4 - Islamguiden
4 - Islamguiden 4 - Islamguiden
إنّ الحمد هلل، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ باهلل من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده اهلل فال مضل له ، و من يضلل فال هادي له ، و أشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له و أشهد أن محمدًا عبده و رسوله . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اهللََّ حَ قَّ تُقَاتِهِ وَالَ تَمُوتُنَّ إِالَّ وَأَنْتُمْ مُسْ لِمُونَ ) آل عمران ، 102 )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَ بَّكُمُ الَّذِي خَ لَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِ دَةٍ وَخَ لَقَ مِنْهَا زَ وْجَ هَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِ جَ االً كَثِيرً ا وَنِسَ اءً ۚ وَاتَّقُوا اهللََّ الَّذِي تَسَ اءَلُونَ بِهِ وَاأل َْرْ حَ امَ ۚ إِنَّ اهللََّ كَانَ عَ لَيْكُمْ رَ قِيبًا ) النساء ، 1 )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اهللََّ وَقُولُوا قَوْالً سَ دِيدًا يُصْ لِحْ لَكُمْ أَعْ مَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِ عِ اهللََّ وَرَ سُ ولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزً ا عَ ظِ يمًا ) األحزاب - 70 71 . أما بعد ، فإنَّ أصدق الحديث كتاب اهلل ، و أحسن الهدي هدي محمد ، و شر األمور محدثاتها ، و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضاللة ، و كل ضاللة في النار . قال تعالى : ( وَلَقَدْ صَ رَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْ آنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ اإلِْنْسَ انُ أَكْثَرَ شَ يْ ءٍ جَ دَالً ) . الجدال طبع من طبائع خلقة اإلنسان ، و منه ما هو محمود و منه ما هو مذموم . و نريد أن نفرّق بين الجدال و المراء . تعريف الجدال : و أصل الجدال هو : الدفاع عن شيء ، و هذا الشيء إما حق و إما باطل . ( يوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَ ادِلُ عَ نْ نَفْسِ هَا ) النحل . 111 أي : تدافع عن نفسها . و الجدال : محاورة إلرجاع الحق إلى مكانه . قال تعالى : ( قَدْ سَمِعَ اهللَُّ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اهللَِّ وَ اهللَُّ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اهللََّ سَمِيعٌ بَصِ يرٌ ) المجادلة . 1 الجدال كما هو واضح في الية ، محاورة بهدف إظهار الحق ، لقوله تعالى : ( وَ اهللَُّ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ) ، و المحاورة معناها الرجوع . لقوله تعالى : ( إِنَّهُ ظَ نَّ أَنْ لَنْ يَحُ ورَ ) االنشقاق . 14 أي : ظنّ أن لن يرجع . و الجدال ال يكون إال بالتي هي أحسن ؛ كما قال تعالى : ( ادْعُ إِلى سَ بِيلِ رَ بِّكَ بِالْحِ كْمَةِ وَالْمَوْعِ ظَ ةِ الْحَ سَ نَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْ سَ نُ إِنَّ رَ بَّكَ هُوَ أَعْ لَمُ بِمَنْ ضَ لَّ عَ نْ سَ بِيلِهِ وَ هُوَ أَعْ لَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل . 125 60
( ال تُجادِلُوا أَهْ لَ الْكِتابِ إِالَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْ سَ نُ إِالَّ الَّذِينَ ظَ لَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِ لَ إِلَيْنا وَأُنْزِ لَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِ دٌ وَنَحْ نُ لَهُ مُسْ لِمُونَ ) العنكبوت 46. و قد ضرب اهلل لنا مثالً كيف يكون الجدال ، كما جاء في سورة مريم : ( وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَ اهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِ دِّيقًا نَبِيًّا )41( إِذْ قَالَ ألَِبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا الَ يَسْمَعُ وَ الَ يُبْصِ رُ وَالَ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا )42( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِ رَاطً ا سَوِيًّا )43( يَا أَبَتِ الَ تَعْبُدِ الشَّيْطَ انَ إِنَّ الشَّ يْطَ انَ كَانَ لِلرَّحْ مَنِ عَ صِ يًّا )44( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَ افُ أَنْ يَمَسَّ كَ عَ ذَابٌ مِنَ الرَّحْ مَنِ فَتَكُونَ لِلشَّ يْطَ انِ وَلِيًّا ) . فلما بدأ الجدال يتحول إلى خصومة و مراء ، نهاه إبراهيم عليه السالم بالتي هي أحسن كما بدأه ، ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَ نْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ ألََرْ جُمَنَّكَ وَاهْجُرْ نِي مَلِيًّا )46( قَالَ سَ الَ مٌ عَ لَيْكَ سَ أَسْ تَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَ فِيًّا )47( وَأَعْ تَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اهللَِّ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَالَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا )48( فَلَمَّا اعْ تَزَ لَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اهللَِّ وَهَبْنَا لَهُ إِسْ حَ اقَ وَيَعْقُوبَ وَكُالًّ جَ عَلْنَا نَبِيًّا )49( وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَ حْ مَتِنَا وَجَ عَلْنَا لَهُمْ لِسَ انَ صِ دْقٍ عَ لِيًّا ) . فهنا نرى حقيقة الجدال ، و هو رد الخصم بالكالم عن قصده الباطل ؛ أي تحاول إرجاع أخيك إلى طريق الحق ، ألننا قلنا أنَّ الجدال محاورة و المحاورة الرجوع كما قال تعالى : ( إِنَّهُ ظَ نَّ أَنْ لَنْ يَحُ ورَ ) . فإذا وجدت أخيك ال يستجيب ، فاحذر أن يتحول الجدال إلى مراء و خصومة ، ألن أغلب الخصومات بسبب الجدال . قال النووي - رحمه اهلل - : « و مما يذم من األلفاظ : الجدال ، المراء ، الخصومة ؛ أما الجدال : فهو نقاش ، الهدف منه الوصول إلى الحق فإذا تعنت أحد األطراف تحول إلى مراء » انتهى كالم الشيخ . تعريف المراء : أما المراء أخي المسلم فهو كما عرفه الغزالي رحمه اهلل : « طعنك في كالم أخيك إلظهار خلل فيه بغرض تحقيره و إظهار مزيتك عليه » . و أيضً ا قالوا : « قصد إفحام الغير و تعجيزه و تنقيصه بالقدح في كالمه و نسبته إلى القصور و الجهل ، و الباعث على ذلك هو الترفع و إظهار العلم و الفضل و التهجم على الغير بإظهار النقص فيه ؛ و أمّا إظهار الفضل فهو من قبل تزكية النفس و إظهار الفضل على الغير و هو من الطبائع المذمومة » . و اعلم أخي المسلم أنَّ الجدال إذا تحول إلى مراء فانه سيتحول إلى خصومة تقطع المحبة بينك و بين أخيك ، و تزرع بينكم العداوة و البغضاء و يبدأ كل واحد منكما يبحث عن زالت أخيه ليفضحه بين الناس ، و يبحث كيف يجرح أخيه ليسقطه أمام الناس . و أيضً ا الجدال يؤدى إلى الحسد ، فإذا كان أحد المتجادلين حجته أقوى ، حسده الخر ؛ و أيضً ا الحقد فإن غلبه في الجدال قد يحقد عليه ، فكن على حذر . وللجدال أضرار جسيمة جاءت في الكتاب و السنة ، نذكرها بإذن اهلل تعالى لنعرف خطورة الجدال . 61
- Page 10 and 11: و من أهمية األدب ، ف
- Page 12 and 13: وَ رَ وَى عَ نِ
- Page 14 and 15: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 16 and 17: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 18 and 19: قل لي : من صاحبك ؟ ،
- Page 20 and 21: وَالْعَرَبُ تَقُ
- Page 22 and 23: أقوال السلف في اختي
- Page 24 and 25: الثانية: حسن الخل
- Page 26 and 27: وَ بِالْجُ مْلَ
- Page 28 and 29: 9- حسن الظن : و منها ح
- Page 30 and 31: 17- الذب عن اإلخوان :
- Page 32 and 33: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 34 and 35: و اآلن نبدأ في منهج
- Page 36 and 37: و يكره أنْ يتسمى ا
- Page 38 and 39: و قد كانت أم احمد بن
- Page 40 and 41: 5- تقوية العقيدة في
- Page 42 and 43: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 44 and 45: و أكثر ما يتعرض له م
- Page 46 and 47: 3- اختيار الوقت للنص
- Page 48 and 49: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 50 and 51: وأيضً ا مثال آخر :
- Page 52 and 53: أقوال العلماء في آد
- Page 54 and 55: و مدح اهلل من يتبع ا
- Page 56 and 57: و لم يفتح له في الصو
- Page 58 and 59: و في ذلك يقول شيخ اإ
- Page 62 and 63: مضار الجدال : 1- صفة
- Page 64 and 65: 5- قال أبو الدّرداء
- Page 66 and 67: و ها هو الشافعي الذ
- Page 68 and 69: و قد ثبت الهجر في ال
- Page 70: و هجر الزوجة وسيلة
( ال تُجادِلُوا أَهْ لَ الْكِتابِ إِالَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْ سَ نُ إِالَّ الَّذِينَ ظَ لَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِ لَ إِلَيْنا وَأُنْزِ لَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ<br />
واحِ دٌ وَنَحْ نُ لَهُ مُسْ لِمُونَ ) العنكبوت 46.<br />
و قد ضرب اهلل لنا مثالً كيف يكون الجدال ، كما جاء في سورة مريم :<br />
( وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَ اهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِ دِّيقًا نَبِيًّا )41( إِذْ قَالَ ألَِبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا الَ يَسْمَعُ وَ الَ يُبْصِ رُ وَالَ يُغْنِي<br />
عَنْكَ شَيْئًا )42( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِ رَاطً ا سَوِيًّا )43( يَا أَبَتِ الَ تَعْبُدِ الشَّيْطَ انَ إِنَّ<br />
الشَّ يْطَ انَ كَانَ لِلرَّحْ مَنِ عَ صِ يًّا )44( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَ افُ أَنْ يَمَسَّ كَ عَ ذَابٌ مِنَ الرَّحْ مَنِ فَتَكُونَ لِلشَّ يْطَ انِ وَلِيًّا ) .<br />
فلما بدأ الجدال يتحول إلى خصومة و مراء ، نهاه إبراهيم عليه السالم بالتي هي أحسن كما بدأه ، ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ<br />
عَ نْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ ألََرْ جُمَنَّكَ وَاهْجُرْ نِي مَلِيًّا )46( قَالَ سَ الَ مٌ عَ لَيْكَ سَ أَسْ تَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَ فِيًّا )47(<br />
وَأَعْ تَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اهللَِّ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَالَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا )48( فَلَمَّا اعْ تَزَ لَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ<br />
اهللَِّ وَهَبْنَا لَهُ إِسْ حَ اقَ وَيَعْقُوبَ وَكُالًّ جَ عَلْنَا نَبِيًّا )49( وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَ حْ مَتِنَا وَجَ عَلْنَا لَهُمْ لِسَ انَ صِ دْقٍ عَ لِيًّا ) .<br />
فهنا نرى حقيقة الجدال ، و هو رد الخصم بالكالم عن قصده الباطل ؛ أي تحاول إرجاع أخيك إلى طريق الحق ، ألننا<br />
قلنا أنَّ الجدال محاورة و المحاورة الرجوع<br />
كما قال تعالى : ( إِنَّهُ ظَ نَّ أَنْ لَنْ يَحُ ورَ ) .<br />
فإذا وجدت أخيك ال يستجيب ، فاحذر أن يتحول الجدال إلى مراء و خصومة ، ألن أغلب الخصومات بسبب الجدال .<br />
قال النووي - رحمه اهلل - : « و مما يذم من األلفاظ : الجدال ، المراء ، الخصومة ؛ أما الجدال : فهو نقاش ، الهدف منه<br />
الوصول إلى الحق فإذا تعنت أحد األطراف تحول إلى مراء » انتهى كالم الشيخ .<br />
تعريف المراء :<br />
أما المراء أخي المسلم فهو كما عرفه الغزالي رحمه اهلل : « طعنك في كالم أخيك إلظهار خلل فيه بغرض تحقيره و<br />
إظهار مزيتك عليه » .<br />
و أيضً ا قالوا : « قصد إفحام الغير و تعجيزه و تنقيصه بالقدح في كالمه و نسبته إلى القصور و الجهل ، و الباعث على<br />
ذلك هو الترفع و إظهار العلم و الفضل و التهجم على الغير بإظهار النقص فيه ؛ و أمّا إظهار الفضل فهو من قبل تزكية<br />
النفس و إظهار الفضل على الغير و هو من الطبائع المذمومة » .<br />
و اعلم أخي المسلم أنَّ الجدال إذا تحول إلى مراء فانه سيتحول إلى خصومة تقطع المحبة بينك و بين أخيك ، و تزرع<br />
بينكم العداوة و البغضاء و يبدأ كل واحد منكما يبحث عن زالت أخيه ليفضحه بين الناس ، و يبحث كيف يجرح أخيه<br />
ليسقطه أمام الناس .<br />
و أيضً ا الجدال يؤدى إلى الحسد ، فإذا كان أحد المتجادلين حجته أقوى ، حسده الخر ؛ و أيضً ا الحقد فإن غلبه في<br />
الجدال قد يحقد عليه ، فكن على حذر .<br />
وللجدال أضرار جسيمة جاءت في الكتاب و السنة ، نذكرها بإذن اهلل تعالى لنعرف خطورة الجدال .<br />
61