4 - Islamguiden
4 - Islamguiden
4 - Islamguiden
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
لذلك فان غالم له اشترى فرسً ا ب300 ، فذهب إلى صاحبه ، و قال : إنَّ فرسك خيرً ا من ، 300 و ما زال يزيده حتى<br />
وصل إلى ، 800 فلما سُ ئل رضي هلل عنه عن هذا الفعل العجيب ، قال : بَايَعْتُ رَ سُ ولِ اهللَِّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ النُّصْ ح<br />
لكل مُسلم .<br />
ِ<br />
رضي اهلل عنه هذا الصحابي الجليل الذي أدى البيعة لرسول اهلل صلى اهلل عليه سلم ، و إنْ كان سيخسر المال فإنَّ<br />
أصحاب النبي باعوا الدنيا و اشتروا الخرة .<br />
بإرشادهم إلى الحق عند خفاءه<br />
... و كن ناصحً ا للمسلمين و انههم عن السوء و ازجر ذا الخنا عن خنائه<br />
... و مرهم بمعروف الشريعة لعلك تبرئ داءهم بدوائه<br />
... وعظهم بآيات اإلله و حكمه تنل منه يوم الحشر خير عطاءة<br />
... فإنْ يهدى موالنا بوعظك واحدًا عليك و ما ملكت أمر اهتداءه<br />
... و إال فقد أديت ما كان واجبًا 5- و التدرج في النصيحة و خاصة إذا كنت تنهى عن منكر :<br />
و هذا األدب هو من أهم فنون و آداب النصيحة ، و هو مراعاة ضعف النفس البشرية خاصة إذا تعلقت بشيء و تعودت<br />
عليه فتره كبيرة من الزمن ، و قد تعلمنا التدرج في اإلنكار من القرآن ، فلم تنزل آية تحريم الخمر دفعة واحدة ، ألن<br />
ذلك سيستحيل على أهل مكة ترك الخمر لكنها تدرجت في النهي إلى أن وصلت إلى التحريم و القرآن الكريم ذكر ذلك<br />
في مراحل ، لكن الخمر الن قد حرمت تحريمًا قاطعًا ؛ فماذا نفعل إذا أردنا أن ننصح من يشرب الخمر ؟<br />
نقول أن من فنون النصيحة و اإلنكار على الغير ثالثة أمور نذكرها :<br />
1- إظهار مساوئ األمر الذي تريد أن تنهى عنه ؛ مثل أن تقول : إنَّ الخمر تذهب العقل و تجعل اإلنسان يؤذي نفسه و<br />
أوالده و هو ال يشعر ، و تسبب األمراض المستعصية و تجلب الفقر و الهم لصاحبها .<br />
2- ثم التخويف من عقاب اهلل تعالى يوم القيامة .<br />
و انظر معي إلى هذا الحديث الذي يحذر شارب الخمر ، عن جَ ابِرٍ ، أَنَّ رَ جُ الً قَدِمَ مِنْ جَ يْشَ انَ ، وَ جَ يْشَ انُ مِنَ الْيَمَنِ ،<br />
فَسَ أَلَ النَّبِيَّ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ عَ نْ شَ رَابٍ يَشْ رَبُونَهُ بِأَرْ ضِ هِمْ مِنَ الذُّرَةِ ، يُقَالُ لَهُ : الْمِزْ رُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ<br />
سَ لَّمَ : « أَوَ مُسْ كِرٌ هُوَ ؟ » ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ رَسُ ولُ اهللِ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ : « كُلُّ مُسْ كِرٍ حَ رَامٌ، إِنَّ عَ لَى اهللِ عَ زَّ وَجَ لَّ<br />
عَهْدًا لِمَنْ يَشْ رَبُ الْمُسْ كِرَ أَنْ يَسْ قِيَهُ مِنْ طِ ينَةِ الْخَبَالِ » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اهللِ ، وَ مَا طِ ينَةُ الْخَبَالِ ؟ ، قَالَ : « عَرَقُ أَهْلِ<br />
النَّارِ » أَوْ « عُ صَ ارَ ةُ أَهْ لِ النَّارِ » البخاري .<br />
3- ثم إظهار ثواب و فضل من ترك شرب الخمر هلل ، و أنَّ اهلل يبدله بخمر الدنيا خمرً ا في الجنة ال تؤذي و ال تذهب<br />
العقل ، و أنَّ اهلل يرضى عنه و يغفر له ما مضى .<br />
هذا هو المقصود بالتدرج في النصيحة ، و اهلل أعلم .<br />
اللهم أرنا الحق حقًا و ارزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطالً و ارزقنا اجتنابه .<br />
47