4 - Islamguiden
4 - Islamguiden 4 - Islamguiden
و اآلن نبدأ في منهج التربية اإلسالمي : بدايةً نطرح قضية من القضايا المنتشرة في المجتمعات الشرقية المسلمة ، و هي قضية تفضيل الذكور عن اإلناث . الحقيقة هذه مسألة يعاني منها الكثير من الناس ، و قد كانت موجودة في الجاهلية ، قال تعالى : ( وَ إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ ُْنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَالَ بِاأل سَ اءَ مَا يَحْ كُمُونَ ) النحل 59-58 . و كانوا يدفنون البنات و هم أحياء خوفًا من أنْ يجلبن عليهم العار ، و قد توعدهم اهلل تعالى فقال : ( وَ إِذَا الْمَوْءُودَةُ سُ ئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) التكوير 9-8 . و السخط من إنجاب النساء من أخالق الجاهلية المذمومة ، و كانوا في الجاهلية يهنون بعضهم بموت البنات ، و ماتت بنت لرجل من العرب فذهبوا إليه للعزاء ، فقال : و لما تعزونني ؟! ، إنَّ في موتها ثالث فوائد ، قالوا : و ما هي ؟ ، قال: عورة سترها اهلل و مئونة كفاني إياها اهلل ، و هم أزاحه عني اهلل . أمَّا اإلسالم فقد جاء يرغب في اإلناث ويجعل فيهن كل الخير و البركة ، ففيهنَّ الجنة و النجاة من النار ، لكن بشرط أنْ يحسن اإلنسان تربيتهنَّ . وَ فِي صَ حِ يح مُسلم من حَ دِيث أنس بن مَالك قَالَ : قَالَ رَ سُ ول اهلل صلى اهلل عَ لَيْهِ وَ سلم : « من عَ ال جاريتين حَ تَّى تبلغا جَ اءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَ هُوَ هَكَذَا وَ ضم إصبعيه » . و في مسند أحمد من حديث عَ ائِشَ ة قَالَت : جَ اءَت امْرَ أَة وَ مَعَهَا ابنتان لَهَا تَسْ أَلنِي فَلم تَجِ د عِ نْدِي شَ يْئا غير تَمْرَ ة وَاحِ دَة ، فأعطيتها إِيَّاهَا ، فأخذتها فشقتها بَين ابنتيها وَ لم تَأْكُل مِنْهَا شَ يْئا ، ثمَّ قَامَت فَخرجت هِيَ و ابنتاها ، فَدخل رَ سُ ول اهلل صلى اهلل عَ لَيْهِ وَسلم على تفيئة ذَلِك ، فَحَ دَّثته حَ دِيثهَا ، فَقَالَ رَ سُ ول اهلل صلى اهلل عَ لَيْهِ وَ سلم : « من ابْتُلِيَ من هَذِه الْبَنَات بِشَ يْ ء فَأحْ سن إلَيْهِنَّ كن لَهُ سترا من النَّار » . عَ نْ أَبِي سَ عِيدٍ الْخُ دْرِيِّ ؛ أَنَّ رَسُ ولَ اهللَِّ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ قَالَ : « الَ يَكُونُ ألَِحَ دٍ ثَالَ ثُ بَنَاتٍ ، أَوْ ثَالَ ثُ أَخَ وَاتٍ فَيُحْ سِ نُ إِلَيْهِنَّ ، إِالَّ دَخَ لَ الْجَ نَّةَ » . صحيح األدب المفرد و أيضً ا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اهللَِّ حَدَّثَهُمْ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اهللَِّ صَ لَّى اهللُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : « مَنْ كَانَ لَهُ ثَالَ ثُ بَنَاتٍ ، يُؤْوِيهِنَّ و يكفيهن و يرحمهن ، فقد وجبت لَهُ الْجَ نَّةُ الْبَتَّةَ ». فَقَالَ رَ جُ لٌ مِنْ بَعْضِ الْقَوْمِ : وَ ثِنْتَيْنِ يَا رَ سُ ولَ اهللَِّ ؟ ، قَالَ : « وَ ثِنْتَيْنِ «. صحيح أدب المفرد و عَ نِ ابْنِ عَ بَّاسٍ عَ نِ النَّبِيِّ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ قَالَ : « مَا مِنْ مُسْ لِمٍ تُدْرِ كُهُ ابْنَتَانِ ، فَيُحْ سِ نُ صُ حْ بَتَهُمَا ، إِالَّ أَدْخَ لَتَاهُ الْجَ نَّةَ » . و بعض الناس إذا أنجبت له زوجته اإلناث هجرها و بحث عن غيرها ، لكن العلم الحديث جاء ليثبت أنَّ الرجل هو المسئول جينيًا عن نوع الجنين ، لكن كل هذا بقدر اهلل و بأمر اهلل ، و ليس ألحد فيه دخل ، قال تعالى : ( هللَِِّ مُلْكُ السَّ مَاوَاتِ وَاأل َْرْ ضِ يَخْ لُقُ مَا يَشَ اءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَ اءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَ اءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَ وِّجُ هُمْ ذُكْرَ انًا وَإِنَاثًا وَيَجْ عَلُ مَنْ يَشَ اءُ عَ قِيمًا إِنَّهُ عَ لِيمٌ قَدِيرٌ ) الشورى 50-49 . 34
فهذه هبة من عند اهلل ، و هناك من حرم من اإلنجاب فيتمنى أي شيء ، ذكر أو أنثى ، و ينفق الالف من الجنيهات ليحصل على طفل ، و كله بأمر اهلل و بقدر اهلل . و اهلل يقول : ( وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاهللَُّ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ الَ تَعْلَمُون ) البقرة . 216 أوالً - العالقة بين الوالد و الولد : إنَّ عالقة االبن باألب من أهم العالقات التي اهتم بها اإلسالم . و منزله الوالدين من األمور التي ال يقدحها أي شيء مهما كان ، حتى الشرك باهلل ال يقدح في عقوق الوالدين ، قال تعالى : ( وَ إِنْ جَ اهَدَاكَ عَ لَى أَنْ تُشْ رِ كَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِ لْمٌ فَالَ تُطِ عْهُمَا وَ صَ احِ بْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُ وفًا ) لقمان . 15 و حب الباء للبناء حب فطرة ، مجبول عليه األب ، لذلك فال نرى القران أو السنة يوصيان الباء باألبناء ، ألن األب ال يحتاج إلى من يوصيه على ولده ، و لم تأتِ الوصية إال في مسالة الميراث ، فقال تعالى : ( يُوصِ يكُمُ اهللَُّ فِي أَوْالَ دِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَ ظِّ األ ُْنْثَيَيْنِ ) النساء . 11 و لكنَّ اهلل لم يوصِ األب ببر أبنائه أو العطف عليهم ، ألنه مجبول على حب أبنائه و العطف عليهم ، و لننظر إلى يعقوب و يوسف عليهما السالم ، قال تعالى : ( وَ تَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَ ابْيَضَّ تْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِ يمٌ )84( قَالُوا تَاهللَِّ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُ فَ حَ تَّى تَكُونَ حَ رَ ضً ا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ )85( قَالَ إِنَّمَا أَشْ كُو بَثِّي وَحُ زْ نِي إِلَى اهللَِّ وَأَعْ لَمُ مِنَ اهللَِّ مَا الَ تَعْلَمُونَ )86( ) يوسف . يعقوب عليه السالم من كثره حزنه و بكاءه على يوسف أصيب في بصره ؛ لكن ما موقف يوسف ؟ ، لم نعلم أنّه أصابه شيء من فراقه ألبيه أو من حزنه على فراق أبيه ، أمّا يعقوب عليه السالم األب المكلوم في فقد ابنه ، فكان ال يترك البكاء على يوسف شوقًا إليه وخوفًا عليه حتى أُصيبت عينه ، و من شدة حبه لولده كان يعرف رائحة ثيابه !. ( اذْهَبُوا بِقَمِيصِ ي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَ لَى وَجْ هِ أَبِي يَأْتِ بَصِ يرً ا وَأْتُونِي بِأَهْ لِكُمْ أَجْ مَعِينَ )93( وَلَمَّا فَصَ لَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي ألََجِ دُ رِ يحَ يُوسُ فَ لَوْالَ أَنْ تُفَنِّدُونِ )94( قَالُوا تَاهللَِّ إِنَّكَ لَفِي ضَ الَ لِكَ الْقَدِيمِ )95( ) يوسف . فاعلم أخي المسلم أنَّ ولدك لن يكون بارًا بك و أنت كبير ، إال إنْ أحسنتَ تربيته ، و علمته طاعة ربه و احترام دينه . أوالاً - حقوق المولود على أبيه عند الميالد : 1-عند ميالد الطفل يختار األب له أحسن األسماء : إنَّ مما عمت به البلوى أنْ نرى بعض المسلمين يختارون أسماء عجيبة ألبنائهم ، من أسماء اليهود و النصارى و ال ندري السبب إال كأنَّهم يريدون أنْ يخلعوا هويتهم العربية اإلسالمية . 35
- Page 4 and 5: -1 المقدمة. 5 2- األد
- Page 6 and 7: البداية أهمية وجود
- Page 8 and 9: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 10 and 11: و من أهمية األدب ، ف
- Page 12 and 13: وَ رَ وَى عَ نِ
- Page 14 and 15: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 16 and 17: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 18 and 19: قل لي : من صاحبك ؟ ،
- Page 20 and 21: وَالْعَرَبُ تَقُ
- Page 22 and 23: أقوال السلف في اختي
- Page 24 and 25: الثانية: حسن الخل
- Page 26 and 27: وَ بِالْجُ مْلَ
- Page 28 and 29: 9- حسن الظن : و منها ح
- Page 30 and 31: 17- الذب عن اإلخوان :
- Page 32 and 33: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 36 and 37: و يكره أنْ يتسمى ا
- Page 38 and 39: و قد كانت أم احمد بن
- Page 40 and 41: 5- تقوية العقيدة في
- Page 42 and 43: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 44 and 45: و أكثر ما يتعرض له م
- Page 46 and 47: 3- اختيار الوقت للنص
- Page 48 and 49: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 50 and 51: وأيضً ا مثال آخر :
- Page 52 and 53: أقوال العلماء في آد
- Page 54 and 55: و مدح اهلل من يتبع ا
- Page 56 and 57: و لم يفتح له في الصو
- Page 58 and 59: و في ذلك يقول شيخ اإ
- Page 60 and 61: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 62 and 63: مضار الجدال : 1- صفة
- Page 64 and 65: 5- قال أبو الدّرداء
- Page 66 and 67: و ها هو الشافعي الذ
- Page 68 and 69: و قد ثبت الهجر في ال
- Page 70: و هجر الزوجة وسيلة
فهذه هبة من عند اهلل ، و هناك من حرم من اإلنجاب فيتمنى أي شيء ، ذكر أو أنثى ، و ينفق الالف من الجنيهات<br />
ليحصل على طفل ، و كله بأمر اهلل و بقدر اهلل .<br />
و اهلل يقول : ( وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاهللَُّ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ الَ تَعْلَمُون )<br />
البقرة . 216<br />
أوالً - العالقة بين الوالد و الولد :<br />
إنَّ عالقة االبن باألب من أهم العالقات التي اهتم بها اإلسالم .<br />
و منزله الوالدين من األمور التي ال يقدحها أي شيء مهما كان ، حتى الشرك باهلل ال يقدح في عقوق الوالدين<br />
، قال تعالى : ( وَ إِنْ جَ اهَدَاكَ عَ لَى أَنْ تُشْ رِ كَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِ لْمٌ فَالَ تُطِ عْهُمَا وَ صَ احِ بْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُ وفًا ) لقمان . 15<br />
و حب الباء للبناء حب فطرة ، مجبول عليه األب ، لذلك فال نرى القران أو السنة يوصيان الباء باألبناء ، ألن األب<br />
ال يحتاج إلى من يوصيه على ولده ، و لم تأتِ الوصية إال في مسالة الميراث ، فقال تعالى : ( يُوصِ يكُمُ اهللَُّ فِي أَوْالَ دِكُمْ<br />
لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَ ظِّ األ ُْنْثَيَيْنِ ) النساء . 11<br />
و لكنَّ اهلل لم يوصِ األب ببر أبنائه أو العطف عليهم ، ألنه مجبول على حب أبنائه و العطف عليهم ، و لننظر إلى يعقوب<br />
و يوسف عليهما السالم ، قال تعالى : ( وَ تَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَ ابْيَضَّ تْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِ يمٌ<br />
)84( قَالُوا تَاهللَِّ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُ فَ حَ تَّى تَكُونَ حَ رَ ضً ا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ )85( قَالَ إِنَّمَا أَشْ كُو بَثِّي وَحُ زْ نِي إِلَى اهللَِّ<br />
وَأَعْ لَمُ مِنَ اهللَِّ مَا الَ تَعْلَمُونَ )86( ) يوسف .<br />
يعقوب عليه السالم من كثره حزنه و بكاءه على يوسف أصيب في بصره ؛ لكن ما موقف يوسف ؟ ، لم نعلم أنّه أصابه<br />
شيء من فراقه ألبيه أو من حزنه على فراق أبيه ، أمّا يعقوب عليه السالم األب المكلوم في فقد ابنه ، فكان ال يترك<br />
البكاء على يوسف شوقًا إليه وخوفًا عليه حتى أُصيبت عينه ، و من شدة حبه لولده كان يعرف رائحة ثيابه !.<br />
( اذْهَبُوا بِقَمِيصِ ي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَ لَى وَجْ هِ أَبِي يَأْتِ بَصِ يرً ا وَأْتُونِي بِأَهْ لِكُمْ أَجْ مَعِينَ )93( وَلَمَّا فَصَ لَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي<br />
ألََجِ دُ رِ يحَ يُوسُ فَ لَوْالَ أَنْ تُفَنِّدُونِ )94( قَالُوا تَاهللَِّ إِنَّكَ لَفِي ضَ الَ لِكَ الْقَدِيمِ )95( ) يوسف .<br />
فاعلم أخي المسلم أنَّ ولدك لن يكون بارًا بك و أنت كبير ، إال إنْ أحسنتَ تربيته ، و علمته طاعة ربه و احترام دينه .<br />
أوالاً - حقوق المولود على أبيه عند الميالد :<br />
1-عند ميالد الطفل يختار األب له أحسن األسماء :<br />
إنَّ مما عمت به البلوى أنْ نرى بعض المسلمين يختارون أسماء عجيبة ألبنائهم ، من أسماء اليهود و النصارى و ال<br />
ندري السبب إال كأنَّهم يريدون أنْ يخلعوا هويتهم العربية اإلسالمية .<br />
35