4 - Islamguiden
4 - Islamguiden
4 - Islamguiden
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
و من األدب مع اهلل في العبادة : السّ كون في الصّ الة ، و هو الدّوام الّذي قال اهلل تعالى فيه : ( الَّذِينَ هُمْ عَ لى صَ التِهِمْ<br />
دائِمُونَ ) المعارج 23 ؛ سئل عقبة ابن عامر عن قوله تعالى : ( الَّذِينَ هُمْ عَ لى صَ التِهِمْ دائِمُونَ ) ، أهم الّذين يصلّون<br />
دائما ؟ ، قال : ال ، و لكنّه إذا صلّى لم يلتفت عن يمينه و ال عن شماله و ال خلفه .<br />
قلت - ابن القيّم - هما أمران : الدّوام عليها و المداومة عليها. فهذا الدّوام ، و المداومة في قوله تعالى : ( وَ الَّذِينَ هُمْ<br />
عَ لى صَ التِهِمْ يُحافِظُ ونَ ) . و فسّ ر الدّوام بسكون األطراف و الطّ مأنينة .<br />
و أدبه في استماع القراءة : التدبر و التأمل و السكينة حين سماع القران .<br />
و رفع البصر إلى السماء في الصالة ينافي األدب مع اهلل ، و لذلك كان حرامًا ، و حذر منه النبي صلى اهلل عليه و<br />
سلم تحذيرً ا بالغًا ، و قال فيه قوالً شديد ، فقال صلى اهلل عليه و سلم : « ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في<br />
صالتهم » ، فاشتد قوله في ذلك حتى قال : »لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم » .<br />
و إذا نظرت إلى أدب الخضر عليه السالم مع ربه ، حين قال في خرقه للسفينة :<br />
قال : ( أَمَّا السَّ فِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَ اكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْ رِ فَأَرَ دْتُ أَنْ أَعِ يبَهَا وَكَانَ وَرَ اءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُ ذُ كُلَّ سَ فِينَةٍ غَ صْ بً )<br />
الكهف 79 ؛ فلم ينسب العيب إلى اهلل أدبًا منه ، مع أنَّه قال : ما فعلته عن أمري .<br />
و انظر إلى أدب إبراهيم عليه السالم ، حين قال : ( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْ عِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْ تُ<br />
فَهُوَ يَشْ فِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْ يِينِ وَالَّذِي أَطْ مَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَ طِ يئَتِي يَوْمَ الدِّينِ رَ بِّ هَبْ لِي حُ كْمًا وَأَلْحِ قْنِي بِالصَّ الِحِ ينَ )<br />
الشعراء - 78 82 ؛ فلم ينسب المرض إلى اهلل تعالى أدبًا منه مع اهلل .<br />
فهذا من األدب أن يكون اإلنسان مؤدبًا مع ربه ، فال ينسب الشر و ال العيب إليه ، مع أنَّه يعلم أنَّ كل شيء من عند اهلل و<br />
بأمر اهلل .<br />
ال يحلف بغير اهلل أبدًا صادقا أو كاذبا ، ( وَ ال تَجْ عَلُوا اهللََّ عُ رْ ضَ ةً ألَِيْمانِكُمْ ) .<br />
و ال يكثر من الحلف باهلل ، قال تعالى : ( وَ احْ فَظُ وا أَيْمَانَكُم ) المائدة . 89<br />
و من جميل أقوال العلماء في األدب مع اهلل :<br />
قال أبا علي الدقاق : « من صاحب الملوك بغير أدب ، أسلمه الجهل إِلَى القتل » .<br />
رَ وَى عَ نِ ابْن سيرين أَنَّهُ سئل : أي الداب أقرب إِلَى اهللَّ تَعَالَى ؟ ، فَقَالَ : « معرفة ربوبيته و عمل بطاعته و الحمد هللَِِّ<br />
عَ لَى السراء و الصبر عَ لَى الضراء » .<br />
و قيل - للحسن البصري - : قَدْ أَكْثَر النَّاس فِي علم الداب فَمَا أنفعها عاجال و أوصلها جال ، فَقَالَ : التفقه فِي الدين و<br />
الزهد فِي الدنيا و المعرفة مِمَّا هللَِِّ عَ زَّ وَجَ لَّ عليك .<br />
وَقَالَ يَحْ يَي بْن معاذ : من تأدب بأدب اهللَّ تَعَالَى صار من أهل محبة اهللَّ تَعَالَى ؛ وَ قَالَ سهل : الْقَوْم استعانوا باهلل تَعَالَى<br />
عَ لَى أمر اهللَّ تَعَالَى ، و صبروا هللَِِّ تَعَالَى عَ لَى آداب اهللَّ تَعَالَى .<br />
11