You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
واالعتقال<br />
والتعذيب<br />
في سوريا<br />
I. التوقيف<br />
التوقيف التعسفي واالعتقال غير القانوني<br />
بالنظر إلى محدودية قدرة المراقبين المستقلين على التنقل، والسرية شبه التامة التي تحيط باالعتقال ومراكز االعتقال<br />
في سوريا، فإنه يكاد يستحيل التحقق من عدد األشخاص الذين تم اعتقالھم منذ اندالع المظاھرات في مارس/آذار<br />
2011. اعتباراً من<br />
22<br />
يونيو/حزيران<br />
2012، قام مركز توثيق<br />
بالتنسيق مع لجان التنسيق المحلية، وھي شبكة من النشطاء السوريين، قام بتوثيق أكثر من<br />
األرجح أن العدد الفعلي أعلى بكثير.<br />
االنتھاكات، وھو مجموعة رصد سورية تعمل<br />
25<br />
2<br />
ألف حالة اعتقال .<br />
تم تنفيذ معظم حاالت االعتقال التي وثقتھا ھيومن رايتس ووتش على يد أجھزة المخابرات، بمساعدة الجيش في أحيان<br />
كثيرة، في أثناء االحتجاجات المعارضة للحكومة وبعدھا مباشرة؛ وفي سياق عمليات "مسح" واسعة النطاق تداھم<br />
البيوت؛ وفي نقاط التفتيش على الطرق. قامت قوات حفظ النظام، والجيش، والمليشيات الموالية للحكومة في بعض<br />
األحيان، بعمليات اعتقال أيضاً، لكن في النھاية كان يجري نقل ھؤالء المعتقلين إلى المخابرات.<br />
داھمت قوات األمن أيضاً بيوت األشخاص "المطلوبين"، وفي بعض األحيان التي ال يكون ھؤالء األشخاص فيھا<br />
داخل بيوتھم، كانت تحتجز أقاربھم بدالً منھم. وكثيراً ما كانت المداھمات تقترن بأعمال النھب والسلب وتدمير<br />
الممتلكات، وبالضرب وغيره من أشكال المعاملة السيئة للمعتقلين. وكما تم توثيقه في منشورات سابقة ل ھيومن<br />
رايتس ووتش، كانت تلك األفعال تتم بأمر أو تفويض أو تواطؤ من الضباط القادة<br />
.<br />
3<br />
وفق الشھود الذين قابلتھم ھيومن رايتس ووتش، لم يقم أفراد قوات األمن القائمين باالعتقال باإلفصاح عن ھويتھم،<br />
ولم يقدموا أي تبرير قانوني لالعتقال، ولم يخبروا المعتقلين بالجھة التي يجري أخذھم إليھا. في أعقاب االعتقال كان<br />
يتم أخذ المعتقلين في المعتاد إلى مراكز االعتقال المحلية مخافر الشرطة أو الفروع المحلية ألحد أجھزة المخابرات<br />
أو المرافق المؤقتة مثل المالعب الرياضية والمدارس والمرافق المملوكة لشعبة الشبيبة بحزب البعث (المعروفة محلياً<br />
بالطالئع)، أو المستشفيات. بعد االستجواب المبدئي وجمع البيانات الشخصية، كانت القوات األمنية في المعتاد تنقل<br />
المعتقلين إلى مراكز اعتقال أكبر في المراكز اإلقليمية مثل دمشق وحمص وإدلب والالذقية ودرعا وحماة.<br />
قضى معظم المعتقلين الذين قابلتھم ھيومن رايتس ووتش مدداً تتراوح بين أيام قليلة وعدة أشھر قيد االحتجاز. في<br />
5<br />
معظم الحاالت كان يجري اعتقال المعتقلين في أكثر من مقر اعتقال واحد. ولم يكن يندر نقل المعتقلين بين أو 4<br />
مراكز اعتقال تديرھا أجھزة أمنية مختلفة في أثناء االعتقال، وإخضاعھم للتعذيب، أو إحداث األلم المبرح عمداً، في<br />
عدة مراكز منھا.<br />
في مثال نموذجي، قامت قوات األمن باعتقال خليل البالغ من العمر<br />
31<br />
يوم 29<br />
سنة في أثناء احتجاج ببلدة في محافظة إدلب<br />
يونيو/حزيران 2011. فأخذوه في البداية إلى قسم الشرطة المحلي حيث استجوبه ضباط الشرطة ثالثة مرات<br />
في خالل الليلة التالية لالعتقال، مع ركله وضربه. في اليوم التالي قامت قوات األمن بنقل خليل إلى سجن إدلب<br />
2 مركز<br />
يونيو/حزيران 2012).<br />
3<br />
توثيق االنتھاكات في سوريا، إحصائيات عدد المعتقلين،<br />
ھيومن رايتس ووتش، "بأي طريقة": مسؤولية األفراد والقيادة عن الجرائم ضد اإلنسانية<br />
http://www.hrw.org/ar/reports/2011/12/15-0<br />
http://vdc-sy.org/index.php/ar/ (تمت الزيارة في 25<br />
في سوريا، ديسمبر/كانون األول 2011،<br />
ھيومن رايتس ووتش يوليو<br />
| / تموز 2012<br />
9