4 - Islamguiden
4 - Islamguiden 4 - Islamguiden
أقوال السلف في اختيار الصاحب : قال صاحب روضه العقالء : قال أَبُو حاتم رَ ضِ يَ اهللَّ عنه : « إنَّ من أعظم الدالئل على معرفة مَا فيه المرء من تقلبه و سكونه ، هو االعتبار بمن يحادثه و يوده ، ألن المرء على دين خليله و طير السماء على أشكالها تقع ، و ما رأيت شيئا أدل على شيء و ال الدخان على النار مثل الصاحب على الصاحب » . و كان مالك رحمه اهلل يقول : « الناس أشكال كأجناس الطير ، الحمام مع الحمام و الغراب مع الغراب و البط مع البط و الصعو مع الصعو ، و كل إنسان مع شكله » . وقال المنتصر بْن بالل األنصاري : يزين الفتى في قومه و يشينه ... و في غيرهم أخدانه و مداخله لكل امرئ شكل من الناس مثله ... و كل امرئ يهوى إلى من يشاكله قال أَبُو حاتم رحمه اهلل : « العاقل يجتنب المريب في نفسه ، و يفارق صحبة المتهم في دينه ، ألن من صحب قومًا عرف بهم و من عاشر امرئ نسب إليه ، و الرجل ال يصاحب إال مثله أو شكله ، فإذا لم يجد المرء بدًا من صحبة الناس ، تحرى صحبة من زانه إذا صحبه و لم يشنه إذا عرف به ، و إن رأى منه حسنة عدها ، و إن رأى منه سيئةً سترها ، و إن سكت عنه ابتدأه و إن سأله أعطاه » . و قال الحسن ابن على رضي اهلل عنهما : إنَّ أخاك الحق من كان معك ... و من يضر نفسه لينفعك و من إذا ريب الزمان صدعك ... شتت شمل نفسه ليجمعك و قال أبو طالب المكي رحمه اهلل : « ال تصحّ مؤاخاة مبتدع في اهلل تعالى ، و ال محبة فاسق يصحب على فسوقه » . و اعلم أيها المسلم أنَّ المرء مع من أحب كما قال النبي صلى اهلل عليه و سلم ، عن ابن مسعود رضي اهلل عنه قَالَ : جاء رجلٌ إلى رَ سُ ولِ اهلل صلى اهلل عليه و سلم فَقَالَ : يَا رَ سُ ول اهلل ، كَيْفَ تَقُولُ في رَ جُ لٍ أَحَ بَّ قَوْمًا وَ لَمْ يَلْحَ قْ بِهِمْ ؟ ، فَقَالَ رَ سُ ول اهلل صلى اهلل عليه و سلم : « المَرْ ءُ مَعَ مَنْ أحَ بَّ » . مُتَّفَقٌ عَ لَيهِ و عن أَنس رضي اهللَّ عنه ، أَنَّ أَعرابياً قَالَ لرسول اهللَّ صَ لّى اهللُ عَ لَيْهِ و سَ لَّم : مَتَى السَّ اعَ ةُ ؟ ، قَالَ رسولُ اهللَّ صَ لّى اهللُ عَ لَيْهِ و سَ لَّم : مَا أَعْ دَدْتَ لَهَا ؟ ، قَالَ : حُ ب اهللَِّ و رسولِهِ ، قَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْ بَبْتَ . متفقٌ عَ لَيهِ ، و هذا لفظ مسلمٍ . فإن كنت تحب النبي صلى اهلل عليه و سلم ، و أصحابه و أهل الدين و الخير فأنت معهم بإذن اهلل ، و إن كنت تحب أهل البدع و المعاصي فأنت معهم . و في نهاية هذه الرحلة الطيبة ، نختتمها بهذا الحوار الجميل الذي دار بين سفيان الثوري و جعفر الصادق رحمهما اهلل : عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرٍ الصَّ ادِقِ فَقُلْت لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اهللَِّ أَوْصِ نِي ، قَالَ : يَا سُفْيَانُ الَ مُرُوءَةَ لِكَذُوبٍ وَ الَ رَاحَةَ لِحَسُودٍ وَ الَ إخَاءَ لِمَلُولٍ وَ الَ سُؤْدُدَ لِسَيِّئِ الْخُلُقِ ، قُلْت: يَا ابْنَ رَسُولِ اهللَِّ زِدْنِي ، قَالَ : يَا سُفْيَانُ كُفَّ عَنْ مَحَارِمِ اهللَِّ . تَكُنْ عَابِرًا وَ ارْضَ بِمَا قَسَمَ اهللَُّ لَك تَكُنْ مُسْ لِمًا ، وَ اصْ حَبْ النَّاسَ بِمَا تُحِبُّ أَنْ يَصْ حَبُوك بِهِ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَ الَ تَصْ حَبْ الْفَاجِرَ فَيُعَلِّمَك مِنْ فُجُورِهِ، أَيْ لِلْحَدِيثِ : « الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ » ؛ وَ شَاوِرْ فِي أَمْرِك الَّذِينَ يَخْ شَ وْنَ اهللََّ . قُلْت : يَا ابْنَ رَسُولِ اهللَِّ زِدْنِي ، قَالَ : يَا سُفْيَانُ مَنْ أَرَادَ عِزًّا بِالَ عَشِ يرَةٍ وَ هَيْبَةً بِالَ سُلْطَ انٍ 22
فَلْيَخْ رُجْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِ يَةِ اهللَِّ إلَى طَ اعَ ةِ اهللَِّ ، قُلْت : يَا ابْنَ رَسُ ولِ اهللَِّ زِدْنِي ، قَالَ : أَدَّبَنِي أَبِي بِثَالَ ثٍ : قَالَ لِي : أَيْ بُنَيَّ إنَّ مَنْ يَصْ حَ بْ صَ احِ بَ السُّ وءِ الَ يَسْ لَمْ ، وَ مَنْ يَدْخُ لْ مَدَاخِ لَ السُّ وءِ يُتَّهَمْ ، وَ مَنْ الَ يَمْلِكْ لِسَ انَهُ يَنْدَمْ . أخي المسلم أختي المسلمة : بعد هذه الرحلة الطويل مع اختيار الصاحب ، يبقى سؤال : كيف نختارمن نصاحب ؟ . و هناك سؤال يطرح نفسه : المسلم يعيش فى بالد غير المسلمين أو أكثر من حوله من غير المسلمين من أهل الفسق ، فماذا يفعل هل يعتزلهم أم يهجرهم أم يصادقهم ؟ نقول إنَّ اهلل سبحانه و تعالى جعل لنا قاعدة في التعامل مع غير المسلمين ، و هي قوله تعالى : ( الَ يَنْهَاكُمُ اهللَُّ عَ نِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْ رِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُ وا إِلَيْهِمْ إِنَّ اهللََّ يُحِبُّ الْمُقْسِطِ ينَ )8( إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اهللَُّ عَ نِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْ رَ جُ وكُمْ مِنْ دِيَارِ كُمْ وَظَ اهَرُوا عَ لَى إِخْ رَ اجِ كُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّ الِمُونَ )9( ) سورة الممتحنة . ففي هذه الية أحكام التعايش مع غير المسلمين - خاصة إن كان التعايش في بالدهم - ، فعلى المسلم أن يحسن إليهم في المعامالت ال يرون منه إال كل خير ليكون مثالً جيدًا للمسلمين و يكون سفيرً ا للسالم ، لكن ال يطلعهم على أسراره و ال يأتمنهم على أبنائه ، و ال يكثر من زيارتهم و ال يتخذهم أولياء من دون اهلل ، و ال لكنه يجوز له زيارة مرضاهم و التعزية في ميتهم و قبول دعوتهم للطعام ، و هذا خاص باليهود و النصارى ، فقد أحل اهلل لنا طعام أهل الكتاب من اليهود و النصارى ، فقال تعالى : ( الْيَوْمَ أُحِ لَّ لَكُمُ الطَّ يِّبَاتُ وَطَ عَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِ لٌّ لَكُمْ وَطَ عَامُكُمْ حِ لٌّ لَهُمْ ) المائدة5 ؛ لكن من هم ليسوا من أهل الكتاب فال يجوز حضور دعواتهم إلى الطعام . و الن هيا بنا ننظر كيف نختار الصديق : ما ذاقَتِ النَفسُ على شَ هوةٍ ... أَلَذَّ مِن حُ بِّ صَ ديقٍ أَمين من فاتَهُ وُدُّ أَخٍ صالِحٍ ... فَذَلِكَ المَغبونُ حَ قَّ اليَقين « عاشروا الناس ، فإن عشتم حنوا إليكم ، و إن متم بكوا عليكم » . شروط الصحبة و الصداقة : قال العلماء : إذا طلبت رفيقا ليكون شريكك في التعلم ، و صاحبك في أمر دينك ودنياك ، فراع فيه خمس خصال : األولى : العقل : فال خير في صحبة األحمق ، فإلى الوحشة و القطيعة يرجع آخرها ، و أحسن أحواله أن يضرك و هو يريد أن ينفعك ، و العدو العاقل خير من الصديق األحمق . فَال تَصحَ ب أَخا الجَ هلِ ... وَ إِياكَ وَإِياهُ فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى ... حَ ليماً حِ ينَ آَخاهُ يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ ... إذا ما المَرءُ ماشاهُ كَحَ ذو النَعلِ بِالنَعلِ ... إِذا مالنَعلُ حاذاهُ وَ للشيء مِنَ الشيء ... مَقاييِسُ وَأَشباهُ وَ لِلقَلبِ عَ لى القَلبِ ... دَليلٌ حِ ينَ يَلقاهُ 23
- Page 4 and 5: -1 المقدمة. 5 2- األد
- Page 6 and 7: البداية أهمية وجود
- Page 8 and 9: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 10 and 11: و من أهمية األدب ، ف
- Page 12 and 13: وَ رَ وَى عَ نِ
- Page 14 and 15: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 16 and 17: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 18 and 19: قل لي : من صاحبك ؟ ،
- Page 20 and 21: وَالْعَرَبُ تَقُ
- Page 24 and 25: الثانية: حسن الخل
- Page 26 and 27: وَ بِالْجُ مْلَ
- Page 28 and 29: 9- حسن الظن : و منها ح
- Page 30 and 31: 17- الذب عن اإلخوان :
- Page 32 and 33: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 34 and 35: و اآلن نبدأ في منهج
- Page 36 and 37: و يكره أنْ يتسمى ا
- Page 38 and 39: و قد كانت أم احمد بن
- Page 40 and 41: 5- تقوية العقيدة في
- Page 42 and 43: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 44 and 45: و أكثر ما يتعرض له م
- Page 46 and 47: 3- اختيار الوقت للنص
- Page 48 and 49: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 50 and 51: وأيضً ا مثال آخر :
- Page 52 and 53: أقوال العلماء في آد
- Page 54 and 55: و مدح اهلل من يتبع ا
- Page 56 and 57: و لم يفتح له في الصو
- Page 58 and 59: و في ذلك يقول شيخ اإ
- Page 60 and 61: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 62 and 63: مضار الجدال : 1- صفة
- Page 64 and 65: 5- قال أبو الدّرداء
- Page 66 and 67: و ها هو الشافعي الذ
- Page 68 and 69: و قد ثبت الهجر في ال
- Page 70: و هجر الزوجة وسيلة
أقوال السلف في اختيار الصاحب :<br />
قال صاحب روضه العقالء :<br />
قال أَبُو حاتم رَ ضِ يَ اهللَّ عنه : « إنَّ من أعظم الدالئل على معرفة مَا فيه المرء من تقلبه و سكونه ، هو االعتبار بمن<br />
يحادثه و يوده ، ألن المرء على دين خليله و طير السماء على أشكالها تقع ، و ما رأيت شيئا أدل على شيء و ال الدخان<br />
على النار مثل الصاحب على الصاحب » .<br />
و كان مالك رحمه اهلل يقول : « الناس أشكال كأجناس الطير ، الحمام مع الحمام و الغراب مع الغراب و البط مع البط و<br />
الصعو مع الصعو ، و كل إنسان مع شكله » .<br />
وقال المنتصر بْن بالل األنصاري :<br />
يزين الفتى في قومه و يشينه ... و في غيرهم أخدانه و مداخله<br />
لكل امرئ شكل من الناس مثله ... و كل امرئ يهوى إلى من يشاكله<br />
قال أَبُو حاتم رحمه اهلل : « العاقل يجتنب المريب في نفسه ، و يفارق صحبة المتهم في دينه ، ألن من صحب قومًا<br />
عرف بهم و من عاشر امرئ نسب إليه ، و الرجل ال يصاحب إال مثله أو شكله ، فإذا لم يجد المرء بدًا من صحبة الناس<br />
، تحرى صحبة من زانه إذا صحبه و لم يشنه إذا عرف به ، و إن رأى منه حسنة عدها ، و إن رأى منه سيئةً سترها ،<br />
و إن سكت عنه ابتدأه و إن سأله أعطاه » .<br />
و قال الحسن ابن على رضي اهلل عنهما :<br />
إنَّ أخاك الحق من كان معك ... و من يضر نفسه لينفعك<br />
و من إذا ريب الزمان صدعك ... شتت شمل نفسه ليجمعك<br />
و قال أبو طالب المكي رحمه اهلل : « ال تصحّ مؤاخاة مبتدع في اهلل تعالى ، و ال محبة فاسق يصحب على فسوقه » .<br />
و اعلم أيها المسلم أنَّ المرء مع من أحب كما قال النبي صلى اهلل عليه و سلم ، عن ابن مسعود رضي اهلل عنه قَالَ : جاء<br />
رجلٌ إلى رَ سُ ولِ اهلل صلى اهلل عليه و سلم فَقَالَ : يَا رَ سُ ول اهلل ، كَيْفَ تَقُولُ في رَ جُ لٍ أَحَ بَّ قَوْمًا وَ لَمْ يَلْحَ قْ بِهِمْ ؟ ، فَقَالَ<br />
رَ سُ ول اهلل صلى اهلل عليه و سلم : « المَرْ ءُ مَعَ مَنْ أحَ بَّ » . مُتَّفَقٌ عَ لَيهِ<br />
و عن أَنس رضي اهللَّ عنه ، أَنَّ أَعرابياً قَالَ لرسول اهللَّ صَ لّى اهللُ عَ لَيْهِ و سَ لَّم : مَتَى السَّ اعَ ةُ ؟ ، قَالَ رسولُ اهللَّ صَ لّى اهللُ<br />
عَ لَيْهِ و سَ لَّم : مَا أَعْ دَدْتَ لَهَا ؟ ، قَالَ : حُ ب اهللَِّ و رسولِهِ ، قَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْ بَبْتَ . متفقٌ عَ لَيهِ ، و هذا لفظ مسلمٍ .<br />
فإن كنت تحب النبي صلى اهلل عليه و سلم ، و أصحابه و أهل الدين و الخير فأنت معهم بإذن اهلل ، و إن كنت تحب أهل<br />
البدع و المعاصي فأنت معهم .<br />
و في نهاية هذه الرحلة الطيبة ، نختتمها بهذا الحوار الجميل الذي دار بين سفيان الثوري و جعفر الصادق رحمهما اهلل :<br />
عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرٍ الصَّ ادِقِ فَقُلْت لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اهللَِّ أَوْصِ نِي ، قَالَ : يَا سُفْيَانُ الَ مُرُوءَةَ<br />
لِكَذُوبٍ وَ الَ رَاحَةَ لِحَسُودٍ وَ الَ إخَاءَ لِمَلُولٍ وَ الَ سُؤْدُدَ لِسَيِّئِ الْخُلُقِ ، قُلْت: يَا ابْنَ رَسُولِ اهللَِّ زِدْنِي ، قَالَ : يَا سُفْيَانُ كُفَّ<br />
عَنْ مَحَارِمِ اهللَِّ . تَكُنْ عَابِرًا وَ ارْضَ بِمَا قَسَمَ اهللَُّ لَك تَكُنْ مُسْ لِمًا ، وَ اصْ حَبْ النَّاسَ بِمَا تُحِبُّ أَنْ يَصْ حَبُوك بِهِ تَكُنْ مُؤْمِنًا<br />
، وَ الَ تَصْ حَبْ الْفَاجِرَ فَيُعَلِّمَك مِنْ فُجُورِهِ، أَيْ لِلْحَدِيثِ : « الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ » ؛ وَ شَاوِرْ<br />
فِي أَمْرِك الَّذِينَ يَخْ شَ وْنَ اهللََّ . قُلْت : يَا ابْنَ رَسُولِ اهللَِّ زِدْنِي ، قَالَ : يَا سُفْيَانُ مَنْ أَرَادَ عِزًّا بِالَ عَشِ يرَةٍ وَ هَيْبَةً بِالَ سُلْطَ انٍ<br />
22