22.11.2014 Views

4 - Islamguiden

4 - Islamguiden

4 - Islamguiden

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الثانية:‏ حسن الخلق:‏ فال تصحب من ساء خلقه ، و هو الذي ال يملك نفسه عند الغضب و الشهوة .<br />

و قد جمعه علقمة العطاردي رحمه اهلل تعالى ، في وصيته البنه لما حضرته الوفاة ، قال:‏ يا بني إذا أردت صحبة إنسان<br />

فاصحب من إذا خدمته صانك ، و إن صحبته زانك ، و إن قعدت بك مؤنة مانك . اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها<br />

، و إن رأى منك حسنةً‏ عدها ، و إن رأى منك سيئةً‏ سدها .<br />

اصحب من إذا قلت صدق قولك ، و إن حاولت أمرا أمرك ، وإن تنازعتما في شر آثرك .<br />

و قال علي رضي اهلل عنه رجزً‏ ا :<br />

إِن أخاكَ‏ الحَ‏ قُ‏ مَن كانَ‏ مَعَك ... وَ‏ مَن يَضر نَفسه لِيَنفَعَك<br />

وَ‏ مَن إِذا ريبَ‏ الزَ‏ مانُ‏ صَ‏ دعَ‏ كَ‏ ... شَ‏ تَتَ‏ فيك شَ‏ ملَهُ‏ لِيَجمَعَك<br />

الثالثة : الصالح:‏ فال تصحب فاسقًا مصرً‏ ا على معصيةٍ‏ كبيرة ، ألن من يخاف اهلل ال يصر على كبيرة ، و من ال يخاف<br />

اهلل ال تؤمن غوائله ، بل يتغير بتغير األحوال و األعراض،‏ قال اهلل تعالى لنبيه صلى اهلل عليه و سلم : ( وَ‏ ال تُطِ‏ ع مَن<br />

أَغفَلنا قَلبَهُ‏ عَ‏ ن ذِكرِ‏ نا وَ‏ اتَبَعَ‏ هَواهُ‏ وَكانَ‏ أَمرُه فُرُطا ) الكهف . 18<br />

فاحذر صحبة الفاسق ؛ فإنَّ‏ مشاهدة الفسق و المعصية على الدوام تزيل عن قلبك كراهية المعصية ، و تهون عليك أمرها<br />

، و لذلك هان على القلوب معصية الغيبة إللفهم لها ، و لو رأوا خاتمًا من ذهب أو ملبوسً‏ ا من حرير على فقيه الشتد<br />

إنكارهم عليه ، و الغيبة أشد من ذلك .<br />

الرابعة : أال يكون حريصً‏ ا على الدنيا:‏ فصحبة الحريص على الدنيا سم قاتل ؛ ألن الطباع مجبولة على التشبه و االقتداء<br />

، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث ال يدري ، فمجالسة الحريص تزيد في حرصك ، و مجالسة الزاهد تزيد في<br />

زهدك.‏<br />

الخامسة:‏ الصدق:‏ فال تصحب كذابًا ، فإنك منه على غرور ، فإنه مثل السراب ، يقرب منك البعيد ، و يبعد منك القريب.‏<br />

و لعلك تعدم اجتماع هذه الخصال في سكان المدارس و المساجد ، فعليك بأحد أمرين :<br />

إما العزلة و االنفراد ؛ ففيها سالمتك .. و إما أن تكون مخالطتك مع شركائك بقدر خصالهم ، بأن تعلم أن األخوة ثالثة :<br />

أخ لخرين فال تراع فيه إال الدين ، وأخ لدنياك فال تراع فيه إال الخلق الحسن ، وأخ لتأنس به فال تراع فيه إال السالمة<br />

من شره و فتنته و خبثه .<br />

و الناس ثالثة : أحدهم مثله مثل الغذاء ال يستغنى عنه ، و الخر مثله مثل الدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت ، و<br />

الثالث مثله مثل الداء ال يحتاج إليه قط ، و لكن العبد قد يتسلى به ، وهو الذي ال أنس فيه و ال نفع ؛ فتجب مداراته إلى<br />

الخالص منه ، و في مشاهدته فائدة عظيمة إن وفقت لها ، و هو أن تشاهد من خبائث أحواله وأفعاله ما تستقبحه فتجتنبه؛<br />

فالسعيد من وعظ بغيره،‏ والمؤمن مرآة المؤمن .<br />

و قيل لعيسى عليه السالم : من أدبك ؟ ، فقال : ما أدبني أحد ، و لكن رأيت جهل الجاهل فاجتنبته . و لقد صدق على<br />

نبينا و عليه الصالة والسالم فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم ، لكملت آدابهم و استغنوا عن المؤدبين .<br />

أَوْصَ‏ ى علقمة ابْنَهُ‏ فَقَالَ‏ : « يَا بُنَيَّ‏ إِذَا عَ‏ رَ‏ ضَ‏ تْ‏ لَكَ‏ إِلَى صُ‏ حْ‏ بَةِ‏ الرِّجَ‏ الِ‏ حَ‏ اجَ‏ ةٌ‏ فَاصْ‏ حَ‏ بْ‏ مَنْ‏ إِذَا خَ‏ دَمْتَهُ‏ صَ‏ انَكَ‏ ، وَإِنْ‏ صَ‏ حِ‏ بْتَهُ‏<br />

زَانَكَ‏ ، وَإِنْ‏ قَعَدَتْ‏ بِكَ‏ مَؤُونَةٌ‏ مَانَكَ‏ ، وَاصْ‏ حَبْ‏ مَنْ‏ إِذَا مَدَدْتَ‏ يَدَكَ‏ بِخَيْرٍ‏ مَدَّهَا،‏ وَإِنْ‏ رَأَى مِنْكَ‏ حَسَنَةً‏ عَدَّهَا،‏ وَإِنْ‏ رَأَى سَيِّئَةً‏<br />

سدَّهَا.‏ اصْ‏ حَبْ‏ مَنْ‏ إِذَا سَأَلْتَهُ‏ أَعْطَاكَ‏ ، وَإِنْ‏ سَكَتَّ‏ ابْتَدَاكَ‏ ، وَإِنْ‏ نَزَلَتْ‏ بِكَ‏ نَازِلَةٌ‏ وَاسَاكَ‏ ، اصْ‏ حَبْ‏ مَنْ‏ إِذَا قُلْتَ‏ صَ‏ دَّقَ‏ قَوْلَكَ‏ ،<br />

وَإِنْ‏ حَ‏ اوَلْتَ‏ أَمْرً‏ ا آمَرَ‏ كَ‏ ، وَإِنْ‏ تَنَازَ‏ عْ‏ تُمَا آثَرَ‏ كَ‏ » .<br />

24

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!