4 - Islamguiden
4 - Islamguiden 4 - Islamguiden
وَالْعَرَبُ تَقُولُ : « لَوْالَ الْوِئَامُ لَهَلَكَ األ َْنَامُ » ، أَيْ : لَوْالَ أَنَّ النَّاسَ يَرَى بَعْضُ هُمْ بَعْضً ا فَيَقْتَدِي بِهِمْ فِي الْخَيْرِ لَهَلَكُوا ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : « مِنْ خَ يْرِ االِ خْ تِيَارِ صُ حْ بَةُ األ َْخْ يَارِ ، وَ مِنْ شَ رِّ االِ خْ تِيَارِ مَوَدَّةُ األ َْشْ رَ ارِ » . وَ هَذَا صَ حِيحٌ ؛ ألَِنَّ لِلْمُصَ احَبَةِ تَأْثِيرًا فِي اكْتِسَابِ األ َْخْالَ قِ ، فَتَصْ لُحُ أَخْالَ قُ الْمَرْءِ بِمُصَ احَبَةِ أَهْلِ الصَّ الَ حِ ، وَ تَفْسُدُ بِمُصَ احَ بَةِ أَهْ لِ الْفَسَ ادِ . وَ لِذَلِكَ قَالَ الشَّ اعِ رُ : ر أَيْت صَ الَ حَ الْمَرْ ءِ يُصْ لِحُ أَهْ لَهُ ... وَ يُعْدِيهِمْ عِ نْدَ الْفَسَ ادِ إذَا فَسَ دْ يُعَظَّ مُ فِي الدُّنْيَا بِفَضْ لِ صَ الَ حِ هِ ... وَ يُحْ فَظُ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي األ َْهْ لِ وَ الْوَلَدْ و قال أبو بَكْرٍ الْخُ وَارِ زْ مِيِّ : الَ تَصْ حَ بْ الْكَسْ الَ نَ فِي حَ االَ تِهِ ... كَمْ صَ الِحٍ بِفَسَ ادِ آخَ رَ يَفْسُ دُ عَ دْوَى الْبَلِيدِ إلَى الْجَ لِيدِ سَ رِ يعَةٌ ... وَ الْجَ مْرُ يُوضَ عُ فِي الرُّمَاد فَيَخْ مُدُ « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل » ، أي : أنه يجذبه خليله إلى دينه و مذهبه ، و لقوة هذا المعنى و تأثيره في النفوس ، شاع على األلسنة قول الشاعر : عن المرء ال تسأل و سلْ عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي و ليس إعداء الجليس بجليسه في خلقه بمقاله و فعاله فقط ، بل بالنظر إليه ، فالنظر في الصورة يؤثر في النفوس أخالقًا مناسبة لخلق المنظور إليه ، فإن من دامت رؤيته لمسرور سر أو لمحزون حزن ، و ليس ذلك في اإلنسان فقط بل في الحيوانات و النبات . فإن الجمل الصعب قد يصير ذلوالً بمقارنة الذلل ، و الذلول قد ينقلب صعبًا بمقارنة الصعاب ، و الريحانة الغضة قد تذبل بمقارنة الذابلة ، و لهذا يلتقط أصحاب الفالحة الرمم عن الزرع لئالَّ تفسدها ، و معلوم أن الماء و الهواء يفسدان بمجاورة الجيفة إذا قربت منهما ، و ذلك مما ال ينكره ذو تجربة ، فإذا كانت هذه األشياء قد بلغت في قبول التأثير هذا المبلغ ، فما الظن بالنفوس البشرية التي موضوعها على قبول صور األشياء خيرها و شرها ؟ ، فقد قيل : إنما سمي اإلنس إنسً ا ، ألنه يأنس بما يراه إن خيرً ا و إن شرًّا . قال الغزالي رحمه اهلل في اإلحياء : « عْ لَمْ أَنَّهُ الَ يَصْ لُحُ لِلصُّ حْ بَةِ كُلُّ إِنْسَ انٍ » . وَ الَ بُدَّ أَنْ يَتَمَيَّزَ بِخِ صَ الٍ وَ صِ فَاتٍ يَرْ غَ بُ بِسَ بَبِهَا فِي صُ حْ بَتِهِ ، و تشترط تلك الخصال بحسب الفوائد المطلوبة من الصحبة ، إذ معنى الشرط ماال بد منه للوصول إلى المقصود ، فباإلضافة إلى المقصود تظهر الشروط . فانظر أخي المسلم إلى هذا الكالم النفيس ، و اسأل نفسك عن صاحبك ، هل يعينك على طاعة اهلل أم يعينك على معصية اهلل ؟ فهل أطعت النبي صلى اهلل عليه و سلم و نظرت من تصاحب ومن تصادق ، و ال تقل : أنا أعرف فالن منذ سنوات طويلة فكيف أقطع عالقتي به ؟ ، نقول لك :قد تعرف إنسان منذ أيام قليلة لكن يعينك على عمل الخير ، و قد تعرف إنسان منذ سنوات لكنّه يعينك على عمل الشر ، و احذر من صاحب السوء ، فإنَّ الصاحب ساحب و الطباع سراقة . 20
فانظر معي إلى مشاهد يوم القيامة ، لتعرف من تصاحب : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّ الِمُ عَ لَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَ ذْتُ مَعَ الرَّسُ ولِ سَ بِيالً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِ ذْ فُالَ نًا خَ لِيالً لَقَدْ أَضَ لَّنِي عَ نِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَ اءَنِي وَكَانَ الشَّ يْطَ انُ لِلِْنْسَ انِ خَ ذُوال 1- مظاهر الندم و الحسرة على سوء اختيار الصاحب : فانظر و تدبر هذا المشهد المهيب و الندم لشديد ، الذي جعل الظالم يعض على يديه و يأكلها من شدة الندم ، ألنه أساء اختيار الصاحب ، و اسأل نفسك : هل تتمنى أن تكون في مثل هذا المشهد ؟ ، بالطبع ال ، إذن اختار من تصاحب . 2- اللعن و العداوة في حوار إبراهيم مع قومه قال لهم : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَ ذْتُمْ مِنْ دُونِ اهللَِّ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَ يَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُ كُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُ كُمْ بَعْضً ا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِ رِ ينَ ) العنكبوت . 25 فانظر إلى قوله تعالى : ( إِنَّمَا اتَّخَ ذْتُمْ مِنْ دُونِ اهللَِّ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَ يَاةِ الدُّنْيَا ) : أي : كانوا يتقربون إلى بعضهم البعض بمعصية اهلل ، ثم إذا حشروا بين يدي اهلل ضعافًا أذالء ، يكفر بعضهم ببعض و يلعن بعضهم بعضً ا . 3- الخصومة و إلقاء التهم : قال تعالى : ( وَ لَوْ تَرَ ى إِذِ الظَّ الِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِ نْدَ رَ بِّهِمْ يَرْ جِ عُ بَعْضُ هُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْ تُضْ عِفُوا لِلَّذِينَ اسْ تَكْبَرُوا لَوْالَ أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ . قالَ الَّذِينَ اسْ تَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْ تُضْ عِفُوا أَنَحْ نُ صَ دَدْنَاكُمْ عَ نِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَ اءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْ رِ مِينَ ) سبأ 32-31 . و هذا مشهد آخر لحوار يدور بين أهل النار الذين كانوا متحابين في الدنيا ، الفريق االول يقول للفريق الثاني : أنت السبب في أنِّي لم أصلي ، و أنت السبب في أنِّي كنت أفعل المعاصي ، فيرد عليه الفريق الثاني بأن قال : بل كنتم مجرمين . -4 االنتقام : قال تعالى : ( وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَ بَّنَا أَرِ نَا اللَّذَيْنِ أَضَ الَّ نَا مِنَ الْجِ نِّ وَ اإلِْنْسِ نَجْ عَلْهُمَا تَحْ تَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ األ َْسْ فَلِينَ ) فصلت . 29 و قال تعالى : ( وَ قَالُوا رَ بَّنَا إِنَّا أَطَ عْنَا سَ ادَتَنَا وَ كُبَرَ اءَنَا فَأَضَ لُّونَا السَّ بِيالَ رَ بَّنَا آتِهِمْ ضِ عْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرً ا( األحزاب 68-67 . و نهى اهلل أن نصاحب أهل الغفلة الذين عبدوا هواهم و شهواتهم و دنياهم ، قال تعالى : ( وَالَ تُطِ عْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِ نَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف . 28 و أمرنا بمصاحبه أهل الدين ، فقال : ( وَاصْ بِرْ نَفْسَ كَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُ ونَ رَ بَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِ يِّ يُرِ يدُونَ وَجْ هَهُ ) الكهف 28. و أعطانا النبي صلى اهلل عليه و سلم مثاالً جميالً لصاحب الخير و صاحب الشر ، عَ نْ أَبِي مُوسَ ى قَالَ : قَالَ رَ سُ ولُ اهللَِّ صَ لَّى اهللَُّ عَلَيْهِ وَ سَ لَّمَ : « مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّ الِحِ وَ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْ كِ وَ نَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَ امِلُ الْمِسْ كِ إِمَّا أَنْ يُحْ ذِيَكَ وَ إِمَّا أَنْ تبتاعَ مِنْهُ و إِمَّا أَن تجدَ مِنْهُ رِ يحً ا طَ يِّبَةً ، وَ نَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يَحْ رِ قَ ثيابَكَ و إِمَّا أنْ تجدَ مِنْهُ ريحً ا خبيثةً «. مُتَّفق عَ لَيْهِ. فعندما تصاحب أهل الدين و الخير ، فأنت لن تجد منهم إال كل خير ، فإذا طلبت النصيحة أعطوك ، و إن مررت بما تكره واسوك ، و إن ضل بك الطريق أعانوك . أخي المسلم ، أختي المسلمة : علينا جميعًا أن ننظر و نتدبر فيمن نصاحب ، هل نصاحب حامل المسك أم نافخ الكير ؟ و أخبرنا النبي صلى اهلل عليه وسلم من نصاحب من نصاحب ، عن أبي سعيد أَنَّهُ سَ مِعَ النَّبِيَّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ يَقُولُ : « الَ تُصَ احِ بْ إِالَّ مُؤْمِنًا وَ الَ يَأْكُلْ طَ عَامَكَ إِالَّ تَقِيٌّ «. رَ وَاهُ التِّرْ مِذِيُّ وَ أَبُو دَاوُدَ و الدارمي و حسنه األلباني. 21
- Page 4 and 5: -1 المقدمة. 5 2- األد
- Page 6 and 7: البداية أهمية وجود
- Page 8 and 9: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 10 and 11: و من أهمية األدب ، ف
- Page 12 and 13: وَ رَ وَى عَ نِ
- Page 14 and 15: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 16 and 17: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 18 and 19: قل لي : من صاحبك ؟ ،
- Page 22 and 23: أقوال السلف في اختي
- Page 24 and 25: الثانية: حسن الخل
- Page 26 and 27: وَ بِالْجُ مْلَ
- Page 28 and 29: 9- حسن الظن : و منها ح
- Page 30 and 31: 17- الذب عن اإلخوان :
- Page 32 and 33: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 34 and 35: و اآلن نبدأ في منهج
- Page 36 and 37: و يكره أنْ يتسمى ا
- Page 38 and 39: و قد كانت أم احمد بن
- Page 40 and 41: 5- تقوية العقيدة في
- Page 42 and 43: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 44 and 45: و أكثر ما يتعرض له م
- Page 46 and 47: 3- اختيار الوقت للنص
- Page 48 and 49: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 50 and 51: وأيضً ا مثال آخر :
- Page 52 and 53: أقوال العلماء في آد
- Page 54 and 55: و مدح اهلل من يتبع ا
- Page 56 and 57: و لم يفتح له في الصو
- Page 58 and 59: و في ذلك يقول شيخ اإ
- Page 60 and 61: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 62 and 63: مضار الجدال : 1- صفة
- Page 64 and 65: 5- قال أبو الدّرداء
- Page 66 and 67: و ها هو الشافعي الذ
- Page 68 and 69: و قد ثبت الهجر في ال
وَالْعَرَبُ تَقُولُ : « لَوْالَ الْوِئَامُ لَهَلَكَ األ َْنَامُ » ، أَيْ : لَوْالَ أَنَّ النَّاسَ يَرَى بَعْضُ هُمْ بَعْضً ا فَيَقْتَدِي بِهِمْ فِي الْخَيْرِ لَهَلَكُوا ؛<br />
وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : « مِنْ خَ يْرِ االِ خْ تِيَارِ صُ حْ بَةُ األ َْخْ يَارِ ، وَ مِنْ شَ رِّ االِ خْ تِيَارِ مَوَدَّةُ األ َْشْ رَ ارِ » .<br />
وَ هَذَا صَ حِيحٌ ؛ ألَِنَّ لِلْمُصَ احَبَةِ تَأْثِيرًا فِي اكْتِسَابِ األ َْخْالَ قِ ، فَتَصْ لُحُ أَخْالَ قُ الْمَرْءِ بِمُصَ احَبَةِ أَهْلِ الصَّ الَ حِ ، وَ تَفْسُدُ<br />
بِمُصَ احَ بَةِ أَهْ لِ الْفَسَ ادِ . وَ لِذَلِكَ قَالَ الشَّ اعِ رُ :<br />
ر أَيْت صَ الَ حَ الْمَرْ ءِ يُصْ لِحُ أَهْ لَهُ ... وَ يُعْدِيهِمْ عِ نْدَ الْفَسَ ادِ إذَا فَسَ دْ<br />
يُعَظَّ مُ فِي الدُّنْيَا بِفَضْ لِ صَ الَ حِ هِ ... وَ يُحْ فَظُ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي األ َْهْ لِ وَ الْوَلَدْ<br />
و قال أبو بَكْرٍ الْخُ وَارِ زْ مِيِّ :<br />
الَ تَصْ حَ بْ الْكَسْ الَ نَ فِي حَ االَ تِهِ ... كَمْ صَ الِحٍ بِفَسَ ادِ آخَ رَ يَفْسُ دُ<br />
عَ دْوَى الْبَلِيدِ إلَى الْجَ لِيدِ سَ رِ يعَةٌ ... وَ الْجَ مْرُ يُوضَ عُ فِي الرُّمَاد فَيَخْ مُدُ<br />
« المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل » ، أي : أنه يجذبه خليله إلى دينه و مذهبه ، و لقوة هذا المعنى و<br />
تأثيره في النفوس ، شاع على األلسنة قول الشاعر :<br />
عن المرء ال تسأل و سلْ عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي<br />
و ليس إعداء الجليس بجليسه في خلقه بمقاله و فعاله فقط ، بل بالنظر إليه ، فالنظر في الصورة يؤثر في النفوس أخالقًا<br />
مناسبة لخلق المنظور إليه ، فإن من دامت رؤيته لمسرور سر أو لمحزون حزن ، و ليس ذلك في اإلنسان فقط بل في<br />
الحيوانات و النبات .<br />
فإن الجمل الصعب قد يصير ذلوالً بمقارنة الذلل ، و الذلول قد ينقلب صعبًا بمقارنة الصعاب ، و الريحانة الغضة قد<br />
تذبل بمقارنة الذابلة ، و لهذا يلتقط أصحاب الفالحة الرمم عن الزرع لئالَّ تفسدها ، و معلوم أن الماء و الهواء يفسدان<br />
بمجاورة الجيفة إذا قربت منهما ، و ذلك مما ال ينكره ذو تجربة ، فإذا كانت هذه األشياء قد بلغت في قبول التأثير هذا<br />
المبلغ ، فما الظن بالنفوس البشرية التي موضوعها على قبول صور األشياء خيرها و شرها ؟ ، فقد قيل : إنما سمي<br />
اإلنس إنسً ا ، ألنه يأنس بما يراه إن خيرً ا و إن شرًّا .<br />
قال الغزالي رحمه اهلل في اإلحياء : « عْ لَمْ أَنَّهُ الَ يَصْ لُحُ لِلصُّ حْ بَةِ كُلُّ إِنْسَ انٍ » .<br />
وَ الَ بُدَّ أَنْ يَتَمَيَّزَ بِخِ صَ الٍ وَ صِ فَاتٍ يَرْ غَ بُ بِسَ بَبِهَا فِي صُ حْ بَتِهِ ، و تشترط تلك الخصال بحسب الفوائد المطلوبة من<br />
الصحبة ، إذ معنى الشرط ماال بد منه للوصول إلى المقصود ، فباإلضافة إلى المقصود تظهر الشروط .<br />
فانظر أخي المسلم إلى هذا الكالم النفيس ، و اسأل نفسك عن صاحبك ، هل يعينك على طاعة اهلل أم يعينك على معصية<br />
اهلل ؟<br />
فهل أطعت النبي صلى اهلل عليه و سلم و نظرت من تصاحب ومن تصادق ، و ال تقل : أنا أعرف فالن منذ سنوات<br />
طويلة فكيف أقطع عالقتي به ؟ ، نقول لك :قد تعرف إنسان منذ أيام قليلة لكن يعينك على عمل الخير ، و قد تعرف<br />
إنسان منذ سنوات لكنّه يعينك على عمل الشر ، و احذر من صاحب السوء ، فإنَّ الصاحب ساحب و الطباع سراقة .<br />
20