4 - Islamguiden
4 - Islamguiden 4 - Islamguiden
وَ رَ وَى عَ نِ ابْن مبارك أَنَّهُ قَالَ : نحن إِلَى قليل من األدب أحوج منا إِلَى كثير من العلم ؛ وَ قَالَ يَحْ يَي بْن معاذ : إِذَا ترك للعارف أدبه مَعَ معروفه فَقَدْ هلك مَعَ الهالكين . سمعت األستاذ أبا عَ لِي يَقُول : « ترك األدب موجب ، يوجب الطرد ، فمن أساء األدب عَ لَى البساط رد إِلَى الباب ، و من أساء األدب عَ لَى الباب رد إِلَى سياسة الدواب » . و ترك الحسد ، ألن الحسد من سوء األدب مع اهلل تعالى . يا حاسدًا لي على نعمتي أتدري على من أسأت األدب أسأت اهلل مع اهلل في ملكه فعاقبك بأن زادني و سد عنك أبواب الطلب و من سوء األدب : سب الدهر أو الزمن عند حلول المصائب ؛ ألن الدهر ليس هو الفاعل ، بل الفاعل هو اهلل سبحانه . أو قول: ما شاء اهلل و شاء فالن . و من األدب مع اهلل سبحانه و تعالى ، أن يستتر الذي يريد غسالً بشيء يستره و يواريه ، و خصوصاً من كان في األمكنة المكشوفة التي ال يحجبها شيء . وَ عَ ن يعلى : أَنَّ رَ سُ ولَ اهللَِّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ رَ أَى رَ جُ الً يَغْتَسِ لُ بِالْبَرَ ازِ ، فَصَ عِدَ الْمِنْبَرَ فَحَ مِدَ اهلل وَ أثْنى عَ لَيْهِ وَ قَالَ : « إِن اهلل عز وَجل حييّ حييّ ستير يحب الْحيَاء و الستر ، فَإِذَا اغْ تَسَ لَ أَحَ دُكُمْ فَلْيَسْ تَتِرْ » . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ النَّسَ ائِيُّ وَفِي رِوَايَتِهِ قَالَ : « إِنَّ اهللََّ سِ تِّيرٌ فَإِذَا أَرَادَ أَحَ دُكُمْ أَنْ يَغْتَسِ لَ فَلْيَتَوَارَ بِشَ يْ ءٍ » حسنه األلباني . عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : « قلت : يا رسول اهلل عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ ، فقال : احفظ عورتك إال من زوجتك أو ما ملكت يمينك ، قلت : يا رسول اهلل ، فإذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ - ( أي في السفر ونحوه ) - ، قال : فإن استطعت أن ال يراها أحد فال يرينها ، فقلت : فإذا كان أحدنا خاليًا ( أي منفردا ) ، قال : فاهلل تبارك وتعالى أحق أن يستحيا منه » . رواه أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و الحاكم و البيهقي حسنه األلباني . و األدب مع رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم : توقيره صلى اهلل عليه و سلم ، و الصالة و السالم عليه عندما يذكر ، و االقتداء بسنته و حب أهل بيته و صحابته رضي اهلل عنهم . قال مالك : رأيت أيوب السختياني بمكة حجتين ، فما كتبت عنه ، و رأيته في الثالثة قاعدًا في فناء زمزم ، فكان إذا ذكر النبي عنده بكى حتى أرحمه ، فلما رأيت ذلك كتبت عنه . كان هارون الرشيد في مسجد النبي ، و كان مالك يلقى درسً ا ، فرفع هارون صوته ، فقال : مالك إنِّ حرمة النبي و هو حي ، كحرمته و هو ميت ، قال تعالى : ( الَ تَرْفَعُوا أَصْ وَاتَكُمْ فَوْقَ صَ وْتِ النَِّبيِّ ) الحجرات ، 2 فسكت هارون الخليفة أدبًا مع رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم . 12
كلمات من ذهب ال تقدر بثمن حول آداب و حقوق المسلم على المسلم : هِيَ أَنْ تُسَ لِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ ، وَ تُجِ يبَهُ إِذَا دَعَاكَ ، وَ تُشَ مِّتَهُ إِذَا عَطَ سَ ، وَ تَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ ، وَ تَشْ هَدَ جِ نَازَتَهُ إِذَا مَاتَ ، وَ تَبَرَّ قَسَ مَهُ إِذَا أَقْسَ مَ عَ لَيْكَ ، وَ تَنْصَ حَ لَهُ إِذَا اسْ تَنْصَ حَ كَ ، وَ تَحْ فَظَ هُ بِظَ هْرِ الْغَيْبِ إِذَا غَ ابَ عَ نْكَ . وَ مِنْهَا أَنْ تُحِ بَّ لَهُ مَا تُحِ بُّ لِنَفْسِ كَ ، وَ تَكْرَ هَ لَهُ مَا تَكْرَ هُ لِنَفْسِ كَ ، قَالَ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ : « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَ تَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْ تَكَى عُضْ وٌ مِنْهُ تَدَاعَى سَائِرُهُ بِالْحُمَّى وَ السَّهَرِ » ، وَ عَنْهُ صَ لَّى اهللَُّ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : « الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُ دُّ بَعْضُ هُ بَعْضً ا » . وَ مِنْهَا : أَنْ الَ يُؤْذِيَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِفِعْلٍ وَ الَ قَوْلٍ ، قَالَ صَ لَّى اهللَُّ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَ انِهِ وَ يَدِهِ ، وَ الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَ لَى أَنْفُسِ هِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ ، وَ الْمُهَاجِ رُ مَنْ هَجَ رَ السُّ وءَ وَ اجْ تَنَبَهُ » ، وَ عَ نْهُ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ : « الَ يَحِ لُّ لِمُسْ لِمٍ أَنْ يُرَ وِّعَ مُسْ لِمًا » . وَ مِنْهَا : أَنْ يَتَوَاضَ عَ لِكُلِّ مُسْ لِمٍ وَ الَ يَتَكَبَّرَ عَلَيْهِ ، قَالَ صَ لَّى اهللَُّ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : « إِنَّ اهللََّ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَ عُوا حَتَّى ال يَفْخَ رَ أَحَ دٌ عَ لَى أَحَ دٍ » . وَ مِنْهَا : أَنْ الَ يَسْ مَعَ بَالَ غَ اتِ النَّاسِ بَعْضِ هِمْ عَ لَى بَعْضٍ وَ الَ يُبَلِّغَ بَعْضَ هُمْ مَا يَسْ مَعُ مِنْ بَعْضٍ ، فَفِي الْحَ دِيثِ : « الَ يَدْخُ لُ الْجَ نَّةَ قَتَّاتٌ » . لِم وَ مِنْهَا : أَنْ الَ يَزِ يدَ فِي الْهَجْ رِ لِمَنْ يَعْرِ فُهُ عَ لَى ثَالَ ثَةِ أَيَّامٍ مَهْمَا غَ ضِ بَ عَ لَيْهِ ، قَالَ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ : « الَ يَحِ لُّ لِمُسْ ٍ أَنْ يَهْجُ رَ أَخَ اهُ فَوْقَ ثَالَ ثٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِ ضُ هَذَا وَ يُعْرِ ضُ هَذَا وَ خَ يْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّ الَ مِ » . وَ قَالَتْ عائشة رَ ضِ يَ اهللَُّ عَ نْهَا: « مَا انْتَقَمَ رَ سُ ولُ اهللَِّ - صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَسَ لَّمَ - لِنَفْسِ هِ قَطُّ ، إِالَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُ رْ مَةُ اهللَِّ فَيَنْتَقِمَ هللَِِّ «. وَ فِي الْحَ دِيثِ : « مَا زَ ادَ اهللَُّ رَ جُ الً بِعَفْوٍ إِالَّ عِ زًّا » . وَ مِ نْهَ ا : أَنْ يُحْ سِ نَ إِلَى كُ لِّ مَ نْ قَدَ رَ عَ لَيْهِ مِ نْهُ مْ مَ ا اسْ تَطَ اعَ الَ يُمَ يِّزُ بَيْنَ األ ْ َهْ لِ وَ غَ يْرِ األ ْ َهْ لِ ،» ؛ وَ لَمْ يَكُ نْ يُكَ لِّمُ رَ سُ ولَ اهللَِّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ و َ سَ لَّمَ إِالَّ أَقْبَلَ عَ لَيْهِ بِوَجْ هِهِ ثُمَّ لَمْ يَصْ رِ فْهُ عَ نْهُ حَ تَّى يَفْرَ غَ مِنْ كَالَ مِهِ . وَ مِنْهَا : أَنْ الَ يَدْخُ لَ عَ لَى أَحَ دٍ مِنْهُمْ إِالَّ بِإِذْنِهِ ، بِأَنْ يَسْ تَأْذِنَ ثَالَ ثًا فَإِنْ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ انْصَ رَ فَ . وَ مِنْهَا : أَنْ يُخَ الِقَ الْجَ مِيعَ بِخُ لُقٍ حَ سَ نٍ وَ يُعَامِلَهُ بِحَ سَ بِ طَ رِ يقَتِهِ . وَ التَّلَطُّفُ بِالصِّ بْيَانِ مِنْ عَادَةِ رَسُولِ اهللَِّ صَ لَّى اهللَُّ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، و َكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ تُلُقِّيَ بِالصِّ بْيَانِ ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِمْ فَيُرْفَعُونَ إِلَيْهِ ، فَيُرْفَعُ مِنْهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ ، وَ يَأْمُرُ أَصْ حَابَهُ أَنْ يَحْمِلُوا بَعْضَ هُمْ ، وَ كَانَ يُؤْتَى بِالصَّ بِيِّ الصَّ غِيرِ لِيَدْعُ وَ لَهُ بِالْبَرَ كَةِ وَ لِيُسَ مِّيَهُ ، فَيَأْخُ ذَهُ فَيَضَ عَهُ فِي حِ جْ رِ هِ ، فَرُبَّمَا بَالَ الصَّ بِيُّ ثُمَّ يَغْسِ لُ ثَوْبَهُ - صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَسَ لَّمَ - بَعْدُ . 13
- Page 4 and 5: -1 المقدمة. 5 2- األد
- Page 6 and 7: البداية أهمية وجود
- Page 8 and 9: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 10 and 11: و من أهمية األدب ، ف
- Page 14 and 15: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 16 and 17: وَ مِنْهَا : أَنْ
- Page 18 and 19: قل لي : من صاحبك ؟ ،
- Page 20 and 21: وَالْعَرَبُ تَقُ
- Page 22 and 23: أقوال السلف في اختي
- Page 24 and 25: الثانية: حسن الخل
- Page 26 and 27: وَ بِالْجُ مْلَ
- Page 28 and 29: 9- حسن الظن : و منها ح
- Page 30 and 31: 17- الذب عن اإلخوان :
- Page 32 and 33: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 34 and 35: و اآلن نبدأ في منهج
- Page 36 and 37: و يكره أنْ يتسمى ا
- Page 38 and 39: و قد كانت أم احمد بن
- Page 40 and 41: 5- تقوية العقيدة في
- Page 42 and 43: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 44 and 45: و أكثر ما يتعرض له م
- Page 46 and 47: 3- اختيار الوقت للنص
- Page 48 and 49: إنّ الحمد هلل، ن
- Page 50 and 51: وأيضً ا مثال آخر :
- Page 52 and 53: أقوال العلماء في آد
- Page 54 and 55: و مدح اهلل من يتبع ا
- Page 56 and 57: و لم يفتح له في الصو
- Page 58 and 59: و في ذلك يقول شيخ اإ
- Page 60 and 61: إنّ الحمد هلل، ن
وَ رَ وَى عَ نِ ابْن مبارك أَنَّهُ قَالَ : نحن إِلَى قليل من األدب أحوج منا إِلَى كثير من العلم ؛ وَ قَالَ يَحْ يَي بْن معاذ : إِذَا ترك<br />
للعارف أدبه مَعَ معروفه فَقَدْ هلك مَعَ الهالكين .<br />
سمعت األستاذ أبا عَ لِي يَقُول : « ترك األدب موجب ، يوجب الطرد ، فمن أساء األدب عَ لَى البساط رد إِلَى الباب ، و<br />
من أساء األدب عَ لَى الباب رد إِلَى سياسة الدواب » .<br />
و ترك الحسد ، ألن الحسد من سوء األدب مع اهلل تعالى .<br />
يا حاسدًا لي على نعمتي أتدري على من أسأت األدب<br />
أسأت اهلل مع اهلل في ملكه فعاقبك بأن زادني و سد عنك أبواب الطلب<br />
و من سوء األدب : سب الدهر أو الزمن عند حلول المصائب ؛ ألن الدهر ليس هو الفاعل ، بل الفاعل هو اهلل سبحانه .<br />
أو قول: ما شاء اهلل و شاء فالن .<br />
و من األدب مع اهلل سبحانه و تعالى ، أن يستتر الذي يريد غسالً بشيء يستره و يواريه ، و خصوصاً من كان في<br />
األمكنة المكشوفة التي ال يحجبها شيء . وَ عَ ن يعلى : أَنَّ رَ سُ ولَ اهللَِّ صَ لَّى اهللَُّ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ رَ أَى رَ جُ الً يَغْتَسِ لُ بِالْبَرَ ازِ ،<br />
فَصَ عِدَ الْمِنْبَرَ فَحَ مِدَ اهلل وَ أثْنى عَ لَيْهِ وَ قَالَ : « إِن اهلل عز وَجل حييّ حييّ ستير يحب الْحيَاء و الستر ، فَإِذَا اغْ تَسَ لَ أَحَ دُكُمْ<br />
فَلْيَسْ تَتِرْ » . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ النَّسَ ائِيُّ وَفِي رِوَايَتِهِ قَالَ : « إِنَّ اهللََّ سِ تِّيرٌ فَإِذَا أَرَادَ أَحَ دُكُمْ أَنْ يَغْتَسِ لَ فَلْيَتَوَارَ بِشَ يْ ءٍ » حسنه<br />
األلباني .<br />
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : « قلت : يا رسول اهلل عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ ، فقال : احفظ عورتك إال<br />
من زوجتك أو ما ملكت يمينك ، قلت : يا رسول اهلل ، فإذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ - ( أي في السفر ونحوه ) - ،<br />
قال : فإن استطعت أن ال يراها أحد فال يرينها ، فقلت : فإذا كان أحدنا خاليًا ( أي منفردا ) ، قال : فاهلل تبارك وتعالى<br />
أحق أن يستحيا منه » . رواه أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و الحاكم و البيهقي حسنه األلباني .<br />
و األدب مع رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم :<br />
توقيره صلى اهلل عليه و سلم ، و الصالة و السالم عليه عندما يذكر ، و االقتداء بسنته و حب أهل بيته و صحابته رضي<br />
اهلل عنهم .<br />
قال مالك : رأيت أيوب السختياني بمكة حجتين ، فما كتبت عنه ، و رأيته في الثالثة قاعدًا في فناء زمزم ، فكان إذا ذكر<br />
النبي عنده بكى حتى أرحمه ، فلما رأيت ذلك كتبت عنه .<br />
كان هارون الرشيد في مسجد النبي ، و كان مالك يلقى درسً ا ، فرفع هارون صوته ، فقال : مالك إنِّ حرمة النبي و هو<br />
حي ، كحرمته و هو ميت ، قال تعالى : ( الَ تَرْفَعُوا أَصْ وَاتَكُمْ فَوْقَ صَ وْتِ النَِّبيِّ ) الحجرات ، 2 فسكت هارون الخليفة<br />
أدبًا مع رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم .<br />
12