22.11.2014 Views

4 - Islamguiden

4 - Islamguiden

4 - Islamguiden

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

و من أهمية األدب ، فقد ألفَّ‏ البخاري كتابًا سماه « األدب المفرد » ، و الخطيب البغدادي ألفَّ‏ كتابًا في آداب طالب<br />

العلم ، و أيضً‏ ا ابن مفلح .<br />

و كان لقب اإلمام الحافظ ابن أبي الدنيا « مؤدب أبناء الخلفاء » ، و كان الخليفة يأتي بأفضل المؤدبين ألبنائه حتى<br />

يتعلموا األدب قبل أن يحكموا األمة .<br />

و ذكر الراغب األصفهاني : أنَّ‏ المنصور بعث إلى أحد بني أمية في الحبس ، قال : ما أشد ما مر بكم في هذا الحبس ؟ ،<br />

قالوا : ما فقدنا من تربية أبنائنا .<br />

قال ابن المبارك : « إذا وُصِ‏ فَ‏ لي رجلٌ‏ عنده علم األولين و الخرين ، ال أتأسف على فواته ، و إذا وصف لي رجل<br />

عنده أدب ، أتمنى لقاءه و أتأسف على فواته » .<br />

و قال أحدهم البنه : « يا بني ، ألن تتعلم بابًا واحدًا من األدب ، أحب إليّ‏ من أن تتعلم سبعين بابًا من العلم » .<br />

و كان يحضر مجلس أحمد بن حنبل خمسة الالف ، خمسمائة يكتبون العلم ، و الباقي يتعلمون من أدب أحمد .<br />

بعد أن بدأنا أول خطوة في طريق الصالح و اإلصالح ، و هو اختيار الصاحب ، علينا أن نبدأ بأنفسنا أوالً‏ ، حتى<br />

ال نكون كما قال تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ‏ النَّاسَ‏ بِالْبِرِّ‏ و ‏َتَنْسَوْنَ‏ أَنْفُسَكُمْ‏ وَ‏ أَنْتُمْ‏ تَتْلُونَ‏ الْكِتَابَ‏ أَفَالَ‏ تَعْقِلُونَ‏ ) البقرة 44 ؛<br />

و قوله تعالى : ( كَبُرَ‏ مَقْتًا عِ‏ نْدَ‏ اهللَِّ‏ أَنْ‏ تَقُولُوا مَا الَ‏ تَفْعَلُونَ‏ ) الصف . 3<br />

و أول سبل إصالح النفس ، هو األدب و حسن الخلق . و أعظم األدب هو األدب مع اهلل .<br />

إنَّ‏ األدب مع اهلل تعالى : هو القيام بدينه ، و التّأدّب بآدابه ، ظاهرً‏ ا و باطنًا.‏<br />

و ال يستقيم ألحد قطّ‏ األدب مع اهلل تعالى إالّ‏ بثالثة أشياء : معرفته بأسمائه و صفاته ، و معرفته بدينه و شرعه و ما<br />

يحبّ‏ و ما يكره ، و نفس مستعدّة قابلة ليّنة متهيّئة لقبول الحقّ‏ علما و عمالً‏ و حاالً‏ .<br />

من األدب مع اهلل : التّأدّب مع القرآن و تالوته و تدبّره ، ( أَفَال يَتَدَبَّرُونَ‏ الْقُرْ‏ آنَ‏ ) ؛ ألنّ‏ في ذلك العلم و المعرفة بما أمر<br />

به اهلل عزّ‏ وجلّ‏ و نهى عنه و تعظيم شعائره و عدم انتهاك محارمه .<br />

كذلك فإنّه أفضل السّ‏ بل و أقربها إلى الثّراء الرّوحيّ‏ ، ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ‏ الَّذِينَ‏ إِذا ذُكِرَ‏ اهللَُّ‏ وَجِ‏ لَتْ‏ قُلُوبُهُمْ‏ وَ‏ إِذا تُلِيَتْ‏ عَ‏ لَيْهِمْ‏<br />

آياتُهُ‏ زادَتْهُمْ‏ إِيماناً‏ وَعَ‏ لى رَ‏ بِّهِمْ‏ يَتَوَكَّلُونَ‏ ) األنفال . 2<br />

و من األدب مع اهلل : التّوجّ‏ ه إليه سبحانه بالدّعاء ، قال تعالى : ( قُلْ‏ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ‏ رَ‏ بِّي لَوْال دُعاؤُكُمْ‏ فَقَدْ‏ كَذَّبْتُمْ‏ فَسَ‏ وْفَ‏<br />

يَكُونُ‏ لِزاماً‏ ) الفرقان . 77<br />

و دعا الرّسول صلّى اهلل عليه و سلّم إلى االستعانة باهلل عزّ‏ وجلّ‏ ، و استعان به قائالً‏ : « اللهمّ‏ أعنّي على شكرك و<br />

ذكرك و حسن عبادتك » ، و منه أيضا الثّناء عليه و تسبيحه و شكره على آالئه العظيمة ، و هو القائل عزّ‏ وجلّ‏ : ( وَ‏<br />

إِنْ‏ تَعُدُّوا نِعْمَةَ‏ اهللَِّ‏ ال تُحْ‏ صُ‏ وها ) النحل 18.<br />

و منه التّوسّ‏ ل إليه بأسمائه الحسنى و صفاته العليا و االستعاذة و االستغفار ، و االستعانة به و التّضرّع إليه و التّوكّل<br />

عليه في جميع أمورنا.‏<br />

قال ابن القيّم-‏ رحمه اهلل تعالى-‏ : سمعت شيخ اإلسالم ابن تيميّة - رحمه اهلل - يقول : « من كمال أدب الصّ‏ الة أن يقف<br />

العبد بين يدي ربّه مطرقًا خافضً‏ ا طرفه إلى األرض ، و ال يرفع بصره إلى فوق » .<br />

10

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!