22.11.2014 Views

4 - Islamguiden

4 - Islamguiden

4 - Islamguiden

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

و هي عامة في كل من صاحب الظلمة فأضلوه عن سبيل اهلل ، فإنِّه سيندم يوم القيامة على مصاحبتهم ، و على<br />

اإلعراض عن طريق الهدى الذي جاء به الرسول صلى اهلل عليه و سلم .<br />

روى البخاري و مسلم عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة ، جاءه رسول اهلل صلى اهلل عليه<br />

و سلم ، و عنده عبد اهلل بن أبي أمية و أبو جهل ، فقال له : يا عم ، قل : « ال إله إال اهلل « كلمة أحاج لك بها عند اهلل ،<br />

فقاال له : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ ، فأعادا عليه النبي - صلى اهلل عليه وسلم - فأعاد ، فكان آخر ما قال:‏ هو على<br />

ملة عبد المطلب ، و أبى أن يقول ال إله إال اهلل ، فقال النبي صلى اهلل عليه و سلم : ألستغفرنَّ‏ لك ما لم أنه عنك ، فأنزل<br />

اهلل عز وجل : ( مَا كَانَ‏ لِلنَّبِيِّ‏ وَ‏ الَّذِينَ‏ آمَنُواْ‏ أَن يَسْ‏ تَغْفِرُواْ‏ لِلْمُشْ‏ رِ‏ كِينَ‏ وَلَوْ‏ كَانُواْ‏ أُوْلِي قُرْ‏ بَى ) التوبة . 113<br />

و أنزل اهلل في أبي طالب:‏ ( إِنَّكَ‏ الَ‏ تَهْدِي مَنْ‏ أَحْ‏ بَبْتَ‏ وَ‏ لَكِنَّ‏ اهللََّ‏ يَهْدِي مَن يَشَ‏ اءُ‏ وَ‏ هُوَ‏ أَعْ‏ لَمُ‏ بِالْمُهْتَدِينَ‏ ) القصص . 56<br />

ففي هذه الواقعة التحذير الشديد من مصاحبة األشرار و جلساء السوء ، و في يوم القيامة يقول القرين لقرينه من هذا<br />

الصنف : ( يَا لَيْتَ‏ بَيْنِي وَبَيْنَكَ‏ بُعْدَ‏ الْمَشْ‏ رِ‏ قَيْنِ‏ فَبِئْسَ‏ الْقَرِ‏ ينُ‏ ) الزخرف . 38<br />

أال فانتبهوا يا عباد اهلل ألنفسكم و جالسوا أهل البر و التقوى ، و خالطوا أهل الصالح واالستقامة ، و ابتعدوا و أبعدوا<br />

أوالدكم عن مخالطة األشرار و مصاحبة الفجار ، خصوصً‏ ا في هذا الزمن الذي قل فيه الصالحون و تالطمت فيه أمواج<br />

الفتن ، فإنَّ‏ الخطر عظيم ، و المتمسك بدينه غريب بين الناس ! ، فطوبى للغرباء .<br />

ذكر ابن كثير و القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( اإلخالء يَوْمَئِذٍ‏ بَعْضُ‏ هُمْ‏ لِبَعْضٍ‏ عَ‏ دُوٌّ‏ إِالَّ‏ الْمُتَّقِينَ‏ ) :<br />

إنَّ‏ خَلِيالَ‏ نِ‏ مُؤْمِنَانِ‏ وَ‏ خَلِيالَ‏ نِ‏ كَافِرَانِ‏ ، فَمَاتَ‏ أَحَدُ‏ الْمُؤْمِنَيْنِ‏ فَقَالَ:‏ يَا رَبِّ‏ إِنَّ‏ فُالَ‏ نًا كَانَ‏ يَأْمُرُنِي بِطَاعَتِكَ‏ وَ‏ طَاعَةِ‏ رَسُولِكَ‏<br />

، وَ‏ يَأْمُرُنِي بِالْخَيْرِ‏ وَ‏ يَنْهَانِي عَنِ‏ الشَّرِّ‏ ، وَيُخْبِرُنِي أَنِّي مُالَ‏ قِيكَ‏ ، يَا رَبِّ‏ فَالَ‏ تُضِ‏ لَّهُ‏ بَعْدِي وَاهْدِهِ‏ كَمَا هَدَيْتَنِي وَأَكْرِمْهُ‏ كَمَا<br />

أَكْرَ‏ مْتَنِي،‏ فَإِذَا مَاتَ‏ خَ‏ لِيلُهُ‏ الْمُؤْمِنُ‏ جَ‏ مَعَ‏ بَيْنَهُمَا،‏ فَيَقُولُ‏ : لِيُثْنِ‏ أَحَ‏ دُكُمَا عَ‏ لَى صَ‏ احِ‏ بِهِ،‏ فَيَقُولُ‏ : نِعْمَ‏ األ ‏َْخُ‏ ، وَنِعْمَ‏ الْخَ‏ لِيلُ‏ ، وَنِعْمَ‏<br />

الصَّ‏ احِ‏ بُ‏ ، قَالَ‏ : وَيَمُوتُ‏ أَحَ‏ دُ‏ الْكَافِرَ‏ يْنِ‏ ، فَيَقُولُ‏ : يَا رَ‏ بِّ‏ إِنَّ‏ فُالَ‏ نًا كَانَ‏ يَنْهَانِي عَ‏ نْ‏ طَ‏ اعَ‏ تِكَ‏ وَطَ‏ اعَ‏ ةِ‏ رَ‏ سُ‏ ولِكَ‏ ، وَيَأْمُرُنِي بِالشَّ‏ رِّ‏<br />

وَيَنْهَانِي عَ‏ نِ‏ الْخَ‏ يْرِ‏ ، وَيُخْ‏ بِرُنِي أَنِّي غَ‏ يْرُ‏ مُالَ‏ قِيكَ‏ ، فَيَقُولُ‏ بِئْسَ‏ األ ‏َْخُ‏ ، وَ‏ بِئْسَ‏ الْخَ‏ لِيلُ‏ ، وَ‏ بِئْسَ‏ الصَّ‏ احِ‏ بُ‏ .<br />

و قد أمر النبي صلى اهلل عليه وسلم أن ننظر و نراجع فيمن نصاحب ونصادق ، عَ‏ نْ‏ أَبِي هُرَ‏ يْرَ‏ ةَ‏ قَالَ‏ : قَالَ‏ رَ‏ سُ‏ ولُ‏ اهللَِّ‏<br />

صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَ‏ سَ‏ لَّمَ‏ : « الْمَرْ‏ ءُ‏ عَ‏ لَى دِينِ‏ خَ‏ لِيلِهِ‏ فَلْيَنْظُ‏ رْ‏ أَحَ‏ دُكُمْ‏ مَنْ‏ يُخَ‏ الِلْ‏ » . رَوَاهُ‏ أَحْ‏ مَدُ‏ وَ‏ التِّرْ‏ مِذِيُّ‏ وَ‏ أَبُو دَاوُدَ‏ وصححه<br />

األلباني.‏<br />

قَالَ‏ اإلمام الخطابي : قَوْلُهُ‏ : « الْمَرْ‏ ءُ‏ عَ‏ لَى دِينِ‏ خَ‏ لِيلِهِ‏ » ، مَعْنَاهُ‏ الَ‏ تُخَ‏ الِلْ‏ إِالَّ‏ مَنْ‏ رَ‏ ضِ‏ يتَ‏ دِينَهُ‏ وَ‏ أَمَانَتَهُ‏ ، فَإِنَّكَ‏ إِذَا خَ‏ الَلْتَهُ‏<br />

قَادَكَ‏ إِلَى دِينِهِ‏ وَ‏ مَذْهَبِهِ‏ ، وَالَ‏ تُغَرِّرْ‏ بِدِينِكَ‏ ، وَالَ‏ تُخَ‏ اطِ‏ رْ‏ بِنَفْسِ‏ كَ‏ ، فَتُخَ‏ الِلْ‏ مَنْ‏ لَيْسَ‏ مَرْ‏ ضِ‏ يًّا فِي دِينِهِ‏ وَمَذْهَبِهِ‏ ؛ قَالَ‏ سُفْيَانُ‏ بْنُ‏<br />

عُ‏ يَيْنَةَ:‏ وَ‏ قَدْ‏ رُوِيَ‏ فِي هَذَا الْحَ‏ دِيثِ‏ ، انْظُ‏ رُوا إِلَى فِرْ‏ عَ‏ وْنَ‏ مَعَهُ‏ هَامَانُ‏ ، انْظُ‏ رُوا إِلَى الْحَ‏ جَّ‏ اجِ‏ مَعَهُ‏ يَزِيدُ‏ بْنُ‏ أَبِي مُسْ‏ لِمٍ‏ شَ‏ رٌّ‏ مِنْهُ‏<br />

، انْظُ‏ رُوا إِلَى سُ‏ لَيْمَانَ‏ بْنِ‏ عَ‏ بْدِ‏ الْمَلِكِ‏ صَ‏ حِ‏ بَهُ‏ رَ‏ جَ‏ اءُ‏ بْنُ‏ حَ‏ يْوَةَ‏ فَقَوَّمَهُ‏ وَسَ‏ دَّدَهُ‏ ، وَ‏ يُقَالُ‏ : إِنَّ‏ الْخَ‏ لَّةَ‏ مَأْخُ‏ وذَةٌ‏ مِنْ‏ تَخَ‏ لُّلِ‏ الْمَوَدَّةِ‏ الْقَلْبَ‏<br />

وَ‏ تَمَكُّنِهَا مِنْهُ‏ : وَ‏ هِيَ‏ أَعْ‏ لَى دَرَ‏ جِ‏ اإلِْخَ‏ اءِ‏ ، وَ‏ ذَلِكَ‏ أَنَّ‏ النَّاسَ‏ فِي األ ‏َْصْ‏ لِ‏ أَجَ‏ انِبُ‏ فَإِذَا تَعَارَ‏ فُوا ائْتَلَفُوا فَهُمْ‏ أَوِدَّاءُ‏ وَإِذَا تَشَ‏ اكَلُوا<br />

فَهُمْ‏ أَحِ‏ بَّاءُ‏ فَإِذَا تَأَكَّدَتِ‏ الْمَحَ‏ بَّةُ‏ صَ‏ ارَ‏ تْ‏ خَ‏ لَّةً‏ .<br />

و قال الماوردي في آداب الدنيا و الدين ، قالَ‏ النَّبِيُّ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَ‏ سَ‏ لَّمَ‏ : « الْمَرْ‏ ءُ‏ عَ‏ لَى دِينِ‏ خَ‏ لِيلِهِ‏ فَلْيَنْظُ‏ رْ‏ أَحَ‏ دُكُمْ‏ مَنْ‏<br />

يُخَالِلُ‏ » . فَإِذَا كَاثَرَهُمْ‏ الْمُجَالِسَ‏ ، وَ‏ طَ‏ اوَلَهُمْ‏ الْمُؤَانِسَ‏ ، أَحَبَّ‏ أَنْ‏ يَقْتَدِيَ‏ بِهِمْ‏ فِي أَفْعَالِهِمْ‏ ، وَيَتَأَسَّى بِهِمْ‏ فِي أَعْ‏ مَالِهِمْ‏ ، وَ‏ الَ‏<br />

يَرْ‏ ضَ‏ ى لِنَفْسِ‏ هِ‏ أَنْ‏ يُقَصِّ‏ رَ‏ عَ‏ نْهُمْ‏ ، وَ‏ الَ‏ أَنْ‏ يَكُونَ‏ فِي الْخَ‏ يْرِ‏ دُونَهُمْ‏ ، فَتَبْعَثُهُ‏ الْمُنَافَسَ‏ ةُ‏ عَ‏ لَى مُسَ‏ اوَاتِهِمْ‏ ، وَ‏ رُبَمَا دَعَ‏ تْهُ‏ الْحَ‏ مِيَّةُ‏ إلَى<br />

الزِّيَادَةِ‏ عَ‏ لَيْهِمْ‏ وَ‏ الْمُكَاثَرَ‏ ةِ‏ لَهُمْ‏ فَيَصِ‏ يرُوا سَ‏ بَبًا لِسَ‏ عَادَتِهِ‏ ، وَ‏ بَاعِ‏ ثًا عَ‏ لَى اسْ‏ تِزَ‏ ادَتِهِ‏ .<br />

19

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!