4 - Islamguiden
4 - Islamguiden 4 - Islamguiden
و قد ثبت الهجر في القران و السنة : و قد جاء الهجر في كتاب اهلل في ثالث مواضع : 1.)وَ الرُّجْ زَ فَاهْجُ رْ ) ، و هو هجر المعاصي و المنكرات . 2.) وَ اهْجُ رُوهُنَّ فِي الْمَضَ اجِ عِ ) . 3.) وَ اهْجُ رْ هُمْ هَجْ رً ا جَ مِيالً ) . وَ قد قيل : إِن الهجر الْجَ مِيل هُوَ هجر بِالَ أَذَى - الفتاوى ابن تيمية - . قال شيخ اإلسالم أبو العباس ابن تيمية رحمه اهلل : الهجر الشرعي نوعان : أحدهما : بمعنى الترك للمنكرات ، و الثاني : بمعنى العقوبة عليها . فالنوع األول : هو المذكور في قوله تعالى : ( وَإِذَا رَ أَيْتَ الَّذِينَ يَخُ وضُ ونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْ رِ ضْ عَ نْهُمْ حَ تَّىٰ يَخُ وضُ وا فِي حَ دِيثٍ غَ يْرِ هِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِ يَنَّكَ الشَّ يْطَ انُ فَالَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَ ىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّ الِمِين ) األنعام ، 68 و قوله : )وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اهللَِّ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَالَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُ وا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ ) النساء ، 140 فهذا يراد به أنه ال يشهد المنكرات لغير حاجة مثل قوم يشربون الخمر ال يجلس عندهم ، و قوم دعوا إلى وليمة فيها خمر و زمر ال يجيب دعوتهم و أمثال ذلك ، بخالف من حضر عندهم للنكار عليهم أو حضر بغير اختياره ، و لهذا يقال حاضر المنكر كفاعله . وَمَنْ كَانَ مُبْتَدِعًا ظَ اهِرَ الْبِدْعَةِ ، وَجَبَ اإلِْنْكَارُ عَلَيْهِ وَ مِنْ اإلِْنْكَارِ الْمَشْرُوعِ أَنْ يُهْجَرَ حَتَّى يَتُوبَ ، وَ مِنْ الْهَجْرِ امْتِنَاعُ أَهْلِ الدِّينِ مِنْ الصَّ الَ ةِ عَلَيْهِ لِيَنْزَجِرَ مَنْ يَتَشَبَّهُ بِطَ رِيقَتِهِ ، وَ يَدْعُو إلَيْهِ ، وَ قَدْ أَمَرَ بِمِثْلِ هَذَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَ أَحْ مَدُ بْنُ حَ نْبَلٍ ، وَ غَ يْرُهُمَا مِنْ األ َْئِمَّةِ ، وَاَهللَُّ أَعْ لَمُ . - الفتاوى ابن تيمية - النوع الثاني الهجر للتأديب : و هذا الهجر ما فعله النبي صلى اهلل عليه و سلم مع الثالثة الذين تخلفوا عن الغزو كما ذكرنا في بداية الموضوع . و نحن نسوق لكم أمثلة من التأديب بالهجر : 1-هجر عائشة لتأديب عبد اهلل ابن الزبير : روى البخاري في صحيحه : - أَنَّ عَائِشَةَ ، حُدِّثَتْ : أَنَّ عَبْدَ اهللَِّ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ : فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ : وَاهللَِّ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ ألََحْجُرَنَّ عَلَيْهَا ، فَقَالَتْ : أَهُوَ قَالَ هَذَا ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَتْ : هُوَ هللَِِّ عَلَيَّ نَذْرٌ ، أَنْ الَ أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا . فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهَا ، حِينَ طَالَتِ الهِجْرَةُ ، فَقَالَتْ : الَ وَاهللَِّ الَ أُشَفِّعُ فِيهِ أَبَدًا ، وَ الَ أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي . فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، كَلَّمَ المِسْ وَرَ بْنَ مَخْ رَمَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْ مَنِ بْنَ األَسْ وَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ ، وَ هُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ ، وَ قَالَ لَهُمَا : أَنْشُدُكُمَا بِاهللَِّ لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ ، فَإِنَّهَا الَ يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي . فَأَقْبَلَ بِهِ المِسْوَرُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا ، حَتَّى اسْ تَأْذَنَا عَ لَى عَ ائِشَ ةَ ، فَقَاالَ : السَّ الَمُ عَ لَيْكِ وَ رَ حْ مَةُ اهللَِّ وَ بَرَ كَاتُهُ أَنَدْخُ لُ ؟ ، قَالَتْ عَ ائِشَ ةُ : ادْخُ لُوا ، قَالُوا : كُلُّنَا ؟ ، قَالَتْ : 68
نَعَمِ ، ادْخُ لُوا كُلُّكُمْ ، وَ الَ تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، فَلَمَّا دَخَ لُوا دَخَ لَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الحِ جَ ابَ ، فَاعْ تَنَقَ عَ ائِشَ ةَ وَ طَ فِقَ يُنَاشِ دُهَا وَ يَبْكِي ، وَ طَ فِقَ المِسْ وَرُ وَ عَ بْدُ الرَّحْ مَنِ يُنَاشِ دَانِهَا إِالَّ مَا كَلَّمَتْهُ ، وَ قَبِلَتْ مِنْهُ ، وَ يَقُوالَنِ : إِنَّ النَّبِيَّ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الهِجْرَةِ ، فَإِنَّهُ : « الَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَالَثِ لَيَالٍ » ؛ فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَ التَّحْرِيجِ ، طَ فِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا وَ تَبْكِي وَ تَقُولُ : إِنِّي نَذَرْتُ ، وَ النَّذْرُ شَدِيدٌ ، فَلَمْ يَزَاالَ بِهَا حَتَّى كَلَّمَتْ ابْنَ الزُّبَيْرِ ، وَ أَعْ تَقَتْ فِي نَذْرِ هَا ذَلِكَ أَرْ بَعِينَ رَ قَبَةً ، وَ كَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَ هَا بَعْدَ ذَلِكَ ، فَتَبْكِي حَ تَّى تَبُلَّ دُمُوعُ هَا خِ مَارَ هَا . 2- تأديب عمر لولده بالهجر : ما رواه مسلم عَ نِ ابْنِ شِ هَابٍ ، قَالَ : أَخْ بَرَ نِي سَ الِمُ بْنُ عَ بْدِ اهللِ ، أَنَّ عَ بْدَ اهللِ بْنَ عُ مَرَ قَالَ : سَ مِعْتُ رَ سُ ولَ اهللِ صَ لَّى اهللُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ: « الَ تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا » ، قَالَ: فَقَالَ بِالَ لُ بْنُ عَبْدِ اهللِ: وَاهللِ لَنَمْنَعُهُنَّ ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اهللِ : فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ ، وَ قَالَ : « أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اهللِ صَ لَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَ تَقُولُ : وَاهللِ لَنَمْنَعُهُنَّ » ؛ فحلف ابن عمر أن ال يكلمه و قد هجره . 3- تأديب عبد اهلل ابن مغفل البن أخيه بالهجر : ما أخرجه ابن ماجه في سننه عن سعيد بن جبير عن عبد اهلل بن مغفل ، أنه كان جالسا إلى جنبه ابن أخ له فخذف فنهاه ، و قال : إنَّ رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم نهى عنها ، فقال : إنها ال تصيد صيدًا و ال تنكي عدوًا و إنها تكسر السن وتفقأ العين ، قال : فعاد ابن أخيه فخذف ، فقال : أحدثك أنَّ رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم نهى عنها ثم عدت تخذف ال أكلمك أبدًا . و الن بعد أن رأينا كيف أن الهجر يستخدم للتقويم و التأديب ، فكيف نطبق الهجر إذا كان الهجر يأتي بنتيجة عكسية ماذا نصنع ؟ الهجر ال يكون إال بعد النصيحة فإذا لم تأتي النصيحة بنتيجة نلجأ إلى الهجر . - قد تكلمنا عن النصيحة في هذا الكتاب فليُرجع إليها - . و المقصد من الهجر هو التأديب و ليس اإليذاء ، فنحن عندما نهجر إنسان إنما نلفت نظره أنه مخطئ و أن عليه أن يعيد تفكيره فيما يصنع . و ال يجوز بأي حال من األحوال هجر األبوين ، و أن ننصحهم بحيث ال نتجاوز قوله تعالى : )فَالَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ) اإلسراء . 23 و ال نهجرهم ، بل كما قال تعالى : ( وَ صَ احِ بْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) لقمان 15. 69
- Page 18 and 19: قل لي : من صاحبك ؟ ،
- Page 20 and 21: وَالْعَرَبُ تَقُ
- Page 22 and 23: أقوال السلف في اختي
- Page 24 and 25: الثانية: حسن الخل
- Page 26 and 27: وَ بِالْجُ مْلَ
- Page 28 and 29: 9- حسن الظن : و منها ح
- Page 30 and 31: 17- الذب عن اإلخوان :
- Page 32 and 33: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 34 and 35: و اآلن نبدأ في منهج
- Page 36 and 37: و يكره أنْ يتسمى ا
- Page 38 and 39: و قد كانت أم احمد بن
- Page 40 and 41: 5- تقوية العقيدة في
- Page 42 and 43: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 44 and 45: و أكثر ما يتعرض له م
- Page 46 and 47: 3- اختيار الوقت للنص
- Page 48 and 49: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 50 and 51: وأيضً ا مثال آخر :
- Page 52 and 53: أقوال العلماء في آد
- Page 54 and 55: و مدح اهلل من يتبع ا
- Page 56 and 57: و لم يفتح له في الصو
- Page 58 and 59: و في ذلك يقول شيخ اإ
- Page 60 and 61: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 62 and 63: مضار الجدال : 1- صفة
- Page 64 and 65: 5- قال أبو الدّرداء
- Page 66 and 67: و ها هو الشافعي الذ
- Page 70: و هجر الزوجة وسيلة
نَعَمِ ، ادْخُ لُوا كُلُّكُمْ ، وَ الَ تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، فَلَمَّا دَخَ لُوا دَخَ لَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الحِ جَ ابَ ، فَاعْ تَنَقَ عَ ائِشَ ةَ وَ طَ فِقَ يُنَاشِ دُهَا<br />
وَ يَبْكِي ، وَ طَ فِقَ المِسْ وَرُ وَ عَ بْدُ الرَّحْ مَنِ يُنَاشِ دَانِهَا إِالَّ مَا كَلَّمَتْهُ ، وَ قَبِلَتْ مِنْهُ ، وَ يَقُوالَنِ : إِنَّ النَّبِيَّ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ<br />
نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الهِجْرَةِ ، فَإِنَّهُ : « الَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَالَثِ لَيَالٍ » ؛ فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ<br />
التَّذْكِرَةِ وَ التَّحْرِيجِ ، طَ فِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا وَ تَبْكِي وَ تَقُولُ : إِنِّي نَذَرْتُ ، وَ النَّذْرُ شَدِيدٌ ، فَلَمْ يَزَاالَ بِهَا حَتَّى كَلَّمَتْ ابْنَ<br />
الزُّبَيْرِ ، وَ أَعْ تَقَتْ فِي نَذْرِ هَا ذَلِكَ أَرْ بَعِينَ رَ قَبَةً ، وَ كَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَ هَا بَعْدَ ذَلِكَ ، فَتَبْكِي حَ تَّى تَبُلَّ دُمُوعُ هَا خِ مَارَ هَا .<br />
2- تأديب عمر لولده بالهجر :<br />
ما رواه مسلم عَ نِ ابْنِ شِ هَابٍ ، قَالَ : أَخْ بَرَ نِي سَ الِمُ بْنُ عَ بْدِ اهللِ ، أَنَّ عَ بْدَ اهللِ بْنَ عُ مَرَ قَالَ : سَ مِعْتُ رَ سُ ولَ اهللِ صَ لَّى اهللُ<br />
عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ: « الَ تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا » ، قَالَ: فَقَالَ بِالَ لُ بْنُ عَبْدِ اهللِ: وَاهللِ لَنَمْنَعُهُنَّ ، قَالَ:<br />
فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اهللِ : فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ ، وَ قَالَ : « أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اهللِ صَ لَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَ<br />
تَقُولُ : وَاهللِ لَنَمْنَعُهُنَّ » ؛ فحلف ابن عمر أن ال يكلمه و قد هجره .<br />
3- تأديب عبد اهلل ابن مغفل البن أخيه بالهجر :<br />
ما أخرجه ابن ماجه في سننه عن سعيد بن جبير عن عبد اهلل بن مغفل ، أنه كان جالسا إلى جنبه ابن أخ له فخذف فنهاه<br />
، و قال : إنَّ رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم نهى عنها ، فقال : إنها ال تصيد صيدًا و ال تنكي عدوًا و إنها تكسر السن<br />
وتفقأ العين ، قال : فعاد ابن أخيه فخذف ، فقال : أحدثك أنَّ رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم نهى عنها ثم عدت تخذف ال<br />
أكلمك أبدًا .<br />
و الن بعد أن رأينا كيف أن الهجر يستخدم للتقويم و التأديب ، فكيف نطبق الهجر إذا كان الهجر يأتي بنتيجة عكسية ماذا<br />
نصنع ؟<br />
الهجر ال يكون إال بعد النصيحة فإذا لم تأتي النصيحة بنتيجة نلجأ إلى الهجر .<br />
- قد تكلمنا عن النصيحة في هذا الكتاب فليُرجع إليها - .<br />
و المقصد من الهجر هو التأديب و ليس اإليذاء ، فنحن عندما نهجر إنسان إنما نلفت نظره أنه مخطئ و أن عليه أن يعيد<br />
تفكيره فيما يصنع .<br />
و ال يجوز بأي حال من األحوال هجر األبوين ، و أن ننصحهم بحيث ال نتجاوز قوله تعالى : )فَالَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ )<br />
اإلسراء . 23<br />
و ال نهجرهم ، بل كما قال تعالى : ( وَ صَ احِ بْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) لقمان 15.<br />
69