4 - Islamguiden
4 - Islamguiden 4 - Islamguiden
و مدح اهلل من يتبع الحق ، فقال تعالى : ( الَّذِينَ يَسْ تَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْ سَ نَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اهللَُّ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو األ َْلْبَابِ ) الزمر . 18 و ردَّ اهلل كل االختالفات إلى الكتاب و السنة ، و لم يردَّ الخالف إلى أي مصدر آخر ، و اإلجماع يدخل تحت السنة ، لقول النبي صلى اهلل عليه و سلم : « ال تجتمع أمتي على ضاللة » . 2- التثبت من قول المخالف : و ذلك لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَ اءَكُمْ فَاسِ قٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِ يبُوا قَوْمًا بِجَ هَالَةٍ فَتُصْ بِحُ وا عَ لَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات . 6 و يكون التثبت بأن تسمع الرأي من صاحبه ، و تسمع حجته أوالً قبل الحكم عليه و االختالف معه . 3- تحديد الموضوع : و الخالف ال يكون خالفًا عامًا لمجرد الخالف ، ولكن ما هو الموضوع المختلف عليه ؟ ، و إال يكون الخالف حول التعريفات و المصطلحات . مثل : المنهج السلفي ، السنة ، البدعة ، المكفرة و أساليب الدعوة ؛ و ما إلى ذلك من تعريفات قد يحدث حولها الخالف ، و مثال ذلك : أن يختلف الناس حول أسلوب الدعوة . 4 –تحديد أهمية موضوع الخالف : هل الموضوع المختلف عليه له أهمية أم يحتمل أكثر من رأي و له أكثر من وجه ، و مثال ذلك : الجهر بالبسملة في الفاتحة ؛ قال شيخ اإلسالم رحمه اهلل : « إنها من األمور التي ال تحتمل الخالف و الخصومة بين المسلمين وان كان الحق في اإلسرار » . 5-هدف الخالف : أن يكون الهدف من االختالف إظهار الحق ، و ليس االنتصار للنفس . كان الشافعي يقول : « ما ناظرت أحدًا إال و تمنيت أن يكون الحق معه » . 6- أن يتهم اإلنسان رأيه حتى يكن عنده استعداد أن يسمع : و إذا لم يحدث اتفاق فال تشهر بأخيك ، و تتهمه بالبدعة و الضالل و الفسق . فكم من خالف حدث بين الصحابة و بين العلماء ، و لم نسمع عن عالمًا اتهم أخيه بالبدعة أو الفسق . 7- عدم التكلم فيما يجهل : ( وَ الَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِ لْمٌ إِنَّ السَّ مْعَ وَالْبَصَ رَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَ نْهُ مَسْ ئُوالً ) اإلسراء . 10 لو سكت من ال يعلم لسقط الخالف ، قال تعالى : ( وَ مَا اخْ تَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْ ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اهللَِّ ذَلِكُمُ اهللَُّ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) الشورى . 10 54
و قال تعالى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اهللَِّ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاهللَِّ وَالْيَوْمِ الْ خِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيالً ) النساء . 59 - 8 االعتراف بالحق و عدم وجود أي ضيق : قال تعالى : ( فَالَ وَرَ بِّكَ الَ يُؤْمِنُونَ حَ تَّى يُحَ كِّمُوكَ فِيمَا شَ جَ رَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ الَ يَجِ دُوا فِي أَنْفُسِ هِمْ حَ رَ جً ا مِمَّا قَضَ يْتَ وَ يُسَ لِّمُوا تَسْ لِيمًا ) النساء . 65 و كانت هذه الية هي منهج السلف في الخالف ، و كان هدفهم البحث عن الحق . حكى الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة ( عبيد اهلل بن الحسن العنبري ) المتوفى سنة , 168 أحد سادات أهل البصرة و فقهائها و علمائها و كان قاضيها : قال عبدالرحمن بن مهدي تلميذه : كنا في جنازة , فسألته عن مسألة فغلط فيها , فقلت له : - أصلحك اهلل - القول فيها كذا و كذا , فأطرق ساعة ثم قال : إذاً أرجع و أنا صاغر , ألن أكون ذنبًا في الحق أحب إليّ من أكون رأسً ا في الباطل . رحمه اهلل تعالى ! و أيضً ا ما رواه الذهبي في سير أعالم النبالء عن عبد اهلل بن وهب قال : « سمعت مالكاً سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء ، فقال : ليس ذلك على الناس ؛ قال فتركه حتى خف الناس ، فقلت له : عندنا في ذلك سنّة ، فقال : و ما هي ؟ ، قلت: حدثنا الليث بن سعد و ساق سنده إلى المستورد بن شداد القرشي قال : « رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه « ، فقال: إنَّ هذا الحديث حسن ، وما سمعت به قط إال الساعة . ثم سمعته بعد ذلك يُسأل ، فيأمر بتخليل األصابع . وكانوا كما قال تعالى : ( الَّذِينَ يَسْ تَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْ سَ نَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اهللَُّ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو األ َْلْبَابِ ) . كان عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه يقول : « ال ترث الزوجة من دية زوجها شيئاً « ، حتى قال الضحاك بن سفيان رضي اهلل عنه : « كتب إليّ رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم أن أورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها » ، فرجع عمر . و من األمور التي ينبغي تجنبها هي مناقشة الجاهل و المعاند ، و الذي تعلم أنَّك لو حاججته لم يسلم لك ، بل يزيد عنادًا ، و هذا الصنف من الناس ينبغي تجنبه . نقل الحافظ الذهبي في ( سير أعالم النبالء ) في ترجمة اإلمام الشافعي رضي اهلل تعالى عنه , عن أبي موسى يونس بن عبد األعلى الصدفي المصري أحد أصحاب اإلمام الشافعي , أنه قال : ما رأيت أعقل من الشافعي , ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا , و لقيني فأخذ بيدي , ثم قال : يا أبا موسى أال يستقيم أن نكون إخوانا و إن لم نتفق في مسألة ؟! قال الذهبي : هذا يدل على كمال عقل هذا اإلمام و فقه نفسه . فما زال النظراء يختلفون !! و قد تختلف وجهات النظر حول طرق الدعوة إلى اهلل ، فكل يرى أنَّه على حق و ال يجب أن يكون هذا سببًا للخالف و الشقاق . و انظر معي إلى أخالق السلف في هذه المسألة : و جاء في ( سير أعالم النبالء ) في ترجمة اإلمام مالك : إنَّ عبداهلل العمري العابد ، كتب إلى اإلمام مالك يحضه على االنفراد و العمل - أي التزهُّد- ، فكتب إليه مالك : إنَّ اهلل قسَّ م األعمال كما قسَّ م األرزاق , فربَّ رجل فتح له في الصالة 55
- Page 4 and 5: -1 المقدمة. 5 2- األد
- Page 6 and 7: البداية أهمية وجود
- Page 8 and 9: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 10 and 11: و من أهمية األدب ، ف
- Page 12 and 13: وَ رَ وَى عَ نِ
- Page 14 and 15: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 16 and 17: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 18 and 19: قل لي : من صاحبك ؟ ،
- Page 20 and 21: وَالْعَرَبُ تَقُ
- Page 22 and 23: أقوال السلف في اختي
- Page 24 and 25: الثانية: حسن الخل
- Page 26 and 27: وَ بِالْجُ مْلَ
- Page 28 and 29: 9- حسن الظن : و منها ح
- Page 30 and 31: 17- الذب عن اإلخوان :
- Page 32 and 33: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 34 and 35: و اآلن نبدأ في منهج
- Page 36 and 37: و يكره أنْ يتسمى ا
- Page 38 and 39: و قد كانت أم احمد بن
- Page 40 and 41: 5- تقوية العقيدة في
- Page 42 and 43: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 44 and 45: و أكثر ما يتعرض له م
- Page 46 and 47: 3- اختيار الوقت للنص
- Page 48 and 49: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 50 and 51: وأيضً ا مثال آخر :
- Page 52 and 53: أقوال العلماء في آد
- Page 56 and 57: و لم يفتح له في الصو
- Page 58 and 59: و في ذلك يقول شيخ اإ
- Page 60 and 61: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 62 and 63: مضار الجدال : 1- صفة
- Page 64 and 65: 5- قال أبو الدّرداء
- Page 66 and 67: و ها هو الشافعي الذ
- Page 68 and 69: و قد ثبت الهجر في ال
- Page 70: و هجر الزوجة وسيلة
و قال تعالى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اهللَِّ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاهللَِّ وَالْيَوْمِ الْ خِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ<br />
تَأْوِيالً ) النساء . 59<br />
- 8 االعتراف بالحق و عدم وجود أي ضيق :<br />
قال تعالى : ( فَالَ وَرَ بِّكَ الَ يُؤْمِنُونَ حَ تَّى يُحَ كِّمُوكَ فِيمَا شَ جَ رَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ الَ يَجِ دُوا فِي أَنْفُسِ هِمْ حَ رَ جً ا مِمَّا قَضَ يْتَ وَ يُسَ لِّمُوا<br />
تَسْ لِيمًا ) النساء . 65<br />
و كانت هذه الية هي منهج السلف في الخالف ، و كان هدفهم البحث عن الحق .<br />
حكى الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة ( عبيد اهلل بن الحسن العنبري ) المتوفى سنة , 168 أحد سادات<br />
أهل البصرة و فقهائها و علمائها و كان قاضيها : قال عبدالرحمن بن مهدي تلميذه : كنا في جنازة , فسألته عن مسألة<br />
فغلط فيها , فقلت له : - أصلحك اهلل - القول فيها كذا و كذا , فأطرق ساعة ثم قال : إذاً أرجع و أنا صاغر , ألن أكون<br />
ذنبًا في الحق أحب إليّ من أكون رأسً ا في الباطل . رحمه اهلل تعالى !<br />
و أيضً ا ما رواه الذهبي في سير أعالم النبالء عن عبد اهلل بن وهب قال : « سمعت مالكاً سئل عن تخليل أصابع الرجلين<br />
في الوضوء ، فقال : ليس ذلك على الناس ؛ قال فتركه حتى خف الناس ، فقلت له : عندنا في ذلك سنّة ، فقال : و ما هي<br />
؟ ، قلت: حدثنا الليث بن سعد و ساق سنده إلى المستورد بن شداد القرشي قال : « رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم<br />
يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه « ، فقال: إنَّ هذا الحديث حسن ، وما سمعت به قط إال الساعة . ثم سمعته بعد ذلك<br />
يُسأل ، فيأمر بتخليل األصابع .<br />
وكانوا كما قال تعالى : ( الَّذِينَ يَسْ تَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْ سَ نَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اهللَُّ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو األ َْلْبَابِ ) .<br />
كان عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه يقول : « ال ترث الزوجة من دية زوجها شيئاً « ، حتى قال الضحاك بن سفيان<br />
رضي اهلل عنه : « كتب إليّ رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم أن أورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها » ، فرجع<br />
عمر .<br />
و من األمور التي ينبغي تجنبها هي مناقشة الجاهل و المعاند ، و الذي تعلم أنَّك لو حاججته لم يسلم لك ، بل يزيد عنادًا ،<br />
و هذا الصنف من الناس ينبغي تجنبه .<br />
نقل الحافظ الذهبي في ( سير أعالم النبالء ) في ترجمة اإلمام الشافعي رضي اهلل تعالى عنه , عن أبي موسى يونس<br />
بن عبد األعلى الصدفي المصري أحد أصحاب اإلمام الشافعي , أنه قال : ما رأيت أعقل من الشافعي , ناظرته يوماً<br />
في مسألة ثم افترقنا , و لقيني فأخذ بيدي , ثم قال : يا أبا موسى أال يستقيم أن نكون إخوانا و إن لم نتفق في مسألة ؟!<br />
قال الذهبي : هذا يدل على كمال عقل هذا اإلمام و فقه نفسه . فما زال النظراء يختلفون !!<br />
و قد تختلف وجهات النظر حول طرق الدعوة إلى اهلل ، فكل يرى أنَّه على حق و ال يجب أن يكون هذا سببًا للخالف و<br />
الشقاق .<br />
و انظر معي إلى أخالق السلف في هذه المسألة :<br />
و جاء في ( سير أعالم النبالء ) في ترجمة اإلمام مالك : إنَّ عبداهلل العمري العابد ، كتب إلى اإلمام مالك يحضه على<br />
االنفراد و العمل - أي التزهُّد- ، فكتب إليه مالك : إنَّ اهلل قسَّ م األعمال كما قسَّ م األرزاق , فربَّ رجل فتح له في الصالة<br />
55