرمني«.‏<br />

وتقدمت للرتشيح قامئتان اعلنتا لبقية الطلبة<br />

عرب االمييل،‏ واصبح حديث الطالب والطالبات<br />

ونقاشهم الدائم ملن ستصوت؟ من هو فالن يف<br />

القامئة األوىل ؟ .. وماذا تعرفون عن فالنة من<br />

72<br />

72 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


القامئة الثانية ؟ .. وهكذا .. حتى اصبح معظم<br />

الطلبة والطالبات يف كنت ستيت الذين بلغ<br />

عددهم 200 شخصا يعرفون بعضهم بعضا<br />

بشكل افضل.‏<br />

وجاء اليوم املوعود،‏ وحيث تقنيض أنظمة<br />

امللحقية الثقافية إجراء عملية التصويت بالحضور<br />

الشخيص اىل مقر اإلنتخاب واظهار البطاقة<br />

الشخصية للطالب والطالبة،‏ فقد تم ارسال امييل<br />

اىل عموم الطلبة السعوديني لحثهم عىل املشاركة<br />

بادالء أصواتهم وأصواتهن للمساهمة يف صنع<br />

القرار.‏<br />

وبالفعل كانت املفاجأة من جانبني.‏ اوال حضور<br />

عدد كبري من الطلبة نسبة اىل املفهوم الجديد<br />

.. ثانيا الوعي من جانب العنرص النسايئ الذي<br />

تفهم رضورة املشاركة وحتميتها مبا ال يعكس<br />

ثقافة املرأة املشاركة فقط وامنا يعكس أيضا<br />

ثقافة ورقي محرمها الذي سمح لها وشجعها عىل<br />

املشاركة.‏<br />

يف القاعة املخصصة لإلنتخاب جلس الرئيس<br />

السابق للنادي السعودي وإمتألت مالمحه<br />

إبتسامة مضيافة ليستقبل الناخبني والناخبات<br />

ويسجل بياناتهم ويطلب منهم ان يكتبوا رقم<br />

القامئة املختارة يف ورقة مغلقة ال يعرف هو<br />

محتواها.‏ ويف لحظات اإلنتظار جلست الطالبات<br />

يف غرفة مستقلة كانت مخصصة للنساء.‏ فنحن<br />

وإن كنا يف أمريكا مازلنا نتمسك بعاداتنا اإلسالمية<br />

الحميدة التي تعودنا عليها.‏<br />

وعليه اقول :<br />

سجل يا تاريخ نزاهة ادارة النادي السعودي<br />

السابق ورقيه يف التعامل مع اجراءات نقل<br />

السلطة واملسؤولية لخليفته<br />

سجل يا تاريخ الحراك الثقايف الذي دب يف عقول<br />

ابناء اململكة<br />

سجل يا تاريخ مشاركة املرأة يف العملية االنتخابية<br />

سجل يا تاريخ تعاون ابناء اململكة من كل<br />

املناطق واختالف الفئات<br />

سجل وسجل ومازال الباقي اعظم<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 73 2011


مبتعثونا<br />

على خشبة المسرح<br />

أرى اهلل،‏ مسرحية سعودية<br />

تخاطب جمهورا أمريكيا<br />

ينبغي لألعامل الفنية التي تقدم بإسم و طننا<br />

الغايل اململكة العربية السعودية من خالل<br />

انشطة الطالب،‏ ان تحمل بني طياتها القدرة<br />

اإلبداعية يف التواصل و مخاطبة املجتمع<br />

األمرييك.‏ مثل هذه املشاركات تثبت ان<br />

للشعب السعودي حس فني ميكنه من إيصال<br />

رسالته للمجتمع األمرييك بلون يفضله املجتمع<br />

حتى يكون وقع الرسالة و صداها يصل و يتم<br />

إستيعابه.‏ أن إستخدام مثل هذه الرسائل يصل<br />

ويقرب بني الشعوب.‏<br />

من هذه النافذة،‏ ملسنا حب املجتمع األمرييك<br />

للمرسح و عملنا جهدنا لتقديم مرسحية أمام<br />

الجمهور.‏ حرصنا عىل استخدام نص لكاتب او<br />

كاتبة سعودية..‏ وأستدعينا إبداعات زمالئنا من<br />

الطالب حتى يكون العمل بكافته مكونا من<br />

بقلم:‏ فاطمة الموسوي<br />

خليط من ابداعات أبناء الوطن.‏<br />

أحببت أنا فاطمة املوسوي رئيسة النادي<br />

السعودي يف جامعة والية اوريغون وأخي<br />

الطالب عيل النخيل مسؤول النشاط بالنادي<br />

أن نتبنى ذلك العمل .. و سعينا جاهدين<br />

للحصول عىل املوافقه من الجامعة.‏<br />

تقدمنا للجامعة بهذا الطلب يف شهر مايو عام<br />

٢٠١٠ و الحمد لله تم قبول الطلب .. و منذ<br />

ذلك الوقت أي ما يقارب من عام كامل وأنا و<br />

زمييل عيل و زميل اخر-مصطفى االسامعيل-‏<br />

كنا نحرض ونبحث عن نص مناسب ملرسحية<br />

تتيح لنا فرصة تقاسم ثقافة اإلسالم مع املجتمع<br />

االمرييك .. وتؤكد عىل رسالتها التي تتناىف مع<br />

أعامل العنف وتعظم من قدر املرأة ومكانتها .<br />

وقد وقع إختيارنا عىل مرسحية ‏»أرى الله«‏<br />

للكاتبة والروائية رجاء عامل رائدة األدب<br />

التجريبي يف اململكة العربية السعودية التي<br />

تتميز أعاملها برمزية صوفية إسالمية ذات<br />

رؤية نحو الكون والعامل .. وتعد األديبة رجاء<br />

عامل أحد األدباء الذين يحظون بالتقدير<br />

بني الكتاب العرب املعارصين ولها مؤلفات<br />

عديدة من الروايات واملرسحيات وعدد من<br />

الدواوين الشعرية .. وكانت الكاتبة مرسورة<br />

للغاية إلختيار الجامعة أحد أعاملها املرسحية<br />

وإستعدادها إلنتاجها وعرضها عىل الجمهور<br />

مام شجعها عىل التنازل عن حقوقها املادية<br />

وفق حقوق امللكية الفكرية ..<br />

وتقول شارلوت هيدريك Charlotte<br />

Headrick عضو هيئة التدريس بالجامعة<br />

أن عدم إنتاج املرسحية باململكة من قبل كان<br />

74 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


حافزا مشجعا عىل قيام الجامعة بإنتاجها .<br />

وكانت الجامعة قد قامت بإنتاج OSU<br />

production هذا العمل املرسحي لصالحها<br />

بالجامعة بعد أن قرر الري روبر Larry<br />

Roper نائب رئيس جامعة أوريجون<br />

الحكومية OSU لشؤون الطلبة التعاون<br />

مع املنظامت والجمعيات واألندية الطالبية<br />

املتعددة الثقافات يف الحرم الجامعي إلنتاج<br />

أعامل فنية ومرسحية تعرب عن ثقافتهم لرفع<br />

مستوى الوعي واإلدارك والتواصل بها بني<br />

الطالب .. ومن ثم تعد هذه املرسحية باكورة<br />

سلسلة األعامل املرسحية القادمة التي يتم<br />

رعايتها من قبل الجامعة لتلك املجموعات<br />

الثقافية املتعددة داخل الحرم الجامعي.‏<br />

ترجم النص من األصل العريب إىل األملانية حيث<br />

عرضت املرسحية من قبل يف سويرسا،‏ ثم تم<br />

ترجمته للغة اإلنجليزية بعد ذلك .. وقام<br />

بالرتجمة الدكتور كريم حمدي ولورا رايس<br />

Laura Rice بينام قام باإلخراج الطالب أندرو<br />

أتكنسون . Andrew Atkinson<br />

تدور املرسحية حول مقابلة تليفزيونية أجراها<br />

برنامج حواري مع مؤلفة وروائية مسلمة<br />

مبناسبة إصدار روايتها الجديدة التي إستوحتها<br />

من امرأة شابة تتكثف أحاسيسها الداخلية<br />

وشفافيتها وروحانيتها الخالصة عندما تصيل<br />

وكانت املؤلفة قد اصدرت روايتها عن معنى<br />

أن يكون املرء مسلامً‏ فجاء محتواها مثريا<br />

للجدل يف العامل اإلسالمي مام عكس نقاشاً‏ حادا<br />

بني الروائية ومقدم الربنامج التليفزيوين بينام<br />

إندس املمثلون بني صفوف الجامهري ليأدون<br />

أدوارهم كمشاهدين للربنامج .. ووسط هذا<br />

الجدل يدور النقاش حول التجربة الشخصية<br />

للروائية ورؤيتها لإلسالم ووجهات النظر<br />

املتباينة املبنية عىل األحاسيس الروحانية<br />

املثرية للفضول .<br />

تستعرض املرسحية بإسلوب جميل .. اإلسالم<br />

.. ديننا الحنيف .. دين السالم واملحبة .. ذلك<br />

الدين الذي يأمرنا بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي<br />

القرىب وينهانا عن الفحشاء واملنكر والبغي ..<br />

الري روبر<br />

و يأمرنا بالتعامل مع كافة األديان دون إكراه<br />

ودون عنف عكس ما يروج له بعض األجهزة<br />

اإلعالمية يف الغرب.‏<br />

يتألف فريق العمل من تسعة طالب سعوديني<br />

كانوا يقومون باألداء التمثييل عىل املرسح وبني<br />

الجمهور حيث يؤدي بعضهم أدوار املشاهدين<br />

الحارضين يف الربنامج التليفزيوين .. وتتباين<br />

ردود أفعالهم وفق الردود التي تصدر عن<br />

الضيفة املؤلفة وهي تعرب عن وجهة نظرها<br />

ملقدم الربنامج.‏<br />

ويضم الفريق فاطمة املوسوى يف دور املرأة<br />

الشابة وفاطمة البوري يف دور املؤلفة وعيل<br />

النخيل يف دور املذيع مقدم الربنامج أما عباس<br />

الزواد وبدر أبو السعود فقاما بدور املثقفني<br />

بينام قام بدور املتعصب مالك العريفي<br />

ومحمد العيد وقامت فاطمة الرمضان بدور<br />

مشاهدة الربنامج.‏<br />

وعن األداء املرسحي يقول أتكنسون مخرج<br />

العرض املرسحي والطالب يف قسم فنون<br />

املرسح بالجامعة أن معظم املمثلني مل تكن<br />

لديهم تجارب مرسحية سابقة و مل يسبق لهم<br />

التمثيل باللغة اإلنجليزية لكن األدوار التي<br />

قاموا بها أذهلت الحارضين وكانت درجة<br />

تفانيهم وقدرتهم عىل الرتكيز يف هذا العمل<br />

أندرو أتكنسون<br />

شيئا الميكن إنكاره أو تجاهله لقد أوقد الطالب<br />

السعوديون الساحة وأشعلوا الحمية و تجمعوا<br />

معا ليقدموا عرضا ينري الطريق ويوقظ الوعي<br />

ويحقق الرسالة .<br />

حرض العرض املرسحي عدد كبري من الجمهور<br />

وعىل رأسهم الري روبر نائب رئيس الجامعة<br />

لشؤون الطلبة صاحب الفضل يف إحياء<br />

هذا املرشوع وتنفيذه .. وكانت املرسحية<br />

قد افتتحت مبشهد مؤثر للدعاء و املناجاة<br />

باللغتني العربية واإلنجليزية بينام ظهر اإلعداد<br />

املرسحي بسيطا متامسكا يوجه املشاهد نحو<br />

اإلستغراق فقط يف القضية الفكرية والرتكيز<br />

واإلبهار عىل املشاعر واألحاسيس الفياضة<br />

ذات الصبغة الروحية تجاه الله سبحانه وتعاىل<br />

والتي تضفيها وتجسدها صالة املرأة الشابة<br />

ودعائها ودفاعها بنهج شخيص عن اإلسالم<br />

بشكل سلمي اليدعو إىل العنف .. وهو الدور<br />

الذي قمت بأدائه.‏<br />

ولقد حاولت يف هذا الدور أن أؤكد عىل<br />

مصداقيتي من خالل محاكاة السلوك الطبيعي<br />

الذي تنتهجه املرأة املسلمة الشابة التي أمثلها<br />

يف إتصالها بالله سبحانه وتعايل ووجدت أنه<br />

اليختلف كثريا عن الطريق الذي يسلكه الفرد<br />

يف رحلة إتصاله الروحاين الواقعي بالخالق عز<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 75 2011


مبتعثونا<br />

وجل .<br />

إستمر عرض املرسحية عىل الجمهور بقاعة<br />

وثيكومب Withycombe Hall مدة خمسة<br />

أيام متتالية بعد الحفل اإلفتتاحي.‏<br />

وروعي بعد نهاية كل عرض مرسحي إدارة ما<br />

يشبه الندوة وفتح النقاش والحوار مع الجمهور<br />

يف حضور قادة من رجال الفكر والدين اإلسالمي<br />

واملسيحي من املسجد والكنائس امليثودية<br />

واألسقفية املوحدة مبدينة كورفاليس وذلك<br />

لتبادل األفكار والتشجيع عىل الحوار وهو<br />

ما كانت تأمله وتسعى إليه قيادات النادي<br />

وأعضائه من هذا العرض املرسحي .. وتقول<br />

باربارا ميسون باربرا ميسون Barbara<br />

Mason املرشفة عىل العرض املرسحي بأن<br />

الطالب كانوا متحمسني جدا لهذا العرض<br />

وشغوفني بتأدية أدوارهم فيه .<br />

وألول مرة يف تاريخ الجامعة تنفد جميع<br />

التذاكر وتباع مسبقا بينام إزدادت<br />

طوابري اإلنتظار وتعاظمت قوامئهم عىل<br />

أمل أن تتاح الفرصة ملن مل يتمكن من<br />

الحصول عىل التذكرة ملشاهدة العمل<br />

املرسحي .. فأنتظروا يف الخارج آملني<br />

أن يتأخر بعض ممن حجزوا تذاكرهم<br />

أو تعذر حضورهم حتى يسمح لهم<br />

بالدخول .. كان الجميع مشوقني<br />

لحضور هذا العمل خاصة أنه أول<br />

عمل فني ميثل اململكة.‏<br />

حرض العرض مسؤولون من<br />

جامعات أخرى وكانوا قد<br />

طالبوا بإستمراره يف كورفالس أو إنتقاله يف<br />

حال توقفه إىل جامعتي اوريغون و بورتالند<br />

عىل وجه الخصوص .. وكان أحد األساتذة<br />

األمريكيني بالجامعة قد تربع بحساب خاص<br />

لجمع التربعات للمساعدة يف إستمرار عرض<br />

املرسحية يف مناطق أخرى نظرا لشدة إعجاب<br />

وإقبال الناس عليها .<br />

ولقد لفت هذا العمل املرسحي وسائل اإلعالم<br />

العربية واألمريكية فجاءت لتغطي فعالياته<br />

عىل صدر صفحاتها وكان للصحافة اإلخبارية<br />

املحلية مبدينة كورفالس وأيضا العربية<br />

السعودية نصيبا يف هذه التغطية فتحت<br />

عنوان : سعوديون يقودون الطالب إىل مرسح<br />

رجاء عامل يف جامعة أوريغون كتبت صحيفة<br />

الحياة أن النقاد يف الواليات املتحدة إستقبلوا<br />

بإهتامم بالغ مرسحية سعودية لألديبة رجاء<br />

عامل،‏ قام برتجمتها وتنفيذها عدد من طالب<br />

جامعة والية أوريغون.‏<br />

وذكرت صحيفة دميوكرات هريالد Democrat-<br />

Herald األمريكية،‏ أن املرسحية بسيطة يف<br />

أسلوب عرضها،‏ مبارشة يف هدفها،‏ خالية من<br />

التعقيدات.‏ ولكنها غنية من حيث<br />

فاطمة املوسوي<br />

املوضوع،‏ مفعمة بالحوار املثري<br />

للجدل الفكري حول سلمية اإلسالم،‏ وعدم<br />

ارتباطه بالعنف.‏<br />

لقد أردنا أن نقدم مرسحية تظهر ان الشعب<br />

السعودي ميتلك حب الفن وأردنا استغالل<br />

ذلك الفن ليك ننقل رسالتنا لآلخرين.‏<br />

واحدة من األفكار التي تشدد عليها املرسحية<br />

أن اإلسالم ليس هنا لكراهية اليهودية<br />

واملسيحية،‏ ولكن اإلسالم هنا ليعيش معهم يف<br />

سالم ومحبة،‏ وهذا ألننا جميعا إخوة وأخوات<br />

ويتعني علينا أن ال نصنع بالعقيدة حواجزا بيننا<br />

.. ‏»إن كلمة اإلسالم تعني السالم،‏ وقد أوصانا<br />

ديننا بأن نتعايش مع غري املسلمني خاصة أهل<br />

الكتاب وأن نتعامل معهم ونعاملهم بالسالم<br />

واملحبة«.‏<br />

والشك أن القوالب النمطية التي تصطنع<br />

للمسلمني لتشويه صورتهم ميكن أن تكون<br />

مؤملة ولكن علينا أن نتحمل وأن نواجه ذلك<br />

بالعقل والحوار كام يتعني علينا ونحن نعيش<br />

يف الواليات املتحدة أي كان الهدف من إقامتنا<br />

أن نسعى للتوضيح وأن نبذل الجهد لتغيري تلك<br />

الصور القامتة التي يتم إختالقها عنا إعتامدا<br />

عىل بعض الترصفات والسلوكيات الفردية<br />

السلبية ألفراد اليعربون عن املجموع وال<br />

ميثلونه .<br />

وهذه املرسحية ما هي إال نوع من توضيح<br />

الصورة وإبراز الحقيقة وهي ال تظهر صورة<br />

واحدة للمسلمني ولكنها تنفتح عىل مجموعة<br />

متنوعة منهم مثلهم يف ذلك مثل أي مجموعة<br />

أخرى من اي دين آخر .. ‏»نحن ال نقول أن<br />

املتعصبني عىل حق أو أن املثقفني عىل حق<br />

.. نحن فقط نعرض ما هو حقيقي وواقعي ..<br />

ونأمل أن تنفتح عقول الناس وتتفهم حقيقة<br />

االسالم وطبيعته .<br />

إنها مناقشة قد تبدو مقنعة حينام يتم محاكاتها<br />

عىل خشبة املرسح حيث تتنقل الشخصيات<br />

وتتحرك لتبادل وجهات النظر يف إطار ذهني<br />

بحت يشحذ العقل ويبحث معه تلك النقاط<br />

التي يغيب فيها املنطق عن الواقع بينام تقوم<br />

الروائية ومقدم الربنامج بأداء دورهام يف إدارة<br />

الحوار بصورة إيجابية حيادية بناءة.‏<br />

الشك أن مرسحية أرى الله أو أرى الرب<br />

بالتعبريين العريب واإلنجليزي .. بهذا املعنى<br />

ومن خالل الحوار واألداء املرسحي الذي<br />

إستغرق 45 دقيقة .. يعد مبثابة الفرصة النادرة<br />

الستخدام خشبة املرسح كمنرب فعال يتم من<br />

خالله إطالع املجتمع عىل حقيقة تلك النمطية<br />

الزائفة واإلطالل عليه من خالل نافذة التواصل<br />

الفكري لتوجيه العقل وتعديل رؤيته وفق<br />

منطق الواقع .<br />

76 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


األديبة رجاء محمد عالم<br />

سيرة ذاتية<br />

اإلسم : رجاء محمد عامل<br />

املولد : مكة املكرمة عام 1963<br />

التحصيل العلمي : بكالوريوس األدب اإلنكليزي من جامعة امللك عبد<br />

العزيز بجدّة عام ١٩٨٣.<br />

التعريف<br />

كاتبة وأديبة سعودية تتميز بإنجازاتها األدبية املتنوعّة يف مجال القصّ‏ ة<br />

والرواية واملرسح .<br />

أطلق عليها رائدة األدب التجريبي يف اململكة العربية السعودية<br />

وسفرية األدب السعودي النسايئ كام ينسب لها الفضل يف توثيق البيئة<br />

املكية الحجازية من خالل أعاملها الروائية التي تتميز برسديتها الرمزية<br />

الصوفية العميقة نحو العامل.‏<br />

تنتمي إىل الجيل الحديث بني الروائيات السعوديات منذ أن بدأت<br />

الرواية السعودية يف الظهور يف النصف الثاين من القرن العرشين.‏<br />

يؤكد معظم النقاد أنها ال تتعامل مع األدب إال كونه حلام فتتسلل<br />

إليه من املعقول إىل الالمعقول ومن املنطق إىل الالمنطق داخل عاملها<br />

األديب وتعيش متخفية عىل هذا النحو عن الواقع الذي ال تنجذب إليه<br />

ومن ثم فهي تطرح يف أعاملها بديال عن ذلك القضايا واملوضوعات<br />

الحياتية املتعددة واملتنوعة التي تعرب عن متردها عليه وعدم اإلنغامس<br />

فيه خوفاً‏ من اإلصطدام مبوانعه .<br />

ومن أكرث الروايات إثارة للجدل يف عامل رجاء األديب روايتها ‏»خاتم«‏<br />

التي صدرت يف عام ٢٠٠١ والتي اعتُربت األكرث جرأة من حيث تناولها<br />

األديب لقضايا يف التاريخ السيايس واإلجتامعي ملكة وخاصة طرحهااألديب<br />

املبارش ملسألة الذكورة واألنوثة .<br />

إستهلت مشوارها اإلبداعي بعامل الصحافة وفيه بدأت ككاتبة يف<br />

صفحة ‏»حروف وأفكار«‏ يف ‏»جريدة الرياض«‏ وكذلك يف زاوية ‏»ذاكرة<br />

املرايا«‏ بامللحق األسبوعي للصحيفة نفسها .. و يف عام ١٩٨٠ بدأت تظهر<br />

إبداعاتها األدبية يف فنون<br />

األدب املختلفة كاملقالة<br />

واملرسحية والرواية.‏<br />

شكلت مع شقيقتها<br />

الرسامة شادية عامل<br />

ثنائياً‏ الفتاً‏ يف عامل<br />

الفن والثقافة واألدب<br />

وقدمتا معاً‏ كتاباً‏ بعنوان<br />

‏»جنيات الر«،‏ وهو<br />

عبارة عن نص مشرتك<br />

بالرسوم والكلامت<br />

واعتُرب هذا النوع من<br />

الكتب املعروف عاملياً‏<br />

‏)سرييغراف(‏ األوّل من<br />

نوعه يف السعودية.‏<br />

أهم األعامل األدبية :<br />

القصة والرواية :<br />

أربعة صفر .. قرية النو .. حني انفرط األبيض .. سِ‏ رت .. طريق الحرير ..<br />

مرسى يارقيب .. خاتم .. حَبَى .. موقد الطري .. سيدي وحدانة .. نهر<br />

الحيوان .. الرقص عىل سن الشوكة .. طوق الحامم .<br />

املرسح :<br />

ثقوب يف الظهر .. املوت األخري للممثل .. ٣٦٠ كوّه يف وجه امرأة<br />

أهم الجوائز :<br />

ميدالية الرشف قصتها ‏»أربعة صفر«‏ عام 1986 يف مسابقة ابن طفيل<br />

باملعهد العريب اإلسباين يف مدريد.‏<br />

جائزة باألسكندرية عن مرسحيتها ٣٦٠ كوّه لوجه امرأة .<br />

جائزة اإلبداع العريب لعام ٢٠٠٧<br />

جائزة املنتدى الثقايف اللبناين يف فرنسا وكانت ثاين كاتب سعودي<br />

يحصل عىل تلك الجائزة بعد أحمد أبو دهامن.‏<br />

جائزة البوكر العربية لعام 2011 عن روايتها طوق الحامم<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 77 2011


مبتعثونا<br />

قصة الحلم الذي تحقق بعد ٢٤ سنة<br />

ما أجمل الطموح عندما يتحقق على<br />

يد عبد اهلل بن عبد العزيز<br />

رائد نوح محمد المطر<br />

طالب في جامعة إمبوريا الحكومية - والية كانسس<br />

تخصص تسويق<br />

معروف عن اإلنسان بأنه طاقة متكاملة متيش عىل<br />

األرض ولكن القليل منا من يدرك هذا األمر واإلنسان<br />

بطبيعته يعمل وينجز بناء عىل طموح بناه وأسسه يف<br />

نفسه فالطموح ال يأيت وال يستطيع اإلنسان بناءه إال<br />

باإلرصار الذي يسبقه العزمية الصادقة والخالصه لوجه<br />

الله تعاىل.‏<br />

فمنذ أربع وعرشين سنة وأنا أكابد من أجل تحقيق<br />

حلمي والوصول إىل هديف وهاأنا اآلن ياإخواين الطالب<br />

واخوايت الطالبات اقصها عليكم .. إنها قصة الحلم<br />

الذي تحقق بعد »٢٤ سنة«.‏<br />

عندما كنت يف املرحلة الثانوية تلك املرحلة التي<br />

مازلت اتذكرها جيداَ‏ وبالتحديد يف الصف الثاين<br />

الثانوي عندما بدأت أنشغل يف التفكري مبستقبيل<br />

الدرايس وتحديد طموحايت جاءتني فكرة إكامل<br />

دراستي يف الخارج وخاصة الواليات املتحدة األمريكية.‏<br />

ومل أكن أعرف يف ذلك الوقت الطريق او الوسيلة التي<br />

تحقق يل هذه الفكرة .. فبارشت البحث والتقيص إىل<br />

أن وصلت إىل الدكتور حمد السلوم امللحق الثقايف آن<br />

ذاك.‏<br />

اتصلت به هاتقياََ‏ ألسئله عن اإلجرءات الالزمة ليك<br />

ادرس يف الخارج فقال يل « يا بني إبحث عن قبول<br />

يف أي معهد من معاهد اللغة اإلنجليزية وسوف<br />

نساعدك يف إكامل إجراءاتك إلكامل املرحلة الثانوية<br />

ودراسة اللغة«‏ .<br />

بارشت البحث عن معاهد اللغة يف امريكا وراسلت<br />

معاهد كثرية حتى حصلت عىل قبول يف احد املعاهد<br />

مع خطاب موجه من املعهد إىل السفارة األمريكية<br />

باململكة إلنهاء إجراءات الفيزا .. لكن إنشغايل<br />

بالتمنيات واألمنيات والطموح كان قد اخذ كل وقتي<br />

وتفكريي وشغلني عن الرتكيز يف دراستي فضال عن<br />

الزواج الذي ابعدين اكرث عن هذا الحلم .<br />

تزوجت وزاولت األعامل الحره ألوفر لقمة العيش.‏<br />

ومل أجد أمامي مفرا غري التوقف عن الدراسة ولو إىل<br />

حني فتوقفت ليك أعمل وأعيش .. ومل يكن توقفي<br />

أبدا هروباًً‏ من ساحة القتال إذ كنت حينها مجربا<br />

عىل ذلك فأخذتها كإسرتاحة دون أن يذبل الحلم أو<br />

تخفت األمنيات لكنني مل أكن اتوقع أبدا أن تطول<br />

فرتة اإلسرتاحة أو تستمر كل هذه السنني فتأخذ مني<br />

أربعة وعرشين عاما.‏<br />

قضيت تلك السنوات من عمري ويف نفيس أمال وأملاََ‏<br />

وحرسة .. ويف كل يوم كنت اقف متأمالََ‏ انظر إىل<br />

نفيس وأتساءل :<br />

لو انني اكملت<br />

دراستي ومل<br />

اهملها لكنت قد<br />

وصلت إىل ما<br />

كنت اطمح إليه.‏<br />

ومتر األيام<br />

والسنني وأنا<br />

أكون األرسة<br />

وأرعاها وأنجب<br />

األوالد دون أن<br />

يتبخر هذا الحلم<br />

بل حرصت عىل<br />

تحقيقه إن مل<br />

يكن يل فألوالدي<br />

الذين حرصت<br />

عىل مساندتهم<br />

والوقوف إىل<br />

جانبهم خاصة<br />

يف الدراسة تعويضا عام فقدته من حيايت التعليمية<br />

عندما كنت يف مثل أعامرهم.‏<br />

اتذكر يف إحدى الليايل أنني رأيت يف منامي رؤية عجيبة<br />

.. كنت انظر إىل مدينة كاملة ورأيت أهلها يهرعون<br />

نحوي ويقفون إىل جانبي ليساعدونني عىل تحقيق<br />

طموحايت وأحالمي التي طاملا متنيت أن احققها.‏<br />

ويف صباح اليوم التايل ذهبت إىل والديت وسألتها أن<br />

تفرس رؤياي فقالت : ‏»يابني انا لست ممن يفرسون<br />

الرؤى«‏ ولكنها جاءت بعد يومني وقالت يل : رمبا<br />

يأتيك رجالََ‏ عىل هيئة رجل واحد يسع صدره سعة<br />

مدينة كاملة وهذا الرجل هو الذي سيحقق لك<br />

طموحاتك وأمانيك « .. فقلت لها يا أمي .. أنه هو<br />

وحده السميع العليم.‏<br />

تخرج أكرب أبنايئ رضا من الصف الثاين ثانوي فحرصت<br />

عىل ان اطمح وامتنى بدالََ‏ عنه حتى ال ينشغل عن<br />

اإلستعداد والتحضري للسنة النهائية وبدأت يف السعي<br />

والبحث عن جامعة ومستقبل له فأطفأت عطيش<br />

لتعليمي بتعليمه وسعيت له تعويضا عن سعيي<br />

لتعلمي .. وبينام انا أقوم بذلك وقعت عيناى يف<br />

الجريدة عىل إعالن من وزارة التعليم العايل بخصوص<br />

مكرمة خادم الحرمني الرشيفني امللك عبدالله بن عبد<br />

العزيز بفتح ابواب اإلبتعاث للخارج فهالني روعة<br />

الخرب وأستبد يب فراح يالحق ذاكريت املخزنة وأحالمي<br />

املؤجلة ويسرتجع بها رغبتي وإرصاري عىل املثول<br />

واإلستعداد للمنافسة يف ساحة التعليم .. كنت أرى يف<br />

نفيس ما وصفه العرب للخيول العربية األصيلة التي إن<br />

تعرثت اثناء السباق قامت من كبوتها وأرسعت لتلحق<br />

بالسباق .<br />

يف صباح اليوم التايل ذهبت إلحدى املدارس الثانوية<br />

وبكل عزمية وإرصار تقدمت بأوراقي وطلبت إكامل<br />

دراستي الثانوية .. و بتوفيق من الله تعاىل تم قبويل يف<br />

املدرسة وأكملت دراستي وتخرجت .<br />

اتذكر جيداََ‏ تلك اللحظات التي كنت انا وابني األكرب<br />

رضا ندرس يف مرحلة تعليمية واحدة .. كنا يف الصف<br />

الثالث ثانوي وكنا ندرس يف مدرستني مختلفتني<br />

واألروع من ذلك أنني كنت قد اخفيت دراستي<br />

وذهايب للمدرسة فلم يعرف بها أحد عىل اإلطالق ..<br />

حتى زوجتي وابنايئ مل يعلموا بهذا األمر مطلقاََ‏ وأردت<br />

أن أخفيه يك أفاجئ الجميع بتخرجي.‏<br />

اتذكر انني كنت اسأل ابني األكرب رضا عن بعض<br />

املواضيع الدراسية وبدا يل مستغرباََ‏ من اسئلتي<br />

متسائالََ‏ كيف يل أن اسأله عن اشياء مل ادرسها من قبل.‏<br />

حتى إدارة وطالب املدرسة وزماليئ أبدوا استغرابهم<br />

بإهتاممي بدرويس وبكرثة اسئلتي ألنهم مل يكونوا<br />

يعلمون مبا كان يجول يف خاطري من امنيات<br />

وطموحات .. وحانت اللحظة الحاسمة حينام كان<br />

78 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


رضا ينتظر الجريدة ليبحث عن إسمه بني الخريجني<br />

فتفاجأ برؤية إسمي بينهم ومل يصدق الخرب .. نعم ..<br />

يف تلك السنة .. تخرجت أنا وابني رضا معا.‏<br />

تقدمت أنا وابني لربنامج اإلبتعاث وبفضل وتوفيق<br />

من الله تعاىل قُبلنا معاََ‏ وفرحت لذلك كثريا وتذكرت<br />

أمي حينها عندما قالت يل ذات يوم بأنها ال تفقه يف<br />

تفسري الرؤى وذهبت إليها ليك أقول لها هاهي املدينة<br />

قد جائتني بأكملها وها هم اهلها يحققون طموحايت<br />

.. نعم يا أمي..‏ لقد صدقتِ‏ الرؤيا وتحقق الحلم ..<br />

وهاهم الرجال الذين صاروا يف رجل واحد هو ملك<br />

اإلنسانية امللك عبدالله بن عبدالعزيز الذي جاء<br />

ليحقق آمايل وطموحي .. فلك الحمد والشكر يارب<br />

ان حققت أمنيايت وطموحايت عىل يد خادم الحرمني<br />

الرشيفني وملك اإلنسانية عبدالله بن عبدالعزيز.‏<br />

بدأت مشوار البحث عن مكان للدراسة فأخرتت<br />

الواليات املتحدة األمريكية تلبية لرغبة والدي<br />

ونصيحته حينام قال : « لقد عملت وتعاملت مع<br />

األمريكيني واحببتهم واحببت مجتمعهم .. فأذهب<br />

إليهم«‏ .. واخرتت والية كنساس ألن فيها تلك البيئة<br />

الريفية الهادئة التي تشبه بيئتي يف األحساء.‏<br />

وصلت إىل الواليات املتحدة األمريكية وبرفقتي جميع<br />

عائلتي ماعدا ابنتي وفاء التي كانت وقتها تكمل<br />

املرحلة الثانوية وابني هاين وكان يف املرحلة املتوسطة.‏<br />

يف بداية املشوار صادفتنا بعض الصعاب إال أننا ولله<br />

الحمد وبإرصارنا وعزميتنا وبفضل الصرب والتضحية<br />

تخطيناها جميعها .. مام رأيته من مصاعب وتعلمت<br />

منها يف هذه البلد املتقدمة انني كنت أتحدث إىل احد<br />

الطالب األجانب فسألته : ملاذا تشتهر بالدكم بالورود<br />

الطبيعية..‏ فرد قائالََ‏ « شممنا رائحة الورود بعدما<br />

لسعتنا حرارة الرباكني«‏ فأستنتجت بأن األشخاص<br />

الناجحني هم الذين يتعرضون للمصائب وهم الذين<br />

يف حياتهم يكابدون ويعانون فيجدون الحل يف الجد<br />

واإلجتهاد والعمل عىل تحقيق طموحاتهم يك يصلوا إىل<br />

ماوصلوا إليه اليوم من التطور العلمي والتكنلوجي.‏<br />

إلتحقت بربنامج اللغة اإلنجليزية وبدأت الدراسة<br />

وتصادف أن اكون مع ابني رضا يف صف واحد .. وذات<br />

يوم من األيام صادفت مديرة معهد اللغة فتحدثت<br />

إليها وأثناء حديثي مازحتها قائالََ‏ : أمعقول أن أكون أنا<br />

وإبني يف صف واحد ! .. ما رأيك لو ألحقتيني يف صف<br />

أعىل من صف إبني دراسيا !ََ.<br />

حرضت ابنتي وفاء من اململكة بعد ذلك لتبدأ<br />

مشوارها الجامعي وحرض ابني هاين ليكمل املرحلة<br />

الثانوية مبدرسة منهاتن الثانوية .. وبلم شمل األرسة<br />

وباإلستقرار الذي تحقق أحسست يف نفيس بثقة كبرية<br />

وأحسست بأنني قد كرست قاعدة الشاعر وهو يقول :<br />

ليس كل مايتمناه املرء يدركه ….. تجري الرياح مبا<br />

التشتهي السفن<br />

لقد متنيت وأدركت واصبحت سفينتي تعرف طريقها<br />

رغم عصف الرياح التي ال تشتهيها وها أنا احمد الله<br />

كل يوم عىل نعمته وعيل ما تحقق يل مام متنيت<br />

فهاهي الرياح وقد تصالحت مع سفينتي وتوحد<br />

سريهام فأرسعت الخطى نحو املستقبل املنشود .<br />

مل تكن أمنيتي يف التعلم والتعليم آتية من فراغ أو<br />

من مجرد رغبة شخصية بحتة فنظريت للتعليم نبعت<br />

من إمياين بالعلم وديننا اإلسالمي حثنا عليه ودفعنا<br />

إليه وأنا مثل كثريين غريي ممن يحبون ان يتمعنوا<br />

ويتفكروا يف آيات الله املحكامت ومنها قوله سبحانه<br />

و تعاىل يف سورة آل عمران : شهد اللّهُ‏ أَنَّهُ‏ الَ‏ إِلَهَ‏ إِالَّ‏<br />

هُوَ‏ وَالْمَالَئِكَةُ‏ وَأُوْلُواْ‏ الْعِلْمِ‏ قَآمئِ‏ ‏َاً‏ بِالْقِسْ‏ طِ‏ الَ‏ إِلَهَ‏ إِالَّ‏ هُوَ‏<br />

الْعَزِيزُ‏ الْحَكِيمُ‏ )18( صدق الله العيل العظيم .<br />

ومل تتوقف نظريت للعلم عند هذا الحد فالعلم ليس<br />

حلم رفاهية لفرد وأمنا حلم قيمة ملجتمع بأثره وحينام<br />

نتعلم تكون عيوننا عىل الوطن .<br />

يف كل يوم يسألني الكثريون ممن أجلس وأتحدث<br />

معهم عن اقىص طموحايت وعام إذا كنت سأعود إىل<br />

اململكة بعد أن أنجز مهمتي التعليمية أم ال ؟ .. فكنت<br />

أجيبهم قائالََ:‏ أقىص طموحي ان احصل عىل الدكتوراة<br />

وأن اقابل امللك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله ..<br />

أما من ناحية عوديت للمملكة فلم يخطر ببايل قط أن<br />

أترك بلدي ألعيش يف بلد آخر .. ودامئا اخترص القول<br />

فأقول : ‏»تراب السعودية وال ذهب غريها ».<br />

يف كل يوم عشته<br />

وأعيشه هنا يف<br />

الواليات املتحدة<br />

استفيد الكثري<br />

من رحلتي<br />

التعليمية ومن<br />

وجودي بني<br />

الناس فرتونني<br />

اتعلم من الناس<br />

واعلم ابنايئ ..<br />

أعطي الفرصة<br />

للغري للتعرف<br />

عيل وعىل ابنايئ<br />

فنتبادل الحديث<br />

معهم يف كل مرة<br />

عن الثقافات ..<br />

ثقافتنا وثقافتهم<br />

ديننا ودينهم<br />

عاداتنا وعاداتهم .. وانا واعوذ بالله من هذه الكلمة<br />

منذ ان كنت صغرياََ‏ اكتشفت ان الله وهبني حرفة<br />

اجيدها بيدي وهي مسكة القلم .. ومن هوايايت التي<br />

أمارسها إىل اليوم فن الخط والرسم ولقد شاركت ولله<br />

الحمد يف العديد من املهرجانات واملناسبات الثقافية<br />

وغريها.‏<br />

شاركت يف مهرجانات امللحقية الثقافية بواشنطن<br />

و حصلت عىل شهادات تقديرية من عدة إدارات<br />

ووزارات باململكة ومن امللحقية..‏ وال أنىس من<br />

شجعني هنا ملامرسة هوايايت وعدم إهاملها إذ كان<br />

للملحق الثقايف السابق الدكتور مزيد املزيد وامللحق<br />

الثقايف الحايل الدكتور محمد العيىس الفضل الكثري يف<br />

ذلك ..<br />

واآلن دعوين يك أعرفكم عىل افراد أرسيت املتواضعة<br />

فأنا ادرس التسويق يف جامعة امبوريا الحكومية بوالية<br />

كنساس وزوجتي ربة منزل تدرس اللغة اإلنجليزية<br />

كلام سنحت لها الفرصة وهي الدافع واملحرض لنا<br />

جميعا .. وأقول فيها ما قاله املثل : محريض خري<br />

من ألف مقاتل .. ورضا ابني األكرب يدرس الهندسة<br />

امليكانيكية يف جامعة كنساس الحكومية مبنهاتن أما<br />

ابنتي وفاء فتدرس األحياء يف نفس الجامعة .. وهذا<br />

هو إبني هاين يدرس يف جامعة ويرب بوالية يوتاه<br />

وتخصصه ادارة مالية أما ابني فواز فيدرس يف ثانوية<br />

منهاتن بوالية كنساس وابنتي وإبني سلوى وسلامن<br />

يدرسان يف مدرسة نورث فيو اإلبتدائية .<br />

وقبل ختامي ال انىس ما ملست من جل الرعاية والتقدير<br />

من إدارة وموظفي امللحقية فهم دامئاََ‏ متواجدون<br />

متجاوبون لتلبية كل اإلحتياجات .. ويف الختام اود<br />

أن أوجه كلمتي الخواين الطالب والطالبات .. فبعدكم<br />

عن اهلكم والوطن هو بحد ذاته من اكرب الصعوبات<br />

التي تطرأ عليكم فعليكم بالصرب والتحمل وكونوا ممن<br />

يواجه مصاعب الغربة بكل رحابة ففي نهاية املطاف<br />

ليس سوانا من يخرج فرحاََ‏ بساعة العودة إىل الوطن<br />

حاملني يف ايديكم طموحاتكم واآلمال التي وضعوها<br />

اباؤكم فيكم .. فإن كنتم ترون الحياة الدراسية من<br />

أصعب األمور فام الحياة الدراسية إأل بداية لتلك<br />

املسؤوليات امللقاة عىل عاتقكم يف املستقبل القريب<br />

فبعد إجتياز الدراسة يظل امامكم الكثري مام ينتظركم<br />

لتحققوه للمجتمع واألرسه وميدان العمل وكل هذه<br />

األشياء مليئة بالتحديات والصعاب والجدير من<br />

يجتازها جميعها .. ونحن هنا لسنا للدراسة والحصول<br />

عىل الشهادة فقط وإمنا جئنا ليك نتعلم كيف نواجه<br />

الصعاب وكيف نبحث عن الحلول املناسبة لكل<br />

مشكلة .. نحن هنا لننمي عقولنا ونغذيها بكل ماهو<br />

مفيد لتطور ورقي الوطن ورفاهيته .<br />

الكاتب : من مواليد األحساء ١٣٨٥ املوافق ١٩٦٥<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 79 2011


مبتعثونا<br />

نادي الروتاري الدولي في ضيافة نادي<br />

الطلبة السعوديين بتنيسي<br />

والمناسبة تكريم المملكة<br />

يف إطار املشاركات الدولية والعاملية لألندية<br />

السعودية الطالبية بالجامعات األمركية ومن<br />

أجل بناء الجسور والتواصل الثقايف بني الشعبني<br />

السعودي واألمرييك شارك النادي السعودي<br />

بجامعة تنييس التكنولوجية Tennessee<br />

Tech University TTU يف مدينة كوكفيل<br />

Cookeville يف األمسية الدولية للروتاري الدويل<br />

التي أقيمت عىل رشف اململكة العربية السعودية<br />

وحرضها الدكتور بوب بيل Dr. Bob Bell رئيس<br />

جامعة تنييس التكنولوجية بكوكفيل وزوجته<br />

السيدة جلوريا Gloria اللذان وجهت لهام<br />

الدعوة من قبل الروتاري كضيفي رشف والسيد<br />

بوب جنرت Bob Gunter رئيس نادي إفطار<br />

الروتاري الدويل بكوكفيل والربوفيسور كوريني<br />

دارفينيز Corinne Darvennes مديرة خدمات<br />

إفطار الروتاري الدويل وباتريك ريان Patrick<br />

Ryan رئيس مجلس الشؤون العاملية بتنييس<br />

Tennessee World Affairs Council ومحرر<br />

خدمة معلومات العالقات السعودية األمريكية<br />

<strong>Saudi</strong>-US Relations Information Service<br />

Barbara والسيدة باربارا فريجسون )(SUSRIS<br />

Ferguson رئيسة مكتب واشنطن ملجلة األخبار<br />

العربية .. Arab News وحرضه من امللحقية<br />

الدكتور مساعد العساف مساعد امللحق الثقايف<br />

للشؤون الفنية والدكتورة مويض بنت عبد الله<br />

الخلف مدير الشؤون الثقافية واإلجتامعية ..<br />

وتعد تلك الليلة مبثابة اإلحتفال السنوي الثاين<br />

الذي يتم تنظيمه لجمع التربعات لعمل الخدمات<br />

اإلنسانية والعاملية ولزيادة الفهم والوعي العاملي<br />

ولتنمية وتطوير عامل يؤمه السالم .. ومن هذا<br />

الهدف يقوم الروتاريون بإختيار دولة لتكرميها كل<br />

عام وتتوىل هذه الدولة مسؤولية ترتيب وتنظيم<br />

الحفل وعرض فقراته والتعريف الثقايف بالدولة<br />

املكرمة .<br />

وكان الروتاريون قد إختاروا يف العام املايض 2010<br />

الهند لتكون الدولة املكرمة وصاحبة العرض<br />

وتنظيم اإلحتفال بينام إختاروا لهذا العام 2011<br />

اململكة العربية السعودية لتكون صاحبة العرض<br />

والتنظيم .. ولقد وقع إختيار الروتاريني عىل أعضاء<br />

النادي السعودي بتنييس البالغ عددهم نحو 150<br />

طالبا وعىل رأسهم فهد العنزي رئيس النادي<br />

ليمثلون اململكة ويتحملون مسؤولية التنظيم<br />

والعرض وذلك بصفتهم سفراء لبالدهم .<br />

ولقد أخذ أعضاء النادي عىل عاتقهم تحمل<br />

املسؤولية والقيام بالواجب املنوط بهم إلنجاح<br />

هذه الليلة التي إهتمت بها وسائل اإلعالم<br />

والصحافة املحلية يف كوكفيل وقامت بتغطية<br />

فعالياتها .. فجاءت عىل صدر صفحاتها تغطيات<br />

شاملة لهذا الحدث الهام .. خاصة صحيفة هريالد<br />

ستيزن Herald-Citizen أو أنباء املواطن التي<br />

رصدت الكثري من مظاهر اإلحتفال وفقراته<br />

وقامت بتغطيته بشكل كامل مام عكس ردود<br />

فعل إيجابية تجاوزت كل التوقعات .<br />

ويقول باتريك ريان رئيس مجلس الشؤون العاملية<br />

بتنييس حول تلك الليلة التي أقامها نادي الروتاري<br />

باإلشرتاك مع النادي السعودي بتنييس أن ماحدث<br />

كان هائال .. وأن املتحدثني كانوا رائعني ومفيدين<br />

للغاية مبعلوماتهم .. وأنه سمع من الحارضين<br />

عددا من التعليقات التي تؤكد إستفادتهم من<br />

التجربة .. وقال باتريك أن الهدف كان قد تحدد<br />

برفع درجة املعرفة والوعي وإتاحة املعلومات<br />

حول الدولة املضيفة صاحبة التكريم وأن ذلك<br />

الهدف قد تحقق بالقطع.‏<br />

ويعود باتريك لريكز عىل رضورة إستمرار فكرة<br />

التواصل مع املؤسسات الهامة ومنها ما يختص<br />

مبتابعة تطور العالقات السعودية األمريكية<br />

مثل مجلس العالقات العربية األمريكية وأندية<br />

الروتاري وكذلك مجلس الشؤون العاملية بتنييس<br />

الذي يرؤسه..‏ وأكد أن هذا التواصل سوف يستمر<br />

من خالل املناسبات التي سيتم اإلعالن عنها من<br />

خالل عمله املهني كمحرر عىل موقع SUSRIS.<br />

com<br />

وكانت الدكتورة مويض الخلف قد ألقت محارضة<br />

يف هذا اإلحتفال بعنوان التعليم والتنمية يف<br />

اململكة العربية السعودية : النساء كأدوات لتغري<br />

املستقبل Education and Development<br />

in <strong>Saudi</strong> Arabia : Women as Agents of<br />

. Future Change<br />

تناولت املحارضة التعريف باململكة العربية<br />

السعودية كدولة إسالمية وعربية وتزويد<br />

الحارضين باملعلومات واإلحصاءات الدقيقة التي<br />

تعكس تاريخ اململكة وحضارتها ومسرية تطورها<br />

نحو املستقبل .. فتناولت مساحتها التي تزيد عن<br />

مليوين كيلومرت مربع ويعيش عليها مايقرب من<br />

29 مليون نسمة .. وأفادت بأن اململكة العربية<br />

السعودية قد تأسست حديثا يف عام 1932 وأن<br />

البرتول أكتشف فيها بعد ذلك بنحو ست سنوات<br />

ومع ذلك تظل اململكة أرسع دولة يف العامل من<br />

حيث النمو اإلقتصادي واألكرث ديناميكية يف<br />

إقتصاديات العامل العريب فضال عن كونها أكرب منتج<br />

80 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


الدكتورة مويض الخلف تلقي محارضة بعنوان التعليم والتنمية يف اململكة العربية السعودية .. النساء كأدوات لتغيري املستقبل<br />

الروتاري الدويل يكرم اململكة العربية السعودية<br />

للنفط يف العامل .<br />

وقالت الدكتورة مويض الخلف بأن الدولة قد<br />

حرصت طوال فرتة تطورها منذ عام 1970 وحتى<br />

اآلن عىل تنفيذ تسع خطط خمسية للتنمية<br />

بلغت تكلفة الخطة التاسعة منها نحو 385 مليار<br />

دوالرا وتشمل كافة مجاالت الحياة كالصناعة<br />

والزراعة والتعدين والبنوك .. وحققت من وراء<br />

ذلك معدالت منو عالية وضعتها وفق التقديرات<br />

العاملية يف ترتيب متقدم بني دول العامل .. حيث<br />

حصلت عىل الرتتيب الثالث عرش يف اإلقتصاد ..<br />

والرتتيب السادس والعرشين يف النظام الصحي .<br />

وكانت إستطالعات الرأي التي أجرتها مجلة النيوز<br />

ويك Newsweek قد اعلنت يف نتيجة إستفتائها<br />

إختيار خادم الحرمني الرشيفني امللك عبد الله<br />

واحدا من قمة العرشة األوائل بني القادة يف العامل<br />

.. كام إختارته مجلة فوربرس Forbes الواسعة<br />

اإلنتشار ليكون يف الرتتيب الثالث يف إستفتاء أقوى<br />

قادة ورجاالت العامل.‏<br />

اما بالنسبة للتعليم فقد أشارت الدكتورة مويض<br />

الخلف إىل التوسع الذي طرأ عىل التعليم طوال<br />

السبعني عاما املاضية حيث تشري اإلحصاءات<br />

إىل التوسع األفقي يف عدد املدارس واملعاهد<br />

التكنولوجية والجامعات .. كام أشارت إىل الزيادة<br />

الكبرية وتلك الطفرة التي تحققت طوال هذه<br />

السنوات سواء بالنسبة لعدد األكادمييني وأيضا<br />

بالنسبة لعدد الطالب .. ولقد اسفر ذلك عن<br />

خطوات مهمة يف مجال محو األمية والقضاء عليها<br />

مبؤرشات تشري إىل نجاحها مبعدل يبلغ نحو % 82,9<br />

ويف إطار التعليم العايل تحدثت الدكتورة مويض<br />

الخلف عن الزيادة التي تحققت يف القدرة<br />

اإلستيعابية للجامعات والتي بلغت نحو 1,7<br />

مليون طالبا وطالبة فضال عن الهدف لزيادة أعداد<br />

الطالب امللتحقني بالدراسات العليا لتبلغ نسبة % 5<br />

يف كل الجامعات يف الخطة الحالية .. ورغم جهود<br />

الحكومة توجد أيضا الجامعات الخاصة وعددها<br />

مثانية وكذلك التسهيالت التدريبية والخطط<br />

وامليزانيات الجديدة لنحو 96 معهدا تكنولوجيا و<br />

25 كلية تقنية و 50 معهدا للتدريب الصناعي .<br />

وتحدثت الدكتور مويض الخلف عن برنامج خادم<br />

الحرمني الرشيفني لإلبتعاث الخارجي ومهامه<br />

وأهدافه التي تسعى إىل تنمية وتأهيل املصادر<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 81 2011


مبتعثونا<br />

البرشية والوصول بها إىل أعىل مستوياتها يف<br />

التخصصات العلمية والتكنولوجية املطلوبة<br />

وتحقيق املنافسة العاملية يف سوق العمل ويف<br />

مجال البحث األكادميي وإرساء قوعد معيارية<br />

عالية يف الجامعات واملؤسسات التعليمية وأيضا<br />

بالنسبة لقطاعي األعامل العامة والخاصة يف<br />

اململكة العربية السعودية .<br />

واستعرضت الدكتورة مويض قمة الدول العرشة<br />

من حيث إستيعابها لطالبنا املبتعثني واملبتعثات<br />

وفقا إلحصاءات وزارة التعليم العايل لعام 2010..<br />

وتأيت أمريكا عىل قمة الهرم الطاليب لإلبتعاث حيث<br />

تجاوز مجمل املبتعثني إليها نحو 43000 طالب<br />

وطالبة .. يليها بريطانيا العظمى مبا يزيد قليال عن<br />

18000 طالب وطالبة .. ثم تأيت كندا يف الرتتيب<br />

الثالث حيث تستوعب ما يزيد عن 15000 طالب<br />

وطالبة .. ثم أسرتاليا بأعداد طالبية تزيد عن 7000<br />

طالب وطالبة ثم يأيت بعدهم بالرتتيب نيوزيالندا<br />

وأملانيا وماليزيا وفرنسا والصني والنمسا بأعداد<br />

تقل بالتدريج عن نحو 3000 طالب وطالبة .<br />

وركزت الدكتورة مويض الخلف عىل أهداف<br />

برنامج اإلبتعاث الذي مل يعد يقترص فقط عىل<br />

فكرة اإلبتعاث من أجل الدراسة بل أصبح يضم إىل<br />

ذلك أهدافا أخرى تتمثل يف إعداد الطالب كقادة<br />

املستقبل وإىل النظر إليهم كسفراء لبالدهم ورموز<br />

ثقافية ذات مصداقية عالية متكنهم من إجراء<br />

التواصل والحوار يف املجتمعات التي يدرسون فيها<br />

ومن بناء الجسور من أجل تحقيق التفاهم بني<br />

الشعوب.‏<br />

وقالت بأن هؤالء الطالب قادرون بتعاونهم عىل<br />

كرس الحاجز وتغيري الصورة النمطية التي تم<br />

رسمها عن الشخصية العربية والسعودية وإظهار<br />

زيفها .. وأكدت أن الطالب يأتون إىل بالد اإلبتعاث<br />

للتعلم وتبادل الثقافات وعيونهم عىل الوطن الذي<br />

يعربون عن إنتامئهم ووالئهم له يف كل املناسبات .<br />

تحدثت الدكتورة مويض أيضا عن التخصصات<br />

ومؤرشاتها والدرجات العلمية التي تتحقق<br />

فيها كام أكدت عىل حصيلة املرأة من العملية<br />

التعليمية ونسبة متثيلها فيها وأكدت بأنها تحتل<br />

نسبة % 35 من الدارسني يف مرحلة املاجستري و 35<br />

% أخرى من الدارسني يف مرحلة البكالوريوس و 6<br />

% من الدارسني يف مرحلة الدكتوراه و‎2‎ % بالنسبة<br />

82 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


للطب وهي مؤرشات مشجعة ترصد وتتابع تتطور<br />

املرأة يف مسريتها التعليمية وتقدمها .<br />

وتحدثت الدكتورة مويض الخلف عن عالقة<br />

املرأة بالتعليم منذ أن اتيحت لها الفرصة لبدء<br />

مسريتها التعليمية يف عام 1959 والتطورات التي<br />

حدثت لها حتى اآلن وأكدت عىل إحصاءات<br />

وزارة التعليم العايل التي تشري إىل إرتفاع نسب<br />

تعليم املرأة ونسب تخرجها .. كام أنها قد<br />

حظيت بإهتامم الوزارة يف نسبة متتعها بالربامج<br />

واملنح الدراسية التي يتم إرسالها لكل بالد العامل<br />

حيث بلغت النسبة نحو %21 .. وتحدثت أيضا<br />

عن املرأة ومجاالت العمل ونسبة مشاركاتها<br />

ومساهامتها فيها وقالت بأن املرأة قد حققت<br />

العديد من اإلنجازات يف قطاع األعامل ويف<br />

مجاالت اإلستثامرات والعقارات والرشكات الخاصة<br />

وكذلك يف القطاعات التي أصبحت تشغلها يف<br />

الوظائف اإلدارية والطبية والتعليمية والحكومية<br />

وقد أوردت أمثلة عديدة لنساء سعوديات بارزات<br />

أثبنت وجودهن يف مجاالت سيادية مختلفة فضال<br />

عن مجاالت الثقافة والفكر واإلبداع .<br />

وتأيت زيارة امللحقية لناشفيل بتنييس يف إطار<br />

مشاركة النادي أنشطته واللقاء بالطالب واإلجتامع<br />

بهم واإلطالع عىل أحوالهم الدراسية وعىل أية<br />

مشاكل يواجهونها فضال عن اإلجتامع برئيس<br />

الجامعة وعدد من عمداء بعض الكليات قبل<br />

الحضور واملشاركة يف الليلة الدولية السنوية<br />

الثانية التي ينظمها النادي بإسم الروتاري الدويل<br />

لتكريم اململكة العربية السعودية والتي تعد<br />

مهرجانا ثقافيا يضم معرضا ثقافيا وعروضا فنية<br />

وتراثية وطقوسا وتقاليد تختص بها الثقافة العربية<br />

ومتيزها عن غريها من الثقافات فضال عن واجبات<br />

الضيافة واإلستقبال.‏<br />

والشك أن مشاركة النادي السعودي بجامعة<br />

تنييس التكنولوجية للنادي الروتاري يف إحياء حفله<br />

السنوي الذي أقيم عىل رشف اململكة العربية<br />

السعودية والتعريف بها يعد أحد نوافذ التواصل<br />

الهامة التي يجب أن نطرقها وأن نتعامل معها يف<br />

إطار أهميتها العاملية والدولية وما تقدمه عىل<br />

جرس الثقافات املتواصل بني الشعوب .<br />

الثقافة والفنون والتعليم لغة الحوار والتواصل البناء<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 83 2011


مبتعثونا<br />

الروتاري الدولي<br />

Rotary International<br />

بول برييس هاريس<br />

يقوم شعار منظمة الروتاري الدولية Rotary<br />

International عىل أن الخدمة العامة فوق<br />

النفس وأن الصالح العام فوق الصالح الخاص<br />

.. وكانت هذه املنظمة ومقرها الرئييس مدينة<br />

إيفانستون بوالية إلينويز قد أنشئت عام 1905<br />

ألداء الخدمات التي تقوم بها األندية للصالح العام.‏<br />

ويبلغ عدد أعضائها نحو مليون ومائتني وعرشين<br />

ألف )1220000( عضوا يتحدثون رسميا لغات<br />

مختلفة وهي : اإلنجليزية والهندية واألوردو<br />

والسويدية والربتغالية وااليطالية والفرنسية<br />

واألسبانية واألملانية والكورية واليابانية ويبدو<br />

أن اللغة العربية ليس لها وجود يف إطار هذه<br />

العضوية.‏<br />

تعرف منظمة الروتاري الدولية Rotary<br />

التي يرأسها لهذا العام<br />

2011 / 2010 السيد راي كلينجنسميث Ray<br />

Klinginsmith بأنها منظمة لألندية الخدمية<br />

وتعرف بأندية الروتاري Rotary Clubs وتقع<br />

يف جميع أنحاء العامل .. و الهدف املعلن من<br />

إنشائها يقوم عىل دعوة وجمع قادة رجال األعامل<br />

راى سميث<br />

هربرت تايلور<br />

واملهنيني لإلنضامم واملشاركة يف تقديم الخدمات<br />

اإلنسانية،‏ وتشجيع املعايري األخالقية الرفيعة يف<br />

جميع املهن،‏ واملساعدة يف بناء الرفاهية والسالم<br />

يف العامل.‏<br />

وهذه املنظمة مفتوحة للجميع بغض النظر عن<br />

العرق أو اللون أو العقيدة أو الجنس أو املعتقد<br />

السيايس ويوجد أكرث من 33976 ناديا ونحو<br />

1220000 عضوا بهذه املنظمة يف جميع أنحاء<br />

العامل يطلق عليهم بالروتاريني Rotarians أي<br />

األعضاء الذين ينتمون ألندية الروتاري.‏<br />

ويجتمع هؤالء األعضاء عادة بصفة أسبوعية<br />

لتناول طعام اإلفطار،‏ الغذاء أو العشاء،‏ كمناسبة<br />

إجتامعية،‏ يتاح خاللها الفرصة لتنظيم العمل وفق<br />

أهدافها الخدمية .<br />

وتنبني املنظمة أو أندية الروتاري فلسفة تشجيع<br />

ودعم مناذج الخدمات التي يطرحها أصحابها<br />

كأسس ملشاريع يتطلب تنفيذها .. ويقوم هذا<br />

الدعم عىل كل ما يؤدي إىل خدمة املجتمع<br />

كتطوير املعارف ووضع املعايري األخالقية عالية<br />

املستوى يف مجاالت األعامل التجارية واملهنية،‏<br />

International<br />

84 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


واالعرتاف بقيمتها ودورها يف خدمة املجتمع<br />

وتكريم كل األندية الروتارية التي تضع ذلك بني<br />

أولوياتها .. كام يظهر هذا الدعم أيضا يف تطبيق<br />

املثل العليا للروتاريني يف كافة مجاالتهم سواء<br />

كانت شخصية أو مهنية أو مجتمعية .. وكذلك يف<br />

النهوض مبستوى التفاهم الدويل والخدمات التي<br />

تقوم عىل النوايا الحسنة،‏ وغريها مام يخدم السالم<br />

يف العامل .<br />

وتسعى املنظمة لتحقيق ذلك عن طريق تقديم<br />

املنح العاملية ومنح الزمالة لألشخاص املهنيني<br />

ورجال األعامل الذين يشرتكون يف مثل هذه<br />

الخدمات ويعتقدون يف إمكانية تنفيذها بأعىل<br />

هاريس وسكييل وجوستاف لوهر وهريام شوري<br />

الرئيس األمرييك لندون جونسون يف أحد لقاءات الروتاري<br />

مستوى وفق املثل واملعايري األخالقية املتفق عليها.‏<br />

ولقد وضعت هذه األهداف وأعدت ليك تتامىش<br />

مع نتائج إختبار ‏»الروتاري ذو الطرق األربعة<br />

والذي يستخدم للتأكد من مدى توافق العمل أو<br />

الفعل املخطط لتلك املعايري واملثل التي تعرب متاما<br />

عن الروح الروتارية.‏<br />

وكان هذا اإلختبار قد تم تطويره من قبل<br />

الروتاري ورجل األعامل هربرت تايلور Herbert<br />

.J Taylor خالل فرتة الكساد الكبري بهدف إرساء<br />

مجموعة من املبادئ التوجيهية التي يتعني األخذ<br />

بها ملساعدة الرشكات املتعرثة .. ويف عام 1942<br />

قام الروتاريون بتبني هذه املبادئ وإستخدامها<br />

رئيس الروتاري<br />

كمعايري للسلوكيات واألخالقيات التي يعتد بها<br />

ومازالوا يطبقونها حتى اآلن .. وتطرح هذه املبادئ<br />

يف صورة أسئلة حول العمل الذي يتم تطبيقه<br />

ويتعني اإلجابة عليه بنعم أو بال .. وتطرح هذه<br />

األسئلة عىل النحو التايل :<br />

هل هي حقيقة صادقة؟<br />

هل هي عادلة لجميع األطراف املعنية؟<br />

هل ستسهم يف بناء حسن النية وأفضل<br />

الصداقات؟<br />

هل ستكون مفيدة لجميع األطراف املعنية؟<br />

ويعود تاريخ إنشاء أول ناد للروتاري إىل الثالث<br />

والعرشين من فرباير عام 1905 حينام قام املحامي<br />

بول برييس هاريس Paul Percy Harris بتوجيه<br />

الدعوة لإلجتامع بعدد من رجال األعامل يف مكتب<br />

صديقه سلفسرت سكييل Sylvester Schiele تاجر<br />

الفحم مببنى الوحدة بشارع ديربورن وسط مدينة<br />

شيكاغو وهم : هاريس وسكييل و جوستاف<br />

لوهر Gustave E. Loehr مهندس املناجم ،<br />

وهريام شوري Hiram .E Shorey الخياط وأتفق<br />

املجتمعون عىل إنشاء نادي بإسم الروتاري املشتق<br />

من فعل التناوب Rotate وتعني أن يتناوب<br />

األعضاء إستقبال املجتمعني أسبوعيا بالتناوب يف<br />

مكتب كل واحد منهم عىل حده .. ويف اإلجتامع<br />

الثاين تم اإلتفاق عىل تشكيل مجلس إدارة للنادي<br />

يضم : سلفسرت سكييل رئيسا وويل جنسون Will<br />

Jenson أمينا موازيا وهريام شوراي أمينا للتسجيل<br />

وهاري راجلز Harry Ruggles أمينا للصندوق<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 85 2011


مبتعثونا<br />

ايرلندا الذي كان قد حصل من الرابطة عىل ميثاق<br />

تأسيسه الحقا عىل الرغم من أسبقية تأسيسه<br />

الفعيل لنادي لندن .<br />

إيرين سكليفا ملكة جامل العامل لعام 1996 تشارك األطفال يف نادي روتاري رسيالنكا<br />

خالل الحرب العاملية األوىل تزايد عدد أندية<br />

الروتاري يف بريطانيا من تسع أندية إىل نحو<br />

إثنني وعرشين ناديا فضال عن تلك األندية التي<br />

ظهرت يف دول أخرى كأندية كوبا يف عام 1916<br />

والهند يف عام 1920 مام دعى إىل تغيري اإلسم مرة<br />

أخرى ليصبح يف عام 1922 بإسم الروتاري الدويل<br />

.. Rotary International وبحلول عام 1925<br />

كان قد بلغ عدد أندية الروتاري نحو مئتي )200 )<br />

نادي يضم أكرث من 20000 عضو .<br />

زمن الحرب War time<br />

إمراة من كشمري عضوة يف الروتاري<br />

ورفض بول هاريس املؤسس واملكتشف تواضعا أي<br />

منصب يف هذه اإلدارة .. لكن تزايد عدد األعضاء<br />

وتدفقهم عىل عضوية النادي يف شيكاغو منعهم<br />

من تنفيذ فكرة التناوب وأصبح رضوريا مامرسة<br />

العمل واإلعتامد عىل مكان اإلجتامع التقليدي.‏<br />

ومبرور الوقت بدأ التوسع بإنشاء أربع أندية أخرى<br />

للروتاري يف كل من سان فرانسيسكو وأوكالند<br />

ولوس انجلوس وسياتل يف غرب الواليات املتحدة<br />

.. وقد شجع ذلك عىل تشكيل الجمعية الوطنية<br />

ألندية الروتاري يف أمريكا عام 1910.<br />

ويف العام التايل .. يف جلسة الثاين والعرشين<br />

من فرباير عام 1911 عقد نادي الروتاري بدبلن<br />

بأيرلنده إجتامعه معلنا عن تأسيس أول ناد<br />

للروتاري خارج شامل أمريكا .. ويف أبريل من عام<br />

، 1912 تم إعطاء حق اإلمتياز إلنشاء ناد للروتاري<br />

عىل النمط األمرييك يف ونيبيج مانيتوبا بكندا<br />

ليكون بذلك أول نادي خدمي يتم تأسيسه خارج<br />

الواليات املتحدة األمريكية عىل هذا النمط .<br />

ولقد شجع اإلقبال عىل تأسيس أندية الروتاري<br />

خارج الواليات املتحدة األمريكية عىل نفس<br />

النمط اإلمرييك إىل تعزيز املسمى الدويل لهذه<br />

األندية ومن ثم تم تغيري اإلسم يف عام ‎1912‎إىل<br />

الرابطة الدولية ألندية الروتاري International<br />

. Association of Rotary Clubs<br />

يف أغسطس عام ، 1912 تلقى نادي الروتاري يف<br />

لندن ميثاق تأسيسه من الرابطة،‏ معلنا بذلك عن<br />

أول إعرتاف ألندية الروتاري خارج أمريكا الشاملية<br />

.. ثم تواىل بعد ذلك اإلعرتاف بنادي دبلن يف<br />

سباقات الروتاري<br />

مل يكن قد أتيح ألملانيا تشكيل أي نادي للروتاري<br />

بها قبل عام 1927 وذلك بسبب إعرتاض األندية<br />

القارية Continental clubs عىل ذلك .. غري انه<br />

قد أتيح لها إبتداءا من عام 1933 إنشاء هذه<br />

األندية مبوافقة من السلطة النازية التي إعتربت<br />

قيامها مبثابة فرصة مفيدة لرفاق الحزب إلنارة<br />

الطريق حول ما يتعلق بطبيعة وسياسة الحركة<br />

اإلشرتاكية الوطنية The National Socialist<br />

The Nazis ولقد ساور النازيون .. movement<br />

الشكوك حول تلك املنظامت الدولية فأعطت<br />

الضوء األخرض والصالحيات ألعضاء الحزب النازي<br />

NSDAP لإلنضامم إىل عضوية الروتاري بعد أن<br />

صدرت لهم أحكام قضائية عرب السنوات بني عامي<br />

86 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


1933 و 1937 تبيح ذلك ليصبح أكرث من نصف<br />

الروتاريني يف أملانيا من أعضاء الحزب النازي .<br />

ست أندية أملانية للروتاري تم تشكيلها بعد<br />

وصول هتلر إىل السلطة .. جاءت تحت ضغط<br />

سيايس يف الغالب بهدف اإلقتالع الفوري لألعضاء<br />

اليهود من عضوية تلك األندية .. ومل تكن هناك<br />

سياسة موحدة ألندية الروتاري األملانية تجاه<br />

النظام النازي وما يقوم به حيث قرر بعضهم حل<br />

منظامتهم بينام إستمر آخرون يف مامرسة سياسة<br />

الرتايض والتعاون .. ففي ميونخ .. قام النادي<br />

بإلغاء عضوية عدد من أعضائه من اليهود ومن<br />

غري اليهود الذين مل يكونوا مقبولني سياسيا من<br />

النظام .. مبا يف ذلك توماس مان Thomas Mann<br />

الروايئ وكاتب القصة والناقد اإلجتامعي الحائز<br />

عىل جائزة نوبل يف األدب والذي أضطر للفرار إىل<br />

سويتزرالند قبل أن يهاجر فيام بعد إىل الواليات<br />

املتحدة األمريكية .. ولقد ادى ذلك إىل إستقالة<br />

أثني عرش عضوا تعاطفا مع األعضاء املطرودين .<br />

مع بداية عام 1937 بدأت تظهر يف أملانيا ويف<br />

الصحف النازية بوادر صحافة معادية للروتاري<br />

وتقارنها باملاسونية .. وبرسعة تطور عدم الوفاق<br />

والتوافق بني النازية وتلك املنظمة الدولية<br />

االنسانية إىل الدرجة التي تهدد وجود وإستمرار<br />

منظمة الروتاري يف أملانيا .. ففي يونيو عام 1937،<br />

منعت وزارة الداخلية عضوية الخدم املدنيني يف<br />

الروتاري .. ويف يوليو راجعت محكمة الحزب<br />

النازي NSDAP حكمها السابق وأعلنت إعتبارا<br />

من يناير ‎1938‎عدم جواز الجمع بني عضوية<br />

مسريات الروتاري املحلية<br />

الحزب والروتاري يف آن واحد .<br />

وكانت قضية الروتاري قد نظرت أمام محكمة<br />

حزب النازي بواسطة الدكتور جريل Dr. Grill<br />

حاكم املنطقة ( 73 دي ) بحجة أن الروتاري<br />

األملاين كان متوافقا مع أهداف الحكومة النازية<br />

إلستبعاده األعضاء املاسونيني يف عام 1933 وغري<br />

اآلريني يف عام .. 1936 كام بذلت محاوالت أخرى<br />

بواسطة روتاريني أجانب إلقصاء الحكومة عن<br />

عزمها إال أن التهدئة مل تنجح .. ففي سبتمرب عام<br />

1937 تم حل املقاطعة الثالثة والسبعني نفسها ..<br />

ويف وقت الحق تم سحب اإلمتياز الخاص باألندية<br />

األملانية من ميثاق منظمة الروتاري الدولية ..<br />

عىل الرغم من إستمرار بعض األندية مواصلة<br />

إجتامعاتها بصفة خاصة.‏<br />

ولقد تأثرت أندية الروتاري يف دول أوروبا الرشقية<br />

مهرجانات الروتاري يف كل مكان<br />

وأمم األنظمة الشيوعية األخرى بالقرارات الخاصة<br />

بحل األندية إعتبارا من عام 46 / 1945 حيث<br />

توقفت نوادي الروتاري يف اسبانيا للعمل بعد فرتة<br />

قصرية من اندالع الحرب األهلية اإلسبانية وتم<br />

حل األندية عرب أوروبا يف كل من النمسا )1938(<br />

وإيطاليا )1939( و تشيكوسلوفاكيا )1940(<br />

واستونيا،‏ التفيا،‏ ليتوانيا،‏ بولندا،‏ ولوكسمبورغ<br />

)1941( واملجر عام )1942/1941( .. إال أن أندية<br />

روتارية جديدة تم تنظيمها وإنشاؤها يف العديد<br />

من الدول األخرى خاصة يف تلك الدول التي<br />

عايشت الحركات اإلستتقاللية الوطنية يف أفريقيا<br />

وآسيا وكذلك يف روسيا وغريها من األمم التي كانت<br />

تسري يف فلك اإلتحاد السوفييتي سابقا بعد أن تم<br />

تخفيف سيطرة الحكومة عىل الجامعات املحلية<br />

املجتمعية فيها فرحب الروتاريون بتشكيل وتنظيم<br />

تلك األندية هناك إبتداءا من نادي موسكو يف عام<br />

1990. يف عام ، 1985 أطلقت منظمة الروتاري<br />

برنامجها بوليو بالس PolioPlus لتطعيم كل<br />

أطفال العامل ضد شلل األطفال .. ويف عام 2005<br />

أعلنت املنظمة عن مساهمتها يف هذه الحملة<br />

مببلغ نصف مليار دوالر مام أدى إىل تطعيم ما<br />

يقرب من ملياري طفل يف جميع أنحاء العامل ..<br />

وإعتبارا من عام ، 2006 أصبح لدى املنظمة اكرث<br />

من 1.2 مليون عضوا يف أكرث من 32000 ناديا بني<br />

200 دولة ومساحة جغرافية ، مام جعلها األكرث<br />

انتشارا من قبل فروعها وثاين أكرب نادي للخدمة<br />

من حيث العضوية بعد نادي ليونز الدويل Lions<br />

. Club International<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 87 2011


مبتعثونا<br />

التطوع .. عمل اإختياري ميليه ‏ضمري الفرد<br />

ومسؤوليته جتاه املجتمع<br />

فراج الرشيدي<br />

رئيس النادي السعودي<br />

عند الحديث عن التطوع فإن أول ما يتبادر إىل<br />

الذهن دامئاً‏ هو ما يتعلق بالتمسك بطقوس أو<br />

أفعال دينية محددة ، مع العلم أن ذلك ليس هو<br />

املقصود دامئاً‏ .. فمصدر كلمة التطوع املشتق<br />

من الفعل أطاع يطيع طاعةً‏ .. إمنا يدخل تحت<br />

فرضية أن التطوع عمل يكلف به اإلنسان من<br />

واقع ضمريه الخاص وماميليه عليه وبالتايل فهو<br />

أكرث أنواع العمل إختيارا .. فالطاعة هي تلبية<br />

شخص ما ملا يُطلب منه أو يكلف به من شخص<br />

ذي حيثية أو مكانة أو صاحب قيادة آمرة إما<br />

ترصيحاً‏ أو تلميحاً‏ .. والطاعة أيضا تتم تنفيذا<br />

ألوامر دينية وألعامل ذات تكليف مبارش من قبل<br />

سلطة أعىل .. وقد تكون هذه السلطة أيضا نابعة<br />

من الضمري األخالقي والسلوك الحي فال تتطلب<br />

الطاعة من اإلنسان حتمية تنفيذ التكليف املبارش<br />

أو األمر الصادر إليه من وحي الضمري ويصبح<br />

الخيار هنا مسألة تطوعية وليست حتمية ، وقد<br />

قال تعاىل ‏)وَمَن تَطَوَّعَ‏ خَريْ‏ ‏ًا فَإِنَّ‏ اللّهَ‏ شَ‏ اكِرٌ‏ عَلِيمٌ‏ )<br />

وقال رسول الله صىل الله عليه وسلم : ( أول ما<br />

يحاسب به العبد يوم القيامة صالته فإن كان أمتها<br />

كتبت له تامة . وإن مل يكن أمتها قال الله ملالئكته<br />

انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها<br />

فريضته (.<br />

لهذا يفهم بأن التطوع هو القيام بعمل مل يطلب<br />

من الشخص القيام به أو يكلف به تكليفاً‏ مبارشاً‏<br />

أو غري مبارش ، وإمنا قام به من تلقاء نفسه<br />

إحتساباً‏ لألجر ، وهنا جاء تعريف املطوع وهو<br />

الشيخ الذي يعلم الصبيان يف الكتاتيب أصالً‏ وهو<br />

عمل قام به من تلقاء نفسه بدون تكليف من<br />

أي شخص وإمنا جاء التكليف داخلياً‏ تلبية لرغبة<br />

شخصية جاءت بناء عىل قيم معينة للشخص<br />

باحثاً‏ فيها عن األجر وخدمة املجتمع أو البيئة<br />

التي يعيش فيها ، ولهذا فإن مدخلنا ملوضوعنا عن<br />

العمل التطوعي يدعونا إىل الخوض يف عدة أمور<br />

أهمها تعريف العمل التطوعي ، وآلية القيام به<br />

، والقوانني التي سنتها بعض املجتمعات والدول<br />

لتنظيم األعامل التطوعية لتؤدي الهدف املطلوب<br />

منها دون الشطط إىل أمور أخرى ليس لها عالقة<br />

بالعمل التطوعي .<br />

ففي كل األحوال العمل التطوعي يف معناه<br />

املتعارف عليه حديثاً‏ هو القيام بعمل ميداين أو<br />

مكتبي لتأدية خدمة أو خدمات لفئة أو فئات<br />

معينة من املجتمع أو تقديم معلومات قيمة<br />

ذات صلة باملجتمع يف صورته املصغرة أو املجتمع<br />

الدويل الكبري ، وليست كل األعامل التطوعية<br />

ذات نوع واحد وإمنا تختلف األعامل التطوعية<br />

حسب البيئات التي تقام بها تلك األعامل ،<br />

وليست كل األعامل التطوعية دامئة وإمنا بعضها<br />

يكون لفرتة محددة يف مكان محدد بآليات معينة<br />

مثلام يكون يف حاالت الكوارث الطبيعية مثل<br />

اإلنهيارات والزالزل واألمطار الغزيرة التي تسبب<br />

فيضانات أو ما شابهها ، ويف هذه الحاالت يكون<br />

العمل التطوعي بواسطة منظامت تحكمها قوانني<br />

وأنظمة للدول التي تتبع لها تلك املنظامت<br />

أو ألنظمة دولية متعارف عليها ويخدم يف تلك<br />

املنظامت أشخاص متطوعون.‏<br />

وهناك أنواع من األعامل التطوعية ذات الطبيعة<br />

البسيطة مثل العمل ضمن مجموعات صغرية<br />

لخدمة أهداف تلك املجموعات ومنها عىل سبيل<br />

املثال ال الحرص األعامل التطوعية يف املدارس<br />

والكليات والجامعات أو األعامل التي تقام يف<br />

األحياء خالل مناسبات مثل األعياد واإلحتفاالت<br />

وغريها من املناسبات أو يف حاالت كوارث طبيعية<br />

وتكون فيها األعامل التطوعية ذات أهداف قصرية<br />

املدى مرتبطة فقط بذلك الحدث الذي أدى إىل<br />

قيامها وتنتهي بإنتهائه .<br />

وللعمل التطوعي تحت ظل املنظامت قوانني<br />

صارمة ليك يظهر العمل التطوعي بالصورة الحسنة<br />

بعيداً‏ عن أي تأثريات أخرى أياً‏ كان نوعها ، بحيث<br />

يكون للمنظمة التطوعية مجلس إدارة وتشكيل<br />

إداري ومايل متكامل بوصف وظيفي محدد<br />

وصالحيات ومسؤوليات معروفة للجميع ويكون<br />

أيضاً‏ للمنظمة ذاتها حدود معروفة لألعامل التي<br />

تشارك فيها أو تقوم بها منفردة .<br />

والعمل التطوعي ال يبحث عن الربح املادي<br />

إطالقاً‏ إال أنه أحياناً‏ يحتاج إىل بعض املساعدات<br />

من جهات أخرى للقيام بواجباته وتغطية تكلفة<br />

تلك الواجبات ، وأحياناً‏ يضطر القامئني عىل العمل<br />

التطوعي للدخول مبنظامتهم يف أعامل ذات صبغة<br />

88 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


مالية وإمنا ال تهدف إىل الربح املادي فيطلق عليها<br />

منظامت غري ربحية وقد تتعامل مع منظامت<br />

ربحية لتسويق منتجاتها أو تنظيم مناسباتها ،<br />

وينخرط للعمل يف تلك املنظامت غري الربحية<br />

أفراد من كافة رشائح املجتمع ينذرون أنفسهم<br />

لفرتة محددة للقيام بدورهم يف خدمة العمل<br />

التطوعي .<br />

ويف النهاية إن العمل التطوعي هو عبارة عن رد<br />

الجميل إىل املجتمع بطريقة عملية غري مبارشة<br />

يكون فيها الشخص شاكراً‏ ألفضال مجتمعة عليه ،<br />

ولهذا علينا أن نريب يف أبنائنا حب العمل التطوعي<br />

بدءً‏ من الصغر حتى لو كان ذلك يف أعامل صغرية<br />

من داخل البيت لتصل إىل املدرسة أو الحي ثم<br />

املنظامت األكرب ذات الصبغة القانونية املعروف<br />

أهدافها وعالقاتها ومصادر دخلها وقنوات<br />

ترصيفها .<br />

فهذه دعوة مني للعمل التطوعي لكل فيام يخصه<br />

وقادر عليه مهام صغر ، وأنا أعترب أن عميل يف<br />

النادي الطاليب هو عمل تطوعي وكذلك جميع<br />

املشاركني معنا يف هذا العمل حيث أن هذا العمل<br />

يخدم فئة صغرية ويربط ما بني الجامعة والنادي<br />

أهداف مشرتكة تهم الطرفني للوصول إىل تهيئة<br />

جو مناسب للدارسني ألداء دورهم والوصول إىل<br />

تحقيق أهدافهم الدراسية والعملية .<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 89 2011


مبتعثونا<br />

يوم ‏سعودي و مسابقة احلنني<br />

اىل الوطن<br />

الحنني إىل الوطن هو الشغل الشاغل للطالب<br />

املغرتب الذي يعيش بعيدا عن الوطن ورشيط<br />

الذكريات الذي يطوف بالوجدان وميرح يف<br />

القلوب ويطري بك عرب اآلفاق بدون طائرة<br />

أو تذكرة سفر لتحط هناك عىل أرض الوطن<br />

حيث تلتقي مبن أحببت ومن أفتقدت يف<br />

سفرتك البعيدة.‏<br />

وتحت عنوان الحنني إىل الوطن اقام النادي<br />

السعودي بجامعة موري ستيت يوما سعوديا<br />

ثقافيا للتعريف بثقافة اململكة العربية<br />

السعودية وخاصة الثقافة التقليدية التي تعتمد<br />

عىل بعض العادات اإلجتامعية والثقافية التي<br />

نتميز بها وخاصة فيام يتعلق مبسألة الحفاظ<br />

عىل الهوية السعودية والتمسك بها والتعبري<br />

عن فكرة الوالء واإلنتامء للوطن واألرض.‏<br />

ولقد أبرز هذا اليوم قوة التواصل والرتابط<br />

االجتامعي بني السعوديني وتكاتفهم معا يف<br />

تقديم ملحة مبهرة حول اململكة ومواطنيها<br />

وموقعها وجغرافيتها وثروتها اإلقتصادية<br />

ومكانتها الدينية والدولية يف ربوع العامل<br />

اإلسالمي وكافة أنحاء العامل ولقد إستخدم<br />

املشاركون الزي السعودي واملالبس التقليدية<br />

وكرم الضيافة وواجب التحية والعادات<br />

املتعلقة بتناول الطعام وغريها كملمح يعربون<br />

من خالله عن الشخصية السعودية وما آلت<br />

إليه من تطور وتقدم وما إستلهمته من قدرة<br />

عىل الوعي وما إستفادته من التعليم واإلبتعاث<br />

كان اإلعداد يف هذا اليوم مميزًا من قبل ادارة<br />

النادي وأعضائه الذين شاركوا فيه فضال عن عدد<br />

البأس به من الطالب ، كام بلغ عدد الحضور<br />

قرابة 200 زائر .. وإستهدف النشاط إظهار<br />

عبداهلل بن علي الربيعان<br />

رئيس النادي السعودي بجامعة موري الحكومية<br />

صورة اململكة العربية السعودية عىل أفضل<br />

وجه وضم نشاطات متعددة ومنها : معلومات<br />

تعريفية عن تاريخ السعودية والرتاث الثقايف<br />

واإلجتامعي والتطور الصناعي واإلقتصادي<br />

الذي شهدته اململكة منذ تأسيسها،‏ كام تم<br />

عرض املعلومات بوسائل عرض مختلفة إبتدءا<br />

من املطبوعات الرسمية واللوحات التعليمية<br />

والعروض املرئية حيث تضمن اليوم السعودي<br />

فيلميا تسجيليا عن اململكة ومدنها.‏<br />

اشتمل اليوم السعودي أيضا جناحا نسائيا<br />

اجتذب إليه عددا كبريا من الزوار حيث قامت<br />

املشاركات بتوزيع بعض وصفات األطباق<br />

السعودية وقمن كذلك برسم زخارف شعبية<br />

بالحناء عىل أيدي الزائرات .. وقد استمتع<br />

الحضور بتذوق أصناف مختلفة من األطباق<br />

السعودية التي شاركت يف املنافسة من خالل<br />

مسابقة الحنني اىل الوطن وكانت جائزة املركز<br />

االول عبارة عن جهاز اكس بوكس تشجيعا<br />

ودعام لألعضاء الذين هم دامئاً‏ أساس كل نجاح<br />

بعد توفيق املوىل عزوجل.‏<br />

ولقد حرص أعضاء النادي عىل أداء واجب<br />

الضيافة للزائرين والضيوف فقاموا بتقديم<br />

التمر و بعض أصناف الحلوى مع القهوة<br />

العربية .. كام حرصوا ايضا مع زوارهم رجاال<br />

ونساء القيام بتجربة ارتداء الزي السعودي<br />

والتقاط بعض الصور التذكارية ومتكينهم من<br />

كتابة أسامئهم بأحرف عربية من خالل بطاقة<br />

كتابة األسامء باللغة العربية التي من خاللها<br />

تستخدم األبجدية العربية مقارنة مبا يقابلها يف<br />

األبجدية اإلنجليزية لكتابة األسامء .<br />

كذلك كان هناك طاوالت استقبال يعرض عليها<br />

عدد كبري من املطويات واملطبوعات الثقافية<br />

واملعلوماتية عن اململكة وتاريخها وتطورها<br />

كام أقيم معرض لعرض بعض اللوحات الفنية<br />

التي جذبت إليها نظر الزوار وقد تم الحصول<br />

عليها من امللحقية الثقافية السعودية..‏ وكان<br />

90 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


من بني العروضات أيضا ماشاركن به بعض<br />

األخوات الاليت قمن بإحضار ثياب نسائية<br />

لعرضها خالل اليوم الثقايف كنامذج للمالبس<br />

التي ترتديها املرأة السعودية يف بالدها قدميا<br />

وحديثا ومن مختلف املناطق السعودية.‏<br />

الشك أن الحنني إىل الوطن إحساس إنساين عام<br />

يشغل كافة الحارضين من مختلف الجنسيات<br />

والثقافات ألنه يحايك فيهم فكرة اإلغرتاب<br />

وكيفية اإلستفادة منها يف تعميق تلك الجذور<br />

يف دخائلنا والتواصل بها عرب األماكن .. ولذلك<br />

تلقى مثل هذه األيام قبوال وزخام وإقباال<br />

وخاصة اليوم السعودي الذي يعرب عن نفسه<br />

بالفطرة واملصداقية والتمسك بالرتاث .<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 91 2011


مبتعثونا<br />

الملحقية الثقافية ومندوبو شركة التأمين الصحي إتنا<br />

يلبيان دعوة أعضاء النادي السعودي ببتسبرج لزيارتهم<br />

بحكم ازدياد عدد املبتعثني يف أمريكا يف برنامج<br />

خادم الحرمني الرشيفني امللك عبدالله بن<br />

عبدالعزيز لإلبتعاث الخارجي واتساع رقعة<br />

وجودهم وما قد ينجم عنه من بعض اإلشكاليات..‏<br />

حرصت امللحقية الثقافية السعودية عىل التواصل<br />

املستمر مع املبتعثني يف كافة ارجاء الواليات<br />

األمريكية التي تحظى بالتواجد السعودي داخل<br />

جامعاتها .<br />

هذا التواصل املستمر طال مدينة بتسربغ يف<br />

والية بنسلفانيا التي تعد من املدن التي يوجد<br />

بها عدد ليس بالقليل من الطالب السعوديني<br />

.. ومع تلك الزيادة يف أعداد املبتعثني قد ينتج<br />

يف أحيان مختلفة بعض املشاكل األكادميية التي<br />

تتطلب تواجد امللحقية بني الجامعات واملبتعثني<br />

السعوديني.‏<br />

ولوضع حد ملثل هذه املعوقات التي قد تواجه<br />

الطالب والطالبة عىل السواء قام النادي السعودي<br />

يف مدينة بتسربغ بإستضافة وفد من امللحقية<br />

السعودية ممثلة يف املديرة اإلقليمية الدكتورة<br />

حصة الفايز ومرشفتني دراسيتني األستاذة إرشاق<br />

الكبيس واألستاذة سالمة الخواجي.‏<br />

وعىل الفور قام الوفد بجولة تفقدية لعدة جامعات<br />

يف املدينة وذلك إلزالة أي عقبة واجهت أو قد<br />

تواجه طالبنا وطالبتنا مام قد يأخرهم أو يحرمهم<br />

من التخرج .. كام قام النادي السعودي برتتيب<br />

مقابلة للوفد مع الطالب والطالبات لإلجابة<br />

عىل أسئلة املبتعثني واملبتعثات وإستفسارتهم يف<br />

األمور املتعلقة مبسريتهم الدراسية.‏<br />

كام استضاف النادي مندويب رشكة )Aetna(<br />

وهي رشكة التأمني الطبي التي قامت امللحقية<br />

السعودية يف أمريكا بالتعاقد معها منذ سنتني<br />

تقريبا حيث عرض املندوبون رشحا وافيا للطالب<br />

والطالبات عن طريقة إستخدام التأمني والتعامل<br />

معه وخاصة فيام يتعلق بالبحث عن األطباء<br />

املختصني وكيفية التعامل مع الفواتري الطبية يف<br />

92 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011<br />

حسين باصي<br />

رئيس النادي السعودي في مدينة بتسبرج<br />

حالة إرسالها مبارشة للطالب أو الطالبة .. كام<br />

قدم الوفد قامئة بأسامء أطباء األرسة املتواجدين<br />

يف مدينة بتسربغ وحثوا الطالب عىل مراجعتهم<br />

أوال لقدرتهم عىل تشخيص األمراض وتوفري<br />

العالجات املناسبة للطالب والطالبات دون<br />

الحاجة ملراجعة األخصائيني وذلك لتفادي الوقوع<br />

يف مشكلة زيارة األطباء غري املسجلني مع الرشكة<br />

أو زيارة الطبيب غري املختص يف مسببات املرض<br />

.. وأكدوا عىل أن الحاجة لزيارة الطبيب<br />

األخصايئ البد أن تتم من خالل طبيب<br />

األرسة الذي يقوم بالتوصية لدى الطبيب<br />

األخصايئ املناسب وذلك لعلمه بحالة<br />

املريض .. ولقد انتهت املحارضة واملقابلة<br />

بتناول بعض الوجبات الخفيفة .. كام قام<br />

النادي بتسجيل املحارضة ونرشها عىل<br />

موقع النادي www.saudinpitt.org ليك


يستفيد منها الطالب .<br />

وأود يف هذه املناسبة،‏ أن اشري إىل أن زيارة<br />

الوفد واملندوبني قد أسعدت جميع الحارضين<br />

والحارضات .. ويعود الفضل بعد الله سبحانه<br />

وتعاىل للمحلقية السعودية يف أمريكا وباألخص<br />

إدارة الشؤون الثقافية واإلجامعية وللنادي<br />

السعودي يف مدينة بتسربغ الذي توىل<br />

ترتيب الزيارة ونسق مع كلٍ‏ من رؤساء<br />

األندية يف جامعة دوكني وكارنيجي ميلون<br />

والدكتور عبدالله العمري واألستاذ حازم<br />

املحيميدي إلستقبال الوفد وتجهيز<br />

قاعات املحارضات .. وحرص كالً‏ من رئيس اللجنة<br />

الثقافية يف النادي ومحاسب النادي األستاذ لؤي<br />

حسناوي واألستاذ عمر العبايس عىل أن تجري<br />

املحارضة عىل أكمل وجه كام حرصوا عىل ضامن<br />

جودة ترتيبات اللقاء.‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 93 2011


مبتعثونا<br />

نادي الطلبة السعوديين بجامعة الفيرن يواصل تألقه<br />

األول على الجامعة ثم األول على األندية السعودية<br />

هيئة التحرير<br />

بني منظامت وأندية وروابط وجمعيات عريقة<br />

داخل الجامعة حقق النادي السعودي بجامعة<br />

الفرين Vern( SSA) University of La أوىل<br />

إنتصاراته منتزعا اللقب واملركز األول يف مسابقات<br />

الجامعة متخطيا كل الحدود والسدود والعوائق<br />

فوق أندية أخرى كانت حارضة لها سمعتها<br />

ومكانتها داخل الحرم الجامعي مبا يف ذلك<br />

منظمة الطالب الدوليني ونادي علوم اإلجتامع<br />

واإلنسان والجرمية Sociology Anthropology<br />

Criminology Club وإتحاد الطالب السود<br />

Alpha وألفا كابا ألفا Black Student Union<br />

Kappa Alpha وهي منظمة أقدم الحروف<br />

اإلغريقية التي تم تأسيسها يف أمريكا عام 1908<br />

بواسطة الطالبات السود بجامعة هوارد وسيجام<br />

ألفا إبسيلون Sigma Alpha Epsilon أو أخوان<br />

الكلية اإلجتامعية للحرف اإلغريقي لشامل أمريكا<br />

التي تأسست يف جامعة ألباما عام 1865.. ومنوذج<br />

األمم املتحدة Model United Nations وغريهم.‏<br />

وكانت املنافسات عىل أشدها حيث إستضافت<br />

جامعة الفرين يف قاعتها الرئيسية بالحرم الجامعي<br />

أجنحة األندية والجمعيات املشاركة لتبدأ بها<br />

إنطالقة فصل الربيع ودعت الطالب إليها لتتاح<br />

لهم فرص اإلطالع عىل مختلف الثقافات والعادات<br />

والرتاث الذي يحمله الطالب معهم من بالدهم<br />

ويعربون عنه شوقا وإنتامءا وتشبثا بالهوية .. يف<br />

هذا املناخ يلتقي الطالب من مختلف الجنسيات<br />

ليتذوقوا الثقافة واألطعمة والعروض الفنية<br />

الشعبية والفلكلورية واملوسيقى .<br />

يف تلك املناسبات تتسابق املجموعات املنظمة يف<br />

جمعية أو رابطة ليك تعلن عن نفسها فتستقبل<br />

الطالب بالحلوى والهدايا واملعلومات وتتواصل<br />

معهم سعيا وراء جذبهم لإلنضامم للعضوية ..<br />

حيث وقف أعضاء إتحاد طالب جامعة ال فرين<br />

Associated Students of University of La<br />

) Verne ( ASULV يشجعون الطالب عىل ملء<br />

إستامرات إستطالع للرأي يف مقابل الحصول<br />

عىل هدية رشيحة يو إس يب .. USB ويهدف<br />

هذا اإلستطالع إىل الحصول عىل مؤرشات حول<br />

كيفية حامية حقوق الطالب والعمل عىل تحسني<br />

أوضاعهم وحياتهم الطالبية .. بينام يرى آخرون<br />

األفضلية يف اإللتحاق بعضوية نادي الريادة«‏<br />

Entrepreneurship Club إلقتناعهم بأنه<br />

يتناسب مع تخصص إدارة األعامل الذي يقومون<br />

بدراسته وإشرتاكهم يف النادي يعمق من إرتباطهم<br />

بعامل األعامل .. أما بعض الطالب فريون أن إتحاد<br />

لوردزبريج للمناظرة Lordsburg Debate Union<br />

هو األفضل بالنسبة لهم .. خاصة للمهتمني بدراسة<br />

القانون واملحاماة ويرون يف املناظرة تدريبا جيدا<br />

عىل مهارة اإلقناع وشحذا ملسرية طالب الحقوق<br />

نحو املستقبل .. بينام يرى اصحاب رابطة الكلية<br />

الهيلينيةAssociation College Panhellenic<br />

أن السبب يف مشاركتهم الحصول عىل كلمة حول<br />

التوظيف الرسمي .<br />

وهناك روابط وجمعيات تدخل املنافسة ملواهب<br />

94 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


أعضائها مثل جمعية إخوان مو يف إبسيلون<br />

Mu Phi Epsilon التي تستقطب كل الراغبني<br />

واملهتمني باملوسيقى والغناء الكورايل فضال عن<br />

الغناء والكتابة ، وحتى مجرد االستامع .. بينام<br />

يشارك العديدون يف دعم معرض فن نهضة هارمل«‏<br />

Art of the Harlem Renaissance بني أجنحتهم<br />

.. ولقد جاء فوز نادي الطلبة السعوديني وإحتالله<br />

املركز األول وفوزه بالجائزة النقدية الرمزية<br />

وقيمتها $ 125 مبثابة إستحقاق وإنجاز كبري خاصة<br />

بعد وصوله للقمة متقدما عىل إتحاد لوردزبرج<br />

للمناظرات الذي فاز باملرتبة الثانية وجائزة نقدية<br />

رمزية قدرها 100 دوالرا .. و بييس تيش Psi Chi<br />

الذي فاز باملركز الثالث وجائزة نقدية قدرها 75<br />

دوالرا ورابطة الطالب املسلمني التي فازت باملركز<br />

الرابع وجائزة نقدية قدرها 50 دوالرا.‏<br />

الصور الفوتوغرافية تعكس واقع الحفل والتغطية<br />

الصحفية تؤكد عليه بينام يخرج الحارضون عن<br />

الصمت فيعربون بصدق عن فعالياته .. قاعة<br />

دافنبورت للطعام مكتظة بالزوار الذين جاءوا<br />

ليك يتعرفوا عىل اململكة وثقافتها قدميها وحديثها<br />

يف أجواء تحمل سيامت املودة والرتحاب والكرم<br />

العريب الحامتي .. الوجبات الخفيفة واملرشوبات<br />

متاحة للحضور .. واألكالت الشعبية تنقل يف<br />

مذاقها رائحة الوطن وأجوائه .. بينام وقف الزوار<br />

يرددون ويتفاعلون مع الغناء واإليقاع املوسيقى<br />

الراقص للفلكلور والرقصات الشعبية السعودية.‏<br />

يقول أحد الحارضين أن قاعة دافنبورت تحولت<br />

إىل صورة مصغرة للمملكة العربية السعودية<br />

مبساعدة بعض اللفتات واإلشارات الرمزية<br />

البسيطة .. فقطع الحلوى والبقالوة ووالوشم<br />

بالحناء واملوسيقى العربية الحية كلها إشارات<br />

تعكس املضمون وتصوره يف أعني الحارضين .<br />

اشرتك املئات يف هذا اإلحتفال طالبا وأعضاء هيئة<br />

التدريس .. إستجابوا للدعوة التي وجهت لهم<br />

من النادي وقبلوا إستضافة أعضائه .. 75 عضوا<br />

كانوا ميثلون النادي يف ذلك الوقت .. كانوا عىل<br />

حد قول رئيسهم السابق جلبان الشهراين يجلبون<br />

الوطن ويستدعون اململكة ليك تصاحب أبنائها<br />

وطالبها أثناء الحفل .. كانوا يريدون أن يتلحفوا<br />

بها وأن يدعوها ليست كضيف وإمنا ليك تستقر<br />

يف الوجدان .. فنشعر يف وجودها ان الوطن يرقص<br />

وهم يرقصون .. وأن الوطن يفرح وهم يفرحون ..<br />

ضاعت مالمح الغربة .. فلم يعد أحد منهم يشعر<br />

باإلغرتاب .<br />

إختياري لهذه القصة مل يكن عبثا وإستمراري يف<br />

رسدها كان رضورة ملحة ليك أقول لكم بأن ما<br />

يفعله الطالب يف الفرين ليس وليد اللحظة .. ليس<br />

حال اليوم .. بل هو حال أيام األمس واليوم وغدا.‏<br />

لذلك ال عجب ان يفوز النادي وفق تقييم امللحقية<br />

الثقافية السعودية SACM وبفضل جهود أرسة<br />

مجلس إدارة النادي وأعضائه املميزين باملركز<br />

األول عن عام 2010 بني األندية الطالبية العرش<br />

الذين تم إختيارهم من بني نحو 140 ناديا من<br />

أندية الطالب السعوديني املنترشين يف مختلف<br />

الجامعات والواليات واملدن األمريكية .. العجب<br />

من حيث التقييم واإلعرتاف والتقدير .. لكن هناك<br />

تساؤالت حتمية يتعني إثارتها يك نعرف أرسار هذا<br />

التفوق ورس هذا النجاح.‏<br />

أولها أن النادي قد تعرف عىل هويته .. وماذا يريد<br />

أن يفعل .. وما الذي ينبغي عليه أن يقوم به ..<br />

ونجح يف معرفة الطريق إىل كل ذلك .. فالنادي<br />

ميثل بكافة أعضائه جموع الطالب السعوديني<br />

الدارسني بالجامعة واملنطقة املحيطة بها .. وعليه<br />

أن يكون مسؤوال عنهم معربا عن قضاياهم<br />

ومشاكلهم داخل الجامعة وخارجها .. فهو الذي<br />

ينقل الوعي والفهم ويقدم املشورة ويقلل املعاناة<br />

.. يف جامعة الفرين يقوم النادي السعودي بنشاط<br />

متميز يف هذا املجال .<br />

يف النادي السعودي بجامعة ال فرين إهتامم خاص<br />

بالطالب الجدد والقدامى وتواصل مستمر شبه<br />

يومي بهم غري اإلجتامعات الرسمية األسبوعية<br />

التي تتم كل ثالثاء .. بالنسبة للطالب الجدد<br />

يقوم النادي يف إجتامعه الرتحيبي بإستقبالهم<br />

ومناقشتهم يف الكثري من األمور املهمة فيتحدثون<br />

عن اإلنتظام يف الدراسة وحضور املحارضات<br />

ويرشحون تجاربهم يف اإلستقرار باملنطقة والبحث<br />

عن املسكن واملكان اآلمن وعن اإليجارات<br />

وأرخصها أوأكرثها كلفة وعن مدى بعدها أو<br />

قربها من محل الدراسة وعن وسائل املواصالت<br />

والسيارات ورخص قيادتها وإختبارات الحصول<br />

عليها .. اليرتك الشباب شيئا من تجاربهم إال<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 95 2011


مبتعثونا<br />

ويقدمونه للطالب الجدد .. يتبعون ماكان يقدم<br />

لهم من قبل من زمالئهم القدامى .. اآلن هم أيضا<br />

يطبقون أيضا فكرة تجريبية«‏ إقرتحتها امللحقية<br />

ويعملون عىل تطويرها فيختارون طالبا ليقومون<br />

بهذا الدور ويقدمون النصائح واإلرشادات لزمالئهم<br />

.. فيتولون بذلك رعاية القادمني ويتصلون مبكتب<br />

الطالب األجانب واملسؤولني بالجامعة وامللحقية<br />

لتذليل الكثري من الصعاب .<br />

والنادي الطاليب هو سوق عكاظ وملتقى تجمع<br />

الطالب وتواصلهم ومركز التعامالت والتبادالت<br />

فيام بينهم .. فهو سوق عكاظ لكونه مركز لإلشعاع<br />

الثقايف السعودي يف تلك املنطقة .. وأنشطته<br />

متعددة وكثرية يف هذا املجال .. ويتم الدعوة<br />

للمشاركة فيها بالنداء القرآين املستحب املألوف<br />

لدينا :<br />

قال الله تعاىل:‏ ‏)وتَعَاوَنُوا عَلىَ‏ الْربِِّ‏ وَالتَّقْوَى وَال<br />

تَعَاوَنُوا عَلىَ‏ األِثْمِ‏ وَالْعُدْوَانِ‏ ) .. قال رسول الله<br />

صىل الله عليه وسلم:‏ ‏)املؤمن للمؤمن كالبنيان<br />

يشد بعضه بعضاً‏ و شبك بني أصابعه(‏ .. تدعوكم<br />

أرسة إدارة النادي السعودي بجامعة الفرين إىل<br />

التعاون واملشاركة يف التجهيز والتنظيم واإلعداد.‏<br />

ويتم بناء عىل ذلك توزيع املهام فهذا لإلستقبال<br />

.. وهذا لتصوير الحفل .. وهذا للديكور .. وهذا<br />

لنفخ البالونات .. وهذا مسؤول داخل القاعة ..<br />

وهذا للطعام إىل آخر كل هذه املهام .. ثم يتم بعد<br />

ذلك عمل الربوفات للتأكد من نجاح النشاط ويتم<br />

ذلك بالعمل التطوعي والرغبة الخالصة .<br />

من بني هذه األنشطة ما يقدمه الجناح السعودي<br />

تعبريا عن الهوية السعودية بكل مكوناتها الثقافية<br />

والتاريخية والحضارية يف اللقاءات واملناسبات<br />

املختلفة التي يحرص الطالب عىل املشاركة فيها<br />

بصفة تنافسية بني األندية والجمعيات األخرى<br />

املشرتكة .. ومنها ما يسعى النادي ليك يقوم به<br />

منفردا.‏<br />

أبرز هذه األنشطة ما يسمى Spotlight«<br />

»Video وهو عبارة عن مقطع فيديو تقدمه<br />

األندية الطالبية لتشجيع الطالب وإستقطابها<br />

وجذبها لإلنضامم إليها .. وقد ساهم فريق من<br />

مجلس إدارة النادي السعودي )SSA( يف إعداد<br />

وتقديم وإخراج هذا الفيديو .. ومؤخرا قام الفنان<br />

والخطاط السعودي فارس دقنة وفريق من أعضاء<br />

النادي بإستخدام فن الخط العريب والرسم عىل<br />

‏»صخرة الرسم«‏ Painting« »Rock الواقعة عىل<br />

الشارع الثالث بجامعة الفرين .. فقاموا بكتابة<br />

عبارة ‏»الحمد لله عىل السالمة يا ملك القلوب«‏<br />

.. وكذلك عبارة ‏»عجزت الكلامت عن الشكر يا<br />

خادم الحرمني الرشيفني«‏ All our Love and<br />

»Loyalty to our King وألتزموا بفن الخط<br />

العريب فكتبوها بخط إبداعي فني رائع .<br />

وال ينىس النادي معنى التكريم فالتكريم إعرتاف<br />

بالجهد الصادق والعمل الجاد .. ومن ثم فهو يقوم<br />

بتكريم أعضائه الذين يشاركون يف إدارة وتنظيم<br />

وإعداد مثل هذه األنشطة .. وكذلك املسؤولني<br />

واإلداريني واألساتذة بالجامعة الذين ال يألون<br />

جهدا يف تقديم الدعم والرعاية .. آخر األمسيات<br />

.. وجهت لتكريم الدكتور مورجان President<br />

Morgan رئيس جامعة الفرين .. ولقد شكر مدير<br />

الجامعة أعضاء النادي عىل ما قدموه .. وعرب عميد<br />

كلية إدارة األعامل عن سعادته بالنجاح الكبري<br />

واإلنجازات الرائعة التي حققها النادي .. وأشاد<br />

بذلك أيضا الدكتور سامي اإلبراهيم ومحافظ<br />

مدينة الفرين فعربا عن إعجابهام الشديد بالحفل<br />

املميز وبربنامجه املنظم .. وهكذا تضم كل مناسبة<br />

أو نشاط أو حفل ما باقة من كبار الشخصيات<br />

واملسؤولني الذي ينقلون بدورهم ماملسوه من<br />

تجربة حول النادي والقامئني به وما يحققونه من<br />

أهداف .<br />

هذا عن املفهوم الثقايف .. أما بالنسبة للنادي<br />

وتحقيق أهدافه كملتقى لتجمع الطالب وتواصلهم<br />

.. فقد حرصت أرسة مجلس إدارة النادي السعودي<br />

)SSA( عىل تحقيق ذلك .. من خالل توجيه الدعوة<br />

96 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


لكل الطالب والطالبات السعوديني بجامعة الفرين<br />

وما جاورها .. لحضور اإلجتامع اإلسبوعي كل يوم<br />

ثالثاء .. يف قاعة املؤمترات مببنى كلية إدارة األعامل<br />

)CBPM( .. ومع ذلك .. فهي مل تكتف باإلجتامع<br />

الرسمي وأوجدت نوافذ عدة أخرى للقاء واإلجتامع<br />

.. من بني ذلك .. نجاح النادي يف الحصول عىل<br />

موافقة الجامعة بإستعامل أحد قاعات الدراسة<br />

داخل مكتبة ويلسون العامة Wilson Library<br />

ألداء الصلوات فيها يف الوقت املسموح به للصالة<br />

.. وهناك أيضا حفل التعارف النسايئ الذي تتواله<br />

مسؤولتا النشاط الثقايف واإلجتامعي بالنادي ..<br />

وتوجه دعوته لجميع السعودييات املبتعثات<br />

واملرافقات .. للتعريف بعضوات مجلس إدارة<br />

النادي السعودي الفاعَّالت وإستمرار التواصل<br />

معهن يف املستقبل .. وأيضاً‏ تعارف السعوديات<br />

يف جامعة الفرين مع السعوديات يف الجامعات<br />

األخرى املجاورة .. ويراعى يف تلك اإلحتفاالت ..<br />

أن تقام يف قاعات مغلقة بالجامعة للحفاظ عىل<br />

خصوصية املرأة السعودية .. كام يخصص مكان به<br />

مرشفة لرعاية األطفال.‏<br />

ويستخدم هذا التواصل يف أعامل ودورات مفيدة<br />

يقدمها النادي ألعضائه منها دورة تدريبية لبناء<br />

املهارات الشخصية كتلك الدورة التي أقامها<br />

النادي بعنوان : ‏»كيف تنجح يف حياتك ودراستك<br />

؟«..‏ وقد أصدرت جامعة الفرين شهادات معتمدة<br />

لكل من حرضوا هذه الدورة .. ومنها أيضا اإلعالن<br />

عن بعض الوظائف املتاحة ملن يتوقع تخرجهم<br />

من الطالب كاإلعالن الذي نرشه النادي للكافة<br />

عن وظائف متاحة يف إحدى رشكات اإلتصاالت<br />

السعودية الكربى الرائدة يف جدة لخريجي<br />

البكالوريوس واملاجستري من إحدى الجامعات<br />

األمريكية أو الربيطانية أو الكندية .<br />

ويعد النادي مركزا للتعامالت والتبادالت بني<br />

الطالب ومركزا لإلتصال والتواصل فيام بينهم ..<br />

حتى األمور الشخصية كاإلعالن ملن يرغب يف بيع<br />

سيارته أو عرض شقته إلستكامل عقد اإليجار .<br />

النادي هو مبثابة الوطن املصغر الذي اراد الطالب<br />

أن يصنعوه تعويضا عن الغربة .. إنه املساحة<br />

التي تتجسد يف وجدان كل منهم .. فيسريون يف<br />

طرقاتها وممراتها دون أن يشعروا بأمل اإلغرتاب<br />

.. هناك يف هذه الساحة يلتقون ليفرغوا شحنة<br />

املعاناة اليومية بالفكاهة والتندر ورمبا بالغضب<br />

.. ميلكون يف داخلهم كل مصادر الفرح والحزن<br />

اإلنساين .. احد ماملسناه يف النادي .. الوطن<br />

.. مشاركات جامعية يف ساعات األىس والحزن<br />

لوفاة والد مبتعث أو فراق شخص عريب مسلم<br />

من سكان املنطقة التي يعيشون فيها .. فيبلغون<br />

عن املأساة ويدعون الناس لصالة الجنازة والدعاء<br />

.. ومشاركات جامعية يف ساعات الفرح فرناهم<br />

يتبادلون التهاين واألمنيات السعيدة.‏<br />

لهذا الوطن الصغري .. مالمح لرؤية تنظيمية تسري<br />

وفق التقاليد والعادات .. يحكمها روح القانون<br />

يف الجامعة التي ينتمون إليها .. هناك إنتخابات<br />

ملجلس إدارة النادي السعودي .. وهناك ترشيحات<br />

ألعضاء مجلس إدارتها .. وهناك تصويت .. وهناك<br />

قواعد أيضا يعلنها النادي السعودي )SSA( يف<br />

جاممعة الفرين للعام – 2011 2012 .. فيقوم<br />

بالتنويه .. بأن الرتشيح والتصويت يف اإلنتخابات<br />

.. هو خاص بالطالب والطالبات ومرافقيهم من<br />

السعوديني بجامعة الفرين ومعهد اللغة االنجليزية<br />

التابع لها فقط .<br />

هكذا متيض األيام بطالبنا وطالباتنا املبتعثني<br />

بجامعة الفرين ومعهد اللغة التابع لها ومايجاورهام<br />

.. طموح مستبد اليثنيهم عن تحقيق األمل فيام<br />

جاءوا من أجله وأبتعثوا له .. لكنهم ال ينسون<br />

أبدا .. أنهم مبثلون هذه البالد التي جاءوا منها ..<br />

هم رموزها الثقافية .. وهويتها التي متثلها يف كافة<br />

أرجاء العامل .. أنهم اليأدون وظيفة وال يفعلون<br />

واجبا وإمنا يعيشون حالة من اإلنتامء والحب<br />

والعشق لهذا الوطن .<br />

تحية لسامي الدجوي وأعضاء هيئته اإلدارية ومن<br />

قبله جلبان الشهراين ومن كانوا يف هيئته اإلدارية<br />

فكالهام يكمل مسرية اآلخر وكالهام الينظر إال إىل<br />

مصلحة الوطن.‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 97 2011


مبتعثونا<br />

ظاهرة حكمة الحشود<br />

سعيد حمود اليامي<br />

جامعة وتشتا الحكومية,‏ كانساس<br />

Said_yam@yahoo.com<br />

هل الحظت أن الناس لديهم غالبا آراء متفاوتة جدا عن بعضهم البعض ؟ .. وهل الحظت بأن هناك أشخاصا يعيشون يف ظروف متقاربة<br />

جدا وتجدهم يكادوا ال يتفقون عىل يشء واحد ؟ .<br />

هذا ماالحظه أيضا سري فرانسس جالتون Sir Francis Galton الذي وسم بدرجة فارس عام 1909 ذلك املوسوعي اإلنجليزي املتبحر يف<br />

علوم اإلنسان والوراثة وعلم قياس القدرات العقلية وعلم النفس التفاضيل .. واملبتكر لطريقة تصنيف البصامت يف علم الطب الرشعي<br />

وللخريطة الجوية األوىل يف علم اإلرصاد الجوية .. وأول من وضع سجال كامال حول الظواهر املناخية واإلحصائية ويعد اول من قام بتطبيق<br />

األساليب اإلحصائية لدراسة االختالفات البرشية.‏<br />

يف بداية القرن العرشين أراد جالتون ومن خالل علم اإلحصاء أن يتثبت من تلك املالحظات كدليل ميكن اإلعتامد عليه يف إثبات أن آراء<br />

الناس العاديني تكون دامئا عشوائية و خاطئة,‏ و كان مسعاه يف ذلك أن يصبح إنتخاب أصحاب املناصب العليا كالرئاسة وغريها موكال اىل<br />

طبقة النبالء التي هو منها و ليس لعامة الناس.‏<br />

وكان جالتون متحمسا جدا لهذه اآلراء .. وليك يثبت ذلك ذهب ومعه ثور ضخم اىل سوق شعبي كبري للموايش يف أحد ضواحي لندن,‏ و<br />

أخذ يطلب من املارة بشكل عشوايئ أن يقوموا بتقدير وزن الثور .. كانت التقديرات متفاوتة جدا .. وبعد ان قام بتسجيل أكرث من مثامنائة<br />

تقدير من تقديرات العامة,‏ رجع اىل مكتبه و قام بعمليات اإلحصاء العادية عىل بياناته .. كان كل يشء كام توقعه .. التقديرات متفاوتة<br />

بشكل كبري مام يجعل اإلعتامد عىل اي منها غري عميل...‏ لكنه فوجئ بأن ‏»متوسط«‏ تلك التقديرات لهذا العدد الكبري من الناس يساوي<br />

تقريبا نفس وزن الثور و بدقة تتجاوز جودتها افضل التقديرات التي ميكن ان يقدمها خبري يف املوايش او مزارع ذو معرفة و خربة طويلة .<br />

ويعد ما أثبته ‏»جالتون«‏ ركيزة يف علم االحصاء تقول أنه ليس باإلمكان اإلعتامد عىل البيانات من شخص واحد,‏ ولكن عندما نأخذ متوسط<br />

البيانات بني عدد كبري من األشخاص فان تلك البيانات تصبح موثوق بها اىل حد كبري.‏<br />

وهذا املبدأ يتم استخدامه يوميا يف استطالعات الرأي و كذلك من قبل رشكات الربامج و القنوات التلفزيونية ملعرفة ما اذا كان من<br />

املفروض أن يتم اإلستمرار يف برنامج تلفزيوين معني أم يتم الغاؤه .. حتى انه يتم تقييم درجة الرضا والقبول من املشاهدين عن كل<br />

شخصية يف تلك الربامج إعتامدا عىل تلك اإلستطالعات .. ولكن ال أحد يستخدمها بجدية و تركيز كام يستخدمها السياسيون عندما يريدون<br />

تحديد توجهات الناس يف اإلنتخابات املقبلة أو الحارضة حيث اليوجد هناك ما ميكن أن يصيب السياسيني بالهلع مثل هبوط التأييد لهم<br />

يف استطالعات الرأي العامة.‏<br />

و من الحوادث القوية التي جعلت مثل هذا املبدأ يصبح مثل الخط الفاصل بني الحياة و املوت ماحدث يف العام 1964 عندما اختفت<br />

الغواصة األمريكية ‏»سكوربيون«‏ Scorpion Submarine يف شامل املحيط األطليس و تركزت جهود البحرية االمريكية منصبة عىل<br />

تحديد موقع غرقها أو اختفائها,‏ و بعد مجهودات ضخمة من علامء البحرية والرياضيات و مهنديس الغواصات و فرق أخرى,‏ قام كل<br />

فريق بتحديد املوقع الذي يعتقد أن الغواصة رمبا اختفت فيه.‏<br />

وكانت املشكلة ان املواقع املحتملة كانت متباعدة عن بعضها البعض مبسافات تصل إىل نحو عرشين ميال .. ومثل هذه املساحة تعترب<br />

كبرية جدا بالنسبة ملقاييس البحث يف قاع املحيطات التي قد تستغرق يف عملية البحث شهورا طويلة ولكن عندما أخذت جميع املواقع و<br />

تم حساب متوسطها تبني أن الغواصة الغارقة تقبع بالتحديد عىل مسافة 200 مرت بالضبط من املوقع ‏»املتوسط .. كام تبني أن كل موقع<br />

من تلك املواقع التقديرية كان ‏»خاطئا«‏ وأن متوسط هذه املواقع جميعها كان ‏»صحيحا .. فعال يخرج الحي من امليت .<br />

98 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


إستقبل النادي السعودي بجامعة جنوب إلينوى<br />

بكاربونديل وفد جامعة اإلمام محمد بن سعود<br />

اإلسالمية أثناء زيارته للجامعة لتوقيع إتفاقية<br />

علمية وثقافية ولتبادل الخربات العلمية والبحثية<br />

بني الجامعتني .<br />

ضم الوفد عددا من أعضاء هيئة التدريس ومنهم<br />

الدكتور عبد الله السعيد رئيس قسم اإلجتامع<br />

والخدمة اإلجتامعية والدكتور نارص العود وكيل<br />

عامدة املركز اإلجتامعي لخدمة املجتمع فضال<br />

عن خمسة عرش طالبا بالدراسات العليا بالجامعة<br />

قدموا بهدف التعرف عىل الجامعة وأنظمتها<br />

األكادميية والتقنية يف كاربونديل .<br />

وتأيت هذه الزيارة يف إطار إهتامم الجامعتني<br />

بتقديم العديد من إسرتاتيجيات التواصل مع<br />

كافة املؤسسات املجتمعية واإلستفادة من خرباتها<br />

املتميزة بهدف تقديم رسالة ورؤية أفضل عىل<br />

كافة األصعدة يف هذا املجال.‏<br />

وكان النادي السعودي باملدينة قد رحب بهذه<br />

الزيارة وعرب عن رغبته باملشاركة يف التظاهرة<br />

الثقافية التي أقيمت عىل رشفهم وتضم العديد من<br />

الفعاليات الثقافية التي تعكس الصورة الحقيقية<br />

وتربز وجه اململكة الثقايف املرشق واملرشف.‏ وكان<br />

النادي قد أخذ زمام املبادرة لتقديم املساعدة<br />

للوفد فضال عن العمل عىل إنجاح تلك التظاهرة<br />

الثقافية وخروجها عىل الوجه الالئق كام قام<br />

النادي برتتيب لقاء ودي تربوي بني الوفد وأعضائه<br />

وبني الطالب املبتعثني نوقشت فيه العديد من<br />

القضايا الهامة التي تطرحها مسرية طلب العلم<br />

وفد جامعة اإلمام في كاربونديل<br />

وفد جامعة اإلمام<br />

واملعرفة وتستوجب اإلستنارة من أساتذة تتوفر<br />

لديهم الخربة الكبرية يف العمل امليداين والقدرة<br />

والحضور واملهارة يف تثقيف املبتعثني واملبتعثات<br />

واملساهمة يف صقل تجاربهم يف حياتهم العلمية<br />

والعملية وبث روح التحدي من أجل التميز<br />

وإحراز التفوق والنجاح ولقد حرض هذا اللقاء<br />

الربوفيسور حسني سليامن وألقى كلمة ذكر<br />

فيها أهمية اإللتزام بروح الجد واإلجتهاد<br />

ورضورة التخطيط للدراسة لتحقيق الهدف<br />

املنشود.‏<br />

بدء اللقاء بآيات من الذكر الحكيم تالها طالب<br />

املاجستري يوسف الثبيتي ثم كلمة من رئيس<br />

النادي طالب الدكتوراه رائد عبد اللطيف الثاميل<br />

الذي رحب بالوفد وأبدى إستعداده وزميله مسفر<br />

ا لوا د عي<br />

نائب رئيس<br />

النادي يف تنظيم الفعاليات<br />

املصاحبة لهذه الزيارة .<br />

رائد عبد اللطيف الثاميل<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 99 2011


مبتعثونا<br />

حكاية أول مبتعث في أالسكا<br />

بقلم : عبداهلل عايش كسار العنزي<br />

جامعة أالسكا أنكرج<br />

بكالوريوس إدارة األعمال<br />

قبل أن تقرأ<br />

تجربة مبتعث<br />

تجربة الدراسة واإلبتعاث يحكيها بتفاصيلها من الواقع عبد الله عايش العنزي املبتعث بجامعة أالسكا بأنكوراج والطالب السعودي الوحيد<br />

الذي يدرس حاليا يف االسكا بالواليات املتحدة االمريكية .. ورمبا تكون هذه القصة بحذافريها قد مرت عىل الكرثين من املبتعثني واملبتعثات<br />

ولكن ما مييزها أنها قدمت لنا شابا طموحا مكافحا ثابر يف العلم والعمل وأثبت نجاحه بالتأكيد يف مراحل مختلفة منذ أن عزم عىل العمل بعد<br />

حصوله عىل الثانوية العامة وإنتقاله من عمل آلخر يف فرتات قصرية وتغيري وجهته من العمل إىل الدراسة يف الخارج وهو ميثل منوذج الطالب<br />

الدارس عىل حسابه الخاص ومنوذج الطالب املوفد لدراسة اللغة وأخريا املبتعث الذي يتجه إىل أالسكا الوالية التي غابت عن مبتعثينا ومبتعثاتنا<br />

لسنوات وتعود من جديد اليوم كأول مبتعث سعودي يف هذا الربنامج يطأ بقدمه هذا املكان ويبدأ دراسته فيه .. لكن املشوار مازال طويال وال<br />

أظن أن إرادته قد تعبت أو كلت فامزال أمامه الكثري ليحكيه لنا يف املستقبل .<br />

هيئة التحرير<br />

إسمي عبدالله عايش العنزي الطالب املبتعث<br />

بجامعة أالسكا The University of Alaska<br />

Anchorage مبدينة انكوراج Anchorage وأول<br />

طالب سعودي يدرس يف االسكا بالواليات املتحدة<br />

االمريكية منذ اإلعالن عن برنامج خادم الحرمني<br />

الرشيفني امللك عبد الله بن عبد العزيز لإلبتعاث<br />

الخارجي.‏<br />

حصلت عيل شهادة الثانوية العامة من مدرسة<br />

الحسن البرصي مبحافظة رفحاء يف منطقة الحدود<br />

الشاملية وتخرجت منها عام ٢٠٠٣ ثم بحثت<br />

عن وظيفة أعول بها نفيس وأعني والدي عىل<br />

تحمل مسؤولياته يف اإلنفاق عىل والديت واخويت<br />

يف أرسة مكونة من عرشين شخصا فنحن ولله<br />

الحمدلله نعيش جميعا تحت سقف واحد نأكل<br />

ونرشب سويا وال يوجد تفرقة بيننا.‏ وبعد بحث<br />

وجهد كبريين عن الوظيفه املناسبة حصلت عىل<br />

وظيفة مدخل بيانات بإحدى الرشكات وكانت<br />

مهمة الرشكة التعاقد مع البنوك لجلب املوظفني<br />

براتب مقطوع مقدارة ٢٥٠٠ ريال شهرياً.‏ ولقد<br />

عملت يف هذه الرشكة ملدة ثالثة أشهر وهي مدة<br />

العقد لكنني مل أيأس يف البحث عن عمل آخر<br />

فعملت ملدة شهر يف محل لبيع املالبس الرجالية<br />

وبراتب قدره ٣٥٠٠ ريال شهرياً‏ وإتجهت لهذا<br />

العمل من منطلق أن العمل الرشف ال يعيب<br />

صاحبه فالرسول صيل الله عليه وسلم قد عمل<br />

راعيا للغنيم وهو ارشف واطهر شخص عيل هذا<br />

الكون فام بالك بشخيص .. انا ال اتجرأ أن اقارن<br />

نفيس بهذه الشخصية العظيمة وامنا مجرد رضب<br />

من األمثال عىل نوع عمل الشخص.‏<br />

وتستمر مشقة البحث عن عمل دون أن أيأس إىل<br />

أن حصلت عىل عمل متدرب يف إدارة الصناديق<br />

اإلسثامرية بالبنك العريب الوطني وملدة تسعة<br />

اشهر و براتب مقطوع مقداره ٣٠٠٠ ريال وكان<br />

الدوام يبدأ من الساعة ٨ صباحاً‏ وحتي الخامسة<br />

مساء إال أنني كنت اجلس بعد نهاية الدوام<br />

الرسمي حتى التاسعة أو العارشة مساء .<br />

ليس ذلك من قبيل املديح وإمنا من قبيل املثابرة<br />

فأنا ال أحب أن أمتدح نفيس لكنني ثابرت وصربت<br />

.. كنت اقول لنفيس دامئا بأنه سوف يأيت اليوم<br />

الذي أحصل فيه عىل مكان يعوضني عن تعبي<br />

ولله الحمد واملنة حصلت عىل وظيفة رصاف<br />

بإدارة الحوالت الفورية يف أحد البنوك وكان الدوام<br />

يتم عىل فرتتني األوىل من الساعة ٨:٣٠ صباحاً‏<br />

وحتي الساعة ١٢:٠٠ ظهراً‏ أما الفرتة الثانية فتبدأ<br />

من الساعة ٤:٠٠ مساء وحتي الساعه ٨:٣٠ مساء<br />

وكان متعبا بعض الشئ ولكن ولله الحمد كان<br />

الراتب منسابا يبلغ نحو ٨٠٠٠ ريال شهرياً‏ فضال<br />

عن املميزات الكثرية التي كنت أحصل عليها ..<br />

ولقد عملت يف مراكز عدة يف الرياض وكنا نخرج<br />

بعد الدوام الرسمي بساعتني او ثالثة ليك ننهي<br />

عمل اليوم وكنت اعمل ما يقارب ٢٠٠ ايل ٢٧٠<br />

حوالة يومياً‏ وكانت تتجاوز األموال التي أحصلها<br />

من العمالء يف بعض االيام مايزيد عن مائة الف<br />

ريال!!‏ أما ايام االربعاء والخميس والجمعة فكانت<br />

تتجاوز النصف مليون ريال او اكرث!!‏<br />

كنت من نوع املوظفني الذين ال مييض عليه<br />

وقتا طويال يف العمل إال ويطلب منه التغطية<br />

أو االنتقال ايل مركز اخر وكان عيل أن اصرب وفقا<br />

للمقولة املأثورة ‏)ما يجيك شئ بارد مربد(‏ أي البد<br />

من العمل والكفاح يف هذه الحياة الصعبة ليك<br />

تتعلم منها ما يفيدك يف خدمة دينك وطنك.‏<br />

بعد ما يقرب من عام ونصف أصبحت مرشفا<br />

عىل الرصافني .. طبعاً‏ .. بشكل غري رسمي وهذا<br />

يعني عدم تغري أي شيئ سواء يف مسمى الوظيفة<br />

والراتب .. كام أصبحت نائبا املدير دون أن يتغري<br />

شيئ أيضا إال من بعض الوعود التي كنت أتلقاها<br />

من رؤسايئ وخاصة مدير املنطقة .<br />

لقد كافحت وثابرت وعملت بجد واخالص ولله<br />

الحمد منذ دخويل البنك وحتي اليوم الذي قدمت<br />

فيه إستقالتي .. وأستطعت طوال هذه املدة أن<br />

أحافظ عىل سمعتي املهنية والوظيفية فال يوجد<br />

مبلفي أية مالحظات .. وكان ملفي نظيفا ولله<br />

الحمد.‏<br />

خطر ببايل ان اكمل دراستي الجامعية ولكن<br />

بحكم عميل مل يكن لدي الوقت الكايف الكامل<br />

100 مجلة املبتعث • عدد مايو -- يوليو 2011


الدراسة فضال عن أن توقيت خروجي من العمل<br />

كان يتعارض بشدة مع مواعيد الدراسة .. ومل يكن<br />

أمامي بد غري تغيري مسار مستقبيل .<br />

قررت الدراسة بالخارج والذهاب إىل أمريكا<br />

للدراسة عىل حسايب الخاص وكنت أتوقع أن<br />

تأتيني الفرصة لإلنضامم ايل البعثة بعد فرتة وجيزة<br />

.. فحصلت عىل أول قبول يل من جامعة اوريقون<br />

مبدينة يوجني بوالية اوريقون وكنت قد حصلت<br />

أيضا عىل قبول مبعهد اللغة فتقدمت للجامعة<br />

للحصول عيل فيزا للدراسة من السفارة األمريكية<br />

بالرياض والحمدلله كانت املقابلة جداً‏ رائعة<br />

وكنت قد دخلت إليهم وكيل ثقة وقد إرتديت<br />

الزي السعودي إلعتزازي بوطني وعاداته .. ومل<br />

ينتقدين أحد ومل ميض ثالثة أسابيع من تلك املقابلة<br />

حتى حصلت عىل الفيزا ولله الحمد وملدة خمس<br />

سنوات .<br />

تم الحجز يل من الرياض ايل واشنطن العاصمة<br />

ومل اكن اجيد اللغة االنجليزية قط .. وعند وصويل<br />

ايل األرايض األمريكية كنت متخوفا جدا ألنني مل<br />

أكن أعرف شيئا كثريا عنها إال من التلفاز ومن<br />

مشاهدة بعض االفالم وكان يخطر يف بايل أنني اذا<br />

خرجت ايل الشارع سوف أقتل وذلك بسبب تأثري<br />

باملعلومات التي إكتسبتها من مشاهديت لتلك<br />

األفالم .. ولكن عندما وصلت إىل أمريكا إكتشفت<br />

العكس وأحسست بقيمة الشعب األمرييك خاصة<br />

يف تعامله مع اآلخر فهو يتحدث معه بكل احرتام<br />

وتقدير .<br />

انهيت إجراءايت من الجوازات األمريكية وأنا ال<br />

أعرف كيف اذهب ايل امللحقية!!‏ .. ولقد تنفست<br />

الصعداء حينام وجدت سيارة مكتوب عليها<br />

امللحقية وكان هناك بإنتظاري شخص يدعي<br />

محمد خلف الله مرصي الجنسية .. وهذه كلمة<br />

حق .. فهو شخص رائع جدا .. قام بحجز الفندق<br />

يل ولطالب سعوديني آخرين كانوا عىل نفس<br />

الرحلة ثم قام بتوصيلنا من املطار ايل الفندق<br />

وعمل كافة االجراءات النهاء حجز الغرف .. ويف<br />

اليوم التايل يف متام الساعه التاسعة والنصف<br />

صباحا ايت إلينا وإصطحبنا بالسيارة للملحقية ..<br />

انه حقاً‏ يستحق التقدير ألنه شخص يكافح كل<br />

يوم ملساعدة الطالب املبتعثني وغري املبتعثني وهو<br />

اليرتدد يف تقديم الخدمة واملساعدة لهم مبا يخدم<br />

امللحقية و االبتعاث.‏<br />

بعد اإلنتهاء من فتح ملف طالب دارس عىل<br />

عبد الله العنزي أول طالب سعودي يف أالسكا يلتقي بالدكتور العيىس امللحق الثقايف والدكتور سعد السويلم مدير اإلقليم الغريب<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 101 2011<br />

مجلة


مبتعثونا<br />

حسابه الخاص تورطت بالسفر اىل والية اوريقون<br />

وال توجد لدي لغة تساعدين عىل التخاطب مع<br />

االمريكان!!‏ .. ولله الحمد وجدت شخصا يريد ان<br />

يذهب ايل بورتالند بوالية اوريقون فذهبت معه<br />

.. ووصلت والحمدلله بخري وسالمة لربوتالند وكان<br />

يف استقبايل قريب يل ثم سافرت يف اليوم التايل ايل<br />

يوجني لبدأ الدراسة .<br />

يف يوجني أكملت اإلجراءات الخاصة بالسكن<br />

وبالدراسة يف املعهد وأستخرجت الرقم األمرييك<br />

وبدأت الدراسة التي إستمرت ما يقارب تسعة<br />

أشهر ثم إنتقلت بعد ذلك اىل بورتالند والسبب ان<br />

املعهد الذي كنت أدرس فيه كان يقوم بتدريس<br />

املستوي يف شهرين وكانت لدى<br />

ألكرتونيا من خالل املرشفة العظيمة د.‏ خديجة<br />

التي كانت بكل صدر رحب تساعد وتلبي كل ما<br />

ميكن أن يكون يف مصلحة الطالب وفق األنظمة<br />

والقوانني املعمول بها يف امللحقية و وزارة التعليم<br />

العايل وقد ساعدتني يف الحصول عىل الضامن املايل<br />

لغرض الحصول عىل قبول .<br />

كان املسوح يل وفق انظمة الجوازات األمريكية أن<br />

التزيد فرتة إقامتي بالوطن أكرث من خمسة أشهر<br />

وإال لن يسمح يل بعد ذلك بالدخول إىل أمريكا<br />

مامل اقم بطلب الحصول عىل تأشرية دخول جديدة<br />

حتى وإن كانت تأشرية اإلقامة السابقة سارية<br />

املفعول .<br />

كنت متوترا بعض الشئ .. فأنا ال أستطيع ان<br />

اكمل دراستي عىل حسايب الخاص ألن التكاليف<br />

عالية جداً‏ .. واملطلوب توفريه<br />

ميكن قبويل فيها واعطاين اسم الجامعة ورابطها<br />

األلكرتوين فقمت بالتأكد من ان الجامعة معرتف<br />

بها من قبل امللحقية و وزارة التعليم العايل عن<br />

طريق املرشفة املحرتمة د.‏ خديجة التي قامت<br />

بإعطايئ ضامنا ماليا لغرض القبول .. فقمت عىل<br />

الفور مبخاطبه الجامعة وأستوفيت كل متطلباتها<br />

وجاءين الرد بقبويل .<br />

مل اصدق نفيس أن يحدث كل ذلك يف وقت<br />

وجيز وأن حلم العودة إلستكامل دراستي قد<br />

أصبح حقيقة خاصة حينام تسلمت منوذج I-20<br />

وخطاب القبول .<br />

قبيل السفر والعودة ايل واجهتني تحديات كثرية<br />

منها ما تلقيته من اصدقايئ إلقناعي بالعدول عن<br />

الدراسة يف هذه الجامعة .. كانوا يقولون يل : هل<br />

انت مجنون ؟ .. أتذهب ايل االسكا!!!‏ .. وهل<br />

ستحتمل الربد .. إن درجة الحرارة هناك ٢٠ تحت<br />

الصفر .. فهل ستحتمل ذلك ؟<br />

املعهد أجازة<br />

ملدة ٣ اسابيع المتكنني من إنهاء املستويات<br />

املطلوبة يف الوقت املحدد الذي حددته جهة<br />

االبتعاث وبعد اإلنتقال ايل مدينة بورتالند كنت<br />

مستعد لبدأ الدراسة ولكنني مل استطع ان احصل<br />

عىل قبول نهايئ غري مرشوط يف دراسة اللغة<br />

رغم دخويل االختبار الربيطاين اكرث من ثالث<br />

مرات وحققت أربع نقاط يف املحاولتني األوىل<br />

والثانية وأربعة نقاط ونصف يف املحاولة الثالثة<br />

من مجموع تسع نقاط .. ورغم ذلك مل يصيبني<br />

اإلحباط وعدت إىل اململكة مضطرا ألعاود املعهد<br />

الربيطاين بالرياض من جديد وألعاود رحلة<br />

مخاطبة الجامعات املعرتف بها من قبل امللحقية<br />

و وزارة التعليم العايل ومل افوت يوما واحدا يف<br />

مراسلة تلك الجامعات أو مراسلة امللحقية<br />

يعادل تقريبا<br />

١٤٠٠ دوالر شهرياً‏ كتكلفة رسوم معهد اللغة<br />

و 1200 دوالرا شهريا مرصوف السكن واإلعاشة<br />

ويصبح املجموع يف أقل تقدير يوازي ٢٦٠٠ دوالر<br />

شهرياً‏ وهو مبلغ كبري جداً‏ ال تحتمله طاقتي.‏<br />

ويف شهر ابريل من ٢٠١١ دخلت بالصدفه موقع<br />

مبتعث وكتبت لهم مشكلتي يف بحثي عن جامعة<br />

تقبلني .. وقلت لهم يف نص الخطاب .. أي جامعة<br />

.. حتى وإن كانت يف أالسكا .. ال توجد مشكلة ..<br />

فاملهم أن احصل عىل قبول وال افقد تلك البعثة<br />

الغالية التي يتمناها ويحلم بها كل شخص .<br />

بعد يوم او يومني جاءين رد من طالب مبتعث<br />

يف كندا ويف نفس وضعي قال يل انه توجد جامعة<br />

كنت ال اناقشهم<br />

يف هذا األمر واهرب كثريا من تساؤالتهم ..<br />

فقد عزمت وتوكلت وأخذت القرار الذي لن احيد<br />

عنه وسوف اتحمل عن طيب خاطر ما سوف<br />

أجنيه وسوف أجني بإذن الله ما أحلم بتحقيقه<br />

من نجاح ..<br />

انه لفخر يل ان اكون الطالب السعودي الوحيد<br />

املبتعث يف االسكا وفخور أيضا أن يكون د.‏ سعد<br />

السويلم املرشف عىل دراستي وسوف أبذل الجهد<br />

ليك اكون عند حسن ظنه وحسن ظن امللحق الثقايف<br />

وسأعمل جاهدا بأن اكون خري سفري لخري وطن.‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011<br />

102


مدينة اأنكرج وجامعتها<br />

األسكا عرب التاريخ<br />

يف عام 1867 أبرم وزير الخارجية االمرييك ويليام<br />

سيوارد William .H Seward صفقة لرشاء أالسكا من<br />

اإلمرباطورية الروسية املثقلة بالديون مببلغ 7.2 مليون<br />

دوالر أي ما يعادل سنتني للفدان .. وكان هذا اإلتفاق<br />

قد ووجه بالسخرية والرفض من قبل السياسيني و<br />

العامة عىل السواء فراحوا يطلقون عليها أسامء<br />

ساخرة مثل : ‏»حامقة سيوارد««‏folly ،»Seward›s<br />

‏»وثالجه سيوارد««‏icebox »Seward›s وول روسيا<br />

»Walrussia« أو أرض الكساىل.‏<br />

مل تكن هذه الوالية الباردة تغري الكثريين برشائها بهذا<br />

الثمن البخث أو حتى إليقاف الوجود الرويس الذي منا<br />

وأنترش يف القرن التاسع عرش عىل الجنوب .. لكن أمورا<br />

أخرى أظهرت ميزات هذه الوالية وأهميتها خاصة<br />

بعد إكتشاف الذهب يف عام 1888 عىل طول الطريق<br />

الدائري ترين أجني Turnagain Arm الذي يعد حاليا<br />

واحدا من أجمل الطرق الرسيعة يف أمريكا فكل لفة<br />

فيه تخلب اللب وتكشف دهشة املنظر الذي ميتد بك<br />

لساعتني أو أكرث أو يأخذ منك اليوم كله .. يف عام<br />

1912، أصبحت أالسكا أرضا أمريكية.‏<br />

أما مدينة أنكوراج Anchorage فقد تم ترسيمها<br />

وإنشاؤها بواسطة مخططي املدن يف عام 1914<br />

وكانت قد صممت يف األصل كميناء ملواد البناء الخاصة<br />

بسكك حديد أالسكا .. وكان الرئيس وودرو ويلسون<br />

Woodrow Wilson قد أمر بتمويل وتدبري األموال<br />

الالزمة لبناء خط السكك الحديدية ألالسكا عام 1915<br />

.. ويف نفس العام تشكلت غرفة تجارة أنكوراج ونشأت<br />

عند مرىس خور السفن Ship Creek Landing التي<br />

تم إختيارها كمقر رئييس للسكك الحديدية .<br />

إنعكست تلك الجهود عىل الزيادة السكانية يف املنطقة<br />

وإزداد عدد السكان إىل ما يزيد عن 2000 نسمة .. مام<br />

أدى إىل إجراء أول مبيعات لحصص األرايض بالبلدة يف<br />

التاسع من شهر يوليو عام 1915.<br />

عرفت املدينة من قبل بعدة أسامء إىل أن إستقر<br />

األمر عىل إسم أنكوراج الذي إتخذته إدارة مكتب<br />

الربيد األمرييك إسام رسميا يف وقت مبكر ويف الثالث<br />

والعرشين من نوفمرب عام 1920 تأسست مدينة<br />

أنكوراج .<br />

وعىل الرغم مام أصاب املدينة من إنخفاض يف املعدالت<br />

السكانية ويف الصناعة خالل الحرب<br />

العاملية األوىل إال أن املدينة نجحت<br />

يف عام 1923 يف إستكامل مرشوع<br />

خط السكك الحديدية ألالسكا الذي<br />

أصبح أساسا اقتصاديا إسرتاتيجيا<br />

لهذه املدينة طوال العرشينات .<br />

بدأ اإلهتامم املتزايد بالنقل<br />

الجوي يف الفرتة ما بني الثالثينات<br />

والخمسينات .. ففي عام 1930 حل مطار مرييل<br />

فيلد Merrill Field الذي يقع عىل بعد 1،6 ميال<br />

من رشق مدينة أنكوراج محل بارك سرتيب Park<br />

Strip املهبط األصيل لها..‏ وبحلول منتصف الثالثينات<br />

أصبحت مرييل فيلد واحدة من أكرث املطارات املدنية<br />

إزدحاما وحركة يف الواليات املتحدة .. ويف العارش من<br />

ديسمرب 1951 تم افتتاح مطار أنكوراج الدويل ليكون<br />

مركز وصل للطريان بني أوروبا وآسيا.‏<br />

تشهد فرتة بداية األربعينات توسعا كبريا للوجود<br />

العسكري األمرييك يف االسكا فقد شيدت يف تلك<br />

الفرتة قاعدتان عسكريتان أحدهام قاعدة إملندورف<br />

Elmendorf Air Force Base والثانية قاعدة فورت<br />

ريتشاردسون .. Fort Richardson كام ظهر يف تلك<br />

الفرتة وخالل الحرب العاملية الثانية إهتامم كبري يف<br />

اإلستثامر يف مجال األسلحة الثقيلة وذلك ملواجهة<br />

الغزو<br />

الياباين املحتمل ..<br />

واستمر هذا اإلهتامم سائدا حتى عام 1950 بسبب<br />

توترات الحرب الباردة املعلنة بني الطرفني .<br />

بدأت أنكوراج تبدو كمدينة إبتداءا من فرتة<br />

األربعينات والخمسينات حيث إزداد تعداد سكانها يف<br />

الفرتة بني عامي 1940 و 1951 من 3000 إىل 47000<br />

نسمة .. ولقد صاحب هذه الزيادة املضطردة يف أعداد<br />

السكان إرتفاعا ملحوظا يف تكاليف املعيشة وزيادة<br />

معدالت الجرمية .<br />

يف عام 1949، تم تركيب أول إشارات للمرور يف<br />

الشارع الرابع Fourth Avenue وكان قد شيد فيه<br />

مرسح عام 1947... ويف عام 1951 أفتتح طريق سيوارد<br />

الرسيع .. ويف عام 1953 بدأت محطة KTVA تبث<br />

برامجها كأول محطة تليفزيونية وكانت يف ذلك الوقت<br />

املبتعث • عدد مايو -- يوليو 103 2011<br />

مجلة


مبتعثونا<br />

متثل القناة الحادية عرش التابعة لشبكة CBS يف<br />

أنكوراج وهي املحطة الوحيدة اململوكة حاليا لسلسة<br />

صحف مجموعة ميديا نيوزGroup Media News<br />

.. Newspaper Chain ويف عام 1954 تم تأسيس<br />

منتجع أليسكا .Alyeska<br />

يف الثالث من يناير 1959، انضمت أالسكا لدول<br />

اإلتحاد بصفتها الوالية التاسعة واألربعني .. وكانت<br />

مدينة أنكوراج تواجه يف ذلك الوقت نقصا حادا يف<br />

اإلسكان مام دعا إىل النظر يف حلها جزئيا عن طريق<br />

التوسع يف ضواحي املدينة مام ساهم وبرسعة يف أن<br />

تصبح أنكوراج مدينة وبلدة ذات منطقة إدارية.‏<br />

يف السابع والعرشين من شهر مارس عام 1964 رضب<br />

زلزال الجمعة العظيمة Good Friday Earthquake<br />

مدينة أنكوراج ووالية أالسكا فأحدث دمارا هائال<br />

خاصة وكانت مدينة أنكوراج تبعد عن مركز الزلزال<br />

نحو 75 ميال )120 كلم(‏ فقط مام أدى إىل قتل نحو<br />

115 شخصا وقدرت األرضار بأكرث من 300 مليون<br />

دوالر أي ما يعادل 1.8 مليار دوالر أمريكيا يف عام<br />

.. 2007 ويعد هذا الزلزال الذي بلغت قوته 9،2 ثاين<br />

أكرب زلزال مسجل يف تاريخ العامل واألول من نوعه يف<br />

منطقة شامل أمريكا .. وقد شفيت املدينة من آثار<br />

هذا الزلزال وسيطر االنتعاش عىل الحياة فيها يف أواخر<br />

الستينات .<br />

يف عام ، 1968 تم اكتشاف النفط يف حقل برودو باي<br />

Prudhoe Bay عىل منحدر املحيط املتجمد الشاميل<br />

مام أدى إىل عقود لبيع النفط جلبت للوالية يف عام<br />

1969 املليارات من الدوالرات .. ويف عام 1974 بدأ<br />

بناء وتصميم نظام خطوط األنابيب العابرة ألالسكا<br />

.. Trans-Alaska Pipeline System و تم االنتهاء<br />

من خط االنابيب يف عام 1977 بتكلفة بلغت أكرث من<br />

8 مليارات دوالرا .<br />

كان اكتشاف النفط وبناء خط األنابيب أثره الكبري عىل<br />

ثراء املدينة يف العرص الحديث خاصة عندما أقامت<br />

رشكات النفط والبناء مقرات رئيسية لها يف أنكوراج<br />

.. فإزدهر مطار إنكوراج الدويل الذي سوق ملوقعه<br />

الجغرايف الفريد عىل أنه ‏»مفرتق الطرق الجوية يف<br />

العامل .Air Crossroads of the World<br />

.. يف عام ، 1975 توحدت املدينة والبلدة وشكلت<br />

حكومة موحدة تضمنت مجتمعات نهر النرس Eagle<br />

Girdwood وجريد وود Eklutna وإيكلوتنا River<br />

وجلني آلب Glen Alps ومجتمعات أخرى عديدة ..<br />

وأصبحت املنطقة املوحدة تعرف رسميا بإسم بلدية<br />

انكوراج .. Municipality of Anchorage وبحلول<br />

عام ، 1980 زاد عدد السكان فيها ليبلغ نحو 184775<br />

نسمة.‏<br />

وبدأ عقد الثامنينات الذي أطلق عليه زمن النمو<br />

بفضل تدفق عائدات النفط يف املنحدر الشاميل اىل<br />

خزينة الدولة .. وزيادة املشاريع الرأساملية .. وبرنامج<br />

للتجميل جنبا إىل جنب مع تخطيط للمجتمع يتسم<br />

ببعد النظر .. والزيادة الكبرية يف البنية التحتية ونوعية<br />

الحياة.‏<br />

لقد أحدث ذلك تحسينات رئيسية شملت مكتبة<br />

جديدة ومركزا مدنيا وساحة رياضية ومركزا للفنون<br />

املرسحية و تالل للتزلج .. لكن هذه الفورة مل تدم ففي<br />

أواخر الثامنينات إنخفضت أسعار بشكل كبري فرضب<br />

الركود انكوراج .<br />

لكن انكوراج اليوم تختلف دامئا عن أنكوراج األمس<br />

فرسعان ما تيتعيد قوتها وعافيتها ونشاطاتها املختلفة<br />

ففي عام ، 1996 أقيمت ألعاب القطب الشاميل<br />

الشتوية فيها ويف عام 1999 افتتحت مركز أالسكا<br />

لرتاث السكان األصليني Alaska Native Heritage<br />

Center ويف الثامن من يوليو عام 2000، أعيد تسمية<br />

املطار الدويل ليصبح مطار ‏»تيد ستيفنز أنكوراج<br />

الدويل International« Ted Stevens Anchorage<br />

« Airport تكرميا للسناتور األمرييك تيد ستيفنز ملا<br />

قدمه ألالسكا خالل فرتة خدمته الطويلة يف مجلس<br />

الشيوخ األمرييك .<br />

وعىل الرغم أن التنمية متلؤ املساحات املتاحة يف قلب<br />

أنكوراج إال أن هناك اليزال مناطق كبرية متخلفة مل<br />

تشملها التنمية بعد وهي باقية عىل حالها مع مناطق<br />

أخرى واسعة من الحدائق والغابات يف األحزمة<br />

104 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


The University<br />

of Alaska<br />

الخرضاء املكدسة باملدينة.‏<br />

هذا عن املدينة أما عن جامعة أالسكا مبدينة أنكوراج<br />

The University of Alaska Anchorage فتعد<br />

من أكرب املؤسسات التعليمية يف نظام جامعة أالسكا<br />

وتضم حوايل 16500 طالبا،‏ منهم مايقرب من<br />

14000 طالبا نظاميا ينتظمون يف الدراسة بالحرم<br />

الجامعي الرئييس يف انكوراج.‏<br />

وتنقسم الجامعة التي يطلق عليها محليا UAA<br />

إىل ست وحدات للتدريس يف الحرم الجامعي<br />

بأنكوراج وهي : كليات الرتبية والتعليم<br />

والصحة والرعاية االجتامعية والفنون والعلوم<br />

واألعامل والسياسة العامة واملجتمع والكلية التقنية،‏<br />

وكلية الهندسة .. ويتضمن مع جامعة أالسكا بأنكوراج<br />

UAA وألغراض إدارية أربعة تقسيامت جامعية أخرى<br />

لخدمة املجتمع وهي : كلية متانوسكا سوسيتنا<br />

Matanuska-Susitna College وكلية شبه جزيرة<br />

كيناى Kenai Peninsula College وكلية كودياك<br />

Kodiak College وكلية األمري ويليام ساوند لخدمة<br />

املجتمع Prince William Sound Community<br />

.. College وتقدم الجامعة UAA درجات علمية يف<br />

الدراسات العليا مبا يف ذلك درجة املاجستري master›s<br />

degree ودرجة دكتوراه الفلسفة PhD من خالل<br />

شعبة الدراسات العليا بها.‏<br />

يؤرخ للجامعة يف أنكوراج إبتداءا من عام 1954 عندما<br />

أفتتحت<br />

كلية أنكوراج<br />

للمجتمع Anchorage<br />

Community College وكانت قد إستخدمت مبنى<br />

مدرسة أنكوراج الثانوية Anchorage High School<br />

للدراسة فيها خالل املساء.‏<br />

وبدأت كلية أنكوراج للكبار Anchorage Senior<br />

College بتدريس الفصول الدراسية للقسم األعىل يف<br />

عام 1969، ثم بعد ذلك أصبحت يف عام 1976 جامعة<br />

االسكا بأنكوراج وكانت مدة الدراسة فيها أربع سنوات .<br />

يف عام 1987 إندمجت UAA وكلية املجتمع<br />

والوحدات اإلرشادية الريفية لتشكل املؤسسة<br />

الحالية التي يطلق عليها جامعة أالسكا بأنكوراج<br />

.. Anchorage<br />

وهذه الجامعة<br />

معتمدة إعتامدا كامال<br />

من قبل لجنة الشامل<br />

الغريب Northwest<br />

Commission للكليات<br />

والجامعات فضال عن أن<br />

العديد من الكليات والربامج<br />

األكادميية فيها معتمدة عىل كل<br />

منها عىل حدة من خالل منظامت<br />

الرتاخيص املهنية.‏<br />

وتتلخص مهمة جامعة االسكا<br />

بأنكوراج يف اكتشاف ونرش املعرفة من<br />

خالل التدريس والبحث واملشاركة والتعبري اإلبداعي<br />

كام تلتزم بخدمة التعليم العايل التي تحتاجه الوالية<br />

ومجتمعاتها ومواطنيها الذين يتسمون بالتنوع .<br />

وتعد جامعة االسكا بأنكوراج مبثابة جامعة مفتوحة<br />

لتواصلها مع الربامج األكادميية املؤدية إىل الحصول<br />

عىل الشهادات املهنية والجامعية و العليا يف بيئة غنية<br />

ومتنوعة وشاملة ولديها العديد من برامج التبادل و<br />

برامج الدراسة يف الخارج يف أوروبا وأمريكا الجنوبية<br />

وأسرتاليا ونيوزيلندا.‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 105 2011


لوحة الشرف<br />

مركز تنمية القيادات يختار المبتعث<br />

السعودي أسامة عشري<br />

املبتعث أسامة محمد عرشي يصعد ملركز قيادي بالجامعة ويتم إختياره بني خمسة من طالب الجامعة<br />

كمدربني عىل أعىل مستوى لفريق القادة LEAD team مبركز تنمية القادة بجامعة نورث كارولينا بشارلوت<br />

.. The University of North Carolina at Charlotte UNCC وتحظى عملية اإلختيار مبنافسة قوية<br />

يتم عىل أساسها إختيار املدربني املحتملني وفق قواعد وأسس معينة وبناء عىل ما تظهره الطلبات التي<br />

يتقدم بها الطالب من بيانات مقنعة للمركز واإلنجازات التي حققوها إلثبات جدارتهم .. هذا فضال عن<br />

عملية املقابلة الشخصية التي تقوم بها لجنة من املركز لتقييم الشخص والتعرف عن قرب عىل إمكاناته<br />

وقدراته ومهاراته وشخصيته .<br />

ويتطلب ممن يتم إختياره القيام بدوره القيادي الخاص بورش العمل وحلقاته التي تقام لخدمة<br />

الطالب واملوظفني وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.‏<br />

ويعد إختيار أسامة عرشي السعودي األول الذي يتم إختياره لهذا العمل القيادي بجامعة نورث<br />

كارولينا يف شارلوت ومن ثم فهو يشعر بأهمية هذا اإلختيار وعبء املسؤولية التي تقع عليه وبرضورة<br />

إلتزامه وبذل قصارى الجهد لإلرتقاء مبستوى الخدمة التي سيقدمها وبدوره يف متثيل وإعطاء صورة<br />

صحيحة وحقيقية عن اململكة .<br />

وتفيد شهادة التقدير التي أصدرت له من املركز لتهنئته بأنه قد أصبح رسميا وإبتداءا من الخامس<br />

عرش من شهر فرباير عام 2011 عضوا رئيسيا رسميا بالفريق القيادي لجامعة نورث كارولينا بشارلوت.‏<br />

ويقوم فريق املدربني الرائد LEAD من الطالب بتسهيل تنفيذ ورش العمل التي تقام يف الجامعة<br />

حول نوعية من املوضوعات القيادية التي يتم تناولها يف الفصول الدراسية واألندية واملنظامت<br />

الخدمية األخرى يف الحرم الجامعي .. ويقدم أعضاء الفريق يف مثل هذه الورش برنامج املرشد PILOT<br />

program فضال عن حلقات العمل للفئات واألندية واملنظامت الطالبية يف الحرم الجامعي .. حيث تتوىل مثل هذه الربامج<br />

تحسني مهارات التحدث أمام الجمهور وتقديم املعرفة بصورتها العامة يف مناطق قيادية محددة .. ويعزز الفريق الرائد ‏)ليد(‏ LEAD معايري<br />

قيادة املنظامت الطالبية واألداء العام كام أنهم يستحثون ويلهمون الطالب للمشاركة اإليجابية يف الحياة داخل الحرم الجامعي .. وتضم ورش<br />

العمل التي تقام بالجامعة من خالل هذا املركز مجموعة من املوضوعات الهامة مثل : الخطابة أمام الجمهور Public Speaking وتحفيز<br />

الدوافع Motivation والتميز القيادي Leadership Excellence والذكاء العاطفي Emotional Intelligence وإدارة األزمات والضغوط Stress<br />

Management وغريها .<br />

وتتم املشاركة من خالل الشعور بحاجة املنظمة الطالبية التي يقودها شخص ما إىل ما يحفزها ويستحث فيها دوافع العمل وكيفية التعامل مع<br />

ضغوط التخطيط كحدث وامليض يف املسار الصحيح .. وهذا هو دور مركز تنمية القيادة ومايقدمه من خالل أعضائه املتدربني الذين تكون مهمتهم<br />

تقديم األدوات الالزمة لتفعيل األنشطة وجعلها أكرث فعالية يف الحرم الجامعي بينام تكون مهمته األساسية توفري الفرص لتنمية مهارات القيادة<br />

الطالبية بجامعة نورث كارولينا بشارلوت من خالل ماتقدمه من برامج فردية وتراجعات،‏ وبرامج للتعلم التجريبي .. وهؤالء الطالب هم الذين<br />

سيقومون بتطوير مهارات القيادة التي ميكن استخدامها إلعداد التنوع البيئي واإلجتامعي والتجاري وما سينتج عنه مكتسبات الطالب من الخربة<br />

والتجارب تؤثر داخل الحرم الجامعي إجتامعيا وثقافيا .<br />

ويطرح مركز تنمية القادة بجامعة كارولينا بشارلوت رؤية للنهوض بفرص التنمية ورفع مستوى الجودة والتنوع واإلرتقاء باملهارات الطالبية<br />

القيادية املبتكرة وذلك من أجل مجتمع طاليب متميز .. ويلزم املركز نفسه بإستخدام أسس ومعايري عاملية للتدريب عىل تلك املهارات تقوم عىل<br />

إستغالل التجربة الجامعية لوضع منوذج للتميز القيادي ووضع الربامج التعليمية املوجهة أولوياتها للطالب وتنمية الربامج املبتكرة واملتنوعة<br />

باإلستعانة مبوظفي املركز والعاملني فيه عىل أن تتوفر فكرة الرشاكة بني أعضاء هيئة التدريس واملوظفني والطالب بالجامعة إلنشاء تلك الربامج<br />

التي تقدم فرصا لتنمية قيادية ذات معنى يف داخل وخارج الفصل الدرايس .<br />

وكنقطة انطالق لهذا الربنامج التدريبي الحيوي يقوم مركز تنمية القيادات بتشجيع األنشطة القيادية الديناميكية التي تضمن إعداد الطالب<br />

وتجهيزهم لتحقيق املنافسة املطلوبة يف ورش العمل وأماكن السوق .<br />

106 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


الكثيري يفوز بجائزة المفتاح الذهبي<br />

الفخرية بأمريكا<br />

املبتعث السعودي محمد بن صالح الكثريي الحاصل عىل شهادة البكالوريوس يف تدريس اللغة اإلنجليزية من جامعة الحدود الشاملية بعرعر<br />

واملبتعث حاليا بجامعة ميزوري مبدينة كانساس سيتي لدراسة املاجستري يف تدريس اللغة اإلنجليزية لغري الناطقني بها يفوز بعضوية الجمعية<br />

الفخرية الدولية للمفتاح الذهبي The Golden Key International Honor Society لهذا العام ويتم تكرميه من قبل املسؤولني بالجامعة .<br />

متنح هذه العضوية سنويا من قبل الجمعية الفخرية الدولية للمفتاح الذهبي وهي منظمة خريية غري ربحية أسسها يف التاسع والعرشين من شهر<br />

نوفمرب عام 1977 مجموعة من طالب املرحلة الجامعية وأعضاء هيئة التدريس يف جامعة جورجيا الحكومية بآتالنتا بوالية جورجيا .. وكان الهدف<br />

من إنشائها اإلعرتاف باإلنجاز والتحصيل األكادميي بني طالب الكليات والجامعات يف جميع التخصصات.‏<br />

ولدى الجمعية حتى اآلن أعرتاف من أكرث من 390 فصال جامعيا يف الكليات والجامعات يف نحو مثانية بلدان وهي : اسرتاليا وكندا والهند وماليزيا<br />

ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا،‏ وجزر البهاما والواليات<br />

املتحدة األمريكية .. ونظرا للصفة العاملية التي تتميز<br />

بها فهي تضم نحو أكرث من مليوين عضو يف أكرث من<br />

190 دولة مام دعا إىل تغيري إسمها من الجمعية<br />

الفخرية الوطنية للمفتاح الذهبي Golden Key<br />

National Honour Society إىل الجمعية الفخرية<br />

الدولية التي تحمله اآلن.‏<br />

ويضم هؤالء األعضاء أكرث من 800 ألف عضوا مدى<br />

الحياة و 11 ألف من أعضاء الرشف مبا يف ذلك<br />

الرئيسان كلينتون Clinton وريغان .. Reagan<br />

ووليام جراي William Gray رئيس صندوق كلية<br />

السود املتحدة The United Negro College<br />

)Fund (UNCF والحائز عىل جائزة نوبل اييل ويزل Elie Wiesel ورئيس الصليب األحمر األمرييك اليزابيث دول ، Elizabeth Dole وهم<br />

جميعهم فخورون بإرتباطهم بهذه املنظمة الفاعلة.‏<br />

ويعد الفوز بهذه العضوية من أكرب الجوائز الفخرية الجامعية يف العامل .. ويحصل عليها الفائز بالدعوة فقط .. حيث يتم الدعوة لعضويتها لنحو<br />

%15 من أعىل الطالب املتفوقني علميا يف املراحل الدراسية الجامعية املختلفة إبتداءا من الصف الثاين الجامعي والصفوف التالية له .. كام متنح أيضا<br />

لقمة املتفوقني من الطالب الخريجني من الجامعات األمريكية ويتم دعوتهم لعضوية الجمعية وفق معايري إنجازاتهم األكادميية.‏<br />

ولقد برزت الجمعية الفخرية الدولية للمفتاح الذهبي كواحدة من أكرث املنظامت ديناميكية وتفكريا نحو األمام يف مجال التعليم العايل .. وهي بهذه<br />

الصفة تعرتف وتشجع عىل التحصيل الدرايس والتفوق بني طالب الكليات والجامعات من جميع التخصصات األكادميية .<br />

وتقدم الجمعية ألعضائها عروضا بأكرث من مليون دوالر سنويا وذلك من خالل العديد من املنح الدراسية وبرامج الجائزة .. كام تربط أعضائها بالفرص<br />

الوظيفية املتاحة لها حرصيا وتساعدهم من خالل الرشاكات التي تقيمها الجمعية مع الرشكات الكربى وبرامج الدراسات العليا.‏<br />

و توفر الجمعية فرصا للخدمة الجامعية يف داخل الحرم الجامعي واملجتمع املحيط به وكذلك التعاون مع هيئة التدريس بالجامعة واملسؤولني فيها<br />

يف التطوير والحفاظ عىل مستويات عالية من التعليم ويتم ذلك من خالل تشجيع روح اإليثار واإلقبال عىل العمل التطوعي مام يؤدي إىل إتاحة<br />

الفرصة للشخصية للنمو وتنمية املهارات القيادية .. وهي بذلك تعكس التنوع املجتمعي والوجود الدويل،‏ وتستخدم كلمة الرشيف أو الفخري Honor<br />

املقبولة عامليا كشعار لها.‏<br />

وكانت جامعة ميزوري مبدينة كانساس سيتي قد قامت بتكريم املبتعث السعودي محمد بن صالح الكثريي لتميزه وتفوقه العلمي والبحثي الذي<br />

ادى إىل منحه تلك الجائزة .<br />

ويستمر الكثريي يف مسريته العلمية محافظا عىل تفوقه وتألقه مشاركا يف العديد من املؤمترات املتصلة بتخصصه وآخرها ورقة بحث يشارك بها يف<br />

مؤمتر اللغة االنجليزية كلغة ثانية فضال عن البحث الذي يسعى للتقدم به يف مؤمتر تيسول العاملي يف العام القادم بإذن الله وهو بعنوان ‏»مقارنة<br />

بني الفصل الدرايس والتعليم االلكرتوين بإرشاف املرشف األكادميي يف الجامعة.‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 107 2011


لوحة الشرف<br />

اإلعاقة حافز ملهم<br />

شاهر المرزوقي يعيش بين أحضان الهندسة والطب<br />

وزراعة األطراف الصناعية<br />

شاهر عايض املرزوقي أحد املبتعثني السعوديني<br />

املتميزين وأحد طالب الدراسات العليا والباحثني<br />

بجامعة أريزونا الحكومية الذي إستطاع أن يقهر<br />

اإلعاقة ويتحداها بالعلم والبحث عن أسبابها فربط<br />

نفسه بالهندسة الطبية وبحث عن عالج األطراف ونبغ<br />

فيه .<br />

حصل شاهر عىل درجة البكالوريوسB.S.E‏.‏ يف هندسة<br />

نظام الحاسب Computer System Engineering<br />

وأنهى درجة املاجستري يف معلومات الطب الحيوي<br />

Biomedical Informatics يف نهاية شهر ديسمرب<br />

2010 وحصل عىل<br />

رخصة التدريب العميل اإلختياري Optional<br />

Practical Training OPT<br />

األمريكية.‏<br />

يف الواليات املتحدة<br />

يقول شاهر : أجلس عىل كريس متحرك لكنني مل أنظر<br />

إىل حالتي عىل أنها إعاقة تحول بيني وبني ما أريد<br />

أن أحققه فمثل هذه اإلعاقة تعد بالنسبة يل وسيلة<br />

ملهمة ألنها متدين بالقوة واإلرادة والعزمية وتدفعني<br />

للميض قدما نحو تحقيق أهدايف .<br />

يرى شاهر نجاحه يف قدرته عىل مواجهة التحديات ويف<br />

إميانه عىل تحقيق ذاته ولذلك فهو مهتم منذ البداية<br />

بالتطلع نحو مهنة الطب أو العمل يف مجالها .. رمبا<br />

نتيجة سقوطه وهو يف سن السابعة وإصابته يف النخاع<br />

الشويك .. ورمبا يتطلع نحو تلك املهنة اآلن وهو أكرث<br />

إدراكا ووعيا عىل أمل العثور عىل إكتشافات عالجية<br />

أكرث فعالية الصابات النخاع الشويك .. لكنه رغم كل<br />

ذلك بدأ الدراسة مبجال برمجة الكمبيوتر وحصل عىل<br />

درجة البكالوريوس فيه ثم إذا به يف النهاية يكتشف<br />

برنامجا يتناسب مع عشقه القديم للطب وتعلقه يف<br />

نفس الوقت بدراسة الحاسب فيخلط بينهام ويلتحق<br />

بهذا الربنامج يف نفس الجامعة يدرس فيها .<br />

يدرس شاهر يف قسم العلوم التطبيقية تحت إرشاف<br />

الدكتور كاناي كاهول Dr. Kanav Kahol يف<br />

تخصص املعلوماتية الطبية الحيوية Biomedical<br />

.. Informatics حول أفضل الوسائل إلنتاج أطراف<br />

صناعية أفضل .. حيث يحاول العلامء واملهندسون<br />

تطوير أطراف صناعية متعددة الوظائف ليك تعمل<br />

وتقوم بوظائفها كاألطراف الطبيعية متاما ويسعى<br />

املرزوقي اىل إيجاد حلول لكل أنواع اإلعاقة املتصلة<br />

بها .<br />

ويف بحثه الذي تقدم به يف ندوة ربيع عام 2010<br />

لطالب الهندسة الطبية الحيوية حول آلية تصميم<br />

108 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011<br />

الذراع الصناعية يقول املرزوقي:‏<br />

حينام يفكر املريض يف حركة<br />

ما كثني الكوع أو فتح وإغالق<br />

اليدين .. تنتقل الرسالة إىل<br />

الدماغ عرب نبضات كهربائية<br />

يف اإلعصاب ، ترد من األقطاب<br />

الكهربائية املزروعة ثم ترتجم<br />

من قبل إشارات الكمبيوتر إىل<br />

تلك الذراع االصطناعية ، مام<br />

يؤدي يف النهاية إىل تفعيل<br />

الحركة .. ويقول املرزوقي<br />

أن الهدف النهايئ من ذلك<br />

يتمثل يف خلق حلقة كاملة<br />

يف الدماغ ، بحيث ميكن<br />

للطرف املبتور أن يشعر<br />

بإحساس اللمس ومن ثم<br />

تطور له أو تصنع له يدا<br />

أوذراعا أو طرفا صناعيا<br />

وفق الحاجة يكون أكرث<br />

دقة وميكن تحريكه<br />

والتحكم يف حركته ..<br />

ومن ثم فإن العقبة<br />

اإلساسية التي تواجه<br />

تشغيل هذا الطرف<br />

أو تعتمد عليه يتمثل<br />

يف أن جهاز اإلشارات<br />

األلكرتونية ذو األربع<br />

قنوات قد يكون ضعيفا .<br />

ويستغل املرزوقي معرفته يف برمجة الكمبيوتر لتحليل<br />

تلك اإلشارات اإللكرتونية،‏ ومعرفة العالقة بني تداخل<br />

اإلشارات والرتددات .<br />

ويهدف املرزوقي إىل تقديم البحوث التي من شأنها<br />

أن تكون عنرصا رئيسيا يف الحصول عىل قنوات إشارة<br />

للعمل معا بشكل أكرث فعالية ، وخلق إتصاالت أكرث<br />

دقة بني الدماغ وتلك األطراف االصطناعية .<br />

و يقول شاهر : هذا املرشوع من شأنه أن يسد الفجوة<br />

بني النهج الذي تقوم عليه الهندسة الطبية الحيوية<br />

)BMI( وبني املعلوماتية الطبية الحيوية )BME(<br />

وذلك من أجل التنمية املستدمية للذراع اإلصطناعية .<br />

فاز شاهر بن سليامن املرزوقي طالب الدراسات العليا<br />

بالبحث الذي تقدم به يف ندوة الربيع بجائزة اإلعرتاف<br />

الرشيف أو الدرجة الرشفية .. Honorable Mention<br />

وكان قد سبق له أن تقلد ومنح عضوية<br />

جمعية فاي ثيتا كابا للرشف الدولية Phi Theta<br />

Kappa International Honor Society وانضم اىل<br />

قامئة العميد الوطنية .<br />

ويقول شاهر أنه عندما تلقى رسالة ماجستري العلوم<br />

يف املعلوماتية الطبية الحيوية شعر بأن حلمه قد<br />

تحقق واصبح حجر زاوية كبري يف حياته .. فقد واجه<br />

الكثري من العقبات ، ولكنه تعلم أن يحولها اىل قوة<br />

وإرادة تحفزه وتدفعه دامئا إىل األمام للوصول إىل<br />

األهداف التي يسعى إىل تحقيقها ومازال الطريق<br />

أمامه طويال ومشاريعه املستقبلية حارضة فهو يحلم<br />

ويسعى بعد اكتساب الخربة يف مجال العمل لتطوير<br />

النظام الصحي للعودة إىل الوطن واملشاركة يف تنميته<br />

وإىل إكامل دراسة الدكتوراة خالل سنوات العمل.‏


طبيبا الأسنان علي الغامدي واأحمد القحطاين يفوزان<br />

بجائزة التميز البحثي للخريجني<br />

ويفتحان الباب للمزيد من املبتعثني<br />

بقلم : د.‏ أنس الخضراء<br />

طبيبان لألسنان سعوديان يفتحان الباب عىل<br />

مرصاعية بنجاحهام امللفت ورمبا غري املسبوق<br />

فيشجعان الجامعة عىل قبول املزيد من أطباء<br />

األسنان السعوديني ويطرحان بعدا رسميا يوطد<br />

العالقة بني الجامعة وامللحقية الثقافية السعودية<br />

بأمريكا .<br />

البداية بدأها الطبيبان عيل الغامدي وأحمد القحطاين<br />

يف بداية األلفية الثانية كأول طبيبني لألسنان يبدآن<br />

رحلتهام ويلتحقان بكلية طب األسنان بجامعة بافلو<br />

.. مل تكن األرض ممهدة يف ذلك الوقت ومل يسبق<br />

ملبتعثني سعوديني يف طب األسنان أن إلتحقوا يف هذا<br />

املكان من قبل .. ظال عيل الغامدي وزميله أحمد<br />

القحطاين مبثابة رائدين يبحثان يف األرض الجديدة<br />

عن موطئ قدم وبطاقة عبور ومل يكن من مفر إال<br />

التدريب الجاد والعمل الدؤوب .<br />

كان عيل وأحمد قد رسام خريطة الطريق لطبيبني<br />

آخرين أحدهم وائل إلياس واآلخر طارق أبوحيمد<br />

.. جاءا وإنضام إليهام يف العام الدرايس / 2003<br />

.. 2004 وأصبح األطباء األربعة بتواصلهم وحسن<br />

سلوكهم وعزميتهم قادرين عىل تحديد مالمح الهوية<br />

السعودية الطامحة للعلم واإلستفادة منه .. ولقد<br />

شكل ذلك مناخا طيبا مهد الطريق لغريهم من<br />

األطباء املبتعثني .<br />

الشيئ الجيد حول جامعة بافلو أن التدريب الذي<br />

حصل عليه الطالب يؤهلهم إلختبارات البورد<br />

األمرييك والكندي عىل السواء حيث حصل عيل<br />

الغامدي عىل البورد الكندي يف جراحة اللثة وزراعة<br />

األسنان بينام حقق وائل إلياس فوزا كبريا كأول<br />

سعودي يحصل عىل البورد األمرييك يف تخصصني<br />

وهام أمراض الفم وتقويم األسنان .. أما طارق أبو<br />

حيمد فقد اثبت أنه أول طبيب أسنان سعودي<br />

يحصل عىل درحة الدكتوراه يف خواص مواد األسنان<br />

Bio Materials من كلية الهندسة بجامعة بافالو<br />

.. ولقد ناقش الرسالة وأنهى متطلبات الدرجة يف<br />

تخصص غري إكلينييك.‏<br />

ولقد فتح نجاح أطباء األسنان<br />

األربعة الباب عىل مرصاعيه<br />

ألكرث من عرش أطباء أسنان<br />

سعوديني آخرين موجودين<br />

حاليا يف جامعة بافلو ويقومون<br />

بدراسة تخصصات إكلينيكية<br />

مختلفة يف األسنان .<br />

وكانت جامعة بافلو قد قامت<br />

بدعوة الطبيبني عيل الغامدي<br />

وأحمد القحطاين بعد تخرجهام<br />

لتكرميهام ومنحهام جائزة التميز البحثي للخريجني.‏<br />

والشك أن النجاح الذي حققاه من خالل تواجدهام<br />

قد شجع املسؤولني بالجامعة عىل التوصية بقبول<br />

املزيد من الطالب السعوديني يف برامجها وسهل من<br />

إجراءات قبولهم بها وفتح املجال إلرساء عالقات<br />

جيدة ومتطورة بني كلية طب األسنان بجامعة بافلو<br />

وامللحقية ومهدت إلبرام إتفاقية فريدة من نوعها<br />

تقوم عىل إنشاء كريس علمي لكل تخصص إكلينييك<br />

لألطباء السعوديني وملدة خمس سنوات .. وتتيح<br />

هذه اإلتفاقية تخصيص ست تخصصات إكلينيكية<br />

سنوية لستة من األطباء السعوديني يف كل عام ..<br />

وهذا يعني أنه خالل السنوات الخمس القادمة<br />

تكون امللحقية قد متكنت من إلحاق نحو ثالثني<br />

مبتعثا سعوديا من فئة أطباء األسنان .<br />

حرض توقيع اإلتفاقية نائب رئيس الجامعة للشؤون<br />

الدولية وعميد كلية طب األسنان وحرضها من<br />

امللحقية الدكتور محمد بن عبد الرحمن العمر<br />

امللحق الثقايف املساعد للشؤون الدراسية والدكتور<br />

فريد أوانس وأنا .. وخالل الزيارة إلتقينا بأطباء<br />

األسنان املبتعثني وإطلعنا عىل أحوالهم الدراسية<br />

واملعيشية وإستمعنا ملشاكلهم ومقرتحاتهم .<br />

والشك أن إبرام إتفاقية كهذه تؤيت مثارها وتعرب عن<br />

النجاح غري املسبوق الذي تحقق لضامن إبتعاث<br />

أطبائنا يف األسنان يف جامعات وكليات ومؤسسات<br />

طبية متميزة ومن خالل برامج جادة وهادفة خاصة<br />

وأن البحث عن التخصصات اإلكلينيكية خاصة يف<br />

تخصيص تقويم األسنان وعالج الجذور ولب األسنان<br />

يكون يف منتهى الصعوبة بسبب املنافسة املحتدمة<br />

بني طالب طب اإلسنان بصفة عامة وبني األطباء<br />

السعوديني وغريهم من األمريكيني وغري األمريكيني<br />

بصفة خاصة .. فضال عن أن اإلعرتاف األكادميي ملثل<br />

هذه التخصصات تفرض حدودا عىل أعداد الطالب<br />

الذين يقبلون بها يف كل عام .. فزيادة عدد املقاعد<br />

يعني زيادة عدد األساتذة واملهنيني واملتخصصني يف<br />

هذه الربامج فضال عن زيادة عدد األجهزة وزيادة<br />

الحاجة لإلمكانيات املادية التي تقابلها .<br />

وتحاول امللحقية مع الجامعة حاليا اإلتفاق عىل<br />

تحديد مقاعد لألطباء السعوديني املتخصصني يف<br />

الجراحة وطب أسنان األطفال كام أنها تحاول<br />

تذليل الصعوبات املرتبطة مبشكلة قوانني الوالية يف<br />

نيويورك والتي تشرتط أن عىل الطالب امللتحق بهذا<br />

الربنامج أن يكون قد أنهى الدرجة العلمية يف طب<br />

األسنان من جامعة أمريكية .<br />

وتتعامل امللحقية مع برامج إبتعاث أطباء األسنان<br />

وفق طبيعة خاصة حيث تقوم بتمويل أبحاث<br />

الطالب املبتعثني السعوديني يف طب األسنان فضال<br />

عن النفقات والرسوم الدراسية وغريها مام ينطبق<br />

عليه نظام البعثة<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 109 2011


لوحة الشرف<br />

مشاري السريحي .. بطل تراجيدي يف زمن الواقع<br />

دفع حياته ثمنا لإنقاذ ‏صبي اأمريكي<br />

بكل كلامت العزاء واملواساة نعزي أنفسنا عىل<br />

فقدان أحد أبنائنا املبتعثني أثناء فرتة تغربهم<br />

بعيدا عن األهل واألرسة والعائلة الكبرية والوطن<br />

من أجل الدراسة .<br />

كان مشاري عبد املحسن الرسيحي ميني الوطن<br />

مبواطن متخصص يف الهندسة األلكرتونية وميني<br />

نفسه بالفوز والنجاح وطول العمر .. لكن قضاء<br />

الله شاء فامت شابا يف مقتبل العمر مل يتجاوز إثني<br />

وعرشين عاما .<br />

نعزي األرسة والوالدين يف موته ونعزي أبنائنا<br />

وبناتنا الذين زاملوه يف الدراسة أو جاوروه يف<br />

الوالية التي كان يدرس فيها .<br />

حادثة موته كانت مثل كل الحوادث الدرامية التي<br />

تتناول فكرة الغرق كموضوع تراجيدي وتتمسك<br />

بفكرة اإلنسان يف رصاعه من أجل الحياة والبقاء<br />

ومتسكه بأهدابهام والعمل عىل النجاة .. وتعد<br />

التضحية بالنفس أحد أهم الدوافع الدرامية يف<br />

األعامل األدبية التي تؤسس عليها الدراما بينام<br />

يعترب اإلنقاذ والبحث عن املثل العليا والبطولة<br />

يف هذا الدافع من أهم املشوقات التي تثري عقل<br />

القارئ واملشاهد يف متابعة التطور الدرامي للعمل<br />

القصيص أو الروايئ أو األديب بشكل عام.‏<br />

والغريب أن موت مشاري يشبه تلك الشخصيات<br />

الدرامية الروائية التي تنبنى عىل األسطورة أو<br />

الخيال أو تتباعد عن الواقع بشكل بعيد .. ويف<br />

غياب الراوي وشهود العيان وإعتامدا عىل ما<br />

أظهرته تقارير رجال األمن واإلنقاذ واملختصني<br />

يف تحليل الوقائع وسري األحداث مبا يتناسب مع<br />

قواعد البحر وإحتامالت الغرق فيه علينا أن نبدأ<br />

القصة منذ بدايتها لرنى كيف يؤدي بنا سياق<br />

القصة وكيف تسري بنا نحو نهايتها املأسوية .<br />

املكان : مقاطعة بورتيج Portage County<br />

بوالية أوهايو الوالية الرابعة والثالثني من حيث<br />

املساحة والسابعة من حيث تعداد السكان وهي<br />

أحد واليات الوسط الغريب األمرييك .. أما الحدث<br />

فيمكن أن يبدأ مبنتهى البساطة وبدون تحوير من<br />

ثالثة أشخاص يقررون القيام برحلة صيد يف بحرية<br />

خزان كريوان Kirwan Reservoir بالفرع الغريب<br />

بحديقة الوالية أو ما يسمى ويست برانش ستيت<br />

بارك . West Branch State Park<br />

األشخاص هم أبطال القصة ال غري .. جورج رارشيد<br />

George Raresheid ويبلغ من العمر ستة وأربعني<br />

عاما وإبنه مايكل Michael البالغ من العمر 13<br />

عاما واملالك لقارب الصيد الذي يبلغ طوله 14<br />

قدما وقد حصل عليه من جده ألمه،‏ لكنه عىل أية<br />

حال مل يكن مجهزا للتعامل أو التحكم مع حركة<br />

االمواج والرياح من حيث إرتفاعها وإنخفاضها أما<br />

الثالث فهو مشاري الطالب املبتعث السعودي<br />

بجامعة آكرون وصديق العائلة.‏<br />

كل يشء كان معدا لهذه الرحلة منها ماهو غيبي<br />

قدري غري منظور خارجا عىل إرادة اإلنسان ومنها<br />

ماهو بإرادته ورغبته .. اتساءل يف هذه النقطة عن<br />

حالة الطقس واألحوال الجوية بشكل عام .. هل<br />

كان يوحي بالتغري واإلنقالب والتحول يوم أن قرر<br />

ثالثتهم القيام بهذه الرحلة .. رمبا .. ورمبا ال ويف<br />

الغالب أن يكون الطقس قد بدأ موغال يف تقمص<br />

أشكال الهدوء واإلختفاء داخل أرديته التي نعرفها<br />

دامئا قبل هبوب العاصفة وإال تحرز الثالثة من<br />

خطورة الرحلة وأعادوا حساباتهم لها من جديد<br />

.. أو عىل األقل إذا كانوا قد أرادوا املغامرة أن<br />

يستعدوا لها بوسائل اإلنقاذ وسرتات النجاة إذا لزم<br />

األمر .. لكن ساعة الحتف قد حانت وحانت ساعة<br />

القدرية ومل يكن بوسع أحد ال مشاري أو جورج<br />

أن يهرب أو يفر من قضاء الله وقدره ومن هذا<br />

املصري .<br />

يبدأ الحدث برحلة صيد عادية للتنزه واإلستمتاع<br />

وقضاء بعض الوقت يف الصيد واظنها ال تتجاوز<br />

ذلك إذ عرفنا أن عائلة رارشيد وباألخص جورج<br />

الذي تويف متلك قلوبا من ذهب وكانوا دامئي<br />

الضحك ضحوكني يحبون الحياة وينعمون بها<br />

ويشعرون ضيوفهم بأنهم جزء من العائلة .. ولعل<br />

روح الدعابة وحب الرتفيه كانت أحد بواعث<br />

هذه الرحلة التي الميكن أن تتم إال من خالل هذا<br />

110 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


املنظور .. وال أعتقد أن الطقس حينام أزفت ساعة<br />

الرحيل كان مكرشا عن أنيابه ليثنيهم عن هذه<br />

الرحلة ورمبا هذا الذي جعلهم اليأخذون حذرهم<br />

من مغبة الطريق أو يتابعون حالة الطقس لإلطالع<br />

عىل شدة العواصف واألمواج العاتية التي تعرضوا<br />

لها آن ذاك.‏<br />

املؤكد أن الرحلة قد مضت يف هدوئها املعتاد ..<br />

وال نعرف كم قضوا يف عرض البحرية ومتى بدأت<br />

األحوال الجوية تسوء وماذا كانت قراراتهم آن<br />

ذاك .. هل يستمرون يف مصارعة األمواج والبقاء<br />

كنوع من حب املغامرة واإلثارة ؟ .. أم أنهم كانوا<br />

قد قرروا العودة ولكن بعد فوات األوان .<br />

يقول الرشيف دافيد دوك رئيس نقطة مقاطعة<br />

بورتيج أن أصحاب القوارب املوسمية وراوادها<br />

وسائقيها يعرفون القاعدة التي تحدد رسعة<br />

إنخفاظ درجة حرارة الجسم وعالقتها بعمر<br />

اإلنسان واملسافة التي سيقطعها نحو الشاطئ<br />

وهو ما يطلق عليها بقاعدة الخمسني باملائة The<br />

..rule 50-50 وتشري القاعدة أنه ميكن بنسبة<br />

خمسني باملائة أن يصل السباح إىل الشاطئ وينجو<br />

من الغرق إذا كان عىل مسافة 50 ياردة وكانت<br />

درجة حرارة املياه تعادل خمسني درجة حرارة<br />

فهرنهيتية .. كام يشري الجزء اآلخر منها إىل أن<br />

الرجل البالغ من العمر خمسني عاما تكون لديه<br />

مشاري مع خاله رفيق الدراسة<br />

فرصة البقاء عىل قيد الحياة بنسبة خمسني باملائة<br />

إذا سبح ملدة خمسني دقيقة يف مياه درجة حرارتها<br />

خمسني درجة فهرنهيتية .<br />

وجه املحققون لومهم لحالة الطقس وأكدوا أن<br />

الرياح الشديدة واألمواج العاتية التي بلغت<br />

رسعتها خمسني ميال يف الساعة هي التي قلبت<br />

القارب حوايل السابعة مساء وأدت إىل هذه<br />

الحادثة .. حيث إمتأل القارب باملياه الثقيلة التي<br />

أدت إىل إسقاطه من الحافة لترتك الثالثة يواجهون<br />

الغرق ويصارعون املوت واألمواج املتالطمة يف<br />

درجة حرارة بلغت 47 درجة فهرنهيتية .<br />

أكدت السلطات أن شخصني من الثالثة قد لقيا<br />

حتفيهام غرقا يف الشهرية بالبحريات العظمى بوالية<br />

أوهايو األمريكية أحدهام جورج رارشيد وهو من<br />

بلدة ليك تاون شيب Lake Township وكان قد<br />

عُرث عليه متشبثا بشكل عائم يف وسط املياه .. غائبا<br />

عن الوعي ال يستجيب .. وكان رجال اإلسعاف قد<br />

قاموا بإجراء اإلسعافات الالزمة له وأجروا عليه قبل<br />

نقله للمستشفى يف ريفينا وسائل إنعاش القلب<br />

)Cardiopulmonary resuscitation (CPR<br />

وهي عبارة عن مزيج من عمليات الضغط عىل<br />

الصدر والتنفس يعامل به املريض يف حالة إصابته<br />

بأزمة قلبية أو بالغرق .. إال أنه فارق الحياة و<br />

تويف يف متام الساعة الثانية عرشة وخمسني دقيقة<br />

يف مستشفى ميموريال Memorial Hospital<br />

بروبنسون يف رافينا اي بعد نحو خمس ساعات<br />

من إنقالب القارب .<br />

أما بالنسبة ملشاري املبتعث السعودي بجامعة<br />

آكرون فكان زمالؤه وامللحقية الثقافية يراقبون<br />

الحادث عن كثب ويتابعون ورود األنباء من حوله<br />

و مستجداته وكانوا عىل تواصل وتعاون مستمر<br />

مع السلطات املحلية.‏<br />

أول الرسائل التي وردت للملحقية جاءت من<br />

املبتعث عبد الله الجهني زميله الذي يشاركه<br />

الحجرة واملعيشة وأقرب أصدقائه وكانت رسالة<br />

ألكرتونية قال فيها أن زميله وصديقه مشاري قد<br />

غرق يف عمق البحر وأنه حينام سأل أحد رجال<br />

اإلنقاذ عن إحتامل إنقاذه أجاب بأن إحتامل<br />

الحياة يكاد يكون صفرا .<br />

كام أرسل زميله املبتعث وجدي أحمد املغريب<br />

رسالة هاتفية للملحقية يعلمها فيه بأن جثة<br />

مشاري قد تم العثور عليها يف حدود الواحدة ظهرا<br />

وقد تم التعرف عليه من قبل مجموعة من الطالب<br />

.. وكان الرشيف دافيد دوك نقيب الرشطة قد أدىل<br />

بأنه قد تم عثور رجال اإلنقاذ عىل جثة مشاري<br />

الرسيحي الطالب السعودي بجامعة أكرون يف<br />

حوايل الساعة الثانية بعد الظهر اليوم التايل بعد<br />

فقدها لحوايل عرشين ساعة منذ سقوط القارب<br />

وكان قد أعلن عن إختفائه يف متام العارشة مساء<br />

اليوم السابق بعدما فقد األمل يف بقائه حيا وتم<br />

تأجيل البحث عنه لليوم التايل..‏ ويف اليوم التايل<br />

كثف فريق البحث املكون من وكالة إدار اإلنقاذ<br />

وفريق اإلنقاذ املايئ وإدارة الحريق بتشارلس تاون<br />

برافينا وسافيلد ديرفيلد وشعبة املوارد الطبيعية<br />

بوالية أوهايو جهودهم وإستمروا يف البحث عنه<br />

إىل أن عرثوا عىل جثته يف عمق 28 قدما داخل<br />

املياه وفقا لرواية سارة شقيقة مايكل .<br />

لقد صارع مشاري وجورج األمواج والعواصف<br />

واملياه شديدة الربودة ليفوزا بالنجاة ولكن كيف<br />

يفوز بالنجاة من حانت ساعته ولحظته .. هذا<br />

من حيث األسباب القدرية أما من حيث األسباب<br />

الدنيوية فقد تجمدت يف النهاية العروق واألطراف<br />

والجسد فتوقفت آلة اإلنسان عن الحركة .<br />

هذا ما تعزى إليه وفاته .. برودة املياه يف البحرية<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 111 2011


مبتعثونا<br />

و تشنج العضالت وذلك الجهد الكبري الذي بذله<br />

يف عملية إنقاذ الصبي والعودة ملحاولة إنقاذ والده<br />

وفقا ملا تقوله بعض الروايات .. فالطالب مشاري<br />

حاصل عىل رخصة الغوص بعمق مئتي مرت ويهوى<br />

صيد البحر والغوص وهذا يؤهله للقيام بهذا<br />

الدور إذا تدخلت العناية القدرية وأبقته عىل قيد<br />

الحياة حتى لحظة إنقاذ الصبي .<br />

أما مايكل Michael الطالب مبدرسة شامل كانتون<br />

البالغ من العمر 13 عاما فقد متكن من السباحة<br />

لنحو ثالثني ياردة والوصول إىل الشاطئ ثم ركض<br />

دون أن يتوقف مسافة نصف كيلومرت نحو<br />

شاحنتهم قبل أن يستسلم من الضعف ويسقط<br />

فرآه أحد املاره وهو يف هذه الحالة السيئة من<br />

دون أحذية أو سرتة نجاة فأبلغ رشطة النجدة<br />

وجمع أشخاصا آخرين للبحث عن الرجال الذين<br />

كانوا يف املياه .. وكان الصبي قد عولج يف مستشفى<br />

آكرون لألطفال Akron Children›s Hospital<br />

عىل الفور .<br />

يف ظل هذه الحالة من الطقس و الظالم الدامس<br />

إستطاع مايكل أن يسبح مسافة البأس بها وسط<br />

مياه هائجة ومتجمدة .. ويصارع املوج ليصل إىل<br />

الشاطئ .. هذا هو املشهد الحقيقي الذي البد من<br />

الرتكيز عليه ونحن نرى صبيا يصارع املوت ويقاوم<br />

األمواج العاتية الصاخبة ويتغلب عليها بساعديه<br />

الضعيفني وقدميه العاريتني .. إنه مشهد الميكن<br />

بأي حال تفسريه إال بأنه نوع من املعجزات أو<br />

رضبة حظ أو ترتيب لزمن املوت وأجندته يف<br />

قدرية اإلنسان مامل يكن هناك شخص آخر أو قوة<br />

أخرى ساعدت الفتى عىل النجاة والعبور نحو<br />

الشاطئ خاصة ماقيل عنه من كونه سباحا مبتدئا<br />

وليس محرتفا ومانقلته بعض أجهزة اإلعالم حول<br />

ماقاله الصبي يف التحقيقات التي أجرتها السلطات<br />

املحلية معه بأن مشاري أنقذه من موت محقق<br />

ومن موقف مرعب ومخيف حيث كانت األمواج<br />

ترضب القارب بكل قوة ومن كل صوب .. وكذلك<br />

ما نقل عن بعض شهود العيان فمنهم من قال<br />

أنهم راوا مشاري وهو يعود من الشاطئ إىل<br />

املركب ثم إختفى عن األنظار .<br />

أما بالنسبة لجورج فتثبت قاعدة الخمسني باملائة<br />

وحساباتها بأن الوقت مل يكن يف صالح جورج البالغ<br />

من العمر 46 عاما للنجاة من املوت أو الوصول إىل<br />

الشاطئ يف ذلك الجو العاصف البارد الذي بلغت<br />

درجة حرارة املاء فيه 47 درجة فهرنهيتية .<br />

املوت والحياة يرتبطان برباط ميتد من أوهايو<br />

الوالية األمريكية إىل جدة يف اململكة العربية<br />

السعودية .. حيث يعم الحزن أفراد العائلتني ..<br />

فكل منهام فقد عزيزا لديه .. يف أمريكا فقدت<br />

عائلة جورج رب األرسة وعائلها وهو يف مقتبل<br />

العمر .. رجال مل يتعد الخمسني .. زوج لويزا ووالد<br />

راشيل وكارا وسارة واإلبن مايكل .. هذا األب<br />

قيل بأنه نجا بنجاة إبنه ومات ليك يعيش هو ..<br />

أحب البحر والغوص حتى املوت<br />

عمل جورج رئيسا لرشكة الحاسب اآليل الوطني<br />

وهي رشكة صغرية لألعامل يف مدينة جاكسون كام<br />

سبق له أن خدم كضابط رشطة .. . كان يحب<br />

الهواء الطلق ، والدراجات النارية والدراجات ذات<br />

العجالت األربع ومقبل عىل الحياة بشكل كبري<br />

لكن األهم من كل ذلك،‏ أنه كان يحب عائلته<br />

وأصغرهم مايكل .. حكايات العائلة مل تنقطع<br />

عن جورج وصفاته وأحواله وأيضا عن دوره يف<br />

إنقاذ إبنه .. يقولون بأنه هو الذي شجع إبنه عىل<br />

السباحة واإلندفاع نحو الشاطئ للسعي إلنقاذهام<br />

.. ويؤكد ذلك والد جورج البالغ من العمر مثانية<br />

ومثانني عاما فيقول بأن إبنه جورج كان بإمكانه<br />

أن يحقق أي شيئ يريد تحقيقه ومل يكن يدع<br />

إبنه مايكل ليغرق أو ليتجمد حتى املوت دون أن<br />

ينقذه .. البد انه قد إتخذ القرار الذي يتخده أي<br />

أب لصالح إبنه .. وهذا القرار كان لصالح مايكل.‏<br />

وال تختلف عائلة مشاري عن ذلك كثريا غري أنه<br />

مل يكن عائل األرسة بل قرة عينها وحلم املستقبل<br />

الباهر .. املوت كان مفاجئا دون أن نرفضه فنحن<br />

نؤمن دامئا بأن املوت حق واملوت حتمي .. ولكن<br />

الحزن غائر بعمق .. وسبحانه وتعاىل يوصينا<br />

دامئا بالصرب والسلوان .. نعرف أن الفقد عظيم<br />

وموجع لكننا أيضا نؤمن بأن الله سبحانه وتعاىل<br />

قد أخذ أمانته وال راد لقضائه .. يتحدث نايف<br />

الرسيحي خال الفقيد وزميله يف الدراسة واإلقامة<br />

عن الحادث وعن اللحظات العصيبة التي واجهها<br />

فيقول : اتفق صديقنا األمرييك معه للخروج يوم<br />

األحد للصيد يف بحرية قريبة منا وشاءت األقدار<br />

أن ينقلب بهام القارب فام كان منه إال أن قام<br />

بإنقاذ الصبي مايكل إبن صديقه من الغرق وذلك<br />

بسحبه من املاء إىل الشاطئ ثم عاد للبحث عن<br />

جورج والد الصبي إلنقاذه هو اآلخر ثم إختفى<br />

.. وبعد وصول رجال اإلنقاذ متكنوا من العثور<br />

عىل جثة املواطن األمرييك جورج دون مشاري ثم<br />

أجلوا البحث عن مشاري إىل الصباح بسبب مغيب<br />

الشمس وخطورة البحرية .<br />

وكان نايف قد إتصل بامللحقية يف متام العارشة<br />

مساءا قبل أن تظهر جثة مشاري وكانت التأكيدات<br />

يف إمكانية نجاته التزيد عن صفر % مام جعلهم<br />

يوقفون البحث .<br />

حرض غالبية الطلبة السعوديني للمساهمة يف<br />

البحث الذي استغرق قرابة 20 ساعة أستخدمت<br />

112 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


خاللها طائرة الهليوكبرت إىل أن شوهدت جثته<br />

عامئة بالقرب من الشاطئ وكانت إرادة الله أن<br />

تكتب له الشهادة .<br />

يستطرد نايف يف حديثه فيعرب عن شكره ملوقف<br />

الطالب السعوديني ووقوفهم إىل جانبه أثناء تقبل<br />

العزاء فيقول بأنهم قد جعلوه يشعر وكأنه بني<br />

أهله وأهل مشاري رحمه الله .<br />

مازال نايف يتذكر قول كبري املحققني بأن عليهم أن<br />

يفتخروا مبشاري فهو بطل أثبت إنسانيته وعكس<br />

صورة جميلة عن اإلسالم وهو يضحي بنفسه من<br />

أجل إنقاذ اآلخرين .. ويختم نايف الرسيحي<br />

حديثه بكلمة قالها له مشاري وهو يودعه قائال :<br />

ال تشيل هم ياحبيبي لن أتأخر عليك .<br />

أما الخال اآلخر للفقيد ويدعى محمد حمدان<br />

الرسيحي فيحيك عن رحلة إبتعاث مشاري من<br />

اململكة إىل الواليات املتحدة األمريكية فيقول<br />

بأنه قد سافر لدراسة الهندسة اإللكرتونية بعد أن<br />

أنهى سنة كاملة يف دراسة اللغة اإلنجليزية،‏ وأن<br />

لقاءه األخري بعائلته كان عىل شبكة اإلنرتنت من<br />

خالل برنامج سكاي يب Skype حيث أجرى مكاملة<br />

مرئية مع والده جمعته مع أقربائه الذين كانوا<br />

مجتمعني يف املنزل آن ذاك .. وكانت آخر كلامته<br />

له ‏»إن شاء الله أبيض وجهك«.‏<br />

وأوضح الخال أن تغيب الوالد عن الحضور<br />

إلستقبال الجثامن يف املطار كان بسبب أعطائه<br />

موعدا مخالفا ملوعد وصول الطائرة الفعيل،‏ حتى<br />

ال يتم إجهاده بالحضور يف ذلك املوقف العصيب<br />

فقد وحزن ودعاء<br />

وقال بأن الله قد أنزل سكينته عىل العائلة ودعا<br />

لهم بدوام السكينة عليهم،‏ وبصرب الوالدين.‏<br />

وأشار إىل أن الضباط الذين وجدوا أثناء إخراج<br />

الجثامن من البحرية وقفوا وقدموا له التحية<br />

العسكرية احرتاما وإجالال لشجاعته كام تفاعل<br />

القراء مع الخرب الذي نرشته صحيفة الوطن<br />

تحت عنوان ‏»الرسيحي يعود يف كفن بعد إنقاذه<br />

أمريكيا«،‏ مفتخرين بعمله البطويل،‏ مطالبني بوضع<br />

متثال يدل عىل بطولته،‏ وأن متنحه الدولة أوسمة<br />

البطولة،‏ مقارنة بالتقدير الذي قدمه األمريكيون<br />

له،‏ خصوصا وأنه قد قام ببطولة عكست الصورة<br />

اإليجابية للمواطن السعودي بصفة خاصة،‏<br />

والعريب بصفة عامة.‏<br />

وكانت أم مشاري قد نفت ما روجته الصحف عن<br />

إنهيارها ومرضها فور سامع الخرب وقالت : ‏»اللهم<br />

أجرين يف مصيبتي واربط عىل قلبي .. ريب عامل<br />

مبعزة هذا الولد يف قلبي وقلب إخوانه وأنا أحسبه<br />

عند الله شهيداً«.‏<br />

وأكدت األم عىل أن ما أقدم عليه إبنها من تضحية<br />

بحياته من أجل اآلخرين قد أراحها وعوض عن<br />

أحزانها .. فالزالت األم تتذكر مشاري وهو ميازحها<br />

وقريباته يف آخر لقاء أرسي له عرب برنامج ‏»سكاي<br />

يب«‏ عىل شبكة اإلنرتنت قبل وفاته بثالثة أيام،‏ وكان<br />

يستعرض لهم شقته واملكان الذي كان يعيش فيه<br />

.. فتقول األم : كان سعيداً‏ وجميالً،‏ وكنت سعيدة<br />

برؤياه وهو يف حالة جيدة عىل الرغم من غربته .<br />

كان املوت غريبا عىل جوري شقيقة مشاري<br />

الصغرية ذات األعوام التسعة .. مل تألفه ومل تعتاده<br />

بعد .. فامزالت جوري صغرية عىل فراق األحبة ..<br />

أما آالء فقد ظلت تتواصل معه عرب جهاز ‏»البالك<br />

بريي«‏ حتى قبل وفاته بساعات،‏ وكان قد أرسل لها<br />

مقطعاً‏ غنائياً‏ عن األم ليدلل عىل شوقه ألمه ولكن<br />

ماذا عن ذلك الشوق املمتد إىل ماالنهاية منذ أن<br />

توقف ذلك الجهاز عن الرنني ؟ .. مات مشاري<br />

وماتت معه الرسائل النصية الهاتفية ورنني الجرس<br />

فسبحان من له الدوام .<br />

هكذا بدا الحزن توأما بني العائلتني مفعام بكل<br />

العبارات التي يقولها اإلنسان .. تلك العبارات<br />

املؤسسة عىل ذكر محاسن املوىت .. كان مشاري<br />

بطال يف عيوننا ولن نتخىل عن ذلك أبدا ففي هذه<br />

السن الصغرية وهذا الشباب الطاغي املمتلئ<br />

حيوية وبإمكانيات مشاري الخاصة التي تؤهله<br />

للغوص والسباحة والصيد كان هو الرهان الوحيد<br />

عىل إنقاذ هذا الصبي الذي الميكن أبدا أن تنترص<br />

إرادته وسواعده وأقدامه العارية عىل تلك األمواج<br />

العاتية يف عتمة البحر املتأجج بالغضب وعبثا<br />

يستطيع أن يفعل ذلك جورج اإلنسان الضحوك<br />

الودود البالغ من العمر 46 عاما فقانون البحر<br />

كان قد وضع حساباته وأرىس عطاءاته بطال دون<br />

فصال .<br />

القصة مل تكتمل أطرافها وشخوصها ليس فقط<br />

بقياساتها الدرامية التي أملحنا إليها يف أول األمر<br />

وإمنا أيضا بلغة الواقع فالجامعة كانت طرفا مهام<br />

فحينام سمعت عن الحادث وتلقت الصدمة<br />

صعب عليها جدا فقدان الشاب الذي إشتهر<br />

بإبتسامته املحبة للحياة وأعلنت عن رغبتها<br />

يف إقامة نصبا تذكاريا له داخل الحرم الجامعي<br />

Campus Memorial يذكر الناس به ومبا فعله .<br />

أما الطرف الثاين والرئييس يف هذا األمر فهو سفارة<br />

خادم الحرمني الرشيفني وقسم شؤون الرعاية<br />

فكانت تتابع عن كثب تطور الحدث بالتنسيق<br />

مع امللحقية الثقافية والتعامل معه ومع األجهزة<br />

املختصة بالوالية إلنهاء إجراءات التحقيق يف هذا<br />

الحادث وإستالم جثامنه وإرساله ألهله يف جدة .<br />

رحم الله مشاري الرسيحي وأسكنه فسيح جناته<br />

وجعله رمزا بطوليا يفتخر به شبابنا فيام أقدم عليه<br />

من تضحيات وفيام عربت عنه شخصيته كنموذج<br />

حقيقي للشخصية العربية واإلسالمية.‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 113 2011


األسرة واملجمتع<br />

أسئلة الطفل المحرجة<br />

أماني يماني<br />

جامعة وايومنق<br />

ام عبري كانت محتارة وهي تتحدث معنا وتقول :<br />

باألمس سألني ولدي :<br />

‏»كيف جاءت أختي ؟«‏<br />

استمر الحوار يف جلسة النقاش الخاصة وكل من<br />

الفتيات يعطني رأيهن .. كيف تقوم أم عبري بإإلجابة<br />

عىل سؤال ولدها..‏<br />

من املالحظ عادة ان أسئلة الطفل ترتكز حول محور<br />

الجنس والدين واملجتمع واآلباء يشعرون بالخجل<br />

تجاه مثل هذه األسئلة خصوصا إذا ما تم السؤال<br />

يف مكان عام.‏<br />

فام أن يبلغ الطفل سن الثانية<br />

ويبدأ يف الكالم حتى تظهر<br />

تساؤالته عن كل ماحوله وعن<br />

كل ما يدور يف رأسه..‏ إن الطفل<br />

يسأل ويتعلم كيفية طرح<br />

األسئلة .. وأسئلته تتجه إىل<br />

إشباع حب اإلستطالع املتأصل<br />

فيه.‏ هناك أسباب كثرية قد<br />

تدفع الطفل للسؤال وهي<br />

كالتايل:‏<br />

الخوف والقلق من املجهول<br />

حب اإلستطالع<br />

عدم فهم الطفل للحياة فهو ال<br />

يراها كام نراها نحن فالطفل<br />

ال يستوعب املوت وإختفاء<br />

اآلخرين او مولد األخ واألخت.‏<br />

التمرد عىل أوامر الكبار ومعارضته للسلطة.‏<br />

رغبة الطفل يف إحراج الكبار وتحديهم<br />

رغبة الطفل يف تأخري عادة النوم وتبديل اللعب .<br />

ما يجب إعتباره يف أسئلة األطفال:‏<br />

عدم التعنيف والسخرية عند سؤال الطفل سؤال<br />

جنيس ألن ذلك يشعره بالذنب وعدم الرصاحة يف<br />

األسئلة.‏<br />

رشح تلك املوضوعات تكون مع الطفل الذي شغلته<br />

تلك القضايا ويسأل عنها بإلحاح أما الولد الذي مل<br />

تشغله مثل هذه األشياء ومل يسأل عنها فال داعي<br />

إلثارتها إال يف أضيق الحدود<br />

التفسريات الخاطئة التي يعطيها املريب لإلبن عن بعض<br />

األسئلة ميكن أن تسبب له عقداً‏ نفسية لهذا يجب<br />

اإلعتامد عىل املعلومات العلمية والدينية والرشعية<br />

لإلجابة عن كل االستفسارات مهام بدت بسيطة<br />

بعض الترصفات الخاطئة لآلباء ميكن أن تثري تلك<br />

األسئلة يف بال األطفال منها السامح للطفل الذكر<br />

اإلستحامم مع أخته – أو ترك الطفل يلعب مع طفل<br />

أكرث منه نضوجاً‏ حيث يفضل أن ال يرتك الطفل مع<br />

شخص واحد بل يكون عدد األطفال ال يقل عن ثالثة<br />

الطفل الصغري الذي سيشعر باملتعة عند مداعبة<br />

أعضائه ميكن أن تتحول عنده إيل عادة االستمناء<br />

بطريقة منتظمة عندما يصل إيل سن السابعة لذلك<br />

يجب علينا مراقبته وقطع هذه املداعبة لديه عند<br />

بدايتها بأسلوب لني<br />

رؤية الطفل ألهله عند مامرسة الجامع ولو يف مرحلة<br />

املداعبة مرضة وتسبب انشغاله يف اكتشاف املزيد من<br />

تلك األمور يف سن مبكرة فال يجب أن يظن األهل أن<br />

الطفل ال يدرك ما يعملونه مهام كان صغرياً‏ يف السن<br />

تعليم الطفل حدود العورات وأصول اإلستئذان يف سن<br />

الخامسة ميكن أن يوفر عليهم كثرياً‏ من الحرج والرشح<br />

فيام بعد<br />

يف سن السابعة يجب تفريق مضاجع األطفال<br />

وتعويدهم عيل عدم النوم عيل البطن<br />

حتي السيدات املحارم يجب عليهن اإلحتشام أمام<br />

األطفال<br />

أهم ما يبث يف عقل الطفل للرتبية قول الله شاهدي<br />

، الله ناظري الله معي وذلك ليتعلم الحياء من الله .<br />

الرشع والتهذيب الجنيس<br />

ديننا الحنيف يحتوي عىل أمور كثرية تهذب النفس<br />

جنسيا مثال:‏<br />

اإلستئذان : حدد الرشع اوقات اإلستئذان للدخول عىل<br />

الناس أال وهي اوقات النوم ويجب تعويد الطفل عىل<br />

اإلستئذان حني دخول أي غرفة<br />

غض البرص:‏ يجب تعويد الطفل عىل غض البرص ألن<br />

الصور ترتكز يف الذاكرة بشكل كبري<br />

سرت العورات:‏ يجب تعويد<br />

الطفل عىل السرت وسرت العورة<br />

وعدم اظهارها لآلخرين وأيضا<br />

عدم الظهور أمام الطفل<br />

بشكل يظهر العورات<br />

التفريق يف املضاجع:‏ يفضل<br />

وضع كل طفل يف رسير خاص<br />

به<br />

اإلختالط : ابتعاد الطفل عن<br />

اإلختالط ومحاولة جعله<br />

يلعب مع أبناء جنسه .<br />

نعود إىل أم عبري وسؤال ابنها<br />

.. كيف جاءت اختي ؟ ..<br />

ويجب عىل ام عبري أن تجيب<br />

عىل سؤال طفلها بحنكة<br />

تناسب عمره فإجابة أم عبري<br />

لطفلها من املمكن أن تكون<br />

: ان الطفل يكون يف بطن األم .. قريب من القلب ..<br />

واستخدام لفظة القلب يعطي معنى عاطفي وعىل أم<br />

عبري ان ترشح لطفلها كيف ان الطفل يعيش مرتاحا<br />

يف رحمها .. وكيف يستمع لجميع األصوات ويشعر<br />

مبشاعر األم فحني تغضب يشعر هو بذلك .. وهو ال<br />

يخرج للدنيا إال بعد ان يكتمل منوه ويصبح قادرا عىل<br />

تحمل املكان الذي نعيش فيه .. أما كيف يخرج الطفل<br />

فتستطيع األم ان تقول ان الطفل يخرج بقدرة الله عز<br />

وجل فالطفل هو معجزة تحدث للوالدين.‏<br />

نعود مجددا ونقول انه عىل األهل احرتام<br />

رغبة الطفل واحرتام مشاعره وأسئلته ألن األسئلة ان<br />

منت عىل شئ فهي تنم عن ذكاء الطفل وعن رغبته يف<br />

التعرف عىل املحيط به...‏<br />

114 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


علّمُ‏ وا اأبناءكم التميّز<br />

عند عوديت يف فرتة اإلجازة من الواليات املتحدة األمريكية التي أدرس<br />

فيها طالب للدراسات العليا قُمتُ‏ بزيارة أحد األقارب ، وجرى بيننا<br />

نقاش طويل .. طلب منّي يف أثنائه نصيحتي التي أستطيع أن أوجهها<br />

لآلباء ؛ ليغرسونها بدورهم يف الجيل القادم من أبنائهم ، بحكم أنّي<br />

حظيتُ‏ بتجربة خارجية ، والبدّ‏ أن تكون قد ولّدت لديّ‏ الكثري من<br />

الخربة وفهم لكثري من االحتياجات التي متسّ‏ أبناءنا يف املستقبل ،<br />

ويف الحقيقة .. هذا سؤال مهمّ‏ ونحتاج ألن نتعرّف إجابته ، سواءاً‏ من<br />

خالل تجربتي الشخصية،‏ أو من بحثي يف هذا املجال ، هناك بُعدين<br />

مهمني لإلجابة عن هذا السؤال .. أما األول .. فيتعلق بكم أنتم كمُربني ،<br />

ويشمل جانبني : أعامل الخري،‏ والتغيري يف أساليب التعامل ، وأما الثاين ..<br />

فريتبط يف اإلبن نفسه ، ويشملُ‏ ثالثة جوانب : رفع مستوى املسؤولية<br />

وقيمة الحياة لدى النشء ، والتطوير,‏ وتحديد األهداف .. وفيام ييل<br />

سوف أعرج عىل كل نقطة من هذه النقاط يف جزئية منفصلة ..<br />

أعمال البر والخير<br />

إن أعامل الرب والخري التي يقوم بها اآلباء تكون مثرتها يف األبناء , حيث أن<br />

صالح اآلباء إمنا هو امتداد لصالح األبناء ويقرتن بذلك الدعاء الذي يلهج<br />

به اآلباء لألبناء فيكون لهم به التوفيق والسداد - بإذن الله - دُعائكم..‏<br />

هو الوقود الذي يسريون فيه وهو مفتاح األبواب املوصدة التي تقف<br />

يف طريقهم وأقولها من تجربة والله ثم والله لقد وجدت أثر األعامل<br />

الصالحة التي يقوم بها والديّ‏ يف حيايت - ولست أقول هذا الكالم من<br />

باب املدح - ولكنّي أقوله من باب حب الخري للغري بسبب دعائهم قهر<br />

الله يل بفضله املستحيل وأعاد يل األمل الكبري.‏<br />

تغيير األسلوب<br />

يقول الله سبحانه وتعاىل { إِنَّ‏ اللَّهَ‏ لاَ‏ يُغَريِّ‏ ُ مَا بِقَوْمٍ‏ حَتَّى يُغَريِّ‏ ‏ُوا مَا<br />

بِأَنْفُسِ‏ هِمْ‏ } [ سورة الرعد/‏‎15‎‏[‏ .. يف اعتقادي أننا بحاجة كبرية وماّسة<br />

إىل أن يغريّ‏ اآلباء سلوكهم وحوارهم مع أبنائهم ، وأيضاً‏ يف التعاطي<br />

مع املشكالت التي تواجههم ليتم البحث عن أسلوب أرقى يحمل يف<br />

طياته الكثري من فهم الواقع ، و يُبنى عىل دراسة وفهم وإدارك ملعنى<br />

أنك أصبحت ( أب ) ، وعىل الحوار والتفاهم ، ويجسّ‏ د مفردات<br />

الصداقة يف عالقتك مع ابنك أسلوب أكرث حضارية أسلوب يقدّر أن<br />

من يتعامل معه هو برش من جنسه,‏ هو جزء من كيانه,‏ هو الخليفة<br />

من بعده ومن يحمل إسمه.‏<br />

رفع مستوى المسؤولية وقيمة الحياة<br />

أكرث ما يزيد من همي وحرسيت عندما يُحدثني بعضهم عن طموحاته<br />

عبدالرحمن بن عادل الهذلول<br />

تروي ألباما<br />

وأحالمه,‏ وينتابني الشوق ملعرفة ماهيّتها ؟...‏ فإذا نطق يحدث لديّ‏<br />

احرتاق داخيل ويتقطع قلبي أمل عليه ، وأبدأ أمتتمُ‏ « ياليته سكت ! «<br />

، ألنيّ‏ أكتشف أن آماله تنحرص يف حدود تافهة !<br />

كيف يقوم بتزيني سيارته ، ومتى سيتسنّى له مقابلة الفنان الفالين !<br />

إىل غريها من هذه األمنيات ، والله أنني مل أقولها افرتاء لقد قابلتُ‏<br />

يف حيايت نوعيات كثرية ممن يتجولون يف حدود هذا الطموح ، وهذا<br />

يشء طبيعي ينتج عن الرفاهية الزائدة.‏ ومن هنا تكون مسؤولية<br />

اآلباء تجاه أبنائهم يف أن يسهموا يف رفع مستوى املسؤولية لديهم<br />

وإشعارهم بها , وعدم اإلرساف واإلمساك يف جميع األمور بحيث<br />

تكون موزونة بني هذا وذاك,‏ وهناك الكثري من الطرق واألفكار التي<br />

بإمكانها أن تهيئ االبن ليصبح قادراً‏ عىل تحمل املسؤولية.‏<br />

التطوير<br />

التطوير باب واسع وكبري وله تفاصيل أكرب من أن نخوض فيها<br />

‏..وأعتقد أنه من الجميل أن يهتم األب منذ الصغر يف صقل موهبة<br />

ابنه , والعمل عىل أن يكتسب مهارات جديدة , يك يتهيأ بإذن الله<br />

للتغريات التي تطرأ عندما يكرب , فاملستقبل صعب ولكن أملنا أكرب<br />

من أن يسيطر علينا,‏ ألننا أعددنا العدة له,‏ لذا جهّز أبنائك بالعلم<br />

وميّزهم برصيد من املهارات يف األعامل التي يقومون بها,‏ لتكون<br />

لديهم جودة يف املخرجات,‏ حتى يصبحوا محل أنظار املستقبل يف ظل<br />

التغريات الرسيعة والكبرية.‏<br />

تحديد األهداف<br />

حاول أن تساعد ابنك يف رسم مستقبله بالتوجيه والنصح,‏ ال<br />

بالتدخل..‏ بحيث يكون له خط وهدف واضح يسري عىل خطاه ,<br />

حلّل له املستقبل وبنيّ‏ له الواقع واكتشف له قواه الكامنة وساعده<br />

يف التعرف عىل نفسه واكتشاف مواهبه وقدراته وثم دعه يحددها<br />

وينطلق نحوها مبساندتك ومساعدتك ودعمك ومؤازرتك وتشجيعك<br />

له عندما تتناقص همّته ؛ ألنه يحتاج إليها جميعاً‏ .<br />

ومضة حُبّ‏<br />

الحياة أصبحت مختلفة متاماً‏ عن ذي قبل .. فهي تحتاج ملخرجات<br />

ليست جيدة فقط ..! بل متميزة وذات جودة عالية ؛<br />

لذلك .. البد أن نواكب هذا التغيري ونتعايش معه حتى النستيقظ<br />

من سباتنا ونجد أن أبنائنا بال مكانة وال قيمة يف خريطة هذه األمة ،<br />

فعلّموا أبناءكم التميز.‏<br />

مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 115 2011


بحث<br />

أطفال مرحلة ما قبل المدرسة<br />

آالء إسكندر جامعة تروى<br />

أطفال مرحلة ما قبل املدرسة موضوع بحث سبق أن<br />

تقدمت به باللغة اإلنجليزية حول األطفال يف مرحلة<br />

ما قبل املدرسة ويتعامل مع الفئات العمرية لألطفال<br />

ما بني العامني والسبعة أعوام والغرض من هذا البحث<br />

الدخول إىل عامل األطفال يف مرحلة ماقبل املدرسة يف<br />

تلك الفئات العمرية للكشف عام ميكن لألطفال أن<br />

يفعلوه أو ال يفعلوه يف تلك املرحلة .. وأيضا لإلطالع<br />

عىل العامل الداخيل والنظر إليه إلستكشاف دوافعهم<br />

وإستقراء أساليب تفكريهم وطرق إستيعابهم ملن هم<br />

حولهم وملعرفة إحتياجاتهم واألسلوب الذي يستخدم<br />

لنموهم بشكل صحي وسليم يف تلك املرحلة.‏<br />

ويعود سبب إختياري ألطفال مرحلة ماقبل املدرسة<br />

لخطورة تلك املرحلة يف فهم الخطوات املطلوبة<br />

لتحقيق التواصل والفهم املتبادل بني األطفال وأولياء<br />

األمور يف تلك املرحلة فلقد رأيت لألسف الشديد أن<br />

العديد من األمهات يف الوقت الحارض سواء من الغرب<br />

أو من الرشق يسنئ فهم أطفالهن يف تلك املرحلة مام<br />

يؤدي بهن إيل رعونة املعاملة وعدم التعامل الصحيح<br />

معهم وإستخدام أساليب غري صحية وغري سليمة<br />

يف الرتبية كالرضب والتعنيف والرصاخ يف وجوههم<br />

وما شابه ذلك .. فينشأ األطفال ضعاف الحيلة ال<br />

يستطيعون التعبري عام يريدون يف وقت حرج يكون<br />

فيه الطفل برعام يستحق الرعاية وزهرة رقيقة الميكن<br />

الحفاظ عليها ورعايتها ما مل تكن هناك وسائل وطرق<br />

معنية بالرتبية واملعاملة الصحيحة .<br />

وليك تنمو زهرتك أو طفلك بشكل سليم فالبد أن<br />

نتيح له الفرص إلشباع حاجاته .. فالزهرة يف حاجة<br />

للامء والطفل يف حاجة للعب .. والرتكيز عىل حاجة<br />

اللعب عند الطفل يف تلك املرحلة أمر هام جدا ألنه<br />

ميثل العامل الوحيد الذي من خالله يستطيع الطفل أن<br />

يعرب عن مشاعره وأحاسيسه الحقيقية وهذا ما يؤكده<br />

النجاح الكبري الذي حققه أطباء علم النفس يف عالج<br />

األطفال بإستخدام اللعب.‏<br />

وصف علامء النفس اللعب بأنه لغة األطفال ووصفوا<br />

ألعابهم بأنها الحروف األبجدية املستخدمة لهذه<br />

اللغة .. ويعترب اللعب مدرسة تقوم بتدريس األطفال<br />

املهارات اإلجتامعية واألساسية املختلفة كمهارات<br />

القيادة وتحقيق النجاح،‏ والتعلم من األخطاء،‏<br />

والتخطيط للهدف،‏ والتعاون،‏ والصرب .. وكلها مهارات<br />

يسهل لألطفال تعلمها والتدرب عليها من خالل اللعب<br />

.<br />

واللعب مهم جدا للنمو العقيل يف تلك املرحلة ألنه<br />

يوسع الخيال وينمي مهارة اإلبتكار وكم من خيال<br />

أصبح حقيقة عىل أرض الواقع .<br />

وللعب دوافع كثرية تكسب الطفل فضال عن املهارات<br />

مزايا أخرى يف تنمية الشخصية وإكسابها القدرة<br />

يف التعامل مع الواقع .. فالدافع الوحيد من حب<br />

األطفال للجري والقفز مثال يتمثل يف اإلعتزاز والتفاخر<br />

باملهارة الحركية الجديده التي نشأت لديهم ومل يكن<br />

يستطيعون القيام بها بشكل جيد من قبل « فالقفز<br />

فوق الرسير مع املحافظة عىل التوازن أمر ممتع<br />

للغاية بالنسبة لهم .. وقد اليجد أولياء األمور ذلك<br />

ممتعا .<br />

وهناك مغالطة شديدة أو ما يشبه اإلقتناع بني الغالبية<br />

من اآلباء بأن األطفال يف مرحلة ماقبل املدرسة غري<br />

قادرين عىل الفهم والتعبري عن مشاعرهم ومشاعر<br />

االخرين وهذا أمر غري حقيقي .. وعليك أيتها األم أن<br />

ال تقويل لطفلك بأنه ال يفهم .. كام أن عىل الوالدين<br />

دور يف تعليم آبنائهم ضبط مشاعرهم .. فمثال عندما<br />

يبكون بنايت أو يغضبهن شيئ ما البد عىل الفور أن أنزل<br />

ملستواهن وأشعرهن بتقديري لغضبهن وإحسايس بهن<br />

ثم ابدأ بتعليمهن مهارة اإلسرتخاء وأجعلهن يأخذن<br />

نفسا عميقا لتذويب هذا الغضب .<br />

وكثريا من األطفال يفهمون سلوكياتهم ويعلمون جيدا<br />

ما يغضب اآلباء منها ومااليغضبهم .. وعليك أيتها<br />

األم أن تراقبي طفلك وأن تتابعيه يف سلوكياته حتى<br />

تكتشفني ذلك .. فالطفل يقدم عىل فعل الخطأ وهو<br />

116 مجلة املبتعث • عدد مايو -- يوليو 2011


يعلم ذلك ويهرب من أمه أو أبيه حتي الينال العقاب<br />

بل أنه يحاول التهدئة إذا أحس بعصبية األم أو األب<br />

وبانه مقبل عىل العقاب ال محال .<br />

أما بالنسبه للعامل اإلدرايك واملعريف ألطفال مرحلة ما<br />

قبل املدرسة فهو يتميز بالخلط بني الحقيقة والخيال<br />

وبعدم القدرة عىل التمييز بينهام وهذا من املؤرشات<br />

التي تؤدي ببعض األمهات إساءة الفهم ألطفال تلك<br />

املرحلة فتجدهن يعتقدن بأن أطفالهن يختلقون<br />

األكاذيب وهم يف حقيقة األمر ال يكذبون بل يخلطون<br />

بني الحقيقة والخيال.‏<br />

ويواجه الطفل يف هذه املرحلة عدم القدرة يف التعامل<br />

مع العمليات الذهنيه كالحساب مثال أو رسم الصور<br />

الذهنية ليش ما ألنه يكون محتاجا يف تلك املرحلة<br />

للتعلم عن طريق الحواس كحاسة البرص واللمس<br />

والسمع والخ.‏<br />

ويتميز طفل ما قبل املدرسة ايضا بحب اإلستطالع<br />

والرغبة يف التعرف عىل األشياء من حوله فيلجأ إىل<br />

طرح االسئلة وكرثة اإلستفسارات عن كل ما يحريه يف<br />

ذلك العامل الجديد عليه الذي يريد إستكشافه .<br />

وعندما يتعلم األطفال يف مرحلة ما قبل املدرسة مهارة<br />

معينة يكونون يف حاجة إيل التوجيه واإلرشاد من قبل<br />

الكبار كالوالدين او املعلمني أو من هم اكرث مهارة .<br />

ومن املفيد أن نعرف أن هؤالء األطفال يف تلك املرحلة<br />

الميلكون مهارة الحديث مع الذات مثل ما يحدث مع<br />

الكبار .. فالشخص الكبري عندما يقوم بفعل شيئ ما<br />

فهو يبدأ بالنية أو القصد فيحدث ذاته يف هذا األمر<br />

ثم يقبل بعد ذلك عىل فعله بينام ال تتوفر تلك املهارة<br />

لدى هؤالء األطفال .. وليك يتعلموها فهم يف حاجة<br />

للتحدث مع األخرين حتي يتمكنوا من الحديث مع<br />

أنفسهم وضبط ترصفاتهم .. وهي مهارة ليك يتعلمها<br />

الطفل تحتاج لوقت طويل يستغرق من عمره ما بني<br />

ثالث إىل سبع سنوات .<br />

وتبدأ رحلة التعلم لدى أطفال مرحلة ماقبل املدرسة<br />

من خالل التكرار فالتكرار هنا يستخدم لتنشيط<br />

الذاكرة وتفعيلها عن طريق الكبار .<br />

وأهم مامييز الطفل يف هذه املرحلة أن القوانني واألنظمة<br />

تكون ثابته بالنسبة لهم وال تتغري وهم يف ذلك مثل<br />

الشخص املسن الذي اليؤمن بالتغري وال يحب أن يغري<br />

من مساره .. والطفل يف هذه املرحلة يتوقع املساءلة<br />

والعقاب عىل السلوك الخطأ الذي إرتكبه حتى وإن مل<br />

يكن قد رآه أحد وهو يعرتف مبجرد السؤال دون مراوغة<br />

فيقول فعلت كذا وكذا دون أن يكذب .<br />

بعد هذا اإلختصار الوجيز عن حياة وعامل األطفال يف<br />

مرحلة ما قبل املدرسة .. أود أن أوضح أن هناك بدائل<br />

كثرية يف الرتبية تعوض عن رضب<br />

الطفل أو التعامل معه<br />

بطريقة تنطوي عىل سوء<br />

الفهم وعدم القدرة عىل<br />

التواصل وتوجد أمثلة عديدة<br />

اكرث فعالية عىل ذلك مثل<br />

التعزيز اإليجايب الذي يتم<br />

باملكافأة الفورية للسلوك<br />

املرغوب فيه ماديا أو معنويا<br />

وذلك عن طريق تقديم هديه<br />

محببة للطفل كقطعة من الشكوالته<br />

او بالتصفيق إبتهاجا مبا فعل.‏<br />

وهناك أيضا التعزيز السلبي الذي يتم من خالل حرمان<br />

الطفل مبا هو محبب لديه بسبب السلوك الخطأ الذي<br />

قام به .. فإذا كان طفلك يحب الحركة والنشاط فيكون<br />

التعزيز السلبي بإيقافه عن الحركة ومن ثم يكون<br />

طلب الجلوس يف مكانه مبثابة<br />

العقاب .. وتعتمد مدة العقاب<br />

عىل عمر الطفل فإذا كان<br />

عمره عامني يطلب منه<br />

الجلوس ملده دقيقتني يف<br />

مكان مخصص للعقاب<br />

والبد من توضيح سبب<br />

العقاب .. أو توجيه<br />

الطفل لتصليح<br />

السلوك الخطأ .<br />

املبتعث • عدد مايو - يوليو 117 2011<br />

مجلة


اخر الكالم<br />

نموذج لإلنفتاح العقلي/‏ قبول<br />

الرسول الحق من إبليس ونشره بين<br />

المسلمين<br />

الدكتور نزيه العثماني<br />

nothmany@gmail.com<br />

حرصت والديت اطال الله يف عمرها منذ الصغرعىل أن أقوم أنا واخويت بقراءة املعوذات وآية الكريس والصالة االبراهيمية يوميا قبل النوم وكانت<br />

تشدد يف هذا املوضوع بشكل كبري واذكر انني منذ الصغر ويف ظل الهوس املنترش آنذاك من البدعة وتصنيف تخصيص اوقات محددة لكثري من االعامل<br />

واالذكار حتى املأثور منها عىل انها بدعة كنت افكر يف اسباب هذا االرصار من قبلها عىل هذا األمر ولكني اليوم احمد الله عىل أنها ارصت عىل هذا األمر<br />

بالرغم من عالمات االستفهام التي كنت اضعها وتساؤالت البدعة التي كنت اطرحها بني اآلونة واالخرى والتي اكتشفت بعد ذلك بأنها نتاج لجهل مطبق<br />

ففضل تخصيص وقت النوم لقراءة آية الكريس مكتوب ومدون بشكل واضح ولذا فمن املهم أن يبحث الواحد منا يف مثل هذه األمور قبل أن يقطع حكام<br />

يقينيا فيها ملجرد الظن والشك.‏<br />

هناك عدة احاديث ورد فيها ذكر فضل آية الكريس منها أن قرائتها بعد كل صالة يكفل دخول الجنة بعد املوت ومنها أن قرائتها قبل النوم تحفظ من<br />

الشيطان حتى الصبح وشدين حقيقة موضوع حفظ القارئ من الشيطان حتى االستيقاظ صباحا من حيث مصدر املعلومة فالقصة مدهشة فعال وهي<br />

باختصار أن سيدنا ابا هريرة كان يحرس زكاة رمضان فامسك بشخص كان يرغب يف رسقتها فقال له السارق هل ادلك عىل كلامت ينفعك الله بها؟ فقال له<br />

سيدنا ابو هريرة نعم فذكر له الشخص بأن قراءة آية الكريس قبل النوم تحفظ من الشيطان حتى الصباح.‏ فخىل سيدنا ابو هريرة سبيله وذكر ذلك يف اليوم<br />

التايل لرسول الله الذي شكل رده عليه السالم مفاجأة كبرية يل فقال رسول الله عليه السالم:‏ ذاك شيطان صدقك وهو كذوب.‏<br />

ياله من رد اعتقد انه يحتاج لتفكري وتدبر من خالل الواقع املعارص واملامرسات املعارصة فعداوة الشيطان لله ولالنسان وحرصه عىل ادخال بني اإلنس<br />

لجهنم مسألة قد تكون من اكرث املسلامت التي اجمع عليها البرش فهذه مسألة مشرتكة حتى مع املسيحيني واليهود بل وحتى البعض من البوذيني بل حتى<br />

عبدة الشيطان يؤمنون بأن الشيطان مصدر للرش ويظنون بأن عبادتهم للشيطان ستحفظهم من رشه وبالرغم من هذا االمر إال ان رسول الله عليه الصالة<br />

والسالم مل يغلق عقله امام قول هذا العدو املتآمر عىل االنسان ومل يرفض مقولته ملجرد أنه الشيطان عدو الله وعدو االنسانية بل عىل العكس متاما مل يجد<br />

رسول الله عليه افضل الصالة والسالم أي غضاضة يف أن يبني بأنه وبالرغم من كذب الشيطان إال أن هذه املقولة صحيحة ال غبار عليها.‏ موقف يجعلني<br />

افكر يف ما نفعله اليوم من غلق لعقولنا ورفض تام آلراء اشخاص آخرين ملجرد أنهم من منطقة اخرى أو مذهب آخر أو حملة فكر آخر أو دولة اخرى<br />

أو حتى ديانة اخرى ويستمر هذا الرفض والتعنت حتى لو كانت آراؤهم صحيحة ال غبار عليها وشتان بني قبول الرسول عليه السالم للصواب ممن نعلم<br />

عداوته يقينا وبني ما يقوم بعضنا به من غلق لعقولهم ألقوال آخرين ‏)نظن ظنا وال نعلم يقينا(‏ بأنهم اعداء أو نرى أنهم من عقلية أومذهب أومنطقة أو<br />

دولة أو لغة أو ديانة اخرى.‏<br />

مل يكتف الرسول عليه السالم ببيان صحة املعلومة بل مىض الكرث من ذلك فقد نرش هذا األمر بني صحابته وتناقله التابعني وتابعيهم جيال بعد جيل وليومنا<br />

هذا يعلم االباء ابنائهم رضورة قراءة آية الكريس وقت النوم بدون خوف من أن يفنت الناس من ابليس ومن الشيطان وهذه ثقة كبرية منه عليه السالم يف<br />

الجمهور وإميان منه بأن الخري يف امته ليوم الدين فقد كان بامكانه عليه السالم أن يأمر سيدنا أبا هريرة بتعليم الناس فضل آية الكريس بدون االشارة ألن<br />

مصدر األمر هو شيطان بحجة أن ال يفنت الناس بالشيطان.‏ وشتان بني هذه املامرسة واألمانة النبوية يف نقل الخرب وبني ما ميارسه البعض اليوم من حجب<br />

لآلراء الصحيحة التي يقولها املخالفون أو ممن يحمل البعض لهم نظرة عدائية بحجة أن ال يفنت أتباعهم بهم بل ويصل األمر للبعض باصدار آراء جواز<br />

الكذب عىل لسان من يعتقد أن آرائهم تشكل خطرا عىل اتباعه بهدف تشويه صورتهم أمام الناس درءا ملسألة أن يفنت بهم الناس.‏<br />

ذكر الله عز وجل لنا بأن رسول الله عليه السالم يشكل قدوة ملن كان يرجوا الله واليوم اآلخر ويذكر الله كثريا فليسأل كل منا نفسه ويقيم نفسه أوال<br />

قبل أن يشري باصبعه لغريه،‏ هل نقتدي برسول الله ونقبل الصواب والحق ممن نختلف معه؟ هل نفتح عقولنا لآلراء القادمة من املنافسني ونقيم أنفسنا<br />

ونراجع ترصفاتنا وردود أفعالنا ونقبل الصواب ونعلمه ملن نحب حتى لو جاء الصواب ممن ال نحب؟ هل نرفض ما نقرأ مبجرد قراءة اسم الكاتب بدون<br />

تأمل وتدبر؟ هل نناقش الفكرة والرأي أم ننتقص الكاتب وصاحب الرأي بدون نظر يف ما قاله؟ لنتصور اكرث الناس اختالفا معنا ولنقارن بني ردود افعالنا<br />

تجاه ما يقولونه وبني ردة فعل رسول الله عليه السالم تجاه ما قاله الد اعدائه الشيطان يف فضل آية الكريس،‏ لنتسائل ونفكر ألن التساؤل والتأمل يف النفس<br />

أوال مهم لتقويم النفس وتطويرها والرقي بها للوصول للنامذج النبوية الفريدة يف التعامالت الفردية والفكرية.‏<br />

118 مجلة املبتعث • عدد مايو - يوليو 2011


AL MUBTAATH Magazine<br />

is published monthly by<br />

The <strong>Saudi</strong> <strong>Arabian</strong> <strong>Cultural</strong> <strong>Mission</strong><br />

To The U.S.A.<br />

2600 Virginia Ave., N.W. Suite 800<br />

Washington, D.C. 20037<br />

(202) 298-8865<br />

www.SACM.org

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!