4 - Islamguiden
4 - Islamguiden 4 - Islamguiden
3- اختيار الوقت للنصيحة و عدم اإللحاح في النصيحة : ألن اإلنسان متقلب بطبيعته ، فربما تختار وقتًا للنصيحة ال يكون مالئمًا ألخيك ، فيعاند و يكابر ، و تأتي النصيحة بنتيجة عكسية . و هذا من هدي النبي صلى اهلل عليه و سلم ؛ حَ دَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَ نِ األ َْعْ مَشِ ، عَ نْ شَ قِيقٍ ، قَالَ : كُنَّا جُ لُوسً ا عِ نْدَ بَابِ عَ بْدِ اهللِ نَنْتَظِ رُهُ ، فَمَرَّ بِنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَ عِيُّ ، فَقُلْنَا : أَعْ لِمْهُ بِمَكَانِنَا ، فَدَخَ لَ عَ لَيْهِ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَ رَجَ عَ لَيْنَا عَ بْدُ اهللِ ، فَقَالَ: إِنِّي أُخْ بَرُ بِمَكَانِكُمْ ، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْ رُجَ إِلَيْكُمْ إِالَّ كَرَاهِيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ ، « إِنَّ رَسُولَ اهللِ صَ لَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِ ظَ ةِ فِي األ َْيَّامِ، مَخَ افَةَ السَّ آمَةِ عَ لَيْنَا » متفق عليه البخاري و مسلم . و مثال هذا : أن تدخل على أخيك المسلم فتجده في خالف مع زوجته أو أبنائه أو جيرانه أو أي إنسان ، و قد سيطر عليه الغضب ، هنا ال تنصحه في األمر الذي عليه الخالف ، ألنه لن يسمع بل اجعل نصيحتك في كيف يذهب عنه الغضب ، فإذا ذهب عنه الغضب فانصحه بما شئت ، فإنَّه يسمع بإذن اهلل ، و ال تلح على إنسان في أمر ، لكن أنصحه على فترات متباعدة و ذكرّه لعله يذكرّ . 4- أن تفعل ما تنصح به الناس : و هذا من أهم آداب النصيحة ، أنْ تكن أنت فاعالً الخير الذي تنصح به الناس . و إال كنت من أهل قوله تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَ وْنَ أَنْفُسَ كُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَالَ تَعْقِلُونَ ) البقرة . 44 و قال تعالى : ( كَبُرَ مَقْتًا عِ نْدَ اهللَِّ أَنْ تَقُولُوا مَا الَ تَفْعَلُونَ ) الصف . 3 أو كنت كما قال القائل : يا أيها الرجل المعلم غيره ... هال لنفسك كان ذا التعليم ال تنه عن خلق و تأتي بمثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك يقبل ما وعظت و يقتدي ... بالرأي منك و ينفع التعليم تصف الدواء وأنت أولى بالدوا ... و تعالج المرضى و أنت سقيم و كذا تلقح بالرشاد عقولنا ... أبدا و أنت من الرشاد عقيم و النصيحة في أمور الدنيا من أهم حقوق المسلم على المسلم ، و لذلك فقد رفع اهلل حكم الغيبة فى النصيحة ؛ ما رواه مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس رضي اهلل عنها لما طلقت من أَبَا عَ مْرِ و بْنَ حَ فْصٍ ، قالت : فَلَمَّا حَ لَلْتُ ذَكَرْ تُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَ أَبَا جَهْمٍ خَطَ بَانِي ، فَقَالَ : « أَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَالَ يَضَ عُ عَصَ اهُ عَنْ عَاتِقِهِ وَ أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُ عْلُوكٌ الَ مَالَ لَهُ انْكِحِ ي أُسَ امَةَ بْنَ زَ يْدٍ » . فهذه نصيحة و ليست غيبة . و أيضً ا ما رواه مسلم عن أَبِي هُرَ يْرَ ةَ قَالَ : جَ اءَ رَ جُ لٌ إِلَى النَّبِيِّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ فَقَالَ : إِنِّي تَزَ وَّجْ تُ امْرَ أَةً مِنَ األ َْنْصَ ارِ ، قَالَ : « فَانْظُ رْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْ يُنِ األ َْنْصَ ارِ شَ يْئًا » . رَ وَاهُ مُسْ لِمٌ و من أعجب ما جاء في السنة في النصيحة ، عَ ن جرير بن عبد اهلل قَالَ : « بَايَعْتُ رَ سُ ولِ اهللَِّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ عَ لَى إِقَامِ الصَّ الَ ةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَ النُّصْ حِ لكل مُسلم » . مُتَّفق عَ لَيْهِ 46
لذلك فان غالم له اشترى فرسً ا ب300 ، فذهب إلى صاحبه ، و قال : إنَّ فرسك خيرً ا من ، 300 و ما زال يزيده حتى وصل إلى ، 800 فلما سُ ئل رضي هلل عنه عن هذا الفعل العجيب ، قال : بَايَعْتُ رَ سُ ولِ اهللَِّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ النُّصْ ح لكل مُسلم . ِ رضي اهلل عنه هذا الصحابي الجليل الذي أدى البيعة لرسول اهلل صلى اهلل عليه سلم ، و إنْ كان سيخسر المال فإنَّ أصحاب النبي باعوا الدنيا و اشتروا الخرة . بإرشادهم إلى الحق عند خفاءه ... و كن ناصحً ا للمسلمين و انههم عن السوء و ازجر ذا الخنا عن خنائه ... و مرهم بمعروف الشريعة لعلك تبرئ داءهم بدوائه ... وعظهم بآيات اإلله و حكمه تنل منه يوم الحشر خير عطاءة ... فإنْ يهدى موالنا بوعظك واحدًا عليك و ما ملكت أمر اهتداءه ... و إال فقد أديت ما كان واجبًا 5- و التدرج في النصيحة و خاصة إذا كنت تنهى عن منكر : و هذا األدب هو من أهم فنون و آداب النصيحة ، و هو مراعاة ضعف النفس البشرية خاصة إذا تعلقت بشيء و تعودت عليه فتره كبيرة من الزمن ، و قد تعلمنا التدرج في اإلنكار من القرآن ، فلم تنزل آية تحريم الخمر دفعة واحدة ، ألن ذلك سيستحيل على أهل مكة ترك الخمر لكنها تدرجت في النهي إلى أن وصلت إلى التحريم و القرآن الكريم ذكر ذلك في مراحل ، لكن الخمر الن قد حرمت تحريمًا قاطعًا ؛ فماذا نفعل إذا أردنا أن ننصح من يشرب الخمر ؟ نقول أن من فنون النصيحة و اإلنكار على الغير ثالثة أمور نذكرها : 1- إظهار مساوئ األمر الذي تريد أن تنهى عنه ؛ مثل أن تقول : إنَّ الخمر تذهب العقل و تجعل اإلنسان يؤذي نفسه و أوالده و هو ال يشعر ، و تسبب األمراض المستعصية و تجلب الفقر و الهم لصاحبها . 2- ثم التخويف من عقاب اهلل تعالى يوم القيامة . و انظر معي إلى هذا الحديث الذي يحذر شارب الخمر ، عن جَ ابِرٍ ، أَنَّ رَ جُ الً قَدِمَ مِنْ جَ يْشَ انَ ، وَ جَ يْشَ انُ مِنَ الْيَمَنِ ، فَسَ أَلَ النَّبِيَّ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ عَ نْ شَ رَابٍ يَشْ رَبُونَهُ بِأَرْ ضِ هِمْ مِنَ الذُّرَةِ ، يُقَالُ لَهُ : الْمِزْ رُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ : « أَوَ مُسْ كِرٌ هُوَ ؟ » ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ رَسُ ولُ اهللِ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ : « كُلُّ مُسْ كِرٍ حَ رَامٌ، إِنَّ عَ لَى اهللِ عَ زَّ وَجَ لَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْ رَبُ الْمُسْ كِرَ أَنْ يَسْ قِيَهُ مِنْ طِ ينَةِ الْخَبَالِ » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اهللِ ، وَ مَا طِ ينَةُ الْخَبَالِ ؟ ، قَالَ : « عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ » أَوْ « عُ صَ ارَ ةُ أَهْ لِ النَّارِ » البخاري . 3- ثم إظهار ثواب و فضل من ترك شرب الخمر هلل ، و أنَّ اهلل يبدله بخمر الدنيا خمرً ا في الجنة ال تؤذي و ال تذهب العقل ، و أنَّ اهلل يرضى عنه و يغفر له ما مضى . هذا هو المقصود بالتدرج في النصيحة ، و اهلل أعلم . اللهم أرنا الحق حقًا و ارزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطالً و ارزقنا اجتنابه . 47
- Page 4 and 5: -1 المقدمة. 5 2- األد
- Page 6 and 7: البداية أهمية وجود
- Page 8 and 9: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 10 and 11: و من أهمية األدب ، ف
- Page 12 and 13: وَ رَ وَى عَ نِ
- Page 14 and 15: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 16 and 17: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 18 and 19: قل لي : من صاحبك ؟ ،
- Page 20 and 21: وَالْعَرَبُ تَقُ
- Page 22 and 23: أقوال السلف في اختي
- Page 24 and 25: الثانية: حسن الخل
- Page 26 and 27: وَ بِالْجُ مْلَ
- Page 28 and 29: 9- حسن الظن : و منها ح
- Page 30 and 31: 17- الذب عن اإلخوان :
- Page 32 and 33: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 34 and 35: و اآلن نبدأ في منهج
- Page 36 and 37: و يكره أنْ يتسمى ا
- Page 38 and 39: و قد كانت أم احمد بن
- Page 40 and 41: 5- تقوية العقيدة في
- Page 42 and 43: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 44 and 45: و أكثر ما يتعرض له م
- Page 48 and 49: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 50 and 51: وأيضً ا مثال آخر :
- Page 52 and 53: أقوال العلماء في آد
- Page 54 and 55: و مدح اهلل من يتبع ا
- Page 56 and 57: و لم يفتح له في الصو
- Page 58 and 59: و في ذلك يقول شيخ اإ
- Page 60 and 61: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 62 and 63: مضار الجدال : 1- صفة
- Page 64 and 65: 5- قال أبو الدّرداء
- Page 66 and 67: و ها هو الشافعي الذ
- Page 68 and 69: و قد ثبت الهجر في ال
- Page 70: و هجر الزوجة وسيلة
3- اختيار الوقت للنصيحة و عدم اإللحاح في النصيحة :<br />
ألن اإلنسان متقلب بطبيعته ، فربما تختار وقتًا للنصيحة ال يكون مالئمًا ألخيك ، فيعاند و يكابر ، و تأتي النصيحة<br />
بنتيجة عكسية .<br />
و هذا من هدي النبي صلى اهلل عليه و سلم ؛ حَ دَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَ نِ األ َْعْ مَشِ ، عَ نْ شَ قِيقٍ ، قَالَ : كُنَّا جُ لُوسً ا عِ نْدَ بَابِ عَ بْدِ<br />
اهللِ نَنْتَظِ رُهُ ، فَمَرَّ بِنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَ عِيُّ ، فَقُلْنَا : أَعْ لِمْهُ بِمَكَانِنَا ، فَدَخَ لَ عَ لَيْهِ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَ رَجَ عَ لَيْنَا عَ بْدُ اهللِ ، فَقَالَ:<br />
إِنِّي أُخْ بَرُ بِمَكَانِكُمْ ، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْ رُجَ إِلَيْكُمْ إِالَّ كَرَاهِيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ ، « إِنَّ رَسُولَ اهللِ صَ لَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا<br />
بِالْمَوْعِ ظَ ةِ فِي األ َْيَّامِ، مَخَ افَةَ السَّ آمَةِ عَ لَيْنَا » متفق عليه البخاري و مسلم .<br />
و مثال هذا : أن تدخل على أخيك المسلم فتجده في خالف مع زوجته أو أبنائه أو جيرانه أو أي إنسان ، و قد سيطر عليه<br />
الغضب ، هنا ال تنصحه في األمر الذي عليه الخالف ، ألنه لن يسمع بل اجعل نصيحتك في كيف يذهب عنه الغضب ،<br />
فإذا ذهب عنه الغضب فانصحه بما شئت ، فإنَّه يسمع بإذن اهلل ، و ال تلح على إنسان في أمر ، لكن أنصحه على فترات<br />
متباعدة و ذكرّه لعله يذكرّ .<br />
4- أن تفعل ما تنصح به الناس :<br />
و هذا من أهم آداب النصيحة ، أنْ تكن أنت فاعالً الخير الذي تنصح به الناس .<br />
و إال كنت من أهل قوله تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَ وْنَ أَنْفُسَ كُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَالَ تَعْقِلُونَ ) البقرة . 44<br />
و قال تعالى : ( كَبُرَ مَقْتًا عِ نْدَ اهللَِّ أَنْ تَقُولُوا مَا الَ تَفْعَلُونَ ) الصف . 3<br />
أو كنت كما قال القائل :<br />
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هال لنفسك كان ذا التعليم<br />
ال تنه عن خلق و تأتي بمثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم<br />
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم<br />
فهناك يقبل ما وعظت و يقتدي ... بالرأي منك و ينفع التعليم<br />
تصف الدواء وأنت أولى بالدوا ... و تعالج المرضى و أنت سقيم<br />
و كذا تلقح بالرشاد عقولنا ... أبدا و أنت من الرشاد عقيم<br />
و النصيحة في أمور الدنيا من أهم حقوق المسلم على المسلم ، و لذلك فقد رفع اهلل حكم الغيبة فى النصيحة ؛ ما رواه<br />
مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس رضي اهلل عنها لما طلقت من أَبَا عَ مْرِ و بْنَ حَ فْصٍ ، قالت : فَلَمَّا حَ لَلْتُ ذَكَرْ تُ لَهُ<br />
أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَ أَبَا جَهْمٍ خَطَ بَانِي ، فَقَالَ : « أَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَالَ يَضَ عُ عَصَ اهُ عَنْ عَاتِقِهِ وَ أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُ عْلُوكٌ<br />
الَ مَالَ لَهُ انْكِحِ ي أُسَ امَةَ بْنَ زَ يْدٍ » . فهذه نصيحة و ليست غيبة .<br />
و أيضً ا ما رواه مسلم عن أَبِي هُرَ يْرَ ةَ قَالَ : جَ اءَ رَ جُ لٌ إِلَى النَّبِيِّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ فَقَالَ : إِنِّي تَزَ وَّجْ تُ امْرَ أَةً مِنَ<br />
األ َْنْصَ ارِ ، قَالَ : « فَانْظُ رْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْ يُنِ األ َْنْصَ ارِ شَ يْئًا » . رَ وَاهُ مُسْ لِمٌ<br />
و من أعجب ما جاء في السنة في النصيحة ، عَ ن جرير بن عبد اهلل قَالَ : « بَايَعْتُ رَ سُ ولِ اهللَِّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ عَ لَى<br />
إِقَامِ الصَّ الَ ةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَ النُّصْ حِ لكل مُسلم » . مُتَّفق عَ لَيْهِ<br />
46