05.06.2014 Views

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

جامعة القدس المفتوحة<br />

مجلة<br />

للأبحاث والدراسات


توجه املراسالت واألحباث على العنوان اآلتي:‏<br />

رئيس هيئة حترير جملة جامعة القدس املفتوحة<br />

جامعة القدس املفتوحة<br />

‏ص.ب:‏ 51800<br />

هاتف:‏ -2984491 02<br />

فاكس:‏ -2984492 02<br />

بريد الكرتوين:‏ hsilwadi@qou.edu<br />

تصميم وإخراج فني:‏<br />

قسم التصميم الجرافيكي واإلنتاج<br />

برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

هاتف:‏ -2952508 02


املشرف العام<br />

أ.د.‏ يونس عمرو<br />

رئيس اجلامعة<br />

هيئة تحرير المجلة:‏<br />

رئيس التحرير<br />

أ.د.‏ حسن عبدالرمحن سلوادي<br />

مدير برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />

هيئة التحرير<br />

أ.د.‏ يللاسللر الللمللاح<br />

أ.د.‏ علللللللي عللللودة<br />

د.م.‏ إسللللام عمرو<br />

د.‏ إنلللصلللاف عللبللاس<br />

د.‏ رشلللدي القواسمة<br />

د.‏ زيلللللللاد بلللركلللات<br />

د.‏ مللللاجللللد صللبلليللح<br />

د.‏ يللوسللف أبلللو فللارة


قواعد النشر والتوثيق<br />

تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية<br />

والباحثني يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية،‏ مع اهتمام<br />

خاص بالبحوث املتعلقة بالتعليم املفتوح والتعليم عن بعد،‏ وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات<br />

علمية حمكمة واملراجعات والتقارير العلمية وترمجات البحوث.‏<br />

يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق االتية:‏<br />

‏.‏‎1‎تُقبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.‏<br />

‏.‏‎2‎أن ال يزيد حجم البحث عن 30 صفحة »8000« كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش<br />

واملراجع.‏<br />

‏.‏‎3‎أن يتسم البحث باألصالة وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.‏<br />

‏.‏‎4‎يقدم الباحث حبثه منسوخا على CD« » أو عرب الربيد االلكرتوني مع ثالث نسخ مطبوعة<br />

منه،‏ غري مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل يُنشر.‏<br />

‏.‏‎5‎يرفق مع البحث خالصة مركزة يف حدود »100 - 150« كلمة.ويكون هذا امللخص<br />

باللغة اإلجنليزية إذا كان البحث باللغة العربية ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة<br />

اإلجنليزية.‏<br />

‏.‏‎6‎ينشر البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من بني<br />

أساتذة خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها على أن ال تقل رتبة<br />

احملكم عن رتبة صاحب البحث.‏


مجلة<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

‏.‏‎7‎أن يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.‏<br />

‏.‏‎8‎يزود الباحث الذي نشر حبثه خبمس نسخ من العدد الذي نشر فيه،‏ باإلضافة إىل ثالث<br />

مستالت منه.‏<br />

‏.‏‎9‎تدون اإلحاالت املرجعية يف نهاية البحث وفق النمط اآلتي:‏ إذا كان املرجع أو املصدر كتابا<br />

فيثبت اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ اسم املرتجم أو احملقق ‏)مكان النشر،الناشر،‏<br />

الطبعة،‏ سنة النشر(‏ اجلزء أو اجمللد،‏ رقم الصفحة،‏ أما إذا كان املرجع جملة فيثبت املؤلف،‏<br />

عنوان البحث،‏ اسم اجمللة،‏ عدد اجمللة وتارخيها،‏ رقم الصفحة.‏<br />

‎1010‎ترتب املراجع واملصادر يف نهاية البحث ‏»الفهرس«‏ حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة<br />

املؤلف ثم يليها اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ ‏)مكان النشر،الناشر،‏ الطبعة،‏<br />

سنة النشر(‏ اجلزء أو اجمللد.‏<br />

‎1‎بإمكان 111 الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية،‏<br />

حيث يشار إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب اآلتي:‏ ‏»اسم عائلة<br />

املؤلف،سنة النشر،رقم الصفحة«.‏<br />

جميع االأفكار يف املجلة تعربرّ‏ عن اآراء كاتبيها وال تعرب بالرضورة عن وجهة نظر املجلة


المحتويات<br />

األحباث<br />

الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام الشباب الفلسطيني<br />

لوسائل االتصال احلديثة.‏<br />

د.‏ زياد بركات / د.‏ صائل صبحة ...............................................................................11<br />

قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(.<br />

د.‏ حدة رايس / أ.‏ نوي فاطمة الزهراء ......................................................................55<br />

أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(.‏<br />

د.‏ شاكر تركي إسماعيل ........................................................................................85<br />

جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني.‏<br />

د.‏ مروان جرار .............................................................................................................117<br />

تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة.‏<br />

د.‏ عدنان أحمد أبو دية .............................................................................................163<br />

الصحة الوقائية في اإلسالم.‏<br />

د.‏ مروان علي القدومي ............................................................................................185


مجلة<br />

جامعة القدس المفتوحة<br />

لألبحاث والدراسات<br />

منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد.‏<br />

د.‏ علي عبد اهلل عالن ..............................................................................................209<br />

اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته.‏<br />

أ.‏ عبد احلميد عبد احملسن هنيني ..........................................................................241<br />

التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة.‏<br />

د.‏ حسني مصطفى غوامنة / د.‏ محمود مبارك عبيدات ......................................285<br />

أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش .............................................................................................305<br />

الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساته املتوقعة على سياسة باراك أوباما.‏<br />

د.‏ رائد محمد نعيرات/‏ أ.‏ قصي أحمد حامد .........................................................335<br />

الدميقراطية بني الفكر والفعل.‏<br />

أ.‏ زهير فريد مبارك ...................................................................................................363


االأبحاث


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية<br />

وراء استخدام الشباب الفلسطيين<br />

لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

أستاذ علم النفس التربوي المشارك/‏ منطقة طولكرم التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

أستاذ إدارة األعمال والتسويق المساعد/‏ منطقة طولكرم التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

11


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

ملخص:‏<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل الكشف عن الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية الأكرث ‏أهمية<br />

وراء استخدام الشباب لوسائل ‏لتصال احلديثة:‏ ‏)الهواتف املحمولة والدش ولنرتنت(‏ ، يف<br />

‏ضوء متغريات اجلنس والتخصص والدخل الشهري للأرسة.‏ لهذا الغرض طُ‏ بِّقت استبانتان<br />

‏أُعدتا لقياس الدوافع يف املجالت الثلثة النفسية ولجتماعية والإدارية على عينة<br />

بلغ قوامها )348( طالباً‏ وطالبة،‏ اختريوا بطريقة عشوائية طبقية من الطلبة امللتحقني<br />

للدراسة يف جامعة القدس املفتوحة ‏)منطقة طولكرم التعليمية(‏ . وتوصلت الدراسة ‏إىل ‏أن<br />

مستوى تاأثري الدوافع قد تراوح بني قوي جداً‏ على املجال الإداري،‏ وقوي على املجالت<br />

النفسية ولجتماعية واملجموع الكلي.‏ ودلت النتائج ‏أيضاً‏ على وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏<br />

يف مستوى تاأثري الدوافع النفسية ولجتماعية ولدارية،‏ واملجموع الكلي يف استخدام<br />

الشباب وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ تبعاً‏ ملتغري الدخل الشهري للأرسة،‏ وذلك لصالح فئة<br />

الشباب ذوي الدخل الشهري املرتفع،‏ لكن النتائج ‏أظهرت عدم وجود فروق ذات دللة<br />

يف مستوى تاأثري الدوافع يف املجالت املختلفة يف استخدام الشباب لهذه الوسائل تبعاً‏<br />

ملتغريي اجلنس والتخصص واملجموع الكلي.‏<br />

12


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

This study sought to find out the most important psychosocial motives<br />

behind the Palestinian youths’ use of modern mass- media namely mobiles,<br />

dish, and internet, in light of the variables: gender, specialization, and family<br />

income. For this purpose, a questionnaire was administered to measure the<br />

motives in those three domains on stratified selected a sample which consisted<br />

of (348) male and female students, who were currently randomly at Al- Quds<br />

Open University, Tulkarm Educational Area. Results showed that the effect<br />

of motives ranged from very strong on administration domain and strong on<br />

social and psychological domains and the total. Also the results revealed that<br />

there were significant differences in the level of the effects of those motives<br />

in the use of modern mass- media by the youth due to income in favor of high<br />

income. However results revealed that there were no significant differences<br />

in the level of effects behind use of media due to gender, specialization, and<br />

the total.<br />

13


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

مقدمة:‏<br />

مما ل ‏شك فيه ‏أن املجتمعات الإنسانية بشكل عام تعيش اليوم ثورة معرفية<br />

وتكنولوجية غري مسبوقة؛ ‏إذ تعد الشبكة العنكبوتية ‏)لنرتنت(‏ ، والهاتف النقال اجلوال،‏<br />

واملحطات الفضائيات من ‏أبرز مستحدثات تكنولوجيا ‏لتصال التي فرضت نفسها على<br />

املستوى العاملي خلل السنوات القليلة املاضية حتى ‏أصبحت ‏أسلوباً‏ للتعامل اليومي،‏<br />

ومنطاً‏ للتبادل املعريف بني ‏شعوب العامل املتقدم،‏ كما ‏أن ‏لنتشار الرسيع لهذه التقنيات،‏<br />

جعلها من ‏أحد معامل العرص احلديث،‏ حتى ‏إن بعضهم ‏أطلق عليه عرص ‏لنرتنت،‏ ‏أو عرص<br />

الثورة املعلوماتية.‏<br />

يعدُّ‏ الإنسان مدنياً‏ بالطبع،‏ كما قال الفيلسوف العربي ابن خلدون يف مقدمته؛ فهو<br />

ل يستطيع ‏أن يعيش بعزلة تامة عن بقية ‏أفراد املجتمع البرشي ملدة طويلة،‏ وهو يحتاج<br />

دائماً‏ ‏إىل الآخرين لإشباع حاجاته النفسية والبيولوجية واملعرفية والثقافية والفكرية<br />

ولجتماعية.‏ فل بد له من ‏أن يقبل بالآخرين،‏ ويتعاون معهم لستمرار احلياة ‏لجتماعية<br />

من ‏أجل التطور والتقدم الثقايف واحلضاري.‏ وأن ‏لتصال ‏رضورة ‏إنسانية واجتماعية؛<br />

فحاجة الإنسان للتصال ل تقل عن حاجته للأمن والغذاء والكساء وغريها من احلاجات<br />

البيولوجية والنفسية،‏ ‏إذ يعدُّ‏ احلرمان من ‏لتصال بالآخرين عقاباً‏ نفسياً‏ وجسمياً‏ يف<br />

غاية الشدة والقسوة على الإنسان.‏ فالتصال يعني تطوير العلقات الإنسانية ولجتماعية<br />

وتقويتها،‏ وبالتايل يوؤدي ‏إىل التماسك والرتابط والتواصل بني الأفراد واجلماعات<br />

واملوؤسسات املختلفة يف املجتمع.‏ وقد احتلت مهارات ‏لتصال مركزاً‏ مهماً‏ يف جمال<br />

البحوث والدراسات التي تستهدف حتسني املمارسات السلوكية التفاعلية بني الأفراد يف<br />

املوؤسسات املختلفة،‏ ‏سواء كانت تعليمية ‏أم ‏إدارية ‏أم اجتماعية ‏أم ‏سياسية ‏أم عسكرية ‏أم<br />

اقتصادية.‏<br />

وعلى الرغم من اتفاق علماء النفس حول ‏أهمية الدوافع وأثرها يف حتريك السلوك<br />

البرشي،‏ فاإن هناك اختلفاً‏ يظهر يف نظرتهم وتفسريهم للدافعية نتيجة لختلفهم يف<br />

املدارس ولجتاهات النفسية؛ فتنحو نظريات التعلم يف تفسري الدافعية نحو التفسري<br />

‏لرتباطي بني املثريات ولستجابات املعززة،‏ وهذه النظريات التي يطلق عليها عادة<br />

بنظريات املثري – ‏لستجابة كنظرية بافلوف )Pavlov( وثوردندايك )Thorndike(<br />

وسكرن )Skinner( وهل )Hull( ترى ‏أن الدوافع الكامنة تقف وراء تعلم استجابات معينة<br />

عند التعرض ملوقف مثري معني،‏ وهذا يعني ‏أن املتعلم يسلك وفقاً‏ حلاجاته،‏ ويف رغبة<br />

14


15<br />

♦<br />

♦<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

منه لتحقيق هذه احلاجات وإشباعها،‏ خلفض التوتر لديه )2005 )Bernard, ، بينما تنحو<br />

نظريات النظرية املعرفية بتفسرياتها للدوافع السلوكية نحواً‏ خمتلفاً‏ عما قدمته النظريات<br />

‏لرتباطية،‏ حيث ترى ‏أن الدوافع نابعة من داخل الفرد،‏ وليست من خارجه وهي مرتبطة<br />

بعوامل مركزية كالقصد والنية والإدراك ولستبصار والتوقع وحب ‏لستطلع،‏ بدعوى ‏أن<br />

الإنسان هو خملوق عاقل،‏ ويتمتع بالإرادة احلرة وهذه الإرداة،‏ وهذه احلرية جتعله قادراً‏ على<br />

اتخاذ القرار لختيار ‏سلوكه يف مواقف حياته املختلفة )1990 .)Biehler, وتركز نظريات<br />

التحليل النفسي كنظرية فرويد )Frued( يف تفسريها للدوافع على مفاهيم بناء الشخصية<br />

ودوافعها،‏ وتستخدم مفهوم الغريزة واللشعور والكبت يف تفسريها للسلوك ودوافعه،‏ وهي<br />

ترى ‏أن معظم ‏سلوك الإنسان يحركه دافعان هما:‏ دافع اجلنس ودافع العدوان،‏ وأن للخربات<br />

املبكرة يف مراحل الطفولة الأوىل تاأثرياً‏ يف ‏شخصية الإنسان يف الكرب ‏)جامعة القدس<br />

املفتوحة،‏ )2005 .<br />

وسائل االتصال احلديثة:‏<br />

تشتمل وسائل االتصال احلديثة على اأشكال عدة اأهمها:‏<br />

‏◄◄الهواتف املحمولة ‏)اجلوال اأو املوبايل اأو النقال اأو اخللوي(:‏<br />

‏إن جهاز الهاتف اخللوي )Mobile( يشبه يف عمله جهاز املذياع بدرجة عالية من<br />

الدقة والتعقيد،‏ ومن الطبيعي ‏أن تتحد فكرتا الهاتف واملذياع وتندجمان معاً،‏ حيث<br />

استخدم ‏لتصال اللسلكي باأجهزة متنقلة باستخدام ‏أجهزة املذياع،‏ وكانت تسمى بهواتف<br />

املذياع telephones( )radio ، وكانت هذه الأجهزة تستقبل ‏إرسالها من حمطات ‏إرسال<br />

ثابتة،‏ وملسافة حمدودة ل تتعدى مائة كيلومرت،‏ ثم تطور هذا الإرسال بتقسيم املنطقة ‏إىل<br />

جمموعة من اخلليا )Cells( ، ومن هنا جاءت تسمية اجلوال باخللوي Phone( )Cell .<br />

وميكن اإظهار الفرق بني جهاز اجلوال،‏ وبني االأجهزة التي تستخدم املذياع يف ثالثة<br />

عنارص ‏)عبد اللطيف،‏ ‎2007‎؛ ‏سكيك،‏ 2006( هي:‏<br />

‏♦طريقة االتصال )Dupex( : حيث يتم ‏لتصال بواسطة ‏أجهزة املذياع بني ‏شخصني<br />

باستخدام الرتدد نفسه،‏ لذا فاإن ‏شخصاً‏ واحداً‏ فقط يستطيع التحدث والآخر يستمع،‏ ‏أما نظام<br />

اخللوي فيعمل بنظام duplex( )full – وهذا يعني ‏أن هناك تردداً‏ خمصصاً‏ للحديث،‏ وتردداً‏<br />

‏آخر خمتلفاً‏ للستماع،‏ وهذا يعني ‏أن كل الشخصني ميكنهما التحدث يف الوقت نفسه.‏<br />

: يوجد يف ‏أجهزة ‏لتصال باملذياع قناة اتصال واحدة،‏<br />

ويف ‏أحسن الأحوال ل تصل هذه القنوات ‏إىل ‏أكرث من ‏أربعني قناة،‏ ولكن يف ‏أجهزة اخللوي<br />

ميكن استخدام ‏أكرث من )1664( قناة.‏<br />

‏♦القنوات )Channels(


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

: ميكن لأجهزة ‏لتصال باملذياع ‏أن تغطي مدى يصل ما بني<br />

)2- 8( كيلومرت،‏ بينما ميكن لأجهزة اجلوال ‏أن تعمل يف مدى ‏أكرب بكثري،‏ يصل ‏إىل مئات<br />

‏ألآلف الكيلومرتات دون انقطاع.‏<br />

16<br />

‏♦املدى )Range(<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

♦<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

استخدامات اهلاتف اخللوي العامة:‏<br />

يقدم الهاتف اخللوي فوائد وخدمات كبرية ومتنوعة يف جماالت خمتلفة ‏)سكيك،‏<br />

‎2008‎؛ عبد اللطيف،‏ 2007( منها:‏<br />

يكوِّن دليل معلومات عن الأشخاص الذين تتعامل معهم،‏ مع كامل البيانات<br />

اخلاصة بهم.‏<br />

يعدُّ‏ ‏أجندة ‏إلكرتونية تسهل عملية تتبع املواعيد املهمة،‏ وتذكر املستخدم بها قبل<br />

موعدها ‏صوتياً.‏<br />

تنظيم ‏أعمال املستخدم اليومية.‏<br />

توفري ‏آلة حاسبة ميكن استخدامها عند اللزوم.‏<br />

متكن ‏أجهزة اخللوي من ‏إرسال الرسائل القصرية ورسائل الربيد ‏للكرتونية.‏<br />

‏لتصال مع ‏لنرتنت،‏ واحلصول على الأخبار العاجلة وأسعار البورصة والعملت<br />

وغري ذلك.‏<br />

ميكن استخدام اخللوي وسيلة تسلية من خلل الألعاب املخزنة فيه.‏<br />

استخدامه ‏أحياناً‏ كجهاز مذياع وفيديو وآلة تصوير.‏<br />

‏إمكانية استخدام اخللوي وسيلة اتصال فعالة مع الربيد والبنوك والدوائر<br />

الرسمية<br />

وبناءً‏ على نتائج الدراسات السابقة النظرية وامليدانية يف هذا املجال،‏ يتبني ‏أهمية<br />

استخدام اخللوي يف جمال التعلم والتعليم،‏ وأن التكنولوجيا احلديثة توؤدي دوراً‏ مهماً‏ لدى<br />

الطلبة واملعلمني على حد ‏سواء،‏ وهذا يفرس تزايد عدد املستخدمني لأجهزة اخللوي ‏سنة بعد<br />

‏سنة،‏ وتزايد الإقبال على استخدامه يف جمالت التدريس لزيادة فعاليته وتعزيز دافعية<br />

الطلبة للتعلم.‏ ولكي تُنجز املهمات التعليمية بفعالية،‏ على الرتبويني والتكنولوجيني<br />

‏لهتمام باأساليب التدريس،‏ وتفعيل دور التكنولوجيا الرتبوية،‏ وهذا يرتتب عليه مواكبة<br />

التطورات املستمرة واملتسارعة يف النظم التكنولوجية الرتبوية،‏ وما يحصل عليها من


Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

تغريات وتعديلت بشكل مستمر؛ وميكن التعرف اإىل الفوائد االآتية ‏)سكيك،‏ ‎2007‎؛<br />

الرسوري،‏ ‎2007‎؛ Borquez, 2004 ؛‎2000‎ )Book, يف هذا الشاأن:‏<br />

ملئم وسهل ‏لستخدام وسهولة الوصول ‏إليه جلميع الطلب كمصدر للتعلم وجمع<br />

املعلومات.‏<br />

احلرية يف استعمال اخللوي يف ‏أي وقت وأي مكان.‏<br />

يعزز ‏لتصال بني الطلبة بعضهم ببعض،‏ وبينهم وبني املدرسة ‏أو الكلية ‏أو<br />

اجلامعة،‏ وبينهم وبني املدرسني.‏<br />

يعطي الفرص للمشاركة بالنشاطات يف جمموعات يف ‏أي وقت وأي مكان.‏<br />

املقدرة على ‏إضافة مناقشات منظمة ومتزامنة ‏إىل جو غرفة الصف.‏<br />

يعزز عمل احلاسوب ويدعم استخدامه.‏<br />

يشجع على استخدام التكنولوجيا يف التعلم والتعليم.‏<br />

حتسن ‏أجهزة اخللوي من مستوى التعلم.‏<br />

تعزز ‏أجهزة اخللوي خمرجات التعلم وتدعمها.‏<br />

يجعل ‏إدارة التعليم ‏أكرث فعالية.‏<br />

حتسني مستوى التعلم كماً‏ ونوعاً.‏<br />

حتقيق ‏أهداف التعليم بشكل فعال.‏<br />

تكلفة اخللوي ‏أقل من كلفة احلاسوب ‏أو تقنيات تعليمية ‏أخرى.‏<br />

التعلم باستخدام اخللوي ‏أسهل بكثري من التعلم باستخدام احلاسوب.‏<br />

‏إمكانية استخدام اخللوي يف ‏أي مكان ويف ‏أي زمان.‏<br />

‏◄◄االنرتنت:‏<br />

‏لنرتنت )Internet( كلمة خمترصة ملا يعرف باللغة الإجنليزية ب ( nInternatio<br />

)al network ، ومعناها ‏شبكة املعلومات العاملية،‏ التي ترتبط فيها جمموعة ‏شبكات<br />

مع بعضها بعضاً‏ يف العديد من الدول عن طريق الهاتف والأقمار الصناعية،‏ ويكون لها<br />

القدرة على تبادل املعلومات بينها من خلل ‏أجهزة حاسوب مركزية تسمى باسم اخلادم<br />

)Server( ، والتي تستطيع تخزين املعلومات الأساسية فيها والتحكم بالشبكة بصورة عامة،‏<br />

كما تسمى ‏أجهزة احلاسوب التي يستخدمها الفرد باسم ‏أجهزة املستخدم )Users( ‏)دوفور،‏<br />

17


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

1998( . ويكون ذلك باستخدام تقنيات املعلومات ‏أو تكنولوجيا املعلومات Information(<br />

)technology التي هي عملية تغذية ومعاجلة املعلومات وتخزينها باستخدام املعلومات<br />

الرقمية والنصية واملصورة والصوتية،‏ بوساطة تقنيات احلاسب الآيل،‏ وتقنيات ‏لتصالت<br />

‏)الزهراين،‏ 2004( . وهناك من يرى ‏أن تكنولوجيا املعلومات هي ثورة معلوماتية مرتبطة<br />

بصناعة املعلومات وحيازتها وتسويقها وتخزينها واسرتجاعها وعرضها وتوزيعها من<br />

خلل وسائل تكنولوجية حديثة متطورة ورسيعة،‏ وذلك من خلل ‏لستخدام املشرتك<br />

للحاسب ‏للكرتوين،‏ ونظم ‏لتصالت احلديثة ‏)سلمة،‏ 1997( .<br />

وقد تزايدت ‏أهمية الإنرتنت موؤخراً،‏ وزادت معها قدرتنا املعلوماتية والتفاعلية،‏<br />

حتى دعا بعضهم ‏إىل ‏أن تعدٌّ‏ وسيلة اتصال جديدة يف ذاتها.‏ وميكن ‏أن حتل حمل وسائل<br />

الإعلم التقليدية،‏ وإن كان بعضهم ما زال مرتدداً‏ يف قبول هذه الروؤية،‏ يف وقت يواجه فيه<br />

‏أساتذة الصحافة والإعلم حتدياً‏ جديداً‏ يتمثل يف كيفية دمج الإنرتنت ‏ضمن مقررات علوم<br />

الصحافة ولتصال اجلماهريي ‏)منصور،‏ 2004( . الإنرتنت ‏شبكة ‏ضخمة من ‏شبكات<br />

احلاسوب املمتدة عرب الكرة الأرضية بدولها كافة؛ ‏إذ يستخدم الشبكة يف هذه الأيام ‏أكرث من<br />

)75( مليون فرد من ‏أنحاء العامل،‏ وهي اتفاقية عملقة بني مليني احلواسيب للرتباط مع<br />

بعضها بعضاً،‏ ولهذا يطلق عليها ‏شبكة الشبكات.‏ وهي ‏شبكة عاملية مفتوحة جتعل املشرتك<br />

قادراً‏ على الوصول ‏إىل ‏آلف املصادر واخلدمات املختلفة يف جمال املعلومات ‏)عليان<br />

والدبس،‏ 2003( . وشبكة الإنرتنت بوصفها ‏أحد ‏أبرز التقنيات يف جمال ‏شبكة املعلومات<br />

الدولية يف العامل،‏ ‏أحدثت ‏صيحة جديدة يف حجم املعلومات املقدمة ‏إىل الإنسان بكلفة<br />

‏أقل،‏ ووقت ‏أقرص،‏ وإجناز ‏أكرب.‏ وأصبحت تتمتع بجاذبية عالية بني كل فئات املستخدمني<br />

نظراً‏ للخدمات التي تنتجها لهم مثل:‏ الربيد الإلكرتوين mail( -E( ، ونقل امللفات ،)FTP(<br />

والشبكة العنكبوتية )WWW( ، والأخبار واملجموعات املختصة net( )Use ، والواقع<br />

‏لفرتاضي Reality( )Virtual ، والتجارة الإلكرتونية )E.commerce( ولتصال بالهاتف<br />

عرب ‏لنرتنت ‏)دافور،‏ 1998( .<br />

ونظراً‏ للتغريات الكبرية التي يشهدها العامل يف الوقت الراهن،‏ ‏أصبح استخدام الإنرتنت<br />

يف جمالت املعرفة املختلفة من الأمور الأساسية ملواكبة هذه التطورات،‏ وبخاصة يف<br />

املجال التعليمي بكل ‏أبعاده،‏ ‏سواء من اجلانب الأكادميي واجلانب التطبيقي للعملية<br />

التعليمية،‏ ل ‏سيما ‏أن موؤمتر القوى املوؤثرة يف التعليم التكنولوجي الذي عقد يف هيوسنت<br />

باأمريكا،‏ ‏أكد يف توصياته على ‏رضورة ‏إدخال الإنرتنت يف قاعات املحارضات،‏ وتدريب<br />

‏أعضاء هيئة التدريس يف اجلامعات،‏ واملعلمني يف التعليم على تعميم العملية،‏ وإعداد<br />

برامج تتناسب والتطور التكنولوجي ‏)منصور،‏‎2004‎‏(‏ . كما يزداد يوماً‏ بعد يوم،‏ حضور<br />

18


♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

مواقع ‏»التعليم املفتوح«‏ قوة وأهمية،‏ على ‏شبكة الإنرتنت،‏ والوسيلة الأكرث ‏أهمية ومتعة<br />

يف هذا املجال هي استخدام احلرم اجلامعي ‏لفرتاضي Campus( )Virtual ، ملا يحققه<br />

هذا احلرم من تفاعل حقيقي مع الدارسني،‏ ‏سواء عرب املحارضات،‏ ‏أو جمموعات احلوار،‏ ‏أو<br />

الدردشة النصية.‏ وأهم ما مييز تطبيق هذه التقنية حاليا هو ‏أن الإفادة منها مل تعد قارصة<br />

على اجلامعات ومعاهد التدريب املختلفة،‏ بل تعدته لتصل ‏إىل العديد من الرشكات املنتجة<br />

للربامج والتطبيقات،‏ وذلك بهدف توسيع بيئة براجمها بالعمل على تعريف زوار مواقعها<br />

وتدريبهم على استخدام منتجاتها ‏)إبراهيم،‏ 2004( . وتقدم ‏شبكة ‏لنرتنت للتعليم العايل<br />

منافع عديدة وخدمات بحثية كبرية.‏ فمن خللها يستطيع الطالب الدخول ‏إىل املكتبات<br />

العاملية،‏ ولطلع على الإنتاج الفكري للعلماء والباحثني وهو يف جامعته،‏ فالنرتنت<br />

مستودع ‏ضخم يحوي كتباً‏ ‏أو ‏أوراقاً‏ علمية وبيانات وحمارضات وتسجيلت ‏صوتية،‏ مما<br />

يتيح للمستخدمني كماً‏ هائلً‏ من املعرفة يصعب تخيله.‏ ومل تستطع اجلامعات ‏أن تقف<br />

موقف املتفرج من ‏لنرتنت برصف النظر عن بعض ‏سلبياتها ‏)حناوي،‏ 2005( .<br />

فرضت التغريات ‏لجتماعية والعلمية والتكنولوجية التي ‏شهدتها ‏سنوات نهاية<br />

القرن املاضي،‏ وبدايات القرن احلايل تغريات مناظرة يف الرتبية بوجه عام،‏ وأمناط<br />

التعليم والتعلم بوجه خاص،‏ فبعد ‏أن ‏سادت الأمناط التقليدية يف الرتبية التقليدية<br />

القائمة على الطرائق اللفظية املبارشة لعقود طويلة،‏ حتول ‏لهتمام نحو البحث عن ‏أمناط<br />

جديدة تتلءم ومتطلبات العرص،‏ وما يتوقع ‏أن يحدث يف املستقبل.‏ وقد برزت مسوغات<br />

مهمة لستخدام احلاسوب يف جمال التعلم والتعليم بشكل عام منها:‏ حتسني فرص العمل<br />

املستقبلية،‏ وجعل التعليم ‏أسهل وأرسع وأكرث ملءمة،‏ وتنمية مهارات معرفية عقلية مثل<br />

حل املشكلت والتفكري وجمع البيانات وحتليلها وتركيبها،‏ والسماح للطلب ‏أن ياألفوا<br />

معاجلة املعلومات وقياسها يف حدود ‏إمكانات احلاسوب ‏)عليان والدبس،‏‎2003‎‏(‏ . كما<br />

ظهرت احلاجة الستخدام ‏شبكة االنرتنت ملا لهذه الشبكة من اأهمية وفوائد يف<br />

جماالت احلياة املختلفة ‏)العبيدي،‏ ‎1996‎؛ حسني،‏ ‎1997‎؛ عليان والقيسي،‏ ‎1999‎؛<br />

منصور،‏ ‎2004‎؛ حناوي،‏ 2005( التي اأهمها:‏<br />

تستخدم الرشكات مبختلف ‏أنشطتها ‏شبكة ‏لنرتنت لإرسال الربيد الإلكرتوين،‏<br />

واستقباله بفاعلية مع العملء والزبائن املنتظرين.‏<br />

الدوريات والنرشات واملجلت التجارية جذبت العديد من ‏أصحاب الأعمال<br />

للطلع ولنتشار من خلل الإعلن فيها،‏ حيث يوفر العديد منها اجلديد يف عامل الصناعة<br />

والتجارة.‏<br />

19


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

العديد من الرشكات الفنية والتقنية املتخصصة تستخدم ‏لنرتنت للتطوير،‏ ودعم<br />

مشرتكيها وإمدادهم بالربامج اجلديدة.‏<br />

20<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

نظراً‏ للأعداد الضخمة من الرشكات والأفراد املرتبطة بالنرتنت،‏ فهي تعدُّ‏ قوة<br />

تسويقية وإدارية فعالة من ناحية ‏لرتباط املبارش باملوردين،‏ وبالأسواق املحلية<br />

والدولية وباملشرتكني.‏<br />

توفر ‏لنرتنت قوة دعم وتطوير ‏رسيعة يصعب ‏إن مل يكن من املستحيل احلصول<br />

عليها وذلك من خلل املناقشات اجلماعية التي توفرها الشبكة.‏<br />

عرشات الآلف من الربامج والبحوث واملقالت والتقارير املجانية التي توفرها<br />

خمتلف اجلهات ‏سواءً‏ ‏أكادميية ‏أم جتارية ‏أم ‏أفراد من ذوي ‏لختصاصات املختلفة.‏<br />

حتى وقت قريب كانت تكاليف استخدام برامج تبادل الوثائق ‏للكرتونية عالية،‏<br />

وتستخدمها بشكل حمدود ‏رشكات ذات ‏لنتشار بغرض تبادل ‏أوامر الرشاء واملخازن<br />

وأوامر الشحن والعديد من املعاملت التجارية واملالية،‏ وذلك ملوثوقية الربامج لنقل هذا<br />

النوع من البيانات.‏<br />

‏أنشئت الإنرتنت يف الأساس لتبادل الأبحاث والتطوير،‏ وما زالت العديد من اجلهات<br />

يف ‏لنرتنت حتتفظ بذلك حيث تقدم خدمات معلوماتية متخصصة يف ‏شتى املجالت،‏ تبعاً‏<br />

لتخصص اجلهة املقدمة للمعلومات والأبحاث.‏<br />

توافر العديد من اخلدمات مثل ‏لستعلم واحلجز للطريان والفنادق والسياحة<br />

والسيارات والندوات العلمية والدورات التدريبية،‏ وحالة اجلو واملناخ العاملي،‏ وأسعار<br />

الرصف للعملت املختلفة.‏<br />

‏◄◄الدش:‏<br />

البث الفضائي ‏)الدش(‏ )Dish( يشبه ‏إىل حدٍ‏ كبري البث الأرضي،‏ فهو يعمل بطريقة<br />

لسلكية لتصل الربامج التلفزيونية ‏إىل املُستَقبِل عن طريق موجات املذياع،‏ وتعدُّ‏ تقنيات<br />

الأقمار الصناعية املوجودة يف الفضاء اخلارجي مركز هذا النوع من البث على مدار<br />

‏ساعات اليوم.‏ والبث الفضائي يحتاج خلمسة عنارص ‏أساسية هي:‏ مركز الربامج ومركز<br />

الإرسال،‏ وقمر البث وطبق ‏لستقبال ‏)الدش(‏ ، وجهاز ‏لستقبال ‏)الريسيفر(‏ ، وآخر مكون<br />

لنظام استقبال البث الفضائي هو الريسيفر الرقمي،‏ وله ‏أربع وظائف هي:‏ ‏إعادة تكوين<br />

البث املشفر،‏ وفك ‏شفرة الإرسال،‏ وحتويل املوجات الرقمية ‏إىل موجات عادية حتى يتمكن<br />

التلفاز العادي من عرضها،‏ وفصل القنوات املتصلة عن بعضها يف حزمة البث نفسها<br />

‏)حناوي،‏ ‎2005‎؛ )Brown, 1998 .


21<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

لقد غري البث الفضائي مفهوم احلدود القومية،‏ وبات هذا املفهوم خمتلفاً‏ يف ظل<br />

‏لنكشاف الذي ‏سببه البث املبارش عرب القنوات التلفزيونية التي مل يعد هناك مكان بعيد<br />

بالنسبة لها.‏ وأصبح التلفاز وسيلة عظيمة جداً‏ تستخدم يف ‏إحداث كثري من التغريات<br />

‏لجتماعية ولقتصادية والثقافية والسياسية،‏ حتى ‏أنه ‏أصبح منافساً‏ رئيساً‏ للوالدين<br />

يف تشكيل ‏سلوك الأبناء وتعليمهم القيم والعادات والتقاليد املختلفة،‏ ومنافساً‏ للمدرسة<br />

كموؤسسة تربوية رسمية وللموؤسسات ‏لجتماعية والثقافية الأخرى.‏ وهذا ما دعا فريق<br />

من املصلحني والرتبويني لرتويض التلفزيون وترشيد مشاهدته،‏ ملا له من تاأثري ‏سلبي<br />

على الشباب والأطفال وسلوكهم واجتاهاتهم وقيمهم ‏لجتماعية والأخلقية ‏)الدعيلج،‏<br />

.)1995<br />

وتاأخذ اللغة التي هي اأداة االتصال والتفاهم االأساسية بني الناس الشكلني<br />

2008( )Neumann, االآتيني:‏<br />

. أاتصال لفظي ‏)منطوق ومكتوب(‏<br />

. باتصال غري لفظي ‏)لغة الإشارات وأعضاء اجلسد(‏<br />

وتتضح ‏أوجه الشبه بني ‏لتصال اللفظي وغري اللفظي يف ‏أن كليهما من نتاج الإنسان<br />

نفسه،‏ وأن كليهما يستخدمان رموزاً‏ لها معانٍ‏ يفهمها الإنسان يف ‏أثناء عملية التواصل<br />

والتفاعل ‏لجتماعي،‏ وأن لعملية التنشئة والتطبيع ‏لجتماعي دوراً‏ مهماً‏ وأساسياً‏<br />

لتعلم كل منهما.‏ على ‏أنهما يختلفان بعضهما عن بعض يف الأمور التي يبينها اجلدول<br />

)2002 ‏,‏Kaatz؛‎2000‎ )Book, الآتي:‏<br />

االتصال اللفظي<br />

يستخدم رموزاً‏ على ‏شكل كلمات منطوقة ومكتوبة.‏<br />

تتحكم فيه قواعد اللغة.‏<br />

مقصور على ثقافة واحدة.‏<br />

يحمل معاين حمددة.‏<br />

يُعلَّم يف مراحل متاأخرة من احلياة<br />

ياأتي بعد ‏لتصال غري اللفظي.‏<br />

ميكنه مناشدة العواطف واستمالتها.‏<br />

الجدول )1(<br />

الفرق بين االتصال اللفظي واالتصال غير اللفظي<br />

االتصال غري اللفظي<br />

1. يستخدم رموزاً‏ على ‏شكل ‏إشارات وحركات وتعبريات.‏<br />

2. تتحكم فيه العوامل البيولوجية.‏<br />

3. عاملي وليس قارصاً‏ على ثقافة معينة.‏<br />

4. يحمل معاين عديدة وخمتلفة بني الثقافات.‏<br />

5. يُعلَّم منذ الولدة مبارشة<br />

6. يسبق ‏لتصال اللفظي<br />

7. ‏أصدق تعبرياً‏ ويناشد العواطف بقوة.‏<br />

ولكي ينجح الإنسان يف عملية ‏لتصال،‏ عليه ‏أن يستخدم ‏لتصال اللفظي وغري<br />

اللفظي بفعالية،‏ حتى يستطيع التعبري عن ‏أفكاره ومشاعره بشكل ‏أفضل.‏


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

‏إن عملية ‏لتصال يف ‏أبسط ‏صورها هي نقل فكرة ‏أو معلومات،‏ ومعاين ‏)رسالة(‏<br />

من ‏شخص ‏)مُ‏ رسِ‏ ل(‏ ‏إىل ‏شخص ‏)مستقبِل(‏ عن طريق معني ‏)قناة اتصال(‏ تختلف<br />

باختلف املواقف.‏ وتنتقل الرسالة عرب قناة ‏لتصال على ‏شكل رموز مفهومة ومتفق<br />

عليها بني املُرسِ‏ ل واملستقبِل،‏ ‏أو رموز ‏شائعة يف املجتمع ‏أو يف احلضارة التي تتضمنها<br />

)2007 .)Stankeviciene, وقد تصل الرسالة ‏سليمة ويفهمها املستقبل فهماً‏ ‏صحيحاً‏<br />

ويتقبلها ويترصف حيالها حسب ما يتوقعه املرسِ‏ ل،‏ وتعدُّ‏ عملية ‏لتصال يف هذه احلالة<br />

ناجحة.‏ وقد تصل الرسالة ‏إىل املستقبل،‏ ولكنه ل يفهمها ‏أو ل يتقبلها،‏ ومن ثم ل يترصف<br />

بالنسبة لها كما يرجو املرسِ‏ ل،‏ ويف هذه احلالة فاإن عملية ‏لتصال تعدُّ‏ غري ناجحة،‏<br />

ورمبا ل تصل الرسالة على الإطلق لسبب ‏أو لآخر،‏ ‏أو قد تصل ناقصة ‏أو مشوشة.‏ وهذه<br />

‏لحتمالت موجودة دائماً‏ ويرجع فضل عملية ‏لتصال ‏إىل عنرص ‏أو ‏أكرث من عنارص<br />

عملية ‏لتصال.‏ ولكن من املمكن ‏أن يتحقق املرسل من نتيجة رسالته عن طريق ‏إرجاع<br />

الأثر ‏أو ما يسمى التغذية الراجعة back( )Feed ؛ واملقصود بذلك ‏أن يحاط املرسِ‏ ل علماً‏<br />

مبا يرتتب على رسالته من ‏آثار عند املستقبِل ‏أو ‏إذا ما ‏ضلت ‏سبيلها لسبب ما،‏ ومل تصل<br />

‏إليه ‏أو وصلته ناقصة ‏أو مشوشة.‏ ويكون مسار ‏إرجاع الأثر عكس مسار عملية ‏لتصال<br />

الأصلية،‏ ‏أي تكون من املُستقبِل ‏إىل املُرسِ‏ ل،‏ ووظيفتها تصحيح املفاهيم عند املُستقبِل ‏أو<br />

‏إقناعه بها 1990( Biehler, )Huang, 2005; Dance & Larson, 2003; .<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

بالرغم من ‏أن التكنولوجيات احلديثة قد ‏سهلت على الإنسان كثرياً‏ من ‏أمور حياته،‏<br />

فاإن لها بعض الآثار السلبية؛ ومع ذلك ل يعني باأي حال عند كثريين ‏أن نستغني عنها،‏<br />

ولكن توؤكد الرضورة توخي احلظر عند استخدامها،‏ وتتعدد هذه الآثار السلبية ما بني نفسية<br />

واجتماعية وصحية،‏ ومن ‏أهمها ازدياد اعتماد الإنسان على ‏أجهزة وتقنيات ‏لتصال<br />

احلديثة،‏ وهذا يقلل تدريجياً‏ من عملية اتصاله املبارش بالآخرين،‏ وحرمانه من احلياة<br />

الطبيعية ولنغماس يف ‏لعتماد على ‏أجهزة احلاسوب ولنرتنت والهواتف املحمولة،‏ ‏أو<br />

مشاهدة التلفاز بصورة مفرطة ‏)اليوسف،‏ 2006(. ومن هنا جاءت هذه الدراسة بهدف<br />

استطلع عينة من الشباب الفلسطيني،‏ للتعرف على دوافعهم النفسية ولجتماعية والإدارية<br />

وراء استخدامهم لوسائل ‏لتصال احلديثة كالنرتنت والهواتف املحمولة والدش.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تنبع ‏أهمية هذه الدراسة من الناحيتني النظرية والتطبيقية؛ فتربز ‏أهميتها من الناحية<br />

22


23<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

النظرية،‏ كونها تتناول موضوع الدوافع النفسية ولجتماعية وراء استخدام وسائل ‏لتصال<br />

احلديثة،‏ فالكشف عن الدوافع الكامنة وراء السلوك الإنساين عادة،‏ يوؤدي ‏إىل فهم علمي<br />

يفرس تلك العلقات بني الظواهر املشاهدة وحماولة معرفة املسارات املوضوعية الباعثة<br />

لها،‏ فموضوع الدوافع من ‏أكرث موضوعات علم النفس ‏أهمية وإثارة لهتمام الناس جميعاً‏<br />

على اختلف ‏رشائحهم وتخصصاتهم )1990 ،)Biehler, فهو يهم املدرس واملدير،‏ كما يهم<br />

الأب والأم ملعرفة ملاذا مييل الأبناء والتلميذ للقيام باأمناط ‏سلوكية معينة دون غريها<br />

يف مواقف حمددة.‏ وهذا ما حتاوله الدراسة احلالية من تفسري العلقة بني الدوافع النفسية<br />

ولجتماعية وهسترييا استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة.‏ ‏أما من الناحية التطبيقية،‏ فتربز<br />

‏أهمية هذه الدراسة،‏ مما ‏سوف توؤول ‏إليه نتائجها،‏ وما ‏ستقدمه من مقرتحات وتوصيات<br />

تربوية ونفسية واجتماعية لتقنني استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة من خلل معرفة<br />

دوافع استخدامها النفسية ولجتماعية والإدارية.‏<br />

أسئلة الدراسة:‏<br />

1.<br />

لتحقيق اأهداف الدراسة الراهنة اأُجيب عن االأسئلة االآتية:‏<br />

1 ما الدوافع النفسية الأكرث ‏أهمية وراء استخدام الشباب الفلسطيني وسائل ‏لتصال<br />

احلديثة؟<br />

‏.‏‎2‎ما 2 الدوافع ‏لجتماعية الأكرث ‏أهمية وراء استخدام الشباب الفلسطيني وسائل<br />

‏لتصال احلديثة؟<br />

‏.‏‎3‎ما 3 الدوافع الإدارية الأكرث ‏أهمية وراء استخدام الشباب الفلسطيني وسائل ‏لتصال<br />

احلديثة؟<br />

‏.‏‎4‎هل 4 توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ تُعزى ملتغري اجلنس؟<br />

‏.‏‎5‎هل 5 توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ تُعزى ملتغري التخصص؟<br />

‏.‏‎6‎هل 6 توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ تُعزى ملتغري الدخل الشهري للأرسة؟<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

انبثقت الدراسة الراهنة لستطلع رأي عينة من الشباب الفلسطيني،‏ حول الدوافع


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

‏لجتماعية والنفسية والإدارية وراء استخدامهم وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ وذلك لتحقيق<br />

االأهداف االآتية:‏<br />

● ‏●معرفة الرتتيب النسبي ملستوى الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء<br />

استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل ‏لتصال احلديثة.‏<br />

● ‏●التعرف ‏إىل ‏أهم الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام الشباب<br />

الفلسطيني وسائل ‏لتصال احلديثة.‏<br />

● ‏●التعرف ‏إىل دللة الفروق يف مستوى الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء<br />

استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ تبعاً‏ ملتغريات اجلنس،‏ التخصص<br />

الدراسي،‏ والدخل الشهري للأرسة.‏<br />

مفاهيم الدراسة ومصطلحاتها:‏<br />

24<br />

‏◄◄الدوافع :)Motives(<br />

هي كل ما يحرك السلوك الإنساين ويدفعه نحو هدف حمدد؛ ‏سواء كان هذا السلوك<br />

حركياً‏ ‏أم ذهنياً‏ ‏أم وجدانياً.‏ وتتعدد دوافع الإنسان وتتنوع بشكل ل حدود ول حرص لها،‏<br />

فمنها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب،‏ ومنها ما هو مرتبط باحلاجات البيولوجية<br />

الأساسية كالطعام والرشاب واجلنس والإخراج والتنفس،‏ ومنها ما هو مرتبط باحلاجات<br />

النفسية ولجتماعية كالأمن والتقدير ولنتماء وحتقيق الذات والإجناز والتحصيل واحلب<br />

واحلنان وحب ‏لستطلع واملعرفة وغريها ‏)راجح،‏ 1987( . وكون الدافعية تنبع من<br />

احلاجات الأساسية عند الإنسان،‏ ميكن اعتبارها مبثابة طاقات كامنة،‏ ‏أو قوى حترك ‏سلوك<br />

هذا الإنسان نحو ‏إشباع هذه احلاجات،‏ وتتميز الدوافع بدرجة عالية من التفرد والتميز،‏<br />

لذلك ل ميكن تفسري السلوك الإنساين دون معرفة لهذه الكوامن الدافعة له.‏<br />

وإجرائياً‏ تتبنى الدراسة احلالية للدوافع باأنها تلك العوامل النفسية ولجتماعية<br />

والإدارية التي تكمن وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة لدى الأفراد،‏ على افرتاض ‏أن<br />

ظاهرة ‏لستخدام املتكرر،‏ وغري املسبوق لوسائل ‏لتصال احلديثة مل ياأتِ‏ من فراغ،‏ وإمنا<br />

ل بد من ‏أسباب حمددة تدفع بالشباب لستخدام هذه الوسائل بقصد ‏أو بدون قصد،‏ والتي<br />

حتدد باستجابة ‏أفراد الدراسة على املقياس املعد لهذا الغرض.‏<br />

‏◄◄وسائل االتصال:‏<br />

تشري ‏أدبيات عملية ‏لتصال ‏إىل وجود تعريفات عديدة ومتنوعة لوسائل ‏لتصال،‏<br />

منها ما يركز على املرسل،‏ ومنها ما يركز على موضوع الرسالة،‏ وبعضها الآخر


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

يركز على فعالية املُستَقبِل ‏أو قناة ‏لتصال،‏ ومن بني هذه التعريفات ياأتي تعريف<br />

(11.p Stankeviciene ,2007) الذي يعرفها باأنها:‏ ‏»العملية التي تنقل بها املعلومات<br />

واملعاين والأفكار من ‏شخص ‏إىل ‏آخر ‏أو ‏آخرين بصورة حتقق الأهداف املنشودة يف<br />

املوؤسسة،‏ ‏أو يف ‏أي جماعة من الناس ذات نشاط اجتماعي«.‏ ‏إذن هي مبثابة خطوط<br />

تربط ‏أوصال البناء،‏ ‏أو الهيكل التنظيمي لأي موؤسسة ربطاً‏ ديناميكياً.‏ فليس من املمكن<br />

‏أن نتصور جماعة ‏أياً‏ كان نشاطها دون ‏أن نتصور يف الوقت نفسه عملية ‏لتصال التي<br />

حتدث بني عنارصها،‏ وجتعل من هذه العنارص وحدة عضوية لها درجة من التكامل تسمح<br />

بقيام بالنشاط الفعال بينها.‏ ويعرفه (64.p Dollman & Morgan ,2007) باأنه ‏»أي ‏شيء<br />

يساعد على نقل معنى معني ‏أو رسالة من ‏شخص ‏إىل ‏آخر،‏ وقد تكون هذه الرسالة املنقولة<br />

‏أو املتبادلة فكرة ‏أو اجتاهاً‏ عقلياً‏ ‏أو مهارة ‏أو فلسفة للحياة،‏ ‏أو ‏أي ‏شيء ‏آخر يعتقد بعضهم<br />

يف ‏أهمية نقله وتوصيله للآخرين«.‏ بينما يعرفه ‏أبو عرقوب )1993، ‏ص.‏‎8‎‏(‏ باأنه ‏»الوسيلة<br />

‏أو الطريقة التي تنتقل بها الأفكار واملعلومات بني الناس داخل نسق اجتماعي معني،‏ وقد<br />

تختلف هذه الوسائل من حيث احلجم والشكل والهيئة واملحتوى«.‏ ويقدم ,1992) Kunczik<br />

‏(‏p.33‎تعريفاً‏ خمترصاً‏ للتصال،‏ فيقول ‏إنه:‏ ‏»ما يحاول املرسل نقله ‏إىل املستقبل من<br />

املعلومات بطرق ووسائل خمتلفة«.‏<br />

‏أما التعريف الذي تتبناه الدراسة احلالية لوسائل ‏لتصال فريكز،‏ بالإضافة لعنارص<br />

عملية ‏لتصال،‏ على فعالية التفاعل ‏لجتماعي يف عملية ‏لتصال والتفاعل املبارش<br />

بني ‏أركانها،‏ وبذلك فاإن ‏لتصال هي عملية فعَّالة تُرسل من خللها معلومات وأفكار<br />

من جهة ‏إىل ‏أخرى،‏ باستخدام وسائل وتقنيات خمتلفة من خلل عملية تفاعل اجتماعي<br />

مبارش ‏أو غري مبارش بينها،‏ بهدف تقوية السلت ‏لجتماعية يف املجتمع عن طريق تبادل<br />

املعلومات والأفكار واملشاعر،‏ وجتنب الإنسان من العقاب احلسي.‏<br />

‏◄◄الشباب:‏<br />

هي فئة الأفراد امللتحقني بالدراسة بجامعة القدس املفتوحة مبنطقة طولكرم<br />

التعليمية يف خمتلف التخصصات،‏ وترتاوح ‏أعمارهم ما بني )18- 47( ‏سنة.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

حتدد نتائج الدراسة احلالية باجلوانب االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎احلدود 1 اجلغرافية:‏ اقترص ‏إجراء البحث على الشباب الفلسطيني القاطنني يف<br />

حمافظة طولكرم.‏<br />

25


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

‏.‏‎2‎احلدود 2 البرشية:‏ اقترص تطبيق ‏إجراءات الدراسة على عينة من طلبة جامعة<br />

القدس املفتوحة ‏)منطقة طولكرم التعليمية قوامها )348(( طالباً‏ وطالبة.‏<br />

‏.‏‎3‎احلدود 3 الزمانية:‏ طُ‏ بقت ‏أداة الدراسة خلل الفصل الأول من العام الدراسي<br />

اجلامعي /2008( )2009 .<br />

‏.‏‎4‎كما 4 حتدد هذه الدراسة بالأداة املستخدمة جلمع البيانات وإجراءاتها املستخدمة<br />

لتحليل النتائج وتفسريها.‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

‏أجرى براون )1998 )Brown, دراسة بهدف التعرف ‏إىل ‏أثر بعض املتغريات السكانية<br />

يف مدى التحاق الطلب يف برامج دراسية يف اجلامعة التي تستخدم تقنية اخللوي،‏ تكونت<br />

عينة الدراسة من جمموعتني من الطلب:‏ جمموعة جتريبية التحقت فعلً‏ يف هذه اجلامعة<br />

وعدد ‏أفراها )255( طالباً‏ وطالبة،‏ وجمموعة ‏ضابطة ‏أخرى مل تلتحق لأسباب معينة وعدد<br />

‏أفرادها )127( فرداً.‏ وبينت النتائج ‏أن متغريين فقط من هذه املتغريات،‏ كان لها تاأثري<br />

دال ‏إحصائياً‏ يف ‏إعاقة ‏للتحاق يف اجلامعة التي تستخدم اخللوي هما املستوى التعليمي،‏<br />

والنشاط الأكادميي،‏ بينما باقي املتغريات مل تظهر النتائج تاأثري جوهري لها وهي اجلنس،‏<br />

والدخل الشهري،‏ والأصل العرقي،‏ واحلالة ‏لجتماعية،‏ وعدد الأطفال يف الأرسة،‏ واملهنة.‏<br />

ويف الكويت قام قسم الدراسات والبحوث االإعالمية )1998( بدراسة بهدف التعرف<br />

‏إىل تاأثري القنوات الفضائية على ‏أفراد املجتمع،‏ لرصد ‏سلبيات هذه القنوات وإيجابياتها يف<br />

تغيري اجتاهات ‏أفراد املجتمع وسلوكياتهم.‏ تكونت عينة الدراسة من )500( طالب وطالبة<br />

ممن يدرسون يف جامعة الكويت،‏ وتوصلت الدراسة لنتائج كثرية ‏أهمها ‏أن ما نسبته )%60(<br />

من ‏أفراد العينة هم ممن يتابعون بانتظام للفضائيات،‏ وأن نسبة الذكور )%70( ‏أكرث من<br />

نسبة الإناث )%48( يف ‏لنتظام ملتابعة هذه الفضائيات.‏ ‏أيد ما نسبته )%55( مقابل<br />

)%41( باأن للفضائيات تاأثريات ‏سلبية على ‏سلوك الأفراد والأخلق،‏ وأن النسبة كانت<br />

‏ضئيلة )%11( بني الذكور والإناث ممن قالوا ‏إنه ل تاأثري ‏سلبياً‏ للفضائيات على العادات<br />

والقيم الإسلمية.‏ كما بينت النتائج ‏أن هذه الفضائيات ل تتفاعل بشكل ‏إيجابي مع ‏أحداث<br />

العامل الإسلمي حيث عرب عن ذلك ما نسبته )%26( فقط من العينة.‏<br />

‏أجرت عبد السالم )1998( دراسة حول ‏أمناط استخدام الشباب املرصي لشبكة<br />

الإنرتنت ودوافعها،‏ حيث تكونت عينة الدراسة من )330( ‏شاباً‏ من ‏أعمار وفئات تخصصية<br />

ومهنية خمتلفة؛ وقد توصلت الدراسة ‏إىل ‏أن ‏أهم دوافع استخدام الشباب للنرتنت تتلخص<br />

26


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

يف احلصول على املعلومات بنسبة )%72.7( ، التسلية والرتفيهية )%47( ، ‏إقامة الصداقات<br />

)%42.3( ، الفضول وحب ‏لطلع على املستجدات العاملية )%25.5( ، ‏شغل ‏أوقات الفراغ<br />

)%6( ، وجتربة كل جديد يف جمال ‏لتصال )%4.5( . وقد بينت النتائج عدم وجود علقة<br />

بني النوع ‏)ذكور وإناث(‏ يف دوافع استخدام الشباب للشبكة لصالح الذكور.‏ ويف الوقت<br />

نفسه ‏أظهرت الدراسة وجود علقة بني السن وبني استخدام الإنرتنت بدوافع التسلية<br />

والرتفيه،‏ ووجود علقة بني السن وبني استخدام الإنرتنت بدوافع ‏إقامة علقة مع ‏أشخاص<br />

‏آخرين،‏ ووجود علقة بني استخدام الربيد ‏للكرتوين وبني نوع التخصص الدراسي لصالح<br />

التخصصات العلمية.‏<br />

وقام عليان والقيسي )1999( بدراسة ميدانية حول استخدام ‏لنرتنت لدى طلبة<br />

جامعة البحرين بلغ عددهم )164( طالباً‏ وطالبة من تخصصات خمتلفة،‏ ‏أظهرت نتائج<br />

الدراسة عدم وجود فروق ذات دللة ‏إحصائية بني الكليات املختلفة فيما يتعلق باستخدام<br />

الشبكة،‏ وأظهرت النتائج ‏أن نسبة )%95.3( من املشاركني يستخدمون الشبكة للبحث<br />

عن املعلومات لأغراض كتابة الدراسات والبحوث،‏ والربيد ‏للكرتوين،‏ ومتابعة الأخبار،‏<br />

وقراءة الصحف،‏ ولأغراض التسلية والرتفيه.‏ كما ‏أشارت الدراسة ‏إىل ‏أن نسبة )%83(<br />

من املشاركني كانوا راضني عن نتائج استخدام الشبكة،‏ وأنه ل توجد فروق جوهرية يف<br />

استخدام ‏لنرتنت تبعاً‏ ملتغريات اجلنس والتخصص الدراسي والتحصيل.‏<br />

وهدفت دراسة اأبي زيد )2003( ‏إىل معرفة الدوافع النفسية ولجتماعية املرتبطة<br />

باستخدام ‏أجهزة ‏لتصال احلديثة لدى املراهقني،‏ وتكونت عينة الدراسة من )400( مراهق<br />

ممن ترتاوح ‏أعمارهم ما بني )14- 17( ‏سنة من طلبة املدارس الإعدادية والثانوية يف<br />

املدارس املرصية.‏ وقد ‏أظهرت النتائج ‏أن ‏أهم الدوافع لستخدام وسائل ‏لتصال احلديثة<br />

لدى املراهقني هي:‏ الدوافع التعليمية واحلصول على املعرفة،‏ ومسايرة الآخرين وتقليدهم،‏<br />

والدعاية والتسلية والرتفيه،‏ وتاأكيد الذات والإجناز،‏ واملظهرية والتفاخر،‏ والهروب من الواقع.‏<br />

ومن جهة ‏أخرى ‏أظهرت النتائج وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني اجلنسني يف دوافعهم النفسية<br />

ولجتماعية عند استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة لصالح الذكور يف الدافع للتعلم والتقليد<br />

واملسايرة والدعاية والرتفيه والتسلية والهروب من املشكلت،‏ ووجود فروق دالة ‏إحصائياً‏<br />

‏أيضاً‏ بني اجلنسني يف دافع املظهرية واملفاخرة لصالح الإناث،‏ بينما ل توجد فروق جوهرية<br />

بني اجلنسني يف دوافع الإجناز،‏ وتاأكيد الذات يف استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة.‏<br />

‏أما الدراسة التي ‏أجراها بوركويز )2004 )Borquez, ، فبيَّنت ‏أن التكنولوجيا تساهم<br />

مساهمة كبرية يف الوقت احلارض يف جمالت التعليم املختلفة،‏ حيث تعمل املوؤسسات<br />

التعليمية يف الدول املتقدمة بدمج التكنولوجيا بالتعليم بشكل موسع.‏ وقامت هذه الدراسة<br />

27


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

على افرتاض مهم،‏ هو ‏أن للخلوي والأجهزة اللسلكية الأخرى الدور الفعال واملساعد<br />

التكنولوجي الثاين بعد احلاسوب يف التعليم داخل غرفة الصف وخارجها؛ وهدفت هذه<br />

الدراسة بالتحديد ‏إىل التحقق من ‏أهمية دور اخللوي والتكنولوجيا اللسلكية يف تسهيل<br />

عمل املعلمني يف التدريس،‏ وتنمية اجتاهات ‏إيجابية نحو عملية تقومي الطلبة.‏ حيث طلب<br />

من عينة من طلبة اجلامعات استخدام ‏أجهزة اخللوي والأجهزة اللسلكية الأخرى عند تاأدية<br />

‏لمتحان النصفي،‏ ولدى ‏لنتهاء من ‏لمتحان،‏ وُ‏ زعت عليهم استبانة ملعرفة خربتهم<br />

بهذه التكنولوجيا،‏ وكشفت النتائج عن اجتاهات ‏إيجابية نحو استخدام اخللوي والأجهزة<br />

اللسلكية،‏ كما كشف عن تفكري الطلبة باستخدام هذه الأجهزة كان مبستوى مرتفع فيما<br />

يتعلق بتقومي الأهداف التعليمية.‏ ودلت النتائج على عدم وجود فروق جوهرية بني اجلنسني<br />

يف استخدام اخللوي والأجهزة والتقنيات احلديثة.‏<br />

وأجرى منصور )2004( دراسة حول استخدام ‏لنرتنت ودوافعها لدى طلبة جامعة<br />

البحرين وطبقت على عينة من )330( طالباً‏ وطالبة اختريوا عشوائيا،‏ وتوصلت الدراسة<br />

‏إىل ‏أن ما نسبته )%84.3( من املبحوثني يستخدمون خدمة الربيد ‏للكرتوين يف املرتبة<br />

الأوىل؛ وإن )%85( منهم راضون عن نتائجهم.‏ كما بينت النتائج عدم وجود فروق ذات<br />

دللة ‏إحصائية يف كل جمال من جمالت دوافع استخدام الإنرتنت،‏ تعزى ‏إىل متغرييْ‏<br />

اجلنس والعمر.‏ ووجود فروق دالة ‏إحصائيا يف جمال املعلومات تعزى للكلية لصالح<br />

طلبة كلية الرتبية.‏ ووجود فروق دالة ‏إحصائيا يف جمال ‏لندماج ‏لجتماعي ولندماج<br />

الشخصي تعزى ملتغري مدة استخدام ‏لنرتنت لصالح مستخدمي ‏لنرتنت لأكرث من ثلث<br />

‏سنوات.‏<br />

‏أما الدراسة التي قامت بها كراتكوسكي )2005 )Kartkoski, بهدف التعرف ‏إىل<br />

فعالية استخدام ‏أجهزة اخللوي يف الدافعية للتعلم لدى طلبة املرحلة الأساسية يف ‏شمال<br />

‏أوهايو باأمريكيا،‏ ولدى جمع البيانات باستخدام املقابلت التي ‏أجرتها الباحثة مع الطلبة<br />

واملعلمني وحتليلها،‏ تبني ‏أن تاأثري اخللوي يف الدافعية للتعلم والتعليم مرتفع،‏ وأن استخدام<br />

هذه الأجهزة يزيد من تدعيم تعلم الطلبة وتعزيزه،‏ كما تعمل هذه الأجهزة على حتسني<br />

نوعية التعلم وكمِّه،‏ وأداء الطلبة على التعلم،‏ وأظهرت النتائج ‏أيضاً‏ ‏أن استخدام ‏أجهزة<br />

اخللوي يف التعليم يساعد يف التقليل من الفجوة بني فئات الطلبة يف التحصيل العام.‏<br />

وقام هونك )2005 )Huang, بدراسة كان الهدف منها التعرف ‏إىل ‏أثر مهارة<br />

‏لستماع للغة عرب وسائل ‏لتصال احلديثة يف التواصل ‏لجتماعي بني الأفراد وعملية<br />

التكيف الدراسي.‏ تكونت عينة الدراسة من )78( طالباً‏ وطالبة من الطلبة الصينيني الذين<br />

28


29<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

يدرسون يف ‏إحدى اجلامعات الأمريكية.‏ ‏أظهرت النتائج ‏أن ملستوى ‏لستماع واملناقشة<br />

‏أثراً‏ موجباً‏ وأساسياً‏ يف التكيف ‏لجتماعي والدراسي،‏ ودلت النتائج على ‏أنه ل توجد فروق<br />

جوهرية يف تاأثري وسائل ‏لتصال يف عملة التكيف ‏لجتماعي والدراسي تبعاً‏ ملتغريات<br />

اجلنس والتخصص.‏<br />

وهدفت دراسة ثابت )2006( التعرف ‏إىل تاأثري مشاهدة الفضائيات بشكل منتظم يف<br />

اجتاهات الطالبات النفسية والرتبوية ولجتماعية والثقافية والأخلقية.‏ تكونت العينة<br />

من )500( طالبة جامعية،‏ وتوصلت النتائج ‏إىل ‏أن مشاهدة الربامج التلفازية بشكل منتظم<br />

يوؤدي ‏إىل حدوث تغريات كبرية على السلوك الأخلقي ولجتماعي،‏ وتوؤدي املشاهدة<br />

املستمرة ‏أيضاً‏ ‏إىل ‏لجتاهات نحو الدراسة والتعليم املتمثل يف ‏ضعف ‏للتزام الدراسي<br />

حيث ‏أظهر ما نسبته )%32( من الطلبة تغيباً‏ مستمراً‏ عن املحارضات.‏ كما دلت النتائج<br />

على تغريرّ‏ يف اجتاهات الطالبات نحو الزواج والأرسة والأطفال.‏<br />

وأجرى كل من دوملان وموركان )2007 Morgan, )Dollman & دراسة بهدف<br />

التعرف ‏إىل تاأثري برنامج للتدريب على املهارات ‏لجتماعية باستخدام تقنيات ‏لتصال<br />

احلديثة،‏ وتكونت العينة من )95( طالباً‏ وطالبة من الطلبة اجلامعيني،‏ وتوصلت النتائج<br />

‏إىل وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني املجموعتني التجريبية والضابطة يف مستوى املهارات<br />

‏لجتماعية،‏ تبعاً‏ للربنامج املستخدم لصالح املجموعة التجريبية،‏ كما دلت النتائج ‏إىل<br />

فروق يف ‏أداء املهارات ‏لجتماعية،‏ تبعاً‏ ملتغريات اجلنس والتخصص ومستوى التحصيل<br />

لصالح الذكور والتخصصات العلمية والطلبة املتفوقني على الرتتيب.‏<br />

وأجرى جانيور ونيجرتي و كاونتينهو Coutinho,( Junior , Negretti &<br />

2007( دراسة بهدف التعرف ‏إىل تاأثري استخدام الأجهزة النقالة يف التغلب على املشكلت<br />

املوؤدية للرسوب لدى طلبة السنة الثالثة يف تخصص الهندسة املدنية يف ‏إحدى اجلامعات<br />

الربتغالية.‏ وتوصلت الدراسة ‏إىل توصية باستخدام ‏أجهزة اخللوي يف تعليم طلبة الهندسة<br />

وتنفيذ املشاريع التي يتدرب عليها الطلبة،‏ لأن ذلك يقلل من نسب الرسوب،‏ ويرفع من<br />

فعالية التعلم،‏ ويحسن من ‏أداء الطلبة التحصيلي يف هذه املجالت.‏ وأن استخدام اخللوي<br />

مناسب جداً‏ لتوضيح املبادئ واملفاهيم للطلبة،‏ ويقدم فرصة لتقليد هذه املفاهيم ‏أو<br />

حماكاتها عند التعلم،‏ ويساعد على التفاعل بني الطلبة يف ‏أثناء التعلم،‏ كما يساعد استخدام<br />

اخللوي على التعلم الذاتي،‏ ومواكبة التطور احلاصل يف عامل التكنولوجيا.‏<br />

وأجرت موؤسسة الزحف االأخرض )2008( دراسة بهدف التعرف ‏إىل تاأثري وسائل<br />

‏لتصال احلديثة على العلقات ‏لجتماعية داخل الأرسة العربية،‏ وتكونت عينة الدراسة


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

من )2252( ‏أرسة،‏ وقد ‏أظهرت النتائج ‏أن وسائل ‏لتصال احلديثة تقرب بني ‏أفراد الأرسة؛<br />

وذلك من خلل حتويلهم ‏إىل ‏شبكة اجتماعية مرتابطة بخلف الرأي السائد بساأن التاأثريات<br />

السلبية للنرتنت والأجهزة املحمولة على الروابط الأرسية.‏ كما خلصت النتائج ‏إىل ‏أن الأرس<br />

التقليدية تواجه ‏ضغوط احلياة العرصية املتزايدة باستخدام تقنيات حديثة مثل ‏لنرتنت<br />

والهواتف املحمولة؛ حيث كشفت النتائج ‏أن ما نسبته )%60( من ‏أفراد العينة قالوا:‏ ‏أن<br />

التقنيات احلديثة مل توؤثر ‏سلباً‏ على تقارب ‏أفراد ‏أرسهم،‏ بينما ‏أظهر ما نسبته )%25( منهم<br />

‏أن الهواتف املحمولة ولتصال عرب ‏لنرتنت ‏أحدثت تقارباً‏ ملموساً‏ بني ‏أرسهم،‏ بينما قال<br />

ما نسبته )%11( منهم ‏أن التكنولوجيا كان لها تاأثري ‏سلبي على التقارب ‏لجتماعي لأفراد<br />

‏أرسهم.‏<br />

وقام جون ووايت وسوسيكس )2008 Sussex, )Chune, White & بدراسة بهدف<br />

التعرف ‏إىل فعالية استخدام تقنيات ‏لتصال احلديثة كالهاتف املحمول ولنرتنت يف<br />

تعزيز مهارة ‏لستماع والتواصل ‏لجتماعي لدى عينة الطلبة الكوريني البالغ عددهم<br />

)76( طالباً‏ وطالبة.‏ وقد ‏أظهرت نتائج هذه الدراسة فعالية مرتفعة لستخدام التقنيات<br />

احلديثة من ‏أجل رفع مستوى الطلبة يف مهارة ‏لتصال ‏لجتماعي بني الأفراد،‏ كما دلت<br />

النتائج على ‏أن استخدام هذه التقنيات زاد من اجتاهات الطلبة نحو عملية التعلم،‏ وبينت<br />

كذلك عدم وجود فروق جوهرية يف مستوى مهارة ‏لتصال،‏ تبعاً‏ ملتغريات اجلنس والسنة<br />

الدراسية والتحصيل الأكادميي،‏ باستخدام التقنيات احلديثة موضع البحث.‏<br />

تعقيب على الدراسات السابقة:‏<br />

من خالل جمموعة الدراسات التي قدمت يتضح ما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎مع 1 ‏أهمية املفاهيم النظرية املرتبطة بطريف العلقة يف هذه الدراسة وهي الدوافع<br />

ووسائل ‏لتصال احلديثة،‏ فاإن الدراسات السابقة ما زالت قليلة،‏ وبخاصة يف املجتمع<br />

الفلسطيني.‏<br />

‎2.2‎‏أظهرت معظم الدراسات التي ‏أمكن الوصول ‏إليها ‏)أبو زيد،‏ ‎2003‎؛ Borques,<br />

‎2004‎؛ منصور،‏ ‎2004‎؛ 2005 ‏,‏Huang؛ Morgan, 2007 Dollman؛ & موؤسسة الزحف<br />

الأخرض،‏ Sussex, 2008 ،2008 )Chune, White & ‏أن للدوافع النفسية ولجتماعية<br />

تاأثرياً‏ كبرياً‏ يف استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة.‏ بينما ‏أظهرت بعض الدراسات الأخرى<br />

وجود علقة ‏سالبة بني استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة والدوافع النفسية ولجتماعية<br />

)1998 ‏,‏Brown؛ قسم الدراسات والبحوث الإعلمية،‏ ‎1998‎؛ ثابت،‏ 2006( .<br />

30


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏.‏‎3‎‏أظهرت 3 دراسات ‏)قسم الدراسات والبحوث الإعلمية،‏ 1998 ؛ عبد السلم،‏<br />

‎1998‎؛ ‏أبو زيد،‏ ‎2003‎؛ Morgan, 2007 )Dollman & وجود علقة بني متغري اجلنس<br />

واستخدم وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ وذلك لصالح الذكور،‏ بينما ‏أظهرت دراسات ‏أخرى<br />

Huang, منصور،‏ ‎2004‎؛ ‏,‏Borques؛ عليان والقيسي،‏ ‎1999‎؛ 2004 ‏,‏Brown؛ )1998<br />

‎2005‎؛ Sussex, 2008 )Chune, White & عدم وجود فروق بني اجلنسني يف استخدام<br />

وسائل ‏لتصال احلديثة.‏<br />

‏.‏‎4‎وبخصوص 4 العلقة بني متغري التخصص،‏ واستخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ فقد<br />

‏أظهرت دراسات ‏)عبد السلم،‏ ‎1998‎؛ Morgan, 2007 )Dollman & وجود فروق جوهرية<br />

لصالح التخصصات العلمية،‏ بينما ‏أظهرت دراسات )2005 ‏,‏Huang؛ & White Chune,<br />

)Sussex, 2008 عدم وجود علقة بينهما.‏<br />

إجراءات الدراسة:‏<br />

أوالً‏ - جمتمع الدراسة:‏<br />

تكون جمتمع الدراسة من جمموع الدارسني يف جامعة القدس املفتوحة ‏)منطقة<br />

طولكرم التعليمية(،‏ وامللتحقني للدراسة يف الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي<br />

2009(، 2008/ والبالغ عددهم )4344( دارساً‏ ودارسة،‏ تبعاً‏ لإحصائيات جامعة القدس<br />

املفتوحة،‏ كما ظهرت على بوابة اجلامعة ‏للكرتونية لهذا الفصل،‏ واجلدول الآتي يبني<br />

توزيع الدارسني تبعاً‏ ملتغريي الربنامج الدراسي واجلنس:‏<br />

الجدول )2(<br />

توزيع مجتمع الدراسة تبعاً‏ لمتغيري البرنامج الدراسي والجنس<br />

الربنامج<br />

اجلنس<br />

الذكور<br />

االإناث<br />

املجموع<br />

2284<br />

1727<br />

557<br />

الرتبية<br />

1167<br />

445<br />

722<br />

الإدارة<br />

479<br />

281<br />

198<br />

اخلدمة<br />

414<br />

196<br />

218<br />

احلاسوب<br />

4344<br />

2649<br />

1695<br />

املجموع<br />

ثانياً‏ - عينة الدراسة:‏<br />

31<br />

تكونت عينة الدراسة احلالية من )348( دارساً‏ ودارسة اختري ‏أفرادها بطريقة عشوائية


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

طبقية تبعاً‏ ملتغري برنامج الدراسة واجلنس،‏ حيث بلغت نسبة عينة الدراسة تبعاً‏ ملجتمعها<br />

)%8( ، واجلدول الآتي يبني توزيع هذه تبعاً‏ ملتغريات الدراسة املستقلة:‏<br />

الجدول )3(<br />

توزيع عينة الدراسة تبعاً‏ لمتغيراتها المستقلة<br />

املتغريات<br />

اجلنس<br />

الربنامج الدراسي ‏)التخصص(‏<br />

الدخل الشهري<br />

املستوى<br />

الذكور<br />

الإناث<br />

الرتبية<br />

الإدارة<br />

احلاسوب<br />

اخلدمة ‏لجتماعية<br />

العدد<br />

النسبة املئوية<br />

39 .1<br />

60 .9<br />

52 .6<br />

26 .7<br />

9 .5<br />

11 .2<br />

22 .7<br />

18 .9<br />

23 .9<br />

17 .0<br />

17 .5<br />

136<br />

212<br />

183<br />

93<br />

33<br />

39<br />

79<br />

66<br />

83<br />

59<br />

61<br />

1500 فاأقل<br />

2000 – 1501<br />

2500 – 2001<br />

3000 – 2501<br />

3001 فاأكرث<br />

ثالثاً-‏ أداة الدراسة:‏<br />

متثلت ‏أداة الدراسة يف مقياس الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام<br />

وسائل ‏لتصال احلديثة لدى الشباب والتي تكونت يف ‏صورتها النهائية من )35( بنداً‏<br />

ميثل كل منها دافعاً‏ ‏سلوكياً‏ يف ‏صورته النفسية ‏أو ‏لجتماعية ‏أو الإدارية،‏ ويحتمل ‏أن<br />

يكون وراء استخدام الشباب لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ وقد بُني هذا املقياس بعد مراجعة<br />

العديد من الدراسات النظرية والإجرائية يف هذا املجال ‏)أبو زيد،‏ ‎2003‎؛ عبد السلم،‏<br />

‎1998‎؛ Geenberg, 1990 )Frank & . وقد مرت عملية بناء هذا املقياس باخلطوات<br />

االإجرائية االآتية:‏<br />

. أطُ‏ رح ‏سوؤال مفتوح على عينة استطلعية من طلبة جامعة القدس املفتوحة ‏)منطقة<br />

طولكرم التعليمية(‏ مكونة من )66( طالباً‏ وطالبة موزعني على تخصصات خمتلفة وهو:‏<br />

من وجهة نظرك ما الدوافع الأكرث ‏أهمية وراء استخدامك وسائل ‏لتصال احلديثة:‏ ‏)اجلوال،‏<br />

ولنرتنت،‏ والدش ‏)الفضائيات(‏ ؟<br />

‏.ببعد حتليل استجابات هوؤلء الطلبة على السوؤال السابق توافر لدى الباحثني عدد<br />

من ‏أمناط السلوك التي متثل دوافع ‏أساسية لستخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ حيث بلغ<br />

32


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

عدد هذه البنود )38( بنداً‏ نُظمت ورُتبت يف ثلثة جمالت؛ ميثل )15( بنداً‏ منها جمال<br />

الدوافع النفسية و )12( بنداً‏ جمال الدوافع ‏لجتماعية،‏ بينما ميثل )11( بنداً‏ جمال الدوافع<br />

الإدارية،‏ وهي مبجملها متثل ‏أداة الدراسة بصورتها الأولية.‏<br />

‏.تعرضت بنود الأداة على متخصصني باللغة العربية لإبداء ملحظاتهم اللغوية<br />

والتعبريية عليها،‏ وقد استفاد الباحثان من هذه امللحظات عند ‏صياغة الأداة بصورتها<br />

النهائية.‏<br />

‏.ثكما عرضت بنود هذه الأداة على جمموعة من املحكمني بلغ عددهم )7 ) حمكمني<br />

من الأساتذة اجلامعيني،‏ ممن يدرسون يف جامعة القدس املفتوحة يف تخصصات تربوية<br />

وإدارية خمتلفة،‏ للتحقق من مدى ملءمتها ملوضوعها،‏ ومن ‏أجل التحقق من اخلصائص<br />

السيكومرتية ‏)الصدق والثبات(‏ لأداة الدراسة ‏)التي ‏سيتم ذكرها لحقاً(‏ .<br />

‏.جبعد حتليل ملحظات املحكمني،‏ وبناءً‏ على توصية هوؤلء املحكمون،‏ حُ‏ ذفت )3 )<br />

بنود لتكرار موضوعها مع بنود ‏أخرى وهي:‏ ‏»التعرف ‏إىل حياة الأفراد العامة واخلاصة«،‏<br />

و ‏»للتعبري عن مشاعري وطموحاتي«‏ وهي من جمال الدوافع ‏لجتماعية،‏ و ‏»املرونة يف<br />

تقدمي اخلدمات«‏ وهي من جمال الدوافع الإدارية.‏ ليصبح بذلك العدد النهائي للأداة )35(<br />

بنداً،‏ ميثل كل منها دافعاً‏ لستخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ وموزعة على املجالت<br />

الثلثة كالآتي:‏ املجال النفسي وله )15( بنداً،‏ واملجال ‏لجتماعي واملجال الإداري لكل<br />

منهما )10( بنود،‏ يجيب عنها املفحوص تبعاً‏ ملقياس ليكرت )Likert( اخلماسي ‏)موافق<br />

جداً،‏ موافق،‏ ‏إىل حدٍ‏ ما،‏ غري موافق،‏ غري موافق جداً(‏ ؛ بحيث متنح ‏لستجابة على هذا<br />

املقياس درجة ترتاوح بني )5( درجات يف حالة املوافقة الشديدة،‏ ودرجة واحدة يف حال<br />

عدم املوافقة الشديدة،‏ ومتثل بذلك الدرجة املرتفعة على الأداة موؤرشاً‏ على ارتفاع مستوى<br />

الدوافع وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ بينما متثل الدرجة املنخفضة موؤرشاً‏ على<br />

انخفاض مستوى هذه الوسائل،‏ حيث ترتاوح الدرجة الكلية على هذه الأداة ما بني )35 –<br />

175( ، بينما ترتاوح الدرجة الفرعية على املجال الدوافع النفسية ما بني )15 – 75( ،<br />

وترتاوح هذه الدرجة ما بني )10 – 50( على املجالني ‏لجتماعي والإداري.‏<br />

‏.حوبذلك ‏أصبحت ‏أداة الدراسة يف ‏صورتها النهائية بعد ‏إجراء التعديلت عليها تبعاً‏<br />

مللحظات املحكمني جاهزة للستخدام،‏ ولتفسري ‏لستجابة على ‏أداة الدراسة،‏ وملعرفة<br />

‏أهمية الدوافع وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ اُعتمد املعيار التقوميي النسبي<br />

الآتي:‏<br />

‏أقل من 2 5. ‏ضعيف جداً‏<br />

33


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

– 2 .50 .99 2 ‏ضعيف<br />

– 3 .49 3 متوسط<br />

– 3 .50 .99 3 قوي<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

– 4 فما فوق قوي جداً‏<br />

صدق األداة وثباتها:‏<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

تاأكد الباحثان من ‏صدق الأداة بطريقة ‏صدق املحكمني Validity( )Construct من<br />

خلل عرضها على جمموعة من املحكمني ذوي اخلربة ولختصاص بلغ عددهم )7(<br />

حمكمني،‏ حيث ‏أشاروا ‏إىل بعض امللحظات على بعض البنود،‏ ‏أُخذت بعني ‏لعتبار عند<br />

‏صياغة الأداة بصورتها النهائية،‏ ‏سواء بحذف بعض الفقرات،‏ ‏أم بتعديل بعضها الأخر،‏ كما<br />

‏أشاروا ‏إىل ‏سلحية البنود الأخرى وملءمتها من حيث موضوعها ‏أو جمالها.‏ وللتحقق من<br />

ثبات ‏أداة الدراسة احلالية اعتمدت طريقة ‏لتساق الداخلي Consistency( )Internal وذلك<br />

باستخدام معادلة كرونباخ ‏ألفا Cronbach( )Alpha ، وقد بلغت قيمة معامل الثبات العام<br />

للمقياس )0.87( ، بينما كانت قيم الثبات الفرعية ملجالت املقياس النفسي ولجتماعي<br />

والإداري على النحو الآتي:‏ )84. 0( و )82. 0( و )83. 0( على التوايل.‏ وقد اعترب الباحثان<br />

معاملت الصدق والثبات هذه معقولة ومقبولة،‏ وتفي باأغراض الدراسة احلالية.‏<br />

رابعاً-‏ خطوات الدراسة:‏<br />

لقد اأُجريت الدراسة وفق اخلطوات االآتية:‏<br />

‏إعداد ‏أداة الدراسة بصورتها النهائية.‏<br />

حتديد جمتمع الدراسة واختيار ‏أفراد العينة.‏<br />

Úتوزيع Ú املقياس خلل الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي )2008/ (. 2009<br />

تفريغ ‏إجابات ‏أفراد العينة وترميزها وإدخالها ‏إىل احلاسوب،‏ ومعاجلتها ‏إحصائياً‏<br />

باستخدام الربنامج الإحصائي )SPSS( .<br />

استخراج النتائج وحتليلها ومناقشتها.‏<br />

خامساً-‏ منهج الدراسة:‏<br />

لتحقيق غرض هذه الدراسة،‏ ‏أُستخدم املنهج الوصفي التحليلي ملناسبته طبيعة هذه<br />

الدراسة باستخدام مقياس ‏صمم لهذا الغرض لقياس ‏أهمية الدوافع النفسية ولجتماعية<br />

34


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

والإدارية وراء استخدام الشباب لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ هذا من جهة.‏ ومن جهة ‏أخرى<br />

التعرف ‏إىل تاأثري متغريات اجلنس،‏ والتخصص،‏ والدخل الشهري للأرسة يف مستوى<br />

استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة.‏<br />

5. املعاجلات اإلحصائية:‏<br />

لالإجابة عن اأسئلة الدراسة اُستخدمت املعاجلات االإحصائية الوصفية<br />

والتحليلية االآتية:‏<br />

● ‏●املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية والنسب املئوية.‏<br />

● ‏●اختبار ‏)ت(‏ ملجموعتني مستقلتني test( .)Independent t sample<br />

● ‏●اختبار حتليل التباين الأحادي ANOVA( .)One Way<br />

نتائج الدراسة:‏<br />

‏◄◄السوؤال الأول:‏ ما الدوافع النفسية االأكرث اأهمية وراء استخدام الشباب<br />

الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة؟<br />

للإجابة عن هذا السوؤال حُ‏ ‏سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />

استجابات ‏أفراد الدراسة على املجال الأول من ‏أداة الدراسة،‏ واملخصص للدوافع النفسية<br />

وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ وكانت كما هي مبينة يف اجلدول الآتي:‏<br />

الجدول )4(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والتقييم النسبي لدرجات استجابات أفراد الدراسة<br />

على مجال الدوافع النفسية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة مرتبة تنازلياً‏ تبعاً‏ ألهميتها<br />

الرقم<br />

املتسلسل<br />

الرقم<br />

الرتتيبي<br />

البنود<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

التقومي<br />

0.93<br />

يشعرين ذلك بالإجناز وتعلم كل هو ما جديد 4.06<br />

لتحقيق معايري التفوق على الآخرين<br />

يشعرين ذلك بالستقللية الشخصية<br />

يساعدين ذلك للتعبري عن ذاتي<br />

من ‏أجل الرتويح عن النفس<br />

يشعرين ذلك مبستوى من حتقيق الذات<br />

قوي جداً‏<br />

قوي<br />

قوي<br />

قوي<br />

قوي<br />

قوي<br />

1.09<br />

1.00<br />

1.02<br />

1.02<br />

1.01<br />

3.80<br />

3.79<br />

3.74<br />

3.72<br />

3.69<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

15<br />

1<br />

2<br />

14<br />

8<br />

10<br />

35


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

الرقم<br />

املتسلسل<br />

الرقم<br />

الرتتيبي<br />

البنود<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

التقومي<br />

تساعدين يف التخطيط حلياتي وإدارة ذاتي<br />

1.15 قوي<br />

3.62<br />

7<br />

13<br />

لقتل وقت الفراغ الطويل يف حياتي<br />

1.91 قوي<br />

3.61<br />

8<br />

7<br />

للتخلص من الشعور بالوحدة<br />

1.21 قوي<br />

3.50<br />

9<br />

5<br />

يحقق ذلك يل بعض احلاجات النفسية<br />

1.10 متوسط<br />

3.37<br />

10<br />

11<br />

للتخلص من مظاهر التوتر ‏أو القلق ‏أو الإحباط<br />

1.19 متوسط<br />

3.37<br />

11<br />

6<br />

يشعرين ذلك بالتميز والتفرد<br />

1.15 متوسط<br />

3.28<br />

12<br />

12<br />

للهروب من مشاكل احلياة<br />

1.26 متوسط<br />

3.13<br />

13<br />

9<br />

يجنبني ذلك الشعور بالنقص ‏أمام الآخرين<br />

1.25 ‏ضعيف<br />

2.87<br />

14<br />

4<br />

جلذب انتباه اجلنس الآخر<br />

1.35 ‏ضعيف<br />

2.76<br />

15<br />

3<br />

0.74<br />

3.93<br />

املتوسط الكلي ملجال الدوافع النفسية<br />

قوي<br />

يتضح من نتائج اجلدول السابق ‏أن الدوافع النفسية وراء استخدام الشباب لوسائل<br />

‏لتصال احلديثة،‏ كانت قوية جداً‏ على الفقرة )16( ؛ حيث بلغ املتوسط احلسابي لها<br />

)4.06( ، يف حني كانت الدوافع النفسية قوية على الفقرات ،1( ،7 ،13 ،10 ،8 ،14 ،2<br />

5( على الرتتيب؛ حيث تراوحت املتوسطات احلسابية للستجابة عليها ما بني )3.50-<br />

3.80( ، بينما كانت هذه الدوافع النفسية متوسطة على الفقرات )1،6،12 ،9( على الرتتيب،‏<br />

حيث تراوحت املتوسطات احلسابية للستجابة عليها ما بني )3.13- 3.37( . يف حني<br />

كانت هذه الدوافع النفسية ‏ضعيفة على الفقرات )4، 3( حيث بلغت املتوسطات احلسابية<br />

لها )2.87( و )2.87( على الرتتيب.‏ ‏أما فيما يتعلق بالتقدير الكلي ملجال الدوافع النفسية<br />

وراء استخدام الشباب لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ فقد كان مبستوى قوي،‏ حيث بلغ املتوسط<br />

احلسابي لهذا املجال )3.93( .<br />

‏◄◄السوؤال الثاين:‏ ما الدوافع االجتماعية االأكرث اأهمية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة؟<br />

للإجابة عن هذا السوؤال حُ‏ ‏سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />

استجابات ‏أفراد الدراسة على املجال الثاين من ‏أداة الدراسة واملخصص للدوافع ‏لجتماعية<br />

وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ وكانت كما هي مبينة يف اجلدول الآتي:‏<br />

36


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الجدول )5(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والتقييم النسبي لدرجات استجابات أفراد الدراسة<br />

الرقم<br />

التسلسلي<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

17<br />

23<br />

16<br />

25<br />

24<br />

21<br />

22<br />

18<br />

20<br />

19<br />

على مجال الدوافع االجتماعية مرتبة تنازلياً‏ تبعاً‏ ألهميتها<br />

الرقم<br />

البنود<br />

الرتتيبي<br />

للتعرف على ثقافات الآخرين<br />

للتفاعل ‏لجتماعي مع الآخرين<br />

تساعد يف حل كثري من مشاكلي اليومية<br />

للتعبري عن حريتي يف ممارسة ما ‏أريد<br />

مينحني ذلك مكانة متميزة يف املجتمع<br />

للمساواة مع ‏أبناء جيلي<br />

من ‏أجل ‏لحتذاء بالأصدقاء<br />

تقليد الأصدقاء والزملء ومسايرتهم<br />

للمفاخرة ‏أمام الآخرين<br />

من ‏أجل التشبه بالشخصيات املشهورة<br />

املتوسط الكلي ملجال الدوافع االجتماعية<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.92<br />

3.91<br />

3.72<br />

3.64<br />

3.44<br />

3.28<br />

2.97<br />

2.87<br />

2.51<br />

2.10<br />

3.68<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

0.99<br />

0.84<br />

1.03<br />

1.07<br />

1.15<br />

1.14<br />

1.11<br />

1.24<br />

1.27<br />

1.23<br />

0.85<br />

التقومي<br />

قوي<br />

قوي<br />

قوي<br />

قوي<br />

متوسط<br />

متوسط<br />

‏ضعيف<br />

‏ضعيف<br />

‏ضعيف<br />

‏ضعيف جداً‏<br />

قوي<br />

يتضح من نتائج اجلدول السابق ‏أن الدوافع ‏لجتماعية وراء استخدام الشباب لوسائل<br />

‏لتصال احلديثة،‏ كانت قوية على الفقرات )17،23 ،25( ،16 ؛ حيث تراوحت املتوسطات<br />

احلسابية لها ما بني )3.64- 3.92( ، بينما كانت هذه الدوافع ‏لجتماعية متوسطة على<br />

الفقرات )24، 21( على الرتتيب،‏ حيث بلغت املتوسطات احلسابية للستجابة عليها )3.44(<br />

و )3.28( على الرتتيب.‏ يف حني كانت هذه الدوافع ‏لجتماعية ‏ضعيفة على الفقرات )22،<br />

20( 18، ، حيث تراوحت املتوسطات احلسابية لها ما بني )2.51- 2.97( على الرتتيب.‏<br />

كما كان تقدير ‏أفراد العينة ‏ضعيفاً‏ جداً‏ على الفقرة )19( حيث بلغ املتوسط احلسابي لها<br />

)2.10( . ‏أما فيما يتعلق بالتقدير الكلي ملجال الدوافع ‏لجتماعية وراء استخدام الشباب<br />

لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ فقد كان مبستوى قوي،‏ حيث بلغ املتوسط احلسابي لهذا املجال<br />

. )3.68(<br />

‏◄◄السوؤال الثالث:‏ ما الدوافع االإدارية االأكرث اأهمية وراء استخدام الشباب<br />

الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة؟<br />

للإجابة عن هذا السوؤال حُ‏ ‏سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />

استجابات ‏أفراد الدراسة على املجال الثالث من ‏أداة الدراسة واملخصص للدوافع الإدارية<br />

37


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ واجلدول الآتي يوضح ذلك:‏<br />

الجدول )6(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والتقييم النسبي لدرجات استجابات أفراد الدراسة<br />

على مجال الدوافع اإلدارية مرتبة تنازلياً‏ تبعاً‏ ألهميتها<br />

الرقم<br />

التسلسلي<br />

الرقم<br />

الرتتيبي<br />

البنود<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

التقومي<br />

0.69<br />

0.88<br />

0.90<br />

0.89<br />

0.91<br />

0.95<br />

0.99<br />

0.95<br />

0.99<br />

1.02<br />

0.67<br />

4.47<br />

4.33<br />

4.31<br />

4.26<br />

4.23<br />

4.17<br />

4.16<br />

4.07<br />

3.99<br />

3.69<br />

4.08<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

‏سهولة ‏لستخدام ورسعة احلصول على املعلومة<br />

توفر الوقت واجلهد يف احلصول على ما ‏أريد<br />

تسهل علي ‏لتصال بالعامل اخلارجي<br />

تتيح فرص ‏لتصال باأشكال متنوعة مرئية ومسموعة<br />

ميكن تخزين املعلومات ولحتفاظ بها لفرتة طويلة<br />

تعطي نتائج ‏رسيعة وتقدم خدمات تعليمية مهمة<br />

ملجاراة التطور التكنولوجي احلاصل يف العامل<br />

تقدم خدمات يف ‏أي وقت ودون حتفظ<br />

تعترب ‏أقل تكلفة مقارنة بالوسائل الأخرى<br />

للستمتاع والتسلية وممارسة الألعاب<br />

املتوسط الكلي ملجال الدوافع االإدارية<br />

قوي جداً‏<br />

قوي جداً‏<br />

قوي جداً‏<br />

قوي جداً‏<br />

قوي جداً‏<br />

قوي جداً‏<br />

قوي جداً‏<br />

قوي جداً‏<br />

قوي<br />

قوي<br />

قوي جداً‏<br />

26<br />

28<br />

33<br />

27<br />

32<br />

30<br />

34<br />

31<br />

29<br />

35<br />

يتضح من نتائج اجلدول السابق ‏أن الدوافع الإدارية وراء استخدام الشباب لوسائل<br />

‏لتصال احلديثة،‏ كانت قوية جداً‏ على الفقرات ‏)‏‎26‎؛ 31( 34، 30، 32، 27، 33، 28، على<br />

الرتتيب؛ حيث تراوحت املتوسطات احلسابية لها ما بني )4.07- 4.47(، بينما كانت هذه<br />

الدوافع الإدارية قوية على الفقرات )29، 35(، حيث بلغت املتوسطات احلسابية للستجابة<br />

عليها )3.99( و )3.69( على الرتتيب.‏ ‏أما فيما يتعلق بالتقدير الكلي ملجال الدوافع<br />

الإدارية وراء استخدام الشباب لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ فكان مبستوى قوي جداً،‏ حيث بلغ<br />

املتوسط احلسابي لهذا املجال )4.08( .<br />

من معطيات اجلداول السابقة ميكن ترتيب جمالت الدوافع وراء استخدام الشباب<br />

لوسائل ‏لتصال احلديثة كما هو مبني يف اجلدول الآتي:‏<br />

الجدول )7(<br />

ترتيب مجاالت الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام الشباب لوسائل االتصال الحديثة<br />

الرقم<br />

املجال<br />

املتوسط احلسابي<br />

االنحراف املعياري<br />

التقومي<br />

الإداري<br />

0.67 قوي جداً‏<br />

4.08<br />

1<br />

38


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الرقم<br />

املجال<br />

املتوسط احلسابي<br />

االنحراف املعياري<br />

التقومي<br />

0.74<br />

0.85<br />

73 .0<br />

3.93<br />

3.68<br />

75 .3<br />

النفسي<br />

‏لجتماعي<br />

الدرجة الكلية<br />

قوي<br />

قوي<br />

قوي<br />

2<br />

3<br />

يتضح من نتائج اجلدول السابق ‏أن الدوافع الإدارية هي الأكرث ‏أهمية وراء استخدام<br />

الشباب لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ يلي ذلك الدوافع النفسية،‏ ثم الدوافع ‏لجتماعية،‏ التي<br />

كانت الدوافع الأقل ‏أهمية وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة بالرغم من قوتها.‏<br />

ويتبني ‏أيضاً‏ من معطيات النتائج السابقة ‏أن الدوافع اخلمسة الأكرث ‏أهمية وراء<br />

استخدام الشباب لوسائل ‏لتصال احلديثة،‏ هي ‏سهولة ‏لستخدام ورسعة احلصول على<br />

املعلومة،‏ وتوافر الوقت واجلهد يف احلصول على ما ‏أريد،‏ تسهل علي ‏لتصال بالعامل<br />

اخلارجي،‏ تتيح فرص ‏لتصال باأشكال متنوعة مرئية ومسموعة،‏ ميكن تخزين املعلومات<br />

ولحتفاظ بها لفرتة طويلة على الرتتيب،‏ وهي جميعها تندرج حتت املجال الإداري.‏ بينما<br />

الدوافع اخلمسة الأقل ‏أهمية وراء استخدام هوؤلء الشباب لوسائل ‏لتصال احلديثة فكانت:‏<br />

من ‏أجل التشبه بالشخصيات املشهورة،‏ للمفاخرة ‏أمام الآخرين،‏ جلذب انتباه اجلنس<br />

الآخر،‏ تقليد الأصدقاء والزملء ومسايرتهم،‏ يجنبني ذلك الشعور بالنقص ‏أمام الآخرين<br />

على الرتتيب،‏ وتندرج ثلثة من هذه الدوافع حتت املجال ‏لجتماعي،‏ ويندرج الدافعان<br />

الآخران حتت املجال النفسي.‏<br />

ميكن ‏لستنتاج من النتائج السابقة-‏ وعلى غري ما هو متوقع-‏ ‏أن هناك ترشيداً‏<br />

معقولً‏ لستخدام وسائل ‏لتصال احلديثة على اختلف ‏أنواعها،‏ حيث ‏أظهرت هذه النتائج<br />

‏شيوع استخدام هذه الوسائل لدى الشباب لأغراض ‏إدارية من ‏أجل الرسعة واملوضوعية<br />

يف احلصول على املعلومات التي تخص تعلمهم وعلقاتهم،‏ بينما هناك موؤرشات على<br />

‏أن ‏لستخدام السلبي لوسائل ‏لتصال احلديثة ‏سواء كان مرتبط بالدوافع الثانوية ‏أم ذات<br />

العلقة باملفاخرة ولفت ‏لنتباه والتقليد الأعمى ومسايرة الأصدقاء،‏ ‏أم كان مرتبطاً‏ بدوافع<br />

نفسية تعرب عن الشعور بالنقص،‏ ولفت ‏لنتباه،‏ كان ‏ضعيفاً‏ وأقل ‏شيوعاً‏ لدى الشباب.‏<br />

ولدى مقارنة هذه النتائج مع نتائج الدراسات السابقة تبنيَّ‏ ‏أنها تتفق مع دراسات<br />

‏)أبو زيد،‏ ‎2003‎؛ 2004 ‏,‏Borques؛ منصور،‏ ‎2004‎؛ 2005 ‏,‏Huang؛ rDollman & Mo<br />

2007 ‏,‏gan؛ موؤسسة الزحف الأخرض،‏ Sussex, 2008 ،2008 )Chune, White & التي<br />

‏أظهرت نتائجها وجود علقة موجبة بني الدوافع املختلفة النفسية ولجتماعية وبني<br />

استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة.‏ بينما تتعارض مع نتائج دراسات )1998 ‏,‏Brown؛<br />

39


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

قسم الدراسات والبحوث الإعلمية،‏ ‎1998‎؛ ثابت،‏ 2006( التي ‏أظهرت وجود علقة ‏سالبة<br />

بني الدوافع النفسية ولجتماعية وبني استخدام الشباب لهذه الوسائل.‏<br />

وبذلك،‏ فاإن استخدام الشباب لوسائل ‏لتصال وتقنياتها احلديثة واملختلفة يظهر،‏<br />

كما توؤكد استجاباتهم،‏ على ‏لستخدام العملي الذي يوفر الوقت واجلهد يف احلصول<br />

على املعلومات،‏ ويشعرهم بتحقيق ذواتهم وكفاءتهم يف ‏لطلع على العامل اخلارجي<br />

والتواصل مع غريهم،‏ ويف هذا الصدد يوؤكد عودة ومرسي )1994( على ‏أن حاجة الشباب<br />

‏إىل اجلامعة ولنتماء من ‏أهم احلاجات الأساسية التي تلح يف الإشباع،‏ وتدفع بهم ‏إىل<br />

‏لرتباط باجلماعة والعامل اخلارجي،‏ وهذا ما يُشعر الشاب مبكانته وتقديره لنفسه،‏ عندما<br />

يجد الوسائل املناسبة للتواصل الإيجابي مع غريه.‏<br />

مما ‏سبق يتضح ‏أن ‏أهم الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية املرتبطة باستخدام<br />

الشباب وسائل ‏لتصال احلديثة:‏ ‏)احلاسوب ولنرتنت والهواتف املحمولة والدش(‏<br />

‏إحساسهم باأنها جتعلهم يحصلون على املعلومات اللزمة لتعلمهم من جهة،‏ واملعلومات<br />

التي تهمهم ‏شخصياً،‏ ويريدون معرفتها حلل مشكلتهم اليومية باأقل جهد ووقت من جهة<br />

‏أخرى،‏ وهم يرون بهذه الوسائل والتقنيات احلديثة ‏سبيلً‏ ناجعاً‏ للحصول على ما يريدون<br />

بفعالية وإتقان،‏ وتوفر لهم كماً‏ هائلً‏ من املوضوعات يف جمالت املعرفة املختلفة.‏ وقد<br />

‏أشار )2004 )Melivin, ‏أن الأفراد يتعلمون الكثري عن الآخرين والأشياء العديدة يف احلياة<br />

والعامل اخلارجي من حولهم من خلل وسائل ‏لتصال املرئية واملسموعة.‏<br />

‏◄السوؤال الرابع:‏ هل توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية واالجتماعية<br />

واالإدارية وراء استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة تُعزى<br />

ملتغري اجلنس؟<br />

40<br />

◄<br />

للإجابة عن هذا السوؤال حُ‏ ‏سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />

‏أفراد الدراسة يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل<br />

‏لتصال احلديثة،‏ كما اُستخدم اختبار ‏)ت(‏ وكانت كما هي مبينة يف اجلدول الآتي:‏<br />

الجدول )8(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات أفراد الدراسة في مجاالت الدوافع النفسية<br />

واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة،‏ ونتائج اختبار ‏)ت(‏<br />

املجاالت<br />

جمال الدوافع النفسية<br />

لداللة الفروق بين هذه المتوسطات تبعاً‏ لمتغير الجنس<br />

الذكور ‏)ن=‏‎136‎‏(‏<br />

االإناث =( )212<br />

قيمة ‏)ت(‏ املحسوبة<br />

2.23<br />

0.77<br />

3.86<br />

0.67<br />

4.04<br />

مستوى الداللة<br />

0.095


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املجاالت<br />

جمال الدوافع ‏لجتماعية<br />

جمال الدوافع الإدارية<br />

املجموع الكلي<br />

الذكور ‏)ن=‏‎136‎‏(‏<br />

قيمة ‏)ت(‏ املحسوبة<br />

مستوى الداللة<br />

0.879<br />

0.874<br />

0.417<br />

1.39<br />

0.73<br />

2.18<br />

االإناث =( )212<br />

0.85 3.63<br />

0.61 4.10<br />

0.70 3.68<br />

0.86 3.76<br />

0.75 4.05<br />

0.76 3.85<br />

يشري اجلدول السابق ‏إىل عدم وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد<br />

الدراسة يف جمال الدوافع النفسية ولجتماعية الإدارية واملجموع الكلي وراء استخدام<br />

وسائل ‏لتصال احلديثة تبعاً‏ ملتغري اجلنس.‏<br />

ولدى مقارنة هذه النتائج مع نتائج الدراسات السابقة تبني ‏أنها تتفق كلياً‏ ‏أو جزئياً‏<br />

مع دراسات )1998 ‏,‏Brown؛ عليان والقيسي،‏ ‎1999‎؛ 2004 ‏,‏Borques؛ منصور،‏ ‎2004‎؛<br />

2005 ‏,‏Huang؛ Sussex, 2008 )Chune, White & التي دلت نتائجها على عدم وجود<br />

فروق يف استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة تبعاً‏ ملتغري اجلنس.‏ بينما تعارضت مع دراسات<br />

‏)قسم الدراسات والبحوث الإعلمية،‏ ‎1998‎؛ عبد السلم،‏ ‎1998‎؛ ‏أبو زيد،‏ ‎2003‎؛ Dollman<br />

Morgan, 2007 &( التي ‏أظهرت وجود فروق بني اجلنسني يف استخدام وسائل ‏لتصال<br />

احلديثة لصالح الذكور.‏<br />

وقد يكون مرد ذلك ‏إىل التقارب العمري بني اجلنسني،‏ والتقارب بينهم يف التفكري<br />

واحلاجات ولجتاهات والدوافع والظروف ‏لجتماعية والثقافية التي يعيش فيها ‏أفراد<br />

هذه الدراسة،‏ فهم ينتمون ‏إىل بيئة جغرافية وثقافية حمدودة ومتقاربة يف العادات<br />

والتقاليد والقيم،‏ حيث تشري بعض الدراسات ‏إىل ‏أن استخدام وسائل ‏لتصال من جانب<br />

الأفراد،‏ ينسجم مع ‏أساليبهم يف احلياة )Lifestyles( وقيمهم السائدة ‏)أبو زيد،‏ ‎2003‎؛<br />

Reenberg, 1990 )Frank & ، وأن ‏أساليب احلياة ومنظومة القيم السائدة بالنسبة لأفراد<br />

هذه الدراسة قد تكون متجانسة ومتشابهة،‏ وأن ما يخضع له الذكور والإناث يف البيئة،‏ تقل<br />

فيها الفجوات الثقافية ولجتماعية،‏ وهذا ما يزيد من التقارب بني اجلنسني يف استخدام<br />

الوسائل والتقنيات اللزمة حلياتهم.‏<br />

‏◄◄السوؤال اخلامس:‏ هل توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية<br />

واالجتماعية واالإدارية وراء استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال<br />

احلديثة تُعزى ملتغري التخصص؟<br />

للإجابة عن هذا السوؤال حُ‏ ‏سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />

‏أفراد الدراسة يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل<br />

41


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

‏لتصال احلديثة،‏ تبعاً‏ ملتغري التخصص الدراسي واملبينة يف اجلدول الآتي:‏<br />

الجدول )9(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات أفراد الدراسة في مجاالت الدوافع النفسية<br />

واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة الحديثة تبعاً‏ لمتغير التخصص الدراسي<br />

التخصص<br />

الرتبية<br />

االإدارة<br />

احلاسوب<br />

اخلدمة<br />

املجاالت<br />

الدوافع النفسية<br />

الدوافع ‏لجتماعية<br />

الدوافع الإدارية<br />

املجموع الكلي<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

0.81<br />

0.66<br />

0.77<br />

0.76<br />

3.99<br />

3.85<br />

4.12<br />

3.89<br />

0.79<br />

1.07<br />

0.89<br />

0.92<br />

3.94<br />

3.33<br />

3.97<br />

3.71<br />

0.65<br />

0.86<br />

0.68<br />

0.63<br />

3.97<br />

3.63<br />

4.20<br />

3.85<br />

0.76<br />

0.83<br />

0.59<br />

0.73<br />

3.89<br />

3.73<br />

4.03<br />

3.67<br />

يشري اجلدول السابق ‏إىل وجود فروق بني املتوسطات احلسابية لدرجات ‏أفراد الدراسة<br />

يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏<br />

تبعاً‏ ملتغري التخصص الدراسي،‏ وملعرفة دللة الفروق بني هذه املتوسطات،‏ استخدم<br />

اختبار حتليل التباين الأحادي )ANOVA( واملبينة نتائجه يف اجلدول الآتي:‏<br />

الجدول )10(<br />

نتائج اختبار تحليل التباين األحادي لداللة الفروق بين هذه المتوسطات الحسابية لدرجات أفراد الدراسة<br />

في مجاالت الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة<br />

تبعاً‏ لمتغير التخصص الدراسي<br />

املجاالت<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة ‏)ف(‏<br />

املحسوبة<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

0.848<br />

0.549<br />

0.154<br />

0.268<br />

1.221<br />

1.763<br />

0.146<br />

0.546<br />

0.880<br />

0.721<br />

0.781<br />

0.443<br />

3<br />

344<br />

347<br />

3<br />

344<br />

347<br />

3<br />

344<br />

347<br />

0.44<br />

187.91<br />

188.35<br />

2.64<br />

247.82<br />

250.46<br />

2.34<br />

152.41<br />

154.75<br />

الدوافع النفسية<br />

الدوافع ‏لجتماعية<br />

الدوافع الإدارية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

42


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املجاالت<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة ‏)ف(‏<br />

املحسوبة<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

0.130<br />

1.899<br />

1.000<br />

0.527<br />

3<br />

344<br />

347<br />

3.00<br />

181.25<br />

184.25<br />

املجموع الكلي<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

يشري اجلدول السابق ‏إىل عدم وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني املتوسطات احلسابية<br />

لدرجات ‏أفراد الدراسة،‏ يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية واملجوع الكلي<br />

لهذه املجالت وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة،‏ تبعاً‏ ملتغري التخصص الدراسي.‏<br />

ولدى مقارنة هذه النتائج مع نتائج الدراسات السابقة،‏ تبني ‏أنها تتفق كلياً‏ ‏أو جزئياً‏<br />

مع دراسات )2005 ‏,‏Huang؛ Sussex, 2008 ،)Chune, White & والتي دلت نتائجها<br />

على عدم وجود فروق يف استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة تبعاً‏ ملتغري التخصص.‏ بينما<br />

تعارضت مع ‏)منصور،‏ ‎2004‎؛ عبد السلم،‏ ‎1998‎؛ Morgan, 2007 )Dollman & التي<br />

‏أظهرت وجود فروق يف استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة تبعاً‏ ملتغري التخصص،‏ ‏سواء كان<br />

ذلك لصالح التخصصات النظرية ‏أم العلمية.‏<br />

وتوؤكد هذه النتيجة ‏أن استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة تتاأثر بالدوافع النفسية<br />

ولجتماعية والإدارية للأفراد بغض النظر عن جمال تخصصاتهم الدراسية،‏ وقد يفرس ذلك<br />

بالتقدم يف جمال الوصول للمعرفة واملعلومات يف املجالت املختلفة؛ حيث ‏أصبح ‏لهتمام<br />

من قبل الطلبة يف تخصصاتهم كافة باستخدام التقنيات احلديثة للحصول للمعلومات<br />

وتخزينها،‏ ‏أو من ‏أجل التواصل مع العامل اخلارجي،‏ وبخاصة ‏أن معظم اجلامعات اليوم<br />

تستخدم مصادر التعليم ‏للكرتوين واستخدام التقنيات احلديثة كاحلاسوب ولنرتنت.‏ وهذا<br />

الوضع يحتم على الطلبة مواكبة عرص التقنيات لإشباع حاجاتهم العلمية والتعليمية؛ حيث<br />

يشري )1989 )Young, يف هذا املجال ‏إىل ‏أن استخدام الشباب لوسائل ‏لتصال احلديثة<br />

مرتبط بدوافعهم نحو حتقيق حاجاتهم املرتبطة بحب ‏لستطلع ولستثارة،‏ وأن الإنسان<br />

عادة ما يبحث عن اجلديد يف املعلومات والوسائل،‏ وقد يكون مرد ذلك لرغبته يف التعبري عما<br />

يجول يف داخله من مشاعر وحاجات نفسية واجتماعية ‏)‏Kaatz,2002‎؛ )Brown, 1998 .<br />

‏◄◄السوؤال السادس:‏ هل توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية<br />

واالجتماعية واالإدارية وراء استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال<br />

احلديثة،‏ تُعزى ملتغري الدخل الشهري لالأرسة؟<br />

43


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

للإجابة عن هذا السوؤال حُ‏ ‏سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />

‏أفراد الدراسة يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل<br />

‏لتصال احلديثة تبعاً‏ ملتغري الدخل الشهري للأرسة واملبينة يف اجلدول الآتي:‏<br />

الجدول )11(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات استجابات أفراد الدراسة في مجاالت الدوافع النفسية<br />

واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة الحديثة تبعاً‏ لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />

3001 فاأكرث<br />

3000 -2501<br />

2500 -2001<br />

1500 فاأقل -1501 2000<br />

التخصص<br />

املجاالت<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

0.73<br />

4.09<br />

0.60<br />

3.79<br />

0.61<br />

4.01<br />

0.93<br />

3.64<br />

0.70<br />

النفسية 4.08<br />

0.784<br />

0.69<br />

0.64<br />

3.84<br />

4.24<br />

3.92<br />

0.82<br />

0.63<br />

0.70<br />

3.36<br />

4.06<br />

3.77<br />

0.83<br />

0.74<br />

0.73<br />

3.70<br />

4.07<br />

3.72<br />

0.82<br />

0.57<br />

0.81<br />

3.61<br />

4.02<br />

3.45<br />

0.93<br />

0.67<br />

0.69<br />

3.82<br />

4.03<br />

3.79<br />

‏لجتماعية<br />

الإدارية<br />

املجموع<br />

يشري اجلدول السابق ‏إىل وجود فروق بني املتوسطات احلسابية لدرجات ‏أفراد الدراسة<br />

يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة<br />

تبعاً‏ ملتغري الدخل الشهري للأرسة،‏ وملعرفة دللة الفروق بني هذه املتوسطات،‏ استخدم<br />

اختبار حتليل التباين الأحادي )ANOVA( واملبينة نتائجه يف اجلدول الآتي:‏<br />

الجدول )12(<br />

نتائج اختبار تحليل التباين األحادي لداللة الفروق بين هذه المتوسطات الحسابية لدرجات أفراد الدراسة<br />

في مجاالت الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة<br />

املجاالت<br />

الدوافع النفسية<br />

الدوافع ‏لجتماعية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

تبعاً‏ لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

10.75<br />

177.59<br />

188.35<br />

9.17<br />

241.28<br />

250.45<br />

درجات<br />

احلرية<br />

4<br />

343<br />

347<br />

4<br />

343<br />

347<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

2.689<br />

0.518<br />

قيمة ‏)ف(‏<br />

املحسوبة<br />

5.193<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

0.000<br />

0.012<br />

3.260<br />

2.293<br />

0.703<br />

44


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املجاالت<br />

الدوافع الإدارية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة ‏)ف(‏<br />

املحسوبة<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

0.043<br />

0.003<br />

2.245<br />

4.042<br />

0.988<br />

0.440<br />

2.073<br />

0.513<br />

4<br />

343<br />

347<br />

4<br />

343<br />

347<br />

3.95<br />

150.80<br />

154.75<br />

8.29<br />

175.95<br />

184.25<br />

املجموع الكلي<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.01 =α)<br />

يشري اجلدول السابق ‏إىل وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد<br />

الدراسة يف جمال الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية واملجموع الكلي تبعاً‏ ملتغري<br />

الدخل الشهري للأرسة،‏ وملعرفة اجتاه هذه الفروق اُستخدم اختبار )LSD( للمقارنات<br />

البعدية،‏ واملبينة نتائجه يف اجلداول )11 – 13( الآتية:‏<br />

جمال الدوافع النفسية:‏<br />

الجدول )13(<br />

نتائج اختبار )LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد الدراسة<br />

في مجال الدوافع النفسية تبعاً‏ لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />

3001 فاأكرث<br />

3000 -2501<br />

2500 -2001<br />

الدخل 1500 فاأقل -1501 2000<br />

0.949<br />

0.000<br />

0.489<br />

0.022<br />

-<br />

0.018<br />

0.240<br />

0.076<br />

-<br />

-<br />

0.501<br />

0.002<br />

-<br />

-<br />

-<br />

0.000<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

1500 فاأقل<br />

2000 -1501<br />

2500 -2001<br />

3000 -2501<br />

3001 فاأكرث<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.01 =α)<br />

يتضح من النتائج املعروضة يف اجلدول السابق:‏<br />

45<br />

♦ ♦<br />

وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد الدراسة يف جمال الدوافع


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

النفسية تبعاً‏ ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )1500 فاأقل(‏ والفئات )1501 – 2000(<br />

و )2501 – 3000( ، وذلك لصالح فئة )1500 فاأقل(‏ ‏)أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />

وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />

النفسية تبعاً‏ ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )1501- 2000( والفئات )2001 –2500(<br />

و )3001 فاأكرث(‏ ، وذلك لصالح الفئتني الأخريتني ‏)أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />

وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />

النفسية تبعاً‏ ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )2501- 3000( والفئات )3001 فاأكرث(،‏<br />

لصالح الفئة الأخرية ‏)أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />

هذه النتائج تعني ‏أن الشباب ذوي الأرس التي دخلها يندرج ‏ضمن الفئة الدنيا ‏أو<br />

العليا على حد ‏سواء،‏ تكون دوافعهم النفسية ‏أكرث ‏أهمية يف استخدام وسائل ‏لتصال<br />

احلديثة موازنة بالفئات متوسطة الدخل.‏<br />

جمال الدوافع االجتماعية:‏<br />

الجدول )14(<br />

نتائج اختبار )LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد الدراسة<br />

الدخل<br />

في مجال الدوافع االجتماعية تبعاً‏ لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />

3001 فاأكرث<br />

0.891<br />

0.136<br />

0.354<br />

0.002<br />

-<br />

3000 -2501<br />

0.002<br />

0.098<br />

0.018<br />

-<br />

-<br />

2500 -2001<br />

0.398<br />

0.510<br />

-<br />

-<br />

-<br />

2000 -1501<br />

0.148<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

1500 فاأقل<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

1500 فاأقل<br />

2000 -1501<br />

2500 -2001<br />

3000 -2501<br />

3001 فاأكرث<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />

يتضح من النتائج املعروضة يف اجلدول السابق:‏<br />

وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />

‏لجتماعية تبعاً‏ ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )1500 فاأقل(‏ والفئة )2501 –<br />

3000( وذلك لصالح فئة )1500 فاأقل(‏ ‏)أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />

46<br />

♦<br />


♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />

‏لجتماعية تبعاً‏ ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )2001 –2500( و )2501- 3000(،<br />

وذلك لصالح الفئة الأوىل ‏)أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />

وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />

النفسية تبعاً‏ ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )2501- 3000( والفئات )3001 فاأكرث(‏<br />

، لصالح الفئة الأخرية ‏)أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />

هذه النتائج تعني ‏أن الشباب الذين كان دخل الأرسة لديهم من الفئة الدنيا ‏أو العليا،‏<br />

تكون دوافعهم ‏لجتماعية ‏أكرث ‏أهمية يف استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة مقارنة<br />

بالفئات متوسطة الدخل.‏<br />

جمال الدوافع اإلدارية:‏<br />

الجدول )15(<br />

نتائج اختبار )LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد الدراسة<br />

الدخل<br />

في مجال الدوافع االجتماعية تبعاً‏ لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />

3001 فاأكرث<br />

0.031<br />

0.033<br />

0.043<br />

0.045<br />

-<br />

3000 -2501<br />

0.542<br />

0.098<br />

0.138<br />

-<br />

-<br />

2500 -2001<br />

0.398<br />

0.510<br />

-<br />

-<br />

-<br />

2000 -1501<br />

0.177<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

1500 فاأقل<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

1500 فاأقل<br />

2000 -1501<br />

2500 -2001<br />

3000 -2501<br />

3001 فاأكرث<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />

يتضح من النتائج املعروضة يف اجلدول السابق،‏ وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني<br />

متوسطات درجات ‏أفراد الدراسة يف جمال الدوافع الإدارية تبعاً‏ ملستوى دخل الأرسة<br />

الشهري،‏ وذلك بني فئة )3001 فاأكرث(‏ والفئات )1500 فاأقل(‏ و )1501 – 2000( و<br />

)2001- 2500( و )2501 – 3000( لصالح الفئة الأوىل ‏)أنظر جدول املتوسطات رقم<br />

8( ، وهذه النتائج تعني ‏أن الشباب الذين كان دخل الأرسة لديهم من الفئة العليا من حيث<br />

الدخل الشهري،‏ تكون دوافعهم الإدارية ‏أكرث ‏أهمية يف استخدام وسائل ‏لتصال احلديثة<br />

مقارنة بالفئات الدخل الأخرى.‏<br />

47


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

اجملموع الكلي:‏<br />

الجدول )16(<br />

نتائج اختبار )LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد الدراسة<br />

في المجموع الكلي للدوافع تبعاً‏ لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />

3001 فاأكرث<br />

3000 -2501<br />

2500 -2001<br />

الدخل 1500 فاأقل -1501 2000<br />

0.324<br />

0.488<br />

0.764<br />

0.004<br />

-<br />

1500 فاأقل<br />

0.000<br />

0.046<br />

0.002<br />

-<br />

-<br />

2000 -1501<br />

0.473<br />

0.328<br />

-<br />

-<br />

-<br />

2500 -2001<br />

0.116<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

3000 -2501<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

3001 فاأكرث<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />

دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.01 =α)<br />

يتضح من النتائج املعروضة يف اجلدول السابق:‏<br />

وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />

الكلية تبعاً‏ ملستوى دخل الأرسة،‏ وذلك بني فئة )1500 فاأقل(‏ والفئة )1501 – 2000( ،<br />

وذلك لصالح الفئة الأوىل ‏)أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />

وجود فروق دالة ‏إحصائياً‏ بني متوسطات درجات ‏أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />

النفسية تبعاً‏ ملستوى دخل الأرسة،‏ وذلك بني فئة )1501- 2000( والفئات )2001 –<br />

2500( و )2501 – 3000( و )3001 فاأكرث(‏ ، وذلك لصالح الفئات الأخرية ‏)أنظر جدول<br />

املتوسطات رقم 8( .<br />

هذه النتائج تعني ‏أن الشباب الذين كان دخل الأرسة لديهم من الفئة الدنيا ‏أو العليا،‏<br />

تكون دوافعهم النفسية ولجتماعية بشكل عام ‏أكرث ‏أهمية يف استخدام وسائل ‏لتصال<br />

احلديثة مقارنة بالفئات متوسطة الدخل.‏<br />

48


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املقرتحات والتوصيات:‏<br />

يف ‏ضوء نتائج الدراسة ومناقشتها ميكن تقدمي املقرتحات والتوصيات االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎الرتكيز 1 على العوامل النفسية ولجتماعية يف عملية التواصل الفعال مع الشباب.‏<br />

‏.‏‎2‎توفري 2 ‏آليات فعالة جلذب انتباه الشباب،‏ بحيث تكون غري مستفزة لنفعالتهم<br />

وعواطفهم.‏<br />

‏.‏‎3‎مساعدة 3 الشباب على مواكبة التطور التكنولوجي،‏ واستخدام التقنيات الرتبوية<br />

احلديثة دون ‏إثارة عواطفهم الغريزية<br />

.4 4 دعوة الباحثني املتخصصني لإجراء مزيد من البحوث والدراسات،‏ باستخدام<br />

عينات من جمتمعات حملية خمتلفة،‏ ومتغريات متنوعة،‏ لتعميق النتائج يف جمال هذه<br />

الدراسة.‏<br />

49


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎‏إبراهيم،‏ . 1 جمدي )2004( تربويات ‏لنرتنت موسوعة التدريس.‏ ط.‏‎1‎‏،‏ ج.‏‎2‎ ، عمان:‏ دار<br />

املسري،‏ للنرش والتوزيع والطباعة.‏<br />

‎2‎‏أبو . 2 زيد،‏ نبيلة.‏ )2003 (. ‏»الدوافع النفسية ولجتماعية املرتبطة باستخدام ‏أجهزة<br />

‏لتصال احلديثة لدى املراهقني«.‏ جملة علم النفس.‏ )65- 17 66( ، 72- 91.<br />

‎3‎‏أبو . 3 عرقوب،‏ ‏إبراهيم . )1993 ) . ‏لتصال الإنساين ودوره يف التفاعل ‏لجتماعي.عمان:‏<br />

جملوي للنرش والتوزيع.‏<br />

‎4‎ثابت،‏ . 4 ‏سعيد . )2006 (. ‏»مشاهدة التلفزيون على ‏سلوك الطالبات اجلامعيات«.‏ جريدة<br />

البيان،‏ العدد )189( .<br />

‎5‎جامعة . 5 القدس املفتوحة.‏ )2005 ) . علم النفس الرتبوي.‏ نابلس:‏ منشورات جامعة<br />

القدس املفتوحة.‏<br />

‎6‎حسني،‏ . 6 فاروق )1997 ) ‏لنرتنت الشبكة الدولية للمعلومات.‏ بريوت:‏ دار الراتب<br />

اجلامعية.‏<br />

‎7‎حناوي،‏ . 7 جمدي )2005 ) اجتاهات املرشفني الأكادمييني نحو ‏لنرتنت واستخداماتها<br />

يف التعليم يف جامعة القدس املفتوحة يف فلسطني.‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏<br />

جامعة النجاح،‏ نابلس.‏<br />

‎8‎الدعيلج،‏ . 8 ‏إبراهيم.‏ )1995 (. ‏»الآثار واملواجهة للبث املبارش تربوياً‏ وإعلمياً‏ على<br />

املجتمع السعودي«.‏ جريدة الرياض،‏ العدد )12882( .<br />

‎9‎دافور،‏ . 9 ‏أرلند ‏)ترجمة منى ملحيس ونبال ادلبي(.‏ )1998 (. ‏لنرتنت.‏ بريوت:‏ الدار<br />

العربية للعلوم.‏<br />

‎1010‎راجح،‏ ‏أحمد عزت . )1987 ) . ‏أصول علم النفس.‏ القاهرة:‏ دار املعارف<br />

11 الزهراين،‏ راشد.‏ )2004 ) . تقنيات املعلومات بني التبني ولبتكار.‏ الرياض:‏ مطبوعات<br />

مكتبة امللك فهد الوطنية.‏<br />

50<br />

1


51<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎1212‎الرسوري،‏ ‏أحمد . )2007( . اجليل الثالث للموبايل والتعلم والتعليم.‏<br />

www.deyaa.org.<br />

‎1313‎‏سكيك،‏ حازم . )2008 ) . كيف يعمل التلفون املحمول ‏)اجلوال(‏ ؟ اجلزء اخلامس.‏<br />

www.hazemsakeek.com/ QandA/ cell_phone_5/ cell_phone_5.htm.<br />

‎1414‎‏سكيك،‏ حازم . )2007 ) . كيف يعمل التلفون املحمول ‏)اجلوال(‏ ؟ اجلزء الرابع.‏<br />

www.hazemsakeek.com/ QandA/ cell_phone_4/ cell_phone_4.htm.<br />

‎1515‎‏سكيك،‏ حازم . )2006 ) . كيف يعمل التلفون املحمول ‏)اجلوال(‏ ؟ اجلزء الأول والثاين<br />

الثالث.‏<br />

www.hazemsakeek.com/ QandA/ cell_phone_3/ cell_phone_3.htm.<br />

‎1616‎‏سلمة،‏ حسني . )1997 (. ‏أوساط تخزين املعلومات.‏ عمان:‏ دار الفكر للنرش.‏<br />

‎1717‎عبد اللطيف،‏ وليد . )2007 (. تطور استخدام املوبايل.‏<br />

www.kw/final/NewspaperWebsitepublic/ ArticlePage.aspx?ArticleD=318535.<br />

‎1818‎عبد السلم،‏ جنوى )1998 ) ‏أمناط ودوافع استخدام الشباب املرصي لشبكة ‏لنرتنت.‏<br />

دراسة استطلعية،‏ املوؤمتر العلمي الرابع،‏ القاهرة:‏ مرص.‏<br />

‎1919‎العبيدي،‏ منصور )1996( ‏لنرتنت استثمار املستقبل.‏ ط.‏‎1‎ ، الرياض:‏ مكتبة امللك فهد<br />

الوطنية.‏<br />

‎2020‎عليان،‏ ربحي والدبس حممد )2003( وسائل ‏لتصال وتكنولوجيا التعليم.‏ ط.‏‎2‎ ، عمان:‏<br />

دار الصفا للنرش والتوزيع.‏<br />

‎2121‎عليان،‏ ربحي والقيسي،‏ منال )1999 ) ‏»استخدم ‏شبكة ‏لنرتنت يف املكتبات اجلامعية،‏<br />

دراسة حالة ملكتبة البحرين«.‏ رسالة املكتبة،‏ م.‏ 34، ع.‏ 39، ‏ص‎7‎‏.‏<br />

222 عودة،‏ حممد ومرسي،‏ كمال . )1994 (. الصحة النفسية يف ‏ضوء علم النفس الإسلمي.‏<br />

الكويت:‏ دار القلم.‏<br />

) 23 . ‏»تاأثري القنوات الفضائية على الأفراد<br />

‎23‎قسم الدراسات والبحوث الإعلمية . )1998<br />

واملجتمع«.‏ جريدة الوطن،‏ القاهرة،‏ )696( 2 بتاريخ 15 ‏أيلول 1998.


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

‎2424‎منصور،‏ حتسني )2004 ) ‏»استخدام ‏لنرتنت ودوافعها لدى طلبة جامعة البحرين«.‏<br />

املجلة العربية للعلوم الإنسانية،‏ ع.‏ 86، الكويت:‏ جملس النرش العلمي.‏<br />

‎2525‎موؤسسة الزحف الأخرض . )2008 ) . وسائل ‏لتصال احلديثة وتاأثرياتها على التقارب<br />

‏لجتماعي بني ‏أفراد الأرسة.‏ متوفر على ‏شبكة ‏لنرتنت:‏<br />

www.azzahfalakhder.con/ content/ view/ 989/ 31.<br />

‎2626‎اليوسف،‏ ‏شعاع . )2006 ) . التقنيات احلديثة:‏ فوائد وأرضار دراسة للتاأثريات السلبية<br />

على ‏صحة الفرد.‏ ‏سلسلة كتاب الأمة،‏ البحرين:‏ وزارة الأوقاف بالبحرين.‏<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

52<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

Bernard, H. (2005) . Psychology of learning and teaching. 6th ed, New<br />

York: McGraw- Hill.<br />

Biehler, R. (1990) . Psychology applied to teaching. Boston: Houghton<br />

Mifflin.<br />

Book, C. (2000) . Human communication: Principles, contexts and skills.<br />

New York: Martin’s Press.<br />

Borquez, A . (2004) . “Mobile and wireless technology: The impact in<br />

a higher education setting”. Dissertation Abstracts International, page.<br />

4165, No. AAI3155384.<br />

Brown, F . (1998) . “Deterrents to adult students in higher education: An<br />

analysis of participting adult students and non – participating adults at<br />

the university of mobile”. Dissertation Abstracts International, page. 50,<br />

No. AAI9823146.<br />

Chune, N, White, P & Susswx, R. (2008) . “The potential of using a mobile<br />

phone to access the inernet for learning EFL listening skills within Korean<br />

context”. ReCall, 20 (3) , 331- 347.<br />

Dance, F & Larson, C. (2003) . Speech communication concepts and<br />

behavior. New York: Rinehart & Winston.<br />

Dollman, L & Morgan, C. (2007) . “Improving social skills through the<br />

use of cooperative learning”. ERIC. ED.496112.<br />

Frank, R & Greenberg, M. (1990) . Public use of television: When is<br />

watched and why. New York: Beverly Hills- sage.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

10. Huang, J. (2005) . “Challenges of academic listening: Reports by Chinese<br />

students”. College Student Journal, 37 (3) , 553- 559.<br />

11. Junior, J. , Negretti, R. & Coutinho, C, . (2007) . “Methodology to<br />

use multimeia applications and mobile devices when teachin strutural<br />

anaysis”. Interntional confernce on engineering education, University of<br />

Combra, Purtugal: www.bristol.ac,uk/ cetl/ aims/ mobile_lab.<br />

12. Melivin, S. (2004) . Human Communication. New York: General Leaving<br />

Press.<br />

13. Neumann, V. (2008) . “Increasing reading comprehension of elementary<br />

students through fluency- based interventions”. ERIC, ED,500847.<br />

14. Kaatz, R. (2002) . An adertiser’s guide to electronic media. 5th ed,<br />

Columbus: Rain Book.<br />

15. Kunczik, M. (1992) . Communication and social change. 3th ed, New<br />

York: Friedrich – Ebert – Stiftung.<br />

16. Kratkoski, A. (2005) . “Teaching and learning with mobile computing<br />

devices: Closing the GAP”. Research Center for Educational Technology,<br />

Kent State University, USA:<br />

www.fhsu.edu/ mobileecomputing/ benefits.php.<br />

17. Stankeviciene, J. (2007) “Assessment of teaching quality: Survey of<br />

university graduates”. ERIC, ED. 498646.<br />

18. Young, J. (1989) . Programs of the brain. London: Oxford University<br />

Press.<br />

53


الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />

الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />

د.‏ زياد بركات<br />

د.‏ صائل صبحة<br />

54


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج<br />

حد التكلفة العشوائية-‏ دراسة حالة البنوك<br />

اجلزائرية 2004( - )2008<br />

د.حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

أستاذ مساعد/‏ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير/‏ جامعة محمد خيضر/‏ بسكرة/‏ الجزائر.‏<br />

محاضر/‏ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير/‏ جامعة محمد خيضر/‏ بسكرة/‏ الجزائر.‏<br />

55


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

ملخص:‏<br />

لقد كان لنتشار ظاهرة العوملة ‏آثار بعيدة املدى على خمتلف الأنشطة ‏لقتصادية<br />

على النحو الذي فرض كثرياً‏ من التحديات،‏ ل ‏سيما ‏أمام الأنشطة املرصفية.‏ ومن هذا<br />

املنطلق تظهر ‏أهمية موضوع قياس الكفاءة املرصفية،‏ خاصة يف حالة اجلزائر التي تشهد<br />

مرحلة انتقالية من ‏لقتصاد املخطط ‏إىل اقتصاد السوق،‏ الذي يسند فيها للبنوك اجلزائرية<br />

دور كبري يف هذا ‏لنتقال يف ظل غياب الدور الفعال لسوق رأس املال يف اجلزائر.‏ لذا<br />

حاولت هذه الدراسة معاجلة الإشكالية املتعلقة مبدى متتع البنوك اجلزائرية بالكفاءة<br />

املرصفية،‏ يف الفرتة من 2004- 2008، وذلك باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية<br />

كنموذج كمي،‏ حيث قُ‏ درت دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية Translog Cost Function<br />

بهدف قياس مرونات الإحلل،‏ ومرونات الطلب السعرية،‏ ووفورات احلجم والنطاق لعينة<br />

تتكون من ‏ستة بنوك اجلزائرية.‏<br />

وقد خلصت هذه الدراسة ‏إىل ‏أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة تتمتع بكفاءة الإحلل<br />

بني عنارص الإنتاج،‏ ولكنها ل تتمتع بالقدرة على التحكم يف تكاليفها الأمر الذي جعلها<br />

ل حتقق وفورات حجم تتيح لها التوسع يف حجم نشاطها.‏ كما وجدت ‏أن هذه البنوك تتمتع<br />

بوفورات نطاق تتيح لها تنويع منتجاتها.‏ لذا توصي الدراسة السلطات اجلزائرية بالعمل<br />

على رفع كفاءة البنوك اجلزائرية من خلل زيادة استقلليتها،‏ وبخاصة البنوك العمومية<br />

منها،‏ ولرتقاء بكفاءة العنرص البرشي وحتديث البنوك،‏ ودراسة ‏إمكانية ‏لندماج بني<br />

البنوك اجلزائرية لتقوية مراكزها املالية،‏ وتقدمي خدمات مرصفية مستحدثة ملواجهة<br />

املنافسة الشديدة يف ظل حترير جتارة اخلدمات املرصفية.‏<br />

الكلمات املفتاحية:‏ كفاءة املرصفية،‏ منوذج حد التكلفة العشوائية،‏ البنوك<br />

اجلزائرية.‏<br />

56


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

The prevalence of globalization phenomenon had far- reaching effects<br />

on various economic activities، as a lot of challenges especially to Banking<br />

activities. So a strong banking system capable of mobilizing and allocating<br />

financial resources efficiently to serve the development objectives and reduce<br />

risks becomes urgent، This study is trying to measure Algerian bank efficiency،<br />

by use the quantitative approach of stochastic cost frontier model to estimate<br />

the translog cost function of a sample of banks during the period (2004- 2008)<br />

to measure the elasticities of substitution and input price elasticities and the<br />

scale and scope efficiency in those banks.<br />

This study concluded that Algerian Banks have substitutability between<br />

production elements، however، those banks can’t dominate their costs، that had<br />

led to a failure in their scale economies that hinders the it ability to expand<br />

in future it is found that those banks have a scope economies of varying their<br />

products. Moreover، the study concluded that the five public banks are less<br />

profitable than Algerian Baraka Bank.<br />

Key Words: Bank Efficiency، Stochastic Cost Frontier Analysis، Algerian<br />

banks.<br />

57


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

مقدمة:‏<br />

‏إن التغريات ‏لقتصادية العاملية التي ميزت العقدين الأخريين من القرن العرشين،‏<br />

‏شكلت يف جمملها واقعاً‏ معارصاً‏ وضع العامل على عتبة مرحلة جديدة،‏ كانت ظاهرة<br />

العوملة ‏أهم معاملها،‏ وبخاصة منها العوملة املالية.‏ فقد ‏شهد القطاع املايل على مستوى<br />

العامل تغرياً‏ جذرياً،‏ وتوسعاً‏ ‏رسيعاً‏ مصحوباً‏ بتوجهات التحرر ورفع القيود التنظيمية،‏<br />

فسل عن التقدم الكبري يف تكنولوجيا املعلومات ولتصالت.‏ فقد ‏سجلت تدفقات روؤوس<br />

الأموال عرب احلدود زيادة حادة،‏ واستحدثت الأسواق املالية ‏أدوات مالية جديدة متطورة،‏<br />

وازدادت ‏سهولة تنفيذ املعاملت املالية ورسعتها زيادة بالغة.‏ هذه التغريات الرسيعة<br />

يف البيئة اخلارجية،‏ وتزايد متطلبات النمو املحلي ‏أدت ‏إىل وضع نظام مرصيف حديث،‏<br />

يتعامل باأسس جديدة مع خمتلف القطاعات ‏لقتصادية،‏ وذلك يف ‏ضوء حقيقة ‏أن البنوك<br />

تبقى القناة الرئيسية اللزمة لنتقال الأموال بني خمتلف القطاعات بصورة تسمح بتعظيم<br />

املنفعة.‏<br />

يف ظل هذه الأوضاع،‏ ونتيجة ملا يوؤديه القطاع املرصيف من دور كبري يف ‏لنتقال<br />

‏إىل اقتصاد السوق،‏ ‏شهد القطاع املرصيف اجلزائري جملة من الإسلحات بعد ‏أن خضع<br />

لعقود طويلة لتخطيط مركزي،‏ وتدخل مستمر من قبل الدولة،‏ ومن هذا املنطلق ‏سرتكز<br />

الدراسة على قياس الكفاءة املرصفية يف البنوك اجلزائرية،‏ للبحث عن الطرق الكفيلة<br />

برفع هذه الكفاءة،‏ وذلك باإيجاد السبل والآليات احلديثة لستخدامها يف البنوك اجلزائرية،‏<br />

لتمكينها من مواجهة حتديات العوملة.‏<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

من خالل ما تقدم ميكن تلخيص اأهم اأهداف الدراسة فيما ياأتي:‏<br />

● ‏●الوقوف على مدى حتكم املوؤسسات املرصفية اجلزائرية يف ‏إدارة تكاليفها،‏ وتقدير<br />

مرونات الإحلل،‏ ومرونات الطلب السعرية للمدخلت املستخدمة من قبل البنك وحتليل<br />

دللتها.‏<br />

● ‏●حتليل وفورات احلجم-‏ ‏إن وجدت-‏ ملعرفة احلجم الأمثل للبنوك اجلزائرية.‏<br />

● ‏●حتليل وفورات النطاق-‏ ‏إن وجدت-‏ ملعرفة املزيج الأمثل من املنتجات.‏<br />

● ● التعرف ‏إىل بعض الآليات الكفيلة برفع كفاءة النظام املرصيف،‏ ودراسة ‏إمكانية<br />

تطبيق هذه الآليات على البنوك اجلزائرية.‏<br />

58


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تنبع ‏أهمية املوضوع من الدور املهم الذي يوؤديه القطاع املرصيف يف التنمية<br />

‏لقتصادية يف الوقت الذي تتزايد فيه ‏لجتاهات التنظيمية والرقابية احلديثة للبنوك<br />

يف ظل العوملة املالية،‏ كالجتاه نحو البنوك الشاملة ولندماج واخلصخصة،‏ حيث ‏إن<br />

تدهور النظام املرصيف،‏ ‏أصبح يوؤثر ‏سلباً‏ على ‏لدخار ولستثمار،‏ وهذا ما ينسحب على<br />

التنمية.‏<br />

كما جند ‏أن كفاءة القطاع املرصيف اجلزائري حتتل جزءاً‏ كبرياً‏ يف جناح الإسلح<br />

‏لقتصادي ولنتقال من ‏لقتصاد املخطط ‏إىل اقتصاد السوق.‏ ومن هذا املنطلق كان من<br />

الرضوري ‏لهتمام برفع كفاءة البنوك اجلزائرية،‏ وتفعيل دورها يف النشاط ‏لقتصادي<br />

مبا يتماشي مع التطورات العاملية.‏ لذا حاول الباحث يف هذه الدراسة عرض واقع كفاءة<br />

البنوك اجلزائرية،‏ وتشخيص نقاط ‏ضعفها للخروج بتوصيات تسمح بتطوير هذه البنوك،‏<br />

ومعاجلة ‏سلبياتها،‏ وبذلك ميكن لهذه الدراسة ‏أن تفيد القائمني على ‏سوؤون النظام املرصيف<br />

اجلزائري،‏ وأيضا املسوؤولني على البنوك حمل الدراسة.‏<br />

إشكالية الدراسة:‏<br />

يعدُّ‏ تقومي كفاءة البنوك اجلزائرية عملية ‏رضورية وملحة،‏ ملا تشهده هذه البنوك<br />

من حتولت وإسلحات،‏ وبخاصة ‏أن جناح النظام ‏لقتصادي يف وقتنا احلارض ‏أصبح<br />

مرهوناً‏ مبدى فعالية وجناعة النظام املايل للدولة،‏ وبخاصة القطاع املرصيف يف حالة<br />

اجلزائر التي تشهد ‏سوق رأس املال فيها انطلقة حمتشمة.‏<br />

وميكن اأن نعكس اإشكالية الدراسة بالشوؤال االآتي:‏<br />

هل تتمتع البنوك اجلزائرية بالكفاءة املرصفية،‏ التي تعكس قدرتها<br />

على اإدارة تكاليف نشاطها،‏ وحتقيقها للحجم االأمثل لهذه البنوك،‏ وعرضها<br />

ملزيج متنوع من منتجاتها؟<br />

هذا باالإضافة اإىل االأسئلة الفرعية االآتية:‏<br />

● ‏●هل تستطيع البنوك اجلزائرية التحكم يف تكلفة نشاطها،‏ والرفع من كفاءتها<br />

الإنتاجية؟<br />

● ‏●هل تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات حجم،‏ تتيح لها ‏إمكانية التوسع والرفع من<br />

حجم نشاطها؟<br />

59


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

‏●هل تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات نطاق،‏ تتيح لها ‏إمكانية تنويع منتجاتها؟<br />

60<br />

●<br />

اإلطار النظري للدراسة:‏<br />

يحتل موضوع رفع الكفاءة يف العمل املرصيف موقعاً‏ مهماً،‏ وبخاصة يف فرتة التحرر<br />

والعوملة يف الأسواق املالية،‏ حيث ‏أصبحت املصارف تزاول نشاطها من خلل ‏سوق تتسم<br />

باملنافسة الشديدة،‏ ‏سواء من طرف املوؤسسات املالية ‏أم غري املالية،‏ ويف ظل التطورات<br />

الإقليمية والدولية على ‏صعيد العمليات،‏ والتقنيات،‏ والأدوات،‏ وجدت هذه املصارف نفسها<br />

يف وضع يحتم عليها الرتكيز على كفاءة ‏أدائها يف خمتلف املستويات كرشط لنجاحها يف<br />

املحافظة على نشاطها،‏ والقدرة على املنافسة،‏ لذا حاولنا يف هذا العنرص التوصل ‏إىل<br />

مفهوم الكفاءة املرصفية،‏ وطرق قياسها .<br />

1- مفهوم الكفاءة املصرفية:‏<br />

لقد اتخذ مفهوم الكفاءة املرصفية ‏أبعاداً‏ ‏أخرى بالإضافة للستخدام الأمثل للموارد،‏<br />

‏أهمها:‏ حجم اجلهاز املرصيف،‏ وهيكل الوحدات املرصفية،‏ واقتصادية الوحدات املرصفية<br />

واجلهاز املرصيف ككل،‏ وكفاءة الأداء املرصيف.‏ وقد ركزت دراسات الكفاءة املرصفية<br />

على تقومي هذه الكفاءة يف ‏إطار التكاليف التشغيلية للمصارف،‏ وكذلك دراسة الكفاءة<br />

املرصفية يف ‏إطار الربحية املرصفية،‏ كما اُستخدم مفهوم الكفاءة ‏لقتصادية وتطبيقها<br />

على املصارف،‏ وذلك بقياس الكفاءة التقنية ‏أو الكفاءة السعرية ملرصف معني،‏ ‏أو مصارف<br />

عدة.‏ ‏)اجلميل،‏ 1989( .<br />

‏إل ‏أن التوجهات احلديثة حتاول دراسة الكفاءة ‏لقتصادية للمصارف يف ظل مفهوم<br />

واسع وشامل،‏ من خلل ربطها بالأهداف املركزية للقتصاد على املستوى الكلي ‏أو اجلزئي،‏<br />

وذلك بتحديد دور هذه املصارف يف ‏لقتصاد،‏ ومدى مساهمتها يف التنمية ‏لقتصادية.‏<br />

وقد امتدت تلك الدراسات ‏إىل ‏أكرث من ذلك لتعميق ‏لجتاهات املالية يف ‏لقتصاد،‏ وقياس<br />

فاعلية اجلهاز املرصيف من خلل تلبيته حلاجات املجتمع،‏ وبخاصة لقطاعات الأعمال،‏<br />

وبذلك جند ‏أن مفهوم الكفاءة املرصفية ليس مفهوما مطلقا،‏ بل هو مفهوم نسبي يجب ‏أن<br />

يرتبط مبعيار للمقارنة يف عملية تقومي ‏أداء معني ‏)اجلميل،‏ 1989( .<br />

كما ‏أن ‏لهتمام بكيفية تاأثري التغريات ‏لقتصادية على كفاءة البنوك وقدرتها على<br />

حتويل املوارد ‏إىل خدمات مالية متعددة،‏ ولد ما ‏سمي مبفهوم اللكفاءة الذي يشري ‏إىل ‏أن<br />

هناك تبديداً‏ للموارد،‏ وأن هذه املوؤسسات تنتج ‏أقل من املستوى امللئم للمخرجات من<br />

خلل املوارد املستخدمة،‏ ‏أو ‏أنها تستخدم جمموعة مكلفة من املوارد لإنتاج مزيج معني<br />

من املنتجات ‏أو اخلدمات 1995( Wilson، )Wheelock and .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

♦<br />

♦<br />

أوال-‏ تعريف الكفاءة املصرفية:‏<br />

كما لحظنا ‏سابقا ‏إن مفهوم الكفاءة املرصفية له معنى واسع،‏ ول ميكن حرصه<br />

يف نطاق ‏ضيق،‏ ‏إل ‏أن هذه الدراسة ‏ستعتمد على تعريف لوضع ‏إطار تُقاس به الكفاءة<br />

املرصفية.‏ وهذا التعريف هو:‏ تكون املوؤسسة املرصفية ذات كفاءة ‏إذا استطاعت توجيه<br />

املوارد ‏لقتصادية املتاحة لها نحو حتقيق ‏أكرب قدر ممكن من العوائد باأقل قدر ممكن من<br />

الهدر،‏ ‏أي التحكم الناجح يف طاقاتها املادية والبرشية،‏ هذا من جهة.‏ وحتقيقها للحجم<br />

الأمثل وعرضها لتشكيلة واسعة من املنتجات املالية من جهة ‏أخرى.‏ وبتحليلنا لهذا<br />

التعريف جند اأن الكفاءة املرصفية تشمل عدة جوانب ميكن تلخيصها يف النقاط<br />

االآتية ‏)ساعد ،2009( :<br />

الكفاءة يف استخدام املوارد املتاحة بالتحكم يف التكاليف،‏ وهو ما يسمى بكفاءة<br />

التكاليف .<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

الكفاءة يف توزيع التكاليف من خلل السعي وراء حتقيق احلجم الأمثل،‏ ويطلق<br />

عليها كفاءة احلجم.‏<br />

الكفاءة يف تنويع املنتجات املالية من خلل تنويع النشاط،‏ ويعرف هذا النوع من<br />

الكفاءة بكفاءة النطاق .<br />

وتشري املفاهيم الثالثة السابقة اإىل اأنواع الكفاءة املرصفية التي ‏سنتطرق اإليها<br />

بشيء من التفصيل يف القسم االآتي:‏<br />

ثانيا-‏ أنواع الكفاءة املصرفية:‏<br />

‏إضافة للكفاءة الإنتاجية يهتم ‏لقتصاديون-‏ يف دراسة الكفاءة املرصفية-‏ بنوعني<br />

‏آخرين هما:‏ كفاءة احلجم ووفوراتها،‏ وكفاءة النطاق ووفوراتها،‏ وفيما ياأتي توضيح<br />

لهذه االأنواع بشيء من التفصيل:‏<br />

● ‏●الكفاءة االإنتاجية:‏<br />

تتحقق الكفاءة الإنتاجية باستخدام املوارد املتاحة للحصول على ‏أقصى ‏إنتاج<br />

ممكن بطريقة ملئمة يراعى فيها تقليل التكاليف ورغبات املستهلكني ‏)خرابشة،‏ 2002( .<br />

وميكن تعريف الكفاءة الإنتاجية باأنها:‏ ‏»العلقة بني كمية املوارد املستخدمة يف العملية<br />

الإنتاجية،‏ وبني الناجت من تلك العملية،‏ وبذلك ترتفع الكفاءة الإنتاجية،‏ كلما ارتفعت نسبة<br />

الناجت ‏إىل املستخدم من املوارد«‏ ‏)احلاج وفليح،‏ 2009، ‏ص‎242‎‏(‏<br />

61


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

هناك بعد ‏آخر للكفاءة ‏لقتصادية التي ميكن ‏أن حتققه املوؤسسة،‏ وهو اقتصاديات<br />

احلجم Scale( ،)Economies of واقتصاديات النطاق Scope( )Economies of حيث<br />

تهتم الأوىل باحلجم الأمثل للموؤسسة،‏ ‏أما الثانية فرتكز على التنويع يف منتجات املوؤسسة<br />

. )Barrett ، 1997(<br />

● ‏●كفاءة احلجم ووفوراتها:‏<br />

تشري كفاءة احلجم يف البنك ‏إىل التوفري يف تكاليفه عند زيادة حجم املنتجات مع<br />

‏لحتفاظ مبزيج مدخلت ثابتة )2005 Liu، .)Allen and وبذلك تشري وفورات احلجم ‏إىل<br />

زيادة الكفاءة ‏أو انخفاضها بناءً‏ على احلجم )2007 )Daoud, .<br />

ومتثل اقتصاديات احلجم ‏أهم عوامل زيادة الأرباح يف املوؤسسة ‏لقتصادية،‏ ذلك<br />

‏أن التوسع يف حجم املوؤسسة،‏ وحجم عملياتها مينحها فرصة احلصول على تكاليف ‏أقل من<br />

خلل توزيع التكاليف الثابتة على قاعدة ‏أوسع ‏)ساعد،‏ 2009( .<br />

62<br />

<br />

<br />

● ‏●كفاءة النطاق:‏<br />

تعرف وفورات النطاق باأنها ‏لدخار يف التكاليف من خلل استخدام املدخلت نفسها<br />

لإنتاج ‏أمناط عدة من املنتجات )2008 .)Morris، وبذلك تشري اقتصاديات النطاق ‏إىل زيادة<br />

الكفاءة ‏أو انخفاضها بناءً‏ على التنويع يف املنتجات،‏ وجند ‏أن اقتصاديات النطاق توؤدي<br />

دوراً‏ مهماً‏ يف املوؤسسة املرصفية،‏ خاصة بعد اندماج الأسواق املالية،‏ واشتداد املنافسة<br />

يف جذب العملء،‏ لذا جلاأت معظم البنوك ‏إىل توسيع منتجاتها عن طريق تنويع حافظاتها<br />

املالية،‏ والقيام بخدمات غري تقليدية )1997 .)Young,<br />

قياس الكفاءة املصرفية بالطرق الكمية:‏<br />

‏إن ‏لختلف والتنوع يف طبيعة نشاط املوؤسسة املرصفية،‏ وتعدد طرق قياس<br />

مدخلتها وخمرجاتها،‏ ‏صاحبه تنوع يف طرق قياس الكفاءة املرصفية وأدواتها.‏ وتعود<br />

فكرة قياس الكفاءة ‏إىل ‏أعمال (1957) Farrell الذي حدد مقياساً‏ بسيطاً‏ للكفاءة التقنية<br />

والتخصيصية من ‏أجل مدخلت متعددة )1998 )Worthington, .<br />

ميكن متييز نوعني من الطرق الكمية لقياس الكفاءة املرصفية،‏ طريقة تعتمد<br />

الربجمة اخلطية كنموذج غري معلمي approach( )Non- parametric ، وتقوم ‏أساسا<br />

على افرتاض عدم وجود الأخطاء العشوائية عند القياس،‏ ومن ‏أهم طرقها طريقة حتليل<br />

البيانات املغلفة Analysis( )Data Envelopment ، وطريقة تعتمد التقدير الإحصائي<br />

كنموذج معلمي approach( )Parametric ومن بني طرقها طريقة احلد السميك


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

nStochastic Cost Fro ( وطريقة حد التكلفة العشوائية ، )Thick Frontier Analysis(<br />

)tier Analysis ، وطريقة التوزيع احلر Analys( ،)Distribution- Free وفيما ياأتي ‏سيتم<br />

‏رشح هذه الطرق بشيء من التفصيل:‏<br />

أوال-‏ طريقة حتليل البيانات املغلفة )DEA( :<br />

‏شهد عام ‎1978‎م تطوراً‏ يف جمال قياس الأداء،‏ فقد متكن Charnes وزمالؤه من<br />

وضع ‏أسس ‏أسلوب التحليل التغليفي للبيانات،‏ وهو ‏أحد ‏أساليب الربجمة اخلطية املبني<br />

على ‏أساس منهجية احلد ،Frontier Methodology التي ترجع لأعمال Farrell عام ‎1957‎م<br />

‏)التل والقرعان،‏ 2004( ، ويتميز هذا الأسلوب بالعديد من املزايا من ‏أهمها:‏ حتديد نسبة<br />

اللكفاءة،‏ ومصادرها،‏ ‏إضافة ‏إىل ‏سهولة ‏لستخدام ‏)الشعيبي،‏ 2004( .<br />

تستخدم هذه الطريقة جمموعة من البيانات حول:‏ التكاليف،‏ واملخرجات،‏ وأسعار<br />

املدخلت لعينة من البنوك،‏ ومن خلل هذه العينة يُحدد البنك الذي ينتج-‏ وباأقل<br />

التكلفة-‏ حجم ‏إنتاج عند مستوى معني من ‏أسعار املدخلت،‏ ويعرف هذا البنك ب ‏»أفضل<br />

بنك ممارس«،‏ ‏أو ‏»أفضل تطبيق«‏ لتلك التوفيقة ‏)خمرجات،‏ ‏أسعار مدخلت(‏ ، ويشكل حداً‏<br />

للكفاءة Efficiency Frontier يغطي ‏أو يغلف البنوك الأخرى يف العينة،‏ وميكن استخدامه<br />

لتقومي كفاءة باقي البنوك،‏ فالبنوك التي تقع على احلد هي البنوك الكفوؤة،‏ والبنوك التي<br />

تقع خارج احلد فهي غري كفوؤة،‏ تعد هذه الطريقة مرنة وقابلة للتكيف،‏ ول تضع ‏أسلوباً‏<br />

خاصاً‏ لدالة تكاليف ‏أفضل بنك ممارس،‏ لكن املشكلة هي كونها ل تسمح باأية ‏أخطاء يف<br />

البيانات،‏ رغم ‏أن كل البيانات يف الواقع تخضع خلطاأ القياس،‏ لذلك تعد هذه الطريقة غري<br />

واقعية 1994( )Mester, .<br />

ثانيا-‏ طريقة حد التكلفة العشوائية )SFA( :<br />

تعتمد هذه الطريقة على تقنيات ‏لنحدار لتقدير دالة التكاليف الكلية كمتغري تابع<br />

متغريات مستقلة عدة،‏ تتضمن مستويات املخرجات وأسعار املدخلت،‏ وتشكل التكلفة<br />

الكلية املتوقعة احلد الذي ميثل ‏أفضل تطبيق،‏ وعليه فاإن املرصف الذي تكلفته احلالية<br />

تساوي تكلفته املتوقعة ‏سيمثل ‏أفضل تطبيق،‏ وبالتايل يوصف البنك باللكفاءة ‏إذا كانت<br />

تكلفته احلالية ‏أعلى من تلك املتوقعة،‏ يف حني ‏أن الفرق بني التكلفة احلالية واملتوقعة<br />

يسمى بحد ‏لضطراب العشوائي،‏ ويشمل عنرصين هما:‏ الأخطاء الناجتة عن الكفاءة - X<br />

وتكون موزعة توزيعا نصف طبيعي،‏ والأخطاء العشوائية للنحدار التي تتوزع توزيعاً‏<br />

طبيعياً‏ ‏)قريشي،‏ 2006( .<br />

63


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

ثالثا-‏ طريقة احلد السميك :)TFA(<br />

طً‏ ورت هذه الطريقة من طرف Humphrey( )Berger and ‏سنة 1991. وهي تقسم<br />

عينة البنوك ‏إىل ‏أربع جمموعات ‏أساسية حسب التكلفة املتوسطة ‏)التكلفة الكلية/‏ الأصول<br />

الكلية(‏ ، وعن طريق تقدير دالة التكاليف الكلية للعينة الفرعية،‏ تكون املجموعة ‏أو الربع<br />

الذي يتمتع مبتوسط تكلفة منخفض ميثل ما يسمى باحلد السميك،‏ ويعدُّ‏ ‏أفضل تطبيق ميكن<br />

من خلله قياس الكفاءة املرصفية لباقي البنوك )1994 )Mester، .<br />

رابعا-‏ طريقة التوزيع احلر :)DFA(<br />

تطبق هذه الطريقة عندما تتوافر البيانات واملعطيات لأكرث من ‏سنة،‏ وتفرتض ‏أن<br />

اللكفاءة مستقرة عرب الزمن،‏ يف حني ‏أن الأخطاء العشوائية تتوسط عرب الفرتة نفسها،‏ ومبا<br />

‏أن ‏لضطراب العشوائي يتكون من عنرصين هما:‏ اللكفاءة واخلطاأ العشوائي،‏ فاإن متوسط<br />

‏لضطراب العشوائي ملجموعة من السنوات يعد مقياسا للكفاءة البنوك عرب كل ‏سنوات<br />

الفرتة 2005( )Mahaftha، .<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

‏◄◄دراسة الساعاتي والعصيمي )1995 ) .<br />

يف هذه الدراسة قُ‏ دِّرت دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية لعدد من البنوك<br />

الإسلمية والتقليدية،‏ حيث اشتملت عينة الدراسة على خمسة عرش بنكاً،‏ ‏ستة بنوك ‏إسلمية<br />

وأربعة خليجية وخمسة ‏سعودية.‏ وذلك لقياس وفورات احلجم والنطاق،‏ ومرونات الإحلل<br />

واملرونات السعرية للمدخلت يف تلك البنوك،‏ ومقارنتها فيما بينها،‏ واستخلص نتائجها<br />

‏لقتصادية،‏ وذلك يف الفرتة من 1983 ‏إىل 1990.<br />

ومن ‏أهم نتائج البحث هي ‏أن البنوك الإسلمية تتمتع بوفورات حجم موجبة بينما<br />

تتمتع ‏أغلب البنوك التقليدية بوفورات حجم ‏سالبة،‏ هذه الوفورات املوجبة تعطي البنوك<br />

الإسلمية ميزة يف خفض متوسط تكلفتها الكلية،‏ كلما توسعت يف ‏أعمالها وخدماتها<br />

املرصفية ‏إىل ‏أن يصل ‏إجمايل ‏أصول البنك ‏إىل نحو 556 مليون دولر،‏ مما يتيح لها حتى<br />

ذلك احلجم زيادة قدرتها على منافسة البنوك التقليدية ولستحواذ على حصة ‏أكرب من<br />

السوق.‏ كذلك ‏أظهرت النتائج ‏أن البنوك الإسلمية ل تتميز بتكاليف تكاملية ‏)أي تنعدم<br />

فيها وفورات النطاق(‏ ، وأن الأفضل لها من جهة التكاليف ‏أن تتخصص يف نوع معني من<br />

العقود؛ لأن كل عقد يتطلب مزيجاً‏ خمتلفاً‏ من املدخلت.‏<br />

64


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

65<br />

‏◄◄دراسة قريشي 2006( ) .<br />

يف هذه الدراسة جُ‏ مع بني ‏أدوات التحليل املايل وأدوات التحليل ‏لقتصادي،‏ وذلك<br />

بتحليل موؤرش هامش الربح كنسبة مالية بهدف قياس كفاءة ‏إدارة التكاليف،‏ وتقدير<br />

وفورات احلجم ووفورات النطاق للموؤسسات املرصفية اجلزائرية،‏ حيث تضم عينة الدراسة<br />

‏ستة بنوك جزائرية،‏ خمسة بنوك عمومية وهي:‏ البنك الوطني اجلزائري ،)BNA( والقرض<br />

الشعبي اجلزائري ،)CPA( وبنك الفلحة والتنمية الريفية ،)BADR( وبنك التنمية املحلية<br />

،)BDL( وبنك الصندوق الوطني للتوفري ولحتياط .)CNEP.B( وبنك مشرتك من حيث<br />

امللكية بني القطاع العام اجلزائري والقطاع اخلاص السعودي،‏ وهو بنك الربكة اجلزائري،‏<br />

وذلك يف الفرتة املمتدة من – 1994 2003.<br />

وأظهرت نتائج الدراسة ‏أن وفورات احلجم تنخفض،‏ كلما ارتفع حجم النشاط،‏ وتصبح<br />

‏سالبة ‏إذا زاد عن احلجم الأمثل،‏ وعليه فاإن منحنى التكلفة املتوسطة للبنوك اجلزائرية يف<br />

املدى الطويل ياأخذ ‏شكل احلرف الأجنبي U، ويف الأخري فاإن جميع البنوك اجلزائرية تتمتع<br />

بوفورات نطاق،‏ وبذلك تستطيع هذه البنوك التنويع يف منتجاتها.‏<br />

‏◄◄دراسة )2007( Kessy3.<br />

يف هذه الدراسة حُ‏ لِّلت العلقة بني القطاع املايل والنمو ‏لقتصادي يف ثلث دول<br />

من ‏رشق ‏إفريقيا وهي تنزانيا وكينيا وأوغندا يف الفرتة من ‎2005–1994‎م مع الرتكيز<br />

على القطاع البنكي.‏ حيث استخدم منوذج حتليل البيانات املغلفة )DEA( لقياس الكفاءة<br />

يف بنوك هذه الدول ومقارنة مستويات الكفاءة فيها،‏ ثم استخدام النتائج املتحصل عليها<br />

من حتليل الكفاءة لقياس ‏أهمية فعالية النظام املايل على النمو ‏لقتصادي لهذه الدول.‏<br />

وأظهرت نتائج هذه الدراسة ‏أن كفاءة البنوك ‏إحصائياً‏ كانت موجبة ومهمة لكل<br />

املتغريات املتعلقة بالنمو ‏لقتصادي ومعادلته.‏ ووجد ‏أيضاً‏ ‏أن توزيع القروض على<br />

القطاع اخلاص من البنوك التجارية له ‏أثر ايجابي على النمو ‏لقتصادي،‏ كما وجد ‏أن<br />

كفاءة البنوك التجارية هي على علقة ‏إيجابية مع متوسط ‏إنتاجية رأس املال ومتوسط<br />

‏لدخار،‏ وهذا ما يوؤثر ‏أيضاً‏ على النمو ‏لقتصادي.‏<br />

‏◄◄دراسة )2008( Omari.<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل اختبار كفاءة البنوك يف بعض الدول العربية،‏ وتتكون عينة<br />

الدراسة من بنوك يف الأردن والإمارات العربية املتحدة،‏ ولتحقيق ‏أهداف هذه الدراسة<br />

حصلنا على البيانات ذات العلقة من امليزانيات وبيانات الدخل للبنوك موضوع الدراسة،‏<br />

هذا وقد ‏أخذت حمددات ربحية البنك وكفاءته بعني ‏لعتبار ‏شاملة ‏أثر حجم البنك،‏ وقوة


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

السوق،‏ ودرجة رسملة البنك على كفاءته،‏ وقد استخدمت الدراسة التطبيقية الربجمة اخلطية<br />

)DEA( لقياس الكفاءة.‏<br />

استنتجت الدراسة باأن معدل درجات الكفاءة للبنوك قيد الدراسة يف كل من الأردن<br />

والإمارات العربية املتحدة متساوية تقريباً،‏ ‏إذ بلغت حوايل‎84‎ % ، واستنتجت الدراسة ‏أيضا<br />

‏أن البنوك كبرية احلجم ‏أكرث كفاءة من البنوك ‏صغرية احلجم،‏ وبناءً‏ على ذلك ‏شُ‏ جعت البنوك<br />

‏صغرية احلجم للستفادة من عمليات ‏لندماج ولستحواذ،‏ كما على بنوك املجموعة<br />

الفرعية يف كل بلد،‏ ويف كل البلدين القيام بالتنسيق وتبادل املعرفة للستفادة من ‏أداء<br />

بعضها بعضاً.‏<br />

‏◄◄دراسة )2009( Hussain5 Al-<br />

يعد هيكل احلوكمة املوؤسسية يف القطاع البنكي من املكونات الأساسية يف تعزيز<br />

كفاءة البنوك وأدائها،‏ وقد جاءت هذه الدراسة لتوضيح العلقة بني كفاءة هيكل احلوكمة<br />

املوؤسسية وأداء البنوك،‏ وذلك من خلل عينة تضم تسعة بنوك مدرجة يف السوق املايل<br />

السعودي يف الفرتة – 2004 2007، وذلك باستخدام منوذج حتليل البيانات املغلفة<br />

)DEA( والنسب املالية.‏<br />

وتوصلت الدراسة ‏إىل ‏أن هناك علقة قوية بني كفاءة هيكل احلوكمة املوؤسسية وأداء<br />

البنوك،‏ عند استخدام العائد على الأصول كمعيار للأداء،‏ ‏أما عند استخدام عائد السهم<br />

مقياساً‏ للأداء،‏ فاإن هناك علقة ايجابية ولكن ‏ضعيفة بني كفاءة هيكل احلوكمة املوؤسسية<br />

وأداء البنوك.‏<br />

منهجية الدراسة:‏<br />

للتاأكد من ‏صحة فرضيات الدراسة،‏ ولصعوبة احلصول على القوائم املالية لكل البنوك<br />

التي تعمل يف اجلزائر وعددها عرشون بنكاً‏ يف فرتة الدراسة،‏ ‏أُخذت عينة تتكون من ‏ستة<br />

بنوك وهي:‏ خمسة بنوك عمومية،‏ بنك الفلحة والتنمية الريفية )BADR( ، وبنك التنمية<br />

املحلية )BDL( ، والقرض الشعبي اجلزائري )CPA( ، والبنك اخلارجي اجلزائري )BEA( ،<br />

والبنك الوطني اجلزائري )BNA( ، وبنك ‏إسلمي خمتلط ذو ملكية جزائرية ‏سعودية،‏ وهو<br />

بنك الربكة اجلزائري )BARAKA( . ‏أما عن فرتة الدراسة فكانت من 2004 ‏إىل 2008 حيث<br />

يف 2003 عُ‏ دِّل قانون النقد والقرض لعام 1990، ‏إل ‏أنه مل تتوافر القوائم املالية للبنوك<br />

حمل الدراسة لسنة 2003، لذا كانت بداية الدراسة من 2004. وللوصول للأهداف التي<br />

ترمي ‏إليها هذه الدراسة،‏ اُستخدم ‏أسلوب التحليل القياسي لدراسة كفاءة البنوك اجلزائرية<br />

66


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

يف عينة الدراسة بتحليل منوذج حد التكلفة العشوائية الذي يعتمد على تقدير دالة التكاليف<br />

اللوغاريتمية املتسامية .Translog Cost function<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

تعتمد الدراسة على الفرضيات االآتية:‏<br />

● ‏●البنوك اجلزائرية كبرية احلجم لها قدرة ‏أكرب على التحكم يف تكاليفها،‏ والرفع<br />

من كفاءتها الإنتاجية.‏ وذلك من خلل حتقيقها لإمكانية الإحلل بني عنارص الإنتاج،‏<br />

وحتقيق مرونة طلب ‏سعرية للمدخلت.‏<br />

● ‏●تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات حجم تتيح لها مزيداً‏ من التوسع يف نشاطها.‏<br />

● ‏●تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات نطاق تتيح لها ‏إمكانية التنوع يف منتجاتها.‏<br />

منوذج الدراسة:‏<br />

وفقا لنموذج الدراسة حُ‏ ‏سب كل من مرونات الإحلل ومرونات الطلب السعرية ملدخلت<br />

البنك كموؤرشات للكفاءة الإنتاجية للبنك،‏ كما حُ‏ ‏سبت وفورات احلجم ملعرفة احلد الأدنى<br />

الكفء حلجم البنك،‏ وحُ‏ ‏سبت ‏أيضا وفورات النطاق للحكم على مقدرة البنوك اجلزائرية على<br />

التنويع يف منتجاتها.‏<br />

ويعتمد هذا النموذج على دالة التكاليف التي تربط نفقات البنك باملتغريات التي ‏أدت ‏إىل<br />

هذه النفقات،‏ وهي مستويات املخرجات وأسعار املدخلت )2007 Khan، )Qayyum and<br />

. ولدراسة الكفاءة وفقاً‏ لنموذج حد التكلفة العشوائية،‏ تُوازن التكاليف املخططة مع<br />

التكاليف الفعلية وفقاً‏ للمعادلة االآتية ‏)ساعد،‏‎2009‎‏(‏ :<br />

LnTCi = LnTC (Yi، Pi) + i ….. (1) i = 1…nε<br />

حيث ‏إن :TCi متثل التكاليف الكلية الفعلية للبنك i.<br />

Pi) : LnTC (Yi، هي دالة التكاليف اللوغاريتمية املتنباأ بها لعملية تخفيض التكلفة<br />

الكلية ‏إىل احلد الأدنى.‏<br />

67<br />

وبالتايل فاإن التكاليف الفعلية ل ميكن ‏أن تقل عن التكاليف املخططة،‏ والفرق بينهما<br />

يتمثل يف حد ‏لضطراب العشوائي ε i الذي ينقسم ‏إىل عنرصين Kolari،( Bos and<br />

: )2005<br />

ε i = Vi + Ui


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

U: ميثل اللكفاءة يف التكاليف،‏ ويعرب عن مقدار انحراف التكلفة الفعلية للبنك عن<br />

مستواها الأمثل،‏ ويفرتض ‏أنه يتبع التوزيع النصف الطبيعي .<br />

U ميثل اخلطاأ العشوائي وهو يخضع للتوزيع الطبيعي،‏ وهو مستقل عن V:<br />

ولتقدير املعادلة رقم )1( لبد من ‏صياغة ملئمة ملعادلة التكاليف حيث تعدُّ‏ طريقة<br />

Cobb- Douglas هي الأكرث استخداماً‏ يف حتليل احلد العشوائي،‏ وتكتب على النحو االآتي<br />

: )Allen and Liu، 2005(<br />

حيث:‏<br />

:TC متثل التكاليف الكلية.‏<br />

68<br />

i=1…n و i متثل املخرجة :Yi<br />

j=1…m و j متثل ‏سعر املدخلة :Pj<br />

γ<br />

،β ،α i ، β j<br />

، αj<br />

i ، α 0<br />

= γ ، β = β ،<br />

i j j i j j α = i j α j حيث:‏ i<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

γ i j هي معاملت متغريات دالة التكاليف،‏<br />

وتعرَّف دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية،‏ باأنها الدالة التي جتسد منوذج<br />

تخفيض التكلفة الكلية ‏إىل احلد الأدنى،‏ كما تتميز هذه الدالة بخصائص تتلءم وطبيعة<br />

النشاط املرصيف،‏ فهي مرنة تسمح بتعدد املدخلت واملخرجات ول تضع قيوداً‏ على<br />

مرونات الإحلل ووفورات احلجم ووفورات النطاق،‏ كما يجب اأن يتوافر يف هذه الدالة<br />

اخلصائص االآتية ‏)الساعاتي والعصيمي،‏‎1995‎‏(‏ :<br />

‏أن تكون متجانسة من الدرجة الأوىل يف ‏أسعار املدخلت.‏<br />

‏أن تكون متزايدة يف املخرجات وأسعار املدخلت<br />

وبفرض هذه القيود نحصل على دالة تكاليف دنيا لكل مستوى من الإنتاج،‏ ويرتتب<br />

على الرشط الأول ما ياأتي:‏<br />

∑<br />

m<br />

j<br />

β<br />

j<br />

m<br />

= 1 ∑ = 0 ∑<br />

,<br />

j<br />

β<br />

ij<br />

,<br />

m<br />

j<br />

γ<br />

ij<br />

= 0


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وبالعتماد على قاعدة ‏شيفرد Lemma( )Shephard ، ميكن اشتقاق دوال مشاركة<br />

عنارص الإنتاج يف الدالة الكلية،‏ ويتم ذلك باشتقاق دالة التكاليف الكلية )TC( بالنسبة<br />

لسعر كل عنرص من عنارص الإنتاج،‏ حيث ‏إن حصة ‏أو مشاركة املدخلة j يف التكاليف<br />

الكلية هي )Sj( وتكتب باملعادلة التالية 2005( Liu، )Allen and :<br />

كما ميكن استخلص مرونة الإحلل بني عنارص الإنتاج وحسابها،‏ ومرونة الطلب<br />

السعرية لهذه العنارص من دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية ودوال مشاركة عنارص<br />

الإنتاج وفق ما برهن عليه (Uzawa1962( ،)Allen (1938 ويكون باملعادلة الآتية<br />

‏)الساعاتي والعصيمي،‏‎1995‎‏(‏ :<br />

‏مرونة االإحالل بني عنارص االإنتاج:‏<br />

j ≠ i<br />

<br />

مرونة الطلب السعرية:‏<br />

كما ميكن قياس كفاءة وفورات احلجم وكفاءة وفورات النطاق من خلل دالة التكاليف<br />

اللوغاريتمية املتسامية وذلك على النحو الآتي:‏<br />

كفاءة وفورات احلجم:‏<br />

وتقاس مبقلوب مرونة التكاليف التي حتسب باشتقاق معادلة التكاليف الكلية<br />

بالنسبة ملستويات الإنتاج،‏ وبالتايل فاإن كفاءة احلجم تعطى بالعلقة الآتية<br />

: )Allen and Liu،2005(<br />

69


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú‏إذا كانت 1W ‏أي هناك انخفاض يعود للحجم،‏ وبالتايل وفورات احلجم ‏سالبة.‏<br />

Ú‏إذا كانت 1=w ‏أي هناك ثبات يرجع للحجم،‏ وبالتايل وفورات احلجم معدومة،‏<br />

ويف هذه احلالة ميكن حتديد احلجم الأمثل.‏<br />

كفاءة وفورات النطاق:‏<br />

تُقاس وفورات النطاق للمنتجني Yi و Yj من دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية<br />

بحساب تكامل التكاليف للمنتجني الإثنني ‏)املشتقة الثانية لدالة التكاليف بالنسبة ل Yi و<br />

، Yj ويتحقق ذلك من خلل العلقة الآتية ‏)الساعاتي والعصيمي،‏ 1995( :<br />

وباشتقاق املعادلة )2( نحصل على:‏<br />

وعليه،‏ فان وفورات النطاق تعتمد على ‏إشارة املقدار الذي بني الأقواس التي تتحدد<br />

بالقيمة:‏<br />

حيث α i معاملت املنتج Yi و α j معاملت j املنتج α i ،Yj املعاملت املشرتكة<br />

α<br />

α<br />

j<br />

α<br />

i j<br />

i<br />

+<br />

بني Yi و Yj ‏،وتوجد وفورات النطاق يف حال ما ‏إذا كانت قيمة اقل من الصفر.‏<br />

متغريات النموذج:‏<br />

70<br />

α<br />

α<br />

+<br />

i j<br />

α<br />

i j<br />

حُ‏ دِّدت متغريات النموذج الأساسية وفق البيانات النقدية الواردة يف ميزانيات


71<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

حسابات نتائج البنوك وجداولها حمل الدراسة،‏ والتي متثلت يف املتغريات االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎املتغري 1 التابع:‏<br />

وميثل التكاليف الكلية للبنك،‏ ويرمز له بالرمز )TC( ، ومتثل املصاريف التي يتحملها<br />

البنك من ‏أجل قيامه بالعملية الإنتاجية،‏ وحتُ‏ دَّد عن طريق جمع بنود جدول حسابات<br />

النتائج الآتية:‏<br />

. أمصاريف الفوائد واملصاريف املماثلة.‏<br />

‏.بمصاريف املستخدمني.‏<br />

‏.تخمصصات ‏لهتلك واملوؤونات للأصول الثابتة.‏<br />

‏.‏‎2‎املتغريات 2 املستقلة:‏<br />

وتتمثل يف خمرجتني وثلثة ‏أسعار للمدخلت،‏ وهي على التوايل:‏<br />

القروض:‏ وهي املخرجة الأوىل،‏ ويرمز لها بالرمز (<br />

الإجمالية التي مينحها البنك للعملء واملوؤسسات املالية.‏<br />

Y 1<br />

. أ ) ، ومتثل القروض<br />

‏لستثمارات الأخرى:‏ وهي املخرجة الثانية،‏ ويرمز لها بالرمز (<br />

‏لستثمارات الأخرى بخلف القروض.‏<br />

Y 2<br />

‏.ب ) ، ومتثل<br />

‏.تسعر العمل:‏ وهو ‏سعر املدخلة الأوىل ‏)العمل(‏ ، ويرمز له بالرمز ( ) ، وميثل<br />

P1<br />

متوسط ‏أجر العامل يف البنك وحتُ‏ دَّد بقسمة مصاريف املستخدمني على عدد عمال البنك.‏<br />

‏.ثسعر رأس املال العيني:‏ وهو ‏سعر املدخلة الثانية ‏)رأس املال الثابت(‏ ، ويرمز له<br />

بالرمز ( 2 P( ، ويتمثل يف قيمة اهتلك الأموال الثابتة املادية واملعنوية،‏ ويُحدَّد بقسمة<br />

خمصصات ‏لهتلك واملوؤونات للأصول الثابتة املادية واملعنوية على ‏لصول الثابتة<br />

املادية واملعنوية.‏<br />

‏.جسعر رأس املال النقدي:‏ وهو ‏سعر املدخلة الثالثة ‏)رأس املال النقدي(‏ ويرمز له<br />

بالرمز ( 3 P( ، وميثل تكلفة املوارد املالية املتمثلة يف تكلفة الودائع والديون على البنك.‏<br />

طريقة التقدير:‏<br />

‏إن عدد املعاملت املراد تقديرها يف دالة التكاليف اللوغاريتمية هو خمسة عرش<br />

معاملً،‏ لذا فاإنه يتعذر استخدام بيانات كل بنك ‏أو جمموعة من البنوك على حدة،‏ والأسلوب<br />

املستخدم يف هذا البحث هو جمع البيانات املقطعية جلميع البنوك مع بيانات السلسل<br />

الزمنية لكل بنك.‏ ومن السهل استخدام طريقة املربعات الصغرى لتقدير معاملت دالة


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

التكاليف املتسامية اللوغاريتمية،‏ ولكن يعاب على هذه الطريقة ‏إهمالها ملعلومات ‏إضافية<br />

موجودة يف دوال مشاركة املدخلت،‏ وحيث ‏إن عدد املتغريات املستقلة كبري،‏ فاإنه يتوقع<br />

ظهور مشكلة ‏لرتباط اخلطي املتعدد يف طريقة املربعات الصغرى،‏ والطريقة الأخرى<br />

املستخدمة يف بعض الدراسات هي تقدير دوال املشاركة كمجموعة من املعادلت،‏ وإذا<br />

كانت هذه الطريقة مقبولة يف بعض الدراسات،‏ فاإنها غري ‏صاحلة لهذه الدراسة؛ لأن دالة<br />

التكاليف فيها معاملت مهمة لتقدير وفورات احلجم والنطاق،‏ فاستبعاد دالة التكاليف ل<br />

يتيح تقدير هذه الوفورات ‏)الساعاتي والعصيمي،‏ 1995( .<br />

لذا قُ‏ دِّرت دالة التكاليف اللوغارمتية املتسامية للبنوك حمل الدراسة،‏ وذلك باستخدام<br />

طريقة ‏لنحدار غري املرتبط ظاهريا Regression( )The Seemingly Unrelated ويرمز<br />

لها بالرمز ،SUR وتعرف هذه الطريقة بالنحدار املتنوع ‏أو طريقة زلرن ،Zellner وتطبق<br />

هذه الطريقة على جمموعة من املعادلت،‏ كل معادلة لها متغري تابع ‏)داخلي(‏ ومتغريات<br />

مستقلة ‏)خارجية(‏ حيث متغرياتها الداخلية ل تعتمد على بعضها بعضاً‏ مبا يوحي ‏أنها غري<br />

مرتبطة بالفعل،‏ وإذا كانت كذلك ‏أي يوجد ارتباط بينها فاإن مقدرات طريقة ‏لنحدار غري<br />

املرتبطة ظاهرياً‏ هي الأكرث كفاءة؛ لأنها تعتمد على التكرار يف عملية تقدير املعاملت،‏<br />

ويف كل تكرار حتوَّل املعادلت لنزع ‏لرتباط وتقليصه ‏إىل ‏أن تصل عملية التقدير ‏إىل<br />

نقطة ‏لستقرار،‏ ‏أو ما يعرف ب Convergence ‏)قريشي،‏ 2006( .<br />

ووفقا لهذه الطريقة تُقدر دالة التكاليف ودوال املشاركة كمجموعة من املعادلت،‏<br />

لأن ذلك يزيد من درجات احلرية بدون زيادة املعاملت املقدرة،‏ حيث ‏إن جمموع نسبة<br />

مشاركة املدخلت يف التكاليف الكلية يساوي بالرضورة الواحد الصحيح،‏ فيجب ‏إسقاط<br />

‏إحدى معادلت مشاركة املدخلت،‏ لذا فاإننا ‏سنستخدم يف هذه الدراسة دالة التكاليف،‏<br />

ودالة مشاركة العمل،‏ ودالة مشاركة رأس املال العيني كمجموعة من املعادلت لتقدير<br />

معاملت الدوال ‏)الساعاتي والعصيمي،‏ 1995( ، ولتقدير هذه املعاملت استخدم برنامج<br />

.SPSS<br />

بعد حتديد متغريات النموذج تعاد ‏صياغة املعادلة بغرض قيد التجانس اخلطي<br />

لأسعار املدخلت،‏ وذلك باستخدام ‏آخر ‏سعر للمدخلت ‏)ساعد،‏ 2009( .<br />

Ln TC = α 0 + α 1 lnY1 + α 2 lnY2 + β 1 (lnP1 – lnP3) + β 2 (lnP2<br />

– lnP3) + ½ α 11 (lnY1) 2 + ½ α 22 (lnY2) 2+ α 12 (lnY1) (lnY2) + ½ β 11<br />

(lnP1 – lnP3) 2+ β 12 (lnP1 – lnP3) (lnP2 – lnP3) + ½ β 22 (lnP2 – lnP3) 2+<br />

γ 11 (lnP1 – lnP3) lnY1 + γ 12 (lnP2 – lnP3) lnY1<br />

+ γ 21 (lnP1 – lnP3) lnY2 + γ 22 (lnP2 – lnP3) lnY2 (8)<br />

72


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

و منه نستطيع حساب دوال املشاركة كما ياأتي:‏<br />

S1 = β 1 + β 11 (lnP1 – lnP3) + β 12 (lnP2 – lnP3) + γ 11 lnY1 +<br />

γ 21<br />

lnY2 (9)<br />

S2 = β 2 + β 12 (lnP1 – lnP3) + β 22 (lnP2 – lnP3) + γ 12 lnY1 + γ 22<br />

lnY2 (10)<br />

S3 = (1 – β 1 – β 2) – ( β 11 + β 12) (lnP1 – lnP3) - ( β 12 + β 22) (lnP2<br />

– lnP3) – (γ 11 + γ 12) lnY1- ( γ 21 + γ 22) lnY2 (11)<br />

‏أما وفورات احلجم )W( التي هي مقلوب مرونة التكاليف )M( التي حتسب باملعادلة<br />

الآتية بعد تعويض متغريات النموذج:‏<br />

W = [<br />

+<br />

α +<br />

1 α<br />

α +<br />

2 α 22<br />

73<br />

عرض نتائج الدراسة وحتليلها:‏<br />

نتائج تقدير النموذج:‏<br />

نستخدم يف تقدير النموذج طريقة ‏لنحدار غري املرتبط ظاهرياً‏ Zellner السابقة<br />

الذكر،‏ ولتقدير املعادلت الواردة بالنموذج،‏ اُستخدم الربنامج الإحصائي SPSS لتطبيق<br />

وحتليل ‏لنحدار املتعدد الذي ‏أعطى النتائج التي ميكن تلخيصها كالآتي:‏<br />

(C1) Constant 0<br />

(C2) lny 1 1<br />

(C3) lny 2 2<br />

Variable<br />

(C4) lnP 1 - lnP 3 1<br />

(C5) lnP 2 - lnP 3 2<br />

(C6) lny 1 lny 1 11<br />

(C7) lny 2 lny 2 22<br />

(C8) lny 1 lny 2 12<br />

(C9) (lnP 1 - lnP 3 ) 2 11<br />

(C10) (lnP 2 - lnP 3 ) 2 22<br />

Ln Y +<br />

1 α<br />

Y +<br />

2 α 12<br />

11<br />

Ln<br />

12<br />

Ln Y 2<br />

Y 1 γ<br />

Ln +<br />

+<br />

γ<br />

21<br />

11<br />

الجدول )1(<br />

المعامات المقدرة للنموذج<br />

Coefficient<br />

18.5262<br />

- 3.6365<br />

2.0524<br />

0.6935<br />

0.3658<br />

0.9512<br />

0.1010<br />

- 0.1962<br />

0.0754<br />

0.0265<br />

Ln P +<br />

1 γ<br />

P +<br />

1 γ<br />

Ln<br />

22<br />

Ln P +<br />

2 γ<br />

P +<br />

2 γ<br />

12<br />

Ln<br />

Estimate Std.Error<br />

4.3629<br />

1.0232<br />

0.5691<br />

0.3650<br />

0.2024<br />

0.3352<br />

0.3542<br />

0.0985<br />

0.1020<br />

0.1152<br />

23<br />

13<br />

P<br />

P<br />

Ln<br />

Ln ]<br />

3<br />

−1<br />

3<br />

..............(12 )<br />

t .Statistic<br />

3.9482<br />

- 2.1699<br />

2.7252<br />

4.5269<br />

5.2365<br />

2.1164<br />

1.1852<br />

- 2.1523<br />

8.3632<br />

5.1956<br />

Prob<br />

0.0000<br />

0.0112<br />

0.0003<br />

0.0000<br />

0.0000<br />

0.0015<br />

0.0882<br />

0.0019<br />

0.0000<br />

0.0000


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

Variable<br />

Coefficient<br />

Estimate Std.Error<br />

t .Statistic<br />

Prob<br />

(C11) (lnP 1 - lnP 3 ) (lnP 2 - lnP 3 ) 12 0.0104 0.1061 2.0452 0.0135<br />

(C12) (lnP 1 - lnP 3 ) ly 1 11<br />

- 0.1032 0.1420 - 3.6892 0.0001<br />

(C13) (lnP 2 - lnP 3 ) ly 1 12 - 0.0125 0.1052 - 4.6542 0.0000<br />

(C14) (lnP 1 - lnP 3 ) ly 2 21<br />

0.0142 0.8621 4.1421 0.0000<br />

(C15) (lnP 2 - lnP 3 ) ly 2 22<br />

0.0102 0.6542 3.0546 0.0000<br />

<br />

<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثة باستخدام بيانات البنوك في الملحق رقم )01( و البرنامج اإلحصائي<br />

. SPSS<br />

( ) : تعني ذات داللة إحصائية عند %5 أو أقل.‏<br />

كما تظهرت النتائج ما ياأتي:‏<br />

‏أن قيمة ( 2 R( مرتفعة،‏ فقد بلغت 0.91 لدالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية،‏<br />

و‎0.62‎ لدالة مشاركة العمل،‏ و‎0.85‎ لدالة مشاركة رأس املال الثابت،‏ فهذا يدل على ‏أن هناك<br />

ارتباطاً‏ قوياً‏ بني املتغريات املستقلة واملتغري التابع،‏ فمثل يف دالة التكاليف اللوغاريتمية<br />

املتسامية تشري النتائج ‏إىل ‏أن )%91( من التغري يف التكاليف يفرسه التغري يف املتغريات<br />

املستقلة ‏)املخرجات وأسعار املدخلت(‏ ، والباقي )%9( يفرسه اخلطاأ العشوائي.‏<br />

‏إحصائية )t( عند مستوى املعنوية )0.05 ) تظهر ‏أن معظم معاملت النموذج<br />

املشار ‏إليها ب )*( لها دللة ‏إحصائية،‏ حيث ‏إن القيم املحتسبة ‏أكرب من القيمة )2( والقيم<br />

‏لحتمالية املقابلة لها ‏أقل من مستوى املعنوية )0.05( ، وبالتايل فهي مقبولة ‏إحصائياً‏<br />

كما ‏أن لها دللة اقتصادية؛ لأنها ل تساوي الصفر،‏ ما عدا املعامل )2 α( ‏أو )C7( ليس له<br />

دللة ‏إحصائية عند مستوى املعنوية )0.05( ؛ لأن قيمته ‏أقل من )2( ، وقيمته ‏لحتمالية<br />

تفوق مستوى املعنوية لكن ل ميكن استبعاده من النموذج؛ لأن له دللة ‏إحصائية ‏إذا ما<br />

‏أخذنا نسبة )%10( كقيمة معنوية.‏<br />

من خلل قيمة ( 2 R( والإحصائية )t( نستطيع ‏أن نقول ‏إن املعاملت املقدرة<br />

للنموذج<br />

ميكن ‏لستناد عليها لبناء استنتاجات اقتصادية وحتليلية مقبولة.‏<br />

استخدام نتائج عملية التقدير يف قياس كفاءة البنوك اجلزائرية:‏<br />

قبل قياس ‏أنواع الكفاءة املرصفية للبنوك اجلزائرية من خلل تطبيق دالة التكاليف<br />

اللوغاريتمية املتسامية،‏ يجب ‏أن نذكر ‏أن هذه البنوك تختلف من حيث حجم ‏أصولها<br />

74


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وتتنوع،‏ حيث ميكن تقسيمها ‏إىل بنوك ‏صغرية احلجم،‏ وهي التي مل يبلغ متوسط حجم<br />

القروض ولستثمارات الأخرى فيها مبلغ 150000 مليون دينار جزائري وبنوك كبرية<br />

احلجم،‏ وهي التي جتاوز متوسط حجم القروض ولستثمارات الأخرى هذا املبلغ نفسه،‏<br />

وحُ‏ دِّد هذا املبلغ بناءً‏ على الدراسات السابقة،‏ وبالتحديد دراسة قريشي )2006( ، مع الأخذ<br />

بعني ‏لعتبار اختلف فرتة الدراسة والآثار التضخمية.‏<br />

BARAKA<br />

34909<br />

الجدول )2(<br />

املتوسط<br />

متوسط حجم األصول ‏)القروض واالستثمارات األخرى(‏<br />

الوحدة:‏ مليون دينار جزائري.‏<br />

BNA BEA CPA BDL BADR<br />

549543 1313426 366809 128530 332482<br />

Y<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثة استناداً‏ لقيم متوسط القروض واالستثمارات األخرى.‏<br />

ووفقا ملا ‏سبق ولنتائج اجلدول جند اأن:‏<br />

‏البنوك الكبرية احلجم هي:‏ بنك الفلحة والتنمية الريفية ، BADR والقرض الشعبي<br />

اجلزائري ،CPA والبنك الوطني اجلزائري ،BNA والبنك اخلارجي اجلزائري .BEA<br />

75<br />

<br />

‏البنوك الصغرية احلجم:‏ بنك التنمية املحلية ،BDL وبنك الربكة اجلزائري . BARAKA<br />

1- قياس مرونات اإلحالل ومرونات الطلب السعرية:‏<br />

نحاول فيما ياأتي عرض نتائج قياس مرونات الإحلل ومرونات الطلب السعرية<br />

لعوامل الإنتاج وتلخيصها،‏ وحماولة تفسري هذه النتائج،‏ وذلك مبقارنتها بواقع املوؤسسات<br />

املرصفية حمل الدراسة،‏ وكانت البداية مبرونات الإحلل،‏ ثم مرونات الطلب السعرية.‏<br />

1 1- قياس مرونات اإلحالل:‏<br />

تقيس مرونات الإحلل درجة الإحلل بني اثنني من مدخلت الإنتاج،‏ فاإذا كانت<br />

مرونة الإحلل موجبة دل ذلك على ‏إمكانية الإحلل بني املدخلني،‏ ‏أما ‏إذا كانت ‏سالبة،‏<br />

فيدل ذلك على ‏أن املدخلني متكاملن ‏)الساعاتي والعصيمي،‏ 1995( .<br />

وقيست مرونة الإحلل بني عنارص الإنتاج عن طريق تطبيق املعادلة )4( يف الفصل<br />

اخلامس بعد حساب قيم )S1( و )S2( و )S3( ، وذلك باستخدام املعاملت املقدرة يف<br />

النموذج الإحصائي وتطبيق املعادلت )9( )10( )11( يف الفصل نفسه،‏ وطُ‏ بِّق ذلك على<br />

جميع املشاهدات؛ ‏أي جميع السنوات لكل بنك،‏ ثم اُحتسب متوسط املرونة لكل بنك،‏ ‏أي<br />

جمموع املرونات مقسوماً‏ على خمسة ‏سنوات.‏


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

الجدول )3(<br />

مرونات اإلحال<br />

BARAKA<br />

BNA<br />

BEA<br />

CPA<br />

BDL<br />

BADR<br />

متوسط مرونات االإحالل<br />

1.06<br />

1.09<br />

1.09<br />

1.08<br />

1.08<br />

مرونة االإحالل بني العمل وراأس املال الثابت 1.09<br />

0.04 -<br />

0.10<br />

0.08<br />

0.05<br />

0.09<br />

مرونة االإحالل بني العمل وراأس املال النقدي 0.10<br />

0.51<br />

0.68<br />

0.70<br />

0.64<br />

0.64<br />

مرونة االإحالل بني راأس املال الثابت وراأس املال النقدي 0.68<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثة باالعتماد على نتائج عملية التقدير والمعادلة رقم )4( وباستخدام برنامج<br />

.EXCEL<br />

وميكن ‏رشح العالقة بني عنارص االإنتاج الثالثة يف النقاط االآتية:‏<br />

مرونة الإحلل بني العمل ورأس املال الثابت:‏<br />

76<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

يبني السطر الأول يف اجلدول )3( ‏أن مرونة الإحلل بني عنرص العمل وبني عنرص<br />

رأس املال الثابت هي موجبة بالنسبة لكل من:‏ بنك الفلحة والتنمية الريفية ،BDRR وبنك<br />

التنمية املحلية ،BDL والقرض الشعبي اجلزائري ،CPA والبنك اخلارجي اجلزائري ،BEA<br />

والبنك الوطني اجلزائري ،BNA وبنك الربكة اجلزائري ،BARAKA كما ‏أن قيمتها متقاربة<br />

جداً‏ وهي ترتاوح بني 1.06 و 1.09.<br />

ومنه جند ‏أن العمل ورأس املال الثابت هما عنرصان بديلن للبنوك التي تعدُّ‏ كبرية<br />

من حيث احلجم،‏ وأيضاً‏ بالنسبة للبنوك ‏صغرية احلجم،‏ وميكن تفسري هذه النتيجة،‏ خاصة<br />

فيما يتعلق بتقارب قيم مرونة الإحلل بغض النظر عن حجم البنك ‏إىل تبني البنوك<br />

اجلزائرية للنهج القائم على ‏لستغناء عن جزء من العمالة وتعويضه باأصول وجتهيزات<br />

وبرامج حاسوب،‏ وغريها من عنارص رأس املال الثابت وذلك لتقليل التكاليف.‏<br />

مرونة الإحلل بني العمل ورأس املال النقدي:‏<br />

‏أما بالنسبة ملرونة الإحلل بني العمل ورأس املال النقدي،‏ فقد ‏أظهرت خمسة بنوك<br />

‏إمكانية الإحلل بينهما،‏ وهذا يدل على ‏أن زيادة حجم رأس املال النقدي ل يستوجب<br />

بالرضورة زيادة حجم العمالة،‏ بل قد يوؤدي ‏إىل انخفاض العمالة نتيجة ‏لجتاه لزيادة<br />

‏أجهزة الإعلم الآيل،‏ وغريها من الأجهزة لزيادة الكفاءة الإنتاجية،‏ ‏إل ‏أنه من امللحظ<br />

‏أن قيم هذه املرونة منخفضة جداً،‏ حيث ترتاوح بني 0.05 و 0.10 يف البنوك الآتية:‏ بنك<br />

الفلحة و التنمية الريفية ،BADR وبنك التنمية املحلية ،BDL والقرض الشعبي اجلزائري<br />

،CPA والبنك اخلارجي اجلزائري ،BEA والبنك الوطني اجلزائري ،BNA ‏أما بالنسبة لبنك<br />

الربكة اجلزائري BARAKA فمرونة الإحلل بالنسبة له ‏سالبة،‏ مما يعني ‏أن عنرصي العمل


77<br />

Ú<br />

Ú<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

ورأس املال النقدي هما عنرصان متكاملن حيث ‏إن حجم الأصول بالنسبة لهذا البنك ل<br />

تتيح له ‏لستغناء عن العمل بزيادة رأس املال النقدي ‏)الودائع واملوارد املالية(‏ ، بل ‏إن<br />

زيادة رأس املال النقدي قد يتطلب مزيداً‏ من العمل.‏<br />

مرونة الإحلل بني رأس املال الثابت ورأس املال النقدي:‏<br />

وأظهرت هذه الدراسة من خلل اجلدول )3( ‏إمكانية الإحلل بني رأس املال<br />

الثابت ورأس املال النقدي يف جميع البنوك حمل الدراسة،‏ وهذا يدل ‏أن العلقة بينهما<br />

ليست تكاملية،‏ وإمنا ميكن زيادة رأس املال النقدي دون احلاجة ‏إىل زيادة التجهيزات<br />

الرأسمالية.‏<br />

2 1- قياس مرونة الطلب السعرية:‏<br />

وقد حُ‏ ‏سبت مرونة الطلب السعرية ملدخلت البنوك حمل الدراسة عن طريق تطبيق<br />

املعادلة )5( واجلدول )4( يبني متوسط مرونات الطلب السعرية ملدخلت البنوك:‏<br />

متوسط مرونة الطلب السعرية<br />

العمل<br />

راأس املال الثابت ‏)العيني(‏<br />

راأس املال النقدي<br />

الجدول )4(<br />

BADR<br />

مرونة الطلب السعرية<br />

BARAKA<br />

0.40 -<br />

0.55 -<br />

0.18 -<br />

BNA<br />

0.45 -<br />

0.55 -<br />

0.29 -<br />

BEA<br />

0.45 -<br />

0.54 -<br />

0.29 -<br />

CPA<br />

0.44 -<br />

0.54 -<br />

0.27 -<br />

BDL<br />

0.43 -<br />

0.55 -<br />

0.27 -<br />

0.44 -<br />

0.55 -<br />

0.29 -<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثة باالعتماد على نتائج عملية التقدير والمعادلة رقم )5( وباستخدام البرنامج<br />

.EXCEL<br />

تقيس مرونة الطلب السعرية مدى استجابة الكمية املطلوبة من املدخلت للتغري<br />

البسيط يف ‏سعر هذه املدخلت ‏)الساعاتي والعصيمي،‏ 1995( . ويتضح من اجلدول )4(<br />

‏أن الطلب على جميع املدخلت هو طلب غري مرن؛ مبعنى ‏أنه ‏إذا ارتفع ‏سعر املدخلت فاإن<br />

الطلب عليها ل يقل،‏ وهو ما يعني ‏أهمية هذه املدخلت يف العملية البنكية.‏<br />

كما ميكن توضيح عنارص الإنتاج وترتيبها من حيث الأهمية بالنسبة لكل بنك،‏ وذلك<br />

اعتماداً‏ على درجات مرونة الطلب السعرية،‏ فكلما قلت درجات املرونة،‏ كلما زادت ‏أهمية<br />

ذلك العنرص ‏)القريشي،‏ 2006( ، وعليه ‏سيكون ترتيب العنارص من حيث الأهمية على<br />

النحو الآتي:‏ رأس املال النقدي يف املرتبة الأوىل بالنسبة جلميع البنوك،‏ وياأتي العمل يف<br />

املرتبة الثانية بالنسبة جلميع البنوك ‏أيضاً،‏ ويف الأخري جند رأس املال الثابت يف املرتبة<br />

الثالثة وجلميع البنوك ‏أيضاً.‏


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

2- قياس وفورات احلجم:‏<br />

تقيس وفورات احلجم مقدار التغري يف التكاليف عندما تتغري مستويات الناجت النهائي<br />

للبنك،‏ ويتحدد احلجم الأمثل عند ‏أدنى نقطة من منحنى التكاليف املتوسطة،‏ وإن معرفة<br />

احلجم الأمثل ترشد البنك ‏إىل ‏رضورة التوسع يف الإنتاج،‏ طاملاً‏ كانت التكاليف متناقصة<br />

‏)الساعاتي والعصيمي،‏ 1995( .<br />

ولقياس وفورات احلجم اُعتمد على املعادلة )12( يف قياس مرونة التكاليف واملعطاة<br />

نتائجها يف الصف الأول من اجلدول )5( ، ‏أما بالنسبة لوفورات احلجم فهي متثل مقلوب<br />

مرونة التكاليف واملعطاة نتائجها يف الصف الثاين من اجلدول نفسه،‏ وتعرب هذه النتائج<br />

عن متوسط املرونة ومتوسط وفورات احلجم لكل بنك عرب فرتة الدراسة،‏ وذلك لغرض<br />

املقارنة.‏<br />

جدول )5(<br />

وفورات الحجم<br />

BARAKA<br />

BNA<br />

BEA<br />

CPA<br />

BDL<br />

BADR<br />

متوسط<br />

1.33<br />

2.12<br />

2.30<br />

1.85<br />

1.69<br />

2.02<br />

مرونة التكاليف )M(<br />

0.75<br />

0.47<br />

0.44<br />

0.54<br />

0.59<br />

0.49<br />

وفورات احلجم )W(<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثة باعتماد نتائج عملية التقدير و المعادلة رقم )12( وبرنامج .Excel<br />

يتضح من اجلدول ‏أن البنوك الستة حققت درجات مرونة تكاليف ‏أكرب من الواحد<br />

الصحيح،‏ ومعنى ذلك ‏أنه ‏إذا تغري حجم النشاط يف البنك بنسبة معينة،‏ فاإن التكاليف تتغري<br />

بنسبة ‏أكرب ‏أي ‏أن هذه البنوك تعرف حالة تناقص غلة احلجم التي يرتتب عنها وفورات<br />

حجم ‏سالبة،‏ ‏أي ‏أن درجات وفورات احلجم تكون ‏أقل من الواحد الصحيح،‏ وهو ما يوؤكده<br />

السطر الثاين من اجلدول )5( .<br />

ومن هذا اجلدول لوحظ ‏أيضاً‏ ‏أن وفورات احلجم تتزايد كلما ‏صغر حجم البنك،‏ حيث<br />

‏إن وفورات احلجم عند كل من بنك الربكة اجلزائري BARAKA و بنك التنمية املحلية BDL<br />

‏أكرب منها يف البنوك الأخرى.‏ وباعتبار ‏أن وفورات احلجم موؤرشات للكفاءة يف التكاليف،‏<br />

فاإننا نستطيع القول ‏إن البنوك اجلزائرية الستة حمل الدراسة تتميز باللكفاءة يف ‏إدارة<br />

التكاليف؛ لأنها حققت درجات ‏أقل من الواحد الصحيح يف وفورات احلجم.‏ وبذلك تكون<br />

قدجتاوزت احلد الأدنى الكفء الذي يكون ‏أدنى نقطة يف منحنى التكاليف املتوسطة،‏ وعليه<br />

فاإننا ل نستطيع حتديد احلجم الأمثل لهذه البنوك.‏<br />

78


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

3- قياس وفورات النطاق:‏<br />

لقياس وفورات النطاق ‏أهمية كبرية بالنسبة للبنوك،‏ وعن طريقها تستطيع البنوك<br />

اتخاذ قرارات التنويع يف ‏أنشطتها،‏ ونقول عن بنك ‏إنه يتمتع بوفورات نطاق ‏إذا كانت تكلفة<br />

‏إنتاج منتجاتها معاً‏ ‏أقل من جمموع تكلفة ‏إنتاج كل منتج على حده ‏)قريشي،‏ 2006( .<br />

وتقاس وفورات النطاق بتطبيق املعادلة )7( ، فاإذا كانت القيمة ‏أقل من الصفر،‏ فاإن<br />

البنوك تتمتع بوفورات نطاق ‏أما ‏إذا كانت ‏أكرب ‏أو تساوي الصفر،‏ فاإنها ل تتمتع بوفورات<br />

+<br />

نطاق وبشكل عام وملعرفة ‏إشارة وفورات النطاق حسبنا القيمة i<br />

ووجدناها تساوي )-7.659( ، وهو ما يعني ‏أن البنوك يف عينة الدراسة تتوافر على<br />

وفورات النطاق،‏ بعبارة ‏أخرى تعد تكلفة ‏إنتاج القروض ولستثمارات الأخرى معاً‏ يف<br />

عينة الدراسة ‏أقل من تكلفة التخصص يف ‏إنتاج القروض وإنتاج ‏لستثمارات الأخرى كل<br />

على حدة.‏<br />

α<br />

α<br />

j<br />

α<br />

i j<br />

●<br />

وهو ما يسمح للبنوك اجلزائرية من التوسع يف نطاق ‏أعمالها،‏ ورفع جمال عملياتها<br />

حيث حتقق بذلك ادخار على مستوى التكاليف من خلل عملية التنويع يف املنتجات<br />

واخلدمات املقدمة،‏ كما ميكنها التوسع يف هذا املجال،‏ لأن التنويع يف النشاط املرصيف<br />

يعد عملية حديثة يف البنوك اجلزائرية،‏ حيث مل يكن مسموحاً‏ لها القيام بجميع العمليات<br />

املرصفية وفقا ملبدأ التخصص املرصيف،‏ ‏إل ‏أن الإسلحات التي عرفها النظام الرصيف<br />

اجلزائري ‏ألغت هذا املبدأ.‏<br />

مقاربة نتائج الدراسة مع فرضيات البحث:‏<br />

من خلل قياس كفاءة البنوك اجلزائرية بناءً‏ على تقدير دالة التكاليف اللوغاريتمية<br />

املتسامية،‏ ومن خلل حجم عينة الدراسة،‏ قمنا مبقاربة نتائج الدراسة مع فرضيات<br />

البحث وذلك كما ياأتي:‏<br />

‏●الفرضية االأوىل:‏ البنوك كبرية احلجم لها قدرة ‏أكرب على التحكم يف تكاليفها<br />

والرفع من كفاءتها الإنتاجية.‏ وذلك من خلل ‏إمكانية الإحلل بني عنارص الإنتاج،‏<br />

وحتقيق مرونة طلب ‏سعرية للمدخلت.‏<br />

النتيجة االأوىل:‏ من خلل حتليلنا ملرونة الإحلل بني عنارص الإنتاج،‏ وهي يف هذه<br />

79


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

●<br />

الدراسة:‏ العمل ورأس املال الثابت،‏ ورأس املال النقدي،‏ وجدنا ‏أن كل البنوك اجلزائرية<br />

حمل الدراسة تتمتع مبرونة ‏إحلل موجبة بني عنارص ‏إنتاجها،‏ حيث كانت مرونة الإحلل<br />

بني العمل ورأس املال الثابت ترتاوح بني 1.06 و 1.09، ‏أما بالنسبة ملرونة الإحلل بني<br />

العمل ورأس املال النقدي،‏ فكانت منخفضة،‏ وترتاوح بني 0.05 و ، 0.10 وكانت مرونة<br />

الإحلل بني رأس املال الثابت ورأس املال النقدي ترتاوح بني 0.51 و 0.70 ‏إل ‏إننا<br />

جند ‏أن هناك استثناء بالنسبة لبنك الربكة اجلزائري حيث حقق مرونة ‏إحلل ‏سلبية بني<br />

العمل ورأس املال النقدي،‏ وهذا ما يعني ‏أن هذين العنرصين الإنتاجيني هما عنرصان<br />

متكاملن،‏ وذلك لأن هذا البنك يتمتع بصغر حجم ‏أصوله الأمر الذي ل يتيح له ‏لستغناء<br />

عن العمل بزيادة رأس املال النقدي،‏ ‏أما فيما يتعلق مبرونة الطلب السعرية،‏ فنجد ‏أن جميع<br />

البنوك تتمتع بطلب غري مرن على ‏أسعار مدخلتها.‏<br />

وهذا ل يوؤكد ‏صحة الفرضية كلية،‏ حيث وجدت هذه الدراسة ‏أن جميع البنوك بغض<br />

النظر عن حجمها تتمتع بكفاءة من حيث ‏إمكانية الإحلل بني عنارص ‏إنتاجها باستثناء<br />

بنك الربكة اجلزائري،‏ وذلك فيما يخص ‏إمكانية الإحلل بني العمل ورأس املال النقدي ‏أما<br />

بالنسبة لكفاءة البنوك يف التحكم يف تكاليفها من خلل ‏أسعار مدخلتها،‏ فاأننا وجدنا ‏أن<br />

هذه البنوك ل تتمتع بهذه الكفاءة،‏ لأنها ل تتمتع مبرونة طلب ‏سعرية ملدخلتها.‏<br />

‏●الفرضية الثانية:‏<br />

التوسع يف نشاطها.‏<br />

تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات حجم تتيح لها مزيداً‏ من<br />

النتيجة الثانية:‏ من خلل حتليلنا لوفورات احلجم نستطيع ‏أن ننفي ‏صحة الفرضية<br />

الثانية،‏ حيث وجد ‏أن كل البنوك اجلزائرية حمل الدراسة ل تتمتع بوفورات حجم،‏ وذلك لأن<br />

قيمتها كانت ‏أقل من الواحد الصحيح،‏ وبذلك تكون هذه البنوك حققت وفورات حجم ‏سالبة<br />

ل تتيح لها مزيداً‏ من التوسع يف حجم نشاطها.‏<br />

‏●الفرضية الثالثة:‏<br />

التنويع يف منتجاتها.‏<br />

●<br />

تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات نطاق،‏ تتيح لها ‏إمكانية<br />

النتيجة الثالثة:‏ من خلل قياسنا لوفورات النطاق وجدنا ‏أن جميع البنوك اجلزائرية<br />

حمل الدراسة تتمتع بوفورات نطاق،‏ وبالتايل تستطيع هذه البنوك التنويع يف منتجاتها،‏<br />

وهذا ما يوؤكد ‏صحة الفرضية الثالثة.‏<br />

80


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

النتائج والتوصيات:‏<br />

النتائج:‏<br />

بناءً‏ على االأهداف والفرضيات التي ‏صيغت يف هذه الدراسة،‏ توصلت الدراسة<br />

اإىل نتائج االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎بشكل 1 عام وجد ‏أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة تتمتع بالكفاءة من حيث ‏إمكانية<br />

الإحلل بني مدخلتها،‏ ولستثناء الوحيد كان يف ‏إمكانية الإحلل بني العمل ورأس املال<br />

النقدي يف بنك الربكة اجلزائري،‏ ‏أما فيما يتعلق بكفاءة البنوك يف التحكم يف تكاليفها من<br />

خلل ‏أسعار مدخلتها،‏ فوجد ‏أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة ل تتمتع بهذه الكفاءة؛<br />

لأنها مل حتقق مرونة طلب ‏سعرية ملدخلتها.‏<br />

‏.‏‎2‎خلصت 2 هذه الدراسة ‏أيضا ‏إىل ‏أن وفورات احلجم تتزايد كلما ‏صغر حجم البنك،‏ ‏إل<br />

‏أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة ‏سواء كانت ‏صغرية ‏أم كبرية من حيث احلجم،‏ مل حتقق<br />

وفورات احلجم،‏ وكانت درجة الوفورات ‏سالبة؛ ‏أي ‏أقل من الواحد الصحيح،‏ الأمر الذي ل<br />

يتيح لنا حتديد احلجم الأمثل لهذه البنوك؛ لأنها جتاوزت احلد الأدنى الكفء،‏ وبذلك تكون<br />

هذه البنوك تتميز بعدم الكفاءة يف ‏إدارة التكاليف.‏<br />

‏.‏‎3‎وفقاً‏ 3 لتحليلنا لوفورات النطاق وجد ‏أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة تتمتع<br />

بوفورات تتيح لها التوسع بنطاق ‏أعمالها،‏ والرفع من جمال عملياتها حيث حتقق بذلك<br />

ادخار على مستوى التكاليف من خلل عملية التنويع يف املنتجات.‏<br />

التوصيات:‏<br />

تعد كفاءة البنوك اجلزائرية يف القيام بوظائفها الأساسية من بني القضايا الرئيسة<br />

امللحة التي ينبغي على اجلزائر معاجلتها،‏ وذلك بغية التصدي لتحديات العوملة،‏ وتشجيع<br />

منو قطاع الإنتاج،‏ حيث يتطلب الأمر ‏إسلحات واسعة النطاق تهدف ‏إىل توجيه املوارد<br />

‏إىل ‏أفضل الرشكات واملشاريع ‏لستثمارية واملساهمة يف ‏ضمان ‏لستخدام الكفء لهذه<br />

املوارد،‏ ومن منطلق ما تقدم من نتائج يف هذه الدراسة،‏ ميكن ‏أن نصوغ بعض التوصيات<br />

81


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

املهمة التي ميكن للسلطات اجلزائرية ‏أن تتبعها لرفع كفاءة هذه البنوك حتى تتمكن من<br />

‏أداء مهماتها بشكل ‏أفضل وفيما ياأتي اأهم هذه التوصيات:‏<br />

‏.‏‎1‎يف 1 ‏ضوء تعاظم دور التكنولوجيا املرصفية احلديثة التي توفر الأساليب والوسائل<br />

التي من ‏ساأنها رفع مستوى الإنتاجية وادخار التكاليف وبالتايل التحكم يف ‏أسعار<br />

املدخلت،‏ والرفع من كفاءة اخلدمات واملنتجات،‏ لبد للبنوك اجلزائرية من تطوير التعامل<br />

بالوسائل والتقنيات احلديثة لزيادة تنافسيتها.‏<br />

‏.‏‎2‎رغم 2 ‏إمكانية الإحلل بني مدخلت البنوك اجلزائرية،‏ فيجب العمل على ‏لرتقاء<br />

بكفاءة العنرص البرشي من خلل التكوين والتدريب اللزمني للرفع من كفاءة موظفي<br />

البنك وحتسني مهاراتهم،‏ ذلك لأن العنرص البرشي يعد من الركائز الأساسية للرتقاء<br />

بالأداء املرصيف.‏<br />

‏.‏‎3‎تتميز 3 البنوك اجلزائرية باعتمادها على الأنشطة التقليدية،‏ ويف ظل التحديات التي<br />

يفرضها حترير جتارة اخلدمات املرصفية واملنافسة الشديدة،‏ يجب على البنوك اجلزائرية<br />

تقدمي حزمة متكاملة من اخلدمات املرصفية جتمع بني التقليدي واملستحدث من املنتجات<br />

لزيادة نطاق عملياتها،‏ كما يجب عليها التخلي عن التخصص الوظيفي والقطاعي،‏ وتقدمي<br />

‏أنشطة متويلية مبتكرة.‏<br />

‏.‏‎4‎تشري 4 نتائج الدراسة ‏إىل ‏أن البنوك اجلزائرية ل تتمتع بكفاءة احلجم،‏ لذلك فاإن<br />

‏لندماج بني هذه البنوك ميكن ‏أن يعمل على تقوية مراكزها املالية لتحقيق وفورات<br />

احلجم،‏ والوصول بالوحدة املرصفية ‏إىل حجم اقتصادي معني يتيح لها زيادة الكفاءة<br />

من خلل تخفيض التكاليف وتعظيم الربح،‏ وذلك بزيادة القدرة ‏لئتمانية لهذه البنوك<br />

ملواجهة احتياجات الرشكات واملشاريع الإنتاجية.‏<br />

.5 5 وللصعوبة التي لقتها هذه الدراسة للحصول على بيانات البنوك،‏ نوصي بتدعيم<br />

عملية الإفصاح الشفافة يف البنوك اجلزائرية من خلل حثها على نرش املعلومات والبيانات<br />

املالية واملرصفية اخلاصة بها،‏ وإعلنها لتكون متاحة للجمهور العام.‏<br />

82


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎التل،‏ . 1 خلف هاجم والقرعان،‏ فواز حممد )2004 ) ، استخدام ‏أسلوب التحليل التغليفي<br />

للبيانات Data Envelopment Analysis يف قياس و حتليل الأداء النسبي للموؤسسات،‏<br />

موؤتة للبحوث والدراسات،‏ املجلد التاسع عرش،‏ العدد الثاين،‏ الأردن،‏ ‏ص ‏ص‎11‎‏-‏ 42.<br />

‎2‎اجلميل،‏ . 2 ‏رسمد كوكب )1989 ) ، تقومي كفاءة العملية املرصفية تعبئة املوارد و توزيعها<br />

يف مرصف الرافدين للفرتة 1965- 1983، تنمية الرافدين،‏ العدد السادس والعرشون،‏<br />

العراق،‏ ‏ص ‏ص 75- 108.<br />

‎3‎احلاج،‏ . 3 طارق وفليح،‏ حسن )2009 (، ‏لقتصاد الإداري،‏ دار ‏صفاء للنرش والتوزيع،عمان،‏<br />

الأردن.‏<br />

‎4‎خرابشة،‏ . 4 عبد عبد احلميد )2002 ) ، الكفاءة الإنتاجية يف القطاع الصناعي الأردين<br />

دراسة حتليلية )1986- 1997( ، جملة املنارة،‏ املجلد الثامن،‏ العدد الأول،‏ الأردن،‏<br />

‏ص ‏ص‎11‎‏-‏ 36.<br />

‎5‎الساعاتي،‏ . 5 عبد الرحيم عبد احلميد والعصيمي،‏ حممود حمدان )1995 ) ، تقدير دالة<br />

تكاليف البنوك ‏لسلمية والبنوك التجارية دراسة مقارنة،‏ جملة جامعة امللك عبد<br />

العزيز ‏لقتصاد ‏لسلمي،‏ املجلد 7، اململكة العربية السعودية،‏ ‏ص ‏ص‎3‎‏-‏ 27.<br />

‎6‎‏ساعد،‏ . 6 ابتسام )2009 ) ، تقييم كفاءة النظام املايل اجلزائري ودوره يف متويل<br />

‏لقتصاد،‏ رسالة ماجستري يف العلوم ‏لقتصادية فرع نقود والتمويل،‏ جامعة حممد<br />

خيرض،‏ بسكرة،‏ اجلزائر.‏<br />

‎7‎الشعيبي،‏ . 7 خالد بن منصور )2004 ) ، استخدام ‏أسلوب حتليل مغلف البيانات يف قياس<br />

الكفاءة النسبية للوحدات الإدارية بالتطبيق على الصناعات الكيماوية واملنتجات<br />

البلستيكية مبحافظة جدة باململكة العربية السعودية،‏ جملة جامعة امللك ‏سعود،‏<br />

م‎16‎‏،‏ العلوم الإدارية )2( ، الرياض،‏ اململكة العربية السعودية،‏ ‏ص ‏ص‎313‎‏-‏ 342.<br />

) 8 ، قياس الكفاءة ‏لقتصادية يف املوؤسسات املرصفية<br />

. ‎8‎قريشي،‏ حممد اجلموعي،‏ )2006<br />

دراسة نظرية و ميدانية للبنوك اجلزائرية خلل الفرتة 1994- 2003، ‏أطروحة دكتوراة<br />

دولة يف العلوم ‏لقتصادية تخصص نقود و مالية،‏ جامعة اجلزائر،‏ اجلزائر.‏<br />

83


قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-‏<br />

دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />

د.‏ حدة رايس<br />

أ.نوي فاطمة الزهراء<br />

84<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

1. Al- Hussain، Adel Hassan (2009) ، Corporate Governance Structure<br />

Efficiecy and Bank Performance in Saudi Arabia، Doctor of Business<br />

Administration Thesis ، University of Phoenix، United States.<br />

2. Allen، Jason and Liu، Ying (2005) ، Efficiency and Economies of Scale<br />

of Large Canadian Bank، Bank of Canada، Working Paper 2005- 13،<br />

Canada.<br />

3. Barrett، Christopher.B (1997) ، How Credible are Estimates of Preasant<br />

Allocative Scale or Scope Efficiency? A Commentary، Journal of<br />

International Development، Vol.9، No.2،pp 221- 229.<br />

4. Daoud، Rajai Othman (2007) ، Utilising Data Envelopment Analysis to<br />

Evaluate the Efficiency of Chemical Industries (paints sector) in Jordan<br />

using Financial Indicatores، Master Science in Industrial Engineering<br />

Thesis، the University of Jordan، Jordan.<br />

5. Kessy، Pantaleo.J (2007) ، Bank Efficiency and Economic Growth: An<br />

Empirical Analysis of the Economies of the East African Community<br />

(EAC) Countries، Doctor of Philosophy Thesis، Colorado State University،<br />

United States.<br />

6. Mahaftha، Bilal Mohammad Saed (2005) ، Operating Efficiency and Stock<br />

Performance The case of Jordanian Banks، Master Banking and Finance<br />

Thesis ، Yarmouk University، Jordan<br />

7. Mester، Loretta.J (1994) ، Efficiency of Banks in Third Federal Reserve<br />

district، Working Paper، Financial Institutions Center the Wharton school،<br />

University of Pennsylvania، United States.<br />

8. Morris، David (2008) ، Economies of Scale and Scope in E- learning ،<br />

Studies in higher education، Vol.33،No.3، France، pp 331- 343.<br />

9. Omari، Omar Khalifeh (2008)، Measuring Efficiency Levels of the Jordanian<br />

and U.A.E Banking Industries: An Application of Data Envelopment<br />

Analysis، Master in International Business Thesis ، the University of<br />

Jordan، Jordan.<br />

10. Wheelock، David.C and Wilson، Paul.W (1995) ، Evaluation the Efficiency<br />

of Commercial Banks: Does our view of what Banks do Matter?، Federal<br />

Reserve of St- louis، United states، pp 39- 51.<br />

11. Worthington، Andrew.C (1998) ، The Determinations of Non- Bank<br />

Financial Institution Efficiency: A Stochastic Cost Frontier Approach،<br />

Applied Financial Economics، Vol.8، No.3، Australia، pp 279- 289.<br />

12. Young، Robert De (1997) ، Measuring Bank Cost Efficiency: Don’t count<br />

on Accounting Ratios، Financial practice and education، United States، pp<br />

20- 31.


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على<br />

القدرة التنافسية لشركات األدوية األردنية<br />

‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏<br />

د.‏ شاكر تركي إمساعيل<br />

أستاذ مساعد/‏ كلية األعمال/‏ جامعة الملك عبد العزيز/‏ رابغ/‏ جدة/‏ المملكة العربية السعودية.‏<br />

85


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

ملخص:‏<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل قياس اجتاهات املرضى،‏ ومراجعي مستشفيات القطاع<br />

العام يف حمافظة ‏إربد/‏ الأردن جتاه الأدوية الأردنية املنتجةحملياً‏ والأدوية الأجنبية<br />

املستوردة،‏ حيث اُختربت بعض املتغريات التي تقيس دوافعهم وتفضيلتهم التي تشكل<br />

‏سلوكهم الرشائي جتاه تلك الأدوية،‏ وإدراكهم جلودة كل منها ‏)اجلودة املدركة(‏ ، قياساً‏<br />

بالقيم املادية املدفوعة.‏ واختربت لغرض الدراسة عينة عشوائية بسيطة مكونة من )175(<br />

مفردة من املرضى من واقع ‏سجلت مستشفيات جمتمع الدراسة.‏<br />

توصلت الدراسة ‏إىل ‏أهمية القيمة املدركة للمنتج الدوائي بغض النظر عن مكان<br />

تصنيعه،‏ ‏إضافة ‏إىل ‏أهمية ‏سعر املنتج الدوائي،‏ وغالباً‏ ما يعتمد املرضى على الكلمة<br />

املنطوقة من الأطباء التي تشكل ‏إدراكاتهم نحو جودة املنتجات الدوائية،‏ وبالتايل فاإن<br />

املريض على استعداد لدفع ‏سعر ‏أعلى مقابل احلصول على منتج دوائي ‏أجود.‏ وقد ‏أوصت<br />

الدراسة برضورة ‏إعادة النظر يف ‏سياسات التسعري التي تتبعها ‏رشكات الأدوية الأردنية<br />

يف تسعري منتجاتها لكي تتلءم مع اجلودة املدركة.‏<br />

الكلمات املفتاحية:‏ القدرة التنافسية،‏ جودة املنتج،‏ القيمة املدركة،‏ السعر.‏<br />

86


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

This study aims at studying the attitudes of patients who are treated in<br />

the public sector hospitals in Irbid governorate towards Jordanian drugs and<br />

imported drugs from well – known European companies.<br />

A simple random sample consisting of (175) patients, withdrawn from<br />

hospitals records which form the population study, to measure their attitudes<br />

towards Jordanian and imported drugs.<br />

The study concludes the following findings: Patients stated that<br />

the perceived value of the drugs is the first priority for them without any<br />

consideration for the manufacturing place. Usually, the patient depended<br />

on the opinion of their doctors regarding the quality of medicine. Thus, the<br />

patient is ready to pay a higher price to get a better medicine.<br />

The study recommended that Jordanian companies must make<br />

a reconsideration for their pricing policies to match the perceived value.<br />

Key words: Competitiveness, Product Quality, Perceived value, Price.<br />

87


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

مقدمة:‏<br />

يعد التسويق ‏أحد الأنشطة الأساسية التي تقوم بها موؤسسات الأعمال احلديثة،‏ كما<br />

يعد حموراً‏ اسرتاتيجياً‏ لأية مواجهة بني املوؤسسة والبيئة التي توجد فيها،‏ فنجاح املوؤسسة<br />

يف ‏أداء هذه الأنشطة يحدد ‏إىل درجة كبرية مدى النجاح الذي ميكن ‏أن تسفر عنه عملياتها.‏<br />

واملفهوم التسويقي احلديث يتضمن نوعاً‏ من املطابقة اخللَّقة بني احلاجات ‏لستهلكية،‏<br />

وبني السلع واخلدمات املنتجة،‏ مع كل ما يتطلبه القيام بهذه املطابقة من ‏أنشطة خمتلفة<br />

كاإجراء البحوث ودراسة احلاجات والرغبات ‏لستهلكية،‏ بحيث تكون ‏أساسا لتصميم<br />

السلع واخلدمات املنوي ‏إنتاجها وطرحها يف تلك الأسواق ‏)معل و رائف،‏ 2009( .<br />

‏إن التسويق ميثل نظاماً‏ متكاملً‏ An Integrated System تتفاعل من خلله<br />

جمموعات من الأنشطة الفاعلة التي تستهدف الوصول ‏إىل نهايات معينة،‏ فاإن هذا يفرض<br />

علينا توفري الإمكانات واملوارد،‏ ‏)مبا فيها املعارف واملهارات(‏ اللزمة لذلك،‏ وبالتايل<br />

فاإن ‏أي جهد تسويقي يجب ‏أن يكون ‏ضمن ‏إطار املوارد املتاحة ومراعياً‏ ملعطيات البيئة<br />

التسويقية وقواها املوؤثرة مما يكسبها ميزة تنافسية تزيد من قدرتها التنافسية Kotler(<br />

. )and Armstrong, 2008<br />

يعدُّ‏ قطاع الصناعة الدوائية من القطاعات احليوية ولسرتاتيجية يف خمتلف دول<br />

العامل التي تنادي مبجتمعات ‏صحية من خلل غذاء ودواء ‏صحي،‏ كونه يعرب عن مدى تقدم<br />

ورفاهة املجتمع.‏<br />

التعريفات املفاهيمية:‏<br />

‏◄◄جوهر املنتج الدوائي:‏<br />

وهو املحتوى الدوائي الذي تقدمه ‏رشكات الأدوية الأردنية لعملئها،‏ ويتمثل هذا<br />

املحتوى يف جمموعة املنافع التي يسعى املريض ‏إىل حتقيقها من خلل اكتسابه القوة<br />

واملناعة ورسعة املفعول ‏)طشطوش،‏ وليد،‏ 2000( .<br />

88<br />

‏◄◄القيمة املدركة:‏<br />

هي القيمة ‏أو املنافع التي يحصل عليها العميل نتيجة ‏رشائه ‏أو وصفه للمنتج<br />

الدوائي،‏ والتي يقيمها املستهلك من خلل التكاليف التي يدفعها للحصول على هذه القيمة<br />

‏أو املنافع،‏ مقارنة مع ما يقدمه املنافسون )2008 Armstrong, )Kotler and .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏◄◄جودة املنتج الدوائي:‏<br />

وهي ملءمة ما يتوقعه املريض من املنتج الدوائي مع ‏إدراكه الفعلي للمنفعة التي<br />

يحصل عليها نتيجة تناوله الدواء،‏ لذا فالأدوية اجليدة من وجهة نظر العملء هي التي<br />

تتفق وتتطابق مع توقعاتهم 2006( Ferrell, )Pride and .<br />

89<br />

‏◄◄العمالء ‏)املستهلكون(‏ :<br />

الطبيب الذي يصف الدواء واملريض املستهلك للدواء بناء على وصفة طبية.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

الصناعة الدوائية الأردنية هي ‏إحدى الصناعات الرئيسية يف قطاع الصناعة الأردين،‏<br />

وتعد هذه الصناعة من الصناعات ‏لسرتاتيجية واحليوية التي تتعامل مبارشة مع ‏صحة<br />

وحياة ‏لنسان،‏ ونظراً‏ لزيادة حدة املنافسة نتيجة لزدياد الوعي الصحي يف املجتمع<br />

‏لردين ودخول منافسني جدد لقطاع الصناعة،‏ لذا ل بد لها من املوازنة ما بني جودة<br />

املنتجات الدوائية والتقليل من فجوة اجلودة املدركة.‏<br />

مشكلة الدراسة وعناصرها:‏<br />

نظراً‏ لنضمام الأردن ملنظمة التجارة العاملية،‏ فقد ‏أصبحت السوق الأردنية ‏سوقا<br />

رائجة ‏أمام الرشكات الدوائية العربية والأجنبية ‏إضافة ‏إىل الداخلني اجلدد لقطاع<br />

الصناعة،‏ مما زاد من حدة املنافسة ما بني الرشكات الأردنية املصنعة للأدوية،‏ والرشكات<br />

املستوردة للأدوية الأجنبية،‏ مما ‏ألزم ‏إدارات التسويق فيها لإعادة النظر يف اسرتاتيجياتها<br />

وسياساتها املتبعة من ‏أجل ‏إكسابها ميزة تنافسية،‏ لزيادة قدرتها التنافسية،‏ بالتايل<br />

املحافظة على بقائها واستمرارها يف ظل الظروف احلالية واملستجدة.‏ وميكن حتقيق هذا<br />

الغرض عن طريق االإجابة عن التساوؤالت االآتية:‏<br />

● ‏●ما العلقة بني جودة املنتج الدوائي،‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية<br />

الأردنية يف السوق املحلية والعربية؟<br />

● ‏●ما العلقة بني ‏سعر الأدوية،‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية<br />

يف السوق املحلية والعربية؟<br />

● ● ما العلقة بني القيمة املدركة للأدوية ‏)من وجهة نظر املستهلك(‏ وزيادة القدرة<br />

التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية يف السوق املحلية والعربية؟


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

منوذج الدراسة:‏<br />

فيما ياأتي منوذج الدراسة الذي يوضح املتغريات املستقلة الرئيسة ‏)ذات العلقة<br />

باملنتج الدوائي(‏ ، واملتغري التابع التي ‏ستخترب يف هذه الدراسة.‏<br />

املتغريات املستقلة<br />

جودة املنتج الدوائي<br />

‏سعر املنتج الدوائي<br />

القيمة املدركة للمنتج الدوائي<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

90<br />

املتغري التابع<br />

انطلقا من تساوؤلت مشكلة الدراسة التي حددها الباحث،‏ فقد ‏صيغت الفرضيات<br />

االآتية:‏<br />

● ‏●الفرضية االأوىل:‏<br />

H: 0 ل توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني جودة املنتج الدوائي ‏)من وجهة نظر<br />

املستهلك(‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

H: 1 توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني جودة املنتج الدوائي ‏)من وجهة نظر<br />

املستهلك(‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

● ‏●الفرضية الثانية:‏<br />

H: 0 ل توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني ‏سعر املنتجات الدوائية،‏ وزيادة القدرة<br />

التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

H: 1 توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني ‏سعر املنتجات الدوائية وزيادة القدرة<br />

التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

● ‏●الفرضية الثالثة:‏<br />

القدرة التنافسية<br />

Competitiveness<br />

H: 0 ل توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني القيمة املدركة للأدوية ‏)من وجهة نظر<br />

املستهلك(‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

H: 1 توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني القيمة املدركة للأدوية ‏)من وجهة نظر<br />

املستهلك(‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اإلطار النظري والدراسات السابقة:‏<br />

مقدمة:‏<br />

. أاالطار النظري:‏<br />

تعدُّ‏ القدرة التنافسية للموؤسسات الإنتاجية واخلدمية من ‏أهم مقومات البقاء يف<br />

ميادين الأعمال،‏ فلم تعد القدرة التنافسية مقياساً‏ لنجاحها يف ظل العوملة وانهيار<br />

احلواجز اجلغرافية بني الأسواق العاملية،‏ بل ‏أصبحت القدرة التنافسية مصدر حيوية ومتيرّز<br />

. )Pride and Ferrell, 2006(<br />

وتشري الدراسات والبحوث والتقارير الدولية ‏إىل ‏أن القدرة التنافسية تعد مقياساً‏<br />

موضوعياً‏ لقياس مدى متيز الدول،‏ ومدى قوة اقتصادها وقدرتها على حتقيق الرفاهة<br />

لشعوبها،‏ ويف هذه الدراسة يحاول الباحث الرتكيز على ‏رشكات الأدوية الأردنية بتسليط<br />

الضوء على العوامل واملتغريات التي تنتهجها ‏رشكات الأدوية الأردنية من ‏أجل ‏إكسابها<br />

ميزة تنافسية تساعد يف تدعيم قدرتها التنافسية،‏ من ثم حماولة تطوير وإدامة هذه امليزة<br />

ملواكبة التغريرّ‏ يف عوامل البيئة املحلية والعربية من ‏أجل املحافظة على استمرارها<br />

وبقائها،‏ وبالتايل خلق ‏صورة ذهنية مرشقة لها يف ‏أذهان عملئها يف السوق املحلية<br />

والعربية من خلل تطوير مدركات ‏إيجابية لها وملنتجاتها الدوائية التي تقدمها.‏<br />

مفهوم القدرة التنافسية:‏ Concept Competitiveness<br />

لقد تعرض مفهوم القدرة التنافسية )Competitiveness( ملحاورات ‏ساخنة على<br />

مدى بعيد،‏ ولقد ‏صاحب ظهور نظام الأعمال اجلديد ‏إفراز مصطلح ‏»التنافسية«‏ كنتيجة<br />

طبيعية لزيادة ‏أعداد املنتجني والداخلني اجلدد لقطاع الصناعة.‏ وتتبلور املصادر التي<br />

نشاأت عنها حالة ‏»التنافسية«‏ فيما ياأتي:‏ )1999 Wendy, )Schacht, .<br />

‏ضخامة وتعدد الفرص يف السوق العاملية.‏<br />

91<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

وفرة املعلومات عن عنارص السوق ومتطلباته نتيجة لسهولة ‏لتصالت،‏ وتطورّر<br />

‏إمكانيات نقل املعلومات.‏<br />

تعدد البدائل ولختيارات ‏أمام متخذي القرارات من خمتلف قطاعات ومستويات<br />

نظم الأعمال.‏<br />

تدفق نتائج البحوث العلمية والتطورات التكنولوجية،‏ ووفرة فرص التطبيق يف<br />

جمالت الأعمال املختلفة.‏


♦<br />

♦<br />

أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

انخفاض تاأثري املحددات والقيود التقليدية يف نظام الأعمال،‏ ومن ‏أهمها املحددات<br />

والقيود احلكومية واجلمركية والتمويلية.‏<br />

ويستخدم مصطلح القدرة التنافسية على نطاق واسع من جانب العديد من ‏لقتصاديني<br />

والسياسيني،‏ وقد بدأ ‏شيوع هذا املصطلح عندما بدأ الرئيس الأمريكي الأسبق ‏»ريجان«‏<br />

بتكوين جلنة لبحث تنافسية الصناعات الأمريكية وتدهور قدرتها التنافسية ‏أمام مثيلتها<br />

اليابانية،‏ ثم ‏أنساأ بعد ذلك جملساً‏ للسياسة التنافسية الأمريكية،‏ وقد عررّف املجلس القدرة<br />

التنافسية على ‏أنها قدرة الدولة ‏إنتاج السلع واخلدمات التي تقابل الأذواق يف الأسواق<br />

العاملية،‏ ويف الوقت نفسه حتقيق مستوى معيشة متزايد على املدى الطويل Schacht,(<br />

. )Wendy, 1999<br />

من هنا ميكن تعريف القدرة التنافسية باأنها قدرة الدولة ‏أو املوؤسسة الإنتاجية على<br />

توليد ثروة اكرب من منافسيها يف ‏لسواق العاملية.‏ ويرجع الفضل يف تطوير مفهوم القدرة<br />

التنافسية ‏إىل الفكر ‏لقتصادي الذي تناول مفهوم امليزة النسبية ‏»منذ كتابات ‏آدم ‏سميث«‏<br />

باعتبارها حجر الزاوية يف حتديد مسار التجارة الدولية وجمالت التخصص وتقسيم<br />

العمل.‏ ويف منتصف السبعينيات برز مفهوم القدرة التنافسية »Competitiveness« ليحل<br />

مكان مفهوم امليزة النسبية،‏ وأصبح التحدي الكبري الذي يواجهه رجال ‏لقتصاد والإدارة<br />

هو كيفية حتويل امليزة النسبية ‏إىل قدرة تنافسية.‏<br />

تعد القدرة التنافسية حمور الإسلح،‏ فهو اصطلح حموري متعدد الأبعاد،‏ وهي ليست<br />

جمرد قدرة الدولة على توليد الرثوة،‏ فهي املناخ الذي يولد ‏لستثمار والتنمية،‏ وهي ليست<br />

جمرد الإنتاجية ‏لقتصادية،‏ ولكنها تشري ‏إىل مصادر قوة الدولة ‏أو املوؤسسة والعوامل<br />

املوؤثرة يف تعظيم قدرتها من كفاية ‏إدارية،‏ وهياكل البنية الأساسية،‏ واملرافق،‏ وتدفق<br />

رأس املال،‏ وكفاءة السياسات،‏ والقدرة التمويلية،‏ والتنمية التكنولوجية،‏ واملوارد البرشية،‏<br />

وجودة احلياة،‏ ويعدُّ‏ التعليم املوؤثر واملفتاح الرئيس املوؤثر يف القدرة التنافسية Chan,(<br />

. )Lien, 1999<br />

ويرى )1999 Patten, )Deakin & ‏أن التكنولوجيا تعد مفتاح القدرة التنافسية<br />

ويستشهدان على ذلك قائلنيْ‏ : على الرغم من ‏أن اليابان تعد ‏صغرية من حيث املساحة،‏<br />

وفقرية من حيث املوارد الطبيعية املادية فاإن املنتجات ذات التقنية العالية High- Tech<br />

Product تعد من ‏أهم ‏أسس جناحها يف غزو الأسواق العاملية وارتفاع مستوى القدرة<br />

التنافسية اليابانية.‏<br />

وبناء على ما تقدم ميكن القول ‏إن هناك علقة ‏إيجابية ما بني القدرة التنافسية<br />

92


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

ولبتكار واتساع ‏لسواق،‏ حيث يعد ‏لبتكار من ‏أهم ‏أدوات املنافسة التي تسهم يف<br />

‏إشباع حاجات املستهلكني واتساع ‏لسواق،‏ كذلك املنافسة توؤدي ‏إىل مزيد من ‏لبتكارات<br />

والنتيجة هي ‏أن املنافسة ولبتكار من وسائل دعم القدرة التنافسية Michie,( Kiston &<br />

. )1998<br />

شركات األدوية األردنية والقدرة التنافسية:‏<br />

‏إن هدف مديري التسويق يف ‏رشكات الأدوية الأردنية هو حتسني ‏أداء ‏رشكاتهم،‏<br />

ولرتقاء بها ‏إىل مصاف الرشكات الرائدة يف قطاع الصناعة،‏ من خلل تطوير ميزة<br />

تنافسية جتعلها متميزة وخمتلفة عن بقية الرشكات املنافسة لها.‏ وهنالك العديد من السبل<br />

التي ميكن من خللها حتقيق هذه امليزة،‏ ومن ‏أهمها استخدام نظم املعلومات التكنولوجية<br />

لدعم عملياتها وأنشطتها،‏ ولتحقيق هذه الغاية ل بد لها من ‏إعادة حتليل عملياتها الأساسية<br />

وتقوميها وتنظيمها:‏ ابتداء من البحوث وعمليات الهندسية والتصميم ‏)التي هي مسوؤولة عن<br />

حتويل البحوث النظرية ‏إىل منتجات ‏سلعية حقيقية(‏ ، وعمليات تقدمي اخلدمة،‏ والعمليات<br />

املرافقة لها،‏ ‏إضافة ‏إىل العمليات التسويقية التي تتبناها،‏ ونوعية القيادات الإدارية فيها،‏<br />

وكل عملية من هذه العمليات لها مدخلتها وخمرجاتها وأهدافها اخلاصة بها.‏<br />

‏إن حتليل هذه العمليات بشيء من التفصيل يخول مديري التسويق بتحديد املشكلت<br />

التي تواجه ‏رشكاتهم،‏ والبحث من خللها عن الفرص اخللَّقة والإبداعية التي تخولهم<br />

اتخاذ القرارات ‏لسرتاتيجية فيما يخص مسرية ‏رشكاتهم وروؤيتها املستقبلية،‏ ‏آخذين<br />

بعني ‏لعتبار التكاليف واملخاطر اخلاصة بهذه القرارات.‏<br />

الصناعة الدوائية األردنية:‏<br />

يعد عام 1962 بداية ‏أول ‏صناعة دوائية يف الأردن،‏ حيث ‏أُسست ‏أول ‏رشكة دوائية<br />

برأسمال مقداره )150( ‏ألف دينار ‏أردين،‏ ويف النصف الثاين من عقد السبعينيات ‏أُسست<br />

ثلث ‏رشكات دوائية جديدة،‏ وثلث ‏رشكات يف عقد الثمانينيات،‏ ‏أما يف عقد التسعينيات<br />

فقد ‏شهد هذا القطاع تطوراً‏ ملحوظاً‏ باأن ‏أسس فيه تسع ‏رشكات،‏ ويعود ذلك ‏إىل تدفق<br />

روؤوس الأموال العائدة من دول اخلليج ‏إىل الأردن نتيجة لأحداث حرب اخلليج عام 1991،<br />

‏إضافة ‏إىل القوانني والإجراءات والتسهيلت ‏لستثمارية التي ‏أوجدتها ومنحتها احلكومة<br />

الأردنية للمستثمرين ‏)غرفة ‏صناعة عمان،‏ 2006( .<br />

خصائص الصناعة الدوائية:‏<br />

93<br />

احتلت الصناعة الدوائية الأردنية املرتبة الأوىل يف التصدير بني القطاعات ‏لنتاجية


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

الأخرى ومن حيث مساهمتها يف الناجت القومي الإجمايل ‏)تقريرالبنك املركزي ‏لردين،‏<br />

. )2006<br />

تستورد ‏رشكات الأدوية الأردنية تكنولوجيا ‏صناعتها كافة من ‏آلت ومعدات وأجهزة<br />

وقطع غيار من دول العامل كافة،‏ كما تستورد املواد الدوائية الأولية من الأسواق الدولية<br />

مثل ‏)أمريكا،‏ ‏أوروبا،‏ الصني،‏ الهند(‏ ، وتستخدم مواد ومركبات عُ‏ وجلت وطُ‏ ورت يف دول<br />

‏أخرى،‏ ول تنتج ‏أية ‏أدوية من اخرتاعاتها ‏إمنا يعتمد %40 من ‏إنتاجها على حقوق ‏لمتياز<br />

من ‏رشكات ‏أجنبية،‏ و %60 من ‏إنتاجها اعتماداً‏ على الرتاخيص ‏)طشطوش،‏ وليد،‏ 2000(.<br />

جودة الصناعة الدوائية:‏<br />

تعد اجلودة من املواضيع املهمة يف الصناعة الدوائية التي توليها املوؤسسات املنتجة<br />

جل اهتمامها،‏ ويتمثل ذلك يف حجم الإنفاق على البحوث والتطوير من ‏أجل ‏إنتاج ‏سلع<br />

وخدمات متميزة يف جودتها مللءمة ما يتوقعه منها العملء املستهلكني ‏)القيمة املدركة(‏<br />

‏أو املنفعة الرئيسية التي يحصل عليها املستهلك جراء تناوله لها،‏ والسعر الذي يدفعه مقابل<br />

هذه املنفعة 2006( Wirtz; )lovelock and .<br />

نظرا لرتباط الصناعة الدوائية بصحة وحياة الإنسان،‏ فقد دأبت منظمة الصحة<br />

العاملية والهيئات واملوؤسسات العاملية بوضع مقاييس وأنظمة وقوانني حتكم السيطرة<br />

على جودة املنتج الدوائي،‏ حيث تنفق الرشكات الأردنية %10 من الإيراد املتحقق على<br />

البحوث والتطوير ‏)طشطوش،‏ وليد،‏ 2000( .<br />

ونتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي وثورة ‏لتصالت التي تضمنت تطوراً‏ ملحوظاً‏<br />

يف املفاهيم التسويقية احلديثة،‏ وظهور مفهوم التسويق الإلكرتوين الذي قارب بني الدول<br />

وتخطى احلدود الإقليمية للمنتجني مما وفرّر العديد من البدائل املتاحة ‏أمام املستهلك<br />

الأردين،‏ وبخاصة بعد انضمام الأردن ملنظمة التجارة العاملية،‏ مما ‏ألزم ‏رشكات الأدوية<br />

الأردنية بتطوير منتجاتها بشكل مستمر نتيجة املنافسة احلادة بني ‏رشكات الأدوية<br />

الأردنية العاملة يف السوق املحلية،‏ واملنافسة بني الرشكات الأردنية والرشكات العربية<br />

والأجنبية املصدرة للسوق الأردين،‏ ‏إضافة ‏إىل منافسة هذه الرشكات لها يف الأسواق<br />

اخلارجية.‏<br />

معوقات الصناعة الدوائية:‏<br />

من خلل حتليل )SWOT( لنقاط الضعف والقوة لرشكات الأدوية الأردنية،‏ فقد تبني<br />

اأن هناك العديد من نقاط الضعف التي تعاين منها هذه الرشكات،‏ والتي حتد من<br />

94


95<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

منافسة اأدويتها لالأدوية االأجنبية يف السوق املحلية والعربية:‏<br />

ارتفاع معدل دوران العمالة نتيجة مغادرة العمالة الفنية املاهرة ملكان العمل<br />

الذي تدربوا فيه،‏ وأكسبهم خربة للبحث عن ‏أماكن ‏أخرى توفر لهم ‏أجوراً‏ ‏أعلى تتناسب مع<br />

قدراتهم وإمكانياتهم ‏)وزارة الصناعة والتجارة،‏ تقارير غري منشورة،‏ 2006( .<br />

كرثة عدد ‏رشكات الأدوية الأردنية املنتجة ولنفتاح الذي يشهده ‏سوق الدواء<br />

الأردين يف استرياد الدواء الأجنبي،‏ الذي ‏سيوؤدي بالتايل ‏إىل خروج عدد منها من قطاع<br />

الصناعة ‏)تقارير وزارة الصناعة والتجارة،‏ 2006( .<br />

العوامل املؤثرة على سلوك العمالء:‏<br />

‏إن ‏سلوك العملء باتخاذ قرار وصف ‏أو اختيار منتج دوائي دون غريه من املنتجات<br />

الأخرى املنافسة،‏ يظهر احلاجة ‏إىل دراسة ‏أفضل وأعمق لسلوك العملء احلايل واملرتقب.‏<br />

وبناءً‏ على ذلك ميكن ‏لسرتشاد بعلم النفس وعلم ‏لجتماع بغرض الوقوف على ‏أسباب<br />

اختيار منتج دوائي حملي،‏ ‏أو منتج دوائي اجنبي:‏<br />

‏.‏‎1‎املواقف 1 واالجتاهات:‏<br />

هي تعبري عن اخلربات املرتاكمة واملشاعر الداخلية التي تعكس ‏أو تكشف فيما ‏إذا<br />

كان للعملء ميول ‏إيجابية ‏أو ‏سلبية نحو منتج حملي معني ‏أو منتج مستورد،‏ وهذه املواقف<br />

ولجتاهات ل تلحظ بصورةمبارشة،‏ بل تستنتج مما يقول هوؤلء العملء،‏ ‏أو من خلل<br />

حتليل وتفسريأمناطهم السلوكية.‏ وتتشكل ‏لجتاهات واملواقف لديهم من خلل وظيفة<br />

املنفعة 2004( Kanuk, )Shiffman & .<br />

وظيفة املنفعة:‏<br />

ترتبط وظيفة املنفعة مببدأ الثواب والعقاب،‏ لذا يطور العملء اجتاهاتهم ومواقفهم<br />

جتاه منتج حملي معني ‏أو منتج ‏أجنبي مستورد،‏ بناءً‏ على املنافع املتوقع حصولهم عليها.‏<br />

)2004 .)Solomon, على ‏سبيل املثال ‏إذا كانت الكلمة املنطوقة ‏إيجابية عن منتجات<br />

‏رشكة ما،‏ حيث تتمتع بسمعة جيدة،وتقدم منتجات دوائية وعلجية بجودة عالية مطلوبة<br />

يف املجتمع املحلي،‏ وهنالكطلب حملي وعربي على منتجاتها،فاإن املستهلكني يبنون<br />

مواقفهم واجتاهاتهم نحو هذهالرشكة على ‏أساس ما تقدمه لهم من منافع وفوائد.‏<br />

‏.‏‎2‎‏صورة 2 الذات لدىاملستهلك:‏<br />

يشري مفهوم الذات ‏إىل نظرة الفرد ‏إىل ذاته ونفسه من خلل ‏إيجاد ‏إجابة للسوؤال


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

من ‏أنا؟ وتتميز فكرة الفرد عن نفسه بالتفرد،‏ وهي عبارة عن تنظيم اخلربات التي مير<br />

بها طواحلياته،‏ والتي تعتمد يف تشكيلها وتكوينها على البناء السيكولوجي اخلاص به.‏<br />

ومفهوم الذات ميكناأن يتحدد ‏إىل درجة كبرية من خلملعرفة الفرد بوجهة نظر الآخرين<br />

عنه 2004( Kanuk, )Shiffman & .<br />

‏.‏‎3‎القيمة 3 املدركة للمنتجات الدوائية:‏<br />

‏إنتطوير قيمة مدركة للمنتج الدوائيالذييطلبه املستهلكون هو املقرتح الرئيس لتخاذ<br />

القرار ‏لسرتاتيجي يف اختيار منتج دون ‏آخر،‏ والذي على ‏أساسه تُقوَّم البدائل من قبل<br />

املستهلكني،‏ ومن ثم تختار منتجات ‏رشكة ما دون غريها،‏ بناء على القيمة املضافة التي<br />

يدركها املستهلكون.‏ وهذه القيمة تشكل بعض جوانب القدرة التنافسية لرشكات الأدوية.‏<br />

وعندما ل يستطيع املستهلكون ‏أن مييزوا القيمة التي تقدمها ‏رشكات الأدوية املختلفة،‏<br />

فاإنهم غالباً‏ ما يختارون املنتجات الأقل ‏سعراً‏ على ‏أنها املحدد الرئيس لقرار ‏لختيار<br />

. )Winer, 2004(<br />

‏.‏‎4‎جودة 4 املنتجات وسمعة الرشكة:‏<br />

لكي تستجيب الرشكات للضغوط التنافسية،‏ فل بد لها من البحث عن مفهوم اجلودة<br />

كاأداة تسويقية لتبنيعليها اسرتاتيجياتها التسويقية.‏ وذلك من خلل حتديد الوضع<br />

‏لسرتاتيجي للرشكة املنتجةواخلدمات التي تقدمها،‏ والرتويج لها يف حماولة منها<br />

لإسقاط ‏صورة ذهنيةمرشقة عنها،‏ وعن منتجاتها وخدماتها يف ‏أذهان العملء ‏أفراد<br />

املجتمع واجلهات املستفيدة وأصحاب املصالح.‏ ومنالعوامل املرتبطة باجلودة ‏أصالة<br />

املنتجات وجودتها من حيث املستوى واملحتوى والطريقة والأسلوب،‏ وإىل ‏أي مدى تعكس<br />

هذه املنتجات الشخصية القومية،‏ ‏أو التبعية الثقافية،‏ وإىل ‏أي مدى ترتبط بالبيئة،‏ فكلما<br />

زاد ‏لرتباط بني املنتجات والواقع،‏ كلما زادت فعاليته،‏ وإدراك العملء لقيمة ما يصفونه<br />

‏أو ما يشرتونه من ‏أدوية.‏ )2006 al., .)Zeithmal, .V et<br />

‏.‏‎5‎التكاليف 5 املالية وغري املالية:‏<br />

تشكل التكاليف املالية املبارشة وغري املبارشة والأعباء اجلسدية التي يتحملها<br />

املستهلكون عوامل مهمة يف اتخاذ قرارات الرشاء،‏ من حيث الكلفة املالية للحصول على<br />

املنتج الدوائي،‏ والأعباء اجلسدية والنفسية التي يتحملها املستهلك يف ‏سبيل احلصول على<br />

املنتج،‏ فغالباً‏ ما يختار املستهلكون املنتج الدوائي الذي يتلءم مع ‏إمكاناتهم وقدراتهم<br />

املالية وغري املالية 2006( Wirtz; )lovelock and .<br />

96


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

هناك ندرة يف الدراسات التي تناولت القدرة التنافسية لرشكات الأدوية،‏ وعليه فقد<br />

تناولتُ‏ موضوع القدرة التنافسية للرشكات الإنتاجية بشكل عام،‏ وسرتتب هذه الدراسات<br />

من االأقدم اإىل االأحدث:‏<br />

‏♦دراسة ‏)نرص،‏ رىل،‏ ) 1990 ، بعنوان:‏ ‏»الصناعة الدوائية يف االأردن«:‏<br />

97<br />

♦<br />

♦<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل ‏إظهار ‏أهمية قطاع الصناعة الدوائية يف الأردن حيث<br />

استعرضت موؤرشات تطوره املتمثلة يف زيادة معدلت منو القيمة املضافة والعمالة<br />

ومساهمة كل عنرص من عنارص العمل ورأس املال يف القيمة املضافة الصافية ‏.وتوصلت<br />

الدراسة ‏إىل ‏أهمية ‏سياسيات التسعري،‏ البحث والتطوير،‏ والتسويق والتي تشكل يف جمملها<br />

مصدر قوة لها.‏<br />

‏♦دراسة ‏)رحاحلة،‏ نسيم،‏ ) 1997 بعنوان:‏ ‏»الصناعة الدوائية يف االأردن:‏ اآثار<br />

امللكية الفكرية وتقدير الطلب على الصادرات«:‏<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل تعررّف العوامل املوؤثرة على الطلب املحلي واخلارجي على<br />

الأدوية الأردنية.‏ وتوصلت الدراسة ‏إىل ‏أن حمددات الطلب اخلارجي على منتجات ‏رشكات<br />

الأدوية الأردنية تكمن يف الأسعار النسبية،‏ وسعر ‏رصف الدينار الأردين،‏ والآثار السلبية<br />

على قدرتها التنافسية يف الأسواق اخلارجية،‏ وبالتايل على قدرتها التصديرية.‏<br />

♦ ‏♦دراسة 1997( Fisher, )Sharma and<br />

والقدرة التنافسية«:‏<br />

بعنوان:‏ ‏»االسرتاتيجيات الوظائفية<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل تعررّف واستقصاء ‏لسرتاتيجيات الوظائفية التي تهدف ‏إىل<br />

تطوير القدرة التنافسية من خلل الأهمية املدركة للإدارة والتاأثري احلقيقي على الأداء<br />

التنظيمي يف املوؤسسات الأسرتالية املصنعة،‏ مع الأخذ بعني ‏لعتبار بعض العوامل مثل<br />

الإنتاجية،‏ والبحوث والتطوير واملوارد البرشية.‏ وتوصلت الدراسة ‏إىل ‏لسرتاتيجيات<br />

الإنتاجية املفضلة من قبل الرشكات الأسرتالية املنتجة،‏ والتي ‏سوف تستمر للسنوات<br />

القادمة جنباً‏ ‏إىل جنب مع اسرتاتيجيات املوارد البرشية واملزيج من ‏لسرتاتيجيات<br />

الوظائفية التي كانت ذات فائدة للأداء،‏ والتي تتضمن اسرتاتيجية ‏إدارة اجلودة الشاملة<br />

)TQM( ، والتي تعترب اكرث ملءمة للقدرة التنافسية.‏


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

بعنوان:‏ ‏»تاأثري تكنولوجيا املعلومات على<br />

القدرة التنافسية للتفاعل ما بني العملية االإنتاجية والتسويقية«:‏<br />

98<br />

♦ ‏♦دراسة 1999( Ling, )Hsu li-<br />

♦<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل تعررّف تاأثري تكنولوجيا املعلومات على التفاعل ما بني<br />

العملية الإنتاجية والتسويقية،‏ وفهم فجوة الأهداف الوظائفية املتداخلة والنشاطات<br />

املتضاربة بني دائرتني،‏ والتي تشكل الإجناز للقدرات التنافسية للرشكات،‏ باعتبار ‏أن<br />

الأدوات التكنولوجية تقلل من الفجوة يف درجة تداخل الوظائف من خلل تقدم تكنولوجيا<br />

املعلومات،‏ والتي توؤدي بدورها ‏إىل تقليل التضارب يف مستوى النشاطات.‏ وتوصلت<br />

الدراسة ‏إىل ‏أهمية تكنولوجيا املعلومات املستخدمة،‏ والعمليات التصنيعية والتسويقية،‏<br />

ولختلفات التنظيمية،‏ وحل املشكلت التي تعدُّ‏ من ‏أهم العوامل التي تشكل القدرات<br />

التنافسية للموؤسسات .<br />

‏♦دراسة 1999( al., )Ashok Kumar et, بعنوان:‏ «<br />

التنافسية كحجر اساس«:‏<br />

♦<br />

مستوى جودة القدرة<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل تعررّف الأبعاد الأساسية التي ميكن ‏أن تنافس من خللها<br />

منظمات ‏لعمال والتي تشكل قدرتها التنافسية وهي السعر،‏ اجلودة،‏ املرونة،‏ والأنظمة<br />

التوزيعية،‏ على اعتبار ان اجلودة العمل الرئيس واملحدد لقدرة املنظمة التنافسية.‏<br />

توصلت الدراسة اىل ان قوة وضعف املنظمة ترتبط بقدرتها التنافسية التي ميكن<br />

تطويرها،‏ وحتسينها باستمرار من خلل استخدام تكنولوجيا املعلومات.‏<br />

العاملية«:‏<br />

‏♦دراسة 2006( )Jorgensen,<br />

♦<br />

بعنوان:‏ ‏»اإدامة القدرة التنافسية يف االأسواق<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل تعررّف ‏أهمية القدرة التنافسية للموؤسسات الصغرية ومتوسطة<br />

احلجم يف الأسواق العاملية من خلل ‏سلسلة القيمة التي ميكن حتقيقها من خلل مواجهة<br />

املتطلبات ‏لجتماعية والبيئية للمشرتين متعددي اجلنسيات.‏ وقد توصلت الدراسة ‏إىل ‏أن<br />

الرشكات الصغرية واملتوسطة احلجم تواجه متطلبات ‏أسواق املشرتين بشكل متكرر،‏ ‏أكرث<br />

من مواجهتها ملتطلبات مزوديها،‏ مما يكسبها ميزة تنافسية.‏<br />

تقييم<br />

السياسات الوطنية االأوروبية لتدعيم القدرة التنافسية ملنتجي اأنظمة املعلومات<br />

واالتصاالت التكنولوجية«:‏<br />

‏♦دراسة 2006( Others, )Friedwald, Michael and بعنوان:‏ «


99<br />

♦<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل تعررّف ‏أهمية قطاع املعلومات ولتصالت،‏ وبالتايل اختبار<br />

التغريرّ‏ يف دور مستوى البيانات الوطنية الأساسية لزيادة القدرة التنافسية ملنتجيها.‏<br />

وقد متت دراسة منتجي 176 برناجماً‏ وطنياً،‏ من ‏أجل بناء ‏إطار حتليلي مقارن ياأخذ<br />

باحلسبان الرتكيبة املختلطة والهياكل التنظيمية لهذه املصانع يف دول ‏لحتاد الأوروبي.‏<br />

وتوصلت الدراسة ‏إىل ‏أن تطوير الربامج التكنولوجية مازالت تسيطر بالتاأكيد على التحول<br />

من ‏إنتاج ‏أنظمة املعلومات ولتصالت التكنولوجية )ICT( ‏إىل تطبيق اخلدمات املرافقة<br />

لها وتنسيقها،‏ وهذا يعتمد على السلوك الإداري والترصفات التاريخية الوطنية،‏ وسياسات<br />

املصانع،‏ باعتبار التطبيقات التي يتبعها املنتجون متثل القدرة التنافسية لكل منها.‏<br />

حتسني القدرة التنافسية للرشكات<br />

الهندية:‏ ربط القدرة التنافسية للمنظمات مع القدرة التنافسية الوطنية«:‏<br />

‏♦دراسة 2007( Dutta, )Sanjib K. بعنوان:‏ «<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل بيان ‏أهمية اجلودة لتمييز الأداء املرتفع ملنظمات الأعمال،‏<br />

حيث اعتمدت الدراسة على ‏أهمية الأداء املتميز يف حتسني القدرة التنافسية للرشكات<br />

الهندية على مستوى ‏لقتصاد العاملي باعتبار الأداء املتميز يشكل الإطار العام للتنبوؤ يف<br />

بناء القدرة التنافسية.‏<br />

توصلت الدراسة ‏إىل ‏أن الإطار العام للأداء يستخدم من قبل املنظمات لتحسني مستوى<br />

قدرتها التنافسية،‏ ولكنها ل تصلح كاأداة،‏ لكي تساهم يف القدرة التنافسية الوطنية.‏<br />

♦ ‏♦دراسة 2007( Kovacic, )Art بعنوان:‏ «<br />

السلوفانية من خالل نظام املوؤرشات«:‏<br />

نقاط ارتكاز القدرة التنافسية<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل تقييم القدرة التنافسية السلوفاتية من خلل ‏لساليب الكمية<br />

والنوعية،‏ وحماولة توضيح ملاذا تنمو بعض الدول برسعة ‏أكرب من الدول الأخرى؟ اقرتحت<br />

الدراسة موؤرشات عدة للقدرة التنافسية،‏ منها:‏ التجارة اخلارجية،‏ وميزان احلساب اجلاري،‏<br />

والدخل الفردي من الدخل القومي،‏ ومنو الإنتاجية،‏ وحجم الصادرات ذات التقنية العالية<br />

نسبة للحجم الكلي للصادرات،‏ وحجم الإنفاق على البحوث والتطوير ودرجة انفتاح<br />

‏لقتصاد.‏<br />

توصلت الدراسة ‏إىل ‏أن البلدان ذات البنى التحتية والسياسات ‏لقتصادية املختلفة<br />

تتنافس من ‏أجل جلب ‏لستثمارات للرشكات متعددة اجلنسيات،‏ ‏أو ‏لستثمارات الصناعية<br />

املربحة.‏ ‏أما ‏لقتصاد املتواضع واملفتوح مثل اقتصاد ‏سلوفاتيا فتدويل جميع مستويات<br />

‏لستثمارات طويلة الأجل ‏رضوري للنمو ‏لقتصادي طويل الأجل.‏


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

منهجية الدراسة:‏<br />

أسلوب الدراسة:‏<br />

لقد تبنت الدراسة ‏أسلوب البحث الوصفي وأسلوب البحث امليداين التحليلي.‏<br />

أداة الدراسة:‏<br />

‏صمَّم الباحث استبانة متخصصة بغرض احلصول على البيانات الأولية املتعلقة<br />

مبشكلة الدراسة،‏ وتضمنت ‏لستبانة )20( فقرة ‏ضمن مقياس ليكرت اخلماسي للخيارات<br />

املتعددة،‏ الذي يحتسب ‏أوزان تلك الفقرات بطريقة خماسية،‏ ‏إضافة ‏إىل البيانات الشخصية<br />

لعينة الدراسة.‏<br />

اختبار الصدق والثبات:‏<br />

قبل اعتماد مقياس البحث ‏)لستبانة(‏ ، وما تضمنته من ‏أسئلة،‏ فقد اُختربت جودة<br />

هذا املقياس الذي استخدم يف جمع البيانات امللئمة لختبار فرضيات الدراسة،‏ لذا خضع<br />

املقياس لختبار الصدق والثبات Validity( )Reliability & . ويعرف الصدق بقدرة املقياس<br />

على قياس ما ‏أعد لقياسه،‏ ‏أما الثبات فهو الدرجة التي يحقق فيها املقياس النتائج نفسها<br />

يف حال تكرار ‏لختبار،‏ ويقيس مدى تناسق فقرات املقياس وانسجامها ‏)عدس،‏ توق،‏<br />

1998( . وقد اُستخدم اختبار ‏)كرونباخ ‏ألفا(‏ لقياس مدى ثبات ‏أداة القياس،‏ حيث بلغت<br />

قيمة الفا ∝= 0.76، وهي نسبة مقبولة لأغراض التحليل،‏ بحيث جتاوزت احلد الأدنى<br />

)%60( املتفق عليه للعتمادية )2007 )Malhotra,<br />

جمتمع الدراسة وعينتها:‏<br />

جمتمع الدراسة:‏<br />

يتكون جمتمع الدراسة من جميع املرضى الذين يعاجلون يف مستشفيات القطاع العام<br />

يف حمافظة ‏إربد ‏)مستشفى امللك عبد اللة املوؤسس،‏ ومستشفى الأمرية بسمة التعليمي،‏<br />

ومستشفى الأمري راشد العسكري(‏ ، والبالغ عددهم 320 مريضاً،‏ ممن هم على ‏رسير الشفاء<br />

خلل ‏شهر اذار 2007.<br />

عينة الدراسة:‏<br />

اختريت عينة عشوائية مقدارها )175( مفردة مكونة من املرضى الذين يعاجلون<br />

100


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

يف مستشفيات جمتمع الدراسة من واقع ‏سجلت الداخلني يف كل مستشفى خلل ‏شهر اذار<br />

.2007<br />

إجراءات الدراسة:‏<br />

وزَّع الباحث )175( استبانة على ‏أفراد عينة الدراسة خلل ‏شهر ‏آذار من عام ‎2007‎م،‏<br />

ويلخص اجلدول الآتي ‏لستبيانات املوزعة واملسرتدة لغايات التحليل:‏<br />

الجدول )1(<br />

االستبيانات الموزعة والمستردة<br />

جمتمع الدراسة<br />

االستبيانات املوزعة<br />

االستبيانات املسرتدة<br />

نسبة االسرتداد<br />

%77<br />

50<br />

65<br />

مستشفى امللك عبد اللة املوؤسس<br />

%75<br />

45<br />

60<br />

مستشفى ‏لمرية بسمة التعليمي<br />

%76<br />

38<br />

50<br />

مستشفى ‏لمري راشد العسكري<br />

%76<br />

133<br />

175<br />

املجموع<br />

وصف خصائص عينة الدراسة:‏<br />

الجدول )2(<br />

توزيع عينة الدراسة تبعا للجنس<br />

اجلنس<br />

اأنثى ذكر<br />

املجموع<br />

133<br />

53<br />

80<br />

التكرار<br />

%100<br />

%39.8<br />

النسبة املئوية %60.2<br />

الجدول )3(<br />

توزيع عينة الدراسة تبعا للمؤهل العلمي<br />

املوؤهل العلمي<br />

دون التوجيهي<br />

توجيهي<br />

دبلوم<br />

بكالوريوس<br />

ماجستري<br />

دكتوراه<br />

املجموع<br />

133<br />

3<br />

10<br />

30<br />

10<br />

52<br />

28<br />

التكرار<br />

%100<br />

%2.3<br />

%7.5<br />

%22.6<br />

%7.5<br />

%39<br />

%21.1<br />

%<br />

نتائج الدراسة ومناقشتها:‏<br />

‏ستُعرض النتائج التي توصلت ‏إليها الدراسة التي هدفت ‏إىل التحقق من فاعلية<br />

101


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

منظومة ‏لسرتاتيجيات التسويقية التي ميكن ‏أن تتبناها ‏رشكات الأدوية الأردنية للتاأثري<br />

على ‏سلوك املستهلكني املرضى واجلهات املستفيدة يف الأسواق املحلية والعربية،‏ وتناقش<br />

لتخاذ قرار اختيار الدواء الأردين دون غريه من الأدوية ‏)اعتماداً‏ على رأي اجلماعات<br />

املرجعية الطبيب املعالج والصيدلين املختص(‏ . ومن ثم الإجابة عن ‏أسئلة الدراسة بعد<br />

اختبار فرضيات الدراسة التي وُ‏ ‏ضعت موضع ‏لختبار من خلل الأساليب الإحصائية<br />

املختلفة:‏ ‏)الإحصاء الوصفي،‏ وحتليل ‏لنحدار البسيط واملتعدد(‏ .<br />

اختبار فرضيات الدراسة:‏<br />

لختبار فرضيات موضوع الدراسة اُعتمد اختبار ‏لنحدار البسيط حلساب قيم )t(<br />

التي تقيس ‏إمكانية وجود علقة تاأثريية معنوية بني كل متغري مستقل واملتغري التابع ذي<br />

العلقة بالفرضية موضوع ‏لختبار،‏ ويقوم هذا ‏لختبار على الصيغة التالية للفرضية<br />

العدمية والفرضية البديلة:‏<br />

‏ل توجد علقة خطية بني املتغري املستقل واملتغري التابع = 0 1 H 0 : B<br />

102<br />

<br />

H a : B 1<br />

‏توجد علقة خطية بني املتغري املستقل واملتغري التابع ≠ 0<br />

وتنص القاعدة الإحصائية لهذا ‏لختبار على ‏أن الفرضية العدمية H0<br />

تُرفض يف حال:‏<br />

‏أن قيم (Sig) P تقل عن مستوى الدللة اخلاص به ، 0.05 تعد العلقة بينهما معنوية،‏<br />

وذات دللة ‏إحصائية:‏<br />

If Sig ≤ ∝ H0 , Where as P (Sig) ≤ 0.05<br />

واُعتمدت قيم معامل ارتباط بريسون R بني كل متغري مستقل ومتغري تابع،‏ حيث<br />

‏إن قيم (Sig) P لأي معامل ارتباط بني املتغري املستقل واملتغري التابع يقل عن مستوى<br />

الدللة اخلاص به )0.05 ≤ P ) . تعد العلقة بينهما علقة معنوية وذات دللة ‏إحصائية.‏<br />

كما اعتمد اختبار التباين ANOVA حلساب قيم )F( التي تقيس مستوى معنوية العلقة<br />

بني املتغري التابع،‏ وجمموعة املتغريات املستقلة التي تضمنها منوذج ‏لنحدار املستخدم،‏<br />

ويقوم هذا ‏لختبار على الصيغة الآتية للفرضية العدمية والفرضية البديلة:‏<br />

‏أي ل توجد علقة خطية بني املتغريات املستقلة واملتغري التابع<br />

H 0 : B1 = B2 = ….. Bj = 0<br />

H a = At least one Bj ≠ 0<br />

‏أي توجد علقة خطية بني ‏أحد املتغريات املستقلة على الأقل واملتغري التابع.‏ وتنص


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

القاعدة الإحصائية لهذا ‏لختبار على ‏أن الفرضية العدمية H0 ترفض يف حال:‏<br />

‏أن قيم (Sig) P لأي معامل ارتباط بني املتغري املستقل واملتغري التابع،‏ يقل عن<br />

مستوى املعنوية اخلاص به ، 0.05 تعد العلقة بينهما معنوية وذات دللة ‏إحصائية:‏<br />

If Sig ≤ ∝<br />

⇒ Re jectR H0, Where e<br />

as P (Sig) ≤ 0.05<br />

كما دُرست نتائج الإحصاء الوصفي فيما يتعلق بقيم الوسط احلسابي ولنحراف<br />

املعياري لكل ‏سوؤال من ‏أسئلة ‏لستبانة.‏ علماً‏ باأن متغريات الدراسة قيست على مقياس<br />

ليكرت اخلماسي لبيان درجة املوافقة،‏ وقد قُ‏ ‏سمت درجات املوافقة ‏إىل )5( فئات،‏<br />

الدرجة )1( منخفض جداً،‏ )2( منخفض،‏ )3( متوسط،‏ )4( مرتفع،‏ و )5( مرتفع جداً.‏<br />

وتشكل ما جمموعه 15 درجة،‏ وبالتايل فان املتوسط = )15/ = 5 3( .<br />

وتنص القاعدة الإحصائية على قبول الفرضية العدمية يف حال كان الوسط احلسابي<br />

لكل مفردة ‏أقل من )3( ، وترفض الفرضية العدمية يف حال كان الوسط احلسابي لكل مفردة<br />

يزيد عن )3( ، ‏أي ‏أن متوسط التكرار يزيد عن )0.50( .<br />

الفرضية األوىل:‏<br />

H: 0 ل توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني جودة املنتج الدوائي ‏)من وجهة نظر<br />

املستهلك(‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

H: 1 توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني جودة املنتج الدوائي ‏)من وجهة نظر<br />

املستهلك(‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

ولختبار هذه الفرضية حُ‏ ‏سبت املتوسطات ولنحرافات املعيارية لفقرات جمال<br />

جودة املنتج الدوائي،‏ واملجموع الكلي لهما،‏ كما يظهر يف اجلدول )4( .<br />

الجدول )4(<br />

المتوسط الحسابي واالنحرافات المعياري لجميع فقرات مجال جودة المنتج الدوائي والمجموع الكلي لهما<br />

الفقرة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعباري<br />

0.66<br />

4.15<br />

1 افضل ‏رشاء املنتج الدوائي ‏لجود بغض النظر عن بلد املنساأ.‏<br />

0.64<br />

2 افضل الرشاء من الرشكات التي تعتمد على البحوث والتطوير لتحسني منتجاتها.‏ 4.11<br />

0.79<br />

4.25<br />

3 اذا كان املنتج الدوائي ‏لردين اجود فسوف اشرتيه.‏<br />

1.04<br />

3.86<br />

4 جودة وفاعلية املنتج الدوائي قمة اولوياتي عند الرشاء.‏<br />

103


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

الفقرة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعباري<br />

1.05<br />

3.77<br />

5 تفضيلي للمنتج الدوائي يعتمد على املواد ‏لولية املكونة له.‏<br />

0.498<br />

4.030<br />

جودة املنتج الدوائي.‏<br />

بينت نتائج حتليل الإحصاء الوصفي الواردة يف اجلدول )4( موافقة املستجيبني على<br />

‏أهمية جودة املنتج الدوائي باعتباره مكوناً‏ ‏أساسياً‏ للقدرة التنافسية لرشكات الأدوية<br />

الأردنية،‏ وقد تراوحت املتوسطات احلسابية ملجال جودة املنتج الدوائي ما بني )3.77-<br />

4.25( ، فكان ‏أعلها للفقرة رقم )3( التي تنص على:‏ ‏»إن ‏لهتمام بجودة املنتح الدوائي<br />

يساهم يف تعزيز الصورة الذهنية لتلك املنتجات«،‏ وأدناها للفقرة رقم )5( التي تنص<br />

على:‏ ‏»تفضيل املستهلكني للمنتج الدوائي بناء على املواد ‏لولية املكونة للمنتج ‏)اعتمادا<br />

على رأي الطبيب املعالج والصيدلين املختص(«‏ . وبلغ متوسط نسبة التكرار لستجابات<br />

عينة الدراسة )0.81( للستجابات التي تراوحت ما بني حمايد وموافق بشدة،‏ وهي نسبة<br />

مرتفعة وتزيد عن )0.50( . وتدل على ارتفاع درجة املوافقة.‏<br />

ومن ‏أجل اختبار الفرضية الأوىلطبِّق حتليل ‏لنحدار Analysis( )Regression<br />

جدول )5( .<br />

الجدول )5(<br />

نتائج تحليل ANOVA ومعامات Coefficients لجودة المنتج الدوائي<br />

املتغري املستقل<br />

Sig النتيجة<br />

F<br />

t<br />

β<br />

r 2<br />

r<br />

جودة املنتج الدوائي.‏<br />

0.001 رفض العدمية<br />

10.625<br />

3.260<br />

0.294<br />

0.075<br />

0.274<br />

2<br />

يبني اجلدول )5( ‏أن معامل ‏لرتباط بني جودة املنتج الدوائي والقدرة التنافسية<br />

لرشكات الأدوية بلغ )0.274 =R( ، وأن قيمة معامل التحديد ( 2 R( فرس ما نسبته )0.075(<br />

من التغري احلاصل يف قدرة جودة املنتج الدوائي على زيادة القدرة التنافسية لرشكات<br />

الأدوية الأردنية.‏ وهي نسبة تدل على درجة تاأثري ‏ضعيفة نسبياً‏ مقدارها )0.294 = β(.<br />

وتوؤكد معنوية هذه العلقة قيمة )F( البالغة )10.625( وهي قيمة دالة ‏إحصائيا ‏ضمن<br />

النموذج العام ملتغريات الدراسة املستقلة جمتمعة،‏ وبدللة ‏إحصائية مقدارها )0.01( ،<br />

وبالتايل فاإن هناك علقة ذات دللة ‏إحصائية بني جودة املنتج الدوائي والقدرة التنافسية،‏<br />

وبناء على القرار الإحصائي ترفض الفرضية العدمية لوجود علقة ذات دللة احصائية.‏<br />

104


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الفرضية الثانية:‏<br />

H: 0 ل توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني ‏سعر املنتج الدوائي وزيادة القدرة<br />

التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

H: 1 توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني ‏سعر املنتج الدوائي وزيادة القدرة التنافسية<br />

لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

ولختبار هذه الفرضية حُ‏ ‏سبت املتوسطات ولنحرافات املعيارية للفقرات اخلاصة<br />

مبجال ‏أسعار املنتجات الدوائية واملجموع الكلي لهما،‏ كما يظهر يف اجلدول )6( .<br />

الجدول )6(<br />

المتوسط الحسابي واالنحرافات المعياري لجميع فقرات مجال اسعار المنتجات الدوائية<br />

والمجموع الكلي لهما<br />

الفقرة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعباري<br />

0.76<br />

4.26<br />

1 اعتقد ان ارتفاع ‏أو انخفاض ‏سعر الدواء ل يدل على جودته.‏<br />

0.84<br />

2 انا على استعداد لدفع ‏سعر اعلى مقابل احلصول على جودة اعلى للمنج الدوائي.‏ 3.95<br />

0.92<br />

3.81<br />

3 تسعر ‏رشكات ‏لدوية منتجاتها على اساس التكلفة.‏<br />

1.10<br />

3.47<br />

4 جودة املنتج الدوائي اهم بالنسبة يل من السعر الذي ادفعه.‏<br />

99.<br />

3.71<br />

ل توجد هنالك فروقات واضحة ما بني اسعار املنتجات الدوائية املحلية<br />

ولجنبية املستوردة.‏<br />

5<br />

0.497<br />

3.839<br />

‏أسعار املنتجات الدوائية<br />

بينت نتائج حتليل الإحصاء الوصفي الواردة يف اجلدول )6( على موافقة املستجيبني<br />

على ‏أهمية ‏سعر املنتج الدوائي باعتباره مكوناً‏ رئيساً‏ للقدرة التنافسية لرشكات الأدوية<br />

الأردنية،‏ وقد تراوحت املتوسطات احلسابية ملجال ‏سعر املنتج الدوائي ما بني )3.47-<br />

4.26( ، فكان ‏أعلها للفقرة رقم )1( والتي تنص على:‏ ‏»إن ‏سعر املنتجالدوائيوعدالة تسعري<br />

املنتجات الدوائية،‏ وعدم املبالغة فيها تساهم يف تعزيز الصورة الذهنية لتلك املنتجات«،‏<br />

وأدناها للفقرة رقم )4( والتي تنص على:‏ ‏»أهمية ‏سعر املنتج الدوائي للمستهلك«.‏ وبلغ<br />

متوسط نسبة التكرار لستجابات عينة الدراسة )0.77( للستجابات التي تراوحت ما بني<br />

حمايد وموافق بشدة،‏ وهي نسبة مرتفعة،‏ وتزيد عن )0.50( . وتدل على ارتفاع درجة<br />

املوافقة.‏<br />

105


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

ومن ‏أجل اختبار الفرضية الثانيةطبِّق حتليل ‏لنحدار Analysis( )Regression كما<br />

يظهر يف اجلدول )7( .<br />

الجدول )7(<br />

نتائج تحليل ANOVA ومعامات Coefficients ألسعار المنتجات الدوائية<br />

املتغري املستقل<br />

Sig النتيجة<br />

F<br />

t<br />

β<br />

r 2<br />

r<br />

‏أسعار املنتجات الدوائية<br />

0.000 رفض العدمية<br />

28.730<br />

5.360<br />

0.456<br />

0.180<br />

0.424<br />

2<br />

يبني اجلدول )7( ‏أن معامل ‏لرتباط بني ‏سعر املنتج الدوائي،‏ والقدرة التنافسية<br />

لرشكات ‏لدوية بلغ )0.424 =R( ، وأن قيمة معامل التحديد ( 2 R( فرس ما نسبته )0.180(<br />

من التغري احلاصل يف قدرة ‏سعر املنتج الدوائي على زيادة القدرة التنافسية لرشكات<br />

الأدوية الأردنية.‏ وهي نسبة تدل على درجة تاأثري مقدارها )0.456 = β(. وتوؤكد معنوية<br />

هذه العلقة قيمة )F( البالغة )28.730( ، وهي قيمة دالة ‏إحصائيا وبدللة ‏إحصائية<br />

مقدارها )0.00( ، وبالتايل فاإن هناك علقة ذات دللة ‏إحصائية بني ‏سعر املنتج الدوائي<br />

والقدرة التنافسية،‏ وبناء على القرار الإحصائي ترفض الفرضية العدمية لوجود علقة ذات<br />

دللة احصائية.‏<br />

الفرضية الثالثة:‏<br />

H: 0 ل توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني القيمة املدركة للأدوية ‏)من وجهة نظر<br />

املستهلك(‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

H: 1 توجد علقة ذات دللة ‏إحصائية بني القيمة املدركة للأدوية ‏)من وجهة نظر<br />

املستهلك(‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.‏<br />

ولختبار هذه الفرضية حُ‏ ‏سبت املتوسطات ولنحرافات املعيارية للفقرات اخلاصة<br />

بالقيمة املدركة للمنتجات الدوائية واملجموع الكلي لهما،‏ كما يظهر يف اجلدول )8( .<br />

الجدول )8(<br />

المتوسط الحسابيواالنحرافات المعياري لجميع فقرات مجال القيمة المدركة<br />

للمنتجات الدوائية والمجموع الكلي لهما<br />

الفقرة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعباري<br />

0.77<br />

3.95<br />

1 ‏سمعة الدواء ‏لجنبي افضل من ‏سمعة الدواء ‏لردين.‏<br />

0.83<br />

3.90<br />

2 للدواء ‏لجنبي مفعول اكرب وارسع من الدواء املصنع حمليا.‏<br />

106


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الفقرة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعباري<br />

0.82<br />

4.06<br />

3 تهتم الرشكات ‏لجنبية بجودة منتجاتها اكرث من الرشكات املحلية<br />

0.87<br />

3.75<br />

السعر الذي ادفعه ثمنا للدواء ‏لجنبي يوازي املنفعة املتحققة منه،‏ والعكس<br />

غري ‏صحيح بالنسبة للدواء املصنع حمليا.‏<br />

4<br />

0.82<br />

4.20<br />

5 الكلمة املنطوقة عن الدواء ‏لجنبي ايجابية.‏<br />

0.485<br />

3.973<br />

القيمة املدركة للمنتجات الدوائية ‏لردنية<br />

بينت نتائج حتليل الإحصاء الوصفي الواردة يف اجلدول )8( على موافقة املستجيبني<br />

على ‏أهمية متغري القيمة املدركة للمنتج الدوائي باعتباره مكوناً‏ رئيسياً‏ للقدرة التنافسية<br />

لرشكات الأدوية الأردنية،‏ وقد تراوحت املتوسطات احلسابية ملجال القيمة املدركة ما بني<br />

)3.75- 4.20( ، فكان ‏أعلها للفقرة رقم )5( التي تنص على:‏ ‏»إيجابية الكلمة املنطوقة<br />

فيما يخص منتجات الأدوية الأجنبية املستوردة لرتفاع قيمتها املدركة،‏ حيث يعتقد<br />

املرضى باأن السعر املدفوع يوازي املنفعة املتحققة منه«،‏ وأدناها للفقرة رقم )4( التي<br />

تنص على:‏ ‏»ان السعر املدفوع للأدوية الأردنية ل يوازي القيمة املدركة واملنفعة املتحققه<br />

منه ‏إشارة ‏إىل ارتفاع ‏أسعار الأدوية الأردنية غري املربر والذي ل يرتبط باجلودة«.‏ وبلغ<br />

متوسط نسبة التكرار لستجابات عينة الدراسة )0.79( للستجابات التي تراوحت ما بني<br />

حمايد وموافق بشدة،‏ وهي نسبة مرتفعة وتزيد عن )0.50( . وتدل على ارتفاع درجة<br />

املوافقة.‏<br />

ومن ‏أجل اختبار الفرضية الثانيةطبِّق حتليل ‏لنحدار Analysis( )Regression كما<br />

يظهر يف اجلدول )9( .<br />

الجدول )9(<br />

نتائج تحليل ANOVA ومعامات Coefficients الخاص بالقيمة المدركة للمنتجات الدوائية األردنية<br />

املتغري املستقل<br />

.Sig النتيجة<br />

F<br />

t<br />

β<br />

r 2<br />

r<br />

القيمة املدركة للمنتجات الدوائية ‏لردنية<br />

0.000 رفض العدمية<br />

42.880<br />

6.547<br />

0.547<br />

0.247<br />

0.497<br />

3<br />

يبني اجلدول )9( ‏أن معامل ‏لرتباط بني القيمة املدركة للمنتج الدوائي والقدرة<br />

التنافسية بلغ )0.497 =R( ، وأن قيمة معامل التحديد ( 2 R( فرس ما نسبته )0.247( من<br />

التغري احلاصل يف زيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية.‏ وهي نسبة تدل على درجة<br />

تاأثري مقدارها )0.547 =β(. وتوؤكد معنوية هذه العلقة قيمة )F( البالغة )42.880( وهي<br />

107


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

قيمة دالة ‏إحصائيا،‏ وبدللة ‏إحصائية مقدارها )0.00( ، وبالتايل فاإن هناك علقة ذات<br />

دللة ‏إحصائية بني القيمة املدركةللمنتج الدوائي والقدرة التنافسية لرشكات ‏لدوية،‏<br />

وبناء على القرار الإحصائي ترفض الفرضية العدمية لوجود علقة ذات دللة احصائية.‏<br />

وقد ‏أُجري اختبار حتليل ‏لنحدار املتعدد ملتغريات الدراسة املستقلة،‏ وأثرها على<br />

املتغري التابع كما هو مبني يف اجلدول )10( .<br />

الجدول )10(<br />

تحليل االنحدار المتعدد لمتغيرات الدراسة<br />

Model<br />

Sum of Squares<br />

df<br />

Mean Square<br />

F<br />

Sig<br />

Regression<br />

11.613<br />

3<br />

3.871<br />

19.184<br />

0.000<br />

Residual<br />

26.031<br />

129<br />

0.202<br />

Total<br />

37.644<br />

132<br />

●<br />

نلحظ من اجلدول )10( ‏أن قيمة )F( املحسوبة والبالغة )19.184( ذات دللة<br />

‏إحصائية عند مستوى معنوية )0.01( ، مما يدل على وجود علقة تاأثريية بني املتغريات<br />

املستقلة جمتمعة واملتغري التابع،‏ وتبلغ قوة هذه العلقة )0.55 =R( .<br />

حتليل ومناقشة نتائج الدراسة:‏<br />

اعتماداً‏ على نتائج ‏لختبار الإحصائي لفرضيات الدراسة ‏ستُحلل نتائج ‏لختبارات<br />

للمتغريات الرئيسية لكل فرضية من الفرضيات وتناقش يف حماولة للإجابة عن ‏أسئلة<br />

الدراسةاملنبثقة من عنارص مشكلتها التي بنيت عليها الدراسة.‏<br />

‏●السوؤال الأول:‏ ما العالقة بني جودة املنتج الدوائي،‏ وزيادة القدرة<br />

التنافسية لرشكات االأدوية االأردنية يف السوق املحلية والعربية؟<br />

‏أفادت نتائج الدراسة ‏أن هناك علقة ارتباط معنوية بيندرجة تبني ‏رشكات الأدوية<br />

الأردنيةللمتغرياتاخلاصة بجودة املنتج الدوائي،‏ وزيادة قدرتها التنافسية،‏ احتل متغري<br />

جودة املنتج املرتبة الثالثة اعتماداً‏ على قيمة معامل التحديد )0.075( ‏،ومبتوسط حسابي<br />

مقداره 4.030، ويدل على ارتفاع درجة موافقة العينة على اعتماد اجلودة ‏أكرث من بلد<br />

املنساأ.‏ وقد تطابقت النتيجة مع دراسة )1999 al. )Ashok, et, ، التي ركزت على ‏أهمية<br />

جودة املنتج الدوائي يف ‏إكساب الرشكات الدوائية ميزة تنافسية مستدامة.‏<br />

108


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏●السوؤال الثاين:‏ ما العالقة بني ‏سياسات التسعري التي تتبعها ‏رشكات<br />

االدوية وزيادة قدرتها التنافسية؟ ‏أشارت نتائج الدراسة ‏إىل وجود علقة معنوية بني<br />

درجة تبني ‏رشكات الأدوية الأردنية لسياسات تسعريية تتلءم وطبيعة الأسواق املحلية<br />

واخلارجية املستهدفة،‏ وطبيعة املنافسة فيها،‏ وقد احتل هذا املتغري املرتبة الثانية من<br />

حيث الأهمية النسبية مبعامل حتديد مقداره )0.180( ومبتوسط حسابي مقداره 3.839،<br />

فمستوى الدخل الفردي عامل رئيس بالنسبة ملختلف فئات الشعب الأردين يف حتديد<br />

السلوك الرشائي نحو املنتجات الدوائية،‏ وبالتايل مقارنة اجلودة والسعر ملنتجات الأدوية<br />

املحلية مع جودة وسعر منتجات الأدوية الأجنبية املستوردة،‏ بالتايل فهو على استعداد<br />

لدفع ‏سعر ‏أعلى مقابل حصوله على املنافع املرجوة.‏ وقد تطابقت هذه النتيجة مع دراسة<br />

كل من ‏)رحاحلة،‏ 1997، نرص،‏ 1999( التي ‏أكدت على ‏أهمية السياسات السعرية املتبعة<br />

يف ‏إكساب الرشكات القدرة التنافسية ملنافسة الرشكات املحلية ولقليمية.‏<br />

109<br />

●<br />

●<br />

‏●السوؤال الثالث:‏ ما العالقة بني القيمة املدركة للمنتج الدوائي ‏)من<br />

وجهة نظر املستهلك(‏ وزيادة القدرة التنافسية لرشكات االدوية االردنية؟<br />

دلت نتائج الدراسة ‏أن هناك علقة ارتباط معنوية بني درجة تبني ‏رشكات الأدوية الأردنية<br />

ملتغري القيمة املدركة،‏ وقد احتل هذا املتغري املرتبة الأوىل مبعامل حتديد قدره )0.247(<br />

ومبتوسط حسابي مقداره ، 3.973 فمستوى ‏إدراك العملء لهمية املنتج الدوائي واملنافع<br />

والفوائد املتحققة واملرجوه منه مقارنة مع ما يتحمله العميل من التكاليف املالية وغري<br />

املالية،‏ وبخاصة ‏أن العملء غالباً‏ ما يعتمدون على الكلمة املنطوقة مبا يصدر عن الأطباء<br />

والصيادلة املختصني من تلميحات وترصيحات حول الأدوية الأردنية والأدوية الأجنبية<br />

املستوردة،‏ وبالتايل تتشكل مواقفهم واجتاهاتهم نحو تلك الأدوية،‏ وقد جاءت هذه<br />

النتيجة مطابقة وموؤيدة لدراسة:‏ )1999 Li, )Drik, ,2008 Hsu . التي تناولت كل منها<br />

‏أهمية تكنولوجيا املعلومات املستخدمة يف ‏إنتاج الأدوية التي تنعكس ‏إيجابا على جودة<br />

املنتجات الدوائية.‏<br />

التوصيات العامة:‏<br />

♦<br />

يف ‏ضوء نتائج هذه الدراسة التي بنيت على ‏إجابات املرضى يف مستشفيات القطاع<br />

العام العاملة قدم الباحث التوصيات االآتية:‏<br />

‏♦اأوال:‏ ‏إعادة النظر يف ‏سياسات التسعري التي تتبعها ‏رشكات الأدوية الأردنية،‏<br />

والتسعري على ‏أساس التناسب الطردي ما بني التكلفة وجودة املنتج الدوائي،‏ حيث يرى


♦<br />

♦<br />

♦<br />

أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

املستهلك الأردين ‏أن ارتفاع ‏أسعار الأدوية الأردنية غري مربر،‏ ول يتلءم مع جودتها،‏<br />

مقارنة بالأدوية الأجنبية املستوردة.‏<br />

‏♦ثانيا:‏ تسعري املنتجات الدوائية التي تباع يف الأسواق املحلية واخلارجية<br />

بالأسعارنفسها،‏ وعدم حتميل تكاليف املنتجات الدوائية التي تباع يف الأسواق اخلارجية<br />

للمنتجات الدوائية التي تباع يف ‏لسواق املحلية.‏<br />

‏♦ثالثا:‏ استخدام الربامج التسويقية املوجهة مبا يتلءم والأسواق املحلية والأسواق<br />

العربية املستهدفة،‏ بحيث ميكن تقدمي حزمة متكاملة جلزء ‏سوقي،‏ ‏أو عدة ‏أجزاء ‏سوقية يف<br />

حماولة لدخول ‏أسواق عربية جديدة،‏ بالرتكيز على جودة املنتجات الدوائية واملنافع التي<br />

تقدمها لهم.‏<br />

‏♦رابعا:‏ ‏رضورة ‏لهتمام بتطبيق مفهوم التوجه نحو العملء الذي ينطوي على<br />

دراسة حاجات املرضى لتقدمي منتجات دوائية تتلءم مع حاجاتهم ورغباتهم،‏ وتتفق مع<br />

‏إدراكاتهم ‏)القيمة املدركة(‏ .<br />

اجتاهات حبث مستقبلية:‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

‏سعت هذه الدراسة ‏إىل تطوير مفهوم ‏إدراكي للمنتجات الدوائية الأردنية بالرتكيز على<br />

املتغريات اخلاصة بجودة املنتج الدوائي وأسعار املنتجات الدوائية،‏ ‏إضافة ‏إىل ‏رضورة<br />

‏لهتمام بالعملء من ‏أطباء ومرضى بتقدمي منتجات دوائية تتفق مع ‏إدراكاتهم للمنافع<br />

املتحققة منها ‏)القيمة املدركة للمنتجات الدوائية(‏ . وانطالقا من نتائج هذه الدراسة<br />

ميكن اقرتاح املجاالت االآتية لتكون مكملة ملتغريات اأخرى مل يتناولها الباحث:‏<br />

‏♦اأوال:‏ دراسة متغريات مستقلة ‏أخرى مل يتضمنها منوذج الدراسة مثل ‏سمعة<br />

الرشكات،‏ جودة املدخلت الدوائية،‏ درجة النمو ‏لقتصادي،‏ ‏أو مساهمتها يف الناجت<br />

املحلي الإجمايل.‏<br />

‏♦ثانيا:‏ البحث يف تطوير منوذج ‏آخر يعتمد عليه يف تسويق املنتجات الدوائية<br />

الأردنية يف السوق املحلية،‏ والأسواق العربية بشكل عام.‏<br />

‏♦ثالثا:‏ التفاعل مع املجتمع املحلي،‏ وخدمة املجتمع املحلي،‏ ورعاية الأحداث<br />

فيها لتعريف اجلمهور بها،‏ وباملنتجات التي تقدمها.‏<br />

110


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

111<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‏.‏‎1‎البنك 1 املركزي الأردين،‏ الأردن،‏ التقرير السنوي اخلامس والثلثون،‏ دائرة الأبحاث<br />

والدراسات،‏ عمان،‏ 2006.<br />

‎2‎تقارير . 2 وزارة الصناعة والتجارة،‏ عمان،‏ ‏ص 4- ‏ص . 2006 9،<br />

‎3‎رحاحلة،‏ . 3 نسيم،‏ )1997 ) ، ‏»الصناعة الدوائية يف الأردن«،‏ رسالة ماجستري غري<br />

منشورة،‏ جامعة الريموك،‏ اربد.‏<br />

‎4‎طشطوش،‏ . 4 وليد،‏ )2000 ) ، ‏»تسويق الدواء الأردين يف اململكة الأردنية الهاشمية«،‏<br />

رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة ‏آل البيت،‏ املفرق.‏<br />

‎5‎معل،‏ . 5 ناجي وتوفيق رائف،‏ )2009 ) ، ‏»أصول التسويق«:‏ مدخل حتليلي،‏ دار وائل للنرش،‏<br />

عمان-‏ الأردن.‏<br />

‎6‎عدس،‏ . 6 عبد الرحمن وتوق،‏ حمي الدين )1998 ) . املدخل ‏إىل علم النفس،‏ عمان،‏ دار<br />

الفكر للطباعة والنرش.‏<br />

‎7‎غرفة . 7 ‏صناعة عمان،‏ بيانات غري منشورة،‏ . 2006<br />

‎8‎نرص،‏ . 8 رىل،‏ )1990 ) ، ‏»الصناعة الدوائية يف الأردن«،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏<br />

اجلامعة الأردنية،‏ عمان.‏<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

1. Art Kovacic, (2007) , «Benchmarking the Slovenian competitiveness by<br />

system of indicators», Benchmarking journal, volume: 14 Issue 5. (On-<br />

Line) Available on: www.emeraldinsight.com , 21/ 4/ 2008<br />

2. A shok Kumar and others, (1999) , “A quality competitiveness index for<br />

benchmarking”, benchmarking Journal, Volume: 6 issue: 1 page 12- 21. ,<br />

(On- Line) Available on: www.emeraldinsight.com , 21/ 4/ 2008<br />

3. Chan, Lien. (1999), “Sealing The Peak Of Global Competitiveness Pledges<br />

And Measuresto Take The Nation Into The 21 Century”, Working Paper,<br />

Vice President, Premier, China, 15/ 3/ 2008, (On- Line) Available on:<br />

Http:// www.Findarticle.Com


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

4. Deakin, Simon and Patten, Stephen. (1999) , “Building A Technologically<br />

Advance Nation”, Working Paper, Center Of Business Reaearch.<br />

5. Drik Frantzen, (2008) , “Technology, Competitiveness, and Specialization<br />

in OECD Manufacturing”. Journal of economic studies, Volume: 35 issue:<br />

1 (On- Line) Available on: www.emeraldinsight.com , 20/ 4/ 2008<br />

6. Friedewald, Michael and Others. (2006) , “Assessing European<br />

National Policies To Support The Competitiveness Of Information And<br />

Communication Technology Producers”, Emerald Group Publishing<br />

Limited, Vol. 8, Issue: 5. 20/ 3/ 2008, (On- Line) Available on: Http://<br />

www.Emeraldinsight.Com<br />

7. Jorgensen A. Lerberg. (2006) , “Sustainable Competitiveness In Global<br />

Value Chains: How Do Small Danish Firms Behave?” Corporate<br />

Governance Journal. Vol. 6, Issue: 4. 20/ 3/ 2008, (On- Line) Available:<br />

Http:// www.Emeraldinsight.Com<br />

8. Hsu, Li- Ling. (1999) , “The IT Effects On Competitiveness For Interaction<br />

Between Manufacturing And Marketing”: Six Taiwan Cases, Industrial<br />

Management &Data Systems Journal. Vol. 99, Issue: 4. 20/ 4/ 2008, (On-<br />

Line) Available: Http:// www.Emeraldinsight.Com<br />

9. Kiston, Michael, and Michie, Jonthan, (1998) , “Markets, Competitiveness<br />

In Global Value Chains: How Do Small Danish Firms Behave?” Corporate<br />

Governance Journal. Vol. 6.<br />

10. Kotler, Ph. and Armstrong, G. (2008) , Principles of Marketing, 12th, Ed,<br />

Pearson, Prentice- Hall. Upper Saddle River, New Jersey, NJ.<br />

11. Kotler, Ph. and Armstrong, G, (2004) . “Principle of Marketing”, 10th,<br />

ed. Pearson Education, New Jersey.<br />

12. Lovelock, C. and Wirtz Jochen. (2006) . “Service Marketing, People,<br />

Technology, Strategy”.USA: Pearson Prentice Hall, PP: 63- 65.<br />

13. Malhotra, N. K. (2007) , “Marketing Research”, New Jersey: Prentice<br />

Hall.<br />

14. Pride W. M. and O.C. Ferrell, (2006) . “Marketing concepts and Strategy”,<br />

13th ed, Houghton Mifflin Company, Boston, New York.<br />

15. Sanjib K. Dutta, (2007) , “Enhancing competitiveness of India Inc,<br />

creating linkages between organizational and national competitiveness”.<br />

112


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

16.<br />

17.<br />

18.<br />

19.<br />

20.<br />

21.<br />

International journal of social economics. 2007 Volume: 34 Issue: 9. (On-<br />

Line) Available on: www.emeraldinsight.com , 21/ 4/ 2008<br />

Schacht, Wendy H. (1999) , “Manufacturing Technology And Competition<br />

And Innovation”: Working Paper, Howard Cobb.20/ 4/ 2008, (On- Line)<br />

Available: Http:// www.Emeraldinsight.Com<br />

Schiffman, L.G. and Kanuk, L.L. (2004) . “Consumer Behavior”. New<br />

Jersey: Pearson Prentice Hall. , P: 269.<br />

Sharma B. and Fisher, T. (1997) , “Functional Strategies And<br />

Competitiveness: An Empirical Analysis Using Data From Australian<br />

Manufacturing. Benchmarking”: An International Journal. Vol. 4, Issue:<br />

4. 20/ 4/ 2008, (On- Line) Available: Http:// www.Emeraldinsight.Com<br />

Solomon R. M. (2004). “Consumer Behavior, Buying, Having, And<br />

Being”. New Jersey: Prentice Hall, Englewood Cliffs. P: 224.<br />

Winer, Russels (2004) . “Marketing Management”. New Jersey: Prentice<br />

Hall, Englewood Cliffs. P: 40, 232<br />

Zeithmal, V. et al., (2006) , Service Marketing, Integrating Customer<br />

Focus Across the Firm. 4 th , ed, McGraw- Hill/ Irwin, New York, NY.<br />

113


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

استبانه الدراسة<br />

‏أخي املستجيب/‏ ‏أختي املستجيبة<br />

يقوم الباحث باإجراء دراسة حول جودة املنتج الدوائي وسعره والقيمة املدركة له<br />

‏)من وجهة نظر املستهلك(‏ واثرها على القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية يف<br />

السوق املحلية والعربية.‏ الرجاء التكرم بالإجابة على الأسئلة الواردة يف جميع فقرات<br />

هذه ‏لستبانة مبوضوعية،‏ علما بان املعلومات والبيانات الواردة فيها ‏ستعامل برسية<br />

تامة وسوف تستخدم لأغراض البحث العلمي فقط،‏ ‏شاكرين لكم تعاونكم يف ‏إجناح هذه<br />

الدراسة.‏<br />

القسم االأول<br />

‏»معلومات عامة«‏<br />

يرجى اإكمال العبارات التالية:‏<br />

♦ ‏♦العمر:‏ ...........<br />

املستوى التعليمي:‏<br />

[ ] دون التوجيهي [ ] توجيهي [ ] دبلوم [ ] بكالوريوس.‏<br />

[ ‏[ماجستري [ ‏[دكتوراه.‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

الوظيفة:‏ ♦<br />

[ ‏[مدير عام.‏<br />

[ ] نائب مدير عام.‏<br />

[ ] مدير اداره وسطى.‏<br />

114


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

القسم الثاين<br />

الرجاء ‏إبداء رأيكم بوضع ‏إشارة )√( داخل املربع املناسب على املقياس الليكرتي<br />

املحاذي لكل عبارة،‏ واختيار ‏إجابة واحدة فقط لبيان درجة موافقتكم عليها.‏<br />

الفقرة<br />

موافق<br />

بشدة<br />

حمايد موافق<br />

ال<br />

اأوافق<br />

ال<br />

اأوافق<br />

بشدة<br />

1 جودة املنتج الدوائي.‏<br />

افضل ‏رشاء املنتج الدوائي ‏لجود بغض النظر عن بلد املنساأ.‏<br />

افضل الرشاء من الرشكات التي تعتمد على البحوث والتطوير لتحسني<br />

منتجاتها.‏<br />

اذا كان املنتج الدوائي ‏لردين اجود فسوف اشرتيه.‏<br />

جودة وفاعلية املنتج الدوائي قمة اولوياتي عند الرشاء.‏<br />

تفضيلي للمنتج الدوائي يعتمد على املواد ‏لولية املكونة له.‏<br />

2 اأسعار املنتجات الدوائية<br />

1. اعتقد ان ارتفاع ‏أو انخفاض ‏سعر الدواء ل يدل على جودته.‏<br />

2. انا على استعداد لدفع ‏سعر اعلى مقابل احلصول على جودة اعلى للمنج<br />

الدوائي.‏<br />

‎3‎‏.تسعر ‏رشكات ‏لدوية منتجاتها على اساس التكلفة.‏<br />

‎4‎‏.جودة املنتج الدوائي اهم بالنسبة يل من السعر الذي ادفعه.‏<br />

‎5‎‏.ل توجد هنالك فروقات واضحة ما بني اسعار املنتجات الدوائية املحلية<br />

ولجنبية املستوردة.‏<br />

3 القيمة املدركة لالأدوية االأردنية<br />

‎1‎‏.سمعة الدواء ‏لجنبي افضل من ‏سمعة الدواء ‏لجنبي.‏<br />

‎2‎‏.للدواء ‏لجنبي مفعول اكرب وارسع من الدواء املصنع حمليا.‏<br />

‎3‎‏.تهتم الرشكات ‏لجنبية بجودة منتجاتها اكرث من الرشكات املحلية<br />

‎4‎‏.السعر الذي ادفعه ثمنا للدواء ‏لجنبي يوازي املنفعة املتحققة منه،‏<br />

والعكس غري ‏صحيح بالنسبة للدواء املصنع حمليا.‏<br />

115


أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />

لشركات األدوية األردنية ‏)من وجهة نظر املستهلك األردني(‏ د.‏ شاكر تركي إسماعيل<br />

الفقرة<br />

موافق<br />

بشدة<br />

حمايد موافق<br />

ال<br />

اأوافق<br />

ال<br />

اأوافق<br />

بشدة<br />

‎5‎‏.الكلمة املنطوقة عن الدواء ‏لجنبي ايجابية.‏<br />

4 ميكن االستدالل على زيادة القدرة التنافسية لرشكات االأدوية من خالل املوؤرشات التالية.‏<br />

1. منو حجم املبيعات السنوية.‏<br />

2. منو الأرباح السنوية<br />

3. منو احلصة السوقية للأسواق احلالية واستهداف ‏أسواق جديدة.‏<br />

4. قدرةلدوية ‏لردنيةعلى منافسة الأدوية الأجنبية املستوردة<br />

5. الكلمة املنطوقة world of mouth عن الرشكة يف الأسواق املحلية<br />

والأسواق العربية املستهدفة.‏<br />

116


جوانب من حياة الدروز<br />

يف ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

أستاذ مشارك في تاريخ العرب الحديث والمعاصر/‏ منطقة جنين التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

117


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

ملخص:‏<br />

عاجلت الدراسة جوانب من حياة الدروز يف ‏ضوء كتابات رحالة غربيني،‏ ‏أي ‏إنها مل<br />

تعالج القضايا التي حتدُّث عنها الرحالة كافة،‏ بل ركزت على ‏أصولهم ‏،ومناطق انتشارهم،‏<br />

ومعتقداتهم،‏ وجوانب من حياتهم ‏لجتماعية ولقتصادية والعسكرية.‏ ومل تعتمد<br />

على الرحالة الغربيني كافة،‏ بل اعتمدت مناذج متنوعة منهم:‏ ‏)بريطانيني،‏ وفرنسيني،‏<br />

وأمريكان،‏ وسويديني،‏ وايطاليني،‏ وإسبان(‏ ممن زاروا مناطق الدروز يف فرتات تاريخية<br />

خمتلفة:‏ ‏)القرن الثاين عرش،‏ والسابع عرش،‏ والثامن عرش،‏ والتاسع عرش،‏ والعرشين(‏ .<br />

واختلف الرحالة يف حتديد ‏أصول الدروز وطبيعة معتقداتهم.‏ واتفقوا حول بنية<br />

جمتمعهم الذي يضم طبقيتني:‏ العقال واجلهال،‏ ‏أو العامة واخلاصة.ولحظوا ‏أن جمتمعهم<br />

جمتمع طبقي وذكوري.ووصفوا الدروز،‏ باأنهم ‏أقوياء البنية ‏،شجعان،‏ كرماء،‏ مضيافون<br />

‏،مرتبطون بالأرض،‏ لكنهم غدارون.‏ ووصفوا لباسهم ‏،وميزوا بني لباس العقال واجلهال،‏<br />

وبني لباس الرجل واملرأة.وحتدثوا عن الزواج والطلق وطقوس الولدة والطعام والرشاب.‏<br />

وبحثوا يف حياتهم العسكرية:‏ ‏)تسليحهم،‏ وتدريبهم،‏ وإجراءات ‏إعلن احلرب(،‏ وحياتهم<br />

‏لقتصادية،‏ وعمادها الزراعة،‏ وخاصة زراعة التوت لرتبية دودة القز،‏ وزراعة الدخان<br />

والقطن،‏ والفواكه باأنواعها.‏ ووصفوا جتارتهم التي تعتمد على املنتجات الزراعية<br />

واحليوانية.‏<br />

وكان للحياة العمرانية نصيبها يف كتابات الرحالة ، لكنهم ركزوا على مساكن كبار<br />

القوم من احلكام والشيوخ،‏ وهي ‏أشبه بالقصور الفخمة . ‏أما مساكن بقية القوم فهي بسيطة<br />

ل تقيهم برد الشتاء.‏<br />

118


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

This study focuses on certain aspects related to the life of Druze in<br />

the eyes of Western writers- travelers; aspects that recount their origin,<br />

distribution, beliefs, socioeconomic and military ones. This paper relies on<br />

studies by a miscellany of Western travelers (British, French, Americans,<br />

Swedish, Italians and Spanish) who visited Druze in different historical epochs<br />

(twelfth’s century, sixteenth’s century through the twentieth’s century) .<br />

Even though they differed on their origin, critics in general agreed<br />

that Druze are of two classes: the knowledgeable and the ignorant, who,<br />

collectively, constituted a patriarchal- based society. On the one hand, Druze<br />

are described as fearless, well- built, welcoming, hospitable and connected<br />

to their land; on the other hand, they are marked as treacherous, crafty and<br />

deceitful.<br />

Western travelers wrote about Druze’s customs, traditions and norms<br />

that are related to their social life: marriage, divorce, food, clothing and<br />

gender; they also marked their economic life of their methods of farming,<br />

harvest and all kinds of trade. Travelers also viewed Druze military tactics<br />

of recruiting, training and waging wars. Demography of Druze also took its<br />

share in the study of Western travelers: while luxurious houses, travelers<br />

noted, were built for the rich and the monarch, poor houses were built for the<br />

poor and the deprived.<br />

119


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

مقدمة:‏<br />

تعالج هذه الدراسة ‏»جوانب من حياة الدروز يف ‏ضوء كتابات رحالة غربيني«.‏ ‏أي ‏أنها<br />

ل تعالج الرحالة الغربيني كافة،‏ بل تعالج مناذج خمتلفة من هوؤلء الرحالة ويف فرتات<br />

خمتلفة ‏)القرن الثاين عرش ، والسابع عرش ، والثامن عرش ، والتاسع عرش ، والعرشين(‏ .<br />

هدفت الدراسة ‏إىل استعراض ما جاء يف كتابات الرحالة الغربيني حول ‏أصل الدروز<br />

ومناطق انتشارهم ، وحياتهم الدينية،‏ وبنية جمتمعهم ، وحياتهم الثقافية ولجتماعية<br />

‏)صفاتهم،‏ وأخلقهم،‏ والزواج والطلق،‏ واللباس،‏ والطعام(‏ ، وحياتهم ‏لقتصادية<br />

والعسكرية.‏<br />

وبعد عمل مسح للدراسات السابقة ذات العلقة مبُتغريات الدراسة احلالية،‏ مل يجد<br />

الباحث ‏أَيرّة دراسة تناولت متغريات الدراسة احلالية ‏سواء ‏أكانت عربية ‏أم ‏أجنبية.‏ لذا ‏سوف<br />

يتناول الباحث ‏أَقرب الدراسات ‏إىل املوضوع ، وياأتي يف مقدمتها دراسة للباحث الدرزي<br />

جميل ‏أبو ترابي بعنوان:‏ ‏)من هم املوحدين الدروز(‏ استشهد فيها باإيجاز باأقوال بعض<br />

الرحالة الغربيني حول عادات الدروز وتقاليدهم ، والدراسة الثانية للباحث الدرزي حسن<br />

البعيني بعنوان:‏ ‏)دروز ‏سوريا ولبنان يف العهد الفرنسي 1920- ‎1943‎م(‏ رد فيها على<br />

حماولت بعض الرحالة الغربيني نفي الأصل العربي عن الدروز والتشكيك يف ‏إسلمهم.‏<br />

ودراسة ثالثة لصالح زهر الدين بعنوان:‏ ‏)تاريخ املسلمني املوحدين الدروز(‏ ، فنَّد فيها<br />

بعض ما قدمه الرحالة الغربيني عن الدروز.‏ ودراسة رابعة لعباس ‏أَبي ‏صالح وسامي مكارم<br />

بعنوان:‏ ‏)تاريخ املوحدين الدروز السياسي يف املرشق العربي(‏ استعرض باإيجاز ‏أقوال<br />

عدد من الرحالة الغربيني يف ‏أصول الدروز ومعتقداتهم وحياتهم ‏لجتماعية والثقافية<br />

ولقتصادية والعسكرية.‏<br />

اشتملت الدراسة على متهيد وسبعة مباحث.‏ خُ‏ ‏صص التمهيد للتعريف بالدروز وظروف<br />

نساأة دعوتهم.‏ وحتدث املبحث الأول عن ‏أصولهم وأهم الفرضيات التي قدمها الرحالة<br />

الغربيون يف هذا املجال.‏ وخُ‏ ‏صص املبحث الثاين للحديث عن ديارهم،‏ بينما ركز املبحث<br />

الثالث على حتليل دعوتهم وحياتهم الدينية.‏ واستعرض املبحث الرابع بنية جمتمعهم<br />

‏)املكانة والدور(‏ ‏.وناقش املبحث اخلامس حياتهم الثقافية ولجتماعية من خلل احلديث<br />

عن ‏أخلقهم وصفاتهم،‏ والزواج والطلق،‏ واللباس والطعام.‏ ‏أما املبحث السادس،‏ فكُ‏ رس<br />

للحديث عن حياتهم ‏لقتصادية:‏ ‏)زراعة،‏ وصناعة،وجتارة(‏ . وخُ‏ ‏سصّ‏ ‏ص املبحث السابع،‏<br />

لستكشاف حياتهم العسكرية:‏ ‏)الإعداد،‏ والتسليح ، والتموين ، والتدريب،‏ ودعوات احلرب،‏<br />

وفنون القتال وغريها(‏ .<br />

120


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اعتمدت الدراسة جمموعة متنوعة من كتب الرحالة:‏ ‏)الربيطانيني،‏ والفرنسيني،‏<br />

وليطاليني،‏ والإسبان،‏ والسويرسيني،‏ والأمريكان(،‏ بهدف تقدمي ‏صورة متكاملة تخْ‏ دم<br />

الدراسة يف استكشاف السياسات الغربية املختلفة ‏إزاء املنطقة،‏ كون هوؤلء الرحالة يف<br />

معظمهم مثلوا مقدمات ملشاريع استعمارية غربية ‏إزاء املنطقة العربية.‏<br />

متهيد:‏<br />

نساأ مذهب الدروز يف ‏أحضان الدعوة الشيعية الإسماعيلية الفاطمية )1( ‏،وأُعلن عنه<br />

يف عهد احلاكم باأمر اهلل )2( ‏سادس اخللفاء الفاطميني،‏ حني قُ‏ رِىء ‏سجلٌ‏ من الإمام احلاكم<br />

عام 408 ه/‏ ‎1017‎م دعا الناس ‏إىل ‏إعلنه دون خوف ‏أو تسرت )3( ‏.وكان الداعي حممد<br />

بن ‏إسماعيل امللقب بنشتكني الدرزي )4( من ‏أوائل العاملني على نرش الدعوة يف بلد الشام<br />

بشكل عام ووادي التيم )5( بشكل خاص.‏ ولكن املكانة التي احتلها كبري الدعاة وإمامهم<br />

حمزة الزوزين )6( لدى احلاكم باأمر اهلل ‏أدى ‏إىل تقليده الإمامة،‏ مما تسبب يف غضب نشتكني<br />

وارتداده عن املذهب الدرزي )7( الذي انترش يف املناطق املمتدة من ‏إفريقيا الشمالية ‏إىل<br />

الهند خصوصً‏ ا يف املناطق التابعة للدولة الفاطمية.‏ ولكن عدم تقبل ‏أي معتنق جديد بعد<br />

‏إغلق باب الدعوة ‏إليه عام 435 ه/‏ ‎1043‎م )8( والردات عنه،‏ وسنوات املحنة يف عهد<br />

اخلليفة الفاطمي الظاهر )9( ‏،وقيام الدولة الأيوبية التي ‏أعادت ‏سيطرة املذهب السني ‏إىل<br />

بلد الشام ومرص،‏ وتشدد دولة املماليك مع ‏أتباع املذاهب الإسلمية الأخرى،‏ قلص عدد<br />

املوؤمنني به،‏ واقترص ‏أتباعه الذين يعرفون اليوم باسم الدروز على بلد الشام التي حظيت<br />

بقسطٍ‏ وافرٍ‏ من النشاط املبذول لنرش الدعوة،‏ بدليل كرثة الدعاة املرسلني ‏إليها وكرثة<br />

الرسائل الواردة ‏إىل ‏أمرائها ومشايخها ومنهم مشايخ فلسطني )10( .<br />

واسم الدروز الذي اشتهر به املوحدون ل يرد على الإطلق يف خمطوطاتهم الدينية،‏<br />

وخاطبهم ‏أئمتهم باملوحِ‏ دين واملسْ‏ لمني والإخوان،‏ وكنوهم ببني معروف ووصفوهم<br />

بالأرشاف )11( .<br />

‏أما بساأن تسميتهم بالدروز فقد تعددت الآراء،‏ وأصدقها الرأي الذي يقول ‏إنهم حملوه<br />

منذ بداية الدعوة نسبة ‏إىل نشتكني الدرزي الذي نسب الدروز ‏إليه.‏ وهناك رأي يقول ‏إنهم<br />

اكتسبوا اسمهم هذا من قائدهم املظفر نشتكني الدرزي الدزبري )12( وأن الدرزية تسمية<br />

عسكرية ل مذهبية.‏ كما ‏أن هناك رأيًا ‏آخر يقول:‏ ‏»إن ‏إمام املوحدين حمزة بن علي )13( كان<br />

يساأل تلميذه املبتدئني عما ‏أصابوه من علوم احلكمة،‏ فيجيبونه ‏إنَّهم مُ‏ تدرِرّسون،‏ وبعد ‏أن<br />

‏أصبحوا علماء،‏ ويف حلظة ‏إعجابه بهم.‏ قال:‏ ‏أنتم متدرِزون ل متدرِسون،‏ ‏أي ‏أنكم ‏أصبحتم<br />

مُ‏ درزين بالعلوم والعقيدة دخلت فيكم كما يدخل اخليط يف النسيج«‏ )14( .<br />

121


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

متيز الدروز منذ بداية دعوتهم بتاأويلت دينية خاصة بهم،‏ ولبثوا فرقة زادت<br />

خصوصيتها وضوحً‏ ا وتكريسً‏ ا مع الزمن.‏ وحجبهم لتعاليمهم هو من باب التقيَة،‏ ويربرون<br />

ذلك بظروف ‏لضطهاد واخلوف التي ‏أَحاطت بهم كونهم ‏أقلية وسط ‏أغلبية )15( .<br />

لقد ‏شكل الدروز بغموضهم مادة دسمة للرحالة الغربيني الذين زاروا مناطق انتشارهم<br />

يف ‏سوريا ولبنان وفلسطني،‏ ونظموا العديد من الدراسات دون ‏أن يتمكنوا من فهم ‏أرسار<br />

هذه الطائفة،‏ ووقعوا يف مغالطات دفعتهم للتعامل مع الدروز كجسم بعيد عن حميطه<br />

العربي )16( يسهل فصله وتشكيله ككيان ‏سياسي مستقل وتابع للغرب )17( .<br />

املبحث األول-‏ أصوهلم:‏<br />

قدَّم الرحالة الغربيون فرضيات خمتلفة حول ‏أصول الدروز،‏ وقالت الفرضية<br />

الأوىل:‏ ‏إن الدروز من ‏أصول ‏أوروبية،‏ وبالتحديد بقايا اجليوش الصليبية التي جاءت<br />

لتحرير الأراضي املقدسة.‏ ومن ‏أصحاب هذه الفرضية الرحالة ‏لجنليزي هرني مندرل<br />

. )19( )18( )Maundrell Henry(<br />

وانقسم دعاة هذه الفرضية ‏إىل فريقني.الأول:‏ ويرجع الدروز ‏إىل ‏أصل فرنسي )20( ،<br />

وأَيَّد هذا الرأي الرحالة والكاتب الفرنسي فرانكوس فيكومتي Vicomte( )François )21(<br />

)22( ، بينما عارضه الرحالة ‏ليطايل الأب جيوفاين ماريتي )( Mariti23( )Giovanni حيث<br />

قال:‏ ‏»رمبا يكون الدروز ينحدرون من ‏شعوب فرنسية بدائية،‏ لكن هذه الفكرة ل تستند<br />

‏إىل ‏أساس تاريخي،‏ بل مصدرها بعض التجار الفرنسيني الذين ‏أقاموا علقات مع الدروز<br />

واقتضت مصاحلهم القول بذلك«‏ )24( .<br />

وأيد ماريتي )Mariti( يف موقفه الكاتب والرحالة ‏لسْ‏ كتلندي روبرت هريون<br />

Heron( Robert(‏ )25( الذي استند ‏إىل معلومة ‏أوردها الرحالة اليهودي ‏لسباين بنيامني<br />

الطليطلي Tudela( )Benjamin of )26( ومفادها ‏أن املعتقدات الدرزية كانت موجودة قبل<br />

احلروب الصليبية )27( .<br />

‏أما الفريق الثاين ويتزعمه الرحالة السويرسي جون بريكهاردت Burckhardt( )John<br />

)28( فريجعهم ‏إىل ‏أصول اجنليزية )29( . وأَيد هذا الرأي السياسي والرحالة ‏لجنليزي لورنس<br />

)31(<br />

‏أوليفانت Oliphant( )Laurence )30( ، فالدروز برأيه ‏»اجنليز بكل تفصيلت حياتهم«‏<br />

‏.كما ‏أيده الرحالة ‏لسكتلندي وليام ولسون Wilson( )William )32( )33( والكاتب والرحالة<br />

الأمريكي تشارلز وارنر Warner( )Charles )34( )35( .<br />

122


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وجتنب الرحالة ‏لجنليزي ريتشارد بوكوك )36( Bockocke( )Richard حسم ‏أَمر<br />

الدروز فيما ‏إذا كانوا فرنسيني ‏أو اجنليز،‏ واكتفى بالقول:‏ ‏»إن الدروز خمتلفون يف وصف<br />

‏أنفسهم ، فبعضهم يقول ‏إنهم ينحدرون من ‏أصول اجنليزية وآخرون يقولون ‏إنهم ينحدرون<br />

من ‏أصول فرنسية«‏ )37( .<br />

‏أما الرحالة الفرنسي قسطنطني فولني Constantin( )volney )38( فقد رفض فرضية<br />

‏أن الدروز ينْحدرون من ‏أصول ‏أوروبية،‏ لأن كلمة الدروز ‏ستخدمت من قبل الطليطلي<br />

Tudela( )Benjamin of قبل احلروب الصليبية )39( ‏.وافرتض فولني )volney( ‏أن منساأ<br />

الفرضية القائلة بعلقة الدروز باجليوش الصليبية ترْجع ‏إىل الفرتة التي وثَّق فيها فخر<br />

الدين املعني الثاين )40( علقته مع الأوروبيني وخاصة مع فلورنسا،‏ وأَنه هو من اهتم<br />

باإبراز هذه العلقة )41( .<br />

وتُرْجع الفرضية الثانية الدروز ‏إىل الأصول العربية.‏ وكان الرحالة الطليطلي<br />

Tudela( )Benjamin of ‏أول رحالة يذكرهم يف القرن الثاين عرش امليلدي باسم<br />

)Dogziyin( ، وذكر ‏أن الدروز ينحدرون من ‏سللت عربية )42( وأن القائد الروماين بومبي<br />

)pompous( ‏أنزلهم لبنان عام 64 ق.م )43( .<br />

والفرضية القائلة بعروبة الدروز تطرق لها كل من الرحالة الأملاين ماكس<br />

فون ‏أوبنهامي Oppenheim( )Max von )44( والرحالة الأملاين كارستني نيبور<br />

)47(<br />

)Burckhardt( )46( والرحالة السويرسي بريكهاردت )45( )Carsten Niebuhr(<br />

والرحالة الأمريكي جورج روبنسون )Robinson) George )48( )49( والرحالة الأمريكي<br />

وليام ثومسون Thomson( )William )50( )51( .<br />

ورفض )Volney( هذه الفرضية )52( ، كما رفضها الرحالة النمساوي فيلكس فون<br />

لوشان Luschan( )Felix von )53( )54( .<br />

وتقول الفرضية الثالثة بانْحدار الدروز من ‏أصول فارسية.‏ وقال بها وليام ولسون<br />

Wilson( )William )55( لكن ماريتي )Mariti( رفض ذلك )56( .<br />

‏أما الفرضية الرابعة،‏ فرتُ‏ ‏ْجع الدروز ‏إىل ‏أصول يهودية ‏أو ‏سامرية،‏ وقال بها ماريتي<br />

. )59( )58( )Henry Tristram( والرحالة ‏لجنليزي هرني تريسرتام )57( ) Mariti(<br />

وتقول الفرضية اخلامسة ‏أن ‏أصولهم قد تكون مرصية.‏ وهذا ما ‏أملح ‏إليه ادوارد<br />

كلرك Clarke( )Edward )60( عندما قال:‏ ‏»إن عبادتهم للعجل قد توحي باأصولهم<br />

املرصية«‏ )61( .<br />

123


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

وتقول الفرضية السادسة ‏أن الدروز قدموا ‏أسل من الصني،‏ وأنهم وصلوا ‏إىل حمص<br />

وحماة ‏)يف ‏سوريا(‏ وجبل لبنان.‏ وهذه الفرضية وردت عند الرحالة ‏لجنليزية غريتورد<br />

بيل Bell( )Gertrude )62( )63( .<br />

وميكن القول ‏إن الفرضيات السابقة كانت الأكرث ‏شيوعً‏ ا،‏ لكن وجدت ‏آراء ‏أخرى رددها<br />

رحالة وهي كثرية،‏ ومنها ما قاله الفرنسي جوزيف بارفت Parfit( )Joseph من ‏أن الدروز<br />

خليط من ‏أصول عربية وفارسية وهندوسية )64( .<br />

املبحث الثاني-‏ ديارهم:‏<br />

يُستشف مما كتبه الرحالة ‏أن الدروز ينترشون يف ‏سوريا ولبنان وفلسطني ، وذكر<br />

بعضهم مرص.ويبدو ‏أن بعض ما ذكروه منقول عن ‏آخرين،‏ وليس بالرضورة ‏أن يكونوا قد<br />

زاروا جميع مناطق الدروز يف البلدان املذكورة.‏<br />

قال عنهم الطليطلي Tudela( )Benjamin of : ‏»إنهم يسكنون اجلبال وشقوق الصخور<br />

يف املناطق العالية،‏ ومتتد مناطقهم ‏إىل جبل حرمون ‏)الشيخ(‏ )65( وأنهم يُسيْطرون على<br />

اجلبال اللبنانية ومسكن ‏أمريهم قرب بريوت«‏ )66( .<br />

وحدد فولني )Volney( مناطق انتشار الدروز يف مرص وفلسطني وساحل ‏سوريا<br />

واجلبال اللبنانية )67( . وذكر بعلبك وصور وعكا وبريوت يف لبنان )68( . وأطْ‏ لق على لبنان<br />

اسم بلد الدروز )69( ‏.وأشار ‏إىل ‏أن نفوذ الدروز توسع يف عهد فخر الدين املعني الثاين<br />

‏»الذي ‏أصبح ‏سيد البلد من عجلون ‏إىل ‏صفد«‏ )70( . وحتدث فولني )Volney( عن اجلليل<br />

والكرمل يف فلسطني ووصفهما باأنهما ارض الدروز )71( .<br />

‏أما مندرل )Mandrel( فقد ذكر ‏أن الدروز يف وقته يُسيْطرون على مناطق متْتد من<br />

كرسوان يف لبنان ‏إىل الكرمل يف فلسطني.‏ )72( ووصف قرص فخر الدين املعني الثاين<br />

باأنه يقع يف الزاوية الشمالية الغربية لبريوت،‏ وله مدخل بوابة باأعمدة من الرخام ، وفيه<br />

اصطبل للخيول وجحور للأسود واحليوانات املفرتسة الأخرى.‏ وعدرّ‏ منْدرل )Mandrel(<br />

زخرفة القرص دليل على ‏أن فخر الدين مل يكن متحمسً‏ ا للإسلم )73( .<br />

ولحظ تريسرتام )Tristram( اصطفاف القرى الدرزية على اجلبال اللبنانية،‏ وذكر<br />

جبل ‏صنني ‏أعلى قمم جبال بريوت )74( وبعبدا )75( وراشيا يف لبنان )76( ‏.وذكر ‏أنه قابل<br />

بعض الدروز يف منطقة احلولة قرب عني ملحة )77( ويف عسفيا يف فلسطني )78( .<br />

وكان بريكهاردت )Burckhardt( ‏أكرث دقة وتفصيل يف تتبُع مناطق انتشار الدروز،‏<br />

وذكر مناطق عدة يتواجد الدروز فيها منها جبل لبنان،‏ وركز على بلدة دير القمر )79( .<br />

124


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وذكر ‏أن الدروز كانوا دائمًا يف ‏رصاع مع وايل دمشق للسيطرة على البقاع )80( . وأشار<br />

‏إىل وجود الدروز يف راشيا وحاصبيا )81( وإقليم التفاح وإقليم الشوف وجزين وكرسوان<br />

واملنت والغرب الفوقاين والغرب التحتاين واجلرد والشمار واخلروب واملناصيف والشوف<br />

والعرقوب يف لبنان،‏ وجبل العلي وحوران يف ‏سوريا )82( وقرب ‏أبواب مدينة دمشق وداخلها<br />

ويف قرى مرجان وأم الزيتون ودير علي )83( .<br />

واهتم ادوارد روبنسون وإيلي ‏سميث Smith( )Edward Robinson & Eli )84( بدروز<br />

حوران )85( ، وأشارا ‏إىل وجود دروز يف القنيطرة )86( يُسيْطرون على الطريق من احلولة ‏إىل<br />

دمشق )87( ويف وادي التيم ومرج عيون وحاصبيا والشقيف يف لبنان وبانياس يف ‏سوريا<br />

)88( وبيت جن واجلرمق يف فلسطني )89( .<br />

وذكر روبنسون )Robinson( ‏أن ‏شيخ الدروز يقيم يف املنت،‏ وأن وجود الدروز ل<br />

يقترص على جبل لبنان،‏ بل ينْترشون يف حوران يف ‏سوريا )90( .<br />

واكتفى ولسون )Wilson( بالإشارة ‏إىل بريوت كمدينة درزية انتزعها الرتك منهم،‏<br />

لذا قليل ما يرتددون عليها.‏ وذكر ‏أن الدروز يسكنون جبل لبنان ول يَسْ‏ محون للمحمديني<br />

‏)املسلمني(‏ بالإقامة يف مناطقهم )91( .<br />

وحتدث جيمس باكنجهام )92( Buckingham( )James عن جبل العرب باعتباره<br />

مركزًا للدروز )93( ، وقسرّ‏ م الدروز ‏إىل ‏رشقيني وغربيني )94( .<br />

وكرر فان ايجموند وجون هيومان Heyman( )Van Egmont & John ما ذكره<br />

الآخرون حول انتشار الدروز يف ‏سوريا ولبنان وفلسطني،‏ لكنهما انفردا بالإشارة ‏إىل<br />

وجودهم يف مرص قرب القاهرة وحول ‏ضفاف النيل )95( ‏.وحرصا انتشار الدروز يف جبال<br />

لبنان املطلة على البحر املتوسط،‏ ويف السهول الضيقة بني اجلبل والساحل،‏ ويف الساحل<br />

من جبيل وحتى ‏صيدا،‏ ويف بعلبك ومناطق متفرقة من ‏سوريا وفلسطني )96( . واعتربا<br />

بريوت عاصمة الدروز،‏ ‏»فكل ‏أمرائهم ‏سكنوا فيها،‏ لكنهم يف العادة يُفضلون الإقامة يف<br />

بلدة دير القمر يف املنت«‏ )97( ‏.وذكرا ‏أن اجلبال اللبنانية واملناطق املحيطة ببريوت هي<br />

موطن الدروز،‏ ‏»إل ‏إننا جند متطرفني منهم وجماعات منشقة يف كل بقاع الأراضي املقدسة<br />

خاصة يف اجلليل والنارصة وطربيا«،‏ ويف ‏سوريا )98( .<br />

املبحث الثالث-‏ دعوتهم وحياتهم الدينية:‏<br />

‏أَجمع الرحالة الغربيون على غموض املعتقدات الدرزية،‏ وأن الدروز يُظْ‏ هرون عكس<br />

ما يُبْطنون ومن الصعب حتديد ديانتهم،‏ ‏أو حرص ‏أفكارهم الدينية بدقة.‏ وقدم الرحالة<br />

125


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

‏أفكارًا متعددة . فالدروز وثنيون وحممديون )99( ومسيحيون وعبدة عجل،‏ وأصحاب<br />

فلسفات قدمية،‏ وعبدة للحاكم باأمر اهلل الفاطمي،‏ وبل دين وغري ذلك.‏ وكانت هذه الآراء ‏إما<br />

انعكاسً‏ ا ملشاهدات معينة ‏أو انعكاسً‏ ا ملا ‏سمعوه،‏ ‏أو نتيجة لفهم خاطئ لبعض الطقوس عند<br />

الدروز.‏ وقدم الواحد منهم معلومات متناقضة،‏ جعلت من الصعب ‏صياغتها يف فرضِ‏ يات<br />

حمددة.‏ ‏أضف ‏إىل ذلك ‏أن الرحالة ‏أنفسهم ذكروا ‏أن القسم الأكرب من معلوماتهم جاءت ‏إما<br />

من مصادر غري درزية ‏أو ‏سمعوها من دروز دون حتديد مستوياتهم الدينية،‏ ولرمبا عجز<br />

هوؤلء عن توضيح ديانتهم للرحالة.‏ ومن هنا جند الرحالة يَسْ‏ تخدمون عبارات ‏)وروي يل،‏<br />

وسمعنا،‏ وذُكر(‏ يف ‏إشارة ‏إىل ‏أَنهم مل يشاهدوا كثريًا من الطقوس التي وصفوها،‏ مما يقلرّل<br />

من دقة ما جاء يف كتبهم.‏<br />

لقد كان الطليطلي Tudela( )Benjamin of ‏أول رحالة ‏أوروبي حتدث عن حياة الدروز<br />

الدينية،‏ فهم بنظره ‏»وثنيون ل دين لهم ، غارقون يف الزنا«‏ )100( .<br />

وبالرغم من وصفه الدروز باأن ل دين لهم ‏إل ‏أنه ناقض نفسه يف موقع ‏آخر،‏ وذكر<br />

‏أنهم من الشيعة الإسماعيلية )101( وأنهم يتشابهون مع النصريية )102( يف معتقداتهم مع<br />

فوارق بسيطة )103( .<br />

وربط فولني )Volney( بني ظهور املعتقدات الدرزية،‏ واخللف الذي نشب بني معاوية<br />

بن ‏أبي ‏سفيان وعلي بن ‏أبي طالب،‏ وأدى ‏إىل ظهور الفرق الإسلمية )104( . فالدروز بنظره<br />

فرقة ‏إسلمية ‏رسعان ما ارتبطت بشخص احلاكم باأمر اهلل الفاطمي الذي ظهر يف مرص<br />

وادَّعى الإلوهية.‏ ومل يوؤكد فولني )Volney( حقيقة عبادة الدروز للعجل على الرغم من<br />

‏إشارته ‏إليها استنادًا ‏إىل ما ‏سمعه من غري الدروز )105( .<br />

والدروز عند ايجموند وهيومان Egmont( )Heyman & ‏»يعبدون اهلل متفردًا بذاته«،‏<br />

وهذا ليس فقط لتمييزهم عمن يعبدون ‏آلهة متعددة،‏ بل كذلك ملن يجمعون ‏آلهة عدة يف<br />

‏إله واحد.‏ وتَرْجع هذه املعتقدات ‏)برأيهما(‏ ‏إىل فرتة ما قبل جميء-‏ حممد ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم-‏ ورسالة الإسلم ‏،وهي ‏أفكار وجدت يف مرص القدمية وارتبطت بنزعة ‏إلهية تخيلية<br />

‏)فلسفية(‏ اعتقدوا بوجودها يف ‏إلههم الذي يُفْرتض ‏أن احلاكم باأمر اهلل يحكم باسمه<br />

بالسيف.‏ وينْتظر الدروز رجعة احلاكم،‏ وهذا يف دينهم مقدم على الأَفكار الأخرى )106( .<br />

وانطلق بريكهاردت )Burckhardt( يف حديثه عن معتقدات الدروز الدينية من حقيقة<br />

‏أن معتقداتهم غامضة وأن قلة منهم حتتفظ بكتب مقدسة حتتوي على ‏رس عقائدهم.‏ ومما<br />

يزيد من ‏صعوبة تشخيص ديانتهم ‏أَنهم يُظهرون عكس ما يُبطنون،‏ فهم مع املسلمني<br />

مسلمون ومع املسيحيني مسيحيون،‏ وديانتهم تفرض عليهم اتباع ديانة الأقوى يف<br />

126


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املنطقة،‏ ‏»وحتى حجابهم هو انعكاس ملا هو موجود حولهم«‏ )107( ‏.وقال عنهم:‏ ‏»إنهم<br />

يعشقون اجلنس ويقدسون الفرج،‏ وأنهم يجتمعون بعض ‏أيام السنة ملمارسة الفاحشة<br />

والبغاء وتبادل النساء،‏ لكنهم يخْ‏ فون ذلك عن املسلمني«‏ )108( .<br />

وحتدث بريكهاردت )Burckhardt( عن ‏أماكن العبادة ‏)اخللوات(‏ )109( عند الدروز يف<br />

حوران،‏ وكيف ‏أن العبادة تتم حتت مراقبة العقلء؟ )110( ، وأشار ‏إىل عدم السماح لغري<br />

الدروز بدخولها )111( .<br />

وقدم روبنسون وسميث Smith( )Robinson & وصفًا للخلوات ، حيث توجد يف<br />

املناطق املرتفعة املنعزلة على طرف غابة مثل-‏ ومن موقعها ‏أخذت التسمية-‏ لكن من<br />

الصعب متييزها عن البيت العادي )112( .<br />

ولحظ ماريتي )Mariti( اختلف مبادئ الدين الدرزي عن تلك املوجودة عند الأتراك<br />

‏)املسلمني(‏ واملسيحيني ‏»فهي مبادئ غريبة وكتبهم الدينية )113( غامضة ومليئة بالأخطاء<br />

وحتى الدروز ‏أنفسهم ل يتمكنون من فهمها،ول يتحدثون عنها لأن ‏أسيادهم ‏)مشايخهم(‏<br />

يُقْنِعونهم باأَنهم الوحيدون امللمون باأَرسار هذه الكتب«.‏ وذكر ‏أن مشايخ الدروز يعْقدون<br />

حلقات ملناقشة الأمور الدينية،‏ ويضيفون كثريًا من السخافات ‏إىل كتبهم الدينية.‏ واسْ‏ تنتج<br />

ماريتي )Mariti( ‏أن عباداتهم وطقوسهم الرسية مناقضة يف جوهرها لروح الإسلم )114( .<br />

وقدم كلرك )Clarke( معلومات متناقضة عن حياة الدروز الدينية،‏ فتارة يذْكر ‏أن<br />

لهم نبياً‏ خاصاً‏ يُدْعى )Jonas( ‏)شعيب(‏ ، وتارة ‏أخرى يوؤكد ‏أنهم يعبدون كل الأنبياء لكن<br />

جذورهم وثنية ، فقسم منهم يعبد العجل،‏ مما يدل-‏ يف رأيه-‏ على علقة هذه املعتقدات<br />

مبرص القدمية )115( .<br />

ولحظ ولسون )Wilson( تاأثري الفلسفات القدمية يف مرص على معتقدات الدروز.‏<br />

وتعررّض ‏إىل فكرة التناسخ عند الدروز.‏ ونقل ‏إحدى الآراء املنترشة حول ذلك،‏ ومفادها<br />

‏أن ‏أرواح الناس الذين عاشوا حياة ‏أخلقية تنتقل عند املوت ‏إىل اخليول التي تُطْ‏ عم جيدًا<br />

وتُعامل بلطف من قبل الدروز.‏ ‏أما ‏أصحاب املبادئ الرشيرة،‏ فاإن ‏أرواحهم تنتقل ‏إىل<br />

احليوانات اجلائعة التي يُعاملها ‏أَصحابها بقسوة )116( )117( .<br />

وحتدث باكنجهام )Buckingham( عن دروز حوران وكيف ‏أنهم يختلفون عن<br />

السكان املحمديني يف ‏لعتقاد،‏ ‏أي ‏أنهم ليسوا مبسلمني،‏ لكنهم يصومون رمضان.‏ وأكد<br />

كرههم للمحمديني ‏)املسلمني(‏ )118( . وتكررت فكرة عدم حتمس الدروز للإسلم عند مندرل<br />

. )119( )Mandrel(<br />

127


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

وأشار روبنسون )Robinson( ‏إىل وجود نزعة وثنية عند الدروز تتمثل يف عبادتهم<br />

للحاكم باأمر اهلل الفاطمي.‏ وذكر ‏أَن هذه امللحظة وردت عند العديد من الرحالة،‏ لكنها رمبا<br />

تكون بعيدة عن الواقع لأَن الدروز يُنْكرون ذلك )120( .<br />

وعَ‏ درّ‏ ثومسونَ‏ )Thomson( الدروز يف ‏سوريا جزءًا من املسيحيني الربوتستانت،‏ وأكد<br />

على ‏إميانهم بالأناجيل )121( . وتكررت هذه الإشارة عند تريسرتام )Tristram( الذي قابل<br />

بعض الدروز يف فلسطني،‏ واسْ‏ تنتج من حركاتهم ‏أنهم مسيحيون ‏،لأنهم استخْ‏ دموا عبارة<br />

sowa( )sowa ‏سوا ‏سوا alike( )all تعقيبًا على قوله لهم باأنه مسيحي )122( .<br />

وعدَّ‏ ‏أوليفانت )Oliphant( الدروز جماعة انبثقت عن الشيعة ‏،وأن املوؤسس احلقيقي<br />

للمعتقد الدرزي هو احلاكم باأمر اهلل الفاطمي الذي ‏»يَحْ‏ ظى بعبادتهم وتوقريهم على ‏أنه<br />

‏آخر وأفضل التجليات الإلهية على ‏شكل ‏إنسان«.‏ وحتدث عن ‏إميانهم بتناسخ الأرواح،‏ وأن<br />

الأئمة ل ميوتون،‏ وإمنا يتسرتون يف ‏أشخاص مزودين بصفات متعددة )123( .<br />

وكرر وارنر )Warner( ما ذكره الرحالة من ‏إميان الدروز مببادئ احلاكم باأمر اهلل<br />

وأُلوهيته من خلل جتلي اهلل به.‏ وذكر ‏أنهم يدرّعون حوزتهم للحكمة،‏ ويتظاهرون بالإسلم<br />

مع املسلمني،‏ وباملسيحية مع املسيحيني )124( .<br />

ويبدو ‏أن الرسية التي مارسها الدروز يف ‏إخفاء حقيقة مذهبهم وممارساتهم لتعاليمه<br />

قد دفعت الرحالة الغربيني ‏إىل ‏إطلق التهم ولفرتاءات القائلة ‏إنهم ميارسون الفسق<br />

والفواحش واملنكرات يف خلواتهم ليلة اجلمعة التي يقدسها الدروز لأسباب عدة )125()126( .<br />

املبحث الرابع-‏ بنية جمتمعهم ‏)املكانة والدور(‏ :<br />

اهتم الرحالة بتفصيلت املجتمع الدرزي وبالتحديد الفئات الأكرث نفوذًا ، وكاأنهم<br />

‏أررّخوا للقوى الرئيسة يف الطائفة الدرزية.‏ ولحظوا ‏أن املجتمع الدرزي يضم العامة واخلاصة<br />

‏أسوة ببقية املجتمعات والطوائف.‏ واختلفوا يف الأسس التي اعتمدوا عليها يف حتليل بنية<br />

املجتمع.‏ فمثل اعتمد فولني )Volney( على الرثوة ‏)امللكية(‏ وقسرّ‏ م الدروز ‏إىل العامة-‏<br />

الذين جتاهل احلديث عنهم-‏ والنخبة ‏)أصحاب الفضيلة وامللكيات(‏ الذين يُسموْن الشيوخ<br />

‏أو احلكام )127( . وأشار ‏إىل ‏أن السلطة يف املجتمع الدرزي توؤول ‏إىل الرجال الأكرث عددًا<br />

وثروة ونفوذًا،‏ لكن اخلطوة الأوىل هي نيل موافقة الأتراك الذين يُطْ‏ لقون عليه اسم احلاكم.‏<br />

وللحاكم مكتب يهتم بتطبيق تعليمات الدولة الرتكية،‏ ويحول دون ‏شن الأمراء والعائلت<br />

والقرى حربًا على بعضهم بعضاً.‏ وهو رأس القوة املدنية،‏ ويُسمي احلاكم ‏)القاضي(‏ ، وهو<br />

الذي يحكم بحق احلياة واملوت،‏ ويجْ‏ مع الرضيبه املفروضة للباشا ‏سنويًا )128( .<br />

128


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏أما روبنسون )Robinson( فقد اعتمد على الدور واملكانة الدينية كاأساس للتمايز،‏<br />

ووجد ‏أنهم ينقسمون ‏إىل طبقتني كبريتني:‏ طبقة العقال ‏)احلكماء ‏أو احلكام(‏ ومفردها<br />

عقل،‏ وطبقة اجلهال.‏ ويخْ‏ تص العقال بالترشيعات والأوامر الدينية ولهم دور تعليمي،‏ فهم<br />

يُعلمون القراءة والكتابة ويُدفع لهم من قبل التلميذ.‏ )129( .<br />

وحدرّد روبنسون )Robinson( ‏صفات العقال الذين يتميزون بعمائمهم البيضاء،‏<br />

‏)رمز الطهارة والنقاء(‏ ، ول يُسْ‏ مح لهم بالتدخني ول يحْ‏ لفون،‏ وهم حريصون يف كلمهم<br />

وأخلقهم،‏ ويُسمح لهم بالزواج.‏ ويسْ‏ كن ‏شيخهم يف املنت ، وليس بالرضورة ‏أن تنتقل<br />

القيادة ولمتيازات من الأب ‏إىل ‏لبن بل قد تنتقل ‏إىل ‏أي ‏شخص درزي يصل ‏إىل عمر<br />

معني ‏رشيطة ‏أن ل يكون قد لطخ اسمه برذيلة )130( .<br />

وتعرض روبنسون )Robinson( لطبقة اجلهال،‏ ‏»فهم الأكرثية وليس لهم دور ديني ‏إل<br />

‏إذا طُ‏ لب منهم ذلك خلل ‏لحتفالت للظهور مبظهر املسلمني.‏ ففي هذه املناسبات يَدْخلون<br />

املسجد للسلة مع املسلمني«‏ )131( .<br />

ويُشْ‏ به ما ذكره روبنسون )Robinson( ما ذكره بريكهاردت )Burckhard( عند حديثه<br />

عن طبقة العقلء ‏أو العقال ، فاأساس التمايز هو الأهمية الدينية والدور الديني.‏ لكن اجلديد<br />

هو حديث بريكهاردت )Burckhard( عن وجود ‏صغار ‏سن ‏)بني الثامنة والعارشة(‏ بني<br />

العقال يف حوران.‏ ورأى ‏أنه من غري املمكن امتناعهم عن القسم والتدخني طبقًا للرشوط<br />

املطلوبة من العقال )132( ‏،لكنه ‏رسعان ما تدارك ذلك،‏ وذكر ‏أن بني العقال درجات ومراتب<br />

. )133(<br />

وحتدث تشارلز ترششل Churchill( )Charles )134( عن العقال بقوله:‏ ‏»والعقال<br />

يحْ‏ رصون على ‏أكل مال احللل،‏ ول يشاركون يف الولئم التي يُنظمها الشيوخ،‏ لأن طعامهم<br />

يجب ‏أن يكسبوه بعرق جبينهم ومن ‏أملكهم املحللة لهم.‏ لذا من املاألوف ‏أن يكون لدى<br />

الشيخ خمزنان،‏ واحد منهما خاص باملوحدين العقلء،‏ ‏إذ ‏إن كل ما يجري ‏رسوؤه مبال<br />

الدولة الرتكية ‏أو من مبيعات ‏أسلب احلرب يُعْترب حرامً‏ ا«‏ )135( .<br />

وعدرّ‏ ترششل )Churchill( هذا التدقيق مبنيًّا على مبادئ تعاليم ديانة التوحيد التي<br />

متْنع بحزم ‏أي اختلط مع غري املوؤمنني الذين هم من الدروز غري املدققني.‏ وملا كان هذا<br />

الرفض القاطع من العقال لتناول الطعام على موائد املشايخ يُوؤثر ‏سلبُا على العلقات<br />

اليومية،‏ لذلك استجاب املشايخ لرغبة العقلء يف ‏إيجاد خمازن للموارد غري املشبوهة<br />

وبذلك ارتفعت الشبهات )136( .<br />

129


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

ولحظ ترششل )Churchill( ‏أن مراتب عائلتهم القيادية تخضع لنظام ‏أولويات ل<br />

يجوز تخطيه ، وأن ‏»جمرد تقدمي فنجان من القهوة على غري ما يقتضيه نظام هذه الأولويات<br />

ل بد وأن يُعْرف ‏سببه ‏أو يُرْفض رفضً‏ ا باتًا.‏ وكم هي ‏شديدة الدقة ‏أمور املداخلت مع الدروز<br />

فيما يتعلق مبراسيم ‏لحرتام والتقدير،‏ حتى ‏أن العامة من الفلحني بينهم،‏ عرف عنهم يف<br />

احلالت التي قد توؤدي ‏إىل نشوب خلفات بينهم وبني املسيحيني.‏ ‏إنهم كانوا يُفضلون<br />

الوقوف يف موقف املعْتدي،‏ ويعاملون كذلك ويدخلون السجون ‏أحيانًا على ‏لعرتاف باأن<br />

مسيحيًا جترأَ‏ على التعدي عليهم،‏ ومس كرامتهم دون ‏أن يكونوا هم البادئون«‏ )137( .<br />

واتفق الرحالة الذين حللوا بنية املجتمع الدرزي على ‏أنه ‏ساأنه ‏ساأن املجتمعات<br />

)138(<br />

الرشقية جمتمع ذكوري الدور واملكانة حمصورة بالرجل واملرأة تابعة ومنصاعة له<br />

)139( ، وحمرومة من التوريث يف القضايا السياسية واملدنية )140( ‏.ويظهر ذلك مما ذكره<br />

ترششل )Churchill( : ‏»فكل ما لدى الأبوين من ممتلكات يُقسرّ‏ م بالتساوي بني الذكور،‏ ول<br />

تاأخذ الإناث ‏أي ‏شيء ‏إل يف حالت نادرة.‏ والأرملة ل تنال نصيبها من الرتكة ‏إل ‏إذا ‏أوصى<br />

الرجل لها بذلك«‏ )141( .<br />

لكن ماريتي )Mariti( خرج عن هذا التشخيص عندما ‏أشار ‏إىل ‏شُ‏ غْل زوجات ‏أمراء<br />

الدروز مقاعد يف احلكومة بعد موت ‏أزواجهن حلني نضوج ‏أبنائهن ‏)يف ‏إشارة ‏إىل نقل<br />

الكرسي ‏إىل الأبناء(‏ ‏.وهذا ل يتناقض مع ما ذكره من ‏أن هنالك اختلفاً‏ يف طريقة معاملة<br />

املرأة يف ‏أوروبا عن تلك املعاملة املوجودة عند الدروز )142( .<br />

ودلل ‏أوليفانت )Oliphant( على ‏أن املجتمع الدرزي جمتمع ذكوري بقوله:‏ ‏»إن نساء<br />

الدروز ل تفرح وتغني وتزغرد وتهاهي لولدة ‏أنثى.‏ ولو ولدت ‏أنثى فاإن الطوابري التي تاأتي<br />

‏إىل الأب ‏ستنقلب ‏إىل طوابري تعازي على ولدتها«‏ )143( .<br />

وأكد ترششل )Churchill( على ما ‏سبق بقوله:‏ ‏»أما مناسبات الولدة-‏ ‏إل يف ‏أحوال<br />

نادرة وعند الرضورة-‏ ، فل تُسْ‏ تقبل بالحتفالت العامة.‏ ويقْترص ‏لبتهاج على ‏أفراد<br />

الأرسة والأقرباء اللوازم الذين يشاركون يف ‏لبتهاج.‏ وقد يقدرّمون هدايا ‏أو مبالغ من<br />

املال تُسجرّ‏ ل يف العادة ليتم ردها يف املستقبل.‏ بيد ‏أنه ‏إذا كان املولود ‏أنثى تُعدُّ‏ الولدة<br />

غري ‏سعيدة ول تُعْطى ‏أي اهتمام كما ل تُقدرّم الهدايا«‏ )144( .<br />

وذكر يف الوقت نفسه ما يُدلل على مكانة املرأة الدرزية ودورها يف احلياة العامة.‏<br />

ويف التاريخ الدرزي ‏شواهد على ذلك ومنها بروز ‏أمرية درزية من عائلة ‏أرسلن يف القرن<br />

الثامن عرش حيث استطاعت ‏أن حتكم جزءًا من لبنان،‏ واستمعت للقضايا وأصدرت حكمها<br />

فيها ‏،«وأحكامها موضع قناعة ورضا املتخاصمني«‏ )145( .<br />

130


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وذكر ‏أوليفانت )Oliphant( ‏أن املرأة الدرزية تتحدث بكل جرأة بعيدًا عن ‏لستحياء<br />

واحلياء والتواضع )146( وأن ‏لكتفاء بزوجة واحدة قد عزز موقعها وجعلها ‏أكرث تاأثريًا<br />

باملقارنة مع املجتمعات املجاورة التي ينترش فيها تعدد الزوجات )147( .<br />

وخلص ‏أوليفانت )Oliphant( ‏إىل القول ‏إن الدروز جمتمع مُ‏ نظرّ‏ م ‏رسي وقوي ولديهم<br />

‏إشارات ‏رسية للتعرف على بعضهم )148( .<br />

املبحث اخلامس-‏ حياتهم الثقافية واالجتماعية:‏<br />

- صفاتهم وأخالقهم:‏<br />

كان فولني )Volney( من الرحالة الأوائل الذين وصفوا الشخصية الدرزية،‏ فالدروز<br />

‏أقوياء البنية،‏ يكرهون احلرارة بحكم ‏أن مناطقهم مرتفعة وباردة ، ‏شجعان ، جريئون ‏إىل<br />

حد التهور،‏ ‏رسيعو التشاوؤم،‏ مطيعيون لقادتهم،‏ يتمتعون بالزهد ولعتدال )149( )150(<br />

‏،منتمون لأرضهم )151( ، كرماء،‏ مضيافون لكل متوسل ‏أو مسافر،‏ ‏»فالفلح الدرزي يقدم<br />

‏أخر كرسة خبز يف بيته للمسافر اجلائع.‏ وإذا ما تعاقدوا مع الضيف فاإن الرباط املقدس<br />

‏)اخلبز واملاء(‏ ل ميكن نقضه؛ لأن هذا مرتبط برشف الدرزي«‏ )152( )153( ‏.والدروز ل يُسلمون<br />

من يستجري بهم ‏،ول يسمحون مبس ‏شعرة منه وإن تطلب الأمر استخدام القوة.‏ ويف حال<br />

عدم متكن الدروز من حماية املستجري بهم يتم تهريبه ‏إىل خارج مناطقهم )154( .<br />

وأكد ترششل )Churchill( ذلك بقوله:‏ ‏»أما الأجانب والغرباء من خمتلف اجلنسيات؛<br />

فاإنهم يلقوْن من قبل املشايخ بالرتحاب ويعاملون بكرم واحرتام.‏ ولو ‏صدف ‏أن جلاأَ‏<br />

‏إليهم معوز ‏أو متجول كما هي احلالة،‏ فاإنهم يقومون بجمع املال له بفرض مبلغ على كل<br />

‏شيخ منهم بالنسبة لإمكانيته املالية.‏ والقهوجي هو الذي يقوم بجولت لتحصيل املبالغ<br />

املطلوبة يف املناسبات املتعاقبة وتُدْفع فورًا.‏ ويف حال اللجوء ‏إىل حمى الشيخ من قبل<br />

خائف ‏أو لجئ،‏ فاإن منزل الشيخ الدرزي ل يجوز انتهاك حرمته،‏ وليس من ‏شيء ميكن ‏أن<br />

يقنعه بتسليم من ‏شمله بحمايته،‏ ‏أو يدل على مكان وجوده عنده ، وإنه ليُعررّض نفسه لأشد<br />

الأخطار واخلسائر حفاظً‏ ا على الثقة ولطمئنان«‏ )155( .<br />

ولحظ فولني )Volney( تعصب الدروز جلنسهم ‏)قومهم(‏ ‏ساأنهم ‏ساأن العرب يف<br />

ذلك )156( . وهم برأيه بعيدون عن العنف والإهانات ويَعْتربون ‏أنفسهم ‏أفضل من جريانهم.‏<br />

فلديهم ثروة وشخصية ‏أكرث حيوية وفاعلية )157( ‏.وهم حساسون لقضية الرشف التي ل<br />

حتل عندهم ‏إل بالدم )158( .<br />

131


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

وكرر بريكهاردت )Burckhardt( ما ذكره فولني عن خصائص الدروز . وأشار ‏إىل<br />

حسن معاملة الدروز للرحالة )159( وشجاعتهم )160( وعدم ‏أكلهم ‏أو قبولهم ‏أي ‏أموال ‏إذا ما<br />

‏شكوا ‏أن حيازتها غري ‏صحيحة.‏ لذا هم حريصون على تبديل ‏أي مبلغ يحصلون عليه بعملة<br />

‏أخرى قبل تخزينه.وذكر ‏أن ‏أفضل ‏شيء عند الدروز هو الضيافة التي حتُ‏ رّ‏ رم عليهم خداع<br />

الضيف ‏أو تسليم من يلجاأ ‏إليهم.‏ وإذا ما تعرض الأمري لإغراء وضغط لتسليم لجئ،‏ فعلى<br />

الدروز جميعًا التحرك ملنع ذلك حرصً‏ ا على السمعة العامة للدروز )161( .<br />

وذكر بريكهاردت )Burckhardt( ‏أن دروز حوران ‏أَحسنوا املعاملة مع الرحالة<br />

باعتبارهم ‏)غشيمني(‏ يف الديرة،‏ وأن ‏شيخهم استقبلهم يف بيته بحضور وجهاء الدروز<br />

وحثرّهم على طلب ما يريدون من مُ‏ ‏ضيفيهم ‏.ويرفض الدروز يف العادة قبول ‏أي مبلغ من<br />

الرحالة )162( ‏.وأكد ‏أن الشخص املضياف والكرمي هو الذي يحتل ‏أعلى الدرجات عند<br />

الدروز )163( .<br />

ويف مقابل الصفات احلسنة التي اختص الدروز بها،‏ ذكر بريكهاردت )Burckhardt(<br />

‏أن ليس لروابط الدم والصداقة قيمة عندهم.‏ ‏»وقد يتاآمر ‏لبن على والده،‏ ول يرتدد يف<br />

‏لعتداء على ‏أفراد ‏أرسته«‏ )164( .<br />

ووصف تريسرتام )Tristram( الدروز باأنهم نظيفون وموؤدبون باملقارنة مع العرب<br />

ذوي الطباع واملظهر اخلشن،‏ وهم وسيمون وجنسهم نقي )165( . وهذا يتعارض مع ما ذكره<br />

هريون )Heron( عندما قال:‏ « قليل من الدروز الذين قابلتهم موؤدبون ونظيفون«‏ )166( .<br />

وعدرّهم باكنغهام )Buckingham( الأكرث ‏»تساحمً‏ ا بني املحمديني«‏ )167( ، واعتربهم<br />

روبنسون )Robinson( ريفيو الطباع )168( .<br />

ولحظ ايجموند وهيومان Heyman( )Egmont& ‏أن الدروز من ‏أفضل الأجناس<br />

البرشية عندما تعيش معهم بسلم،‏ لكنهم ‏أعداء خطريون جدًا؛ لأنهم ل ينسون الإهانة<br />

واجلرح عند الوقوع بني ‏أيديهم،‏ غُ‏ ريُ‏ ٌ على نسائهم ‏إىل ‏أكرب درجة ‏إىل حد قناعتهم باأنهم<br />

ميلكونهن وأنهم خمولون بقتلهرّن ‏إذا ما حتدرّث ‏أًحد ‏إليهن بحرارة ‏أو بسوء خُ‏ لق )169( . وهذا<br />

يتفق مع ما ذكره ‏أوليفانت )Oliphant( )170( وبريكهاردت )Burkhardt( من ‏أن الدروز<br />

مثل جميع الرشقيني غيورون على زوجاتهم من الزنا وعقوبة الزانية املوت.‏ لكن الدروز<br />

يخافون من القتل جتنبًا للنتقام،‏ ويخْ‏ ‏شون من انتشار هذه العادة،‏ مما يوفر فرصة للحاكم<br />

الرتكي لبتزاز الطرفني ‏)أهل القاتل واملقتول(‏ )171( .<br />

والدروز برأي ايجموند وهيومان منافقون Heyman( )Egmont & )172( ‏،وبرأي<br />

ولسون )Wilson( ‏»أكرث الناس تخلفًا وانغماسً‏ ا يف الوثنية واخلطاأ،‏ وأخلقهم كاليهود فل<br />

يُحبرّذون مشاركة الآخرين لهم يف السكن«‏ )173( .<br />

132


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وأشار ماريتي )Mariti( ‏إىل ‏أنهم ‏أقوياء البنية ومن ‏أصول نبيلة،‏ وعندما يولد الطفل،‏<br />

فان الأم ل تضع وسادة حتت رأسه كما يفعل الآخرون وإمنا تضعه على ‏)ذراعها(‏ لإبقاء<br />

الرأس معلقًا مما مينحه الشجاعة يف الكرب.‏ والدروز برأي ماريتي )Mariti( خملصون<br />

وصارمون يف الوقت نفسه،‏ يكْرهون احتيال الرتك وابتزاز وجشع العربانيني )174( . وتكررت<br />

هذه الإشارة عند هريون )175( .<br />

ووصفهم كلرك )Clarke( باأنهم ‏ضخام البنية منفتحون وحادون،‏ ويشتهرون<br />

بالفراسة والنبل والكرم )176( .<br />

وقدم ‏أوليفانت )Oliphant( حتليل مفسل للشخصية الدرزية.ويظهر ذلك من<br />

‏لقتباسات الآتية حيث قال:‏ ‏»وحتت مظهرهم اخلارجي املتسم بالرصاحة والرجولة<br />

والسلفة يُخرّ‏ في الدروز ‏أقصى درجات الرقة وحدة الذهن واملكر البارع واخلداع.‏ ول ‏شك<br />

‏أنهم مدينون لعقيدتهم يف هذا الفن الباطني الذي يتباين فيه املظهر عن اجلوهر.ويتم<br />

تدريبهم منذ نعومة ‏أظفارهم على ‏لقتصاد يف احلقيقة من جهة،‏ وخمادعة املسلمني<br />

واملسيحيني من جهة ‏أخرى«‏ )177( . ويف رأيه ‏أن هناك مقياسً‏ ا معنويًا واحدًا يحكم الدروز<br />

يف تعاملهم فيما بينهم،‏ ومقياسً‏ ا ‏آخر يحكم اتصالتهم وتعاملهم مع بقية العامل.‏ وقال:‏<br />

‏»أما الرياء والإخفاء فهو ‏أمر يعْرتف به دينهم على ‏أنه مكتسبات واجنازات جديرة بالثناء«.‏<br />

واستشهد ‏أوليفانت )Oliphant( مبثل يتداوله الدروز ويُعرب عن ميولهم واعتقاداتهم فيقولون<br />

‏»إن قميص الإنسان ل يغري لون جلده«‏ )178( .<br />

وعلل ‏أوليفانت )Oliphant( ذلك بقولة:‏ ‏»ول ‏شك ‏أن حاجتهم ‏إىل ذلك قد فُ‏ رضت عليهم<br />

بسبب خصوصية وضعهم الشاذ.‏ فهم حفنة من املوؤمنني بعقيدة خاصة،‏ والذين ‏إذا ما<br />

عُ‏ رفوا وانكشفوا ‏أمام امللأ فاإنهم ‏سيتعرضون للهجوم ولضطهاد«‏ )179( .<br />

وعلرّق ‏أوليفانت )Oliphant( على ذلك بقوله:‏ ‏»وهكذا ‏ساأن الدرزي،‏ فقد يكون ماكرًا<br />

مراوغً‏ ا كالثعلب لكنه ليس جبانًا،‏ وأن عينيه الصلفتني ووجهه املفتوح املتدفق بالتحدي<br />

تُشكلن دليل على انعدام ‏أي نوع من ‏أنواع اخلجل لديه مما ميارسه من براعة يف فنون<br />

اخلداع.‏ لذلك،‏ بقليل من التمرين ، ميكن لهوؤلء الدروز ‏أن يكونوا دبلوماسيني من الطراز<br />

الأول«‏ )180( .<br />

ويف السياق نفسه قال ترششل )Churchill( : ‏»أما يف ‏شعورهم الداخلي،‏ فهم يُلْقون<br />

نظرة ازدراء على كل الذين ليسوا منهم.‏ ‏إنهم يعرفون متامً‏ ا حقيقة مكانتهم ‏إذ ‏إنهم حماطون<br />

بجماعات ليس بينها وبينهم ود«‏ )181( .<br />

133


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

- الزواج والطالق:‏<br />

كان الطليطلي Tudela( )Benjamin of ‏أول رحالة ‏أوروبي حتدث عن الزواج<br />

والعلقات اجلنسية عند الدروز.‏ فهم بنظره ‏»غارقون يف الزنا،‏ الأخوة يتزوجون الأخوات<br />

والآباء يتزوجون بناتهم«.‏ )182( .<br />

واتفق ولسون )Wilson( مع ما ذكره الطليطلي Tudela( ،)Benjamin of فتحدث<br />

باشمئزاز عن الزواج عند الدروز،‏ ‏»فل قانون ينظمه ويتبادلون الزواج من ‏أنسابهم ‏)البدل(،‏<br />

ول يوجد ما ينظرّ‏ م العلقات اجلنسية عندهم،‏ ويُسْ‏ مح عند الدروز بالزواج بني الإخوة<br />

والأخوات«،‏ وميُ‏ يَّز العزاب ‏)غري املتزوجني(‏ بلبس العمائم البيضاء )183( .<br />

ولحظ بريكهاردت )Burckhardt( ‏أن املهور املدفوعة ‏إىل الفتاة عند خطبتها ترتبط<br />

مبكانة والد الفتاة،‏ فاإذا كانت عائلة الفتاة غنية،‏ فاإنها جتُ‏ هرّز بناتها بامللبس والصيغة<br />

‏)أساور من الفضة ‏أو عقد يوضع حول رقبة العروس(‏ ‏.وأشار ‏إىل ‏أن هذه العادة موجودة<br />

‏أيضً‏ ا عند املسيحيني يف لبنان وعند العائلت من ‏أصول تركية )184( .<br />

وتعررّض تريسرتام )Tristram( ‏إىل ‏إشكالية بني عائلتني درزيتني ‏سببها ‏أن فتاة درزية<br />

كانت خمطوبة جلار لها،‏ لكن الأب خطَّ‏ بها لأخر دفع مهرًا ‏أكرث ، فحدث اقتتال بني عائلة<br />

اخلطيبنيْ‏ مما استدعى ‏سجْ‏ نهما وسجْ‏ ن الفتاة ووالدها على ‏أمل ‏أن تقرر من تريد )185( .<br />

وأشار ماريتي )Mariti( ‏إىل ‏أن تعدد الزوجات مسموح به عند الدروز،‏ لكن يف الوضع<br />

الطبيعي يكتفي الرجل بزوجة واحدة يختارها من الشعب الدرزي.‏ وإذا عدرّد الزوجات من<br />

خارج الطائفة ، فاإن الزوجة الأخرى تكون مبثابة عبده للزوجة الأوىل )186( .<br />

وحتدث ترششل )Churchill( عن تبادل الزواج عند الدروز بني عائلت معينة.‏ ويحظر<br />

على هذه العائلت ‏أن تطْ‏ لب لها علقة رحم مع عائلت ‏أخرى.‏ وقال:‏ ‏»إن مبدأ زواج ‏شيخ<br />

من وسط ‏أقل مكانة من وسطه غري معمول به يف الوقت الراهن ‏.إن زواج ‏شيخ من ابنة درزي<br />

ملالها وغناها ومن وسط ‏أقل رتبة تكون له نتائج ذات طابع خطري على من يَقْدم على<br />

مثل هذا العمل الذي يُعْترب احتقارًا لعرقية العائلة.‏ ولو ‏أن الزوج ‏)الشيخ(‏ جنا من العقوبة،‏<br />

فالزوجة لن تُكتب لها النجاة«‏ )187( ‏.وأضاف:‏ ‏»وليس من انتقاد ملثل هذا التشدد يف بلد<br />

يُفْرض على الأرستقراطية فيها ‏أن حتُ‏ افظ على مكانتها يف جميع الأحوال،‏ ‏إذ ل بد من<br />

احلفاظ على املراتب الإقطاعية تلك التي ترْسم اخلطوط بني طبقة النبلء وعامة الناس.‏<br />

ولن يكون هناك تساهل ‏أو غض نظر عن ترصف فيه انتقاص لحرتام ‏أو تقدير يتقرّيد به كل<br />

الأرستقراطيني يف جميع مراحل احلياة ومتطلباتها . فقد تضطر بنت الشيخ للبقاء عزباء<br />

طول حياتها ول تُعْطى يدها ملن يقل عنها نبل«‏ )188( .<br />

134


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وعندما يريد ‏شيخ ‏أن يتزوج-‏ وفقًا ملا ذكره ترششل )Churchill( - فاإنه يُرسل رسول<br />

‏إىل والد الفتاة التي وقع عليها اختياره طالبًا املوافقة.‏ فاإذا كان والد الفتاة راضيًا يَطْ‏ رح<br />

الأمر على ابنته التي ترتْ‏ ‏ُك مصريها رهنًا بحكمته ومشيئة الأبوية . لكن لو ‏أنها كانت ل<br />

تشعر مبيل لطالب يدها،‏ فاإن رأيها ماأخوذ به ولن يجْ‏ ري زواج بغري قبولها ورضاها )189( .<br />

ولدى املوافقة على الزواج يبْعث اخلاطب بهداياه املوؤلفة من ملبس وحُ‏ لي.‏ ويف<br />

اليوم الذي يُحدرّد للزواج يتوجه بعض العقال وأقرباء العريس ‏إىل بيت العروس،‏ ويُعْقد العقد<br />

ويوقعه ‏شيخ العقال وبعض الشهود.‏ وعندئذ متتطي العروس فرسً‏ ا معدة لذلك،‏ ويسري يف<br />

ركابها جمْع كبري من الرجال والنساء بينهم عدد من ‏أقاربها ‏إىل منزل زوجها )190( ‏.وعندما<br />

يتزوج درزي يتوجب عليه ‏أن يعترب زوجته مساوية له،‏ وإذا قضى ظرف ما بالنفصال<br />

جتري التحقيقات حول املُلم.‏ فاإذا ظهر ‏أن الزوجة كانت غري مطيعة لزوجها بينما ‏سلوك<br />

الزوج نحوها ل ‏شائبة فيه وكانت تُرص على الفراق ، يكون من حقه ‏أن يحتفظ بنصف ما<br />

متلك ‏)ملبس ، ‏أو حلي ، ‏أو ممتلكات ‏أخرى(‏ . ‏أما ‏إذا كان العكس فاإنه يحق لها ‏لحتفاظ<br />

بكل ما متلك ‏)املتوجب على الزوج ‏أو ما اصطحبته من بيت ‏أهلها(‏ )191( .<br />

وبشكل عام ‏أجمع غالبية الرحالة على ‏سهولة الطلق عند الدروز )192( . فمثل«‏ ‏إذا<br />

طلبت الزوجة من زوجها اخلروج خارج البيت،‏ وقال لها اذهبي دون تعليق تُصْ‏ بح طالقة<br />

بعد عودته ‏إىل البيت.‏ ول يستطيع زوجها ‏إرجاعها وميُ‏ ‏ْكنها الزواج مره ثانية وفقًا للقانون<br />

الرتكي«‏ )193( . ‏أو ‏أن يُقال لها كما ذكر ‏أوليفانت :)Oliphant( ‏»إن من الأفضل لها الذهاب<br />

عند ‏أمها.‏ وبعد تكرار هذه اجلملة ثلث مرات ل يبقى ‏أمامها ‏أي خيار ‏سوى العودة ‏إىل<br />

‏أهلها«‏ )194( .<br />

- لباسهم وطعامهم:‏<br />

وصف الرحالة الغربيون لباس الدروز وفرقوا بني الرجال والنساء يف اللباس .<br />

ويُسْ‏ تشف من جممل ما دونوه ‏أن لباس الرجال عبارة عن ‏سرته قصرية-‏ نادرًا ما تصل ‏إىل<br />

ركبهم-‏ مصنوعة من ‏شعر املاعز وصوف الشاة وتكون خمططة باألوان متعددة.‏ ويضعون<br />

على ‏أجسادهم عصبات مذهبة ويلبسون حتت هذه السرتة رداءً‏ تركيًا جميلً‏ يصل ‏إىل الكوع.‏<br />

ويلبسون القمصان البيضاء،‏ وتكون بكم طويل بدءًا من اخلريف.‏ ويوجد زنار فوق القميص<br />

يدفع القميص بشدة ‏إىل اجلسد.‏ ويف العادة يلبسون ‏أكرث من قطعة قماش،‏ ويربطون روؤوسهم<br />

برباط جميل يُشكرّل عمائمهم.‏ وحتى ‏أحذيتهم تختلف عن تلك املستخدمة يف الرشق،‏ وتشبه<br />

تلك املستخدمة يف الغرب لكنها تختلف يف اللون حيث تكون يف العادة ‏صفراءَ‏ ‏أو حمراءَ‏<br />

)195(<br />

وتكون مصنوعة من اجللد املغربي وتكون طويلة الساق<br />

135


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

ولحظ بريكهاردت )Burckhardt( ‏أن الدروز يف منطقة حوران يلْبسون لباس<br />

الفلحني نفسه دون ‏أن يوضح ما هو هذا اللباس )196( .<br />

وركز روبنسون )Robinson( على وصف لباس املرأة الدرزية الذي يتكون من القبعة<br />

التي تضعها على رأسها وتُسمى التنطور ويشبه الأنبوب طوله 18 ‏أنش تقريبًا،‏ ويكون مزيرّناً‏<br />

بالأشكال،‏ ويختلف من امرأة ‏إىل ‏أخرى حسب ثروة املرأة ‏)فضة ‏أو نحاس(‏ ، ويُثبت على<br />

الرأس كوسادة تتدىل ‏إىل اخللف وكاأنه بوق ينْسدل ‏إىل الأمام على هيئة لباس ‏أسطوري<br />

ميتد ‏إىل الوركني ويُسْ‏ تخدم يف تغطية الوجه عند اخلروج ‏إىل الأفراح.‏ وهناك فروقات يف<br />

‏شكله وطريقة وضعه من منطقة ‏إىل ‏أخرى،وهو ل يشبه ما هو موجود عند املسيحيني<br />

الأرذثوكس )197( .<br />

وركرّ‏ ز ‏أوليفانت )Oliphant( يف حديثه عن لباس املرأة الدرزية على اخلمار.‏ وقال:‏<br />

‏»ترتدي النسوة خمارًا ابيضَ‏ ل ترى منه ‏إل عينًا واحدة،‏ وذلك لأن احلُكْم على بقية السحنة<br />

وجمال الوجه يجب ‏أن تُوؤخذ من هذه النظرة.‏ وتستطيع املرأة الدرزية ‏أن تُعربرّ‏ عن جمالها<br />

ومكنونات نفسها بعني واحده ‏أكرث مما تُعربرّ‏ عنه املرأة الأوروبية بعيْنني اثنتنيْ‏ » )198( .<br />

‏أما بالنسبة لطعام الدروز فقد وردت معلومات مقتضبة حوله،ومنها ما ذكره فولني<br />

)Volney( من ‏أن غذاءهم يتكون من ‏أرغفة اخلبز،‏ والبصل،‏ والزيتون،‏ وقليلً‏ من الفاكهة<br />

والنبيذ )199( ‏.ومنها ما ذكره بريكهاردت )Burckhardt( حول بعض عادات الدروز يف دير<br />

القمر يف لبنان يف رمضان حيث يذبح ‏شيخ العائلة ‏شاة ‏أو ‏أكرث ويُطْ‏ عمها لأفراد عائلته ويُقدرّم<br />

لهم بقية ‏أيام السنة الربغل،‏ ‏»ونادرًا ما يُقدرّم لهم حلم البقر الكبري ‏أو حلم املاعز الكبري«‏<br />

)200( . ولحظ بريكهاردت )Burckhardt( ‏أن الدروز مغرمون باأكل اللحم الني ‏»فحيثما<br />

تُقتل ‏شاة فاإنهم يتناولون الكبد الني والقلب باعتبارهما من الأكلت الطيبة«‏ )201( .<br />

وذكر ايجموند وهيومان Heyman( )Egmont & ‏أن الدروز ل ياأكلون الأيل ول الطري،‏<br />

ولكنهم يُكْرثون من ‏أكل حلم اخلنزير )202( )203( ‏،ويكْرثون من ‏رشب اخلمر )204( .<br />

وقال عنهم ثومسون )Thomson( : ‏»إنهم ياأكلون اللقلق والوز والبجع والبط وكل<br />

‏أنواع احلمام واحلجل وطري القرب وكل الطيور الصغرية«‏ )205( .<br />

وقدم ‏أوليفانت )Oliphant( وصفًا ‏آخرًا ملائدة الدروز لكنها من الواضح ‏أنها مائدة<br />

كبار القوم وضمت احلساء،‏ واخلراف املحشية بالأرز والصنوبر،‏ وطبيخ اللنب ، والكوسا<br />

املحشية ‏،والباذجنان املحشي،‏ والفريكة،‏ وأطباق ‏أخرى من اللحم واخلضار،‏ واحللوى<br />

136


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الشعبية ‏)مل يحدد ما هي(‏ ، ‏»وياأكلون املكرسات مصحوبة بالرشاب«‏ )206( . وحدد يف موقع<br />

‏أخر ‏أن الرشاب هو ‏)القهوة والشاي(‏ ، ومل يذكر النبيذ كغريه من الرحالة )207( .<br />

املبحث السادس-‏ حياتهم االقتصادية:‏<br />

يُسْ‏ تشف مما ذكره بريكهاردت )Burckhardt( ‏أن حياة الدروز ‏لقتصادية ل تختلف<br />

عن بقية ‏سكان املناطق املجاورة لهم،‏ وأنهم يَعْتاشون من بساتني الكروم والتوت،‏ ومن<br />

جتارة اخلراف وبعض احلرف مثل حياكة القطن الذي يُستخدم يف ‏صناعة القمصان<br />

البيضاء التي يلْبسها الدروز )208( ويف ‏صناعة الأحزمة )209( . وذكر ‏أن هذا القطن يُنْتج يف<br />

بعض املناطق من قبل بعض العائلت الدرزية )210( ‏أو يتم ‏رسوؤه من بلد ‏صفد ونابلس<br />

)211( ‏.وأشار ‏إىل ‏أن جزءًا من ثروة الدروز ياأتي من تربية املواشي والأبقار )212( ومن تربية<br />

دودة القز ‏)لإنتاج احلرير(‏ ومن الدخان ‏)التوباكو(‏ )213( .<br />

وذكر بريكهاردت )Burckhardt( ‏أن الدروز فلحون مهره خاصة يف قرية مرجان قرب<br />

دمشق،‏ فقد ‏أنتجوا كميات وفرية من القمح والشعري واستخرجوا امللح الصخري،‏ واستفادوا<br />

يف قرية ‏أم الزيتون قرب دمشق من مصادر املياه بعد توقف الأمطار )214( . ولحظ انتشار<br />

حقول احلنطة يف مناطق الدروز،‏ بينما الأراضي املجاورة لهم بل زراعة )215( .<br />

وحتدث بريكهاردت )Burckhardt( عن استخدام العبيد السود من قبل مشايخ الدروز<br />

يف فلحة الأرض،‏ بينما بقية السكان يسْ‏ تخدمون السكان املحليني.‏ وذكر ‏أن الفلح الذي<br />

يزرع الأرض عند الدروز يحْ‏ ‏صل على ربع املحصول بعكس من يعمل عند الآخرين فيحْ‏ ‏صل<br />

على ثلث املحصول )216( .<br />

ولحظ كلرك )Clarke( وجود وفرة من اخليول والبغال واجلمال للستخدام اخلاص<br />

يف الزراعة والتجارة )217( .<br />

واعترب تريسرتام )Tristram( ‏أن حياة الدروز ‏لقتصادية تعْتمد يف املقام الأول على<br />

العسل وزيت الزيتون،‏ وزراعة الكرمة )218( .<br />

‏أما فولني )Volney( فعدرّ‏ ثروة الدروز احلقيقية تاأتي من ‏شجر التوت الأبيض يف<br />

املقام الأول،‏ والكرمة التي<br />

137


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

تُصنرّع ‏إىل نبيذ ابيض واحمر يف املقام الثاين )219( يليها التوباكو والقطن واحلنطة.‏<br />

ولحظ تركز معظم الأراضي يف ‏أيدي عدد قليل من العائلت الإقطاعية،‏ مما منحها قوة<br />

بكل مقاييس القوة عند الأمم وذكر ‏أن بعض كبار امللك قسرّ‏ موا الأراضي ‏إىل قطع وُ‏ زِّعت<br />

على مستاأجرين بهدف حتسني ‏إنتاجية الأرض وربط املستاأجرين ‏)الفلحني(‏ بها.‏ )220( .<br />

وأشار فولني )Volney( ‏إىل ‏أن طبيعة مناطقهم الوعرة حالت دون فلحة مساحات<br />

كبرية وحالت دون ‏إنتاج كميات وفرية من القمح والشعري.‏ فاإنتاجهم ل يكفيهم ‏إل لثلثة<br />

‏أشهر وليس لديهم مصنوعات كثرية.‏ ومعظم تصديرهم احلرير والقطن ومردودهما يتجاوز<br />

قليل ثمن ‏صادراتهم من القمح من حوران ، والزيت من فلسطني،‏ والقهوة والأرز من<br />

بريوت )221( . وأشار ‏إىل ‏أن بلد الدروز مقسمة ‏إىل مناطق،‏ ‏أو قطاعات تتميز كل واحده<br />

بطبيعة خاصة وإنتاج خاص.‏ فاملناطق املمطرة يف الشمال ‏أكرث وعورة وتزخر باحلديد.‏<br />

والغرب من ‏أكرث املناطق جمال ويُنْتج الصنوبر،‏ والسهل يُنْتج التوت والكرمة ، والشوف<br />

احلرير،‏ وإقليم التفاح الفاكهة،‏ والشقيف الدخان ‏)التو باكو(‏ )222( .<br />

وحتدث فولني )Volney( عن مساألة ‏إيجاد ‏آثار ‏أو ذهب يف بلد الدروز.‏ وذكر ‏أن ‏أي<br />

‏شخص يعْرث على قلدة ذهب ‏أو هلل ‏أو غريه عليه ‏أن يخفيه برسية؛ لأن الشيوخ والأمراء<br />

يَبْحثون عن ذرائع،‏ ويلتزمون باإعادته )223( .<br />

وخلُص فولني )Volney( ‏إىل القول:‏ ‏»إذا عرفنا عدد السكان مع املساحة الضيقة التي<br />

يعيشون فيها،‏ فاإننا نكتشف السبب احلقيقي لوهج احلرية يف ‏سماء هذا القطر.‏ ‏إنهم على<br />

عكس الرتك يعيشون بسلم وانسجام تام يف ‏أراضيهم علمًا ‏أن فلحيهم ليسوا باأغنى من<br />

الفلحني يف املناطق املجاورة ‏إل ‏أنهم يشعرون باحلرية،‏ فل خوف لديهم كما يحدث عند<br />

الآخرين حيث ‏سمعت ‏أن الباشا يبعث جندًا لنهب بيوتهم وسلب نسائهم.‏ فالأمن الكامل هو<br />

املهيمن ، ‏إنهم مرتاحون يف حياتهم ومن السهل احلصول على رزقهم«‏ )224( .<br />

لكن هذا الوصف ل ينسجم مع ما ذكره روبنسون )Robinson( - الذي زار مناطق<br />

الدروز يف النصف الأول من القرن التاسع عرش-‏ من ‏أن امللك الدروز استغلوا العاملني<br />

عندهم ‏)الفلحني(‏ وساهموا يف فقرهم )225( ‏.وقال:‏ ‏»إن بني الدروز طبقة فلحني وطبقة<br />

من ‏أصحاب الرثوات.‏ ‏إنهم يعملون باأيديهم وهم يف املعظم فقراء لكنهم يكْفون ‏أنفسهم<br />

بساأن حاجات احلياة«‏ )226( . وأشار ‏إىل خلو بعض املناطق يف حوران من زراعة الفاكهة؛<br />

لأنها تُرسْ‏ ق من قبل الغرباء والعرب يف ‏إشارة ‏إىل البدو )227( .<br />

وأشار ايجموند وهيومان Heyman( )Egmont & ‏إىل ‏أن جزءًا من ثروتهم تاأتي من<br />

138


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الزراعة والتجارة.‏ فهم ميُ‏ ارسون جتارة احلرير )228( ‏،وهناك تبادل جتاري كبري بينهم وبني<br />

الفرنسيني يف هذا املجال . وهم جادون يف جتارتهم ويف البحث عما يحقق الفائدة لهم،‏<br />

ويدفعون للأتراك جزءًا من الأموال التي يحصلون عليها )229( ‏.وذكر الطليطلي Benjamin(<br />

)of Tudela ‏أن حرفيني يهود وباعة متجولني ياأتون ‏إليهم للتجارة ويعودون )230( .<br />

وحتدث الرحالة والكاتب الفرنسي بيجيه ده ‏سان بيري st( )Pierre Puget de عن<br />

احلياة ‏لقتصادية عند الدروز.‏ فعندهم الأشجار العطرة وأشجار احلامض والربتقال<br />

والدراق والتفاح والأجاص واللوز والزيتون والقطن.‏ لكن ‏شجرة التوت تتبوأ املركز الأول<br />

بفائدتها لأن احلرير هو اكرب ثروة للبلد . وتَكْرث عندهم ‏أشجار الغابات التي تُسْ‏ تخدم يف<br />

‏صناعات عدة:‏ ‏)السفن واملقاعد وغريها(.‏ وعندهم الكرْمة التي تُسْ‏ تخدم يف ‏إنتاج اخلمر<br />

الذي يُلقي رواجً‏ ا بني الأجانب.‏ وأشار ‏إىل ‏إنتاج كميات كبرية من القمح تزيد عن حاجة<br />

البلد تُصدرّر ‏إىل فلورنسا.وحتدرّث عن توافر املن وملح البارود وبعض النباتات الطبية<br />

ومنها نبات الريباص الذي يصنرّع منه ‏رشاب يُفيد يف علج ‏ضعف املعدة وأمراض الكبد.‏<br />

وتوجد عندهم كميات كبرية من العسل وشمع العسل واملعادن ‏)احلديد(‏ وأنواع خمتلفة من<br />

الطيور وحيوانات النقل مثل اخليل واحلمار والبغال واجلمال والثريان والشاه واملاعز )231( .<br />

وذكر متاجرة الدروز بجلود الدببة والنمور واخليول )232( .<br />

املبحث السابع-‏ حياتهم العسكرية:‏<br />

قدم الرحالة الغربيون باستثناء فولني )Volney( وأوليفانت )Oliphant(<br />

وصفًا خمترصًا حلياة الدروز العسكرية.‏ فعلى ‏سبيل املثال ل احلرص ‏أشار الطليطلي<br />

Tudela( )Benjamin of ‏إىل ‏أن الدروز حماربون من الصعب ‏شن احلرب عليهم،‏ لأنهم<br />

يترّخذون من اجلبال حصونًا لهم )233( .<br />

وذكر روبنسون )Robinson( ‏أن الدروز جمتمع عسكري وأن ثلث البالغني الدروز<br />

يحْ‏ ملون السلح )234( . وعدرّهم ايجموند وهيومان Heyman( )Egmont & حماربني ‏شجعان<br />

‏سلحهم يف الأساس بنادق ‏أوروبية قدمية،‏ ومن ثم ‏صنرّعوا ‏أسلحتهم وذخائرهم من الفحم<br />

وامللح الصخري والكربيت لكنها ليست بفاعلية الذخائر املصنعة يف ‏أوروبا )235( .<br />

وحتدث فولني )Volney( عن قوتهم العسكرية التي بلغت ‏أقصاها يف القرن السابع<br />

عرش يف عهد فخر الدين املعني الثاين الذي حاول توسيع مناطق نفوذه على حساب الرتك<br />

)236( . ولحظ ‏أن احلاكم ل يستطيع تخصيص فرق عسكرية نظامية،‏ بل يحتفظ فقط بقوات<br />

حلراسة بيته وبعض العبيد السود.‏ وعند احلرب يُدْعى اجلميع للمشاركة يف الزحف بغض<br />

النظر كان ‏شيخً‏ ا ‏أو فلحً‏ ا:‏ ‏)ويحمل معه ‏سلحه وحقيبة ‏صغريه فيها كميات قليلة من<br />

139


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

الطحني وبعض الرصاصات وكميات من مسحوق البارود املُصنع يف قريته(‏ . وإذا كانت<br />

حرب ‏أهلية كما كان يحصل،‏ فان الفلحني واخلدم والرعاة يحملون ‏أسلحتهم من ‏أجل<br />

‏شيخ عائلتهم.‏ ويف احلروب الأهلية ل يكون الهدف التدمري الكامل للخصم،‏ ففي كثري من<br />

الأحيان يتم التوسط وإنهاء التوتر بني جهتني بينما يف احلروب اخلارجية يكون الهدف<br />

‏إلغاء الطرف الأخر وتدمريه ‏أو التوصل ‏إىل معاهدة مذلة قد يقبلها ‏أو ل يقبلها )237( .<br />

وقدم فولني )Volney( وصفًا لإجراءات ‏إعلن احلرب،‏ فقال:‏ ‏»عندما يقررّر الأمري<br />

والشيوخ يف دير القمر ‏إعلن احلرب،‏ فاإنهم يستحرضون العادات القدمية يف هذا الساأن<br />

وتنطلق الرصخات من ‏أعايل قمم اجلبال:‏ ‏إىل احلرب ‏إىل احلرب ، خُ‏ ذ ‏سلحك ورصاصاتك،‏<br />

خذوا مسدساتكم،‏ الشيوخ النبلء،‏ ‏سلحوا ‏أنفسكم،‏ اللقاء غدًا يف دير القمر،‏ حماسة اهلل،‏<br />

حماسة املعركة«.‏ وذكر ‏أن هذه الرصخات تُسْ‏ مع يف القرى واملناطق املجاورة،‏ ويَنْتقل<br />

النداء خلل ‏ساعات ‏إىل احلدود.‏ وقال:‏ ‏»هذه النداءات وسط الليل الساكن والصدى الكبري<br />

تُثري الفزع«.‏ )238( .<br />

وقارن فولني )Volney( بني املتطوعني الدروز والقوات الأوروبية،‏ وقال:‏ ‏»ل ميكن<br />

لهذه القوات ‏أن تتشابه مع قواتنا،‏ فل لباس موحد لها ول نظام لها ول تعليمات.‏ ‏إنهم<br />

قوات مبعاطف قصرية وسيقان عارية.‏ وهم جميعهم مشاة باستثناء الأمراء والشيوخ<br />

فاإنهم ميْتطون اخليول وهي قليلة لأن استخدامها ‏صعب بسبب وعورة اجلبال«.‏ ولحظ<br />

‏أن الدروز ل يُوررّطون ‏أنفسهم يف قتال السهول.‏ فليس لديهم ما يسْ‏ تطيعون من خلله وقف<br />

زحف الطرف الآخر.‏ ‏إنهم يجيدون ‏إطلق النار والقنص مما جعلهم خطريين ومتمرسني فهم<br />

برأيه ‏»صيادون مهرة يحققون جناحات مفاجئة،‏ لديهم عنرص املفاجئة الليلي ويجيدون<br />

نصب الكمائن وللتحام املبارش مع اخلصم،‏ ويستطيعون تطوير جناحاتهم واستثمارها<br />

نحو الأفضل.‏ وهم مطيعون جيدون لقياداتهم،‏ يتمتعون بالزهد ولعتدال والصحة اجليدة«.‏<br />

فقد امضوا ثلثة ‏أشهر يف الهواء املفتوح دون خيام ول ‏أغطية باستثناء جلد الشاه،‏ وكانت<br />

الضحايا يف ‏صفوفهم كاأنهم بقوا يف بيوتهم )239( .<br />

وحتدث فولني )Volney( عن زاد املقاتلني الدروز،‏ وقال ‏»انه يتكون من بعض الأرغفة<br />

والبصل والزيتون وقليل من الفاكهة والنبيذ«.‏ وذكر ‏أن ليس لدى الدروز ‏أي معرفة بالعلوم<br />

العسكرية احلديثة بجميع حالتها،‏ لكن ذلك ل ينفي وجود بعض الدروز ممن لديهم معرفة<br />

بالأسس الأولية للعلوم العسكرية.‏ ولحظ ‏أن الدروز ميْضون فرتات طويلة يف التدريبات<br />

العسكرية )240( ‏.وهذا يتطابق مع ما ذكره ‏أوليفانت )Oliphant( الذي ‏شاهد بعض هذه<br />

التدريبات ووصفها باأنها:‏ ‏»استعراض عسكري تُسْ‏ تخدم فيه اخليول والبنادق والسيوف<br />

140


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

واخلناجر والرماح وتدل على مهارتهم.‏ ففي كل حلظة تخرج جمموعة من الرجال من وسط<br />

احلشد ليطلقوا النار من بنادقهم باجتاه حوض املاء يف الساحة.‏ جو يُنتج منطاً‏ من الدخان<br />

الشبيه بالزبد.‏ لقد اختلط احلابل بالنابل حيث الغناء بصوت مرتفع،‏ املوسيقى والنشاز<br />

والإطلق الدائم للنار وتصفيق الأيدي وصياح النساء مما جعل اجلو برمته يبعث على<br />

الصمم«‏ )241( .<br />

وأشاد ‏أوليفانت )Oliphant( باعتماد الدروز على ‏أنفسهم يف توفري جتهيزاتهم<br />

العسكرية وانضباطهم حيث قال:‏ ‏»إن جميع التجهيزات العسكرية هنا هي من ‏صنْع حملي<br />

داخل القرص.‏ ورأيت بعض اخلياطني الذين يقومون مبهماتهم بجد ونشاط داخل املخازن<br />

التي حتتوي ‏أسلحة وعتاد احلامية العسكرية.‏ انه ملن دواعي الرسور والغبطة ‏أن يكون<br />

الشخص يف منطقة حيث احلياة واملمتلكات يحميها الشعب نفسه.كما ‏أن الدرك الكردي،‏<br />

واجلنود الذين ل يرْضخون للضبْط والربْط العسكري غري معروفني هنا«‏ )242( .<br />

االستنتاجات:‏<br />

‏.‏‎1‎اهتم 1 الرحالة بتفصيلت املجتمع الدرزي،‏ وبالتحديد الفئات الأكرث نفوذًا،‏ وكاأنهم<br />

‏أررّخوا للقوى الرئيسة يف الطائفة الدرزية.‏ ولحظوا ‏أن املجتمع الدرزي يضم العامة واخلاصة<br />

‏أسوة ببقية التجمعات والطوائف.‏ واختلفوا يف الأسس التي اعتمدوا عليها يف وصف بنية<br />

املجتمع.‏ فمثل اعتمد ‏)فولني(‏ على الرثوة ‏)امللكية(،‏ وقسرّ‏ م الدروز ‏إىل العامة والنخبة:‏<br />

‏)أصحاب الفضيلة وامللكيات(‏ الذين يُسموْن الشيوخ ‏أو احلكام.‏ بينما اعتمد ‏)بريكهاردت(‏<br />

وآخرون على املكانة الدينية وقسموا الطائفة الدرزية ‏إىل طبقة العقال وطبقة اجلهال.‏<br />

‏.‏‎2‎يتصف 2 الدروز بالغموض،‏ فاملعتقدات ‏رس،‏ والأصول ‏رس،‏ وكل الطائفة ‏أرسار<br />

حمصورة بفئة حمددة للحفاظ على وجود الطائفة وهيبتها ومتاسكها . ويصعب فهم هذه<br />

الطائفة ‏أو مبعنى ‏أدق التعرف ‏إىل تفصيلتها لأنها ‏رس وجودها.‏ ويبدو ‏أن الرسية التي<br />

مارسها الدروز يف ‏إخفاء حقيقة مذهبهم وممارساتهم لتعاليمه،‏ قد دفعت الرحالة الغربيني<br />

‏إىل ‏إطلق التهم ولفرتاءات،‏ بسبب عدم قدرتهم على فهم طقوس معينة ‏أو دللت هذه<br />

الطقوس.‏<br />

.3 3 ‏إضفاء طابع القداسة على الطائفة والتعصب للطائفة ‏صفة ‏أساسية لدى الدروز<br />

‏.ويستند ذلك ‏إىل اعتقادات دينية وعرقية معينة ‏أفرزت ثقافة بسمات خاصة ‏)ثقافة التفوق<br />

والهيبة والتميز(‏ ‏.ورمبا كان ذلك ‏سببًا رئيسً‏ ا يف عدم قدرة الدروز على ‏لندماج مع<br />

141


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

الآخرين.ورمبا نفهم اختيارهم للمناطق املرتفعة املعزولة على ‏أنه جتسيد لهذه الثقافة ،<br />

بالرغم من وجود ‏أسباب ‏أخرى منها التعرض للأذى يف فرتات متباعدة.‏<br />

‏.‏‎4‎الدروز 4 جمتمع طبقي حمافظ ل يقبل الثقافات الواردة على الطائفة ويتقوقع على<br />

ثقافته ( لتصبح ثقافة مقدسة(‏ ‏.واملجتمع الدرزي جمتمع طبقي اتفق الرحالة كافة على ‏أنه<br />

طبقتان:‏ العقال وهم ‏أصحاب املكانة والسلطة استنادًا ‏إىل العرق ‏)النسب(‏ والدين والرثوة،‏<br />

واجلهال الذين يُشكلون الأغلبية املنقادة يف القضايا الدنيوية والدينية.‏ والعقال ‏)الشيوخ(‏<br />

مراتب طبقًا للرثوة واملرتبة الدينية والنفوذ.‏ وهم مصدر الترشيع وامللمون بتفاصيل<br />

املعتقدات الدرزية ويقررّرون السلوك املقبول واملمنوع يف الطائفة،‏ وهم حلقة الوصل مع<br />

العامل اخلارجي،‏ طاعتهم واجبة والولء لهم قضية يف غاية الأهمية،‏ وهناك تسلسل هرمي<br />

يف السلطة.‏<br />

‏.‏‎5‎الطائفة 5 الدرزية نظام مغْلق،‏ واحلراك ‏أفقي ‏)من دور ‏إىل دور(‏ وليس حراكً‏ ا رأسيًا،‏<br />

ول يرافقه تغيري يف الهيبة.وامللكية حمصورة بفئات حمددة ، والتوزيع للإنتاج يف الطائفة<br />

يتم اعتمادًا على احلاجة،‏ وليس فقط على املشاركة.‏ ومن ميْلك السلطة عند الدروز ميلك<br />

الرثوة والنفوذ،‏ ول يُشْ‏ رتط مبن ميلك السلطة ‏أن ميلك الرثوة.‏<br />

‏.‏‎6‎احلياة 6 الثقافية ولجتماعية مغلقة.‏ فعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم مقدسة يصعب<br />

اخلروج عليها للحفاظ على متاسك الطائفة واستمراريتها.‏ والرباط الذي يجمع الطائفة<br />

رباط ‏شعوري ‏أي ‏أن الفرد يف الطائفة ل يتمتع باإرادة ‏شخصية حرة،‏ بل تنبع ‏إرادته من<br />

‏إرادة اجلماعة،‏ ول قيمة للفرد عند الدروز ‏إل من خلل طائفته.‏<br />

‏.‏‎7‎لباسهم 7 تكريس لثقافة التفوق والهيبة التي يُرص الدروز عليها،‏ وهو علمة فارقة<br />

يف املراتب ‏لجتماعية والدينية ‏)مميز ‏أساسي للمرتبة(‏ .<br />

‏.‏‎8‎يُصنف 8 الدروز على ‏أنهم طبقة وسطى،‏ تخشى من النزول ‏إىل الطبقة الدنيا،‏ ولديها<br />

رغبة بالرتقاء ‏إىل الطبقة العليا ‏ساأنها ‏ساأن الطوائف الأخرى وهذا يوؤثر على مواقفهم<br />

السياسية التي يلرّفها غالباً‏ الرتدد والشك واخلوف.‏ فل يثقون مبن حولهم،‏ لكنهم يتحالفون<br />

مع الأقوى على مر الزمان.‏<br />

.9 9 الدروز جمتمع ذكوري ‏ساأنه ‏ساأن املجتمعات الرشقية.‏ فالدور واملكانة حمصورة<br />

يف الرجال يف املعظم،‏ وان وجدت حالت ‏شاذة لأسباب خاصة.‏ وعلى الرغم من مشاركة<br />

املرأة يف الإنتاج،‏ فاإن ذلك ل مينحها مكانة مساوية للرجل.‏<br />

142


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎1010‎الزواج عند الدروز حمصور بالطبقة الواحدة وباملرتبة واملكانة وهي التي حتدد<br />

القيمة ‏)املهر(‏ ، وهم جمتمع طبقي مقيد،‏ ول ‏صحة للدعاء بوجود املساواة يف الطائفة،‏<br />

وحرص الزواج يف الرشيحة الواحدة منبعه اجتماعي واقتصادي وثقايف.‏<br />

‎111‎اقتصاد الدروز زراعي يرافقه اهتمام برتبية احليوانات للستخدام الزراعي<br />

واملتاجرة بها ، وهي مصدر للرثوة.‏ وتعتمد جتارتهم على املنتجات الزراعية.‏ وطبيعة<br />

مناطقهم حددت طبيعة اقتصادهم،‏ لكن السمة العامة هي حماولة ‏لكتفاء الذاتي انسجامً‏ ا<br />

مع ثقافة العزلة عن الآخرين.‏<br />

‎1212‎الدروز جمتمع عسكري والثقافة العسكرية هي مدعاة للتفاخر،‏ ويبدو ‏أن كونهم<br />

‏أقلية وسط ‏أغلبية حتيط بهم قد دفعهم للإبقاء على اجلاهزية القتالية املستمرة . تلك<br />

اجلاهزية التي متُ‏ كنهم من القتال ملدة طويلة اعتمادًا على الإعداد اجليد . وتلبية دعوات<br />

القتال عندهم ل جمال للرتدد فيها . فالقتال يف معظمه قائم على التطوع والإحساس<br />

باخلطر املحدق والطاعة العسكرية للأمري ‏أمر واجب . لذا باإمكان الأمري ‏أو القائد زجهم يف<br />

القتال لفرتات طويلة لأسباب ‏شخصية،‏ والتمرد يف ‏صفوفهم ‏شبه معدوم،‏ وحسم املعركة<br />

قضية ‏إسرتاتيجية للستمرارية والبقاء.‏<br />

‎1313‎للإرساف والبذخ عند الدروز وظيفة اجتماعية مرتبطة بالهيبة.‏ وقد نفْهم ‏صفة<br />

الكرم والنبل ‏ضمن هذا الإطار.‏ وحماية الضيف واملستجري قضية ‏أساسية ارتبطت بالهيبة<br />

والسمعة واملكانة،‏ وهي قضية اتفق عليها الرحالة الغربيون.‏<br />

14 14 بغض النظر عما ‏أورده الرحالة الغربيون من معلومات غري دقيقة ‏أحيانًا،‏ فاإن<br />

كتبهم تضمنت معلومات ‏أخرى ميُ‏ ‏ْكن ‏لسرتشاد بها لفهم كثري من املعامل السياسية<br />

ولقتصادية ولجتماعية والدينية،‏ وفهم العلقة بني الطوائف املختلفة.‏ وهي مصدر<br />

رئيس عند الكتابة عن الدروز يف التاريخ احلديث.‏<br />

143


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

اهلوامش:‏<br />

3 م:‏<br />

144<br />

2.<br />

4.<br />

5.<br />

‎1‎طائفة . 1 من الشيعة الإمامية ينتسبون ‏إىل ‏»إسماعيل بن جعفر الصادق«،‏ ويتفقون مع<br />

الإثني عرشية يف الأئمة ‏إىل ‏»جعفر الصادق«‏ ومن بعده ابنه ‏»موسى الكاظم«./‏ انظر:‏<br />

‏أبو زهرة ، حممد.‏ تاريخ املذاهب الإسلمية.‏ ‏)القاهرة،دار الفكر ، ط‎1‎‏،‏ ب ‏.ت(‏ ، اجلزء<br />

الأول ‏)يف السياسية والعقائد(‏ ، ‏ص‎63‎‏-‏ . 64 وسيشار ‏إليه:‏ ‏أبو زهرة،‏ تاريخ املذاهب./‏<br />

للمزيد انظر:‏ علم الدين،‏ ‏سليمان.‏ تذكر يا مروان:‏ املدارس الفكرية والتيارات السياسية<br />

ودعوة التوحيد الدرزية.‏ ‏)بريوت ، دار نوفل للنرش،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1998‎م(‏ ، ‏ص‎27‎‏.‏ وسيشار<br />

‏إليه:‏ علم الدين،‏ املدارس الفكرية.‏<br />

2 هو ‏أبو علي املنصور بن العزيز باهلل بن املعز لدين اهلل الفاطمي امللقب باحلاكم باأمر<br />

اهلل./‏ انظر:‏ عنان،‏ حممد . احلاكم باأمر اهلل وأرسار الدعوة الفاطمية.‏ ‏)القاهرة ، مكتبة<br />

اخلاجني ، ط‎2‎‏،‏ ‎1983‎م(‏ ، ‏ص 86- 95 . وسيشار ‏إليه:‏ عنان،‏ احلاكم باأمر اهلل.‏<br />

. ‎3‎البعيني،‏ حسن ‏أمني.‏ دروز ‏سوريا ولبنان يف عهد ‏لنتداب الفرنسي 1920- 1943<br />

دراسة يف تاريخهم السياسي واملذهبي.‏ ‏)بريوت،‏ املركز العربي للأبحاث والتوثيق،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1993‎م(‏ ‏،ص‎31‎‏-‏ ‎32‎‏.وسيشار ‏إليه:‏ البعيني،‏ دروز ‏سوريا ولبنان<br />

4 من ‏أصل فارسي،‏ والدرزي كلمة فارسية معناها خياط./‏ انظر:‏ زهر الدين،صالح.‏ تاريخ<br />

املسلمني املوحدين الدروز.‏ ‏)بريوت،‏ املركز العربي للأبحاث والتوثيق،‏ ط‎2‎ ‏،‏‎1994‎م(،‏<br />

‏ص‎37‎‏.وسيشار ‏إليه:‏ زهر الدين،‏ تاريخ.‏<br />

5 بني دمشق وبانياس ، وسمي كذلك نسبة ‏إىل قبائل تُنْتسب ‏إىل تيم اهلل بن ثعلبة./‏ انظر:‏<br />

فرو،‏ قاسم.‏ الدروز:‏ من هم وما قيل فيهم بالقرن العرشين.‏ ‏)جنني،‏ مطبعة السلم،‏ ط‎1‎<br />

، ‎1978‎م(‏ ، ‏ص‎10‎‏.‏ وسيشار ‏إليه:‏ فرو،‏ الدروز<br />

‎6‎ولد . 6 ‏سنة ‎375‎ه/‏ ‎985‎م يف مدينة زوزن يف خراسان،‏ وأغلب الظن ‏أنه نساأ فيها ‏إىل<br />

‏أن قارب العرشين من عمره،‏ ثم هاجر ‏إىل مرص والتحق بدار اخللفة فعُ‏ رف بحمزة<br />

الفاطمي./‏ انظر:‏ ‏أبو ‏صالح،‏ عباس،‏ ومكارم ‏سامي.‏ تاريخ املوحدين الدروز السياسي<br />

يف املرشق العربي.‏ ‏)بريوت،‏ منشورات املجلس الدرزي للبحوث والإمناء،‏ ط‎2‎ ،<br />

‎1981‎م(،‏ ‏ص 60- 61. وسيشار ‏إليه:‏ ‏أبو ‏صالح ومكارم،‏ تاريخ املوحدين.‏<br />

‎7‎زهر . 7 الدين،‏ تاريخ،‏ ‏ص‎27‎‏،ص /. 30 انظر:‏ ‏أبو ‏صالح ومكارم،‏ تاريخ املوحدين،‏ ‏ص<br />

.64 -63<br />

8.<br />

8 راجع بهذا الساأن:‏ ترششل،‏ تشارلز.‏ بني الدروز واملوارنة:‏ يف ظل احلكم الرتكي من<br />

‎1860‎م 1840- ترجمة فندي الشعار.‏ ‏)بريوت،‏ دار املروج للطباعة والنرش،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

‎1984‎م(‏ ، ‏ص 16- 17. وسيشار ‏إليه:‏ ترششل ، بني الدروز واملوارنة.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎9‎الظاهر . 9 لأعز دين اهلل ‏أبو احلسن علي.‏ امتد حكمة من )411- 427 هجري(‏ ./ انظر:‏<br />

العبادي،‏ ‏أحمد خمتار.‏ يف التاريخ العباسي والفاطمي.‏ ‏)الإسكندرية،‏ موؤسسة ‏شباب<br />

اجلامعة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1993‎م(‏ ، ‏ص 294- 295. وسيشار ‏إليه:‏ العبادي،‏ يف التاريخ العباسي<br />

والفاطمي.‏<br />

‎10‎املرجع نفسه ‏،ص‎32‎<br />

املرجع نفسه ‏،ص‎24‎<br />

‎1212‎قائد اجليش الفاطمي يف معركة الأقحوانه 1029 م./‏ انظر:‏ ‏أبو ‏صالح،‏ ومكارم،‏ تاريخ،‏<br />

‏ص‎77‎‏.‏<br />

145<br />

. 10<br />

. 111<br />

13<br />

13 طائفة من الشيعة الإمامية منترشة يف ‏أقاليم متفرقة من البلد العربية ووسط ‏إفريقيا<br />

وجنوبها والهند وباكستان./‏ انظر:‏ ‏أبو زهرة،‏ تاريخ املذاهب،ج‎1‎ ، ‏ص‎63‎‏-‏ ./ 64<br />

للمزيد ‏أنظر:‏ علم الدين ، املدارس الفكرية،ص‎24‎<br />

‎1414‎البعيني ، دروزسوريا ولبنان ‏،ص‎24‎<br />

‎1515‎املرجع نفسه ، ‏ص‎32‎<br />

‎1616‎املرجع نفسه ، ‏ص‎51‎‏-‏ 54<br />

‎1717‎املرجع نفسه ‏،ص‎82‎<br />

18 م.‏ ‏أكادميي<br />

اجنليزي ذو خلفية دينية.‏ تَنقرّل بني حلب والقدس ووصف الأماكن الواردة يف الكتاب<br />

املقدس./‏ انظر : Maundrell Henry<br />

(1701–1665) 18 Maundrell :Henry ولد عام ‎1665‎م وتويف عام 1701<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Henry_Maundrell<br />

Mandrel, Henry. A Journey from Aleppo to Jerusalem, at Easter, A.D.1919<br />

1697. S. G. Simpkins: Boston, 1836. pp65- 66<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Mandrel , A Journey from Aleppo to Jerusalem<br />

Ibid,pp 32- 342020<br />

–1848)2121 (1768 Chateaubriand : François- René, vicomte de كاتب ودبلوماسي<br />

وروائي فرنسي.‏ يُعْترب موؤسس احلركة الرومانسية يف الأدب الفرنسي.‏ زار مناطق عدة./‏<br />

‏أنظر:‏ :François- René de Chateaubriandhttp<br />

// en.wikipedia.org/ wiki/ Fran%C3%A7ois- Ren%C3%A9_de_Chateaubriand<br />

Vicomte, François- René Chateaubriand. Travels to Jerusalem and the 222<br />

Holy Land: through Egypt and the Holy Land. Translated from the French<br />

by Frederic Shoberl. H. Colburn, London, 1835,p31


غربيني<br />

رحالة كتابات ضوء في الدروز حياة من جوانب جرار<br />

مروان د.‏ Vicomte, Travels to Jerusalem<br />

‏إليه:‏ وسيشار نتاج<br />

ونرش وفلسطني،‏ وسوريا قربص زار ايطايل.‏ ورحالة دين رجل :Giovanni Mariti2323 Giovanni Mariti<br />

انظر:‏ ./ ‎1769‎م عام رحلته www.cyprusexplorer.globalfolio.net/ eng/ bibliography/ .../ mariti/ index.php<br />

Mariti, Giovanni Travels through Cyprus, Syria, and Palestine with a ‎2424‎‏. General History of the Levant. Translated from the Italian .vol, 1. Printed<br />

for P. Byrne. Dublin, 1792,p255<br />

Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine<br />

‏إليه:‏ وسيشار من<br />

ومرتجمًا ‏أستاذًا عمل ‏سكوتلندي،‏ ورحالة كاتب Robert Heron 1764) 2525(1807– Robert Heron<br />

‏أنظر:‏ الفرنسية./‏ اللغة http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Robert_Heron<br />

], pronounced [binjamin ‏ּטּודֶלָהmitudela מִ‏ ין בִּנְיָמִ‏ :Benjamin of Tudela Hebrew26<br />

: 26<br />

اسبانيا<br />

من رحلته وبدأ وأفريقيا،‏ وأسيا ‏أوروبا زار الوسطى القرون من يهودي رحالة Benjamin of Tudela<br />

‏أنظر:‏ ‎1165‎م./‏ عام http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Benjamin_of_Tudela<br />

Heron, Robert. A collection of Late Voyages and Ttravels: Chiefly Transn2727<br />

lated and Abridged from the French and other Foreign Bublications of<br />

Niebuhr, Mariti, Beauchamp, &c.The Whole Forming A Body of Important<br />

and A musing Information, Concerning the Present State of Society and<br />

manners, of arts and ...Published by Watson and Co., London, 1797. pp<br />

238- 239<br />

Heron, A collection of Late Voyages and Ttravels<br />

‏إليه:‏ وسيشار Johann Ludwig (also known as John Lewis, Jean Louis) Burckhardt 17842828<br />

ومسترشق<br />

رحالة بريكهاردت.‏ لويس(‏ جني ‏أو لويس ‏)جون لودوينج،‏ جوهان : - 1817 انظر:‏<br />

‎1817‎م./‏ عام وتويف ‎1784‎م عام ولد ‏سويرسي Johann Ludwig Burckhardt<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Johann_Ludwig_Burckhardt<br />

Burckhardt, John Lewis. Travels in Syria and the Holy Land. Published2929<br />

by the Association for Promoting the Discovery of the Interior. Plain Label<br />

Books .London, 1823, p88<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy<br />

Land : ‏إليه وسيشار نرش<br />

بريطاين،‏ استعماري وسياسي مغامر : Laurence Oliphant )1888 - 1829(3030 146


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

كتابني عن فلسطني هما ‏أرض جلعاد وحيفا ./ عوض،‏ عبد العزيز.‏ مقدمة يف تاريخ<br />

فلسطني احلديث )1831- 1914( . ‏)بريوت،‏ املوؤسسة العربية للدراسات والنرش،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

1983( ، ‏ص ، 70 وسيشار ‏إليه:‏ عوض،‏ مقدمة<br />

Oliphant. Laurence.Memoir of the Life of Laurence Oliphant and of Alice3131<br />

Oliphant, His Wife.Ayer Publishing, New York, 1976,p242<br />

وسيشار ‏إليه : Memoir Oliphant ,<br />

18493232–1772 Rae) )Wilson, William : رحالة ‏سكوتلندي مشهور.‏ ولد يف بياسلي<br />

عام ‎1772‎م.‏ ‏أظهر اهتمامً‏ ا بالرحلت ولستكشافات يف فلسطني/‏ . ‏أنظر<br />

William Rae Wilson<br />

http: // www.electricscotland.com/ history/ other/ wilson_william.htm<br />

Wilson, William Rae. Travels in Egypt and the Holy Land. Longman, 333<br />

Brown, Green, and Longmans, London, 1824,p483<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land<br />

–1900)3434 (1829 Warner : Charles Dudley كاتب ‏أمريكي من ومواليد ماساتشوستس،‏<br />

درس احلقوق يف جامعة بنسلفانيا ‏،وعمل حمررًا لإحدى الصحف ورئيسً‏ ا للمعهد<br />

الوطني للفنون والآداب./‏ ‏أنظر:‏ Charles Dudley Warner<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Charles_Dudley_Warner<br />

Warner, Charles Dudley. In the Levant, Travels in Palestine, Lebanon and3535<br />

Syria. Gorgias Press LLC.U.S.A, 2002,p258<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Warner, In the Levant<br />

3636))1764 -1704) Bockocke :)Richard مسْ‏ ترشق ‏إجنليزي وعامل بالكتاب املقدس./‏<br />

انظر:‏ بدوي،‏ عبد الرحمن.‏ موسوعة املسترشقني.‏ ‏)بريوت،‏ دار العلم للمليني،‏ ط‎2‎<br />

1989( ، ‏ص‎90‎‏.‏ وسيشار ‏إليه:‏ بدوي،‏ موسوعة.‏<br />

Falah, Salman. History of the Druze Settlements in Palestine during the3737<br />

Ottoman Period in: Moshe Ma’oz (Editor) , Studies on Palestine during<br />

the Ottoman Period. The Magnes Press, Jerusalem., 1975, pp 32- 34<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Falah, History of the Druze Settlements<br />

: 38<br />

Constantin François de Chassebœuf, comte de Volney (1757- 1820)38<br />

موؤرخ وفيلسوف ومسترشق فرنسي ولد عام ‎1757‎م وتويف عام 1820 م.‏ ‏أظهر<br />

اهتمامً‏ ا بالتاريخ واللغات.‏ زار مرص وسوريا./‏ انظر:‏<br />

147


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

Constantin- François Chassebœuf<br />

http://en.wikipedia.org/wiki/Constantin-Fran%C3%A7ois_Chasseb%C5%93uf<br />

Volney, Constantin. Travels through Syria and Egypt, in the years 1783,3939<br />

1784, and 1785: Containing the Present Natural and Political state of<br />

those Countries, their Productions, Arts, manufactures, and Commerce,<br />

with Observations on the Manners, Customs, and Government of the<br />

Turks and Arabs. Translated from the French in two volumes vol, 2, G.G.J,<br />

and J.Robinson London , 1788,pp 44- 45<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Volney, Travels through Syria and Egypt<br />

‎4040‎فخر الدين املعني الثاين:‏ ‏أمري عربي امتدت ‏سلطته من حدود حلب ‏إىل لبنان فحدود<br />

القدس غربًا.‏ وهو ابن قرقماز بن فخر الدين الأول./‏ انظر:‏ الكيايل،‏ موسوعة السياسية،‏<br />

ج‎4‎‏،‏ ‏ص 475.<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt, vol 2,pp 44- 454141<br />

Hitti, Philip. Origins of the Druze People and Religion (with extracts from4242<br />

their sacred writings) . Published by Forgotten Books, Charleston, South<br />

Carolina, 1928,pp30- 31<br />

وسيشار ‏إليه : People Hitti, Origins of the Druze<br />

‎4343‎زهر الدين ، تاريخ ، ‏ص‎78‎<br />

Max Freiherr von Oppenheim (1860- 1946) 4<br />

: 44 موؤرخ وعامل ‏آثار ‏أملاين ولد عام<br />

‎1869‎م وتويف عام ‎1946‎م.‏ انضم يف احلرب العاملية الأوىل ‏إىل املخابرات الأملانية<br />

‏)قسم الرشق(‏ /. انظر:‏ Max Freiherr von Oppenheim<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Max_von_Oppenheim<br />

1733(4545 )1815– Niebuhr : Carsten Niebuhr or Karsten عامل رياضيات ورسام<br />

خرائط ومستكشف ‏أملاين.‏ قام بتكليف من فردريك اخلامس ملك الدينمارك مبهمة<br />

استكشافية يف مرص واجلزيرة العربية وسوريا ./ انظر:‏<br />

Carsten Niebuhr or Karsten Niebuhr<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Carsten_Niebuhr<br />

Hitti, Origins of the Druze People,pp30- 314646<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land ,p2004747<br />

: 48 موؤلف وعامل بالكتاب املقدس .<br />

George Livingston Robinson (1863 – 1958) 48<br />

‏سافر ‏إىل ‏أوروبا والرشق.حصل على ‏شهادة الدكتوراه من جامعة برلني يف موضوع<br />

148


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اللغات القدمية،وشغل وظائف عدة منها وظيفة يف كلية بريوت./‏ ‏أنظر<br />

Georg Livingston Robinson<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ George_Livingston_Robinson<br />

Robinson, George. Travels in Palestine and Syria, vol 2. Henry Colburn4949<br />

publishers, London,1837,p272<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Robinson, Travels in Palestine and Syria<br />

1894)5050 (1806- Thomson : William McClure رجل دين ‏أمريكي.درس يف املدرسة<br />

اللهوتية يف جامعة برينستون.‏ ‏أُرسل مبرشًا ‏إىل ‏سورية وفلسطني ./ ‏أنظر:‏<br />

William McClure Thomson<br />

http: // en.wikipedia.org/ w/ index.php?title=Special%3ASearch&search=Wil<br />

liam+McClure+Thomson<br />

Thomson ,William . The Land and the Book, or, Biblical illustrations drawn5151<br />

from the Manners and Customs, the Scenes and Scenery of the Holy<br />

Land, T. Nelson, London,1861,p169<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Thomson , The Land and the Book<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt, vol 2,pp33- 345252<br />

1924)5353 – (1854 Luschan : Felix Ritter von طبيب،أنرثبولوجي،مستكشف،عامل ‏آثار.‏<br />

ولد يف النمسا عام ‎1854‎م وتويف يف برلني عام ‎1924‎م./‏ ‏أنظر<br />

Felix Ritter von Luschan<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Felix_von_Luschan<br />

Hitti, Origins of the Druze People, pp30- 315454<br />

Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land,pp481- 482 555<br />

Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine,vol, 1, p2555656<br />

Ibid, p255,p2555757<br />

5858(1906–1822) Baker : Tristram, Henry رجل دين ، وباحث يف الكتاب املقدس،‏<br />

ورحالة اجنليزي.‏ ولد عام‎1822‎ م وتويف عام ‎1906‎م./‏ انظر:‏<br />

:Henry Baker Tristram<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Henry_Baker_Tristram<br />

Tristram, Henry. The land of Israel: a Journal of Travels in Palestine,5 959<br />

Undertaken with Special Reference to its Physical Character. Gorgias<br />

Press LLC. Piscataway, U.S.A.,1882,p113<br />

149


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Tristram ,The land of Israel<br />

: 60 رحالة بريطاين،‏ وأستاذًا يف علم املعادن<br />

يف جامعة كمربدج.‏ بدأ كلرك رحلته من جزيرة قربص يف ‏أيار 1801./ انظر:‏ جرار<br />

، ‏سلح.‏ قلعة ‏صانور وتاريخ ‏آل جرار ‏)صور من مشاهدات الرحالة يف القرنني<br />

الثامن عش والتاسع عرش(‏ . ‏أعده وترجم نصوصه الدكتور ‏سلح جرار . ‏)عمان ، دار<br />

املاأمون للنرش والتوزيع ‏،ط‎1‎ 2010( ، ‏،ص ، 47 وسيشار ‏إليه:‏ جرار ، قلعة<br />

Edward Daniel Clarke (1769- 1822)6 0<br />

Clarke, Edward. Travels in Various Countries of Europe, Asia, and Afn6 161<br />

rica Communsing, January 1, 1801. Published by Whiting and Watson,<br />

New York.,1813,pp224- 226<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Clarke, Travels in Various Countries<br />

–1926)6 262 (1868 Bell : Gertrude Margaret Lowthian كاتبة،رحالة،حمللة<br />

‏سياسية،‏ عاملة ‏آثار اجنليزية.‏ ولدت عام ‎1868‎م وتوفيت عام ‎1926‎م.التحقت<br />

باجليش الربيطاين خلل احلرب العاملية الأوىل./‏ انظر:‏<br />

Gertrude Margaret Lowthian Bell<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Gertrude_Bell<br />

Bell ,Gertrude. the Arabian Diaries (1913- 1914) : Contemporary issues6 363<br />

in the Middle East. Edited by Rosemary. Syracuse University Press.<br />

Syracuse, New York,2000,p152<br />

وسيشار ‏إليه:‏ Bell, the Arabian Diaries<br />

‎6‎‏أبو 464 ‏صالح ومكارم،تاريخ،ص‎16‎<br />

Benjamin of Tudela,The Itinerary of Benjamin of Tudela. BiblioBazaar,6 565<br />

LLC, Charleston, SC, U.S.A,2009, ,vol,2p37<br />

وسيشار ‏إليه : Benjamin Benjamin of Tudela, The Itinerary of<br />

Benjamin of Tudela , the itinerary of Rabbi Benjamin of Tudela, vol 2. ,p73 6 666<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt,vol,2,p386 767<br />

Ibid,p436 868<br />

Ibid, PP,292- 2956 969<br />

Ibid,p437 070<br />

Ibid.P3027 171<br />

Maundrell , A Journey from Aleppo to Jerusalem,p737 272<br />

Ibid- pp67- 697 373<br />

150


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Tristram, The land of Israel,p77 474<br />

Ibid,p,18 ,p23.p.257 575<br />

Ibid,p6107 676<br />

Ibid,p5887 777<br />

Ibid,pp112- 1147 878<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p267 979<br />

Ibid,pp 32- 338 080<br />

Ibid,pp 32- 33-8 181<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p 205-8 282<br />

Ibid,p218-8 383<br />

)Eli Smith) 1801- 18578 4<br />

: 84 عامل ومبرش ‏أمريكي ولد يف نورثفورد وتخرج من<br />

جامعة ييل عام ‎1821‎م.‏ عمل يف مالطا حتى العام ‎1829‎م،‏ ومن ثم زار ‏أرمينيا<br />

وجورجيا وفارس واستقر يف بريوت عام ‎1833‎م حيث قام مع ادوارد روبنسون<br />

برحلة ‏إىل الأراضي املقدس ./ ‏أنظر:‏ Eli Smith<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Eli_Smith<br />

: )-1794 ) 1863 Robinson Edward ‏أمريكي ‏،عامل بالكتاب املقدس وعرف باأب<br />

اجلغرافيا التوراتية/‏ ‏أنظر:‏ Edward Robinson<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Edward_Robinson_%28scholar%29<br />

Robinson, Edward& Smith, Eli. Biblical Researches in Palestine, 8 585<br />

Mount Sinai and Arabia Petraea: A Journal of Travels in the year 1838,<br />

vol, 1.Published by Crocker & Brewster, Boston,1841, ,PP 365- 366<br />

وسيشار ‏إليه : Robinson, Biblical Researches, Smith&<br />

Ibid, PP274- 2768 686<br />

Ibid,PP337- 3388 787<br />

Ibid,PP 380- 3978 888<br />

Ibid,p758 989<br />

Robinson, Travels in Palestine and Syria, ,PP 13- 149 090<br />

Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land.pp 481- 4839 191<br />

James Silk Buckingham )1855 - 1786(9 2<br />

: 92 موؤلف ورحالة اجنليزي.‏ تعليمه<br />

حمدود . ‏أمضى ‏شبابه بالبحر وانتهى به الأمر ‏إىل ‏لستقرار يف الهند حيث ‏أسس<br />

جملة كالكوتا.‏ طُ‏ رد من الهند لكن ذلك مل مينعه من ‏إكمال مشاريعه الصحفية.زار<br />

151


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

‏أوروبا وأمريكا والرشق./‏ انظر:‏ James Silk Buckingham<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ James_Silk_Buckingham<br />

Buckingham, Travels among the Arab Tribes,P669 393<br />

Ibid, P 1899 494<br />

Van Egmont, &Heyman , Travels, Vol 2, P 2949 595<br />

Mariti , Travels through Cyprus, Syria, and Palestine.Vol, 1,P 2529 696<br />

Ibid,PP 256- 2579 797<br />

Clarke, Travels in Various Countries,PP224- 2259 898<br />

‎9‎لفظ 999 ‏أطلقه بعض املسترشقني ممن ل يعرتفون بالدين الإسلمي على املسلمني./‏<br />

انظر:‏ اخلطيب،‏ مصطفى.‏ معجم املصطلحات والألقاب التاريخية،‏ ‏)بريوت،‏ موؤسسة<br />

الرسالة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1996‎م(‏ ‏،وسيشار ‏إليه:‏ اخلطيب،‏ معجم.‏<br />

Benjamin of Tudela .The Itinerary of Rabbi Benjamin of Tudela, vol10100<br />

2. Translated and edited by A. Asher .Hakesheth pub. New York,<br />

1841,p37, p 62,p81<br />

وسيشار ‏إليه : Benjamin Benjamin of ,The Itinerary of Rabbi<br />

‎10101‎فرقة ‏شيعية تُنسب ‏إىل ‏إسماعيل بن جعفر الصادق./‏ انظر،‏ اخلطيب،‏ معجم،‏ ‏ص‎30‎ /<br />

احلفني،‏ عبد املنعم.‏ موسوعة الفرق واجلماعات واملذاهب والأحزاب واحلركات<br />

‏لسلميه.‏ ‏)القاهرة،‏ مكتبة مدبويل،‏ ط‎2‎ ‎1999‎م(‏ ‏،ص‎59‎ ، وسيشار ‏إليه:‏ احلفني ،<br />

موسوعة .<br />

‎10102‎فرقة ‏شيعية تُنْسب لرجل اسمه حممد بن نصري النمري ‏أو النمريي من ‏أهل القرن<br />

الثالث الهجري./‏ انظر:‏ اخلطيب،‏ معجم،‏ ‏ص‎423‎‏.‏<br />

Benjamin of Tudela ,The Itinerary of Rabbi Benjamin,vol,2p7810103<br />

‎10104‎انظر:‏ عاقل،‏ نبيه.‏ تاريخ خلفة بني ‏أميه.‏ ‏)دار الفكر،‏ بريوت،‏ ط‎2،1975‎ ) ، ‏ص<br />

30، 20- وسيشار ‏إليه:‏ عاقل،‏ تاريخ.‏<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt, vol 2,pp35- 3810105<br />

Van Egmont, J Aegidius & Heyman, Joh.Travels through Part of Eun10106<br />

rope, Asia Minor, the Islands of the Archipelago, Syria, Palestine,<br />

Egypt, Mount Sinai, etc. Vol 2, printed for L. Davis and C. Reymers,<br />

London, 1759.pp296- 297<br />

وسيشار ‏إليه : Travels Van Egmont, &Heyman ,<br />

Burckhardt, Travels to Jerusalem and the Holy Land, ,pp 200- 20110107<br />

152


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

153<br />

Ibid,pp 15 1- 15210108<br />

‎10109‎املركز الديني للعقال الدروز./‏ انظر زهر الدين،‏ تاريخ،‏ ‏ص‎47‎ .<br />

‎11110‎هم ‏أولئك الذين ‏أَملوا باأمور الدين ولزموا السلة التي تُتْلى ليلة اجلمعة من كل<br />

‏أسبوع./‏ انظر:‏ زهر الدين،‏ تاريخ ، ‏ص‎45‎‏.‏<br />

Burckhardt, Travels to Jerusalem and the Holy Land ,p30411111<br />

Robinson, & Smith, Biblical Researches, PP 381- 38211112<br />

‎11113‎‏أطلق الدروز على كتبهم املقدسة اسم كتب العقيدة ‏)احلكمة(‏ ./ انظر:‏ زهر الدين،‏<br />

تاريخ،‏ ‏ص 57- 58<br />

Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine,vol, 1p253- 2541 1114<br />

Clarke, Travels in Various Countries, ,p2441 1115<br />

Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land,pp484- 4861 1116<br />

‎1‎يرفض 1117 الدروز ذلك ‏،ويوؤكدون على ‏إميانهم بفكرة التقمص التي تُعْترب من الدعائم<br />

الأساسية عندهم/‏ انظر:‏ زهر الدين ، تاريخ ‏،ص ، 59 ‏ص 62.<br />

Buckingham, James Silk. (1825) . Travels among the Arab Tribes Inn1 1118<br />

habiting the Countries east of Syria and Palestine. Printed by A& R. Spotn<br />

tiswood S, London,1825,pp246- 247<br />

وسيشار ‏إليه:‏ :Buckingham, Travels among the Arab Tribes<br />

Mandrel, A Journey, p691 1119<br />

Robinson, Travels in Palestine and Syria, ,pp11- 121 2120<br />

Thomson , The Land and the Book,p292-1 2121<br />

Tristram ,The land of Israel,p5881 2122<br />

‎1‎اوليفانت،‏ 2123 ‏أرض جلعاد ‏،ص‎367‎‏-‏ 370<br />

Warner, In the Levant,p2591 2124<br />

‎1‎زهر 2125 الدين،‏ تاريخ ، ‏ص 55<br />

126 1 2 يرْفض الدروز ذلك ‏،ويوؤكدون ‏أن املوضوع ل يخرج عن كونه ‏أن الدروز يقدسون<br />

ليلة اجلمعة لأنها متثل رمزًا عظيمًا يف ترسيخ جذور املبدأ ومبادئه/‏ انظر:‏ زهر الدين،‏<br />

تاريخ ، ‏ص 19، ‏ص‎55‎<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt,vol,1 ,p641 2127<br />

Ibid, pp64- 661 2128<br />

‏أنظر:‏ pp296- 297 Travels‏,‏ ,vol,2 Van Egmont, & Heyman


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

Robinson, travels in Palestine and Syria, vol 2,pp11- 131 2129<br />

Ibid, vol 2,pp11- 131 3130<br />

Ibid,, vol 2,pp11- 131 3131<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,p3041 3132<br />

Ibid,pp202- 2031 3133<br />

Colonel Charles Henry Spencer- Churchill (1828 –1877)1 3<br />

: 134 ‏ضابط<br />

ودبلوماسي بريطاين يف ‏سوريا يف ظل احلكم العثماين.‏ كان من ‏أوائل من وضع خطة<br />

‏صهيونية لإقامة دولة يهودية يف فلسطني.‏ انظر:‏ Charles Henry Churchill<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Charles_Henry_Churchill<br />

135 م.ترجمة فندي<br />

‎1‎ترششل 3 ، تشارلز.‏ جبل لبنان:‏ عرش ‏سنوات ‏إقامة:‏ 1842- 1852<br />

الشعار.‏ ‏)بريوت ‏،رشكة املطبوعات الرشقية،‏ ط‎1‎ ‎1985‎م(‏ ، ‏،ج‎2‎‏،ص‎26‎ ‏،وسيشار ‏إليه:‏<br />

ترششل ، جبل لبنان،‏ ‏ص‎26‎<br />

‎1‎املصدر 3136 نفسه،ج‎2‎‏،ص‎26‎<br />

‎1‎املصدر 3137 نفسه ‏،ج‎2‎‏،ص‎46‎<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p2031 3138<br />

Tristram, The land of Israel,p21,p113-1 3139<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt, vol 2, pp65- 661 4140<br />

‎1‎ترششل 4141 ، جبل لبنان ، ج‎2‎‏،ص‎30‎<br />

Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine,.vol,1.,p2571 4142<br />

‎1‎‏أوليفانت،‏ 4143 ‏أرض جلعاد ، ‏ص 360<br />

‎1‎ترششل 4144 ، جبل لبنان ، ج‎2‎‏،ص‎30‎<br />

‎1‎‏أوليفانت،‏ 4145 ‏أرض جلعاد ، ‏ص 386<br />

‎1‎املصدر 4146 نفسه ، ‏ص 387<br />

‎1‎املصدر 4147 نفسه ، ‏ص‎386‎<br />

‎1‎املصدر 4148 نفسه ، ‏ص 385<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt, vol, 1, pp70- 74,p3141 4149<br />

Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine, vol, 1,p2561 5150<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt,vol,1pp72- 741 5151<br />

Ibid, p761 5152<br />

154


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine, vol, 1,p2561 5153<br />

Ibid,vol, 1,p781 5154<br />

‎1‎ترششل 5155 ، جبل لبنان ، ج‎2‎‏،ص‎26‎<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt,vol,1p781 5156<br />

Ibid ,p74- 751 5157<br />

Ibid ,p761 5158<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, pp2081 5159<br />

Ibid,p2181 6160<br />

Ibid,pp203- 2041 6161<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, pp208,p2051 6162<br />

155<br />

Ibid,p2051 6163<br />

Ibidpp201- 2021 6<br />

, 164<br />

Tristram, The land of Israel.p181 6165<br />

Heron , A collection of late voyages and travels,pp238- 2391 6166<br />

Buckingham, Travels among the Arab Tribes,p2651 6167<br />

Robinson, Travels in Palestine and Syria, pp11- 131 6168<br />

Van Egmont, & Heyman ,Travels, vol 2,p2951 6169<br />

‎1‎‏أوليفانت،‏ 7170 ‏أرض جلعاد ، ‏ص 386<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, pp2021 7171<br />

Van Egmont, & Heyman , Travels, Vol 2,p 3161 7172<br />

Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land, pp483- 4841 7173<br />

Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine. vol, 1,pP2561 7174<br />

1 7175<br />

‎239‎ Heron , A collection of late voyages and travels,pp238-<br />

Clarke, travels in various countries of Europe, Asia, and Africa,p2521 7176<br />

‎1‎‏أوليفانت 7177 ، ‏أرض جلعاد ، ‏ص 340<br />

‎1‎املصدر 7178 نفسه ، ‏ص -341 343<br />

‎1‎املصدر 7179 نفسه ، ‏ص -341 343<br />

‎1‎املصدر 8180 نفسه ، ‏ص -341 343<br />

‎1‎ترششل 8181 ، جبل لبنان ‏،ج‎2‎‏،‏ ‏ص 46<br />

Benjamin of ,The Itinerary of Rabbi Benjamin ,vol 2 ,p37, p 62,p811 8182


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land,pp491- 4921 8183<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,p2581 8184<br />

. Tristram, The land of Israel ,p211 8185<br />

Mariti , Travels through Cyprus, Syria, and Palestine.vol, 1.,p2571 8186<br />

156<br />

‎1‎ترششل،‏ 8187 جبل لبنان ‏،ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎27‎<br />

188 املصدر نفسه<br />

189 املصدر نفسه<br />

190 املصدر نفسه<br />

‎1‎املصدر 9 نف<br />

1 8<br />

1 8<br />

1 9<br />

191 ‏سه<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,pp2021 9192<br />

‏أنظر:‏ ترششل ، جبل لبنان ‏،ج‎2‎‏،‏ ‏ص‎27‎‏/‏ ‏أنظر:‏ ‏أوليفانت،‏ ‏أرض جلعاد ، ‏ص 386<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,pp2021 9193<br />

‎1‎‏أوليفانت،‏ 9194 ‏أرض جلعاد ، ‏ص 386/ . ‏أنظر:‏ ترششل ، جبل لبنان ‏،ج‎2‎‏،‏ ‏ص 27- 29<br />

Mariti , Travels through Cyprus, Syria, and Palestinene.vol,1,pp257- 2581 9195<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p 3031 9196<br />

Robinson, travels in Palestine and Syria, vol 2, London,p101 9197<br />

‎1‎‏أوليفانت 9198 ، ‏أرض جلعاد ، ‏ص 363<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt, Vol, 2, ,p70- 711 9199<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,p262 0200<br />

Ibid,p2042 0201<br />

Van Egmont, &Heyman , Travels, Vol 2.p3162 0202<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p3042 0203<br />

Van Egmont, &Heyman , Travels, Vol 2.p3162 0204<br />

. Thomson, The land and the book,p1932 0205<br />

‎2‎اوليفانت 0206 ، ‏أرض جلعاد،‏ ‏ص 357<br />

‎2‎املصدر 0207 نفسه،ص‎362‎<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,pp6- 72 0208<br />

Ibid,p212 0209<br />

Ibid,p772 1210<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, pp6- 72 1211


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Ibid,p252 1212<br />

Ibid,p322 1213<br />

Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,p2182 1214<br />

Ibid,p2522 1215<br />

Ibid,p3032 1216<br />

Clarke, travels in various countries,p8742 1217<br />

Tristram, The land of Israel.p1132 1218<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt,. Vol, 1, p3192 1219<br />

Ibid,p642 2220<br />

Ibid,pp72- 732 2221<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt, vol, 2, , p 1902 2222<br />

Ibid,24422223<br />

Ibid,pp73- 7422224<br />

Ibid,p38322225<br />

Ibid,p38922226<br />

Robinson, travels in Palestine and Syria, vol 2,p16922227<br />

Van Egmont, &Heyman , Travels, vol 2 ,p29422228<br />

Ibid,p29522229<br />

Benjamin of Tudela (2009) , the Itinerary of Benjamin of Tudela. Vol 2, p372 3230<br />

‎23231‎بيجيه،‏ جبل العرب،ص 100- 101<br />

‎23232‎املصدر نفسه،‏ ‏ص 143<br />

Benjamin of Tudela (2009 ) The Itinerary of Benjamin of Tudela. Vol 2,p372 3233<br />

Robinson, travels in Palestine and Syria, vol 2,P1423234<br />

Van Egmont, & Heyman , Travels, Vol 2, vol, 2, ,P 29523235<br />

Volney, Travels through Syria and Egypt, vol, 2, p4323236<br />

Ibid,pp67- 6923237<br />

Ibid,p6923238<br />

Ibid ,pp70- 7123239<br />

Ibid ,pp70- 7124240<br />

‎24241‎‏أوليفانت،‏ ‏أرض جلعاد،‏ ‏ص‎351‎‏-‏ 361<br />

‎24242‎املصدر نفسه،‏ ‏ص 352<br />

157


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوال-‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎‏أوليفانت،‏ . 1 لورنس ‏.أرض جلعاد ‏)رحلت يف لبنان وسورية والأردن وفلسطني ) 1880<br />

‏.ط‎1‎‏.‏ ترجمة وتعريب:‏ احمد عويدي العبادي.‏ ‏)عمان،‏ دار جمدلوي للنرش والتوزيع،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ )2004 .<br />

. ) 2<br />

3 م:‏<br />

. ‎2‎بدوي،‏ عبد الرحمن.‏ موسوعة املسترشقني.‏ ‏)بريوت،‏ دار العلم للملين،‏ ط‎2،1989‎<br />

. ‎3‎البعيني،‏ حسن ‏أمني.‏ دروز ‏سوريا ولبنان يف عهد ‏لنتداب الفرنسي 1920- 1943<br />

دراسة يف تاريخهم السياسي واملذهبي ‏)بريوت،‏ املركز العربي للأبحاث والتوثيق،‏<br />

ط‎1،1993‎‏(‏ .<br />

4 بيري،‏ بيجيه ده ‏سان ‏،الدولة الدرزية.‏ ترجمة حافظ ‏أبو مصلح . ‏)بريوت،‏ املكتبة احلديثة<br />

158<br />

4.<br />

5.<br />

للطباعة والنرش،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1983‎م(‏ .<br />

5 الرتابي،‏ جميل،‏ من هم املوحدون الدروز:‏ نساأتهم-‏ ‏أشهر ‏أعلمهم.‏ ‏)دمشق ، دار علء<br />

الدين للنرش والتوزيع والرتجمة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎2003‎م(‏ .<br />

. ‎6‎ترششل ، تشارلز.‏ بني الدروز واملوارنة:‏ يف ظل احلكم الرتكي من 1840- 1860<br />

ترجمة فندي الشعار.‏ ‏)بريوت،‏ دار املروج للطباعة والنرش،‏ ط‎1،1984‎‏(‏ .<br />

. ‎7‎ترششل ، تشارلز.‏ جبل لبنان ‏)عرش ‏سنوات ‏إقامة:‏ 1842- 1852 م(‏ ‏.ج‎2‎<br />

فندي الشعار.‏ ‏)بريوت ‏،رشكة املطبوعات الرشقية ‏)دار املروج(‏ ، ط‎1‎ 1985( ، .<br />

8 الدباغ،‏ مصطفى مراد.‏ بلدنا فلسطني.‏ اجلزء الأول،‏ القسم الأول.‏ ‏)بريوت،‏ دار الطليعة.‏<br />

6 م<br />

7 ‏،ترجمة<br />

8.<br />

ط‎4‎‏،‏ )1988 .<br />

9.<br />

ط‎1‎‏،‏ )2003 .<br />

10<br />

9 ‏أبو حجر،‏ ‏آمنه.‏ موسوعة املدن والقرى الفلسطينية.‏ ‏)عمان،‏ دار ‏أسامة للنرش والتوزيع،‏<br />

10 احلفني،‏ عبد املنعم . موسوعة الفرق واجلماعات واملذاهب والأحزاب واحلركات<br />

‏لسلميه.‏ ‏)القاهرة،‏ مكتبة مدبويل ط‎2،1999‎‏(‏ .<br />

11 احلموي،‏ ‏شهاب الدين ‏أبي عبد اهلل ياقوت بن ‏أبي عبد اهلل.‏ معجم البلدان . ‏)بريوت،‏ دار<br />

1<br />

‏صادر،‏ ‏)ب.ط(‏ ، )1977 .<br />

12<br />

12 اخلطيب،‏ مصطفى.معجم املصطلحات والألقاب التاريخية.‏ ‏)بريوت،‏ موؤسسة الرسالة،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1996‎م(‏<br />

‎1313‎زهر الدين ‏،صالح.‏ تاريخ املسلمني املوحدين الدروز ). بريوت،‏ املركز العربي للأبحاث


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

والتوثيق،‏ ط‎2‎ ‏،‏‎1994‎م(‏ .<br />

14 ‏أبو زهرة،‏ حممد.تاريخ املذاهب الإسلمية.‏ اجلزء الأول ‏)يف السياسية والعقائد(‏ .<br />

‏)القاهرة،‏ دار الفكر العربي،‏ ط‎1‎‏،‏ ب.‏ ت(‏ .<br />

‎15‎‏رشبل،‏ كمال.‏ املوسوعة اجلغرافية للوطن العربي.‏ ‏)بريوت،‏ دار اجلليل،‏ ط‎1،1998‎<br />

‎16‎‏صالح،شكيب.‏ الدروز والتاريخ ‏)بريوت،‏ مطبعة الرشق العربية،‏ ط‎1،1979‎<br />

17 ‏أبو ‏صالح،‏ عباس،‏ ومكارم،‏ ‏سامي،‏ تاريخ املوحدين الدروز السياسي يف املرشق<br />

العربي.‏ ‏)بريوت،‏ منشورات املجلس الدرزي للبحوث والإمناء،‏ ط‎2‎ ،1981( .<br />

‎18‎عاقل،‏ نبيه.‏ تاريخ خلفة بني ‏أميه.‏ ‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ ط‎2،1975‎<br />

19 العبادي،‏ احمد خمتار ‏.يف التاريخ العباسي والفاطمي.‏ ‏)الإسكندرية،‏ موؤسسة ‏شباب<br />

اجلامعة،‏ ط‎1‎ ‎1993‎م(‏ .<br />

20 عراف،‏ ‏شكري.املواقع اجلغرافية يف فلسطني ‏)الأسماء العربية والتسميات العربية(‏ .<br />

مراجعة ‏إلياس ‏شوفاين.‏ ‏)بريوت،‏ موؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ ط‎1،2004‎‏(‏ .<br />

21 علم الدين،‏ ‏سليمان.‏ تذكر يا مروان:‏ املدارس الفكرية والتيارات السياسية ودعوة<br />

التوحيد الدرزية.‏ ‏)بريوت،‏ دار نوفل للنرش،‏ ط‎1،1998‎‏(‏ .<br />

‏أبو عز الدين،‏ جنلء.‏ الدروز يف التاريخ . ‏)بريوت،‏ دار العلم للمليني،‏ ط‎2،1990‎<br />

23 العبادي،‏ ‏أَحمد خمتار،‏ يف التاريخ العباسي والفاطمي.‏ ‏)الإسكندرية،‏ موؤسسة ‏شباب<br />

اجلامعة،‏ ط‎1،1983‎‏(‏ .<br />

24 عنان،‏ حممد عبد اهلل،‏ احلاكم باأمر اهلل وأرسار الدعوة الفاطمية.‏ ‏)القاهرة ‏،مكتبة<br />

. ) 15<br />

. ) 16<br />

17<br />

18 م(‏ .<br />

19<br />

. ) 222<br />

23<br />

24<br />

اخلاجني ، ط‎2‎‏،‏ )1983 .<br />

) 25 . ‏)بريوت،‏<br />

159<br />

14<br />

20<br />

21<br />

26<br />

‎25‎عوض،‏ عبد العزيز.‏ مقدمة يف تاريخ فلسطني احلديث )1831- 1914<br />

املوؤسسة العربية للدراسات والنرش،‏ ط‎1‎‏،‏ 1983( .<br />

26 فوك،‏ يوهان.‏ تاريخ حركة ‏لسترشاق.‏ ‏)الدراسات العربية والإسلمية يف ‏أوروبا<br />

حتى بداية القرن العرشين(‏ . نقلة عن الأملانية عمر لطفي العامل.‏ ‏)بريوت،‏ دار املدار<br />

الإسلمي،‏ ط‎2،2002‎‏(‏ .<br />

27 الكيايل،‏ عبد الوهاب.‏ موسوعة السياسة.‏ ‏)كفر قرع ، دار الهدى للنرش والتوزيع،‏ د,ط ،<br />

27<br />

ب.ت(‏ .<br />

28 م(‏ .<br />

29<br />

ط‎1،2003‎‏(‏ .<br />

‎28‎مراد،‏ يحيى.‏ معجم ‏أسماء املسترشقني.‏ ‏)بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ 2004<br />

29 ‏أبو النيل،‏ حممد عبد السلم ، بنو ‏إرسائيل يف القرآن الكرمي.‏ ‏)الكويت،‏ مكتبة الفلح،‏


غربيني<br />

رحالة كتابات ضوء في الدروز حياة من جوانب جرار<br />

مروان د.‏ األجنبية:‏<br />

املراجع ثانيا-‏ 1. Bell,Gertrude. The Arabian Diaries (1913- 1914) : Contemporary issues<br />

in the Middle East. Edited by Rosemary. Syracuse University Press.<br />

Syracuse, New York. 2000.<br />

2. Benjamin of Tudela.The Itinerary of Rabbi Benjamin of Tudela, vol 2.<br />

Translated and edited by A. Asher .Hakesheth pub. New York. 1841.<br />

3. Benjamin of Tudela . The Itinerary of Benjamin of Tudela. vol,2<br />

BiblioBazaar, LLC, Charleston, SC, U.S.A. 2009<br />

4. Buckingham, James Silk. Travels among the Arab Tribes Inhabiting the<br />

Countries east of Syria and Palestine. Printed by A& R. Spottiswood S,<br />

London. 1825.<br />

5. Burckhardt, John Lewis. Travels in Syria and the Holy Land. Published by<br />

the Association for Promoting the Discovery of the Interior. Plain Label<br />

Books .London. 1823.<br />

6. Clarke, Edward. Travels in Various Countries of Europe, Asia, and Africa<br />

Communsing, January 1, 1801. Published by Whiting and Watson, New<br />

York. 1813.<br />

7. Falah, Salman. History of the Druze Settlements in Palestine during the<br />

Ottoman Period in: Moshe Ma’oz (Editor) , Studies on Palestine during<br />

the Ottoman Period. The Magnes Press, Jerusalem. 1975.<br />

8. Heron, Robert. A collection of Late Voyages and Ttravels: Chiefly<br />

Translated and Abridged from the French and other Foreign Bublications<br />

of Niebuhr, Mariti, Beauchamp, &c.The Whole Forming A Body of<br />

Important and A musing Information, Concerning the Present State of<br />

Society and manners, of arts and ...Published by Watson and Co., London.<br />

1797<br />

9. Hitti, Philip. Origins of the Druze People and Religion (with extracts from<br />

their sacred writings) . Published by Forgotten Books, Charleston, South<br />

Carolina. 1928.<br />

10. Mandrel, Henry. A Journey from Aleppo to Jerusalem, at Easter, A.D.<br />

1697. S. G. Simpkins: Boston. 1836<br />

11. Mariti, .‏Giovanni Travels through Cyprus, Syria, and Palestine with a<br />

General History of the Levant. Translated from the Italian .vol, 1. Printed<br />

for P. Byrne. Dublin. 1792.<br />

12. Oliphant. Laurence.Memoir of the Life of Laurence Oliphant and of Alice<br />

Oliphant, His Wife.Ayer,Publishing, New York. 1976<br />

160


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

13. Robinson, Edward & Smith, Eli. Biblical Researches in Palestine, Mount<br />

Sinai and Arabia Petraea: A Journal of Travels in the year 1838, vol,<br />

1.Published by Crocker & Brewster, Boston. 1841<br />

14. Robinson, George. Travels in Palestine and Syria, vol 2. Henry Colburn<br />

publishers, London. 1837<br />

15. Thomson ,William . The Land and the Book, or, Biblical illustrations<br />

drawn from the Manners and Customs, the Scenes and Scenery of the<br />

Holy Land, T. Nelson, London. 1861<br />

16. Tristram, Henry. The land of Israel: a Journal of Travels in Palestine,<br />

Undertaken with Special Reference to its Physical Character. Gorgias<br />

Press LLC. Piscataway, U.S.A, 1882<br />

17. Van Egmont, J Aegidius,Heyman,John. Travels through Part of Europe,<br />

Asia Minor, the Islands of the Archipelago, Syria, Palestine, Egypt, Mount<br />

Sinai, etc. Vol 2, printed for L. Davis and C. Reymers, London. 1759<br />

18. Vicomte, François- René Chateaubriand. Travels to Jerusalem and the<br />

Holy Land: through Egypt and the Holy Land. Translated from the French<br />

by Frederic Shoberl. H. Colburn, London. 1835.<br />

19. Volney, Constantin. Travels through Syria and Egypt, in the years 1783,<br />

1784, and 1785: Containing the Present Natural and Political state of<br />

those Countries, their Productions, Arts, manufactures, and Commerce,<br />

with Observations on the Manners, Customs, and Government of the Turks<br />

and Arabs. Translated from the French in two volumes vol, 2, G.G.J, and<br />

J.Robinson London. 1788.<br />

20. Warner, Charles Dudley. In the Levant, Travels in Palestine, Lebanon<br />

and Syria. Gorgias Press LLC.U.S.A, 2002<br />

21. Wilson, William Rae. Travels in Egypt and the Holy Land. Longman,<br />

Brown, Green, and Longmans, London. 1824.<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

161<br />

ثالثا-‏ مواقع انرتنت:‏<br />

Henry Maundrell<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Henry_Maundrell<br />

François- René de Chateaubriand<br />

http://en.wikipedia.org/wiki/Fran%C3%A7ois-Ren%C3%A9_de_Chateaubriand<br />

Robert Heron<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Robert_Heron


جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />

د.‏ مروان جرار<br />

4. Benjamin of Tudela<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Benjamin_of_Tudela<br />

5. Johann Ludwig Burckhardt<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Johann_Ludwig_Burckhardt<br />

6. William Rae Wilson<br />

http: // www.electricscotland.com/ history/ other/ wilson_william.htm<br />

7. Charles Dudley Warner<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Charles_Dudley_Warner<br />

8. Max Freiherr von Oppenheim<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Max_von_Oppenheim<br />

9. Carsten Niebuhr or Karsten Niebuhr<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Carsten_Niebuhr<br />

10. Georg Livingston Robinson<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ George_Livingston_Robinson<br />

11. William McClure Thomson<br />

http: // en.wikipedia.org/ w/ index.php?title=Special%3ASearch&search<br />

=William+McClure+Thomson<br />

12. Felix Ritter von Luschan<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Felix_von_Luschan<br />

13. Henry Baker Tristram<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Henry_Baker_Tristram<br />

14. Edward Daniel Clarke<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Edward_Daniel_Clarke<br />

15. Gertrude Margaret Lowthian Bell<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Gertrude_Bell<br />

16. Eli Smith<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Eli_Smith<br />

17. Edward Robinson<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Edward_Robinson_%28scholar%29<br />

18. James Silk Buckingham<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ James_Silk_Buckingham<br />

19. Constantin- François Chassebœuf<br />

http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Constantin- Fran%C3%A7ois_<br />

Chasseb%C5%93uf<br />

162


تأثري املدرسة املعمارية احمللية<br />

على بناء قبة الصخرة<br />

د.عدنان أمحد أبو دية<br />

أستاذ مساعد في اآلثار/‏ قسم التاريخ واآلثار/‏ كلية اآلداب/‏ جامعة الخليل/‏ الخليل.‏<br />

163


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

ملخص:‏<br />

يدور احلديث يف هذا البحث عن تاأثري املدرسة املعمارية املحلية يف فلسطني وبلد<br />

الشام على بناء قبة الصخرة،‏ وذلك يف مواضيع منوذجية حمددة مثل املخطط واملداخل<br />

والبوائك،‏ تاركاً‏ العنارص الأخرى ‏إىل بحث ‏آخر وذلك بسبب ‏ضيق عدد الصفحات املسموح<br />

بها للنرش يف املجلت العلمية.‏ وقد تناول البحث احلديث عن الأصول التي جاءت منها<br />

فكرة تلك العنارص املعمارية،‏ وهي عنارص وأفكار معمارية ‏رشقية من بلد الشام،‏<br />

وبخاصة فلسطني.‏ ويف هذا البحث ‏أيضاً‏ نرد على ‏إدعاءات املسترشقني ومصادرهم فيما<br />

يتعلق بالعمال واملهندسني الذين ‏أجنزوا هذا العمل املعماري املتفوق يف مرحلة مبكرة من<br />

حياة الدولة الإسلمية،‏ حيث تدعي تلك املصادر ‏أن عمالً‏ من غري العرب هم من ‏أبدعوا هذا<br />

العمل.‏ وأن مواد البناء قد جلبت من مبانٍ‏ ‏سابقة على الإسلم دون ‏أن يكون للمسلمني دور<br />

كبري يف هذا الإبداع الأكرث تاألقاً‏ عرب التاريخ الإسلمي كله.‏ واحلقيقة التي كشف عنها يف<br />

هذا البحث هو ‏أن العمال واملهندسني ‏إضافة ‏إىل مواد البناء كلها ذات ‏أصول حملية ‏رشقية<br />

‏شامية،‏ وأن ‏شيئاً‏ من خارج فلسطني مل يُرشك يف ‏إجناز هذا املعلم الكبري،‏ الذي ما زال<br />

‏شاهداً‏ على عظمة تلك املرحلة.‏<br />

164


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

This research paper discus the influence of the local architectural<br />

school in the mosque of the Dome of the Rock. In particular subjects Such as<br />

plane, entrance, arcades. The other important architectural elements were<br />

discussed in other paper. Many western scholars have their own doubts about<br />

the origins of those architectural elements in the mosque of the dome of the<br />

rock, and their doubts about the employees, the architects, and the place that<br />

the artifacts came from. In this research paper we try to respond on all these<br />

claims, and to show truth which is depending on scientific debates. Finally<br />

we find that all those elements established in the dome of the Rock besides the<br />

architects and employees were come from the eastern school of architecture<br />

which has its own tradition in the region centuries of years before established<br />

the Dome of the Rock.<br />

165


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

مقدمة:‏<br />

ما زال مبنى قبة الصخرة املرشفة يبهر الكثريين يف مستوى العمارة الرفيع الذي<br />

يتمتع به،‏ ‏إضافة ‏إىل املستوى العايل من الأعمال الفنية الزخرفية التي تكسي جدرانه<br />

الداخلية واخلارجية.‏ ‏أما العنارص املعمارية وأصولها داخل مسجد قبة الصخرة فقد كان<br />

موضوع بحث ‏سابق تناولنا فيه عرشة من العنارص املعمارية بالوصف والرشح والتحليل<br />

والبحث يف الأصول التي ‏أُخذت عنها؛ ‏أما هذا البحث فاإنه يبحث يف العنارص املعمارية<br />

وأصولها خارج قبة الصخرة مثل:‏ املخطط واملداخل،‏ والبوائك املنترشة على ‏أطراف الفناء<br />

اخلارجي .<br />

وكنت ‏أفضل ‏أن ‏أجعل البحثني يف بحث واحد،‏ ولكن عدد الصفحات ‏أصبح كبرياً،‏ مما<br />

اضطرين ‏أن ‏أجعلهما بحثني منفصلني،‏ ولكنهما يف النهاية يكمل كل منهما الآخر . ويف<br />

مكان ‏آخر من البحث تناول الباحث الأصول التي ينتمي ‏إليها العمال واملهندسون الذين<br />

‏أرشفوا ونفذوا هذا العمل املميز،‏ وبخاصة ‏أنه كرث احلديث من قبل املسترشقني على ‏أنهم<br />

رمبا كانوا من ‏أصول غري عربية،‏ حماولني ‏أن يظهروا العرب واملسلمني ‏سكان املنطقة<br />

باأنهم قوم يحسنون ‏صنعة احلرب والقتال،‏ ول دراية لهم بفنون احلضارة،‏ وبخاصة يف<br />

بناء معلم مبستوى عمارةٍ‏ وفنونٍ‏ رفيعة مثل قبة الصخرة . كما يرد الباحث يف مكان<br />

‏آخر من هذا البحث على القول الذي جاء به املسترشقون ‏أيضاً‏ عن الأصول التي تنتمي<br />

لها مواد البناء،‏ حيث ‏إنهم – املسترشقون-‏ قد ‏أكرثوا القول يف هذا املوضوع دون ‏إيراد<br />

احلجج والبينات املادية ‏أو املنطقية،‏ بل كان رأيهم حماولة لتجريد العرب واملسلمني من<br />

‏أي مستوى حضاري،‏ وإحلاق مثل تلك الإجنازات الرفيعة باحلضارة الغربية،‏ دافعهم يف<br />

ذلك التعصب،‏ وليس البحث العلمي .<br />

‏أما مصادر املعلومات يف هذا البحث فقد كانت تعتمد على الزيارات امليدانية لقبة<br />

الصخرة ‏إضافة ‏إىل كتب الرحالة واملوؤرخني،‏ والدراسات احلديثة التي تناولت املوضوع<br />

بعيداً‏ عن الإنحياز ‏إل للحقيقة العلمية .<br />

166<br />

1. املخطط:‏<br />

قبة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الشكل من اخلارج،‏ يتوسطه بناء دائري تعلوه قبة<br />

نصف كروية ‏)أنظر ‏أشكال رقم‎16‎‏،‏ رقم 2( . طول ‏ضلع املثمن من اخلارج ‏)‏‎20.59‎م(‏ وإرتفاع<br />

اجلدار اخلارجي قبل السقف ‏)‏‎9.5‎م(‏ . وهذه اجلدران يفصلها عن الصخرة الرشيفة التي


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

تتوسط البناء تثمينة خارجية وأخرى داخلية تشكلن رواقان للسلة . التثمينة الداخلية<br />

عبارة عن جمموعة من الأقواس يحملها عدد متناوب من الأعمدة والأكتاف ‏)الأساطني(‏<br />

‏–سياأتي احلديث عنها لحقاً-‏ . ‏أما الأقواس املرفوعة على ‏أعمدة وأكتاف وحتيط بالصخرة<br />

مبارشة فهي تشكل دائرة حتمل فوقها رقبة القبة.‏ كما ‏أستعمل يف ‏سقف املسجد ‏إضافة ‏إىل<br />

القبة النصف كروية الرئيسة،‏ ‏أسقف مائلة تغطي ‏أروقة التثمينة الداخلية واخلارجية،‏ وهذه<br />

الأسقف تفصل بني رقبة القبة من اخلارج،‏ وبني ‏أعلى اجلدران اخلارجية .<br />

ولقبة الصخرة 56 ‏شباكاً‏ موزعة على رقبة القبة وجدران املبنى اخلارجية،‏ وله ‏أربعة<br />

مداخل يف اجلهات الأربع،‏ تفضي ‏إىل فناء الصخرة املربع الشكل الذي يُصعد ‏إليه بوساطة<br />

ثمانية مراقٍ‏ تعلوها البوائك وتنترش يف جميع ‏لجتاهات . كما ‏أن فناء الصخرة فيه عدد<br />

من القباب واخللوات واملعامل الدينية والتاريخية والثقافية،‏ ‏إضافة ‏إىل ‏آبار الرشب .<br />

بكلمات خمترصة ميكن القول ‏إن خمطط مسجد قبة الصخرة هو عبارة عن بناء ذي<br />

‏صفة مركزية حموط بدائرة من الأعمدة والدعائم،‏ تعلوه قبة مركزية نصف كروية،‏ ويحيط<br />

بذلك كله بناء مثمن منتظم الشكل والأبعاد،‏ قوامه رواقان تفسلن ما بني الصخرة واجلدار<br />

اخلارجي.‏<br />

األصول:‏<br />

‏إن تشكيل البناء الثماين،‏ ويف مركزه قبة ميثل ‏أسلوباً‏ معمارياً‏ كان معروفاً‏ وشائعاً‏ يف<br />

بلد الشام )1( ، وقد لقى رواجاً‏ كبرياً‏ يف فلسطني بشكل خاص،‏ منذ القرن الأول امليلدي،‏<br />

حيث ‏إزدهر هذا الطراز املعماري بعد الإمرباطور قسطنطني الكبري ليصبح املخطط الهندسي<br />

املميز لكثري من املباين ذات الصبغة الدينية املعتربة يف فلسطني وبلد الشام )2( .<br />

مع ذلك فاإنه يوجد هناك بعض املخططات التي ل نقول ‏إنها متطابقة،‏ بقدر ما هي<br />

متشابهة مع بناء مسجد قبة الصخرة احلايل.‏ نذكر منها االآتي:‏<br />

‏♦قبة املارينيون يف غزة:‏ وهو الرضيح الذي بني يف القرن الثاين امليلدي على<br />

‏رشف مارناس ‏)الإله – السمكة(‏ وقد ‏أشار ‏»كريزويل«‏ )3( ‏إىل ‏أنه قد وصل ‏إلينا وصف هذه<br />

القبة،‏ وهو عبارة عن بناء مستدير تعلوه قبة،‏ وهو البناء الوحيد الدائري الذي ‏سبق خمطط<br />

كنيسة القيامة يف بلد الشام وفلسطني،‏ ‏أما يف بلد اليونان فقد ‏سبق وجود ‏أبنية دائرية<br />

عديدة هناك مثل معبد باليمون يف كورنث،‏ ومعبد ‏أثينا برونيسا يف دلفي،‏ وفيلبيون يف<br />

‏أوملبيا ... ‏إلخ . ولكن ‏»كريزويل«‏ يقول باأن قبة كنيسة القيامة كما هي قبة املارينيون يف<br />

غزة كانت خمروطية الشكل وليست قبة نصف كروية )4( كما هو احلال يف قبة الصخرة .<br />

167<br />


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

‏♦لقد اقتبس الرومان عن االإغريق التخطيط الدائري واملضلع يف بناء بعض<br />

معابدهم ومقابرهم مثل معبد البانثيون ومعبد فستا يف روما،‏ وكذلك معبد فينوس يف<br />

مدينة بعلبك اللبنانية الذي يوؤرخ ‏إىل حوايل عام ‎273‎م،‏ وأصبح البناء الدائري املقبب ‏أكرث<br />

الأشكال ‏شيوعاً‏ يف عمل الرضيح الروماين،‏ مثال ذلك يف روما باينتون هادريان املعظم<br />

)120- ‎124‎م(‏ والنمفايوم يف احلدائق الليسنينه واملعروف اليوم باسم منريفا مديكا<br />

)253- ‎268‎م(‏ وماسوليوم القديسة هيلينا ‏)أول القرن الرابع امليلدي(‏ . وهذا النوع من<br />

التخطيط الهندسي املنتظم هو النموذج الذي تطور منه تخطيط الكنائس والعمائر الدينية<br />

املسيحية البيزنطية ذات املسقط املستدير ‏أو املضلع لحقاً‏ )5( .<br />

168<br />

<br />

<br />

♦<br />

♦<br />

<br />

<br />

<br />

‏♦وبشكل عام،‏ فاإن االأبنية املستديرة املتحدة املركز تظهر منذ القرن الرابع<br />

)6(<br />

امليلدي،‏ مثال ذلك طارمة ‏سانتا كوستانزا )324- ‎326‎م(‏ . ويبدو ‏أن كنيسة القيامة<br />

مشتقة مبارشة من هذه الأخرية،‏ والتي بنيت بعدها ببضع ‏سنوات،‏ لأنها ‏أيضاً‏ تتاألف من<br />

حلقة مركزية من الدعائم حتمل قبة حتتوي على رواق بينها وبني اجلدار الدائري اخلارجي.‏<br />

ترتكز قبه ‏سانتا كوستانزا على حلقة داخلية من الدعائم موؤلفة من 12 زوجاً‏ من الأعمدة<br />

املنتظمة يف دائرة.‏ وينتج ‏لنطباع الصليبي من جعل الأقواس املقابلة للنقاط الأربعة<br />

الأساسية ‏أعرض من البقية،‏ وهذا ‏لنطباع نفسه وُ‏ جد يف كنيسة القيامة التي لها حلقة<br />

داخلية من الدعائم موؤلفة من 12 عموداً‏ و‎8‎ عضائد ‏)دعامات(‏ مرتبة بحيث ‏إن زوجاً‏ من<br />

العضائد ‏أو الدعامات يوضع بني كل 3 ‏أعمدة.-‏ كل هذه الأعمدة مغلقة الآن بالبناء-‏<br />

، وهنا ‏أيضاً‏ نرى الأقواس املرتكزة على العضائد والتي تقابل النقاط الأساسية الأربعة<br />

‏أعرض قليلً‏ من البقية )7( . وهكذا نرى عضادتني وثلثة ‏أعمدة،‏ عضادتني ثم ثلثة<br />

‏أعمدة...‏ وهكذا.‏ ولنتظام يف قبة الصخرة هو نفسه تقريباً‏ حيث نرى عضادة ثم ثلثة<br />

‏أعمدة....وهكذا.‏<br />

وقد اأشار الباحث ‏صفوان التل اإىل نقاط التشابه بني كنيسة القيامة ومسجد<br />

قبة الصخرة وذكر منها:‏<br />

‏أن قطر قبة الصخرة حوايل ‎20.4‎م مقابل 20.44- ‎20.48‎م يف الثانية.‏<br />

من ناحية ‏أخرى وحسب رواية ‏»يوسفيوس«‏ املوؤرخ البيزنطي،‏ فاإن قرب السيد<br />

املسيح كان يف تلك الأيام يتاألف من كتلة من الصخر الطبيعي غري املنقوش داخله كهف<br />

يرتفع قليلً‏ يف وسط الأرضية املرصوفة حتت القبة،‏ وهذه الكلمات ميكن ‏أن تصف قبة<br />

الصخرة قبل ‏إحاطتها بحاجز يف نهاية القرن ‎12‎م )8( .<br />

‏إضافة ‏إىل ذلك فاإن الآثار املوجودة على الصخرة،‏ والتي قيل ‏إنها ‏آثار ‏أقدام ‏سيدنا


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

حممد ‏صلى اهلل عليه وسلم عندما ‏صعد ‏إىل السماء تعيد ‏إىل الأذهان الآثار على الصخرة يف<br />

وسط قبة كنيسة الصعود على جبل الزيتون يف القدس،‏ والتي تعرض على احلجاج باأنها<br />

‏أقدام ‏سيدنا عيسى عليه السلم ‏ساعة ‏صعوده ‏إىل السماء .<br />

♦ ‏♦املثال االآخر للقبة اخلشبية قبل االإسالم،‏ هي قبة كنيسة القديس ‏»سمعان<br />

العمودي«‏ يف قلعة ‏سمعان ‏)التي تبعد 25 ميلً‏ عن حلب(‏ والتي بنيت عام ‎470‎م )9( ،<br />

وهذه الكنيسة تتاألف من ‏أربع بازيليكات )10( عظيمة،‏ تتصالب مع املثمن املركزي الذي<br />

يبلغ قطره ‏»‏‎27‎م«‏ وكان ‏لعتقاد السائد باأن ذلك البناء ل ميكن ‏أن تعلوه قبة حسب الرحالة<br />

‏»غريوس«‏ الذي زار املوقع ‏سنة ‎560‎م بعد زلزال كان قد ‏رضب املنطقة عام ‎526‎م يف<br />

منطقة ‏أنطاكيا رمبا تسبب يف ‏سقوط القبة،‏ ‏إل ‏أن الفكرة باأن ذلك البناء كانت له قبة برزت<br />

يف عام ‎1933‎م،‏ عندما قامت احلفريات على يد عامل الآثار ‏»كرنكر«‏ الذي تفحص البناء<br />

املهدم على ‏أرض املثمنة كتلة كتلة،‏ ووجد لبنات عقد نصف قطرها ‎20.2‎م تخص النوافذ<br />

املزدوجة التي تخرق قبة املثمن.‏<br />

وخلصة القول ‏إن ‏أبحاث كرنكر بني عامي 1933- 1938 ‏أثبتت وجود بناء مثمن<br />

تعلوه قبة بني قبل عام ‎500‎م،‏ تعرض للسقوط يف زلزال ‏أنطاكيا املشهورة يف عام ‎526‎م،‏<br />

وأن ذلك البناء ‏شبيه ‏إىل درجة كبرية جداً‏ بقبة الصخرة التي بنيت بعد قرنني من الزمن<br />

تقريباً‏ )11( .<br />

‏♦كنيسة الصعود:‏ التي بناها الإمرباطور قسطنطني يف جبل الزيتون يف القدس<br />

والتي حتيط بالصخرة التي يعتقد ‏أن السيد املسيح عرج منها ‏إىل السماء،‏ والصخرة يحيط<br />

بها 16 عموداً‏ يعلوها قبة خشبية،‏ ويحيط بها بناء ثماين منتظم الشكل )12( .<br />

169<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

‏♦لقد كانت كنيسة املهد يف الأصل-‏ يف القرن الرابع امليلدي-‏ بناءً‏ ثماين الشكل<br />

يحيط مبغارة املهد يف مدينة بيت حلم )13( . ولكن قبته كانت خمروطية الشكل كما هو<br />

احلال يف قبة املارنيون يف غزة وقبة كنيسة القيامة الأصلية.‏<br />

‏♦كاثدرائية برصى يف حوران يف الشام:‏ من العهد البيزنطي،‏ بنيت يف عام<br />

‎512‎م،‏ ذات خمطط ثماين مقسم من الداخل بوساطة 8 دعائم و 16 عموداً،‏ وُ‏ زعت بحيث<br />

تشكل الدعائم ‏أركان الشكل الثماين،‏ وبني كل دعامتني يوجد عمودان )14( ، وهو يشابه ما<br />

هو موجود يف الرواق الأوسط يف قبة الصخرة اخلارجي.‏ ‏أما القبة املركزية فهي مرفوعة<br />

على ‏أربعة دعائم،‏ بني كل دعامتني 3 ‏أعمدة.‏ وهو يشابه من حيث املخطط الأساس الدائري<br />

الذي يحمل قبة الصخرة.‏ مع العلم ‏أن قطر قبة كاثدرائية برصى تساوي ‎14.9‎م فقط )15( ،<br />

يف حني ‏أن قطر قبة الصخرة تساوي ‎20.4‎م .


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

وهناك مناذج اأخرى من االأبنية ذات املخطط الثماين،‏ كان قد اأحصاها ‏صفوان<br />

خلف التل يف بحثه عن اأصول املخطط الثماين يف بناء قبة الصخرة نذكر منها<br />

االآتي )16( :<br />

‏بناء ‏رضيح السيدة مرمي يف القدس ‏)‏‎335‎م(‏ .<br />

‏بناء كنيسة هبة اهلل ‏)ثيوثوكاس(‏ على جبل جرزمي/‏ نابلس ‏)‏‎484‎م(‏ .<br />

‏بناء كنيسة ثمانية يف بيسان ‏)القرن اخلامس امليلدي(‏ .<br />

الكنيسة الثمانية يف ‏أم قيس،‏ وأخرى يف ‏شمال مدينة جرش ‏)القرنني 5- 6 ) .<br />

الكنيسة الثمانية الذهبية يف ‏أنطاكيا – ‏سوريا 0 القرن الرابع امليلدي(‏ .<br />

كنيسة القديس ‏رسجيوس وباخوس يف ‏إستانبول ‏)‏‎525‎م(‏ .<br />

‏كنيسة هريابوليس يف تركيا ‏)القرن اخلامس امليلدي(‏ .<br />

‏كنيسة القديس ‏سان فيتال )Sanvitale( يف رافينا – ‏إيطاليا ‏)‏‎546‎م(‏ .<br />

‏بناء قبة الصخرة يف مدينة القدس ‏)‏‎72‎ه/‏ ‎691‎م(‏ .<br />

مما ‏سبق يتبني لنا ‏أن معظم النماذج ذات املخطط الثماين التي عُ‏ رضت هي من منطقة<br />

بلد الشام عامة وفلسطني خاصة،‏ مما يدل على ‏أن هذا النمط من البناء هو تقليد ‏سوري<br />

‏شامي فلسطيني ‏رشقي منذ مرحلة ما قبل الإسلم،‏ وما حصل مع خمطط قبة الصخرة هو<br />

عودة نحو الأصول املحلية ‏أكرث منه ‏إسترياد مناذج من حضارات ‏أخرى .<br />

170<br />

2. املداخل:‏<br />

لقبة الصخرة ‏أربعة مداخل )17( كبرية ‏)أنظر ‏أشكال رقم‎1‎‏،‏ رقم‎3‎‏(‏ ، ‏أبوابها مزدوجة<br />

مصنوعة من اخلشب،‏ ومكسوة بصفائح النحاس،‏ وكانت هذه الأبواب مذهبة عندما زارها<br />

املقدسي )18( ، والأبواب هي باب القبلي ويسمونه باب الأقصى،‏ باب ارسافيل وهو الباب<br />

الرشقي،‏ باب السور املعروف بباب اجلنة وهو الباب الشمايل،‏ باب النساء الذي يفتح ‏إىل<br />

الغرب ويقابل باب القطانني،‏ ويقول املقدسي ‏أن هذه الأبواب بشكلها املذهب الذي وصفها<br />

به عبارة عن هدية من والدة اخلليفة العباسي املقتدر )809- ‎832‎م(‏ )19( .<br />

وبخلف ما هو معروف يف الأبنية التذكارية املشابهة،‏ فاإنه ل يوجد مدخل رئيسي<br />

وآخر ثانوي يف مبنى قبة الصخرة،‏ على الأقل من الناحية املعمارية ل يوجد ما مييز<br />

املدخل املقابل ملحراب املسجد كما جرت العادة،‏ حيث جند ‏أن املدخل املقابل للمحراب<br />

يكون هو املدخل الرئيس،‏ ويعامل معاملة خاصة )20( ، وتكون عمارته قد ‏صممت بشكل


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

خمتلف وأكرث فخامة وزخرفة وأكرث اتساعاً،‏ والسبب يف ذلك هو ‏أن املصلني يتجهون<br />

ويتجمعون يف مقدمة القبة جهة القبلة،‏ ول يكون ذلك ميرساً‏ ‏إل ‏إذا تقدم املصلون من<br />

اجلهة املقابلة جلهة القبلة.‏ ورمبا مل جند هذه الظاهرة يف مسجد قبة الصخرة نظراً‏ لأن<br />

البناء مثمن الشكل،‏ ‏إضافة ‏إىل ‏أن قبة الصخرة تقع يف وسط املسجد الأقصى مما يعني ‏أن<br />

الوصول ‏إليها ل يتم من جهة واحدة بل من جميع ‏لجتاهات،‏ كما ‏أن املسجد يضم ‏أربعة<br />

‏أبواب يف اجلهات الأربعة . مما ل يجعل خصوصية للجهة املقابلة للقبلة.‏<br />

معظم هذه الأبواب قد جددت يف عهد السلطان ‏سليمان القانوين 1538 م ويف عهد<br />

السلطان عبد احلميد الأول ‎1780‎م.‏ وأمام الباب القبلي بني رواق مفروش بالرخام،‏ طوله<br />

‎16‎م،‏ وعرضه 3 ‏أمتار،‏ ويف مدخل املسجد من الرشق والغرب والشمال ‏أبواب بنيت خلل<br />

القرن ‎16‎م.‏ ويتقدم املداخل ‏سقائف عرضها ‎2.5‎م )21( ، موؤلفة من قبة نصف ‏أسطوانية<br />

حممولة على عمودين رخاميني بتيجان كورنثية،‏ ويتفرد املدخل القبلي من اخلارج بوجود<br />

‏شمسية بارزة عن اجلدار تسندها يف كل جهة ميني الباب ويساره ثلثة ‏أعمدة من الطراز<br />

ذاته.‏ ويف كل مدخل من مداخل املسجد غرفتان،‏ واحدة يراها الداخل عن ميينه والأخرى<br />

عن يساره،‏ ‏أنشئت لتكون ‏إحداهما خمزناً‏ للآلت والأدوات اللزمة لتنظيف املبنى،‏ وأخرى<br />

من ‏أجل ‏إقامة خدم القبة.‏ ويبلغ عرض املدخل ‎2.6‎م وارتفاعه ‎4.3‎م.‏ وفوق كل منها نافذة<br />

ذات قوس نصف دائري )22( ، ‏أما الأبواب الداخلية،‏ فاإنها مل توؤرخ،‏ واملعروف عنها ‏أنها<br />

‏أنشئت بعد الأبواب اخلارجية.‏<br />

األصول:‏<br />

واملداخل ظاهرة معمارية معروفة منذ ‏أن عرف الإنسان البناء،‏ وقد حاول املعماري<br />

العراقي القدمي ‏إعطاء املداخل قوة دفاعية ‏إضافية،‏ خاصة مداخل املدن الكربى )23( ،<br />

وظهرت منها ‏أنواع عديدة،‏ منها املدخل املبارش كما هو احلال يف مداخل قبة الصخرة،‏<br />

واملداخل املنكرسة ‏أو املزورَّة كما يف مداخل مدينة السلم ‏)بغداد(‏ ‏أو بعض مداخل مدينة<br />

القدس ‏)باب العمود وباب اخلليل(‏ ، وقد حفت بها الأبراج الدفاعية،‏ يف حني جند مداخل قبة<br />

الصخرة قد حفت بها الأعمدة يف منوذج مصغر ملداخل املدن املشهورة .<br />

‏إن مداخل الأبواب يف قبة الصخرة مزودة بعتبات علوية وكوات،‏ وهي من الطراز الذي<br />

كان ‏سائداً‏ يف بلد الشام منذ القرن الرابع امليلدي . والأمثلة على ذلك عديدة منها بيت<br />

معمودية مار يعقوب يف ‏»نصيبني«‏ يف بلد اجلزيرة،‏ املبنية عام ‎359‎م.‏ ومثال ‏آخر يف<br />

كنيسة قلعة ‏سمعان العظيمة من القرن اخلامس امليلدي.‏ كما ‏أن مداخل ‏أبواب كاتدرائية<br />

برصى الشام )3- ‎512‎م(‏ تقرتب من مداخل قبة الصخرة يف الشكل.‏ وكذلك مداخل كنيسة<br />

171


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

القديس جورج يف ‏أذرع )6- ‎515‎م(‏ ؛ حيث املداخل متطابقة تقريباً‏ مع مداخل قبة<br />

الصخرة،‏ لأن البناء بسيط جداً.‏ وكذلك احلال يف مدخل قرص احلري يف الصحراء السورية،‏<br />

ويف املسجد الكبري يف قرطبة )24( .<br />

3. فناء الصخرة:‏<br />

يسميه عامة الناس اليوم ‏سطح الصخرة ‏أو ‏سطوح الصخرة ‏أو ‏صحن الصخرة ‏أو فناء<br />

الصخرة،‏ وقد ‏سماه نارص خرسو واملقدسي ‏»الدكة«‏ )25( ‏)أنظر ‏شكل رقم 4( . من املعروف<br />

‏أن طبوغرافية املنطقة التي بني عليها مسجد قبة الصخرة غري مستوية بل هي عبارة عن<br />

منطقة جبلية وعرة،‏ ومن ‏أجل احلصول على منطقة مستوية يرتكز عليها مسجد قبة الصخرة<br />

كان ل بد من عمل املسطبة التي نشاهدها اليوم ونطلق عليها ‏أسم ‏صحن الصخرة ‏أو فناء<br />

الصخرة،‏ ويضم هذا الفناء العديد من ‏آبار املياه التي تتجمع فيها املياه من ‏سطح مسجد<br />

الصخرة ومن الفناء نفسه.‏<br />

يقوم مبنى قبة الصخرة يف وسط ذلك الفناء املربع الشكل تقريباً،‏ والبناء قائم على<br />

‏أرض مرتفعة يف وسط احلرم ومفروش بالبلط الأبيض،‏ طوله ‏أكرث من عرضه،‏ طوله من<br />

الشمال ‏إىل اجلنوب 229 ذراعاً‏ ‏)‏‎76‎م تقريباً(‏ ، ومن الرشق ‏إىل الغرب 223.5 ذراعاً‏ ‏)‏‎74.5‎م<br />

تقريباً(‏ ، وهو يرتفع ‎12‎ذراعاً‏ ‏)‏‎4‎م تقريباً(‏ عن ‏أرض املصلى القبلي )26( ، يرقى ‏إليه مبراقي<br />

يسميها الناس الدرج )27( . ويف ‏أعلى كل مرقاة قنطرة قائمة على ‏أعمدة من الرخام.‏ وهذه<br />

القناطر يسمونها ‏»موازين«‏ لأعتقادهم باأن امليزان ‏سوف ينصب هنا يوم القيامة،‏ وتسمى<br />

كذلك البوائك )28( . وهي عبارة عن ‏أقواس مدببة مرفوعة على ‏أعمدة ويعلوها ‏إفريز ميتد<br />

عرضياً‏ وميلأ الفراغات التي ترتكها الأقواس يف الأعلى،‏ عدد الأقواس يرتاوح بني ثلثة<br />

‏إىل خمسة ‏أقواس،‏ وتضم املسافات بينها نقشاً‏ ‏أو ‏أكرث يشري ‏إىل من بنى هذه البائكة ‏أو<br />

‏أرشف على بنائها،‏ وقد نقش على البائكة القبلية من جهة املصلى القبلي ‏»مزولة«‏ عبارة<br />

عن ‏ساعة ‏شمسية )29( .<br />

ويقول الرحالة الفارسي « نارص خرسو«‏ باأن عدد املراقي يف عرصه بلغت 6 مراقٍ‏<br />

)30( ، ويبدو ‏أن عدد البوائك ‏)القناطر(‏ قد ازداد ‏أيضاً‏ مع الزمن،‏ فبلغ يف يومنا هذا ثمانية<br />

بوائك ‏)أنظر ‏شكل رقم 5( ، وصفها كالتايل:‏<br />

Úالبائكة الشمالية:‏ انشئت يف عرص املماليك البحرية،‏ حيث ‏أمر بتشييدها السلطان<br />

امللك النارص حممد بن قلوون يف عام ‎721‎هجري ‏)‏‎1331‎م(‏ ، وهي بائكة ‏صغرية موؤلفة<br />

من عمودين رخاميني يف الوسط،‏ تسندها دعامتان حجريتان من الأطراف،‏ وهي بائكة من<br />

172<br />

Ú


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

ثلثة عقود حجرية مدببة،‏ الأوسط منها ‏أعلى ارتفاعاً‏ وأكرث ‏سعةً‏ من العقدين اجلانبني،‏ وقد<br />

ازدان ‏أعلى البائكة بزخارف هندسية بسيطة حمفورة بشكل غائر )31( . ‏)أنظر ‏شكل رقم‎6‎‏(‏ .<br />

Úالبائكة الشمالية الرشقية:‏ ‏أمر السلطان النارص حممد بن قلوون باإنشاء هذه<br />

البائكة يف ‏سنة ‎726‎هجري ‏)‏‎1326‎م(‏ حسبما هو مسجل يف لوح من الرخام مثبت يف كوشة<br />

العقد الأخري،‏ ويفهم من خلل قراءة النقوش فوق بلطات تلك البائكة باأن البلط املفروش يف<br />

بناء الصخرة مت فرشه هناك يف زمن السلطان اململوكي املنصور قلوون.‏ وتختلف هذه البائكة<br />

بشكل واضح عن تصميم البوائك الأخرى املنترشة حول احلرم،‏ على الرغم من ‏أنها موؤلفة من<br />

دعامتني حجريتني بينهما عمودان حجريان رشيقان،‏ وهي جميعاً‏ حتمل ثلثة عقود مدببة.‏<br />

ومتتاز العقود باأن ‏أرجلها ‏أطول بشكل ملحوظ ‏)مشمورة(‏ وقد اتخذت هيئة املخدات<br />

املتلصقة التي رصدت وفقها ‏صنجات العقود ذاتها ‏)قوس الوسائد(‏ . وزيادة على ذلك<br />

فقد زخرف ‏أعلى البائكة بصف من املقرنصات احلجرية )32( . ‏)أنظر ‏شكل رقم 8( .<br />

173<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Úالبائكة الشمالية الغربية:‏ ‏شيدت هذه البائكة يف نهاية عرص دولة املماليك<br />

البحرية،‏ وذلك يف عهد السلطان الأرشف ‏شعبان بن حسني بن قلوون يف ‏سنة ‎778‎ه<br />

‏)‏‎1376‎م(‏ ، وقد جرى جتديدها يف عهد السلطان العثماين ‏سليمان القانوين.‏ وتتاألف هذه<br />

البائكة من دعامتني حجريتني يف الأطراف،‏ بينهما ثلثة ‏أعمدة رخامية،‏ ويعلو العمودين<br />

اجلانبيني يف جسم البائكة بني الأقواس ‏شكل زخريف مروحي حمصور يف دائرة ‏صغرية.‏<br />

يف حني جند النقش احلجري يف ‏شكل مربع فوق العمود الأوسط ومكتوب عليه كلمات تشري<br />

‏إىل ‏أن الذي ‏أمر بتجديد هذا امليزان السلطان ‏سليمان القانوين.‏ وعقود البائكة الأربعة مدببة<br />

الشكل،‏ كما زخرف ‏أعلى البائكة بصف من املقرنصات احلجرية )33( . ‏)أنظر ‏شكل رقم 7(.<br />

Úالبائكة اجلنوبية:‏ وهي ‏أقدم بوائك املسجد،‏ ويصعد ‏إليها بدرجات من جهة<br />

املصلى اجلنوبي،‏ وقد ‏شيدت يف العرص العباسي رمبا يف ‏أثناء ‏أعمال اخلليفة املهدي<br />

لإعادة بناء املسجد الأقصى ‏أو وقت الرتميمات التي قام بها اخلليفة املاأمون يف قبة<br />

الصخرة بعد الزلزال املدمر الذي ‏أصاب القدس يف بداية القرن الثالث الهجري ‏)‏‎9‎م(‏ ، وقد<br />

قام الفاطميون عام 426 ه ‏)‏‎1035‎م(‏ برتميم هذه البائكة.‏ وجددها العثمانيون ‏أيضا يف<br />

‏سنة 1311 ه ‏)‏‎1893‎م(‏ وتتاألف هذه البائكة من ‏أربعة عقود حجرية ترتكز على دعامتني<br />

حجريتني بينهما ثلثة ‏أعمدة رخامية رشيقة خمتلفة التيجان ولعلها منقولة من عمائر<br />

‏سابقة،‏ وتتوسط كوشات عقود هذه البائكة مزولة ‏شمسية ملعرفة دخول ‏أوقات السلة<br />

‏أثناء النهار،‏ وقد قام بعمل هذه املزاولة الرخامية رشدي الإمام مهندس املجلس الإسلمي<br />

الأعلى عام ‎1907‎م )34( . ‏)أنظر ‏شكل رقم‎9‎‏(‏ .


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

Úالبائكة اجلنوبية الغربية:‏ تقع مقابل باب السلسلة والسكينة،‏ وهي الأحداث<br />

بني بوائك املسجد الأقصى،‏ ‏إذ ‏شيدت باأمر من السلطان اململوكي الأرشاف قايتباي يف<br />

عام ‎877‎ه ‏)‏‎1473‎م(‏ وكان املرشف على عمارتها ناظر احلرمني الرشيفني يف حينه،‏<br />

وتتاألف هذه البائكة من ثلثة عقود مدببة متساوية يف ‏لرتفاع والسعة )35( . ‏)أنظر ‏شكل<br />

رقم‎10‎‏(.‏<br />

Úالبائكة اجلنوبية الرشقية:‏ هذه البائكة ‏أنشئت ‏ضمن ‏أعمال التجديد والرتميم<br />

التي ‏أجريت ‏أيام اخلليفة الظاهر لإعزاز دين اهلل الفاطمي عام ‎426‎ه ‏)‏‎1035‎م(‏ ، وقام<br />

بالإرشاف على ‏إنشائها قائده الشهري ‏أنوشتكني الغوري ‏أمري اجليوش،‏ ولكن بناءها مل يكن<br />

حمكماً،‏ ‏إذ اضطر امللك املعظم عيسي الأيوبي ‏إىل ترميمها مرة ‏أخرى يف عام 608 هجري<br />

‏)‏‎1211‎م(‏ ، وأرشف على ذلك الأمري عز الدين بن عمر بن يعقوب كما تشري بذلك النقوش<br />

على البائكة )36( . وتتاألف البائكة من دعامتني حجريتني،‏ بينهما عمودان رخاميان،‏ وهما<br />

يحملن ثلثة عقود حجرية مدببة )37( . ‏)أنظر ‏شكل رقم 11( .<br />

Úالبائكة الغربية:‏ من املرجح ‏أن الآمر باإنشاء هذه البائكة هو الأمري ‏أبو القاسم<br />

‏أنوجور بن الإخشيد،‏ وكان ذلك يف عام 340 ه ‏)‏‎952‎م(‏ ، وذلك يف وقت لحق لإنشاء<br />

البائكة الشمالية الغربية،‏ وقاعدة هذه البائكة موؤلفة من ثلثة ‏أعمدة رخامية حتيط بها<br />

على اجلانبني من اخلارج دعامتان حجريتان مبنيتان،‏ وهي جميعاً‏ حتمل ‏أربعة عقود<br />

حجرية مدببة،‏ وقد زخرف ‏أعلى البائكة بزخارف من مربعات حجرية غائرة تشبه املوجودة<br />

يف البائكة الرشقية وقد مت جتديد هذه البائكة يف عرص الظاهر لإعزاز دين اهلل الفاطمي<br />

بعد الزلزال الذي ‏رضب القدس،‏ وهي تقع غربي مسجد الصخرة مبارشة )38( . ‏)أنظر ‏شكل<br />

رقم‎12‎‏(‏ .<br />

Úالبائكة الرشقية:‏ ‏شيدت هذه البائكة يف العرص العباسي،‏ وأعيد ترميمها يف<br />

العرص الفاطمي،‏ ثم قام برتميمها بوساطة املجلس الإسلمي الأعلى يف عام ‎1954‎م،‏<br />

وهذه البائكة موؤلفة من دعامتني حجريتني بينهما ثلثة ‏أعمدة رخامية وحتمل جميعها<br />

خمسة عقود نصف دائرية،‏ وهي يف ذلك تختلف عن البوائك السابقة يف عدد العقود ونوعها،‏<br />

وأغلب الظن ‏أنها ‏شيدت بعد البائكة اجلنوبية نظراً‏ لهتمامها بالتوزيع املتوازن للعقود،‏<br />

بحيث يصبح العقد الأوسط حموراً‏ تتوزع من حوله العقود الأربعة الباقية برتصيف وتوازن<br />

هو من ‏أهم خصائص فن العمارة الإسلمية بعد نضجه املبكر يف العرص العباسي،‏ فسلً‏<br />

عن العناية بزخرفة ‏أعلى البائكة مبربعات حجرية غائرة )39( . ‏)أنظر ‏شكل رقم‎13‎‏(‏ .<br />

174<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

هناك درج ‏ضيق ‏رشقي ‏صحن الصخرة،‏ وجتاه باب ‏»التوبة والرحمة«‏ ليست له<br />

قنطرة،‏ عرضه 1.1 م،‏ وعدد درجاته 19 درجة،‏ ولكنه غري مستعمل.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

جدير بالذكر ‏أن فناء قبة الصخرة كما هو الآن يعطي املوقع نوعاً‏ من التكاملية يف<br />

البناء املعماري،‏ بحيث ل ميكن تخيل جسم قبة الصخرة بدون القناطر واملراقي والبلطات<br />

التي حتيط به،‏ مما يجعل وظيفتها جمالية و تكميلية.‏<br />

األصول:‏<br />

‏إن فكرة ‏إقامة ‏أبنية على مساطب مرتفعة عن منسوب الأرض املحيطة كما هو احلال<br />

يف الفناء الذي تتوسطه قبة الصخرة هي فكرة قدمية جندها يف فن العمارة الآشوري<br />

والبابلي،‏ حيث كان يصل ‏إرتفاع تلك املساطب ‏أحياناً‏ ‏إىل 15 مرتاً‏ فوق منسوب ‏سطح<br />

الأرض،‏ وميكن الوصول اىل املنسوب العلوي مبدرجات ‏أو منحدرات يف جميع الإجتاهات .<br />

وكان الغرض من ‏إنشاء هذه املساطب املدرجة هو دفاعي ‏أو للوقاية من الأمراض الأرضية<br />

وخاصة امللريا )40( . ويف العرص اليوناين رأينا ‏أن الأبنية الرئيسة يف املدينة اليونانية<br />

تبنى يف الأكروبولس ‏)مركز املدينة املرتفع(‏ . كما ‏أن املعابد الإغريقية كانت يف الغالب<br />

تبنى على مسطبة يُصعد ‏إليها بدرجات عدة من جميع ‏لجتاهات،‏ والأمر نفسه ميكن روؤيته<br />

يف املعابد الرومانية .<br />

‏أما يف العمارة الإسلمية فاإن الطبيعة اجلغرافية ملنطقة جبل احلرم الذي تتوسط<br />

الصخرة يحتم على من يريد البناء ‏أن يقوم بعمل تسوية ‏أو مسطبة للتغلب على الطبيعة<br />

الطبوغرافية الوعرة،‏ حتى وإن تطلب ذلك الصعود ‏إليها مبراقٍ‏ ‏أو درجات يف كافة ‏لجتاهات<br />

)41( . وقد تطور هذا الأمر لحقاً‏ حتى ‏أصبح يعرف يف العمارة الإسلمية باسم املباين ‏أو<br />

املساجد املعلقة،‏ والتي ميكن روؤيتها يف العمارة الفاطمية يف مرص بشكل خاص .<br />

4. أصول مواد البناء:‏<br />

لسنا هنا بصدد احلديث عن مواد البناء يف مبنى قبة الصخرة،‏ فهو موضوع ‏آخر<br />

ليس هنا مكانه،‏ ولكن ل بد من التعريج على الأصول التي ترجع ‏إليها بعض مواد البناء<br />

املستعملة يف هذا البناء التاريخي املهم .<br />

فقد ذكر بعض املوؤرخني ‏أن عبد امللك قد استعمل يف بناء قبة الصخرة بعض احلجارة<br />

والأعمدة املاأخوذة من كنائس مهدمة يف فلسطني،‏ وقالوا ‏إن بعضها كانت مبعرثة هنا<br />

وهناك يف القدس من بقايا بعض الكنائس البيزنطية التي هدمها الفرس عندما ‏أغاروا<br />

عليها يف عهد كرسى ‏سنة ‎614‎م قبل الفتح الإسلمي )42( .<br />

‏إن عدم التماثلية يف ‏أعمدة مسجد قبة الصخرة يدل على ‏أنها جُ‏ لبت من مبانٍ‏ ‏أو عمائر<br />

قدمية،‏ حيث جند ‏أن ‏أطوالها وأقطارها ليست متساوية،‏ وقد مت التغلب على ذلك باإطالة<br />

175


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

قاعدة العمود ‏أو تقصريها.‏ كما ‏أن ‏ألوانها ليست موحدة فمنها ما هو معرق ومائل ‏إىل اللون<br />

الرمادي ومنها املعرق املائل ‏إىل اللون البني ‏أو الأخرض وهكذا .<br />

ولكن ل بد من ترك الباب مفتوحاً‏ ‏إىل ‏إحتمال ‏آخر وهو ‏أن العرب املسلمني هم الذين<br />

قاموا ‏أو ‏أرشفوا على عمليه تصنيع هذه الأعمدة من مقالعها الأصلية،‏ وبخاصة ‏إذا عرفنا<br />

‏أن فلسطني تضم يف منطقة بيت جربين ‏إىل الغرب من اخلليل مقالع حجرية كبرية الساأن .<br />

وهذا يعني توافر اخلربة املحلية يف تصنيع مثل تلك الأعمدة،‏ ‏إضافة ‏إىل توافر املواد اخلام<br />

وقربها من مكان البناء .<br />

‏أما ما قيل عن ‏أن الوليد بن عبد امللك قد ‏أحرض قبة من النحاس املذهب من كنيسة يف<br />

بعلبك ووضعها فوق الصخرة )43( ، فهو ‏أمر جاء به املسترشقون،‏ وذكره بعض املوؤرخني<br />

املتاأخرين الذين مل يعارصوا البناء ‏أو كانوا قريبي عهد به.‏ بل على العكس من ذلك فقد<br />

‏أشارت املصادر كيف ‏أن املرشفني على بناء مسجد قبة الصخرة ‏)يزيد بن ‏سلم ورجاء<br />

بن حيوة(‏ رفضا ‏أن يتسلما ‏أجرهما بعد اكتمال البناء وكان يعادل 100 ‏ألف دينار من<br />

)44(<br />

الذهب،‏ فسكبت ذهباً‏ على القبة النحاسية من اخلارج لتبدو مذهبة كما هي عليه الآن<br />

. من ناحية ‏أخرى فاإنه من ‏شبه املستحيل حمل قبة من بعلبك يف لبنان ‏إىل القدس يف<br />

فلسطني هي يف احلقيقة ليست قطعة واحدة من العمل بل هي عبارة عن قبتني داخلية<br />

وأخرى خارجية وبينهما فاصل،‏ ناهيك عن حجمها الضخم الذي يشكل معوقاً‏ كبرياً‏ ‏أمام<br />

جمرد التفكري يف نقلها.‏ كما ‏أن ‏أعمال البحث واحلفريات مل تثبت ‏أي تطابق يف املساحة<br />

بني مسجد قبة الصخرة وكنيسة بعلبك ‏أو ‏أي بناء ‏آخر ‏سابق عليه.‏<br />

ويبدو ‏أن عادة جلب احلجارة ومواد البناء من عمائر قدمية عادة معروفة وماألوفة<br />

منذ زمن بعيد،‏ فقد قام البيزنطيون بهدم املعابد والعمائر الإغريقية والرومانية لأستخدام<br />

موادها من ‏أحجار وأعمدة ورخام يف بناء كنائسهم وعمائرهم،‏ مثال ذلك ما ‏أخذه ‏أهل<br />

البندقية من مئات الأعمدة من مبانٍ‏ ‏إغريقية قدمية من ‏أجل بناء كنيسة ‏سان مارك،‏ وكذلك<br />

اخليول الأربعة التي رفعت فوق مدخل تلك الكنيسة كانت يف الأصل ترتفع فوق قوس نرص<br />

روماين،‏ ثم انتقلت ‏إىل القسطنطينية مع متاثيل ‏أخرى،‏ ثم دخلت ‏ضمن الأسلب التي ‏أخذتها<br />

البندقية،‏ ثم ‏أخذها نابليون ‏إىل باريس،‏ ثم عادت مرة ثانية ‏إىل البندقية بعد ‏سقوطه،‏ وهناك<br />

‏أمثلة كثرية قام بها الأمرباطور ‏شارملان والإمرباطور جستنيان وغريهما )45( .<br />

ويف العصور الإسلمية مل يتوقف املسلمون عن استخدام مواد بناء جتُ‏ لب من مبانٍ‏<br />

قدمية ‏إل يف بداية القرن الثالث الهجري/‏ التاسع امليلدي،‏ كما هو احلال يف مباين مدينة<br />

‏سامراء يف العراق يف العرص العباسي . ويعد مسجد ‏أحمد بن طولون ‏أول مبنى يف مرص<br />

الإسلمية ل تستعمل فيه عنارص حاملة ماأخوذة من املباين الأخرى،‏ حيث عملت دعائم<br />

باأعمدة يف الأركان من الطوب )46( .<br />

176


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

5. أصول املهندسني والفنيني:‏<br />

يدور جدل كبري بني العلماء حول الأصول التي انحدر منها العمال واملهندسون الذين<br />

اشرتكوا يف بناء مسجد قبة الصخرة،‏ ففي حني يرى املسترشقون ‏أن العمال هم ‏أيدي عاملة<br />

ماهرة ومدربة قامت باإجناز هذا العمل الضخم،‏ فهم يرون ‏أنه ل بد ‏أن يكونوا من العمال<br />

الروم ‏أو الساسانيني الذين ‏ألفوا ‏إجناز مثل تلك املباين يف بلد الشام والعراق،‏ يف حني ‏أن<br />

الفاحتني اجلدد مل يتسنَّ‏ لهم بعد تعلم ‏أرسار هذا املستوى من البناء الفخم وتقنياته،‏ مما<br />

مل ياألفوه يف جزيرة العرب التي جاوؤوا منها،‏ وياأتي على رأس هوؤلء جميعاً‏ ‏أستاذ العمارة<br />

الإسلمية املبكرة املسترشق كريزويل الذي ‏أشار ‏إىل ‏أن مهندس مسجد قبة الصخرة هو<br />

‏شخصية جمهولة،‏ يف حني ‏أن رجاء بن حيوة الكندي والشخص الآخر الذي ‏ضمه ‏إليه وهو<br />

يزيد بن ‏سلم – وكلهما من فلسطني – مل تكن املهمة املوكلة ‏إليهما ‏أكرث من الإرشاف<br />

املايل والإداري على البناء،‏ ويستدل كريزويل على ذلك من خلل كلم املوؤرخني الذين<br />

يذكرون بناء خزينة ‏رشق قبة الصخرة هي قبة السلسلة )47( ووضعها حتت ‏إمرة هذين<br />

الرجلني )48( . حيث يرى ‏أن وظيفة قبة السلسلة هي ‏أنها كانت مركزاً‏ ‏إدارياً‏ ومالياً‏ تدار<br />

منها ‏أعمال البناء يف مسجد قبة الصخرة املجاور .<br />

من ناحية ‏أخرى فاإن املصادر تصف رجاء بن حيوة ومتدحه باأنه ‏»من العلماء<br />

الأعلم ومن جلساء عمر بن عبد العزيز رضي اهلل عنه«‏ )49( ، يف حني مل تذكر ‏أي من<br />

املصادر ‏أن هذين الرجلني من املهندسني ‏أو من البنائني . من ناحية ‏أخرى يجب ‏أن ل<br />

ننسى ‏أن تخطيط مسجد قبة الصخرة وعمارتها بالغ الدقة والفخامة مما ل يستقيم ‏إل لذوي<br />

اخلربة والإختصاص )50( ، مما ل ينطبق على العامل رجاء بن حيوة ‏أو الشخص الذي ‏ضمه<br />

‏إليه مع ولديه وهو يزيد بن ‏سلم . ‏إذاً‏ من الذي قام بهندسة مسجد قبة الصخرة؟ .<br />

‏إن ‏سكان بلد الشام خلل احلقبة التي بنيت فيها قبة الصخرة كانوا يف معظمهم<br />

من القبائل العربية الأصلية،‏ ومن ‏أشهرها قبيلة الغساسنة،‏ وكانت الدولة البيزنطية تعتمد<br />

عليهم يف تاأمني الشام من اخلطر الساساين الرشقي.‏ من ناحية ‏أخرى فاإن مسجد قبة<br />

الصخرة بني عام ‎72‎ه/‏ ‎691‎م،‏ ‏أي بعد 55 عاماً‏ على الفتح الإسلمي لفلسطني على يد<br />

اخلليفة عمر بن اخلطاب،‏ ويف هذه املدة ل بد ‏أن عدد العرب ازداد ومل ينقص،‏ بل ‏إن السكان<br />

العرب الأصليني من املسيحيني والوثنيني قد حتول قسم كبري منهم ‏إىل الأسلم،‏ وهذا يعني<br />

‏أن ‏سكان فلسطني وبلد الشام عموماً‏ يف احلقبة التي بنيت فيها قبة الصخرة كانوا يف<br />

‏أغلبهم من العرب املسلمني )51( . ومن بني هوؤلء السكان خرج املهندسون والعمال الذين<br />

بنوا مسجد قبة الصخرة،‏ ونحن هنا ل ننكر تاأثر هوؤلء املهندسني والعمال العرب املسلمني<br />

177


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

بالعمائر التي متلأ اجلوار من العهد البيزنطي ‏أو الساساين،‏ ولكن املوضوع هو موضوع<br />

تاأثر وليس ‏أكرث .<br />

ومل ل نقول باأن املنطقة السورية ‏)بلد الشام(‏ التي ‏أجنبت املهندس ‏)زنوبيوس(‏ وهو<br />

‏أحد املهندسني السوريني الذين ‏ساهموا يف بناء كنيسة القيامة من القرن الرابع امليلدي<br />

حسب املوؤرخ البيزنطي يوسيبوس )52( ؛ قد ‏أجنبت املهندسني الأفذاذ القادرين على بناء<br />

قبة الصخرة حسب التقاليد العريقة املتداولة يف املنطقة الشامية عامة وفلسطني خاصة<br />

من قرون عدة.‏ وبذلك يكون اخلليفة عبد امللك بن مروان من الأوائل يف الدولة الإسلمية<br />

الذين قاموا باإحياء تراث املنطقة القدمي باأيدٍ‏ عربية مدربة من ‏سكان املنطقة نفسها<br />

‏)فلسطني وبلد الشام(‏ . ونحن نعلم السرية احلضارية للخليفة الأموي اخلامس الذي نهج<br />

نهجاً‏ استقللياً‏ عربياً‏ ‏إسلمياً‏ يف العديد من ‏أمور الدولة ليس ‏أقلها تعريب العملة،‏ وتعريب<br />

الدواوين،‏ وليس ‏آخرها بناء قبة الصخرة باأيدٍ‏ عربية ‏إسلمية ‏أيضاً‏ .<br />

اخلامتة والنتائج:‏<br />

178<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

‏.‏‎1‎يتبني 1 لنا مما ‏سبق ‏أن معظم النماذج ذات املخطط الثماين التي عُ‏ رضت يف البحث<br />

هي من منطقة بلد الشام عامة وفلسطني خاصة،‏ مما يدل على ‏أن هذا النمط من البناء<br />

هو تقليد ‏سوري ‏شامي فلسطيني ‏رشقي منذ مرحلة ما قبل الإسلم،‏ وما حصل مع خمطط<br />

مسجد قبة الصخرة هو عودة نحو الأصول املحلية،‏ كان رائده اخلليفة الأموي التابعي عبد<br />

امللك بن مروان،‏ ‏أكرث منه استرياد مناذج من حضارات ‏أخرى.‏<br />

2 عرفنا من خلل بحثنا باأن منوذج قبة الصخرة ‏سبقه وجود بعض النماذج<br />

املشابهة لها يف غزة-‏ قبة املارينيون يف القرن ‎2‎م – ويف القدس كنيسة القيامة يف<br />

القرن ‎4‎م،‏ ويف حلب كنيسة القديس ‏سمعان يف القرن ‎6‎م وغريها.‏<br />

3 على الرغم من ‏أن مسجد قبة الصخرة مثمن التخطيط فاإنه ل يتطابق متاماً‏ مع<br />

النماذج املشابهة التي ‏سبقته،‏ حيث جند الفرق يف العديد من العنارص،‏ مثل القبة املخروطية<br />

بدل القبة نصف الكروية يف قبة الصخرة،‏ ‏أو يف املدخل الواحد بدل املداخل الأربعة التي<br />

نشاهدها يف قبة الصخرة .<br />

4 ‏إن الشكل الدائري ‏أو املثمن الذي اقتبسته العمارة العربية الإسلمية املبكرة ‏سواء<br />

يف تخطيط مدينة السلم ‏)شكل دائري(‏ ، ‏أو يف ‏شكل قبة الصخرة ‏)مثمن(‏ هما املثلن<br />

الوحيدان اللذين اقتبسا عن الطرز السابقة على الإسلم،‏ وفيما مل يصلنا ‏شكل مدينة السلم<br />

‏)بغداد(‏ ‏إل من خلل وصف املوؤرخني ‏)أنظر الشكل رقم 15( ؛ فاإن منوذج قبة الصخرة<br />

املثمن بقي مثلً‏ وحيداً‏ مل يتكرر مرة ‏أخرى يف العرص الإسلمي.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اهلوامش:‏<br />

. 1<br />

. 2<br />

3 م،‏<br />

. ‎1‎جنم،‏ كنوز القدس،‏ 1983 م،‏ ‏ص 71- 72<br />

. ‎2‎التل،‏ ‏أصول املخطط الثماين يف بناء قبة الصخرة . ‎1989‎م،‏ ‏ص 123<br />

. ‎3‎كريزويل:‏ هو الربوفسور كيبل ‏آرشيبلد تشارلس كريزويل،‏ ولد يف بريطانيا عام 1879<br />

درس يف معاهد وست منسرت،‏ ويعترب من ‏أهم العلماء املتخصصني يف العمارة الإسلمية<br />

. خدم يف مرص وبلد الشام ‏ضمن قوات اجليش الربيطاين يف احلرب العاملية الأوىل،‏<br />

عني ‏أستاذاً‏ للعمارة الإسلمية يف جامعة القاهرة ثم اجلامعة الأمريكية يف القاهرة .<br />

‏)كريزويل،ك . الأثار الإسلمية الأوىل،‏ د.ت.،‏ ‏ص 10( .<br />

. ‎4‎كريزوسل،‏ الآثار الإسلمية الأوىل،‏ ‏ص 55<br />

. 4<br />

. 5<br />

6 م،‏<br />

. ‎5‎الشافعي،‏ العمارة العربية يف مرص الإسلمية،‏ ‎1994‎م،‏ ‏ص 103<br />

. ‎6‎قبة كنيسة القيامة بناها قسطنطني عام ‎335‎م،‏ وأحرقها الفرس عام 614<br />

وأعاد بناءها ‏»مودستوس«‏ يف عام ‎616‎م-‏ ‎628‎م.‏ ‏)التل،أصول املخطط،‏<br />

‎1989‎م،‏ ‏ص 128( .<br />

. ‎7‎كريزويل،‏ الآثار الإسلمية الأوىل،‏ ‏ص 56<br />

. 7<br />

.) 8<br />

.) 9<br />

179<br />

10<br />

. ‎8‎التل،‏ ‏أصول املخطط،‏ ‎1989‎م،‏ ‏ص 128 نقلً‏ عن )40 .p Krautheimer, ,1965<br />

. ‎9‎التل،‏ ‏أصول املخطط،‏ ‎1989‎م،‏ ‏ص 132 نقلً‏ عن )p110 Krautheimer, ,1965<br />

10 البازليك ‏أو دور العدالة ‏أو بورصة التجارة هي من الأبنية التي عرفتها العمارة الرومانية<br />

منذ مرحلة ما قبل امليلد،‏ مهندسها الأول هو ‏»أبوللو درواس الدمشقي«‏ وكانت عبارة<br />

عن ‏أروقة يتخللها ‏صفوف من الأعمدة،‏ وعلى نسقها بنيت الكنائس املسيحية الأوىل<br />

‏)عبد اجلواد،‏ تاريخ العمارة والفنون يف العصور الأوىل،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص 363( حتى ‏أن<br />

بعض املساجد الإسلمية بنيت على الطراز البازلكي منها املصلى القبلي يف املسجد<br />

الأقصى املبارك على يدي اخلليفة الأموي الوليد بن عبد امللك .<br />

1 كريزويل،‏ الآثار الإسلمية الأوىل . ‏ص 59<br />

. 11<br />

‎1212‎التل،‏ ‏أصول املخطط،‏ ‎1989‎م،‏ ‏ص 129 نقلً‏ عن )40 .p )Creswsll , ,1969 .<br />

‎1313‎التل،‏ ‏أصول املخطط،‏ ‎1989‎م،‏ ‏ص . 130<br />

(Lassus, 1967, ؛‎35‎ pp. 34- Krautheimer , 1965, pp 36- 38. ؛ Hamilton, 1934 , p. 1)<br />

‎1414‎التل،‏ ‏أصول املخطط،‏ ‎1989‎م،‏ ‏ص 131 نقلً‏ عن )166 .p Krautheimer, ,1965 ؛<br />

. )Butler , 1929, p.124


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

‎1515‎التل،‏ ‏أصول املخطط،‏ ‎1989‎م ن ‏ص 131 نقلً‏ عن )102 ) Creswell, 1969 , p<br />

‎1616‎التل،‏ ‏أصول املخطط،‏ ‎1989‎م،‏ ‏ص . 137<br />

‎1717‎مفردها مدخل وهو موضع الدخول ‏)إبن منظور،‏ لسان العرب،‏ ط‎1‎‏،‏ ج‎1‎‏،‏ ج‎2‎ ، د.ت.،‏ ‏ص<br />

239( ومن الأخطاء الشائعة ‏إستعمال كلمة باب للدللة على املدخل،‏ فالباب ما يسد<br />

ويغلق من اخلشب وغريه ‏)الزبيدي،تاج العروس من جواهر القاموس،‏ ج‎1‎‏،‏ ‎1989‎م،‏<br />

‏ص‎164‎‏(‏ .<br />

‎1818‎املقدسي . احسن التقاسيم يف معرفة الأقاليم،‏ ‎1980‎م ، ‏ص . 158<br />

‎1919‎املقدسي،‏ ‏أحسن التقاسيم،‏‎1980‎م،‏ ‏ص‎158‎ .<br />

‎2020‎مصطفى،‏ الرتاث املعماري الإسلمي يف مرص،‏ ‎1984‎م،‏ ‏ص . 41<br />

‎2121‎البهنسي،‏ فن العمارة،‏ ‎2006‎م،‏ ‏ص‎217‎ .<br />

22 زيارة ميدانية قام بها الباحث .<br />

‎2323‎املومني،‏ العمارة الأموية يف مدينة عمان يف ‏ضوء التنقيبات الأثرية،‏ 2004 ‏.ص<br />

.274<br />

‎2424‎كريزويل،‏ الآثار الإسلمية الأوىل . ‏ص . 58<br />

‎2525‎خرسو،‏ ‏سفر نامة،‏ ط‎3‎‏،‏ ج‎1‎‏،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص‎68‎؛ املقدسي،‏ ‏أحسن التقاسيم،‏ ج‎1‎ ، ‏ص<br />

.158<br />

‎2626‎العارف،‏ تاريخ قبة الصخرة واملسجد الأقصى املبارك وملحة عن تاريخ القدس،‏<br />

،1955 ‏ص . 140<br />

‎2727‎احلموي،‏ معجم البلدان،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص . 170<br />

‎2828‎البوائك:‏ وتسمى ‏أيضا القناطر واملوازين ‏)العليمي،‏ الأنس اجلليل يف ‏أخبار القدس<br />

واخلليل،‏ ج‎2‎‏،‏ ‎1999‎م،‏ ‏ص‎19‎‏(‏ . عبارة عن ‏أعمدة تربطها عقود،‏ وتقع ‏أعلى الدرجات<br />

احلجرية التي تقود ‏إىل ‏صحن الصخرة املرشفة يف قلب املسجد الأقصى املبارك.‏<br />

‏أنشئت هذه البوائك،‏ لأغراض جمالية،‏ فوق الدرجات التي تقود ‏إىل ‏صحن الصخرة<br />

والتي تسهل ‏أيضا انتقال املصلني بني خمتلف جهات املسجد الأقصى دون احلاجة ‏إىل<br />

‏للتفاف حول الصحن.‏ بنيت يف عدة عهود ‏إسلمية ‏أبرزها العهد اململوكي ‏)من ‏أزهى<br />

العهود التي مرت بالأقصى املبارك(‏ ، وجددت يف العهد العثماين.‏<br />

‎2929‎زيارة ميدانية قام بها الباحث .<br />

180<br />

2


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎3030‎خرسو،‏ ‏سفر نامة،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص . 68<br />

‎3131‎زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم ، كنوز القدس،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص 183 ؛ غوشة،‏ تاريخ<br />

املسجد الأقصى،‏ ‎2002‎م،‏ ‏ص 67 ؛ يوسف،‏ من ‏آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />

املقدس،‏ ج‎2‎‏،‏ ‎2000‎م،‏ ‏ص . 366<br />

‎3232‎زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم،‏ كنوز القدس،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص‎184‎ ؛ غوشة،‏ تاريخ<br />

املسجد الأقصى،‏ ‎2002‎م،‏ ‏ص ‎67‎؛ يوسف،‏ من ‏آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />

املقدس،‏ ‎2000‎م،‏ ‏ص . 366<br />

333 زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم،‏ كنوز القدس،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص‎293‎ ؛ غوشة،‏ تاريخ<br />

املسجد الأقصى،‏ ‎2002‎م،‏ ‏ص ‎67‎؛ يوسف،‏ من ‏آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />

املقدس،‏ ‎2000‎م،‏ ‏ص‎367‎ .<br />

‎3434‎زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم،‏ كنوز القدس،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص‎86‎ ؛ غوشة،‏ تاريخ<br />

املسجد الأقصى،‏ ‎2002‎م،‏ ‏ص ‎69‎؛ يوسف،‏ من ‏آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />

املقدس،‏ ‎2000‎م،‏ ‏ص . 369<br />

‎3535‎زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم،‏ كنوز القدس،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص‎293‎ ؛ غوشة،‏ تاريخ<br />

املسجد الأقصى،‏ ‎2002‎م،‏ ‏ص‎689‎؛ يوسف،‏ من ‏آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />

املقدس،‏ ‎2000‎م،‏ ‏ص . 369<br />

‎3636‎كتب على البائكة ‏)أمر به ليث الدولة ‏أنوشتكني الغوري(‏ ‏)خرسو،‏ ‏سفر نامة،‏ ج‎1‎‏،‏ 69 ‏(؛<br />

زيارة ميدانية قام بها الباحث .<br />

‎3737‎زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم،‏ كنوز القدس،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص‎90‎ ؛ غوشة،‏ تاريخ<br />

املسجد الأقصى،‏ ‎2002‎م،‏ ‏ص ‎69‎؛ يوسف،‏ من ‏آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />

املقدس،‏ ‎2000‎م،‏ ‏ص . 369<br />

‎3838‎زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم،‏ كنوز القدس،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص‎88‎ ؛ غوشة،‏ تاريخ<br />

املسجد الأقصى،‏ ‎2002‎م،‏ ‏ص ‎68‎؛ يوسف،‏ من ‏آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />

املقدس،‏ ‎2000‎م،‏ ‏ص . 366<br />

‎3939‎زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم،‏ كنوز القدس،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص‎87‎ ؛ غوشة،تاريخ<br />

املسجد الأقصى،‏ ‎2002‎م،‏ ‏ص ‎69‎؛ يوسف،‏ من ‏آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />

املقدس،‏ ‎2000‎م،‏ ‏ص . 368<br />

‎4040‎عبد اجلواد،‏ تاريخ العمارة والفنون يف العصور الأوىل،‏ ج‎1‎‏،‏ ‎1983‎م،‏ ‏ص . 261<br />

181


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

‎4141‎حتى ‏أن املصلى القبلي من املسجد الأقصى مبني على مسطبة مرتفعة عن مستوى<br />

الأرض،‏ للتغلب على الطبيعة الطبوغرافية الوعرة،‏ مما نتج عنه ما يعرف اليوم باأسم<br />

املصلى املرواين وهي يف احلقيقة عبارة عن التسوية الرشقية،‏ والأقصى القدمي وهو<br />

عبارة عن التسوية الواقعة حتت املصلى القبلي مبارشة.‏ ‏)الباحث(‏ .<br />

‎42‎حممود،‏ تاريخ القدس،‏ ‎1984‎م،‏ ‏ص‎205‎؛ 2.p Richmond, 1924 ,<br />

‎4343‎كريزويل،‏ الآثار الإسلمية الأوىل . ‏ص 57 ؛ يوسف،‏ بيت املقدس من العهد الراشدي<br />

وحتى نهاية الدولة الأيوبية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1982‎م،‏ ‏ص‎93‎ نقلً‏ عن ‏)سعيد بن البطريق.‏<br />

التاريخ املجموع على التحقيق والتصديق،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص‎42‎؛ حممد كرد علي . خطط الشام،‏<br />

‏ص ‎266‎؛ فيليب حتى،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 228 طبعة بريوت(‏ .<br />

. 42<br />

182<br />

. 444<br />

العليمي،‏ الأنس اجلليل،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎273‎<br />

‎4545‎الشافعي،‏ العمارة العربية يف مرص الإسلمية،‏ عرص الولة،‏ ‎1994‎م،‏ ‏ص‎153‎‏-‏<br />

.155<br />

‎4646‎مصطفى،‏ الرتاث املعماري الإسلمي يف مرص،‏ ‎1984‎م،‏ ‏ص . 77<br />

‎4747‎العليمي،‏ الأنس اجلليل،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 272<br />

‎4848‎كريزويل،‏ الآثار الإسلمية الأوىل،‏ ‏ص . 54<br />

‎4949‎العليمي،‏ الأنس اجلليل،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 272<br />

‎5050‎هناك العديد من النظريات التي تبحث يف كيفية تخطيط مسجد قبة الصخرة،‏ منها<br />

نظرية وضعها العامل الهندسي الفرنسي ‏»ماوس«‏ يف عام ‎1888‎م،‏ تقوم على ‏أساس<br />

‏أن مهندس قبة الصخرة رسم دائرة مركزية ورسم بداخلها مربعني متداخلني . وهناك<br />

الدكتور ‏أحمد فكري الذي تقوم نظريته على ‏أساس ‏أن مهندس قبة الصخرة ‏إعتمد<br />

املربعات املتداخلة بدل الدوائر التي ‏إفرتضها ‏»ماوس«‏ . والنظرية الثالثة جاء بها<br />

الدكتور حممد عبد الستار عثمان وسماها نظرية التثمني برضب اخليط:‏ تقوم على<br />

‏أساس تعيني نقطة مركزية يف وسط الصخرة املرشفة وحتديد ‏إجتاه القبلة ثم ‏إستعمال<br />

اخليط يف رسم الشكل الثماين للمبنى . ‏)عثمان،‏ نظرية جديدة لتفسري كيفية تخطيط قبة<br />

الصخرة،‏ ‎1988‎م . ‏ص -239 )253 .<br />

‎5151‎الشافعي،‏ العمارة العربية يف مرص الإسلمية،‏ ‎1994‎م،‏ ‏ص – 75 76 .<br />

52 نقلً‏ عن<br />

‎52‎التل،‏ ‏أصول املخطط الثماين يف بناء قبة الصخرة،‏ ‎1989‎م،‏ ‏ص 139<br />

. ) Creswell , 1969, ؛ p. 117 Krautheimer , 1965 , p. 39(


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

‎1‎البهنسي،‏ . 1 ‏سعد ‏صديق . فن العمارة . ط‎2‎ ، عمان،‏ مكتبة املجتمع العربي للنرش والتوزيع،‏<br />

‎2006‎م<br />

‏.‏‎2‎التل 2 ن ‏صفوان خلف . ‏أصول املخطط الثماين يف بناء قبة الصخرة . جملة ‏أبحاث<br />

الريموك . م 5، ع 3، منشورات جامعة الريموك،‏ ‎1989‎م .<br />

‎3‎احلموي،‏ . 3 ياقوت . معجم البلدان . ج‎5‎ ، بريوت،‏ دار الفكر د.ت.‏<br />

‎4‎خرسو،نارص . 4 . ‏سفر نامة ‏.ط‎3‎ ، حتقيق:‏ يحيى اخلشاب،‏ بريوت،‏ دار الكتاب اجلديد،‏<br />

‎1983‎م .<br />

، 5<br />

. ‎5‎الزبيدي،‏ حمب الدين الفيض احلسيني احلنفي،‏ تاج العروس من جواهر القاموس،‏ ج‎1‎<br />

القاهرة،‏ ‎1989‎م .<br />

. ‎6‎الشافعي،‏ فريد . العمارة العربية يف مرص الإسلمية،‏ عرص الولة،‏ ط‎2‎<br />

العامة للتاأليف النرش،‏ ‎1994‎م .<br />

. ‎7‎عبد اجلواد،‏ توفيق . تاريخ العمارة والفنون يف العصور الأوىل،‏ ج‎1‎‏،‏ ط‎3‎‏،‏ 1983<br />

‏.‏‎8‎العارف،‏ 8 تاريخ قبة الصخرة واملسجد الأقصى املبارك وملحة عن تاريخ القدس،‏ مطبعة<br />

دار الأيتام الإسلمية.‏‎1955‎م.‏<br />

، 6 الهيئة املرصية<br />

7 م.‏<br />

‏.‏‎9‎عثمان،‏ 9 حممد عبد الستار . نظرية جديدة لتفسري كيفية تخطيط قبة الصخرة . جملة<br />

العصور،‏ م‎3‎‏،‏ ج‎1‎‏،‏ لندن،‏ دار املريخ للنرش،‏ ‎1988‎م .<br />

‎1010‎العليمي،‏ جمري الدين احلنبلي.‏ الأنس اجلليل بتاريخ القدس واخلليل.ج‎1‎ ، حتقيق عدنان<br />

يونس نباتة،‏ عمان،‏ مكتبة دنديس،‏ ‎1999‎م .<br />

111 غوشة،‏ حممد هاشم . تاريخ املسجد الأقصى،‏ ط‎1‎ ، فلسطني،‏ وزارة الأوقاف والسوؤون<br />

الدينية،‏ ‎2002‎م .<br />

‎1212‎كريزويل،‏ ك . الأثار الإسلمية الأوىل.‏ نقله ‏إىل العربية:‏ عبد الهادي عبله،‏ دمشق دار<br />

قتيبة،‏ د.ت.‏<br />

‎1313‎حممود،‏ ‏شفيق جارس . تاريخ القدس . ط‎1‎ ، عمان،‏ دار البشري للنرش والتوزيع،‏<br />

‎1984‎م.‏<br />

183


تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />

د.‏ عدنان أبو دية<br />

‎1414‎مصطفى،‏ ‏صالح ملعي . الرتاث املعماري الإسلمي يف مرص،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ دار النهضة<br />

العربية،‏ ‎1984‎م .<br />

‎1515‎املقدسي . حممد بن ‏أحمد.‏ احسن التقاسيم يف معرفة الأقاليم.‏ حتقيق غازي طليمات،‏<br />

دمشق،‏ وزارة الثقافة،‏ ‎1980‎م .<br />

‎1616‎املومني،‏ ‏سعد حممد . العمارة الأموية يف مدينة عمان يف ‏ضوء التنقيبات الأثرية . ط‎1‎ ،<br />

عمان،‏ جمعية عمال املطابع التعاونية،‏ ‎2004‎م.‏<br />

‎1717‎جنم،‏ رائف.‏ كنوز القدس ‏.ط‎1‎‏،‏ طبع يف ‏إيطاليا يف مطابع (Milano) SAGDOS,<br />

، Brugherio منشورات منظمة املدن العربية،‏ 1983 م.‏<br />

‎1818‎يوسف،‏ حمد عبد اهلل . بيت املقدس من العهد الراشدي وحتى نهاية الدولة الأيوبية .<br />

ط‎1‎‏،‏ القدس،‏ دائرة الأوقاف والسوؤون الإسلمية،‏ ‎1982‎م .<br />

‎1919‎يوسف،‏ حمد ‏أحمد عبد اهلل . من ‏آثارنا العربية والإسلمية يف بيت املقدس،‏ ج‎2‎ ، بيت<br />

املقدس،‏ موؤسسة ‏إحياء الرتاث والبحوث الإسلمية،‏ ‎2000‎م .<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

1.<br />

2.<br />

Landay Jerry. M. The Dome of the rock . London, The Readers digest<br />

association limited , 1972<br />

Richmond.E. T. The dome of the rock in Jerusalem, A description of its<br />

structure decoration. clarendon press, 1924.<br />

184


الصحة الوقائية<br />

يف اإلسالم<br />

د.‏ مروان علي القدومي<br />

أستاذ مشارك/‏ كلية الشريعة/‏ جامعة النجاح الوطنية/‏ نابلس/‏ فلسطين.‏<br />

185


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

ملخص:‏<br />

نحاول من خلل هذه الدراسة تركيز الأضواء على الوقاية الصحية يف الإسلم دراسة<br />

مقارنة،‏ تظهر ما يتميز به الطب الوقائي يف الرشيعة الإسلمية من خصائص عظيمة<br />

على نظريه يف القرن احلادي والعرشين،‏ فالإسلم مل يرتك ‏شاردة ول واردة تتعلق بالطب<br />

الوقائي ‏إل ذكرها تلميحا ‏أو ترصيحا.‏<br />

وقد اشتملت الدراسة على الترشيعات الوقائية للرعاية الصحية التي يقوم عليها بناء<br />

الصحة املتكامل على مستوى الفرد واملجتمع وهي النظافة والطهارة،‏ وحترمي اخلبائث،‏<br />

وأخطار التدخني،‏ ومنع اقتناء الكلب ‏إل للرضورة وإجراء الفحص املخربي قبل الزواج،‏<br />

والذبح وفق الطريقة الإسلمية،‏ والوقاية من احلوادث والرشوط الصحية للدفن،‏ ودور<br />

ولية احلسبة يف الرقابة الصحية،‏ وبخاصة على الصناعات الغذائية والصناعات الدوائية<br />

والطبية.‏<br />

وركزت الدراسة على خصائص الوقاية الصحية من حيث فضل السبق والشمولية<br />

والبساطة والتيسري،‏ وصفة الدميومة لضمان قيام جمتمع متميز.‏ ثم تطرقت ‏إىل القواعد<br />

الصحية ملنع انتشار الأوبئة؛ مثل قاعدة العزل؛ وقاعدة احلجر الصحي،‏ وقاعدة حترمي<br />

بعض الأطعمة ولرشبة،‏ وسنن الفطرة،‏ والدعوة ‏إىل التعقيم واحلذر من التلوث.‏ وحتدث<br />

البحث عن دور العبادات يف الوقاية الصحية،‏ وأثر الإميان يف الشفاء من الأمراض باأذنه<br />

تعاىل .<br />

ويف نهاية البحث رُصدت ‏أهم النتائج والتوصيات.‏<br />

واهلل ويل التوفيق<br />

186


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

This paper examines health protection from an Islamic perspective. It<br />

specifically highlights the features of preventive medicine in Islamic Shari’a<br />

in comparison with its 21st century counterpart. Islam has not left one stone<br />

unturned pertinent to medicine and healthcare. There are numerous texts which<br />

refer explicitly or implicitly to this kind of medicine. The paper began with<br />

preventive legislations for healthcare on which integrated/ comprehensive<br />

preventive medicine, on the individual and community levels, builds on.<br />

These include cleanliness, purity, forbiddance of badness and avoidance of<br />

smoking health risks. Further, Islam has made it taboo to keep dogs at home,<br />

except for necessity. It has asked for a lab medical test before marriage and<br />

slaughter of animals in accordance with the Islamic tradition and accident<br />

prevention measures. It has set conditions for burial procedures. In addition,<br />

Islam has introduced the hisba system to ensure health protection when it<br />

comes to foodstuff industry and pharmaceuticals as well. The paper also dwelt<br />

on health procedures to prevent infectious diseases. These included isolation<br />

and quarantine measures, principle of banning some foods and drinks, like<br />

pork and alcohol, patterns of instinct control and call for sterilization and<br />

caution from pollution. The paper then examined the role of ibadat (actions of<br />

serving Allah) in health protection and impact of iman (belief/ conviction) on<br />

cure from diseases, God willing. The paper concluded with some important<br />

results and recommendations.<br />

187


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

مقدمة:‏<br />

احلمد هلل الذي خلق الإنسان وأسبغ عليه نعما كثرية،‏ منها نعمة الصحة والعافية،‏<br />

وحث املسلمني على ‏لهتمام بالتعليمات الصحية وللتزام،‏ ورسرّع للبدن حقوقاً‏ طبيعية<br />

‏أوجبها على الفرد نفسه،‏ وعلى الدولة والهيئة ‏لجتماعية .<br />

وقد اعتمد الإسلم-‏ بشكل ايجابي ملبادئ الصحة العامة-‏ على الرتكيز يف املجالت<br />

الترشيعية،‏ ومن خصائصها ‏لتزان ولعتدال والتوازن ‏إزاء اجلسم والعقل والروح والنفس،‏<br />

وقد كانت عنايته بالتدابري الوقائية من الأمراض واملخاطر فائقة وذات اهتمام كبري،‏ حيث<br />

طلب من املسلم ‏أن يتخذ من التدابري ما يصون به نفسه وأهله،‏ ويجنبهم وإياه كل ‏أسباب<br />

الأذى والهلك يف الدنيا ولخره،‏ قال تعاىل ‏{...ول تلقوا باأيديكم ‏إىل التهلكة}‏ )1( .<br />

والوقاية من الأمراض يتفق ومقاصد الرشيعة الإسلمية،‏ ويحقق للإنسان مصلحة<br />

كربى حيث يعيش ‏سليماً‏ معافى من الأمراض واملشاغل واملشكلت ‏.ويعد الأصل الترشيعي<br />

املعروف ‏»سد الذرائع،‏ قمة املنهج الوقائي يف الإسلم،حيث متنع طبقاً‏ لهذا الأصل كل<br />

الأفعال املباحة،‏ ‏إذا كان فعلها ‏سيوؤدي ‏إىل مرضة ‏أو مفسدة،‏ ومن القواعد الفقهية للأساليب<br />

الوقائية،درء املفسدة مقدم على جلب املصلحة«‏<br />

ومن هنا تعدُّ‏ الوقاية الصحية مبدأ ‏إسلمياً‏ ‏أصيلً‏ يدخل ‏ضمن املقصد العام الذي<br />

وضعت الرشيعة من ‏أجله،‏ وهو جلب املصالح للخلق ودرء املفاسد عنهم .<br />

هدف الدراسة:‏<br />

تهدف الدراسة التعرف اإىل جملة من االأهداف تتمثل فيما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎التعرف 1 ‏إىل التعليمات والإرشادات والتوجيهات التي حتمي الإنسان من الأوبئة<br />

والأمراض السارية.‏<br />

‏.‏‎2‎بيان 2 الإجراءات الوقائية حلماية الفرد واملجتمع من الأوبئة قبل حدوثها.‏<br />

‏.‏‎3‎‏لطلع 3 على الإجراءات الوقائية حلماية املجتمع من الأمراض والأوبئة الوافدة.‏<br />

‏.‏‎4‎بيان 4 الإجراءات املتخذة ملنع العدوى وانتشارها.‏<br />

‏.‏‎5‎بيان 5 العلقة التي تربط بني الدين والصحة.‏<br />

188


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

دراسات سابقة:‏<br />

كثرية هي املراجع التي حتدثت عن مبادئ الصحة العامة يف الإسلم،‏ فهناك العرشات<br />

من املوؤلفات القدمية واحلديثة التي تناولت القضية الطبية،‏ حيث لقيت اهتماماً‏ كبرياً‏ من<br />

علماء الرشيعة الإسلمية،‏ فقد نص عليها الإمام مالك رحمه اهلل تعاىل يف املوطاأ,‏ وأفرد<br />

الإمام البخاري جزءاً‏ من ‏صحيحة للطب،‏ ووضع الإمام الشافعي-‏ رضي اهلل عنه-‏ باباً‏<br />

‏إضافياً‏ يف اجلزء السابع من كتاب الأم بعنوان ‏»خطاأ الطبيب«‏ ومل تخل الكتب الفقهية من<br />

احلديث عن هذا املوضوع يف ‏أبواب متعددة،وكذا ‏أبواب احلسبة املوجودة يف كتب السياسة<br />

الرشعية .<br />

يقول العز بن عبد السلم رحمه اهلل تعاىل:‏ ‏»والطب كالرشع،‏ وضع جللب مصالح<br />

)2(<br />

السلمة والعافية،‏ ولدرء مفاسد املعاطب والأسقام«‏<br />

‏أما الصحة الوقائية باأمناطها املتعددة،‏ فلم حتظ بقدر كاف من الدراسة والتحليل من<br />

الزاوية الرشعية يف وقتنا احلايل،وهذا ل ينفي وجود العديد من املقالت والدراسات التي<br />

تتحدث عن هذه اجلزئية ‏أو تلك من جزئيات هذا البحث،‏ ومن هذه الدراسات التي تيرس يل<br />

الإطلع عليها:‏ تفوق الطب الوقائي يف الإسلم للدكتور عبد احلميد القضاة )3( ، حيث ‏أشار<br />

اىل ‏أسس الطب الوقائي وخصائصه وإرشاداته,‏ والطب الوقائي يف الإسلم للدكتور عمر<br />

حممود عبد اهلل الذي تناول املوضوع بشمولية واسعة،‏ ولكنه مل يتناوله من خلل بعده<br />

الفقهي،‏ وما يرتبط به من ‏أحكام وضوابط،‏ كما هو احلال يف هذا البحث ‏إل نادراً،‏ وهو ما<br />

‏أمل ‏أن تسهم هذه الدراسة بشيء منه،‏ واهلل املوفق<br />

منهج البحث:‏<br />

استخدم الباحث املنهج الوصفي باأحد ‏صوره التحليلية نظراً‏ مللءمتة لأغراض<br />

الدراسة،‏ وذلك من خلل دراسة املواضيع ذات العلقة وحتليلها،‏ واجتهدت يف عرض الأمور<br />

منه،‏ وجمعت ‏شتات هذا املوضوع،‏ واجتهدت يف ‏إخراج زبدها فاألفت بني مواضيعها،فكان<br />

هذا البحث،وقسمته ‏إىل ‏أربعة مباحث،‏ كان املبحث الأول:‏ يف الترشيعات الوقائية للرعاية<br />

الصحية يف الإسلم،‏ والثاين:‏ يف خصائص الوقاية الصحية يف الإسلم والثالث:‏ يف القواعد<br />

الصحية ملنع انتشار الأوبئة,‏ والرابع:‏ يف دور الإميان وأثره يف الشفاء من الأمراض<br />

ثم اتبعت كل ذلك باخلامتة والتوصيات<br />

189


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

املبحث األول:‏<br />

التشريعات الوقائية للرعاية الصحية يف اإلسالم:‏<br />

‏أكد الإسلم من هذه الزاوية على الصحة واملعافاة،‏ ودعا الإنسان ‏إىل حسن ‏لستفادة<br />

من هذه النعمة واحلفاظ عليها،‏ وعمل على تعزيزها وتقويتها وتنميتها لئل يعرض الإنسان<br />

نفسه للمكاره ‏أيا كانت،‏ ‏)درهم وقاية خري من قنطار علج(‏ ، وورد ‏أن ‏)احلمية رأس كل<br />

دواء(‏ )4( ، فخري علج للمرض هو ‏أن نتفادى الوقوع فيه.‏<br />

لذلك ‏أمر الإسلم بالوقاية اتقاء لأي مكروه ميكن ‏أن يقع ‏سواء ‏أكان ذلك مرضا ‏أم<br />

)5(<br />

‏رضراً‏ متوقعاً.‏<br />

فالإرشادات النبوية واضحة جلية يف الوقاية بدرجة تكون ‏أقرب ‏إىل الأمر والإلزام،‏<br />

وكلما كانت احلماية مرتبطة باملقاصد اخلمسة التي جاءت بها الرشيعة،‏ كلما كانت درجة<br />

الإلزام ‏أكرب،‏ وقد طرق عليه السلة و السلم موضوع التلوث بشكل مبارش،‏ حمذراً‏ ‏أمته من<br />

املخاطرة،‏ فقد حدد لهم مصادر التلوث وعلمهم طرق الوقاية منها،‏ فاعترب فسلت الإنسان<br />

جنسه ‏)ملوثة(‏ ، ويجب على كل مسلم ‏أن يتنظف منها،‏ وتشخيصها بهذا الشكل املحدد،‏ هو<br />

خطوة كبرية يف مسرية الطب الوقائي.‏ قال-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ : ‏»إذا ذهب ‏أحدكم ‏إىل<br />

الغائط فليستطب بثلثة ‏أحجار فاإنها جتزي عنه«.‏ )6(<br />

وعن عائشة-‏ رضي اهلل عنها-‏ قالت:‏ ‏»ما رأيت رسول اهلل – ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏<br />

‏»خرج من غائط قط ‏إل مصسّ‏ ماء«.‏ )7(<br />

فيجب تنظيف خمرج البول،‏ وخمرج الرباز،‏ والأعضاء التناسلية بالستنجاء ‏أو<br />

‏لستطابة،‏ وهو غسلها باملاء ‏أو مسحها بالورق ‏أو احلجرعند تعذر وجود املاء،‏ لأنه يزيل<br />

النجاسة بالكامل.‏<br />

ويجب تقليم الأظفار،‏ وإزالة الأشعار التي ترتاكم فيها الأوساخ،‏ وتعهد ‏شعر الرأس<br />

بالنظافة.‏ قال ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏»خمس من الفطرة:‏ اخلتان،‏ ولستحداد،‏ ونتف الإبط،‏<br />

و تقليم الأظفار،‏ وقص الشارب«.‏ )8( وعالج القرآن الكرمي ‏أهم الأسس التي يقوم عليها بناء<br />

الصحة املتكامل على مستوى الفرد واملجتمع ومنها )9( :<br />

النظافة والطهارة:‏<br />

اهتم القرآن الكرمي اهتماماً‏ خاصاً‏ بالنظافة الشخصية ونظافة البيئة،‏ فقد حض<br />

القرآن الكرمي على ‏أمرين مهمني يف حياة الفرد وهما:‏ الطهارة والوضوء.‏ قال تعاىل:‏<br />

190


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏{يا ‏أيها الذين امنوا ‏إذا قمتم ‏إىل السلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم ‏إىل املرافق وامسحوا<br />

بروؤوسكم وأرجلكم ‏إىل الكعبني}.‏ )10(<br />

فاإذا علمنا ‏أن عدد الصلوات يف اليوم هي خمس ‏صلوات،‏ ما عدا السنن،‏ وعلمنا<br />

اشرتاط الوضوء للطواف بالبيت العتيق،‏ وملس املصحف ‏{ل ميسه ‏إل املطهرون}.‏ )11(<br />

‏أدركنا تاأثري الوضوء الوقائي وفوائده الصحية يف تخليص الأجزاء املكشوفة من البدن<br />

من الأوساخ التي تعلق بها باستمرار،‏ ويف تنشيط الدورة الدموية العامة،‏ وجتديد حيوية<br />

اجلسم بتنبيه الأعصاب وتدليك الأعضاء.‏ وكذلك فقد حبب القرآن الكرمي ‏إىل الطهارة عامة<br />

باأسلوب رقيق،‏ فقال تعاىل:‏ ‏{فيه رجال يحبون ‏أن يتطهروا واهلل يحب املطرّ‏ هرين}‏ )12(<br />

وميكن تقسيم الطهارة ‏إىل قسمني:‏ طهارة اجلسم وطهارة امللبس وطهارة اجلسم من<br />

اجلنابة بالنسبة للرجال والنساء ‏{وان كنتم جنبا فاطهروا}.‏ )13( وكذلك الطهارة من<br />

احليض ‏أو النفاس بالنسبة للمرأة.‏ وفوائد الطهارة الصحية متعددة منها تنشيط اجلسم<br />

وبث احليوية فيه،‏ وتخليصه من الأدران العالقة به.‏<br />

وهناك دراسات عديدة قام بها علماء متخصصون منهم الربوفسور فايندوف الذي<br />

اثبت ‏أن ‏لستحمام الواحد يزيل عن جلد الإنسان ‏أكرث من مائتي مليون جرثومة،‏ ولأن<br />

هذه اجلراثيم ل تقف حلظة عن التكاثر،‏ فل بد من ‏إزالتها بشكل دوري ومستمر.‏ واملتتبع<br />

ملوضوع الغسل والنظافة،‏ يجد كثريا من املناسبات التي يكون فيها تنظيف البدن،‏ كالغسل<br />

يوم اجلمعة.‏ قال عليه السلة والسلم:‏ ‏»ل يغتسل رجل يوم اجلمعة ويتطهر ما استطاع من<br />

طهر ويدهن من دهنه،‏ ‏أو ميس من طيب بيته،‏ ثم يخرج فل يفرق بني اثنني،‏ ثم يصلي ما<br />

كتب له،‏ ثم ينصت ‏إذا تكلم الإمام ‏إل غفر ما بينه وبني اجلمعة الأخرى«.‏ )14( ‏إن الطهارة<br />

والنظافة جزء من تعاليم الإسلم،‏ وجزء من العبادة املقررة على املسلم ‏أن ياأتي بها ، حتى<br />

يكون موؤمنا حقاً.‏<br />

واللباس كذلك من نعم اهلل عزرّ‏ وجل،‏ لدفع الربد واحلر،‏ وللزينة والتجمل،‏ ويشرتط<br />

فيه النظافة واجلمال قال تعاىل:‏ ‏{وثيابك فطهر}‏ )15( فطهارة الثياب ‏رشط لصحة<br />

السلة التي ل تنقطع،‏ وهذا يتطلب من الإنسان حرصاً‏ دائما على طهارة ملبسه من جميع<br />

النجاسات،‏ ول يخفى ما لهذا الأمر من قيمة يف ‏إبعاد الإنسان عن مصادر التلوث بالعوامل<br />

املعدية )16(<br />

وأما نظافة البيئة وطهارتها،‏ فتعاليم الإسلم تدعو ‏إىل حمايتها واملحافظة عليها<br />

من التلوث،‏ وجتعل تلويث البيئة باأي ملوث من جناسة ‏أو خملفات ‏ضارة،‏ ‏أو مواد ‏سامة من<br />

الإفساد يف الأرض،‏ يحاسب اهلل تعاىل عليه حساباً‏ ‏شديداً.‏<br />

191


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

ومن املعلوم ‏أن تلويث املاء يوؤدي ‏إىل خماطر جسيمة،‏ وأرضار بالغة،‏ ومينع ‏أسباب<br />

احلياة،‏ فكان ‏أمر رسول اهلل ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ مبنع تلوث املاء وذلك بنهيه عن البول<br />

يف املاء الراكد حيث قال:‏ ‏»ل يبولن ‏أحدكم يف املاء الراكد«.‏ )17( وذلك ‏أن البول ينجسه<br />

ويلحق الرضر مبن استعمله.‏ ويلحق بالتبول التغوط؛ لأنه ‏أقبح والنهي عنه ‏أشد،‏ ويقاس<br />

عليهما كل ما يتلوث به املاء،‏ ويصيب الإنسان يف ‏صحته كاإلقاء فسلت املصانع<br />

واحليوانات النافقة،‏ والقمامة يف الأنهار والرتع.‏<br />

واعترب الإسلم من ‏رشوط ‏صحة السلة ‏أن تكون السلة يف مكان طاهر من النجس<br />

والأقذار،‏ ول ‏شك يف ‏أن اعتبار البول والغائط وامليتة وغريها من الفسلت جنساً‏ يقتضي<br />

العمل على ترصيف هذه الفسلت باأحسن السبل،‏ وعدم استخدامها يف ري الأراضي<br />

واملزروعات مبارشة،‏ فمن املعروف يف الطب الوقائي ‏أن ‏سوء ترصيف الفسلت من ‏أهم<br />

‏أسباب انتشار الأوبئة والأمراض يف البلدان املتخلقة.‏<br />

حتريم اخلبائث:‏<br />

حرم الإسلم ‏أنواعاً‏ من الطعام والرشاب،‏ وأحلرّ‏ ما طاب منها،‏ قال تعاىل:‏ ‏{ويحل<br />

لهم الطيبات ويحرم عليهم اخلبائث}.‏ )18( ومن الأنواع التي حرمها اهلل تعاىل:‏ حلم<br />

اخلنزير،‏ وحلم امليتة،‏ وحلوم احليوانات املفرتسة،‏ وحلوم الطيور اجلارحة،‏ والدم املسفوح،‏<br />

واخلمر.‏ قال اهلل تعاىل:‏ ‏{حرمت عليكم امليتة والدم،‏ وحلم اخلنزير،‏ ومما ‏أهل لغري اهلل<br />

به،‏ واملنخنقة،‏ واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما ‏أكل السبع ‏إل ما ذكيتم وما ذبح على<br />

النصب}.‏ )19( وعن عائشة رضي اهلل عنها،‏ ‏أن رسول اهلل ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»كل<br />

‏رشاب ‏أسكر فهو حرام«.‏ )20(<br />

لقد جاء الإسلم مطهراً‏ لنفوس البرش،‏ يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم اخلبائث،‏<br />

فاخلمر وهي ‏أم الكبائر،‏ ويتبعها يف هذا التحرمي املخدرات بصورها املختلفة،‏ كما حرم<br />

التعامل بالربا،‏ وحرم الزنا وقتل النفس،‏ وهذه كلها من البليا التي ابتليت بها املجتمعات<br />

الغربية،‏ فالنظام الربوي ‏أوجد ظروفاً‏ يرتتب عليها ‏إفلس كثريٍ‏ من التجار مما يسلمهم ‏إىل<br />

‏لكتئاب فالنتحار،‏ وانتشار املخدرات واخلمور يوؤدي ‏إىل كثريٍ‏ من احلوادث التي يرتتب<br />

عليها ‏إزهاق النفس الربيئة،‏ و غياب العقل واجلنون والإصابة باأمراض خمتلفة،‏ ‏إضافة ‏إىل<br />

انتشار اجلرائم.‏ )21(<br />

وعدَّ‏ الإسلم امليتة ‏أذى ورجساً،‏ وحرم ‏لنتفاع منها باأي ‏شيء،‏ ‏أي ‏أن اهلل حرم<br />

امليتة ملا يتوقع من ‏رضرها،‏ لأن امليتة ‏إما ‏أن تكون ماتت مبرض ‏سابق ‏أو بعلة عارضة،‏<br />

وكلهما ل يوؤمن ‏رضره،‏ بالإضافة ‏إىل ‏أن الطباع السليمة تعافها وتكرهها وتستقذرها.‏<br />

واهلل عزرّ‏ وجلرّ‏ مل يحرم ‏شيئاً‏ ‏إل وفيه ‏رضر حمقق.‏ )22(<br />

192


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

والعامل الآن يئن من وطاأة الأمراض اجلنسية التي ‏أصبحت تتصدر قائمة الأمراض<br />

املعدية.‏ وعليه فاإن حكمة اهلل بالغة يف حترمي هذه الأشياء كما حرم جمرد ‏لقرتاب منها<br />

والتفكري فيها،‏ حيث يقول اهلل تعاىل:‏ ‏{ول تقربوا الزنا ‏إنه كان فاحشةً‏ وساء ‏سبيل}.‏ )23(<br />

ول ريب ‏أن مقررات العلم والطب املعارصين،‏ وما كشفته من ‏آثار التدخني على<br />

‏أصحابه،‏ وكذا على من يكون قرب املدخن،‏ قد ‏أكدت وقوع الرضر،‏ فتلوث الهواء يف الغرف<br />

‏أو احلافلة ‏أو القاعة يرض ‏رضراً‏ بالغاً‏ باحلارضين،‏ يقول عليه السلة والسلم:‏ ‏»ل ‏رضر<br />

ول ‏رضار«.‏ )24(<br />

أخطار التدخني:‏<br />

فالتدخني ‏إذا مرفوض من قبل الإسلم،‏ بل ‏إنه عادة ممقوتة؛ لأنه يرض باملصالح<br />

الرضورية للخلق،‏ نظراً‏ ملا يجلبه من الأذى على مدخنه يف البدن والنفس واملال،‏ وأنه نوع<br />

من ‏لنتحار البطيء.‏<br />

منع اقتناء الكالب إال للضرورة:‏<br />

فقد ‏أثبت العلم احلديث ‏أن الكلب تنقل ‏أمراضاً‏ كثرية للإنسان كداء الكلب والأكياس<br />

املائية ، والرسول ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ يقول:‏ ‏»من اتخذ كلباً‏ ‏إل كلب ‏صيد ‏أو زرعٍ‏ ‏أو<br />

ماشيةٍ‏ ، انتقص من ‏أجره لكل يوم قرياط«.‏ )25(<br />

وقد ‏أخذ جمهور ‏أهل العلم من احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة من هذا احلديث<br />

حترمي اقتناء الكلب لغري حاجة مرشوعة ككلب الصيد واحلراسة.‏ )26(<br />

إجراء الفحص املخربي الطيب قبل الزواج:‏<br />

‏أوىل الإسلم عنايته بالأرسة،‏ ورسم لها الأحكام الرشعية الكفيلة ببقائها وسلحها<br />

فهي متثل لبنة يف بنيان املجتمع،‏ وركز ديننا احلنيف على توفري الضمانات للزواج<br />

الناجح،‏ فاأمر بتحري الدين يف الأزواج،‏ وحث على الكفاءة بني الزوجني لتوفري ‏ضمانات<br />

لصحة النسل،‏ حيث اعترب الإجناب مقصداً‏ ‏أساسياً‏ من مقاصد الزواج،‏ وحثرّ‏ على ‏لغرتاب<br />

يف الزواج ولبتعاد ما ‏أمكن عن الزواج من القريبات،‏ وذلك ليكون املواليد ‏أقوياء وأذكياء،‏<br />

وقد وردت يف ذلك ‏آثار عن الرسول ‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ وأقوال منسوبة ‏إىل ‏أمري املوؤمنني<br />

عمر بن اخلطاب ‏–رضي اهلل عنه-‏ وإيل بعض الصحابة منها:‏ ‏»اغرتبوا ل تضووا«،‏ ‏»ول<br />

تنكحوا القرابة فاإن الولد يخلق ‏ضاوياً«،‏ ‏أي ‏ضعيفاً.‏ )27(<br />

193


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

وأرشد الشارع ‏إىل استحباب التخري للنطف،‏ وأثبتت الدراسات الطبية وجود بعض<br />

الأمراض الوراثية التي تنتقل ‏إىل الأبناء ويستعصي علجها.‏ وميكن تليف كثري من هذه<br />

الأمراض ‏إذا ‏أجري الفحص الطبي للخاطبني قبل ‏إجراء العقد.‏ ويف ذلك حتقيق السعادة<br />

لهما وجتنيب النشئ الأمراض والإعاقات،‏ وحفظ املجتمع وحتصينه بقوة ‏أبنائه.‏ قال عليه<br />

السلة والسلم:‏ ‏»تزوجوا يف احلجر الصالح فاإن العرق دساس«.‏ )28(<br />

الذبح وفق الطريقة اإلسالمية:‏<br />

اشرتط الإسلم ‏أن يكون الذبح وقطع الأوعية الدموية الكبرية،‏ والذبيحة بني ‏أيدي<br />

القائم بالفعل يف ‏أمت ‏صحتها ونشاطها،‏ ويستمر قلبها بالنبض حتى يطرح ‏أكرث ما ميكن<br />

من الدم بقوة الدفع هذه،‏ حتى متوت وتكون قد تخلصت من ‏أكرث دمها.‏ وطريقة الذبح<br />

الإسلمي هي الفضلى،‏ لأنها ‏أرفق باحليوان من جانب،‏ وأن اللحم الناجت عن هذه الطريقة<br />

‏أطيب حيث يبدو طازجاً‏ بينما اللحم املذبوح الناجت عن الصعق ‏أزرق اللون كاأنه خمنوق،‏<br />

وهو فعلً‏ حكمه كاملخنوق؛ لأن الدم املشبع بثاين ‏أوكسيد الكربون مل يغادر الذبيحة،‏<br />

ورسعان ما يتغري ويتفسخ.‏ )29(<br />

الشروط الصحية للدفن:‏<br />

ومن تعاليم الإسلم يف الدفن:‏ الإرساع يف تغسيل امليت وتكفينه والسلة عليه،‏<br />

ويكون الدفن يف اللحد،‏ ويف تطبيق هذه الإجراءات بعناية الوقاية التامة للأحياء الذين<br />

يشيعون امليت،‏ ففي الغسل والإرساع يف الدفن ، قبل ‏أن تتفسخ اجلثة وتنترش اجلراثيم<br />

فتوؤذي من حوله من املشيعني له،‏ وخاصة عند انتشار الأوبئة.‏<br />

ويف طريقة الدفن رحمة بالإنسان ‏أن يحفظ رفاته الرتاب،‏ ل كما تفعل بعض الشعوب<br />

يف حرق اجلثة،‏ وان كان يف ذلك وقاية تعادل الدفن يف باطن الأرض،‏ ولكنها حتمل كثرياً‏<br />

من الإهانة والقسوة بالإنسان الذي كرمه الإسلم حياً‏ وميتاً.‏ )30(<br />

الوقاية من احلوادث:‏<br />

ول يجوز للمسلم ‏أن يتخذ ‏سلوكاً‏ يعرضه للخطر،‏ ‏أو يلقي به ‏إىل املهالك،‏ كتعريض نفسه<br />

وبيته للحريق،‏ ، ‏أو تعريض طعامه ورشابه للتلوث،‏ وينسحب ذلك على جميع ‏أنواع البلء<br />

)31(<br />

‏)مثل حوادث السيارات وسائر احلوادث(‏ . قال تعاىل:‏ ‏{ول تلقوا باأيديكم ‏إىل التهلكة}.‏<br />

194


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وقال عليه السلة والسلم:‏ ‏»أطفئوا املصابيح ‏إذا رقدمت،‏ وغلقوا الأبواب،‏ وأوكوا الأسقية،‏<br />

وخمروا الطعام والرشاب«.‏ )32( وهكذا وضع الإسلم القواعد الأساسية للوقاية من احلوادث<br />

قبل ‏أن يظهر علم السلمة،‏ ويتبلور يف ‏إجراءات حمددة يف جمالت الصناعة وحوادث<br />

الطرق وحوادث املنازل.‏<br />

دور والية احلسبة يف الرقابة الصحية:‏<br />

احلسبة وظيفة دينية تعمل على الأمر باملعروف والنهي عن املنكر،‏ وحمل الناس على<br />

رعاية املصلحة العامة،‏ وقد فرض املسلمون نظام احلسبة للتفتيش على ‏أصحاب املهن<br />

الغذائية وحوانيت الأطعمة ومراقبة النظافة،‏ وعدم غش الأغذية وحفظ الصحة العامة.‏<br />

وكان وايل احلسبة ياأمر الطباخني بتغطية ‏أوانيهم وحفظها من الذباب،‏ وهوام الأرض<br />

بعد غسلها باملاء احلار،‏ ومينعهم من طبخ حلوم املعز مع حلوم الساأن.‏ وكان يقوم بتفتيش<br />

حوانيت القصابني،‏ ومينعهم من الذبح على ‏أبواب دكانيهم خشية تلويث الطريق بالدم.‏<br />

وحرص الذبح يف املجازر وياأمرهم باإدخال اللحوم داخل حوانيتهم،‏ فل يعلقونها خارجاً،‏<br />

لئل توؤذي املارة وتلوث ملبسهم.‏ )33( وكان وايل احلسبة يراقب الطحانني ويلزمهم بغربلة<br />

القمح وتنقيته قبل الطحن,‏ ويراقب اخلبازين يف حوانيتهم وخمابزهم،‏ ويطالبهم بنظافة<br />

املعاجن ونظافة املاء املستعمل للعجني وأن يكون العجان ملثما,‏ )34(<br />

وكان وايل احلسبة ياأمر البقالني بغسل البقول وتنقيتها من احلشائش،‏ وينهى باعة<br />

اخلرضوات عن بيع ما فسد،‏ ومينع جلبي الزبل من الدخول ‏إىل الأسواق،‏ ملا فيه من الرضر<br />

من الرائحة اخلبيئة،‏ وإفساد لباس الناس عند املحاكة يف الأسواق والطرقات الضيقة،‏<br />

وتضييق ‏أماكن البيع والرشاء على املسلمني،‏ وعليه ‏أن يعني لهوؤلء اجللبني مكاناً‏ خاصاً‏<br />

يقفون فيه،‏ ويضعون بضاعتهم،‏ ويقصدهم من يحتاج ‏إليهم يف ذلك املكان.‏ )35(<br />

حتى ‏إن املحتسب كان يراقب الأطباء وياأخذ عليهم عهد ‏أبو قراط،‏ ويجرب الطبيب على<br />

دفع دية املريض ‏إذا مات بسبب ‏سوء ترصفه،‏ ويتفقد ‏أحواله الصناع الذين يصنعون الأرشبة<br />

والأطعمة وامللبس والآلت وغريها فيمنعهم من ‏صناعة املحرم على الإطلق )36(<br />

ومن مهمات املحتسب:‏ ‏إتلف البضائع الفاسدة وإراقة اخلمور،‏ ومنع التاجر الغشاش<br />

من العمل،‏ وإعلن اسمه ليتجنبه الناس،‏ وكذلك كان يستعمل عقوبة التجريس ‏أي التشهري<br />

ببعض الصناع الذين يسيئون ‏لئتمان ويغشون.‏ )37(<br />

195


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

املبحث الثاني:‏<br />

خصائص الوقاية الصحية يف اإلسالم:‏<br />

اإن املتتبع لنظرية الهدي الصحي يف االإسالم،‏ يستطيع اإدراك جملة من اخلصائص<br />

االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎فضل 1 السبق:‏<br />

‏إن الإسلم جاء ليعالج حياة الإنسان على الأرض معاجلة دقيقة من خلل النظم<br />

والترشيعات التي تعمل على ‏سعادة الإنسان وخريه،‏ ومن ‏ضمن هذه الترشيعات جمموعة<br />

القواعد الوقائية يف املجال الصحي،‏ والتي استنبطها فقهاء املسلمني من ‏آيات الأحكام<br />

الواردة يف القران الكرمي والسنة املطهرة،‏ والتوجيهات الدينية التي تتصل باأمناط<br />

احلياة وسلوكيات الإنسان العديدة واملبارشة،‏ حيث يحقق اتباعها حفظ ‏صحة الإنسان<br />

وتعزيزها.‏<br />

‏إن ‏إشارات الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم – يف الطب الوقائي واضحة كل الوضوح يف<br />

قضايا كثرية ومنها ‏إشارته ، بل دعوته ‏إىل استعمال السواك وقد ‏أورد املحدثون ‏أحاديث<br />

كثرية تدعو املسلم ‏إىل استعمال السواك،‏ وهي من الأحاديث الصحيحة،‏ كقوله ‏صلوات اهلل<br />

عليه:‏ ‏»لول ‏أن ‏أشق على ‏أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل ‏سلة«‏ )38( وبعد 14 قرناً‏ وجد<br />

الأطباء فوائد ل حتصى يف استعمال السواك تتعلق بالطب الوقائي،‏ وجعلوا مقارنة بينه،‏<br />

وبني استعمال الفرشاة واملعجون معاً‏ ، فتبني لهم:‏ ‏)أن السواك يفوق من الناحية الكيماوية<br />

وامليكانيكية الفرشاة واملعجون مبرات عديدة(.‏ )39(<br />

ومما يفخر به كل مسلم ‏أن الإسلم يف ‏أول ‏رشوق ‏شمسه على الوجود،‏ دعا ‏إىل التعقيم،‏<br />

وحذر من التلوث بامليكروبات،‏ وأطلق على ذلك مصطلح الطهارة؛ لتكون البيئة التي يعيش<br />

فيها الإنسان بعيدة عن امليكروبات،‏ وحذر من النجاسة،‏ ودعا ‏إىل الوقاية منها و ‏إزالتها،‏<br />

‏إذا وجدت،‏ ومفهوم احلجر الصحي مل يعرفه العامل ‏إل يف ‏أواخر القرن التاسع عرش،‏ بينما<br />

تكلم فيه من ل ينطق عن الهوى قبل ‏أربعة عرش قرناً،‏ وهذه معجزة من معجزات الرسول-‏<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ الباهرة فوق معجزاته الكثرية،‏ يف الوقت الذي كان العامل يغط يف<br />

‏سبات عميق.‏<br />

196


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏.‏‎2‎الشمولية:‏ 2<br />

يتصف الإسلم بالتكامل يف ‏أحكامه وترشيعاته،‏ كما يتصف بالشمول يف مبادئه<br />

وتوجيهاته،‏ وهذا ‏ساأن القواعد الوقائية يف الإسلم،‏ لأنها تتصف بالشمولية ‏أيضا،‏ ‏إذ ‏إنها<br />

تتعامل مع الإنسان على ‏أنه مادة وروح،‏ وعلى ‏أنها ملزمة،‏ لكل من حتققت به ‏صفة الإسلم،‏<br />

لذا جند القرآن الكرمي يف كثري من ‏آياته يوؤكد اجلانب الوقائي حلياة الإنسان،‏ من املرض<br />

وسلوكيته من ‏لنحراف والتجاوز،‏ وجاءت التعليمات الوقائية متداخلة مع العبادات،‏ على<br />

الوجة املطلوب من ‏للتزام واجلدية والتطبيق اليومي املستمر.‏<br />

فاملوؤمن مدعو – ‏إذن-‏ حلماية جسمه من العلل،‏ وصيانته من الأمراض،‏ وعدم<br />

التفريط به فيما يرضه ول ينفعه,‏ ومعرفة طاقة اجلسد،‏ ول يتعداها،‏ وان يعطي اجلسد حقه<br />

من الراحة لستجماع واستعادة قابليته ولياقته،‏ ليكون مهيئاً‏ خلدمة الإنسان،‏ وقد قال<br />

)40(<br />

الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏)وإن جلسدك عليك حقاً(‏<br />

ويحض الإسلم على التعلم،‏ ويجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة،‏ ويوؤكد على العمل<br />

الذي ينفع،‏ وليس يخفى ‏أن التعلم يرفعه من املستوى الصحي واحلضاري للمتعلم،‏ قال<br />

تعاىل:‏ ‏{هل يستوي الذين يعلمون و الذين ل يعلمون}.‏ )41(<br />

‏.‏‎3‎الدميومة:‏ 3<br />

ان ‏للتزام بقواعد الوقاية الصحية يف الإسلم ليس مرهوناً‏ مبدة حمددة،‏ ول بسن<br />

معينة،‏ ‏إمنا يستمر ‏للتزام به طيلة حياته،‏ لأنها جزء من عقيدته،‏ فاإذا تخلف عن تنفيذها،‏<br />

يكون قد ترك تكليفاً‏ ‏رشعياً،‏ وعطل حكماً‏ من ‏أحكام الإسلم يوؤثم عليه . وبهذه الدميومة<br />

يضمن الإسلم مسلماً‏ قوياً،‏ وجمتمعاً‏ نظيفاً.‏ )42(<br />

197<br />

‏.‏‎4‎البساطة 4 والتيسري:‏<br />

ان املتتبع لنظرية الطب الوقائي يف الإسلم يلحظ فيها خاصية البساطة يف التكليف<br />

واليرس يف التنفيذ،‏ فالسواك والوضوء واخلتان ولستحداد وتقليم الأظافر،‏ ونتف الإبط<br />

وطهارة البدن والثوب وجتنب امللعن الثلث عدم الوطء يف احليض والنفاس،‏ وحتري<br />

الغذاء الطيب،‏ واجتناب الغذاء اخلبيث وحرص النشاط اجلنسي يف ‏إطار الزواج وهي ‏أمور<br />

ل تستلزم كلفة مالية تثقل الكاهل،‏ فيها خاصة البساطة واليرس،‏ ويف ذلك ‏ضمان للصحة<br />

وانسجام مع ‏سنن اهلل يف اجلسم والنفس ويف الفرد والأرسة واملجتمع،‏ ويف الإنسان<br />

وبيئته.‏


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

املبحث الثالث:‏<br />

القواعد الصحية ملنع انتشار األوبئة:‏<br />

يعدُّ‏ النظام االإسالمي اأول نظام اإنساين ‏سن القواعد الصحية ملنع انتشار االأوبئة<br />

كقاعدة العزل وقاعدة احلجر الصحي.‏<br />

♦ ‏♦قاعدة العزل:‏<br />

لقد وضع الإسلم تعاليم واضحة لعزل املرضى املصابني بداءٍ‏ معدٍ‏ يف البيوت ‏أو<br />

املستشفيات،‏ وعدم السماح لهم بالختلط بعوادهم ‏أو بالآخرين وعلى املريض ‏أياً‏ كان<br />

موقعه ‏أن يراعي اهلل يف الناس يف ‏صحتهم،‏ ويف ذلك ‏أشار رسول اهلل،‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم،‏<br />

بقوله:‏ ‏»ل يورد ممرض على مصح«‏ )43( ؛ ‏أي ل ياأتي ‏صاحب الإبل املريضة ليوردها املاء،‏<br />

وعلى املاء ‏إبل ‏أخرى ‏صحيحة ترشب قبله فيوؤدي ذلك ‏إىل اختلطها،‏ فتحصل العدوى<br />

وينترش املرض،‏ لذا منع الإسلم خلط املريضة بالصحيحة.‏<br />

وإن كان لهذه العناية باحليوانات،‏ فالعناية بالإنسان ‏أوىل وأوجب،‏ وهكذا يكون عزل<br />

املصابني بالأمراض املعدية كاخلانوق )44( والسل الرئوي واجلدري وداء الكلب والكولريا<br />

وأنفلونزا اخلنازير.‏ ‏»رضورة حتمية حث عليها الإسلم ليصون احلياة،‏ ويبقي على ‏سلمتها،‏<br />

ويدفع عن الإنسان الأذى واملكروه،‏ وما يعكر ‏صفو احلياة ويعطلها«.‏ )45(<br />

فعلى املصاب ‏أن يخلد للراحة ‏أياماً‏ عدة للحد من انتشار املرض،‏ وما يوؤذي الناس،‏<br />

فيكون ‏سبباً‏ يف ‏إصابة غريه من الناس من جراء ‏لختلط بهم يف املساجد والأسواق<br />

واملحلت العامة،‏ قال الإمام الطربي يف تهذيب الآثار:‏ ‏»فانه غري جائز ملريض ‏أن يورد<br />

على ‏صحيح،‏ ول ينبغي لذي ‏صحة الدنو منه،‏ ل لأن ذلك حرام ، ولكن حذراً‏ من ان يظن<br />

الصحيح ان نزل ذلك به يوما ‏أو ‏أصابه،‏ ‏إنه ‏إمنا ‏أصابه مبا كان من دنوه منه وقربه،‏ ‏أو من<br />

موؤاكلته ومشاربته،‏ فيوجب له ذلك الدخول«.‏<br />

ويبني هذا ويوؤكده ويزيده وضوحاً‏ ‏أن الداء،‏ لو كان ‏ساأنه ‏أن يعدي،‏ ملا ‏سلم ‏أحد منه،‏<br />

لذا نرى ‏أن ‏أكرث من يلمس املرضى من ‏أهاليهم وخدامهم وملبسهم ل يصيبهم ‏شيء من<br />

ذك مع طول امللزمة وكرثة املجالسة.‏ )46(<br />

♦ ‏♦قاعدة احلجر الصحي:‏<br />

‏أقر الرسول الأكرم-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ مبدأ احلجر الصحي وقاية من الأمراض<br />

198


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املعدية اخلطرية،‏ وظهر ذلك جلياً‏ يف موضوعني:‏ مرض الطاعون ومرض اجلذام:‏<br />

. أمرض الطاعون:‏<br />

قال عليه السلة والسلم:‏ ‏»الطاعون رجز ‏أرسل على طائفة من بني ‏إرسائيل وعلى<br />

من كان قبلكم،‏ فاإذا ‏سمعتم به باأرض،‏ فل تدخلوا عليه،‏ وإذا وقع باأرض،‏ وأنتم بها فل<br />

تخرجوا فرارا منه«.‏ )47( واستنادا لهذا احلديث النبوي الرشيف،‏ فقد فرض ‏أمري املوؤمنني<br />

عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنهما،‏ احلجر الصحي على مناطق يف بلد الشام،‏ وذلك حينما<br />

انترش مرض الطاعون الذي عرف بطاعون عمواس نسبة ‏إىل بلدة عمواس يف فلسطني التي<br />

تبعد عن مدينة القدس 30 كلم من اجلهة الغربية،‏ وقد اكتشف مرض الطاعون ‏أول ما<br />

اكتشف فيها )48( .<br />

والطاعون من الأمراض الفتاكة اخلطرية،‏ ولهذا ‏أمر النبي-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏<br />

باأن ل يخرج من الأرض التي وقع فيها،‏ وأمر السليم باأن ل يدخل ‏إليها،‏ وذلك حتى يبقى<br />

املرض حمصوراً‏ يف بقعة واحدة،‏ فل ينترش ول تتسع دائرة الإصابة به.‏<br />

وقد روي عن ابن مسعود رضي اهلل عنه ، ‏إنه قال:‏ ‏»الطاعون فتنة على املقيم وعلى<br />

الفار،‏ ‏أما الفار فيقول فررت فنجوت،‏ ‏أما املقيم فيقول:‏ ‏أقمت فهلكت،‏ وإمنا فرَّ‏ مسلم من<br />

مل يجيء ‏أجله،‏ وأقام فهلك من جاء ‏أجله،‏ فالنهي عن الدخول ‏إىل ‏أرض الطاعون تاأديب<br />

وتعليم والأمر باملقام باأرضه تفويض وتسليم.«‏ )49( واحتسابه امتحان من اهلل يكفرّر فيه<br />

خطايا املبتلني حتى يرصف اهلل عنهم هذا الوباء،‏<br />

‏.بمرض اجلذام:‏<br />

قال عليه السلة والسلم بحق مرض اجلذام ‏»فر من املجذوم فرارك من ‏لسد«.‏ )50(<br />

واملجذوم هو املصاب مبرض اجلذام من الأمراض املعدية،‏ وهو عبارة عن تاآكل يف الأعضاء،‏<br />

واستناداً‏ ‏إىل هذا احلديث النبوي الرشيف،‏ فقد مر ‏أمري املوؤمنني عمر بن اخلطاب-‏ رضي اهلل<br />

عنه-‏ وهو يف طريقه ‏إىل الشام على قوم جمذومني ‏أي مصابني مبرض اجلذام من نصارى<br />

جنران فاأمر مبعاجلتمهم،‏ وفرض لهم ‏شي من املال،‏ وهذا يوؤكد اهتمام الإسلم مبعاجلة<br />

املرضى مسلمني وغري مسلمني على حد ‏سواء،‏ كما ورد ‏أن اخلليفة الراشدي اخلامس،‏ عمر بن<br />

عبد العزيز الأموي قد عزل املجذومني وأمر مبعاجلتهم،‏ ويقاس على الطاعون واجلذام كل<br />

مرض معدٍ،‏ فالأمراض السارية التي تفتك بالناس،‏ فقد حرص الإسلم على ‏صحة الأفراد<br />

واجلماعات ، وبني للبرشية ان هناك ‏أوبئة وجراثيم تنقل العدوى من مكان ‏إىل ‏أخر،‏ فترسي<br />

من املرضى ‏إىل الأصحاء،‏ فهذا بيان عظيم للبرشية قاطبة.‏ ‏إن الإسلم كشف ‏رس الكون قبل<br />

14 قرنا قبل ظهور الأجهزة احلديثة،‏ بل ‏إنه مل يعطل العمل بالعلم ودواعيه،‏ وإمنا حثرّ‏ على<br />

199


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

مواصلة العلم ولكتشاف والتقدم التكنولوجي،‏ فلم يقل بهذه الأحاديث ويتوقف،‏ بل ‏ساهم<br />

يف حل مشكلت العرص،‏ ودعا ‏إىل مواصلة التقدم العلمي واكتشاف امليكروب.‏<br />

وعلى ‏سبيل الوقاية الصحية التي ‏رشعها الإسلم للتخفيف من حدة انتشار الأوبئة<br />

والأمراض الفتاكة،‏ فقد ‏أمر بالتطعيم العام للناس ‏أجمعني،‏ ليس هروباً‏ من قضاء اهلل<br />

وقدره،‏ بل ترسيخاً‏ له،‏ ‏»فقد روي ‏أن رسول اهلل ‏–صلى اهلل عليه وسلم – رد على رجلٍ‏ جاء<br />

يساأله عن ‏أدوية يتعاطاها للوقاية من املرض ‏أمينع هذا من قدر اهلل؟ ، فقال رسول اهلل<br />

‏–صلى اهلل عليه وسلم-‏ : بل هي من قدر اهلل«.‏ )51( ومن الرعاية الصحية للأطفال تطعيمهم<br />

‏ضد الأمراض املهلكة والتفريط بذلك نوع من التضييع لهم،‏ بل قتل لهم،‏ وهو خرسان مبني،‏<br />

قال اهلل تعاىل:‏ ‏{قد خرس الذين قتلوا ‏أولدهم ‏سفها بغري علم}.‏ )52(<br />

وهذا يعني لكل دللة،‏ وضوح حرص الإسلم الأكيد على التخفيف من حدة انتشار<br />

الأوبئة والأمراض الفتاكة،‏ وذلك بحصار املرض ومنع انتقاله،‏ واحلجر الصحي ‏صورة من<br />

‏صور املحافظة على البيئة،‏ وسبب من ‏أسباب املحافظة على ‏صحة الناس يف املجتمع.‏<br />

املبحث الرابع:‏<br />

دور اإلميان وأثره يف الشفاء من األمراض:‏<br />

ان الإسلم اهتم بصحة الإنسان وجعلها من ‏أعظم النعم التي يتنعم بها الإنسان،‏<br />

باإنعام اهلل على عبده بعد نعمة الإميان واليقني،‏ وقد قال النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏»ان<br />

)53(<br />

الناس مل يعطوا يف الدنيا خرياً‏ من اليقني واملعافاة،‏ فسلموهما اهلل عز وجل.‏<br />

وميكن القول ‏إن ‏صحة الإنسان مرتبطة ارتباطاً‏ مبارشاً‏ بثلث من الرضورات<br />

اخلمس )54( التي ‏أمر اهلل باحلفاظ عليها ورعايتها،‏ وهي النفس والعقل والنسل؛ لأن انتفاء<br />

الرعاية الصحية،‏ ‏سيوؤثر ‏سلباً‏ على النفس،‏ وعلى العقل وعلى النسل،‏ ويحتاج الإنسان ‏إىل<br />

الصحة كذلك للحفاظ على الدين وعلى املال.‏<br />

ويعدرّ‏ الإسلم الصحة كحق من احلقوق الأساسية لكل ‏إنسان،‏ تستند املسوؤولية فيها<br />

يف ثلثة اجتاهات خمتلفة النفس واملجتمع والدولة.‏<br />

واعتمد الإسلم بشكل ‏إيجابي ملبادئ الصحة العامة على الرتكيز يف املجالت<br />

الترشيعية فالنظافة وهي واحدة من ‏أهم عنارص التكوين ولزدهار يف احلياة املادية،‏<br />

والتي حتمي من الأمراض والأوبئة الفتاكة،‏ وقد حثَّ‏ الإسلم على النظافة يف كل ‏شيء<br />

حيث تشمل البدن وامللبس واملكان واعترب النظافة من الإميان،‏ كما نهى عن تلويث البيئة،‏<br />

200


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

ومنع من التبول يف املاء الراكد غري اجلاري.‏<br />

ومن فضل اهلل عز وجل علينا وعلى الناس،‏ ‏أن التوجيهات الدينية التي تتصل باأمناط<br />

احلياة وسلوكيات الإنسان عديدة ومبارشة،‏ فهنا دعوة ‏إىل عدم الإرساف يف الطعام<br />

والرشاب،‏ وهناك حتذير من ظهور الفساد يف الرب والبحر مبا كسبت ‏أيدي الناس،‏ وهناك<br />

ثمة نهي عن الرضر والرضار،‏ وعن ‏إحلاق الأذى بالنفس والغري،‏ فيستطيع الإنسان حفظ<br />

‏صحته باأن يحافظ على امليزان الصحي،‏ يف حال اعتدال فل يطغى يف هذا امليزان ول<br />

يخرس امليزان،‏ التزاماً‏ مبا ‏أمر به القرآن الكرمي،‏ قال تعاىل:‏ ‏{ووضع امليزان،‏ ‏أل تطغوا يف<br />

امليزان،‏ وأقيموا الوزن بالقسط ول تخرسوا امليزان}.‏ )55(<br />

فالعتدال يف ‏أي ‏أمر،‏ هو ‏أسمى درجاته ولعتدال يف ‏أمر الطعام والرشاب هو القاعدة<br />

الصحية العريضة التي ‏أقرها الإسلم،‏ فقد كان هذا ‏لعتدال واقعاً‏ يف حياة الرسول-‏ ‏صلى<br />

اهلل عليه وسلم-‏ وحياة ‏صحابته،‏ فلم تقترص توجيهاته على عدم الإفراط يف الطعام،‏ بل<br />

حذر ‏أيضاً‏ من التقتري فيه،‏ ومنع ‏أقواماً‏ عن الصوم ‏أياماً‏ متتاليات دون ‏إفطار.‏ يقول لقمان<br />

احلكيم يوصي ولده بقوله:‏ ‏»واذا كنت يف الطعام فاحفظ معدتك وعمر بن اخلطاب رضي<br />

اهلل عنه يحذر من البطنة فيقول:‏ ‏»وإياكم والبطنة يف الطعام فانها مفسدة للجسم،‏ مورثة<br />

)56(<br />

للسقم...«.‏<br />

على ‏أن الدقة يف بيان ‏لعتدال يف الطعام و الرشاب،‏ تظهر جلياً‏ يف حديث الرسول-‏<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ حيث يقول:‏ ‏»ما ملأ ‏آدمي وعاء قط ‏رسرًّ‏ من بطنه،‏ بحسب ابن ‏آدم<br />

)57(<br />

لقيمات يقمن ‏صلبه،‏ فاإن كان ل بد فاعلً:‏ فثلث لطعامه ، وثلث لرشابه،‏ وثلث لنفسه.«‏<br />

وجاء الإسلم يدعو ‏إىل مكارم الأخلق،‏ مما يساعد على حتقيق السلم بني ‏أفراد املجتمع،‏<br />

ويساعدهم على التمتع بالصحة النفسية.‏<br />

ول ‏شك يف ‏أن اتباع املسلم للمنهج الإسلمي اتباعاً‏ ‏صادقاً‏ هو خري ما يساعده على<br />

بناء ‏شخصية ‏سوية،‏ متوافقة ، فوسائل العلج الذاتي من العبادة هو ‏لستغفار والتوبة<br />

والصرب والذكر وغريها،‏ يساعد الفرد على الشفاء من الأمراض حيث يقوي الإميان الناحية<br />

النفسية،‏ ويحمي من ‏أمراض القلوب،‏ وينشط جهاز املناعة،‏ فيصبح اجلسم ‏أقدر على<br />

مقاومة الأمراض،‏ علوة على ‏أن الإسلم يرى يف املرض مكفراً‏ ‏أو كفَّاراً‏ للذنوب،‏ وبهذا<br />

املعنى يقول ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ : ‏»ما من مسلم يصيبه ‏أذى من مرض فما ‏سواه ‏إل حط<br />

اهلل به ‏سيئاته كما حتط الشجرة ورقها«.‏ )58(<br />

وحث الإسلم جموع املسلمني على التحلي بالصرب وهدوء الأعصاب حني حتل بهم<br />

مصيبة املرض.‏ فل يتربم من املرض ول يسخط لأن ذلك ليس من خلق املسلم،‏ فالرضا<br />

201


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

بقدر اهلل تعاىل تبارك والتسليم الكامل بذلك،‏ والتوجه ‏إىل اهلل وحده بالدعاء والرضاعة<br />

يكسب ‏لمن والأمان يف قلب املوؤمن،‏ ويزيل من النفوس الهم والغم.‏<br />

هكذا دعا الإسلم ‏إىل استخدام اجلانب الروحي يف العلج،‏ ولكنه رشد هذا ‏لستخدام<br />

بالأدعية والآيات القرآنية ملا يف ذلك من راحة للمريض وطماأنينة له ولأهله،‏ لكنه ‏أنكر على<br />

املريض وأهله ‏أن يهملوا العلج الطبي على حساب الأدعية داعياً‏ ‏إياهم الأخذ بالأسباب<br />

لتحقيق الشفاء،‏ وهذا يقتضي ‏رضورة ‏لستعانة بالطبيب لتشخيص الداء وحتديد الدواء،‏<br />

فقد ‏أثر عن رسول اهلل – ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ ‏أنه قال:‏ ‏»تداووا فاإن اهلل عز وجل مل يضع<br />

داء ‏إل وضع له دواء،‏ فاذا ‏أصيب دواء الداء برأ باإذن اهلل عزرّ‏ وجل«.‏ )59(<br />

اخلامتة:‏<br />

مما تقدم من الترشيعات الوقائية الصحية،‏ وخصائصها والقواعد الصحية ملنع<br />

انتشار ‏لوبئة ودور الدين يف الشفاء يتبني اهتمام الإسلم بالصحة والعافية،‏ وجعلها<br />

مطلبا ‏رضورياً‏ يحرص الإنسان عليه،‏ ول يفرط بها،‏ ويدعو اهلل ‏أن يدمي عافيته عليه،‏<br />

باعتبار الصحة والعافية من نعم اهلل على الإنسان.‏<br />

ومما تقدم يتضح عناية الإسلم بالتثقيف الصحي من خلل تعاليم الدين،‏ ويحقق<br />

اتباعها حفظ ‏صحة الإنسان وتعزيزها وسلمة العلئق ‏لجتماعية والإنسانية،‏ ففي ظل<br />

املنهج الإسلمي تعيش الأرسة حياة ‏سعيدة هانئة مطمئنة خالية من الأمراض املعدية.‏<br />

وتزداد ‏أهمية علم الطب وفضله لوروده يف القران الكرمي والسنة النبوية الرشيفة،‏ وأنه<br />

من فروض الكفايات لتستغني عنه اجلماعة البرشية.‏ والتعاليم ‏لسلمية غنية بالتدابري<br />

الوقائية يف املجال الصحي التي حتدرّ‏ من مدى املشكلت والسيطرة عليها وقد تبني ‏أن<br />

هناك عدداً‏ كبرياً‏ من الأمراض املعدية ميكن السيطرة عليها ومنعها من خلل اتباع تعاليم<br />

الإسلم.‏<br />

ولذلك جند ‏أن الإسلم مل يرتك جزءاً‏ من الطب الوقائي ‏إل ‏أشار ‏إليه بعموميات واضعاً‏<br />

بذلك اخلطوة الأوىل،‏ تاركاً‏ لعقل الإنسان وخمترباته ‏أن يبحث على هداها،‏ وقد عني كثري<br />

من العلماء العرب واملسلمني بجميع ما ورد عن الرسول الكرمي حممد ‏صلى اهلل عليه وسلم<br />

يف الأدوية،‏ وصنفوا يف ذلك موؤلفات مستقلة،‏ ودونوا فيها ما ‏أثر عنه عليه السلة والسلم<br />

ونرشوا ذلك بني الناس،‏ لينتفعوا مبا جاء فيها من هدي نبوي يشفي القلب والبدن.‏<br />

202


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

التوصيات:‏<br />

مما تقدم ميكن تخليص التوصيات االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎على 1 املسلمني ‏أن يلتزموا بهذه التعليمات الصحية ذات الصلة بالطب الوقائي،‏<br />

لأنها جزء من الدين،‏ وأنها ذات قيمة كبرية على الصحة.‏<br />

‏.‏‎2‎التحذير 2 من عواقب الزنا والفواحش ولنحرافات السلوكية والشذوذ اجلنسي<br />

وغريها من املوبقات،‏ ففي الطهر والعفة والعناية بالأخلق العلج السليم للأمراض<br />

الفتاكة املعدية واملستعصية وبدون ذلك ل علج .<br />

‏.‏‎3‎والتحذير 3 من املخدرات وأكل امليتة ملا يرتتب على ذلك من الأمراض واخلسائر<br />

املادية واملعنوية.‏<br />

‏.‏‎4‎‏إجراء 4 الفحص الكامل للدم،‏ وذلك قبل ‏إجراء عقد الزواج للتاأكد من ‏سلمة اخلاطبني<br />

‏أو ‏سلمة احدهما:‏ الشاب ‏أو الفتاة.‏<br />

‏.‏‎5‎وتطبيق 5 اسس الرعاية الصحية ‏)الوقاية والعلج(‏ من ‏أجل بناء جمتمع مسلم<br />

‏صحيح ‏أقدر على حتمل الأمانة،‏ وأداء الرسالة يف الأرض.‏<br />

‏.‏‎6‎تدريس 6 مادة القانون الطبي وأخلقيات الطبيب يف كليات الطب والقانون<br />

والرشيعة.‏<br />

‏.‏‎7‎اتخاذ 7 جميع ‏أسباب الوقاية من الأمراض بالتطعيم لتقاء الأمراض املعدية ،<br />

ولبتعاد عن كل مصدر من مصادر العدوى.‏<br />

.8 8 ‏رضورة ربط موضوع املحافظة على الصحة بالرتبية الإميانية،‏ ذلك ‏أن الإميان<br />

هو ‏أفضل السبل وأمثلها يف املحافظة على الصحة وحمايتها،‏ ومنع التعدي عليها،‏ فسلً‏<br />

عن دوره الفعال يف الشفاء من الأمراض,.‏<br />

203


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎‏سورة 1. البقرة اية رقم 195<br />

‎2‎العز 2. بن عبد السلم:‏ قواعد الأحكام يف مصالح الأنام 4 1/<br />

. ‎3‎القضاة،عبد احلميد،تفوق الوقائي يف الإسلم،رسالة املسجد،العدد 5 ‏شوال 1424<br />

/ 3<br />

2003<br />

4.<br />

4 من كلم احلارث بن كلده وكان يقول:‏ رأس الطب احلمية.وذكره علي بن ‏سلطان حممد<br />

الهروي القارئ يف املصنوع رقم )306( حتقيق الشيخ عبد الفتاح ابو غدة 1/<br />

172ww.al3ez.net/ vb/ showthreda.php<br />

. ‎5‎الهاشمي،‏ عابد توفيق:‏ مدخل اىل التصور الإسلمي،‏ ‏ص‎97‎<br />

. ‎6‎ابن ماجة:‏ ‏سنن ابن ماجة 1\114- 115- ورواه احمد والنسائي‎1‎‏/‏ ‎41‎و‎42‎<br />

داوود رقم )40( الدار قطني وقال اسناده ‏صحيح حسن،‏ الشوكاين:‏ نيل ‏لوطار<br />

. 5<br />

6 وابو<br />

204<br />

.90\1<br />

‎7‎رواه . 7 الرتمذي رقم 19 يف الطهارة،‏ باب ما جاء يف ‏لستنجاء باملاء.وقال حسن<br />

‏صحيح،‏ ابن ‏لثري:‏ جامع ‏لصول يف ‏أحاديث الرسول ج ب ‏ص 140 رقم 5125<br />

. ‎8‎مسلم:‏ ‏صحيح مسلم جملد )1( ، ‏ص‎221‎‏،‏ رقم احلديث 257<br />

‎9‎د.‏ 9. عبد احلميد دياب/‏ د.أحمد قرقوز:‏ مع الطب يف القران الكرمي ‏ص‎119‎‏-‏ 123<br />

‎10‎‏سورة املائدة:‏ ‏آية رقم )6<br />

1 ‏سورة الواقعة:‏ ‏آية رقم 79<br />

‎12‎‏سورة التوبة:‏ ‏آية رقم )108<br />

‎13‎‏سورة املائدة:‏ ‏آية رقم )6<br />

‎14‎البخاري:‏ اجلامع الصحيح،‏ كتاب اجلمعة،‏ باب الدهن للجمعة،‏ م‎2‎‏،‏ ‏ص‎3‎<br />

‎15‎‏سورة املائدة:‏ ‏آية 6<br />

‎16‎دياب،‏ عبد احلميد وآخر:‏ مع الطب يف القران الكرمي،‏ ‏ص:‏ 121- 123<br />

‎1717‎مسلم ‏صحيح مسلم جملد‎1‎ ‏ص‎238‎ رقم احلديث 281 ابن ماجة:‏ ‏سنن ابن ماجة،‏ كتاب<br />

الطهارة،‏ باب النهي عن البول يف املاء الراكد،‏ م‎1‎‏،‏ ‏ص‎123‎‏.‏<br />

‎18‎‏سورة الأعراف:‏ رقم )157<br />

‎19‎‏سورة املائدة،‏ ‏آية رقم )3<br />

‎20‎البخاري:‏ اجلامع الصحيح كتاب ‏لرشبة،‏ باب اخلمر من العسل،‏ م‎7‎‏،‏ ‏ص‎119‎<br />

. 8<br />

. ) 10<br />

. 11<br />

. ) 12<br />

. ) 13<br />

. 14<br />

. 15<br />

. 16<br />

. ) 18<br />

. ) 19<br />

. 20


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

. 21<br />

. 22<br />

. ) 23<br />

24 ‏.ومن<br />

‎21‎الشناوي،‏ حممد حمروس:‏ بحوث يف التوجيه الإسلمي،‏ ‏ص‎12‎<br />

2 ‏صربي،‏ عكرمة:‏ فتاوى يف ‏سوؤون ‏صحية:‏ ‏ص‎16‎‏-‏ 17<br />

‎23‎‏سورة الإرساء:‏ ‏آية رقم )32<br />

‎24‎ابن ماجة:‏ ‏سنن ابن ماجة،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص:‏ 784، ابن حنبل:‏ مسند ابن حنبل:‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص‎327‎<br />

مسند عبادة بن الصامت،‏ حديث رقم ‎22830‎‏,ج ه ‏ص 326, قال ‏شعيب ‏لرنوؤوط:‏ حديث<br />

حسن<br />

‎25‎البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ كتاب املزارعة،‏ باب اقتناء الكلب للحرث،‏ ج‎2198‎<br />

‎26‎ابن قدامة،‏ املغنى،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 191، ابن عابدين،‏ رد املختار 5\134<br />

27 فعن ‏أبي مليكة ان عمر بن اخلطاب قال:‏ يابني السائب!‏ ‏أنكم قد ‏أضويتم فاأنكحوا يف<br />

النزائع؛ والنزائع:‏ النساء من الغرائب من عشريتكم الهندي:‏ علء املتقي بن حسام الدين،‏<br />

كنز العمال يف ‏سنن ‏لقوال ولفعال جملد 16 ‏ص 498<br />

‎2828‎السيوطي:‏ اجلامع الصغري 1\130 ‏.رواه الديلمي يف مسند الفردوس.وقال احلافظ<br />

العراقي حديث ‏ضعيف،‏ والذي عليه جمهور العلماء ‏أنه يستحب العمل به يف فضائل<br />

الأعمال املناوي/‏ فيض القدير ‏رشح اجلامع الصغري ج‎3‎‏/‏ ‎241‎رقم 3283<br />

‎29‎عبداهلل،‏ عمر حممود:‏ الطب الوقائي يف الإسلم،‏ ‏ص:‏ 165<br />

‎30‎املرجع السابق،‏ ‏ص‎68‎<br />

‎31‎‏سورة البقرة:‏ اية رقم )195<br />

‎32‎البخاري،‏ جملد ‎6‎‏ص‎250‎ معنى خمروا:‏ غطوا،‏ ‏صحيح مسلم،‏ م‎3‎‏،‏ ‏ص‎1594‎<br />

3 عبد العزيز بن حممد:‏ نظام احلسبة يف الإسلم/‏ ‏ص:‏ 117- 119<br />

‎34‎البكري،‏ د عادل:‏ الطب الإسلمي،‏ ‏ص 333<br />

‎35‎الشريزي:‏ نهاية الرتبة يف طلب احلسبة،‏ ‏ص‎13‎<br />

‎36‎ابن قيم اجلوزي،‏ الطرق احلكمية ‏ص‎219‎<br />

‎37‎الرفاعي:‏ النظم ‏لسلمية،‏ ‏ص‎128‎<br />

‎3838‎البخاري،:‏ ‏صحيح البخاري،‏ جملد 1، ‏ص:‏ ، 214 باب السواك يوم اجلمعة.‏<br />

‎39‎عبد الرازق،‏ عبد اهلل:‏ السواك والعناية بالسنان،‏ ‏ص:‏ 11<br />

‎4040‎مسلم:‏ ‏صحيح مسلم،‏ م‎2‎‏ص 813 رقم احلديث 1159<br />

‎41‎‏سورة الزمر:‏ ‏آية رقم )9<br />

‎42‎القضاة،‏ عبد احلميد:‏ تفوق الطب الوقائي يف ‏لسلم،‏ رسالة املسجد،‏ العدد 5، ‏ص‎77‎<br />

‏سنة ‎2003‎م<br />

. 25<br />

. 26<br />

27<br />

. 29<br />

. 30<br />

. ) 31<br />

. 32<br />

. 33<br />

. 34<br />

. 35<br />

. 36<br />

. 37<br />

. 39<br />

. ) 41<br />

، 42<br />

205


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

‎4343‎مسلم،‏ ‏صحيح مسلم:‏ جملد 4، ‏ص:‏ 1743. رقم احلديث 2221<br />

44 مرض اخلانوق:‏ هو الدفرتيا مرض معدي وخطري جدا يعرف مبرض اخلانوق ويصيب<br />

‏لطفال الذين ترتاوح اعمارهم مابني السابعة والعارشة.واعراضه:‏ ارتفاع درجة حرارة<br />

اجلسم مع حدوث ‏صداع يف الرأس ولصابة بالسعال مع ‏صعوبة التنفس والشعور<br />

بالأختناق .forums.graam.com/ 59750.html<br />

‎45‎عبد اهلل،‏ عمر حممود:‏ الطب الوقائي يف ‏لسلمي،‏ ‏ص:‏ 83- 84<br />

‎46‎السمردي،‏ يوسف مسعود حممد،‏ كتاب فيه ذكر الوباء والطاعون ‏صفحة 68<br />

‎47‎مسلم،‏ ‏صحيح مسلم،‏ جملد 4، ‏ص:‏ 1738، البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ جملد 7<br />

20. باب يف الطاعون<br />

‎4848‎قرية عمواس:‏ قرية فلسطينية احتلت عام 1967 ودمرها اجليش ‏لرسائيلي،‏ وطرد<br />

‏أهلها،‏ وكانت تقع يف منطقة اللطرون جنوب ‏رشق الرملة وكانت تقع على مفرتق طرق<br />

يوصل بني مدن رئيسية هي:‏ رام اهلل،‏ الرملة،‏ يافا،‏ القدس،‏ غزة تبعد عن يافا حوايل<br />

‎30‎كم ومثل ذلك تقريبا عن القدس قبل النكبة.الدباغ،‏ مصطفى مراد،‏ بلدنا فلسطني<br />

جزء ج‎7‎ ‏ص 510- 514<br />

‎49‎الرسمدي يوسف بن حممد بن مسعود:‏ كتاب ذكر فيه الوباء والطاعون،‏ ‏ص‎83‎<br />

‎50‎البخاري،‏ اجلامع الصحيح،‏ كتاب الطب،‏ باب اجلذام،‏ جملد 7، ‏ص:‏ 143<br />

‎5151‎ابن ماجة،‏ ‏سنن ابن ماجة،‏ 1954. جملد 2 ‏ص‎499‎ ‏,ابن حنبل،مسند ‏لمام احمد بن<br />

حنبل جملد ‎3‎‏ص 421<br />

‎52‎‏سورة ‏لنعام،‏ ‏لية رقم )140<br />

‎53‎ابن حنبل:‏ مسند ‏لمام احمد بن حنبل جملد ‎1‎‏ص 8, الرقم )38<br />

قال الرتمذي:‏ هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ج 912 2/ ‏سنن الرتميذي.‏<br />

54 الدين،‏ النفس،‏ النسل،‏ املال،‏ العقل حيث ل يستطيع ‏لنسان العيش يف املجتمع بكرامة<br />

واستقرار وطماأنية وامن وامان ‏ل اذا حتققت له حماية الرضورات اخلمس التي اقرتها<br />

الرشيعة ‏لسلمية السمحاء.‏<br />

5 ‏سورة الرحمن،‏ ‏لية رقم )7- 9<br />

‎56‎ذياب،‏ عبد احلميد واخرون،‏ مع القطب يف القران الكرمي،‏ ‏ص:‏ 128<br />

57 خرجه الرتمذي من حديث املقدام بن معدي كرب،‏ وقال حديث حسن<br />

‎58‎مسلم،‏ حيح مسلم،‏ م‎4‎‏،‏ ‏ص:‏ 1991، رقم احلديث 2571<br />

‎5959‎مسلم،‏ ‏صحيح مسلم 1955، البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ 11 7/ باب ما انزل اهلل داء<br />

‏ل انزل له ‏شفاء.‏<br />

. 45<br />

. 46<br />

، 47 ‏ص:‏<br />

. 49<br />

. 50<br />

. ) 52<br />

. ) 53<br />

) 55<br />

. 56<br />

57<br />

. 58<br />

206<br />

4<br />

54


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

1 القران الكرمي<br />

2 ابن الأثري،‏ جمد الدين بن حممد اجلزري،‏ جامع الأصول يف ‏أحاديث الرسول،‏ ط<br />

‏)‏‎1392‎ه-‏ ‎1972‎م(‏ مكتبة احللواين،‏ الرياض.‏<br />

‏.‏‎3‎البار،‏ 3 عدنان احمد،‏ الطب الوقائي يف الإسلم،‏ السعودية،‏ ‏إسلم ‏ست،‏<br />

www.islamicmedicines.com<br />

207<br />

1.<br />

2.<br />

‏.‏‎4‎البخاري،‏ 4 حممد بن ‏إسماعيل بن ‏إبراهيم بن املغرية،‏ ‏صحيح البخاري،‏ دار الفكر،‏<br />

بريوت،‏ ‎1998‎م,‏<br />

5 البكري،‏ عادل،‏ الطب الإسلمي.‏<br />

. ‎6‎البنا،‏ عائدة عبد العظيم،‏ الإسلم والرتبية الصحية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1404‎ه-‏ 1984<br />

الرتبية العربي لدول اخلليج،‏ الرياض.‏<br />

7 ابن حنبل،‏ الإمام احمد،‏ املسند،‏ املكتب الإسلمي،‏ بريوت،‏ لبنان.‏<br />

‎8‎دياب . 8 عبد احلميد،‏ مع الطب يف القران الكرمي،‏ ط‎2‎ ‏)‏‎1402‎ه-‏ ‎1982‎م(‏ موؤسسة علوم<br />

القران دمشق.‏<br />

‎9‎الذهبي،‏ . 9 حممد ‏شمس الدين،‏ الطب النبوي،‏ ط ‏)‏‎1961‎م(‏ ، حتقيق:‏ مصطفى البابي<br />

احللبي،‏ القاهرة،‏ ط‎2‎ )1986( ، دار احباء العلوم،‏ بريوت.‏<br />

‎1010‎الرفاعي،‏ ‏أنور،‏ النظم الإسلمية،‏ ط ‏)‏‎1393‎ه‎1973‎م(‏ ، دار الفكر.‏<br />

111 الرسمدي،‏ يوسف بن حممد بن مسعود بن حممد،‏ ذكر الوباء والطاعون،‏ تعليق ‏شوكت<br />

بن رفقي/‏ بن ‏شوكت ط ‏)‏‎1425‎ه-‏ ‎2005‎م(‏ الدار الأثرية عمان<br />

‎1212‎السيوطي،‏ جلل الدين،‏ اجلامع الصغري،‏ باإعلء ‏رشحه فيض القدير للمناوي،‏ طبع،‏ دار<br />

املعرفة بريوت.‏<br />

‎1313‎الشناوي،‏ حممد حمروس،‏ بحوث يف التوجيه الإسلمي للإرشاد والعلج النفسي ط<br />

‏)‏‎1999‎م(‏ ، دار غريب للطباعة والنرش.‏ مرص.‏<br />

14 الشريزي،‏ نهاية الرتبة يف طلب احلسبة.‏<br />

‎1515‎‏صربي عكرمه ‏سعيد،‏ فتاوي يف ‏سوؤون ‏صحية،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎2005‎م(‏ ، مركز رزان التخصصي –<br />

بنابلس<br />

5.<br />

6 م(‏ . مكتب<br />

7.<br />

14


الصحة الوقائية في اإلسالم<br />

د.مروان القدومي<br />

‎1616‎ابن عابدين،‏ حممد ‏أمني عمر بن عبد العزيز،‏ در املحتار على الدر املختار يف ‏رشح<br />

تنوير الإبصار.‏<br />

‎17‎عبد الرزاق،‏ عبداهلل،‏ السواك والعناية بالأسنان،‏ ط‎1‎ )1402<br />

‎1818‎عبد العزيز،‏ حممد بن مرشد،‏ نظام احلسبة يف الإسلم،‏ ط ‏)‏‎1392‎ه-‏ ‎1393‎ه(‏ املعهد<br />

العايل للقضاء،‏ السعودية.‏<br />

‎1919‎عبداهلل،‏ عمر حممود.‏ الطب الوقائي يف الإسلم،‏ ط‎1‎‏،‏ ‏)‏‎1410‎ه-‏ ‎1990‎م(‏ موصل.‏<br />

العراق.‏<br />

‎2020‎العز بن عبد السلم،‏ قواعد الأحكام يف مصالح الأنام،‏ ط ‏)‏‎1388‎ه(‏ ، دار الرشق<br />

للطباعة والنرش،‏ مرش.‏<br />

‎21‎علوان،‏ توفيق،‏ معجزة السلة يف الوقاية من مرض الدوايل الساقني،‏ ط‎3‎‏،‏ )1410<br />

1995( ، دار الوفاء،‏ املنصورة.‏<br />

22 ابن قدامة،‏ ‏أبو حممد عبد اهلل بن ‏أحمد بن حممد،‏ املغني،‏ مكتبة الرياض احلديثة<br />

بالرياض،‏ السعودية.‏<br />

23 القضاة،‏ عبد احلميد،‏ تفوق الطب الوقائي يف الإسلم،‏ رسالة املسجد،‏ العدد اخلامس،‏<br />

) 17 الدار السعودية.‏<br />

- 21<br />

208<br />

23<br />

‏شوال -1424 )2003 .<br />

24<br />

2<br />

25<br />

24 ابن قيم،‏ ابو عبد اهلل بن القيم اجلوزي،‏ الطرق احلكمية يف السياسة الرشعية،‏ مطبعة<br />

املدين،‏ القاهرة،‏ مرص.‏<br />

25 ابن ماجة،‏ حممد بن يزيد القزيويني،‏ ‏سنن بن ماجة،‏ طبعة دار ‏إحياء الكتب العربية.‏<br />

‎2626‎مبارك،‏ قيس حممد ‏أل الشيخ،‏ التداوي واملسوؤولية الطبية يف الرشيعة الإسلمية ط‎1‎<br />

)1412- 1991( مكتبة الفارابي،دمشق<br />

‎2727‎مسلم،‏ احلجاج القشريي،‏ ‏صحيح مسلم،‏ ط ‏)‏‎1400‎ه-‏ ‎1980‎م(‏ نرش ادارات البحوث<br />

العلمية ولفتاء والدعوة ولرشاد السعودية.‏<br />

‎2828‎منصور،‏ حممد خالد،‏ الإحكام الطبية املتعلقة بالنساء يف الفقة الإسلمي،‏ ط‎2‎<br />

‏)‏‎1420‎ه-‏ ‎1999‎م(‏ ، دار النفائس،‏ الأردن.‏<br />

‎29‎منظمة الصحة العاملية،‏ الهدي الصحي،‏ ط )1995<br />

) 29 ، الإسكندرية،‏ مرص.‏<br />

30<br />

30 النجار،‏ عبد اهلل مربوك،‏ احلسبة ودور الفرد فيها،‏ هدية جملة الأزهر لشهر ذي احلجة<br />

‏)‏‎1415‎ه(‏ .<br />

‎3131‎الهاشمي،‏ عابد توفيق،‏ مدخل ‏إىل التصور الإسلمي.‏


منهج التفسري املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عبد اهلل علي عالن<br />

أستاذ مساعد في التفسير وعلوم القرآن/‏ كلية عمان للعلوم المالية واالدارية / جامعة البلقاء التطبيقية/‏ عمان/‏ األردن.‏<br />

209


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

ملخص:‏<br />

هذه دراسة يف منهج التفسري املوضوعي للموضوع القرآين،‏ عرض ونقد وجتديد،‏<br />

تضمنت عرض ثمانية مناهج ونقدها،‏ ‏أربعة منها هي الأوىل يف هذا العلم،‏ واجلديد يف هذه<br />

الدراسة بيان قِ‏ دم هذا العلم باإشاراته الأوىل يف القرن الرابع الهجري،‏ وبيان ‏سلبية تقدح<br />

يف املناهج بتجاوزها مراد اهلل يف الرتتيب املصحفي،‏ واحلكمة املعتربة بتفريق املوضوع<br />

يف ‏سور القرآن،‏ وكيفية اخلروج من هذه السلبية املتمثلة بالتجديد يف املنهج.‏<br />

210


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

This study deals with the thematic interpretation method of the Quranic<br />

subject matter by presentation, criticism and renewal. It includes the<br />

presentation and criticism of eight methods, four of which are the first in this<br />

science. The new in this study is demonstrating the antiquity of this science<br />

that begins in the fourth century A.H, and showing an apparent negativity in<br />

the methodologies that contradict Allah’s will concerning the Quranic order<br />

and the wisdom behind dividing the subject matter in the Quranic verses, and<br />

how to abandon this negativity by renovating the methodology.<br />

211


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

مقدمة:‏<br />

احلمد هلل،‏ والسلة والسلم على رسول اهلل،‏ وعلى ‏آله وأصحابه والتابعني،‏ وبعد:‏<br />

فاإن القرآن الكرمي مائدة اهلل يف الأرض،‏ ومورد ل ينضب،‏ يَصدر عنه كل ظماآن ريرّان،‏<br />

ل يفرت عن العود ‏إليه بعد العود يف كل حال وزمان.‏ والقرآن املعجزة اخلالدة التي يسترشف<br />

العلماء املتدبرون عبقها ومعاملها وحقائقها،‏ والتي ل تنقضي ول تعرف ‏لنتهاء،‏ مادام<br />

‏صوت القرآن يعطر الأنام،‏ وتُصغي ‏إليه الآذان ‏إىل ‏أن ياأذن اهلل برفعه قبيل الساعة ‏آخر<br />

الزمان.‏<br />

ومن معامل جتدد العلوم القرآنية ‏»علم التفسري املوضوعي«،‏ وتاأتي هذه الدراسة يف<br />

عرض منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين يف نظر الباحثني املعارصين،‏ ونقدها<br />

ثم التجديد الذي ‏أراه يف هذه املنهجية،‏ مع ‏إثبات تبلور فكرة التفسري املوضوعي يف ذهن<br />

العلماء السابقني ومنهجيته املجملة،‏ والدعوة ‏إليه منذ القرن الرابع الهجري.‏<br />

وقد جعلت هذه الدراسة يف متهيد ومبحثني،‏ تناولت يف التمهيد مفهوم التفسري<br />

املوضوعي للموضوع القرآين،‏ ثم تناولت حقيقة الدعوة ‏إىل التفسري املوضوعي،‏ ومنهجيته<br />

املجملة وليدة القرن الرابع الهجري،‏ ثم منهجية البحث فيه على وجه التفصيل يف القرن<br />

الرابع عرش الهجري،‏ ثم كان املبحث الأول:‏ املناهج التي ‏سطرها الباحثون املعارصون<br />

يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين عرض ونقد،‏ حيث عرضت لثمانية مناهج ‏أتبعت<br />

كل واحد منها نقداً،‏ ثم قدمت النتائج النقدية العامة،‏ ثم كان املبحث الثاين:‏ التجديد يف<br />

منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين:‏ حتدثت فيه عن الرتتيب املصحفي والرتتيب<br />

النزويل،‏ ثم ما ينبني على جتاوز الرتتيب املصحفي من ‏سلبية تقدح يف التفسري املوضوعي،‏<br />

ثم بينت التجديد يف املنهجية من وجهة نظري،‏ فاملناسبة والوحدة املوضوعية واملقاصد<br />

للسورة القرآنية ‏أصل يف املنهجية،‏ ثم دراسة تطبيقية تربهن ‏صحة التجديد يف املنهجية<br />

ورضورته،‏ ثم ‏أوضحت املنهج العام املعدل للتفسري املوضوعي للموضوع القرآين والقواعد<br />

والرشوط اللزمة لهذا العلم،‏ ثم كانت اخلامتة حيث قدمت فيها نتائج الدراسة.‏<br />

واهلل ‏أساأل ‏أن يجزي مشايخنا خري اجلزاء،‏ وأن يوفقنا ‏إىل كل ما يرضيه.‏<br />

212


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

متهيد:‏<br />

ما بني الدعوة إىل التفسري املوضوعي ووضع منهجية له:‏<br />

تقرأ فيه:‏<br />

● ‏●مفهوم التفسري املوضوعي للموضوع القرآين<br />

● ‏●الدعوة ‏إىل التفسري املوضوعي للقرآن وليدة القرن الرابع الهجري!‏<br />

● ‏●منهجية البحث يف التفسري املوضوعي للقرآن وليدة القرن الرابع عرش الهجري.‏<br />

مفهوم التفسري املوضوعي:‏<br />

التفسري املوضوعي مركب وصفي من كلمتي التفسري واملوضوعي،‏ ول بد لدراسة<br />

مفهومه ‏لصطلحي،‏ من الوقوف على املعنى اللغوي جلزئي املركب واملعنى ‏لصطلحي<br />

لهما.‏<br />

التفسري يف اللغة:‏<br />

التفسري مصدر على وزن ‏)تفعيل(‏ ، والثلثي منه ‏)فَرسَ‏ َ( ، ويُقال:‏ فَرسَ‏ َ الشيء فَرسْ‏ ً،<br />

وفَرسَّ‏ َ يُفرس تفسرياً،‏ والفَرسْ‏ : ‏أصل يدل على بيان الشيء وإيضاحه ويدلرّ‏ على بيان املعنى<br />

املعقول )1( .<br />

ويف لسان العرب الفرس:‏ كشف املغطى )2( ، ويف الكليات الفرس:‏ ‏لستبانة والكشف،‏<br />

ومن ‏لستعمال املادي للفرس:‏ التفرسة:‏ وهي عينة البول التي تكشف عن املرض )3( .<br />

وترى ‏أقوالهم تلتقي يف ‏أن الفَرسْ‏ : بيان الشيء وإيضاحه،‏ وكشفه ‏سواء ‏أكان يف كشف<br />

املحسوس،‏ كما يف عينة البول،‏ ‏أو يف كشف املعاين املعقولة واستعماله يف الثاين ‏أكرث.‏<br />

التفسري يف االصطالح:‏<br />

من السابقني يقول الإمام الزركشي ‏)‏‎794‎ه(‏ : ‏»التفسري علم يُفهم به كتاب اهلل<br />

املنزل على نبيه حممد ‏صلى اهلل عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج ‏أحكامه وحكمه...«‏<br />

)4( . ومن املحدثني يقول الشيخ حممد علي ‏سلمة ‏)‏‎1361‎ه(‏ - يف كتابه منهج الفرقان:‏<br />

‏»التفسري علم يبحث فيه عن ‏أحوال القرآن املجيد من حيث دللته على مراد اهلل بقدر الطاقة<br />

البرشية«‏ )5( .<br />

213


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

املوضوع يف اللغة:‏<br />

من وضع:‏ والوضع يدل على اخلفض ‏أو احلط )6( وضده الرفع،‏ تقول وضعه يضعه<br />

وضعاً‏ وموضوعاً،‏ وَوَضَ‏ ع الشيء ‏إىل الأرض:‏ ‏أنزله ‏أو ‏أثبته )7( .<br />

املوضوع يف االصطالح:‏<br />

املوضوع عند املناطقة:‏ ‏»هو حمل العرض املختص به،‏ ‏أو الأمر املوجود يف الذهن«‏ )8( ،<br />

وعند الفلسفة:‏ ‏»املدرك«‏ )9( ، وعند اللغويني:‏ من وضع الشيء موضعه ومواضعه،‏ واخلياط<br />

يُوَسضّ‏ ع القطن على الثوب توضيعاً‏ )10( ، ومن هنا قالوا املوضوع:‏ ‏»املادة التي يبني عليها<br />

املتكلم ‏أو الكاتب كلمه«‏ )11( .<br />

وميكننا تعريف املوضوع القرآين باأنه:‏ جمموعة من الآيات-‏ جمتمعة يف ‏سورة،‏ ‏أو<br />

متفرقة يف ‏سور القرآن الكرمي-‏ حتمل حقائق ومعاين تعالج قضية ما حمققةً‏ هدفاً‏ قرآنياً‏<br />

‏أراده اهلل املتكلم به ‏أو ‏أكرث.‏<br />

التفسري املوضوعي للموضوع القرآني يف اصطالح العلماء:‏<br />

‏»هو جمع الآيات القرآنية املتفرقة املتعلقة مبوضوع ما،‏ وتفسريها حسب املقاصد<br />

القرآنية«‏ )12( .<br />

هذا هو مفهوم التفسري املوضوعي للموضوع القرآين،‏ ومن العلماء من عدرّ‏ دراسة الوحدة<br />

)14(<br />

املوضوعية للسورة القرآنية )13( ، ودراسة املصطلح القرآين ‏أقساماً‏ للتفسري املوضوعي<br />

، ولكن الوحدة املوضوعية واملصطلح القرآين،‏ الأظهر ‏أنها من مقتضيات التفسري التحليلي<br />

لسور القرآن الكرمي،‏ كما ‏سيتضح ‏أنها من اخلطوات املنهجية للتفسري املوضوعي للموضوع<br />

القرآين،‏ يقول الدكتور عبد الستار فتح اهلل ‏سعيد:‏ ‏»وقد عدرّ‏ بعض العلماء يف هذا النوع ما<br />

‏سُ‏ مي ‏»بالوحدة املوضوعية«‏ يف القرآن كله،‏ ‏أو يف ‏سورة منه،‏ وأرى واهلل ‏أعلم ‏أن هذا الرضب<br />

من الدراسات ل يدخل يف التفسري املوضوعي«‏ )15( .<br />

بدايات التفسري املوضوعي:‏<br />

الدعوة إىل التفسري املوضوعي وليدة القرن الرابع اهلجري!‏<br />

لقد حظي التفسري املوضوعي للموضوع القرآين باهتمام بالغ يف هذا العرص،‏ حيث<br />

تعددت دواعيه وتنوعت جمالت الدراسة فيه،‏ ولستُ‏ مبالغاً‏ ‏إن قلت:‏ التفسري املوضوعي<br />

من مسهمات تطور املنهجية العلمية يف البحث،‏ ومن مفرزات احلاجة البرشية املتنامية<br />

واملتجددة عرب الزمان واختلف املكان،‏ فاملفرس املوضوعي يعرض حاجة عرصه،‏<br />

214


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وجتربته وجتربة العامة على القرآن الكرمي،‏ حماوراً‏ ‏آيات املوضوع ذات العلقة ومستنبطاً‏<br />

منها ما ميكن ‏أن يفي باحلاجة،‏ فيبداأ من الواقع لينتهي بالقراآن الكرمي،‏ ليتوافق بذلك<br />

مع حال القراآن يف الصدر االأول،‏ عندما كانت تنزل ‏آياته معاجلة ملواقف يف حياة النبي<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم وصحابته الكرام عليهم الرضوان.‏<br />

ومع قناعتي بهذا فاإنني ‏أخالف من يزعم من الباحثني ‏أن هذا اللون من التفسري مل<br />

يربز يف جهود املفرسين قدمياً‏ )16( كما ‏سيتضح،‏ وكذلك ‏أخالف من بالغ فعدرّ‏ نزول القرآن<br />

جنوماً‏ وفق ‏أسبابها بداية التفسري املوضوعي )17( ؛ لأن النازل كلم اهلل،‏ والتفسري فهم<br />

املخاطبني ملراد اهلل من كلمه،‏ لذلك ل يصلح ‏أن يكون نزول القرآن وفق الأسباب بداية<br />

لهذا اللون من التفسري،‏ كما ‏أخالف من عدرّ‏ تفسري النبي r للقرآن بالقرآن )18( - كتفسري<br />

الظلم بالرشك-‏ بداية له؛ لأن العلماء يرون التفسري املوضوعي جمع كل الآيات املتفرقة<br />

املتعلقة مبوضوع ما ودراستها،‏ ل الربط بني ‏آيتني.‏<br />

ويبدو ‏أن ‏أهمية البحث يف التفسري املوضوعي ورضورته كانت متبلورة يف ‏أذهان<br />

العلماء السابقني،‏ حتى غدت دعوات ‏إليه على ‏ألسنتهم،‏ بدليل ‏أنه كان يف املقابل من يطعن<br />

يف القرآن من حيث طريقة معاجلته املوضوعات،‏ فهذا الإمام اخلطابي ‏)‏‎388‎ه(‏ - يف<br />

رسالته ‏)البيان يف ‏إعجاز القرآن(‏ يدعو ‏إىل التفسري املوضوعي،‏ وأن اهلل يبلو عباده يف<br />

جمع املفرتق من املوضوع الواحد،‏ يف رده على ‏شبهة من قالوا ‏إن القرآن مل ياأت يف تاأليفه<br />

على ‏سبيل التفصيل والتقسيم للمعاين واملوضوعات كاملعهود يف التاأليف،‏ حيث يقول:‏<br />

‏»وأما قولهم:‏ لو كان نزول القرآن على ‏سبيل التفصيل والتقسيم،‏ فيكون لكل نوع من ‏أنواع<br />

علومه حيز وقبيل،‏ لكان ‏أحسن نظماً‏ وأكرث فائدة ونفعاً،‏ واجلواب:‏ ‏إنه ‏إمنا نزل القرآن على<br />

هذه الصفة من جمع ‏أشياء خمتلفة املعاين يف السورة الواحدة ويف الآية الواحدة ويف<br />

الآيات املجموعة قليلة العدد لتكون ‏أكرث لفائدته وأعم لنفعه،‏ ولو كان لكل باب منه قبيل،‏<br />

ولكل معنى ‏سورة مفردة مل تكرث عائدته،‏ ولكان الواحد من الكفار واملعاندين املنكرين له ل<br />

تقوم عليه احلجة به ‏إل يف النوع الواحد الذي تضمنته السورة الواحدة فقط،‏ فكان اجتماع<br />

املعاين الكثرية يف السورة الواحدة ‏أوفر حظاً‏ وأجدى نفعاً،‏ وقد ‏أحب اهلل عز وجل ‏أن ميتحن<br />

عباده ويبلو طاعتهم واجتهادهم يف جمع املفرتق منه وتنزيله وترتيبه«‏ )19( .<br />

فهذه ‏أسبق ‏إشارة ‏رصيحة وقفت عليها تدعو ‏إىل التفسري املوضوعي بجمع الآيات<br />

املتفرقة يف املوضوع الواحد،‏ بل قول الإمام اخلطابي اشتمل على البادرة الأوىل يف<br />

منهجية التفسري املوضوعي-‏ كما ‏سنوضحه يف املبحث الأول-‏ والغريب ‏أن الباحثني<br />

الذين تناولت مناهجهم يف حديثهم عن نشاأة هذا اللون من التفسري مل يشريوا ‏إىل هذا.‏<br />

215


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

منهجية البحث يف التفسري املوضوعي للقرآن:‏<br />

وليدة القرن الرابع عشر اهلجري:‏<br />

نعم الإشارات والدعوات ‏إىل التفسري املوضوعي قدمية،‏ والدراسات العملية فيه امتدت<br />

عرب عصورالإسلم،‏ ولكنرّ‏ وضع منهجية نظرية للبحث يف التفسرياملوضوعي مفصلة ‏ساأن<br />

حديث،‏ وهو ‏ساأن كثري من العلوم الأخرى التي كان السابقون يتعاملون معها مبنهجية<br />

ثابتة تعارفوا عليها والتزموها،‏ وإن مل يسطروها ‏أو يصطلحوا لها مصطلحاً.‏<br />

وأبحاث العلماء السابقني يف التفسري املوضوعي من ناحية عملية غنية عن الذكر<br />

والتدليل،‏ فقد بحث ‏سلفنا يف قضايا عقدية ‏أو فقهية،‏ فجمعوا ‏آياتها من القرآن،‏ وما يتعلق<br />

بها يف السنة من ‏أحاديث،‏ ودرسوها موضوعياً‏ ‏ضمن تفاسريهم.‏<br />

فمثلً‏ ترى الإمام الطربي ‏)‏‎310‎ه(‏ عند ‏أول ‏آية وردت يف القرآن الكرمي تتحدث عن<br />

اخلمر يف ‏سورة البقرة ‏]آية 219[ عالج املوضوع بصورة متكاملة،‏ حيث ‏ضم ‏إىل هذه الآية<br />

‏آية ‏سورة النساء ]43[ وآية ‏سورة املائدة ]90- 91[ والروايات املاأثورة فيها )20( .<br />

ومثلً‏ ترى الإمام الرازي ‏)‏‎606‎ه(‏ توقف عند ‏آية ‏سورة البقرة ]154[ ليتحدث عن<br />

حقيقة حياة الشهداء بعد استشهادهم وقبل دخولهم اجلنة،‏ وجمع ‏إليها ‏آيات ‏سورة ‏آل عمران<br />

]169- 171[ التي تدل على ‏أنهم ‏أحياء يرزقون فرحون مبا ‏آتاهم اهلل من فضله )21( .<br />

ومثلً‏ ترى الإمام ابن كثري ‏)‏‎774‎ه(‏ عند تفسريه قوله تعاىل:‏ ‏{لَ‏ تُدْرِكُ‏ هُ‏ الْ‏ أَبْصَ‏ ارُ‏ {<br />

‏]الأنعام:‏ 103[ تناول الآراء يف روؤية اهلل عز وجل يف الآخرة،‏ وجمع الآيات الدالة على ذلك،‏<br />

‏آية ‏سورة القيامة ]22- 23[ وآية ‏سورة املطففني ]15[ والأحاديث )22( .<br />

ولكن ل ترى هذا الساأن عند ‏سلفنا املفرسين مضطرداً‏ يف كل موضوعات القرآن<br />

الكرمي،‏ وقد تراهم ل يجمعون كل الآيات ذات العلقة باملوضوع،‏ فلو رجعت ‏إىل ما كتبه<br />

الإمام ابن كثري عند ‏آية الأنعام ]103[ لرأيته جمع الآيات والأحاديث الدالة على روؤية اهلل<br />

يف الآخرة،‏ ولكنه مل يوجه الآية التي تعلق بها املخالف يف قوله تعاىل:‏ } قَالَ‏ لَنْ‏ تَرَينِ‏ {<br />

‏]الأعراف:‏ 143[. كما ‏أفرد بعض العلماء مصنفات تدل على العناية يف موضوعات قرآنية<br />

نحو ‏»التبيان يف ‏أقسام القرآن«‏ للإمام ابن القيم ‏)‏‎751‎ه(‏ .<br />

وأول من ‏سطر من املحدثني معامل منهجية مفصلة يف التفسري املوضوعي للموضوع<br />

القرآين حممد حممود حجازي يف عام ‏)‏‎1390‎ه(‏ ، وتتابع بعده الباحثون وهذا ما ‏سيتضح<br />

يف املبحث الأول.‏<br />

216


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املبحث األول:‏<br />

مناهج سطرها باحثون حمدثون يف التفسري املوضوعي:‏<br />

للموضوع القرآني-‏ عرض ونقد:‏<br />

تقراأ فيه:‏<br />

● ‏●منهج التفسري املوضوعي للموضوع القرآين يف نظر:‏<br />

د.‏ حممد حممود حجازي.‏<br />

217<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

د.‏ ‏أحمد السيد الكومي.‏<br />

د.‏ عبد احلي الفرماوي.‏<br />

د.‏ عبد الستار فتح اهلل ‏سعيد.‏<br />

د.‏ مصطفى مسلم.‏<br />

د.‏ عبد اجلليل عبد الرحيم.‏<br />

د.‏ زياد الدغامني.‏<br />

د.‏ ‏سلح اخلالدي.‏<br />

● ‏●النتائج النقدية العامة.‏<br />

‏أذكر بعض املناهج التي ‏سطرها باحثون حمدثون يف التفسري املوضوعي للموضوع<br />

القرآين،‏ حسب السبق الزمني لرنى هل من جتديد يف حتديد املنهجية عند املتاأخر عن<br />

املتقدم،‏ ‏أم هي التبعية والتفنن يف العرض فحسب،‏ وكان ‏لختيار لأربعة مناهج متقدمة<br />

يف هذا العلم ثم متاأخرة.‏<br />

أول من حتدث عن املنهجية يف التفسري املوضوعي:‏<br />

اإلمام اخلطابي ‏)‏‎388‎ه(‏ رمحه اهلل:‏<br />

فما قاله يُعد نواة ما ‏سطره املحدثون،‏ بل ما كانت زياداتهم على ما قال ‏إل ما<br />

تقتضيه منهجية البحث العلمي يف ‏أي فن من الفنون ‏أو علم من العلوم-‏ كما ‏سرتى-‏ حيث<br />

قال:‏ ‏»وقد ‏أحب اهلل عز وجل ‏أن ميتحن عباده ويبلو طاعتهم واجتهادهم يف جمع املفرتق<br />

منه،‏ ويف تنزيله وترتيبه«‏ )23( ، فهما خطوتان يف نظره:‏ جمع املفرتق يف املوضوع الواحد<br />

من الآيات يف ‏سور القرآن،‏ ثم تنزيلها وترتيبها حسب ما تقتضيه طبيعة املوضوع.‏


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

وإليك منهج التفسري املوضوعي كما هو يف نظر املحدثني حسب السبق الزمني،‏ مع<br />

التعقيب عليها والنقد حسب ما يدعيه املقام )24( :<br />

أوالً-‏ يف نظر الدكتور حممد حممود حجازي:‏<br />

هو ‏أول من حتدث من املحدثني عن املنهجية يف التفسري املوضوعي يف كتابه الوحدة<br />

املوضوعية-‏ يف عام ‏)‏‎1390‎ه-‏ ‎1970‎م(‏ ، وجعلها يف اأربع خطوات )25( :<br />

جمع الآيات ذات املوضوع الواحد.‏<br />

218<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ترتيبها حسب النزول.‏<br />

دراستها دراسة منهجية موضوعية متكاملة لتعطينا موضوعاً‏ واحداً.‏<br />

التعرض ملناسبة الآيات يف ‏سورها.‏<br />

تراه يلتقي مع ما قرره الإمام اخلطابي يف خطوتني مما ذكر،‏ والدراسة املنهجية<br />

املوضوعية املتكاملة تقتضي حتديد عنارص املوضوع منتزعة من ذات الآيات،‏ ودراسة<br />

تفسري الآيات مبا يحقق فهماً‏ دقيقاً،‏ كما ‏أراده اهلل لذلك املوضوع،‏ ولقد متيز يف اخلطوة<br />

الرابعة ‏»التعرض ملناسبة الآيات يف ‏سورها«‏ عن غريه من الباحثني املتاأخرين عنه الذين<br />

كتبوا يف منهجية التفسري املوضوعي،‏ وهذا مما ‏سنتحدث عنه يف املبحث الثاين.‏<br />

ثانياً-‏ يف نظر الدكتور أمحد السيد الكومي:‏<br />

حيث ‏أفرد كتاباً‏ يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين وكانت الطبعة الأوىل منه<br />

عام ‏)‏‎1401‎ه-‏ ‎1980‎م(‏ وجعل املنهجية )26( يف التفسري املوضوعي يف خمس<br />

خطوات:‏<br />

جمع الآيات القرآنية التي تخدم املوضوع.‏<br />

ترتيبها حسب النرّزول،‏ املكي ثم املدين،‏ وما كان يف ‏أول العهد املكي وما كان يف<br />

‏آخره وهكذا.‏<br />

العلمي.‏<br />

<br />

‏إزاحة ما قد يكون بني الآيات من موهم ‏لختلف والتناقض.‏<br />

تفسري الآيات ‏أثناء عرضها تفسرياً‏ يفهم منه احلكمة يف ‏إيرادها.‏<br />

‏إخراج املوضوع يف ‏صورة متكاملة تامة البناء والإحكام مبراعاة ‏رشوط البحث<br />

ولقد متيز عمن ‏سبقه بالنص على مراعاة ‏رشوط البحث العلمي يف ‏إخراج املوضوع،‏<br />

وأما اخلطوة الثالثة عنده-‏ ‏إزاحة ما قد يوهم ‏لختلف والتناقض-‏ فهو مما تقتضيه


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الدراسة التفسريية للآيات التي نص عليها يف اخلطوة الرابعة،‏ وما بينه يف بعض اخلطوات<br />

ذكره الدكتور حجازي جمملً‏ بقوله:‏ ‏»دراسة الآيات دراسة منهجية موضوعية متكاملة«.‏<br />

ثالثاً-‏ يف نظر الدكتور عبد احلي الفرماوي:‏<br />

حيث ‏سطر يف كتابه ‏»مقدمة يف التفسري املوضوعي«‏ والذي فرغ من تاأليفه عام<br />

‏)‏‎1397‎ه-‏ ‎1976‎م(‏ )27( ، وعدرّ‏ ‏سبع خطوات )28( ملنهج التفسري املوضوعي:‏<br />

اختيار املوضوع القرآين املراد دراسته دراسة موضوعية.‏<br />

219<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

حرص الآيات التي تدور حول هذا الغرض القرآين.‏<br />

‏ترتيبها حسب نزولها على النبي r مع الوقوف على ‏أسباب نزولها.‏<br />

التعرض ملعرفة مناسبات هذه الآيات يف ‏سورها.‏<br />

تكوين املوضوع بجعله يف ‏إطار مناسب وهيكل متناسق تام البناء متكامل الأجزاء.‏<br />

تكميل املوضوع مبا ورد من حديث الرسول ‏صلى اهلل عليه وسلم ‏إن احتاج الأمر ذلك.‏<br />

دراسة هذه الآيات دراسة موضوعية متكاملة.‏<br />

واحلق ‏أنه كان متابعاً‏ ملا جاء عند الدكتور حجازي والدكتور الكومي ولعلرّ‏ الإضافة<br />

اجلديدة يف اخلطوة السادسة ‏»تكميل املوضوع مبا ورد من حديث الرسول ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم«‏ وهي وإن كانت قد تدخل عند السابقني ‏»بدراسة الآيات دراسة تفسريية منهجيةً«‏<br />

اعتباراً‏ بدور السنة املبينة للقرآن،‏ ولكن التنصيص عليها وإفرادها بالذكر له من الأهمية<br />

والرضورة ما له،‏ ويوؤخذ عليه عدم النص على مراعاة ‏رشوط البحث العلمي التي عدرّها<br />

الدكتور الكومي خطوة من املنهجية.‏<br />

رابعاً-‏ يف نظر الدكتور عبد الستار فتح اهلل سعيد:‏<br />

‏ألف كتابه ‏»املدخل ‏إىل التفسري املوضوعي«‏ عام ‏)‏‎1486‎ه-‏ ‎1985‎م(‏ وأشار يف<br />

)30(<br />

مقدمته ‏إىل تقدم الشيخ الكومي والفرماوي عليه يف التاأليف )29( ، وعدرّ‏ ثماين خطوات<br />

ملنهج التفسري املوضوعي:‏<br />

املعرفة الدقيقة ملعنى ‏»التفسري املوضوعي«.‏<br />

حتديد املوضوع القرآين املراد بحثه حتديداً‏ دقيقاً‏ من حيث املعنى.‏<br />

اختيار عنوان له من ‏ألفاظ القرآن ذاته ‏أو من معانيه.‏<br />

جمع الآيات الكرمية املتعلقة باملوضوع.‏


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

تصنيفها من حيث املكي واملدين وترتيبها حسب النزول ما ‏أمكن.‏<br />

220<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

فهم الآيات الكرمية بالرجوع ‏إىل تفسريها.‏<br />

تقسيم املوضوع ‏إىل عنارص مرتابطة منتزعة من الآيات ذاتها.‏<br />

التقيد التام بقواعد التفسري املوضوعي:‏ وهي ‏للتزام بالعنارص املستفادة من<br />

القرآن للموضوع،‏ وعدم ‏إضافة عنارص للموضوع من مصدر ‏آخر،‏ والتقيد بصحيح املاأثور،‏<br />

وجتنب احلشو والتدقيق قبل التقعيد والتاأصيل.‏<br />

ترى الشيخ قد ‏أحلق مبنهجية التفسري املوضوعي ما ليس منها:‏ فاخلطوة الأوىل<br />

‏»معرفة املعنى الدقيق ملصطلح التفسري املوضوعي ‏»واخلطوة الأخرية«‏ التقيد التام بقواعد<br />

التفسري املوضوعي«‏ هي من الرشوط املعتربة يف املفرس للموضوع القرآين،‏ وليست من<br />

خطوات منهج التفسري املوضوعي،‏ وأما ما عدا ذلك من خطوات فهو فيها متابع ملن قبله،‏<br />

ول جديد فيها،‏ ‏إل ‏أنه متيز يف الدعوة ‏إىل انتزاع عنارص املوضوع من الآيات ذاتها ل من<br />

غريها،‏ ويف التنصيص على حتديد املوضوع القرآين حتديداً‏ دقيقاً‏ من حيث املعنى _ وهذا<br />

‏أمر مهم ليكون املوضوع تاماً،‏ ولكي ل يدخل فيه ما ليس منه _ ويوؤخذ عليه ما ‏أخذ على<br />

الدكتور الفرماوي.‏<br />

خامساً-‏ يف نظر الدكتور مصطفى مسلم:‏<br />

حيث ذكر يف كتابه ‏»مباحث يف التفسري املوضوعي«‏ ثماين خطوات )31( ملنهجية<br />

التفسري املوضوعي للموضوع القرآين:‏<br />

اختيار عنوان للموضوع القرآين جمال البحث،‏ وذلك بعد معرفة ‏أبعاده ومعامله<br />

يف الآيات.‏<br />

جمع الآيات التي تبحث يف املوضوع،‏ ‏أو تشري ‏إىل جانب منه.‏<br />

ترتيبها حسب زمن النزول.‏<br />

دراسة هذه الآيات من كتب التفسري.‏<br />

تسجيل العنارص الأساسية للموضوع من خلل الآيات.‏<br />

تفسري الآيات ‏إجمالً‏ وذكر املاأثور فيها.‏<br />

وضع خمطط للبحث.‏<br />

حتديد الأهداف املرجوة من البحث لإبراز حقائق وتوجيهات القرآن.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وهو بهذا كان موافقاً‏ ملن قبله،‏ حيث ‏أكد على ما ذكره الدكتور عبد الستار فتح اهلل<br />

‏سعيد يف انتزاع عنارص املوضوع من الآيات،‏ ويف اخلطوة السابعة قال:‏ ‏»وضع خمطط<br />

للبحث«‏ وما هي ‏إل من مقتضيات البحث العلمي ورشوطه التي ‏سبقه ‏إليها الدكتور الكومي،‏<br />

ولكنه ‏أبرز ‏رضورة حتديد الباحث الأهداف املرجوة من بحثه وهي خطوة ‏رضورية،‏ وإن<br />

كانت هي ‏أيضاً‏ من مقتضيات البحث العلمي.‏<br />

سادساً-‏ يف نظر الدكتور عبد اجلليل عبد الرحيم:‏<br />

ذكر يف كتابه ‏»التفسري املوضوعي يف كفتي امليزان«‏ خمس خطوات ملنهجية<br />

التفسري املوضوعي )32( كان متابعاً‏ فيها ملن ‏سبقه وزاد عليها خطوتان:‏<br />

اختيار املوضوع القرآين املراد دراسته.‏<br />

221<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

جمع الآيات القرآنية ذات العلقة باملوضوع.‏<br />

ترتيبها حسب النزول ما ‏أمكن.‏<br />

دراستها دراسة وافية من كتب التفسري.‏<br />

استنباط العنارص الأساسية للموضع وتصنيفها يف خطة.‏<br />

:<br />

)33(<br />

‏وزاد عليها<br />

Ú<br />

Ú<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

Ú<br />

Ú<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏أن يكون املوضوع من الواقع.‏<br />

‏أن يُلم املفرس موضوعياً‏ باملشكلة ‏أو القضية ‏إملام املختص بها.‏<br />

وهما ملحوظتان مهمتان ولكنهما تتعلقان بالرشوط املعتربة يف املفرس واملوضوع<br />

ل يف منهجية البحث،‏ ولو قال يف امللحوظة الأوىل تنزيل ‏آيات املوضوع على واقع<br />

املخاطبني لكانت منها.‏<br />

سابعاً-‏ يف نظر الدكتور زياد الدغامني:‏<br />

‏أفرد كتاباً‏ بعنوان ‏»منهجية البحث يف التفسري املوضوعي للقرآن الكرمي«‏ وعدرّ‏ ‏سبع<br />

خطوات )34( لهذه املنهجية:‏<br />

استقراء النصوص القرآنية حلرص الآيات املتعلقة باملوضوع.‏<br />

‏رضورة النظر يف املكي واملدين منها.‏<br />

ملحظة البعد التاريخي والبيئي.‏<br />

تصنيف املوضوع بذكر مقدماته وقضاياه وحتديدها.‏


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

‏للتفات ‏إىل الواقع ‏أثناء التفسري.‏<br />

222<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

استنباط اسم املوضوع من وحي القرآن الكرمي.‏<br />

‏ضوابط ‏أخرى وذكر فيها:‏ عدم الدخول ‏إىل القرآن مبقررات ‏سابقة،‏ والتوفيق بني<br />

الآيات لإزاحة ما يوهم التعارض،‏ وللتزام برشوط البحث العلمي.‏<br />

لقد متيز باخلطوة اخلامسة ‏»للتفات ‏إىل الواقع«-‏ والذي يستدعي معاجلة واقع<br />

املخاطبني بالقرآن بتعزيز الإيجابي وتقليل السلبي ثم التخلص منه،‏ وهو ما ‏سنتحدث<br />

عنه يف املنهجية املعدلة-‏ ولكن يوؤخذ عليه ما ‏أورده يف اخلطوة الأخرية،‏ فمنها ما هو من<br />

املنهجية،‏ ومنها ما هو من الرشوط اللزمة يف املفرس،‏ ويوؤخذ عليه ملحظته يف اخلطوة<br />

الثالثة قوله ‏»ملحظة البعد التاريخي والبيئي«‏ فهي مما تخص بعض املوضوعات نحو<br />

املتعلقة بالقصص القرآين،‏ ولعل الأفضل ‏أن يقول:‏ دراسة جو النزول لآيات املوضوع،‏ وهو<br />

ما ‏سنبينه يف املبحث الثاين.‏<br />

ثامناً-‏ يف نظر الدكتور صالح اخلالدي:‏<br />

لقد جعل املنهجية على ثالثة اأقسام )35( :<br />

♦ ‏♦القسم االأول:‏ خطوات عامة:‏<br />

تسجيل الباحث ‏أهدافه التي يريد حتقيقها من بحثه.‏<br />

حتديد مدى احلاجة املعارصة ‏إىل بحثه.‏<br />

‏أن ل يكون للباحث غرض مسبق يريد حتقيقه.‏<br />

‏أن يطلع الباحث على الأبحاث والدراسات القرآنية السابقة.‏<br />

‏أن يقرأ الباحث قراءة عامة ‏شاملة،‏ ويطلع على كل ما له ‏صلة ببحثه.‏<br />

تراه متيز يف اخلطوة الثانية التي ذكرها،‏ وأما ما ذكره يف اخلطوة الثالثة والرابعة<br />

واخلامسة فما هي ‏إل من الرشوط اللزمة يف الباحث والبحث،‏ ول تصلح ‏أن تصنف خطوات<br />

عامة يف املنهجية.‏<br />

♦ ‏♦القسم الثاين:‏ اخلطوات املتعلقة باملنهجية اخلاصة للتفسري املوضوعي:‏<br />

قريبة.‏<br />

<br />

اختيار املوضوع القرآين للبحث على ‏أن تكون له مادة واسعة يف القرآن.‏<br />

تسجيل الأسباب التي دفعته لختيار املوضوع.‏<br />

جمع الآيات التي تتحدث عن املوضوع،‏ ‏سواء باألفاظ ‏رصيحة مبارشة ‏أو باألفاظ


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

استخراج معاين الألفاظ السابقة التي اختارها من ‏أمهات كتب اللغة.‏<br />

223<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

حرص الآيات التي استعملت املصطلحات الأساسية ملوضوعه والألفاظ املقاربة لها.‏<br />

تسجيل ما يدور حول الآيات التي استخلصها،‏ من ‏أسباب نزول ونسخ وقراءات<br />

‏صحيحة،‏ وترتيبها حسب املكي واملدين وزمان النزول.‏<br />

قراءة تفسري الآيات من ‏أمهات التفاسري.‏<br />

بيان الأبعاد املعارصة للآيات.‏<br />

استخلص الدللت والعرب واللطائف من الآيات.‏<br />

‏لطلع على الدراسات والأبحاث القرآنية اخلاصة املعارصة ذات الصلة<br />

مبوضوعه.‏<br />

يوؤخذ عليه يف اخلطوة الأوىل تقييده املوضوع املختار بسعة املادة يف القرآن،‏<br />

وذلك لأمر اهلل العام بتدبر كتابه،‏ وترى تداخلً‏ بني اخلطوة الثانية يف هذا القسم واخلطوة<br />

الأوىل والثانية يف القسم السابق،‏ وترى ‏أن اخلطوة الثالثة واخلامسة يف هذا القسم نفسه<br />

متشابهة،‏ كما ‏أن اخلطوات الرابعة والسادسة والسابعة والتاسعة،‏ جاءت عند من ‏سبقه<br />

جمملة يف قولهم ‏»دراسة الآيات دراسة تفسريية وافية«،‏ وكذا قوله يف اخلطوة الثامنة<br />

‏»بيان الأبعاد املعارصة للآيات«‏ هي عند من ‏سبقه ‏»بيان واقعية الآيات«،‏ ولعلرّه متيز يف<br />

دعوته بالطلع على الدراسات والأبحاث املعارصة ذات العلقة مبوضوع البحث،‏ وإن<br />

كانت هي من مقتضيات البحث العلمي ل من منهجيته.‏<br />

♦ ‏♦القسم الثالث:‏ وهذه اخلطوات جعلها حتت مرحلة الرتتيب والصياغة:‏<br />

‏إلقاء نظرة فاحصة على املادة التفسريية املجموعة ‏أمامه نظرة منهجية بهدف<br />

‏إدراك فصولها ومباحثها.‏<br />

وضع خمطط منهجي موضوعي للبحث مفصل الفصول واملباحث.‏<br />

توزيع املادة التفسريية على فصول ومباحث املخطط.‏<br />

‏صياغة وكتابة الفصول مبباحثها وسلمتها.‏<br />

وضع اللطائف واللفتات يف مواضعها.‏<br />

الإخراج الفني املقبول.‏<br />

وهذه ‏سبقت عند الباحثني قبله جمملة بدعوة الدكتور حجازي دراسة الأيات<br />

دراسة منهجية موضوعية متكاملة،‏ والدكتورالكومي مبراعاة ‏رشوط البحث العلمي،‏


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

والدكتورالفرماوي بتكوين ‏إطار مناسب للموضوع وهيكل متناسق،‏ وعند الدكتور فتح<br />

اهلل ‏سعيد،‏ ‏»تقسيم املوضوع ‏إىل عنارص متنوعة من الآيات«،‏ وعند الدكتور مسلم بقوله:‏<br />

‏»تسجيل عنارصاملوضوع«،‏ وعند الدكتور الدغامني ‏»تصنيف املوضوع بذكر مقدماته<br />

وقضاياه وحتديدها«‏ فاجلدة يف تفصيلها ل يف حقيقتها.‏<br />

النتائج النقدية العامة:‏<br />

بعد هذا العرض ملناهج ‏أوردها باحثون معارصون للتفسري املوضوعي حسب السبق<br />

الزمني ملعرفة هل من جديد يف حتديد املنهجية،‏ ‏أو هي التبعية والتفنن يف العرض؟<br />

نخلص اإىل ما ياأتي:‏<br />

● ‏●غالب اجلِ‏ درّة كانت يف العرض،‏ ‏أو يف تفصيل اللحق قضايا جمملة ‏أوردها السابق،‏<br />

‏أرشت ‏إليها يف مواضعها.‏<br />

والرشوط اللزمة<br />

)36(<br />

‏●من السلبيات العامة:‏ اخللط بني خطوات املنهجية العلمية<br />

يف الباحث ‏أو املبحوث ‏)موضوع الدراسة(‏ ، وهذه تكررت عند املتاأخرين بشكل واضح.‏<br />

224<br />

●<br />

ولقد متيز بعضهم يف بعض النقاط-‏ ‏أرشت ‏إليها يف مواضعها-‏ منها ما كان له<br />

علقة باملنهجية العلمية،‏ ومنها ما له علقة مبقتضياتها كتلك التي ‏أرشت ‏إليها فيما<br />

يتعلق بالباحث ‏أو املبحوث.‏<br />

هذه امللحظات النقدية العامة،‏ ‏إضافة لتلك امللحظات النقدية اخلاصة التي ‏أوردتها<br />

عقب ذكر كل منهج.‏<br />

املبحث الثاني:‏<br />

التجديد يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآني:‏<br />

تقراأ فيه:‏<br />

●<br />

● ● بني الرتتيب املصحفي والرتتيب النزويل ‏)التاريخي(‏ .<br />

● ● ‏سلبية تقدح يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين!‏<br />

● ● التجديد يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين ‏سبيل التخلص من<br />

‏سلبيته:‏ املناسبة،‏ والوحدة املوضوعية،‏ واملقاصد للسورة القرآنية ‏أصل يف املنهجية.‏<br />

● ● دراسة تطبيقية تربهن ‏صحة التجديد ورضورته.‏<br />

‏●املنهج العام املعدل يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

بني الرتتيب املصحفي والرتتيب النزولي ‏)التارخيي(‏ :<br />

بالنظر ‏إىل تعريف التفسري املوضوعي ومنهجه الذي ‏سبق بيانه،‏ يتضح ‏أن املفرس يف<br />

التفسري املوضوعي يُحاول تفسري ‏آيات املوضوع حسب الرتتيب النزويل التاريخي ل حسب<br />

الرتتيب املصحفي.‏ والرتتيب النزويل التاريخي:‏ هو الذي تعرف به ‏أزمنة نزول الآيات<br />

القرآنية املنجمة-‏ املفرقة-‏ حسب مشيئة اهلل لأسباب وظروف معينة وأزمنة نزول السور.‏<br />

وهو الذي يحتاج ‏إليه املفرس تفسرياً‏ موضوعياً،‏ لرتتيب ‏آيات املوضوع حسب ‏أزمنة<br />

نزولها ما ‏أمكنه ذلك،‏ ملا لها من ‏أثر يف فهم املوضوع القرآين،‏ وهو ‏شاق وظني غالباً‏<br />

لقلة الروايات الصحيحة فيه،‏ يقول ‏سيد قطب:‏ ‏»ذلك ‏أن الرتتيب الزمني للنزول ل ميكن<br />

القطع فيه الآن بشيء-‏ اللهم-‏ ‏إل من ناحية ‏أن هذا قرآن مكي وهذا قرآن مدين على وجه<br />

الإجمال،‏ على ما يف هذا من خلفات قليلة )37( ، وأما الرتتيب الزمني املقطوع به من<br />

ناحية زمن نزول كل ‏آية ‏أو كل جمموعة من الآيات ‏أو كل ‏سورة فيكاد يكون متعذراً،‏ ول<br />

يكاد يجد الإنسان فيه اليوم ‏شيئاً‏ مستيقناً،‏ ‏إل يف ‏آيات معدودات تتواتر بساأنها الروايات<br />

‏أو تقطع بساأنها بعض الروايات...‏ وعلى كل ما يف حماولة تتبع ‏آيات القرآن وسوره وفق<br />

الرتتيب الزمني للنزول من قيمة ومن مساعدة يف تصور منهج احلركة الإسلمية ومراحلها<br />

وخطواتها،‏ فاإن قلة اليقني جتعل الأمر ‏شاقاً،‏ وجتعل النتائج ظنية وليست نهائية«‏ )38( .<br />

ولقد حظيت ‏آيات القرآن الكرمي بالرتتيبني،‏ وكل منهما حلِ‏ كم ‏أرادها اهلل:‏<br />

فهو يف ترتيبه النزويل ‏»منهج لتاأسيس دعوة وأسلوب ‏إقناع بعقيدة،‏ وطريقة تبشري<br />

وإنذار،‏ ودحض كامل ملنطق الإحلاد«‏ )39( ، وهو يف ترتيبه املصحفي-‏ ‏إضافة لذلك-‏<br />

‏»أسلوب حياة وبناء حضارة،‏ ودستور للإنسان حميط بكل ‏صغرية وكبرية من حاجاته<br />

ومطالبه...«‏ )40( .<br />

وإذا كان الرتتيب النزويل ‏أوفق حلال املخاطبني يف بدء الدعوة فاإن الرتتيب املصحفي<br />

بعد اكتمال الدين وإمتام النعمة وإقامة الدولة،‏ ‏أوفق حلال املوؤمنني مهما تباينت ‏أحوالهم<br />

وتعددت ‏أماكنهم وتباعدت ‏أزمانهم ‏إىل يوم الدين.‏<br />

سلبية تقدح يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآني!‏<br />

ملا كان الرتتيب النزويل ظنياً‏ تقل فيه الروايات الدالة عليه،‏ وكان الرتتيب املصحفي<br />

الأوفق حلال املخاطبني بعد اكتمال الدين وإمتام النعمة – ‏{الْيَوْمَ‏ ‏أَكْ‏ مَلْتُ‏ لَكُ‏ مْ‏ دِينَكُ‏ مْ‏<br />

وَأَمتْ‏ ‏َمْتُ‏ عَ‏ لَيْكُ‏ مْ‏ نِعْمَتِي وَرَضِ‏ يتُ‏ لَكُ‏ مُ‏ الِْ‏ إسْ‏ لَ‏ مَ‏ دِينًا}‏ )3: املائدة(‏ - مهما تباينت ‏أحوالهم<br />

225


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

وتعددت ‏أماكنهم وتباعدت ‏أزمانهم،‏ وكان حلِ‏ كم ‏أرادها اهلل-‏ ‏أرشنا ‏إىل بعضها )41( ، وما<br />

خفي علينا ‏أعظم-‏ فاإن املفرس يف التفسري املوضوعي باجتزاء ‏آيات موضوع ما من بني<br />

‏آيات موضوعات ‏أخرى يف السورة يشتط بعيداً‏ عن حكمة اهلل ومراده ومقصوده،‏ ملا جعل<br />

‏آيات ذلك املوضوع مع تلك املوضوعات ‏ضمن السورة الواحدة،‏ لذلك كان على املفرس<br />

يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين ‏أن يُراعي الرتتيب املصحفي،‏ كما يحرص على<br />

الرتتيب الزمني ما ‏أمكنه.‏<br />

بل ‏إن التفسري املوضوعي يُذهب بوجه من وجوه ‏إعجاز القرآن الكرمي،‏ حيث جاء<br />

يف ‏أعلى طبقات البلغة،‏ مع تنقله بقارئه من موضوع ‏إىل ‏آخر دون تشتت ول تفكك،‏ بل<br />

باأعلى درجات ‏لنتظام وللتئام،‏ يقول الدكتور فضل عباس ‏»وإن لهذه الطريقة-‏ التفسري<br />

املوضوعي-‏ ماآخذ تقوى وتضعف وتزيد وتنقص تبعاً‏ للمفرس نفسه،‏ فمن املعلوم ‏أن<br />

طريقة التفسري التي اعتدناها تهيئ لنا معرفة الإعجاز القرآين يف ‏ألفاظه ‏إفراداً‏ وتركيباً،‏<br />

وينتقل يف الذهن من روضة ‏إىل روضة،‏ والتفسري املوضوعي يحرمه ذلك كله«‏ )42( .<br />

التجديد يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآني:‏<br />

سبيل التخلص من سلبيته!‏ ؟<br />

للتخلص من هذه السلبية ل بد من النظر فيما يقوم عليه الرتتيب املصحفي،‏ ومراعاته<br />

يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين،‏ وبهذا نحقق بعض احلِ‏ كم ‏أو جلرّها التي<br />

‏أرادها اهلل ملرّا تكلم بهذه الآيات بهذا الرتتيب وفررّق ‏آيات املوضوع الواحد يف ‏سور متعددة<br />

مقرتناً‏ مبوضوعات ‏أخرى.‏<br />

وبعد الدراسة والنظر راأيت اأن الرتتيب املصحفي يقوم على ثالثة اأسس:‏<br />

املناسبة بني ‏آيات السورة.‏<br />

226<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

الوحدة املوضوعية للسورة.‏<br />

مقاصد السورة.‏<br />

ولتوضيح ذلك،‏ وبيان اأصالتها يف منهجية التفسري املوضوعي،‏ اأقول:‏<br />

أوالً-‏ املناسبة:‏<br />

مفهومها:‏ علل ترتيب ‏أجزاء الكلم )43( ، وبها يعرف حسن رص الآيات،‏ واتساق<br />

تراكيبها،‏ وإحكام بنائها،‏ ورس نظمها،‏ وعلئق ترابطها،‏ وكوامن تناسقها.‏ يقول البقاعي:‏<br />

وموضوع علم املناسبات:‏ ‏أجزاء الشيء املطلوب علم مناسبته من حيث الرتتيب،‏ وثمرته:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏لطلع على الرتبة التي يستحقها اجلزء بسبب ماله مبا وراءه وما ‏أمامه من ‏لرتباط<br />

والتعلق الذي هو كلحمة النسب )44( .<br />

وبناءً‏ على مفهوم املناسبة وثمرة علمها تبني ‏أن لكل جزء من الكلم علةً‏ ‏أو عللً‏ يف<br />

ترتيبه مع غريه من ‏أجزاء الكلم،‏ وارتباطاً‏ وتعلقاً‏ كلحمة النسب،‏ لذلك ‏صح ما قلناه يف ‏أن<br />

الرتتيب املصحفي من ‏أسسه التي يقوم عليها املناسبة بني الآيات.‏<br />

وملا كان املفرس تفسرياً‏ موضوعياً‏ يجتزئ ‏آيات موضوع ما من السور التي ورد<br />

فيها،‏ ولها علل وروابط وعلئق،‏ وحِ‏ كم ‏أرادها اهلل،‏ كان ينبغي عليه ‏أن يدرس مناسبة<br />

‏آيات املوضوع-‏ الذي يبحثه-‏ بعضها مع بعض من جهة،‏ ومناسبة موضوع البحث<br />

للآيات السابقة عليه وعلقته بالآيات اللحقة به يف كل ‏سورة ورد فيها مستفيداً‏ من<br />

ظلل املوضوعات الأخرى يف السورة على موضوع بحثه من جهة ‏أخرى،‏ فيعزز بذلك<br />

موضوعه،‏ ويضفي عليه لطائف وحِ‏ كم،‏ وبذلك ال يشتط بعيداً‏ عن مراد اهلل حني جعل<br />

ذلك املوضوع يف ذلك املوضع من تلك السورة،‏ وسيتضح الأمر جلياً‏ عند تقدمي دراسة<br />

تطبيقية.‏<br />

واحلق ‏أن مناسبة الآيات يف ‏سورها عدرّها الدكتور حجازي من مقتضيات منهجية<br />

التفسري املوضوعي-‏ كما ‏سبق ذكره )45( - وتابعه على هذا الدكتور الفرماوي )46( ، ولكن<br />

مل تكن خطوة بارزة يف منهجية التفسري املوضوعي عند ‏أكرث الباحثني فيه،‏ ومل ينظر ‏إليها<br />

على ‏أنها تسهم يف حتقيق مراد اهلل يف نظم الآيات وحِ‏ كم الرتتيب املصحفي،‏ وأن املفرس<br />

بهذا قد جمع بني فوائد الرتتيب النزويل واملصحفي.‏<br />

ثانياً-‏ الوحدة املوضوعية للسورة القرآنية:‏<br />

مفهومها:‏ هي ‏أمر كلي عام تتعانق حوله موضوعات السورة القرآنية الواحدة وتنشد<br />

‏إليه وجتتمع حوله الآيات )47( . لذلك كان كل موضوع يف السورة ينتظم مع املوضوعات<br />

الأخرى يف وحدة موضوعية،‏ وهذا ‏لنتظام ل يحققه ‏إل الرتتيب املصحفي،‏ الذي ‏أراده اهلل<br />

املتكلم ‏سبحانه بالقرآن.‏<br />

فاإذا قلنا ‏إنه ينبغي على املفرس تفسرياً‏ موضوعياً‏ ‏أن يتعرف على مناسبة ‏آيات<br />

موضوع البحث ومناسبته ملا قبله وعلقته مبا بعده،‏ فاإنه يلزمه ‏أيضاً‏ ‏أن يعرف علقة<br />

موضوع البحث بالأمر العام الذي تتعانق حوله موضوعات السورة ‏)أي الوحدة املوضوعية(‏<br />

، ليحقق له هذا معاين ولطائف،‏ ويفتح له ‏آفاقاً‏ يف الفهم وعنارص يف رسم خطة موضوعه،‏<br />

وليحقق بذلك اجلمع بني حِ‏ كم اهلل ومراده يف ترتيبه املصحفي عند اجتزاء بعض الآيات،‏<br />

ولعله يستشف مراد اهلل حني تكلم عن ذلك املوضوع يف تلك السور دون غريها.‏<br />

227


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

ويرى الإمام الشاطبي ‏أنه ل ميكن فهم مراد املتكلم ‏سبحانه ‏إل بردرّ‏ ‏آخر الكلم على<br />

‏أوله،‏ وأوله على ‏آخره،‏ وهو بفعله هذا يقف على الوحدة املوضوعية للسورة،‏ حيث يقول<br />

‏»فاإن القضية وإن اشتملت على جمل فبعضها متعلق ببعض لأنها قضية واحدة نازلة يف<br />

‏شيء واحد فل حميص للمتفهم عن رد ‏آخر الكلم على ‏أوله،‏ وأوله على ‏آخره،‏ واإذ بذاك<br />

يحصل مقصود الشارع يف فهم املكلف،‏ فاإن فررّق النظر يف ‏أجزائه فل يتوصل به ‏إىل<br />

مراده،‏ فل يصح ‏لقتصار يف النظر على بعض ‏أجزاء الكلم دون بعض«‏ )48( .<br />

ثالثاً-‏ مقاصد السورة القرآنية:‏<br />

مفهوم املقصد القراآين:‏ هو الهدف والغاية امللحوظة يف السورة القرآنية مبجموعها<br />

‏أو يف ‏آيات املوضوع القرآين-‏ يف لفظها ومعناها-‏ فهو املحصول منها وما ترمي ‏إليه،‏<br />

)49(<br />

والآيات القرآنية ‏رشح وتفصيل له،‏ ‏أو تعليل وإثبات له ليتحقق عند املخاطبني به.‏<br />

ويشرتط يف املقصد القرآين ‏أن يكون قضية كلية عامة متعلقة باملخاطبني كافة<br />

)50(<br />

بالآيات القرآنية.‏<br />

واعلم ‏أن مقاصد السورة القرآنية تتفرع عن مقاصد القرآن العامة التي ‏أنزله اهلل<br />

من ‏أجلها،‏ وأجمع الأقوال ‏أن مقصد القرآن الكرمي العام هو ‏إثبات ‏صدق النبي r، وحتقيق<br />

)51(<br />

الهداية يف العباد.‏<br />

وبناءً‏ على املفهوم ‏لصطلحي للمقصد القرآين،‏ اتضح ‏أن ‏آيات السورة القرآنية ترشح<br />

املقصد من السورة وتفسصّ‏ له ‏أو تعلله وتثبته ليتحقق عند املخاطبني بها،‏ فمن هنا تبني ‏أن<br />

املقاصد القرآنية ‏أساس يف الرتتيب املصحفي من جهة،‏ كما تبني ‏أن دراسة مقاصد السورة<br />

القرآنية التي ورد فيها موضوع البحث يف التفسري املوضوعي يحقق مراد اهلل،‏ ويرتك ‏أثراً‏<br />

جلياً‏ واضحاً‏ يف الدراسة املوضوعية لذلك املوضوع،‏ ويربز معامله ويكشف حقائقه،‏ بل<br />

يُسهم يف حتديد هدفه وحتقيقه،‏ ويكون املفرس بذلك قد جمع بني حِ‏ كم اهلل يف الرتتيب الذي<br />

نزل عليه القرآن،‏ ويف الرتتيب املصحفي الذي استقر عليه كلم اهلل.‏<br />

واإليك الدراسة التطبيقية التي تدلل على ‏صحة ما ذهبنا اإليه:‏<br />

دراسة قرآنية تطبيقية:‏<br />

‏أقدم هذه الدراسة العملية القرآنية ‏أُثبت فيها ‏أن دراسة الوحدة املوضوعية للسورة<br />

القرآنية ومقاصدها واملناسبة للآيات خطوة ‏أصيلة يف منهج التفسري املوضوعي للموضوع<br />

القرآين:‏<br />

فلو ‏أن مفرساً‏ ‏أراد ‏أن يُعد دراسة عن الربا يف ‏ضوء القرآن الكرمي،‏ فاأول ‏آيات حتدثت<br />

228


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

)52(<br />

عن الربا يف ‏سورة البقرة-‏ من ‏آية )275( ‏إىل ‏آية )280( - ول ‏أريد تتبع املواضع الأخرى<br />

؛ لأن غايتي ‏إثبات ما ذهبت ‏إليه ل ‏إجراء دراسة متكاملة عن الربا.‏<br />

وللتدليل على ما ‏سبق ‏أبني الظلل التي تلقيها الوحدة املوضوعية لسورة البقرة<br />

ومقاصدها،‏ ومناسبة ‏آيات حترمي الربا فيها للآيات السابقة عليها وعلقتها بالآيات<br />

اللحقة بها.‏<br />

فالوحدة املوضوعية،‏ والأمر العام الذي تتعانق حوله موضوعات ‏سورة البقرة<br />

‏لستخلف يف الأرض،‏ حيث حتدثت عن استخلف ‏آدم عليه السلم-‏ ثم طوت ‏صفحات<br />

املستخلفني ‏إىل ‏آخر ‏أمة ‏سابقة على ‏أمة حممد ‏صلى اهلل عليه وسلم،‏ فتحدثت عن استخلف<br />

بني ‏إرسائيل مبينة ‏أسباب نزع اخللفة منهم-‏ حمذرة ‏أمة الإسلم من الوقوع فيها-‏ مبينة<br />

موقف بني ‏إرسائيل من الدعوة الإسلمية يف املدينة ومواجهتهم لسيدنا رسول اهلل ‏صلى<br />

اهلل عليه وسلم،‏ ثم تتحدث الآيات عن موقف اجلماعة املسلمة يف ‏أول نساأتها وإعدادها<br />

حلمل ‏أمانة الدعوة والعقيدة واخللقة يف الأرض مبنهج اهلل،‏ مبينة ما يلزمها من ترشيع<br />

على املستوى الفردي والأرسي واملجتمعي )53( .<br />

وأما مقاصدها فهو ‏إقامة الدليل على ‏أن القرآن كتاب هداية يُتَّبع،‏ وإثبات ‏سمو هذا<br />

الدين على ما ‏سواه ببيان ترشيعاته التي حتقق مصالح املجتمع )54( .<br />

وأما مناسبة ‏آيات حترمي الربا للآيات السابقة عليها:‏ فالسابقة جاءت حتدثنا عن<br />

الإنفاق ومثوبته-‏ كما يتخلل ‏آيات حترمي الربا الدعوة لإيتاء الزكاة والتصدق والتذكري<br />

بالتقوى-‏ وأما الآيات اللحقة لها فتحدثنا عن مرشوعية الدَّين وأحكامه وعن الرهان،‏<br />

وما ذلك ‏إل من قواعد ‏لقتصاد الإسلمي كنظام من ‏أنظمة اخللفة يف الأرض،‏ يقول ‏سيد<br />

قطب ‏»منذ الآن-‏ ‏آية )261( - ‏إىل قرب نهاية السورة يتعرض السياق لإقامة قواعد النظام<br />

‏لقتصادي ‏لجتماعي الذي يريد الإسلم ‏أن يقوم عليه املجتمع املسلم...«‏ )55( .<br />

قلت:‏ والتناسب بينها قوي:‏ فاإن كان الربا استغلل حاجة املحتاجني،‏ فاإن الصدقة<br />

تسد حاجتهم،‏ وإن كان الربا عنوان جشع النفس،‏ فاإن الصدقة تطهري النفس وتهذيبها-‏<br />

‏{خُ‏ ذْ‏ مِنْ‏ اأَمْوَالِهِمْ‏ ‏صَ‏ دَقَةً‏ تُطَهِّرُهُمْ‏ وَتُزَكِّيهِمْ‏ بِهَا}‏ )103: التوبة(‏ - والتقوى ‏ضابط<br />

‏للتزام ومانعة ‏لستغلل.‏<br />

وأما ربط ‏آيات حترمي الربا باآيتي الدرّين والرهان فهي مبثابة البديل للقضاء على<br />

الربا وذلك بالدرّين املوؤجل املكتوب ‏إقراضاً‏ هلل،‏ ‏أو املرهون مقابله به املشهود عليه،‏ لتحفظ<br />

حقوق العباد من الضياع؛ لأن ‏ضياعها يورث النزاع ويذهب ‏سلمة ‏لجتماع الذي به<br />

يصلح ‏لستخلف.‏<br />

229


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

وبعد هذا العرض املوجز للوحدة املوضوعية لسورة البقرة ومقاصدها املتضمنة<br />

لآيات حترمي الريا-‏ موضوع الدراسة-‏ ومناسبة هذه الآيات ملا قبلها وعلقتها مبا<br />

بعدها،‏ ليخرج املفرس لها تفسرياً‏ موضوعياً‏ بلطائف واأفكار وحماور ما تسنت له<br />

لوال ذلك واإليك هي:‏<br />

يجب على الأمة املستخلفة يف الأرض ‏أن تسري وفق منهج اهلل ورشيعته يف<br />

عمارتها للأرض،‏ وذلك يف كل اجلوانب والأنظمة-‏ ومنها النظام ‏لقتصادي-‏ وأن اخلروج<br />

عن املنهج من دواعي نزع اخللفة-‏ كما كان ‏ساأن بني ‏إرسائيل-‏ وذهاب الدولة.‏ ‏)أُخذت<br />

هذه بالنظر ‏إىل الوحدة املوضوعية يف السورة(‏ .<br />

230<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

يريد اهلل املجتمع املسلم املستخلف كاجلسد الواحد،‏ والربا يقطع ‏أوارص التلحم<br />

بني ‏أعضاء املجتمع،‏ بينما الصدقة تعززه،‏ ‏إذ هي ‏سد حاجة املحتاجني والربا استغللها.‏<br />

‏)أُخذت هذه بالنظر ‏إىل املناسبة بني ‏آيات حترمي الربا وما قبلها يف الإنفاق(‏ .<br />

الربا يورث الأمراض يف املجتمع كاجلشع والطمع والشح،‏ بينما الصدقة تربي<br />

الإيثار واملحبة،‏ فالأحكام الرشعية تقورّم ‏أخلقيات املجتمع وحتقق مصالح للعباد<br />

ومعامل هداية فردية وجمتمعية.‏ ‏)أُخذت هذه بالنظر ‏إىل مقاصد ‏سورة البقرة واملناسبة<br />

بني الآيات(.‏<br />

يقرر الإسلم البدائل عما يحرمه،‏ فبديل الربا التصدق ‏أو الدَّين املوؤجل قرضاً‏<br />

حسناً‏ مكتوب مشهود عليه ‏أو مرهون مقابله به،‏ مما يوؤكد ‏سمو دين اهلل والتوازن فيه وعلو<br />

‏ساأنه وعظيم هدايته.‏ ‏)أخذت هذه بالنظر ‏إىل مناسبة الآيات ملا قبلها وما بعدها ومقاصد<br />

السورة(‏ .<br />

كما ميكنه ‏أن يتحدث عما تربزه الآيات-‏ مبناسبتها ومقاصد ‏سورتها ووحدتها<br />

املوضوعية-‏ من خصائص النظام ‏لقتصاد الإسلمي الذي يقوم على قاعدة توزيع الرثوة<br />

يف املجتمع بدللة التاأكيد على الإنفاق وسدرّ‏ جيوب الفقر،‏ والتخلص من الطبقية وسلبيتها؛<br />

لأنه بالربا يوؤول املال ‏إىل قلة يف املجتمع يتحكمون به.‏<br />

ومن خصائصه التي توؤكدها الآيات:‏ ‏أن هذا النظام يف الإسلم يوجب تنمية املال،‏<br />

فالزكاة والصدقة املضادتان للربا يف استغللها حاجة املحتاجني ‏إمنا تكون يف املال<br />

النامي وحتمل ‏صاحبها على تنميته،‏ مما يعني حتريك عجلة ‏لقتصاد ومنوه،‏ وهوالذي<br />

يحقق قوة الدولة ويحقق استقرارها حيث التاآلف بني ‏أفراد املجتمع والرضا املتبادل بني<br />

الساسة والرعية.‏<br />

وهذا قليل من كثري ‏أفادته مناسبة ‏آيات حترمي الربا للآيات السابقة وعلقتها بالآيات<br />

اللحقة عليها والوحدة املوضوعية لسورتها ومقاصدها.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

نتائج املبحث الثاني:‏<br />

يتبني لنا مما تقدم ‏أن املناسبة والوحدة املوضوعية للسورة القرآنية ومقاصدها تعد<br />

‏أسلً‏ يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين.‏<br />

فاملفرس يف التفسري املوضوعي ‏إذا قام بدراسة وافية ملناسبة ‏آيات موضوع بحثه<br />

يف ‏سورها وظلل املوضوعات الأخرى يف كل ‏سورة على موضوع بحثه منتبهاً‏ ملقاصد<br />

تلك السور ووحدتها،‏ فاإن موضوع بحثه يتسِّ‏ ع وتربز معامله وتنكشف حقائقه،‏ كما تضفي<br />

عليه ‏آفاقاً‏ جديدة وأفكاراً‏ عميقة ومعاين جليلة،‏ يستخرجها حال النظر يف السورة تلو النظر<br />

والتدبر مع التفكر والتبرص،‏ ‏إذا عل ذلك الإخلص وصاحبه،‏ ويكون بذلك قد ‏أدرك مراد<br />

اهلل،‏ ‏أو كاد يدركه بل لعله يصيب حكمة اهلل،‏ ملرّا جعل ذلك املوضوع يف ذلك املوضع من<br />

تلك السورة،‏ ول يكون بذلك جمتزئاً‏ لآيات موضوع بحثه من السور التي ورد فيها اجتزاء<br />

خملً،‏ ول يكون بذلك متعدياً‏ على حكمة اهلل ومراده،‏ ول مستدركاً‏ على اهلل يف ترتيب ‏آيات<br />

كتابه،‏ بل جامعاً‏ بني احلِ‏ كم من الرتتيب النزويل حيث واكب القرآن حال املخاطبني وقت<br />

نزوله،‏ واحلِ‏ كم من الرتتيب املصحفي الذي استقر عليه كلم اهلل خطاباً‏ للناس يف كل مكان<br />

وعرب الزمان.‏<br />

املنهج العام املعدل يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآني:‏<br />

ل بد من حتديد املعنى ‏لصطلحي للمنهج،‏ حيث يسهم يف دقة الوصف والتحديد<br />

للخطوات املنهجية.‏<br />

املنهج لغةً:‏ من نهج،‏ وقالوا نهج الثوب:‏ ‏إذا بان فيه البِلَى،‏ واملنهاج:‏ الطريق الواضح،‏<br />

ونهج الطريق:‏ ‏أبانه وأوضحه،‏ ونهجه:‏ ‏إذا ‏سلكه،‏ ونهج يل الأمر:‏ ‏إذا ‏أوضحه )56( . ومن هنا<br />

يتضح ‏أن املنهج طريق يتبع ويسلك للوصول ‏إىل مراد ‏أو ليتضح منه املراد،‏ فهو عملي<br />

للوصول ‏إىل نتائج عملية ‏أو نظرية.‏ وعليه فاملنهج يف البحث العلمي هو:‏ اخلطة املرسومة<br />

املبنية على قواعد وأسس ينطلق منها الباحث يف بحثه فتضبط عمله كله للوصول ‏إىل<br />

)57(<br />

حقيقة ما ‏أو حتقيق هدف ما.‏<br />

لذلك اعرتضت على بعض الباحثني املعارصين – ممن ذكرت مناهجهم-‏ يف خطوات<br />

ذكروها ملنهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين،‏ حيث ‏أدخلوا فيها ما ليس منها.‏<br />

ومناهج املفرسين ل تختلف من حيث الأهداف؛ لأن املفرس يف التفسري التحليلي ‏أو<br />

املوضوعي يدور مع مقاصد القرآن الكرمي،‏ ويريد الكشف عن مراد اهلل،‏ وإن اتخذ املفرس<br />

لنفسه هدفاً‏ ‏آخر يكون بذلك دخل ‏إىل فهم القرآن الكرمي مبقررات ‏سابقة توؤدي ‏إىل التحكم<br />

باآيات القرآن الكرمي،‏ واخلروج عن مراد اهلل.‏<br />

231


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

والأصول العامة يف املناهج ثابتة ل تتغري،‏ فمثلً‏ ما ‏صح من املاأثور عن النبي<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم مقدم على غريه،‏ وما ‏صح عن الصحابة رضي اهلل عنهم فيما له حكم<br />

املرفوع مقدم على ما كان حكمه املوقوف وهكذا.‏<br />

وقد يوؤثر اختلف الثقافات والبيئات على منهاج املفرسين يف الفروع وأساليب<br />

العرض،‏ فمثلً‏ يركز ‏أكرث املفرسين يف زماننا على ‏إظهار املضامني العلمية ‏أكرث من ‏إظهار<br />

املعاين البيانية،‏ كما قد يفرتض زماننا على املفرس تفسرياً‏ موضوعياً‏ ‏أسلوباً‏ خاصاً‏ يف<br />

تنزيل موضوع دراسته على الواقع،‏ ومعاجلة تطلعات الأمة من خلله.‏<br />

واإليك املنهج العام املعدل من املناهج ‏سابقة الذكر،‏ فيما يصلح منها منطلقات<br />

عملية يسلكها الباحث يف التفسري املوضوعي والتجديد املقرتح،‏ والقواعد والرشوط<br />

اللزمة لهذا العلم.‏<br />

اخلطوات املنهجية لعلم التفسري املوضوعي للموضوع القرآني:‏<br />

‏●اأوالً:‏ حتديد الهدف ثم تعيني املوضوع املحقق له،‏ وبيان ‏أهميته.‏<br />

232<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

‏●ثانياً:‏ جمع الآيات ذات العلقة مبوضوع الدراسة،‏ ‏سواء املرتبطة به ارتباطاً‏<br />

مبارشاً‏ ‏أو املتعلقة مبعانيه.‏<br />

‏●ثالثاً:‏ ترتيبها حسب زمن النزول ما ‏أمكن ذلك.‏<br />

‏●رابعاً:‏ دراسة تفسري الآيات دراسة وافية مع الرتكيز على معرفة ‏سبب النزول وجو<br />

النزول وصحيح املاأثور،‏ ورفع ما يوهم التعارض.‏<br />

‏●خامساً:‏ الوقوف على الظلل واملعاين التي تكشفها مناسبة ‏آيات املوضوع يف كل<br />

‏سورة ترد فيها مع ما قبلها وما بعدها،‏ ومقاصد تلك السور ووحدتها املوضوعية،‏ فاإنه<br />

ثمة حكمة هلل ‏أرادها عندما جعل ‏آيات ذلك املوضوع يف تلك السور مبقاصدها ووحداتها<br />

املوضوعية،‏ يف تلك املواضع ومناسباتها يف تلك السور،‏ ولعل الباحث بذلك يهتدي ملراد<br />

اهلل،‏ ول يتجاوز حكمة اهلل بالرتتيب املصحفي،‏ ويتسع موضوعه وتتفتح له فيه ‏آفاقٌ‏ جديدة<br />

ومعاين جليلة.‏<br />

‏●سادساً:‏ تنزيل الآيات على الواقع وللتفات ‏إليه،‏ وذلك بوضع اليد على املشكلت<br />

الواقعة التي ميكن معاجلتها باملوضوع واحلاجات القائمة التي يفي بها،‏ فيعرض املفرس<br />

املوضوعي حاجة عرصه وحال املخاطبني على القرآن الكرمي،‏ فيبدأ من الواقع لينتهي مبا<br />

‏أراده اهلل ‏إسلحاً‏ لعباده يف كتابه ليتوافق بذلك مع حال القرآن الكرمي يف وقت نزوله،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

واعلم ‏أنه مبعرفة زمن نزول الآيات وسببه يعرف جو نزولها،‏ الذي يطلعك على كيفية<br />

معاجلة القرآن الكرمي للقضايا يف احلياة الإسلمية يف ‏صدرها الأول،‏ لتفيد منها ‏أساليب<br />

يف معاجلتك ما يستجد يف احلياة،‏ كما ‏أنه يساعدك يف حتقيق فاعلية اخلطاب القرآين،‏<br />

واستثمار نتائجه مبعرفة احلال والظرف ومقابلة الواقع بالواقع.‏<br />

‏●سابعاً:‏ تكميل دراسة املوضوع بدراسة ما ورد يف السنة،‏ مما له علقة باملوضوع<br />

مبارشة.‏<br />

233<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

●<br />

‏●ثامناً:‏ تقسيم املوضوع ‏إىل عنارص منتزعة من ذات الآيات مرتابطة،‏ حسب<br />

املنهجية العلمية يف البحث العلمي.‏<br />

‏●تاسعاً:‏ الدراسة املنهجية للموضوع.‏<br />

‏●عارشاً:‏ عرض املادة العلمية.‏<br />

‏●احلادي عرش:‏ التقومي،‏ وذلك بالنظر يف مدى حتقق حقائق القرآن يف موضوع<br />

الدراسة يف واقع حياة املخاطبني بكلم اهلل،‏ ‏أو كيفية ‏إمكان حتقيقها.‏<br />

القواعد والشروط الالزمة هلذا العلم:‏<br />

‏●اأوالً:‏ اختيار عنوان املوضوع من ‏ألفاظ القرآن الكرمي.‏<br />

‏●ثانياً:‏ واقعية الهدف املرجو،‏ والذي يعني واقعية املوضوع لنسري بذلك ‏سري القرآن<br />

الكرمي،‏ حيث كانت الآيات تنزل عقب موقف ما ملعاجلته.‏<br />

‏●ثالثاً:‏ ‏أن ل يكون للباحث غرض خاص.‏<br />

‏●رابعاً:‏ ‏إدراك احلاجة الواقعية للموضوع.‏<br />

‏●خامساً:‏ ‏إملام املفرس باملوضوع املراد معاجلته ‏إملام املتخصص.‏<br />

‏●سادساً:‏ عدم الدخول ‏إىل املوضوع مبقررات ‏سابقة لكي ل يخرج باملوضوع عن<br />

قرآنيته،‏ وإمنا يخرج بحقائق القرآن كما ‏أرادها اهلل.‏<br />

‏●سابعاً:‏ ‏للتزام بالعنارص املنتزعة من ذات ‏آيات املوضوع ولستغناء عن غريها<br />

لتكون دراسة قرآنية خالصة.‏<br />

‏●ثامناً:‏ التقيد بقواعد التفسري من الأخذ بصحيح املاأثور...‏<br />

‏●تاسعاً:‏ مراعاة عامة ‏رشوط وقواعد البحث العلمي،‏ كالتوثيق ولطلع على<br />

الدراسات والأبحاث السابقة وجتنب احلشو...‏


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

اخلامتة:‏<br />

احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات،‏ والسلة والسلم على ‏سيد املرسلني وبعد:‏<br />

بعد هذه الرحلة يف جنبات الدراسات القرآنية والعيش يف ظلل القرآن وصحبة العلماء<br />

الربانيني يف كتبهم،‏ اأقدم هذه النتائج العامة:‏<br />

‏.‏‎1‎التفسري 1 املوضوعي من مسهمات تطور املنهجية العلمية يف البحث،‏ ومن مفرزات<br />

احلاجة البرشية املتنامية املتجددة عرب الزمان.‏<br />

‏.‏‎2‎الدعوة 2 ‏إىل التفسري املوضوعي ووضع منهجية جمملة له وليدة القرن الرابع<br />

الهجري،‏ ووضع املنهجية املفصلة وتفعيل دوره يف تفسري قضايا القرآن،‏ وتنزيله على<br />

الواقع وليدة القرن الرابع عرش الهجري.‏<br />

‏.‏‎3‎غالب 3 اجلدة عند الباحثني املعارصين يف عرض املناهج ‏أو تفصيل اللحق<br />

لقضايا جمملة ‏أوردها السابق،‏ مع متيز قليل عند املتاأخرين من الباحثني املعارصين عن<br />

املتقدمني منهم.‏<br />

‏.‏‎4‎عدم 4 وضوح مصطلح املنهج يوؤدي ‏إىل اخللط وإحلاق ما ليس من املنهج فيه،‏<br />

كالرشوط اللزمة يف الباحث واملبحوث والقواعد،‏ وهذا مما وقع فيه بعض الباحثني.‏<br />

‏.‏‎5‎املقاصد 5 والوحدة املوضوعية للسور التي يرد فيها موضوع الدراسة يف التفسري<br />

املوضوعي،‏ واملناسبة بني ‏آيات املوضوع والآيات السابقة عليها،‏ وعلقتها بالآيات<br />

اللحقة بها،‏ ‏أصول يف املنهجية يف التفسري املوضوعي وجتديد فيها،‏ يُخَ‏ لص الباحث من<br />

‏سلبية تقدح يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين مبجاوزته حِ‏ كم اهلل املرادة يف ترتيب<br />

املصحف،‏ وتفتح له ‏آفاقاً‏ جديدة،‏ وأفكاراً‏ عميقة،‏ ومعاين جليلة،‏ يستخرجها حال النظر تلو<br />

النظر،‏ والتدبر مع التفكر والتبرص،‏ ‏إذا عل ذلك الإخلص وصاحبه،‏ وليجمع الباحث يف<br />

ذلك بني احلِ‏ كم املرادة من ترتيب القرآن النزويل ومن ترتيبه املصحفي.‏<br />

‏.‏‎6‎الدراسة 6 التطبيقية تربهن ‏صحة التجديد الذي ذكرنا،‏ وتوؤكد ‏رضورته يف منهجية<br />

التفسري املوضوعي للموضوع القرآين.‏<br />

وأخرياً‏ ‏أساأل اهلل ‏أن يجزي مشايخنا خري اجلزاء،‏ وأن يوفقهم ويوفقنا ‏إىل كل ما<br />

يرضيه عنا.‏<br />

234


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎ابن . 1 فارس،‏ ‏أحمد،‏ ‏)‏‎395‎ه(‏ ، معجم مقاييس اللغة،‏ حتقيق عبد السلم هارون،‏ دار الفكر،‏<br />

بريوت،‏ ط‎1979‎م ‏)ص‎837‎‏(‏ .<br />

. ‎2‎ابن منظور،‏ حممد بن مكرم،‏ ‏)‏‎711‎ه(‏ ، لسان العرب،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ ط‎1968‎<br />

2 م<br />

. )55 /5(<br />

3 م،‏<br />

‏)ص‎260‎‏(‏ .<br />

. ‎3‎الكفوي،‏ حممود بن ‏سليمان،‏ ‏)‏‎990‎ه(‏ ، الكليات،‏ موؤسسة الرسالة،‏ بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ 1998<br />

‎4‎الزركشي،‏ . 4 حممد بن بهادر،‏ )794 ) الربهان يف علوم القرآن،‏ حتقيق املرعشلي وآخرون،‏<br />

دار املعرفة،‏ بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1994‎م،‏ )2/ 276( .<br />

‎5‎‏سلمة،‏ . 5 حممد علي،‏ ‏)‏‎1361‎ه(‏ ، منهج الفرقان يف علوم القرآن،‏ حتقيق حممد املسري،‏<br />

نهضة مرص،‏ ط‎2002‎ )6/ 2( .<br />

. ) 6<br />

. ‎6‎ابن فارس،‏ معجم مقاييس اللغة،‏ ‏)ص‎1094‎<br />

‎7‎ابن . 7 منظور،‏ لسان العرب،‏ )15/ ) 325 . جممع اللغة العربية،‏ املعجم الوسيط،‏ دار عمران،‏<br />

القاهرة،‏ مل تذكر السنة،‏ )2/ 1081( . الراغب الأصفهاين،‏ حسني،‏ ‏)‏‎502‎ه(‏ ، املفردات،‏<br />

حتقيق ‏صفوان داوودي،‏ دار القلم،‏ دمشق،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1992‎م،‏ ‏)ص‎874‎‏(‏ .<br />

‎8‎اجلرجاين،‏ . 8 علي بن حممد،‏ ‏)‏‎816‎ه(‏ ، التعريفات،‏ حتقيق الأبياري،‏ دار الكتاب العربي،‏<br />

بريوت،‏ ط‎9‎‏،‏ 1985، ‏)ص‎305‎‏(‏ .<br />

. ‎9‎جممع اللغة العربية،‏ املعجم الوسيط،‏ )2/ 1081<br />

‎10‎الزخمرشي،‏ حممود بن عمر،‏ ‏أساس البلغة،‏ دار ‏إحياء الرتاث العربي،‏ بريوت،‏ ط‎1‎<br />

‎2001‎م،‏ ‏)ص‎826‎‏(‏ .<br />

1 جممع اللغة العربية،‏ املعجم الوسيط،‏ القاهرة،‏ )2/ 1081<br />

‎1212‎انظر:‏ حجازي،‏ حممد حممود،‏ ‏)‏‎1390‎ه(‏ ، الوحدة املوضوعية،‏ دار الكتب احلديثة،‏<br />

مرص،‏ ط‎1970‎م،‏ ‏)ص‎24‎‏(‏ . الفرماوي،‏ عبد احلي،‏ مقدمة يف التفسري املوضوعي،‏ مل<br />

تذكر الدار،‏ ط‎4‎‏،‏ ‎1989‎م،‏ ‏)ص‎52‎‏(‏ . مسلم،‏ مصطفى،‏ مباحث يف التفسري املوضوعي،‏<br />

دار القلم،‏ دمشق،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1991‎م،‏ ‏)ص‎16‎‏(‏ . اخلالدي،‏ ‏سلح،‏ التفسري املوضوعي بني<br />

النظرية والتطبيق،‏ دار النفائس،‏ عمان،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1997‎م،‏ ‏)ص‎30‎‏(‏ . عبد الرحيم،‏ عبد<br />

اجلليل،‏ التفسري املوضوعي يف كفتي ميزان،‏ مل تذكر الدار،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1992‎م،‏ ‏)ص‎34‎‏(‏ .<br />

اخلضريي،‏ حممد،‏ مقال بعنوان:‏ ‏)مقدمة يف التفسري املوضوعي(‏ ، جملة البيان،‏ العدد<br />

)24( لعام ‎1993‎م.‏<br />

. ) 9<br />

، 10<br />

. ) 11<br />

235


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

. ) 13<br />

. ) 14<br />

15<br />

. ) 17<br />

. ) 18<br />

236<br />

16<br />

20<br />

‎13‎انظر:‏ حجازي،‏ الوحدة املوضوعية،‏ ‏)ص‎25‎<br />

‎14‎انظر:‏ اخلالدي،‏ التفسري املوضوعي بني النظرية والتطبيق،‏ ‏)ص‎52‎‏-‏ 56<br />

15 فتح اهلل ‏سعيد،‏ عبد الستار،‏ املدخل ‏إىل التفسري املوضوعي،‏ دار التوزيع والنرش<br />

الإسلمية،‏ القاهرة،‏ مل تذكر الطبعة،‏ ول تاريخها،‏ ‏)ص‎24‎‏-‏ 25( .<br />

16 انظر:‏ الدغامني،‏ زياد خليل،‏ منهجية البحث يف التفسري املوضوعي،‏ دار البشري،‏ عمان،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1995‎م،‏ ‏)ص‎8‎‏(‏ .<br />

‎17‎انظر:‏ عبد اجلليل،‏ التفسري املوضوعي يف كفتي امليزان،‏ ‏)ص‎5‎‏-‏ 15<br />

‎18‎انظر:‏ اخلالدي،‏ التفسري املوضوعي بني النظرية والتطبيق،‏ ‏)ص‎32‎<br />

‎1919‎اخلطابي،‏ حمد بن ‏إبراهيم،‏ ‏)‏‎388‎ه(‏ ، البيان يف ‏إعجاز القرآن،‏ حتقيق حممد خلف اهلل<br />

وحممد زغلول،‏ دار املعارف،‏ القاهرة،‏ ط‎4‎‏،‏ ‏)ضمن كتاب ثلث رسائل يف الإعجاز،‏<br />

‏)ص‎54‎‏(‏ ) .<br />

20 انظر:‏ الطربي،‏ حممد بن جرير،‏ جامع البيان،‏ ‏ضبطه وعلق عليه حممود ‏شاكر،‏ دار ‏إحياء<br />

الرتاث العربي،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎2001‎م،‏ )2/ 421- 437( .<br />

21 انظر:‏ الرازي،‏ حممد بن عمر،‏ التفسري الكبري،‏ حتقيق وطباعة دار ‏إحياء الرتاث العربي،‏<br />

21<br />

بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1995‎م،‏ /2( -125 )126 .<br />

2<br />

العربي،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎2000‎م،‏ )2/ 164- 166( .<br />

. ) 23<br />

24<br />

22 انظر:‏ ابن كثري،‏ ‏إسماعيل،‏ تفسري القرآن العظيم،‏ حتقيق وطباعة دار ‏إحياء الرتاث<br />

‎23‎اخلطابي،‏ البيان يف ‏إعجاز القرآن ‏ضمن ثلث رسائل يف الإعجاز،‏ ‏)ص‎54‎<br />

24 ‏لنتقاد ليس انتقاصاً،‏ وكان الأستاذ الدكتور فضل عباس رحمه اهلل يدعو طلب العلم<br />

‏إجلل العلماء وعدم انتقاص ذواتهم،‏ واجلرأة يف العلم ل على العلماء،‏ وما املعارضة<br />

والتعقب والنقد ‏إل قوة للعلم وإحقاقاً‏ للحق،‏ ‏أو بحثاً‏ عنه،‏ فالكمال ليس من ‏ساأن البرش،‏<br />

وإمنا هو لرب البرش.‏<br />

‎25‎حجازي،‏ الوحدة املوضوعية،‏ ‏)ص‎25‎<br />

. ) 25<br />

، 26<br />

‎1980‎م،‏ ‏)ص‎23‎‏-‏ 24( .<br />

27 م(_‏<br />

‎26‎الكومي،‏ ‏أحمد السيد،‏ التفسري املوضوعي للقرآن الكرمي،‏ دار الهدى،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎<br />

‎27‎كانت للشيخ الكومي مذكرات تدرس يف الأزهر قبل طبعها يف كتاب عام )1980<br />

موجودة منها نسخة خمطوطة يف مكتبة الأستاذ الدكتور فضل عباس رحمه اهلل_‏<br />

وبذلك هو ‏سابق على الدكتور الفرماوي،‏ حيث اعتمد على هذه املذكرات ورجع ‏إليها يف<br />

ذكره خطوات املنهج،‏ انظر ‏)ص‎62‎‏(‏ من كتاب الفرماوي.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎2828‎الفرماوي،‏ مقدمة يف التفسري املوضوعي،‏ ‏)ص‎61‎‏-‏ ) 62 .<br />

‎2929‎فتح اهلل ‏سعيد،‏ املدخل ‏إىل التفسري املوضوعي،‏ ‏)ص‎8‎ ) .<br />

‎3030‎املرجع السابق،‏ ‏)ص‎56‎‏-‏ ) 58 .<br />

‎3131‎مسلم،‏ مباحث يف التفسري املوضوعي،‏ ‏)ص‎37‎‏-‏ ) 39 .<br />

‎3232‎عبد اجلليل،‏ التفسري املوضوعي يف كفتي امليزان،‏ ‏)ص‎60‎ ) .<br />

333 املرجع السابق ‏)ص‎71‎ ) .<br />

‎3434‎الدغامني،‏ منهجية التفسري املوضوعي،‏ انظر:‏ ‏)ص‎37‎‏-‏ ) 45 .<br />

‎3535‎اخلالدي،‏ التفسري املوضوعي بني النظرية والتطبيق،‏ انظر:‏ ‏)ص‎61‎‏-‏ 62( ، و ‏)ص‎67‎‏-‏<br />

)68 ، و ‏)ص‎70‎‏-‏ )72 .<br />

‎3636‎يبدو ‏أنه من الرضوري حتديد معاين املصطلحات،‏ وهذا يُسهم يف دفع كثري من<br />

السلبيات،‏ ولذلك ‏سنحدد-‏ ‏إن ‏شاء اهلل تعاىل-‏ املعنى ‏لصطلحي للمنهج لحقاً.‏<br />

‎3737‎يل دراسة مفصلة يف املكي واملدين تتبعت فيها الروايات مع دراسة ‏أسانيدها واحلكم<br />

عليها والرتجيح يف مواضع ‏لختلف وتعدد الروايات،‏ ‏ضمن رسالة الدكتوراه،‏ ‏سائلً‏<br />

اهلل ‏أن ييرس طباعتها.‏<br />

‎3838‎قطب،‏ ‏سيد،‏ ‏)‏‎1387‎ه(‏ ، يف ظلل القرآن،‏ دار ‏إحياء الرتاث،‏ ط‎7‎‏،‏ ‎1971‎م،‏ )3/ (. 728<br />

‎3939‎‏رشيف،‏ حممد ‏إبراهيم،‏ اجتاهات التجديد يف التفسري يف مرص،‏ دار الرتاث،‏ ط‎1‎ ،<br />

‎1982‎م،‏ ‏)ص‎318‎‏(‏ . وعطا،‏ عبد القادر،‏ عظمة القرآن،‏ الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1984‎م،‏<br />

‏)ص‎132‎‏(‏ .<br />

‎4040‎املرجعان السابقان بنفس ‏صفحاتهما.‏<br />

‎4141‎راجع الصفحة السابقة.‏<br />

‎4242‎عباس،‏ فضل حسن،‏ اجتاهات التفسري يف مرص وسوريا،‏ رسالة دكتوراة،‏ ‎1352‎ه،‏<br />

كلية ‏أصول الدين،‏ جامعة الأزهر،‏ مل تطبع،‏ مودعة يف مكتبته.‏ ‏)ص‎170‎‏(‏ ، وانظر:‏<br />

عبد الستار ‏سعيد،‏ املدخل ‏إىل التفسري املوضوعي،‏ حتت عنوان ‏شبهات على التفسري<br />

املوضوعي،‏ ‏)ص‎90‎‏(‏ .<br />

43 ه(‏ ، مصاعد النظر للرشاف على مقاصد السور،‏<br />

‎43‎انظر:‏ البقاعي،‏ ‏إبراهيم بن عمر،‏ )885<br />

حتقيق عبد السميع حسنني،‏ مكتبة املعارف،‏ الرياض،‏ ط‎1‎‏،‏ 1978، )1/ 143( .<br />

237


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

444 انظر:‏ البقاعي،‏ ‏إبراهيم بن عمر،‏ نظم الدرر يف تناسب الآيات والسور،‏ حتقيق عبد الرزاق<br />

مهدي،‏ الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1995‎م،‏ )1/ 5( .<br />

‎45‎حجازي،‏ الوحدة املوضوعية،‏ ‏)ص‎24‎<br />

‎46‎الفرماوي،‏ مقدمة يف التفسري املوضوعي،‏ ‏)ص‎62‎<br />

‎47‎هذا التعريف ‏صغته بناء على قراءة عامة يف كتاب الفراهي،‏ حميد الدين،‏ )1349<br />

دلئل النظام،‏ مطبعة الدائرة احلميدية،‏ ط ‎1988‎م<br />

‎4848‎الشاطبي،‏ ‏إبراهيم بن موسى،‏ ‏)‏‎790‎ه(‏ ، املوافقات،‏ حتقيق عبد اهلل دراز،‏ دار ابن عفان،‏<br />

. ) 45<br />

. ) 46<br />

47 ه(‏ ،<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1997‎م /2( )375 .<br />

49<br />

49 انظر:‏ علن،‏ علي عبد اهلل،‏ منهج املناسبات بني الآيات وتطبيقه على ‏سورة الإرساء،‏<br />

رسالة ماجستري،‏ باإرشاف ‏أ.د.‏ فضل عباس،‏ كلية الدراسات العليا،‏ اجلامعة الأردنية،‏<br />

،1999 مل تطبع،‏ -42( )57 .<br />

50 املرجع السابق بنفس الصفحات.‏<br />

50<br />

51<br />

،] 52 ثم<br />

51 املرجع السابق بنفس الصفحات.‏<br />

‎52‎‏أعتقد ‏أن ‏أول ‏آيات نزلت يف ذم الربا وأن اهلل ل يربيه ‏آية ‏سورة الروم املكية ]39<br />

‏آية ‏آل عمران ]130[ التي حرمت الربا املضاعف،‏ ثم ‏آيات ‏سورة البقرة التي حرمت<br />

الربا على ‏إطلقه واشتملت على الوعيد وإعلن احلرب من اهلل على املرابني،‏ وأفادت ‏آية<br />

‏سورة النساء ]161[ ‏أن حترمي الربا ترشيع عام على الأمم السابقة،‏ فقد حرمه اهلل على<br />

‏أهل الكتاب من قبل.‏<br />

‎53‎انظر نحو هذا عند ‏سيد قطب،‏ يف ظلل القرآن،‏ )1/ 22- 34<br />

. ) 53<br />

‎5454‎انظر:‏ البقاعي،‏ نظم الدرر،‏ )1/ ) 24 . وابن عاشور،‏ حممد الطاهر،‏ التحرير والتنوير،‏<br />

نسخة مصورة،‏ مل تذكر الدار ول تاريخ الطبعة،‏ )1/ 203( .<br />

. ) 555<br />

56 م،‏<br />

انظر:‏ قطب،‏ يف ظلل القرآن،‏ )1/ 444<br />

‎56‎‏أنظر:‏ الرازي،‏ حممد بن ‏أبي بكر،‏ خمتار الصحاح،‏ دار الكتاب العربي،‏ بريوت،‏ ط 2004<br />

‏)ص‎329‎‏(‏ ، والراغب،‏ الأصفهاين،‏ املفردات ‏)ص‎825‎‏(‏ .<br />

‎5757‎علن،‏ منهج املناسبات بني الآيات وتطبيقه على ‏سورة الإرساء،‏ ‏)ص‎40‎ ) .<br />

238


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‏.‏‎1‎البقاعي،‏ 1 ‏إبراهيم بن عمر،‏ مصاعد النظر للإرشاف على مقاصد السور،‏ حتقيق عبد<br />

السميع حسنني،‏ مكتبة املعارف،‏ الرياض،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1987‎م.‏<br />

‏.‏‎2‎البقاعي،‏ 2 ‏إبراهيم بن عمر،‏ نظم الدرر يف تناسب الآيات والسور،‏ حتقيق عبد الرزاق<br />

مهدي،‏ الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1995‎م.‏<br />

. ‎3‎اجلرجاين،‏ علي بن حممد،‏ التعريفات،‏ حتقيق الأبياري،‏ دار الكتاب العربي،‏ بريوت،‏ ط‎9‎<br />

‎1985‎م.‏<br />

. ‎4‎حجازي،‏ حممد حممود،‏ الوحدة املوضوعية،‏ دار الكتب احلديثة،‏ القاهرة،‏ ط 1970<br />

. ‎5‎اخلالدي،‏ ‏سلح،‏ التفسري املوضوعي بني النظرية والتطبيق،‏ دار النفائس،‏ عمان،‏ ط‎1‎<br />

‎1997‎م.‏<br />

‏.‏‎6‎اخلضريي،‏ 6 حممد،‏ مقال بعنوان:‏ ‏)مقدمة يف التفسري املوضوعي(‏ ، جملة البيان،‏ العدد<br />

)24( لعام ‎1993‎م.‏<br />

‏.‏‎7‎اخلطابي،‏ 7 حمد بن ‏إبراهيم،‏ البيان يف ‏إعجاز القرآن،‏ حتقيق حممد خلف اهلل وحممد<br />

زغلول،‏ دار املعارف،‏ القاهرة،‏ ط‎4‎‏،‏ مل تذكر السنة،‏ ‏ضمن كتاب ‏»ثلث رسائل يف<br />

الإعجاز«.‏<br />

. ‎8‎الدغامني،‏ زياد خليل،‏ منهجية البحث يف التفسري املوضوعي،‏ دار البشري،‏ عمان،‏ ط‎1‎<br />

‎1995‎م.‏<br />

‏.‏‎9‎الرازي،‏ 9 حممد بن ‏أبي بكر،‏ حتقيق ‏أحمد ‏إبراهيم زهوة،‏ دار الكتاب العربي،‏ بريوت،‏ ط<br />

‎2004‎م.‏<br />

‎1010‎الراغب الأصفهاين،‏ حسني بن حممد،‏ املفردات،‏ حتقيق ‏صفوان داوودي،‏ دار القلم،‏<br />

دمشق،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1992‎م.‏<br />

111 الزركشي،‏ حممد بن بهادر،‏ الربهان يف علوم القرآن،‏ حتقيق املرعشلي وآخرون،‏ دار<br />

املعرفة،‏ بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1994‎م.‏<br />

‎1212‎‏سلمة،‏ حممد علي،‏ منهج الفرقان يف علوم القرآن،‏ حتقيق حممد املسري،‏ نهضة مرص،‏<br />

القاهرة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎2002‎م.‏<br />

‎1313‎الشاطبي،‏ ‏إبراهيم بن موسى،‏ املوافقات،‏ حتقيق عبد اهلل دراز،‏ دار املعرفة،‏ بريوت،‏ ط‎1‎ ،<br />

‎1994‎م.‏<br />

، 3<br />

4 م.‏<br />

، 5<br />

، 8<br />

239


منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />

عرض،‏ ونقد،‏ وجتديد<br />

د.‏ علي عالن<br />

‎1414‎‏رشيف،‏ حممد ‏إبراهيم،‏ اجتاهات التجديد يف التفسري يف مرص،‏ دار الرتاث،‏ القاهرة،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1982‎م.‏<br />

‎1515‎ابن عاشور،‏ حممد الطاهر،‏ التحرير والتنوير،‏ نسخة مصورة،‏ مل تذكر الدار ول تاريخ<br />

الطبعة.‏<br />

‎1616‎عباس،‏ فضل حسن،‏ اجتاهات التفسري يف مرص وسوريا،‏ رسالة دكتوراة ‎1352‎ه،‏<br />

كلية ‏أصول الدين _ جامعة الأزهر_‏ مل تطبع،مودعة يف مكتبته.‏<br />

‎1717‎عبد اجلليل،‏ عبد الرحيم،‏ التفسري املوضوعي يف كفتي امليزان،‏ مل تذكر الدار،‏ ط‎1‎ ،<br />

‎1992‎م.‏<br />

‎1818‎عطا،‏ عبد القادر،‏ عظمة القرآن،‏ الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1984‎م.‏<br />

‎1919‎علن،‏ علي عبد اهلل،‏ منهج املناسبات بني الآيات وتطبيقه على ‏سورة الإرساء،‏ رسالة<br />

ماجستري،‏ باإرشاف ‏أ.د.‏ فضل عباس،‏ كلية الدراسات العليا،‏ اجلامعة الأردنية،‏ ‎1999‎م،‏<br />

مل تطبع.‏<br />

‎2020‎ابن فارس،‏ ‏أحمد،‏ معجم مقاييس اللغة،‏ حتقيق عبد السلم هارون،‏ دار الفكر،‏ بريوت،‏<br />

ط‎1979‎م.‏<br />

‎2121‎الفرماوي،‏ عبد احلي،‏ مقدمة يف التفسري املوضوعي،‏ مل تذكر الدار،‏ ط‎4‎‏،‏ ‎1989‎م.‏<br />

2 قطب،‏ ‏سيد،‏ يف ظلل القرآن،‏ دار ‏إحياء الرتاث،‏ بريوت،‏ ط‎7‎‏،‏ 1971<br />

‎2323‎الكفوي،‏ حممد بن ‏سليمان،‏ الكليات،‏ موؤسسة الرسالة،‏ بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1998‎م.‏<br />

‎2424‎الكومي،‏ ‏أحمد السيد،‏ التفسري املوضوعي للقرآن الكرمي،‏ دار الهدى،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎ ،<br />

‎1980‎م.‏<br />

‎2525‎جممع اللغة العربية،‏ املعجم الوسيط،‏ دار عمران،‏ القاهرة،‏ مل تذكر الطبعة ول<br />

تاريخها.‏<br />

‎2626‎مسلم،‏ مصطفى،‏ مباحث يف التفسري املوضوعي،‏ دار القلم،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1991‎م.‏<br />

‎2727‎ابن منظور،‏ حممد بن مكرم،‏ لسان العرب،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ ط‎1968‎م.‏<br />

22 م.‏<br />

240


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏<br />

وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد عبد احملسن عبد احلميد هنيين<br />

محاضر في القضاء الشرعي/‏ كلية الشريعة/‏ جامعة الخليل/‏ فلسطين.‏<br />

241


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

ملخص:‏<br />

يتناول هذا البحث موضوعاً‏ فقهيا مهمرّاً‏ يف حياة الفرد،‏ وهو بعنوان:‏ ‏)الإبراء:‏ حقيقته،‏<br />

وأنواعه،‏ ورشوط ‏صحته(‏ ، وقد انبنى من مقدمة وثلثة مباحث وخامتة؛ كان الأول منها<br />

يف بيان حقيقة الإبراء؛ وذلك مبعرفة معناه يف اللغة،‏ ثم تعريفه اصطلحاً‏ بعد عرض<br />

تعريفات الفقهاء له ومناقشتها،‏ واملبحث الثاين يف ‏أنواعه،‏ حيث يتنوع الإبراء ‏إىل ‏أنواع<br />

عدة،‏ بيَّنها الباحث يف بحثه،‏ وأما املبحث الثالث فكان يف ‏رشوط ‏صحته،‏ حيث يشرتط<br />

لصحة الإبراء ‏رشوط عدة ذكرها الباحث مُ‏ فَصِّ‏ لً‏ ‏آراء ‏أئمَّة الفقه يف هذه الأحكام،‏ ومُ‏ بَيِّناً‏<br />

الررّجح منها،‏ ثم جاءت اخلامتة يف ‏أهم نتائج البحث.‏<br />

242


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

This research deals with the subject doctrinal However, in a person’s<br />

life, entitled: (discharge: its reality, and types, and conditions of health) ,<br />

was based of the three sections and a conclusion; was the first of all in terms<br />

of discharge, by knowing the meaning in the language, and then defined<br />

conventionally after the View definitions scholars to him and discussed, and<br />

the second topic in its different forms, with varied discharge into several<br />

types, including a researcher in his research, and the third section was in<br />

terms of health, where required for the health of discharge a number of<br />

conditions mentioned by the researcher, detailed views of the imams of Islam<br />

in these terms, and indicating correct them, and then came the most important<br />

conclusion in the search results.<br />

243


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

مقدمة:‏<br />

احلمد هلل رب العاملني،‏ والسلة والسلم على خري اخللق واملرسلني وبعد:‏<br />

فمبدأ التسامح عظيم،‏ ومن التسامح والعفو ما يسمى بالإبراء،‏ فقد قال اهلل عز وجل:‏<br />

‏{وَإِن كَ‏ انَ‏ ذُو عُ‏ ‏رسْ‏ ‏َةٍ‏ فَنَظِ‏ رَةٌ‏ ‏إِىلَ‏ مَ‏ يْرسَ‏ ‏َةٍ‏ وَأ ‏َن تَصَ‏ دَّقُ‏ واْ‏ خَ‏ ريْ‏ ٌ لَّكُ‏ مْ‏ ‏إِن كُ‏ نتُمْ‏ تَعْلَمُ‏ ونَ‏ { )1( ‏.وقال<br />

‏أيضاً:‏ ‏{وَمَ‏ ا كَ‏ انَ‏ ملِ‏ ‏ُوؤ ‏ْمِ‏ نٍ‏ َ ‏أن يَقْتُلَ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ ناً‏ ‏إِلَّ‏ خَ‏ طَ‏ ئاً‏ وَمَ‏ ن قَتَلَ‏ مُ‏ وؤْمِ‏ ناً‏ خَ‏ طَ‏ ئاً‏ فَتَحْ‏ رِيرُ‏ رَقَبَةٍ‏<br />

مُّ‏ وؤْمِ‏ نَةٍ‏ وَدِيَةٌ‏ مُّ‏ ‏سَ‏ لَّمَةٌ‏ ‏إِىلَ‏ ‏أَهْ‏ لِهِ‏ ‏إِلَّ‏ ‏أَن يَصَّ‏ دَّقُ‏ واْ‏ ...} )2( ‏.وقال رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏<br />

‏»مَ‏ نْ‏ ‏أَنْظَ‏ رَ‏ مُ‏ عْرسِ‏ ‏ًا ، ‏أَوْ‏ وَضَ‏ عَ‏ عَ‏ نْهُ‏ ، ‏أَظَ‏ لَّهُ‏ اهللُ‏ يفِ‏ ظِ‏ لِّهِ«‏ )3( . فالإبراء من املواضيع املهمَّة يف<br />

الدِّيْن الإسلمي؛ ملا فيه من التيسري،‏ وتفريج كربة املُعرس.‏<br />

أهداف البحث:‏<br />

للبحث ثالثة اأهداف رئيسة:‏<br />

معرفة حقيقة الإبراء،‏ حيث ‏إنَّ‏ الفقهاء مل يعتنوا بتعريفه،‏ فعرَّفوه بالرسم،‏ وليس باحلد.‏<br />

244<br />

●<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

●<br />

● ‏●التعرف على ‏أنواعه.‏<br />

● ‏●معرفة ‏رشوط ‏صحَّ‏ ته؛ ليكون املرء على بصرية من ‏أمر دِيْنه.‏<br />

ونظراً‏ لأهمية املوضوع،‏ ولعدم وجود بحث مستقل - على حد علمي-‏ يجمع ‏شتاته،‏<br />

ويبحثه بشكل منفرد،‏ ويُظْ‏ هره باعتباره موضوعاً‏ فقهياً‏ مهماً،‏ يجدر باملسلم معرفته،‏ فقد<br />

ارتاأيت ‏أَنْ‏ ‏أكتب فيه ، خدمة للعلم الرشعي،‏ وأهله.‏<br />

أسباب اختيار البحث:‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

موضوع الإبراء مل ياأخذ حقَّه من البحث والتمحيص،‏ من قِ‏ بل الفقهاء املعارصين،‏<br />

وقد بحثه الفقهاء القدامى يف موسوعاتهم،‏ ولكن بشكل مبعرث،‏ فاحتاج ‏إىل جتميع<br />

وترتيب.‏<br />

اختلف العلماء القدامى يف كثري من ‏أحكام الإبراء،‏ يدعو ‏إىل الكتابة فيه،‏ وترجيح<br />

ما يقوِّيه الدليل،‏ يف كل جزئية وقع اخللف حولها.‏<br />

احلاجة ‏إىل بحث متعمق - قدر املستطاع-‏ يف هذا الأمر؛ لأن البحث يتطرق ‏إىل<br />

‏أهم اجلوانب حيوية،‏ وهو احلفاظ على حقوق الفرد،‏ وسمعة املجتمع.‏<br />

♦ ♦<br />

املساهمة يف تعريف الباحثني وطلب العلم باأحكام الإبراء.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

تكمن مشكلة البحث يف نقطتني رئيستني هما:‏<br />

♦<br />

♦ تشتت موضوع حقيقة الإبراء،‏ وأنواعه،‏ ورشوط ‏صحته،‏ يف كتب الفقه القدمية.‏<br />

♦<br />

♦<br />

عدم وضوح ‏أحكام ‏أنواع الإبراء ورشوط ‏صحته؛ لكرثة اخللف حولها بني<br />

الفقهاء.‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

مل ‏أجد مرجعاً‏ يجمع ‏شتات املوضوع،‏ وقد تناول هذا املوضوع الفقهاء القدامى،‏ ولكن<br />

بشكل مُ‏ بَعْرثَ‏ يحتاج ‏إىل جتميع وعنونة؛ لأنه بُحِ‏ ث يف مباحث خمتلفة ، فتارة يف مباحث<br />

العفو،‏ وتارة يف مباحث الإسقاط،‏ وأخرى يف باب الصلح،‏ وليست على نسق واحد،‏ وقد<br />

اختلفوا يف كثري من ‏أحكامه،‏ فاقتضى توضيح هذه الأحكام.‏<br />

منهج البحث:‏<br />

لتحقيق ‏أهداف البحث على الوجه الأمثل،‏ اتبع الباحث املنهج الوصفي،‏ مستفيداً‏ من<br />

املنهجني ‏لستنباطيرّ‏ ولستقرائيرّ‏ ، وسلكت يف معاجلة املوضوع طريقة موضوعية فقهية،‏<br />

وفق اخلطوات االآتية:‏<br />

♦<br />

♦ ‏أخذ ‏أقوال كل مذهب من مصادره املعتربة.‏<br />

♦ ‏♦ذكر ‏أدلة كل مذهب مبينا وجه الدللة .<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

حتليل الأدلة و مناقشتها ولعرتاضات الواردة عليها لستنباط الأحكام منها.‏<br />

ترجيح ما يقويه الدليل مبوضوعية وحياد دون تعصب لرأي ‏أو مذهب.‏<br />

‏♦تخريج الأحاديث النبوية و الآثار و احلكم عليها ‏–ما مل تكن يف الصحيحني ‏أو ‏أحدهما.‏<br />

‏لعتماد على املصادر اللغوية املعتربة يف ترجمة املصطلحات.‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦ ‏♦الرتجمة للأعلم غري املعروفني الذين ‏أوردهم يف البحث .<br />

عرض النتائج التي توصلت ‏إليها يف خامتة البحث.‏<br />

245<br />

♦ ♦


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

حمتوى البحث:‏<br />

تضمَّن البحث مقدمة،‏ وثلثة مباحث،‏ وخامتة.‏<br />

املقدِّمة:‏ تضمنت عنوان البحث،‏ وأهدافه،‏ وأسباب اختياره،‏ واملنهجية يف كتابته.‏<br />

246<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

املبحث الأول:‏ تعريف الإبراء.‏<br />

املبحث الثاين:‏ ‏أنواع الإبراء.‏<br />

املبحث الثالث:‏ ‏رشوط ‏صحة الإبراء.‏<br />

اخلامتة:‏ وفيها ‏أهم نتائج البحث.‏<br />

املبحث األول-‏ تعريف اإلبراء:‏<br />

االإبراء لغة )4( : ‏أَصلُ‏ تَركيب الربَ‏ ‏ْءِ‏ خلُلوص الشيءِ‏ من غريِه،‏ ‏إِما على ‏سَ‏ بِيل التقصي،‏<br />

كَ‏ ربَ‏ ‏َأَ‏ املَرِيض من مَ‏ رَضه،‏ واملَدْيُون من دَيْنه،‏ ‏أَو الإِنشاء،‏ كربَ‏ َ ‏أ ‏هللَّ‏ ُ ‏آدمَ‏ من الطني،‏ وهو مبعنى<br />

املساحمة،‏ والإسقاط فيُقال:‏ برئ من الدَّين وأبرأه من الدَّين وبرَّأه تربئة،‏ ‏ساحمَ‏ َ هُ،‏ وأسقطه<br />

عنه،‏ فهو بَراء منه،‏ وأَبْرأْته جَ‏ علته بَرِيئاً‏ من حَ‏ قِّي،‏ وَبَرَّأْته ‏صحَّ‏ حْ‏ تُ‏ بَراءَته،‏ وأَبرأْتُه مَ‏ ايلِ‏<br />

عليه،‏ وَبَرَّأَته تَربِئَةً‏ وتَربَ‏ ‏َّأْتُ‏ من كذا،‏ ل يُثَنَّى ول يُجْ‏ مَع لأنه مصدر،‏ وبَرِيء يُثَنَّى ويُجْ‏ مع،‏ هي<br />

بريئة وهما بريئتان وهن بريئات وبرايا،‏ ورجل بريء وبُراء.‏<br />

وملادة براأ وما اشتُقَّ‏ منها يف لغة العرب معان عدة )5( :<br />

‏اخلَلْق:‏ بَرَأَ‏ اهللُ‏ اخلَلْقَ‏ يَربْ‏ ‏َوؤُهُ‏ م بَرْءًا وبُرُوءًا،‏ ‏أي خَ‏ لَقَهُ‏ مْ.‏ ومنه قول اهلل عز وجل:‏ ‏{مَ‏ ا<br />

‏أَصَ‏ ابَ‏ مِ‏ ن مُّ‏ ‏صِ‏ يبَةٍ‏ يفِ‏ الَْ‏ أرْضِ‏ وَلَ‏ يفِ‏ ‏أَنفُسِ‏ كُ‏ مْ‏ ‏إ ‏ِلَّ‏ يفِ‏ كِ‏ تَابٍ‏ مِّ‏ ن قَبْلِ‏ ‏أَن نَّربْ‏ ‏َأَهَ‏ ا ... { )6( ، ‏أي<br />

من قبل ‏أن نخلقها )7( .<br />

‏االإنذار:‏ بَرِء ‏إذا ‏أَعْ‏ ذر وأنْذَر،‏ ومنه قولُ‏ اهلل عز وجل:‏ ‏{بَرَاءةٌ‏ مِّ‏ نَ‏ ‏هللرّ‏ ِ وَرَسُ‏ ولِهِ‏ ‏إِىلَ‏<br />

الَّذِينَ‏ عَ‏ اهَ‏ دمتُّ‏ مِّ‏ نَ‏ ‏ملْ‏ ‏ُرسْ‏ ‏ِكِ‏ نيَ}‏ )8( ، ‏أي ‏إنذار بنصب احلرب،‏ والقتال بني املسلمني ومَ‏ نْ‏<br />

نقضوا العهد )9( .<br />

‏البحث والتقصي:‏ يقال:‏ َ استربَأ ‏أ ‏َرْضَ‏ كذا فما وجَ‏ دَ‏ ‏ضالَّته،‏ واستربَأْتُ‏ الأَمْ‏ رَ،‏ طلبْتُ‏<br />

‏آخِ‏ رَه.‏<br />

‏الصحة والسالمة:‏ برئ من العيب ‏سَ‏ لِمَ،‏ والربيء الصحيح اجلسم والعقل.‏<br />

‏الفُرقة واملفارقة:‏ بارأ ‏رشيكه،‏ فارقه،‏ تَربَ‏ ‏َّأْنَا تَفارَقنا،‏ وبارأ الرجل امرأته<br />

فارقها.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏االجتناب والبعد:‏ ومنه قول اهلل عزَّ‏ وجلَّ‏ : } وَإِذْ‏ قَالَ‏ ‏إِبْرَاهِ‏ يمُ‏ لِ‏ أَبِيهِ‏ وَقَوْمِ‏ هِ‏ ‏إِنَّنِي<br />

بَرَاء ممِّ‏ ‏َّا تَعْبُدُونَ‏ { )10( . ‏أي جمتنب له،‏ ومبتعد عنه )11( .<br />

‏االستيضاح:‏ ومنه قول ابن عمر-‏ رضي اهلل عنهما-‏ : ‏»إذا وُ‏ هِ‏ بَت الوليدة التي توطاأ،‏<br />

‏أو بِيْعَتْ‏ ‏أو عُ‏ تِقت فليُستربأُ‏ رَحِ‏ مُ‏ ها بحيضةٍ‏ ، ول تُسْ‏ تَربْ‏ ‏أ العذراء«‏ )12( ، يستربئها بحيضة،‏<br />

ومعناه طلب استيضاح براءتها من احلمل،‏ واستربأ املرأةَ‏ ‏إذا مل يطاأها حتى حتيض،‏ وكذلك<br />

استربأ الرحم.‏<br />

247<br />

<br />

<br />

‏االستنزاه:‏ فقد روي ‏أن رسول اهلل-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ مرَّ‏ على قربين،‏ فقال:‏<br />

‏»إِنَّهُ‏ مَا يُعَذَّبَانِ‏ ، وَمَ‏ ا يُعَذَّبَانِ‏ فِ‏ ي كَ‏ بِريٍ،‏ ‏أَمَّ‏ ا هَ‏ ذَا فَكَانَ‏ لَ‏ يَسْ‏ تَنْزِهُ‏ مِ‏ نَ‏ الْبَوْلِ‏ ، وَأَمَّ‏ ا هَ‏ ذَا فَكَانَ‏<br />

ميَ‏ ‏ْشِ‏ ى بِالنَّمِ‏ يمَةِ«‏ )13( . فقوله ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏»ل يستنزه«؛ ‏أي ل يستربئ،‏ ومعناها ل<br />

يتجنبه ويتحرز منه )14( .<br />

االإبراء اصطالحاً:‏ مل يعنت الفقهاء القدامى بتعريف الإبراء تعريفاً‏ حدِّيرّاً،‏ ومل يُفردوا<br />

له باباً،‏ مثل كثري من املصطلحات الفقهية،‏ بل ذكروا موضوع الإبراء يف مسائل خمتلفة<br />

من كتاباتهم؛ فتارة يف باب الصلح،‏ وأخرى يف باب العفو،‏ وغريها يف باب الإسقاط ...،<br />

ولكن وُ‏ جد منهم من عرَّف الإبراء،‏ حسب فهمه له،‏ من حيث،‏ هل هو ‏إسقاط،‏ ‏أو متليك،‏ ‏أو<br />

‏إسقاط فيه معنى التمليك،‏ ‏أو متليك فيه معنى الإسقاط؟ ، وفيما يلي عرض جلملة من هذه<br />

التعريفات،‏ ثم مناقشتها،‏ يف حماولة للوصول ‏إىل ما يغلب على الظن ‏أنَّه الراجح،‏ وباهلل<br />

التوفيق:‏<br />

االإبراء عند احلنفية:‏ جاء يف كتاب ‏»غمز عيون البصائر«‏ ‏أنَّ‏ الإبراء:‏ « ‏إسقاطُ‏ وهِ‏ بَةِ‏<br />

)16(<br />

الدَّيْن ممِ‏ ‏َّن عليه الدَّيْن«‏ )15( . وعرَّف الكرابيسي الإبراء ‏أنَّه:‏ ‏»إسقاط الطَّ‏ لب ل ‏إىل غاية«‏<br />

. وجاء يف كتاب ‏»درر احلكام«:‏ ‏»هُ‏ وَ‏ حَ‏ طُّ‏ وَتَنْزِيلُ‏ قِ‏ ‏سْ‏ مٍ‏ مِ‏ نْ‏ ‏حلْ‏ ‏َقِّ‏ الَّذِي يفِ‏ ذِمَّ‏ ةِ‏ ‏شَ‏ خْ‏ ‏صِ‏ ‏أَوْ‏<br />

كُ‏ لِّهِ‏ » )17( .<br />

والإبراء عند احلنفية متليك من وجه،‏ وإسقاط من وجه ‏آخر )18( ؛ لأن الإبراء عن الدَّيْن،‏<br />

وإن كان ‏إسقاطاً‏ فاإنَّ‏ فيه معنى التمليك )19( ، وهم يرون ‏أنَّ‏ الإبراء يكون يف الديون فقط؛<br />

لأن الإبراء عن العني لغو،‏ فالإبراء ‏إسقاطٌ‏ والعني ليست مبحل له؛ ‏إذ ل تسقط حقيقة ول<br />

يسقط ملك املالك عنها ‏أيضاً؛ لأن الإبراء مُ‏ فْرغ للذمة بعد اشتغالها،‏ فالإبراء عن الأعيان ل<br />

يصح؛ لعدم ثبوتها يف الذمة )20( .<br />

واالإبراء عند املالكية:‏ ‏»نقل للملك«‏ )21( . وهو ‏إسقاط ما يثبت يف الذمة،‏ فل يجري يف<br />

الأعيان،‏ بخلف الدَّيْن،‏ فل يصح بَرَّأتُكَ‏ من داري التي حتت يدك؛ لأن الإبراء ‏إسقاط،‏ واملُعَنيَّ‏<br />

ل يسقط )22( . بينما عرَّف الشافعية الإبراء ‏أنَّه:‏ ‏»إسقاط ما يف الذمة ‏أو متليكه«‏ )23( .


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

وقال ‏صاحب كتاب ‏»املنثور«:‏ توسط ابن السمعاين فقال:‏ ‏إنه متليكٌ‏ في حق من له<br />

الدَّيْن،‏ ‏إسقاط يف حق املديون )24( . والإبراء عند احلنبلية:‏ ‏»إسقاط حق وليس بتمليك«‏ )25( .<br />

وعند الشيعة االإمامية:‏ له تعريفان متشابهان:‏<br />

.<br />

)26(<br />

‏»إسقاط ملِ‏ ‏َا يف الذمة«‏<br />

.<br />

)27(<br />

‏»إزالة ما يثبت يف الذمة«‏<br />

فالإِبرَاء عندهم ‏إسقاط ، ل متليك )28( ولو ‏أَسْ‏ قَطَ‏ املنفعة املعيَّنَة ملَ‏ ْ تسقط؛ لأَنَّ‏ الإِبراء<br />

ل يتناول ‏إل ما هو يف الذِّممَ‏ )29( .<br />

مناقشة التعريفات،‏ وبيان التعريف املختار:‏<br />

مالحظات عامة حول التعريفات:‏<br />

‏●يلحظ ممِ‏ رّا ‏سبق من التعريفات ‏أن جميع املذاهب السابقة – احلنفية،‏ واملالكية،‏<br />

والشافعية،‏ واحلنبلية،‏ والشيعة الإمامية-‏ اعتربت الإبراء ‏إسقاطاً،‏ عدا املالكية الذين<br />

اعتربوه نقلً‏ للملك.‏<br />

248<br />

<br />

<br />

<br />

●<br />

<br />

<br />

<br />

● ‏●ويُلحظ ‏أن تعريف الإبراء يف التعريفات السابقة هو بالرسم،‏ وليس باحلد.‏<br />

● ‏●ويُلحظ ‏أيضاً،‏ باأن جميع التعريفات عامة،‏ تخلو من قيود لصحة الإبراء،‏ فهل<br />

يصح الإبراء من ‏أي ‏شخص؟ ، وهل يصح من غري ‏صاحب احلق؟ ، وهل يصح من فاقد ‏أهلية<br />

التربع؟ كما ‏أن بعض التعريفات ل تخلو من ملحوظات ‏أخرى غري التي ذَكَ‏ رْت:‏<br />

فتعريف احلنفية:‏ ‏»إسقاط وهبة الدَّيْن ممِ‏ ‏َّن عليه الدَّيْن«.‏ فقولهم هبة الدَّين:‏ غري<br />

‏صحيح؛ لأن الهبة تكون بنقل وقبض الشيء املوهوب،‏ من الواهب،‏ ‏إىل املوهوب له )30( ،<br />

والإبراء ليس فيه نقل؛ بل فيه تنازل.‏<br />

كما ‏أن الإبراء حقيقة فيه معنى التمليك،‏ فاملُربْ‏ ‏َأ من ‏ألف دينار زاد ملكه بقدر<br />

الألف؛ لأنه لو دفعها لنقص ملكه مبقدارها،‏ وبالإبراء زاد ملكه بقدرها،‏ فكاأنه دفعها ثم<br />

كسب مبقدارها.‏<br />

وتعريف الكرابيسي:‏ ‏»الإبراء ‏إسقاط الطلب ل ‏إىل غاية«.‏ غري مُ‏ ‏سَ‏ لَّم من ناحيتني:‏<br />

الأوىل:‏ ‏أنَّ‏ الإبراء ليس ‏إسقاط الطلب،‏ بل هو ‏إسقاط للحق،‏ فَمُ‏ ‏سْ‏ قِط الطلب ليس مُ‏ ‏سْ‏ قِطاً‏<br />

للحق حقيقة،‏ وله املطالبة فيما بعد،‏ واملُربئ ليس له الطلب بعد الإبراء.‏<br />

الثانية:‏ قيد ‏)ل ‏إىل غاية(‏ : يفيد ‏أنَّ‏ الإبراء غري مقيَّد بزمن،‏ مع ‏أنَّ‏ الأصل تقييده بزمن،‏<br />

منعا للنزاع،‏ ‏إذا ترك مطالبته مدة ثم عاد وطالبه،‏ ويوؤيد هذا قول اهلل عز وجل:‏ ‏{وَإِن كَ‏ انَ‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

ذُو عُ‏ ‏رسْ‏ ‏َةٍ‏ فَنَظِ‏ رَةٌ‏ ‏إِىلَ‏ مَ‏ يْرسَ‏ ‏َةٍ‏ { )31( ، فاأمهل اهلل تعاىل املدين حتى يساره،‏ وكذا ‏إسقاط الطلب<br />

الأصل فيه ‏أن يكون ‏إىل غاية.‏<br />

وأمرّ‏ ا تعريف املالكية باأنَّ‏ الإبراء نقل للملك،‏ فيُناقش باأنَّ‏ الإبراء ليس نقلً‏ للملك؛<br />

بل تنازل،‏ وإن كان فيه معنى التمليك،‏ فل يَنْقُل ‏إليه مِ‏ لْكا؛ بل ميُ‏ ‏َلِّكُ‏ ه ما يف ذمته،‏ فكلمة نقل<br />

غري مناسبة يف التعريف.‏<br />

249<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

وتعريف ابن السمعاين الذي ورد يف كتاب ‏»املنثور«‏ باأنَّه:‏ متليك يف حق مَ‏ نْ‏ له<br />

الدَّيْن،‏ ‏إسقاط يف حق املديون.‏<br />

هو ‏رشح للإبراء،‏ وليس تعريفاً‏ له.‏<br />

‏أمرّ‏ ا تعريف احلنبلية باأنَّ‏ الإبراء:‏ ‏إسقاط حق وليس بتمليك.‏ وتعريف الشيعة<br />

الإمامية له باأنَّه:‏ ‏إسقاط ل متليك.‏ فل يسلم القول باأن الإبراء ليس فيه معنى التمليك،‏ فكما<br />

قال الباحث يف مناقشة تعريف احلنفية:‏ املُربْ‏ ‏أ من ‏ألف دينار زاد ملكه بقدر الألف؛ لأنه لو<br />

دفعها لنقص ملكه مبقدارها،‏ فزاد ملكه بالإبراء بقدرها،‏ فكاأنه دفعها ثم كسب مبقدارها.‏<br />

التعريف املختار:‏<br />

‏أرى ‏أن يُعَرَّف الإبراء باأنَّه:‏ ‏»تنازل ‏صاحب احلق عنه ‏إل ملانع«.‏<br />

‏رشح التعريف:‏<br />

تنازل:‏ جنس يف التعريف مبعنى الرتَّ‏ ك )32( ، فيشملُ‏ تَرْك حقه يف ما ثبت يف الذمة،‏<br />

وتَرْك الدعوى والقيمة فيما ل يثبت يف الذمة.‏<br />

‏صاحب احلق:‏ قيد يف التعريف،‏ يخرج به ترصف الإنسان يف غري حقه،‏ مثل ‏إبراء<br />

الفضويل،‏ وإبراء املوكَّ‏ ل من مال وكيله دون ‏إذن بالإبراء،‏ وما ‏شاكلهم،‏ فاملربئ وحده مَ‏ نْ‏<br />

يستطيع الترصف يف حقه.‏<br />

‏إل ملانع:‏ قيد ‏آخر يف التعريف،‏ يخرج به الإبراء من ناقصي ‏أهلية الأداء،‏ فهو ‏رضر<br />

حمض يف حقهم،‏ فل يُقبل منهم.‏<br />

املبحث الثاني-‏ أنواع اإلبراء:‏<br />

ينقسم الإبراء ‏إىل ‏أقسام عدة باعتبارات خمتلفة،‏ فَيُقْسَ‏ م من حيث اللفظ ‏إىل ‏إبراء عام،‏<br />

وإبراء خاص،‏ ومن حيث املوضوع ‏إىل ‏إبراء ‏إسقاط،‏ وإبراء استيفاء،‏ ويَنْقَسِ‏ م يف ‏صُ‏ وَرِهِ‏<br />

والغرض املقصود منه ‏إىل ‏إبراء مقيد بالرشط،‏ وإبراء مُ‏ عَلَّق،‏ وفيما ياأتي عرض وحتليل<br />

هذه الأنواع،‏ وباهلل التوفيق:‏


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

املطلب األول-‏ أنواع اإلبراء من حيث اللفظ:‏<br />

‏●املشاألة االأوىل:‏ الإبراء العام:‏ جاء يف جملة الأحكام العدلية ‏أنَّ‏ الإبراء العام:‏ ‏»إبراء<br />

‏أحد ‏آخر من الدعاوى كافة » )33( .<br />

250<br />

●<br />

●<br />

ولكن هذا التعريف غري دقيق؛ لأنَّ‏ احلق ‏أعم من الدعاوى،‏ فاأرى ‏أن يكون تعريفه:‏<br />

‏»إسقاط ‏شخص حقوقه عن غريه كافة«.‏<br />

ولالإبراء العام األفاظ عدة تدل عليه،‏ منها:‏<br />

ل حق يل قِ‏ بَل فلن:‏ وهو ‏أعم ‏ألفاظ الإبراء،‏ بحيث يدخل فيه كل عَ‏ نيْ‏ ، ‏أو دَيْن،‏ وكل<br />

كفالة،‏ ‏أو جناية،‏ ‏أو ‏إجارة،‏ وبرئ ‏أيضاً‏ من احلقوق البدنية؛ مثل حد القذف ما مل يبلغ<br />

الإمام،‏ وبرئ من مال الرسقة ل احلد؛ لأنه حق هلل،‏ ليس لأحد ‏إسقاطه )34( . والقول هو بريء<br />

ممِ‏ رّا يل قِ‏ بَلَه:‏ برئ من الأمانة،‏ والغصب جميعاً؛ لأن هذا اللفظ يفيد عموم الرباءة )35( .<br />

و كل لفظ يدل على الإبراء العام فهو له،‏ على نحو:‏ ل خصومة يل قِ‏ بَل فلن،‏ ‏أو هو<br />

بريء من حقي،‏ ‏أو ل دعوى يل عليه،‏ ‏أو ل تعلق يل عليه،‏ ‏أو ل ‏أستحق عليه حقا ول دعوى،‏<br />

‏أو ‏أبرأته من حقي،‏ ‏أو ممِ‏ رّا يل قِ‏ بَلَه،‏ ‏أو ليس يل معه ‏أمر ‏رشعي )36( .<br />

ثمرة هذا الإبراء:‏ ‏إنْ‏ ادَّعى املربئ بعد الإبراء العام حقاً،‏ مل تُقْبل بَيِّنَتُه عليه،‏ فلو قال<br />

املشرتي للبائع:‏ ل حق يل قِ‏ بَلَك،‏ ثم ظهر يف املبيع عيب،‏ ليس له دعوى الرد به؛ لأن الرد<br />

بالعيب من جملة احلقوق الثابتة له،‏ وقد ‏أبرأه منها،‏ ‏إل ‏أن يشهد الشهود ‏أنه فعل ذلك بعد<br />

الرباءة،‏ لأن قوله ل حق يل،‏ نَكِ‏ رَة يف موضع النفي،‏ والنكرة يف موضع النفي تعم كل حق،‏<br />

وهو قول جمهور الفقهاء من احلنفية،‏ واملالكية،‏ والشافعية،‏ واحلنبلية )37( .<br />

وقال الشافعي:‏ « وبرئ ‏إليه فلن من مائة عيب بهذا العبد املُشرتى،‏ وبرأته من مائة<br />

عيب،‏ فاإن زادت رده،‏ وإن نقصت فقد ‏أبرأه من ‏أكرث ممِ‏ رّا وجد فيه،‏ فليس له رده بعيب دون<br />

املائة«‏ )38( ، ولفظ املائة هنا يساوي الإبراء العام،‏ فمن يجد يف ‏سلعة مائة عيب؟ .<br />

‏●املشاألة الثانية:‏ الإبراء اخلاص:‏ عرَّفت جملة الأحكام العدلية الإبراء اخلاص ‏أنَّه:‏<br />

‏»إبراء ‏أحد ‏آخر من دعوى متعلقة بخصوص مادة،‏ كدعوى الطلب من دار،‏ ‏أو ‏ضَ‏ يْعَةٍ‏ ، ‏أو<br />

جهة ‏أخرى«‏ )39( . لكن ‏أرى استبدال كلمة ‏»دعوى«‏ بكلمة ‏»حق«؛ لأنَّ‏ احلق ‏أعم من الدعوى،‏<br />

فيكون التعريف:‏ ‏»إبراء ‏أحد ‏آخر من حق متعلق بخصوص مادة«،‏ فيشمل كل حق خاص،‏<br />

كما يف ‏أقسام الإبراء اخلاص الآتية.‏ وللإبراء اخلاص ‏ألفاظ خاصة به بحسب نوع احلق،‏<br />

فاإن كان خاصاً‏ بِدَيْنٍ‏ خاص،‏ يُقال:‏ ‏أبرأته من دَيْن كذا،‏ ‏أو هو بريء من الدَّيْن الذي يل قِ‏ بَله،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏أو من دَيْني عليه.‏ وإن كان من حق فيقول:‏ ‏أبرأتك من حقي عليك،‏ ‏أو ليس يل قِ‏ بَل فلن حق،‏<br />

فيكون بريئاً‏ من كل قليل وكثري،‏ دَيْناً،‏ ‏أو وديعة،‏ ‏أو عارِيَّة،‏ ‏أو كفالة،‏ ‏أو غصباً،‏ ‏أو قرضاً،‏<br />

‏أو ‏إجارة،‏ ‏أو غري ذلك،‏ فيتناول اجلهة التي ‏أراد الإبراء عنها )40( ، وينقسم هذا النوع من<br />

االإبراء اإىل اأربعة اأقسام )41( ، وهي كما ياأتي:‏<br />

‏اأوالً:‏ الإبراء من دعوى مال خمصوص:‏ كالإبراء عن دعوى متعلقة بدار،‏ فيقول له<br />

‏أبرأتك عن خصومتي يف هذه الدار )42( .<br />

251<br />

<br />

<br />

<br />

‏ثانياً:‏ الإبراء من ذات املال املخصوص:‏ كقول املُربْ‏ ‏ِئ للمُ‏ ربْ‏ ‏أ:‏ ‏أبرأتك عن نصف<br />

الدَّيْن،‏ وقول املوىل ملِ‏ ‏ُكَاتِبِه:‏ ‏أبرأتك عن مال الكتابة،‏ وإبراء الزوجة زوجها من بعض<br />

‏صداقها،‏ ‏أو كله )43( .<br />

‏ثالثاً:‏ الإبراء اخلاص بالعني:‏ وهو موضع خلف بني الفقهاء،‏ فمذهب جمهور<br />

الفقهاء من املذاهب الأربعة ‏إىل ‏أنَّه يقع باطلً،‏ قال الرسخسي:‏ ‏»الإبراء عن العني لغو؛ فاإن<br />

الإبراء ‏إسقاط،‏ والعني ليست مبحل له،‏ ‏إذ ل تسقط حقيقة،‏ ول يسقط ملك املالك عنها ‏أيضا،‏<br />

وإضافة الترصف ‏إىل غري حمله لغو«‏ )44( ، وقال القرايف:‏ ‏»الإبراء من املُعَنيَّ‏ ل يصح،‏<br />

بخلف الدَّيْن،‏ فل يصح ‏إبروؤك من داري التي حتت يدك،‏ لأن الإبراء الإسقاط واملُعَنيَّ‏ ل<br />

يسقط«‏ )45( ، وقال البجريمي:‏ ‏»أما الإبراء من العني فباطل جزما«‏ )46( ، وقال ابن تيمية:‏ ‏»ل<br />

يصح الإبراء عن العني بل عن الدَّيْن«‏ )47( . واستدل ‏أصحاب هذا القول باأنَّ‏ الإبراء ‏إسقاط ما<br />

يف الذمة،‏ واملعنيَّ‏ ل يسقط،‏ ول يُعقل،‏ والذي يسقط هو املطالبة بها-‏ العني )48( .<br />

وذهب خواهر زاده وحممد بن احلسن الشيباين،‏ من احلنفية )49( ، واملازري وابن عبد<br />

السلم من املالكية )50( ، والزيدية )51( ، والإمامية )52( ، ‏إىل ‏أنَّ‏ الإبراء من العني جائز<br />

وصحيح،‏ قال ابن عابدين:‏ ‏»ويف كايف احلاكم )53( ل حق يل قِ‏ بَلَه،‏ يربأ من الدَّيْن،‏ والعني،‏<br />

والكفالة،‏ والإجارة،‏ واحلدود،‏ والقصاص«‏ )54( .<br />

وقد حاول احلنفية توجيه هذا القول،‏ فقالوا:‏ ‏إنْ‏ كان الإبراء على وجه الإخبار،‏ كقوله<br />

هو بريء مما يل قِ‏ بَلَه،‏ فهو ‏صحيح متناول للدَّيْن والعني،‏ وأمَّ‏ ا ‏إن كان على وجه الإنشاء،‏<br />

فاإن كان عن العني فهو باطل من جهة ‏أن له الدعوى بها )55( . وحاولوا توجيهه توجيهاً‏<br />

‏آخر،‏ باأنه قصد بكلمه ‏صحته قضاء،‏ لكنه باطل ديانة )56( . ولكن الكلم واضح ورصيح،‏<br />

فل ‏أرى هذا التاأويل.‏<br />

وقال احلطرّ‏ اب:‏ ‏»الإسقاط يف املُعَنيَّ‏ ، وأن لفظ الإبراء ‏أعم منه؛ لأنه يطلق على املُعَنيَّ‏<br />

وغريه«‏ )57( ، وقال الشوكاين:‏ ‏»يف الإبراء من العني،‏ فاإن هذا الإبراء ملجرده،‏ يوجب مصري


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

تلك العني ملكا ملن وقع له الإبراء عنها«‏ )58( ، واستدل اأصحاب هذا القول باملعقول من<br />

وجهني:‏<br />

يف انتقال الأملك،‏ من مالك ‏إىل مالك،‏ هو حصول الرتاضي،‏<br />

)59(<br />

Ú‏إنَّ‏ املناط الرشعي<br />

وقد رضي املربئ عن العني مبصريها ‏إىل ملك من ‏أبرأه عنها،‏ فليس املراد ‏إل ‏أنها تصري<br />

ملكا للمباح له،‏ يترصف بها كيف ‏شاء،‏ واملراد ما حتصل به الدللة على املعنى،‏ كائناً‏ ما<br />

كان،‏ وعلى ‏أي ‏صفة وقع،‏ ولو بغري لفظ من الدوال ‏–املتداولة-‏ التي ليست بلفظية )60( .<br />

252<br />

Ú<br />

.<br />

)61(<br />

Ú‏إنَّ‏ Ú الإبراء العام يشمل الأمانات،‏ وهي معينات،‏ فيصح الإبراء من الأعيان<br />

وقبل املناقشة والرتجيح،‏ يجب معرفة راأي املانعني يف االإبراء من االأمانات:‏<br />

جاء يف كتاب ‏»الفتاوى الهندية:‏ ‏»إذا ‏أقر الرجل ‏أنه ل حق له قِ‏ بَل فلن دخل حتت<br />

الرباءة كل حق هو مال،‏ وما ليس مبال،‏ كالكفالة بالنفس والقصاص،‏ وحد القذف،‏ وما هو<br />

دين وجب بدلً‏ عمرّا هو مال،‏ كالثمن والأجرة،‏ ‏أو وجب بدل عمرّا ليس مبال،‏ كاملهر وأرش<br />

اجلناية،‏ وما هو عني مضمونة كالغصب ‏أو ‏أمانة كالوديعة والعارية والإجارة«‏ )62( .<br />

وجاء يف كتاب ‏»حاشية الدسوقي:‏ ‏»وإذا قال ‏أبرأتك مما عندك برئ من الدَّيْن والأمانة«‏<br />

)63( . وقال الشافعية،‏ احلنبلية:‏ ‏إذا وقع الإبراء ‏صحيحاً‏ يربأ املُربْ‏ ‏أ من عموم احلقوق املربأ<br />

منها،‏ وهل الأمانات ‏إلاّ‏ حقوق؟!‏ )64( . وجاء يف كتاب ‏»درر احلكام:‏ ‏»الْ‏ إِبْرَاءُ‏ الَّذِي يَعُمُّ‏ ‏حلْ‏ ‏ُقُوقِ‏<br />

كَ‏ افَّةَ‏ كَ‏ الْ‏ إِبْرَاءِ،‏ بِقَوْلِ‏ : لَ‏ حَ‏ قَّ‏ يلِ‏ قِ‏ بَلَ‏ فُ‏ لَ‏ نٍ‏ وَلَيْسَ‏ يفِ‏ الإبراءات لَفْظٌ‏ ‏أَعَ‏ مُّ‏ وَأَجْ‏ مَعُ‏ مِ‏ نْ‏ هَ‏ ذَا اللَّفْظِ‏ ،<br />

وَهَ‏ ذِهِ‏ الْكَلِمَةُ‏ تُوجِ‏ بُ‏ الْربَ‏ ‏َاءَةَ‏ مِ‏ نْ‏ الْ‏ أَمَ‏ انَاتِ‏ وَملْ‏ ‏َضْ‏ مُ‏ ونَاتِ‏ » )65( .<br />

املناقشة والرتجيح:‏<br />

‏أمرّ‏ ا بخصوص قول اجلمهور القاضي ببطلن الإبراء اخلاص بالعني،‏ واستدللهم باأن<br />

الإبراء ‏إسقاط،‏ فل يكون ‏إل عمرّا ثبت يف الذمة.‏ فيمكن ‏أن يُناقَش باأنَّ‏ هذا القول ل يوؤخذ<br />

على ‏إطلقه،‏ فالأعيان تُقسم ‏إىل قسمني،‏ قيميات،‏ ومثليات،‏ فالقيميات ل تثبت يف الذمة،‏<br />

لصعوبة ‏ضبطها بالوصف،‏ كاحليوانات،‏ وكل متفاوت )66( ، ‏أمَّ‏ ا املثليات فهي مضبوطة<br />

بالوصف،‏ فتثبت يف الذمَّ‏ ة،‏ ودليل ذلك قول النبي-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ يف السَّ‏ لم:‏ ‏»مَ‏ نْ‏<br />

‏أَسْ‏ لَفَ‏ يفِ‏ ‏شَ‏ يْ‏ ءٍ‏ فَفِي كَ‏ يْلٍ‏ مَ‏ عْلُومٍ‏ وَوَزْنٍ‏ مَ‏ عْلُومٍ‏ ِ ‏إ ىلَ‏ ‏أ<br />

وقد عرَّف الفقهاء السَّ‏ لم باأنه:‏ ‏»عقد على موصوف يف الذِّمَّ‏ ة مُ‏ وؤَجَّ‏ ل بثمن مقبوض يف<br />

جملس العقد«‏ )68( .<br />

َ جَ‏ لٍ‏ مَ‏ عْلُومٍ‏ » )67( .<br />

فاملعقود عليه هو عني،‏ لكنَّها مضبوطة بالوصف،‏ وقد اعترب الفقهاء كل عني تُضبط<br />

بالوصف،‏ ثابتة يف الذِّمة،‏ ومن ‏أوضح الأمثلة على ذلك ما جاء يف كتاب ‏»بدائع الصنائع«:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏»باع عبدا بثوب موصوف يف الذمة موؤجل،‏ فاإنه يجوز بيعه،‏ ول يكون جوازه بطريق السَّ‏ لَم،‏<br />

بدليل ‏أن قبض العبد ليس برشط،‏ وقبض رأس مال السَّ‏ لَم ‏رشط جواز السلم،‏ وكذا ‏إذا ‏أجر<br />

داره بثوب موصوف يف الذمة موؤجل،‏ جازت الإجارة،‏ ول يكون ‏سَ‏ لَماً«‏ )69( . وعلى هذا جتوز<br />

الإجارة على موصوف يف الذمة،‏ ورشاء ثوب بصفته ينعقد،‏ لأنه بيع موصوف يف الذمة،‏<br />

وهذا بيع عني متميزة موصوفة )70( .<br />

ويصح العقد يف كل عني يجوز بيعها،‏ مكيل كان ‏أو موزونا ‏أو غريهما،‏ ويجوز قرض<br />

كل مال ميلك بالبيع،‏ ويضبط بالوصف،‏ لأنه عقد متليك،‏ يثبت العوض فيه يف الذمة،‏ فجاز<br />

فيما ميُ‏ ‏ْلك ويُضْ‏ بط بالوصف كالسَّ‏ لَم«‏ )71( ، ولهذا ‏صح خيار التعيني يف القيميات،‏ ل يف<br />

املثليات )72( .<br />

فعلى قولهم باأن الإبراء هو عما يثبت يف الذمة،‏ كان عليهم تقييده بالقيميات فقط،‏<br />

واستثناء املثليات التي تثبت يف الذمة عندهم.‏<br />

‏أمرّ‏ ا بخصوص ‏أدلة القول الثاين القاضي بجواز الإبراء اخلاص بالعني،‏ فيمكن ‏أن<br />

يُناقش:‏<br />

قولهم:‏ املناط الرشعي يف انتقال الأملك،‏ من مالك ‏إىل مالك،‏ هو حصول الرتاضي،‏<br />

وقد حصل،‏ ‏صحيح،‏ لو كان الإبراء متليكاً‏ حمضاً،‏ ولكن الإبراء فيه معنى الإسقاط وفيه<br />

معنى التمليك،‏ ووجه الإسقاط ‏أوجه.‏<br />

‏أمرّ‏ ا قولهم باأن الإبراء العام يشمل الأمانات،‏ وهي معينات،‏ فيصح الإبراء من الأعيان؛<br />

استدلل ‏صحيح،‏ لأن الأمانات كما تكون ‏أمول،‏ تكون ‏أعياناً.‏<br />

الرتجيح:‏<br />

الأمانات قد تكون عيناً،‏ وقد تكون نقوداً،‏ ول خلف يف ‏صحة الإبراء منها،‏ وإن كانت<br />

عيناً،‏ واملانعون يقولون بصحة الإبراء من الأمانات.‏ فلماذا ل تثبت الأعيان يف الذمة؟ ،<br />

فهل هناك نص،‏ ‏أو قياس معترب،‏ ‏أو ‏إجماع،‏ ‏أو قول ‏صحابي،‏ ‏أو غريه من الأدلة املعتربة،‏<br />

يقول بذلك؟ وملاذا ل تثبت الأعيان يف الذمة؟ ، ‏أليست الذمة وصفاً‏ يصري الشخص به ‏أهل<br />

للإيجاب ولستيجاب؟ )73( . ‏أي لتثبت احلقوق له وعليه،‏ والأعيان مما يثبت له وعليه.‏<br />

وعليه،‏ يرتجح يل - واهلل ‏أعلم-‏ باأن الإبراء من العني املثلية ‏صحيح؛ لثبوتها يف<br />

الذمة،‏ ولسهولة ‏ضبطها بالوصف،‏ والقيمية تثبت قيمتها لصعوبة ‏ضبطها بالوصف.‏<br />

‏رابعاً:‏ الإبراء من حق خمصوص:‏ ومن ذلك:‏<br />

253<br />

<br />

الإبراء عن حق الشُّ‏ فعة:‏ فلو قال الشفيع:‏ ‏أبرأتك عن الشفعة جاز ذلك؛ لأن الشفعة<br />

خالص حقه،‏ فيملك الترصف فيها )74( .


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

الإبراء عن اخليار )75( يف البيع:‏ لأن اخليار حق املشرتي،‏ فيملك الإبراء عنه )76( .<br />

الإبراء عن الضمان:‏ فاإن قال ‏صاحب الضمان:‏ ‏أبرأتك عن الضمان،‏ فيربأ عنه؛ لأنه<br />

‏أسقط حق نفسه،‏ وهو من ‏أهل الإسقاط،‏ واملحل قابل للسقوط،‏ فيسقط )77( .<br />

الإبراء من القصاص،‏ وأروش )78( اجلنايات،‏ فقد جرى لفظ العفو،‏ ‏أو الإبراء،‏ باأن قال:‏<br />

عفوت عن ‏أرش هذه اجلناية،‏ ‏أو ‏أبرأته )79( .<br />

املطلب الثاني-‏ أنواع اإلبراء من حيث املوضوع:‏<br />

يتنوع الإبراء من حيث موضوعه ‏إىل ‏إبراء ‏إسقاط،‏ وإبراء استيفاء.‏<br />

‏●اأوالً:‏ ‏إبراء الإسقاط:‏ وهو ‏أن يربئ ‏أحد غريه باإسقاط متام حقه الذي هو عند الآخر،‏<br />

‏أو بحط مقدار منه عن ذمته )80( . فاإذا ذُكِ‏ رَ‏ لفظ الإبراء،‏ وكان دللته ترصفه ‏إىل الإسقاط،‏<br />

فهو ‏إبراء ‏إسقاط وله عدة ‏ألفاظ تدل عليه منها،‏ ‏أسقطت عنك الدَّيْن،‏ ‏أو ‏أسقطت عنك دَيْنِي<br />

عليك،‏ ‏أو عفوت عن حقي،‏ ‏أو ملكتك ‏إياه،‏ ‏أو وهبتك،‏ ‏أو ‏أحللتك منه،‏ ‏أو تركته لك،‏ فهي كلها<br />

كاأبرأتك )81( .<br />

254<br />

●<br />

●<br />

فاإذا ‏صدر بهذه الألفاظ،‏ وما ‏شاكلها،‏ كان ‏إبراء ‏إسقاط؛ لأن الدائن قد عربَّ‏ مبا يدل<br />

على ‏أنه قد ترك دَيْنه،‏ وأسقطه عن مدينه،‏ ويكون ‏إبراء الإسقاط يف الدَّين كله،‏ كما يكون<br />

يف جزء منه،‏ كاإبراء املدين عن جزء من الدَّين،‏ ‏أو عن الدَّين كله،‏ وإسقاط املرأة مهرها،‏ ‏أو<br />

بعضه عن زوجها )82( .<br />

والغالب على استعمال الفقهاء لإبراء الإسقاط،‏ هو لإسقاط الديون،‏ لأنه ‏إن كان عيناً‏<br />

مل يصح؛ لأن ‏إسقاط العني غري ‏صحيح،‏ عند ‏أكرث الفقهاء )83( . وهذا الإبراء هو املقصود يف<br />

كتب الفقه،‏ ويف هذا البحث.‏<br />

.<br />

)84(<br />

● ‏●ثانياً:‏ ‏إبراء ‏لستيفاء:‏ وهو عبارة عن الإقرار باأنه استوفى حقه وقبضه<br />

ومن الألفاظ الدالة عليه نحو قوله:‏ ‏أبرأتك براءة استيفاء،‏ ‏أو قبض،‏ ‏أو ‏أبرأتك عن ‏لستيفاء،‏<br />

واستوفيت منك،‏ وبرئت ‏إيلَّ‏ من الدَّيْن،‏ وبرئت ‏إيل من املال )85( . ويكون ‏إبراء ‏لستيفاء يف<br />

الدَّين،‏ والعني،‏ واحلقوق )86( ؛ لأنه درب من دروب الإقرار بالوفاء،‏ فكما يتحقق يف الدَّين،‏<br />

يتحقق يف العني،‏ وذلك بدفعها ‏إىل مالكها.‏<br />

املطلب الثالث-‏ أقسام اإلبراء من حيث صُ‏ وَرُه والغرض املقصود منه:‏<br />

ينقسم االإبراء من حيث ‏صُ‏ وَرُه والغرض املقصود منه اإىل قسمني:‏<br />

‏●االأول:‏ االإبراء املقيد بالرشط:‏ ويقال له:‏ ‏إبراء معلق على معنى الرشط،‏ ويُقصد<br />

به عند الفقهاء بالإبراء عن بعض الدَّيْن برشط ‏أداء الباقي،‏ وصورته:‏ ‏إن كان لِرَجُ‏ ل على


Ú<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏آخر ‏ألف درهم،‏ فقال له:‏ ‏أدِّ‏ ‏إيلَّ‏ غداً‏ خمسمائة على ‏أنك بريء من الباقي،‏ وهو ما يُعرف عند<br />

الفقهاء مبساألة ‏»ضع وتعجَّ‏ ل«،‏ وقد اختلف الفقهاء يف ‏صحة ذلك على قولني:‏<br />

Úالقول االأول:‏ التقييد يف الإبراء عن بعض الدَّيْن برشط ‏أداء الباقي ‏صحيح،‏ فلو<br />

قال املُربْ‏ ‏ِئ للمُ‏ ربْ‏ ‏أ:‏ ‏أدِّ‏ ‏إيلَّ‏ نصف ما عليك غداً،‏ وأنت بريء من الزيادة،‏ على ‏أنك ‏إن مل تدفعها<br />

‏إيل غداً‏ فل تربأ عن الباقي،‏ فاإن ‏أدَّى بقي الإبراء ماضياً،‏ وإن مل يوؤدِّ‏ بطل الإبراء،‏ وإن<br />

مل يحدد وقتاً،‏ فهو جائز ‏أيضاً،‏ وهو قول ابن عباس،‏ وسفيان الثوري،‏ واحلسن البرصي،‏<br />

وحممد بن ‏سريين )87( ، زفر من احلنفية )88( ، وقول مرجوح عند املالكية )89( ، ورواية عند<br />

الشافعية )90( ، وابن القيم من احلنبلية )91( ، والإمامية )92( .<br />

حجتهم:‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

عن ابن عباس قال:‏ ملا ‏أراد رسول اهلل-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ ‏أن يُخرج بني<br />

النضري قالوا يا رسول اهلل:‏ ‏إنك ‏أمرت باإخراجنا،‏ ولنا على الناس ديون مل حتَ‏ ِ ل،‏ فقال رسول<br />

اهلل-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ لهم:‏ ‏»ضعوا وتعجلوا«‏ )93( . ووجه الدللة:‏ احلديث ‏رصيح يف<br />

جواز ‏أن يضع الدائن من الدَّين الذي يف ذمة املدين ويتعجله.‏ واعرتُ‏ ‏ِض على هذا ‏لستدلل:‏<br />

باأنه ‏ضعيف من جهة السند )94( .<br />

وقد ‏أجاب ابن القيم عن هذا ‏لعرتاض فقال:‏ ‏»هو على ‏رشط السنن،‏ وقد ‏ضعَّفه<br />

البيهقي،‏ وإسناده ثقات،‏ وإمنا ‏ضُ‏ عِّفَ‏ مبسلم بن خالد الزجني وهو ثقة فقيه روى عنه<br />

الشافعي واحتج به«‏ )95( .<br />

عن ابن عباس-‏ رضي اهلل عنهما-‏ ‏سئل عن الرجل يكون له احلق على الرجل ‏إىل<br />

‏أجل فيقول:‏ عجل يل وأضع عنك،‏ فقال:‏ ل باأس بذلك )96( .<br />

وميكن ‏لعرتاض على ‏لستدلل بهذا الأثر:‏ باأنه اجتهاد ‏صحابي،‏ خالفه فيه غريه<br />

من الصحابة،‏ فقد خالفه يف هذه املساألة عمر بن اخلطاب،‏ وزيد بن ثابت وغريهما من<br />

الصحابة،‏ ومن املقرر عند الأصوليني ‏أن قول الصحابي ل يكون حجة ‏إذا خالفه ‏صحابي<br />

‏آخر )97( .<br />

‏لستدلل باملعقول من وجهني:‏<br />

. أإنَّ‏ الوضع من الدَّيْن يف مقابل التعجيل فيه نفع للدائن واملدين،‏ حيث قال ابن<br />

القيم يف ذلك:‏ ‏»وهذا ‏ضد الربا،‏ فاإن ذلك يتضمن الزيادة يف الأجل والدين،‏ وذلك ‏إرضار<br />

حمض بالغرمي،‏ وهذه املساألة تتضمن براءة ذمة الغرمي من الدين،‏ انتفاع ‏صاحبه مبا<br />

يتعجله،‏ فكلهما حصل له ‏لنتفاع من غري ‏رضر،‏ بخلف الربا املجمع عليه،‏ فاإن ‏رضره<br />

255


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

لحق باملدين،‏ ونفعه خمتص برب الدين فهذا ‏ضد الربا ‏صورة ومعنى،‏ ولأن مقابلة الأجل<br />

بالزيادة يف الربا ذريعة ‏إىل ‏أعظم الرضر،‏ وهو ‏أن يصري الدرهم الواحد ‏ألوفاً‏ موؤلفة،‏ فتشتغل<br />

الذمة بغري فائدة،‏ ويف الوضع والتعجيل تتخلص ذمة هذا من الدين،‏ وينتفع ذاك بالتعجيل<br />

له،‏ ولأن الشارع له تطلع ‏إىل براءة الذمم من الديون،‏ وقد ‏سمي الغرمي املدين ‏أسرياً،‏ ففي<br />

براءة ذمته تخليص له من الأرس،‏ وهذا ‏ضد ‏شغلها بالزيادة مع الصرب«‏ )98( .<br />

‏.ب هذا يُعترب من قبيل الصلح،‏ والصلح من دَيْنٍ‏ على بعضه جائز،‏ وللإنسان حرية<br />

الترصف فيما ميلكه،‏ يف حدود املباح )99( .<br />

Úالقول الثاين:‏ التقييد يف الإبراء عن بعض الدَّيْن برشط ‏أداء الباقي حرام،‏ وهو قول<br />

عمر بن اخلطاب،‏ وزيد بن ثابت،‏ وعبد اهلل بن عمر )100( ، وقول احلنفية )101( ، واملالكية<br />

)102( ، واملشهور عند الشافعية )103( ، واملذهب عند احلنبلية )104( .<br />

256<br />

Ú<br />

حجة هذا القول:‏<br />

عن املقداد بن الأسود – رضي اهلل عنه-‏ قال:‏ ‏أسلفت رجلً‏ مئة دينار،‏ ثم خرج ‏سهمي<br />

يف بعث بعثة رسول اهلل-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ فقلت له:‏ عجَّ‏ ل يل تسعني ديناراً‏ وأحط<br />

عرشة دنانري فقال:‏ نعم،‏ فذكر ذلك لرسول اهلل-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ فقال:‏ ‏»أكلت ربا يا<br />

مقداد وأطعمته«‏ )105( .<br />

فهذا يعترب ربا،‏ حيث قال الإمام مالك:‏ ‏»والأمر املكروه الذي ل اختلف فيه عندنا،‏ ‏أن<br />

يكون للرجل على الرجل الدين ‏إىل ‏أجل،‏ فيضع عنه الطالب،‏ ويعجله املطلوب،‏ وذلك عندنا<br />

مبنزلة الرجل الذي يوؤخر دينه بعد حمله عن غرميه،‏ ويزيده الغرمي يف حقه فهذا الربا بعينه<br />

لشك فيه«‏ )106( .<br />

وحاصل هذا ‏لستدلل:‏ قياس وضع بعض الدَّيْن مع ‏إسقاط بعض الأجل على زيادة<br />

الدين يف مقابلة زيادة الأجل.‏<br />

واعرتض على هذا التعليل:‏ باأن قياس وضع بعض الدين مع ‏إسقاط بعض الأجل على<br />

زيادة الدين يف مقابل زيادة الأجل قياس مع الفارق،‏ حيث قال ابن القيِّم:‏ ‏»الربا يتضمن<br />

الزيادة يف احد العوضني يف مقابلة ‏لجل،‏ وهذا يتضمن براءة ذمته من بعض العوض يف<br />

مقابلة ‏سقوط ‏لجل،‏ فسقط بعض العوض يف مقابلة ‏سقوط بعض ‏لجل،‏ فانتفع به كل<br />

واحد منهما ومل يكن هنا ربا ل حقيقة ول لغة ول عرفاً،‏ فاإن الربا الزيادة وهي منتفية ها<br />

هنا،‏ والذين حرَّموا ذلك ‏إمنا قاسوه على الربا،‏ ول يخفى الفرق الواضح بني قوله:‏ ‏إما ‏أن<br />

تربي،‏ وإما ‏أن تقضي،‏ وبني قوله عجِّ‏ ل يل وأهب لك مائة،‏ فاأين احدهما من الآخر،‏ فل نص<br />

يف حترمي ذلك ول اجماع ول قياس ‏صحيح«‏ )107( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الرتجيح:‏<br />

تَبنيَّ‏ باأنَّ‏ الأحاديث والآثار التي ‏أوردها الطرفان ل يُحتج بها لضعفها،‏ ولكن يرتجح<br />

للباحث – واهلل ‏أعلم-‏ القول الأول القاضي بجواز التعامل مبساألة ‏)ضع وتعجل(‏ ، لقوة<br />

ما استدلوا به من املعقول،‏ ولضعف ما استدل به ‏أصحاب القول الثاين،‏ ولأن الأصل يف<br />

الأشياء الإباحة )108( واحلِ‏ لرّ‏ ، ما مل يرد دليل على التحرمي،‏ ول يوجد دليل واضح ‏صحيح<br />

يقتضي التحرمي،‏ واهلل ‏أعلم.‏<br />

واختلف احلنفية فيما ‏إذا قال املُربْ‏ ‏ِئ للمُ‏ ربْ‏ ‏أ:‏ ‏أدِّ‏ ‏إيلَّ‏ نصف ما عليك غداً،‏ وأنت بريء من<br />

الزيادة،‏ ومل يوؤدِّ‏ يف املوعد،‏ هل يرجع الدين كامل،‏ ‏أو ل يعود؟ :<br />

قال ‏أبو حنيفة،‏ وحممد:‏ ‏إن مل يدفع ‏إليه يف الوقت املحدد عاد عليه الدَّين كاملً؛ لأن<br />

هذا ‏إبراء مقيد بالرشط فيفوت بفواته )109( ، وقال ‏أبو يوسف )110( : ل يعود عليه؛ لأنه<br />

‏إبراء مُ‏ طْ‏ لَق،‏ فجعل ‏أداء بعضه عِ‏ وَضاً،‏ حيث ذكره بكلمة ‏إيلرّ،‏ وهي للمعاوضة،‏ واشرتاط<br />

الأداء ‏ضائع؛ لأن النقد واجب عليه يف كل زمان يطالبه هو فيه،‏ ‏إذ املال عليه حال،‏ فبطل<br />

التعليق،‏ وصار ‏إبراء مطلقا،‏ فجرى وجوده جمرى عدمه،‏ فبقي الإبراء مطلقاً‏ فل يعود كما<br />

‏إذا بدأ بالإبراء )111( .<br />

وقول ‏أبي حنيفة وحممد هو الراجح عندي واهلل ‏أعلم؛ لقول النبي-‏ ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم-‏ : ‏»ملْ‏ ‏ُسْ‏ لِمُ‏ ونَ‏ عِ‏ نْدَ‏ ‏رسُ‏ ‏ُوطِ‏ هِ‏ مْ«‏ )112( ، وحيثما ورد النص،‏ فعلينا اتِّباعه،‏ فما ‏رشطه<br />

عليه يجب ‏أن يفي به،‏ وإل بطل الرشط ولتِّفاق،‏ فلو قيل ل يرجع فما الذي استفاده<br />

املُربْ‏ ئ؟!‏ ، فلم ياأخذ دَيْنه،‏ وخرس منه دون فائدة،‏ فيترضر كثرياً‏ بذلك،‏ والنبي-‏ ‏صلى اهلل<br />

عليه وسلم-‏ يقول:‏ ‏»ل ‏رسَ‏ ‏َرَ‏ وَل ‏رسِ‏ ‏َارَ«‏ )113( .<br />

‏●الثاين:‏ االإبراء املعلق على ‏رشط:‏ ويكون الإبراء معلقاً‏ على ‏رشط مطلق،‏ ‏أو على<br />

‏رشط ملئم،‏ ‏أو ‏رشط كائن،‏ وبيان ذلك:‏<br />

257<br />

<br />

●<br />

<br />

Ú<br />

الرشط التعليقي:‏ ما يتم به عليَّة العلة،‏ وآخر ما يتوقف عليه الشيء،‏ وما جُ‏ عِ‏ لَ‏<br />

مبنزلة امللزوم ملا عُ‏ لِّقَ‏ عليه )114( ؛ ‏أي ما يرتتب عليه احلكم،‏ ول يتوقف عليه.‏ وقد اختلف<br />

الفقهاء يف تعليق الإبراء على الرشط ‏إىل ثلثة ‏أقوال ‏أعرضها يف التفصيل الآتي:‏<br />

Úالقول االأول:‏ ل يصح تعليق الإبراء بالرشط مطلقاً،‏ وهو رأي جمهور الفقهاء<br />

)119(<br />

احلنفية )115( ، والشافعية )116( ، وقول للحنبلية )117( ، والزيدية )118( وقول للإمامية<br />

. فمن قال ملدينه:‏ ‏إن متَّ‏ فاأنت بريء،‏ فل يجوز؛ لأنه ‏إبراء معلق على ‏رشط )120( . وكذا ‏إذا<br />

قال له:‏ ‏إن جاء رأس الشهر فاأنت بريء )121( .


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

وإن قال الدائن للمدين:‏ ‏أبرأتك من الدَّيْن بعد وفاتي،‏ مل يصح منه هذا الإبراء،‏ لأنه<br />

‏إنشاء معلق غري منجز،‏ فل يكون ‏صحيحاً،‏ ‏سواء كان الدائن ‏سليما،‏ ‏أم مريضاً،‏ فاإذا مات<br />

وأجاز الورثة ذلك الإبراء،‏ ‏صح ذلك،‏ وبرىء املدين،‏ لأنه ‏إبراء جديد،‏ فالرشط ينايف الإنشاء،‏<br />

والإبراء ‏إنشاء )122( .<br />

وكمن قال لِرَجل:‏ ‏إن متَّ‏ فاأنت يف حلٍّ‏ من دَيْنِي،‏ وكقوله:‏ ‏إن دخلت الدار فاأنت بريء<br />

مما يل عليك،‏ ‏أو قال:‏ ‏أدِّ‏ ‏إيل كذا على ‏أنك بريء من باقيه ومل يوقت،‏ ولو قال:‏ ‏إن ‏أديت ‏إيلَّ‏<br />

خمسمائة،‏ ‏أو ‏إذا ‏أديت،‏ ‏أو متى ‏أديت،‏ فاأنت بريء من الباقي،‏ مل يصح مطلقا،‏ ول يربأ،‏<br />

لعدم ‏صحة تعليق الرباءة برصيح الرشط،‏ ملا فيها من معنى التمليك،‏ والإبراء مرشوع يف<br />

الإسقاط املحض فقط )123( .<br />

حجة هذا القول:‏<br />

ل يصح تعليق الإبراء برشط؛ لأنَّه يقتضي املعاوضة،‏ فكاأنَّه عاوض ببعض حقه<br />

عن بعض،‏ وهذا فيه معنى الربا اجلاهلي،‏ وأكل لأموال الناس بالباطل )124( .<br />

258<br />

<br />

<br />

Ú<br />

‏التعليق مرشوع يف الإسقاط املحض،‏ والإبراء فيه معنى التمليك،‏ فل يصح )125(.<br />

.<br />

)126(<br />

‏القياس على الهبة،‏ فل يصح تعليقها على ‏رشط<br />

Úالقول الثاين:‏ يجوز تعليق الإبراء بالرشط املتعارف،‏ مثل ‏أن يقول:‏ ‏إن عجَّ‏ لت يل<br />

البعض،‏ ‏أو دفعت البعض فقد ‏أبرأتك،‏ ‏أما التعليق بالرشط غري املتعارف فل يجوز،‏ وهو<br />

قول للحنفية )127( ، ومل ‏أقف على دليل لهم على هذا القول.‏<br />

، ورواية<br />

<br />

<br />

Ú<br />

<br />

<br />

)128(<br />

Úالقول الثالث:‏ يجوز تعليق الإبراء بالرشط مطلقاً،‏ وهو قول املالكية<br />

للحنبلية )129( ، وقول للإمامية )130( ؛ لأنه ‏إسقاط حمض،‏ فهو كالطلق والعتق )131( .<br />

مناقشة األدلة،‏ والرتجيح:‏<br />

♦ ‏♦مناقشة اأدلة القول االأول:‏<br />

الدليل الأول:‏ قولهم:‏ لأنَّه يقتضي املعاوضة،‏ فكاأنَّه عاوض ببعض حقه عن بعض،‏<br />

وهذا فيه معنى الربا اجلاهلي.‏<br />

هذا قول ل يَسْ‏ لم لهم،‏ فهذا تعليق ليس فيه معنى املعاوضة،‏ فاإن الإبراء فيها مل<br />

يقع يف مقابلة ‏شيء حتى ‏إذا فسد،‏ فسد الإبراء،‏ فلما كان الإبراء دون عوض،‏ انتفى معنى<br />

املعاوضة،‏ فانتفت علة الربا )132( .<br />

الدليل الثاين:‏ التعليق مرشوع يف الإسقاط املحض،‏ والإبراء فيه معنى التمليك،‏<br />

فل يصح.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

259<br />

<br />

Ú<br />

♦<br />

<br />

Ú<br />

Ú<br />

♦<br />

<br />

الوصية متليك،‏ وهي يف احلقيقة تعليق للتمليك باملوت،‏ فاإنه ‏إذا قال املريض:‏ ‏إن<br />

متُّ‏ يف مرضي هذا فقد ‏أوصيت لفلن بكذا فهذا متيلك معلق باملوت،‏ ول خلف يف ‏صحة<br />

الوصية )133( .<br />

الدليل الثالث:‏ القياس على الهبة،‏ فل يصح تعليقها على ‏رشط،‏ وكذا الإبراء.‏<br />

Úل يوجد دليل على بطلن تعليق الهبة بالرشط،‏ وقد ‏صح عن النبي – ‏صلى اهلل<br />

عليه وسلم-‏ ‏أنه علق الهبة بالرشط يف حديث جابر ملَّا قال:‏ ‏»لو قد جاء مال البحرين<br />

لأعطيتك هكذا وهكذا ثم هكذا«-‏ ثلث حثيات )134( ، وأجنز ذلك له الصديق-‏ رضي اهلل<br />

عنه-‏ ملرّا جاء مال البحرين بعد وفاة النبي – ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ )135( .<br />

فاإن قيل كان ذلك وعداً،‏ قلنا:‏ نعم،‏ والهبة املعلقة بالرشط وعد،‏ فالصحيح ‏صحة<br />

تعليق الهبة بالرشط عمل بهذا احلديث )136( .<br />

ل يلزم من بطلن تعليق الهبة بطلن تعليق الإبراء،‏ بل القياس الصحيح يقتضي<br />

‏صحة تعليقه؛ لأنه ‏إسقاط حمض،‏ فهو بالعتق والطلق ‏أشبه منه بالتمليك )137( .<br />

♦ ‏♦القول الثاين ‏إمنَّ‏ ا هو حقيقة ميثل للتعليق على معني الرشط ‏)ضع وتعجَّ‏ ل(‏ .<br />

القول الثالث:‏ باأنَّه يجوز تعليق الإبراء بالرشط مطلقاً،‏ لأنه ‏إسقاط حمض،‏ فهو<br />

كالطلق والعتق.‏<br />

هو قول ‏صحيح،‏ فالإبراء جماناً‏ ‏أشبه بالعتق والطلق منه للتمليك )138( .<br />

وعليه فالذي يرتجح يل بعد هذا العرض ‏أنَّه يجوز تعليق الإبراء بالرشط مطلقاً،‏ فاأدلة<br />

املانعني مل تسلم من ‏لعرتاض،‏ وحقيقة الربا انتفت،‏ ‏إذ الإبراء املعلق على ‏رشط ليس<br />

معاوضة،‏ وعموم الأدلة تدل على ‏صحة تعليق الإبراء بالرشط،‏ ومنها:‏<br />

‏قول اهلل عز وجل:‏ ‏{وَأَوْفُ‏ واْ‏ بِعَهْدِ‏ ‏هللرّ‏ ِ ‏إِذَا عَ‏ اهَ‏ دمتُّ‏ ْ وَلَ‏ تَنقُضُ‏ واْ‏ الأَميْ‏ ‏َانَ‏ بَعْدَ‏ تَوْكِ‏ يدِهَ‏ ا<br />

وَقَدْ‏ جَ‏ عَلْتُمُ‏ ‏هللرّ‏ َ عَ‏ لَيْكُ‏ مْ‏ كَ‏ فِيلً‏ ‏إِنَّ‏ ‏هللرّ‏ َ يَعْلَمُ‏ مَ‏ ا تَفْعَلُونَ‏ { )139( . فظاهر الآية عام،‏ يف وجوب<br />

الوفاء بكل عقد )140( ، والإبراء عقد.‏<br />

‏وقول رسول اهلل-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ : ‏»مَ‏ نْ‏ ابْتَاعَ‏ نَخْ‏ لً‏ بَعْدَ‏ ‏أَنْ‏ تُوؤَبَّرَ‏ – تُلَقَّح-‏<br />

فَثَمَرَتُهَ‏ ا لِلَّذِي بَاعَ‏ هَ‏ ا ‏إِل ‏أَنْ‏ يَشْ‏ رتَ‏ ‏ِطَ‏ ‏ملْ‏ ‏ُبْتَاعُ‏ » )141( . فهذا الرشط خلف مقتضى العقد املُطْ‏ لق<br />

وقد جوزه الشارع )142( .<br />

‏وقوله ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ « ... وَملْ‏ ‏ُسْ‏ لِمُ‏ ونَ‏ عَ‏ لَى ‏رسُ‏ ‏ُوطِ‏ هِ‏ مْ‏ ‏إِل ‏رسَ‏ ‏ْطً‏ ا حَ‏ رَّمَ‏ حَ‏ للً‏ ‏أَوْ‏<br />

‏أَحَ‏ لَّ‏ حَ‏ رَامً‏ ا«‏ )143( . وهذه الرشوط يف الإبراء ل حتُ‏ لُّ‏ حراماً،‏ ول حترِّم حلل.‏<br />

. وأراد<br />

<br />

)144(<br />

‏وقول عمر بن اخلطاب-‏ رضي اهلل عنه-‏ : مقاطع احلقوق عند الرشوط<br />

مبقاطع احلقوق مواقفه التي ينتهي ‏إليها )145( .


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

Úالتعليق على ‏رشط ملئم:‏ كقوله:‏ ‏إن متُّ‏ فاأنت بريء من دمي،‏ ‏أو وهبتك دمي<br />

‏إن متُّ‏ ، ونحوه،‏ يجوز؛ لأنه وصية،‏ يصح تعليقها لأنه متربع مبا بعد املوت،‏ وهو حقيقة<br />

الوصية )146( .<br />

260<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

التعليق على ‏رشط كائن:‏ كقول املُربْ‏ ئ:‏ ‏إن كانت الشمس طالعة فاأنت بريء من<br />

الدين،‏ لقولهم:‏ ‏إن التعليق به تنجيز،‏ والرشط الكائن هو املوجود احلالرّ‏ )147( .<br />

‏أقول:‏ هذا ليس تعليقاً،‏ وإمنا لغو يف الكلم ل حاجة له،‏ فما الفائدة منه؟!‏ .<br />

املبحث الثالث-‏ شروط صحة اإلبراء:‏<br />

يشرتط لصحة االإبراء ثالثة ‏رشوط،‏ هي كما ياأتي:‏<br />

‏.‏‎1‎اأن 1 يكون االإبراء موافقاً‏ للرشع،‏ فاإن كان الإبراء خمالفاً‏ للرشع فل اعتبار له،‏<br />

ولذلك ‏صور منها:‏<br />

. أالإبراء من التقابض عن بدل عقد الرصف:‏<br />

فقد اتفقت املذاهب الأربعة على ‏أن التقابض عن بدل الرصف يف املجلس ‏رشط لصحة<br />

الرصف،‏ والإبراء من هذا الرشط ل يجوز )148( ، حلديث النبي-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ :<br />

‏»الْوَرِقُ‏ بِالذَّهَ‏ بِ‏ رِبًا ‏إِل هَ‏ اءَ‏ وَهَ‏ اءَ‏ وَالْربُ‏ ُّ بِالْربُ‏ ِّ رِبًا ‏إِل هَ‏ اءَ‏ وَهَ‏ اءَ‏ وَالشَّ‏ عِ‏ ريُ‏ بِالشَّ‏ عِ‏ ريِ‏ رِبًا ‏إِل هَ‏ اءَ‏<br />

وَهَ‏ اءَ‏ وَالتَّمْرُ‏ بِالتَّمْرِ‏ رِبًا ‏إِل هَ‏ اءَ‏ وَهَ‏ اءَ«‏ )149( . وقد ‏أوضح هذه املساألة ‏صاحب كتاب ‏»البحر<br />

الرائق«‏ حيث قال:‏ ‏»وتفرع على اشرتاط القبض،‏ ‏أنه ل يجوز الإبراء عن بدل الرصف،‏ ول<br />

هبته،‏ والتصدق به،‏ فاإن فعل مل يصح بدون قبول الآخر،‏ فاإن قبل انتقض الرصف«‏ )150( .<br />

‏.بالإبراء من حق السكنى للمطلقة:‏ فحق السكنى للمطلقة الرجعية،‏ هو حق<br />

‏أثبته الرشع لها،‏ بقوله عز وجل:‏ ‏{يا ‏أَيُّهَ‏ ا النَّبِيُّ‏ ‏إِذَ‏ ا طَ‏ لَّقْتُمُ‏ النِّسَ‏ اء فَطَ‏ لِّقُوهُ‏ نَّ‏ لِعِ‏ دَّتِهِ‏ نَّ‏<br />

وَ‏ ‏أَحْ‏ ‏صُ‏ وا الْعِ‏ دَّةَ‏ وَ‏ اتَّقُوا ‏هللَّ‏ َ رَ‏ بَّكُ‏ مْ‏ لَ‏ تُخْ‏ رِجُ‏ وهُ‏ نَّ‏ مِ‏ ن بُيُوتِهِ‏ نَّ‏ وَ‏ لَ‏ يَخْ‏ رُجْ‏ نَ‏ ‏إِلَّ‏ ‏أَن يَاأْتِنيَ‏<br />

بِفَاحِ‏ ‏شَ‏ ةٍ‏ مُّ‏ بَيِّنَةٍ‏ 4...} )151( .<br />

واتفق الفقهاء ‏أن حق السكنى لها،‏ هو من قبيل حقوق اهلل-‏ عز وجل-‏ ، فل يجوز<br />

الإبراء عنه )152( .<br />

ولكن هذا القول يتعارض مع ظاهر حديث النبي-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ بقوله لفاطمة<br />

بنت قيس:‏ ‏»ل ‏سكنى لك ...« )153( .<br />

ويُدفع التعارض باأنَّ‏ : السكنى واجبة للمُ‏ طَ‏ لَّقَةِ‏ رجعياً،‏ ‏أما البائن – مثل فاطمة بنت<br />

قيس-‏ فل ‏سكنى لها،‏ ويوؤيده ما ورد يف ‏صحيح مسلم،‏ عن النبي-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏<br />

يف املُطَ‏ لَّقَة ثلثاً،‏ قال:‏ ‏»لَيْسَ‏ لَهَ‏ ا ‏سُ‏ كْنَى وَل نَفَقَةٌ«‏ )154( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

: قال الرملي:‏ ‏»صاحب الإبراء<br />

)155(<br />

‏.‏‎2‎اأن 2 يكون احلق يف االإبراء مملوكاً‏ لصاحبه<br />

ميَ‏ ‏ْلك الدَّيْن في ذمة من عليه،‏ وميَ‏ لك الترصف فيه،‏ على الوجه املعترب«‏ )156( . وقال<br />

الرحيباين:‏ ‏»ول يصح الإبراء من الدَّيْن قبل وجوبه«‏ )157( . وقال البجريمي:‏ ‏»صحة الإبراء<br />

تتوقف على ‏سَ‏ بْقِ‏ امللك«‏ )158( . فل يَربْ‏ ‏أ املُربْ‏ ‏أ ‏إل باإبراء ‏صاحب احلق،‏ فالعفو دائماً‏ من<br />

‏صاحب احلق )159( . ومن هذا يتفرع مسائل:‏<br />

. أاملساألة الأوىل:‏ ‏إبراء الوكيل:‏ هل يجوز للوكيل الإبراء يف مال مُ‏ وكِّ‏ له؟ ، اختلف<br />

الفقهاء يف هذه املشاألة اإىل قولني:‏<br />

القول الأول:‏ الوكيل املاأذون ميلك الإبراء،‏ وهو قول جمهور الفقهاء من احلنفية<br />

)160( ، واملالكية )161( ، والشافعية )162( ، واحلنبلية )163( ، وقول للإمامية )164( . واستدلوا<br />

باأنَّ‏ املُوكَّ‏ ل ‏إن كان ماأذوناً‏ بالإبراء،‏ يصح منه لنتفاء التهمة عنه؛ لأنه ‏إذا جاز التوكيل يف<br />

‏إثبات احلقوق واستيفائها،‏ جاز التوكيل يف الإبراء عنها )165( .<br />

261<br />

Ú<br />

Ú<br />

القول الثاين:‏ الوكيل ل ميلك الإبراء:‏ وهو قول ‏أبي يوسف من احلنفية )166( ، وقول<br />

للشافعية )167( ، وقول الظاهرية )168( ، والزيدية )169( ، واملشهور عند الإمامية )170( .<br />

واستدلوا باأنَّ‏ الإبراء من قبيل التربع،‏ والوكيل ل ميلك التربع )171( ، فل يجوز ‏أن يتكلم ‏أحد<br />

عن ‏أحد ‏إل حيث ‏أوجب ذلك نص،‏ ول نص على جواز الوكالة يف الإبراء )172( ، ولأنَّ‏ الإبراء<br />

تابع للملك،‏ وإذا كان الوكيل ل ميلك الثمن،‏ فل يصح منه الإبراء،‏ وهذا من قبيل ‏أكل ‏أموال<br />

الناس بالباطل )173( .<br />

والراجح عندي وإن كان املُوَكَّ‏ ل ماأذوناً‏ بالإبراء،‏ ‏إلاّ‏ ‏أنَّ‏ ترصُّفه يكون موقوفاً‏ على<br />

‏إجازة ‏صاحب احلق،‏ فاستيفاء احلقوق وإثباتها،‏ غري الإبراء عنها،‏ ‏إن ‏شاء ‏صاحب احلق<br />

‏أمضاه،‏ وإن ‏شاء ‏أبطله،‏ لأن ‏صاحب احلق ‏أقدر على معرفة مصاحله من الوكيل-‏ غالباً.‏<br />

اأقوال:‏<br />

‏.باملساألة الثانية:‏ ‏إبراء الفضويل )174( : وقد اختلف الفقهاء يف ذلك على ثالثة<br />

،<br />

Ú<br />

Úالقول الأول:‏ ‏إبراء الفضويل باطل،‏ وهو قول املالكية )175( وقول عند احلنبلية )176(<br />

وهو رأي الشافعية يف اجلديد )177( ، وقول للإمامية )178( . واستدلوا باأنَّ‏ كُ‏ لُّ‏ مَ‏ نْ‏ ميلك احلق،‏<br />

يجوز له الإبراء عنه،‏ ومن مل ميلكه فترصفه يف مال غريه باطل،‏ فلو خالع والد السفيهة،‏<br />

‏أو السلطان عنها من مالها،‏ فالطلق يقع،‏ واخللع مردود عليها،‏ ولو خالع عنها باأن ‏أبرأ<br />

زوجها من مهرها،‏ ‏أو دَيْن لها عليه،‏ كان الطلق الذي وقع باملال واقعاً‏ عليها،‏ وكان مالها<br />

الذي دفعته ‏إليه مردوداً‏ عليها وحقها ثابت،‏ ول يربأ الزوج من ‏شيء مما ‏أبرأه منه الأب،‏<br />

والويل غري الأب،‏ لأنه فضويل ترصَّف يف مال غريه،‏ فترصفه باطل )179( .


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

القول الثاين:‏ ‏إبراء الفضويل موقوف على ‏إجازة ‏صاحب احلق،‏ ‏إن ‏شاء ‏أمضاه،‏ وإن<br />

‏شاء ردَّه،‏ كالهبة والوصية،‏ وهو قول احلنفية )180( ، والشافعية يف القدمي )181( ، واحلنبلية<br />

)182( ، وقول للإمامية )183( . واستدلوا باأنَّ‏ الترصُّف ‏صدر من ‏أهله،‏ مضافاً‏ ‏إىل حمله،‏ ول<br />

‏رضر يف انعقاده،‏ فينعقد موقوفاً،‏ فاإذا رأى املصلحة فيه ينفذه،‏ فيكون كاأنه هو من ‏أبرأ،‏<br />

وإل ردَّه،‏ فيكون كالوكيل يف الإبراء )184( . وعن حكيم بن حزام ‏أن رسول اهلل-‏ ‏صلى اهلل<br />

عليه وسلم-‏ بعثه ليشرتي له ‏أضحية بدينار،‏ فاشرتى ‏أضحية فربح بها دينارا،‏ ثم اشرتى<br />

مكانه ‏أخرى،‏ فجاء بالأضحية والدينار ‏إىل رسول اهلل-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ فضحى<br />

بالشاة وتصدق بالدينار )185( .<br />

262<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

Ú<br />

القول الثالث:‏ جواز ‏إبراء الفضويل مطلقاً،‏ ويُلزم ‏صاحب احلق بالإبراء،‏ وهو قول<br />

‏ضعيف للمالكية )186( .<br />

والذي يرتجح لدي هنا القول الأول ببطلن ‏إبراء الفضويل،‏ لأنَّه ‏أحق ‏أن يُتَّبع،‏ فليس<br />

لأحد الترصُّف يف حقوق غريه بدون ‏إذنه،‏ وإل لنتفى الرضا ولختيار،‏ وهو ‏أصل انعقاد<br />

العقود.‏<br />

لأنَّ‏ القول الثاين استشهد بحديث ‏ضعيف،‏ وعليه فل يتوقف ‏إبراء الفضويل على<br />

الإجازة.‏<br />

وأمرّ‏ ا القول الثالث بجواز ‏إبراء الفضويل مطلقا،‏ وإلزام ‏صاحب احلق به،‏ ل يقره ‏رشع،‏<br />

ول يوافقه عقل.‏<br />

ويختلف هذا عن ‏إبراء الوكيل،‏ الذي ترجَّ‏ ح يل باأنه موقوف على ‏إجازة املُوَكِّ‏ ل،‏ لأنَّ‏<br />

الوكيل مُ‏ وَكَّ‏ ل باأعمال املُوَكِّ‏ ل،‏ ولكن توَقُّ‏ فه هو من باب رُجحان املصلحة،‏ ‏أمَّ‏ ا الفضويل فل<br />

ميلك احلق،‏ وليس له وكالة،‏ فترصفه يف مال غريه باطل.‏<br />

‏.‏‎3‎وجوب 3 احلق اأو وجوب ‏سبب االستحقاق يف االإبراء:‏ فل يقع الإبراء ‏صحيحاً‏ ‏إل<br />

بعد وجوب احلق املراد الإبراء منه،‏ وذلك لعتبار الإبراء عند الفقهاء عما وجب يف الذمة،‏<br />

وعليه فما مل يجب يف الذمة فالإبراء منه لغو )187( . وقد اختلفوا يف الإبراء من احلق قبل<br />

وجوبه؛ ولكن ‏سببه موجود،‏ على قولني:‏<br />

. أالقول الأول:‏ ل يصح الإبراء قبل وجوب احلق،‏ وإن وُ‏ جِ‏ د ‏سببه،‏ وهو قول جمهور<br />

الفقهاء من احلنفية )188( ، والشافعية )189( ، واحلنبلية )190( . واستدلوا بقول النبي ‏صلى


Ú<br />

Ú<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اهلل عليه وسلم:‏ « ل نَذْرَ‏ لبْنِ‏ ‏آدَمَ‏ فِ‏ يمَا ل ميَ‏ ‏ْلِكُ‏ وَل عِ‏ تْقَ‏ لَهُ‏ فِ‏ يمَا ل ميَ‏ ‏ْلِكُ‏ وَل طَ‏ لقَ‏ لَهُ‏ فِ‏ يمَا ل<br />

ميَ‏ ‏ْلِكُ‏ « )191( . والإبراء يف معناهما )192( .<br />

ومن ‏أمثلة احلنفية على ذلك:‏ لو ‏أنَّ‏ الزوجة ‏أبرأت زوجها عن النفقة،‏ يف حال قيام<br />

النكاح،‏ ل يصح الإبراء،‏ وجتب النفقة؛ لأن النفقة يف النكاح جتب ‏شيئاً‏ فشيئاً‏ على حسب<br />

حدوث الزمان يوماً‏ فيوماً،‏ فكان الإبراء عنها ‏إبراء قبل الوجوب،‏ فلم يصح – قبل فرضها<br />

من القاضي،‏ مع ‏أن ‏سبب الوجوب موجود وهو عقد الزوجية )193( .<br />

ومن ‏أمثلة الشافعية:‏ ل يصح ‏إبراء املفوضة عن مهرها قبل تقديرها وقبل الدخول؛<br />

لأنه ‏إبراء عما مل يجب )194( ، مع ‏أن ‏سبب وجوبه موجود وهو عقد النكاح ‏أيضاً.‏<br />

وقد استثنى الشافعية ‏صورة واحدة يجوز فيها الإبراء قبل وجوبه،‏ وهي ‏إذا حفر<br />

‏شخص بئراً،‏ يف ملك غريه،‏ بل ‏إذن،‏ وأبرأه املالك ورضي باستبقائها بعد احلفر،‏ برئ من<br />

‏ضمان ما يقع فيها،‏ كما لو ‏أذن له ابتداء )195( .<br />

، وقول<br />

)196(<br />

‏.بالقول الثاين:‏ ‏إن وُ‏ جد ‏سبب احلق فالإبراء ‏صحيح،‏ وهو قول املالكية<br />

للشافعية )197( ، فلو ‏أبرأت الزوجة زوجها عن املهر قبل فرضه – تقديره-‏ ‏صح جلريان<br />

‏سبب الوجوب،‏ وهو العقد )198( .<br />

وقول اجلمهور هو الراجح عندي،‏ فل يصح الإبراء قبل وجوب احلق،‏ وإن وُ‏ جِ‏ د ‏سببه،‏<br />

للحديث الذي استشهدوا به،‏ والأدلة الداعمة له يف عدم جواز ترصف الإنسان فيما ل ميلك،‏<br />

ومنها:‏<br />

الْعَبْدُ«‏ )199( .<br />

Ú<br />

قال رسول اهلل-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏»ل وَفَاءَ‏ لِنَذْرٍ‏ يفِ‏ مَ‏ عْصِ‏ يَةٍ‏ ، وَل فِ‏ يمَا ل ميَ‏ ‏ْلِكُ‏<br />

Úوقال-‏ Ú ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ ‏»ل طَ‏ لقَ‏ ‏إِل فِ‏ يمَا متَ‏ ‏ْلِكُ‏ ، وَل عِ‏ تْقَ‏ ‏إِل فِ‏ يمَا متَ‏ ‏ْلِكُ‏ ، وَل<br />

بَيْعَ‏ ‏إِل فِ‏ يمَا متَ‏ ‏ْلِكُ‏ » )200( .<br />

، ويف معناه،‏ ول تُربْ‏ ئ<br />

)201(<br />

Úوقال-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم:‏ »... ل تَبِعْ‏ مَ‏ ا لَيْسَ‏ عِ‏ نْدَكَ‏ »<br />

عما مل يجب يف الذمة.‏<br />

263


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

خامتة:‏<br />

استناداً‏ ‏إىل ما تقدَّم بيانه فيما يتعلَّق بحقيقة الإبراء،‏ وأنواعه،‏ ورشوط ‏صحته،‏ خلص<br />

الباحث اإىل النتائج االآتية:‏<br />

‏.‏‎1‎يُقصد 1 بالإبراء:‏ ‏»تنازل ‏صاحب احلق عنه ‏إل ملانع«؛ والإبراء وإن كان ‏أشبه<br />

بالإسقاط،‏ ‏إل ‏أنه حقيقة فيه معنى التمليك.‏<br />

‏.‏‎2‎اختلف 2 الفقهاء يف حكم الإبراء عن ذات العني،‏ والراجح جوازه يف املثليات،‏ لسهولة<br />

‏ضبطها بالوصف<br />

‏.‏‎3‎اختلف 3 الفقهاء يف تقييد وتعليق الإبراء بالرشط،‏ والراجح جوازه،‏ لقوة استدلل<br />

القائلني بهذا.‏<br />

‏.‏‎4‎الراجح 4 باأنَّ‏ ‏إبراء الوكيل موقوف على ‏إجازة املُوَكِّ‏ ل،‏ وإنْ‏ كان ماأذوناً‏ بذلك.‏<br />

‏.‏‎5‎اختلف 5 الفقهاء يف حكم ‏إبراء الفضويل،‏ والراجح ‏أنَّه باطل،‏ فليس لأحد الترصف<br />

يف حقوق غريه دون ‏إذنه.‏<br />

‏.‏‎6‎الراجح 6 عدم ‏صحة الإبراء قبل وجوب احلق؛ وإن وُجِ‏ د ‏سببه،‏ لقوة دليل القائلني بذلك.‏<br />

264


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اهلوامش:‏<br />

. ‎1‎‏سورة البقرة،‏ الآية 280<br />

. ‎2‎‏سورة النساء،‏ الآية 92<br />

) 3 ، باب حديث جابر الطويل وقصة ‏أبي اليرس.‏<br />

. 1<br />

. 2<br />

. ‎3‎النيسابوري،‏ ‏صحيح مسلم،‏ )4/ 2301<br />

‎4‎الزبيدي،‏ . 4 تاج العروس،‏ /1( )145 ، مادة ‏)بَرَأ(‏ . والسعدي،‏ الأفعال،‏ /1( ) 99 . وابن<br />

منظور،‏ لسان العرب،‏ )1/ 31( .<br />

،) 5<br />

. ‎5‎الأزهري،‏ تهذيب اللغة )15/ 193( ، مادة ‏)الراء والباء(‏ . والسعدي،‏ الأفعال،‏ )1/ 99<br />

مادة ‏)باأرت(‏ . وابن منظور،‏ لسان العرب،‏ )1/ 31( ، مادة ‏)برأ(‏ . الزخمرشي،‏ ‏أساس<br />

البلغة،‏ )1/ 34( . والزبيدي،‏ تاج العروس،‏ )1/ 149( . والرازي،‏ خمتار الصحاح،‏<br />

/1( )18 ، مادة ‏)برأ(‏ .<br />

. ‎6‎‏سورة احلديد،‏ جزء من ‏آية 22<br />

. 6<br />

. ) 7<br />

. 8<br />

‎9‎اجلصاص،‏ . 9 ‏أحكام القرآن،‏ /4( ) 264 .<br />

. 10<br />

. ) 111<br />

. ‎7‎ابن عطية،‏ املحرر الوجيز،‏ )5/ 268<br />

. ‎8‎‏سورة التوبة،‏ الآية 1<br />

‎10‎‏سورة الزخرف:‏ الآية 26<br />

السعدي،‏ تيسري الكرمي الرحمن،‏ )1/ 764<br />

‎1212‎البخاري،‏ اجلامع الصحيح،‏ )2/ ) 777 ، باب هل يسافر باجلارية قبل ‏أن يستربئها.‏<br />

‎13‎السجستاين،‏ ‏سنن ‏أبي داود،‏ )1/ 52( ، باب ‏لسترباء من البول،‏ رقم احلديث:‏ )20<br />

وقال الألباين يف تذييله على الكتاب:‏ حديث ‏صحيح.‏<br />

‎14‎النووي،‏ ‏صحيح مسلم برشح النووي،‏ )3/ 201<br />

‎15‎احلموي،‏ غمز عيون البصائر،‏ )3/ 17<br />

، ) 13<br />

. ) 14<br />

. ) 15<br />

‎1616‎الكرابيسي،‏ الفروق /2( ) 106 .<br />

. ) 17<br />

. ) 18<br />

‎1919‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ /24( )65 . والكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ /7( ) 189 . واملريغيناين،‏<br />

)3/ 230( . وشيخي زاده،‏ جممع الأنهر،‏ )3/ 508( . وابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )5/ 43(.<br />

‎17‎حيدر،‏ درر احلكام،‏ )4/ 67<br />

‎18‎ابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )8/ 107( . وشيخي زاده،‏ جممع الأنهر،‏ )3/ 508<br />

265


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

‎2020‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ )17/ 32( . والسمرقندي،‏ حتفة الفقهاء،‏ )2/ ) 19 . وابن عابدين،‏<br />

رد املحتار،‏ /8( )66 .<br />

. ) 21<br />

222 القرايف،‏ الذخرية،‏ /11( )42 . واحلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ /5( ) 232 .<br />

) 23<br />

. والرملي،‏ نهاية املحتاج،‏ )4/ 256( . واجلمل،‏ فتوحات الوهاب ‏)حاشية اجلمل(‏ ، )3/<br />

)297 . والرشواين،‏ حواشي الرشواين،‏ /5( )69 .<br />

‎2424‎الزركشي،‏ املنثور،‏ /1( ) 81 .<br />

. ) 25<br />

. ) 26<br />

. ) 27<br />

. ) 28<br />

. ) 29<br />

) 30 . والرملي،‏ نهاية<br />

املحتاج،‏ /7( )443 . وابن قدامة،‏ املغني،‏ /5( )380 .<br />

. 31<br />

. ) 32<br />

333 جملة الأحكام العدلية،‏ /1( ) 298 .<br />

‎3434‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ /18( )165 . واملرغيناين،‏ الهداية،‏ /3( ) 181 . والزيلعي،‏ تبيني<br />

‎21‎الدردير،‏ الرشح الكبري،‏ )3/ 378( . وابن عرفة،‏ حاشية الدسوقي،‏ )4/ 99<br />

‎23‎الأنصاري،‏ ‏أسنى املطالب،‏ )2/ 156( . واخلطيب الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ )2/ 129<br />

‎25‎ابن قدامة،‏ املغني،‏ )7/ 197<br />

‎26‎احلِ‏ لرّي،‏ خمتلف الشيعة،‏ )6/ 5<br />

‎27‎ابن العلمة،‏ ‏إيضاح الفوائد،‏ )4/ 621<br />

‎28‎اجلبعي،‏ الروضة البهية،‏ )3/ 475<br />

‎29‎احلِ‏ لرّي،‏ ‏رشائع الإسلم،‏ )3/ 81<br />

‎30‎ابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )7/ 175( . والقرايف،‏ الذخرية،‏ )10/ 394<br />

266<br />

‎31‎‏سورة البقرة:‏ الآية 280<br />

‎32‎ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ )11/ 657<br />

احلقائق،‏ )5/ 7( . وابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )7/ 267( . وابن عابدين،‏ العقود الدرية،‏<br />

/2( )46 . واحلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ /5( )232 . الدردير،‏ الرشح الكبري،‏ /3( )411 .<br />

‎3535‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ /18( )165 . والزيلعي،‏ تبيني احلقائق،‏ /5( ) 7 . واحلطاب،‏<br />

مواهب اجلليل،‏ /5( )232 .<br />

) 36 . وابن<br />

عابدين،‏ رد املحتار،‏ /5( )624 . البجريمي،‏ /3( )5 . وابن قدامة،‏ املغني،‏ /4( )362 .<br />

) 37 . والدردير،‏<br />

‎36‎البغدادي،‏ جممع الضمانات،‏ )2/ 927( . واحلموي،‏ غمز عيون البصائر،‏ )2/ 344<br />

‎37‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ )18/ 165( . وابن عابدين،‏ العقود الدرية،‏ )2/ 46<br />

الرشح الكبري،‏ )3/ 411( . وابن السلح،‏ فتاوى ابن السلح،‏ )2/ 512( . والبهوتي،‏<br />

‏رشح منتهى الإرادات،‏ )2/ 649( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎3838‎الشافعي،‏ الأم،‏ /6( ) 194 .<br />

. ) 39<br />

‎4040‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ )18/ 165( . والزيلعي،‏ تبيني احلقائق،‏ )5/ ) 7 . وابن عابدين،‏<br />

رد املحتار،‏ /5( )624 . واحلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ /5( )232 .<br />

. ) 41<br />

) 42 . وابن عابدين،‏ رد<br />

املحتار،‏ /8( )230 .<br />

) 43 . والنووي،‏ روضة<br />

الطالبني،‏ )7/ 437( . والأنصاري،‏ ‏رشح البهجة،‏ )3/ 132( . وابن تيمية،‏ جمموع<br />

الفتاوى،‏ /3( )71 .<br />

444 الرسخسي،‏ املبسوط،‏ /11( ) 107 .<br />

‎4545‎القرايف،‏ الذخرية،‏ /11( ) 42 .<br />

. ) 46<br />

. ) 47<br />

‎4848‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ )5/ 203( . والقرايف،‏ الذخرية،‏ )11/ ) 42 . وابن عرفة،‏<br />

حاشية الدسوقي،‏ /3( )411 . والرشواين،‏ حواشي الرشواين،‏ /5( )69 .<br />

. ) 49<br />

. ) 50<br />

. ) 51<br />

. ) 52<br />

53<br />

‎39‎جملة الأحكام العدلية،‏ )1/ 298<br />

‎41‎حيدر،‏ درر احلكام،‏ )4/ 11<br />

‎42‎البابرتي،‏ العناية،‏ )8/ 412( . وابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )7/ 261<br />

‎43‎ابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )8/ 501( . القرايف،‏ الفروق )1/ 265<br />

‎46‎البجريمي،‏ حاشية البجريمي،‏ )3/ 30<br />

‎47‎ابن تيمية،‏ جمموع الفتاوى،‏ )3/ 105<br />

‎49‎احلموي،‏ غمز عيون البصائر،‏ )3/ 354( . وابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )8/ 223<br />

‎50‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ )5/ 232( . وعليش،‏ منح اجلليل،‏ )6/ 470<br />

‎51‎الشوكاين،‏ السيل اجلرار،‏ )4/ 262( . ابن املرتضى،‏ البحر الزخار )5/ 134<br />

‎52‎ابن طي الفقعاين،‏ الدر املنضود،‏ )1/ 202<br />

53 كايف احلاكم:‏ للحاكم الشهيد جمع كلم حممد بن احلسن يف كتاب ‏أسماه الكايف.‏ يُنظر،‏<br />

ابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )1/ 79( . ومل ‏أعرث على هذا الكتاب،‏ مع اشتهاره يف كتب<br />

احلنفية.‏<br />

‎54‎ابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )8/ 223<br />

. ) 54<br />

. ) 555<br />

. ) 56<br />

ابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )7/ 261( . وابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )5/ 632<br />

‎56‎ابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )5/ 236<br />

267


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

. ) 57<br />

. ) 58<br />

59<br />

الغزايل،‏ املستصفى،‏ /1( )281 .<br />

. ) 60<br />

. ) 61<br />

. ) 62<br />

. ) 63<br />

‎6464‎اجلمل،‏ حاشية اجلمل،‏ /4( )298 . واملرداوي،‏ الإنصاف،‏ /7( ) 130 .<br />

. ) 65<br />

) . والشريازي،‏<br />

666 املهذب /1( )303 . والألوسي،‏ روح املعاين،‏ /7( )25 .<br />

‎57‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ )5/ 232<br />

‎58‎الشوكاين،‏ السيل اجلرار،‏ )4/ 261<br />

59 مناط احلكم:‏ ‏»ما ‏أضاف الرشع احلكم ‏إليه وناطه به ونصبه علمة عليه«.‏ يُنظر،‏<br />

‎60‎الشوكاين،‏ السيل اجلرار،‏ )4/ 261<br />

‎61‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ )5/ 232<br />

‎62‎البلخي،‏ الفتاوى الهندية،‏ )4/ 204<br />

‎63‎ابن عرفة،‏ حاشية الدسوقي،‏ )3/ 411<br />

‎65‎حيدر،‏ درر احلكام،‏ )4/ 11<br />

ابن الهُ‏ مام،‏ فتح القدير،‏ )2/ 75( . واحلصكفي،‏ الدر املختار،‏ )5/ 161<br />

‎6767‎البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ )1/ ) 781 ، باب السَّ‏ لم يف وزن معلوم،‏ رقم احلديث<br />

. )2125(<br />

‎6868‎املرداوي،‏ الإنصاف،‏ /5( ) 84 .<br />

. ) 69<br />

‎7070‎الشريازي،‏ املهذب،‏ /1( )406 . والبجريمي،‏ حاشية البجريمي،‏ /2( ) 186 .<br />

) 71 . وابن مفلح،‏<br />

املبدع،‏ /4( )205 .<br />

. ) 72<br />

‎7373‎البخاري،‏ كشف الأرسار،‏ /4( )336 . القرايف،‏ الفروق،‏ /3( ) 382 .<br />

) 74 . ابن قدامة،‏<br />

املغني،‏ /5( )384 .<br />

75<br />

‎69‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ )5/ 182<br />

‎71‎ابن رشد،‏ بداية املجتهد،‏ )2/ 154( . والشريازي،‏ املهذب،‏ )1/ 303<br />

‎72‎احلصكفي،‏ الدر املختار،‏ )4/ 585<br />

‎74‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ )5/ 19( . والبلخي،‏ الفتاوى الهندية،‏ )5/ 182<br />

75 اخليار:‏ هو حقُّ‏ العاقد يف فسخ العقد ‏أو ‏إمضائه لظهور مسوِّغ ‏رشعي ‏أو مبقتضى اتِّفَاق<br />

عَ‏ قَدِيٍّ‏ . يُنظر،‏ وزارة الأوقاف الكويتية،‏ املوسوعة الفقهية،‏ )20/ 41( .<br />

‎7676‎السمرقندي،‏ حتفة الفقهاء،‏ )2/ 103( . وابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )6/ ) 73 .<br />

268


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

777 الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ /7( )151 . الغزايل،‏ الوسيط،‏ /3( ) 405 .<br />

/ 78<br />

. )168<br />

‎7979‎اجلصاص،‏ ‏أحكام القرآن،‏ /2( )204 . القرايف،‏ الذخرية،‏ /12( ) 109 . والشريازي،‏<br />

املهذب،‏ )1/ 349( . النووي،‏ روضة الطالبني،‏ )9/ 243( . وابن قدامة،‏ املغني،‏ )5/<br />

. )384<br />

‎8080‎جملة الأحكام العدلية،‏ /1( )298 . واملجددي،قواعد الفقه،‏ /1( ) 157 .<br />

) 81 . وابن قدامة،‏<br />

املغني،‏ )7/ 196( . ابن تيمية،‏ جمموع الفتاوى،‏ )3/ 57( . وابن املطرز،‏ املُغْرَب )1/<br />

.. )221<br />

) 82 . وعليش،‏ فتح<br />

العلي املالك،‏ )1/ 335( . وابن عرفة،‏ حاشية الدسوقي،‏ )2/ 243( .<br />

) 83 . والشريازي،‏<br />

املهذب،‏ )1/ 341( . وابن قدامة،‏ املغني،‏ )2/ 349( . والبهوتي،‏ الروض املرُبْع،‏ )2/<br />

. )196<br />

. ) 84<br />

) 85 . والشافعي،‏<br />

الأم،‏ /8( )73 . واملرداوي،‏ الإنصاف،‏ /5( )207 . والإسنوي،‏ الكوكب الدري،‏ /1(<br />

. )356<br />

‎8686‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ /21( )73 . والشريازي،‏ املهذب،‏ /1( ) 305 . والرشواين،‏ حواشي<br />

الرشواين،‏ /5( )192 . وابن مفلح،‏ املبدع،‏ /4( )279 .<br />

‎8787‎القرطبي،‏ ‏لستذكار،‏ /6( ) 490 .<br />

) 888 . والبلخي،‏ الفتاوى<br />

الهندية،‏ /4( )335 .<br />

. ) 89<br />

. ) 90<br />

. ) 91<br />

‎78‎الأرش:‏ ‏»اسم للمال الواجب على ما دون النفس«،‏ يُنظر،‏ املجددي،‏ قواعد الفقه،‏ )1<br />

‎81‎ابن الهُ‏ مام،‏ فتح القدير،‏ )6/ 398( . وعليش،‏ فتح العلي املالك،‏ )1/ 274<br />

‎82‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ )12/ 84( . وابن الهُ‏ مام،‏ فتح القدير،‏ )6/ 398<br />

‎83‎ابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )6/ 131( . واحلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ )4/ 548<br />

‎84‎ابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )5/ 156<br />

‎85‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ )6/ 11( . وابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )5/ 156<br />

املرغناين،‏ الهداية،‏ )3/ 198( . وابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )7/ 260<br />

‎89‎ابن عرفة،‏ حاشية الدسوقي،‏ )3/ 314<br />

‎90‎الرملي،‏ نهاية املحتاج،‏ )4/ 386<br />

‎91‎ابن القيم،‏ ‏إغاثة اللهفان،‏ )2/ 13<br />

269


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

270<br />

‎9292‎املرتضى،‏ ‏لنتصار،‏ /1( ) 445 .<br />

‎9393‎‏أخرجه الدارقطني،‏ ‏سنن الدارقطني،‏ )3/ ) 46 ، وقال يف ‏إسناده مسلم بن خالد وهو<br />

‏سيء احلفظ ‏ضعيف.‏<br />

‎9494‎ابن كثري،‏ البداية والنهاية،‏ )4/ ) 75 .<br />

‎9595‎ابن القيم،‏ ‏إغاثة اللهفان،‏ )2/ ) 13 .<br />

‎9696‎الصنعاين،‏ مصنف عبد الرزاق،‏ )8/ ) 72 ، ومل ‏أجد تخريجاً‏ لهذا الأثر.‏<br />

‎9797‎ابن قدامة،‏ روضة الناظر،‏ /2( )165 . والآمدي،‏ الإحكام،‏ /4( ) 201 .<br />

‎9898‎ابن القيم،‏ ‏إغاثة اللهفان،‏ )2/ ) 13 .<br />

999 الرملي،‏ نهاية املحتاج،‏ /4( )386 . واملرتضى،‏ ‏لنتصار،‏ /1( ) 445 .<br />

‎10100‎الأصبحي،‏ املدونة الكربى،‏ /9( ) 130 .<br />

‎10101‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ /13( ) 126 .<br />

‎10102‎الصاوي،‏ بلغة السالك،‏ /3( ) 259 .<br />

‎10103‎النووي،‏ روضة الطالبني،‏ /4( )196 . وقليوبي،‏ حاشية قليوبي،‏ /4( ) 370 .<br />

‎10104‎ابن قدامة،‏ املغني،‏ /7( ) 21 .<br />

‎10105‎البيهقي،‏ ‏سنن البيهقي،‏ )2/ 28( ، وجاء يف فتاوى السبكي،‏ )1/ ) 340 ‏سنده<br />

‏ضعيف.‏<br />

‎10106‎الأصبحي،‏ املوطاأ،‏ /2( ) 673 .<br />

‎10107‎ابن القيم،‏ ‏إعلم املوقعني،‏ )3/ ) 359 .<br />

‎10108‎الزركشي،‏ البحر املحيط،‏ )4/ 324( . وأمري بادشاه،‏ تيسري التحرير،‏ )2/ ) 172 .<br />

‎10109‎الشيباين،‏ اجلامع الصغري،‏ /1( )419 . والكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ /6( ) 45 .<br />

واملريغناين،‏ الهداية،‏ )3/ 198( . والزيلعي،‏ تبيني احلقائق،‏ )5/ 43( . واحلصكفي،‏<br />

الدر املختار،‏ -5( )640 .<br />

110 11 هو يعقوب بن ‏إبراهيم بن حبيب الأنصاري القاضي الفقيه ‏صاحب ‏أبي حنيفة،‏<br />

وكان ‏شيخا متقنا،‏ ومات ‏أبو يوسف ‏سنة ‎182‎ه.‏ يُنظر،‏ اجلرجاين،‏ تاريخ جرجان،‏<br />

. )487 /1(


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎11111‎الشيباين،‏ اجلامع الصغري،‏ /1( )419 . والكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ /6( ) 45 .<br />

واملريغناين،‏ الهداية،‏ )3/ 198( . والزيلعي،‏ تبيني احلقائق،‏ )5/ 43( . واحلصكفي،‏<br />

الدر املختار،‏ /5( )640 .<br />

. ) 112<br />

‎11‎البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ )2/ 794( ، باب ‏أجر السمرسة،‏ رقم احلديث:‏ )2154<br />

‎11113‎الطرباين،‏ املعجم الكبري،‏ )2/ 86( ، رقم احلديث:‏ )1387 ) ، وهو حديث حسن،‏ يُنظر،‏<br />

البريوتي،‏ ‏أسنى املطالب،‏ )1/ 324( .<br />

. ) 114<br />

) مرجع ‏سابق.‏<br />

115 . ) 116<br />

. ) 117<br />

. ) 118<br />

. ) 119<br />

. ) 120<br />

. ) 121<br />

. ) 122<br />

) . والرملي،‏<br />

123 نهاية املحتاج،‏ /6( )401 . وابن مفلح،‏ املبدع،‏ /5( )376 .<br />

. ) 124<br />

. ) 125<br />

. ) 126<br />

. ) 127<br />

. ) 128<br />

. ) 129<br />

. ) 130<br />

. ) 131<br />

. ) 132<br />

‎11‎التفتازاين،‏ ‏رشح املقاصد،‏ )2/ 113<br />

‎11‎ابن جنُ‏ يم:‏ البحر الرائق )7/ 260<br />

‎11‎قليوبي،‏ حاشية قليوبي،‏ )4/ 370( . والرملي،‏ نهاية املحتاج،‏ )6/ 401<br />

‎11‎ابن مفلح،‏ املبدع،‏ )5/ 376<br />

‎11‎ابن املرتضى،‏ البحر الزخار،‏ )6/ 98<br />

‎11‎احلكيم،‏ مستمسك العروة،‏ )14/ 535<br />

‎12‎ابن قدامة،‏ الكايف،‏ )2/ 127<br />

‎12‎اخلطيب الرشبيني،‏ الإقناع،‏ )2/ 306<br />

‎12‎الفاضل الهندي،‏ كشف اللثام،‏ )8/ 213( . وزين الدِّين،‏ كلمة التقوى،‏ )6/ 249<br />

‎12‎املرغناين،‏ الهداية،‏ )3/ 199( . وابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )7/ 260<br />

‎12‎الرحيباين،‏ مطالب ‏أويل النهى،‏ )3/ 335( . والسبكي،‏ فتاوى السبكي،‏ )1/ 341<br />

‎12‎ابن مفلح،‏ املبدع،‏ )5/ 367<br />

‎12‎ابن السلح،‏ فتاوى ابن السلح،‏ )2/ 442<br />

‎12‎ابن الهُ‏ مام،‏ فتح القدير،‏ )7/ 197( . وابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )6/ 199<br />

‎12‎اخلرشي،‏ ‏رشح خمترص خليل،‏ )6/ 35<br />

‎12‎ابن مفلح،‏ الفروع،‏ )4/ 145<br />

‎13‎الطباطبائي،‏ تكملة العروة الوثقى،‏ )2/ 14<br />

‎13‎ابن القيِّم،‏ ‏أحكام ‏أهل الذمة،‏ )2/ 753<br />

‎13‎ابن تيمية،‏ جمموع الفتاوى،‏ )3/ 70( . والسبكي،‏ فتاوى السبكي،‏ )1/ 341<br />

271


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

272<br />

. ) 133<br />

‎13‎ابن القيم،‏ ‏إغاثة اللهفان،‏ )2/ 18<br />

‎13134‎البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ )2/ ) 308 ، باب:‏ من تكفل عن ميت ديْناً‏ فليس له ‏أن<br />

يرجع،‏ رقم احلديث،‏ )2174( .<br />

‎13‎ابن القيم،‏ ‏إغاثة اللهفان،‏ )2/ 18<br />

. ) 135<br />

‎13136‎املصدر نفسه،‏ /2( ) 18 .<br />

‎13137‎املصدر نفسه ، /2( ) 18 .<br />

. ) 138<br />

. 139<br />

. ) 140<br />

‎13‎السبكي،‏ فتاوى السبكي،‏ )1/ 341( . وابن القيم،‏ ‏إغاثة اللهفان،‏ )2/ 17<br />

‎13‎‏سورة النحل:‏ جزء من ‏آية 90<br />

‎14‎الشافعي،‏ ‏أحكام القرآن )2/ 66<br />

‎14141‎النيسابوري،‏ ‏صحيح مسلم،‏ )3/ ) 1172 ، باب من باع نخلً‏ عليها ثمر،‏ رقم احلديث:‏<br />

. )1543(<br />

. ) 142<br />

‎14‎ابن القيِّم،‏ ‏إعلم املوقعني،‏ )3/ 388<br />

‎14143‎الرتمذي،‏ ‏سنن الرتمذي،‏ )3/ ) 634 ، باب ما ذكر عن رسول اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم<br />

يف الصلح بني الناس،‏ رقم احلديث:‏ )1352( ، والأحاديث مذيلة باأحكام الألباين:‏<br />

والذي قال:‏ حديث ‏صحيح.‏<br />

‎14144‎البخاري،‏ ‏صحيح البخاري،‏ )5/ ) 1978 ، باب الرشوط يف النكاح.‏<br />

. ) 145<br />

. ) 146<br />

واملرداوي،‏ الإنصاف،‏ /7( )129 . والشوكاين،‏ السيل اجلرار،‏ /4( )262 .<br />

‎14‎العيني،‏ عمدة القاري،‏ )13/ 298<br />

‎14‎ابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )6/ 197( . والدمياطي:‏ ‏إعانة الطالبني،‏ )3/ 152<br />

‎14147‎ابن عابدين،‏ العقود الدرية،‏ )2/ ) 52 . منل خرسو،‏ درر احلكام ‏رشح غرر الأحكام،‏<br />

/2( )226 . والقرايف،‏ الذخرية،‏ /8( )94 . والأنصاري،‏ ‏أسنى املطالب،‏ /2( )261 .<br />

وابن تيمية،‏ جمموع الفتاوى،‏ )33/ 197( .<br />

‎14148‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ /6( )210 . والقرايف،‏ الفروق،‏ /3( ) 468 . والرملي،‏<br />

نهاية املحتاج،‏ /2( )84 . وابن قدامة،‏ املغني،‏ /4( )54 .<br />

‎14149‎النيسابوري،‏ ‏صحيح مسلم،‏ )3/ ) 1209 ، باب الرصف وبيع الذهب بالورِق نقداً،‏<br />

رقم احلديث )1586( . ومعنى هاء وهاء:‏ ‏أن يقول خذ ويقول ‏صاحبه مثله.‏ يُنظر،‏<br />

السيوطي،‏ الديباج على مسلم،‏ )4/ 182( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎15150‎ابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )6/ ) 210 .<br />

‎15151‎‏سورة الطلق:‏ جزء من ‏آية . 1<br />

‎15152‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ )3/ 152( . وابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )4/ ) 217 . وشيخي<br />

زاده،‏ جممع الأنهر،‏ )2/ 190( . والنفراوي،‏ الفواكه الدواين،‏ )2/ 64( . واخلطيب<br />

الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ )3/ 265( . والرشواين،‏ حواشي الرشواين،‏ )8/ 259( .<br />

وابن مفلح،‏ املبدع،‏ )8/ 144( . وابن حزم:‏ الإحكام،‏ )8/ 500( .<br />

‎15153‎الرتمذي،‏ ‏سنن الرتمذي،‏ )3/ ) 484 ، باب ما جاء يف املطلقة ثلثاً‏ ل ‏سكنى لها ول<br />

نفقة،‏ رقم احلديث )1180( ، وهو حديث ‏صحيح كما قال الألباين يف تذييله على<br />

الكتاب.‏<br />

‎15154‎النيسابوري،‏ ‏صحيح مسلم )2/ ) 1114 ، باب املطلقة ثلثاً‏ ل نفقة لها،‏ رقم احلديث<br />

. )1480(<br />

‎15155‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ /4( )26 . والعبدري،‏ التاج والإكليل،‏ /3( ) 516 .<br />

والدمياطي،‏ ‏إعانة الطالبني،‏ )2/ 178( . والبهوتي،‏ كشاف القناع،‏ )4/ 305( .<br />

‎15156‎الرملي،‏ نهاية املحتاج،‏ /2( ) 240 .<br />

‎15157‎الرحيباين،‏ مطالب ‏أويل النهى،‏ )4/ ) 393 .<br />

‎15158‎البجريمي،‏ حاشية البجريمي،‏ /3( ) 138 .<br />

‎15159‎الرسخسي،‏ املبسوط،‏ /21( )29 . والكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ /4( ) 26 . وابن<br />

عابدين،‏ رد املحتار،‏ )8/ 219( . واحلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ )6/ 52( . والشافعي،‏<br />

الأم،‏ /3( )186 . وابن قدامة،‏ املغني،‏ /8( )278 .<br />

‎16160‎الزيلعي،‏ تبيني احلقائق،‏ )4/ 274( . وابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )7/ ) 182 .<br />

‎16161‎القرايف،‏ الفروق،‏ /2( ) 233 .<br />

‎16162‎الشريازي،‏ املهذب،‏ /1( ) 349 .<br />

‎16163‎ابن تيمية،‏ جمموع الفتاوى،‏ )30/ 54( . والبهوتي،‏ دقائق ‏أويل النهى،‏ )2/ ) 188 .<br />

والرحيباين،‏ مطالب ‏أويل النُّهى،‏ )3/ 442( .<br />

‎16164‎احلِ‏ لرّي،‏ تذكرة الفقهاء،‏ )2/ ) 120 .<br />

273


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

‎16165‎ابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )7/ 182( . والقرايف،‏ الفروق،‏ )2/ ) 233 . والشريازي،‏<br />

املهذب،‏ )1/ 349( . والبهوتي،‏ دقائق ‏أويل النُّهى،‏ )2/ 188( . والرحيباين،‏ مطالب<br />

‏أويل النُّهى،‏ /3( )442 .<br />

‎16166‎احلموي،‏ غمز عيون البصائر،‏ )4/ 273( . وابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )7/ ) 270 .<br />

‎16167‎الدمياطي،‏ ‏إعانة الطالبني،‏ /3( ) 86 .<br />

‎16168‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ /8( ) 245 .<br />

‎16169‎الشوكاين،‏ السيل اجلرار،‏ /4( ) 224 .<br />

‎17170‎القمرّي،‏ جامع اخللف والوفاق،‏ )1/ ) 330 .<br />

‎17171‎ابن عابدين،‏ رد املحتار،‏ )7/ ) 270 .<br />

‎17172‎ابن حزم،‏ املحلى،‏ /8( ) 245 .<br />

‎17173‎احللرّي،‏ نهج احلق وكشف الصدق،‏ )1/ ) 496 .<br />

‎17174‎الفضويل هو من يترصف بحق الغري دون ‏إذن ‏رشعي.‏ يُنظر جملة الأحكام العدلية،‏<br />

. )30 /1(<br />

‎17175‎ابن عرفة،‏ حاشية الدسوقي،‏ )4/ 98( . والصاوي،‏ بلغة السالك،‏ )4/ ) 38 .<br />

‎17176‎ابن عبد الهادي،‏ تنقيح حتقيق ‏أحاديث التعليق،‏ )3/ ) 41 .<br />

‎17177‎النووي،‏ روضة الطالبني،‏ /3( ) 353 .<br />

‎17178‎اخلميني،‏ حترير الوسيلة،‏ /1( ) 563 .<br />

‎17179‎الشافعي،‏ الأم،‏ /1( ) 199 .<br />

‎18180‎ابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )6/ ) 164 .<br />

‎18181‎النووي،‏ املجموع،‏ /2( ) 247 .<br />

‎18182‎ابن قدامة،‏ الكايف،‏ /3( )4 . والكرمي،‏ دليل الطالب،‏ /1( ) 106 .<br />

‎18183‎اخلميني،‏ البيع،‏ /2( ) 18 .<br />

‎18184‎الغزنوي،‏ الغرة املنيفة،‏ )1/ 87( . واملريغناين،‏ الهداية،‏ )1/ ) 203 . وابن جنُ‏ يم،‏<br />

البحر الرائق،‏ /3( )148 .<br />

) 185 ، وهو حديث ‏ضعيف كما<br />

‎18‎الرتمذي،‏ ‏سنن الرتمذي،‏ )3/ 558( ، رقم احلديث )1257<br />

قال الألباين يف تذييله على الكتاب.‏<br />

274


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎18186‎احلطاب،‏ مواهب اجلليل،‏ /5( ) 81 .<br />

‎18187‎ابن الهمام،‏ فتح القدير،‏ )4/ 395( . والقرايف،‏ الفروق )1/ ) 128 . الزركشي،‏ ‏رشح<br />

الزركشي،‏ /3( )317 . وابن قدامة،‏ املغني،‏ /4( )284 .<br />

‎18188‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ )3/ 152( . وابن جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )4/ ) 203 .<br />

‎18189‎اخلطيب الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ )3/ ) 231 .<br />

‎19190‎ابن قدامة،‏ الكايف،‏ /2( ) 136 .<br />

‎19191‎الرتمذي،‏ ‏سنن الرتمذي،‏ )3/ ) 468 ، باب ما جاء ل طلق قبل النكاح،‏ رقم احلديث<br />

)1181( ، وهو حديث حسن ‏صحيح كما قال الألباين يف تذييله على الكتاب.‏<br />

‎19192‎ابن مفلح،‏ الفروع،‏ /4( )145 . والبهوتي،‏ كشاف القناع،‏ /4( ) 305 .<br />

‎19193‎الكاساين،‏ بدائع الصنائع،‏ )3/ 152( . وابن الهمام،‏ فتح القدير،‏ )4/ ) 395 . وابن<br />

جنُ‏ يم،‏ البحر الرائق،‏ )4/ 203( .<br />

‎19194‎اخلطيب الرشبيني،‏ مغني املحتاج،‏ )3/ ) 231 .<br />

‎19195‎السيوطي،‏ الأشباه والنظائر،‏ /1( ) 462 .<br />

‎19196‎عليش،‏ منح اجلليل،‏ /3( ) 466 .<br />

‎19197‎الغزايل،‏ الوسيط،‏ /5( ) 243 .<br />

‎19198‎القرايف،‏ الذخرية،‏ /4( )369 . الغزايل،‏ الوسيط،‏ /5( ) 243 .<br />

‎19199‎النيسابوري،‏ ‏صحيح مسلم،‏ )2/ ) 1262 ، باب ل وفاء لنذر يف معصية اهلل ول فيما<br />

ل ميلك العبد.‏<br />

‎20200‎السجستاين،‏ ‏سنن ‏أبي داود،‏ )1/ ) 665 ، باب يف الطلق قبل النكاح،‏ رقم احلديث<br />

)2190( ، وهو حديث حسن كما قال الألباين يف تذييله على الكتاب.‏<br />

‎20201‎الرتمذي،‏ ‏سنن الرتمذي،‏ )3/ ) 534 ، باب ما جاء يف كراهية بيع ما ليس عندك،‏ رقم<br />

احلديث )1232( ، وهو حديث ‏صحيح كما قال الألباين يف تذييله على الكتاب.‏<br />

275


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

1 القرآن الكرمي.‏<br />

2 الأزهري،‏ حممد بن ‏أحمد،‏ تهذيب اللغة،‏ حتقيق حممد عوض مرعب،‏ ‏)دار ‏إحياء الرتاث<br />

العربي - بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎2001‎م(‏ .<br />

3 الإسنوي،‏ عبد الرحيم بن احلسن،‏ الكوكب الدري فيما يتخرج على الأصول النحوية<br />

من الفروع الفقهية،‏ حتقيق د.‏ حممد حسن عواد،‏ ‏)دار عمار-‏ عمان – الأردن،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

‎1405‎ه(‏ .<br />

‎4‎الأصبحي،‏ . 4 مالك بن ‏أنس،‏ املدونة الكربى،‏ ‏)دار ‏صادر – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

5 الأصبحي،‏ مالك بن ‏أنس،‏ موطاأ الإمام مالك،‏ حتقيق حممد فوؤاد عبد الباقي،‏ ‏)دار ‏إحياء<br />

الرتاث العربي – مرص،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

6 الألوسي،‏ ‏شهاب الدين السيد حممود،‏ روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع<br />

املثاين،‏ ‏)دار ‏إحياء الرتاث العربي – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

7 الآمدي،‏ علي بن حممد،‏ الإحكام يف ‏أصول الأحكام،‏ حتقيق ‏سيد اجلميلي،‏ ‏)دار الكتاب<br />

العربي – بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1404‎ه(‏ .<br />

‎8‎‏أمري . 8 يادشاه،‏ حممد ‏أمني،‏ تيسري التحرير،‏ ‏)دار النرش:‏ دار الفكر – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(.‏<br />

. ‎9‎الأنصاري،‏ زكريا بن حممد،‏ الغرر البهية ‏رشح البهجة الوردية،‏ ‏)املطبعة امليمنية<br />

القاهرة،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎1010‎الأنصاري،‏ زكريا بن حممد،‏ ت‎926‎ه،‏ ‏أسنى املطالب يف ‏رشح روض الطالب،‏ ‏)القاهرة،‏<br />

دار الكتاب الإسلمي،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

11 البابرتي،‏ حممد بن حممد بن حممود،‏ العناية ‏رشح الهداية،‏ ‏)دار الفكر – بريوت،‏ د،‏ ط،‏<br />

د،‏ ت(‏ .<br />

‎1212‎البجريمي،‏ ‏سليمان بن عمر بن حممد،‏ ت‎1221‎ه،‏ حاشية البجريمي على ‏رشح منهج<br />

الطلب ‏)التجريد لنفع العبيد(‏ ، ‏)ديار بكر،‏ تركيا،‏ املكتبة الإسلمية،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

13 البخاري:‏ علء الدين عبد العزيز بن ‏أحمد،‏ كشف الأرسار عن ‏أصول فخر الإسلم<br />

البزدوي،‏ حتقيق،‏ عبد اهلل حممود حممد عمر،‏ ‏)دار الكتب العلمية-‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

‎1418‎ه-‏ ‎1997‎م(‏ ..<br />

14 البخاري،‏ حممد بن اسماعيل،‏ اجلامع الصحيح املخترص،‏ حتقيق د.‏ مصطفى ديب البغا،‏<br />

‏)بريوت،‏ دار ابن كثري,‏ ط‎3‎‏،‏ ‎1407‎ه-‏ ‎1987‎م(‏ .<br />

– 9<br />

276<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

1<br />

13<br />

14


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎1515‎البغدادي،‏ ‏أبو حممد بن غامن،‏ جممع الضمانات يف مذهب الإمام الأعظم ‏أبي حنيفة<br />

النعمان،‏ حتقيق ‏أ.د حممد ‏أحمد ‏رساح،‏ و ‏أ.د علي جمعة حممد،‏ ‏)دار الكتاب الإسلمي-‏<br />

القاهرة،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎1616‎البلخي،‏ نظام الدرّين،‏ ت‎1036‎ه،‏ الفتاوى الهندية يف مذهب الإمام الأعظم ‏أبي حنيفة<br />

النعمان،‏ ‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ د،‏ ط،‏ ‎1411‎ه-‏ ‎1991‎م(‏ .<br />

‎1717‎البهوتي،‏ منصور بن يونس،‏ ت‎1051‎ه،‏ كشاف القناع عن منت الإقناع،‏ حتقيق هلل<br />

مصيلحي مصطفى هلل،‏ ‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ د،‏ ط،‏ ‎1402‎ه(‏ .<br />

‎1818‎البهوتي،‏ منصور بن يونس،‏ ت‎1051‎ه،‏ الروض املرُبْع ‏رشح زاد املستقنع،‏ ‏)الرياض،‏<br />

مكتبة الرياض احلديثة،‏ د،‏ ط،‏ ‎1390‎ه(‏ .<br />

‎1919‎البهوتي،‏ منصور بن يونس،‏ ت‎1051‎ه،‏ دقائق ‏أويل النهى لرشح املنتهى،‏ ‏)بريوت،‏<br />

عامل الكتب،‏ ط‎2‎‏،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

20 البريوتي،‏ حممد بن درويش،‏ ‏أسنى املطالب يف ‏أحاديث خمتلفة املراتب،‏ حتقيق عبد<br />

القادر عطا،‏ ‏)دار الكتب العلمية – بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1997‎م(‏ .<br />

21 البيهقي،‏ ‏أحمد بن احلسني،‏ ‏سنن البيهقي الكربى،‏ حتقيق حممد عبد القادر عطا،‏ ‏)مكتبة<br />

دار الباز-‏ مكة املكرمة،‏ د،‏ ط،‏ ‎1414‎ه-‏ ‎1994‎م(‏ .<br />

22 الرتمذي،‏ حممد بن عيسى،‏ ت‎279‎ه،‏ ‏سنن الرتمذي،‏ حتقيق ‏أحمد حممد ‏شاكر وآخرون،‏<br />

‏)بريوت،‏ دار ‏إحياء الرتاث العربي،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎23‎التفتازاين،‏ ‏سعد الدين مسعود،‏ ‏رشح املقاصد يف علم الكلم،‏ ‏)دار املعارف النعمانية<br />

باكستان،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1401‎ه-‏ ‎1981‎م(‏ .<br />

‎2424‎ابن تيمية،‏ ‏أحمد عبد احلليم ، ت‎728‎ه،‏ جمموع الفتاوى،‏ حتقيق عبد الرحمن بن حممد<br />

بن قاسم العاصمي النجدي،‏ ‏)القاهرة،‏ مكتبة ابن تيمية،‏ ط‎2‎‏،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

25 اجلبعي،‏ زين الدين بن علي،‏ الروضة البهية يف ‏رشح اللمعة الدمشقية،‏ ‏)دار العامل<br />

الإسلمي – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

26 اجلرجاين،‏ حمزة بن يوسف،‏ تاريخ جرجان،‏ حتقيق د.‏ حممد عبد املعيد خان،‏ ‏)عامل<br />

الكتب – بريوت،‏ ط‎3‎‏،‏ ‎1401‎ه-‏ ‎1981‎م(‏ .<br />

‎2727‎اجلصاص،‏ ‏أحمد بن علي الرازي،‏ ت‎370‎ه،‏ ‏أحكام القرآن،‏ حتقيق حممد الصادق<br />

قمحاوي،‏ ‏)بريوت،‏ دار ‏إحياء الرتاث العربي،‏ د،‏ ط،‏ ‎1405‎ه(‏ .<br />

‎2828‎اجلمل،‏ ‏سليمان بن منصور،‏ ت‎1204‎ه،‏ فتوحات الوهاب بتوضيح ‏رشح منهج الطلب<br />

‏)حاشية اجلمل(‏ ، ‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

– 23<br />

277<br />

20<br />

21<br />

2<br />

25<br />

26


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

‎2929‎ابن حزم،‏ علي بن ‏أحمد بن ‏سعيد،‏ ت‎456‎ه،‏ الإحكام يف ‏أصول الأحكام،‏ ‏)القاهرة،‏ دار<br />

احلديث،‏ ط‎1‎‏،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

30 احلصكفي،‏ حممد علء الدين بن علي،‏ الدر املختار ‏رشح تنوير الأبصار،‏ ‏)دار الفكر-‏<br />

بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1386‎ه(‏ .<br />

‎3131‎احلطاب،‏ حممد بن عبد الرحمن،‏ ت‎954‎ه،‏ مواهب اجلليل لرشح خمترص خليل،‏ ‏)بريوت،‏<br />

دار الفكر،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1398‎ه(‏ .<br />

‎32‎احلكيم،‏ حمسن،‏ مستمسك العروة،‏ ‏)مكتبة املرعشي النجفي-‏ قم – ‏إيران،‏ ط‎1‎<br />

‎1404‎ه(.‏<br />

‎3333‎احلِ‏ لِّي،‏ احلسن بن يوسف،‏ ت‎726‎ه،‏ تذكرة الفقهاء،‏ ‏)قم،‏ املكتبة املرتضوية،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(.‏<br />

34 احلِ‏ لرّي،‏ احلسن بن يوسف،‏ خمتلف الشيعة،‏ حتقيق جلنة التحقيق يف موؤسسة النرش<br />

الإسلمي،‏ ‏)موؤسسة النرش الإسلمي – قم،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1415‎ه(‏ .<br />

35 احللرّي،‏ احلسن بن يوسف،‏ نهج احلق وكشف الصدق،‏ حتقيق السيد رضا الصدر،‏ والشيخ<br />

عني اهلل احلسيني الأرموي،‏ ‏)دار الهجرة – قم،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1421‎ه(‏ .<br />

36 احلِ‏ لرّي،‏ جعفر بن احلسن الهذيل،‏ ‏رشائع الإسلم يف مسائل احللل واحلرام،‏ ‏)موؤسسة<br />

مطبوعاتي ‏إسماعليان – قم،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎3737‎احلموي،‏ ‏أحمد بن حممد،‏ ت‎1098‎ه،‏ غمز عيون البصائر،‏ ‏)بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1405‎ه-‏ ‎1985‎م(‏ .<br />

‎3838‎حيدر،‏ علي،‏ ت‎1254‎ه،‏ درر احلكام ‏رشح جملة الأحكام،‏ حتقيق وتعريب املحامي<br />

فهمي احلسيني،‏ ‏)بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1991‎م(‏ .<br />

39 39 اخلرشي،‏ حممد بن عبد اهلل،‏ ت‎1102‎ه،‏ ، ‏رشح خمترص خليل،‏ ‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ د،‏<br />

ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

40 اخلطيب الرشبيني،‏ حممد،‏ الإقناع يف حل ‏ألفاظ ‏أبي ‏شجاع،‏ حتقيق مكتب البحوث<br />

والدراسات يف دار الفكر،‏ ‏)دار الفكر – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ ‎1415‎ه(‏ .<br />

‎4141‎اخلطيب الرشبيني،‏ حممد،‏ ت‎977‎ه،‏ مغني املحتاج ‏إىل معرفة معاين ‏ألفاظ املنهاج،‏<br />

‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎4242‎اخلميني،‏ مصطفى،‏ ت‎1409‎ه،‏ حترير الوسيلة،‏ ‏)قم،‏ دار الكتب العلمية اسماعيليان،‏ د،‏<br />

ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎4343‎اخلميني،‏ مصطفى،‏ ت‎1409‎ه،‏ البيع،‏ ‏)قم،‏ موؤسسة تنظيم ونرش ‏آثار الإمام اخلميني،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1418‎ه(‏ .<br />

، 32<br />

278<br />

30<br />

34<br />

35<br />

36<br />

40


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

– 48<br />

50 بريوت،‏<br />

279<br />

46<br />

52<br />

53<br />

5<br />

444 الدارقطني،‏ علي بن عمر،‏ ‏سنن الدارقطني،‏ حتقيق عبد اهلل هاشم مياين املدين،‏ ‏)دار<br />

املعرفة – بريوت،‏ د،ط،‏ ‎1386‎ه-‏ 1966( .<br />

‎4545‎الدردير،‏ ‏أبو الربكات ‏أحمد،‏ ت‎1201‎ه،‏ الرشح الكبري،‏ حتقيق حممد عليش،‏ ‏)بريوت،‏<br />

دار الفكر،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

46 الدسوقي،‏ حممد عرفة،‏ حاشية الدسوقي على الرشح الكبري،‏ حتقيق حممد عليش،‏ ‏)دار<br />

الفكر-‏ بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎4747‎الدمياطي،‏ ‏أبو بكر،‏ ت‎1310‎ه،‏ ‏إعانة الطالبني على حل ‏ألفاظ فتح املعني لرشح قرة<br />

العني مبهمات الدين،‏ ‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎48‎الرازي،‏ حممد بن ‏أبي بكر،‏ خمتار الصحاح،‏ حتقيق حممود خاطر،‏ ‏)مكتبة لبنان<br />

بريوت،‏ طبعة جديدة،‏ ‎1415‎ه-‏ ‎1995‎م(‏ .<br />

‎4949‎الرحيباين،‏ مصطفى بن ‏سعد،‏ ت‎1243‎ه،‏ مطالب ‏أويل النهى يف ‏رشح غاية املنتهى،‏<br />

‏)دمشق،‏ املكتب الإسلمي،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1961‎م(‏ .<br />

‎50‎ابن رشد،‏ حممد بن ‏أحمد بن حممد،‏ بداية املجتهد ونهاية املقتصد،‏ ‏)دار الفكر –<br />

د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎5151‎الرملي،‏ ‏شمس الدين حممد،‏ ت‎1004‎ه،‏ نهاية املحتاج ‏إىل ‏رشح املنهاج،‏ ‏)بريوت،‏ دار<br />

الفكر،‏ د،‏ ط،‏ ‎1404‎ه-‏ ‎1984‎م(‏ .<br />

52 الزبيدي،‏ حممد مرتضى،‏ تاج العروس من جواهر القاموس،‏ حتقيق جمموعة من<br />

املحققني،‏ ‏)دار الهداية-‏ بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

53 الزركشي،‏ بدر الدين حممد بن بهادر،‏ البحر املحيط يف ‏أصول الفقه،‏ حتقيق حممد تامر،‏<br />

‏)دار الكتب العلمية – بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1421‎ه-‏ ‎2000‎م(‏ .<br />

‎5454‎الزركشي،‏ حممد بن بهادر،‏ ت‎794‎ه،‏ املنثور يف القواعد،‏ حتقيق د.‏ تيسري فائق ‏أحمد<br />

حممود،‏ ‏)الكويت،‏ وزارة الأوقاف والشئون الإسلمية،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1405‎ه(‏ .<br />

55 الزركشي،‏ حممد بن بهادر،‏ ت‎794‎ه،‏ ‏رشح الزركشي على خمترص اخلرقي،‏ قدم له<br />

ووضع حواشيه عبد املنعم خليل ‏إبراهيم،‏ ‏)بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1423‎ه-‏<br />

‎2002‎م(‏ .<br />

‎56‎الزخمرشي،‏ حممود بن عمر،‏ ‏أساس البلغة،‏ ‏)دار الفكر ‏–بريوت،‏ د،‏ ط،‏ 1399<br />

56 ه<br />

‎1979‎م(‏ .<br />

‎5757‎الزيلعي،‏ عثمان بن علي،‏ ت‎743‎ه،‏ تبيني احلقائق ‏رشح كنز الدقائق،‏ ‏)القاهرة،‏ دار<br />

الكتاب الإسلمي،‏ د،‏ ط،‏ ‎1313‎ه(‏ .


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

59<br />

61<br />

‎5858‎السبكي،‏ تقي الدين علي بن عبد الكايف،‏ فتاوى السبكي،‏ ‏)دار املعرفة ‏–بريوت،د،ط،د،ت(.‏<br />

59 السجستاين،‏ ‏أبو داود ‏سليمان،‏ ‏سنن ‏أبي داود،‏ حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد،‏<br />

‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎6060‎الرسخسي،‏ حممد بن ‏أحمد بن ‏أبي ‏سهل،‏ ت‎483‎ه،‏ املبسوط،‏ ‏)بريوت،‏ دار املعرفة،‏ د،‏<br />

ط،‏ ‎1406‎ه(‏ .<br />

61 السعدي،‏ عبد الرحمن بن نارص،‏ تيسري الكرمي الرحمن يف تفسري كلم املنان،‏ حتقيق<br />

ابن عثيمني،‏ ‏)موؤسسة الرسالة – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ ‎1421‎ه-‏ ‎2000‎م(‏ .<br />

‎62‎السعدي،‏ علي بن جعفر،‏ الأفعال،‏ ‏)عامل الكتب – بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1403‎ه 1983<br />

‎63‎السمرقندي،‏ علء الدين،‏ ت‎539‎ه،‏ حتفة الفقهاء،‏ ‏)بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎<br />

‎1405‎ه-‏ ‎1984‎م(‏ .<br />

‎64‎السيوطي،‏ عبد الرحمن،‏ الأشباه والنظائر،‏ ‏)دار الكتب العلمية – بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ 1403<br />

‎6565‎السيوطي،‏ عبد الرحمن،‏ ت‎911‎ه،‏ الديباج على مسلم،‏ حتقيق ‏أبو ‏إسحاق احلويني<br />

الأثري،‏ ‏)اخلُربَ‏ ، دار ابن عفان،‏ د،‏ ط،‏ ‎1416‎ه-‏ ‎1996‎م(‏ .<br />

66 الشافعي،‏ حممد بن ادريس،‏ ت‎204‎ه،‏ ‏أحكام القرآن،‏ حتقيق،‏ عبد الغني عبد اخلالق،‏<br />

‏)دار الكتب العلمية – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ ‎1400‎ه(‏ .<br />

‎67‎الشافعي،‏ حممد بن ادريس،‏ ت‎204‎ه،‏ الأم،‏ ‏)بريوت،‏ دار املعرفة،‏ ط‎2‎‏،‏ 1393<br />

‎6868‎الرشواين،‏ عبد احلميد،‏ ت‎1301‎ه،‏ حواشي الرشواين على حتفة املحتاج برشح املنهاج،‏<br />

‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎6969‎الشوكاين،‏ حممد بن علي،‏ ت‎1255‎ه،‏ السيل اجلرار املتدفق على حدائق الأزهار،‏ حتقيق<br />

حممود ‏إبراهيم زايد،‏ ‏)بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1405‎ه(‏ .<br />

‎7070‎الشيباين،‏ حممد بن احلسن،‏ ‏)ت‎189‎ه(‏ ، اجلامع الصغري ورشحه النافع الكبري،‏ ‏)بريوت،‏<br />

عامل الكتب،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1406‎ه(‏ .<br />

‎7171‎الشريازي،‏ ‏إبراهيم بن علي،‏ ت‎476‎ه،‏ املهذب يف فقه الإمام الشافعي،‏ ‏)بريوت،‏ دار<br />

الفكر،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1999‎م(‏ .<br />

72 الصاوي،‏ ‏أحمد،‏ بلغة السالك لأقرب املسالك،‏ حتقيق حممد عبد السلم ‏شاهني،‏ ‏)دار<br />

الكتب العلمية – بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1415‎ه-‏ ‎1995‎م(‏ .<br />

‎7373‎الصاوي،‏ ‏أحمد،‏ ت‎1241‎ه،‏ بلغة السالك لأقرب املسالك،‏ ‏ضَ‏ بَطَ‏ هُ‏ وصَ‏ حَّ‏ حَ‏ هُ‏ حممد عبد<br />

السلم ‏شاهني،‏ ‏)بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1415‎ه-‏ ‎1995‎م(‏ .<br />

62 م(‏ .<br />

، 63<br />

64 ه(.‏<br />

67 ه(‏ .<br />

6<br />

72<br />

280


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎7474‎ابن السلح،‏ عثمان،‏ فتاوى ابن السلح،‏ حتقيق موفق عبد اهلل عبد القادر،‏ ‏)مكتبة<br />

العلوم واحلكم , عامل الكتب – بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1407‎ه(‏ .<br />

75 الصنعاين،‏ ‏أبو بكر عبد الرزاق بن همام،‏ املصنف،‏ حتقيق حبيب الرحمن الأعظمي،‏<br />

‏)املكتب الإسلمي – بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1403‎ه(‏ .<br />

76 الطباطبائي،‏ حممد كاظم،‏ تكملة العروة الوثقى،‏ حتقيق حممد حسني الطباطبائي،‏<br />

‏)املطبعة احليدرية – طهران،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1378‎ه(‏ .<br />

77 الطرباين،‏ ‏سليمان بن ‏أحمد،‏ املعجم الكبري،‏ حتقيق حمدي بن عبد املجيد السلفي،‏ ‏)مكتبة<br />

الزهراء – املوصل،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1404‎ه-‏ ‎1983‎م(‏ .<br />

78 ابن طي الفقعاين،‏ علي بن حممد بن علي،‏ الدر املنضود،‏ حتقيق حممد بركت،‏ ‏)مكتبة<br />

‏إمام العرص العلمية – ‏شرياز،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1418‎ه(‏ .<br />

‎79‎ابن عابدين،‏ حممد ‏أمني،‏ العقود الدرية يف تنقيح الفتاوى احلامدية ، ‏)دار املعرفة<br />

بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

80 ابن عابدين،‏ حممد ‏أمني،‏ رد املحتار على الدر املختار ‏رشح تنوير الأبصار،‏ ‏)بريوت،‏<br />

دار الفكر،‏ طبعه جديدة مُ‏ نَقَّحَ‏ ة مُ‏ ‏صَ‏ حَّ‏ حَ‏ ة ، ‎1421‎ه-‏ ‎2000‎م(‏ .<br />

‎8181‎ابن عبد الرب،‏ يوسف بن عبد اهلل بن حممد،‏ ت ‎463‎ه،‏ ‏لستيعاب يف معرفة الأصحاب،‏<br />

حتقيق علي حممد البجاوي،‏ ‏)بريوت،‏ دار اجليل،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1412‎ه(‏ .<br />

‎8282‎ابن عبد الهادي،‏ ‏شمس الدين حممد بن ‏أحمد،‏ ت‎744‎ه،‏ تنقيح حتقيق ‏أحاديث التعليق،‏<br />

حتقيق ‏أمين ‏صالح ‏شعبان،‏ ‏)بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1998‎م(‏ .<br />

‎8383‎العبدري،‏ حممد بن يوسف،‏ ت‎897‎ه،‏ التاج والإكليل ملخترص خليل،‏ ‏)بريوت،‏ دار<br />

الفكر،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1398‎ه(‏ .<br />

84 ابن عطية،‏ عبد احلق بن غالب،‏ املحرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز،‏ حتقيق عبد<br />

السلم عبد الشايف حممد،‏ ‏)دار الكتب العلمية – بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1413‎ه-‏ ‎1993‎م(‏ .<br />

85 ابن العلمة،‏ فخر الدين،‏ ‏إيضاح الفوائد،‏ حتقيق وتعليق حسني املوسوي الكرماين،‏ وعلي<br />

پناه الإشتهاردي،‏ وعبد الرحيم الربوجردي،‏ ‏)املطبعة العلمية – قم،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1387‎ه(‏ .<br />

86 عليش،‏ حممد بن ‏أحمد،‏ منح اجلليل ‏رشح على خمترص ‏سيد خليل،‏ ‏)دار الفكر-‏ بريوت،‏<br />

‏)د،ط(‏ ، ‎1409‎ه-‏ ‎1989‎م(‏ .<br />

‎87‎عليش،‏ حممد،‏ فتح العلي املالك يف الفتوى على مذهب الإمام مالك،‏ دار املعرفة<br />

بريوت،‏ ‏)د،‏ ط(‏ ، ‏)د،ت(‏ .<br />

– 79<br />

– 87<br />

281<br />

75<br />

76<br />

7<br />

78<br />

80<br />

84<br />

85<br />

86


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

282<br />

89<br />

90<br />

92<br />

95<br />

98<br />

9<br />

888 العيني،‏ حممود بن ‏أحمد،‏ عمدة القاري ‏رشح ‏صحيح البخاري،‏ ‏)دار ‏إحياء الرتاث<br />

العربي–‏ بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،ت(‏ .<br />

89 الغزايل،‏ حممد بن حممد،‏ املستصفى يف علم الأصول،‏ حتقيق حممد عبد السلم عبد<br />

الشايف،‏ ‏)دار الكتب العلمية-‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1413‎ه(‏ .<br />

90 الغزايل،‏ حممد بن حممد،‏ الوسيط يف املذهب،‏ حتقيق ‏أحمد حممود ‏إبراهيم وحممد تامر،‏<br />

‏)دار السلم-‏ القاهرة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1417‎ه(‏ .<br />

‎9191‎الغزنوي،‏ عمر،‏ ت‎377‎ه،‏ الغرة املنيفة يف حتقيق بعض مسائل الإمام ‏أبي حنيفة،‏<br />

حتقيق حممد زاهد بن احلسن الكوثري،‏ ‏)بريوت،‏ مكتبة الإمام ‏أبي حنيفة،‏ ط‎2‎‏،‏<br />

‎1988‎م(.‏<br />

92 الفاضل الهندي،‏ حممد بن احلسن،‏ كشف اللثام عن قواعد الأحكام،‏ ‏)موؤسسة النرش<br />

الإسلمي – قم،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎9393‎ابن قدامة،‏ عبد اهلل بن ‏أحمد،‏ ت‎620‎ه،‏ الكايف يف فقه الإمام املبجل ‏أحمد بن حنبل،‏<br />

‏)بريوت،‏ املكتب الإسلمي،‏ ط‎5‎‏،‏ ‎1988‎م(‏ .<br />

‎9494‎ابن قدامة،‏ عبد اهلل بن ‏أحمد،‏ ت‎620‎ه،‏ املغني يف فقه الإمام ‏أحمد بن حنبل الشيباين،‏<br />

‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1405‎ه(‏ .<br />

95 ابن قدامة،‏ عبد اهلل بن ‏أحمد،‏ روضة الناظر وجنة املناظر،‏ حتقيق عبد العزيز عبد الرحمن<br />

السعيد،‏ ‏)جامعة الإمام حممد بن ‏سعود – الرياض،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1399‎ه(‏ .<br />

‎9696‎القرايف،‏ ‏أحمد بن ‏إدريس،‏ ت‎684‎ه،‏ الذخرية،‏ حتقيق حممد حجي،‏ ‏)دار الغرب-‏ بريوت،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1994‎م(‏ .<br />

‎9797‎القرايف،‏ ‏أحمد بن ‏إدريس،‏ ت‎684‎ه،‏ الفروق،‏ حتقيق خليل املنصور،‏ ‏)بريوت،‏ دار الكتب<br />

العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1418‎ه-‏ ‎1998‎م(‏ .<br />

98 القرشي،‏ عبد القادر بن حممد،‏ اجلواهر املضية يف طبقات احلنفية،‏ ‏)دار مري حممد كتب<br />

خانه – كراتشي،‏ ط‎1‎‏،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

99 القرطبي،‏ ‏أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن عبد الرب النمري،‏ ‏لستذكار اجلامع ملذاهب<br />

فقهاء الأمصار،‏ حتقيق ‏سامل حممد عطا وحممد علي معوض،‏ ‏)دار الكتب العلمية –<br />

بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎2000‎م(‏<br />

‎10100‎قليوبي،‏ ‏أحمد بن ‏أحمد بن ‏سلمة،‏ ت‎1069‎ه،‏ حاشية قليوبي على ‏رشح جلل الدين<br />

املحلي على منهاج الطالبني،‏ حتقيق مكتب البحوث والدراسات،‏ ‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1419‎ه-‏ ‎1998‎م(‏ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

– 107<br />

283<br />

10<br />

10<br />

11<br />

‎10101‎القمرّي،‏ علي بن حممد،‏ ت ‎778‎ه،‏ جامع اخللف والوفاق،‏ حتقيق حسني البريجندي،‏<br />

‏)قم،‏ مطبعة ياسدار ‏إسلم،‏ ط‎1‎‏،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎10102‎ابن القيِّم،‏ حممد بن ‏أبي بكر ‏أيوب الزرعي،‏ ت‎751‎ه،‏ ‏أحكام ‏أهل الذمة،‏ حتقيق يوسف<br />

‏أحمد البكري-‏ وشاكر توفيق العاروري،‏ ‏)رمادي للنرش-‏ دار ابن حزم-‏ الدمام –<br />

بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1418‎ه-‏ ‎1997‎م(‏ .<br />

‎10103‎ابن القيِّم،‏ حممد بن ‏أبي بكر ‏أيوب الزرعي،‏ ت‎751‎ه،‏ ‏إعلم املوقعني عن رب<br />

العاملني،‏ حتقيق طه عبد الروؤوف ‏سعد،‏ ‏)دار اجليل – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ ‎1973‎م(‏ .<br />

‎10104‎ابن القيِّم،‏ حممد بن ‏أبي بكر ‏أيوب الزرعي،‏ ت‎751‎ه،‏ ‏إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان،‏<br />

حتقيق حممد حامد الفقي،‏ ‏)دار املعرفة – بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1395‎ه-‏ ‎1975‎م(.‏<br />

‎10105‎الكاساين،‏ علء الدين،‏ ت‎587‎ه،‏ بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع،‏ ‏)بريوت،‏ دار<br />

الكتاب العربي،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1982‎م(‏ .<br />

‎10106‎ابن كثري،‏ ‏إسماعيل بن عمر،‏ البداية والنهاية،‏ ‏)مكتبة املعارف – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎10‎الكرابيسي،‏ ‏أسعد،‏ الفروق،‏ حتقيق د.‏ حممد طموم،‏ وزارة الأوقاف والشئون الإسلمية<br />

الكويت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1402‎ه.‏<br />

108 الكرمي،‏ مرعي بن يوسف،‏ دليل الطالب على مذهب الإمام املبجل ‏أحمد بن حنبل،‏<br />

‏)املكتب الإسلمي-‏ بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1389‎ه(‏ .<br />

109 الكليبويل،‏ عبد الرحمن بن حممد،‏ املدعو بشيخي زاده،‏ جممع الأنهر يف ‏رشح ملتقى<br />

الأبحر،‏ خرج ‏آياته وأحاديثه خليل عمران املنصور،‏ ‏)دار الكتب العلمية – لبنان-‏<br />

بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1419‎ه-‏ ‎1998‎م(‏ .<br />

‎11110‎املجددي،‏ حممد عميم الإحسان،‏ ت‎1407‎ه،‏ قواعد الفقه،‏ ‏)كراتشي،‏ دار الصدف،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ ‎1407‎ه-‏ ‎1986‎م(‏ .<br />

111 جملة الأحكام العدلية،‏ حتقيق جنيب هواويني،‏ ‏)كراتشي،‏ كارخانه جتارت كتب،‏ د،‏<br />

ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎11112‎ابن املرتضى،‏ ‏أحمد بن يحيى بن املرتضى الزيدي،‏ ت‎840‎ه،‏ البحر الزخار،‏<br />

‏)القاهرة،‏ دار الكتاب الإسلمي ، د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎11‎ابن املرتضى،‏ علي،‏ ‏لنتصار،‏ ‏)موؤسسة النرش الإسلمي – قم،‏ ط‎1‎‏،‏ 1415<br />

‎11114‎املرداوي،‏ علي بن ‏سليمان،‏ ت‎855‎ه،‏ الإنصاف يف معرفة الراجح من اخللف على<br />

مذهب الإمام ‏أحمد بن حنبل،‏ حتقيق حممد حامد الفقي،‏ ‏)بريوت،‏ دار ‏إحياء الرتاث<br />

العربي،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

113 ه(‏ .


اإلبراء حقيقته وأنواعه،‏ وشروط صحته<br />

أ.‏ عبد احلميد هنيني<br />

‎11115‎ابن املطرز،‏ نارص الدين بن عبد السيد بن علي،‏ املغرب يف ترتيب املعرب،‏<br />

حتقيق حممود فاخوري،‏ وعبد احلميد خمتار،‏ ‏)مكتبة ‏أسامة بن زيد – حلب،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

‎1979‎م(.‏<br />

‎11116‎ابن مفلح،‏ ‏إبراهيم بن حممد،‏ ت‎884‎ه،‏ الفروع،‏ حتقيق ‏أبو الزهراء حازم القاضي،‏<br />

‏)بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1418‎ه(‏ .<br />

‎11117‎ابن مفلح،‏ ‏إبراهيم بن حممد،‏ ت‎884‎ه،‏ املبدع يف ‏رشح املقنع،‏ ‏)بريوت،‏ املكتب<br />

الإسلمي،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1400‎ه(‏ .<br />

‎11‎ابن منظور،‏ حممد بن مكرم،‏ لسان العرب،‏ ‏)دار ‏صادر – بريوت،‏ ط‎1‎<br />

119 منل خرسو،‏ حممد بن فرموزا،‏ درر احلكام ‏رشح غرر الأحكام،‏ ‏)دار ‏إحياء الكتب<br />

العربية – بريوت،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎12120‎املريغيناين،‏ علي بن ‏أبي بكر،‏ ت‎593‎ه،‏ الهداية ‏رشح بداية املبتدي،‏ ‏)عمَّان،‏ املكتبة<br />

الإسلمية،‏ د،‏ ط،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎12121‎ابن جنُ‏ يم،‏ زين الدين بن ‏إبراهيم،‏ ت‎970‎ه،‏ البحر الرائق ‏رشح كنز الدقائق،‏ ‏)بريوت،‏<br />

دار املعرفة ، ط‎2‎‏،‏ د،‏ ت(‏ .<br />

‎12122‎النفراوي،‏ ‏أحمد بن غنيم،‏ ت‎1207‎ه،‏ الفواكه الدواين على رسالة ابن ‏أبي زيد<br />

القريواين،‏ ‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1415‎ه-‏ ‎1994‎م(‏ .<br />

‎12123‎النووي،‏ يحيى بن ‏رشف،‏ ت‎676‎ه،‏ املجموع ‏رشح املهذب،‏ ‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ د،‏<br />

ط،‏ ‎1997‎م(‏ .<br />

‎12124‎النووي،‏ يحيى بن ‏رشف،‏ ت‎676‎ه،‏ روضة الطالبني وعمدة املفتني،‏ ‏)بريوت،‏ املكتب<br />

الإسلمي،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1405‎ه(‏ .<br />

‎12125‎النووي،‏ يحيى بن ‏رشف،‏ ت‎676‎ه،‏ ‏صحيح مسلم برشح النووي،‏ ‏)دار ‏إحياء الرتاث<br />

العربي – بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1392‎ه(‏ .<br />

‎12126‎النيسابوري،‏ مسلم بن احلجاج،‏ ت‎261‎ه،‏ ‏صحيح مسلم،‏ حتقيق حممد فوؤاد عبد<br />

الباقي،‏ ‏)بريوت،‏ دار ‏إحياء الرتاث العربي،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1978‎م(‏ .<br />

‎12127‎ابن الهُ‏ مام،‏ كمال الدين حممد بن عبد الواحد،‏ ت‎681‎ه،‏ فتح القدير ‏رشح الهداية،‏<br />

‏)بريوت،‏ دار الفكر،‏ ط‎2‎‏،‏ ‎1977‎م(‏ .<br />

‎12‎وزارة الأوقاف والشئون الإسلمية،‏ املوسوعة الفقهية الكويتية،‏ ‏)دار السلسل<br />

الكويت ، ط‎2‎‏،‏ ‎1427‎ه(‏ .<br />

، 118 د،‏ ت(‏ .<br />

11<br />

– 128<br />

284


التنوعات النطقية السامية<br />

لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني مصطفى غوامنة<br />

د.‏ حممود مبارك عبد اهلل عبيدات<br />

أستاذ مساعد/‏ قسم اللغة العربية/‏ كلية اآلداب/‏ جامعة اإلسراء/‏ عمان/‏ األردن.‏<br />

أستاذ مساعد/‏ قسم اللغة العربية/‏ كلية اآلداب/‏ جامعة العلوم االسالمية العالمية.‏<br />

285


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

ملخص:‏<br />

يقدم هذا البحث يف حماوره عرضً‏ ا للأصوات اللغوية املقلقلة ل يف العربية وحسب،‏<br />

وإمنرّ‏ ا ميتد العرض للحديث عنها ‏ساميًّا،‏ علرّ‏ املثاقفة فيه تربز ‏شيئًا من البحث حولها،‏<br />

لسيما يف التحولت النطقية لهذه املجموعة من الأصوات،‏ ويف الأشكال الصوتية املنطوق<br />

بها،‏ فنحن بحاجة ‏إىل دراسات ‏سامية عن ‏أصواتنا اللغوية،‏ تهدف ‏إىل حتديد حماور هذا<br />

البحث،من حيث خمارجها،‏ وصفاتها،‏ وتقلباتها.‏ والعلة يف ذلك تباين ‏آراء علماء اللغة،‏<br />

قدماء وحمدثني،‏ يف وصف هذه الأصوات،‏ فمن الطبيعي عندئذ ‏أن يقف هذا البحث على<br />

هذا ‏لختلف؛ ليصل ‏إىل نقاط التلقي وأسباب ‏لختلف يف حتديد ماهية هذه الأصوات،‏<br />

فكان النظر فيها ‏ساميا ليتم حتديد ملمح ‏للتقاء ولختلف يف هيئة هذه الأصوات<br />

كدليل راسم لتنوعاتها النطقية.‏<br />

286


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

The research deals with linguistic sounds not only in the Arabic language<br />

but also extends to cover Semitic languages as well. Hopefully, the discussion<br />

on this will highlight important issues pertaining to the topic especially<br />

the vocalization changes affecting this group of sounds and spoken sound<br />

forms. What we need are Semitic studies of the linguistic sounds aiming at<br />

identifying the aspects of this research in terms of sounds exits, qualities and<br />

changes affecting them. The research proposes that the reason of this is due<br />

to differences among linguists of all times in terms of describing these sounds.<br />

It is imperative for this research to pause a little at such difference to reach at<br />

the end a meeting point and identify reasons behind such differences.<br />

287


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

املدخل:‏<br />

يف هذا البحث ‏إطللة على ‏أصوات الباء،‏ والقاف،‏ واجليم،‏ والدال،‏ والطاء يف الدرس<br />

السامي،‏ ل يحسن ‏أن تدفع بنكران.‏ وهي املوسومة بتسمية:‏ ‏)التنوعات النطقية الساميرّة<br />

للأصوات اللغوية املقلقلة(‏ .<br />

وقد خلص البحث ‏إىل ‏أن ‏أصوات ‏)قطب جد(‏ يف اللغات السامية ‏أسلوب عمل مرشوع،‏<br />

رغم ‏صعوبة تاأطريها يف السامية.‏ فاإذا مل يكن هناك لغة ‏سامية واحدة تخلو من عدد من<br />

‏أصوات احللق والإطباق.‏ واملقصود هنا بوجود ‏أصوات احللق والإطباق كونها يف اللغات<br />

السامية تكون فونيمات متميزة،‏ فاإنرّه ليس هناك لغة ‏سامية تخلو من ‏أصوات لغات<br />

‏أخرى.‏<br />

ومما يعوق البحث على وجه اخلصوص ‏أنرّ‏ نصوص اللغات السامية التي حتت ‏أيدينا–‏<br />

كما عرب عن ذلك نولدكة يف كتابه اللغات السامية–‏ ل تعرب تعبريًا كافيًا عن ‏أصوات تلك<br />

اللغات.‏ وعليه فليس ثمة مشكل يف الطرح الذي يفرس ‏أصوات القلقلة،‏ وإمنرّ‏ ا املشكل يف ‏شح<br />

النصوص التي تفرسرّ‏ هذه الأصوات،‏ وتصفها يف اللغات السامية.‏<br />

واحلقيقة ‏أننا ل نقدم قراءة منتهية للأصوات اخلمس يف درسها السامي،‏ ول يف<br />

قضاياها،‏ بقدر ما نقدمه من قراءة مثرية كانت ‏أو بدائية حولها.‏ فاملشكل يف الطرح طريقة<br />

التحديد،‏ والسهل يف العرض ما عُ‏ رف.‏ ‏إذ القطعيرّة يف حمدودية املقدم حول الدرس السامي،‏<br />

املحدَّ‏ ‏ِد ملجال الدرس هنا ‏أيًّا كان فيه ‏أو عنه،‏ والبدائية يف خوض غمار هذا املوضوع<br />

كشفًا عن ‏ساميته.‏ فالقراءة ‏إذن ل نهائية لتلك الأصوات،‏ ‏أو هي بالأحرى قراءة ‏أوىل.‏<br />

فاملوضوع يستدعي العرض،‏ و الطريقة تنبىء عن ذلك،‏ ويف ذلك هدف للكشف عنه،‏<br />

‏إثارة للمختصص يف السامية البحث فيه،‏ ‏إذ املوضوع يُغنى بالطرح وباملعاينة،‏ ونحن<br />

هنا نقدم طرحً‏ ا ل معاينة،‏ ‏إذ هي جمال اختصاص اللغوي الصوتي السامي.‏<br />

والبحث يعرض املفاهيم،‏ حول القضايا الآتية،‏ وهي:‏ خمرج الأصوات وصفاتها،‏<br />

ووجودها يف اللغات السامية،‏ وقلقلتها.‏<br />

خمرج الباء وصفاته:‏<br />

يتفق علماء اللغة،‏ قدماء وحمدثون،‏ على حتديد خمرج ‏صوت الباء،‏ فقد حدد ‏سيبويه<br />

)1( ، وابن جني )2( ، وابن يعيش )3( خمرج الباء ما بني الشفتني،‏ واتفق معهم املحدثون،‏<br />

‏أمثال:‏ ‏إبراهيم ‏أنيس )4( ، وكمال برش )5( .<br />

288


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

يخرج ‏صوت الباء عند النطق به من الشفتني،‏ حيث يقف الهواء الصادر من الرئتني<br />

وقوفًا تامً‏ ا عند الشفتني،‏ ‏إذ تنطبق هاتان الشفتان انطباقًا تامً‏ ا كاملً‏ ، ويضغط الهواء مدة<br />

من الزمن،‏ ثم تنفرج الشفتان،فيندفع الهواء فجاأة من الفم،‏ حمدثًا ‏صوتًا انفجاريًا )6( .<br />

وينطق ‏صوت الباء بضم الشفتني،‏ ورفع الطبق،‏ ليغلق ما بني احللق و التجويف الأنفي<br />

مع ذبذبة الأوتار الصوتية،‏ فهو ‏صوت ‏شفوي انفجاري جمهور )7( .<br />

وليس للباء نظري مهموس يف اللغة العربية،‏ ومن هنا نلحظ خطاأ كثري من العرب يف<br />

نطق ‏صوت الباء املهموس،‏ املوجود يف الإجنليزية )p( )8( .<br />

الباء يف السامية:‏<br />

اللغة السامية حتتوي يف ما يبدو على الثالوث االآتي،‏ املرتكب من حروف<br />

‏شديدة:‏<br />

ب ‏)أي p(<br />

ب<br />

ب ‏)أي باء مفخمة(‏<br />

‏أما العربية القدمية،‏ فقد تهدم فيها نظام تلك الأصوات،‏ وذلك باأن اضمحلت الباء<br />

املفخمة ‏)املشكوك بوجودها يف احلقيقة(‏ ، باأن ‏صار الصوت املهموس ب )p( ‏صوتًا رخوًا<br />

‏شفويًا ‏أسنانيًا هو الفاء )9( . وبذلك يرى هرني فليش ‏أنرّ‏ الفاء الشفوية تتمثل يف الباء<br />

النَّفسية القدمية )p( )10( .<br />

وهذا التحول الذي يصيب الصوت الشفوي الشديد املهموس ‏)ب(‏ ‏إىل الصوت الرخو<br />

املهموس ‏)ف(‏ ، يرى بروكلمان ‏أنه يقع يف السامية اجلنوبية ‏)العربية واحلبشية(.‏ ‏أما<br />

السامية الشمالية ‏)العربية و الآرامية(‏ ، فريى ‏أن رّهذه الرخاوة ل تصيبها،‏ ويف الصوت<br />

املقابل ب >، v ‏إل عن طريق تاأثري الأصوات الصامتة باحلركات )11( .<br />

وقد ذهب ‏إسماعيل عمايرة موؤكدًا ‏أنرّ‏ العربية تخلو من النظري لصوت الباء حني قال:‏<br />

‏»إنرّ‏ العربية تخلو ‏أسل من حريف )v( وهو الشكل اللني للباء،‏ و )p( وهو الشكل القاسي<br />

للفاء،‏ ويذهب علماء الساميات ‏إىل ‏أنرّ‏ )p( ‏صوت ‏سامي ‏أصيل،‏ ويقدرون ‏أنه كان من ‏أصوات<br />

السامية الأم،‏ وليس غريبًا ‏أن يكون قد انقلب يف كل ‏أوضاعه يف العربية ‏إىل فاء،‏ ‏إذ ‏أمر<br />

انقلبه ‏إىل فاء ظاهرة معروفة يف اللغات السامية وغريها«‏ )12( . فالشكلن )v( و )p( هما<br />

النطقان الآخران لصوت الباء،‏ وليس لهما نظري يف العربية.‏<br />

289


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

وعلى الرغم من هذا ‏لختلف يف الشكل املنطوق لصوت الباء،‏ فاإنرّ‏ بروكلمان يستنتج<br />

من موازنة اللغات السامية بعضها ببعض،‏ ‏أنها اشرتكت يف الأصل يومً‏ ا ما يف ‏أصوات<br />

منها:‏ ‏صوتان ‏شديدان يتكونان باإغلق الشفتني ‏)شفوي(‏ ‏أحدهما مهموس ذو نطق هائي<br />

والثاين جمهور )13( .<br />

وقد ‏أصابت التغريات التاريخية الأصوات،‏ ومن ذلك تطور الباء املهموسة )p( يف<br />

اللغة السامية الأم،‏ ‏إىل ‏)فاء(‏ يف اللغات السامية اجلنوبية،‏ وهي العربية و احلبشية،‏ وبقي<br />

الأصل كما هو يف اللغات السامية الشمالية،‏ وهي العربية والآرامية و الأكادية )14( .<br />

يبدو ‏أنرّ‏ هذا التعدد يقع من مبدأ ‏لنتقال من ‏)ب(‏ ‏إىل )v( ‏إىل )p( ، ولعلنا ل نغايل ‏إذا<br />

قلنا:‏ ‏إن هذا التعدد يقع يف التدرج النطقي لهذه الأشكال يف اجلهر ترتيبًا،‏ ولعل هذا التحورّل<br />

الذي يصيب ‏صوت الباء مرده ‏إىل وجود )v( و )p( يف لغات غري اللغة السامية التي تنطق<br />

‏)ب(‏ هذا من ناحية،‏ ومن ناحية ‏أخرى فاإنرّ‏ التعدد النطقي للباء ‏أمر طبيعي،‏ ‏إذ ليست الفروق<br />

بني الباء و بني ‏شكليها عميقة،‏ بل العكس رمبا ‏سهولة النطق بهما جتعل التعدد ‏أمرًا ممكنًا<br />

‏إذا ما قلنا باأنرّ‏ اللسان السامي ينحرف قليلً‏ عن ‏أصله من فرد ‏إىل ‏آخر،‏ ومن منطقة ‏إىل<br />

‏أخرى،‏ وهذا التعدد نرده ‏إىل هذه الناحية ‏)باب ‏لنحراف عن الأصل(‏ .<br />

خمرج القاف و صفاته:‏<br />

تباينت ‏آراء علماء اللغة،‏ قدماء و حمدثني،‏ يف وصف ‏صوت القاف؛ فبينما يذكر<br />

اللغويون القدماء ومنهم ‏سيبويه )15( ، وابن جني )16( ، وابن يعيش )17( ‏أنرّ‏ ‏صوت القاف<br />

‏صوت انفجاري جمهور يخرج من ‏أقصى اللسان وما فوقه من احلنك الأعلى،‏ يذهب علماء<br />

اللغة املحدثون،‏ ومنهم جان كانتينو )18( ، وبرجشرتارس )19( ، وكمال برش )20( ، ورمضان<br />

عبد التواب )21( ‏إىل ‏أنرّ‏ ‏صوت القاف ‏صوت لهوي انفجاري مهموس،‏ ينطق برفع ‏أقصى<br />

اللسان حتى يلتقي باأدنى احللق و اللهاة مع عدم السماح للهواء باملرور من الأنف،‏ وبعد<br />

‏ضغط الهواء مدة من الزمن يطلق ‏رساح جمرى الهواء باأن يخفض ‏أقصى اللسان،‏ فجاأة<br />

يندفع الهواء حمدثًا ‏صوتًا انفجاريًا،‏ ول يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق به،‏ كما<br />

يظهر يف نطق قراء القرآن الكرمي )22( .<br />

ومن وصف علماء اللغة،‏ قدماء وحمدثني،‏ لصوت القاف يظهر ‏أنرّ‏ ‏لختلف بينهما<br />

يقع يف حتديد خمرج القاف،‏ وصفة الهمس واجلهر به.‏ ويرى كمال برش )23( وعبد القادر<br />

عبد اجلليل )24( اأنرّ‏ هذا االختالف يرجع اإىل واحد من اثنني:‏<br />

● ‏●الأول:‏ لعل علماء العربية ‏أخطاأوا يف وصف ‏صوت القاف.‏<br />

290


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏●الثاين:‏ وهو ما تشري الدلئل ‏إىل رجحانه،‏ وهو ‏أن العرب رمبا كانوا يتكلمون عن<br />

قاف تختلف عن قافنا املعارصة،‏ ‏إذ ليس من البعيد ‏أنهم يقصدون بالقاف،‏ ذلك الصوت<br />

الذي ميكن تسميته باجلاف )g( ، ‏أو ما يشبه الكاف الفارسية،وهو ذلك الصوت الذي نسمعه<br />

يف بعض لهجات الصعيد و ريف الوجه البحري،‏ وهو مايشبه اجليم القاهرية.‏<br />

291<br />

●<br />

وقد ‏أيرّد كانتينو )25( ومصطفى حركات )26( ‏لحتمال الثاين،‏ وهو ‏أنرّ‏ القاف كانت<br />

تنطق جمهورة،‏ كاجليم القاهرية؛ وذلك لشيوع هذا النطق على ‏ألسنة كثري من الناطقني<br />

بالعربية اليوم.‏ يقول كانتينو:‏ « ومبا ‏أنرّ‏ قسمًا كبريًا من الألسن الدارجة بالعربية ينطق<br />

بقاف جمهورة،‏ ‏أمكننا ‏لعتقاد على ‏سبيل ‏لحتمال و الرتجيح،‏ باأنرّ‏ القاف كان بالفعل<br />

حرفًا جمهورًا يف العربية القدمية،‏ وميكن ‏أنرّ‏ يكون نطقه مهموسً‏ ا يف العربية الفصحى<br />

اليوم،‏ ناجتً‏ ا عن كونه ‏أصبح مهموسً‏ ا يف اللهجات احلرضية املدنية؛ لأنرّ‏ ‏أغلبية املثقفني<br />

اليوم هم من ‏أصل مدين«.‏<br />

فمن الطبيعي ‏أن ننحرّ‏ ي ‏لحتمال الأورّل،إذ ليس علماوؤنا الأُوَل بتلك السذاجة حتى<br />

يقدموا لنا وصفًا خاطئًا لصوت القاف،‏ وهم ‏أصحاب الريادة يف علوم اللغة كلها،‏ لكن<br />

ترجيح ‏لحتمال الثاين ‏أوىل؛ لأنه على عناية بالغة بلسان علمائنا الأوَل وفكرهم،‏ فمن<br />

السهولة ‏أن يقع التطور التاريخي لصوت القاف من قاف قدمية جمهورة )g( وما زالت ‏آثار<br />

نطقها احلقيقي موجودة يف اليمن ‏إىل ‏صوت القاف املهموسة التي ننطقها اليوم.‏<br />

القاف يف السامية:‏<br />

يعود ‏سبب اخللف بني القدماء واملحدثني ‏إىل ‏أن للقاف ‏ألوفونني ‏أو ‏صورتني<br />

‏صوتيتني يف العربية،‏ ‏إحداهما متثل النطق املجهور،‏ وهوالصوت الذي كان يشكل فونيم<br />

القاف يف اللهجات النجدية،‏ ومازلنا نسميه يف اليمن حتى يف تفصحهم،‏ وهذا الصوت هو<br />

الذي وصفه القدماء.‏ وأمرّ‏ ا الألوفون الثاين،فهو املهموس الذي استقرت العربية الفصحى<br />

على استعماله دون اجلهر )27( .<br />

وقد استنتج بروكلمان من موازنة اللغات السامية ‏أنرّ‏ ‏صوت القاف ‏صوت مهموس،‏<br />

ذو نطق مهموز،‏ ‏شديد،يتكون عند الطبق )28( . وهو يرى ‏أنرّ‏ ‏سبب تغري نطق القاف يف اللغة<br />

السامية راجع ‏إىل نطقه من ‏أناس ذوي لغات ‏أخرى،‏ فهو يقول:‏ ‏»وقد عانت اللغة السامية يف<br />

بابل عندما تكلمها ‏أناس ذوو لغات ‏أخرى،‏ من التغيريات التي لميكن جتنبها يف مثل هذه<br />

الأحوال،‏ فتحورّل الصوت الطبقي املهموس ‏)ق(‏ يف البابلية على الأقل ‏إىل الصوت الغاري<br />

املجهور«‏ ‏)ج(‏ )29( .


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

فالتغري الذي يصيب الأصوات بات واضحً‏ ا يف عرصنا.‏ فالتحورّل للصوت الطبقي<br />

الشديد املهموس ‏)ق(‏ ‏إىل ‏صوت جمهوروقع يف بعض لهجات ‏سوريا،‏ كما حتورّل يف بعض<br />

لهجات البدو كذلك ‏إىل ‏صوت مغور،‏ ويف مرصوفلسطني ‏سقط غالبًا،‏ ومل يبق مكانه ‏إل<br />

همزة حمققة )30( .<br />

ويف جهر القاف وهمسه يرى حممد القماطي ‏أنرّه ‏صوت ‏شديد مهموس منفتح،‏ ويرى<br />

‏أنرّ‏ السبب الذي دعا علماءنا القدماء ‏أن يصفوه باأنرّه جمهور هو املبالغة يف تفخيمه و<br />

قلقلته،‏ بقوله:‏ ‏»ويصنف علماوؤنا السابقون القاف باأنها حرف جمهور،‏ ولعل املبالغة يف<br />

تفخيمها وقلقلتها يجعلنها تكتسب ‏شيئًا من ذلك«‏ )31( .<br />

ويقف هرني فليش موقف اجلهر من هذا الصوت بقوله:‏ ‏»ولقد كانت القاف جمهورة،‏<br />

حافظ على جهرها ‏أهل البداوة جميعًا،‏ وكان ذلك من خصائصهم مهما اختلف خمرجها<br />

لديهم « )32( . ويرى كانتينو ‏أنرّ‏ القاف كان يف الأول حرفًا جمهورًا يف قسم من ‏أقسام<br />

العربية على الأقل )33( .<br />

‏أمرّ‏ ا القاف يف مقارنة اللغات السامية،‏ فيدل على ‏أنرّه ‏صوت ‏شديد مهموس،‏ ففي<br />

العربية ķōl ويف الآرامية ķālā ويف احلبشية ķāl مبعنى ‏صوت يف اجلميع،‏ وهو ما يقابل<br />

يف العربية ‏)قَوْل(‏ ويف الآشورية ķūl u مبعنى ‏رصاخ )34( . ويبقى هذا الصوت موجودًا يف<br />

اللغات السامية كلها على الرغم من تغيري نطقه )35( .<br />

وقد فرسرّ‏ الطيب البكوش ظاهرة جهر القاف وهمسها،‏ باأنرّه قد يكون يف النطق القدمي<br />

‏شبيهًا بالقاف ‏)وهي تقريبًا قاف البدو ‏أو جيم مرص(‏ ، فنحن نلحظ ‏أنرّ‏ البدو – وهم ‏أكرث<br />

قربًا من النطق القدمي-‏ يستعملون القاف حيث يستعمل ‏أهل املدن واحلوارض القاف )36( .<br />

فتشارك النطق لصوت القاف بني اجليم املرصية والنطق احلرضي لها،‏ مرده ‏إىل<br />

حتقق النطق،‏ ‏إذ ل غرابة يف نطق الصورتني يف اللغات السامية،لسيما ‏إذا عرفنا ‏أنرّ‏ النطق<br />

للصوت يتغري مبتغريات املكان والزمان والشخوص،‏ ‏إضافة ‏إىل ‏أنرّ‏ هذا التنوع ليس ‏صعبًا،‏<br />

فليس فيهما تغري كبري.‏ يف حني ‏أنهما يقعان بطريقة واحدة تزيد ‏إحداهما عن الأخرى يف<br />

الشدرّة.‏<br />

خمرج اجليم وصفاته:‏<br />

يتفق علماء اللغة،‏ قدماء وحمدثون،‏ على حتديد خمرج ‏صوت اجليم،‏ فقد حدرّد<br />

‏سيبويه )37( وابن جني )38( خمرج اجليم من وسط اللسان،‏ مع ما يحاذيه من احلنك الأعلى<br />

)41(<br />

واتفق معه املحدثون،‏ ‏أمثال:‏ ‏إبراهيم ‏أنيس،‏ )39( وكمال برش،‏ )40( وهرني فليش،‏<br />

292


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

ورمضان عبدالتواب )42( . ‏إلاّ‏ ‏أنهم يختلفون يف ‏شدته ورخاوته،‏ فالقدماء )43( يرون ‏أنه<br />

‏شديد.‏ ‏أمرّ‏ ا املحدثون )44( ، فريون باأنرّه غري ذلك.‏<br />

ويتكون ‏صوت اجليم باندفاع الهواء ‏إىل احلنجرة،‏ فيحرك الوترين الصوتيني،‏ ثم يتخذ<br />

جمراه يف احللق والفم حتى يصل ‏إىل املخرج،‏ وهو عند التقاء وسط اللسان بوسط احلنك<br />

الأعلى التقاء يكاد ينحبس معه جمرى الهواء )45( . ويصف علماء اللغة )46( ‏صوت اجليم<br />

باأنرّه ‏صوت غاري ‏)وسط احلنك(‏ ، مركب ‏)انفجاري،‏ احتكاكي(‏ ، جمهور،‏ مرقق.‏<br />

اجليم يف السامية:‏<br />

يُعتقد ‏أنرّ‏ الصورة اللفظية املفرتضة للجيم يف السامية الأم هي ‏صوت اجليم اخلالية<br />

من التعطيش-‏ )g( ولعل ‏صوت اجليم )ğ( كما ننطقه يف العربية الفصحى و معظم اللهجات<br />

العربية املعارصة من الأصوات املميزة للغة العربية ولهجاتها – ومما يوؤكد ذلك خلو<br />

جميع اللغات السامية التي نعرفها – ما عدا العربية ولهجاتها – من ‏صوت اجليم املعطشة<br />

‏أو املركبة،‏ ففي العربية جند كلمة ‏)جمل(‏ فيها تنطق على هيئة gāmal ويف الرسيانية<br />

gaml ā ويف اجلعزية الإثيوبية ،gamal يف حني هو يف العربية .ğamal ونطق هذا احلرف<br />

)47(<br />

الأصلي كان )gīm( كما هو الآن يف مرص،‏ وكما كان ويكون يف اللغات السامية الباقية<br />

، وهو الصوت الذي يشبه الكاف.‏<br />

ويفرس رمضان عبد التواب ظاهرة التعطيش باأنرّ‏ ‏أصوات ‏أقصى احلنك متيل ‏إىل ما<br />

يناظرها من الأصوات الأمامية حني تليها يف النطق حركة ‏أمامية كالكرسة؛ لأنرّ‏ الكرسة<br />

جتتذبها ‏إىل الأمام قليلً‏ ، فتنقلب ‏إىل نظائرها من ‏أصوات ‏أقصى احلنك،‏ وتغلب ‏أن تكون من<br />

النوع املزدوج،أي اجلامع بني الشدة والرخاوة )48( . وهو ما يطلق عليه ‏)قانون الأصوات<br />

احلنكية(‏ ‏أو مصطلح التغوير عند ملريوباي )49( . غري ‏أنرّ‏ ذلك مل يحدث يف البداية يف كل<br />

جيم،‏ وإمنرّ‏ ا كان يقترص على اجليم املكسورة،‏ ثم عمم القياس يف كل جيم طردًا للباب على<br />

وترية واحدة )50( .<br />

والصفاوية واحدة من اللغات السامية التي درسها يحيى عبابنة ‏إلاّ‏ ‏أنرّه ل يجزم<br />

باحلكم على الشكل الصوتي لنطق الصفاويني لصوت اجليم،‏ وإمنا مييل ‏إىل ‏لعتقاد باأنرّهم<br />

نطقوها كالعربية الفصحى )51( .<br />

وقد مثرّل كانتينو اجليم بالقاف )g( الشديدة احلنكية يف السامية مع ‏شيء من حتوير<br />

النطق،‏ بتقدمي خمرجها ‏إىل ‏أدنى احلنك )52( . واستنتج بروكلمان من مقارنة اللغات السامية<br />

بعضها ببعض ‏أنرّ‏ ‏صوت اجليم ‏صوت ‏شديد،‏ يتكون عند ‏سقف احلنك الصلب ‏)غاري(‏<br />

جمهور )53( .<br />

293


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

خمرج الدال وصفاته:‏<br />

يتفق علماء اللغة،قدماء وحمدثون،‏ على حتديد خمرج ‏صوت الدال،‏ فقد حدد ‏سيبويه<br />

)54( وابن جني )55( خمرج الدال مما بني طرف السان واصول الثنايا،‏ واتفق معهم املحدثون،‏<br />

‏أمثال:‏ ‏إبراهيم ‏أنيس )56( وكمال برش )57( .<br />

ويتكون باندفاع الهواء مارًا باحلنجرة،‏ فيحرك الوترين الصوتيني،‏ ثم ياأخذ جمراه<br />

يف احللق والفم حتى يصل ‏إىل خمرج الصوت،‏ فينحبس هناك فرتة قصرية للتقاء طرف<br />

اللسان باأصول الثنايا العليا التقاء حمكمًا،‏ فاإذا انفصل هذا ‏للتقاء ‏سمع ‏صوت انفجاري<br />

نسميه بالدال،‏ فهو – ‏إذن–‏ ‏صوت ‏أسناين لثوي،‏ انفجاري،جمهور،‏ ‏شديد )58( .<br />

الدال يف السامية:‏<br />

الدال ‏صوت موجود يف كل اللغات التي نعرفها،‏ والتغريات التي تطرأ عليه تغريات<br />

تركيبية كما يف العربية و الرسيانية ‏سببها وجود هذا الصوت ‏لنفجاري مسبوقًا بحركة<br />

قصرية ‏أو طويلة،‏ كما حدث يف كلمة ‏)עך(‏ التي تلفظ (


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

تقدير وضع الأوتار الصوتية حال النطق بالصوت.‏ وثانيها:‏ تطور يف نطق الطاء،‏ فلعلرّهم<br />

كانوا ينطقونه مبا يشبه نطق الضاد احلالية.‏ وثالثها:‏ ‏أنرّهم كانوا يصفون ‏صوتًا يشبه ‏صوت<br />

الطاء الذي نسمعه يف بعض لهجات الصعيد،‏ وهو ‏صوت طاء مرشبة بالتهميز.‏<br />

والظاهر ‏أنرّ‏ الطاء التي جتري على ‏ألسنتنا اليوم طاء حديثة مل تعرفها العربية من قبل،‏<br />

وهي مهموسة كما يقول املحدثون،‏ جرى على نطق الطاء القدمية تطور بفعل التاريخ.‏<br />

ويتكون ‏صوت الطاء باأن يتخذ الهواء جمراه يف احللق والفم حتى ينحبس بالتقاء<br />

اللسان مع احلنك الأعلى،‏ ويتخذ اللسان ‏شكلً‏ مقعرًا منطبقًا يرجع ‏إىل الوراء قليلً‏ ، فهو<br />

‏صوت ‏شديد مهموس الآن )71( .<br />

الطاء يف السامية:‏<br />

ل تخلو ‏أي لغة ‏سامية من عدد من ‏أصوات احللق والإطباق،‏ وهي يف اللغات السامية<br />

تكون وحدات ‏صوتية متميزة،‏ وأكرث ‏أصوات الإطباق ثباتاً‏ يف اللغات السامية:‏ الصاد<br />

والقاف والطاء،‏ فهذه الأصوات الثلثة موجودة يف كل اللغات السامية القدمية )72( .<br />

ويبدو ‏أنرّ‏ وجود الطاء يف جلرّ‏ اللغات السامية يستدعي الركون ‏إىل ثبات الطريقة التي<br />

ياأتي عليها هذا الصوت،‏ والهيئة التي يخرج بها،‏ ويوؤكد ذلك حازم كمال الدين بقوله:‏<br />

عندما ننظر يف الأصوات الصامتة يف اللغة العربية وأخواتها الساميات،‏ نلحظ اتفاق<br />

اللغات السامية يف بعض الأصوات،‏ منها:‏ الدال والطاء والقاف )73( .<br />

قلقلة أصوات ‏)قطب جد(:‏<br />

يتكون الصوت الشديد ‏)لنفجاري(‏ من حبس وإطلق،‏ وصوت يتبع الإطلق،‏ فاحلبس<br />

يتم باتصال عضوين،‏ ينتج عنه وقف املجرى الهوائي وقفًا تامً‏ ا.‏ والإطلق يتم بانفصال<br />

العضوين انفصالً‏ ‏رسيعًا يحدث عنه انفجار الهواء،‏ ويلحظ ‏أنرّ‏ اندفاع الهواء يستمر زمنًا<br />

حمسوسً‏ ا بعد انفراج العضوين،‏ ولذلك ل يتاأتى نطق الصوت الشديد،‏ النطق الكامل من غري<br />

‏أن يتبع بصوت ‏آخر مستقل عنه )74( .<br />

وقد لحظ ‏سيبويه هذه اخلاصية يف الأصوات عند الوقف عليها،‏ وذلك حيث قال:‏<br />

‏»واعلم ‏أنرّ‏ من احلروف حروفًا مرشبة ‏ضغطت من مواضعها،‏ فاإذا وقفت خرج معها من الفم<br />

‏صويت،‏ ونبا اللسان عن موضعه،‏ وهي حروف القلقلة.‏ . . وذلك القاف واجليم والطاء والدال<br />

والباء،‏ والدليل على ذلك ‏أنرّك تقول:‏ احلِ‏ ذْقْ‏ ، فل تستطيع ‏أن تقف ‏إلاّ‏ مع الصويت لشدة ‏ضغط<br />

احلرف،‏ وبعض العرب ‏أشد ‏صوتًا،‏ كاأنهم الذين يرومون احلركة«‏ )75( .<br />

295


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

فالقلقلة تعني:‏ ‏»حتويل ‏أعضاء النطق من خمرج النطق بصوت لغوي ‏إما ‏إىل خمرج<br />

‏صوت ‏آخر،‏ ‏أو ‏إىل حال الإسرتاحة بكيفية توؤدي ‏إىل فتح الإغلق ‏أو ‏إزالة التضييق«‏ )76( .<br />

فاتباع الأصوات بصوت ‏أو بحركة خفيفة عندما تكون ‏ساكنة،‏ مرجعه ‏إىل التحقيق<br />

الكامل خلواص هذه الأصوات،‏ ‏أي حتقيق الأنفجار واجلهر،‏ ويفرس ذلك كمال برش باأنرّ‏ نطق<br />

هذه الأصوات نطقًا كاملً‏ واضحً‏ ا حالة السكون يستدعي جهدًا كبريًا؛ لأنرّ‏ ‏شدتها تعني ‏أنرّ‏<br />

الهواء عند نطقها حمبوس حبسً‏ ا تامً‏ ا،‏ وأنرّ‏ جهرها يعني عدم جريان النفس معها،‏ لذا وجب<br />

اتباع هذه الأصوات بصويت؛ لتنقلها من السكون ‏إىل ‏شبه حتريك حتى يتحقق نطقها كاملً‏<br />

. )77(<br />

ويبدو ‏أنرّ‏ تسمية هذه الظاهرة بالقلقلة مرتبط باملعنى اللغوي ارتباطً‏ ا وثيقًا،‏ ‏إذ يقال:‏<br />

قلقل الشيء قلقله ‏إذا حركه )78( . مع احتمال ‏أن يكون ‏أصل التسمية من دللة الكلمة على<br />

‏شدة الصوت،‏ كما يراها ابن احلاجب بقوله:‏ « من قولهم:‏ قلقله ‏إذا حررّكه«‏ )79( .<br />

ول تضفي القلقلة على الأصوات املقلقلة خصوصية لزمة لها ذات تاأثري يف املعنى<br />

وتوجيه له،‏ مما تقتضيه وظيفة الوحدة الصوتية املميزة )80( .<br />

وأخريًا،‏ يكشف التسطيح اللغوي السابق لأصوات القلقلة يف الدرس السامي اختلف<br />

علماء اللغة،قدماء وحمدثني،‏ يف حتديد بعض خمارج الأصوات وصفاتها،‏ الأمر الذي<br />

يستدعي الوقوف عند قلقلتها.‏ فقد اتفق علماء اللغة،‏ قدماء وحمدثون،‏ على جهر ‏صوتي<br />

الباء والدال،‏ يف حني اختلفوا يف جهر االقاف والطاء واجليم،‏ فبينما يشري القدماء ‏إىل جهر<br />

هذه الأصوات،‏ يرى املحدثون ‏أنها مهموسة.‏ عندئذٍ‏ تكون القلقلة خاصة بصوتي الباء والدال<br />

فقط من وجهة نظر املحدثني،‏ وتكون فيها جميعها يف نظر القدماء.‏ فالصفة ‏لنفجارية<br />

‏سبب يف حدوث القلقلة،‏ وقد فرسرّ‏ ‏إسماعيل عمايرة )81( عدم حدوث القلقلة يف بنية الأصوات<br />

‏لنفجارية الأخرى؛ الهمزة والكاف والتاء و الضاد،‏ فكفانا موؤونة بحثها هنا.‏<br />

ويبدو ‏أنرّ‏ هذا اخللف يعود ‏إىل البعد الزمني بني فئتي العلماء،‏ فاملحدثون يجدون<br />

تنوعات نطقية لهذه الأصوات،‏ وتباينًا بينها وبني وصف القدماء لها،‏ الأمر الذي استدعى<br />

مثل هذا اخللف،‏ من جهة ‏أخرى رمبا ل تسعف الكتابة القدماء؛ ليصفوا تلك ‏لصوات،‏<br />

لذا-‏ رمبا – جانبت الدقة وصفهم لها مئة باملئة.‏ وعليه ميكن القول:‏ ‏إنرّ‏ القطع يف حتديد<br />

املنطوق الأصلي ‏)الأول(‏ والوصف له من القدماء ثم املحدثني من الصعوبة مبكان،‏ ‏إذ<br />

املحدِّد لهذا الأمر يف احلقيقة هو السماع،‏ وهو ‏أمر يستحيل الآن.‏<br />

هذا التعدد النطقي لهذه الأصوات يجعل احتمالية تعالق اللغات السامية بعضها<br />

ببعض،‏ ‏أو يجعل وجود لغة ‏أم لتلك اللغات وبقية اللغات ‏أفرع لها ‏أمرًا ليس ببعيد.‏ لكن<br />

296


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الصعوبة يف معرفة تلك اللغة الأقدم ‏ساميًا بناءً‏ على هذا التعدد النطقي.‏ وإبداء الرأي هو<br />

القائم يف ظل هذا التشابك يف الأفكار القاطعة بالأمر.‏ ولعل ‏لنتباه ‏إىل هذا التشابه وتلك<br />

السلت بني اللغات السامية يشكل جانبًا من املعرفة اللغوية للغويني العرب،‏ فلو كان ذلك<br />

هدف البحث لكفى،‏ لكن احلقيقة ‏أنرّ‏ مثل هذا البحث يقربنا من الوصول ‏إىل حقيقة العلقات<br />

بني فروع اللغات السامية،‏ يف ما هو يقربنا بالتفسري الوصول ‏إىل النطوقات الأوىل لتلك<br />

الأصوات.‏<br />

كما ‏أن رّ‏ التسطيح يكشف عن ندرة الدراسات الصوتية يف اللغات السامية،‏ باآية ما<br />

قدمناه يف البحث من نصوص علمائنا توضح ‏أنرّها موجودة يف العربية والسامية ومتاأكدة<br />

جدًا.‏ واملثاقفة حولها ‏إمنا هي مثاقفة تخصيصية جدًا بني ذوي البصائر يف اللغة،‏ ‏أو من<br />

هم مقاربون لهم يف السامية.‏<br />

وكذا ينتهي ما ‏أردنا عرضه،‏ فنحن ل نريد فيه قطع القول،‏ وإمنرّ‏ ا نقترص على ما نظفر<br />

به بالبسط والطريقة والنهج حول موضوع:‏ التنوعات النطقية السامية للأصوات اللغوية<br />

املقلقلة.‏<br />

اخلامتة:‏<br />

‏أصوات ‏)قطب جد(‏ ظاهرة ‏صوتية،‏ يلجاأ ‏إليها املرسرّع الصوتي يف دراسة ما يسمى<br />

‏)القلقلة(‏ ، فهي عمل مرشوع يف وحدتها؛ لتصالها يف كثري من ‏شمائلها،‏ ‏إلاّ‏ ‏أنرّ‏ طرحها<br />

‏ساميًا مازال فتيًّا.‏ ول يقل لفت النظر ‏إىل قضية ما عن البحث عميقًا فيها،‏ فاأحايني كثرية<br />

يبقى املوضوع غائبًا عن البحث رغم الوقوف عنده مرارًا،‏ لذا كان هذا البحث يف هذا املجال<br />

مرسرّعً‏ ا ملفاهيم تلك الأصوات املعنية فيه،‏ من اتفاق واختلف،‏ قدميًا ‏أو حديثًا،‏ ومربزاً‏<br />

قضايا مهمة منها:‏<br />

‏.‏‎1‎اتفاق 1 علماء اللغة،‏ قدماء وحمدثني،‏ يف حتديد خمارج بعض هذه الأصوات<br />

واختلفهم يف بعضها.‏<br />

‏.‏‎2‎وصف 2 هذه الأصوات يف النطق العربي والسامي قد يصل بنا ‏إىل الأصل املشرتك.‏<br />

‏.‏‎3‎‏أصابت 3 التغيريات التاريخية هذه الأصوات فولرّدت التنوع النطقي لها.‏<br />

‏.‏‎4‎اتفاق 4 اللغات السامية يف بعض الأصوات كالدال والطاء والقاف.‏<br />

‏.‏‎5‎ل 5 تضفي القلقلة على هذه الأصوات خصوصية مرتبطة باملعنى.‏<br />

‏.‏‎6‎القلقلة 6 خاصة بصوتي الباء والدال فقط من وجهة نظر املحدثني.‏<br />

297


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

اهلوامش:‏<br />

. 1<br />

2.<br />

. ‎1‎ينظر،‏ ‏سيبويه:‏ الكتاب،‏ مكتبة اخلاجني،‏ القاهرة،‏ ط‎2‎‏،‏ 433 4/ 1982،<br />

2 ينظر،‏ ابن جني:‏ ‏رس ‏صناعة الإعراب،‏ حتقيق:‏ مصطفى السقا وآخرون،‏ مطبعة مصطفى<br />

البابلي احللبي وأولده،‏ مرص،‏ ط‎1‎‏،‏ 53. 1/ 1954،<br />

. ‎3‎ينظر،‏ ابن يعيش،‏ ‏رشح املفصل،‏ عامل الكتب احلديث،‏ بريوت،‏ 124 10/<br />

. ‎4‎ينظر،‏ ‏إبراهيم ‏أنيس،‏ الأصوات اللغوية،‏ مكتبة الأجنلو املرصية،‏ 1992، ‏ص‎45‎<br />

. ‎5‎ينظر،كمال برش،‏ علم اللغة العام)الصوتيات(‏ ، دار املعارف،‏ مرص،‏ 1975، ‏ص‎101‎<br />

. ‎6‎ينظر،‏ السابق،ص‎101‎<br />

7 ينظر،‏ رمضان عبد التواب،‏ املدخل ‏إىل علم اللغة ومناهج البحث اللغوي،‏ مكتبة<br />

اخلاجني،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎‏،‏ 1982، ‏ص‎42‎‏.‏<br />

. ‎8‎ينظر،‏ كمال برش،‏ الأصوات العربية،‏ مكتبة الشباب،‏ القاهرة،‏ 1987، ‏ص‎101‎<br />

9 جان كانتينو،‏ دروس يف علم ‏أصوات العربية،‏ ترجمة:‏ ‏صالح القرمادي،‏ اجلامعة<br />

التونسية،‏ تونس،‏ ‎1966‎‏،ص‎42‎‏.‏<br />

10 هرني فليش،‏ العربية الفصحى نحو بناء لغوي جديد،‏ تعريب وحتقيق:‏ عبد الصبور<br />

‏شاهني،‏ دار املرشق،‏ بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ 1983، ‏ص‎38‎‏.‏<br />

11 كارل بروكلمان،‏ فقه اللغات السامية،‏ ترجمة:‏ رمضان عبد التواب،‏ مطبوعات جامعة<br />

الرياض،‏ السعودية،‏ 1977، ‏ص‎51‎‏.‏<br />

‎12‎‏إسماعيل عمايرة،‏ بحوث يف ‏لسترشاق واللغة،‏ دار وائل،‏ عمان،‏ ط‎2‎‏،‏ 2003<br />

‏ص‎195‎‏.‏<br />

‎13‎بروكلمان،‏ فقه اللغات السامية،‏ ‏ص‎39‎<br />

14 ينظر،‏ رمضان عبد التواب،‏ التطور اللغوي،‏ مظاهره وعلله وقوانينه،‏ مكتبة اخلاجني،‏<br />

القاهرة،‏ ‏ص‎17‎‏.‏<br />

‎15‎ينظر،‏ ‏سيبويه،‏ الكتاب،‏ 433 4/<br />

‎16‎ينظر،‏ ابن جني،‏ ‏رس ‏صناعة الإعراب،‏ 52 1/<br />

‎17‎ينظر،‏ ابن يعيش،‏ ‏رشح املفصل،‏ 129 10/<br />

‎18‎ينظر،‏ كانتينو،‏ دروس يف علم ‏أصوات العربية،‏ ‏ص‎107‎<br />

. 3<br />

. 4<br />

. 5<br />

. 6<br />

7.<br />

. 8<br />

9.<br />

، 12<br />

298<br />

. 13<br />

14<br />

. 15<br />

. 16<br />

. 17<br />

. 18<br />

10<br />

1


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎1919‎ينظر،‏ برجشرتارس،‏ التطور النحوي،‏ ترجمة:‏ رمضان عبد التواب،‏ مكتبة اخلاجني،‏<br />

القاهرة،‏ ط‎4‎‏،‏ 2003، ‏ص‎15،12‎‏.‏<br />

‎20‎ينظر،‏ كمال برش،‏ علم اللغة العام،‏ ‏ص‎109‎<br />

‎21‎ينظر،‏ رمضان عبد التواب،‏ املدخل ‏إىل علم اللغة،‏ ‏ص‎78،54‎<br />

222 ينظر،‏ كمال برش،‏ علم اللغة العام،ص‎110‎ ، ورمضان عبد التواب،‏ املدخل ‏إىل علم<br />

اللغة،ص‎54‎‏.‏<br />

‎23‎ينظر،‏ كمال برش،‏ علم اللغة العام،‏ ‏ص‎110‎<br />

‎24‎ينظر،‏ عبد القادرعبد اجلليل،‏ الأصوات اللغوية،‏ دار ‏صفاء،‏ عمان،‏ ط‎1‎‏،‏ 1998<br />

‏ص‎180‎‏.‏<br />

‎25‎كانتينو،‏ دروس يف علم ‏أصوات العربية،‏ ‏ص‎107‎<br />

‎26‎ينظر،‏ مصطفى حركات،‏ الصوتيات والفنولوجيا،‏ املكتبة العرصية،‏ بريوت،‏ ط‎1‎<br />

. 20<br />

. 21<br />

. 23<br />

، 24<br />

. 25<br />

، 26<br />

1998، ‏ص‎120‎‏.‏<br />

27<br />

27 يحيى عبابنة،‏ النظام اللغوي للهجة الصفاوية يف ‏ضوء الفصحى واللغات السامية،‏<br />

منشورات جامعة موؤتة،‏ ط‎1‎‏،‏ 1997، ‏ص‎135‎‏.‏<br />

‎28‎بروكلمان،‏ فقه اللغات السامية،‏ ‏ص‎39‎<br />

‎29‎السابق،‏ ‏ص‎16‎<br />

‎30‎السابق،‏ ‏ص‎48‎<br />

‎3131‎حممد القماطي،‏ الأصوات ووظائفها،‏ ‏ص‎65‎<br />

‎32‎هرني فليش،‏ العربية الفصحى،‏ ‏ص‎38‎<br />

3 كانتينو،‏ دروس يف علم ‏أصوات العربية،‏ ‏ص‎35‎<br />

‎34‎ينظر،‏ رمضان عبد التواب،‏ املدخل ‏إىل علم اللغة،‏ ‏ص‎222‎‏،‏ والتطور اللغوي،‏ ‏ص‎20‎<br />

35 ينظر،‏ حممود فهمي حجازي،‏ علم اللغة العربية،‏ مدخل تاريخي مقارن يف ‏ضوء الرتاث<br />

واللغات السامية،‏ مكتبة غريب،‏ القاهرة،ص‎141‎‏،‏ وينظر،‏ حازم كمال الدين،‏ دراسة يف<br />

علم الأصوات،‏ مكتبة الآداب،‏ القاهرة،‏ 1999، ‏ص‎46‎‏.‏<br />

‎36‎الطيب البكوش،‏ الترصيف العربي من خلل علم الأصوات احلديث،‏ ط‎3‎‏،‏ 1992<br />

299<br />

. 28<br />

. 29<br />

. 30<br />

. 32<br />

. 33<br />

. 34<br />

35<br />

، 36<br />

‏ص‎42‎‏.‏<br />

‎3737‎‏سيبويه،‏ الكتاب،‏ . 431 /4


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

. 38<br />

. 39<br />

. 40<br />

. 41<br />

. 42<br />

. 43<br />

. 444<br />

. 45<br />

300<br />

47<br />

‎38‎ابن جني،‏ ‏رس ‏صناعة الإعراب،‏ 52 1/<br />

‎39‎‏إبراهيم ‏أنيس،‏ الأصوات اللغوية،‏ ‏ص‎77‎<br />

‎40‎كمال برش،‏ الأصوات العربية،‏ ‏ص‎91‎<br />

‎41‎هرني فليش،‏ العربية الفصحى،‏ ‏ص‎38‎<br />

‎42‎رمضان عبد التواب،‏ املدخل ‏إىل علم اللغة،‏ ‏ص‎221‎<br />

‎43‎ابن جني،‏ ‏رس ‏صناعة الإعراب،‏ 69 1/<br />

‏إبراهيم ‏أنيس،‏ الأصوات اللغوية،‏ ‏ص‎78‎<br />

‎45‎السابق،‏ ‏ص‎77‎<br />

‎4646‎ينظر،‏ كمال برش،‏ علم اللغة العام،‏ ‏ص‎90‎ ، وعبد القادرعبد اجلليل،‏ الأصوات<br />

اللغوية،ص‎76‎‏.‏<br />

47 ينظر،‏ ‏أنوليتمان،‏ بقايا اللهجات العربية يف الأدب العربي،‏ كجلة كلية الآداب،‏ جامعة<br />

القاهرة،‏ م 10، ج‎1‎‏،‏ 1948، ‏ص‎1‎‏-‏ 2، وينظر،‏ برتيل مالربج،‏ علم الأصوات،‏ تعريب:‏<br />

عبد الصبور ‏شاهني،‏ مكتبة الشباب،‏ القاهرة،‏ 1984، ‏ص‎113‎‏.‏<br />

‎48‎رمضان عبد التواب،‏ التطور اللغوي،‏ ‏ص‎92‎<br />

. 48<br />

، 49<br />

‎49‎ماريوباي،‏ ‏أسس علم اللغة،‏ ترجمة:‏ ‏أحمد خمتار،‏ عامل الكتب،‏ القاهرة،‏ ط‎3‎‏،‏ 1987<br />

‏ص‎144‎‏.‏<br />

‎50‎رمضان عبد التواب،‏ املدخل ‏إىل علم اللغة،‏ ‏ص‎221‎‏.‏ والتطور اللغوي،‏ ‏ص‎92‎<br />

‎51‎يحيى عبابنة،‏ النظام اللغوي للهجة الصفاوية،‏ ‏ص‎68‎<br />

‎52‎كانتينو،‏ دروس يف علم ‏أصوات العربية،‏ ‏ص‎88‎<br />

‎53‎بروكلمان،‏ فقه اللغات السامية،‏ ‏ص‎39‎<br />

. 50<br />

. 51<br />

. 52<br />

. 53<br />

‎5454‎‏سيبويه،‏ الكتاب،‏ . 433 /4<br />

. 555<br />

. 56<br />

. 57<br />

ابن جني،‏ ‏رس ‏صناعة الإعراب،‏ 53 1/<br />

‎56‎‏إبراهيم ‏أنيس،‏ الأصوات اللغوية،‏ ‏ص‎48‎<br />

‎57‎كمال برش،‏ علم اللغة العام،‏ ‏ص‎102‎<br />

‎5858‎ينظر،‏ ‏إبراهيم ‏أنيس،‏ ‏لصوات اللغوية،ص‎48‎ . وكمال برش،‏ ‏لصوات العربية،‏<br />

‏ص‎102‎‏.‏<br />

‎5959‎ينظر،‏ يحيى عبابنة،‏ النظام اللغوي للهجة الصفاوية،‏ ‏ص‎84‎ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

. 60<br />

61<br />

‎60‎ينظر،‏ رمضان عبد التواب،‏ املدخل ‏إىل علم اللغة،‏ ‏ص‎217‎<br />

61 ينظر،‏ نولدكه،‏ اللغات السامية،‏ ترجمة:‏ رمضان عبد التواب،‏ دار النهضة العربية،‏<br />

القاهرة،‏ 1963، ‏ص‎30‎‏.‏<br />

‎62‎ينظر،‏ بروكلمان،‏ فقه اللغات السامية،‏ ‏ص‎39‎<br />

. 62<br />

‎6363‎‏سيبويه،‏ الكتاب،‏ . 433 /4<br />

. 64<br />

. 65<br />

. 66<br />

. 67<br />

. 68<br />

. 69<br />

‎64‎ابن جني،‏ ‏رس ‏صناعة الإعراب،‏ 53 1/<br />

‎65‎‏إبراهيم ‏أنيس،‏ الأصوات اللغوية،‏ ‏ص‎61‎<br />

6 كمال برش،‏ الأصوات العربية،‏ ‏ص‎102‎<br />

‎67‎برجشرتارس،‏ التطور النحوي،‏ ‏ص‎12‎<br />

‎68‎ينظر،‏ ‏سيبويه،‏ الكتاب،‏‎4‎‏/‏ 434. وابن جني،‏ ‏رس ‏صناعة الإعراب،‏‎1‎‏/‏ 68<br />

‎69‎ينظر،‏ ‏إبراهيم ‏أنيس،‏ الأصوات اللغوية،ص‎63‎‏.‏ وكمال برش،‏ الأصوات العربية،ص‎102‎<br />

وبرجشرتارس،‏ التطور النحوي،‏ ‏ص‎16‎‏.‏<br />

‎70‎ينظر،‏ كمال برش،‏ الأصوات العربية،‏ ‏ص‎103‎<br />

‎71‎ينظر ‏إبراهيم ‏أنيس،‏ الأصوات اللغوية،‏ ‏ص‎62‎<br />

‎72‎حممود فهمي حجازي،‏ علم اللغة العام،‏ ‏ص‎141‎<br />

‎7373‎حازم كمال الدين،‏ دراسة يف علم الأصوات،ص‎46‎ ، وينظر يف هذا املعنى،رمضان عبد<br />

التواب،‏ املدخل ‏إىل علم اللغة،ص‎217‎‏.‏<br />

‎74‎ينظر،‏ حممود السعران،‏ علم اللغة مقدمة للقارئ العربي،‏ دار املعارف،‏ مرص،‏ 1962<br />

‏ص‎171،166‎‏.‏<br />

. 70<br />

. 71<br />

. 72<br />

، 74<br />

‎7575‎‏سيبويه،‏ الكتاب،‏ . 174 /4<br />

. 76<br />

. 77<br />

78<br />

79<br />

‎76‎حممد القماطي،‏ الأصوات ووظائفها،‏ منشورات جامعة الفاحت،‏‎1986‎‏،‏ ‏ص‎59‎<br />

7 كمال برش،‏ الأصوات العربية،‏ ‏ص‎116‎<br />

78 ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ مادة)قلل(‏ .<br />

79 ابن احلاجب،‏ الإيضاح يف ‏رشح املفصل،‏ حتقيق:‏ موسى بناي العليلي،‏ مطبعة العاين،‏<br />

بغداد،‏ الكتاب اخلمسون،‏ 288. 2/<br />

‎80‎ينظر،‏ حممد القماطي،‏ الأصوات ووظائفها،‏ ‏ص‎60‎<br />

‎81‎ينظر،‏ ‏إسماعيل عمايرة،‏ بحوث قي ‏لسترشاق واللغة،‏ ‏ص‎211‎<br />

. 80<br />

. 81<br />

301


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‏.‏‎1‎ابن 1 جني،‏ ‏أبو الفتح،‏ ‏رس ‏صناعة الإعراب،‏ حتقيق:‏ مصطفى السقا وآخرون،‏ مطبعة<br />

مصطفى البابي احللبي وأولده مبرص،‏ ط‎1‎‏،‏ 1954.<br />

‏.‏‎2‎ابن 2 احلاجب،‏ ‏أبو عمرو،‏ الإيضاح يف ‏رشح املفصل،‏ حتقيق:‏ موسى بناي العليلي،‏ مطبعة<br />

العاين،‏ بغداد،‏ الكتاب اخلمسون.‏<br />

‏.‏‎3‎ابن 3 منظور،‏ ‏أبو الفضل،‏ لسان العرب،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت.‏<br />

‏.‏‎4‎ابن 4 يعيش،‏ ‏أبو البقاء،‏ ‏رشح املفصل،‏ عامل الكتب احلديث،‏ بريوت.‏<br />

‏.‏‎5‎‏أنوليتمان،‏ 5 بقايا اللهجات العربية يف الأدب العربي،‏ جملة كلية الآداب،‏ جامعة<br />

القاهرة.‏<br />

‎6‎‏أنيس،‏ . 6 ‏إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية،‏ مكتبة الأجنلو املرصية،‏ . 1992<br />

‏.‏‎7‎برجشرتارس،‏ 7 التطور النحوي،‏ ترجمة:‏ رمضان عبد التواب،‏ مكتبة اخلاجني،‏ القاهرة،‏<br />

ط‎4‎‏،‏ . 2003<br />

‏.‏‎8‎بروكلمان،‏ 8 كارل،‏ فقه اللغات السامية،‏ ترجمة:‏ رمضان عبد التواب،‏ مطبوعات جامعة<br />

الرياض،‏ السعودية،‏ 1977.<br />

302<br />

‏.‏‎9‎برش،‏ 9 كمال،‏<br />

الأصوات العربية،‏ مكتبة الشباب،‏ القاهرة،‏ 1987.<br />

علم اللغة العام)الصوتيات(‏ ، دار املعارف،‏ مرص،‏ 1975.<br />

‎1010‎البكوش،‏ الطيب،‏ الترصيف العربي من خلل علم الأصوات احلديث،‏ ط‎3‎‏،‏ . 1992<br />

111 حجازي،‏ حممود فهمي،‏ علم اللغة العربية،‏ مدخل تاريخي مقارن يف ‏ضوء الرتاث<br />

واللغات السامية،‏ مكتبة غريب،‏ القاهرة.‏<br />

‎1212‎حركات،‏ مصطفى،‏ الصوتيات والفنولوجيا،‏ املكتبة العرصية،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ . 1998<br />

‎1313‎السعران،حممود،‏ علم اللغة مقدمة للقارئ العربي،‏ دار املعارف،‏ مرص،‏ . 1962<br />

‎1414‎‏سيبويه،عمر بن قنرب،الكتاب،‏ مكتبة اخلاجني،‏ القاهرة،‏ ط‎2‎‏،‏ . 1982<br />

15 15 عبابنة،‏ يحيى،‏ النظام اللغوي للهجة الصفاوية يف ‏ضوء الفصحى واللغات السامية،‏<br />

منشورات جامعة موؤتة،‏ ط‎1‎‏،‏ 1997.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎1616‎عبد التواب،‏ رمضان،‏<br />

التطور اللغوي،‏ مظاهره وعلله وقوانينه،‏ مكتبة اخلاجني،‏ القاهرة.‏<br />

املدخل ‏إىل علم اللغة ومناهج البحث اللغوي،‏ مكتبة اخلاجني،‏ القاهرة،‏ ط‎1،1982‎<br />

‎1717‎عبد اجلليل،‏ عبد القادر،‏ الأصوات اللغوية،‏ دار ‏صفاء،‏ عمان،‏ ط‎1‎‏،‏ . 1998<br />

‎1818‎عمايرة،‏ ‏إسماعيل،‏ بحوث يف ‏لسترشاق واللغة،‏ دار وائل،‏ عمان،‏ ط‎2‎‏،‏ . 2003<br />

‎1919‎فليش،‏ هرني،‏ العربية الفصحى نحو بناء لغوي جديد،‏ تعريب وحتقيق:‏ عبد الصبور<br />

‏شاهني،‏ دار املرشق،‏ بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ 1983.<br />

‎2020‎القماطي،‏ حممد منصف،‏ الأصوات ووظائفها،‏ منشورات جامعة الفاحت،‏ ليبيا،‏ . 1986<br />

‎2121‎كانتينو،‏ جان،‏ دروس يف علم ‏أصوات العربية،‏ ترجمة:‏ ‏صالح القرمادي،‏ اجلامعة<br />

التونسية،‏ تونس،‏ 1966.<br />

222 كمال الدين،‏ حازم،‏ دراسة يف علم الأصوات،‏ مكتبة الآداب،‏ القاهرة،‏ . 1999<br />

‎2323‎ماريوباي،‏ ‏أسس علم اللغة،‏ ترجمة:‏ ‏أحمد خمتار،‏ عامل الكتب،‏ القاهرة،‏ ط‎3‎‏،‏ . 1987<br />

‎2424‎مالربج،‏ برتيل،‏ علم الأصوات،‏ تعريب:‏ عبد الصبور ‏شاهني،‏ مكتبة الشباب،‏ القاهرة،‏<br />

1984<br />

25 25 نولدكه،‏ تيودور،‏ اللغات السامية،‏ تخطيط عام،‏ ترجمة:‏ رمضان عبد التواب،‏ دار النهضة<br />

العربية،‏ القاهرة،‏ 1963.<br />

303


التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />

د.‏ حسني غوامنة<br />

د.‏ محمود عبيدات<br />

304


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

أمساء مدينة القدس ودالالتها<br />

يف لسان العرب<br />

د.‏ عبد الرؤوف خريوش<br />

أستاذ مشارك في علوم اللغة العربية ‏)الصوتيات(/‏ منطقة نابلس التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

305


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

ملخص:‏<br />

يتحدث هذا البحث عن ‏أسماء مدينة القدس ومعانيها يف لسان العرب،‏ فللقدس<br />

مسميات عدة،‏ ‏سُ‏ ميت بها من قبل ملك،‏ ‏أو ‏أمة،‏ ‏أو قبيلة،‏ ‏أو ماثور ديني.‏ هذه الأسماء منها<br />

ما ورد يف لسان العربي،‏ ومنها ما ورد يف مصادر اخرى،‏ وقد وردت القدس يف اللسان<br />

باسماء عدة حملت ‏أكرث من معنى،‏ مصدره بذلك القرآن الكرمي والأحاديث النبوية،‏ وأشعار<br />

العرب،‏ والأقوال املاأثورة،‏ واملعاجم التي اعتمدها ‏صاحب اللسان،‏ وقد تطورت هذه الأسماء<br />

مع الزمن؛ لتصل اليوم ‏إىل ‏لسم الأكرث ‏شهرة وتداولً،‏ وهو اسم ‏)القدس(.‏<br />

فهي،‏ ‏أي القدس مدينة السلم،‏ ومرسى الرسول الكرمي،‏ وأرض الأنبياء،‏ قامت على<br />

‏أرضها حضارات للأمم قدمية تركت بصمات واضحة جتلت باأسماء مدينة القدس،‏ فكل ‏أمة<br />

‏أو حضارة ‏أطلقت على القدس اسما معينا مللك لها،‏ ‏أو لواد،‏ ‏أو لباب،‏ ‏أو لشارع ‏أو جلبل.‏<br />

ولأهمية القدس يف ظل الرصاع القائم بني حضارة القوة،‏ وقوة احلضارة،‏ وملكانتها<br />

عند الباحثني،‏ والعلماء قدميا وحديثا،‏ فقد ذكرت باأسماء خمتلفة يف لسان العرب،‏ وظَّ‏ فها<br />

‏صاحب اللسان كشواهد على مدينة القدس ومعانيها.‏<br />

306


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

This research deals with the different names of Jerusalem City with<br />

reference to Lesan Al Arab. Jerusalem city, in fact, has several names and of<br />

them were given to the city by kings, nations, tribes and others have religious<br />

connotations. These names were mentioned in Lesan Al Arab and the rest<br />

were mentioned in other sources. The names of Jerusalem in Lesan Al Arab,<br />

have different meaning s. the source of these names is the Holy Quran, Al<br />

Hadith, the poetry and the saying of the Arabs. and the Dictionaries Adopted<br />

by the tongue. These names developed in time and scholars and thinkers kept<br />

on amending the name till they agreed upon the most famous and well known<br />

name, Jerusalem<br />

Jerusalem occupies a very important place in history because it is the<br />

city of peace, the land of prophets and the place where Prophet Mohammad<br />

flew to from Mecca. Moreover, its importance also lies from the fact that it<br />

is considered as the land of civilizations which left their marks upon the city<br />

and its culture giving Jerusalem different names. Due to the importance of<br />

the city in the of the conflict between the civilization of force and the force<br />

of civilization as well as the cities importance for the researchers of the past<br />

and the present , the city was given a number of different names in Lesan Al<br />

Arab.<br />

307


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

أهدف البحث:‏<br />

هدفت هذه الدراسة ‏إىل التعرف ‏إىل ‏أسماء مدينة القدس يف لسان العرب،‏ كذلك التعرف<br />

‏إىل املواضع التي وُ‏ ظفت كشواهد على مسمياتها ومعانيها.‏ كما هدفت ‏إىل التوصل ‏إىل ‏أكرث<br />

الأسماء تداول وشهرة للمدينة.‏<br />

‏أما املنهج الذي اتبعه الباحث فهو الوصفي،‏ ليقف على الشواهد التي تدلل على<br />

املعاين من ‏آيات قرآنية،‏ وأحاديث نبوية،‏ وأبيات ‏شعرية،‏ وأقوال ماثورة،‏ كما عمد الباحث<br />

‏إىل تخريج معظم الشواهد من مظانها،‏ فصاحب اللسان كان ل يعباأ بتخريج احلديث من<br />

مصدره،‏ ول الآية من ‏سورتها،‏ ول التعريف باأسماء العلماء الذين استشهد باآرائهم،‏ فشكل<br />

ذلك عبئا على الباحث،‏ فقام بتخريج كل الشواهد وردها ‏إىل مظانِّها،‏ ومعرِّفا باأسماء<br />

العلماء الذين وردت ‏أسماوؤهم يف ‏شواهده.‏<br />

كما عمد الباحث ‏إىل الأسماء التي وردت يف مصادر عربية ‏أخرى،‏ وقارنها مبا هو<br />

موجود يف اللسان،‏ وقرصها عليه،‏ ثم بحث عن هذه املسميات للمدينة،‏ يف اللسان فتتبع<br />

ما يدلل عليها من اسم جلبل،‏ ‏أو واد،‏ ‏أو اسم ملك،‏ ‏أو معنى حملته من قول ماثور.‏ وهذا<br />

يتطلب من الباحث العودة ‏إىل بعض املصادر التي تدلل على املعنى وتدعِّ‏ مه؛ ليصل ‏إىل<br />

‏أكرث السماء تداول وشهرة؛ وليضحض مقولة ‏)نتينياهو(‏ بعدم ذدرها يف القرآن.‏<br />

‏أما النسخة التي اعتمدها الباحث للسان العرب،‏ فهي نسخة بريوت:‏ دار ‏صادر،‏ لسنة<br />

2000، واملحققة وفق الرتتيب الذي تسري عليه املعاجم احلديثة؛ وهو اعتماد احلرف الأول<br />

من الكلمة،‏ ‏أي ‏إذا ‏أردنا ‏أن نخرِّج مادة ‏)قدس(،‏ فاأننا نخرِّجها من باب القاف وليس من<br />

باب السني<br />

مقدمة البحث:‏<br />

تعدُّ‏ مدينةُ‏ القدسِ‏ قلبَ‏ الأمتني العربيةِ‏ والإسلميةِ‏ النابض،‏ فهي ‏ساكنةٌ‏ يف ‏سويداء<br />

كلِ‏ موؤمنٍ‏ موحدٍ‏ باهلل تعاىل من خمتلفِ‏ الأديان،‏ وما ميُ‏ يزُها ‏أنَّها كانت قبلةً‏ للحجيج،‏<br />

فهي مدينةُ‏ الأديان الثلثة،‏ مساحة قلبها كيلو مرت مربع واحد،‏ تشكل للمسلمني مرسى<br />

حممد ‏)صلى اهلل عليه وسلم(،‏ ومدينةَ‏ رسول السلم املسيح،‏ عليه السلة والسلم،‏ منها<br />

تبدأُ‏ احلربُ‏ ، ومنها يبدأُ‏ السلم،‏ وهي ملكانتها ‏أكربُ‏ من ‏أنْ‏ تُخترصَ‏ بكلماتٍ‏ ‏أو ‏أسطرٍ‏ ‏صماء<br />

لقارئ ينظرها بقلبه،‏ فهي ‏شاخمةٌ‏ بشموخ املتعبدين مبساجدها ومعابدها وكنائسها.‏<br />

308


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

ولعل الدافعَ‏ وراء كتابة هذا البحث جملةٌ‏ استفزت الباحث،‏ قالها رئيس وزراء العدو<br />

‏)إرسائيل(‏ ‏)نتنياهو(‏ )12- 5- 2010( يف احتفالهم بنكبتنا،‏ وهي:‏ « ‏أنَّ‏ القدسَ‏ غريُ‏<br />

مذكورةٍ‏ يف القران الكرمي،‏ نافيا الرباط املقدس للعرب واملسلمني يف القدس،‏ وأضاف<br />

قائلً:‏ ‏إنَّ‏ هناك رابطاً‏ وشائجيا بني اليهود والقدس،‏ فهي العاصمة الوحيدة لليهود،‏ وهي<br />

التي ذكرت يف التوراة عرشات املرات،‏ لكنَّها مل تذكر يف القرآن ولو مرة واحدة”‏<br />

وكمواطن يعيش باأكناف بيت املقدس،‏ ومن ‏أهلها الصابرين احلاملني باأنْ‏ يوسمَ‏ جبينه<br />

ببلط ‏صحنها املقدس،‏ قبل ‏أن يطويه الرثى،‏ ويطوي حُ‏ لمَ‏ ‏آلف املوؤمنني املحرومني من<br />

‏لقرتاب منها،‏ ‏شعر الباحثُ‏ بثقل هذه الغطرسة على نفسه،‏ وتساءل:‏ ‏إذا كانت القدس مل تذكر<br />

مبارشة باسمها يف القرآن الكرمي،‏ فهل هذا يقاسُ‏ على كتب العربية؟ وكون لسان العرب<br />

من ‏أهم كتب العربية،‏ جمع الباحثُ‏ همته باحثاً‏ ومقلباً‏ بني ‏صفحاته،‏ عن ‏شواهد تدلل على<br />

‏أسمائها ومدلولتها يف التاريخ،‏ لعله يجدُ‏ حجةً‏ ودليلً‏ لغويا يدللُ‏ على الوشائج القوية<br />

بينها كمدينة الضياء وبني العرب واملسلمني،‏ ترفعُ‏ من معنويات الأمة،‏ ‏أمام غطرسة مل<br />

يشهد لها التاريخ مثيل.‏ فالقدسُ‏ هي حلم كل مسلمٍ‏ وعربي،‏ وهي نبضُ‏ العشق يف ‏صدورهم<br />

جميعا،‏ ‏إنَّها مدينة امليلد واملرسى<br />

واليوم تشكلُ‏ القدسُ‏ ، مدينةَ‏ الأنبياء،‏ ومدينة البرشِ‏ واملتطهرين ‏أجمعني،‏ ياأتون ‏إليها<br />

من كل ‏أصقاع الدنيا،‏ تصديقا لقوله تعاىل « يَا قَوْمِ‏ ادْخُ‏ لُوا الأَرْضَ‏ املُقَدَّسَ‏ ةَ‏ الَّتِي كَ‏ تَبَ‏ ‏هللرّ‏ ُ<br />

لَكُ‏ مْ‏ وَلَ‏ تَرْتَدُّوا عَ‏ لَى ‏أَدْبَارِكُ‏ مْ‏ فَتَنقَلِبُوا خَ‏ ارسِ‏ ‏ِينَ‏ ) ‏]املائدة:‏ 21[، وقد حثَّ‏ ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم على ‏إتيانه والسلة فيه « ففي حديثِ‏ ميمونة بنت احلارث ‏)ت ‎51‎ه(‏ رضي اهلل<br />

عنها – وهي مولة النبي-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ ‏أن الرسول حثٌ‏ على ‏إتيان بيت املقدس<br />

ومسجدها الأقصى وإكرامه بالسلة فيه،‏ ‏أو باإرسال الزيت للإرساج يف قناديله وإضاءته.‏<br />

“ قالت:‏ يا رسول اهلل ‏أفتنا يف بيت املقدس،‏ فقال:‏ ‏“ائتوه فصلرّوا فيه؛ فاإن مل تاأتوه وتصلرّوا<br />

فيه،‏ فابعثوا بزيت يرسج يف قناديله”‏ ويف رواية ‏أخرى:‏ “ يَا نَبِيَّ‏ ‏هللَّ‏ ِ ‏أَفْتِنَا يفِ‏ بَيْتِ‏ ‏ملْ‏ ‏َقْدِسِ‏ ،<br />

فَقَالَ‏ : ‏أَرْضُ‏ ‏ملْ‏ ‏َنْرسَ‏ ِ وَملْ‏ ‏َحْ‏ ‏رسَ‏ ِ، ائْتُوهُ‏ فَصَ‏ لُّوا فِ‏ يهِ؛ فَاإِنَّ‏ ‏صَ‏ لَ‏ ةً‏ فِ‏ يهِ‏ كَ‏ اأَلْفِ‏ ‏صَ‏ لَ‏ ةٍ‏ فِ‏ يمَا ‏سِ‏ وَاهُ،‏<br />

قَالَتْ‏ ‏أَرَأ ‏َيْتَ‏ مَ‏ نْ‏ ملَ‏ ْ يُطِ‏ قْ‏ ‏أَنْ‏ يَتَحَ‏ مَّلَ‏ ‏إِلَيْهِ،‏ ‏أَوْ‏ يَاأْتِيَهُ،‏ قَالَ‏ : فَلْيُهْدِ‏ ‏إ ‏ِلَيْهِ‏ زَيْتًا يُرسْ‏ ‏َجُ‏ فِ‏ يهِ؛ فَاإ ‏ِنَّ‏ مَ‏ نْ‏<br />

)1(<br />

‏أَهْ‏ دَى لَهُ‏ كَ‏ انَ‏ كَ‏ مَنْ‏ ‏صَ‏ لَّى فِ‏ يهِ.«‏<br />

ورغم ذلك فقد ‏ضاقت القدس على ‏أصحابها وساكنيها،‏ فلم يعد باإمكانهم الدخول<br />

‏إىل املسجد الأقصى لأداء السلة فيه؛ فاأمسى مواطنُها غريباً‏ عنها.‏ فكيف ذكرت القدس<br />

يف لسان العرب،‏ وما مسمياتها ومدلولتها؟ و قبل البدء ل بدَّ‏ من التعريف مبدينة القدس<br />

جغرافيا وسكانيا.‏<br />

309


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

موقع مدينة القدس اجلغرايف:‏<br />

تقع القدس يف قلب فلسطني،‏ وعلى خط طول )35( ‏رشقي خط غرينتش،‏ وعلى خط<br />

عرض )31( ‏شمال،‏ وترتفع )850( مرتا عن ‏سطح البحر . وبنيت املدينة على تلل:‏ الظهور<br />

املطلة على قرية ‏سلوان،‏ وكانت تعرف بتل ‏)أوفل(‏ ، الذي ‏سُ‏ كن منذ العرص احلجري،‏ وعلى<br />

تل الصخرة،‏ وهو التل الذي بُني عليه احلرمُ‏ القدسيُ‏ الرشيف،‏ وهو ‏أعلى تلل مدينة القدس،‏<br />

وجبل ‏)صهيون(‏ املطل على قرية ‏سلوان،‏ وتل ‏)زيتا(،‏ املمتد من باب الزاهرة ‏إىل باب<br />

العامود،‏ وتل ‏)أكرا(،‏ بالقرب من كنيسة القيامة .<br />

واملدينة موقع حصني،‏ حموط بالأودية،‏ ‏رشقاً،‏ وغرباً،‏ وجنوباً،‏ ، كما توجد برك<br />

وآبار،‏ منها:‏ بركة ‏سلوان،‏ وبئر ‏أيوب،‏ والربكة احلمراء،‏ .<br />

سكانها األوائل:‏<br />

‏سكنت منطقة جبال القدس على مر العصور ‏أممٌ‏ وقبائلُ‏ خمتلفة؛ ففي العرص احلجري<br />

القدمي املمتد من )150000 – ‎12000‎ق.م(‏ ‏سكن املنطقة ‏إنسانُ‏ ‏)الكرمة(‏ نسبة ‏إىل ‏إنسان<br />

فلسطني،‏ ويُنسب ‏إىل الإنسانِ‏ العاقل املنسوب ‏إىل جنسي ‏)النياندرنال(،‏ و ‏)الكرومانيون(.‏<br />

ويف العرص احلجري الوسيط املمتد من ‏سنة – 12000 7000 ق.م بدأ ‏إنسان فلسطني<br />

بالتحول التدريجي فعرفَ‏ زراعةَ‏ القمح والشعري،‏ وهي تُعرف باحلضارة النطوفية .<br />

‏أما يف العرص احلجري احلديث املمتد من ‏سنة )7000 – 4000 ق.م(،‏ فقد بدأت<br />

السللتُ‏ الساميةُ‏ بالظهور،‏ ومتيزت بالبناءِ‏ الفخاري،‏ واملعابدَ‏ الدينية والإشاراتِ‏ الكتابية،‏<br />

وُ‏ عرفت هذه احلضارة باحلضارة الطاحونية )10( .<br />

‏أما يف العرص احلجري النحاسي،‏ املمتد من ‏سنة )4000 – ‎3000‎ق.م(،‏ فقد عرف<br />

الإنسانُ‏ الفلسطينيُ‏ النحاسَ‏ ، ومتيز باأنَّه ‏إنسانُ‏ البحر الأبيض املتوسط،‏ ثم هبطت عليهم<br />

‏أجناسٌ‏ برشيةٌ‏ من مرتفعات ‏آسيا،‏ فاختلطت بهم،‏ وأقامت معهم حضارتها )11( .<br />

ويف العرص الربونزي قدميه ووسطه وحديثه،‏ واملمتد من ‏سنة )3000 –<br />

‎1200‎ق.م(،‏ ‏سكنت فلسطني القبائلُ‏ الكنعانية:‏ الآموريون،‏ واليبوسيون ‏)الذين بنوا مدينة<br />

القدس(،‏ والعناقيون،‏ والفينيقيون،‏ واحلوثيون،‏ والفرزيون،‏ والعمالقة،‏ وأسسوا مُ‏ دن:‏ ‏أريحا،‏<br />

واخلليل،‏ وجمدو،‏ ونابلس،‏ والسبع وغريها؛ كما ‏سكنتها الأمم:،‏ الهكسوس،‏ والأنباط،‏<br />

والأراميون،‏ واحلوريون والقبائل البلستينية،‏ والعربانيون؛ ثم عقبهم الرومان،‏ والأشوريون،‏<br />

والفارسيون،‏ )12( .<br />

310


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

أمساء مدينه القدس:‏<br />

♦<br />

للقدس اأسماء كثرية،‏ وضعتها الأمم املاضية،‏ وسمتها باأسماء لها لتدلل على<br />

حضارتها،‏ وهذه املسمياتُ‏ املُختلف يف عددها باختلف املصادر،‏ توؤكد على علو املدينة<br />

ومكانتها بني الأمم،‏ ومن هذه االأسماء:‏ مدينة السلم،‏ ويبوس،‏ وإيلياء،‏ و بيت املقدس،‏<br />

و ‏أورى ‏سلم،‏ وصهيون،‏ والقدس،‏ والقدس الرشيف،‏ وأيفن،‏ وكيلة،‏ وشهر ‏سلمي،‏ وأنتوفيا،‏<br />

ومدينة الأنهار،‏ وأريانة،‏ ونور مستك،‏ وأيليا كابتلونيا،‏ ومدينة الوديان،‏ وجبستي،‏<br />

وراشاليم،‏ ونور السلم،‏ واوقل،‏ ونور الغسق،‏ ويورسلمايا،‏ وميلو،‏ ويارة،‏ ويهوستك،‏ وأكرا،‏<br />

وغريها كثري،‏ وقد ذكر العسقلين ‏أنَّ‏ للقدسِ‏ ‏أسماء عدَّة تقرب من العرشين اسما )13( ، منها<br />

ما ذكره ‏صاحب اللسان،‏ ومنها ما مل يذكره،‏ وسيحاول الباحث هنا ‏أن يطابق بني الأسماء<br />

التي ذكرها ‏صاحب اللسان،‏ وكتب التاريخ،‏ ليصل ‏إىل ‏أكرث الأسماء ‏أهمية للمدينة.‏<br />

شواهد مدينة القدس يف اللسان وداللتها:‏<br />

ذكر ‏صاحب اللسان ‏أسماء عديدة ملدينة القدس،‏ استشهد بها يف معجمه،‏ منها ما دلَّ‏<br />

عليها باأسمائها،‏ ومنها ما دل عليها باأسماء جبالها وسهولها ووديانها وأبوابها،‏ جُ‏ لها<br />

تتطابق مع الأسماء املتداولة على ‏ألسنة بني البرش،‏ من عرب وعجم،‏ ومسلمني ويهود<br />

ونصارى،‏ ومن اأهم الشواهد التي تدلل على اأسمائها التي اأوردها ‏صاحب اللسان يف<br />

معجمه مرتبة ترتيبا هجائيا:‏<br />

‏♦اأور ‏سامل ‏)مدينة السالم(‏ وهو ‏أقدمُ‏ اسمٍ‏ للمدينة املقدسة عرفه البرش،‏ وقد وضعه<br />

لها ‏أقدم من ‏سكنها من العرب،‏ وهم الكنعانيون،‏ ونسبوه ‏إىل:‏ ‏)سامل ‏أو ‏شامل(،‏ وهو ‏إله<br />

السلم عندهم،‏ وكلمة ‏)أور(‏ ‏سومرية ومعناها ‏)مدينة(.‏ وقد ذكرها الأكاديون باسم ‏)أور<br />

‏سامل(.‏ ويف نقش مرصي قدمي،‏ يرجع ‏إىل القرن التاسع عرش قبل امليلد ورد اسمها ‏)أو<br />

‏شاميم ،)Aushamem ويف التوراة وردت بلفظ ‏)شامل(،‏ وتلفظ بالعربية ‏)يروشالمي(.‏<br />

وذكرها اليونانيون،‏ واللتينيون باسم ‏)هريوسوليما ،)Hierosolyma وكل هذه التحريفات<br />

)14(<br />

للسم جاءت من ‏لسم الأول الكنعاين العربي ‏)أورسامل،‏ ‏أورشامل(‏<br />

ويف اللسان وردت ‏)أور ‏سامل(‏ حتت مادة ‏)أور(:‏ ‏لُوارُ:‏ بالضم تعني احلر الشديد،‏ وقد<br />

ورد عن علي،‏ كرم اهلل وجهه،‏ ‏)ت 40 ه(‏ قوله:‏ “ فاإنَّ‏ طاعة اهلل حِ‏ رز من ‏أوار نريان موقدة “<br />

)15( . وورد عن الكسائي ‏)علي بن حمزة ت ‎192‎ه(‏ قوله:‏ ‏ألُوار مقلوب ‏أصله ‏ألْوُآر،‏ ثم خففت<br />

الهمزة فاأُبدلت يف اللفظ ‏)واواً(‏ فصارت ‏)وواراً(،‏ فلما التقت يف ‏أول الكلمة واوان،‏ وأُجري<br />

غري اللزم جمرى اللزم،‏ ‏أُبدلت الأوىل همزة فصارت ‏)أُواراً(،‏ واجلمع ‏)أُورٌ(.‏ ويقال ‏أيضا<br />

)16(<br />

يوم ذو ‏أُوار،‏ ‏أي ذو ‏سموم وحر ‏شديد<br />

311


العرب<br />

لسان في ودالالتها القدس مدينة أسماء خريوش<br />

الرؤوف د.عبد ‏صاحب<br />

عليها دلل كما املقدس،‏ لبيت عدة مسميات على لتدلل اللفظة وجاءت يَذكر<br />

مل الشعر،‏ من ببيت مستشهدا ‏)أُوارة(‏ و ‏)آرة(‏ هما القدس،‏ يف موضعني باسم اللسان :<br />

)17( ‏صاحبه لُّها<br />

حمَ‏ منك هيهات عَداويةٌ‏ واأرت<br />

بقدس احتلت هي ما اإذا حديث<br />

ويف . )18( قياس غري على ‏)عدي(‏ ‏إىل منسوبة عداوية:‏ ‏أُوارة.‏ بقدس ويروى:‏ وياأتيك<br />

وتكملته،‏ السلم،‏ عليه عيسى ‏سيدنا يريد احلمار،‏ براكب لَّمَ(‏ ‏شَ‏ ‏)أُوري ‏أبرشي عطاء:‏ اهلل<br />

بيت لَّمَ(‏ ‏)شَ‏ بقوله وعنى وسلم،‏ عليه اهلل ‏صلى حممد ‏سيدنا يريد البعري،‏ راكب بعده ‎628‎م(:‏<br />

‎7‎ق.ه،‏ ت بصري،‏ ‏أبو جندل،‏ بن قيس بن ‏)ميمون الأعشى وقال . )19( املقدس لَم<br />

‏شَ‏ فاأُورى مصَ‏ فَحِ‏ مان عُ‏ ‏آفاقَهُ:‏ للمالِ‏ فتُ‏ طُ‏ وقد هنا<br />

الشاعر فخففه بالتشديد،‏ لَّم(‏ ‏شَ‏ ‏)أُورى واملشهور القدس،‏ ‏أي ‏)شلم(‏ مدينة يريد بيت<br />

‏)وهو لَّم ‏شَ‏ و ببَقَّم رجل ‏سميت وإن « الكتاب يف وجاء املقدس.‏ بيت اسم وهو للرضورة،‏ )20(<br />

ترصفه<br />

مل املقدس(‏ املهملة<br />

بالسني هم بعضُ‏ ورواه « املهملة،‏ بالسني روايته للسم اللسان ‏شواهد ومن ‏)بيت<br />

بالعربانية معناه اللسان(:‏ ‏صاحب لشاهد منسوب ‏)الكلم وقال عرَّبه،‏ كاأنَّه اللم وكرس ولو<br />

والصخرة،‏ املقدس بيت مبيزان السابعةِ‏ السماءِ‏ يف اجلنَّةَ‏ ‏أنَّ‏ « كعب عن وروي السلم(.‏ ،<br />

)21( السلم.«‏ دار اجلنة ودعيت ‏)أُورشلَّم(،‏ دُعيت ولذلك الصخرة؛ على وقع منها،‏ حجر وقع املقدس.‏<br />

بيت مع )90( درجة على عمودية تكون السابعة السماء ‏أنَّ‏ ‏أي مبيزان؛ هنا وقوله بن<br />

مقاتل حديث ففي املقدس،‏ بيت مركزية حدد الذي الرشيف احلديث ‏سابقاً‏ ذلك بني وقد ‏أجاب<br />

النبي ‏أنَّ‏ ‏أخرى،‏ رواية ويف الدنيا«،‏ وسط املقدس بيت ‏»صخرة ‏)ت‎150‎ه(:‏ ‏سليمان يزيد<br />

ل الدنيا وسط ‏]لأنه فقال:‏ الأقصى،‏ املسجد تسمية ‏سبب عن ‏سلم بن اهلل عبد ‏سوؤال عن ‏ . )22( ينقص[‏ ول ‏شيئاً‏ الروحية،‏<br />

لرفعتها يرمز مادي ارتفاع ‏إلرّ‏ هو ما الأرض،‏ عن الصخرة موقع وارتفاع ‏أن<br />

‎204‎ه(‏ ت السائب بن حممد بن ‏)هشام الكلبي عن فريوى السماء،‏ ‏إىل الرمزي واقرتابها طالب،‏<br />

‏أبي بن علي عن وروي ميلً،‏ عرش بثمانية السماء ‏إىل الأرض ‏أقرب ‏»هي الصخرة ‏ . )23( املقدس”‏ بيت ‏صخرة هو السماء ‏إىل القريب املكان ‏“إن وحذيفة:‏ عباس ابن وعن وتعني<br />

, وأْتلى و تاألية يوؤيل رّ‏ وأَىلَّ‏ ‏)بالقرص(،‏ ‏إليرّا و ‏أُليرّا و ‏أُلُوَّا و ‏ألواً‏ ياألو ♦ ‏♦اإيليا:‏ وردت<br />

املعنى وبنفس 118. عمران:‏ ‏آل { بَالً‏ خَ‏ مْ‏ ‏ْلُونَكُ‏ يَاأ ‏{لَ‏ تعاىل كقوله وأبطاأ،‏ ‏أقرصَ‏ 312


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اللفظةُ‏ يف احلديث الرشيف،‏ يف حديث زواج علي كرم اهلل وجه من فاطة الزهراء ‏)ت‎11‎ه(‏<br />

رضي اهلل عنهما « قال النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم لفاطمة ‏»ما يبكيك فما ‏ألَوتُك ونفسي،‏<br />

وقد اصبت لك خري ‏أهلي«‏ ‏أي ما قرصت يف ‏أمرك )24( ، والروايات عن ابن عباس.‏ وباللفظ<br />

نفسه نهى الرسول عن تسمية بيت املقدس باسم ‏إيلياء،‏ ودعا ‏إىل تسميته باسمه )25( . وقال<br />

اجلعدي ‏)قيس بن عبداهلل بن عُ‏ دس بن ربيعة ت ‎50‎ه(:‏<br />

واأشمط عُريانٍ‏ يُشدُّ‏ كِتافه يُالمُ‏<br />

على جَ‏ ‏هدِ‏ القتال وما ائتلى<br />

ومن معانيها:‏ العود،‏ فقد مرَّ‏ ‏أعرابي على النبي _ ‏صلى اهلل عليه وسلم _ وهو يدفن<br />

فقال «<br />

اأال جعلتم رسول اهلل يف ‏سفط<br />

من االألُوةِ،‏ اأحوى مُلبَسا ذَهَبا<br />

وباملوضع نفسه استشهد ‏صاحب اللسان ببيت حسان بن ثابت ‏)ت ‎54‎ه(:‏<br />

اأال دفنتم رسول اهلل يف ‏سفط<br />

)26(<br />

من االألوة والكافور منضود<br />

وإليرّا من ‏أسماء مدينة القدس،‏ وردت يف كتب التاريخ،‏ وأول من ‏أطلقه الآمربطور<br />

الرومان ي ‏)هدريان(‏ ‏سنة ‏)‏‎135‎م(‏ و ‏)إليرّا(‏ اسم جد عائلة ‏لمربطور،‏ ‏أو اسم عائلته،‏ وبقيَ‏<br />

هذا ‏لسمُ‏ ‏شائعاً‏ حتى الفتح الإسلمي؛ حيث ذُكرَ‏ يف العهدة العمرية التي كتبها اخلليفة<br />

)27(<br />

الراشد عمر بن اخلطاب لأهل القدس.‏<br />

ويف اللسان وردت ‏)إليرّاءُ(،‏ وهي مدينةُ‏ بيت املقدس،‏ و ‏)إليرّا(‏ اسم رجل،‏ واملئِلة<br />

بالهمز على وزن املِعلة:‏ وتعني اخلرقة التي متسكها املرأة عند النوح،‏ واجلمع ‏)املاآيل(.‏<br />

ويف حديث عمر بن العاص ‏)ت 43 ه(:‏ ‏إين واهلل ما تبطئني الإماء،‏ ول حكلتني البغايا يف<br />

)28(<br />

غربات ‏)املاآيل(.‏<br />

كما ذكر ‏صاحب اللسان ‏أنَّ‏ ‏)إيلياء(‏ وردت يف مادة ‏)أيل(،‏ و ‏)أيل(‏ تعني اسما من<br />

‏أسماء اهلل احلسنى قال الكلبي:‏ وقولهم جربائيل وميكائيل ورشاحبيل وإرسافيل وأشباهها،‏<br />

‏إمنا تنسب ‏إىل الربوبية؛ لأنَّ‏ ‏)إيل(‏ لغة يف ‏)إل(‏ ؛ وهو اهلل عز وجل كقولهم:‏ عبد اهلل،‏ وتيم<br />

اهلل؛ فجرب،‏ عبد مضاف ‏إىل ‏)إيل(،‏ وقال منصور ‏)أبو منصور مسلم بن علي ابن السيحي<br />

املوصلي ت ‎390‎ه(:‏ جائز ‏أن يكون ‏)إيل(‏ ‏أعرب فقيل ‏)إل(.‏ ‏أما ‏)إيلياء(‏ فعنى بها حتت هذه<br />

املادة مدينة بيت املقدس،‏ وقال:‏ ومنهم من يَقرص الياء فيقول ‏)إلياء(،‏ وكاأنهما روميان؛<br />

313


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

واستشهد على اسم ‏)إلياء(‏ بقول الفرزدق ‏)همام بن غالب ت ‎114‎ه(‏ )29( :<br />

وبيتان بيت اهلل نحن والته<br />

وبيت باأعلى اإيلياءَ‏ مرشف<br />

ويف احلديث:‏ ‏أن عمر بن اخلطاب ‏)ت ‎23‎ه(‏ رضي اهلل عنه ‏أهَ‏ لَّ‏ بحَ‏ جَّ‏ ةٍ‏ من ‏)إيلياء(‏ ؛<br />

هي باملد والتخفيف اسم مدينة بيت املقدس،‏ وقد تشدد الياء الثانية وتقرص الكلمة،‏ وهو<br />

معرَّب،‏ و ‏)أيلة(‏ قريةٌ‏ عربيةٌ،‏ ورد ذكرها يف احلديث،‏ وهي بفتح الهمزة،‏ وسكون الياء،‏ البلدُ‏<br />

املعروف فيما بني مرص والشام.‏ كما استشهد ‏صاحب اللسان بهذا ‏لسم ليدلل به على اسم<br />

جبل،‏ قال الشماخ ‏)معقل بن ‏رضار بن ‏سنان بن ‏أمامه ت 30 ه(:‏<br />

تَرَّبع اأكناف القنان فصارة<br />

فاأيَّل فاملاوان،‏ فهو زهوم<br />

وهذا بناء نادر كيف وزنته لأنَّه ‏)فَعَّلٌ(‏ ‏أو ‏)فَيْعَل(‏ ‏أو ‏)فَعْيَل(‏ فالأول مل يجيء منه ‏‘إلَّ‏<br />

)30(<br />

بَقَّم،‏ وشَ‏ لَّم ‏)دللة على اسم مدينة القدس(.‏<br />

‏♦بيت السالم،‏ وعنى بها بيت املقْدِس،‏ وقد ‏أورد لكلمة ‏)البيت(‏ معاينَ‏ كثرية منها:‏<br />

بيت الشعر،‏ واملبنى،‏ وبيت الصوف،‏ ‏أو الشَ‏ عَر،‏ ‏أو القصب،‏ واملسجد،‏ وبيت الرشف تقال<br />

لأرشاف العرب كقولهم ‏)بيت متيم(،‏ و ‏)عيال الرجل(،‏ واملرأة،‏ والتدبر كقولهم:‏ ‏»هذا ‏أمرٌ‏ دُبرَ‏<br />

بليل«،‏ واملبيت ‏)النوم(،‏ والإتيان يف الليل،‏ ويف اللسان وردت ‏أيضا حتت مادة ‏)أور(‏ معررّبة<br />

عن اللفظ العربي ‏)اورى ‏شَ‏ لرّم(‏ )31( .<br />

‏♦بيت املقدس:‏ وهي من املدن القدمية التي ورد ذكرها يف النقوش والآثار قبل<br />

امليلد،‏ وقد ‏سكنتها ‏أقوامٌ‏ عديدةٌ‏ مثل العرب اليبوسيني،‏ واليهود وغريهم.‏ وبعد امليلد،‏<br />

ازدادت ‏أهميةُ‏ بيت املقدس الإدارية وتوسعت حدودها تدريجيا.‏ فهي متتد للغور ‏رشقا،‏<br />

وتعد حدودا للغور املمتد ما بني بيت املقدس ودمشق.‏ وعلى يد الرومان بدأت فيها حتولت<br />

عمرانية كبرية؛ فظهرت فيها احلماماتُ‏ ، والشوارعُ‏ ، والساحاتُ‏ ، والأسواقُ‏ ، كما ‏أعيد بناءُ‏<br />

بعضِ‏ ‏أسوارها القدمية،‏ ويف الفرتة نفسها تعرضت للتدمري على يد الإمرباطور الروماين<br />

‏)تطيس(‏ ‏سنة ‏)‏‎70‎ق.‏ م(‏ )32( .<br />

314<br />

♦<br />

♦<br />

ومعنى بيت املقْدس بسكون القاف،‏ وبفتحها مع التشديد ‏)املقُدَّس(.‏ وقد جاء ذكره<br />

يف حديث الإرساء واملعراج الذي رواه مسلم « ‏أُتِيتُ‏ بِالْربُ‏ ‏َاقِ‏ وَهُ‏ وَ‏ دَابَّةٌ‏ ‏أَبْيَضُ‏ طَ‏ وِيلٌ‏ فَوْقَ‏<br />

‏حلْ‏ ِ مَارِ‏ وَدُونَ‏ الْبَغْلِ‏ يَضَ‏ عُ‏ حَ‏ افِ‏ رَهُ‏ عِ‏ نْدَ‏ مُ‏ نْتَهَ‏ ى طَ‏ رْفِ‏ هِ‏ قَالَ‏ فَرَكِ‏ بْتُهُ‏ حَ‏ تَّى ‏أَتَيْتُ‏ بَيْتَ‏ ‏ملْ‏ ‏َقْدِسِ‏<br />

قَالَ‏ فَرَبَطْ‏ تُهُ‏ بِاحلْ‏ ‏َلْقَةِ‏ الَّتِي يَرْبِطُ‏ بِهِ‏ ا الْ‏ أَنْبِيَاءُ‏ قَالَ‏ ثُمَّ‏ دَخَ‏ لْتُ‏ ‏ملْ‏ ‏َسْ‏ جِ‏ دَ‏ فَصَ‏ لَّيْتُ‏ فِ‏ يهِ‏ رَكْ‏ عَتَنيْ‏ ِ...<br />

ثُمَّ‏ عَ‏ رَجَ‏ بِنَا ‏إِىلَ‏ السَّ‏ مَاءِ..(‏ )33( . وقد ذكره النووي يف ‏رشح مسلم:‏ « ‏أما بيت املقدس،‏ ففيه


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

لغتان مشهورتان غاية الشهرة:‏ ‏إحداهما بفتح امليم وإسكان القاف وكرس الدال املخففة<br />

‏)املَقدس(‏ والثانية:‏ بضم امليم وفتح القاف والدال املشددة ‏)ملُ‏ ‏ُقدَّس(.‏ وقال الواحدي ‏)علي<br />

بن ‏أحمد النيسابوري ت ‎468‎ه(:‏ ‏أما مَ‏ ن ‏شدد فمعناه املُطَ‏ هرّر؛ وأما من خففه فقال ‏أبو علي<br />

الفارسي ‏)ت ‎377‎ه(:‏ ل يخلو،‏ ‏إما ‏أن يكون مصدرا،‏ ‏أو مكانا؛ فاإن كان مصدرا كان كقوله<br />

تعاىل ‏{إليه مرجعكم}يونس:‏ 4 ونحوه من املصادر؛ وإن كان مكانا،‏ فمعناه بيت املكان<br />

الذي جُ‏ عل فيه الطهارة،‏ ‏أو مكان بيت الطهارة،‏ وتطهريه تعني:‏ ‏إخلءه من الأصنام وإبعاده<br />

عنها.‏ وقال الزجاج ‏)أبو ‏إسحاق ت ‎311‎ه(:‏ ‏»البيت املقدس املُطهر.‏ وبيت املقدس املكان<br />

)34(<br />

الذي يُطهَّر فيه من الذنوب«‏<br />

ومل تُذكر مبارشة يف القرآن الكرمي،‏ ‏إمنا وردت باأسماء ‏أخرى منها:‏ املسجد الأقصى<br />

كقوله تعاىل ‏{سُ‏ بْحَ‏ انَ‏ الَّذِي ‏أَرسْ‏ ‏َى بِعَبْدِهِ‏ لَيْلً‏ مِّ‏ نَ‏ ‏ملْ‏ ‏َسْ‏ جِ‏ دِ‏ ‏حلْ‏ ‏َرَامِ‏ ‏إِىلَ‏ ‏ملْ‏ ‏َسْ‏ جِ‏ دِ‏ الأَقْصَ‏ ى}‏<br />

الإرساء:‏ 1. ويف احلديث الرشيف ورد بيتَ‏ املقدسِ‏ ‏رصاحةً‏ باللفظ نفسه،‏ ومن ذلك قوله<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم « ‏إنَّ‏ مَ‏ كَّةَ‏ بلدٌ‏ عظَّ‏ مه اهللُ‏ وعظَّ‏ مَ‏ حرمته،‏ وحفََّها بامللئكةِ‏ قبلَ‏ ‏أن يخلقَ‏<br />

‏شيئا من الأرض يَومَ‏ ئذٍ‏ كُ‏ لها باألفِ‏ عام،‏ ووصَ‏ لَها باملَدينةِ،‏ ووصلَ‏ املدينةَ‏ ببيتِ‏ املقدس «<br />

)35( ، ويف احلديث املشهور:‏ « ل تزالُ‏ طائفةٌ‏ من ‏أمتي ظاهرين،‏ على احلقِ‏ لعدوهم قاهرين ل<br />

يرضهم من خالهم حتى ياأتيَهم ‏أمرُ‏ اهللِ‏ عن وجل،‏ وهم كذلك:‏ قالوا يا رسول اهلل:‏ وأين هم؟<br />

قال:‏ ببيت املقدس وأكناف بيت املقدس )36( ، ويف غريه،‏ قوله ‏صلى اهلل عليه وسلم « ‏أهل<br />

بيت املقدس جريان اهلل عز وجل،‏ وحق على اهلل ‏أن ل يعذب جريانه«‏ )37( .<br />

ورُوي عن علي بن ‏أبي طالب ‏أنه قال:‏ ‏سمعت رسول اهلل يقول:‏ ‏»سيد البقاع بيت<br />

املقدس،‏ وسيد الصخور،‏ ‏صخرة بيت املقدس؛ لأنها من ‏صخور اجلنة “، فسلً‏ عن رواية<br />

عمر بن اخلطاب ‏“أن احلرم حمرم يف السموات السبع مبقداره يف الأرض،‏ وأن بيت املقدس<br />

مقدرّس يف السموات السبع مبقداره يف الأرض«‏ )38( .<br />

ويف اللسان ورد ذكرها يف ‏أجزاء خمتلفة منه،‏ وحتت بنى لغوية،‏ تدلل على ‏أسمائها،‏<br />

‏أو ‏أسماء جبالها،‏ ‏أو ‏أسماء الأمم التي ‏سكنتها،‏ ‏أو لتظهر معنى لغويا معينا يستشهد به،‏ ومن<br />

هذه االألفاظ التي ذُكر اللفظ يف اأبنيتها اللغوية:‏<br />

‏اأزْل:‏ الأزْل تعني الضيق والشدة،‏ ومن معانيها ‏أيضا:‏ احلبس،‏ وشدة الزمان،‏ فقد<br />

ورد عن عليرّ‏ كرم اهلل وجه ‏أنَّه قال«‏ ‏إل بعد ‏أزْل وبل«:‏ و قال الكميت ‏)ابن زيد الأسدي<br />

ت‎126‎ه(:‏<br />

راأيتُ‏ الكِرام به واثقين<br />

اأن ال يُعيموا،‏ وال يُوؤزلوا<br />

315


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

‏أي ‏أصبح القوم ‏آزلني يف ‏شدة )39( . ويف هذا املعنى ورد لفظ بيت املقدس؛ ليدلل به<br />

على حال الناس فيه،‏ فجاء فيه « الأزل:‏ الشِ‏ دَّة والضيق،‏ كاأنه ‏أراد من ‏شدرّة ياأسكم وقنوطكم.‏<br />

ويف حديث الدجال:‏ ‏أنَّه يَحْ‏ ‏رسُ‏ الناسَ‏ يف بيت املَقْدِس فيوؤزلُون ‏أزل،‏ ‏أي يقحطون ويضيق<br />

)40(<br />

عليهم ».<br />

‏اأال:‏ انظر اللسان مادة ‏)أل(،‏ ورقم )2 ) ‏أعله،‏ اسم ‏أيلياء.‏<br />

316<br />

<br />

<br />

‏اأور:‏ انظر رقم )1( ‏أعله،‏ اسم ‏أور ‏سامل،‏ مادة ‏)أور(،‏ ج 1، ‏ص ، 191 ومادة ‏)شلم(،‏<br />

ج‎8‎‏،‏ ‏ص 125<br />

) اسم<br />

<br />

<br />

<br />

‏اأيل:‏ وردت مبعنى بيت املقدس « وإيلياء مدينة بيت املقدس « ‏أنظر رقم )2<br />

‏)ايليا(،‏ ومادة ‏)أيل(‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 212<br />

‏اإيلياء:‏ انظر رقم )2( اسم ‏إيليرّاء،‏ مادة ‏)أل(‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 141- 144 .<br />

‏بذر:‏ وهو ‏أول ما يخرج من الزرع والبقل والنبات،‏ ومنه بذَّرَ‏ ماله،‏ والبذير من<br />

الناس من ل يستطيع ‏أن ميسك ‏رسه.‏ ويف اللسان ‏أورد اللفظة ‏شاهدا على الفعل مضعف<br />

العني:‏ وبذَّرَ‏ اسم موضع،‏ وقيل:‏ ماء معروف،‏ قال كثري عزة ‏)كثري بن عبد الرحمن بن الأسود<br />

ت ‎107‎ه(:‏<br />

‏سقى اهلل اأَمواها عَرَفْتُ‏ مكانها<br />

جُ‏ ‏ربا وَمَلكوما وبَذَّرَ‏ والغَمْرا<br />

وهذه كلها ‏آبار مبكة؛ وقال ابن بري ‏)ت ‎731‎ه(:‏ هذه كُ‏ لُها ‏أسماءُ‏ مياه بدليل ‏إبدالها<br />

من قوله ‏أمواها،‏ ودعا بالسقيا للأمواه،‏ وهو يريد ‏أهلها النازلني بها اتساعا وجمازا.‏ ومل<br />

يجيء من الأسماء على ‏)فَعَّلَ‏ ) ‏إلأَّ‏ بذَّرَ،‏ وعرثَّ‏ اسم موضع،‏ وخضَّ‏ مُ‏ اسم العنرب بن متيم،‏ وشلَّمُ‏<br />

)41(<br />

اسم بيت املقدس،‏ وهو عرباين«‏<br />

‏بقم:‏ البُقامة:‏<br />

عن الفراء<br />

وهي الصوفة يغزل لُّبَّها ويبقى ‏سائرها.‏ ويف التهذيب:‏ روى ‏سلمة<br />

‏)أبو زكريا يحيى بن زياد ت ‎207‎ه(‏ البُقامة ما تطاير من قوس الندَّاف من الصوف.‏<br />

وهو ‏أيضا:‏ ‏شجر يصبغ به،‏ وهو دخيل معرب،‏ وقد ورد اسم بيت املقدس يف هذا الباب<br />

كشاهد على الفعل املضعف العني،‏ فورد يف اللسان على لسان اجلوهري ‏)إسماعيل بن<br />

حمَّاد ت ‎396‎ه(‏ قوله:‏ قلت لأبي علي الفَسَ‏ ويرّ‏ ‏)ت ‎377‎ه(‏ ‏أعربي هو؟ فقال:‏ مُ‏ عرب،‏ قال:‏<br />

وليس يف كلمهم اسم على ‏)فَعَّلَ‏ ) ‏إلَّ‏ خمسة:‏ خضم بن عمرو بن متيم وبالفعل ‏سُ‏ مي،‏ وبَقَّم<br />

لهذا الصبغ،‏ وشَ‏ لَّم موضع الشام،‏ وقيل هو بيت املقدس،‏ وهما ‏أعجميان )42( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏بيت:‏ وله معان كثرية منها بيت الرجل داره،‏ وبيته قرصه،‏ ومنه قول جربيل،‏ عليه<br />

السلم،‏ برسِّ‏ خديجة ببيت من قصب؛ ‏أراد برشها بقرص من لوؤلوؤة جمُ‏ وفة،‏ ‏أو بقرص من<br />

)43(<br />

زمردة<br />

317<br />

<br />

<br />

<br />

ومن معاين كلمة بيت كما جاء يف اللسان،‏ بيوت اهلل ‏»وقد ‏أورده ‏صاحب اللسان كشاهد<br />

على بيوت اهلل،‏ وقد جاء يف قوله تعاىل:‏ ‏{يف بُيوتٍ‏ ‏أذنَ‏ اهللُ‏ ‏أنْ‏ ترفعَ‏ ويُذكرَ‏ فيها اسمه}‏<br />

النور:‏ 36. وقصد به ‏أيضا البيت اهلل احلرام.‏ وقد ‏سمى اهلل الكعبة:‏ البيت احلرام.‏ وقال ابن<br />

‏سيدة ‏)ت ‎458‎ه(:‏ وبيت اهلل تعاىل الكعبة،‏ ‏{إِنَّ‏ ‏أَوَّلَ‏ بَيْتٍ‏ وُ‏ ‏ضِ‏ عَ‏ لِلنَّاسِ‏ لَلَّذِي بِبَكَّةَ‏ مُ‏ بَارَكً‏ ا<br />

وَهُ‏ دًى لِّلْعَاملَ‏ ‏ِنيَ}‏ ‏آل عمران:‏ 96، وقال الزجاج:‏ ‏أراد املساجد،‏ قال:‏ وقال احلسن يعني به<br />

)44(<br />

بيت املقدس،‏ قال ‏أبو احلسن،‏ وجمعه تفخيما وتعظيما.‏<br />

‏بيت املكياش:‏ وهي من ‏أسماء بيت املقدس،‏ وتعني الهيكل املزعوم،‏ وتلفظ<br />

بالعربية ‏)همقداش(‏ ‏أي بيت املقدس،‏ ‏أو ‏)هخال(‏ وتعني البيت الكبري يف بعض اللغات<br />

السامية كالأكادية،‏ والكنعانية.‏ )45( . ومل يذكر ‏صاحب اللسان لها ‏أسل،‏ ومل يرد لها معنى<br />

غري قوله « ذكر ابن خالويه ‏)أبو عبد اهلل احلسني بن ‏أحمد ت ‎370‎ه(‏ عدة ‏أسماء لبيت<br />

املقدس،‏ منها:‏ ‏شلَّمُ،‏ وشَ‏ لم،‏ وشَ‏ لِم،‏ وأوري ‏شَ‏ لِم،‏ وأنشد بيت ‏ألأعشى:‏<br />

وقد طُفتُ‏ للمال اآفاقه<br />

عُمان فحمص فاأوري ‏شَ‏ لَم<br />

ويقال ‏أيضا:‏ ‏إيلياء،‏ وبيت املقدس،‏ وبيت املكياش،‏ ودار الرضب،‏ وصلمون )46( . ورمبا<br />

‏أراد ‏صاحب اللسان بذلك ‏أن معناها مرتبطٌ‏ ب«‏ ‏أكياش:‏ وتعني جُ‏ برّة ‏أسناد،‏ وثوب ‏أفواف،‏<br />

قال:‏ الأكياش من برود اليمن..‏ )47( .<br />

‏التني:‏ هو الذي يوؤكل،‏ ويف املحكم:‏ ‏»والتني ‏شجر البَلَس،‏ وقيل هو البَلَس نفسه،‏<br />

واحدته ‏)تينة(‏ ؛ قال ‏أبو حنيفة ‏)ت ‎150‎ه(:‏ ‏أجناسه كثرية:‏ برية،‏ وريفية،‏ وسهلية،‏ وجبلية،‏<br />

وهو كثري باأرض العرب«.‏ ويكمل قوله:‏ « وقوله عزَّ‏ وجَّ‏ ل ‏{التنيِ‏ والزيتونِ‏ { التني:‏ ‎1‎؛ قيل:‏<br />

التني دمشق،‏ والزيتون بيت املقدس ‏»؛ وقال الفراء:‏ التني والزيتون جبلن يف بلد الشام،‏<br />

‏أحدهما:‏ الذي كلم اهلل تعاىل عنده موسى عليه السلم،‏ وقيل الزيتون جبل بالساأم.‏ وقال<br />

عبد اهلل ابن عباس ‏)ت ‎68‎ه(:‏ هوتينكم هذا وزيتونكم هذا.‏ ويقال للشجرة نفسها ولثمرتها:‏<br />

زيتونة،‏ واجلمع:‏ الزيتون،‏ وللدهن الذي يستخرج منه:‏ زيت.‏ وقال ‏أبو حنيفة:‏ الزيتون من<br />

العِ‏ ‏ضاه )48( .<br />

ومما يوؤكد ‏أن التني والزيتون جبلن يف الساأم،‏ جبل الزيتون املطل على مدينة القدس<br />

وهو من جبالها املعروفة عرب التاريخ.‏ يرتفع عن ‏سطح البحر ‏)‏‎826‎م(،‏ ويقع ‏رشقي البلدة


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

)49(<br />

املقدسة.ويسمى جبل الطور ‏أيضا،‏ ويعتقد ‏أن املسيح قد ‏صعد ‏إىل السماء منه.‏<br />

وفلسطني تشتهر بالزيتون،‏ وهو ‏شجر يعرفه ‏أهلها حسب ما جاء يف اللسان:‏ قال<br />

الأصمعي ‏)ت ‎216‎ه(:‏ حدثني عبد امللك بن ‏صالح بن علي،‏ قال:‏ تبقى الزيتونة ثلثة ‏آلف<br />

‏سنة.‏ ويكمل قوله:‏ ‏»وكل زيتونة بفلسطني من غرس ‏أمم قبل الروم،‏ يقال لهم اليونانيون «<br />

)50(<br />

‏جلل:‏ ومن معانيها العظيم،‏ يقال اهلل اجلليل ‏سبحانه ذو اجللل والإكرام،‏ وجلَّ‏<br />

جلله،‏ وجلل اهلل:‏ عظمته،‏ يقول لبيد بن ربيعة ت )41 ه(:‏<br />

غَريَ‏ اأن ال تَكْذِبنْها يف التقى<br />

واأجزِها بالبرب هلل االأجل<br />

يعني الأعظم.‏ واجلليل من ‏صفات اهلل تقدس اسمه.‏<br />

318<br />

<br />

<br />

والشاهد كما ورد يف اللسان عن بيت املقدس،‏ هو استخدام لفظة ‏)املَجَ‏ لة(‏ كاأحد<br />

مشتاق ‏)جلل(‏ واملَجَ‏ لَّة ‏صحيفة يكتب فيها.‏ وعن ابن ‏سيده يقول ‏صاحب اللسان:‏ واملجلة<br />

الصحيفة فيها احلكمة؛ كذلك روى بيت النابغة ‏)الذبياين ت 18 ق.ه(‏ باجليم:‏<br />

جمَ‏ ‏َلَّتُهم ذات االإله،‏ ودينهم<br />

قومي فما يرجون غري العواقب<br />

يريد الصحيفة لأنهم كانوا نصارى،‏ فعنى الإجنيل،‏ ومن روى حمَ‏ َ لَّتهم ‏أراد الأرض<br />

املقدسة وناحية الشام وبيت املقدس،‏ وهناك كانوا بنو جفنة؛ وقال اجلوهري ‏)ت ‎396‎ه(:‏<br />

معناه ‏أنهم يحُ‏ جُّ‏ ون فيحلون مواضع مقدسة.‏ )51( . وجفنة:‏ اسم قرية تقع ‏إىل الشمال من رام<br />

اهلل،‏ بالقرب من ‏)بري زيت(،‏ ‏سكنها بنو جفنة قدميا،‏ وسميت على اسمهم،‏ ومعظم ‏سكانها<br />

من املسيحيني.‏<br />

‏حجج:‏ وهو القصد،‏ قال تعاىل ‏{وهلل على الناس حجُّ‏ البيت من استطاع ‏إليه<br />

‏سبيل}‏ ‏آل عمران:‏ 97. ويقال حجَّ‏ ‏إلينا فلن،‏ ‏أي قَدِم،‏ قال املخبل السعدي ‏)ت ‎11‎ه(:‏<br />

واأشهدُ‏ من عوف حلوال كثرية<br />

يَحُ‏ جُّ‏ ون ‏سِ‏ بَّ‏ الزبرقان املُزعفرا<br />

ومن معانيه كما ورد يف اللسان الذهاب،‏ وهو الشاهد على ذكر بيت املقدس يف هذا<br />

الباب،‏ وقال ‏سيبويه ‏)ت ‎180‎ه(‏ حجَّ‏ ه يَحُ‏ جُّ‏ ه حِ‏ جرّ‏ ا،‏ كما قالوا:‏ ذكره ذكرا.‏ وقوله:‏ ‏أنشد ثعلب<br />

‏)ت‎291‎ه(:‏<br />

يوم ترى مُرضعة خَ‏ لوجا<br />

وكل اأنثى حملت خلوجا


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وكل ‏صاح ثمال موؤوجا<br />

ويستخفُّ‏ احلرمَ‏ املحجوجا<br />

فرسه فقال:‏ يستخف الناس الذهاب ‏إىل هذه املدينة؛ لأنَّ‏ الأرض دُحيت من مكة،‏<br />

)52(<br />

فيقول:‏ يذهب الناس ‏إليها لأن يحرشوا منها،‏ ويقال:‏ ‏إمنَّ‏ ا يذهبون ‏إىل بيت املقدس.‏<br />

‏خَ‏ مْر:‏ ومن الشواهد على مسميات بيت املقدس لفظة ‏)خَ‏ مْر(،‏ وتعني ما خالطه<br />

الداء،‏ وتعني ‏أيضا ما ‏أسكر من عصري العنب لأنَّها خامرت العقل،‏ والتخمري:‏ تغطية الوجهة.‏<br />

والعرب تسمي العنب خمراً،‏ وهي حسب ما رواه عن ‏أبي حنيفة لغة ميانية،‏ وقال يف قوله<br />

تعاىل ‏{إِينِّ‏ ‏أَرَينِ‏ ‏أَعْ‏ ‏رسِ‏ ُ خَ‏ مْرًا}‏ يوسف:‏ 36 ‏إنَّ‏ اخلمر هو العنب،‏ وأراه ‏سماها باسم ما<br />

يف الإمكان ‏أن توؤول ‏إليه،‏ فكاأنَّه قال:‏ ‏إينرّ‏ ‏أرينِّ‏ ‏أعرص عنباً،‏ قال الراعي النمري ‏)عبيد بن<br />

حصني ت‎97‎ه(:‏<br />

يُنازِعُنِي بها نُدمان ‏صِ‏ دقٍ‏<br />

‏شِ‏ ‏واءَ‏ الطَّ‏ ‏ري والعنب احلَقِينا<br />

)53(<br />

يريد اخلمر<br />

319<br />

<br />

<br />

وهذا اللفظ حسب ما جاء يف اللسان اسم جبل بيت املقدس،‏ ورد بتحريك الضم<br />

‏)واخلَمَرُ(،‏ وهو الشاهد يف هذا اللفظ؛ ويعني ما واراك من الشجر واجلبال ونحوها،‏ يقال<br />

توارى الصيدُ‏ عني يف خمر الوادي،‏ وخمره ما واراه يف جَ‏ رفٍ‏ ، ‏أو حبل من حبال الرمل،‏ ‏أو<br />

غريه،‏ ومنه قولهم:‏ دخل فلن يف خُ‏ مار الناس،‏ ‏أي فيما يواريه،‏ ويسرته منهم.‏ ويف حديث<br />

‏سهيل بن حنيف الأنصاري ‏)ت ‎38‎ه(:‏ انطلقت ‏أنا وفلن نلتمس اخلمر،‏ وهو بالتحريك:‏<br />

كل ما ‏سرتك من ‏شجرة،‏ ‏أو بناء،‏ ‏أو غريه؛ ومنه حديث ‏أبي قتادة الأنصاري السلمي ‏)ت<br />

‎40‎ه(‏ )54( فابغنا مكاناً‏ خمراً،‏ ‏أي ‏ساتراً‏ بتكاثف ‏شجره،‏ ومنه حديث الدجال:‏ حتى تنتهوا<br />

‏إىل جبل اخلَمَرِ؛ قال ابن الأثري:‏ هكذا يروى يعني الشجر امللتف،‏ وفرس يف احلديث ‏أنَّه جبلُ‏<br />

بيتِ‏ املقدسِ‏ لكرثة ‏شجره،‏ ومنه حديث ‏سلمان:‏ ‏أنَّه كتب ‏إىل ‏أبي الدرداء:‏ يا ‏أخي،‏ ‏إن بَعُدت<br />

الدار من الدار فاإنَّ‏ الروح من الروح قريب،‏ وطري السماء على ‏أرفه خمر الأرض،‏ يقع الأرفه<br />

الأخصب،‏ يريد ‏أنَّ‏ وطنَّه ‏أرفق به وأرفه له،‏ فل يفارقه،‏ وكان ‏أبو الدرداء كتب ‏إليه يدعوه<br />

)55(<br />

‏إىل الأرض املقدسة<br />

‏شربق:الشربق يعني الثوب املمزق،‏ ومن مشتقاته:‏ مُ‏ ‏شربق،وشرباق،‏ وشُ‏ بارق،وشباريق،‏<br />

وقد ‏شربقه وشرباقا،‏ وعن كراع ‏)أبو احلسن علي بن احلسن بن احلسني الهُ‏ نَائِي الدوسي،‏ ت<br />

‎316‎ه(،‏ كما يروي ‏صاحب اللسان:‏ مزَّقه،‏ قال امروؤ القيس ‏)ت 540 م،‏ ‎85‎ق.ه(:‏<br />

فاأدركنه ياأخذن بالشسّ‏ اق والنَّسا<br />

كما ‏شربق الوِلدْانُ‏ ثوب املقَدَّس


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

واملقدس كما عناه الشاعر:‏ هو الراهب ينزل من ‏صومعته ‏إىل بيت املقدس فيمزق<br />

)56(<br />

الصبيان ثيابه تربكا به.‏<br />

‏شلم:‏ انظر ‏)أور ‏سامل(‏ وبيت املكياش.‏<br />

320<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

‏صبح:‏ الصُّ‏ بح ‏أول النهار،‏ ‏أصبح القوم،‏ ‏أي دخلوا يف الصباح،‏ ومنه ‏أيضا الإصباح،‏<br />

واملصباح وهو الرساج:‏ وهو قُ‏ رطُ‏ ه الذي تراه يف القنديل وغريه،‏ والقراط لغة من لغات<br />

العرب.‏<br />

ويقال املِصبح:‏ املِرسجة،‏ واستصبح به:‏ استرسج،‏ ويف احلديث:‏ فاأصبحي ‏رسِ‏ ‏جك ‏أي<br />

‏أصلحيها.‏ ويف حديث يحيى بن زكريا عليهما السلم )57( : كان يَخدُم بيت املقدس نهارا<br />

ويصبح فيه ليل ن ‏أيرّ‏ يرسج الرساج.‏ )58( .<br />

‏صخر:‏ وهي احلجر العظيم الصلب،‏ وقوله عز وجل ‏{وَإ ‏ِن كَ‏ انَ‏ مِ‏ ثْقَالَ‏ حَ‏ بَّةٍ‏ مِّ‏ نْ‏<br />

خَ‏ رْدَلٍ‏ ‏أَتَيْنَا بِهَ‏ ا وَكَ‏ فَى بِنَا حَ‏ اسِ‏ بِنيَ}‏ الأنبياء:‏ 47 قال الزجاج:‏ قيل يف ‏صخرة ‏أي الصخرة<br />

التي حتت الأرض،‏ فاهلل عز وجل لطيف باستخراجها،‏ خبري مبكانها.‏ ويف احلديث:‏ الصخرة<br />

)60(<br />

من اجلنة )59( ، والصَّ‏ خَ‏ رَة:‏ كالصَّ‏ خْ‏ رة،‏ واجلمع ‏)صَ‏ خْ‏ رٌ،‏ وصَ‏ خَ‏ ر وصخور(‏<br />

ويف القدس اليوم قبة الصخرة املرشفة،‏ وهي مكان باتت تعرف به القدس،‏ وهي<br />

الرمز املعتمد لكثري من املوؤسسات الوطنية الفلسطينية،‏ فقبة الصخرة ‏أصبحت رمزا ليس<br />

للقدس فقط،‏ بل لعدالة القضية الفلسطينية،‏ ويصنع لها املسلمون جمسمات للتعبري عن<br />

متسكهم بها،‏ ولبعدها الروحي يف وجدانهم.‏<br />

‏صها:‏ ‏)صهيون(،‏ و ‏صها ‏صهوة كل ‏شيء ‏أعله،‏ ومنه جاه معنى جبل ‏صهيون،‏<br />

املكان املرتفع،‏ « وصهيون:‏ هي الروم،‏ وقيل هي بيت املقدس،‏ وانشد الشاعر )61( :<br />

واإن اأجْ‏ لَبَتْ‏ ‏صِ‏ هْيونُ‏ يوما عليكما<br />

فاإنَّ‏ رحى احلرب الدلوك رَحاكما<br />

)62(<br />

وأراد الشاعر ‏أهل ‏صهيون،‏ ‏أي ‏إن ‏أجلبت الروم،‏ واجتمعت فاأنتم لها<br />

‏فلسط،‏ وفلسطني:‏ وردت يف اللسان باللفظني معا،‏ وتلفظ ‏أيضا:‏ فِ‏ لَسْ‏ طُ‏ ون.‏ تقول:‏<br />

مررنا بفلسطني،‏ وهذه فلسطون.‏ وتنسب حسب قول ‏أبي منصور ‏)الثعالبي ت ‎429‎ه(:‏ «<br />

)63(<br />

وإذا نسبوا ‏إىل فلسطني،‏ قالوا فلسطي؛ قال الشاعر:‏ تقله فلسطيا ‏إذا ذُقتَ‏ طعمه،‏<br />

وقال ابن هرمة ‏)إبراهيم بن علي بن ‏سَ‏ لَمة بن عامر ت ‎176‎ه(:‏<br />

كاأس فِلَسطِ‏ ‏يَّةٌ‏ معتَّقةٌ‏<br />

‏شُ‏ ‏جَّ‏ ‏ت مباءٍ‏ من مُزنة السبل


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وهي اسم موضع،‏ اسمه كورة بالشام.‏ وحسب قول ابن الأثري ‏)ت ‎639‎ه(:‏ فلسطني<br />

بكرس الفاء وفتح اللم،‏ الكورة املعروفة فيما بني الأردن وديار مرص،‏ وأم بلدها بيت<br />

)65(<br />

املقدس،‏ ‏صانها اهلل تعاىل )64( . ويف التهذيب كما يروي ‏صاحب اللسان:‏ نونها زائدة<br />

وفلسطني كما ذكرها ‏صاحب اللسان نقل عن اجلوهري يف ترجمة ‏)طني(،‏ قال ابن<br />

بري ‏)ت ‎566‎ه(:‏ حقها ‏أن تذكر يف فصل الفاء من باب الطاء لقولهم فلسطون.‏ وهذا القول<br />

ينطبق على لفظ فلسطني.‏ )66( . وقد ورد لفظ فلسطني يف ‏أكرث من خمس عرش مادة يف<br />

اللسان،‏ منها:‏ ‏)ابن،‏ و جند،‏ و ربع،‏ و وصفن،‏ و فلسط،‏ و فلسطن،‏ وفلسطني،‏ و وقدس،‏ وقنرس،‏<br />

ولدد،‏ و مرص،‏ و نصب،‏ و ي،‏ و يرب،‏ و ينب(‏<br />

‏قرب:‏ القرب نقيض البعد،‏ واستدل على هذا املعنى باآيات قرآنية عدة منها:‏<br />

‏{وَلَوْ‏ تَرَى ‏إِذْ‏ فَزِعُ‏ وا فَلَ‏ فَوْتَ‏ وَأُخِ‏ ذُوا مِ‏ ن مَّ‏ كَانٍ‏ قَرِيبٍ‏ { ‏سباأ:‏ 51، ‏أي اخذوا من حتت<br />

‏أقدامهم؛ وقوله تعاىل ‏أيضا ‏{وَمَ‏ ا يُدْرِيكَ‏ لَعَلَّ‏ السَّ‏ اعَ‏ ةَ‏ قَرِيبٌ‏ { الشورى:‏ 17 ‏أما ‏شاهده على<br />

دللة املعنى على بيت املقدس فهو قوله تعاىل ‏{وَاسْ‏ تَمِ‏ عْ‏ يَوْمَ‏ يُنَادِ‏ ‏ملْ‏ ‏ُنَادِ‏ مِ‏ ن مَّ‏ كَانٍ‏ قَرِيبٍ‏ {<br />

ق:‏ 41 ‏أي ينادي باحلرش من مكان قريب،‏ وهي الصخرة التي يف بيت املقدس،‏ ويقال ‏إنَّها<br />

يف وسط الأرض؛ قال ‏سيبويه:‏ ‏إنَّ‏ قربك زيداً،‏ ول تقل ‏إنَّ‏ بعدك زيداً؛ لأن القرب اشد متكُّنا<br />

)67(<br />

يف الظرف من البعد<br />

‏القرا:‏ وسط الظهر،‏ والقرو:‏ من الأرض الذي ل يكاد يقطعه ‏شي.‏ ومن معانيها ‏أيضا<br />

القرية،‏ وهو ما قصده ‏صاحب اللسان يف معاين بيت املقدس وشاهده بذلك قوله تعاىل<br />

‏{وَجَ‏ عَلْنَا بَيْنَهُ‏ مْ‏ وَبَنيْ‏ َ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْ‏ نَا فِ‏ يهَ‏ ا قُ‏ رًى ظَ‏ اهِ‏ رَةً}‏ ‏سباأ:‏ 18 وهو مستند بذلك<br />

‏إىل تفسري الزجاج الذي قال:‏ القرى املبارك فيها بيت املقدس،‏ وقيل الشام،‏ وكان بني ‏سباأ<br />

و الشام قرى متصلة فكانوا ل يحتاجون من وادي ‏سباأٍ‏ ‏إىل الشام ‏إىل زاد،‏ وهذا عطف على<br />

قوله تعاىل ‏{لَقَدْ‏ كَ‏ انَ‏ لِسَ‏ بَاإٍ‏ يفِ‏ مَ‏ ‏سْ‏ كَنِهِ‏ مْ‏ ‏آيَةٌ‏ جَ‏ نَّتَانِ‏ عَ‏ ن ميَ‏ ‏ِنيٍ‏ وَشِ‏ مَالٍ‏ كُ‏ لُوا مِ‏ ن رِّزْقِ‏ رَبِّكُ‏ مْ‏<br />

وَاشْ‏ كُ‏ رُوا لَهُ}‏ ‏سباأ:‏ )68( 15 .<br />

‏كرب:‏ ومنها الكبري ‏صفة اهلل تعاىل:‏ العظيم اجلليل،‏ وأيضا املتكرب الذي تكربَّ‏ على<br />

ظلم عباده.‏ ومن معاين اللفظ ‏لستكبار وشاهده بذلك قوله تعاىل ‏{إِنَّهُ‏ مْ‏ كَ‏ انُوا ‏إِذَا قِ‏ يلَ‏ لَهُ‏ مْ‏<br />

لَ‏ ‏إِلَهَ‏ ‏إِلَّ‏ ‏هللَّ‏ ُ يَسْ‏ تَكْربِ‏ ‏ُونَ‏ { الصافات:‏ 35 وهو الكِ‏ رب الذي عناه الرسول الكرمي ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم بقوله«‏ ‏إنَّ‏ من كان يف قلبه مثقال ذرة من كِ‏ رب مل يدخل اجلنة«‏ )69( .<br />

ومن معانيها عظمة الشيء وشدته وغلظه،‏ وهو ما عناه ‏صاحب اللسان ليدلل على<br />

ذكر بيت املقدس يف هذا الباب،‏ والشاهد يف ذلك قوله تعاىل ‏{وَإِن كَ‏ انَتْ‏ لَكَبِريَةً‏ ‏إِلَّ‏ عَ‏ لَى<br />

الَّذِينَ‏ هَ‏ دَى ‏هللرّ‏ ُ} البقرة:‏ 143 وعنى هنا ‏إنَّ‏ اترّباع قبلة بيت املقدس ‏إل فعلة كبرية،‏ واملعنى<br />

)70(<br />

‏أنها كبرية على غري املخلصني،‏ وأما من ‏أن ‏أخلص فليست بكبرية عليه.‏<br />

321


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

<br />

<br />

<br />

‏هجد:‏ هجد يهجد هُ‏ جودا،‏ وأهجد:‏ نام،‏ ويقال:‏ هجد القوم هُ‏ جُ‏ ودا:‏ ناموا،‏ والهاجد:‏<br />

النائم،‏ واملصلي بالليل،‏ وشاهده قول مرة بن ‏شيبان ‏)ت 89 ق.ه(:‏<br />

اأال هَلَكَ‏ امروؤٌ‏ قامت عليه<br />

بجنب عُنَيْزَة البَقَرُ‏ الهُجُ‏ ودُ‏<br />

وقال احلطيئة ‏)جرول بن مالك ت‎45‎ه(:‏<br />

فحياكِ‏ ود ما هداك لفتية<br />

وخُ‏ وص باأعلى ذي طُوالة هُجَّ‏ د<br />

ويقال للعابد مُ‏ تَحَ‏ نِّثٌ‏ لإلقائه احلنث عن نفسه،‏ ويف ارتباط هذه اللفظة ببيت املقدس<br />

حديث يحيى بن زكريا عليهما السلم:‏ فنظر ‏إىل متهجدي بيت املقدس،‏ ‏أي املصلني بالليل،‏<br />

)71(<br />

وهو هنا يقصد ‏صفة املصلني املتهجدين يف بيت املقدس.‏<br />

‏وزغ:‏ الوَزَغ:‏ دويرّبة الأرض،‏ وتعني ‏أيضا:‏ ‏سوامُّ‏ ابرص،‏ واجلمع:‏ وَزَغٌ‏ ، وأوزاغ،‏ و<br />

وُ‏ زغان،‏ وشاهده يف ذلك قول ابن الأعرابي ‏)أبو عبد اهلل حممد بن زياد ت ‎231‎ه(:‏<br />

فلما جتاذبنا تفرقع ظهره كما<br />

تنقض الوزغان زُرقا ً عيونها<br />

ويف احلديث:‏ ‏أنَّه ‏أمر بقتل الأوزاغ،‏ ويف حديث عائشة رضي اهلل عنها:‏ ملا احرتق بيت<br />

املقدس كانت الأوزاغ تنفخه )72( . وهذا احلديث ‏أورده ‏صاحب اللسان ليدلل به على حريق<br />

)73(<br />

بيت املقدس<br />

‏ويل:‏ ومنه اويل:‏ اسم من ‏أسماء اهلل احلسنى،‏ وهو النارص،‏ وقيل املتويل لأمور العامل.‏<br />

ومن معانيه ‏أيضا الولية:‏ ‏أي النرصة.‏ ومنه الولية:‏ الإمارة،‏ والوايل:‏ هو مالك الأشياء جميعها<br />

املترصف بها.‏ ومنه املوىل:‏ وهو الويل يف الدين،‏ وشاهده قوله تعاىل ‏{ذلك باأنَّ‏ اهلل موىل<br />

الذين امنوا}‏ حممد:‏ 11. واملوايل ورثة الرجال،‏ وأبناء العم،‏ وغري ذلك.‏<br />

واملعنى الذي ‏أورده ‏صاحب اللسان لدللة على بيت املقدس،‏ هو الإقبال والعدول<br />

‏أو ‏لنرصاف والنحول،‏ فتولية الإقبال قوله تعاىل ‏{فَوَلِّ‏ وَجْ‏ هَ‏ كَ‏ ‏شَ‏ طْ‏ رَ‏ ‏ملْ‏ ‏َسْ‏ جِ‏ دِ‏ ‏حلْ‏ ‏َرَامِ‏ {<br />

البقرة:‏ 144 ‏أي وجه وجهك نحوه وتلقاه.‏ وأما ‏لنرصاف فهو التحول،‏ كقول ذي الرمة ‏)ت<br />

‎117‎ه(:‏<br />

اإذا حوَّل الظَّ‏ ‏لُ‏ العشي راأيته<br />

حنيفا ويف قرن الضحى يتنرصُ‏<br />

ويف ذات املعنى ورد قوله تعاىل:‏ ‏{سَ‏ يَقُولُ‏ السُّ‏ فَهَ‏ اء مِ‏ نَ‏ النَّاسِ‏ مَ‏ ا وَلَّهُ‏ مْ‏ عَ‏ ن قِ‏ بْلَتِهِ‏ مُ‏<br />

الَّتِي كَ‏ انُواْ‏ عَ‏ لَيْهَ‏ ا}‏ البقرة:‏ 142 ‏أراد قول اليهود ما عدلهم،‏ يعني قبلة بيت املقدس،‏ وبيت<br />

املقدس عند املسلمني القبلة الأوىل،‏ ‏أوىل القبلتني وثالث احلرمني الرشيفني )74( .<br />

322


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏♦قدس:‏ وقد ورد لفظ ‏)قدس(‏ حتت مسمى بيت املقدس،‏ ولكن ‏آثر الباحث على ‏إفراد<br />

اسم مستقل لها لشهرتها اليوم يف ‏أنحاء املعمور،‏ فما من ‏شخص يعيش على هذه الأرض<br />

‏إلرّ‏ ويعرف مدينة القدس،‏ فهي مهمة عند جميع ‏أصحاب الديانات السماوية،‏ وقد افرد لها<br />

‏صاحب اللسان اإضافة لذكرها حتت مسمى بيت املقدس،‏ عدة مسميات وردت حتت<br />

مواد خمتلفة،‏ ومنها:‏<br />

323<br />

♦<br />

<br />

<br />

<br />

‏حظر:‏ ومن معانيه احلَظَ‏ رُ‏ وهو خلف الإباحة،‏ واملحظور املحرم،‏ وحظر الشيء<br />

يحظره،‏ ‏أي مينعه.‏ واحلظر ‏أيضا احلظريةَ،‏ وهي جرين التمر،‏ ومنه احلظريةُ،‏ ما ‏أحاط<br />

بالشيء،‏ وهي مصنوعة من القصب واخلشب،‏ وروي عن الرسول الكرمي ‏صلى اهلل عليه وسلم<br />

‏»ل حمى يف الآراك « )75( ‏أراد الأرض التي فيها الزرع املحاط عليها كاحلظرية.‏ وقال املرَّار<br />

بن منقذ العدوي:‏<br />

فاإنَّ‏ لنا حظائرَ‏ ناعمات<br />

عطاء اهللِ‏ رب العاملينا<br />

‏أراد النخل.‏ وهي يف الأصل املوضع الذي يحاط عليه لتاأوي ‏إليه الغنم والإبل؛ ليقيها<br />

الربد والريح.‏ ومن معاين ‏)احلَظِ‏ ر(‏ الشوك والشجر.‏ ومنه الرطب.‏ و مبعنى احلظرية واملنع<br />

جاء املعنى ليدلل على القدس،‏ فهي ‏أي حظرية القدس:‏ اجلنة )76( . ويدلل على املعنيني:‏<br />

احلظرية واملنع قوله ‏صلى اهلل عليه وسلم ‏»ل يلج حظرية القدس مُ‏ دمِ‏ نُ‏ خَ‏ مرٍ،‏ ويف رواية<br />

‏أخرى ل يلج حائط القدس « )77( ؛ ‏أي ل يرد حظرية القدس اجلنة )78( .<br />

‏رجحن:‏ وذكرت القدس حتت هذا اللفظ كمكان للنساء املرجحات ‏أي السمينات<br />

املتاأرجحات باملشي والسري،‏ والتمايل على اجلانبني،‏ ومنه قول علي كرم اهلل وجه « يف<br />

)79(<br />

حجرات القدس مُ‏ رجحنِّني،‏ ‏أي من ‏أرجحن الشيء من ثقله وحترك.‏<br />

‏قدس:‏ وهي التقديس:‏ تنزيه اهلل عز وجل،‏ ويف التهذيب:‏ القُدس تنزيه اهلل تعاىل،‏<br />

وهو املتَقَّدس القُدُّوس املُقَّدس.‏ ويقال القدوس:‏ فعول من القدس،‏ وهو الطهارة،‏ وكان<br />

‏سيبويه يقول:‏ ‏سَ‏ بُّوح و قَدُّوس بفتح ‏أولهما،‏ ويف الكتاب وردت بالضم )80( . وقال اللحياين<br />

‏)ت ‎108‎ه(:‏ املجمع عليه يف ‏سُ‏ بُّوح و قُ‏ دُّوس الضم،‏ قال وإن فتحتهما جاز،‏ قال:‏ ول ‏أدري<br />

)81(<br />

كيف ذلك؛ ويف رأي ثعلب:‏ كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأول،‏ مثل ‏سَ‏ فُود،‏ وكَ‏ لُوب<br />

ومن معاين هذا اللفظ املكان املرتفع الذي يصلح للزراعة.‏ وأما قَدَس فموضع بالشام<br />

من فتوح ‏رشحبيل بن حسنة ‏)ت ‎18‎ه(.‏ ولفظ القُدُس ‏)كما يلفظ اليوم(‏ بضم الدال وسكونها<br />

اسم مصدر ومنه قيل للجنة:‏ حظرية القُدس.‏ هي ‏أيضا الربكة،‏ والأرض املقدسة؛ ‏أي الشام،‏<br />

وبيت املقدس،‏ وينسب ‏إىل ‏ساكنيه مقدسي قياسا على جمَ‏ لسي،‏ و مُ‏ قَدَّسي كما ذهب ‏سيبويه،‏


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

وهو يخفَّف ويثَّقل )82( ، قال امروؤ القيس:‏<br />

فاأدركنه ياأخذن بالساق والنسَّ‏ ا<br />

كما ‏شربق الوِلدانُ‏ ثوب املُقدَّسي<br />

والهاء يف ‏أدركنه ‏ضمري يعود على الثور الوحشي،‏ والنون ‏ضمري الكلب،‏ ‏أي ‏أدركت<br />

الكلب الثور فاأخذت بساقه ونساه وشربقت جلده كما ‏شربق وِ‏ لدان النصارى ثوب الراهب<br />

املقدسي نسبة ‏إىل بيت املقدس؛ فقَطَّ‏ عوا ثيابه تربكا بها.‏ ويقال للراهب مُ‏ قدَّس.‏ وكما روى<br />

‏صاحب اللسان عن الفراء ‏)ت ‎207‎ه(‏ ‏أنَّه قال:‏ القدس هي الأرض املقدسة الطاهرة،‏ وهي<br />

دمشق وفلسطني،‏ وبعض الأردن ومبوضع ‏آخر الأردن،‏ ويقال:‏ ‏أرض مقدسة،‏ ‏أي مباركة،‏<br />

وهذا قول قتادة،‏ وإليه ذهب ابن الأعرابي ‏)ت ‎340‎ه(‏ ؛ وقال احلجاج ‏)ت‎95‎ه(:‏<br />

قد علم القُدُّوس،‏ وموىل القُدْس<br />

اأنَّ‏ اأبا العباس اأوىل نفس<br />

مبعدان املُلك القدمي الكِرْسِ‏<br />

‏أراد ‏أنَّه ‏أحق نفس باخللفة )83( .<br />

ولفظ القَدَس بالتحريك يعني السَّ‏ طل بلغة ‏أهل احلجاز لأنَّه يتطهر فيه؛ ومن هذا املعنى<br />

ورد معنى بيت املَقْدِس الذي يعني البيت املُطَ‏ هَّر،‏ ‏أي املكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب.‏<br />

ويشتق منه ‏)القُدُّوس(‏ ‏أي الطاهر وهي ‏صفة هلل تعاىل كما جاء يف كتابه العزيز ‏{ملْ‏ ‏َلِكُ‏<br />

الْقُدُّوسُ‏ { احلرش:‏ )84( 23 . ومن معاين اللفظ روح القدس ‏)جربيل(‏ عليه السلم،‏ ويف احلديث<br />

الرشيف«‏ ‏أنَّ‏ روح القدس بثَّ‏ يف روعي«‏ )85( ، يعني جربيل؛ لأنَّه خُ‏ لق من طهارة،‏ وقال عز<br />

وجل يف ‏صفة عيسى عليه السلم ‏{وَأ ‏َيَّدْنَاهُ‏ بِرُوحِ‏ الْقُدُسِ‏ { البقرة:‏ 87 يعني جربيل ومعناه<br />

روح الطهارة،‏ وهذا املعنى ينطبق على الأرض املقدسة ‏)بيت املقدس(‏ كقول الشاعر:‏<br />

ال نوم حتى تهبطي اأرض العُدس<br />

وترضبي من خري ماء بِقُدس<br />

‏أراد الأرض املقدسة.‏ ويف احلديث الرشيف « ل قُ‏ دست ‏أمة ل يُوؤخذ لضعيفها من قويها،‏<br />

ويف رواية ‏شديدها«‏ )86( ، ‏أي ل طُ‏ هرت.‏ ومن مشتقات اللفظ:‏ القادس ويعني البيت احلرام؛<br />

والسفينة العظيمة،‏ وقيل هي ‏صنف من املراكب،‏ وقيل لوح من الواحها؛ يقول الهذيل ‏)ت<br />

‎27‎ه(:‏<br />

حتَ‏ ‏َدرَ‏ دمع العني منها فخلته<br />

كنظم قُداس ‏سِ‏ ‏لكه متقطع<br />

324


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

فقد ‏شبه حتَ‏ دُر دمعه بنظم القداس.‏ وقادس ‏أيضا:‏ اسم بلد بخرَسان؛ والقادسية:‏ من<br />

بلد العرب،‏ قيل ‏إمنَّ‏ ا ‏سميت بذلك لأنَّها نزل بها قوم من ‏أهل قادس من ‏أهل خرسان،‏ ويقال:‏<br />

‏إنرّ‏ القادسية دعا لها ‏إبراهيم عليه السلم بالقُدْس،‏ وأنْ‏ تكونَ‏ حمَ‏ َ لَّة احلاجِّ‏ ، وقيل القادسية<br />

قرية بني الكوفة وعذيب.‏ وقيل القُدْس اسم جبل بنجد،‏ ومنه قول ‏أبو ذوؤيب:‏<br />

فاإنَّك حقاً‏ اأيَّ‏ نظرة عاشقٍ‏<br />

نظرتَ‏ وقُدْس دونها و وقري<br />

وقُ‏ دْس ‏أُوارة:‏ جبل ‏أيضا.‏ وجبل قرب املدينة املنورة اسمه ‏)قريس(‏ )87( . ومنها القَدَّاس:‏<br />

وهي حصاة توضع يف املاء قدرا لري الإبل.‏ ومنها القُدَاس:‏ احلجر الذي يُنصب على مصب<br />

املاء )88( .<br />

من خلل ما ‏سبق يتبني لنا ‏أن ‏أسماء مدينة القدس ودللتها يف لسان العرب كثرية،‏<br />

حاول الباحث ‏أن يقف على معظمها،‏ فلفظ بيت املقدس ذكرت يف ‏أكرث من موضع حتت<br />

مواد كثرية،‏ وهذا ينطبق على مادة فلسطني.‏<br />

كما ‏أن ابن منظور يف ذكره لأسماء مدينة القدس كان يعتمد ‏إىل ذكر ‏أي لفظ وإن<br />

تكرر،‏ وحتت ‏أي باب،‏ فبيتُ‏ املقدس مثل،‏ ذكرت حتت مواد كثرية،‏ توحي ‏إىل بيت املقدس،‏<br />

منها لفظ ‏)القدس(‏ وملنع التكرار افرد الباحث عنوانا خاصا لسم القدس،‏ نظرا لورود ‏لسم<br />

حتت ‏أكرث من مادة،‏ مل يشملها لفظ بيت املقدس،‏ فقد جاء لفظ القدس يف مواضع منها:‏<br />

رجحن،‏ و حظر؛ كما ‏أورد له ‏صاحب اللسان ‏أكرث من مادة منها:‏ القدس،‏ وقدس،‏ وقَدَس،‏<br />

كلها تدل على ‏أسماءِ‏ مواضعَ‏ ، وجبالِ‏ ، وأماكنَ‏ .<br />

ومن امللحظ ‏أيضا،‏ ‏أن اسم بيت املقدس هو ‏أكرث الأسماء ‏شهرة ملدينة القدس،‏ فقد<br />

وردت كل الأسماء واملسميات ملدينة القدس حتت هذا ‏لسم،‏ وقد حاول الباحث تقسيم<br />

الأسماء حسب حجم ورودها حتت ‏أسماء عدة؛ لشهرة هذه الأسماء يف الوقت احلايل،‏<br />

ولإظهار املسميات املختلفة لها.‏<br />

ومما يلحظ ‏أيضا عدم ذكر اسم املسجد الأقصى يف اللسان؛ ليدلل على مدينة القدس،‏<br />

حتى وهو يستشهد باأية الإرساء واملعراج،‏ فاكتفى بذكر ‏{سُ‏ بْحَ‏ انَ‏ الَّذِي ‏أَرسْ‏ ‏َى بِعَبْدِهِ‏ لَيْلً}‏<br />

الإرساء:‏ 1 ليدلل على السري بالليل )89( ، كما ‏أنَّه مل ياأتِ‏ على ذكر املسجد الأقصى،‏ وهو<br />

يتحدث عن املعراج باللفظ الرصيح،‏ واملواد اللغوية التي ذكرت فيها،‏ وهي ‏)وكز،‏ و برق،‏<br />

وعدل،‏ و غمم(.‏ وإن كان قد ذُكر ‏رصاحة يف القرآن الكرمي واحلديث النبوي الرشيف.‏ ومل<br />

ياأت على ذكر فتح بيت املقدس مبارشة.‏<br />

325


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

كما مل يذكر ‏أسماء معروفة تاريخيا للقدس مثل ‏)يبوس(.‏ كما مل يذكر ‏أسبابا وشواهد<br />

تدلل على مسميات ذكرها يف كتابه مثل:‏ دار الرسَّ‏ ب،‏ وبيت املِكياش،‏ وصلمون )90( .<br />

ومما زاد ‏صعوبة هذا البحث ‏أنه ‏أعتمد على اجلمع من املعاجم التي اعتمدها دون<br />

حتقيق،‏ فهو مل يخرِّج الأحاديث النبوية،‏ ومل يتحقق من ‏صحتها،‏ فكان يكتفي بذكر احلديث<br />

دون ‏إسناده،‏ وأيضا كان يكتفي بذكر بيت الشعر دون ذكر ‏صاحبه،‏ ‏أو اسمه كامل،‏ ‏أو<br />

عرصه،‏ وكذلك فعل بالنسبة لرواة احلديث.‏ وهذا ‏شكل عبئا كبريا على الباحث؛ لأنَّه حاول<br />

ما ‏أمكنه ذلك تخريج الأحاديث من مظانِّها،‏ والتعريف باأسماء الأعلم الذين ورد ذكرهم<br />

بالبحث<br />

326


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎‏أخرجه . 1 الإمام ‏أبو داوود السجستاين ‏)ت ‎275‎ه(‏ يف ‏سننه كتابه،‏ ج‎1‎ ‏،كتاب السلة<br />

باب الرسج يف املساجد،‏ رقم )457(، ‏ص 125.<br />

. ‎2‎مصطفى الدباغ،‏ بلدنا فلسطني،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص 13<br />

. ‎3‎املرجع نفسه؛ وينظر حممود العابدي،‏ قدسنا،‏ ‏ص 9<br />

. ‎4‎حممد حسني حماسنة وآخرون،‏ تاريخ مدينة،‏ ‏ص‎22‎<br />

. ‎5‎حماسنة وآخرون،‏ ‏ص ‎24‎؛ والدباغ،‏ ج 3، ‏ص 18، و‎68‎<br />

. ‎6‎الدباغ،‏ ج‎3‎‏،‏ ‏ص 14<br />

. ‎7‎ياقوت احلموي،‏ معجم البلدان،‏ م‎5‎‏،‏ ‏ص 196، مادة ‏)بيت املقدس(.‏ ؛ وينظر الدباغ،ج‎3‎<br />

‏ص ‎18،19‎؛ وينظر حممد حماسنة وآخرون،‏ ‏ص 26.<br />

. ‎8‎فيليب حتي،‏ تاريخ ‏سوريا ولبنان وفلسطني،،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 10<br />

. ‎9‎‏ألربايت:‏ ‏أثار فلسطني،‏ ‏ص 61<br />

‎1010‎فيليب حتي،‏ تاريخ ‏سوريا،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص – 21 23 ؛ وانظر حسني حمادة،‏ ‏آثار فلسطني بني<br />

حرب الهيكل التوراتية اليهودية،‏ ووثائق ‏لستكشافات الأثرية العلمية،‏ ‏ص‎98‎؛ وينظر<br />

حممد حماسنة وآخرون،‏ ‏ص 31.<br />

1 حممد حماسنة وآخرون،‏ ‏ص 31<br />

‎1212‎فيليب حتي،‏ تاريخ ‏سوريا،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 87- 237 ؛ وينظر،‏ ‏إبراهيم الرشيقي،‏ ‏أرض كنعان،‏<br />

‏ص 42 وما بعدها؛ وينظر،‏ ابن الأثري ‏)علي بن ‏أبي الكرم(،‏ الكامل يف التاريخ،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص<br />

81 وما بعدها؛ وينظر ظفر الإسلم خان،‏ تاريخ فلسطني القدمي،‏ ‏ص‎24‎‏.‏<br />

‎1313‎العسقلين ‏)احلافظ ‏أحمد بن حجر ت ‎852‎ه(‏ فتح الباري برشح ‏صحيح البخاري،‏ ج‎3‎ ،<br />

‏ص ‎64‎؛ وينظر،‏ ‏آمنة ‏أبو حجر،‏ موسوعة املدن والقرى الفلسطينية،‏ ‏ص 757- 758،<br />

‎1414‎حممد حسن ‏رسرّب،‏ بيت املقدس،‏ املسجد الأقصى،‏ ‏ص 33 ؛ وينظر،‏ مصطفى الدباغ،‏<br />

ج‎9‎‏،‏ قسم 2، ‏ص 22- ‎23،24‎؛ وينظر فيليب حتي تاريخ ‏سوريا ولبنان وفلسطني،‏<br />

ج‎1‎‏،ص ‎89‎؛ وينظر،‏ ظفر الإسلم خان،‏ ‏ص‎29‎‏.‏<br />

‎1515‎اللسان ج‎1‎‏،‏ ‏ص ، 191 مادة ‏)أور(.‏<br />

‎1616‎اللسان مادة ‏)أُور(،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص . 191<br />

. 2<br />

. 3<br />

. 4<br />

. 5<br />

. 6<br />

، 7<br />

. 8<br />

. 9<br />

327<br />

. 11


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

‎1717‎مل ينسب البيت ‏إىل ‏صاحبه،‏ ولكن ‏صاحب معجم البلدان نسبه لأبي زيد،‏ ومنهم من<br />

نسبه لزهري،‏ ينظر ياقوت احلموي،‏ معجم البلدان،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎332‎‏.‏<br />

‎1818‎اللسان:‏ مادة ‏أُور،‏ ج 1، ‏ص‎191‎ .<br />

‎1919‎ابن اجلوزي،‏ فضائل القدس،‏ حتقيق جربائيل جبور،،‏ ‏ص 19، واللسان،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎191‎<br />

‎2020‎اللسان،‏ مادة ‏أور،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص ‎191‎؛ وينظر،‏ ‏سيبويه،‏ ج 3، ‏ص . 208<br />

‎2121‎اللسان:‏ مادة ‏أُور،‏ ج 1، ‏ص‎191‎؛ وينظر الأنس اجلليل،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 353<br />

222 ‏شهاب الدين ‏أبو حممود بن متيم املقدسي.‏ مثري الغرام ‏إىل زيارة القدس والشام،‏ ‏ص<br />

‎242‎؛ وينظر الأنس اجلليل ج‎1‎‏،‏ ‏ص،‏ 353،347 ؛ وينظر،‏ ابن اجلوزي،‏ فضائل القدس،‏<br />

‏ص ‎141‎؛ وينظر عبد الوهاب املسريي،‏ موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية،‏ ج‎4‎‏،‏<br />

‏ص ‎159‎‏.<br />

‎2323‎السيوطي،‏ ‏إحتاف الأخص بفضائل املسجد الأقصى،‏ ‏ص ، 93 وينظر مثري الغرام،‏ ‏ص<br />

‎242‎؛ وينظر ابن اجلوزي،‏ ‏ص ‎139‎؛ وينظر الأنس اجلليل،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 347<br />

‎2424‎الهندي ‏)ت ‎975‎ه(‏ كنز العمال،،‏ ج‎11‎‏،‏ ‏ص 606، رقم احلديث )32928 (. واللسان،‏<br />

ج‎1‎‏،‏ ‏ص 141<br />

‎2525‎معجم البلدان،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص ، 194 بيت املقدس.‏<br />

‎2626‎اللسان،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 142- 143 ، مادة ‏)أل(.‏<br />

‎2727‎حممد حسن ‏رسرّب،‏ بيت املقدس املسجد الأقصى،‏ ‏ص 34 ؛ وانظر الطربي،‏ الرسل<br />

وامللوك ج‎3‎‏،‏ حتقيق ‏أبو الفضل ‏إبراهيم،‏ ‏ص – 909 910.<br />

‎2828‎اللسان،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 144 مادة ‏)أل(.‏<br />

‎2929‎اللسان:‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص ، 212 مادة ‏)أيل(.‏<br />

‎3030‎اللسان:‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص ، 212 مادة ‏)أيل(.‏<br />

‎3131‎اللسان:‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص ‎186‎مادة ‏)بيت(..‏<br />

‎3232‎حممد احلافظ النقر،‏ تاريخ بيت املقدس،‏ ‏ص . 11<br />

33 ؛ وينظر خمترص<br />

3 لتخريج احلديث ينظر ‏صحيح البخاري،‏ رقم احلديث )3887(، ‏ص 808<br />

‏صحيح مسلم،‏ كتاب الإميان،‏ حديث رقم )76( برواية ‏أنس،‏ ‏ص 26.«<br />

328


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎3434‎حممد حسن ‏رسرّب ‏ص 34- 35 .<br />

‎3535‎املقدسي،‏ مثري الغرام ‏إىل زيارة القدس والشام،‏ ‏ص 132 ؛ وينظر،‏ ابن اجلوزي،‏ فضائل<br />

القدس،‏ ‏ص – 72 .73<br />

‎3636‎‏صحيح مسلم،‏ ‏رشح النووي،‏ ج‎13‎‏،‏ ‏ص ‎68‎؛ وينظر ‏سنن الرتمذي،‏ ح‎2‎‏،‏ ‏ص ، 239 رقم<br />

،1782 و 1783<br />

‎3737‎ابن اجلوزي،‏ فضائل القدس،‏ الباب التاسع،‏ ‏ص‎95‎‏،‏ والباب التاسع عرش،‏ ‏ص 130 ؛<br />

وينظر طبقات ابن ‏سعد،‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص 395- 396.<br />

‎3838‎احلنبلي،‏ الأنس اجلليل بتاريخ القدس واخلليل،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص 357 353، ؛ وينظر السيوطي،‏<br />

‏إحتاف الأخص،‏ ‏ص ‎132‎؛ وينظر ابن اجلوزي،‏ ‏ص 141.<br />

‎3939‎اللسان:‏ مادة ‏أزل،‏ ج 1، ‏ص 99- 100 .<br />

‎4040‎اللسان:‏ مادة ‏أزل،‏ ج‎1‎‏،‏ ‏ص‎99‎‏-‏ . 100<br />

‎4141‎اللسان:‏ مادة بذر،‏ ج 2، ‏ص . 44<br />

‎4242‎اللسان مادة بقم،‏ ج‎2‎‏،ص . 128<br />

‎4343‎اللسان مادة بيت،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص – 185 186 .<br />

444 اللسان:‏ مادة بيت،‏ ج‎2‎‏،‏ ‏ص ) 186<br />

‎4545‎عبد الوهاب املسريي،‏ موسوعة اليهود،‏ ج‎4‎‏،ص . 159<br />

‎4646‎اللسان:‏ مادة ‏شلم،‏ ج‎8‎‏،‏ ‏ص . 126<br />

‎4747‎اللسان:‏ مادة كيش،‏ ج 13، ‏ص 142- 143 .<br />

‎4848‎اللسان مادة تني،‏ ج 2، ‏ص ‎252‎؛ ومادة زيت،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص . 85<br />

‎4949‎حممد حسن ‏رسرّب،‏ بيت املقدس،‏ ‏ص . 43<br />

‎5050‎اللسان:‏ مادة زيت،‏ ج‎7‎‏،‏ ‏ص . 85<br />

‎5151‎اللسان،‏ مادة ‏)جلل/‏ ج‎3‎‏،‏ . 184<br />

‎5252‎اللسان:‏ مادة حجج،‏ ج 4، ‏ص . 37<br />

‎5353‎اللسان،‏ مادة ‏)خمر(‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص . 152<br />

‎5454‎اختلف يف ‏سنة وفاته ما بني ‎40‎ه،‏ و‎54‎ه.‏<br />

329


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

55 اللسان،‏ مادة ‏)خمر(‏ ج‎5‎‏،‏ ‏ص 153 ؛ وانظر ابن الأثري ‏)جمد الدين ‏أبي السعادات املبارك<br />

بن حممد اجلزري ت‎606‎ه(‏ النهاية يف غريب احلديث،‏ حتقيق حممود الطناحي وزميله،‏<br />

ج 2، ‏ص 77.<br />

330<br />

5<br />

‎5656‎اللسان،‏ مادة ‏شربق،‏ جز‎8‎‏،‏ ‏ص . 13<br />

‎5757‎اُختلف يف ‏سنة وفاته ت 11 م،‏ ‎28‎م،‏ 30 م.‏<br />

‎5858‎اللسان:‏ مادة ‏)صبح(،‏ ج 8، ‏ص . 192<br />

‎5959‎اللسان،‏ مادة ‏)صخر(‏ ج‎8‎‏،‏ ‏ص . 206<br />

‎6060‎اللسان مادة ‏)صخر(‏ ج 8، ‏ص . 206<br />

‎6161‎البيت منسوب لأعشى قيس،‏ الديوان ‏ص . 155<br />

‎6262‎اللسان مادة ‏)صها(‏ ج‎8‎‏،‏ ‏ص ‎300‎؛ وينظر:‏ معجم البلدان،‏ 495- 3/ 496 .<br />

‎6363‎‏شطر البيت ماأخوذ من معلقة ‏أعشى قيس وتتمته ‏»على ربذاتِ‏ النَّيرّ‏ حمشٍ‏ لثاتها«‏<br />

‎6464‎اللسان،‏ مادة فلسط،‏ ج‎11‎‏،‏ ‏ص . 218<br />

‎6565‎اللسان،‏ مادة فلسط،‏ ج‎11‎‏،‏ ‏ص . 218<br />

666 اللسان،‏ مادة فلسط،‏ ج‎11‎‏،‏ ‏ص . 218<br />

‎6767‎اللسان،‏ مادة قرب ج‎12‎‏،‏ ‏ص ، 52 ولفظ ‏)إنَّ‏ قربك زيدا(‏ مل نعرث عليه يف كتاب<br />

‏سيبويه.‏<br />

68 68 اللسان،‏ مادة قرا،‏ ج‎12‎‏،‏ ‏ص . 93<br />

‎6969‎خمترص ‏صحيح مسلم،‏ ‏]كتاب الإميان[،‏ رقم احلديث )52(، ‏ص . 20<br />

‎7070‎اللسان/‏ ج‎13‎‏،‏ ‏ص‎12‎ .<br />

71 71 اللسان،‏ مادة ‏)هجد(،‏ ج‎15‎‏،‏ ‏ص . 22<br />

72 72 اللسان مادة ‏)وزغ(،‏ ج 15، ‏ص 204 ؛ وينظر ‏سنن ابن ماجة،‏ حتقيق حممد فوؤاد عبد<br />

الباقي،‏ جملد‎2‎‏،‏ كتاب الصرب،‏ الباب الثاين عرش،‏ رقم احلديث )3231( ‏ص ‎1076‎؛<br />

وينظر ‏صحيح البخاري،‏ ‏ص 277، رقم احلديث )1831(.<br />

‎7373‎اللسان،‏ مادة وزغ،‏ ج‎15‎‏،‏ ‏ص‎204‎ .<br />

‎7474‎اللسان،‏ مادة ويل،‏ ج‎15‎‏،ص‎285‎ .


7<br />

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎7575‎اللسان،‏ مادة حظر،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص ‎158‎؛ وينظر ‏سنن ‏أبي داود،‏ حتقيق الألباين،‏ ج‎2‎ ، كتاب<br />

اخلراج والإمارة والفيء ‏ص ‎593‎‏،رقم )3066 ‏أو 2635( ؛ وينظر ‏سنن الرتمذي،‏ حتقيق<br />

‏أحمد ‏شاكر وآخرون،‏ ج‎3‎‏،‏ رقم )1385( ‏ص 90<br />

‎7676‎اللسان،‏ مادة حظر،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص 158<br />

77 اللسان،‏ مادة حظر،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص 158 ؛ ولتخريج احلديث ينظر املنذري ‏)زكي الدين(‏<br />

الرتغيب والرتهيب،‏ حتقيق ‏سعيد اللحام،‏ ج‎3‎‏،‏ رقم )3602( ‏ص 202.<br />

‎7878‎اللسان،‏ مادة حظر،‏ ج‎4‎‏،‏ ‏ص 158<br />

‎7979‎اللسان،‏ مادة رجحن،‏ ج 6، ‏ص‎103‎ .<br />

‎8080‎الكتاب،‏ ج‎1‎‏،‏ . 327<br />

‎8181‎اللسان،‏ مادة قدس،‏ ج‎12‎‏،ص 40<br />

‎8282‎الكتاب،‏ ج . 335 ،3<br />

‎8383‎اللسان،‏ مادة قدس،‏ ج 12، ‏ص . 40<br />

‎8484‎اللسان،‏ مادة ‏)قدس(‏ ج‎12‎‏،‏ ‏ص . 40<br />

‎8585‎اللسان،‏ مادة ‏)قدس(‏ ج‎12‎‏،‏ ‏ص . 40 ونص احلديث وتخريجه،‏ ينظر ابن السبكي،‏ طبقات<br />

الشافعية الكربى،‏ ج 6، ‏ص ‎303‎؛ وينظر تاج العروس للزبيدي،‏ بريوت:‏ دار ‏صادر،‏<br />

1966، م‎4‎‏،‏ ‏ص 213.<br />

‎8686‎اللسان،‏ مادة ‏)قدس(‏ ج‎12‎‏،‏ ‏ص 40. ونص احلديث وتخريجه،‏ ينظر،‏ ‏سنن ابن ماجة،ج‎2‎ ،<br />

حتقيق الألباين،‏ رقم احلديث )2426( ؛ وينظر املنذري،‏ الرتغيب والرتهيب،‏ ج‎2‎‏،‏ رقم<br />

احلديث )2826(، ‏ص 389.<br />

‎8787‎اللسان،‏ مادة ‏)قدس(‏ ج‎12‎‏،‏ ‏ص . 40<br />

888 اللسان،‏ مادة قدس،‏ ج‎12‎‏،‏ ‏ص . 40<br />

‎8989‎اللسان،‏ مادة ‏رسى،‏ ج 7، ‏ص . 179<br />

‎9090‎اللسان،‏ مادة ‏شلم،‏ ج ‎8‎‏،ص . 126<br />

331


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‏.‏‎1‎‏إبراهيم 1 الرشيقي،‏ ‏أورشليم ‏أرض كنعان،‏ عمرّان:‏ ‏رشكة الرشق الأوسط للطباعة والنرش،‏<br />

.1985<br />

‎2‎ابن . 2 الأثري ‏)علي بن ‏أبي الكرم ت ‎639‎ه(،‏ الكامل يف التاريخ،‏ بريوت:‏ دار ‏صادر،‏ ودار<br />

بريوت،‏ 1965.<br />

3 ه(،‏<br />

. ‎3‎ابن الأثري ‏)جمد الدين ‏أبي السعادات املبارك بن حممد اجلزري ابن الأثري ت‎606‎<br />

النهاية يف غريب احلديث،‏ حتقيق حممود الطناحي وزميله،‏ بريوت:‏ دار ‏إحياء الرتاث<br />

العربي،‏ والقاهرة:‏ املكتبة الإسلمية،‏ 1963.<br />

‏.‏‎4‎ابن 4 اجلوزي،‏ ‏)أبو الفرج عبد الرحمن بن ‏أبي احلسن علي بن حممد القرشي التيمي<br />

البكري ت ‎597‎ه(،‏ فضائل القدس،‏ حتقيق جربائيل جبور،‏ بريوت:‏ دار الآفاق اجلديدة،‏<br />

.1979<br />

. ‎5‎ابن السبكي،‏ ‏)تقي الدين علي بن عبد الكايف ت ‎756‎ه(،‏ طبقات الشافعية الكربى،‏ ط‎2‎<br />

حتقيق:‏ حممود حممد الطناحي،‏ وعبد الفتاح حممد احللو القاهرة:‏ دار هجر،‏ ‎1413‎ه.‏<br />

ونسخة دار املعرفة بريوت،‏ ‏)د.ت(‏<br />

. ‎6‎ابن ‏سعد ‏)حممد بن ‏سعد ت ‎230‎ه(،‏ طبقات ابن ‏سعد،‏ برلني وليدن:‏ 1904<br />

‎7‎ابن . 7 ماجة ‏)أبو عبد اهلل حممد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني ت ‎273‎ه(،‏ ‏سنن ابن<br />

ماجة،‏ حتقيق حممد فوؤاد عبد الباقي،‏ القاهرة:‏ دار ‏إحياء الرتاث العربي،‏ 1975.<br />

‏.‏‎8‎ابن 8 منظور،‏ ‏)أبو الفضل جمال الدين ابن منظور حممد بن مكرم الأنصاري الرُرّوَيفعي<br />

الإفريقي ت ‎711‎ه(،‏ لسان العرب،‏ بريوت:‏ دار ‏صادر:‏ 2000.<br />

‎9‎‏أبو . 9 داود السجستاين ‏)ت‎275‎ه(‏ ‏سنن ‏أبي داود،‏ حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد،‏<br />

القاهرة:‏ 1935. ونسخة،‏ الرياض:‏ مكتبة الرتبية العربي لدول اخلليج،،‏ حتقيق الألباين،‏<br />

.1989<br />

‎1010‎‏أمنة ‏أبو حجر،‏ موسوعة املدن والقرى الفلسطينية،‏ عمرّان:‏ دار ‏أسامة،‏ . 2003<br />

111 ‏ألربايت،‏ ‏أثار فلسطني،‏ ترجمة زكي ‏إسكندر وحممد عبد القادر،‏ القاهرة:‏ املجلس الأعلى<br />

للسوؤون الإسلمية،‏ 1971.<br />

‎1212‎البخاري ‏)حممد بن ‏إسماعيل ت ‎256‎ه(،‏ ‏صحيح البخاري،‏ حتقيق:‏ طه عبد الروؤوف<br />

‏سعد،‏ املنصورة:‏ مكتبة الإميان،‏ 2003.<br />

، 5<br />

. 6<br />

332


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎1313‎الرتمذي،‏ ‏)أبو عيسى حممد بن عيسى بن ‏سورة بن موسى بن الضحاك السلمي ‎279‎ه(‏<br />

‏سنن الرتمذي،‏ حتقيق حممد نارص الألباين،‏ الرياض:‏ مكتب الرتبية العربي لدول اخلليج،‏<br />

1988. ونسخة بريوت:‏ دار الفكر 1994، حتقيق ‏أحمد ‏شاكر.‏<br />

‎1414‎حسني حمادة،‏ ‏آثار فلسطني بني حرب الهيكل التوراتية اليهودية،‏ ووثائق ‏لستكشافات<br />

الأثرية العلمية،‏ دمشق:‏ دار قتيبة،‏ 1983.<br />

‎1515‎احلنبلي ‏)جمري الدين ت ‎927‎ه(‏ الأنس اجلليل بتاريخ القدس واخلليل،‏ حتقيق عدنان<br />

‏أبو تبانة،‏ اخلليل:‏ مكتبة دنديس 1999.<br />

‎1616‎الزبيدي،‏ ‏)مرتضى ت‎1205‎ه(،‏ تاج العروس،‏ بريوت:‏ دار ‏صادر،‏ . 1966<br />

‎1717‎‏سيبويه ‏)أبو برش عثمان بن قنرب ت ‎180‎ه(،‏ الكتاب،‏ حتقيق،‏ عبد السلم هارون،‏<br />

بريوت:‏ دار الكتب العلمية،‏ 1988.<br />

‎1818‎السيوطي ‏)جلل الدين ت ‎911‎ه(‏ ‏إحتاف الأخص بفضائل املسجد الأقصى؛ حتقيق<br />

‏أحمد رمضان ‏أحمد.‏ القاهرة:‏ 1982.<br />

‎1919‎‏شهاب الدين ‏أبو حممود بن متيم املقدسي،‏ ‏)ت 795 ‏أو 765 ه(‏ مثري الغرام ‏إىل زيارة<br />

القدس والشام.‏ حتقيق ‏أحمد اخلطيبي.‏ بريوت:‏ دار اجليل،‏ 1994.<br />

‎2020‎الطربي،‏ ‏)حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب ت‎923‎ه(،‏ الرسل وامللوك،‏ حتقيق<br />

‏أبو الفضل ‏إبراهيم،‏ القاهرة:‏ دار املعارف،‏ 1963<br />

‎2121‎ظفر الإسلم خان،‏ تاريخ فلسطني القدمي،‏ بريوت:‏ دار النفائس،‏ . 1972<br />

2 عبد الوهاب املسريي،‏ موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية،‏ ج‎4‎<br />

، 22 بريوت:‏ دار<br />

الرشوق،‏ 1999.<br />

‎2323‎العسقلين ‏)احلافظ ‏أحمد بن حجر ت ‎852‎ه(‏ فتح الباري برشح ‏صحيح البخاري تنظيم<br />

وفهرست حممد فوؤاد عبد الباقي،‏ بريوت:‏ دار املعرفة،‏ 1959<br />

‎2424‎علء الدين املتقي الهندي ‏)ت ‎975‎ه(‏ كنز العمال،‏ حتقيق الشيخ بكري حياين وزميله،‏<br />

بريوت:‏ موؤسسة الرسالة،‏ 1979<br />

‎2525‎فيليب حتي ‏)ت ‎1399‎ه(،‏ تاريخ ‏سوريا ولبنان وفلسطني،‏ ترجمة جورج حداد وعبد<br />

الكرمي رافق،‏ ج‎1‎‏،‏ بريوت:‏ دار الثقافة 1950<br />

‎2626‎حممد احلافظ النقر،‏ تاريخ بيت املقدس،‏ عمرّان:‏ دار البشائر،‏ ودار الرازي،‏ . 2003<br />

‎2727‎حممد حسن ‏رسرّب،‏ بيت املقدس،‏ املسجد الأقصى:‏ املدينة النبوية ‏)املنورة(:‏ . 1994<br />

333


أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />

د.عبد الرؤوف خريوش<br />

<br />

<br />

‎2828‎حسني حماسنة وآخرون،‏ تاريخ مدينة القدس،‏ عمان:‏ دار حنني،‏‎2002‎ .<br />

‎2929‎حممود العابدي،‏ قدسنا،‏ القاهرة:‏ معهد البحوث والدراسات العربية،‏ . 1972<br />

‎3030‎مسلم،‏ ‏)بن احلجاج النيسابوري ت‎261‎ه(،‏ ‏رشح النووي،‏ القاهرة و بريوت:‏ املطبعة<br />

املرصية ومكتبتها،‏ 1930<br />

‎3131‎مصطفى الدباغ ‏)ت ‎1989‎م(،‏ بلدنا فلسطني،‏ ط‎4‎‏،‏ بريوت:‏ دار الطليعة،‏ . 1988<br />

‎3232‎املنذري ‏)زكي الدين ‏أبو حممد الدمشقي ت ‎656‎ه(،‏ الرتغيب والرتهيب،‏ حتقيق ‏سعيد<br />

اللحام،‏ بريوت،‏ دار الفكر،‏ 2000.<br />

خمترص ‏صحيح مسلم،‏ حتقيق حممد نارص الألباين،‏ ‏أسيوط:‏ منشورات جلنة ‏إحياء<br />

السنة،‏ ‎1389‎ه<br />

3 ياقوت احلموي ‏)ت‎622‎ه(،‏ معجم البلدان،‏ حتقيق،‏ فريد عبد العزيز اجلندي،‏ م‎5‎<br />

دار الكتب العلمية ‏)د.ت(‏ .<br />

، 33 بريوت:‏<br />

334


الثابت واملتغري يف السياسة اخلارجية<br />

األمريكية يف عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد حممد حسن نعريات<br />

أ.‏ قصي أمحد حامد<br />

أستاذ مساعد في العلوم السياسية/‏ كلية االقتصاد والعلوم االدارية/‏ جامعة النجاح الوطنية.‏<br />

ماجستير تخطيط وتنمية سياسية/‏ منسق العالقات الخارجية/‏ دائرة العالقات العامة/‏ جامعة القدس المفتوحة/‏ رام اهلل.‏<br />

335


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

ملخص:‏<br />

حتتل دراسة السياسة الأمريكية يف حقبة الرئيس باراك ‏أوباما ‏أهمية عظمى لدى<br />

املنشغلني بالقضية الفلسطينية،‏ وذلك لطبيعة اجلدل الدائر حول التغيري الذي رورّج له<br />

الرئيس الأمريكي يف حملته ‏لنتخابية وخطاباته السياسية،‏ والتي زعمت ‏أن البوصلة<br />

تتجه نحو تغيري يف السياسة الأمريكية جتاه العامل العربي والقضية الفلسطينية على وجه<br />

اخلصوص.‏ لذا ‏أتت هذه الدراسة لتستكشف مدى التغيري الذي ميكن ‏أن حتدثه ‏إدارة ‏أوباما،‏<br />

وطبيعة العقبات التي قد تقف ‏أمامها،‏ والعوامل الدافعة لإحداثه.‏<br />

وقد خرجت الدراسة بجملة من ‏لستنتاجات ‏أبرزها:‏ ‏أن التغيري يف السياسة الأمريكية<br />

جتاه القضية الفلسطينية ‏سياأخذ منحى البحث يف اجلزئيات وليس الكليات،‏ ‏إذ ‏سوف تركز<br />

على ‏إدارة الرصاع بصورة مغايرة ملا كانت عليه يف عهد الرئيس جورج بوش،‏ دون العمل<br />

على ‏إيجاد حلول للرصاع.‏ كما ‏أنها ‏ستعمل على ‏إظهار رغبتها يف انتهاج ‏سياسات حمايدة<br />

عرب البحث عن نقاط للضغط على ‏إرسائيل،‏ وعلى ‏سبيل املثال ‏لستيطان،‏ ‏إل ‏أن ذلك ل<br />

يعني ‏أنها جاهزة للضغط عليها يف القضايا اجلوهرية الأخرى.‏<br />

وأوصت الدراسة الإدارة الأمريكية بتقدمي روؤية متكاملة حلل الرصاع العربي<br />

الإرسائيلي يكفل ‏إرجاع احلقوق الفلسطينية العادلة،‏ والعمل على ‏إيجاد الآليات والوسائل<br />

لتحويل هذه الروؤية ‏إىل واقع ملموس.‏<br />

336


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

The study tackles the expected policy of President Barack Obama toward<br />

the Palestinian cause since he announced his desire to head his compass<br />

toward changing the U.S. policy toward the Arab world and the Palestinian<br />

issue particularly. Therefore, this study comes to explore the extent of change<br />

that may occur by Obama’s administration, and the nature of obstacles that<br />

may stand in front of it.<br />

The study concludes that the expected change in U.S. policy towards the<br />

Palestinian issue will trend toward focusing on specific issues and avoiding<br />

tackling the whole issue as one unit, and it will focus on managing the conflict<br />

differently than it used to under President George W. Bush, without looking<br />

for final solutions to the conflict. On the other hand it will demonstrate its<br />

willingness to adopt a neutral policy by searching for points of pressure on<br />

Israel, the settlements for instance, but that does not reflect its willingness to<br />

practice serious pressure on Israel regarding the other substantive issues.<br />

Finally, the study recommends adopting an integrated peace vision<br />

by Obama’s administration, which could solve the Arab- Israeli conflict,<br />

in addition to ensuring the Palestinian rights, and finding out effective<br />

mechanisms and means to transform it into reality.<br />

337


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

مقدمة:‏<br />

حتتل دراسة السياسة الأمريكية جتاه القضية الفلسطينية ‏أهمية مبالغاً‏ بها،‏ وقد<br />

تعاظمت هذه الأهمية مع وصول الرئيس الأمريكي باراك ‏أوباما ‏إىل ‏سدة احلكم يف<br />

الوليات املتحدة الأمريكية ‏أول،‏ ولزدياد جدلية طبيعة الدور الأمريكي،‏ وبالذات بعد<br />

حمطتي ‏لنتخابات الترشيعية الفلسطينية واملوقف الأمريكي منها ولنقسام الفلسطيني<br />

واجلدل الدائر فلسطينيا حول الدور الأمريكي يف ‏صناعته وتكريسه ‏أو القدرة الأمريكية على<br />

‏إنهائه.‏ ‏إل ‏أن كل هذه التفاصيل مل تلغ حقيقة التصور العام من ‏أن ‏أي حل ‏سياسي للقضية<br />

الفلسطينية يتطلب دوراً‏ ‏ضاغطاً‏ وتغيرياً‏ حقيقياً‏ يف السياسة الأمريكية،‏ وهذا ما يعول عليه<br />

يف املرحلة القادمة من حقبة الإدارة الأمريكية اجلديدة.‏<br />

لذا تاأتي هذه الدراسة لتجيب عن تساوؤل مركزي ورئيسي:‏ ما حدود التغيري يف السياسة<br />

الأمريكية لدى باراك ‏أوباما؟ وما العوامل الدافعة لذلك،‏ والعوامل التي حتد من ‏إحداث هذا<br />

التغيري؟<br />

وتكمن ‏أهمية الدراسة يف السعي ‏إىل تقصي امللمح املتوقعة للسياسة الأمريكية<br />

يف عهد الرئيس املنتخب باراك ‏أوباما ‏إزاء امللف الفلسطيني.‏ وحتاول تبرسرّ‏ السمات<br />

الأساسية التي ميكن ‏أن يرتكها املوروث السياسي حلقبة الرئيس جورج بوش ‏لبن على<br />

اخلطوات املستقبلية لإدارة ‏أوباما جتاه التعامل مع هذا امللف،‏ وإىل ‏أي مدى ميكن ‏أن<br />

تتشابه اسرتاتيجيات ‏إدارته ‏أو تختلف عن ‏إدارة بوش يف ظل املعطيات املتعلقة مبرتكزات<br />

السياسة الأمريكية العامة جتاه القضية الفلسطينية،‏ واختلف وسائل احلزب الدميقراطي<br />

ملعاجلة هذه امللف عن احلزب اجلمهوري وتيار املحافظني اجلدد.‏<br />

وقد اعتمد الباحثان على املنهج الوصفي التحليلي ‏أساساً‏ لدراسة مكونات التوجهات<br />

السياسية الأمريكية لإدارة الرئيس باراك ‏أوباما وحتليلها،‏ واستندا ‏إىل العديد من ‏لقرتابات<br />

كاملنهج السلوكي يف حتليل السلوك السياسي لإدارته وتاأثريه على السياسة الأمريكية<br />

مبجملها،‏ واملنهج ‏لستقرائي لسترشاف ‏لجتاهات املستقبلية للسياسة اخلارجية<br />

الأمريكية،‏ وحتليلها ‏سواء من حيث العوامل الدافعة لها ‏أم العقبات التي قد تواجهها.‏<br />

من الرضوري قبل ‏أن نخوض يف حتليل السياسة املتوقعة لإدارة ‏أوباما جتاه<br />

القضية الفلسطينية،‏ ‏أن نوضح العنارص املوؤثرة يف رسم السياسات املستقبلية لأي ‏إدارة<br />

الأمريكية،‏ وكيف تتاأثر قراراتها جتاه القضية الفلسطينية.‏ هناك ثلثة مكونات ‏أساسية<br />

توؤدي ‏أدواراً‏ مهمة يف ‏صياغة ماهية السياسة اخلارجية الأمريكية،‏ ‏أول:‏ التحالف املوؤسسي<br />

338


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

بني املوؤسسة العسكرية ولقتصادية،‏ والتي تضع على رأس ‏أولوياتها استمرار الهيمنة<br />

‏لقتصادية والعسكرية الأمريكية وتعزيز هيبتها ونفوذها يف العامل من جهة،‏ وهو ما<br />

يفرس لنا كثرياً‏ من القرارات التي تتخذها الإدارات الأمريكية على ‏صعيد التوسع العسكري.‏<br />

ومن جهة ‏أخرى يشكل تعاظم الرغبة يف استمرار دعم بقاء ‏إرسائيل وأمنها ودميومته،‏<br />

‏أحد ‏أهم ثوابتها السياسية ولسرتاتيجية بعيدة املدى.‏ ‏أما ثانيا،‏ فهو اجلهاز البريوقراطي<br />

الضخم الذي يوؤدي دوراً‏ يف التحكم يف ‏آليات تنفيذ القرارات الصادرة عن موؤسسات ‏صنع<br />

القرار.‏ وثالثا املوؤسسة السياسية املمثلة بالرئيس الأمريكي والكونغرس ووزارة اخلارجية<br />

ووزارة الدفاع وجملس الأمن القومي )1( . تخضع ‏سياسات املوؤسسات الثلث فيما يخص<br />

العلقة الأمريكية الإرسائيلية ملوؤثرات داخلية،‏ ومصدرها جماعات الضغط املختلفة<br />

وأبرزها اللوبي اليهودي،‏ وأخرى خارجية متثلها القيمة ‏لسرتاتيجية التي تشكلها ‏إرسائيل<br />

بالنسبة للمصالح الأمريكية،‏ وتنعكس نتائجها على العديد من القرارات املتعلقة باإرسائيل<br />

والقضية الفلسطينية.‏<br />

مل تكن الظروف التي رافقت تويل الرئيس جورج بوش ‏لبن ملنصبه يف الإدارة<br />

الأمريكية عادية،‏ فتداعيات ‏أحداث احلادي عرش من ‏أيلول 2001، مل تلق بظللها على<br />

الربنامج السياسي لإدارته فحسب،‏ بل على عقليتها السياسية.‏ فهذا ‏لستهلل ‏سمح-‏<br />

وبشكل واضح-‏ لأفكار تيار املحافظني اجلدد وأطروحاته،‏ التي متيل ‏أكرث ‏إىل التوسع<br />

العسكري الأمريكي يف العامل،‏ ‏إىل جانب دعمها الواسع للمصالح الإرسائيلية،‏ ‏أن تاأخذ حيزا<br />

ذا ‏أهمية يف بلورة السياسات اخلارجية الأمريكية ورسمها،‏ وتطوير اسرتاتيجياتها جتاه<br />

املنطقة.‏ ويشكل هوؤلء قوة فكرية واقتصادية وإعلمية،‏ ذات نفوذ موؤثر يف مراكز ‏صنع<br />

القرار السياسي يف الوليات املتحدة،‏ وتسيطر ‏أفكارهم على كثري من مراكز البحث املوؤثرة<br />

يف السياسات الأمريكية،‏ والتوجهات السياسية لأعضاء الكونغرس،‏ واجتاهات الرأي<br />

العام الأمريكي مبا يدعم فكرهم،‏ ويروج لأجندتهم السياسية.‏ وأتيح لهم تبورّء العديد من<br />

املراكز املوؤثرة يف الإدارة الأمريكية،‏ كوصول عدد منهم ‏إىل مناصب بارزة،‏ وبخاصة يف<br />

وزارة الدفاع مثل بول وولفوفيتز نائب وزير الدفاع،‏ ودوغلس فايث وكيل وزارة الدفاع،‏<br />

وريتشارد بريل عضو املجلس ‏لستشاري لوزير الدفاع رامسفلد )2( .<br />

نتيجة لهذه املتغريات،‏ وتغلغل نفوذ املحافظني اجلدد يف ‏أروقة الإدارة الأمريكية،‏<br />

تصاعدت النربة العسكرية للإدارة الأمريكية كاسرتاتيجية للتعامل مع الواقع اجلديد،‏<br />

وأعادت ‏صياغة ‏سياساتها واسرتاتيجياتها ووسائلها جتاه الرشق الأوسط،‏ حلماية الأمن<br />

القومي الأمريكي.‏ ومنذ ‏أن زاد هذا التغلغل،‏ زاد تدخلهم يف التحكم بتفاصيل الرصاع<br />

العربي-‏ الإرسائيلي،‏ وجعل السياسة الأمريكية تسري يف خدمة املصالح الإرسائيلية على<br />

339


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

حساب املصالح العربية،‏ ملا يتمتع به املحافظون اجلدد من نفوذ ‏سياسي قوي،‏ فكثري<br />

منهم كتاب وسياسيون نافذون،‏ ومفكرون اسرتاتيجيون،‏ وحماربون قدامى،‏ متيل ‏أفكارهم<br />

‏إىل ‏أفكار اليمني املسيحي املتطرف،‏ وحتمل ميولً‏ ‏صهيونية مغلفة بعداء ‏شديد للعرب<br />

واملسلمني.‏ وهم زيادة على ذلك،‏ وثيقو الصلة باإرسائيل،‏ وحليف متعصب لها.‏ فساهمت<br />

‏أفكارهم ومراكزهم بشكل جوهري يف حتديد مسار النهج السياسي الذي اعتمدته ‏إدارة جورج<br />

بوش ‏لبن فيما يتعلق بالسياسة اخلارجية الأمريكية جتاه القضية الفلسطينية والرصاع<br />

العربي الإرسائيلي بشكل عام،‏ وسعت باستمرار لإقناع الإدارة الأمريكية والكوجنرس بهذه<br />

الفلسفة،‏ وعملت على بلورة ‏سياسة جتيز استعمال قوة ‏أمريكا العسكرية للوصول ‏إىل هذه<br />

الأهداف )3( .<br />

وهنا ميكن القول ‏إن املحافظني اجلدد ‏ساهموا بشكل فاعل يف توجيه الربنامج<br />

السياسي لإدارة بوش نحو ‏لهتمام بتبني مرشوع اسرتاتيجي يتضمن التوسع العسكري<br />

‏إىل ابعد حد ممكن يف الرشق الأوسط،‏ وتوظيف قيم ‏أخلقية تقوم على نرش الدميقراطية<br />

خلدمة ‏أهدافها التوسعية،‏ والهيمنة كقطب ‏أوحد على السياسة الدولية.‏ وقد فتحت ‏أبوابه من<br />

خلل ‏إعلنها احلرب على ما يسمى ‏»الإرهاب«،‏ حيث ‏أصبح موضوع التحول الدميقراطي<br />

يف الدول العربية والإسلمية،‏ وإعادة تشكيل النظم السياسية،‏ مكوناً‏ رئيسياً‏ من مكوناتها،‏<br />

وهو ما ميثل بحد ذاته حتولً‏ جوهرياً‏ يف تلك السياسة،‏ التي ظلت ‏إىل حد بعيد توازن بصورة<br />

تقليدية ما بني ‏صيانة مصاحلها احليوية وضمان استقرار النظم الصديقة من ناحية،‏ وبني<br />

مطلب الدميقراطية وحقوق الإنسان من ناحية ‏أخرى )4( .<br />

على ‏صعيد امللف الفلسطيني-‏ الإرسائيلي،‏ تسلمت الإدارة الأمريكية هذا امللف من<br />

‏سابقتها مدججاً‏ بجملة من التعقيدات،‏ ‏أهمها،‏ زخم انتفاضة الأقصى وتصاعد ‏صبغتها<br />

العسكرية،‏ وتراخي تداعياتها على الرأي العام العاملي.‏ املاأزق الذي بات يكتنف مسار<br />

السلم الفلسطيني-‏ الإرسائيلي،‏ ومعضلة جتسري الفجوة بني مواقف الطرفني.‏ وأخرياً،‏<br />

غياب ثقة طريف الرصاع بعضهما ببعض،‏ وبخاصة الطرف الإرسائيلي الذي ‏شكك بقدرة<br />

القيادة الفلسطينية ‏)يارس عرفات(‏ على ‏صنع السلم.‏ ولذلك،‏ ويف خضم التحولت التي<br />

طرأت على السياسة الأمريكية،‏ كان لبد من التوجه نحو ‏صيغة جديدة للتعامل مع الوضع<br />

القائم.‏<br />

يف البداية،‏ كانت رغبة ‏إدارة بوش واضحة يف ‏أن ‏سياستها ‏سوف ترتكز على التخلص<br />

من املوروث السياسي لإدارة كلينتون،‏ والتنصل من ‏أفكاره ومقرتحاته التي قدمها يف<br />

نهاية عهده،‏ واخلاصة بحل النزاع،‏ والتمسك مبمارسة دور حمدود،‏ ل يتجاوز ‏»إدارة<br />

الأزمة«‏ وعدم ‏إقحام نفسها يف الرصاع الدائر،‏ والبحث عن حلول لأزمة تزداد تعقيدا )5( .<br />

340


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

وهو ما روج له يف حملته ‏لنتخابية يف الفرتة الرئاسية الأوىل،‏ وحتدث كثرياً‏ عن رغبته<br />

يف عدم ‏لنهماك يف ‏ساأن الرصاع الفلسطيني-‏ الإرسائيلي من خلل ‏للتزام بسياسة<br />

off( )Hands- ، وهو ما يفرس استبعاده ملنصب ‏»مبعوث السلم للرشق الأوسط«‏ )6( .<br />

ارتبط هذا الأمر باإدراك ‏إدارة بوش تعقيدات الرصاع الفلسطيني-‏ الإرسائيلي،‏<br />

و ‏»عبثية«‏ السلوك الذي انتهجته ‏إدارة كلينتون يف التعامل مع هذه املساألة.‏ وأنها اندفعت<br />

بعيدا وراء النهج الدبلوماسي التوفيقي بني طريف الرصاع.‏ ومن الواضح ‏أن ‏إدارة بوش<br />

استخلصت عرباً‏ من دراسة ملف املفاوضات الفلسطينية الإرسائيلية،‏ ‏أهمها استحالة التوصل<br />

‏إىل اتفاق يف عهد ‏شارون وعرفات،‏ حتى لو كرست وقتها وجهدها للمفاوضات.‏ فقد رأت ‏أن<br />

الساحتني مل تنضجا بعد للحل،‏ واستئناف املفاوضات على هذا املسار يعد مساألة ‏شائكة،‏<br />

واستنزافا للوقت واجلهد.‏ فهي تعرف ‏أن عرفات لن يتنازل يف مساألتي القدس واللجئني،‏<br />

وشارون ل ميلك مرشوعا ‏سياسيا يصلح لستئناف املفاوضات والتوصل ‏إىل اتفاق مع<br />

الفلسطينيني،‏ ويُعرف عنه معارضته ملا قدم يف كامب ديفيد الثانية.‏ ففلسطينيا كانت ترى<br />

‏أن القيادة احلالية،‏ وخصوصا يارس عرفات،‏ مل تعد موؤهلة لقيادة الطرف الفلسطيني يف<br />

املفاوضات نتيجة للعقلية السياسية التي تنتهجها،‏ وحماولتها توظيف العمل العسكري<br />

لتقوية املوقف السياسي )7( . وإرسائيليا،‏ استخلصت من قراءتها للخارطة احلزبية املكونة<br />

للحكومة الإرسائيلية القائمة،‏ ‏أنها قادرة على ‏إجهاض عملية السلم يف بدايتها.‏ وهو ما<br />

جعلها تدرك جيدا ‏أن استئناف املفاوضات يتطلب تصادما مبارشاً‏ مع ‏شارون وحكومته،‏<br />

وأنها يف هذا الوقت ليست مضطرة ملمارسة ‏ضغوط جدية عليه،‏ والدخول يف ‏صدام<br />

معه )8( .<br />

‏إىل حد بعيد بقيت ‏إدارة بوش تدور يف الرحى نفسه،‏ من حيث عدم التدخل يف الرصاع<br />

وطرح مبادرات ‏سياسية للحل،‏ واملحافظة على علقة هادئة مع ‏إرسائيل وعدم التصادم<br />

معها.‏ فكانت تشعر ‏أن الضغط على ‏إرسائيل ‏سوف يضعها يف مواجهة ‏ضغوط الكونغرس<br />

ووسائل الإعلم،‏ وهو ما رأت ‏أنها يجب ‏أن تبقى يف حل منه.‏ ولذلك متيزت حقبته الرئاسية<br />

بعدم وضع القضية الفلسطينية ‏ضمن ‏أولوياتها،‏ ولبتعاد عن طرح مبادرات جدية حلل<br />

الرصاع.‏ ولعتقاد الذي ‏ساد رأى ‏أن الوليات املتحدة ليست على عجل من ‏أمرها لطرح<br />

مبادرة ‏أمريكية،‏ وأن ذلك ‏سوف يكون ممكناً‏ بعد ‏لنتصار على ‏صدام حسني يف العراق<br />

وليس قبله،‏ حيث ‏سوف يكون الوضع مواتياً‏ لطرح التصورات،‏ وفرض الرشوط )9( ، ولسيما<br />

‏أنها فضلت ترك املواجهة الإرسائيلية الفلسطينية تاأخذ مداها يف الشارع دون تدخل منها،‏<br />

وكان التقدير ‏أن القوة العسكرية الإرسائيلية قادرة على ‏إخضاع الطرف الفلسطيني،‏<br />

وتطويعه،‏ وخلق بيئة ‏سياسية جديدة متناغمة مع النهج العام للإدارة الأمريكية )10( .<br />

341


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

‏إن من ‏أبرز ما ميكن ‏أن يشار ‏إليه من ركائز اعتمدتها الإدارة الأمريكية يف التعاطي<br />

مع القضية الفلسطينية هو الدفع نحو ‏إطار جديد من التعامل يهدف ‏إىل ‏إعادة ‏صياغة<br />

العلقة مع السلطة الفلسطينية،‏ وتهيئة الوضع الفلسطيني لقبول تصوراتها بخصوص<br />

قضايا الأمن واحلل النهائي،‏ من خلل تغيري الواقع السياسي والثقايف الفلسطيني،‏ وخلق<br />

بيئة ‏سياسية جديدة يف املجتمع الفلسطيني متناغمة مع النهج العام للإدارة الأمريكية.‏<br />

فالوليات املتحدة مل تعد ترى جدوى يف ‏إبقاء علقتها مع القيادة الفلسطينية قائمة على<br />

النحو ذاته منذ ‏أوسلو،‏ ولسيما ‏أن من كان تعورّل عليه املساعدة يف تنفيذ تصوراتها مل<br />

يعد موؤهل لذلك،‏ وأن اجليل الذي نساأ يف مرحلة ‏أوسلو هو الذي قاد ‏لنتفاضة الفلسطينية<br />

الثانية )11( . وقد ‏أثار الكوجنرس الأمريكي ذلك باحلديث عن وظيفة السلطة الفلسطينية<br />

باملقارنة مع الصيغة التي نساأت عليها،‏ والدور الذي توؤديه ‏أجهزتها الأمنية يف تهديد<br />

‏أمن ‏إرسائيل.‏ واجته نحو ‏سحب ‏لعرتاف السياسي بالقيادة الفلسطينية وبالأخص يارس<br />

عرفات،‏ ورأى ‏أن ‏لستمرار يف التعامل معها بعقيدتها وأسلوبها وتوجهاتها السياسية،‏ ل<br />

ميكن ‏أن يخدم ‏لسرتاتيجية الأمريكية اجلديدة القائمة على توسيع حتالفاتها يف الرشق<br />

الأوسط،‏ وتعجيل ‏إنهاء الرصاعات التي توؤثر على مصاحلها يف املنطقة )12( . ولعل هذا كان<br />

له دور كبري يف تبني الوليات املتحدة وجهة النظر الإرسائيلية فيما يتعلق بعدم ‏أهلية<br />

القيادة الفلسطينية لصنع السلم،‏ واعتبار منظمات املقاومة الفلسطينية وجهاً‏ فلسطينياً‏<br />

‏»للإرهاب«‏ الذي ل يهدد ‏إرسائيل فحسب،‏ بل ‏إنه متصل بالشبكات ‏»الإرهابية«‏ الأخرى يف<br />

العامل )13( . وقد مهد لذلك لأن يصبح التعامل الأمريكي مع السلطة الفلسطينية منضوياً‏<br />

حتت ‏إطار احلملة الدولية على الإرهاب.‏<br />

ولذلك ركزت الإدارة الأمريكية على السري ‏ضمن ‏سياسية اخلطوة-‏ خطوة،‏ والتي<br />

تشمل ‏أمرين،‏ الأول:‏ عدم التورط بتقدمي مقرتحات حمددة للحل،‏ ولقتصار على تقدمي<br />

‏إطار عام لذلك مثله روؤية الرئيس بوش.‏ والثاين:‏ الرتويج البطيء للحل ‏ضمن قاعدة<br />

السلم املرشوط الذي يعتمد على تغيري الواقع السياسي الفلسطيني،‏ وإعادة ‏صياغة البنية<br />

السياسية والثقافية والأمنية الفلسطينية كمقدمة لبدء املفاوضات.‏ وهو ما يبقيها بعيدة<br />

عن الضغط على ‏إرسائيل،‏ ول يحملها مسوؤولية التعجيل يف دفع عملية السلم،‏ ويلقي بذلك<br />

على الفلسطينيني )14( .<br />

جنحت ‏إرسائيل يف استغلل متغريات ما بعد 11 ‏أيلول لتحقيق مطلبني ‏أساسيني،‏<br />

الأول زيادة الدعم الأمريكي لها يف املجالت املختلفة عسكريا واقتصاديا وسياسيا،‏<br />

والثاين دفعها ‏إىل التخلي عن ممارسة دور الوسيط Mediator بني طريف الرصاع،‏ وهو<br />

ما جنحت يف حتقيقه بدعم كبري من تيار املحافظني اجلدد،‏ والذي مهد لزيادة التقارب<br />

342


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

والتوافق-‏ ‏أكرث من ‏أي وقت مضى-‏ بني السياسات الأمريكية والإرسائيلية،‏ فيما يخص<br />

القضية الفلسطينية،‏ وحتولها ‏إىل ‏أخرى تتبنى وجهة النظر الإرسائيلية،‏ ومواقفها،‏<br />

وتصوراتها للتعامل مع املساألة الفلسطينية )15( .<br />

حملت هذه املرحلة وعداً‏ ‏أطلقه بوش لرئيس الوزراء الإرسائيلي ‏أرئيل ‏شارون،‏ يتضمن<br />

‏ضمانات لإرسائيل تعطيها احلق يف التحكم يف تفاصيل معاجلة القضية الفلسطينية،‏ وان<br />

ل متارس الوليات املتحدة ‏ضغوطا عليها يف ‏أي اجتاه كان )16( . من الصعب ‏إهمال هذا<br />

الأمر ملا يحويه من ‏أهمية تتعلق مبا ‏سوف يرتكه الرئيس بوش خللفه،‏ كون ذلك يعيد<br />

‏صياغة الدور الأمريكي جتاه الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي.‏ مبعنى ‏أن ‏إدارة بوش<br />

جعلت الإطار احلاكم للدبلوماسية الأمريكية يقترص على ‏للتزام فقط بدور ‏»املسهرّل«‏<br />

Facilitator للمفاوضات،‏ وعدم ممارسة ‏أي دور يف الرصاع من حيث طرح مبادرات<br />

للحل،‏ ‏أو تقريب وجهات نظر ومواقف الطرفني،‏ وان تبقى الضامن Guarantor لإرسائيل<br />

بالتصدي لأية ‏ضغوط ميكن ‏أن متارسها ‏أطراف عربية ‏أو دولية عليها،‏ ‏أو ‏أي حماولت<br />

من قبلها للتدخل يف الرصاع وطرح مبادرات للحل.‏ وبالتايل فاإن درجة التزام الوليات<br />

املتحدة لن تكون بالقدر الذي يوؤثر من الناحية العملية على الطرف الإرسائيلي،‏ بحيث<br />

يرتك الطرف الفلسطيني يف مواجهة طرف ‏إرسائيلي مسلح بكل ‏أدوات الضغط السياسي،‏<br />

ولقتصادي،‏ والعسكري،‏ والإعلمي،‏ فيما يفتقد الطرف الفلسطيني لذلك.‏<br />

منذ ‏أن تغريت موازين القوى يف الساحة الفلسطينية ‏)أي بعد ‏لنتخابات الترشيعية<br />

وفوز حركة حماس بها وتشكيلها للحكومة الفلسطينية(‏ مبا ل يخدم السياسة الأمريكية،‏<br />

حرصت الإدارة الأمريكية على العمل يف اجتاهني:‏ الأول يهدف ‏إىل ‏لنتقال بالوضع<br />

الفلسطيني من ‏أزمة ‏إىل ‏أخرى،‏ للتخلص من التحول يف مراكز القوى،‏ من خلل فرض<br />

حصار وقيود على احلكومتني اللتني ‏شاركت فيهما حركة حماس.‏ فيما ارتكزت توجهاتها<br />

السياسية على تشديد التباعد ولنقسام الداخلي الفلسطيني وتصعيد املواجهة بني حماس<br />

وفتح ما ميكرّن من ‏إلغاء نتائج انتخابات 2006 وإعادة رسم اخلارطة السياسية الفلسطينية<br />

على نحو جديد يدعم روؤيتها وسياستها يف املنطقة )17( . وثانيا:‏ حتويل ملف املفاوضات<br />

‏إىل ملف هامشي وتوظيف ‏لهتمام الشكلي به لإضفاء ‏صفة ‏رشعية على ترتيبات جديدة<br />

باملنطقة،‏ والتفرغ مللفات ‏أخرى تتعلق بالعراق وإيران وسوريا.‏ فقد كان ملحوظا تسابق<br />

الإدارة الأمريكية مع الزمن لفرض حل ما للقضية الفلسطينية كي ل يبقى هذا امللف جامدا<br />

دون حراك،‏ والإبقاء على عملية التفاوض والتقارب الفلسطيني الإرسائيلي مستمراً‏ بصورة<br />

دائمة،‏ ول يتاأثرا مبدى جدية ‏أو ‏إمكانية ‏إجناز ‏أي اتفاق،‏ ليوحي باستمرار اجلهود الأمريكية<br />

لتطبيق خارطة الطريق )18( .<br />

343


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

تضعنا هذه القراءة ‏أمام استنتاج رئيس هو:‏ ‏أن الإدارة الأمريكية عمدت ‏إىل جتاهل<br />

بحث حل القضية الفلسطينية حتى السنة الأخرية من عمرها،‏ وارتكزت يف معاملة امللف<br />

الفلسطيني بوصفه جزءاً‏ من احلملة الدولية على الإرهاب،‏ وليس باعتباره ملفاً‏ جوهرياً‏<br />

يساهم حله يف ‏إرساء الهدوء يف الرشق الأوسط بشكل كبري.‏ وهو ما دفعها لتجنب اخلوض<br />

يف الرصاع من زاوية تقريب وجهات النظر نحو احلل،‏ بل امليل الشديد نحو التخلي عن دورها<br />

الوسيط يف ذلك،‏ وجعل دورها وسياساتها تركز على متهيد الطريق ‏أمام ‏إرسائيل لتغيري<br />

مفاهيم وأسس حل الرصاع،‏ وفرض ‏صيغ جديدة للحل،‏ وتغيري املنطلقات احلاكمة لعميلة<br />

السلم واحلل النهائي من خلل ‏إعطائها هامشاً‏ واسعاً‏ من احلرية وفق اسرتاتيجية فرض<br />

احلقائق على الأرض تتجاوز من خللها مرجعية قرارات الأمم املتحدة،‏ ‏أو حتى املبادرة<br />

العربية.‏ وتعرب هذه ‏لسرتاتيجية عن رغبة واضحة لدى الإدارة الأمريكية بعدم تقدمي<br />

مبادرة جدية حلل الرصاع،‏ والضغط على ‏إرسائيل لإبداء مرونة ‏أكرب يف القضايا احلساسة<br />

يف عملية التسوية،‏ وركزت جهودها على العمل باإطار مواز لتهيئة الوضع الفلسطيني على<br />

‏صعيد القيادة السياسية والأمنية لقبول هذا احلل،‏ وتغيري املنطلقات والأسس الفلسطينية<br />

لعملية التفاوض وإيصال مطالبهم ‏إىل السقف الذي ميكن ‏أن تقبل به ‏إرسائيل فيما يخص<br />

قضايا اللجئني والقدس واملستوطنات.‏<br />

هناك اأربعة متغريات اأساسية ميزت املوروث السياسي الإدارة بوش فيما يخص<br />

القضية الفلسطينية:‏<br />

● ‏●اأولها:‏ فيما يتعلق بالتعهدات التي قدمتها االإدارة االأمريكية للحكومة<br />

االإرسائيلية يف نيسان عام ‎2004‎ ‏ضمن رسالة الضمانات،‏ التي توؤكد التزام الوليات<br />

املتحدة باأمن ‏إرسائيل كدولة يهودية،‏ وأن يكون ذلك ‏أساسا ملزما لأي توجه ‏أمريكي نحو<br />

حل الرصاع،‏ وهو ما يرد نصاً‏ يف رسالة الضمانات ‏»]باأنرّ[‏ الواليات املترّحدة ملتزمة كل<br />

االلتزام باأمن اإرسائيل ورفاهيتها كدولة يهودية«‏ )19( .<br />

يحمل هذا املوروث ‏أبعاداً‏ مهمة على ‏صعيد الأسس التي ‏سوف ترتكز عليها توجهات<br />

السياسة اخلارجية الأمريكية يف التعامل مع امللف الفلسطيني.‏ فهي من ناحية تضع<br />

حمددات ‏أساسية حتكم روؤيتها للحل،‏ والتي تتضمن احلل على ‏أساس ‏أن ‏إرسائيل دولة<br />

للشعب اليهودي،‏ وفلسطني دولة للشعب الفلسطيني.‏ ما يعني ‏أن نقطة انطلق املفاوضات<br />

الفلسطينية الإرسائيلية،‏ واخلطوط العريضة لأي اتفاق بينهما ‏سوف ترتكز على مبدأ<br />

‏لعرتاف بيهودية الدولة.‏ وبذلك جتعل من ‏أي ‏سياسة ‏أو روؤية ‏أمريكية تتجاهل الإرصار<br />

الإرسائيلي على ذلك،‏ خطاً‏ ‏أحمر يف ‏أي تسوية ‏سياسية مع العرب والفلسطينيني.‏<br />

344


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

ومن ناحية ‏أخرى فان ذلك ينعكس على الروؤية الأمريكية لشكل الدولة الفلسطينية<br />

املستقبلية يف ظل الضمانات التي قدمتها لإرسائيل بالتعامل مع احلقائق على ‏أرض الواقع<br />

كمنطلق ‏أساسي يف ‏أي تسوية مع الفلسطينيني.‏ هذا الأمر يجعل الوليات املتحدة تتمسك من<br />

حيث املبدأ باأن ‏أي اترّفاق حول الوضع الدائم يجب ‏أن يعكس هذه احلقائق،‏ وبخاصة فيما<br />

يتعلق بقضية القدس،‏ وبقائها عاصمة موحدة لإرسائيل،‏ وقضيتي ‏لستيطان واللجئني.‏<br />

والذي بدوره ‏سوف ينعكس على طبيعة الدور الأمريكي فيما يتعلق بتغيري الروؤى والقرارات<br />

املحددة حلل الرصاع،‏ لتاأخذ يف احلسبان عدم املس بوحدة القدس،‏ واملستوطنات الكربى،‏<br />

وبقاء حق العودة متاحاً‏ يف حدود الدولة الفلسطينية القادمة،‏ وأن ‏أي حل لهذه القضية<br />

مستقبلً‏ يجب ‏أن يكون يف الدولة الفلسطينية وليس يف الدولة اليهودية )20( .<br />

● ‏●وثانيها:‏ فيما يتعلق باالإسهام الفعلي للواليات املتحدة يف حتديد السياسات<br />

العامة للسلطة الفلسطينية،‏ والإرشاف املبارش على تطبيقها.‏ فقد قامت ‏سياسة الإدارة<br />

الأمريكية على حتديد دقيق ومبارش لللتزامات السلطة الفلسطينية وبخاصة فيما يتعلق<br />

بالسياق الأمني،‏ والتحكم يف تفاصيل ‏إجراءاتها وسياساتها من خلل خطط حملت عناوين<br />

الإسلح الأمني والسياسي،‏ ‏أعدها وارشف على تنفيذها كبار اجلرنلت الأمريكيني<br />

كاجلرنال كيت دايتون،‏ وليام ‏أبرامز.‏ وقد ‏سجل ذلك تطوراً‏ يف الدور الأمريكي،‏ من وضع<br />

الرشوط وللتزامات ‏إىل التدخل املبارش يف ‏إعادة ‏صياغة الرتكيبة السياسية والإدارية<br />

للسلطة الفلسطينية ووضع اخلطوات العملية لأدائها وإجراءاتها،‏ والتاأثري فيها على نحو<br />

يدعم توجهها لإحداث تغيريات جوهرية يف النظام السياسي الفلسطيني،‏ والذي ‏أصبح<br />

فاعلً‏ يف حتديد ‏شكل علقات السلطة مع القوى الفلسطينية الداخلية من جهة،‏ ومع ‏إرسائيل<br />

من جهة ‏أخرى )21( .<br />

● ‏●وثالثها:‏ وهو ما ‏سوف يرتك موروثاً‏ هائالً‏ اأمام اإدارة اأوباما يتلخص مبا<br />

يسمى ‏رصاع املحاور على الساحة الفلسطينية،‏ ومتكن القوى الإقليمية من تعزيز<br />

وجودها فيها كواحدة من ‏أهم املحاور ‏لسرتاتيجية احلساسة على املستوى الإقليمي<br />

والدويل،‏ ورغبة الأطراف املختلفة الإمساك بالورقة الفلسطينية كعنرص ‏ضاغط وداعم<br />

ملصاحلها.‏ فدول الإقليم متارس دوراً‏ مركزياً‏ وموؤثراً‏ يف تفاصيل القضية الفلسطينية،‏<br />

والذي مهد ‏أمامها الطريق ملمارسة ‏أدوار حاسمة تتحكم من خللها مبجريات الأمور فيما<br />

يخص العلقة الفلسطينية-‏ الفلسطينية،‏ والفلسطينية الإرسائيلية،‏ وباتت تتحكم يف معظم<br />

مفاتيح الرصاع،‏ وممارسة ‏أدوار مهمة وحاسمة يف كثري من الأحيان يف حتديد حالة السلم<br />

واحلرب على هذا الصعيد،‏ والتاأثري على مستقبل ‏أي تسوية بني اجلانبني،‏ بحيث ‏أصبح<br />

القرار الفلسطيني حمكوماً‏ ‏إىل حد ما بهذه العلقات.‏ وقد تعاظم دورها ‏أيضا يف التاأثري يف<br />

علقات القوة الفلسطينية مع بعضها بعضاً‏ )22( .<br />

345


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

● ‏●ورابعها:‏ توحيد جهود املجتمع الدويل حلل القضية الفلسطينية ‏ضمن اإطار<br />

دويل جديد عرف ب ‏»اللجنة الرباعية«.‏ ويوؤدي ‏إنشاء اللجنة الرباعية دوراً‏ يف ‏إضفاء<br />

‏رشعية دولية،‏ ولنطلق نحو روؤى جديدة لأي حل ميكن ‏أن يتم التوصل ‏إليه،‏ عوضاً‏ عن<br />

‏لرتكاز على املرجعيات الدولية ‏أو العربية وقراراتها يف هذا الساأن كمحددات للحل.‏ وهو<br />

ما يعني وضع ‏آلية دولية جديدة هدفها تقدمي الدعم لهذه الروؤى )23( . ويف ذلك تقويض<br />

للدور الدويل ‏أو بالأحرى ‏إضعافه فيما يخص ‏أن تبادر القوى الدولية يف طرح تصورات<br />

جديدة حلل الرصاع تتناقض مع ما طرح يف خارطة الطريق،‏ والإبقاء على خارطة الطريق<br />

املحدد الأساسي للعمل الدويل.‏<br />

مفهوم التغيري عند باراك أوباما:‏<br />

‏إن التغيري الذي يطمح ‏إليه باراك ‏أوباما فيما يتعلق بعلقة بلده مع دول الرشق<br />

الأوسط يجسدها رغبته يف ‏إخماد العنف املتزايد باملنطقة،‏ ومعاجلة النفور املتنامي من<br />

قبل املسلمني والعرب جتاه الوليات املتحدة،‏ والذي يلقي بتداعياته السلبية على املصالح<br />

الأمريكية يف املنطقة )24( . فهو يعتقد ‏أن ‏سياسات ‏إدارة بوش قد ‏أرضت بهذه املصالح،‏<br />

وزادت التهديدات لأمن ‏إرسائيل.‏ لذلك يحاول من خلل نهج التغيري الذي يروج له ‏إظهار<br />

التمايز عن ‏إدارة ‏سلفه،‏ ولسيما قيما يتعلق مبعاجلة ملفات الرشق الأوسط.‏ )25( .<br />

تنطلق اسرتاتيجية ‏أوباما للتغيري من منظور ‏أن الوليات املتحدة والعاملني العربي<br />

والإسلمي جتمعهما مصالح مشرتكة،‏ وان على الوليات املتحدة ‏إعادة النظر يف العلقة<br />

الأمريكية-‏ الإسلمية من منظور خمتلف يرتكز على حتقيق هذه املصالح،‏ وحتقيق ‏آمال<br />

الناس وأحلمهم بغض النظر عن عقائدهم.‏ لذلك فان ‏أوباما يرى ‏رضورة ‏إسلح العلقة<br />

الأمريكية الإسلمية،‏ ورأب الصدع الذي خلفته ‏سياسات الإدارة السابقة )26( . من هنا يرى<br />

‏أوباما ‏أن التغيري يجب ‏أن ينطلق من ‏إعادة النظر يف العلقة الأمريكية مع دول العامل<br />

العربي والإسلمي،‏ والتفرقة بني الإسلم والإرهاب،‏ وأن الوليات املتحدة ليست يف حرب<br />

مفتوحة مع العامل الإسلمي،‏ بل ‏إنها يف مواجهة فقط مع منظمات تتخذ من الإسلم ‏ستارا<br />

لتربير هجومها على املصالح الأمريكية،‏ وأن الوليات املتحدة تتعامل مع مناطق النزاع<br />

كل على حدة،‏ وليس ‏ضمن ‏سياسة ‏شاملة تربط الإسلم بالإرهاب.‏ وهنا يرى ‏أوباما ‏أن<br />

مهمته هي ‏إيصال حقيقة ‏أن للوليات املتحدة مصلحة يف خري العامل الإسلمي،‏ وتغيري<br />

نظرة العامل الإسلمي عن الأمريكيني،‏ وأن ‏أمريكا ليست عدواً‏ للمسلمني،‏ بل تربطهم مصالح<br />

مشرتكة،‏ وأن اللغة التي ‏سوف تستخدمها ‏إدارته ‏ستكون لغة تتسم بالحرتام فيشري ‏إىل<br />

ذلك بقوله:‏ ‏»اإذا نظرنا اإىل املنطقة ككل،‏ وبعثنا برسالة اإىل العامل العربي والعامل<br />

346


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

االإسالمي باأننا مستعدون لبدء ‏رشاكة جديدة قائمة على االحرتام املتبادل واملصالح<br />

املشرتكة،‏ فعندئذ،‏ على ما اأعتقد،‏ نستطيع اأن نحقق تقدماً‏ فعلياً...‏ ومهمتي االآن هي<br />

اإيصال حقيقة اأن للواليات املتحدة مصلحة يف خري العامل االإسالمي،‏ واأن اللغة التي<br />

نستخدمها ‏ستكون لغة تتسم باالحرتام«‏ )27( .<br />

لذلك فان جناح الوليات املتحدة يف تعزيز علقتها بالعامل الإسلمي على ‏أسس<br />

من ‏لحرتام واملصالح املشرتكة،‏ بعيداً‏ عن ‏سياسة ‏لستعلء والقوة،‏ ‏سوف يسحب احلجج<br />

من احلركات الإسلمية التي تروج ‏إىل مواجهتها حلرب ‏أمريكية على الإسلم.‏ وما يتضح<br />

من نهج التغيري الذي ينشده ‏أوباما هو حماولته ‏لقرتاب ‏أكرث من العامل الإسلمي وكرس<br />

احلاجز الذي وضعه ‏سلفه،‏ والتمييز بني منظمات على غرار القاعدة،‏ وبني ‏أناس قد يختلفون<br />

مع السياسات الأمريكية وأفعالها.‏<br />

ولعل هذا التوجه يثري فروقا بني ‏إدارته للسياسة اخلارجية الأمريكية عن ‏سلفه جورج<br />

بوش من حيث التخلي عن مفهوم الرضبة ‏لستباقية يف السياسة اخلارجية الأمريكية،‏<br />

والتخلي عن ‏سياسة ‏»من ليس معنا فهو ‏ضدنا«‏ وعسكرة املجتمع الدويل.‏ بينما ‏أوباما<br />

مييل للدعوة للحوار والدبلوماسية،‏ وإبداء ‏لستعداد للإصغاء،‏ وبناء اجلسور مع العامل<br />

الإسلمي وتفهم قضايا الشعوب العربية والإسلمية،‏ والظهور بوجه ‏أكرث ‏إنسانية وأكرث<br />

‏شعبية فيما يخص ‏سياسات ‏إدارته.‏<br />

مالمح التغيري يف سياسة أوباما جتاه القضية الفلسطينية:‏<br />

‏إن وجهة النظر املعلنة لباراك ‏أوباما حول حل الرصاع الفلسطيني-‏ الإرسائيلي<br />

متطابقة ‏إىل حد كبري مع ما طرحه الرئيس بوش يف روؤيته وما جاء يف خارطة الطريق.‏<br />

فهو يوؤيد مبدأ قيام دولتني كاأساس حلل الرصاع،‏ ومساندة التوصل ‏إىل حل النزاع عن<br />

طريق املفاوضات )28( . كما ل تختلف وجهة نظره عن ‏سلفه فيما يخص ثوابت السياسة<br />

الأمريكية وأولياتها جتاه العلقة مع ‏إرسائيل،‏ والتي تستند ‏إىل الدعم املطلق لبقائها وأمنها،‏<br />

واحتفاظها بتفوق نوعي على دول املنطقة يف املهارات والقدرات العسكرية،‏ وتقدمي الدعم<br />

لها يف ‏إبقاء القدس عاصمة موحدة وخاضعة لسيادتها )29( .<br />

ولذلك فانه ينطلق يف تعامله مع امللف الفلسطيني من اأمور اأساسية ثالثة:‏<br />

‏●اأولها:‏ تفادي الوقوع يف ‏أخطاء الإدارات السابقة،‏ وتاأجيل البت يف حل الرصاع<br />

‏إىل نهاية الولية الرئاسية على غرار بيل كلينتون وجورج بوش ‏لبن.‏ فطاملا انتقد<br />

الأخري الذي انشغل باحلرب على العراق ومل يركز بشكل كاف على عملية السلم.‏ ولذلك<br />

347<br />


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

يعتقد باراك ‏أوباما ‏أن التغيري يجب ‏أن يبدأ ‏أولً‏ باملشاركة الفورية واملبارشة يف دفع<br />

عملية التفاوض ‏إىل الأمام،‏ وتقدمي الدعم اللزم للطرفني الفلسطيني والإرسائيلي لتذليل<br />

العقبات التي ‏ستواجههما،‏ وتوفري الظروف امللئمة عربياً‏ ودولياً‏ لتاأمني فرص جناح هذه<br />

املفاوضات )30( . وعليه بدأت وعوده ‏لنتخابية تاأخذ طريقها ‏إىل التنفيذ بتعيني جورج<br />

ميتشل كشخصية لها مكانتها،‏ وذات ‏سمعة واسعة يف حل الرصاعات،‏ كمبعوث للسلم<br />

يف الرشق الأوسط،‏ وهو املعروف بخربته وجناحه يف ‏إحلل السلم يف ايرلندا،‏ واملتمتع<br />

بالتصميم والصرب ونوع من التوازن،‏ ويحظى بقبول ‏إىل حد كبري من طريف الرصاع )31( .<br />

خلفا ملا كان عليه احلال يف عهد ‏إدارة بوش،‏ ل ينظر باراك ‏أوباما ‏إىل املفاوضات<br />

‏أنها غاية،‏ وإمنا وسيلة يجب ‏أن ل تستمر ‏إىل ما ل نهاية.‏ فهو يسعى ‏إىل حتريك املفاوضات<br />

وإيجاد حل جزئي يف هذا البند ‏أو ذاك،‏ ويعتقد ‏أن حتقيق ‏أي تقدم ملموس ميكن ‏أن يعد<br />

اجنازا )32( . ولكن يحرص ‏أوباما على جتاوز خطاأ بوش بوضع ‏أهداف ل ميكن بلوغها<br />

كاحلديث عن دولة فلسطينية نهاية 2008، ‏أو طرح مبادرات للحل،‏ ‏أو حتى حتديد ‏إطار<br />

زمني لقيام الدولة الفلسطينية،‏ فهو يتحدث عن ‏إمكانية قيام دولة فلسطينية ولكن ل<br />

يتحدث عن قدرة ‏إدارته على حتقيق ذلك،‏ ‏أو ‏إمكانية ‏أن يتحقق ذلك يف فرتته الرئاسية،‏<br />

وهو ما يدلل على رغبته يف اتباع دبلوماسية ‏إدارة الأزمة،‏ وان هناك ‏سقفاً‏ للتغيري الذي<br />

يتحدث عنه )33( .<br />

وعلى الرغم من ‏أن باراك ‏أوباما يتخذ ‏أساليب جديدة يف التعامل مع الرصاع،‏ فاإنه<br />

ل يختلف عما درجت عليه السياسة الأمريكية يف جتنبها الضغط على ‏إرسائيل،‏ ويفضل ‏أن<br />

يرتك للفلسطينيني والإرسائيليني اتخاذ القرارات دون ‏أن يكون هناك دور ‏أمريكي ‏ضاغط<br />

على ‏إرسائيل.‏ يوحي ذلك بالتزام ‏أوباما مبضمون رسالة الضمانات التي وجهتها ‏إدارة<br />

بوش حلكومة ‏شارون،‏ والتي يف نهاية املطاف،‏ ‏سوف تضمن لإرسائيل ‏أن توؤخذ احلقائق<br />

على الأرض يف عني ‏لعتبار يف ‏أي تسوية مع الفلسطينيني،‏ وان ل متارس الوليات<br />

املتحدة ‏ضغوطاً‏ عكس ذلك عليها.‏<br />

‏●وثانيها:‏ هو اعتقاد ‏أوباما ‏أن حل الرصاع مصلحة ‏أمريكية قبل ‏أن يكون مصلحة<br />

‏إرسائيلية،‏ وأن ‏إقامة دولة فلسطينية ‏سوف يخدم الأمن القومي الأمريكي،‏ وليست جمرد<br />

مصلحة فلسطينية ‏أو عربية ‏أو ‏إرسائيلية.‏ يدرك ‏أوباما ‏أنه لن يكون مبقدور الوليات املتحدة<br />

‏أن حتقق ‏أهدافها يف الرشق الأوسط ما مل تتعامل مبارشة مع الرصاع العربي الإرسائيلي،‏<br />

وان تسعى جدياً‏ حلل الرصاع الفلسطيني-‏ الإرسائيلي )34( . لذلك بدأ يرى ‏رضورة النظر يف<br />

املطالب العربية،‏ وإعادة ‏لعتبار ملبادرة السلم التي طرحتها الدول العربية،‏ واعتبارها<br />

‏إحدى ركائز عملية السلم،‏ يف الوقت الذي مل حتظ بالهتمام الكاف من قبل ‏إدارة بوش )35(<br />

348<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

. يعد ذلك خطوة كبرية يف نظرة الوليات املتحدة ‏إىل كيفية معاجلة الرصاع ولسيما ‏أن<br />

‏إدارة ‏أوباما تنظر ‏إىل عملية السلم من منظور ‏شامل وواسع،‏ ول يقترص على الرصاع<br />

الفلسطيني الإرسائيلي فحسب.‏ فهي تدرك حاجة ‏إرسائيل حلماية ‏أمنها،‏ ويف املقابل ترى<br />

‏أهمية الأخذ يف ‏لعتبار مطالب العرب،‏ ورغبتهم يف ‏إنهاء ‏لحتلل لأراضيهم،‏ وقيام<br />

دولة فلسطينية،‏ وان حلحلة الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي يعد مدخلً‏ ‏أساسياً‏ ومهماً‏<br />

حللحة قضايا املنطقة املختلفة )36( . من هذا املنطلق ياأتي تركيز ‏أوباما على عملية<br />

السلم الفلسطينية–الإرسائيلية ‏ضمن اهتمامه العام بتغليب الدبلوماسية كاأداة للسياسة<br />

الأمريكية يف الرشق الأوسط.‏ فهو يرى ‏أن الإسرتاتيجيات املختلفة التي اتبعتها ‏إدارة بوش<br />

فشلت يف ‏إدراك مدى ‏أهمية التسوية السلمية للرصاع كاأداة لتخفيض وترية الإرهاب،‏<br />

وحماية املصالح الأمريكية.‏<br />

يقودنا ذلك ‏إىل التفكري يف العقلية التي ينتهجها ‏أوباما يف نظرته حلل الرصاع<br />

العربي الإرسائيلي-‏ وهنا يكمن جوهر التغيري-‏ ، ‏أن ‏أوباما يريد ‏أن يتعامل مع ملفات<br />

املنطقة جميعها بشكل مرتابط،‏ وكرزمة واحدة تستند على ‏إعطاء املبادرة العربية قيمة<br />

‏أكرب،‏ لإدراكه ‏صعوبة التفكري من منطلق النزاع الفلسطيني الإرسائيلي فقط دون التفكري<br />

من منطلق ما يجري يف ‏سورية ولبنان )37( . فهو يعتقد ‏أن الإدارة الأمريكية ميكن ‏أن جتني<br />

تقدماً‏ يف عملية السلم ‏إذا ما بعثت برسالة ‏إىل العامل العربي باأن الوليات املتحدة مستعدة<br />

لبدء ‏رشاكة جديدة قائمة على ‏لحرتام املتبادل واملصالح املشرتكة.‏ يجسد ذلك اختلفاً‏<br />

يف كيفية ‏إدارة باراك ‏أوباما للسياسة اخلارجية عن ما درجت عليه ‏إدارة جورج بوش<br />

‏لبن،‏ من حيث التعامل مع الرصاع بصورة جزئية دون النظر ‏إىل الرتابطات والتعقيدات<br />

الإقليمية،‏ والأدوار التي توؤديها القوى الإقليمية يف الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي،‏ ‏إىل<br />

جانب جعل الدور العربي دوراً‏ ‏شكلياً‏ قُ‏ ‏صد منه خدمة ‏سياسات ‏أخرى تتعلق بالعراق وإيران<br />

ولبنان.‏<br />

‏●اأما الثالث:‏ هو بدء مرحلة جديدة من الربجماتية والتواصل مع جميع الأطراف،‏<br />

ويتوقع من خلل هذا الأسلوب ‏أن تبتعد الإدارة الأمريكية ‏إىل حد ما عن ‏أسلوب التعامل<br />

الفوقي الذي مارسته ‏إدارة الرئيس بوش،‏ وأن تبدأ بالستماع دون ‏أن تبدأ بالإملء كما<br />

درجت عليه ‏سياسة بوش،‏ وهو ما يعتربه ‏أحد املهمَّات الأساسية امللقاة على عاتق جورج<br />

ميتشل )38( . يوؤرش ذلك ‏إىل حماولة ‏أوباما التظاهر باأن عهده يشكل قطيعة عن ‏سلفه،‏<br />

وفتح ‏صفحة جديدة يف ‏إطار من دبلوماسية عالية ورفيعة املستوى.‏ لكن ذلك ل يوؤرش<br />

‏إىل ‏أن الإدارة الأمريكية ‏سوف تفتح حواراً‏ مبارشا مع حماس،‏ ‏إل انه من املرجح ‏أن تتخذ<br />

خطوات نحو احلوار مع الدول التي تعدُّ‏ داعمة ‏أساسية لها كاإيران وسوريا،‏ والتي ميكن<br />

349<br />


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

‏أن توؤثر يف ‏سياساتها حيث يقول ‏أوباما:‏ ‏»أنا ‏أعتقد جازما ‏أنه يستحيل علينا ‏أن نفكر<br />

من منطلق النزاع الفلسطيني الإرسائيلي فقط ول نفكر من منطلق ما يجري يف ‏سورية<br />

وإيران ولبنان وأفغانستان وباكستان.‏ فهذه الأمور كلها متداخلة..]و[‏ ‏أعتقد باأنه من املهم<br />

لنا ‏أن نبدي استعداداً‏ للتحدث ‏إىل ‏إيران،‏ للتعبري بكثري الوضوح عن ‏أين تكمن خلفاتنا<br />

وللتعبري عن ‏أن هناك جمالت ممكنة لإحراز تقدم فيها«‏ )39( . وهنا يدرك باراك ‏أوباما<br />

حجم املوروث الذي تركه الرئيس بوش فيما يخص مساهمة ‏سياساته يف تغلغل القوى<br />

الإقليمية يف الساحة الفلسطينية،‏ وكيف تطور ذلك ‏إىل ‏رصاع للمحاور فيها،‏ وأصبحت<br />

توؤدي دورا مهما يف التاأثري يف جناح ‏أو فشل ‏أي تسوية ميكن ‏أن يصل ‏إليها طرفا الرصاع.‏<br />

ولذلك فان اسرتاتيجية التغيري التي يعتمدها ترى ‏رضورة فتح ‏أبواب احلوار مع ‏أنظمة مثل<br />

‏سوريا وإيران،‏ والعمل على احتوائها،‏ على ‏أمل ‏أن يوؤدي ذلك ‏إىل احتواء حماس ودفعها نحو<br />

تغيري ‏سياساتها.‏<br />

عقبات تواجه التغيري:‏<br />

♦<br />

تقف ‏أمام باراك ‏أوباما جمموعة من العقبات التي ميكن ‏أن حتول دون حتقيق ما<br />

يطمح ‏إليه من تغيري.‏ فصحيح ‏أن ‏إدارته ‏أبدت حرصها على القيام بدور نشط يف القضية<br />

الفلسطينية، ‏إل ‏أن هناك جملة من العقبات التي حتول دون ‏لنغماس مبارشة،‏ وبشكل<br />

فعرّال يف عملية تسوية جادة وذات مصداقية، ما يضع عبئا مضاعفا على الإدارة الأمريكية،<br />

وتتمثل هذه العقبات ب:‏<br />

‏♦اأوال-‏ العقبة الذاتية:‏<br />

وتتمثل يف السياسة التي اتبعتها ‏إدارة جورج بوش ‏لبن يف التعاطي مع الوضع<br />

الفلسطيني،‏ وافتقاد ‏سياساته للمصداقية بفعل ‏إرسافه يف ‏سلوك منطق املعايري املزدوجة<br />

التي مالت كفتها لصالح ‏إرسائيل.‏ يف املقابل ركزت على ‏إثارة الأزمات يف الداخل<br />

الفلسطيني وتكريس ‏لنقسام،‏ ودعم ‏أطراف فلسطينية على حساب تهميش ‏أخرى،‏ ولنقلب<br />

بشكل واضح على ‏أجندة نرش الدميقراطية،‏ من خلل ‏إجهاض مسرية التحول الدميقراطي<br />

الفلسطيني )40( .<br />

كما ‏أن السياسة الأمريكية يف عهد بوش ‏لبن اعتمدت على ‏رشاء الوقت لصالح<br />

‏إرسائيل لفرض وقائع جديدة لتغيري معامل التفاوض وأسسه حول حل الدولتني.‏ وبالتايل<br />

‏سوف تكون خارطة الطريق-‏ والتي مل يرش ‏أوباما ‏إىل رغبته يف التخلي عنها-‏ ‏أحد مواريث<br />

احلقبة السابقة.‏ وما هي ‏إل وسيلة جاءت لوضع ‏ضغوط على الفلسطينيني يف ‏سبيل التجاوب<br />

350


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏إىل ابعد مدى ممكن مع مطامح ‏إرسائيل يف ‏أمنها.‏ وكانت ذاتها ‏إحدى املعورّقات التي وضعت<br />

يف رحى التقدم نحو حل الرصاع،‏ كونها مل تاأت بقصد التاأسيس لعملية ‏سلم فاعلة،‏ بل<br />

ركزت بشكل ‏أساسي على خدمة الأمن الإرسائيلي وجتاهل املطالب الفلسطينية،‏ وتضمنها<br />

خلطوات يصعب حتقيقها على املدى القريب.‏ يوؤرش ذلك ‏إىل عبثية بناء ‏أوباما ‏سياسته<br />

للتعاطي مع الرصاع على جهود ‏إدارة بوش.‏ ‏إذ ياأتي بالعتقاد ‏أن خارطة الطريق كموروث<br />

تركته ‏إدارة بوش لن يخدم رغبة ‏أوباما يف ‏إحداث تقدم على املسار الفلسطيني الإرسائيلي،‏<br />

وسوف يعود بهذه املساألة ‏إىل حيث بدأت،‏ وهي النظر يف الرغبة الأمنية الإرسائيلية دون<br />

حتقيق ‏أي تقدم على مستوى الرغبة الفلسطينية يف الدولة )41( . لذلك يتطلب الأمر ‏إعادة<br />

تقومي خارطة الطريق،‏ والأخذ بالعتبار التوازن يف الواجبات جتاه عملية السلم،‏ وهو ما<br />

‏سوف يطرح ‏أمامه خيار العودة ‏إىل مقرتحات كلينتون كاأساس للحل.‏ فقد يكون من املجدي<br />

للإدارة الأمريكية ‏أن تضغط يف اجتاه العودة ملا طرحة كلينتون من ‏أفكار،‏ كون ذلك مل يكن<br />

مرفوضاً‏ ‏إرسائيلياً،‏ ويف مقابل ذلك يلتقي مع جوهر ما جاء يف املبادرة العربية للسلم<br />

التي يرغب ‏أوباما يف ‏أخذها يف عني ‏لعتبار وعدم جتاهلها.‏<br />

♦ ‏♦ثانيا-‏ اإرسائيل والعقلية السياسية اجلديدة:‏<br />

كما يبدو من خلل ما تطرحه احلكومة الإرسائيلية من برنامج ‏سياسي يحمل خطوطاً‏<br />

حمراء ذات ‏صلة بالقضايا املرتبطة بحل الرصاع،‏ ‏أنها تتمسك مبواقف على نقيض تام مع<br />

فكرة حل الدولتني.‏ فاحلكومة الإرسائيلية تتكون من حزب الليكود وتوليفة من الأحزاب<br />

الدينية اليمينية مثل ‏شاس وإرسائيل بيتنا،‏ وهي ‏أحزاب ل تقبل التوصل ‏إىل تسوية مع<br />

الفلسطينيني تتضمن ‏أي تنازلت فيما يتعلق باملستوطنات ‏أو القدس ‏أو اللجئني.‏ ذلك<br />

لأن برناجمها السياسي يختزل مستقبل حل الرصاع يف ‏»السلم ‏لقتصادي«،‏ وهو<br />

مرشوع يرتكز على حتسني البنية ‏لقتصادية للفلسطينيني بشكل ‏أساسي، ويقيد اجلهود<br />

الدبلوماسية يف حدود التدابري ‏»املسكنة«‏ مثل ‏إزالة نقاط التفتيش،‏ وتعزيز قوات الأمن يف<br />

الضفة الغربية.‏ ويتعارض هذا الأمر مع روؤية ‏إدارة ‏أوباما بساأن حل الدولتني،‏ لعتقادها<br />

‏أن ‏»السلم ‏لقتصادي«‏ لن يحقق السلم،‏ وان احلل يجب ‏أن يكون ‏سياسياً‏ ‏أول،‏ وان يوؤمن<br />

املصالح احليوية للشعبني )42( .<br />

ل تدخل املفاوضات مع الفلسطينيني ‏ضمن ‏أولويات احلكومة الإرسائيلية،‏ فهي<br />

تضع ‏أولوية معاجلة ‏»امللف الإيراين«‏ على رأس الهرم،‏ وإن كانت ل ترهن التقدم يف امللف<br />

الفلسطيني بالتقدم الأمريكي يف امللف الإيراين.‏ يدرك نتنياهو ‏أهمية عدم التصادم مع<br />

الإدارة الأمريكية،‏ ولسيما ‏أن ذلك قد يوؤدي ‏إىل تراجع يف حجم الدعم السياسي ولقتصادي<br />

351


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

لها،‏ لذلك،‏ وكاإجراء لتجنب التصادم معها،‏ فمن املتوقع ‏أن ل ميانع نتنياهو استئناف<br />

املفاوضات مع الفلسطينيني حول حل الدولتني،‏ ولكن ‏سوف يعمل على تسيري عجلتها<br />

ببطء،‏ ووضع معايري ‏»تعجيزية«‏ ملخرجاتها )43( . فهو يتخذ ‏سياسة ترفض ‏لعرتاف<br />

بدولة للفلسطينيني ما مل يعرتفوا باإرسائيل دولة يهودية،‏ وأن هذا املطلب ‏»أساسي«‏ يف ‏أي<br />

مفاوضات للتسوية النهائية،‏ لكنه ليس ‏رشطاً‏ مسبقاً‏ لإجراء املفاوضات،‏ بل ‏رشط مسبق<br />

للتقدم نحو تسوية دائمة.‏ ‏إىل جانب حتفظات حكومته على ‏شكل ‏سيادة الكيان الفلسطيني<br />

املستقبلي.‏ وهنا يريد نتنياهو من خلل طرح مطلب اعرتاف الفلسطينيني بيهودية ‏إرسائيل<br />

‏أن يشكل ‏»ثقلً‏ موازياً«‏ ملطلب الفلسطينيني باعرتاف ‏إرسائيل باحلقوق الفلسطينية )44( .<br />

ينبئ عدم التناغم يف التوجهات ‏لسرتاتيجية لإدارة ‏أوباما مع توجهات احلكومة<br />

الإرسائيلية باإمكانية تصادمهما،‏ فحكومة نتنياهو تسعى ‏إىل تهميش امللف الفلسطيني<br />

وحتويله ‏إىل مساألة ثانوية،‏ والرتكيز على تنمية علقاتها مع مرص والأردن،‏ وبلورة حلف<br />

عربي-‏ ‏إرسائيلي-‏ ‏أمريكي-‏ دويل ملواجهة ‏إيران )45( ، وإدارة ‏أوباما تسعى ‏إىل دور نشط<br />

يف الرصاع العربي-‏ الإرسائيلي وحوار مع ‏إيران.‏ وهو ما ‏سوف يلقي بظلله السلبية على<br />

مقدرة الإدارة الأمريكية على حتقيق رغبتها بيرس )46( .<br />

♦ ‏♦ثالثا-‏ عقبة حماس:‏<br />

تشكل حماس قوة ل يستهان بتاأثريها،‏ فهي تفرض ‏سيطرتها على قطاع غزة،‏ وتقيم<br />

موقعاً‏ ‏سياسياً‏ ل مفر من التعامل معه للتوصل ‏إىل ‏صيغة حل ‏سلمي.‏ وقد بات وجودها<br />

وتاأثريها حقيقة ‏سياسية ل ميكن ‏للتفاف عليها.‏ فمع تزايد قوة حماس،‏ يشكل هذا الواقع<br />

عقبة ‏أساسية ‏أمام الإدارة الأمريكية للتقدم يف ‏سياسة التغيري جتاه التعاطي مع الرصاع<br />

الفلسطيني الإرسائيلي،‏ والتقدم نحو ‏أي مرشوع للسلم يف املنطقة )47( .<br />

من الواضح ‏أن ‏أوباما يرى ‏أن ‏سياسات ‏إدارة جورج بوش جتاه التعامل مع خمرجات<br />

املمارسة الدميقراطية الفلسطينية هي التي ‏أتاحت لإيران وحماس تقوية نفوذهما،‏ وأنه<br />

لبد من الأخذ يف احلسبان قدرة ‏»أطراف املمانعة«‏ على ‏إفشال ‏أي مرشوع ‏أمريكي،‏ وإعاقة<br />

‏أي تقدم نحو عملية السلم.‏ ‏صحيح ‏أن ‏لنفتاح الأمريكي على احلوار ل يعني ‏أن ‏إدارة<br />

‏أوباما مقبلة على جتاوز اخلطوط احلمراء فيما يخص قبول احلديث ‏إىل حماس،‏ ‏إل انه<br />

لبد من ‏إيجاد مقاربة ما معها،‏ كقوة ل ميكن جتاهل نفوذها املتصاعد ‏إقليمياً‏ وحملياً،‏<br />

ومدى قدرتها على التاأثري يف الرصاع.‏ هذه املقاربة يجب ‏أن تستند ‏إىل ‏أن ‏سياسة جتاهل<br />

هذه القوة،‏ ‏أو تهميش دورها يف الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي،‏ ‏سوف تعيد ‏إىل الأذهان<br />

352


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

السياسة ذاتها التي اتبعتها ‏إدارة الرئيس بوش والتي ‏أثبتت قرص نظرها يف التعامل مع<br />

حماس.‏ ‏»ولهذا ‏أوصى تقدير اسرتاتيجي ‏أمريكي الرئيس ‏أوباما،‏ برضورة تبني طريقة<br />

جديدة للتعامل مع حماس،‏ والتاأثري عليها لتغيري روؤيتها وسلوكها،‏ بحيث يجري تشجيع<br />

‏أطراف قريبة من ‏لعتدال داخل حماس للدخول يف حوار مع الأمريكيني؛ ما ‏سيسهم يف<br />

تخفيف حدرّة النزاع الفلسطيني الداخلي،‏ وبالتايل يبعد حماس عن ‏إيران وحزب اهلل )48( .«<br />

♦ ‏♦رابعا-‏ التفويض الذي ميلكه الرئيس اأبو مازن لقيادة املفاوضات<br />

وتوقيع االتفاقات:‏<br />

يبدو جليا ‏أن ‏لنقسام السياسي واجلغرايف الفلسطيني يشكل ‏أزمة بنيوية ‏سياسية<br />

تقوض من قدرة الرئيس ‏أبو مازن على ‏إدارة املفاوضات مع ‏إرسائيل.‏ لكنه يبقى العنوان<br />

املعتدل الذي ترغب ‏إدارة ‏أوباما التعامل معه.‏ ومبا انه يُفرتض باملفاوضات ‏أن تشمل<br />

غزرّة والضفة الغربية ك«وحدة ‏إقليمية واحدة«-‏ حسب الإرصار الفلسطيني-‏ ، فان ذلك<br />

يطرح قضية ‏سلطة الرئيس ‏أبي مازن على قطاع غزة،‏ ومدى قدرته على اخذ املصادقة<br />

على ‏لتفاق،‏ وضمان احرتام حركة حماس له.‏ فاإذا بقيت غزرّة والضفة الغربية كيانني<br />

منفصلَني،‏ فمن ‏ساأن ‏أي اتفاق مع ‏أبي مازن ‏أن يشمل الضفة الغربية فقط،‏ نظراً‏ لغياب<br />

‏سلطة الرئيس ‏أبي مازن وحركة فتح على القرار السياسي يف غزة )49( . ولذلك فاإن ‏ضعف<br />

احلالة الفلسطينية ‏سياسياً‏ واقتصادياً،‏ واستمرار حالة ‏لنقسام،‏ ‏سيلقيان بظللهما على<br />

مدى جناح ‏سياسة التغيري التي تنتهجها ‏إدارة ‏أوباما.‏<br />

♦ ‏♦خامسا-‏ الدور املوؤثر جلماعات الضغط يف السياسة اخلارجية<br />

االأمريكية:‏<br />

فمعروف ‏أن اللوبي الصهيوين،‏ ورشكات النفط والأسلحة يف الوليات املتحدة،‏<br />

تشكل مصدر قوة ونفوذ لإرسائيل داخل مراكز ‏صنع القرار السياسي يف الوليات املتحدة،‏<br />

لمتلكها ‏أدوات فاعلة،‏ من مال وإعلم ونفوذ ممثليهم يف الكونغرس الأمريكي،‏ تستطيع<br />

‏أن ترسم السياسة اخلارجية لأي ‏إدارة ‏أمريكية فيما يتعلق بالرشق الأوسط،‏ باجتاه يخدم<br />

مصالح ‏إرسائيل من جهة،‏ ومصاحلها ‏لقتصادية وتوسيع نفوذها وسيطرتها على مواطن<br />

النفط فيه،‏ وزيادة مبيعاتها من الأسلحة من جهة ‏أخرى.‏ ويشكل ذلك عقبة ‏أخرى ‏أمام رغبة<br />

‏إدارة ‏أوباما يف ‏إحداث اخرتاق يف الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي من خلل التدخل الدقيق<br />

يف السياسات الأمريكية مبا يساهم بشكل واضح يف عرقلة ‏أي توجه ‏أمريكي نحو طرح ‏أي<br />

حل يتعارض مع مصالح ‏إرسائيل وحتفظاتها،‏ ‏أو حتى الضغط عليها لتليني موقفها من<br />

قضايا الرصاع اجلوهرية )50( .<br />

353


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

النتائج والتوصيات:‏<br />

354<br />

●<br />

●<br />

‏إن دراسة التوجهات الأمريكية وطبيعة التغريات التي ‏ستقودها ‏إدارة ‏أوباما جتاه<br />

القضية الفلسطينية خلل املرحلة املقبلة تقود ‏إىل ‏أن هناك تغرياً‏ حقيقياً‏ جرى يف طبيعة<br />

التوجهات الأمريكية ‏سواء من الناحية ‏لسرتاتيجية ‏أو من جهة التعامل مع تفاصيل<br />

السياسة العامة الفلسطينية،‏ وهذا التغيري يتمثل يف ‏أسلوب ‏إدارة الرصاع،‏ ويبدو ذلك من<br />

خالل:‏<br />

‏●اأوال:‏ تركيز اإدارة اأوباما على ما يسمى ب Power« »Soft يف السياسة<br />

اخلارجية االأمريكية،‏ بدل الرتكيز على لغة القوة،‏ وهذه ‏لسرتاتيجية تاأتي مشفوعة بفتح<br />

جسور التعاون مع العامل العربي والإسلمي بدل التصادم الذي كان نهج السياسة الأمريكية<br />

يف حقبة الرئيس جورج بوش ‏لبن.‏<br />

● ‏●ثانيا:‏ اإيالء اإدارة اأوباما اأهمية قصوى للقضية الفلسطينية،‏ واإيجاد حل<br />

جذري،‏ فعلى الرغم من ‏أن ‏أوباما وإدارته مل يلزم الوليات املتحدة بخطة مفصله وحمددة<br />

زمنياً،‏ فاإن هذا مل مينع ‏أوباما من ‏أن يجعل القضية الفلسطينية حتتل ‏سلم ‏أولوياته،‏ يف<br />

خمتلف جولته اخلارجية،‏ كما ‏إن تعيينه منسقاً‏ للسلم يف الرشق الأوسط،‏ وبصورة ‏أرسع<br />

مما توقعها املراقبون،‏ يوحي بان ‏إدارة ‏أوباما تويل هذا امللف ‏أهمية كربى.‏<br />

‏●ثالثا:‏ على ‏صعيد العالقات الداخلية الفلسطينية،‏ واضح ‏أن ‏إدارة ‏أوباما تواجه<br />

حتديات عدة يف ‏سبيل ‏صناعة التغيري ولكن على الرغم من ذلك هناك تغريات وبالذات فيما<br />

يخص حركة حماس وموضوعة حكومة الوحدة الوطنية،‏ فقد ‏أرسل باراك ‏أوباما جمموعة<br />

من الرسائل التطمينية التي تشري ‏إىل تغيري يف املوقف الأمريكي جتاه حركة حماس كونها<br />

حركة متتلك ‏رشعية الفوز بالنتخابات،‏ وكونها توؤثر يف القضية الفلسطينية،‏ ‏إل انه ‏أوضح<br />

‏أن عليها التزامات يجب ‏أن تقوم بها.‏<br />

● ‏●رابعا:‏ تبدو العقبة الرئيسة التي تواجه اإدارة اأوباما يف اإمكانية اإجراء تغيري<br />

يف السياسية االإرسائيلية احلالية يف ظل قيادة اليمني املتطرف،‏ ولكن على الرغم من<br />

ذلك من الأهمية مبكان ‏إدراك ‏أن هناك خلفات يف وجهات النظر،‏ ولكنها ل ترقى ‏إىل<br />

التصادم الفعلي يف العلقات الثنائية بني البلدين.‏<br />

● ‏●خامسا:‏ اإن توقع طبيعة التوجهات االأمريكية القادمة تقود اإىل اأن اإدارة<br />

اأوباما ‏سرتكز على حماولة جرس الهوة فيما يخص العلقة مع حماس وحكومة الوحدة<br />

الوطنية ‏أول،‏ وكذلك الرتكيز على رفض ‏سياسة ‏لستيطان فيما يخص العلقة مع اجلانب<br />

الإرسائيلي،‏ وعلى الرغم من ‏أن هذا الرفض لن يفضي ‏إىل ‏إجراءات ‏أمريكية حتمل موقفاً‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

حاسماً‏ جتاه ‏إرسائيل من حيث الضغط عليها لوقف التوسع ‏لستيطاين،‏ فاإنها ‏سوف<br />

حتاول ‏أن جتد مقاربة ما بني الطرفني على نحو تساهم يف استئناف املفوضات.‏ وهي من<br />

ناحية ‏أخرى ‏سوف حتاول ‏لبتعاد عن معاجلة امللف بكامله،‏ وإيجاد حل ‏شامل للرصاع<br />

الفلسطيني-‏ الإرسائيلي.‏<br />

التوصيات:‏<br />

على الصعيد الفلسطيين والعربي:‏<br />

‏♦اأوال:‏ يجب استغلل احلالة التغيريية التي تعيشها السياسة الأمريكية،‏ وتقوية<br />

عنارص القوة التي متكن الفعل السياسي الفلسطيني والعربي من ‏إحداث تغيري جدي يف<br />

السياسة الأمريكية جتاه القضية الفلسطينية.‏<br />

355<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

‏♦ثانيا:‏ التوجه ‏إىل الإدارة الأمريكية بخيار احللول الكاملة،‏ وليس ‏لنشغال<br />

باجلزئيات التي من ‏شانها ‏أن متنح الطرف الأمريكي فرصة ‏لكتفاء باإدارة الرصاع،‏ بدل<br />

الضغط على الإرسائيليني،‏ وإيجاد حلول لقضايا الرصاع حتقق العدالة للشعب الفلسطيني.‏<br />

‏♦ثالثا:‏ عدم الرضوخ للمرجعية الواقعية التي باتت تترصف ‏إدارة ‏أوباما على<br />

‏أساسها،‏ وإمنا الرتكيز على ‏أن ‏أي روؤية ‏أمريكية يجب ‏أن تستند ‏إىل ‏إنهاء ‏لحتلل وإقامة<br />

الدولة.‏<br />

‏♦رابعا:‏ ‏إن املتتبع لسياسة باراك ‏أوباما يستطيع ‏أن يصف الإدارة احلالية باأنها ‏إدارة<br />

مثالية واقعية يف الوقت نفسه،‏ فهي توؤمن وتفهم القضايا،‏ ولكنها حمكومة بقوى الضغط<br />

الواقعي وبالتايل فان ما هو مطلوب اليوم فلسطينياً‏ وعربياً‏ هو استنهاض عنارص القوة<br />

لدى اجلانب الفلسطيني والعربي،‏ وأول هذه العنارص ‏إجناز الوحدة الوطنية الفلسطينية.‏<br />

على الصعيد األمريكي:‏<br />

♦<br />

♦<br />

♦<br />

‏♦اأوال:‏ ‏إن ما هو مطلوب من الإدارة الأمريكية اليوم هو التوجه السياسي وليس<br />

الأمني للقضية الفلسطينية،‏ كما ‏ساد يف احلقبة السابقة.‏<br />

‏♦ثانيا:‏ مطلوب من باراك ‏أوباما تقدمي روؤية عملية،‏ والعمل على ‏إيجاد ‏آليات تفعيل<br />

لها وليس ‏لكتفاء باخلطوط العريضة النظرية.‏<br />

‏♦ثالثا:‏ على الوليات املتحدة الأمريكية ‏أن ل تقف يف وجه الوحدة الوطنية<br />

الفلسطينية لن ذلك ‏سيعوق عملية التقدم الدميقراطي يف النظام السياسي الفلسطيني،‏<br />

وكذلك فان عدم الدفع بالوحدة الفلسطينية ‏إىل الأمام لن يكون مبقدوره ‏أن يدفع ‏أي<br />

مشاريع حل ‏سياسي يف املنطقة


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

اهلوامش:‏<br />

‏.‏‎1‎ناجي 1 ‏صادق ‏رشاب،‏ ‏لنتخابات الرئاسية:‏ الثابت واملتغري يف السياسة الأمريكية<br />

http:// www.amin.org/ look/ amin/ articles/ 67.htm<br />

Zaborowski, Marcin. Bush’s legacy and American’s next foreign policy,2 .2<br />

Institute for security studies, European Union, Paris, (September 2008) ,<br />

Page: 36- 38<br />

‎3‎علي . 3 عبد العال،‏ املحافظون اجلدد:‏ منظرّ‏ رون خلراب العامل،‏ العرب اون لين،‏ / 10 2/<br />

2007<br />

http:// www.alarab.co.uk/ Previouspages/ Alarab%20Daily/ 2007/ 10/ 02- 10/<br />

p06.<strong>pdf</strong><br />

Zaborowski, Marcin. op.cit P: 36- 384 .4<br />

‏.‏‎5‎ممدوح 5 نوفل،‏ ‏لنتفاضة-‏ انفجار عملية السلم،‏ ‏)عمان:‏ دار الأهلية للطباعة والنرش،‏<br />

. )2002<br />

Zaborowski, Marcin. op.cit, Page: 266 .6<br />

‏.‏‎7‎قصي 7 ‏أحمد حامد،‏ الوليات املتحدة والتحول الدميقراطي يف فلسطني،‏ ‏)بريوت:‏ مركز<br />

الزيتونة للدراسات ولستشارات،‏ ط ‎2009‎م(‏ 1، ، ‏ص 121- 123<br />

8 ممدوح نوفل،‏ مرجع ‏سابق.‏<br />

9 غراهام فولر،‏ حقيقة خطة بوش للسلم<br />

http:// www.aljazeera.net/ NR/ exeres/ E32D1BFF- 0E21- 46A1- 96D6-<br />

461F2E7FD2F6.htm<br />

356<br />

8.<br />

9.<br />

‎1010‎عاطف الغمري،‏ يف ‏رشم الشيخ..‏ ماذا يريد بوش وماذا يريد العرب؟<br />

http:// aljazeera.net/ NR/ exeres/ 8F7171BA- BDCE- 4BC6- A96E-<br />

B0A1B4132E12.htm<br />

111 قصي ‏أحمد حامد،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص:‏ 117- 118<br />

Congressional record. March 19, 20021212<br />

‎1313‎قصي ‏أحمد حامد،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص:‏ 58- 59<br />

‎1414‎زهري املخ،‏ الإدارة الأمريكية اجلديدة ملمح احلل املوؤجل،‏ روؤية:‏ جملة ‏شهرية بحثية<br />

متخصصة،‏ تصدر عن الهيئة العامة للستعلمات،‏ السلطة الفلسطينية.‏<br />

http:// www.sis.gov.ps/ arabic/ roya/ archiv.htm


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎1515‎مقابلة مع نصري عاروري،‏ ‏أستاذ العلقات الدولية بجامعة ماساسوشيتس الأمريكية،‏<br />

‏أجريت بتاريخ 2007 /12 /7<br />

/ 16<br />

‎16‎برنامج باملرصاد،‏ الولية الثانية لبوش وامللف الفلسطيني،‏ قناة العربية،‏ 11 6/<br />

http:// www.alarabiya.net/ save_print.php?print=1&cont_id=7733 ،2004<br />

17 رفيق عبد السلم،‏ قراءة يف مواقف القوى الغربية من تطورات الأحداث يف غزة«،‏ مركز<br />

357<br />

17<br />

اجلزيرة للدراسات،‏ 2007 /7 /10<br />

http:// www1.aljazeera.net/ acs/ documents/ <strong>pdf</strong>/ ahdath_ghaza_mawqifdn<br />

oualgharbia.<strong>pdf</strong><br />

‎18‎‏أسامة الغزايل حرب،‏ موؤمتر فاشل ‏آخر للسلم،‏ جملة السياسة الدولية،‏ العدد 170<br />

، 18<br />

‏أكتوبر 2007، ‏ص 6<br />

19<br />

19 انظر/‏ ي نص رسائل التطمينات املتبادلة بني الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس<br />

الوزراء الإرسائيلي ارييل ‏شارون،‏ موقع وزارة اخلارجية الإرسائيلية،‏ 14 نيسان<br />

2004<br />

http:// www.altawasul.com/ MFAAR/ important+documents/ peace+process/<br />

exchange+of+letters+sharon+bush.htm<br />

‎20‎املرجع السابق،‏ وللمزيد انظر/‏ ي خطابي الرئيس بوش يف قمة العقبة يف 4<br />

2003، وموؤمتر انابوليس يف 27 ترشين ثان 2007<br />

20 حزيران<br />

http:// www.jmcc.org/ documents/ docs.html<br />

21<br />

21 رائد نعريات،‏ مستقبل العلقة الفلسطينية الإرسائيلية من منظور فلسطيني،‏ جملة<br />

الوحدة،‏ تصدر عن املركز الفلسطيني للدميقراطية والدراسات والأبحاث،‏ العدد ‏صفر،‏<br />

‏شتاء/‏ ربيع 2008، ‏ص 18. وللمزيد،‏ انظر/‏ ي نصوص خطتي اجلرنال دايتون،‏ ووليم<br />

ابرامز لإسلح السلطة الفلسطينية من الرابط التايل<br />

http:// conflictsforum.org/ 2007/ elliot- abrams- uncivil- war/<br />

2<br />

العرص،‏ 2007 /2 /8<br />

22 مروان ‏شحادة،‏ ‏أمريكا وإيران:‏ رهانات القوة والهيمنة على الرشق الأوسط،‏ جملة<br />

http:// www.alasr.ws/ index.cfm?method=home.con&contentID=8681<br />

23<br />

23 انظر نص رسائل الضمانات التي بعثها الرئيس الأمريكي جورج بوش لرئيس الوزراء<br />

الإرسائيلي ارييل ‏شارون يف 14 نيسان 2004، موقع وزارة اخلارجية الإرسائيلية<br />

h t t p : / / w w w . a l t a w a s u l . c o m / M F A A R / d i s e n g a g e m e n t /<br />

exchange+of+letters+sharon+bush.htm


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

Interview with Nadia Hijab, a Senior Fellow at the Institute for Palestine2424<br />

)Studies/ Washington, February 9. 2009<br />

‎2525‎تقرير واشنطن،‏ حكومة ميينية ‏إرسائيلية تصطدم باإدارة ‏أوباما،‏ العدد 14 197، فرباير<br />

http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1196 ، 2009<br />

26 الياس حرفوش،‏ حول واقعية ‏إدارة باراك ‏أوباما وحدودها،‏ مركز كارنيجي للسلم<br />

الدويل<br />

http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />

‎2727‎مقابلة مع الرئيس باراك ‏أوباما،‏ قناة العربية،‏ 27 كانون ثان 2009<br />

Interview with Joseph Farah, Editor and Chief Executive Officer, Worldn2828<br />

.NetDaily, February 12. 2009<br />

‎2929‎تقرير واشنطن،‏ ‏سياسات واحدة لأوباما وماكني حول الرشق الأوسط،‏ عدد 11 179،<br />

‏أكتوبر 2008<br />

http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1085&pagenum=1<br />

Cordesman, Anthony H., The Obama Administration and US strategy:3030<br />

the first 100 days, (April 12, 2009) , issued by: Center for Strategic and<br />

:International Studies (CSIS) , page<br />

‎3131‎مقابلة مع الرئيس باراك ‏أوباما،‏ قناة العربية،‏ 27 كانون ثان 2009<br />

32 علي اجلرباوي،‏ حماذير التفاوؤل املبكر باإدارة ‏أوباما،‏ نرشة فلسطني اليوم،‏ تصدر عن<br />

32<br />

مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات،‏ العدد 5 1425، ‏أيار 2009.<br />

333 مقابلة مع الرئيس باراك ‏أوباما،‏ قناة العربية،‏ 27 كانون ثان 2009<br />

Interview with Nadia Hijab, a Senior Fellow at the Institute for Palestine3434<br />

Studies/ Washington, February 9. 2009<br />

Kerry, John. Restoring Leadership in the Middle East: A Regional Approach3535<br />

to Peace, The brooking institution, March 4, 2009 http:// www.brookings.<br />

edu/ ~/ media/ Files/ events/ 2009/ 0304_leadership/ 20090304_kerry.<strong>pdf</strong><br />

36 خالد عبد احلميد،‏ كيف ترتب ‏أولويات الإدارة الأمريكية اجلديدة؟ تقرير واشنطن،‏ العدد<br />

http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1147&pagenum=1<br />

36<br />

20 ،189 ديسمرب ،2008<br />

26<br />

358


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎3737‎مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات،‏ مستقبل العلقة بني ‏إدارة ‏أوباما وحكومة<br />

نتنياهو وانعكاساتها على املسار الفلسطيني،‏ تقدير اسرتاتيجي رقم )11( - ‏أيار/‏<br />

مايو 2009.<br />

Interview with Marina Ottaway, specialized in democracy and post- conn3838<br />

flict reconstruction issues, Carnegie endowment. February 5, 2009<br />

‎3939‎مقابلة مع الرئيس باراك ‏أوباما،‏ قناة العربية،‏ 27 كانون ثان 2009<br />

‎4040‎مصطفى اخللفي،‏ ‏إدارة ‏أوباما واحلركات الإسلمية:‏ هل من ‏أمل من ‏صفحة جديدة؟<br />

معهد كارنيجي للسلم الدويل،‏<br />

http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />

‎4141‎رنا الصباغ،‏ حول ‏أولوية القضية الفلسطينية،‏ معهد كارنيجي للسلم الدويل،‏<br />

http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />

46<br />

47<br />

49<br />

50<br />

‎4242‎تقرير واشنطن،‏ حزب الليكود ومعضلة حل الدولتني،‏ عدد 200 مارس 2009<br />

‎4343‎مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات،‏ مستقبل العلقة بني ‏إدارة ‏أوباما وحكومة<br />

نتنياهو وانعكاساتها على املسار الفلسطيني،‏ مرجع ‏سابق<br />

444 ‏أسعد تلحمي،‏ ‏صحيفة احلياة،‏ 24 نيسان 2009<br />

‎4545‎هاين املرصي،‏ دون تعليق حول حكومة نتنياهو،‏ وكالة معا،‏ 2009 04/ 28/<br />

46 علي اجلرباوي،‏ حماذير التفاوؤل املبكر باإدارة ‏أوباما،‏ مرجع ‏سابق<br />

47 غيدي غرينشتاين،‏ ‏أفكار وتوصيات للإدارة الأمريكية اجلديدة،‏ معهد ريوؤت لسياسات<br />

العلقة مع الفلسطينيني-‏ تل ‏أبيب،‏‎17‎ كانون الثاين 2009 ترجمة:‏ مركز دراسات<br />

وحتليل املعلومات الصحفية<br />

‎4848‎مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات،‏ مستقبل العلقة بني ‏إدارة ‏أوباما وحكومة<br />

نتنياهو وانعكاساتها على املسار الفلسطيني،‏ مرجع ‏سابق<br />

49 غيدي غرينشتاين،‏ ‏أفكار وتوصيات للإدارة الأمريكية اجلديدة،‏ مرجع ‏سابق<br />

50 علي حسني باكري،‏ اللوبي الإرسائيلي وسياسة ‏أمريكا اخلارجية:‏ دراسة تثري استياء<br />

الصهاينة،‏ جملة العرص<br />

http:// www.alasr.ws/ index.cfm?method=home.con&contentID=7635<br />

359


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املراجع العربية:‏<br />

أ-‏ الكتب:‏<br />

. ‎1‎‏أسامة الغزايل حرب،‏ موؤمتر فاشل ‏آخر للسلم،‏ جملة السياسة الدولية،‏ العدد 170<br />

، 1<br />

‏أكتوبر 2007<br />

‎2‎‏أسعد 2. تلحمي،‏ ‏صحيفة احلياة،‏ 24 نيسان 2009<br />

. ‎3‎برنامج باملرصاد،‏ الولية الثانية لبوش وامللف الفلسطيني،‏ قناة العربية،‏ 11 6/<br />

/ 3<br />

http:// www.alarabiya.net/ save_print.php?print=1&cont_id=7733 ،2004<br />

‎4‎تقرير 4. واشنطن،‏ حزب الليكود ومعضلة حل الدولتني،‏ عدد 200 مارس 2009<br />

. ‎5‎تقرير واشنطن،‏ حكومة ميينية ‏إرسائيلية تصطدم باإدارة ‏أوباما،‏ العدد 14 197،<br />

5 فرباير<br />

http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1196 2009<br />

6 ‏أكتوبر<br />

. ‎6‎تقرير واشنطن،‏ ‏سياسات واحدة لأوباما وماكني حول الرشق الأوسط،‏ عدد 11 179،<br />

http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1085&pagenum=1 ،2008<br />

7 خالد عبد احلميد،‏ كيف ترتب ‏أولويات الإدارة الأمريكية اجلديدة؟ تقرير واشنطن،‏ العدد<br />

http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1147&pagenum=1<br />

360<br />

7.<br />

20 ،189 ديسمرب ،2008<br />

8.<br />

8 رائد نعريات،‏ مستقبل العلقة الفلسطينية الإرسائيلية من منظور فلسطيني،‏ جملة<br />

الوحدة،‏ تصدر عن املركز الفلسطيني للدميقراطية والدراسات والأبحاث،‏ العدد ‏صفر،‏<br />

‏شتاء/‏ ربيع 2008.<br />

9 رفيق عبد السلم،‏ قراءة يف مواقف القوى الغربية من تطورات الأحداث يف غزة«،‏ مركز<br />

9.<br />

اجلزيرة للدراسات،‏ ،2007 /7 /10 doc uhttp:// www1.aljazeera.net/ acs/<br />

ments/ <strong>pdf</strong>/ ahdath_ghaza_mawqifdoualgharbia.<strong>pdf</strong><br />

‎1010‎رنا الصباغ،‏ حول ‏أولوية القضية الفلسطينية،‏ معهد كارنيجي للسلم الدويل،‏<br />

http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />

1<br />

11 زهري املخ،‏ الإدارة الأمريكية اجلديدة ملمح احلل املوؤجل،‏ روؤية:‏ جملة ‏شهرية بحثية<br />

متخصصة،‏ تصدر عن الهيئة العامة للستعلمات،‏ السلطة الفلسطينية.‏<br />

http:// www.sis.gov.ps/ arabic/ roya/ archiv.htm<br />

‎1212‎عاطف الغمري،‏ يف ‏رشم الشيخ..‏ ماذا يريد بوش وماذا يريد العرب؟


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

http:// aljazeera.net/ NR/ exeres/ 8F7171BA- BDCE- 4BC6- A96E-<br />

B0A1B4132E12.htm<br />

13<br />

مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات،‏ العدد 5 1425، ‏أيار 2009.<br />

‎1414‎غراهام فولر،‏ حقيقة خطة بوش للسلم،‏ exeres/ http:// www.aljazeera.net/ NR/<br />

E32D1BFF- 0E21- 46A1- 96D6- 461F2E7FD2F6.htm<br />

15<br />

13 علي اجلرباوي،‏ حماذير التفاوؤل املبكر باإدارة ‏أوباما،‏ نرشة فلسطني اليوم،‏ تصدر عن<br />

15 غيدي غرينشتاين،‏ ‏أفكار وتوصيات للإدارة الأمريكية اجلديدة،‏ معهد ريوؤت لسياسات<br />

العلقة مع الفلسطينيني-‏ تل ‏أبيب،‏‎17‎ كانون الثاين 2009 ترجمة:‏ مركز دراسات<br />

وحتليل املعلومات الصحفية<br />

16 قصي ‏أحمد حامد،‏ الوليات املتحدة والتحول الدميقراطي يف فلسطني،‏ ‏)بريوت:‏ مركز<br />

الزيتونة للدراسات ولستشارات،‏ ط ‎2009‎م(‏ 1،<br />

17 مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات،‏ مستقبل العلقة بني ‏إدارة ‏أوباما وحكومة<br />

نتنياهو وانعكاساتها على املسار الفلسطيني،‏ تقدير اسرتاتيجي رقم )11( - ‏أيار/‏<br />

361<br />

مايو 2009.<br />

18<br />

العرص،‏ 2007 /2 /8<br />

16<br />

17<br />

18 مروان ‏شحادة،‏ ‏أمريكا وإيران:‏ رهانات القوة والهيمنة على الرشق الأوسط،‏ جملة<br />

http:// www.alasr.ws/ index.cfm?method=home.con&contentID=8681<br />

19<br />

19 مصطفى اخللفي،‏ ‏إدارة ‏أوباما واحلركات الإسلمية:‏ هل من ‏أمل من ‏صفحة جديدة؟<br />

معهد كارنيجي للسلم الدويل،‏<br />

20 ممدوح نوفل،‏ ‏لنتفاضة-‏ انفجار عملية السلم،‏ ‏)عمان:‏ دار الأهلية للطباعة والنرش،‏<br />

20<br />

. )2002<br />

21<br />

21 ناجي ‏صادق ‏رشاب،‏ ‏لنتخابات الرئاسية:‏ الثابت واملتغري يف السياسة الأمريكية<br />

http:// www.amin.org/ look/ amin/ articles/ 67.htm<br />

222 هاين املرصي،‏ دون تعليق حول حكومة نتنياهو،‏ وكالة معا،‏ 2009 04/ 28/<br />

‎2323‎الياس حرفوش،‏ حول واقعية ‏إدارة باراك ‏أوباما وحدودها،‏ مركز كارنيجي للسلم الدويل<br />

http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />

ب-‏ الوثائق:‏<br />

‎1‎خطاب . 1 الرئيس بوش يف قمة العقبة يف 4 حزيران ، 2003<br />

http:// www.jmcc.org/ documents/ docs.html<br />

‎2‎خطاب 2. الرئيس بوش يف موؤمتر انابوليس يف 27 ترشين ثان 2007


الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />

وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />

د.‏ رائد نعيرات<br />

أ.‏ قصي حامد<br />

http:// www.jmcc.org/ documents/ docs.html<br />

3 نص رسائل الضمانات التي بعثها الرئيس الأمريكي جورج بوش لرئيس الوزراء<br />

الإرسائيلي ارييل ‏شارون يف 14 نيسان 2004، موقع وزارة اخلارجية الإرسائيلية<br />

h t t p : / / w w w . a l t a w a s u l . c o m / M F A A R / d i s e n g a g e m e n t /<br />

exchange+of+letters+sharon+bush.htm<br />

4 نصوص خطتي اجلرنال دايتون،‏ ووليم ابرامز لإسلح السلطة الفلسطينية من الرابط<br />

التايل<br />

http:// conflictsforum.org/ 2007/ elliot- abrams- uncivil- war/<br />

ج-‏ املقابالت:‏<br />

‎1‎مقابلة 1. مع الرئيس باراك ‏أوباما،‏ قناة العربية،‏ 27 كانون ثان 2009<br />

2 مقابلة مع نصري عاروري،‏ ‏أستاذ العلقات الدولية بجامعة ماساسوشيتس الأمريكية،‏<br />

3.<br />

4.<br />

2.<br />

‏أجريت بتاريخ 2007 /12 /7<br />

ثانياً-‏ املراجع األجنبية:‏<br />

1. Congressional record. March 19, 2002<br />

2. Cordesman, Anthony H., The Obama Administration and US strategy:<br />

the first 100 days, (April 12, 2009), issued by: Center for Strategic and<br />

International Studies (CSIS)<br />

3. Kerry, John. Restoring Leadership in the Middle East: A Regional<br />

Approach to Peace, The brooking institution, (March 4, 2009)<br />

http:// www.brookings.edu/ ~/ media/ Files/ events/ 2009/ 0304_leadership/<br />

20090304_kerry.<strong>pdf</strong><br />

4. Zaborowski, Marcin. Bush’s legacy and American’s next foreign policy,<br />

Institute for security studies, European Union, Paris, (September 2008)<br />

Interviews:<br />

1. Interview with Joseph Farah, Editor and Chief Executive Officer,<br />

WorldNetDaily, (February 12. 2009) .<br />

2. Interview with Marina Ottaway, specialized in democracy and postconflict<br />

reconstruction issues, Carnegie endowment. (February 5, 2009)<br />

3. Interview with Nadia Hijab, a Senior Fellow at the Institute for Palestine<br />

Studies/ Washington, (February 9. 2009)<br />

362


الدميقراطية<br />

بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهري فريد مبارك<br />

محاضر غير متفرغ/‏ منطقة رام اهلل التعليمية/‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

363


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

ملخص:‏<br />

يتناول هذا البحث الدميقراطية كمفهوم حَ‏ مَلَ‏ ، وما زال،‏ كثرياً‏ من اجلدل ما بني الفكر<br />

والفعل،‏ وهو ما تطرَّقت ‏إليه يف هذه الدراسة عرب ثلثة حماور رئيسة.‏ املحور الأول،‏ التطرق<br />

ملنبت الدميقراطية.‏ املحور الثاين،‏ ‏إحداث مقاربة عامة ملفهوم الدميقراطية من حيث<br />

الأسس التي مت ‏للتقاء حولها من ناحية التعميمات،‏ ونقطة اخللف حول عدم القدرة على<br />

‏إيجاد تعريف ‏إجرائي للدميقراطية.‏ املحور الثالث،‏ وهو حتت عنوان الدميقراطية يف الفكر<br />

السياسي،‏ وتطرَّقت يف هذا املحور لأبرز ‏أفكار الفلسفة واملفكرين،‏ ملعرفة الأسس التي قام<br />

عليها هوؤلء مع الرتكيز على القضايا املفصلية التي ظهرت عرب طروحاتهم الفكرية.‏<br />

لقد اعتمد الباحث على املنهج التحليلي اجلنيولوجي الذي رأى ‏أن عملية حرص<br />

الدميقراطية بصندوق ‏لقرتاع،‏ وأنها تشكل حالة من حتقيق العدالة،‏ هو ‏أمر بعيد عن الدقة،‏<br />

فمهمة الشعب ليست قارصة على اختيار من هو الأفضل،‏ وبعدها ينتهي دورهم.‏ بل يحتاج<br />

الأمر ‏إىل عقد ‏سياسي-‏ اجتماعي يشكل الضمانة لتحقيق العدل وعدم مصادرة احلرية.‏<br />

364


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

Abstract:<br />

This paper deals with democracy as a concept of argue, and there is,<br />

a lot of controversy between thought and action, which has been touched<br />

upon by this study through three main axes. Theme I: addressing the root of<br />

democracy. Axis II: Making a general approach to the concept of democracy’s<br />

foundations in terms of convergence that has been around in terms of<br />

generalities, and point of contention about the inability to find a procedural<br />

definition of democracy. The third axis: the theme of democracy in political<br />

thought has been addressed in this axis of the main ideas of philosophers<br />

and thinkers, to know the foundations of those with a focus on the issues<br />

articulated through narratives that have emerged property.<br />

The researcher adopted the Genealogy approach who believed that the<br />

process of identifying the Democratic depend on ballot box, and it’s a case<br />

of justice is far from precise task of the people is short to make a choice<br />

about who is the best and then end their turn. What is needed is a political<br />

_ a guarantee of social justice and not to confiscate.<br />

365


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

مقدمة:‏<br />

يرتكَّ‏ ز احلديث يف الفكر السياسي خلل مراحل تطوره املستمرة،‏ تاريخياً،‏ حول<br />

مشكلتٍ‏ وقضايا مفصليةٍ‏ ما فتئت تعرتي املجتمعات الإنسانية على اختلف مذاهبها،‏<br />

وهذه املشكلت منها ما هو حقيقي،‏ ويشكل واقعاً‏ ملحاً،‏ ومنها ما هو وهم خمتلق ترسم له<br />

‏إيديولوجيات،‏ وتتوهمه عقول،‏ ولعل التمايز يف ذلك تابع ‏أسلً‏ للخصوصية الثقافية لكل<br />

جمتمع بعينه،‏ وللظروف التي تعرتيه ويتفرد بها مقارنة بغريه من املجتمعات.‏ ويف كل<br />

حالة ‏أو مرحلة تستدعي قضايا ومقولت فكرية مناسبة،‏ ‏أو يخيل ‏أنها كذلك من ‏أجل ‏إيجاد<br />

الإطار النظري كمقدمة للحلول العملية املمكنة.‏<br />

وعليه،‏ تشكل مقولة الدميقراطية واملواقف املختلفة التي ترتب عليها يف الفكر السياسي<br />

واحدة من الأطروحات الفكرية ‏)العلمانية،‏ الليربالية،‏ ‏لشرتاكية،‏ ...( التي استدعيت لعلج<br />

املعسلت املتشعبة،‏ وأهمها جتذر ‏لستبداد وتكريسه،‏ وهو الأمر الذي ميثل حالة من<br />

اجلمود يف وجه ‏إمكانية الوصول للمدنية والتحرض املعارص،‏ لكن الذي حدث على مستوى<br />

ذلك الفكر،‏ وبخاصة ما هو حديث ومعارص من اجتاهاته هو حتول فكرة قبول الدميقراطية<br />

‏أو رفضها ‏إىل مشكلة بحد ذاتها.‏<br />

أهمية الدراسة وأهدافها:‏<br />

تاأتي هذه الدراسة لستعراض املواقف والطروحات الفكرية التي تتعلق بالدميقراطية<br />

كمقولة حضارية تبلورت يف الفكر الأوروبي،‏ وكان لها جتربتها اخلاصة يف املجتمعات<br />

الأوروبية ولكن رغم ذلك ظهرت حالة من اجلدل،‏ يدور يف بعض الأحيان حتى يف ‏أوروبا،‏<br />

حول مدى تطابق الدميقراطية الغربية مع احلرية،‏ وبخاصة عندما تتعارض مع متطلبات<br />

النخب السياسية.‏<br />

ولهذا،‏ نحاول يف هذا الإطار البحث عما هو موجود على الأرض،‏ وليس احلديث<br />

عما نفرتض ‏أنه كائن،‏ وبالتايل،‏ فالأحكام املسبقة باأن الدميقراطية،‏ تشكل ‏أعلى مراتب<br />

املثالية كنظام حكم ل يساعد يف التاأسيس لفكر ‏سياسي قادر على هضم الدميقراطية،‏<br />

كمنظومة فكرية،‏ توؤسس لأرضية قادرة على تقدمي احللول،‏ واملعسلت السائدة،‏ وحتديداً‏<br />

‏لستبداد.‏ كما ‏أن الأخذ مبواقف مسبقة بصورة ‏سلبية قد تشكل ردة فكرية،‏ وبخاصة عندما<br />

ل تكون مبنية على ‏أساس،‏ بالقدر الذي متثل فيه مواقف ‏إيديولوجية قد توؤدي ‏إىل تكريس<br />

الواقع القائم.‏<br />

366


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

حماور الدراسة:‏<br />

يدور احلديث يف هذه الدراسة حول الدميقراطية كمفهوم حَ‏ مَلَ‏ ، وما زال،‏ العديد من<br />

‏للتباس،‏ والتضاد ما بني الفكر واملمارسة.‏ من هنا،‏ ل بد من استجلب املقولت الفكرية<br />

التي ‏أسست للدميقراطية كخيار طرح بقوة كحل لنقض ‏لستبداد،‏ التي قد تشكل ‏أداة من ‏أدوات<br />

تعزيزه.‏ ولذا،‏ وجب البحث يف هذه الدراسة عرب حماور ثلثة.‏ ‏أولً،‏ التطرق ملنبت الدميقراطية<br />

حيث ‏رضورة احلديث جنيولوجيا عن املهاد التاريخي للدميقراطية.‏ ثانياً،‏ ‏إحداث مقاربة<br />

عامة ملفهوم الدميقراطية من حيث الأسس التي مت الإلتقاء حولها من ناحية التعميمات،‏<br />

ونقطة اخللف؛ حول عدم القدرة على ‏إيجاد تعريف ‏إجرائي للدميقراطية.‏ ثالثاً،‏ حماولة<br />

‏سرب غور ‏أفكار الفلسفة واملفكرين؛ ملعرفة الأسس التي قام عليها هوؤلء مع الرتكيز على<br />

القضايا املفصلية من حيث املواقف العامة من الدميقراطية،‏ ومسوغاتِ‏ كلِّ‏ منهم.‏ وعليه،‏<br />

فاإنه ل بد من التطرق للمنطلقات العقائدية والفكرية،‏ وغريها من املوؤثرات احلضارية التي<br />

غلبت على الفلسفة واملفكرين،‏ وهم ينتجون نصوصهم حول الدميقراطية.‏<br />

املنهج:‏<br />

اعتمد الباحث يف دراسته على منهج التحليل اجلنيولوجي ‏)التنسيبي(‏ ، ومسوِّغ ذلك ‏أن<br />

هذا املنهج،‏ الذي يُعنى بالبحث يف البدايات التي قد ل حتدد بفرتة زمنية حمددة بالرضورة،‏<br />

فهو يتتبع ظاهرة تستحق ‏سرب الغور يف مرحلة زمنية معينة،‏ ولهذا فاإن املنهج التحليلي<br />

اجلنيولوجي يبحث يف تاريخ نشوء الأفكار،‏ متتبعاً‏ املسار التاريخي لنشوء املفاهيم،‏<br />

وحماولة استكشاف النوازع الأخلقية واحليوية لها؛ ليوؤسس ملفهوم ‏لتصال التاريخي،‏<br />

وليس ‏لنفصال/‏ ‏لغرتاب.‏ من هنا،‏ فاإن املنهج التحليلي اجلنيولوجي يصلح لهذه الدراسة<br />

حتديداً‏ من حيث حالة الربط بني املنهج واملوضوع الذي هو بحث يف الدميقراطية،‏ بعيداً‏<br />

عما هو ميتافيزيقي ‏)ما فوق الطبيعة(‏ ومثايل،‏ كما ‏أن اجلينولوجيا ترفض الأصول/‏<br />

البدايات يف ‏صورتها امليتافيزيقية،‏ ومبا ‏أننا بحاجة ‏إىل احلس التاريخي لتجنب القائم<br />

على ‏أساس مبدأ املطلق؛ فاإن هذا املنهج يناسب هذه الدراسة التي ‏سوف تلتقط السائد<br />

واملوؤَسَ‏ ‏س من النصوص التي مت اُلتقطت للمقصَ‏ ى واملطرود من املشهد السياسي،‏ والفكري<br />

ليساعده يف الإجابة عن تساوؤلت حول منبت دميقراطية،‏ وتبلورها،‏ وماهيتها،‏ وإمكانية<br />

وجودها ‏)الدميقراطية(‏ يف مكان دون ‏آخر،‏ ولمكان الدميقراطي القابل للتطبيق فعلياً.‏<br />

367


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

تعريف املصطلحات:‏<br />

‏سوف ترد يف هذه الدراسة مصطلحات حتمل وجهات نظر خمتلفة ‏سيتم السعي ‏إىل<br />

الوصول ‏إىل تعريفات ‏إجرائية لها،‏ ومنها:‏<br />

‏◄◄الدميقراطية:‏ ‏أصلها يوناين تتكون من مقطعني:‏ الأول،‏ Demos ويعني ‏»الشعب«‏<br />

والثاين،‏ Kraten ويعني ‏»حكم«،‏ فاملعنى اللغوي احلريف ملصطلح دميقراطية هو ‏»حكم<br />

الشعب«.‏ ظهر مصطلح الدميقراطية يف ‏أثينا حيث كان املقصود بها مشاركة املواطنني يف<br />

‏صنع القرار،‏ وهو ما يعرف يف الفكر السياسي املعارص باسم الدميقراطية املبارشة،‏ ‏أما<br />

يف الوقت احلايل فاإن الدميقراطية تستخدم للدللة على نظم احلكم التي تتمتع بقدر كافٍ‏<br />

من الشعبية،‏ وكذلك على نظم احلكم التمثيلية،‏ ويستخدم ‏أحياناً‏ للإشارة ‏إىل نظم احلكم<br />

اجلمهورية ونظم احلكم الدستورية.‏<br />

‏◄االستبداد:‏ يرتادف مع مفهوم ‏لستبداد العديد من املفاهيم،‏ مثل:‏ السلطة املطلقة،‏<br />

ولستعباد السلطوي،‏ وهي كلها حتمل ‏شكلً‏ كلسيكياً‏ للظاهرة ‏لستبدادية املطلقة،‏ التي<br />

تعني احلكم املطلق والتفرد بالسيادة،‏ ول تعري ‏أهمية للقوانني السارية،‏ ويكون احلكم فيها<br />

مطلقاً،‏ ل حدود له،‏ ول ‏رشعية تستند ‏إىل ما يسمى ‏»باحلق الإلهي«،‏ بحيث يسورّغ ‏سلطة<br />

احلاكم باإرادة ‏سماوية ‏أو دينية،‏ فتنتفي بذلك مسوؤوليته ‏أمام ‏أية هيئة ‏أو قانون.‏ فاحلاكم<br />

يكون ‏أسمى من ‏أن يخضع للقوانني.‏<br />

368<br />

◄<br />

يعود مصطلح الطغيان للإغريق،‏ وكان يعني احلاكم،‏ ولكنه تطور<br />

ليدلَّ‏ به على نظام احلكم الذي يتصف برتكيز السلطة يف يد فرد واحد ميتلك ‏سلطات غري<br />

حمدودة،‏ فهو احلاكم الأمر الناهي على املحكومني،‏ ميارس احلكم بصورة حتكمية قهرية،‏<br />

فل يعرتف باحلرية السياسية ‏أو القانون.‏ وتتقاطع هذه الصورة الأولية ‏إىل حد كبري مع<br />

‏لستبداد،‏ ولكن يبقى هناك فرق بني ‏لستبداد والطغيان،‏ فاملستبد قد يعدل ‏أو يحسن ‏إذا مل<br />

ينازعه احلكم منازع،‏ بينما الطاغية يحكم دائماً‏ وأبداً‏ باحلديد والنار،‏ ومييل ‏إىل العدوانية<br />

والعنف،‏ طباعه دموية،‏ ول يستنكف عن اللجوء ‏إىل القتل،‏ وقد يورد ‏شعبه موارد التهلكة<br />

دون مسوغ.‏<br />

‏◄◄الطغيان:‏<br />

◄<br />

◄<br />

‏◄االأوليغاركية:‏ تعني حكم القلة،‏ ول يقصد به حكم القلة فقط،‏ بل حكم القلة ‏صاحبة<br />

الرثوة بالتحديد التي تستخدم املنصب السياسي لتحقيق مصاحلها الشخصية.‏<br />

‏◄الليربالية:‏ مصطلح مشتق من الكلمة اللتينية Liber مبعنى حر والليربالية تنادي<br />

بالدفاع عن احلرية الفردية،‏ وهنا يرى روادها ‏أن النزعة الفردية هي اجلوهر امليتافيزيقي


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

والوجودي لليربالية،‏ ومن هذا الفرض تشتق ‏للتزامات الليربالية املاألوفة ‏إزاء احلرية<br />

والتسامح واحلقوق الفردية،‏ ولكنها حتولت من فلسفة تعرب عن الطبقة الوسطى ‏إىل فلسفة<br />

جمتمع قومي،‏ مثرّلهُ‏ الأعلى رعاية مصالح الطبقات املالكة متماشية مع التغريات املطردة<br />

للنظام الرأسمايل احلديث.‏<br />

مصطلح ‏أطلقه ‏أفلطون على قادة النظام الدميقراطي بعد انتصار<br />

الدميقراطية يف ‏أثينا،‏ قاصداً‏ بها ‏)الدميقراطية الفاسدة(‏ . ‏أما ‏لستخدام املعارص ملصطلح<br />

الدمياغوجي فيشري ‏إىل من يكون مهتماً‏ بالوصول ‏إىل احلكم ‏أكرث من اهتمامه بالصالح<br />

العام.‏<br />

‏◄◄الدمياغوجية:‏<br />

مصطلح يعني بدون ‏سلطة ‏أو بل حكومة.‏ والفوضوية ايديولوجية<br />

اجتماعية ‏سياسية استلهمت مفاهيمها من الفردية والإرادية من فلسفتي ‏شوبنهاور ونيتشه<br />

‏أي ‏لعتقاد باأن ارادة الإنسان توؤدي الدور احلاسم يف التاريخ.‏<br />

‏◄◄الفوضوية:‏<br />

هي انتماء ‏إىل تراب حتدده حدود جغرافية،‏ وكل من ينتمون ‏إىل ذلك<br />

الرتاب،‏ مواطنون يستحقون ما يرتتب على هذه املواطنة من احلقوق والواجبات التي<br />

تنظم بينهم العلقات كافة.‏ كما تنظم العلقة بينهم وبني نظامهم السياسي ولجتماعي،‏<br />

وتخضع هذه العلقة يف معظم الأحيان ملقاييس النفع والرضر.‏ ولهذا تتطلب املواطنة<br />

احلقة معرفة احلقوق والواجبات اخلاصة باملواطن الذي يعيش على ‏أرض الوطن.‏<br />

‏◄◄املواطنة:‏<br />

أوالً-‏ املهد التارخيي للدميقراطية:‏<br />

نحن هنا ل نسعى للتاأريخ ملرحلة ما يف بلد اليونان،‏ بالقدر الذي نسعى فيه<br />

لستقراء ملمح احلكم فيها،‏ لفهم املنطلقات الفكرية التي ‏أسست بناءً‏ على تلك املرحلة،‏<br />

حماولة املقاربة،‏ والتطوير عليها.‏ ذلك ‏أن تطور الدميقراطية يف ‏أثينا مَ‏ ثلَ‏ حالة من الإلهام<br />

بالنسبة ‏إىل الفكر السياسي احلديث،‏ وحماولة استخراج املفاهيم املركزية من تلك املرحلة<br />

)1(<br />

من حرية ومساواة،‏ وحماولة مطابقتها مع املفهوم الليربايل لحقاً.‏<br />

على ‏أية حال،‏ مل تكن الوحدة السياسية لدى الإغريق،‏ هي القبيلة بل حكومة املدينة،‏ )2(<br />

حيث ‏شُ‏ كلت احلكومات اليونانية من جمموعة من املدن غري املتحدة فيما بينها،‏ احتاداً‏<br />

‏سياسياً.‏ ولهذا وقعت حتت احلكم املقدوين،‏ ومن ثم روما،‏ ثم وقعت بعدها حتت احلكم<br />

الفارسي الذي ‏أبقى ‏أمور احلكم الذاتي باأيدي ‏أهلها مع فقدانهم الإرادة السياسية الذاتية،‏<br />

)3(<br />

وقد ظهر على السطح مناذج للحكم يف املدن الإغريقية مثل ‏إسبارطة،‏ وأثينا.‏<br />

369


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

وأما نظام احلكم يف ‏أثينا،‏ فقد اختلف عن غريه من املدن املجاورة لها وبخاصة<br />

‏إسبارطة،‏ حيث وجدت الطبقات املختلفة،‏ مما كان له ‏أثر كبري يف املساعدة على التطور<br />

السياسي،‏ بالرغم من ‏أنها كانت يف البداية كباقي احلكومات الإغريقية ‏»حكومة ملكية<br />

وعقب امللكية حكمتها طبقة من السادة هم كبار امللك،‏ وهوؤلء بعد فرتة من ‏لضطراب<br />

)4(<br />

السياسي ‏أخلوا الطريق للنظام الدميقراطي«.‏<br />

)6(<br />

متُ‏ ثل ‏أثينا )5( املهد الأول الذي مت طُ‏ بق فيه احلكم الدميقراطي على يد ‏)كليسثنيس(‏<br />

الذي عمل على تثبيت ‏لنتقال ‏إىل الدميقراطية يف ‏أثينا،‏ والتي منها جاء استعمال مفهوم<br />

الدميقراطية،‏ حيث كانت القوانني هي الأساس الذي ‏شيد على ‏أساسه البناء الدميقراطي<br />

يف ‏أثينا،‏ وإذا كانت القوانني قد وجدت قبل الدميقراطية لأنها نابعة من عادات،‏ ومفاهيم<br />

مقدسة ‏صادرة عن الآلهة التي تتمثل فيها النظم الأخلقية؛ فاإنها يف زمن الدميقراطية<br />

‏أصبحت مقبولة،‏ لأنها ‏صادرة هذه املرة عن ‏إرادة الشعب داخل اجلمعيات العامة الشعبية،‏<br />

‏»وكاأنها عقد يربم بني اجلميع«.‏ )7( لأن القوانني قائمة على الإقناع ولقتناع.‏ مبعنى قوة<br />

احلجة الأفضل ل على جمرد العادات والعرف،‏ ‏أو القوة املفرطة.‏ لهذا،‏ زعم الأثينيون ‏أن<br />

القانون مل يكن ‏سوى قانون املواطنني،‏ مبعنى ‏أن اجلميع ‏أمام القانون متساوون.‏ وكما<br />

قال ‏»بركليس«:‏ ‏»نحن ممسكون بزمام القانون«.‏ واحلرية هنا،‏ كما مرت وستمر عند<br />

احلديث عن الدميقراطية يف ‏أثينا،‏ تعني احرتام القانون ‏إذا كان ‏»موضوعاً‏ على نحو ‏سليم<br />

)8(<br />

يف ‏إطار احلياة العامة فاإن مراعاته حق مرشوع«.‏<br />

هناك حالة من غياب املثالية املتصورة ‏سلفاً‏ للدميقراطية انطلقاً‏ من ‏أنها حكم<br />

الشعب.‏ من هنا،‏ تنبع حالة التشكيك التي يسوقها بعضهم باأن السائد يف ‏أثينا كان وجود<br />

طبقتي السادة والعبيد،‏ وكانت الدميقراطية فقط دميقراطية السادة.‏ )9( وهو ما نظر ‏إليه<br />

باستهجان ‏»جان جاك روسو«‏ عندما قال:‏ ‏»يف اليونان،‏ كان الشعب يفعل كل ما كان<br />

عليه فعله،‏ لقد كان باستمرار متجمعاً‏ يف الساحة.‏ وكان يسكن مناخاً‏ لطيفاً،‏ ومل<br />

يكن قط جشعاً،‏ وكان العبيد يقومون باأشغاله،‏ اأما قضيته الكربى فكانت حريته ...<br />

ماذا؟ اأال تبقى احلرية اإال مبساعدة العبودية؟ ممكن.‏ اإن احلدين االأبعدين يلتقيان.‏ وكل<br />

)10(<br />

ما ليس قط من الطبيعة له مساوئه،‏ واملجتمع املدين اأكرث من اأي ‏شيء اآخر«.‏<br />

ولهذا،‏ جنده يحدد موقفه من الوضع الواقع ما بني احلرية والعبودية بقوله:‏ ‏»اإنني اأفضل<br />

احلرية مع اخلطر على السلم مع العبودية«.‏ )11( وهنا نتساءل،‏ ‏إىل ‏أي مدى عربرّ‏ ت<br />

‏أثينا عن احلرية يف داخل منظومتها احلاكمة املوسومة بالنظام الدميقراطي؟ وعُ‏ ربرّ‏ عنه يف<br />

‏أكرث من موقف يف ‏أثينا نفسها كتعبري عن تلقح العدالة واحلرية من جهة،‏ والدميقراطية<br />

370


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

من جهة ‏أخرى.‏ هذا ما جنده يف ‏أحد خطابات ‏»بركليس«‏ عند استقبال ‏ضحايا حرب<br />

طروادة ‏»اإن ‏رس عظمة احلضارة اليونانية يكمن يف طبيعة نظامها الدميقراطي،‏ واأن<br />

الدميقراطية ليست تنظيماً‏ للسلطة،‏ بل هي جمموعة من االأخالقيات التي تلتقي فيها<br />

)12(<br />

العدالة باحلرية«.‏<br />

على ‏ضوء ما تقدم،‏ نستطيع القول:‏ ‏إن الدميقراطية متثل جتربة حمدودة باملعنى<br />

املتعارف عليه الآن،‏ فلم يكن لكل ‏أفراد املجتمع احلق يف املشاركة يف ‏صناعة القرار<br />

السياسي ‏آنذاك،‏ فالعبيد،‏ والأجانب املقيمون يف ‏أثينا مل تشملهم الدميقراطية،‏ وهاتان<br />

الطبقتان،‏ كانتا تشكلن ‏أغلبية ‏سكان املدينة فسلً‏ عن عدم مشاركة النساء.‏ )13( فاحلياة<br />

السياسية حمصورة بالعرق،‏ واجلنس املحددين،‏ واحلالة ‏لقتصادية للفرد ‏أي ممن<br />

ميلكون الأراضي،‏ والعقارات،‏ وهذه التجربة الدميقراطية مل تستمر لفرتة طويلة،‏ فقد بدأت<br />

الدميقراطية بالضعف حني دب الرصاع بني الفقراء والأغنياء )14( كما هو احلال بالنسبة<br />

لثورة العبيد بقيادة ‏»سبارتكوس«،‏ )15( ونشوب نزاع بني ‏إسبارطة وأثينا نتيجة ‏لزدهار<br />

‏لقتصادي والتقدم السياسي حيث تغلبت مدينة ‏إسبارطة )16( على ‏أثينا عسكريا عام 404<br />

)17(<br />

ق.م،‏ يف حرب طروادة التي هُ‏ زمت فيها ‏أثينا هزمية نكراء.‏<br />

‏سقطت اأثينا،‏ رمز الدميقراطية وحاميتها،‏ وكان ‏»بركليس«‏ قد توقع حدوث ذلك<br />

عندما قال:‏ ‏»اإين الأخشى اأخطاءنا اأكرث مما اأخشى تدابري العدو«،‏ )18( وكان على حق،‏ فقد<br />

دُثرت التجربة الدميقراطية ‏لثينية حتى جميء عرص الأنوار )19( الذي ‏سوف نسعى لحقاً‏<br />

لستجلء ملحمه من خلل ‏إحداث مقاربة عامة لربط الدميقراطية التقليدية مبركباتها<br />

الليربالية.‏<br />

ثانياً-‏ مفهوم الدميقراطية:‏ مقاربة عامة:‏<br />

عند نشوء جمتمع ما،‏ فاإنه يكون بحاجة ‏إىل ‏سلطة تضبطه وتسريرّ‏ ‏أموره،‏ فل جمتمع<br />

بل ‏سلطة.‏ ولهذا،‏ ل ميكن التكون املجتمعي والتماسك ‏إل بعد حل مساألة السلطة يف<br />

املجتمع )20( وتاأتي ‏رضورة السلطة من باب ‏أنها،‏ ‏»ظاهرة طبيعية يف ‏أي جمتمع ‏سواء<br />

كان بدائياً‏ متطوراً‏ ‏أو حضارياً،‏ ففكرة العيش بدون ‏سلطة هي يف احلقيقة فكرة خيالية،‏<br />

فكل ‏شيء يف احلياة يوحي بوجودها«،‏ )21( ولكن حالة التبسيط لرضورة السلطة ل تبدو<br />

‏أمراً‏ ‏صحياً،‏ ‏إذ قادت ‏إىل ربط مفهوم احلق مباهية السلطة،‏ وهنا بدت الدولة باأنها ‏»أقصى<br />

)22(<br />

متظهر ميكن لظهور كمونية احلق النسبي ‏أو املطلق«.‏<br />

371


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

وهذا الظهور للسلطة بهذا الرداء ‏»الأخلقي«‏ ليس بريئاً،‏ ذلك ‏أنها ترتكز على مفهوم<br />

معياري قبلي هو ‏»احلق«،‏ فاحلق هو احلامل املعياري لنزوع قوة السلطة،‏ وهذا يقود ‏إىل<br />

‏أنه عند نزوع السلطة ‏إىل الظهور يولد ذلك ‏لغرتاب الذي يولد العنف،‏ حيث يتم الربط بني<br />

)23(<br />

الدميومة السلطوية،‏ ولغرتاب مبا يخبىء من تداعيات.‏<br />

‏إن ما ‏سبق يدل على ‏أننا على حافة الغوص يف البحث يف ‏إشكالية بالغة التعقيد،‏<br />

وهي السلطة.‏ ولكن ما تسعى ‏إليه هذه الدراسة،‏ ويف هذا اجلانب حتديداً،‏ هو البحث يف ‏أحد<br />

‏إفرازات السلطة،‏ وهي الدميقراطية،‏ فما هي املقاربات الأولية،‏ ‏إذن،‏ التي مت ‏للتقاء عليها<br />

حول هذا املفهوم.‏<br />

‏إذا كانت السلطة السياسة متثل ‏رضورة ل جدال فيها،‏ مع استثناء الفكر الفوضوي،‏<br />

)24( فاإن ‏رشعية السلطة،‏ متثل مشكلة يف ذاتها.‏ )25( ذلك لأن ‏سلطة احلكام ‏رشعية ‏إل ‏إذا<br />

خولت من املحكومني،‏ فهذا يعني ‏أن ‏أعضاء املجتمع هم مصدر السلطة.‏ وهذه هي يف<br />

الواقع الفكرة الدميقراطية:‏ الشعب هو مصدر السلطة،‏ وهو الذي ميارسها بنفسه،‏ ‏أو ينتخب<br />

من ينوب عنه يف ممارستها،‏ وإذا كان الأمر كذلك؛ فاإن الرشعية الدميقراطية تعني ‏أن ‏سلطة<br />

)26(<br />

احلكام ل تكون ‏رشعية ‏إل ‏إذا استمدت من الشعب.‏<br />

ملفهوم الدميقراطية تاريخ طويل ممتد ذو ارتباط وثيق بشكل الدولة،‏ ومضمونها،‏<br />

والنظريات السياسية.‏ كما ‏أن ملفهوم الدميقراطية معايري متعددة املشارب،‏ واملعايري<br />

اختلفت على مدى تطورها،‏ وحسب املجتمعات التي تكرست بها.‏ ولهذا،‏ من الإجحاف<br />

القول باأن الدميقراطية الأثينية التي بدأت بذورها يف القرن اخلامس قبل امليلد هي<br />

نفسها الدميقراطية التي ظهرت يف القرون احلديثة،‏ ففي الوقت الذي ارتبط فيه مفهوم<br />

الدميقراطية باحلكومة الدستورية،‏ وارتبط نقيضها بالستبداد،‏ وعلى الرغم من معانيها<br />

املختلفة،‏ التي ‏سناأتي عليها لحقاً،‏ فاإنه للمفهوم وقعاً‏ حمبباً‏ حتاول الدول،‏ بغض النظر<br />

عن طبيعة حكمها،‏ ‏أن تصف نفسها به.‏ )27( ذلك ‏أن الدميقراطية كما يرى بعضهم تستلهم<br />

احلرية،‏ واحلرية تعني قبل كل ‏شيء حرية الفرد.‏ لذا،‏ انصبت جهود الفكر الإنساين يف هذا<br />

‏لجتاه على تقدمي تفسري للسلطة من ‏ساأنه ‏أن يحمي الفرد يف حريته اجلسدية،‏ والفكرية،‏<br />

والدينية ‏ضد التحكم السياسي،‏ فقد كانت املذاهب الدميقراطية منذ بدايتها،‏ ويف تطورها<br />

تهدف ‏إىل ‏إقامة حواجز ‏ضد الطغيان.‏ )28( فهل هذا ما كان على ‏أرض الواقع.‏ انطلقاً‏ من<br />

)29(<br />

‏أن الدميقراطية تاريخياً‏ كانت نضالً،‏ ‏أو معركة من ‏أجل احلرية.‏<br />

هناك من يرى اأن الدميقراطية تعني:‏ ‏»التساوي يف اخلضوع للقانون«،‏ ياأتي هذا من<br />

ارتباط الدميقراطية باحلرية )30( يف الفكر الأثيني،‏ وذلك انطلقاً‏ من البداية التي استطاعوا<br />

372


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

من خللها تعاقباً‏ كسب حريتهم املدنية عندما منع ‏»صولون«‏ الإكراه اجلسدي،‏ وحريتهم<br />

القانونية،‏ بترشيع يحمي الشخصية اجلسدية للمواطن،‏ ويف النهاية كسبوا حريتهم<br />

السياسية التي تعرف بالنسبة للإغريقي،‏ باأنها احلق باأن ل يخضع املواطن ول يطيع ‏إل<br />

القانون وحده.‏ وعليه،‏ فاإن الدميقراطية هنا كما قلنا ‏سابقاً‏ تعرف ‏»باأنها التساوي يف<br />

)31(<br />

اخلضوع للقانون«.‏<br />

والدميقراطية حسب ‏»موسوعة علم السياسة«:‏ هي كلمة تتاألف من مقطعني الأول،‏<br />

دميوس،‏ وتعني الشعب،‏ والثاين،‏ كراتس،‏ وتعني السلطة،‏ وعلى ما تقدم فاإن الدميقراطية هي<br />

حكم الشعب لسلطته.‏ كما ‏أنها حتمل ‏أوجهاً‏ كثرية حيث الدميقراطية ‏لجتماعية التي تركز<br />

على العدالة واملساواة بني الناس.‏ والدميقراطية الشعبية،‏ ورغم ذلك فاإنها حتمل مدلولً‏<br />

‏سياسياً‏ كان ‏شائع ‏لستعمال يف الأدبيات والفلسفات عرب العصور املختلفة،‏ ‏»وأنها مذهب<br />

‏سياسي حمض يقوم على ‏أساس متكني الشعب من ممارسة السلطة السياسية يف الدولة،‏<br />

‏إما مبارشة كما يف الأنظمة السياسية القدمية،‏ حيث كان بامكان الشعب ‏أن يجتمع يف<br />

الساحات العامة لدولة املدينة ليختار من ميارسون السلطة،‏ ‏أو بشكل غري مبارش كما هو<br />

عليه الآن يف ‏أغلبية النظم السياسية التي تاأخذ باأسلوب تداول السلطة ‏سلمياً،‏ وعن طريق<br />

)32(<br />

‏لنتخابات املبارشة،‏ وبالقرتاع العام الرسي،‏ ‏أو غري املبارش«.‏<br />

يف حني يرى جان جاك روسو ‏أنه عندما ‏»يستطيع ‏صاحب السيادة يف املقام<br />

الأول ‏أن يعهد باأمانة احلكم ‏إىل الشعب كله،‏ ‏أو ‏إىل اجلزء الأكرب منه،‏ بحيث يكون هناك من<br />

املواطنني احلكام ‏أكرث من املواطنني الأفراد،‏ ويطلق على ‏]هذا[‏ الشكل من احلكومة اسم<br />

الدميقراطية«.‏ )33( وقد ذهب بعضهم ‏إىل القول:‏ ‏إن الدميقراطية من بني ‏أمور كثرية ‏أخرى<br />

)34(<br />

متثل ‏»مبدأ املساواة يف احلقوق والفرص واملعاملة ‏أو ممارسة هذا املبدأ«.‏<br />

وهناك من عمل على تعريف الدميقراطية انطالقاً‏ من اأنها ‏»أسلوب للحياة ونظام<br />

يقوم على قناعة كاملة من مواطني املجتمع البرشي بقيمة الدميقراطية فكراً‏ وممارسة،‏<br />

وقناعة كاملة باملبادئ الأساسية من حرية ومساواة وعدالة،‏ وأن السيادة للشعب دون<br />

‏سواه.‏ كما ‏أن هذه املبادئ تستلزم ‏آليات معينة جتسد املبدأ ‏إىل واقع حي متجدد،‏ كتعدد<br />

الأحزاب والأفكار،‏ وكل ما من ‏ساأنه حتقيق ‏سيادة الشعب ومصلحته العامة«.‏ )35( وقد<br />

عررّف ‏»املعجم الفلسفي«‏ الدميقراطية على ‏أنها « نظام ‏سياسي تكون فيه السيادة جلميع<br />

املواطنني،‏ ل لفرد ول لطبقة،‏ ويقوم على ثلثة ‏أسس:‏ احلرية واملساواة والعدل،‏ وهي<br />

)36(<br />

متكاملة ومتضامنة«.‏<br />

373


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

اأما ‏»عبد املنعم احلنفي«‏ فريى يف ‏»املعجم الشامل ملصطلحات الفلسفة«‏<br />

اأن الدميقراطية تعرف على اأنها ‏»نظام اجتماعي فيه الشعب مصدر السلطة ميارسها<br />

نواب له،‏ ‏أو ممثلون عنه من خلل الترشيعات التي يقرونها،‏ ويحكم مبقتضاها النظام<br />

القضائي،‏ ويدير من خللها موظفون عموميون اجلهاز الإداري للدولة،‏ وتنتظم بها العلقة<br />

بني احلاكم واملحكوم وبني ‏أفراد الشعب بعضهم ببعض«.‏ )37( هنا حالة التاأثر بفكر ‏»جون<br />

‏ستيورات مل«‏ الداعي حلرية الفرد يف املجتمع الدميقراطي كما ‏سرنى لحقاً.‏ وهنا عرف<br />

‏»مل«‏ الدميقراطية باأنها:‏ ‏شكل من ‏أشكال احلكم ميارس فيه الشعب كله ‏أو القسم الأكرب منه<br />

)38(<br />

‏سلطة احلكم من خلل نواب ينتخبونهم باأنفسهم بصورة دورية.‏<br />

على الرغم من تعدد التعريفات ملفهوم الدميقراطية،‏ واختلف تطبيقاتها العملية<br />

على مر العصور فاإن الذي يربطها جميعاً،‏ ‏أو الذي يشكل القاسم املشرتك الأكرب بينها ‏إمنا<br />

هي فكرة القوة السياسية وملن تكون ‏)من يحكم(‏ ، وليس ‏شكل احلكم.‏ هل يكون يف ‏أيدي<br />

الأغلبية بدلً‏ من الأقلية ‏أم تكون يف يد واحدة فقط،‏ وهو ما رُفض يف املنبت جندة ففي ‏أحد<br />

خطابات ‏»بركليس«‏ عندما ‏أطلق وصف الدميقراطية على احلكم ‏لثيني )39( لأن ‏إدارة احلكم<br />

تشجع حكم الكرثة بدلً‏ من القلة.‏ )40( ولأن احلرية تبقى ‏أداة املبادئ الأساسية للدستور<br />

)41(<br />

الدميقراطي.‏<br />

الدميقراطية الليربالية:‏<br />

)42(<br />

لقد تطور مفهوم الدميقراطية يف القرن الثامن عرش حيث ظهر باملعنى الليربايل<br />

الذي يقول ‏إن البرش ‏»أفراد«‏ لهم ‏»حقوق«،‏ )43( كما ‏أنه ‏أصبح يحمل مضامني تعدد الأحزاب،‏<br />

وضمان حرية التعبري،‏ واملشاركة السياسية،‏ وتداول السلطة ‏سلمياً،‏ وتشكل نظرية الفصل<br />

بني السلطات )44( مع الرتكيز على ‏أن يكون التمثيل النيابي ‏أساس الدميقراطية الليربالية )45(<br />

مع العلم ‏أن الدميقراطية لها ‏أشكال عدة هي:‏ الدميقراطية املبارشة،‏ وهي التي كانت ‏سائدة<br />

)47(<br />

يف ‏أثينا،‏ وبعدها مت اخلروج بالدميقراطية النيابية،‏ )46( والدميقراطية ‏شبه املبارشة.‏<br />

ويف هذا السياق ترى ‏»دائرة املعارف الربيطانية«‏ ‏»أن الدميقراطية تستخدم مبعانٍ‏<br />

عدة منها ‏»إنها ‏شكل من ‏أشكال احلكم ميارس فيه جمموع املواطنني مبارشة حق اتخاذ<br />

القرار السياسي تطبيقاً‏ حلكم الأغلبية،‏ وهو ما يطلق عليه اسم الدميقراطية املبارشة،‏<br />

وهناك الدميقراطية النيابية ..، وهناك ‏شكل ‏آخر من ‏أشكال الدميقراطية،‏ وهو ما يعرف<br />

باسم الدميقراطية القانونية«‏ كذلك فاإن مفهوم الدميقراطية قد يستخدم ‏أحياناً‏ لوصف ‏أي<br />

نظام ‏سياسي اجتماعي دومنا اعتبار ملا ‏إذا كانت دميقراطية باملعاين الثلثة السابقة ‏أم<br />

ل«.‏ )48( وهنا،‏ يرى بعضهم ‏أنه ميكن تعريف الدميقراطية الليربالية )49( ‏أنها ‏»طريقة ‏أو<br />

374


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏إجراء لتوزيع السلطة السياسية،‏ ولتحديد ‏رشعيتها،‏ واستعمال هذه السلطة بشكل ‏رشعي،‏<br />

)50(<br />

ومتى يتجاوز استعمالك لهذه السلطة بشكلها الرشعي«.‏<br />

جتدر ‏لشارة ‏إىل ‏أن الدميقراطية الليربالية ل متثل وجهاً‏ واحداً‏ مثالياً‏ كما يطرح غالباً،‏<br />

ذلك ‏أنها حتاول تسويق فكرها انطلقاً‏ من ‏لفرتاض الأساسي القائل بحرية ‏لختيار،‏<br />

ولكن الأمر ‏أخذ بعده ‏لقتصادي حيث نقلت مفهوم حرية املستهلك من جمال ‏لقتصاد ‏إىل<br />

جمال السياسة،‏ وهنا ‏»تصورت الليربالية نطاقاً‏ اقتصادياً‏ يقوم على املنافسة،‏ املستهلك<br />

فيه هو السيد الذي يختار بني السلع املتنافسة،‏ وفقا لقوانني العرض والطلب،‏ تصورت<br />

‏أيضا نظاماً‏ ‏سياسياً‏ يقوم على حرية ‏لختيار بني الأحزاب ولجتاهات السياسية،‏ وهكذا<br />

كما يوجد السوق ‏لقتصادي يوجد السوق السياسي،‏ وعلى مستوى التطبيق قامت النظم<br />

الدميقراطية الليربالية على عدة ‏أسس«،‏ )51( وهي ترتدي لباس احلرية،‏ والتعدد،‏ والتمثيل<br />

النيابي القائم على تعزيز السيادة الشعبية يف الوقت الذي تنيب عنها منتخبيها ملمارسة<br />

)52(<br />

احلكم مع ‏لحتفاظ بحق التدخل املبارش يف مظاهر السيادة عرب وسائل عديدة.‏<br />

على ‏أن بعضهم يرى ‏أن الليربالية جاءت معربة عن واقع النظام الرأسمايل امللبي<br />

حلاجة الطبقة الرأسمالية الناشئة على ‏أنقاض النظام البائد.‏ )53( وعليه،‏ اُستجلبت العديد<br />

من النظريات احلقوقية،‏ والطبيعية،‏ والعقد ‏لجتماعي،‏ ومبدأ املنفعة.‏ والنقطة احلرجة هنا<br />

متثلت يف القرنني السابع عرش والثامن عرش حيث التقاء انتصار الربجوازية يف ‏إجنلرتا<br />

مع عرص التنوير ‏»مما ‏أدى ‏إىل تكريس املذهب الفردي،‏ والفلسفة الليربالية،‏ وقد ولدت<br />

الليربالية ‏أولً‏ ثم ‏)دمقرطت بعد ذلك(«،‏ وهنا ‏أصبحت الإشكالية التي تفرض نفسها لدى<br />

‏»الدميقراطيني الليرباليني«‏ البحث عن ‏آلية للوصول حلالة من التوافق بني التقاليد الليربالية<br />

)54(<br />

للقرنني السابع عرش والثامن عرش تلبية للمتطلبات الشعبية باملساواة.‏<br />

وعلى الرغم من حالة ‏»التقديس«‏ الليربايل للدميقراطية ‏)لحقاً(‏ ، فاإنها مفهوماً‏<br />

تنرصف ‏إىل املمارسة املرتبطة بوجود حدود،‏ وضوابط،‏ والتزام من الكافة،‏ بهذه الضوابط<br />

دون خروج ‏أو انتهاك.‏ وعليه،‏ فاإن عملية ‏إسقاط ‏صفة املطلق على الدميقراطية مبا تتضمنه<br />

من مبادئ كاحلرية،‏ )55( واملساواة،‏ والعدل،‏ هو حديث ل يتسم بالدقة عند املمارسة العملية<br />

للدميقراطية.‏ )56( فهناك من يرى ‏أنه يجب ‏أن تتوصل ‏»الدميقراطية احلقيقية«‏ ‏إىل متثيل،‏<br />

وتعبري عن ‏إرادة الشعب،‏ فاحلقيقة هي نظرة خيالية يف الواقع.‏<br />

فالدميقراطية يف املمارسة العملية يندر تطبيقها تطبيقاً‏ كاملً،‏ )57( ذلك ‏أن ‏رصاعات<br />

املصالح داخل املجتمع هي غالباً‏ جمزأة،‏ ولهذا ل بد من استبدالها مبفهوم عادي،‏ ولنقل<br />

مادي للدميقراطية باعتبارها حلبة مفتوحة ملراكز السلطة ممرّا يبعد ‏أي فكرة لرتابط مبارش<br />

375


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

بني الدميقراطية،‏ واملنفعة العامة،‏ وأي نظرة ملبدأ دميقراطي يخدم كمثال لتحسني مستمر<br />

للموؤسسات.‏ كما ‏أن مبدأ التوزيع املتساوي ‏أي النسبي للسلطة يف كل القرارات ل يفرتض<br />

وجود ‏إرادة ‏شعبية،‏ لكنه يرتكز على ‏إمكانية تعريف هدف املنفعة املشرتكة،‏ ‏أخذاً‏ باحلسبان<br />

)58(<br />

بشكل متوازن املصالح املعنية،‏ والتوجيه نحو استقللية الفرد.‏<br />

تاأسيساً‏ ملا ‏سبق،‏ فقد ظهر من يحرص على التمييز بني التعريف بالدميقراطية كفكرة<br />

جمردة،‏ وبني املمارسة انطلقاً‏ من عدم وجود دستور دميقراطي وحيد،‏ وهو الأمر الذي<br />

يطرح نفسه حول مدى ‏إمكانية وجود عامل مشرتك بني الدساتري املختلفة للدميقراطية،‏<br />

والسبب يف ذلك،‏ ‏أن الأنظمة احلاكمة التي تسمي نفسها دميقراطية تتبع دساتري كثرية<br />

خمتلفة،‏ وحتى يف ما بني الدول ‏»الدميقراطية«‏ ‏سنجد ‏أن الدساتري تختلف من وجهات<br />

مهمة.‏ )59( وهذا ما انعكس على الصعيد الفكري ‏إىل وجود ‏أكرث من ثلثمائة تعريف خمتلف<br />

للدميقراطية تعرضنا ‏سابقاً‏ لبعض منها،‏ وقد عملت الأنظمة السياسية املختلفة على هذا<br />

اخللط،‏ فتلك الأنظمة بالرغم من ‏لختلف فيما بينها فاإنها ل تكاد ترتدد يف الإعلن عن<br />

)60(<br />

نفسها ‏أنها دميقراطية.‏<br />

التفكيك السابق ملفهوم الدميقراطية يفرس بشكل ‏أويل عدم قدرة جمموعة كبرية من<br />

علماء السياسة ولجتماع يف العامل الإجابة عن ‏أسئلة وجهتها ‏إليهم املوؤسسة الدولية<br />

الثقافية التابعة للأمم املتحدة يف عام ‎1950‎م تتعلق بالدميقراطية،‏ وما يرتبط بها من<br />

‏أمور عدة،‏ فقد خرجوا بخلصة مفادها ‏أنه « ليس من حتديد ‏شامل متفق عليه ملدلول<br />

الدميقراطية واحلكم الدميقراطي،‏ بل يكتشف ‏أيضا التناقض بني مفهومات الدميقراطية<br />

)61(<br />

عندهم ‏إىل حد ‏أن بعضها ينقض بعضها الآخر«.‏<br />

وعليه،‏ نستطيع القول:‏ ‏إن املقاربة الدميقراطية ‏ساأن ‏أي ظاهرة ‏أو وجود هي حالة<br />

تناقضية مع ذاتها،‏ ومع املحيط،‏ فهي حوار من ‏لستمرار ولنقطاع بلغة ‏»هيجل«،‏<br />

وارتباط باحلركة التي تستجلب اجلديد من القدمي حمافظة على ‏إيجابيته فشجرة احلياة<br />

خرضاء،‏ ‏أما النظرية فرمادية كما قال نيتشه،‏ وهذا ينسحب على معظم الأشياء مبا يف ذلك<br />

الدميقراطية«.‏ )62( وما يثبت ذلك تعذر القبول بتعريف واضح متفق عليه للدميقراطية رغم<br />

حالة اللهاث وراءها كاأكرب املفاهيم ‏ضبابية.‏<br />

‏إن وصف الدميقراطية تركز على عدد حمدود من املفاهيم بحيث تُقزَّمُ‏ فقط يف ‏»حق<br />

اجلماهري يف ‏أن تقوم دورياً‏ بتغيري رأس الدولة التنفيذية«،‏ ‏أو جمرد ‏أن تعرب عن ‏»أهمية<br />

املواطن العادي يف اختيار ممثلني عنه يف املجالس الترشيعية والتنفيذية عن طريق<br />

انتخابات حرة تشارك فيها غالبية الشعب«.‏ )63( الدميقراطية هنا هي جمرد ‏صندوق<br />

376


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

اقرتاع،‏ فحتى املغلوبون على ‏أمرهم يستطيعون اليوم ‏لنتخاب،‏ ولكن من ‏أجل ماذا ومن؟<br />

ل بد من عدم ‏إغفال تداخل املفاهيم الليربالية مع مبادئ الدميقراطية التي ‏أخذت وجهات<br />

نظر خمتلفة،‏ وهو ما ‏سرناه عند بعض الفلسفة واملفكرين.‏ وخلف ذلك فاإن جمرد ربط<br />

الدميقراطية بالقرتاع فقط هو استبداد مبطن بلباس احلرية املسَ‏ تبدَة.‏ ياأتي ذلك يف الوقت<br />

الذي تُقدرّم فيه طروحات جمردة باأن الدميقراطية هي نظام معني للعلقات ‏لجتماعية يف<br />

ظل موؤسسات ‏سياسية _ اجتماعية تقوم على املشاركة.‏ )64( فهل هذا كفيل بتحقيق العدل<br />

وتوفريه،‏ ‏ضمن هذا الإطار املقزم الذي ‏إن مل يكن قابلً‏ للممارسة فهو،‏ ‏أداة-‏ ول ‏شك-‏ بيد<br />

املستبد.‏<br />

‏إذن،‏ كيف نستطيع القول،‏ ‏إن الدميقراطية مبفهومها احلايل،‏ بكل ما حتمل من<br />

اشتباكات ميكن ‏أن متثل فكرة مثالية نبيلة،‏ تتسامى بالإنسانية ‏إىل مراقي العزة والكرامة<br />

لأنها تتقمص فكرة احلرية،‏ واملساواة،‏ والعدل ‏لجتماعي.‏ )65( نحن هنا ‏أمام دميقراطية مل<br />

توجد بعد بتعبري ‏»جان جاك روسو«.‏<br />

وعليه نقول:‏ ‏إن عملية تلقف املفاهيم الليربالية للدميقراطية وتلقحها نظريا«‏ ل يعرب<br />

عن احلرية ‏إذا ما علمنا ‏أن الليربالية اليوم،‏ حتى غربياً،‏ يعرب عنها يف كثري من الأحيان<br />

باأنها ليربالية متوحشة،‏ )66( ياأتي ذلك من جتربة الغرب ذاته،‏ فالسوؤال هنا عن احلرية بقدر<br />

‏أكرب من الدميقراطية ما هي ‏إل حماولة زج احلرية يف الدميقراطية يف الوقت نفسه تغيب<br />

احلرية من املضمون يف احلكم.‏<br />

ثالثاً-‏ الدميقراطية يف الفكر السياسي:‏<br />

ولنبدأ هنا ‏)بسقراط 469 ق.م - 399 ق.م(،‏ )67( لقد ترشب ‏لثينيون الدميقراطية<br />

وترسخ مبدأ حرية التعبري يف احلياة السياسية على مدى قرنني من الزمان قبل وجوده )68(<br />

‏إن املدينة باملعنى الإغريقي كانت ‏»جمتمع الأحرار«،‏ وهو ما مييزها عن غريها من<br />

‏أشكال املجتمع الإنساين الأخرى،‏ فاملدينة حتكم نفسها بنفسها،‏ فاملحكومون هم احلكام،‏<br />

واملناصب الرئيسية تشغل عن طريق ‏لنتخاب،‏ يف حني تشغل املناصب الأخرى بالقرعة<br />

التي تعطي املواطنني فرصة للمشاركة يف حكم مدينتهم.‏<br />

كانت هذه الأمور حتكم ‏أثينا يف حياة ‏»سقراط«‏ وحول هذه الأسس اختلف ‏سقراط،‏<br />

ومن معه حول السياسة السائدة التي يرى فيها ‏رصاعاً‏ بني الدميقراطية،‏ ولليغاركية<br />

مما ‏أدى ‏إىل اتفاق الطرفني على احلكم بوساطة الطرفني،‏ وبقي اجلدل السائد حول توسيع<br />

مفهوم املواطنة ‏أو تضييقها.‏ وعليه،‏ فاإن الأمر بالنسبة للطرفني يقوم على ‏أن السياسة<br />

377


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

هي ‏أس قوام حياة املدينة التي وجدت يف احلكم الذاتي،‏ وكانت معارضته لهذا النمط من<br />

احلكم ل تعني معاداة الدميقراطية،‏ بل تعني ‏أيضا معاداة السياسة مبعناها الواسع،‏ وهذا<br />

هو موقف ‏»سقراط«‏ املتمثل يف ‏»أن املجتمع البرشي ما هو ‏إل قطيع من الأغنام يحتاج ‏إىل<br />

)69(<br />

راعٍ‏ ليقوده،‏ وليس للراعي ‏أن يستشري الرعية بل يصدر الأمر،‏ وعلى الآخرين الطاعة«.‏<br />

يف حني يرى ‏)اأفالطون - 427 347 ق.‏ م(‏ ، ‏أنه من حكم ‏لوليغاركية يصبح اجلميع<br />

عبيداً،‏ وياأتي اليوم الذي تنقسم فيه الدولة ‏إىل فئة ترتكز يف ‏أيديها الرثوة،‏ وأكرثية فقرية<br />

تدخل يف ‏رصاع مع ‏لوليغاركية يوؤدي ‏إىل انتصار الأغلبية الفقرية واستيلئها على احلكم<br />

فتنادي باملساواة للجميع،‏ وتسمى بحكم الشعب ‏أو الدميقراطية،‏ وهنا يصف هذه احلالة<br />

التي ميقتها بقوله:‏ « تظهر الدميقراطية ‏إذا انترص الفقراء على ‏أعدائهم فيعتقلون بعضهم،‏<br />

وينفون الآخر ويقسمون مع الباقني ‏أمور احلكومة والرئاسة بالتساوي،‏ بل ‏إن احلكام يف<br />

هذا النوع من الدولة غالباً‏ ما يختارون بالقرعة،‏ ويرصح لكل فرد بحرية الكلم وأن يفعل<br />

ما يشاء،‏ ول تتجه ‏شهوة هذه احلكومة ‏إىل املال وحده كما كان احلال يف ‏لوليغاركية،‏ بل<br />

تطلق العنان لكل الشهوات بل متييز،‏ ول تنظيم،‏ وتستعمل القرعة يف تقليد احلكم للأفراد<br />

‏إمعاناً‏ يف الدميقراطية والفوضى،‏ فكل ‏رشع فيها جائز حسب ‏أهواء الأكرثية،‏ ويبدو النظام<br />

جميلً‏ كالثوب املزركش بكل الألوان لكنها جتيز كل ‏شيء حتت ‏شعار احلرية،‏ وتبيح كل<br />

)70(<br />

املحرمات«.‏<br />

كما ‏أن الدميقراطية التي تنادي باملساواة واحلرية لها انعكاسها السلبي على<br />

املجتمع الذي تقوم فيه الدميقراطية انطلقاً‏ من ‏أن ‏»املساواة املطلقة التي ل تقوم على<br />

‏أساس من القدرات واملميزات الشخصية،‏ ‏رسعان ما توؤدي ‏إىل الفساد،‏ فهذا النظام الذي<br />

ينادي باحلرية املطلقة ‏سينتهي ‏إىل الفوضى،‏ وستنعكس فيه القيم والأخلق،‏ فريى الأفراد<br />

يف التنطع وعدم ‏لستيحاء جسارة وشجاعة،‏ ول تستبني املطالب الرضورية من غريها،‏<br />

)71(<br />

ويقل ‏أو ينعدم احرتام الناس للقانون،‏ ويختفي كل نظام يف املجتمع«.‏<br />

فالدميقراطية بنظر ‏»اأفالطون«‏ متثل حكم املغالطني السوفسطائيني الذين يعملون<br />

على دراسة ‏سلوك الشعب بدل تعليمه،‏ كما يقومون بصياغة ‏شهواته يف ‏صورة قيم ‏أخلقية،‏<br />

ياأتي ذلك انطلقاً‏ من ‏أن ‏سياسة ‏»هوؤلء الغوغائيني الدمياغوجيني ليست ‏إل تسجيلً‏ للواقع<br />

)72(<br />

وانعكاساً‏ لأهواء اجلمهور«.‏<br />

املعادلة السابقة عند ‏»أفلطون«‏ توؤدي ‏إىل تدهور احلكم الدميقراطي الذي يوؤدي<br />

بدوره ‏إىل نساأة نظام الطغاة ذلك لأن التطرف يف احلرية ل ميكن ‏أن يوؤدي ‏إل ‏إىل التطرف<br />

يف العبودية ‏سواء من الفرد ‏أم الدولة.‏ من هنا،‏ ‏»تنساأ احلكومة ‏لستبدادية بطريقة طبيعية<br />

378


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

من احلكومة الدميقراطية،‏ ‏أي ‏أن احلرية املتطرفة تولد ‏أرشاراً،‏ وأوضع ‏أنواع الطغيان«.‏ )73(<br />

جتدر االشارة اإىل اأن ‏»اأفالطون«‏ ل يحبذ الدميقراطية يف الدولة التي رسمها يف<br />

اجلمهورية،‏ بل ‏إنه موؤيد ‏»للستبداد املفرط«.‏ فهو يعترب احلكم ممثلً‏ للألوهية والدولة التي<br />

يراها هي طاغية،‏ ولكن حسبما يرى ‏»طغيان ‏صالح«.‏ على ‏أية حال فاإن الدولة املثالية<br />

التي رسمها هي ‏»دولة قوية كلية يحكمها فيلسوف ليس يف احلقيقة ‏سوى طاغية،‏ لأنه ذو<br />

)74(<br />

‏سلطان غري حمدود«.‏<br />

ولكن ملاذا يعادي ‏»اأفالطون«‏ الدميقراطية؟ يعود ذلك ‏إىل روؤيته املتمثلة يف<br />

‏أنه من الدميقراطية يولد الطغيان،‏ ومن الواضح ‏أنه يقصد ‏»الطغيان الطالح«‏ الذي يرفضه<br />

‏أفلطون،‏ ويعود ذلك ‏إىل ‏أنه ‏»مثلما تولد الدميقراطية من ‏لوليغارشية ولوليغارشية من<br />

التموقراطية،‏ ويجري هذا كله وفقا جلربية ‏صارمة،‏ وملسار داخلي حمض«.‏ )75( وبشكل<br />

‏أوضح هو يرى ‏أن املستبد ‏»ابن حقيقي للدميقراطي«،‏ )76( وهو ل يفرق بينهما،‏ ول يفرق<br />

يف موقفه جتاه ‏لثنني.‏<br />

نحن هنا ‏أمام موقف ‏»أفلطون«‏ الرصيح من النظام الدميقراطي الذي ينم عن عدم<br />

ثقته به،‏ ذلك ‏أنه اعتربه ‏أحد نظم احلكم الفاسدة،‏ وجعله يحتل املكانة قبل الأخرية يف<br />

دورته لأشكال احلكومات الفاسدة،‏ بل جعل الطغيان ‏-وهو ‏أكرث ‏أشكال احلكم فساداً-‏ يتولد<br />

)77(<br />

عنه مبارشة وكنتيجة ملثالبه املتعددة.‏<br />

املسوِّغ السابق لدى ‏»اأفالطون«‏ هو ‏أولً،‏ غياب العدالة يف الوقت نفسه الذي تظهر<br />

فيه حالة املزاوجة بينهما،‏ وقد رأى ‏أن الدميقراطية التي يتمسك بها الناس انطلقاً‏ من ‏أنها<br />

تعني ‏)حكم الشعب لنفسه بنفسه(‏ هي مقولة مظللة ذلك ‏أن القوانني يف ظل الدميقراطية ‏إمنا<br />

هي تعبري عن مصلحة ‏أصحاب السلطة يف النظام فل يخرج معنى العدالة من كونها حديث<br />

عن مقياس ملدى حتقيق مصلحة الأقوى كما هو احلال يف نظم ‏لستبداد.‏ )78( ثانياً،‏ بدايات<br />

وظروف الدميقراطية وظهورها القائمة على ملء قلوب القائمني عليها باحلقد والكراهية<br />

‏ضد الأغنياء.‏ وعليه،‏ تظهر الدميقراطية على ‏أنقاض ما ‏سبقها ‏إما بحد السيف،‏ ‏أو عن طريق<br />

)79(<br />

اخلوف الذي يدفع الأغنياء ‏إىل ‏لنسحاب طواعية من امليدان.‏<br />

للخروج من املاأزق الذي قدمه ‏أفلطون عمل ‏)أرسطو ‎348‎ق.م _ ‎321‎ق.م(‏ ، جاهداً‏<br />

لإيجاد تعريف ملاهية احلكم الصالح،‏ فبحث يف ‏أنواع احلكم املختلفة وأسباب ‏لختلف<br />

فيما بينها،‏ وقد عرف نظام احلكم ‏»باأنه تنظيم )Texis( لأعلى مهمات املدينة،‏ وهذه املهمات<br />

‏إما فرداً‏ فتكون ملكية.‏ وميكن املفاضلة بني ‏أنواع احلكم على ‏أساس البحث عن الغاية التي<br />

يتجه ‏إليها نظام احلكم،‏ هل هو لفائدة املجموع ‏أو لفائدة احلاكم فاإن كان لفائدة املجموع<br />

379


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

فهو حكم ‏صالح،‏ ‏أما ‏إن كان لفائدة احلاكم فهو فاسد«.‏ )80( وهكذا،‏ فاإن عملية املفاضلة<br />

عند ‏أرسطو تقوم على ‏أساس تفضيل حكم على حكم انطلقاً‏ من فلسفته العضوية التي<br />

ترى ‏أن ‏صالح الكل ينبغي ‏أن يتقدم على ‏صالح الأجزاء،‏ ولكن هذا ل يعني القبول باملبدأ<br />

الدميقراطي لعتقاده ‏»أن الدميقراطية دائماً‏ تنحدر ‏إىل نوع من ‏أنواع الديكتاتورية ‏إما<br />

)81(<br />

اجلماعية ‏أو الفردية«.‏<br />

مما ‏سبق،‏ يتضح اأن ‏»اأرسطو«‏ عمل على تصنيف اأشكال احلكم،‏ ففي حني تسمى<br />

احلكومات الصاحلة ملكية ‏أو ارستقراطية ‏أو ‏»بوليتيا«‏ ‏)الدميقراطية املعتدلة(‏ ، ‏أما الفاسدة<br />

فهي الطغيان ولوليغاركية والدمياغوجية ‏)الدميقراطية الفاسدة(‏ ، ول يختار ‏»أرسطو«‏<br />

حكماً‏ معيناً‏ ليكون ‏أصلح هذه احلكومات،‏ لأن لكل منها حسناته وسيئاته،‏ وكل منها يصلح<br />

لظروف معينة.‏ ولكي يكون ‏»أرسطو«‏ بعيداً‏ عن املواقف الضبابية،‏ فقد رأى ‏أن ‏أفضل ‏أشكال<br />

احلكم هو حكم الأكرثية الصاحلة،‏ لأن رأي الأكرثية خري من رأي الأقلية،‏ والفساد يصيب<br />

الفرد ‏أرسع مما يصيب الكرثة لذلك ‏»انتهى ‏إىل دستور وسط بني الأرستقراطية والدميقراطية<br />

هو الذي يسمى بالبوليتيا ‏]الدميقراطية املعتدلة[«.‏ )82( ومسوِّغ ذلك عنده ‏أن هذا النوع من<br />

احلكم ‏أنه يويل احلكم للطبقة املتوسطة؛ فيتفادى حكم الأغنياء والفقراء على حد ‏سواء،‏ وهذا<br />

الأمر يكسب الدولة ‏»الفضيلة«‏ وهي بدورها ‏»وسط بني رذيلتني«.‏ )83( كما ‏أن لأرسطو ‏إمياناً‏<br />

نسبياً‏ بقيمة الأكرثية ‏»فاجلمهور،‏ مع ‏أنه ميكن ‏أن ل يتكون من ‏أناس طيبني ‏]افرادياً[،‏<br />

)84(<br />

فاإنه،‏ مع ذلك،‏ ميكن له،‏ جمتمعاً،‏ ‏أن ميلك تفوقاً‏ جماعياً«.‏<br />

يهدف بحث ‏»أرسطو«‏ يف الدميقراطية املعتدلة للوصول ملرحلة ‏لكتفاء بوجود احلكم<br />

الصالح القادر على حماية الفقري من ‏لضطهاد والغني من املصادرة.‏ وعليه،‏ فقد كان<br />

‏»أرسطو«‏ على قناعة ‏أن الطبقة الوسطى قادرة على احلكم على نحو ‏أفضل يف ‏سبيل مصالح<br />

اجلميع.‏<br />

عند دعوة ‏»أرسطو«‏ لإقامة النظام املختلط اجلامع،‏ ركز على حماور عدة ‏أهمها املحور<br />

القانوين الذي ذهب ‏إىل ‏رضورة وجود قانون ‏أعلى يتم تسريرّ‏ اجلماعة على ‏أساسه،‏ وضمان<br />

ذلك وجود الدستور الضامن للفكرة العاقلة يف املجتمع املتجسد فيه.‏ ولهذا،‏ فاإن مصدر<br />

السيادة للقانون،‏ وليس للحاكم،‏ ذلك ‏أن احلاكم بالرضورة واقع يف ‏لنحراف،‏ ‏أما القانون<br />

فيبقى احلقيقة الوحيدة املجردة عن ذلك،‏ ولو بصورة منقوصة،‏ فهو مل ينزه القانون عن<br />

)85(<br />

اخلطاأ والفساد بشكل كامل،‏ ولكنه يبقى الضمانة الوحيدة للوصول ‏إىل الأقل فساداً.‏<br />

ولكن ما ‏سبق،‏ مل يجعل ‏»أرسطو«‏ يقدس هذا النوع من احلكم الذي ‏أسس له بنفسه ‏إىل<br />

ما ل نهاية،‏ بل وضع املحاذير التي تفسده حيث يرى ‏أن الدميقراطية املعتدلة قد تفسد ‏إذا<br />

380


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

تركزت الرثوة يف يد جمموعة قليلة من الأغنياء الذين يرفضون اشرتاك غريهم معهم يف<br />

احلكم،‏ ‏أو عندما متيل ‏إىل الطرف الآخر،‏ وهو الدميقراطية املتطرفة.‏ )86( كما ‏أن ‏أسوأ ‏أنواع<br />

الدميقراطية هي الدميقراطية التي يتوىل القيادة فيها كل من ‏»هب ودب«،‏ وتصبح فيها<br />

‏إرادة العامة فوق القانون عندها نصبح ‏أمام استبداد دميقراطي بدل ‏أن يكون فردياً‏ يصبح<br />

جماعياً‏ بشكل من الأشكال السلطوية ذات البعد القمعي.‏ ولهذا فاإنه يرى ‏أن اعتبار الناس<br />

‏سواسية ‏أمر مبالغ فيه،‏ ول ينبغي ‏أن يعد ‏صحيحاً‏ ‏»إذ من املحال ‏أن نسوي بني العاملِ‏ وبني<br />

اجلاهل،‏ بني اخللق املبدع وبني الكسول،‏ بني الشجاع وبني اجلبان،‏ ‏]بني[من يسعى ‏إىل<br />

)87(<br />

خدمة اجلميع وبني من ل يراعي ‏إل مصلحته اخلاصة«.‏<br />

بينما ‏)سبينوزا - 1632 ‎1677‎م(‏ ، فريى من خلل مطولته رسالة يف اللهوت<br />

والسياسة،‏ )88( ‏أنه ميكن وجود جمتمع ‏إنساين دون ‏أدنى تعارض مع حق الفرد الطبيعي<br />

واملدين يف احلكم،‏ وذلك من خلل احرتام كل عقد احرتاماً‏ كاملً‏ ‏»هذا الرشط هو ‏أنه يجب<br />

على كل فرد ‏أن يفوض ‏إىل املجتمع كل ما له من السلطة املطلقة يف ‏إعطاء الأوامر التي<br />

يتعني على كل فرد ‏أن يعطيها ‏إما مبحض اختياره،‏ وإما خوفاً‏ من العقاب الشديد،‏ ويسمى<br />

)89(<br />

نظام املجتمع الذي يتحقق على هذا النحو بالدميقراطية«.‏<br />

هنا يرى ‏»سبينوزا«‏ يف ‏أخذ هذا املنحى مسورّغاً‏ لتشكيل مقومات الدولة حتى لو مل تكن<br />

ذات تكامل يف ‏سلحيتها ما دامت متثل ‏»العقل واملجتمع«،‏ فهو يرى ‏أن ‏أفضل جمتمع هو<br />

‏أقربها ‏إىل الطبيعة،‏ ومبا ‏أن هدف املجتمع حتقيق احلرية،‏ فاإن حتقيقها يجب ‏أن يتم بالطرق<br />

)90(<br />

الطبيعية،‏ وأن الدولة يجب ‏أن تكون قوية وممثلة للقوة،‏ وإن ‏أساءت استعمال ‏سلطتها.‏<br />

كما ‏أنه ل يوجد من استطاع ‏لستمرار يف احلكم ‏إىل ما ل نهاية عن طريق العنف،‏ ولهذا<br />

فاإن تناقض القرارات املضطربة يف نظام احلكم الدميقراطي حتديداً،‏ وذلك حسب وجهة نظر<br />

‏»سبينوزا«،‏ يعود ‏إىل ‏سببني:‏ ‏»أولهما،‏ ‏أنه يكاد يكون من املستحيل ‏أن يتفق ‏أغلبية الناس<br />

داخل جمتمع كبري على ‏أمر ممتنع،‏ وثانيهما،‏ ‏أن الغاية التي ترمي ‏إليها الدميقراطية واملبدأ<br />

الذي تقوم عليه هو تخليص الناس من ‏سيطرة الشهوة العمياء والإبقاء عليهم بقدر الإمكان<br />

يف حدود العقل بحيث يعيشون يف وئام وسلم،‏ فاإذا خضع هذا الأساس انهار البناء كله،‏<br />

فعلى عاتق احلاكم وحده تقع مهمة املحافظة على هذا املبدأ،‏ وعلى الرعايا تنفيذ ‏أوامره،‏<br />

وأل يعرتفون بقانون ‏إل ما نسبه احلاكم«.‏ )91( مستدركاً‏ استجلب العبودية املقنعة فيما<br />

طرح يرى ‏رضورة السري على خط فاصل دقيق ما بني احلرية والعبودية،‏ ذلك ‏أن الدولة<br />

تراعي مصلحة الشعب كله،‏ ولهذا فاإن طاعة احلاكم ل تعدُّ‏ عبودية ‏»فاأكرث الدول حرية تلك<br />

التي تعتمد قوانينها على العقل السليم ففي مثل هذه الدولة يستطيع كل فرد،‏ ‏إذا ‏أراد،‏ ‏أن<br />

)92(<br />

يكون حراً‏ ‏أن يعيش مبحض اختياره وفقاً‏ للعقل«.‏<br />

381


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

‏إن متسك ‏»سبينوزا«‏ باملنطلقات الطبيعية ياأتي نتيجة رفضه للفكرة اللهوتية،‏ ومدى<br />

ارتباطها بالدولة.‏ يظهر ذلك من خلل نظرته ‏إىل الإشكاليات التي تسود يف الدولة،‏ وذلك<br />

من خلل ربط املشكلة الدينية واملشكلة السياسية على ‏أساس ‏أنهما وجهان ملشكلة واحدة.‏<br />

واستناداً‏ ‏إىل ذلك يركز ‏»سبينوزا«‏ يف فكره على ‏أن ‏»املهمة هي طرد اخلوف والبغضاء ورد<br />

)93(<br />

العقل ‏إىل الأرض«.‏<br />

ومن خلل اجلدل بني الدين والسياسة،‏ فاإنه يقف بوجه ‏سيطرة الكنيسة ‏إىل جانب<br />

احلكام ويعطيهم ‏سلطات واسعة جداً،‏ ولكن هذا ليس موقفه النهائي فهو واقع بني ‏لختيار<br />

بني ‏سيطرة امللوك والكنيسة،‏ مفسلً‏ الأوىل،‏ ولكن هذا ل يعني قبوله للحكم امللكي،‏ يظهر<br />

ذلك من خلل قوله عن امللكية ‏»يلمس املرء كم هو مرض بالشعب الذي مل يعتد قط على<br />

السلطة امللكية،‏ والذي ميلك دستوراً‏ ‏أن يحكم حكماً‏ ملكياً«.‏ )94( ولكن مبا ‏أن الأمر يدور<br />

حول املفاضلة،‏ فاإنه رغم انتقاده للحكم امللكي فاإنه يرى ‏أنه الأفضل كاأمر واقع،‏ ويف<br />

الوقت نفسه يرى يف احلكم الدميقراطي ‏»الأقرب ‏إىل احلالة الطبيعية«‏ التي انطلق منها يف<br />

)95(<br />

البداية.‏<br />

والشوؤال هنا،‏ يف ما يتعلق ‏»بسبينوزا«‏ هل هو ملكي اأو دميقراطي؟ يبدو<br />

‏أنه كان يسعى ‏إىل الوصول للحكم الدميقراطي،‏ ولكنه يف الوقت نفسه،‏ كان ‏أمام خيارات<br />

املرحلة القائمة يف عرصه،‏ وبالتايل عمل على اختيار النمط امللكي يف احلكم مع وقوف<br />

جلي ‏ضد الدين يف احلكم،‏ وهذا الأمر جتسد يف وقوفه ‏ضد الكنيسة ومبا حتمل من ‏أفكار.‏<br />

‏»سبينوزا«‏ هنا ميهد للتاأطري مللمح العلمانية التي اجتاحت ‏أوروبا موؤسساً‏ ملرحلة تقوم<br />

على ‏إقصاء الكنيسة/‏ الدين،‏ وتعزيز مبدأ فصل الدين عن السياسة/‏ الدولة.‏<br />

الدميقراطية تُعَرفْ‏ بدقة،‏ واحلديث ‏»لسبينوزا«،‏ ‏»هي احتاد الناس يف جماعة لها<br />

حق مطلق على كل ما يف قدرتها،‏ وترتتب على ذلك النتيجة القائلة ‏أن احلاكم ل يلتزم باأي<br />

قانون،‏ ويجب على اجلميع يف كل ‏شيء،‏ لأنهم قد فوضوا له مبوجب عقد ‏رصيح ‏أو ‏ضمني<br />

كل قدرة كانت لديهم على املحافظة على ‏أنفسهم ‏أي حقهم الطبيعي«،‏ )96( ويف ‏لجتاه<br />

ذاته،‏ الدميقراطية متثل النظام الأقل بعداً‏ عن احلرية واملساواة الطبيعيتني،‏ لأن كل فرد<br />

ينقل حقه الطبيعي لأغلبية املجتمع الذي يشكل يف حد ذاته جزءاً‏ منه،‏ ‏إن اجلميع يبقون<br />

)97(<br />

‏إذن متساوين كما كانوا ‏سابقاً‏ يف احلالة الطبيعية.‏<br />

اإن نظرية الدميقراطية كما بلورها ‏»سبينوزا«‏ نابعة من منطلق تطورها الأساس<br />

من خلل ‏إجراء عملية التقاء بني السلطة واحلرية.‏ )98( من ناحية كون الدميقراطية بوصفها<br />

احلالة الأصلية للعلقات بني الناس )99( ، فالدميقراطية كاأحد ‏أشكال احلكم املفضلة لدى<br />

382


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏»سبينوزا«‏ نابع من قوة الكل وإرادتهم جمتمعني حتل من خلل ‏لحتاد ‏لجتماعي حمل<br />

قوة كل فرد وشهيته.‏ ويعود هذا الأمر ‏إىل ‏أن النظام الدميقراطي ل يفوض ‏أي فرد حقه<br />

الطبيعي ‏إىل فرد ‏آخر بحيث ل يستشار بعد ذلك يف ‏شيء،‏ بل يفوضه ‏إىل الغالبية العظمى<br />

من املجتمع الذي يوؤلف هو ذاته جزءاً‏ منه،‏ وفيه يتساوى الأفراد كما كان احلال من قبل<br />

)100(<br />

يف احلالة الطبيعية.‏<br />

وعليه،‏ لقد عبُنيت فلسفة ‏»سبينوزا«‏ على مبدأ القبول بالنظام الدميقراطي لأنها تعرب<br />

عن رغبته وهدفه ‏»وهو بيان ‏أهمية احلرية يف الدولة«.‏ )101( لأن املفاضلة بني ‏أنظمة<br />

)102(<br />

احلكم خاضعة ملقدار ‏إعادة البحث عن ‏رشوط احلرية يف كل منط من ‏أمناط الدولة.‏<br />

‏أما ‏)جون ‏ستيورات مل - 1806 1873( ، فقد قدم مقاربة بني السلطة واحلرية<br />

املدنية,‏ ولجتماعية حيث حالة املواءمة القائمة على ‏أن طبيعة السلطة متارس من قبل<br />

املجتمع ‏رشعاً‏ على ‏أن ميارسها يف حق الفرد وحدود هذه السلطة.‏ )103( كما ‏أن الغاية<br />

اليتيمة التي تتيح للناس التعرض بصفة فردية ‏أو جماعية حلرية الفرد هي حماية ‏أنفسهم<br />

منه،‏ ‏»فاإن الغاية الوحيدة التي تربر ممارسة السلطة على ‏أي عضو من ‏أعضاء ‏أي جمتمع<br />

)104(<br />

متمدن ‏ضد رغبته هي منع الفرد من الأرضار بغريه«.‏<br />

يطرح ‏»مل«‏ مبادئ متثل ‏صميم موطن احلرية الإنسانية,‏ وهي تشمل:‏ ‏»املجال<br />

الداخلي للوعي وهذا يقتضي حرية العقيدة يف ‏أوسع معنى لها،‏ وحرية الفكر والشعور،‏<br />

وحرية الرأي،‏ وامليول يف جميع املوضوعات،‏ عملية ‏أو علمية،‏ مادية ‏أو ‏أدبية،‏ دينية،‏ ‏أو<br />

دنيوية«.‏ )105( ياأتي ذلك انطلقاً‏ من ‏أن ‏أي جمتمع ل ميكن ‏أن ينعم باحلرية دون ‏أن يكفل<br />

جمموع احلريات العامة من التجمع املرشوط،‏ وحتى حرية الأذواق واملشارب ‏...الخ على<br />

‏أن ل تنال الآخرين برضر،‏ حتى لو اختلفوا يف ‏لعتقاد،‏ باأن هذه احلرية تتصف بالسخف<br />

‏أو اخلطاأ ما دامت ل تضريهم.‏<br />

وعليه،‏ فاحلرية تعني يف جوهرها ‏إطلق العنان للناس ليحققوا خريهم بالطريقة<br />

التي يرونها،‏ طاملا ل يحاولون حرمان الآخرين من مصاحلهم،‏ ‏أو ل يعوقون جهودهم<br />

لتحقيق تلك املصالح،‏ فكل فرد يعدرّ‏ ‏أصلح رقيب على ثروته اخلاصة لتحقيق تلك املصالح،‏<br />

‏سواء ‏أكانت هذه الرثوة جسمانية،‏ ‏أم فكرية،‏ ‏أم روحية,‏ وتستفيد الإنسانية من ترك الأفراد<br />

‏أحراراً‏ يعيشون يف الدنيا على اختيارهم,‏ وحسب مشيئتهم،‏ ‏أكرث مما تستفيد من ‏إرغام كل<br />

)106(<br />

فرد على ‏أن يعيش وفقاً‏ ملا يراه غريه.‏<br />

يوؤسس ‏»مل«‏ للحديث عن الليربالية )107( التي مهد ملزاوجتها بالدميقراطية لحقاً،‏<br />

عند حديثه عن الأنظمة الدميقراطية حيث يرى ‏أن القائمني على السلطة جاءوا كوكلء عن<br />

383


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

الشعب متثل ‏إرادتهم فرتة حكمهم,‏ وللشعب حق عزلهم متى ‏شاءوا،‏ وغياب ‏لستبداد يتطلب<br />

توحيد ‏إرادة احلاكم باإرادة املحكومني،‏ لكن هذه احلالة املثالية غري واردة على ‏أرض<br />

الواقع,‏ فاحلقيقة ‏أن السلطة ل متثل الإرادة العامة,‏ وإمنا متثل ‏إرادة الأكرثية.‏ )108( وهنا<br />

قد تتعرض الأقلية للستبداد،‏ ولهذا ل بد من توافر احلرية للفرد كعامل متجسد يف بنيان<br />

احلرية التي تطرح ومتهد للدميقراطية،‏ ‏إن توفرت فيها ‏رشوط احلرية املطروحة.‏<br />

جتدر الإشارة هنا،‏ ‏إىل ‏أن وضع السلطة يف يد الشعب غري كافٍ‏ يف رأي ‏»مل«‏ حلماية<br />

حريات الأفراد,‏ ولهذا،‏ فهو يقدم نقداً‏ لوضع السلطة بيد الشعب لأنه يرى فارقاً‏ كبرياً‏ بني<br />

احلكام واملحكومني،‏ فاحلكام ميثلون الأغلبية فقط وليس الشعب كله،‏ واحلكومة متثل الرأي<br />

العام للأغلبية التي تطغى على حقوق الأقلية.‏ من هذا املنطلق يرفض ‏»مل«‏ الربط بني<br />

‏إرادة الشعب،‏ وإرادة الأغلبية ملا قد يحدث من جتاوزات ‏ضد مصالح الفرد ‏أو الأقلية.‏ هنا<br />

الفكرة الأفلطونية عند ‏»مل«،‏ ولكن مع فارق املسورّغ،‏ فهو يرى ‏أن الشعب قد مييل ‏إىل قهر<br />

فصيل منه،‏ وبالتايل فهناك حاجة للحتياط ‏ضد هذا امليل،‏ وبالقدر نفسه ‏لحتياط ‏ضد<br />

)109(<br />

‏أي ‏إساءة لستخدام السلطة.‏<br />

‏إضافة ‏إىل ما ‏سبق،‏ فاإن ‏»مل«‏ يرفض تدخل السلطة حتت ذرائع خمتلفة من باب ‏أنه<br />

‏أفضل للفرد لو تقيد مبتطلبات السلطة،‏ وأن ذلك ‏سيوفر السعادة.‏ وعليه،‏ فالفرد مسوؤول عن<br />

‏سلوكه ‏أمام املجتمع هو ما ميس الآخرين،‏ ‏أما تاأثر ‏صاحب السلوك نفسه فهو حر،‏ وله<br />

حرية مطلقة ل حدود لها،‏ فللفرد ‏سيطرة كاملة على نفسه،‏ وعلى بدنه وعقله.‏ )110( وهنا،‏<br />

حذر ‏»مل«‏ من ‏لنتقاص من حرية الفرد،‏ ‏أو ممارسة وصاية ‏أبوية عليه بوساطة احلكومة،‏<br />

ولهذا يرى ‏»أن مشكلة احلرية تطرح باإحلاح داخل الدولة الدميقراطية ... بقدر ما تزداد<br />

)111(<br />

احلكومة دميقراطية بقدر ما ينقص ‏ضمان احلرية الفردية«.‏<br />

‏إن ‏»مل«‏ ل يحبذ ‏سيطرة الدولة على ‏سلحيات موسعة ‏إىل جانب رفضه ملا يسمى<br />

باملجتمع الدميقراطي لنعكاس ذلك بالرضورة على حرية الفرد،‏ وبالتايل وقوعه يف<br />

‏لستبداد الذي ينعكس بصورة ‏سلبية،‏ فقد خلص ‏إىل ‏أن ‏لستبداد ميثل حالة من اجلمود،‏<br />

)112( ولهذا حذر مما ميكن ‏أن يوصف باحلرية يف الوقت الذي يلبس ‏لستبداد يف ظل حالة<br />

‏سيطرة احلكومة الدميقراطية الشعبية بالصورة التي قدمها.‏<br />

وهذا الأمر مثرّل مدخلً‏ لفكر ‏»مل«‏ القائم يف ‏أحد جوانبه على ‏لقتصاد الليربايل.‏<br />

الذي ربطه بالدميقراطية النيابية التي متثل تتويجاً‏ ‏سياسياً‏ متطوراً‏ عما ‏سبقه من ‏أنظمة<br />

ل تعني بالرضورة املساواة بني الناخبني،‏ بل قدم نظام التمثيل النسبي مع ‏إعطاء وزن<br />

انتخابي ‏أكرب للكفاءات،‏ وقد ذهب ‏إىل ‏لقرتاح باأن يضع العمال على وجه التحديد ليصفهم<br />

384


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

باجلماهري اجلاهلة،‏ وطالب بحرمانهم من حق ‏لنتخاب.‏ وهذا تناقض واضح بني املناداة<br />

بالدميقراطية،‏ مع عدم ‏إميانه باأهم ‏أعمدة الدميقراطية،‏ ولو نظرياً‏ على الأقل،‏ وهو املساواة.‏<br />

ولهذا،‏ وضع ‏رشطاً‏ يتمثل يف ‏أنه ‏»من غري اللئق بتاتاً‏ ‏أن يسمح لأي فرد بالشرتاك يف<br />

‏لنتخابات ما مل يكن قادراً‏ على الكتابة والقراءة والإملام مببادئ الرياضيات«،‏ )113( وهو<br />

ما مل يكن متاحاً‏ حينها يف ‏أوروبا.‏<br />

هكذا كان الأمر يف نظر الأخر املستلهم عندما قال ‏أحدهم معرباً‏ عن الدميقراطية<br />

املبتغاة يف الوليات املتحدة كاأمنوذج:‏ ‏»عندما ‏أذكر العامة ‏أقصد ‏إرشاك القسم العاقل<br />

منها.‏ ‏أما اجلهلة والأجلف فغري موؤهلني لإصدار ‏أحكام على ‏أساليب احلكم قدر عجزهم عن<br />

‏إدارة دفته«.‏ )114( كما نظر للشعب على ‏أنه ‏»وحش هائل«‏ يجب ترويضه،‏ هكذا كان الأمر<br />

وما زال،‏ مبعنى ‏أن دميومة الدميقراطية مرتبط مبقدار خدمة السادة.‏<br />

وحني يرى ‏»روسو«‏ ‏إن ‏أية دميقراطية تعطي لنفسها ممثلني هي دميقراطية اقرتبت من<br />

نهايتها،‏ وهو الأمر الذي يرفضه ‏)مونتسكيو ‎1755_189‎م(‏ ، فاإنه يرى باأن كل دميقراطية<br />

بل ممثلني هي استبداد ‏شعبي ‏سيتجسد لحقاً‏ ‏»ذلك لأنه يُكرّوُِن عن الشعب فكرة خاصة<br />

جداً‏ توؤكدها هذه الدميقراطيات القدمية،‏ حيث كانت حرية ‏»الرجال الأحرار تشغل مقدمة<br />

املرسح تاركة يف الظل خمتلف احلرفيني والعبيد«،‏ ولهذا ل يحبذ ‏»مونتسكيو«‏ ‏أن تتمثل<br />

السلطة ب ‏»حثالة الشعب«.‏ دور الشعب وبهذه املواصفات فاإن دور الشعب هو اختيار ممثليه<br />

لنفسه ليس ‏إل،‏ لأن الشعب الدوين ‏إن جاز التعبري عاجز عن التفكري والتقييم.‏ اذن،‏ كيف<br />

)115(<br />

يستطيع الشعب احلكم مبا ‏أنه ميثل غياب العقل متاما؟<br />

ال متثل الدميقراطية حالة مثالية عند ‏»مونتسكيو«،‏ ويبني رأيه هذا على فهمه<br />

لتاريخ الدميقراطية التي كانت ‏سائدة قدمياً،‏ فعند قيام الطبقات التي متثل جتزئة الشعب,‏<br />

وانعكاس هذا الأمر على دور الناس,‏ وحرمان بعضهم من ‏لنتخاب،‏ حيث يصبح ‏لنتخاب<br />

من حق السادة وأن ‏»الإمكانات والرثوات هي التي كانت تقرتع ‏أكرث مما كان الأشخاص<br />

يقرتعون«.‏ ولقرتاع العام حسب الفهم الروماين،‏ ولها ‏ضمن املواصفات السابقة،‏ ميثل<br />

‏»قانون ‏أساسي للدميقراطية«،‏ ويف الوقت نفسه،‏ ما ‏لقرتاع ‏إل ‏»ميزة ‏أسياد الأرستقراطية<br />

للسبب نفسه،‏ وهو ‏أنهم بذاتهم يشكلون عظماءهم اخلاصني،‏ ومن دون ‏شك،‏ فاإن الوسيلة<br />

)116(<br />

الأكرث تاأكيداً‏ لتاأمني استمرار قابلية ‏»طبيعية«‏ جداً‏ هي يف ‏إنتاجها بالضبط«.‏<br />

يتقاطع ‏»مونتسكيو«‏ يف النظرة العامة للشعب باملفهوم السلبي الدوين مع ‏»جون<br />

‏ستيورات مل«،‏ وهما يلتقيان ‏إىل حد كبري حول فكرة التمثيل النيابي،‏ ولكن مع حدة<br />

‏أقل عند ‏»مونتسكيو«‏ من ‏»مل«.‏ اخلشية التي تلحق ‏»مونتسكيو«‏ هي من ‏سقوط النفوذ<br />

385


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

السياسي بني يدي ‏»حثالة الشعب«‏ هذا ‏رشط مسبق عنده يف ظل التغريات احلارضة يف<br />

زمنه،‏ عندما مل تعد الدميقراطية متت ‏إىل احلارض بصيغة التجربة التي تورثه ‏إياها مع<br />

)117(<br />

‏صبغها بل ‏إنسانية الفضيلة الغائبة.‏<br />

ما املوقف السابق من الدميقراطية مع توضيح املحاذير جتاهها ‏إل لتقدمي ‏»فكر<br />

جديد«‏ ملفهوم احلكم,‏ والياته.‏ ياأتي ذلك من خلل ما قدمه من معاجلة لفصل السلطات،‏<br />

وإن مل يكن ‏»مونتسكيو«‏ ‏أول القائلني بها فهو جهد يف متحيص ‏آراء من ‏سبقوه،‏ ثم عمل<br />

على ‏صياغتها ‏صياغة جيدة،‏ وقدمها تقدمياً‏ دقيقاً‏ ‏إىل حدرّ‏ ارتبط فيه مبدأ فصل السلطات<br />

)118(<br />

باإسمه.‏<br />

جاء الطرح ‏»املونتسكيو«‏ عندما كان همُّ‏ املنادين باجلمهورية يف بريطانيا ينصب<br />

على اخلروج من ‏سلبية تركيز السلطة؛ ذلك ‏أن النظام اجلمهوري الدميقراطي مل يكن واضح<br />

املعامل،‏ فهو يبحث عن ‏»مثالية ‏أثينا«‏ مع ‏إيجاد خمارج حلالة اخلوف كما قلت ‏سابقاً،‏<br />

من تركز السلطة.‏ ولهذا،‏ ‏أُنشئت احلكومة املختلطة بني الشعب والأرستقراطية والعمل على<br />

‏إيجاد نظام يستطيع نوعاً‏ ما التغلب على النزعة التي يجب جتنبها،‏ والتي تنطلق باجتاه<br />

هيمنة القلة ‏أو هيمنة حاكم مستبد،‏ ولكن بسبب ‏صعوبة احللول ملشكلة تكوين حكومة<br />

خمتلطة جلمهورية دميقراطية،‏ فاإن الدميقراطيني على الرغم من ‏أنه ل يتوافر لديهم الوضوح<br />

الكامل حول ذلك مت استبدال الفكرة السابقة بنمط للحكم بصورة مبتكرة,‏ والتي ‏أبرزها<br />

‏»مونتسكيو«,‏ وهي التي تقوم على الفصل الدستوري واملوؤسساتي ‏)مبدأ فصل السلطات(‏<br />

‏إىل ثلثة ‏أقسام رئيسة هي الترشيعية،‏ والتنفيذية،‏ والقضائية،‏ وقد جاء ذلك انطلقاً‏ من<br />

‏أنه عند تركز السلطات الثلث يف مركز واحد فذلك ميثل جوهر الطغيان بذاته.‏ ولهذا,‏ يجب<br />

)119(<br />

وضعها يف موؤسسات منفصلة كل منها تقوم بوظيفة مراقبة السلطتني الآخريتني.‏<br />

يربهن ‏»مونتسكيو«‏ على االأمر السابق بقوله:‏ ‏»إن احلرية السياسية ل ميكن<br />

‏ضمانها ‏إل يف احلكومات املعتدلة,‏ ويف احلكومات املعتدله ل تتحقق احلرية السياسية<br />

‏إل عند عدم ‏إساءة استعمال احلق,‏ وقد ‏أثبتت التجارب ‏أن كل ‏إنسان يتمتع بسلطة يسئ<br />

استعمالها بتماديه يف استخدامها حتى يجد حدوداً‏ توقفه عن التمادي يف الإساءة.‏ ‏إن<br />

الفضيلة نفسها بحاجة ‏إىل حدود،‏ وللوصول ‏إىل نقطة عدم ‏إساءة استخدام السلطة يجب<br />

‏أن يقوم النظام على ‏أساس ‏أن السلطة حتد السلطة Power( )Power Arrest ، ول قيمة<br />

للقوانني والقواعد الدستورية ‏إن مل تكن السلطات يف ‏أيدي هيئات مستقلة )120( حترص كل<br />

)121(<br />

منها على استعمالها لتحقيق الصالح العام،‏ وليس للصالح الشخصي«.‏<br />

وأما ‏)ديفيد هيوم 1711- 1776( ، )122( فقد قدم عرب طرحه ‏»يف العقد ‏لبتدائي«‏<br />

وصول احلاكم للحكم ‏إما من خلل ‏لغتصاب ‏أو الغزو ‏»دون ‏أن يدعي جمرد ادعاء باأنها<br />

تستند ‏إىل موافقة عادلة من الشعب،‏ ‏أو ‏إىل خضوع ذلك الشعب خضوعاً‏ اختاره باإرادته«‏<br />

386


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

هذا مبتدأ تشكل احلالة ‏لبتدائية السلطوية كما يراها ‏»هيوم«،‏ وما ياأتي على ‏أساس<br />

هذا املنطلق ل يشكل علمة فارقة على واقع املحكومني.‏ ‏إذن،‏ ما ميكن وصفه باحلالة<br />

الدميقراطية القائمة على تعزيز اغتصاب السلطة ل يعني ‏شيئاً‏ ‏إيجابياً‏ بالرضورة،‏ وبهذا<br />

املعنى يقول ‏»هيوم«:‏ وحيث ل تعرتض القوة جمرى احلوادث،‏ ويجرى انتخاب،‏ فما حقيقة<br />

هذا ‏لنتخاب الذي يهللون له؟ ‏إنه ‏إما التقاء نفر قليل من عظماء الرجال يقضون يف<br />

الأمر نيابة عن املجموع،‏ ول يسمحون بصوت يعارض،‏ ‏أو ‏أن يكون غضبة جمهور يضلله<br />

رئيس عصابة قد ل يكون معروفاً‏ لأثنى عرش ‏شخصاً‏ من بني ذلك اجلمهور كله...‏ ‏أفتكون<br />

هذه ‏لنتخابات املهوشة ‏-ومع ذلك فقلما حتدث-‏ من قوة السلطة بحيث تكون الأساس<br />

)123(<br />

الرشعي الوحيد لكل حكومة ولكل ولء؟«.‏<br />

مل يكتفِ‏ ‏»هيوم«‏ بحالة الترشيح ملفهوم احلكم وتداخل ‏لستبداد بالنتخابات<br />

كضمانة لستمراره لكنه نظر باستهجان ‏إىل ‏»السهولة التي يجري فيها حكم الكرثة من قبل<br />

القلة«‏ اخلضوع الضمني الذي يسلم به املحكومون ‏»مصريهم حلكامهم«،‏ وهذا دفعه ‏إىل<br />

الدهشة والعجب،‏ لأن ‏»القوة تكون دائماً‏ ‏إىل جانب املحكوم«.‏ لو ‏أدرك الناس ذلك لنتفضوا<br />

وأطاحوا بحكامهم.‏ كما ‏أن ‏»هيوم«‏ خرج باستنتاج مفاده ‏أن احلكومة قائمة على ‏»التحكم<br />

بالرأي«،‏ وهو مبدأ عام ‏»ينسحب على ‏أشد احلكومات استبداداً‏ وغالبية احلكومات العسكرية،‏<br />

وكذلك على ‏أكرثها حرية وشعبية«.‏ وهنا يرى ‏أن الواقع قائم على ‏أنه كلما كانت احلكومة<br />

‏أكرث ‏»حرية وشعبية«‏ كان من الرضوري ‏لعتماد على رقابة الرأي والسيطرة عليه لضمان<br />

)124(<br />

اخلضوع للحكام.‏<br />

يرفض ‏»هيوم«‏ نظرية ‏»لوك«‏ القائمة على ‏»املوافقة الضمنية«‏ كحالة توافقية يف<br />

احلكم،‏ فهو يرى ‏أن معظم الناس جمربون على العيش يف البلد التي ولدوا فيها،‏ وهم ‏إذ<br />

يدينون بالطاعة حلكوماتهم فاإنهم يقومون بذلك بسبب ‏»املنفعة«‏ التي توفرها احلكومة<br />

لهم،‏ وهنا يقول ‏»هيوم«:‏ ‏»إن املجتمعات ل تستطيع ‏أن توجد بدون حكومات،‏ ولذلك<br />

فالطاعة واجبة،‏ ولكن ‏إذا مل تعد احلكومة نافعة،‏ ‏أي غدت طغياناً‏ ل يطاق،‏ فعندئذ يسقط<br />

واجب الطاعة عن املواطن.‏ وتكون احلكومة ‏صاحلة ‏أو طاحلة تناسباً‏ مع فائدتها للجماعة«.‏<br />

)125(<br />

ولكن هل ميكن حتديد ما طرحه ‏»هيوم«‏ على اأرض الواقع؟ هنا يرى<br />

‏)الكسيي ده توكفيل 1805- 1859( ‏صعوبة حتديد ‏أوجه ‏لستبداد يف الدميقراطية<br />

احلديثة،‏ وذلك بسبب تواريها غالباً‏ خلف مقولت العدالة والتحرر وخلف ‏شعارات ‏إلغاء<br />

مراكز التسلط التي تطبع احلقب ‏لرستقراطية الغابرة.‏ ‏إن حالة تشكل ‏لستبداد اجلديد من<br />

وجهة نظر ‏»توكفيل«‏ يف رحم الدميقراطية احلديثة،‏ يتم من خلل متدد قدرات الدولة اخلفية<br />

‏إىل تفاصيل احلياة الفردية،‏ ولهذا نرى ‏أن الدولة باسم املساواة والدميقراطية تصادر<br />

387


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

ارادة املواطنني وتهجنهم؛ فتغيب احلرية باسم منبع احلرية ‏)الدميقراطية(‏ . وعليه،‏ نرى ‏أن<br />

بذور ‏لستبداد توجد يف ثنايا النظام الديقراطي نفسه،‏ وعليه،‏ ل حدود فاصلة بني النظام<br />

)126(<br />

الدميقراطي،‏ وأنظمة ‏لستبداد السابقة.‏<br />

اخلامتة-‏ مالحظات نقدية:‏<br />

مثلت الدميقراطية وما تزال السوؤال الأكرث بحثاً‏ يف املاهية حتى الآن,‏ وهو ما مل يتم<br />

حسمه بشكل قاطع اعتبارات عدة.‏ لكن يف هذا السياق خرج الباحث ببعض التقاطعات حول<br />

مفهوم الدميقراطية,‏ ولكن ليس بالتعامل بصورة مطلقة،‏ بقدر ما هي حالة من التلقي يف<br />

ظروف معينة،‏ وعرب حقب خمتلفة.‏<br />

عند احلديث عن منبت الدميقراطية املهاد الأول لها يف بلد الإغريق،‏ فاإن احلالة هنا<br />

ل يبدو عليها ‏صفة املثالية،‏ كما يظن بعضهم،‏ بقدر ما كانت حالة انقلبية على واقع ‏سائد<br />

عُ‏ رب عنه من خلل حكم الطبقة الأرستقراطية,‏ وهو ما ‏أدى ‏إىل التنازل املظهري لإيجاد<br />

خمرج من املاأزق الذي كان يلُفَهم،‏ ولكن مع بقاء ‏)الأرستقراطيني(‏ يف احلكم بصورة ‏أو<br />

باأخرى،‏ فاإن مفهوم الشعب املعرب عنه بصورة دونية يظهر بوضوح عند بعض املفكرين.‏<br />

كما ‏أن حق ‏لنتخاب مل يكن من حق غري الأحرار،‏ ‏أو مبعنى ‏أدق،‏ مل يكن ‏إل من حق الأسياد<br />

فل مكان للعبيد يف ‏لقرتاع ‏أو املشاركة السياسية،‏ ول مكان للنساء ول ‏أحد يقرتع ‏أو<br />

يحكم ‏إل السادة.‏ نحن هنا ‏أمام حكم ‏أرستقراطي بصبغة دميقراطية,‏ وهو ما كان يبحث<br />

عنه ‏أرسطو،‏ وإن بصورة خمتلفة نوعاً‏ ما.‏<br />

بهزمية ‏أثينا مل تنتهي الدميقراطية لقد انتهت التجربة الدميقراطية باعتزال ‏»صولون«‏<br />

وبشعور ‏»بركليس«‏ بالإحباط.‏ لكن ‏أعلن عن ‏شهادة الوفاة للدميقراطية املبارشة التقليدية<br />

بهزمية ‏أثينا,‏ وبالرصاعات مع املدن الأخرى,‏ وبالثورة من قبل العبيد,‏ ظني هنا ‏أنه ل ميكن<br />

احلديث عن جمتمع مثايل ‏ضمن هذا الواقع الرتاجيدي املعرب عنه بالنهايات اجلنائزية.‏<br />

عرب احلقب املختلفة مل يظهر ‏أن عربرّ‏ ‏أحد الفلسفة بالقبول التام واملطلق بالدميقراطية<br />

للمحاذير التي ‏ساقوها،‏ كما رأينا،‏ هذا عند احلديث عن الفلسفة التقليديني,‏ وهو كذلك<br />

حال معظم الفلسفة يف العصور اللحقة.‏ وقد ظهر من فاضل بني الدميقراطية كحالة<br />

طبيعية ميكن التعامل معها للخروج من ‏لستبداد يف الغرب كما هو احلال عند ‏»سبينوزا«.‏<br />

ولكن حتى املوؤطرين لليربالية الغربية-‏ كما هو الأمر عند ‏»مل«‏ ‏أو ‏»لوك«‏ وغريهم-‏ ،<br />

فاإنهم كانوا يبحثون عن ‏شكل جديد للحكم مل يكن ‏سائداً‏ من قبل،‏ ولكن الليربالية بصفتها<br />

املجردة كانت بحاجة لوعاء ‏أو لنقل لإطار ‏أشمل تطعم بها الأفكار الليربالية الناشئة بها.‏<br />

وهنا،‏ ‏أحييت الدميقراطية من ‏سباتها وألبست النزعة الفردية مع احلرية ‏)مع ما حتمل من<br />

‏إشكالية(‏ واملساواة والعدل،‏ وكل ما يف هذا العامل من ‏أوصاف مثالية.‏ ما التزاوج الليربايل<br />

388


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

الدميقراطي ‏إل حالة من البحث للخروج من املاأزق وغطاء لتحقيق املنفعة حسب طرح<br />

‏»مل«،‏ وهنا تلقف النظام الرأسمايل املفاهيم السياسية حيث دجمت بالواقع ‏لقتصادي<br />

لتحقق مرشوعه عرب ما ‏أصبح يعرف بالدميقراطية الليربالية،‏ فهي يف ظاهرها تعرب عن<br />

املدينة الفاضلة يف جوهرها،‏ وحش يبحث عن فريسة.‏ ما الدميقراطية ‏إل ‏أداة للرشعية،‏<br />

وليست الدميقراطية الرشعية بذاتها،‏ هذا ما تبحث عنه ‏أنظمة احلكم.‏ ولهذا،‏ حتى الأنظمة<br />

الشمولية تاريخياً‏ كانت تقدم نفسها على ‏أنها دميقراطية.‏ وعليه،‏ ما التعريف للدميقراطية<br />

‏إل حالة من ‏لفرتاض الفعلي لكونها على ‏أرض الواقع،‏ وإذا مت ‏لفرتاض اجلديل باإمكانية<br />

التطبيق،‏ فهل الدميقراطية نظام اجتماعي ‏أو ‏سياسي؟ وهل حتقق احلرية واملساواة والعدل؟<br />

وهل جمرد اخلضوع للقوانني يحقق الدميقراطية؟ ‏أوليست معظم الأنظمة ‏لستبدادية تفرض<br />

نفسها باسم القانون؟ لو ‏أن الإيجاب ‏صفة الرد ملا ظهر من يتحدث اليوم يف الغرب عن ما<br />

)127(<br />

بعد الليربالية.‏<br />

بقي ‏أن نقول:‏ يف هذا الإطار ‏إن عملية حرص الدميقراطية بصندوق ‏لقرتاع،‏ وأنها<br />

تشكل حالة من حتقيق العدالة هو ‏أمر بعيد عن الدقة فمهمة الشعب ليست خمترصة باختيار<br />

من هو الأفضل من ‏»السادة«،‏ وبعدها ينتهي دورهم.‏ ولهذا لن ‏»يتحقق التحول الدميقراطي<br />

عن طريق ‏صندوق ‏لقرتاع ‏إذا مل يقرتن بتحول عقلي يف ‏صندوق جمجمة الرأس:‏ رأس<br />

النخب،‏ كما رأس اجلماهري«‏ متهيداً‏ للتاأسيس لعقد ‏سياسي - اجتماعي يشكل الضمانة<br />

لتحقيق العدل،‏ وعدم مصادرة احلرية.‏<br />

تشكل الدميقراطية حالة من تعدد املفاهيم املتضادة وهذا ‏أمر واقع ظهر من املقاربة<br />

السابقة،‏ ولكن ليس بسبب التناقض ملجرد كونه كذلك فعلياً‏ فقط،‏ بل لأن حالة البحث<br />

املثلى عن ماهية الدميقراطية،‏ وعن الأفضلية ملا ‏سوف تكون عليه،‏ هو الذي ‏أحدث حالة<br />

من الإرباك حيناً،‏ واجلدل يف ‏أغلب الأحيان حول ماهية الدميقراطية.‏ ولهذا،‏ ميكن القول:‏ ‏إن<br />

الدميقراطية اليوم هي الإطار املتلقح مع الأفكار الليربالية التي تطرح تعدد الأحزاب،‏ التي<br />

قد تكون هي ذاتها ‏أحزاب مستبدة،‏ ‏ضامنة لتحقيق القانون،‏ واحلرية،‏ والعدل،‏ واملساواة<br />

مع حتقيق ‏أوسع مشاركة ‏سياسية،‏ ولكنها عاجزة عن املقاومة عند ظهور نظام مستبد<br />

يوظف الدميقراطية خلدمة نظامه،‏ وهو ما ينعكس على نظم احلكم مقدماً‏ بعمق حالة اجلدل<br />

بني الدميقراطية ولستبداد،‏ ذلك ‏أن معظم بقاع املعمورة توسم باأنها مستبدة،‏ ويف الوقت<br />

نفسه،‏ متارس احلالة املظهرية للدميقراطية،‏ وهي ‏أحقية اجلميع يف ‏لنتخاب،‏ فهل جتَ‏ ُ ب<br />

الدميقراطية ‏لستبداد ملجرد حتقيق هذا الرشط من الدميقراطية؟ ‏أم ‏أن الأمر يتجه نحو<br />

تغلغل ‏لستبداد يف ثنايا النظام الدميقراطي،‏ كما طرح ‏»توكفيل«‏ الذي رأى هذا التماهي<br />

بني التوجهني يف ‏أكرث املناطق التي تقدم نفسها على ‏أنها ‏»دميقراطية«،‏ وهو ما جنده<br />

يتعارض مع هذا الطرح على ‏أرض الواقع.‏<br />

389


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎ديفيد . 1 هيلد:‏ مناذج الدميقراطية،‏ ترجمة فاضل جتكر،‏ ط‎1‎ بغداد-‏ بريوت،‏ معهد<br />

الدراسات ‏لسرتاتيجية،‏ 2006، ‏ص‎31‎ .<br />

2 جان جاك ‏شوفالييه:‏ تاريخ الفكر السياسي من املدينة الدولة ‏إىل الدولة املدينة،‏ ترجمة<br />

حممد عرب ‏صاصيل،‏ ط‎3‎‏،‏ بريوت،‏ املوؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش،‏ 1995، ‏ص<br />

.15<br />

. ‎3‎حممد عويضة:‏ الفلسفة السياسية،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ 1995، ‏ص 3_4<br />

. ‎4‎املرجع السابق،‏ ‏ص 6<br />

. ‎5‎راجع ثيودور جيانا كوليس:‏ اليونان .. ‏شعبها وأرضها،‏ ترجمة حممد ‏أمني رستم،‏ ط‎1‎<br />

القاهرة نيويورك،‏ موؤسسة فرانكلني للطباعة والنرش،‏ 1963، ‏ص _ 135 167.<br />

. ‎6‎انظر روبرت ‏أ.‏ دال:‏ الدميقراطية ونقادها،‏ ترجمة ‏أحمد ‏أمني اجلمل،‏ ط‎1‎<br />

اجلمعية املرصية لنرش املعرفة،‏ 2000، ‏ص 29.<br />

‎7‎عمر . 7 عبد احلي:‏ الفكر السياسي يف العصور القدمية،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ املوؤسسة اجلامعية<br />

للدراسات والنرش،‏ 2001، ‏ص 62.<br />

. ‎8‎ديفيد هيلد:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 36<br />

‎9‎‏سعيد . 9 زيداين:‏ مقدمة يف الدميقراطية،‏ ط‎2‎ ، القدس،‏ املركز الفلسطيني لتعميم املعلومات<br />

البديلة،‏ 1993، ‏ص‎10‎‏.‏<br />

‎1010‎جان جاك ‏شوفالييه:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 81 نقلً‏ عن جان جاك روسو:‏ يف العقد<br />

‏لجتماعي.‏<br />

1 جان جاك روسو:‏ يف العقد ‏لجتماعي،‏ ذوقان قرقوط،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار القلم،‏ 197<br />

. 3<br />

. 4<br />

، 5<br />

، 6 القاهرة،‏<br />

390<br />

2.<br />

. 8<br />

، 11<br />

‏ص 120.<br />

، 12<br />

‏ص 81.<br />

13<br />

املستقبل العربي،‏ عدد ،1984 ،64 ‏ص _ 157 .158<br />

. 14<br />

‎12‎عبد املعطي حممد عساف:‏ مقدمة ‏إىل علم السياسة،‏ ط‎2‎‏،‏ عمان،‏ دار جمدلوي،‏ 1987<br />

13 اسماعيل ‏صربي عبد اهلل:‏ ‏»الدميقراطية داخل ‏لحزاب الوطنية وفيما بينها«،‏ جملة<br />

‎14‎احمد جمال:‏ دراسات يف الفلسفة السياسية،‏ ط‎1‎‏،‏ الأردن،‏ دار الكندي للنرش،‏ ‏]د.ت[،‏ ‏ص 242<br />

‎1515‎‏سعيد زيداين ‏]وآخرون[:‏ مرجع ‏سابق،‏ بحث عادل ‏سماره،‏ ‏ص . 11


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎1616‎انظر ثيودور جيانا كوليس:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _ 157 158 .<br />

17 عارف عادل مرشد:‏ ‏»الدميقراطية،‏ مفهومها،‏ نساأتها،‏ مقوماتها«،‏ املجلة الثقافية،‏ عدد<br />

391<br />

17<br />

،2007 ،70 ‏ص .91<br />

‎1818‎ثيودور جيانا كوليس:‏ مرجع ‏سابق،‏ . 158<br />

‎1919‎انظر عبد الإله بلقزيز:‏ العنف والدميقراطية،‏ ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏ دار الكنوز الأدبية،‏ ، 2000<br />

‏ص ‎63‎؛ وحسن ظاظا:‏ التطور التاريخي للدميقراطية،‏ ط‎1‎ دمشق:‏ دار الروؤية،‏ 2007،<br />

‏ص 75.<br />

‎2020‎حممد زيعور:‏ تطور الفكر السلطوي ‏)العلمانية،‏ الإسلم،‏ املاركسية(‏ ، ط‎1‎ ، بريوت،‏ رشاد<br />

برس،‏ 2003، ‏ص 51.<br />

‎2121‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 15<br />

. 222<br />

. 23<br />

املرجع السابق،‏ ‏ص 14<br />

‎23‎املرجع السابق،‏ ‏ص 14<br />

‎2424‎راجع هرني ‏أرفون:‏ الفوضوية،‏ ترجمة هرني زغيب،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ منشورات عويدات،‏<br />

.1983<br />

‎2525‎منذر الشاوي:‏ الدولة الدميقراطية يف الفلسفة السياسية والقانونية،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ ‏رشكة<br />

املطبوعات للتوزيع والنرش،‏ 2000، ‏ص‎17‎‏.‏<br />

‎2626‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 20<br />

‎2727‎‏أحمد جمال:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 237<br />

‎2828‎منذر الشاوي:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 41<br />

‎2929‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 36<br />

‎3030‎زكريا ‏إبراهيم:‏ مشكلة احلرية،‏ ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ مكتبة مرص،‏ ‏]د.ت[،‏ ‏ص(‏ 18 ؛ وللإطلع<br />

على روؤية اليونان للحرية انظر حممود مراد:‏ احلرية يف الفلسفة اليونانية،‏ ط‎1‎‏،‏ مرص_‏<br />

الإسكندرية،‏ دار الوفاء للنرش،‏ 2000.<br />

‎3131‎جان توشار:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 37<br />

‎3232‎ناظم عبد الواحد اجلاسور:‏ موسوعة علم السياسة،‏ ط‎1‎ ، عمان،‏ دار جمدلوي،‏<br />

‎2004‎‏،ص‎197‎ .<br />

333 جان جاك روسو:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 116


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

‎3434‎انظر نعوم تشومسكي ‏]واخرون[:‏ العوملة والإرهاب ‏»حرب امريكا على العامل«،‏ ترجمة<br />

حمزة املزيني،‏ ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ مكتبة مدبويل،‏ 2003، بحث تيم وايز:‏ تعريف الدميقراطية،‏<br />

‏ص . 203<br />

‎3535‎جمال علي زهران:‏ الأصول الدميقراطية والإسلح السياسي،‏ ط‎1‎ ، القاهرة،‏ مكتبة<br />

الرشوق الدولية،‏ 2005، ‏ص 39.<br />

3636__: املعجم الفلسفي،‏ ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ الهيئة العامة لسوؤون املطابع الأمريية،‏ ، 1979<br />

‏ص 86.<br />

‎3737‎عبد املنعم احلنفي:‏ املعجم الشامل ملصطلحات الفلسفة،‏ ط‎3‎ ، القاهرة،‏ مكتبة مدبويل،‏<br />

2000، ‏ص‎357‎‏.‏<br />

‎3838‎جمال علي زهران:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 35<br />

‎39‎‏أ . دال:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 17<br />

‎4040‎‏أحمد جمال:‏ مرجع ‏سابق،‏ . 238<br />

‎4141‎ديفيد هيلد:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 37<br />

‎4242‎‏سعد الدين ‏إبراهيم ‏)وآخرون(‏ : ‏أزمة الدميقراطية يف الوطن العربي،‏ بحث علي الدين<br />

هلل:‏ مفاهيم الدميقراطية يف الفكر السياسي احلديث،‏ ‏ص _ 38 39، ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏<br />

مركز دراسات الوحدة العربية،‏ 1987.<br />

‎4343‎ديفيد هيلد:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص‎31‎ _ 32 .<br />

4 حممد ‏سليم غزوي:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _66 55<br />

‎4545‎فايز الربيع:‏ الدميقراطية بني التاأصيل الفكري واملقاربة السياسية،‏ ط‎1‎ ، عمان،‏ دار<br />

احلامد للنرش،‏ 2004، ‏ص 32.<br />

‎4646‎عبد املعطي حممد عساف:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 83<br />

‎4747‎ناظمم اجلاسور:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 198<br />

‎4848‎حممد ‏سليم غزوي:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 9 نقل عن<br />

Encyclopedia Britannica, V7. U.S.A. 1973.P215 _224<br />

392<br />

. 39<br />

. 44<br />

‎4949‎ديفيد هيلد:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _137 136 .<br />

‎5050‎‏سعيد زيداين ‏]وآخرون[:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص ، 5 جتدر الإشارة هنا ‏إىل ‏أن زيداين تراجع<br />

عن حتديد تعريف للدميقراطية الليربالية يف موضع اخر حيث يقول:‏ ‏»لست بحاجة هنا


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‏]عند بداية حديثة عن الدميقراطية الليربالية[‏ ‏إىل ‏إعطاء تعريف للدميقراطية الليربالية،‏<br />

ولست متاأكداً‏ ‏أن هناك تعريفاً‏ واحداً‏ ميكن ‏للتقاء حوله ‏أو ‏لتفاق عليه.‏ الدميقراطية<br />

الليربالية كنظام حكم للحكم تعرف من خلل بعض ‏سماتها الأساسية«.‏ انظر علي<br />

خليفة الكوري]وآخرون[:‏ املساألة الدميقراطية يف الوطن العربي،‏ بحث ‏سعيد زيداين:‏<br />

‏إطللة على الدميقراطية الليربالية،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ 2000،<br />

‏ص 63.<br />

‎5151‎فايز الربيع:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _ 32 33 ، قارن ‏سلح الدين الدومة:‏ ‏آرصة للقضايا<br />

الدولية املعارصة،‏ ط‎1‎‏،‏ اخلرطوم،‏ مطبعة جي تاون،‏ 2007 ‏ص . 18<br />

‎5252‎فايز الربيع:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 33<br />

‎5353‎ديفيد هيلد:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص‎227‎ .<br />

‎5454‎‏سعد الدين ‏إبراهيم ‏]واخرون[:‏ مرجع ‏سابق،‏ بحث علي الدين هلل:‏ مفاهيم الدميقراطية،‏<br />

‏ص 39.<br />

5 منذر الشاوي:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص‎141‎ _ 146<br />

‎5656‎رفيق عبد السلم:‏ يف العلمانية والدين والدميقراطية ‏»واملفاهيم والسياقات«،‏ ط‎1‎ ،<br />

بريوت،‏ الدار العربية للعلوم نارشون،‏ 2008، ‏ص 153.<br />

5757____: املعجم الفلسفي،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 86<br />

‎5858‎مارك فلورباييه:‏ الرأسمالية ‏أم الدميقراطية خيار القرن الواحد والعرشين،‏ ترجمة<br />

عاطف املوىل،‏ ط‎1‎‏،‏ اجلزائر،‏ الدار العربية للعلوم نارشون،‏ 2007، ‏ص _ 50 51.<br />

‎5959‎روبرت ‏أ.‏ دال:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 38<br />

‎6060‎عارف عادل مرشد:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 90<br />

‎6161‎‏أحمد الفقرة:‏ الدميقراطية بني الوهم واحلقيقة،‏ ط‎1‎‏،]د.م[،‏ نور للطباعة والنرش،‏ ، 2007<br />

‏ص 17.<br />

‎6262‎احمد قطامش:‏ ‏»سوؤال الدميقراطية:‏ مقاربة«،‏ جملة كنعان،‏ العدد 2003، 114، ‏ص . 2<br />

‎6363‎راجع حيدر ‏إبراهيم علي]وآخرون[:‏ الدميقراطية يف السودان البعد التاريخي والوضع<br />

الراهن وآفاق املستقبل،‏ ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ مركز الدراسات السودانية،‏ 1993، ‏ص 18.<br />

64 64 ‏سعد الدين ‏إبراهيم ‏]وآخرون[:‏ مرجع ‏سابق،‏ بحث بسام الطيبي:‏ البناء ‏لقتصادي<br />

‏لجتماعي للدميقراطية،‏ ‏ص 73.<br />

. 55<br />

393


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

‎6565‎حسن ظاظا:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 9<br />

666 تكون الليربالية متوحشة بقدر ما تنظر ‏إىل احلرية الفردية يف احلياة ‏لجتماعية من<br />

منظور ‏رشيعة الغاب انطلقاً‏ من الفكرة القائلة باأن الإنسان ذئب على الإنسان،‏ حسب<br />

تعبري توماس هوبز،‏ ولهذا يخشى كثري من املفكرين من ‏لجتاه الذي تسعى اليه<br />

الليربالية اجلديدة يف الوليات املتحدة الأمريكية ‏أن تسري فيه،‏ وأن يوؤدي هذا ‏إىل نوع<br />

من الليربالية املتوحشة،‏ لأنه بتقليص تدخل الدولة وتضييق نطاق املجال العام يحيل<br />

الأفراد على قانون السوق والتغالب الذي يقسم الناس بقساوة ‏إىل ‏أغنياء وفقراء،‏ ‏أقوياء<br />

وضعفاء.‏ ومن هنا،‏ تنبع الأهمية البالغة لطرح مبدأ التضامن من داخل الليربالية رداً‏<br />

على تفسري الليربالية املتوحشة التي ل يرى فيها ‏سوى الأنانية،‏ والتفاوت،‏ واملال،‏<br />

ولستهلك.‏ ‏أنظر ناصيف نصار:‏ باب احلرية ابثاق الوجود بالفعل،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار<br />

الطليعة،‏ ،2003 ‏ص‎222‎ _ .223<br />

‎6767‎برتراند رسل:‏ حكمة الغرب ‏»عرض تاريخي للفلسفة الغربية يف ‏إطارها الإجتماعي<br />

السياسي«،‏ ترجمة فوؤاد زكريا،‏ ج‎1‎‏،‏ ط‎2‎‏،‏ الكويت،‏ املجلس الوطني للثقافة والفنون<br />

ولداب،‏ 2009، ‏ص 99.<br />

‎6868‎‏أي . اف.‏ ‏ستون:‏ حماكمة ‏سقراط،‏ ترجمة نسيم جملي،‏ ط‎1‎ ، القاهرة،‏ املجلس الأعلى<br />

للثقافة،‏ 2002، ‏ص 7.<br />

394<br />

‎6969‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 8<br />

‎7070‎حممد علي ‏أبو ريان:‏ تاريخ الفكر الفلسفي ‏»الفلسفة اليونانية من طاليس ‏إىل ‏أفلطون«،‏<br />

ط‎5‎‏،‏ ج‎1‎‏،‏ الإسكندرية_‏ مرص،‏ دار اجلامعات املرصية،‏ 1973، ‏ص 262.<br />

‎7171‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 263<br />

‎7272‎جان توشار:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 51<br />

‎7373‎حممد عويضة:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 20<br />

‎7474‎دولة خرض خنافر:‏ يف الطغيان ولستبداد والديكتاتورية بحث فلسفي يف مساألة<br />

السلطة الكلية،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار املنتخب العربي،‏ 1995، ‏ص 38.<br />

‎7575‎املرجع السابق:‏ ‏ص‎39‎ .<br />

‎7676‎‏أفلطون:‏ اجلمهورية،‏ ترجمة حنا خباز،‏ ط‎1‎ ، ‏]د.م[،‏ دار الكاتب العربي،‏ ‏]د.ت[،‏<br />

‏ص‎341‎‏.‏<br />

____: 777 موسوعة العلوم السياسية،‏ ط‎1‎‏،‏ الكويت،‏ ‏]د.ن[،‏ 1994، 1993/ ‏ص . 389


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎7878‎حممد علي ‏أبو ريان:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 252<br />

395<br />

‎7979‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 263<br />

‎8080‎حممد عويضة:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 84<br />

‎8181‎عارف عادل مرشد:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 91<br />

‎8282‎جلني تيندر:‏ الفكر السياسي ‏»الأسئلة الأبدية«،‏ ترجمة حممد غنيم،‏ ط‎1‎ ، القاهرة،‏<br />

اجلمعية املرصية لنرش املعرفة،‏ 1993، ‏ص 146.<br />

‎8383‎حممد عويضة:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 85<br />

‎8484‎عبد املعطي حممد عساف:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 80 ؛ قارن جان توشار:‏ مرجع ‏سابق،‏<br />

‏ص 66.<br />

‎8585‎عبد املعطي عساف:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 80<br />

‎8686‎حممد عويضة:‏ مرجع ‏سابق،‏ . 85<br />

‎8787‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 103<br />

، 888 مرص،‏ الهيئة<br />

انظر ‏سبينوزا:‏ رسالة يف اللهوت والسياسة،‏ ترجمة حسن حنفي،‏ ط‎1‎<br />

العامة للتاأليف والنرش،‏ 1971.<br />

‎8989‎املرجع السابق،‏ ‏ص‎382‎ .<br />

‎9090‎فاضل الأنصاري:‏ قصة ‏لستبداد ‏أنظمة الغلبة يف تاريخ املنطقة العربية،‏<br />

ط‎1‎‏،سوريا،وزارة الثقافة،‏ ‎2004‎‏،ص 14.<br />

‎9191‎‏سبينوزا:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _ 383 384 .<br />

‎9292‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 384<br />

‎9393‎جان توشار:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 521<br />

‎9494‎املرجع السابق،‏ . 522<br />

‎9595‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 523<br />

‎9696‎‏سبينوزا:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _ 382 383 .<br />

‎9797‎جان جاك ‏شوفالييه:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص 363 ؛ قارن ‏سبينوزا:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص<br />

. 382<br />

‎9898‎جان جاك ‏شوفالييه:‏ املرجع السابق،‏ ‏ص . 364


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

999 بيار مورو:‏ ‏إسبينوزا والإسبينوزية،‏ ترجمة جورج كتوره،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ دار الكتاب<br />

املتحدة،‏ 2008، ‏ص 104.<br />

‎10100‎‏سبينوزا:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 385<br />

‎10101‎املرجع السابق،‏ ‏ص‎385‎ .<br />

‎10102‎املرجع السابق،‏ ‏ص 105<br />

‎10103‎جون ‏ستيورات مل:‏ عن احلرية،‏ ترجمة عبد الكرمي ‏أحمد،‏ ط‎1‎ ، مرص،‏ جمعية الرعاية<br />

املتكاملة،‏ 2000، ‏ص 57.<br />

‎10104‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 72<br />

‎10105‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 76<br />

‎10106‎املرجع السابق،‏ ‏ص _ 77 78 .<br />

‎10107‎انظر جون ‏ستيورات مل:‏ ‏أسس الليربالية السياسية،‏ ترجمة ‏إمام عبد الفتاح ‏إمام،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ مكتبة مدبويل،‏ 1996.<br />

‎10108‎جون ‏ستيورات مل:‏ عن احلرية،‏ مرجع ‏سابق،‏ من مقدمة حسني فوزي النجار،‏ ‏ص‎24‎<br />

. 25 _<br />

10109___: موسوعة العلوم السياسية،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _ 370 371 .<br />

‎11110‎‏إمام عبد الفتاح ‏إمام:‏ الطاغية،‏ ط‎3‎‏،‏ القاهرة،‏ مكتبة مدبويل،‏‎1997‎‏،‏ ‏ص . 321<br />

‎11111‎عبد اهلل العروي:‏ مفهوم احلرية،‏ ط‎5‎‏،‏ بريوت،‏ املركز الثقايف العربي،‏ 1993، ‏ص 43<br />

نقل عن جون ‏ستيورات مل:‏ عن احلرية،‏ ‏ص 62.<br />

‎11112‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 45<br />

11113__: موسوعة العلوم السياسية،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 372<br />

‎11114‎نعوم تشومسكي:‏ الربح فوق الشعب ‏»الليربالية اجلديدة والنظام العوملي«،‏ ترجمة<br />

مازن احلسيني،‏ ط‎1‎‏،‏ رام اهلل-‏ فلسطني،‏ دار التنوير للرتجمة والطباعة والنرش،‏<br />

،2000 ‏ص . 60<br />

‎11115‎لوي ‏ألتوسري:‏ مونتسكيو السياسة والتاريخ،‏ ترجمة نادر ذكرى،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ دار<br />

التنوير،‏ 2006، ‏ص‎62‎ .<br />

‎11116‎املرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 63<br />

396


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎11117‎املرجع ‏سابق،‏ . 63<br />

‎11118‎‏سلح الدين الدومة:‏ ‏آرصة للقضايا الدولية املعارصة،‏ ط‎1‎ ، اخلرطوم،‏ مطبعة جي<br />

تاون،‏‎2007‎‏،‏ ‏ص‎51‎ .<br />

‎11119‎روبرت ‏أ.‏ دال:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 53<br />

‎12120‎لوي ‏ألتوسري:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _ 92 93 .<br />

‎12121‎‏سلح الدين الدومة:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 52<br />

‎12122‎هيوم فيلسوف وموؤرخ اسكتلندي يعترب موؤسس املذهب الظاهري يف الفلسفة،‏ يعد<br />

من ‏أبرز فلسفة عرصة الذين مارسوا تاأثرياً‏ على الفكر السياسي من ‏أهم موؤلفاته<br />

ديفيد هيوم:‏ مبحث يف الفاهمة البرشية،‏ ترجمة موسى وهبة،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار<br />

الفارابي،‏ 2008.<br />

‎12123‎زكي جنيب حممود:‏ ديفيد هيوم،‏ ط‎1‎‏،‏ مرص:‏ دار املعارف،‏ ‏]د.ت[،‏ ‏ص - 199<br />

.200<br />

‎12124‎نعوم تشومسكي:‏ الربح فوق الشعب،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _ 57 58 .<br />

‎12125‎رونالد ‏سرت ومربج:‏ تاريخ الفكر الأوروبي احلديث - 1601 ‎1977‎م،‏ ترجمة ‏أحمد<br />

الشيباين،‏ ط‎3‎‏،‏ القاهرة،‏ دار القارئ العربي،‏ 1994، ‏ص _ 224 225.<br />

‎12126‎رفيق عبد السلم:‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص _ 152 154 .<br />

‎12127‎راجع جون جراي:‏ ما بعد الليربالية،‏ ترجمة ‏أحمد حممود،‏ ط‎1‎ ‏،القاهرة،‏ املجلس<br />

الأعلى للثقافة ‎2005‎؛ وبيار كالم:‏ تفتت الدميقراطية من ‏أجل ثورة يف احلاكمية،‏<br />

ترجمة ‏شوقي الدويهي،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار الفارابي،‏ ‎2004‎؛ وجان ماري جوينو:‏<br />

نهاية الدميقراطية،‏ ترجمة ليلى غامن،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار الأزمنة احلديثة،‏ 1998.<br />

397


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً-‏ املعاجم واملوسوعات:‏<br />

‎1‎اجلاسور،‏ . 1 ناظم عبد الواحد:‏ موسوعة علم السياسة،‏ ط‎1‎‏،‏ عمان،‏ دار جمدلوي،‏ . 2004<br />

‎2‎احلنفي،‏ . 2 عبد املنعم:‏ املعجم الشامل ملصطلحات الفلسفة،‏ ط‎3‎ ، القاهرة،‏ مكتبة مدبويل،‏<br />

.2000<br />

3____: . 3 املعجم الفلسفي،‏ ط‎1‎ ، القاهرة،‏ الهيئة العامة لسوؤون املطابع الأمريية،‏<br />

.1979<br />

4____: . 4 موسوعة العلوم السياسية،‏ ط‎1‎‏،‏ الكويت،‏ ‏]د.ن[،‏ . 1994 1993/<br />

ثانياً-‏ الكتب:‏<br />

‎1‎‏إبراهيم،‏ . 1 زكريا:‏ مشكلة احلرية،‏ ط‎1‎ ، القاهرة،‏ مكتبة مرص،‏ ‏]د.ت[.‏<br />

‎2‎‏إبراهيم،‏ . 2 ‏سعد الدين ‏)وآخرون(‏ : ‏أزمة الدميقراطية يف الوطن العربي،‏ ط‎2‎ ، بريوت،‏ مركز<br />

دراسات الوحدة العربية،‏ 1987.<br />

‏.‏‎3‎‏أبو 3 ريان،‏ حممد علي:‏ تاريخ الفكر الفلسفي ‏»الفلسفة اليونانية من طاليس ‏إىل ‏أفلطون«،‏<br />

ط‎5‎‏،‏ ج‎1‎‏،‏ الإسكندرية-‏ مرص،‏ دار اجلامعات املرصية،‏ 1973.<br />

‎4‎‏أرفون،‏ . 4 هرني:‏ الفوضوية،‏ ترجمة هرني زغيب،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ منشورات عويدات،‏<br />

.1983<br />

‎5‎‏أفلطون:‏ . 5 اجلمهورية،‏ ترجمة حنا خباز،‏ ط‎1‎ ، ‏]د.م[،‏ دار الكاتب العربي،‏ ‏]د.ت[.‏<br />

‎6‎‏ألتوسري،‏ . 6 لوي:‏ مونتسكيو السياسة والتاريخ،‏ ترجمة نادر ذكرى،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ دار<br />

التنوير للطباعة والنرش،‏ 2006.<br />

‎7‎‏إمام،‏ . 7 ‏إمام عبد الفتاح:‏ الطاغية،‏ ط‎3‎‏،‏ القاهرة،‏ مكتبة مدبويل،‏‎1997‎ .<br />

‎8‎الأنصاري،‏ . 8 فاضل:‏ قصة ‏لستبداد ‏أنظمة الغلبة يف تاريخ املنطقة العربية،‏ ط‎1‎ ، ‏سوريا،‏<br />

وزارة الثقافة،‏ . 2004<br />

.9 9 بالروين،‏ حممد:‏ فلسفة السياسة عند بعض الفلسفة اليونانيني والإسلميني وفلسفة<br />

عرص النهضة،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار النهضة العربية،‏ 2006.<br />

398


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

‎1010‎بلقزيز،‏ عبد الإله:‏ العنف والدميقراطية،‏ ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏ دار الكنوز الأدبية،‏ . 2000<br />

111 تيندر،‏ جلني:‏ الفكر السياسي ‏»الأسئلة الأبدية«،‏ ترجمة حممد مصطفى غنيم،‏ ط‎1‎ ،<br />

القاهرة،‏ اجلمعية املرصية لنرش املعرفة،‏ 1993.<br />

‎1212‎توشار،‏ جان:‏ تاريخ الأفكار السياسية،‏ ترجمة ناجي الدراوشة،‏ ط‎1‎ ‏سوريا،‏ منشورات<br />

وزارة الثقافة،‏ 1984.<br />

‎1313‎تشومسكي،‏ نعوم ‏]واخرون[:‏ العوملة والإرهاب ‏»حرب امريكا على العامل«،‏ ترجمة<br />

حمزة املزيني،‏ ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ مكتبة مدبويل،‏ 2003.<br />

‎1414‎تشومسكي،‏ نعوم:‏ الربح فوق الشعب ‏»الليربالية اجلديدة والنظام العوملي«،‏ ترجمة مازن<br />

احلسيني،‏ ط‎1‎‏،‏ رام اهلل_‏ فلسطني،‏ دار التنوير للرتجمة والطباعة والنرش،‏ . 2000<br />

‎1515‎جراي،‏ جون:‏ ما بعد الليربالية،‏ ترجمة ‏أحمد حممود،‏ ط‎1‎ ، القاهرة،‏ املجلس الأعلى<br />

للثقافة،‏ 2005.<br />

‎1616‎جمال،‏ احمد:‏ دراسات يف الفلسفة السياسية،‏ ط‎1‎ ، الأردن،‏ دار الكندي للنرش،‏ ‏]د.ت[.‏<br />

‎1717‎جوينو،‏ جان ماري:‏ نهاية الدميقراطية،‏ ترجمة ليلى غامن،‏ ط‎1‎ بريوت،‏ دار الأزمنة<br />

احلديثة،‏ 1998.<br />

‎1818‎خنافر،‏ دولة خرض:‏ يف الطغيان ولستبداد والديكتاتورية بحث فلسفي يف مساألة<br />

السلطة الكلية،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار املنتخب العربي،‏ 1995.<br />

‎1919‎دال،‏ روبرت ‏أ.:‏ الدميقراطية ونقادها،‏ ترجمة احمد ‏أمني اجلمل،‏ ط‎1‎ ، القاهرة،‏ اجلمعية<br />

املرصية لنرش املعرفة،‏ 2000.<br />

‎2020‎الدومة،‏ ‏سلح الدين عبد الرحمن:‏ ‏آرصة للقضايا الدولية املعارصة،‏ ط‎1‎ ، اخلرطوم،‏<br />

مطبعة جي تاون،‏ 2007.<br />

‎2121‎الربيع،‏ فايز:‏ الدميقراطية بني التاأصيل الفكري واملقاربة السياسية،‏ ط‎1‎ ، عمان،‏ دار<br />

احلامد للنرش،‏ 2004.<br />

22 2 رسل،‏ برتراند:‏ حكمة الغرب ‏»عرض تاريخي للفلسفة الغربية يف ‏إطارها الإجتماعي<br />

السياسي«،‏ ترجمة فوؤاد زكريا،‏ ج‎1‎‏،‏ ط‎2‎‏،‏ الكويت،‏ املجلس الوطني للثقافة والفنون<br />

ولداب،‏ 2009.<br />

399


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

‎2323‎روبنسن،‏ تشارلز الكسندر ‏)لبن(‏ : ‏أثينا يف عهد بركليس،‏ ترجمة ‏أنيس فريحة،‏ ط‎1‎ ،<br />

بريوت_‏ نيويورك،‏ موؤسسة فرنكلني للطباعة والنرش،‏ 1966.<br />

‎2424‎روسو،‏ جان جاك:‏ يف العقد ‏لجتماعي،‏ ترجمة ذوقان قرقوط،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ دار القلم،‏<br />

.1973<br />

‎2525‎زهران،‏ جمال علي:‏ الأصول الدميقراطية والإسلح السياسي،‏ ط‎1‎ ، القاهرة،‏ مكتبة<br />

الرشوق الدولية،‏ 2005.<br />

‎2626‎زيداين،‏ ‏سعيد ‏]وآخرون[:‏ مقدمة يف الدميقراطية،‏ ط‎2‎ ، القدس،‏ املركز الفلسطيني لتعميم<br />

املعلومات البديلة،‏ 1993.<br />

‎2727‎زيعور،‏ حممد:‏ تطور الفكر السلطوي ‏)العلمانية _ الإسلم _ املاركسية(‏ ، ط‎1‎ ، بريوت،‏<br />

رشاد برس،‏ 2003.<br />

‎2828‎‏سبينوزا،‏ باروخ:‏ رسالة يف اللهوت والسياسة،‏ ترجمة حسن حنفي،‏ ط‎1‎ ، مرص،‏ الهيئة<br />

العامة للتاأليف والنرش،‏ 1971.<br />

‎2929‎‏ستون،‏ ‏أي . اف:‏ حماكمة ‏سقراط،‏ ترجمة نسيم جملي،‏ ط‎1‎ ، القاهرة،‏ املجلس الأعلى<br />

للثقافة،‏‎2002‎‏.‏<br />

‎3030‎الشاوي،‏ منذر:‏ الدولة الدميقراطية يف الفلسفة السياسية والقانونية،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ ‏رشكة<br />

املطبوعات للتوزيع والنرش،‏ 2000.<br />

‎3131‎‏شوفالييه،‏ جان جاك:‏ تاريخ الفكر السياسي من املدينة الدولة ‏إىل الدولة املدينة،‏ ترجمة<br />

حممد عرب ‏صاصيل،‏ ط‎3‎‏،‏ بريوت،‏ املوؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش،‏ 1995.<br />

‎3232‎ظاظا،‏ حسن:‏ التطور التاريخي للدميقراطية،‏ ط‎1‎ دمشق،‏ دار الروؤية،‏ . 2007<br />

333 عبد احلي،‏ عمر:‏ الفكر السياسي يف العصور القدمية،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ املوؤسسة اجلامعية<br />

للدراسات والنرش،‏ 2001.<br />

‎3434‎عبد السلم،‏ رفيق:‏ يف العلمانية والدين والدميقراطية « واملفاهيم والسياقات«،‏ ط‎1‎ ،<br />

بريوت،‏ الدار العربية للعلوم نارشون،‏ 2008.<br />

‎3535‎العروي،‏ عبد اهلل:‏ مفهوم احلرية،‏ ط‎5‎‏،‏ بريوت،‏ املركز الثقايف العربي،‏ . 1993<br />

، 36 عمان،‏ دار جمدلوي،‏<br />

‎36‎عساف،‏ عبد املعطي حممد:‏ مقدمة ‏إىل علم السياسة،‏ ط‎2‎<br />

.1987<br />

400


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

37 37 علي،‏ حيدر ‏إبراهيم ‏]وآخرون[:‏ الدميقراطية يف السودان البعد التاريخي والوضع الراهن<br />

وآفاق املستقبل،‏ ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ مركز الدراسات السودانية،‏ 1993.<br />

‎3838‎عويضة،‏ حممد:‏ الفلسفة السياسية،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار الكتب العلمية،‏ . 1995<br />

‎3939‎غزوي،‏ حممد ‏سليم:‏ نظرات حول الدميقراطية،‏ ط‎1‎ ، عمان،‏ دار وائل للطباعة والنرش،‏<br />

.2000<br />

‎4040‎الفقرة،‏ ‏أحمد حسن:‏ الدميقراطية بني الوهم واحلقيقة،‏ ط‎1‎ ، ‏]د.م[،‏ نور للطباعة والنرش،‏<br />

.2007<br />

‎4141‎فلورباييه،‏ مارك:‏ الرأسمالية ‏أم الدميقراطية خيار القرن الواحد والعرشين،‏ ترجمة<br />

عاطف املوىل،‏ ط‎1‎‏،‏ اجلزائر،‏ الدار العربية العلوم نارشون،‏ 2007.<br />

‎4242‎كالم،‏ بيار:‏ تفتت الدميقراطية من ‏أجل ثورة يف احلاكمية،‏ ترجمة ‏شوقي الدويهي،‏ ط‎1‎ ،<br />

بريوت،‏ دار الفارابي،‏ 2004.<br />

‎4343‎الكوري،‏ علي خليفة ‏]وآخرون[:‏ املساألة الدميقراطية فالوطن العربي،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ مركز<br />

دراسات الوحدة العربية،‏ 2000.<br />

444 كوليس،‏ ثيودور جيانا:‏ اليونان .. ‏شعبها وأرضها،‏ ترجمة حممد ‏أمني رستم،‏ ط‎1‎ ،<br />

القاهرة _ نيويورك،‏ موؤسسة فرانكلني للطباعة والنرش،‏ 1963.<br />

‎4545‎حممود،‏ زكي جنيب:‏ ديفيد هيوم،‏ ط‎1‎ ، مرص:‏ دار املعارف،‏ ‏]د.ت[.‏<br />

‎4646‎مراد،‏ حممود:‏ احلرية يف الفلسفة اليونانية،‏ ط‎1‎ ، مرص_‏ الإسكندرية،‏ دار الوفاء للنرش،‏<br />

. 20004747<br />

‎4848‎مل،‏ جون ‏ستيورات:‏ عن احلرية،‏ ترجمة عبد الكرمي ‏أحمد،‏ ط‎1‎ ، مرص،‏ جمعية الرعاية<br />

املتكاملة،‏ 2000.<br />

‎4949‎مل،‏ جون ‏ستيورات:‏ ‏أسس الليربالية السياسية،‏ ترجمة ‏إمام عبد الفتاح ‏إمام،‏ ط‎1‎ ،<br />

القاهرة،‏ مكتبة مدبويل،‏ 1996.<br />

‎5050‎مورو،‏ بيار فرنسوا:‏ ‏إسبينوزا والإسبينوزية،‏ ترجمة جورج كتوره،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ دار<br />

الكتاب املتحدة،‏ 2008.<br />

‎5151‎نصار،‏ ناصيف:‏ باب احلرية انبثاق الوجود بالفعل،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ دار الطليعة،‏ . 2003<br />

401


الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />

أ.‏ زهير مبارك<br />

‎5252‎هيلد،‏ ديفيد:‏ مناذج الدميقراطية،‏ ترجمة فاضل جتكر،‏ ط‎1‎ ، بغداد_‏ بريوت،‏ معهد<br />

الدراسات ‏لسرتاتيجية،‏ 2006.<br />

‎5353‎هيوم،‏ ديفيد:‏ مبحث يف الفاهمة البرشية،‏ ترجمة موسى وهبة،‏ ط‎1‎ ، بريوت،‏ دار<br />

الفارابي،‏ . 2008<br />

‎5454‎ومربج،‏ رونالد ‏سرت:‏ تاريخ الفكر الأوروبي احلديث - 1601 ‎1977‎م،‏ ترجمة ‏أحمد<br />

الشيباين،‏ ط‎3‎‏،‏ القاهرة،‏ دار القارئ العربي،‏ 1994.<br />

ثالثاً-‏ األحباث:‏<br />

1.<br />

1 عبد اهلل،‏ اسماعيل ‏صربي:‏ ‏»الدميقراطية داخل ‏لحزاب الوطنية وفيما بينها«،‏ جملة<br />

املستقبل العربي،‏ عدد 1984. 64،<br />

‎2‎قطامش،‏ . 2 احمد:‏ ‏»سوؤال الدميقراطية:‏ مقاربة«،‏ جملة كنعان،‏ العدد . 2003 114،<br />

.3 3 مرشد،‏ عارف عادل:‏ ‏»الدميقراطية،‏ مفهومها،‏ نساأتها،‏ مقوماتها«،‏ املجلة الثقافية،‏ عدد<br />

.2007 ،70<br />

402


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />

403


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies<br />

9. References should follow rules as follows:<br />

(a) If the reference is a book, then it has to include the author name,<br />

book title, translator if any, publisher, place of publication, edition,<br />

pub li cation year, page number.<br />

(b) If the reference is a magazine, then it has to include the author,<br />

paper title, magazine name, issue number order by last name of<br />

the au thor.<br />

10. References have to be arranged in alphabetical order by last name of the<br />

author.<br />

11. The researcher can use the APA style in documenting scientific and applied<br />

topics where he points to the author foot notes.<br />

Opinions expressed in this journal are solely those of their authors


Guidelines for Authors<br />

The Journal of Al-Quds Open Uni ver sity For Research & Studies Publishes<br />

Original research documents and sci en tific studies for faculty members and<br />

re searchers in Alquds Open University and other local, Arab, and International<br />

universities with special focus on topics that deal with open education and distance<br />

learning. The Journal accepts pa pers offered to sci en tific conferences.<br />

Researchers who wish to publish their papers are required to abide by the<br />

following rules:<br />

1.<br />

Papers are accepted int both English and Arabic.<br />

2. each paper should not exceed 30 pages or 8000 words including foot notes<br />

and references.<br />

3.<br />

Each paper has to add new findings or extra knowledge in its field.<br />

4. Papers have to be on a “CD” or “E-mail” accom pa nied by three hard copies.<br />

Nothing is returnable in ei ther case: published or not.<br />

5. An abstract of 100 to 150 words has to be included. The lan guage of the<br />

abstract has to be English if the paper is in Arabic and has to be Arabic if<br />

the paper is in English.<br />

6. The paper will be published if it is accepted by at least two re visers. The<br />

Journal will appoint the revisers who has the same degree or higher than<br />

the researcher himself.<br />

7.<br />

The researcher should not include anything personal in his pa per.<br />

8. The owner of the published paper will receive five copies of the Journal in<br />

which his paper is published.


general supervisor professor<br />

Younis Amro<br />

President of the University<br />

editor - in - chief<br />

Hasan A. Silwadi<br />

Director of Scientific Research & Graduate Studies Program<br />

editorial board<br />

Yaser Al. Mallah<br />

Ali Odeh<br />

Islam Y. Amro<br />

Insaf Abbas<br />

Rushdi Al - Qawasmah<br />

Zeiad Barakat<br />

Majid Sbeih<br />

Yusuf Abu Fara


for correspondence and sending research<br />

use the following address:<br />

Chief of the Editorial Board of the Journal of<br />

Al-Quds Open University for Research & Studies<br />

Al-Quds Open University<br />

P.O. Box ; 51800<br />

Tel: 02-2984491<br />

Fax: 02-2984492<br />

Email: hsilwadi@qou.edu<br />

design and artistic production:<br />

Graphic Design & Production Department<br />

Scientific Research & Graduate Studies Program<br />

Al-Quds Open University<br />

Tel: 02-2952508


Al-Quds Open Uni ver sity<br />

Journal of<br />

for Research & Studies

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!