4 - Islamguiden

4 - Islamguiden 4 - Islamguiden

islamguiden.com
from islamguiden.com More from this publisher
22.11.2014 Views

وَ‏ مِنْهَا : أَنْ‏ يَخْتَلِطَ‏ بِالْمَسَاكِينِ‏ وَ‏ يُحْسِنَ‏ إِلَى األ ‏َْيْتَامِ‏ ، كَانَ‏ النَّبِيُّ‏ صَلَّى اهللَُّ‏ عَلَيْهِ‏ وَ‏ سَلَّمَ‏ يَقُولُ‏ : « اللَّهُمَّ‏ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَ‏ أَمِتْنِي مِسْكِينًا وَ‏ احْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ‏ الْمَسَاكِينِ‏ » . وَ‏ قَدْ‏ رُوِيَ‏ أَنَّ‏ سُلَيْمَانَ‏ عَلَيْهِ‏ السَّالَ‏ مُ‏ فِي مُلْكِهِ‏ ، كَانَ‏ إِذَا دَخَلَ‏ الْمَسْجِدَ‏ فَرَأَى مِسْكِينًا جَلَسَ‏ إِلَيْهِ‏ و ‏َقَالَ‏ : « مِسْكِينٌ‏ جَالَسَ‏ مِسْكِينًا » ؛ وَ‏ فِي الْخَبَرِ‏ : « الَ‏ تَغْبِطَنَّ‏ فَاجِرًا بِنِعْمَةٍ‏ فَإِنَّكَ‏ الَ‏ تَدْرِ‏ ي إِالَ‏ مَ‏ يَصِ‏ يرُ‏ بَعْدَ‏ الْمَوْتِ‏ فَإِنَّ‏ مِنْ‏ وَرَ‏ ائِهِ‏ طَ‏ الِبًا حَ‏ ثِيثًا » . وَ‏ أَمَّا الْيَتِيمُ‏ : فَقَالَ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَلَيْهِ‏ وَ‏ سَ‏ لَّمَ‏ : « مَنْ‏ ضَ‏ مَّ‏ يَتِيمًا حَ‏ تَّى يَسْ‏ تَغْنِيَ‏ فَقَدْ‏ وَجَ‏ بَتْ‏ لَهُ‏ الْجَ‏ نَّةُ‏ » ، وَ‏ قَالَ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَلَيْهِ‏ وَ‏ سَلَّمَ‏ : « أَنَا وَكَافِلُ‏ الْيَتِيمِ‏ كَهَاتَيْنِ‏ - وَ‏ هُوَ‏ يُشِيرُ‏ بِأُصْ‏ بُعَيْهِ‏ - » ، وَ‏ قَالَ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَلَيْهِ‏ وَ‏ سَلَّمَ‏ : « مَنْ‏ وَضَ‏ عَ‏ يَدَهُ‏ عَلَى رَأْسِ‏ يَتِيمٍ‏ تَرَحُّ‏ مًا كَانَتْ‏ لَهُ‏ بِكُلِّ‏ شَ‏ عْرَةٍ‏ تَمُرُّ‏ عَ‏ لَيْهَا يَدُهُ‏ حَ‏ سَ‏ نَةٌ‏ » ، وَ‏ قَالَ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَ‏ سَ‏ لَّمَ‏ : « خَ‏ يْرُ‏ بَيْتٍ‏ مِنَ‏ الْمُسْ‏ لِمِينَ‏ بَيْتٌ‏ فِيهِ‏ يَتِيمٌ‏ يُحْ‏ سَ‏ نُ‏ إِلَيْهِ‏ ، وَ‏ شَ‏ رُّ‏ بَيْتٍ‏ مِنَ‏ الْمُسْ‏ لِمِينَ‏ بَيْتٌ‏ فِيهِ‏ يَتِيمٌ‏ يُسَ‏ اءُ‏ إِلَيْهِ‏ » . وَ‏ مِنْهَا : النَّصِ‏ يحَةُ‏ لِكُلِّ‏ مُسْ‏ لِمٍ‏ وَ‏ الْجُهْدُ‏ فِي إِدْخَالِ‏ السُّرُورِ‏ عَلَى قَلْبِهِ‏ ، قَالَ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَلَيْهِ‏ وَ‏ سَلَّمَ‏ : « الَ‏ يُؤْمِنُ‏ أَحَدُكُمْ‏ حَتَّى يُحِ‏ بَّ‏ ألَِخِ‏ يهِ‏ مَا يُحِ‏ بُّ‏ لِنَفْسِ‏ هِ‏ » ، وَ‏ عَ‏ نْهُ‏ : « مَنْ‏ أَقَرَّ‏ عَ‏ يْنَ‏ مُؤْمِنٍ‏ أَقَرَّ‏ اهللَُّ‏ عَ‏ يْنَهُ‏ يَوْمَ‏ الْقِيَامَةِ‏ » ، وَ‏ عَ‏ نْهُ:‏ « مَنْ‏ فَرَّجَ‏ عَ‏ نْ‏ مُؤْمِنٍ‏ مَغْمُومٍ‏ أَوْ‏ أَعَ‏ انَ‏ مَظْ‏ لُومًا غُ‏ فِرَ‏ لَهُ‏ » ، وَ‏ عَ‏ نْهُ‏ : « إِنَّ‏ مِنْ‏ أَحَ‏ بِّ‏ األ ‏َْعْ‏ مَالِ‏ إِلَى اهللَِّ‏ إِدْخَ‏ الُ‏ السُّ‏ رُورِ‏ عَ‏ لَى قَلْبِ‏ الْمُؤْمِنِ‏ وَ‏ أَنْ‏ يُفَرِّجَ‏ عَ‏ نْهُ‏ غَ‏ مًّا أَوْ‏ يَقْضِ‏ يَ‏ عَ‏ نْهُ‏ دَيْنًا أَوْ‏ يُطْ‏ عِمَهُ‏ مِنْ‏ جُ‏ وعٍ‏ » . وَ‏ مِنْهَا : أَنْ‏ يَعُودَ‏ مَرْضَ‏ اهُمْ‏ ؛ وَ‏ أَدَبُ‏ الْعَائِدِ‏ : خِفَّةُ‏ الْجِلْسَةِ‏ وَ‏ قِلَّةُ‏ السُّؤَالِ‏ وَ‏ إِظْ‏ هَارُ‏ الرِّقَّةِ‏ وَ‏ الدُّعَاءُ‏ بِالْعَافِيَةِ‏ وَ‏ غَضُّ‏ الْبَصَ‏ رِ‏ عَ‏ نْ‏ عَ‏ وْرَ‏ اتِ‏ الْمَوْضِ‏ عِ‏ . وَ‏ عِ‏ نْدَ‏ االِ‏ سْ‏ تِئْذَانِ‏ الَ‏ يُقَابِلُ‏ الْبَابَ‏ ، وَ‏ يَدُقُّ‏ بِرِ‏ فْقٍ‏ ، وَ‏ الَ‏ يَقُولُ‏ : « أَنَا » إِذَا قِيلَ‏ لَهُ‏ مَنْ‏ ؟ . وَ‏ فِي الْحَ‏ دِيثِ‏ عَ‏ نْهُ‏ - صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَ‏ سَ‏ لَّمَ‏ - : « إِذَا عَ‏ ادَ‏ الْمُسْ‏ لِمُ‏ أَخَ‏ اهُ‏ أَوْ‏ زَارَهُ‏ قَالَ‏ اهللَُّ‏ تَعَالَى:‏ طِ‏ بْتَ‏ وَطَ‏ ابَ‏ مَمْشَ‏ اكَ‏ وَتَبَوَّأْتَ‏ مَنْزِ‏ الً‏ فِي الْجَ‏ نَّةِ‏ » ، وَعَ‏ نْ‏ عثمان رَ‏ ضِ‏ يَ‏ اهللَُّ‏ عَ‏ نْهُ‏ قَالَ‏ : « مَرِ‏ ضْ‏ تُ‏ ، فَعَادَنِي رَ‏ سُ‏ ولُ‏ اهللَِّ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ فَقَالَ‏ : بِسْ‏ م اهللَِّ‏ الرَّحْمَنِ‏ الرَّحِيمِ‏ . أُعِيذُكَ‏ بِاهللَِّ‏ األ ‏َْحَدِ‏ الصَّ‏ مَدِ‏ الَّذِي لَمْ‏ يَلِدْ‏ وَ‏ لَمْ‏ يُولَدْ‏ وَ‏ لَمْ‏ يَكُنْ‏ لَهُ‏ كُفُوًا أَحَدٌ‏ مِنْ‏ شَرِّ‏ مَا تَجِدُ‏ قَالَهُ‏ مِرَارًا«‏ ؛ وَ‏ يُسْتَحَبُّ‏ لِلْعَلِيلِ‏ أَيْضً‏ ا أَنْ‏ يَقُولَ‏ : « أَعُوذُ‏ بِعِزَّةِ‏ اهللَِّ‏ وَ‏ قُدْرَتِهِ‏ مِنْ‏ شَرِّ‏ مَا أَجِدُ‏ » ، وَ‏ قَالَ‏ طَاوُوسٌ‏ : « أَفْضَ‏ لُ‏ الْعِبَادَةِ‏ أَخَ‏ فُّهَا«.‏ وَ‏ جُ‏ مْلَةُ‏ أَدَبِ‏ الْمَرِ‏ يضِ‏ حُ‏ سْ‏ نُ‏ الصَّ‏ بْرِ‏ ، وَ‏ قِلَّةُ‏ الشَّ‏ كْوَى وَ‏ الضَّ‏ جَ‏ رِ‏ ، وَ‏ الْفَزَ‏ عُ‏ إِلَى الدُّعَ‏ اءِ‏ ، وَ‏ التَّوَكُّلُ‏ بَعْدَ‏ الدَّوَاءِ‏ عَ‏ لَى خَ‏ الِقِ‏ الدَّوَاءِ‏ . ِ وَ‏ مِنْهَا : أَنْ‏ يُشَ‏ يِّعَ‏ جَ‏ نَائِزَهُمْ‏ ، قَالَ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَ‏ سَ‏ لَّمَ‏ : « مَنْ‏ شَ‏ يَّعَ‏ جِ‏ نَازَةً‏ فَلَهُ‏ قِيرَاطٌ‏ مِنَ‏ األ ‏َْجْ‏ رِ‏ ، فَإِنْ‏ وَقَفَ‏ حَ‏ تَّى دُفِنَ‏ فَلَهُ‏ قِيرَ‏ اطَ‏ انِ‏ وَالْقِيرَ‏ اطُ‏ مِثْلُ‏ أُحُ‏ دٍ‏ » ، - جَ‏ بَلٌ‏ عَ‏ ظِ‏ يمٌ‏ فِي الْمَدِينَةِ‏ الْمُنَوَّرَ‏ ةِ‏ - وَ‏ الْقَصْ‏ دُ‏ مِنَ‏ التَّشْ‏ يِيعِ‏ قَضَ‏ اءُ‏ حَ‏ قِّ‏ الْمُسْ‏ لِمِينَ‏ وَ‏ االِ‏ عْ‏ تِبَارُ‏ . وَ‏ مِنْهَا : أَنْ‏ يَزُورَ‏ قُبُورَهُمْ‏ ، وَ‏ الْمَقْصُ‏ ودُ‏ مِنْ‏ ذَلِكَ‏ الدُّعَاءُ‏ وَ‏ االِ‏ عْتِبَارُ‏ وَ‏ تَرْقِيقُ‏ الْقَلْبِ‏ ، قَالَ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَلَيْهِ‏ وَ‏ سَلَّمَ‏ : « مَا رَ‏ أَيْتُ‏ مَنْظَ‏ رً‏ ا إِالَّ‏ وَ‏ الْقَبْرُ‏ أَفْظَ‏ عُ‏ مِنْهُ‏ » صحيح . وَ‏ عَ‏ نْ‏ حَ‏ اتِمٍ‏ األ ‏َْصَ‏ مِّ‏ : « مَنْ‏ مَرَّ‏ بِالْمَقَابِرِ‏ فَلَمْ‏ يَتَفَكَّرْ‏ لِنَفْسِ‏ هِ‏ وَ‏ لَمْ‏ يَدْعُ‏ لَهُمْ‏ فَقَدْ‏ خَ‏ انَ‏ نَفْسَ‏ هُ‏ وَ‏ خَ‏ انَهُمْ‏ «. وَ‏ قَالَ‏ مَيْمُونُ‏ بْنُ‏ مِهْرَانَ‏ : خَرَجْتُ‏ مَعَ‏ عُمَرَ‏ بْنِ‏ عَبْدِ‏ الْعَزِيزِ‏ إِلَى الْمَقْبَرَةِ‏ فَلَمَّا نَظَرَ‏ إِلَى الْقُبُورِ‏ بَكَى ، وَ‏ قَالَ:‏ « يَا ميمون هَذِهِ‏ قُبُورُ‏ آبَائِي كَأَنَّهُمْ‏ لَمْ‏ يُشَارِكُوا أَهْلَ‏ الدُّنْيَا فِي لَذَّاتِهِمْ‏ ، أَمَا تَرَاهُمْ‏ صَ‏ رْعَى قَدْ‏ حَلَّتْ‏ بِهِمُ‏ الْمَثُالَ‏ تُ‏ ، وَ‏ أَصَ‏ ابَ‏ الْهَوَامُ‏ مِنْ‏ أَبْدَانِهِمْ‏ » ، ثُمَّ‏ بَكَى وَ‏ قَالَ‏ : « وَاهللَِّ‏ مَا أَعْ‏ لَمُ‏ أَحَ‏ دًا أَنْعَمَ‏ مِمَّنْ‏ صَ‏ ارَ‏ إِلَى هَذِهِ‏ الْقُبُورِ‏ وَ‏ قَدْ‏ أَمِنَ‏ مِنْ‏ عَ‏ ذَابِ‏ اهللَِّ‏ » . وَ‏ آدَابُ‏ الْمُعَزِّي : خَ‏ فْضُ‏ الْجَ‏ نَاحِ‏ ، وَ‏ إِظْ‏ هَارُ‏ الْحُ‏ زْ‏ نِ‏ ، وَ‏ قِلَّةُ‏ الْحَ‏ دِيثِ‏ وَ‏ تَرْ‏ كُ‏ التَّبَسُّ‏ مِ‏ . وَ‏ آدَابُ‏ تَشْيِيعِ‏ الْجِنَازَةِ‏ : لُزُومُ‏ الْخُشُوعِ‏ ، وَ‏ تَرْكُ‏ الْحَدِيثِ‏ ، وَ‏ مُالَ‏ حَظَةُ‏ الْمَيِّتِ‏ ، وَ‏ التَّفَكُّرُ‏ فِي الْمَوْتِ‏ وَ‏ االِ‏ سْتِعْدَادُ‏ لَهُ‏ . وَ‏ اإلِْسْ‏ رَ‏ اعُ‏ بِالْجِ‏ نَازَ‏ ةِ‏ سُ‏ نَّةٌ‏ . 16

فَهَذِهِ‏ جُ‏ مَلُ‏ آدَابٍ‏ تُنَبِّهُ‏ عَ‏ لَى آدَابِ‏ الْمُعَاشَ‏ رَةِ‏ مَعَ‏ عُ‏ مُومِ‏ الْخَ‏ لْقِ‏ ، وَ‏ الْجُ‏ مْلَةُ‏ الْجَ‏ امِعَةُ‏ فِيهِ‏ : أَنْ‏ الَ‏ تَسْ‏ تَصْ‏ غِرَ‏ مِنْهُمْ‏ أَحَ‏ دًا حَ‏ يًّا كَانَ‏ أَوْ‏ مَيِّتًا فَتَهْلِكَ‏ ألَِنَّكَ‏ الَ‏ تَدْرِي لَعَلَّهُ‏ خَ‏ يْرٌ‏ مِنْكَ‏ ، فَإِنَّهُ‏ وَإِنْ‏ كَانَ‏ فَاسِ‏ قًا،‏ فَلَعَلَّهُ‏ يُخْ‏ تَمُ‏ لَكَ‏ بِمِثْلِ‏ حَ‏ الِهِ‏ وَ‏ يُخْ‏ تَمُ‏ لَهُ‏ بِالصَّ‏ الَ‏ حِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَنْظُ‏ رْ‏ إِلَيْهِمْ‏ فِي حَ‏ الِ‏ دُنْيَاهُمْ‏ بِعَيْنِ‏ التَّعْظِ‏ يمِ‏ فَإِنَّ‏ الدُّنْيَا صَ‏ غِيرَةٌ‏ عِ‏ نْدَ‏ اهللَِّ‏ صَ‏ غِيرٌ‏ مَا فِيهَا ، وَ‏ الَ‏ تَبْذُلْ‏ لَهُمْ‏ دِينَكَ‏ لِتَنَالَ‏ مِنْ‏ دُنْيَاهُمْ‏ فَتَصْ‏ غُرَ‏ فِي أَعْ‏ يُنِهِمْ‏ ثُمَّ‏ تُحْ‏ رَمَ‏ دُنْيَاهُمْ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُعَادِهِمْ‏ بِحَيْثُ‏ تُظْ‏ هِرُ‏ الْعَدَاوَةَ‏ إِالَّ‏ إِذَا رَأَيْتَ‏ مُنْكَرًا فِي الدِّينِ‏ فَتُعَادِي أَفْعَالَهُمُ‏ الْقَبِيحَ‏ ةَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَسْ‏ كُنْ‏ إِلَيْهِمْ‏ فِي ثَنَائِهِمْ‏ عَ‏ لَيْكَ‏ فِي وَجْ‏ هِكَ‏ وَ‏ حُ‏ سْ‏ نِ‏ بِشْ‏ رِهِمْ‏ لَكَ‏ فَقَدْ‏ الَ‏ يَكُونُ‏ لِذَلِكَ‏ حَ‏ قِيقَةٌ‏ بَاطِ‏ نًا ، وَ‏ الَ‏ تَشْ‏ كُ‏ إِلَيْهِمْ‏ أَحْ‏ وَالَكَ‏ فَيَكِلَكَ‏ اهللَُّ‏ إِلَيْهِمْ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَطْ‏ مَعْ‏ أَنْ‏ يَكُونُوا لَكَ‏ فِي الْغَيْبِ‏ وَ‏ السِّرِّ‏ كَمَا فِي الْعَالَ‏ نِيَةِ‏ فَذَلِكَ‏ طَ‏ مَعٌ‏ كَاذِبٌ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَطْ‏ مَعْ‏ فِيمَا فِي أَيْدِيهِمْ‏ فَتَسْ‏ تَعْجِ‏ لَ‏ الذُّلَّ‏ ، وَ‏ إِذَا سَ‏ أَلْتَ‏ أَخً‏ ا مِنْهُمْ‏ حَ‏ اجَ‏ ةً‏ قَضَ‏ اهَا فَهُوَ‏ أَخٌ‏ مُسْ‏ تَفَادٌ‏ ، وَ‏ إِنْ‏ لَمْ‏ يَقْضِ‏ فَالَ‏ تُعَاتِبْهُ‏ فَيَصِ‏ يرَ‏ عَدُوًّا تَطُ‏ ولُ‏ عَلَيْكَ‏ مُقَاسَاتُهُ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَشْ‏ تَغِلْ‏ بِوَعْ‏ ظِ‏ مَنْ‏ الَ‏ تَرَى فِيهِ‏ مَخَايِلَ‏ الْقَبُولِ‏ فَالَ‏ يَسْ‏ مَعُ‏ مِنْكَ‏ وَ‏ يُعَادِيكَ‏ ، وَ‏ لْيَكُنْ‏ وَعْ‏ ظُ‏ هُ‏ عَرَضً‏ ا وَ‏ اسْ‏ تِرْسَاالً‏ مِنْ‏ غَيْرِ‏ تَنْصِ‏ يصٍ‏ عَلَى الشَّخْ‏ صِ‏ ، وَ‏ إِذْ‏ بَلَغَكَ‏ مِنْهُمْ‏ غِيبَةً‏ أَوْ‏ رَأَيْتَ‏ مِنْهُمْ‏ شَرًّا فَكِلْ‏ أَمْرَهُمْ‏ إِلَى اهللَِّ‏ وَ‏ اسْتَعِذْ‏ بِاهللَِّ‏ مِنْ‏ شَرِّهِمْ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَشْغَلْ‏ نَفْسَكَ‏ بِالْمُكَافَأَةِ‏ فَيَزِيدَ‏ الضَّ‏ رَرُ‏ ، وَ‏ كُنْ‏ فِيهِمْ‏ سَمِيعًا لِحَقِّهِمْ‏ أَصَ‏ مَّ‏ عَنْ‏ بَاطِلِهِمْ‏ نَطُوقًا بِحَقِّهِمْ‏ ، وَ‏ احْذَرْ‏ صُ‏ حْبَةَ‏ أَكْثَرِ‏ النَّاسِ‏ فَإِنَّهُمْ‏ الَ‏ يُقِيلُونَ‏ عَثْرَةً‏ وَ‏ الَ‏ يَغْفِرُونَ‏ زَلَّةً‏ وَ‏ الَ‏ يَسْتُرُونَ‏ عَوْرَةً‏ ، وَ‏ يُحَاسِبُونَ‏ عَلَى النَّقِيرِ‏ وَ‏ الْقِطْ‏ مِيرِ‏ وَ‏ يَحْ‏ سُدُونَ‏ عَلَى الْقَلِيلِ‏ وَ‏ الْكَثِيرِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُعَوِّلْ‏ عَلَى مَوَدَّةِ‏ مَنْ‏ لَمْ‏ تَخْ‏ بَرْهُ‏ حَقَّ‏ الْخِبْرَةِ‏ بِأَنْ‏ تَصْ‏ حَبَهُ‏ مُدَّةً‏ فَتُجَ‏ رِّبَهُ‏ فِي أَحْ‏ وَالِهِ‏ ، أَوْ‏ تُعَامِلَهُ‏ بِالدِّينَارِ‏ وَ‏ الدِّرْ‏ هَمِ‏ أَوْ‏ تَقَعَ‏ فِي شِ‏ دَّةٍ‏ فَتَحْ‏ تَاجَ‏ إِلَيْهِ‏ أَوْ‏ تُسَ‏ افِرَ‏ مَعَهُ‏ ، فَإِنْ‏ رَضِ‏ يتَهُ‏ فِي هَذِهِ‏ االحوال فتاخذه اب لك ان كان كبيرا وابنا لك ان كان صغيرا او اخا ان كان مثال لك.‏ جملة من اآلداب العامة التي يتحلى بها المسلم في معامالته مع المسلمين و غير المسلمين : قَالَ‏ بَعْضُ‏ الْحُكَمَاءِ:‏ « إِنْ‏ أَرَدْتَ‏ حُسْنَ‏ الْمَعِيشَةِ‏ فَالْقَ‏ صَ‏ دِيقَكَ‏ وَ‏ عَدُوَّكَ‏ بِوَجْهِ‏ الرِّضَ‏ ا ، وَ‏ تَوَقَّرْ‏ مِنْ‏ غَيْرِ‏ كِبْرٍ‏ ، وَ‏ تَوَاضَ‏ عْ‏ فِي غَ‏ يْرِ‏ مَذَلَّةٍ‏ ، وَ‏ كُنْ‏ فِي جَ‏ مِيعِ‏ أُمُورِكَ‏ فِي أَوْسَ‏ طِ‏ هَا ، فَكِالَ‏ طَ‏ رَفَيْ‏ قَصْ‏ دِ‏ األ ‏ُْمُورِ‏ ذَمِيمٌ‏ . وَ‏ الَ‏ تَنْظُ‏ رْ‏ فِي عِ‏ طْ‏ فَيْكَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُكْثِرِ‏ االِ‏ لْتِفَاتَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَقِفْ‏ عَلَى الْجَمَاعَاتِ‏ ، وَ‏ إِذَا جَلَسْتَ‏ فَالَ‏ تَسْتَوْفِزْ‏ وَ‏ تَحَفَّظْ‏ مِنْ‏ تَشْبِيكِ‏ أَصَ‏ ابِعِكَ‏ وَ‏ الْعَبَثِ‏ بِلِحْيَتِكَ‏ وَ‏ خَاتَمِكَ‏ وَ‏ تَخْلِيلِ‏ أَسْنَانِكَ‏ وَ‏ إِدْخَالِ‏ أُصْ‏ بُعِكَ‏ فِي أَنْفِكَ‏ وَ‏ كَثْرَةِ‏ بُصَ‏ اقِكَ‏ وَ‏ تَنَخُّمِكَ‏ ، وَ‏ كَثْرَةِ‏ التَّمَطِّ‏ ي وَ‏ التَّثَاؤُبِ‏ فِي وُجُوهِ‏ النَّاسِ‏ وَ‏ فِي الصَّ‏ الَ‏ ةِ‏ وَ‏ غَيْرِهَا ، وَ‏ لْيَكُنْ‏ مَجْ‏ لِسُكَ‏ هَادِئًا وَ‏ حَدِيثُكَ‏ مَنْظُ‏ ومًا مُرَتَّبًا . وَ‏ أَصْ‏ غِ‏ إِلَى الْكَالَ‏ مِ‏ الْحَسَنِ‏ مِمَّنْ‏ حَدَّثَكَ‏ مِنْ‏ غَيْرِ‏ إِظْ‏ هَارِ‏ تَعَجُّبٍ‏ مُفْرِطٍ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَسْأَلْهُ‏ إِعَادَتَهُ‏ . وَ‏ اسْكُتْ‏ عَنِ‏ الْمَضَ‏ احِكِ‏ وَالَ‏ تُحَدِّثْ‏ عَنْ‏ عْجَابِكَ‏ بِوَلَدِكَ‏ وَ‏ الَ‏ شِعْرِكَ‏ وَ‏ الَ‏ تَصْ‏ نِيفِكَ‏ وَ‏ سَ‏ ائِرِ‏ مَا يَخُ‏ صُّ‏ كَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَتَصَ‏ نَّعْ‏ تَصَ‏ نُّعَ‏ الْمَرْ‏ أَةِ‏ فِي التَّزَيُّنِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَتَبَذَّلْ‏ تَبَذُّلَ‏ الْعَبْدِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُلِحَّ‏ فِي الْحَ‏ اجَ‏ اتِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُشَ‏ جِّ‏ عْ‏ أَحَ‏ دًا عَلَى الظُّلْمِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُعْلِمْ‏ أَهْلَكَ‏ وَ‏ وَلَدَكَ‏ فَضْ‏ الً‏ عَنْ‏ غَيْرِهِمْ‏ مِقْدَارَ‏ مَالِكَ‏ ؛ فَإِنَّهُمْ‏ إِنْ‏ رَأَوْهُ‏ قَلِيالً‏ هُنْتَ‏ عِنْدَهُمْ‏ ، وَإِنْ‏ كَانَ‏ كَثِيرًا لَمْ‏ تَبْلُغْ‏ قَطُّ‏ رِضَ‏ اهُمْ‏ ، وَ‏ خَ‏ وِّفْهُمْ‏ مِنْ‏ غَ‏ يْرِ‏ عُنْفٍ‏ ، وَ‏ لِنْ‏ لَهُمْ‏ مِنْ‏ غَ‏ يْرِ‏ ضَ‏ عْفٍ‏ ، وَ‏ إِذَا خَ‏ اصَ‏ مْتَ‏ فَتَوَقَّرْ‏ وَ‏ تَحَ‏ فَّظْ‏ مِنْ‏ جَ‏ هْلِكَ‏ ، وَ‏ تَجَ‏ نَّبْ‏ عَ‏ جَ‏ لَتَكَ‏ وَ‏ تَفَكَّرْ‏ فِي حُ‏ جَّ‏ تِكَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُكْثِرِ‏ اإلِْشَ‏ ارَ‏ ةَ‏ بِيَدِكَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُكْثِرِ‏ االِ‏ لْتِفَاتَ‏ إِلَى مَنْ‏ وَرَ‏ اءَكَ‏ ، وَ‏ إِذَا هَدَأَ‏ غَ‏ يْظُ‏ كَ‏ فَتَكَلَّمْ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَجْ‏ عَلْ‏ مَالَكَ‏ أَكْرَمَ‏ مِنْ‏ عِ‏ رْ‏ ضِ‏ كَ‏ . وَ‏ إِنْ‏ دَخَ‏ لْتَ‏ مَجْ‏ لِسً‏ ا فَاأل ‏َْدَبُ‏ فِيهِ‏ الْبِدَايَةُ‏ بِالتَّسْ‏ لِيمِ‏ وَ‏ تَرْ‏ كُ‏ التَّخَ‏ طِّ‏ ي لِمَنْ‏ سَ‏ بَقَ‏ ، وَ‏ الْجُ‏ لُوسُ‏ حَ‏ يْثُ‏ اتَّسَ‏ عَ‏ وَ‏ حَ‏ يْثُ‏ يَكُونُ‏ أَقْرَبَ‏ إِلَى التَّوَاضُ‏ عِ‏ ، وَ‏ أَنْ‏ تُحَ‏ يِّيَ‏ بِالسَّ‏ الَ‏ مِ‏ مَنْ‏ قَرُبَ‏ مِنْكَ‏ عِ‏ نْدَ‏ الْجُ‏ لُوسِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَجْ‏ لِسْ‏ عَ‏ لَى الطَّ‏ رِيقِ‏ ، فَإِنْ‏ جَلَسْ‏ تَ‏ فَأَدَبُهُ‏ : غَضُّ‏ الْبَصَ‏ رِ‏ ، وَ‏ نُصْ‏ رَةُ‏ الْمَظْ‏ لُومِ‏ ، وَ‏ إِغَاثَةُ‏ الْمَلْهُوفِ‏ ، وَ‏ عَوْنُ‏ الضَّ‏ عِيفِ‏ ، وَ‏ إِرْشَادُ‏ الضَّ‏ الِّ‏ ، وَ‏ رَدُّ‏ السَّالَ‏ مِ‏ ، وَ‏ إِعْ‏ طَ‏ اءُ‏ السَّائِلِ‏ ، وَ‏ األ ‏َْمْرُ‏ بِالْمَعْرُوفِ‏ وَ‏ النَّهْيُ‏ عَنِ‏ الْمُنْكَرِ‏ ، وَ‏ االِ‏ رْتِيَادُ‏ لِمَوْضِ‏ عِ‏ الْبُصَ‏ اقِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَبْصُ‏ قْ‏ فِي جِهَةِ‏ الْقِبْلَةِ‏ ، وَإِيَّاكَ‏ أَنْ‏ تُمَازِحَ‏ لَبِيبًا أَوْ‏ غَيْرَ‏ لَبِيبٍ‏ ، فَإِنَّ‏ اللَّبِيبَ‏ يَحْ‏ قِدُ‏ عَلَيْكَ‏ وَ‏ السَّفِيهَ‏ يَجْ‏ تَرِئُ‏ عَلَيْكَ‏ . وَ‏ مَنْ‏ بُلِيَ‏ فِي مَجْ‏ لِسٍ‏ بِمِزَاح أَوْ‏ لَغَطٍ‏ فَلْيَذْكُرِ‏ اهللََّ‏ عَ‏ نْ‏ قِيَامِهِ‏ ، قَالَ‏ النَّبِيُّ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَ‏ سَ‏ لَّمَ‏ : « مَنْ‏ جَ‏ لَسَ‏ فِي مَجْ‏ لِسٍ‏ فَكَثُرَ‏ فِيهِ‏ لَغَطُ‏ هُ‏ ، فَقَالَ‏ قَبْلَ‏ أَنْ‏ يَقُومَ‏ مِنْ‏ مَجْ‏ لِسِ‏ هِ‏ ذَلِكَ‏ : سُ‏ بْحَ‏ انَكَ‏ اللَّهُمَّ‏ وَ‏ بِحَ‏ مْدِكَ‏ أَشْ‏ هَدُ‏ أَنْ‏ الَ‏ إِلَهَ‏ إِالَّ‏ أَنْتَ‏ ، أَسْ‏ تَغْفِرُ‏ كَ‏ وَ‏ أَتُوبُ‏ إِلَيْكَ‏ إِالَّ‏ غُ‏ فِرَ‏ مَا كَانَ‏ فِي مَجْ‏ لِسِ‏ هِ‏ ذَلِكَ‏ » . و الحمد هلل رب العالمين . ٍ 17

فَهَذِهِ‏ جُ‏ مَلُ‏ آدَابٍ‏ تُنَبِّهُ‏ عَ‏ لَى آدَابِ‏ الْمُعَاشَ‏ رَةِ‏ مَعَ‏ عُ‏ مُومِ‏ الْخَ‏ لْقِ‏ ، وَ‏ الْجُ‏ مْلَةُ‏ الْجَ‏ امِعَةُ‏ فِيهِ‏ :<br />

أَنْ‏ الَ‏ تَسْ‏ تَصْ‏ غِرَ‏ مِنْهُمْ‏ أَحَ‏ دًا حَ‏ يًّا كَانَ‏ أَوْ‏ مَيِّتًا فَتَهْلِكَ‏ ألَِنَّكَ‏ الَ‏ تَدْرِي لَعَلَّهُ‏ خَ‏ يْرٌ‏ مِنْكَ‏ ، فَإِنَّهُ‏ وَإِنْ‏ كَانَ‏ فَاسِ‏ قًا،‏ فَلَعَلَّهُ‏ يُخْ‏ تَمُ‏ لَكَ‏ بِمِثْلِ‏<br />

حَ‏ الِهِ‏ وَ‏ يُخْ‏ تَمُ‏ لَهُ‏ بِالصَّ‏ الَ‏ حِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَنْظُ‏ رْ‏ إِلَيْهِمْ‏ فِي حَ‏ الِ‏ دُنْيَاهُمْ‏ بِعَيْنِ‏ التَّعْظِ‏ يمِ‏ فَإِنَّ‏ الدُّنْيَا صَ‏ غِيرَةٌ‏ عِ‏ نْدَ‏ اهللَِّ‏ صَ‏ غِيرٌ‏ مَا فِيهَا ، وَ‏ الَ‏<br />

تَبْذُلْ‏ لَهُمْ‏ دِينَكَ‏ لِتَنَالَ‏ مِنْ‏ دُنْيَاهُمْ‏ فَتَصْ‏ غُرَ‏ فِي أَعْ‏ يُنِهِمْ‏ ثُمَّ‏ تُحْ‏ رَمَ‏ دُنْيَاهُمْ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُعَادِهِمْ‏ بِحَيْثُ‏ تُظْ‏ هِرُ‏ الْعَدَاوَةَ‏ إِالَّ‏ إِذَا رَأَيْتَ‏ مُنْكَرًا<br />

فِي الدِّينِ‏ فَتُعَادِي أَفْعَالَهُمُ‏ الْقَبِيحَ‏ ةَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَسْ‏ كُنْ‏ إِلَيْهِمْ‏ فِي ثَنَائِهِمْ‏ عَ‏ لَيْكَ‏ فِي وَجْ‏ هِكَ‏ وَ‏ حُ‏ سْ‏ نِ‏ بِشْ‏ رِهِمْ‏ لَكَ‏ فَقَدْ‏ الَ‏ يَكُونُ‏ لِذَلِكَ‏ حَ‏ قِيقَةٌ‏<br />

بَاطِ‏ نًا ، وَ‏ الَ‏ تَشْ‏ كُ‏ إِلَيْهِمْ‏ أَحْ‏ وَالَكَ‏ فَيَكِلَكَ‏ اهللَُّ‏ إِلَيْهِمْ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَطْ‏ مَعْ‏ أَنْ‏ يَكُونُوا لَكَ‏ فِي الْغَيْبِ‏ وَ‏ السِّرِّ‏ كَمَا فِي الْعَالَ‏ نِيَةِ‏ فَذَلِكَ‏ طَ‏ مَعٌ‏<br />

كَاذِبٌ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَطْ‏ مَعْ‏ فِيمَا فِي أَيْدِيهِمْ‏ فَتَسْ‏ تَعْجِ‏ لَ‏ الذُّلَّ‏ ، وَ‏ إِذَا سَ‏ أَلْتَ‏ أَخً‏ ا مِنْهُمْ‏ حَ‏ اجَ‏ ةً‏ قَضَ‏ اهَا فَهُوَ‏ أَخٌ‏ مُسْ‏ تَفَادٌ‏ ، وَ‏ إِنْ‏ لَمْ‏ يَقْضِ‏ فَالَ‏<br />

تُعَاتِبْهُ‏ فَيَصِ‏ يرَ‏ عَدُوًّا تَطُ‏ ولُ‏ عَلَيْكَ‏ مُقَاسَاتُهُ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَشْ‏ تَغِلْ‏ بِوَعْ‏ ظِ‏ مَنْ‏ الَ‏ تَرَى فِيهِ‏ مَخَايِلَ‏ الْقَبُولِ‏ فَالَ‏ يَسْ‏ مَعُ‏ مِنْكَ‏ وَ‏ يُعَادِيكَ‏ ، وَ‏<br />

لْيَكُنْ‏ وَعْ‏ ظُ‏ هُ‏ عَرَضً‏ ا وَ‏ اسْ‏ تِرْسَاالً‏ مِنْ‏ غَيْرِ‏ تَنْصِ‏ يصٍ‏ عَلَى الشَّخْ‏ صِ‏ ، وَ‏ إِذْ‏ بَلَغَكَ‏ مِنْهُمْ‏ غِيبَةً‏ أَوْ‏ رَأَيْتَ‏ مِنْهُمْ‏ شَرًّا فَكِلْ‏ أَمْرَهُمْ‏<br />

إِلَى اهللَِّ‏ وَ‏ اسْتَعِذْ‏ بِاهللَِّ‏ مِنْ‏ شَرِّهِمْ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَشْغَلْ‏ نَفْسَكَ‏ بِالْمُكَافَأَةِ‏ فَيَزِيدَ‏ الضَّ‏ رَرُ‏ ، وَ‏ كُنْ‏ فِيهِمْ‏ سَمِيعًا لِحَقِّهِمْ‏ أَصَ‏ مَّ‏ عَنْ‏ بَاطِلِهِمْ‏<br />

نَطُوقًا بِحَقِّهِمْ‏ ، وَ‏ احْذَرْ‏ صُ‏ حْبَةَ‏ أَكْثَرِ‏ النَّاسِ‏ فَإِنَّهُمْ‏ الَ‏ يُقِيلُونَ‏ عَثْرَةً‏ وَ‏ الَ‏ يَغْفِرُونَ‏ زَلَّةً‏ وَ‏ الَ‏ يَسْتُرُونَ‏ عَوْرَةً‏ ، وَ‏ يُحَاسِبُونَ‏<br />

عَلَى النَّقِيرِ‏ وَ‏ الْقِطْ‏ مِيرِ‏ وَ‏ يَحْ‏ سُدُونَ‏ عَلَى الْقَلِيلِ‏ وَ‏ الْكَثِيرِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُعَوِّلْ‏ عَلَى مَوَدَّةِ‏ مَنْ‏ لَمْ‏ تَخْ‏ بَرْهُ‏ حَقَّ‏ الْخِبْرَةِ‏ بِأَنْ‏ تَصْ‏ حَبَهُ‏ مُدَّةً‏<br />

فَتُجَ‏ رِّبَهُ‏ فِي أَحْ‏ وَالِهِ‏ ، أَوْ‏ تُعَامِلَهُ‏ بِالدِّينَارِ‏ وَ‏ الدِّرْ‏ هَمِ‏ أَوْ‏ تَقَعَ‏ فِي شِ‏ دَّةٍ‏ فَتَحْ‏ تَاجَ‏ إِلَيْهِ‏ أَوْ‏ تُسَ‏ افِرَ‏ مَعَهُ‏ ، فَإِنْ‏ رَضِ‏ يتَهُ‏ فِي هَذِهِ‏ االحوال<br />

فتاخذه اب لك ان كان كبيرا وابنا لك ان كان صغيرا او اخا ان كان مثال لك.‏<br />

جملة من اآلداب العامة التي يتحلى بها المسلم في معامالته مع المسلمين و غير المسلمين :<br />

قَالَ‏ بَعْضُ‏ الْحُكَمَاءِ:‏ « إِنْ‏ أَرَدْتَ‏ حُسْنَ‏ الْمَعِيشَةِ‏ فَالْقَ‏ صَ‏ دِيقَكَ‏ وَ‏ عَدُوَّكَ‏ بِوَجْهِ‏ الرِّضَ‏ ا ، وَ‏ تَوَقَّرْ‏ مِنْ‏ غَيْرِ‏ كِبْرٍ‏ ، وَ‏ تَوَاضَ‏ عْ‏<br />

فِي غَ‏ يْرِ‏ مَذَلَّةٍ‏ ، وَ‏ كُنْ‏ فِي جَ‏ مِيعِ‏ أُمُورِكَ‏ فِي أَوْسَ‏ طِ‏ هَا ، فَكِالَ‏ طَ‏ رَفَيْ‏ قَصْ‏ دِ‏ األ ‏ُْمُورِ‏ ذَمِيمٌ‏ . وَ‏ الَ‏ تَنْظُ‏ رْ‏ فِي عِ‏ طْ‏ فَيْكَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُكْثِرِ‏<br />

االِ‏ لْتِفَاتَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَقِفْ‏ عَلَى الْجَمَاعَاتِ‏ ، وَ‏ إِذَا جَلَسْتَ‏ فَالَ‏ تَسْتَوْفِزْ‏ وَ‏ تَحَفَّظْ‏ مِنْ‏ تَشْبِيكِ‏ أَصَ‏ ابِعِكَ‏ وَ‏ الْعَبَثِ‏ بِلِحْيَتِكَ‏ وَ‏ خَاتَمِكَ‏<br />

وَ‏ تَخْلِيلِ‏ أَسْنَانِكَ‏ وَ‏ إِدْخَالِ‏ أُصْ‏ بُعِكَ‏ فِي أَنْفِكَ‏ وَ‏ كَثْرَةِ‏ بُصَ‏ اقِكَ‏ وَ‏ تَنَخُّمِكَ‏ ، وَ‏ كَثْرَةِ‏ التَّمَطِّ‏ ي وَ‏ التَّثَاؤُبِ‏ فِي وُجُوهِ‏ النَّاسِ‏ وَ‏ فِي<br />

الصَّ‏ الَ‏ ةِ‏ وَ‏ غَيْرِهَا ، وَ‏ لْيَكُنْ‏ مَجْ‏ لِسُكَ‏ هَادِئًا وَ‏ حَدِيثُكَ‏ مَنْظُ‏ ومًا مُرَتَّبًا . وَ‏ أَصْ‏ غِ‏ إِلَى الْكَالَ‏ مِ‏ الْحَسَنِ‏ مِمَّنْ‏ حَدَّثَكَ‏ مِنْ‏ غَيْرِ‏ إِظْ‏ هَارِ‏<br />

تَعَجُّبٍ‏ مُفْرِطٍ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَسْأَلْهُ‏ إِعَادَتَهُ‏ . وَ‏ اسْكُتْ‏ عَنِ‏ الْمَضَ‏ احِكِ‏ وَالَ‏ تُحَدِّثْ‏ عَنْ‏ عْجَابِكَ‏ بِوَلَدِكَ‏ وَ‏ الَ‏ شِعْرِكَ‏ وَ‏ الَ‏ تَصْ‏ نِيفِكَ‏ وَ‏<br />

سَ‏ ائِرِ‏ مَا يَخُ‏ صُّ‏ كَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَتَصَ‏ نَّعْ‏ تَصَ‏ نُّعَ‏ الْمَرْ‏ أَةِ‏ فِي التَّزَيُّنِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَتَبَذَّلْ‏ تَبَذُّلَ‏ الْعَبْدِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُلِحَّ‏ فِي الْحَ‏ اجَ‏ اتِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُشَ‏ جِّ‏ عْ‏ أَحَ‏ دًا<br />

عَلَى الظُّلْمِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُعْلِمْ‏ أَهْلَكَ‏ وَ‏ وَلَدَكَ‏ فَضْ‏ الً‏ عَنْ‏ غَيْرِهِمْ‏ مِقْدَارَ‏ مَالِكَ‏ ؛ فَإِنَّهُمْ‏ إِنْ‏ رَأَوْهُ‏ قَلِيالً‏ هُنْتَ‏ عِنْدَهُمْ‏ ، وَإِنْ‏ كَانَ‏ كَثِيرًا<br />

لَمْ‏ تَبْلُغْ‏ قَطُّ‏ رِضَ‏ اهُمْ‏ ، وَ‏ خَ‏ وِّفْهُمْ‏ مِنْ‏ غَ‏ يْرِ‏ عُنْفٍ‏ ، وَ‏ لِنْ‏ لَهُمْ‏ مِنْ‏ غَ‏ يْرِ‏ ضَ‏ عْفٍ‏ ، وَ‏ إِذَا خَ‏ اصَ‏ مْتَ‏ فَتَوَقَّرْ‏ وَ‏ تَحَ‏ فَّظْ‏ مِنْ‏ جَ‏ هْلِكَ‏ ، وَ‏<br />

تَجَ‏ نَّبْ‏ عَ‏ جَ‏ لَتَكَ‏ وَ‏ تَفَكَّرْ‏ فِي حُ‏ جَّ‏ تِكَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُكْثِرِ‏ اإلِْشَ‏ ارَ‏ ةَ‏ بِيَدِكَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تُكْثِرِ‏ االِ‏ لْتِفَاتَ‏ إِلَى مَنْ‏ وَرَ‏ اءَكَ‏ ، وَ‏ إِذَا هَدَأَ‏ غَ‏ يْظُ‏ كَ‏ فَتَكَلَّمْ‏ ،<br />

وَ‏ الَ‏ تَجْ‏ عَلْ‏ مَالَكَ‏ أَكْرَمَ‏ مِنْ‏ عِ‏ رْ‏ ضِ‏ كَ‏ . وَ‏ إِنْ‏ دَخَ‏ لْتَ‏ مَجْ‏ لِسً‏ ا فَاأل ‏َْدَبُ‏ فِيهِ‏ الْبِدَايَةُ‏ بِالتَّسْ‏ لِيمِ‏ وَ‏ تَرْ‏ كُ‏ التَّخَ‏ طِّ‏ ي لِمَنْ‏ سَ‏ بَقَ‏ ، وَ‏ الْجُ‏ لُوسُ‏<br />

حَ‏ يْثُ‏ اتَّسَ‏ عَ‏ وَ‏ حَ‏ يْثُ‏ يَكُونُ‏ أَقْرَبَ‏ إِلَى التَّوَاضُ‏ عِ‏ ، وَ‏ أَنْ‏ تُحَ‏ يِّيَ‏ بِالسَّ‏ الَ‏ مِ‏ مَنْ‏ قَرُبَ‏ مِنْكَ‏ عِ‏ نْدَ‏ الْجُ‏ لُوسِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَجْ‏ لِسْ‏ عَ‏ لَى الطَّ‏ رِيقِ‏<br />

، فَإِنْ‏ جَلَسْ‏ تَ‏ فَأَدَبُهُ‏ : غَضُّ‏ الْبَصَ‏ رِ‏ ، وَ‏ نُصْ‏ رَةُ‏ الْمَظْ‏ لُومِ‏ ، وَ‏ إِغَاثَةُ‏ الْمَلْهُوفِ‏ ، وَ‏ عَوْنُ‏ الضَّ‏ عِيفِ‏ ، وَ‏ إِرْشَادُ‏ الضَّ‏ الِّ‏ ، وَ‏ رَدُّ‏<br />

السَّالَ‏ مِ‏ ، وَ‏ إِعْ‏ طَ‏ اءُ‏ السَّائِلِ‏ ، وَ‏ األ ‏َْمْرُ‏ بِالْمَعْرُوفِ‏ وَ‏ النَّهْيُ‏ عَنِ‏ الْمُنْكَرِ‏ ، وَ‏ االِ‏ رْتِيَادُ‏ لِمَوْضِ‏ عِ‏ الْبُصَ‏ اقِ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَبْصُ‏ قْ‏ فِي جِهَةِ‏<br />

الْقِبْلَةِ‏ ، وَإِيَّاكَ‏ أَنْ‏ تُمَازِحَ‏ لَبِيبًا أَوْ‏ غَيْرَ‏ لَبِيبٍ‏ ، فَإِنَّ‏ اللَّبِيبَ‏ يَحْ‏ قِدُ‏ عَلَيْكَ‏ وَ‏ السَّفِيهَ‏ يَجْ‏ تَرِئُ‏ عَلَيْكَ‏ . وَ‏ مَنْ‏ بُلِيَ‏ فِي مَجْ‏ لِسٍ‏ بِمِزَاح<br />

أَوْ‏ لَغَطٍ‏ فَلْيَذْكُرِ‏ اهللََّ‏ عَ‏ نْ‏ قِيَامِهِ‏ ، قَالَ‏ النَّبِيُّ‏ صَ‏ لَّى اهللَُّ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَ‏ سَ‏ لَّمَ‏ : « مَنْ‏ جَ‏ لَسَ‏ فِي مَجْ‏ لِسٍ‏ فَكَثُرَ‏ فِيهِ‏ لَغَطُ‏ هُ‏ ، فَقَالَ‏ قَبْلَ‏ أَنْ‏ يَقُومَ‏<br />

مِنْ‏ مَجْ‏ لِسِ‏ هِ‏ ذَلِكَ‏ : سُ‏ بْحَ‏ انَكَ‏ اللَّهُمَّ‏ وَ‏ بِحَ‏ مْدِكَ‏ أَشْ‏ هَدُ‏ أَنْ‏ الَ‏ إِلَهَ‏ إِالَّ‏ أَنْتَ‏ ، أَسْ‏ تَغْفِرُ‏ كَ‏ وَ‏ أَتُوبُ‏ إِلَيْكَ‏ إِالَّ‏ غُ‏ فِرَ‏ مَا كَانَ‏ فِي مَجْ‏ لِسِ‏ هِ‏ ذَلِكَ‏ » .<br />

و الحمد هلل رب العالمين .<br />

ٍ<br />

17

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!