Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
جامعة القدس المفتوحة<br />
مجلة<br />
للأبحاث والدراسات
توجه املراسالت واألحباث على العنوان اآلتي:<br />
رئيس هيئة حترير جملة جامعة القدس املفتوحة<br />
جامعة القدس املفتوحة<br />
ص.ب: 51800<br />
هاتف: -2984491 02<br />
فاكس: -2984492 02<br />
بريد الكرتوين: hsilwadi@qou.edu<br />
تصميم وإخراج فني:<br />
قسم التصميم الجرافيكي واإلنتاج<br />
برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />
جامعة القدس المفتوحة<br />
هاتف: -2952508 02
املشرف العام<br />
أ.د. يونس عمرو<br />
رئيس اجلامعة<br />
هيئة تحرير المجلة:<br />
رئيس التحرير<br />
أ.د. حسن عبدالرمحن سلوادي<br />
مدير برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />
هيئة التحرير<br />
أ.د. يللاسللر الللمللاح<br />
أ.د. علللللللي عللللودة<br />
د.م. إسللللام عمرو<br />
د. إنلللصلللاف عللبللاس<br />
د. رشلللدي القواسمة<br />
د. زيلللللللاد بلللركلللات<br />
د. مللللاجللللد صللبلليللح<br />
د. يللوسللف أبلللو فللارة
قواعد النشر والتوثيق<br />
تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية<br />
والباحثني يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية، مع اهتمام<br />
خاص بالبحوث املتعلقة بالتعليم املفتوح والتعليم عن بعد، وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات<br />
علمية حمكمة واملراجعات والتقارير العلمية وترمجات البحوث.<br />
يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق االتية:<br />
.1تُقبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.<br />
.2أن ال يزيد حجم البحث عن 30 صفحة »8000« كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش<br />
واملراجع.<br />
.3أن يتسم البحث باألصالة وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.<br />
.4يقدم الباحث حبثه منسوخا على CD« » أو عرب الربيد االلكرتوني مع ثالث نسخ مطبوعة<br />
منه، غري مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل يُنشر.<br />
.5يرفق مع البحث خالصة مركزة يف حدود »100 - 150« كلمة.ويكون هذا امللخص<br />
باللغة اإلجنليزية إذا كان البحث باللغة العربية ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة<br />
اإلجنليزية.<br />
.6ينشر البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من بني<br />
أساتذة خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها على أن ال تقل رتبة<br />
احملكم عن رتبة صاحب البحث.
مجلة<br />
جامعة القدس المفتوحة<br />
لألبحاث والدراسات<br />
.7أن يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.<br />
.8يزود الباحث الذي نشر حبثه خبمس نسخ من العدد الذي نشر فيه، باإلضافة إىل ثالث<br />
مستالت منه.<br />
.9تدون اإلحاالت املرجعية يف نهاية البحث وفق النمط اآلتي: إذا كان املرجع أو املصدر كتابا<br />
فيثبت اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث، اسم املرتجم أو احملقق )مكان النشر،الناشر،<br />
الطبعة، سنة النشر( اجلزء أو اجمللد، رقم الصفحة، أما إذا كان املرجع جملة فيثبت املؤلف،<br />
عنوان البحث، اسم اجمللة، عدد اجمللة وتارخيها، رقم الصفحة.<br />
1010ترتب املراجع واملصادر يف نهاية البحث »الفهرس« حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة<br />
املؤلف ثم يليها اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث، )مكان النشر،الناشر، الطبعة،<br />
سنة النشر( اجلزء أو اجمللد.<br />
1بإمكان 111 الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية،<br />
حيث يشار إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب اآلتي: »اسم عائلة<br />
املؤلف،سنة النشر،رقم الصفحة«.<br />
جميع االأفكار يف املجلة تعربرّ عن اآراء كاتبيها وال تعرب بالرضورة عن وجهة نظر املجلة
المحتويات<br />
األحباث<br />
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام الشباب الفلسطيني<br />
لوسائل االتصال احلديثة.<br />
د. زياد بركات / د. صائل صبحة ...............................................................................11<br />
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(.<br />
د. حدة رايس / أ. نوي فاطمة الزهراء ......................................................................55<br />
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني(.<br />
د. شاكر تركي إسماعيل ........................................................................................85<br />
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني.<br />
د. مروان جرار .............................................................................................................117<br />
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة.<br />
د. عدنان أحمد أبو دية .............................................................................................163<br />
الصحة الوقائية في اإلسالم.<br />
د. مروان علي القدومي ............................................................................................185
مجلة<br />
جامعة القدس المفتوحة<br />
لألبحاث والدراسات<br />
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني عرض، ونقد، وجتديد.<br />
د. علي عبد اهلل عالن ..............................................................................................209<br />
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته.<br />
أ. عبد احلميد عبد احملسن هنيني ..........................................................................241<br />
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة.<br />
د. حسني مصطفى غوامنة / د. محمود مبارك عبيدات ......................................285<br />
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش .............................................................................................305<br />
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساته املتوقعة على سياسة باراك أوباما.<br />
د. رائد محمد نعيرات/ أ. قصي أحمد حامد .........................................................335<br />
الدميقراطية بني الفكر والفعل.<br />
أ. زهير فريد مبارك ...................................................................................................363
االأبحاث
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية<br />
وراء استخدام الشباب الفلسطيين<br />
لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
أستاذ علم النفس التربوي المشارك/ منطقة طولكرم التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة.<br />
أستاذ إدارة األعمال والتسويق المساعد/ منطقة طولكرم التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة.<br />
11
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
ملخص:<br />
هدفت هذه الدراسة إىل الكشف عن الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية الأكرث أهمية<br />
وراء استخدام الشباب لوسائل لتصال احلديثة: )الهواتف املحمولة والدش ولنرتنت( ، يف<br />
ضوء متغريات اجلنس والتخصص والدخل الشهري للأرسة. لهذا الغرض طُ بِّقت استبانتان<br />
أُعدتا لقياس الدوافع يف املجالت الثلثة النفسية ولجتماعية والإدارية على عينة<br />
بلغ قوامها )348( طالباً وطالبة، اختريوا بطريقة عشوائية طبقية من الطلبة امللتحقني<br />
للدراسة يف جامعة القدس املفتوحة )منطقة طولكرم التعليمية( . وتوصلت الدراسة إىل أن<br />
مستوى تاأثري الدوافع قد تراوح بني قوي جداً على املجال الإداري، وقوي على املجالت<br />
النفسية ولجتماعية واملجموع الكلي. ودلت النتائج أيضاً على وجود فروق دالة إحصائياً<br />
يف مستوى تاأثري الدوافع النفسية ولجتماعية ولدارية، واملجموع الكلي يف استخدام<br />
الشباب وسائل لتصال احلديثة، تبعاً ملتغري الدخل الشهري للأرسة، وذلك لصالح فئة<br />
الشباب ذوي الدخل الشهري املرتفع، لكن النتائج أظهرت عدم وجود فروق ذات دللة<br />
يف مستوى تاأثري الدوافع يف املجالت املختلفة يف استخدام الشباب لهذه الوسائل تبعاً<br />
ملتغريي اجلنس والتخصص واملجموع الكلي.<br />
12
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
This study sought to find out the most important psychosocial motives<br />
behind the Palestinian youths’ use of modern mass- media namely mobiles,<br />
dish, and internet, in light of the variables: gender, specialization, and family<br />
income. For this purpose, a questionnaire was administered to measure the<br />
motives in those three domains on stratified selected a sample which consisted<br />
of (348) male and female students, who were currently randomly at Al- Quds<br />
Open University, Tulkarm Educational Area. Results showed that the effect<br />
of motives ranged from very strong on administration domain and strong on<br />
social and psychological domains and the total. Also the results revealed that<br />
there were significant differences in the level of the effects of those motives<br />
in the use of modern mass- media by the youth due to income in favor of high<br />
income. However results revealed that there were no significant differences<br />
in the level of effects behind use of media due to gender, specialization, and<br />
the total.<br />
13
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
مقدمة:<br />
مما ل شك فيه أن املجتمعات الإنسانية بشكل عام تعيش اليوم ثورة معرفية<br />
وتكنولوجية غري مسبوقة؛ إذ تعد الشبكة العنكبوتية )لنرتنت( ، والهاتف النقال اجلوال،<br />
واملحطات الفضائيات من أبرز مستحدثات تكنولوجيا لتصال التي فرضت نفسها على<br />
املستوى العاملي خلل السنوات القليلة املاضية حتى أصبحت أسلوباً للتعامل اليومي،<br />
ومنطاً للتبادل املعريف بني شعوب العامل املتقدم، كما أن لنتشار الرسيع لهذه التقنيات،<br />
جعلها من أحد معامل العرص احلديث، حتى إن بعضهم أطلق عليه عرص لنرتنت، أو عرص<br />
الثورة املعلوماتية.<br />
يعدُّ الإنسان مدنياً بالطبع، كما قال الفيلسوف العربي ابن خلدون يف مقدمته؛ فهو<br />
ل يستطيع أن يعيش بعزلة تامة عن بقية أفراد املجتمع البرشي ملدة طويلة، وهو يحتاج<br />
دائماً إىل الآخرين لإشباع حاجاته النفسية والبيولوجية واملعرفية والثقافية والفكرية<br />
ولجتماعية. فل بد له من أن يقبل بالآخرين، ويتعاون معهم لستمرار احلياة لجتماعية<br />
من أجل التطور والتقدم الثقايف واحلضاري. وأن لتصال رضورة إنسانية واجتماعية؛<br />
فحاجة الإنسان للتصال ل تقل عن حاجته للأمن والغذاء والكساء وغريها من احلاجات<br />
البيولوجية والنفسية، إذ يعدُّ احلرمان من لتصال بالآخرين عقاباً نفسياً وجسمياً يف<br />
غاية الشدة والقسوة على الإنسان. فالتصال يعني تطوير العلقات الإنسانية ولجتماعية<br />
وتقويتها، وبالتايل يوؤدي إىل التماسك والرتابط والتواصل بني الأفراد واجلماعات<br />
واملوؤسسات املختلفة يف املجتمع. وقد احتلت مهارات لتصال مركزاً مهماً يف جمال<br />
البحوث والدراسات التي تستهدف حتسني املمارسات السلوكية التفاعلية بني الأفراد يف<br />
املوؤسسات املختلفة، سواء كانت تعليمية أم إدارية أم اجتماعية أم سياسية أم عسكرية أم<br />
اقتصادية.<br />
وعلى الرغم من اتفاق علماء النفس حول أهمية الدوافع وأثرها يف حتريك السلوك<br />
البرشي، فاإن هناك اختلفاً يظهر يف نظرتهم وتفسريهم للدافعية نتيجة لختلفهم يف<br />
املدارس ولجتاهات النفسية؛ فتنحو نظريات التعلم يف تفسري الدافعية نحو التفسري<br />
لرتباطي بني املثريات ولستجابات املعززة، وهذه النظريات التي يطلق عليها عادة<br />
بنظريات املثري – لستجابة كنظرية بافلوف )Pavlov( وثوردندايك )Thorndike(<br />
وسكرن )Skinner( وهل )Hull( ترى أن الدوافع الكامنة تقف وراء تعلم استجابات معينة<br />
عند التعرض ملوقف مثري معني، وهذا يعني أن املتعلم يسلك وفقاً حلاجاته، ويف رغبة<br />
14
15<br />
♦<br />
♦<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
منه لتحقيق هذه احلاجات وإشباعها، خلفض التوتر لديه )2005 )Bernard, ، بينما تنحو<br />
نظريات النظرية املعرفية بتفسرياتها للدوافع السلوكية نحواً خمتلفاً عما قدمته النظريات<br />
لرتباطية، حيث ترى أن الدوافع نابعة من داخل الفرد، وليست من خارجه وهي مرتبطة<br />
بعوامل مركزية كالقصد والنية والإدراك ولستبصار والتوقع وحب لستطلع، بدعوى أن<br />
الإنسان هو خملوق عاقل، ويتمتع بالإرادة احلرة وهذه الإرداة، وهذه احلرية جتعله قادراً على<br />
اتخاذ القرار لختيار سلوكه يف مواقف حياته املختلفة )1990 .)Biehler, وتركز نظريات<br />
التحليل النفسي كنظرية فرويد )Frued( يف تفسريها للدوافع على مفاهيم بناء الشخصية<br />
ودوافعها، وتستخدم مفهوم الغريزة واللشعور والكبت يف تفسريها للسلوك ودوافعه، وهي<br />
ترى أن معظم سلوك الإنسان يحركه دافعان هما: دافع اجلنس ودافع العدوان، وأن للخربات<br />
املبكرة يف مراحل الطفولة الأوىل تاأثرياً يف شخصية الإنسان يف الكرب )جامعة القدس<br />
املفتوحة، )2005 .<br />
وسائل االتصال احلديثة:<br />
تشتمل وسائل االتصال احلديثة على اأشكال عدة اأهمها:<br />
◄◄الهواتف املحمولة )اجلوال اأو املوبايل اأو النقال اأو اخللوي(:<br />
إن جهاز الهاتف اخللوي )Mobile( يشبه يف عمله جهاز املذياع بدرجة عالية من<br />
الدقة والتعقيد، ومن الطبيعي أن تتحد فكرتا الهاتف واملذياع وتندجمان معاً، حيث<br />
استخدم لتصال اللسلكي باأجهزة متنقلة باستخدام أجهزة املذياع، وكانت تسمى بهواتف<br />
املذياع telephones( )radio ، وكانت هذه الأجهزة تستقبل إرسالها من حمطات إرسال<br />
ثابتة، وملسافة حمدودة ل تتعدى مائة كيلومرت، ثم تطور هذا الإرسال بتقسيم املنطقة إىل<br />
جمموعة من اخلليا )Cells( ، ومن هنا جاءت تسمية اجلوال باخللوي Phone( )Cell .<br />
وميكن اإظهار الفرق بني جهاز اجلوال، وبني االأجهزة التي تستخدم املذياع يف ثالثة<br />
عنارص )عبد اللطيف، 2007؛ سكيك، 2006( هي:<br />
♦طريقة االتصال )Dupex( : حيث يتم لتصال بواسطة أجهزة املذياع بني شخصني<br />
باستخدام الرتدد نفسه، لذا فاإن شخصاً واحداً فقط يستطيع التحدث والآخر يستمع، أما نظام<br />
اخللوي فيعمل بنظام duplex( )full – وهذا يعني أن هناك تردداً خمصصاً للحديث، وتردداً<br />
آخر خمتلفاً للستماع، وهذا يعني أن كل الشخصني ميكنهما التحدث يف الوقت نفسه.<br />
: يوجد يف أجهزة لتصال باملذياع قناة اتصال واحدة،<br />
ويف أحسن الأحوال ل تصل هذه القنوات إىل أكرث من أربعني قناة، ولكن يف أجهزة اخللوي<br />
ميكن استخدام أكرث من )1664( قناة.<br />
♦القنوات )Channels(
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
: ميكن لأجهزة لتصال باملذياع أن تغطي مدى يصل ما بني<br />
)2- 8( كيلومرت، بينما ميكن لأجهزة اجلوال أن تعمل يف مدى أكرب بكثري، يصل إىل مئات<br />
ألآلف الكيلومرتات دون انقطاع.<br />
16<br />
♦املدى )Range(<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
♦<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
استخدامات اهلاتف اخللوي العامة:<br />
يقدم الهاتف اخللوي فوائد وخدمات كبرية ومتنوعة يف جماالت خمتلفة )سكيك،<br />
2008؛ عبد اللطيف، 2007( منها:<br />
يكوِّن دليل معلومات عن الأشخاص الذين تتعامل معهم، مع كامل البيانات<br />
اخلاصة بهم.<br />
يعدُّ أجندة إلكرتونية تسهل عملية تتبع املواعيد املهمة، وتذكر املستخدم بها قبل<br />
موعدها صوتياً.<br />
تنظيم أعمال املستخدم اليومية.<br />
توفري آلة حاسبة ميكن استخدامها عند اللزوم.<br />
متكن أجهزة اخللوي من إرسال الرسائل القصرية ورسائل الربيد للكرتونية.<br />
لتصال مع لنرتنت، واحلصول على الأخبار العاجلة وأسعار البورصة والعملت<br />
وغري ذلك.<br />
ميكن استخدام اخللوي وسيلة تسلية من خلل الألعاب املخزنة فيه.<br />
استخدامه أحياناً كجهاز مذياع وفيديو وآلة تصوير.<br />
إمكانية استخدام اخللوي وسيلة اتصال فعالة مع الربيد والبنوك والدوائر<br />
الرسمية<br />
وبناءً على نتائج الدراسات السابقة النظرية وامليدانية يف هذا املجال، يتبني أهمية<br />
استخدام اخللوي يف جمال التعلم والتعليم، وأن التكنولوجيا احلديثة توؤدي دوراً مهماً لدى<br />
الطلبة واملعلمني على حد سواء، وهذا يفرس تزايد عدد املستخدمني لأجهزة اخللوي سنة بعد<br />
سنة، وتزايد الإقبال على استخدامه يف جمالت التدريس لزيادة فعاليته وتعزيز دافعية<br />
الطلبة للتعلم. ولكي تُنجز املهمات التعليمية بفعالية، على الرتبويني والتكنولوجيني<br />
لهتمام باأساليب التدريس، وتفعيل دور التكنولوجيا الرتبوية، وهذا يرتتب عليه مواكبة<br />
التطورات املستمرة واملتسارعة يف النظم التكنولوجية الرتبوية، وما يحصل عليها من
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
تغريات وتعديلت بشكل مستمر؛ وميكن التعرف اإىل الفوائد االآتية )سكيك، 2007؛<br />
الرسوري، 2007؛ Borquez, 2004 ؛2000 )Book, يف هذا الشاأن:<br />
ملئم وسهل لستخدام وسهولة الوصول إليه جلميع الطلب كمصدر للتعلم وجمع<br />
املعلومات.<br />
احلرية يف استعمال اخللوي يف أي وقت وأي مكان.<br />
يعزز لتصال بني الطلبة بعضهم ببعض، وبينهم وبني املدرسة أو الكلية أو<br />
اجلامعة، وبينهم وبني املدرسني.<br />
يعطي الفرص للمشاركة بالنشاطات يف جمموعات يف أي وقت وأي مكان.<br />
املقدرة على إضافة مناقشات منظمة ومتزامنة إىل جو غرفة الصف.<br />
يعزز عمل احلاسوب ويدعم استخدامه.<br />
يشجع على استخدام التكنولوجيا يف التعلم والتعليم.<br />
حتسن أجهزة اخللوي من مستوى التعلم.<br />
تعزز أجهزة اخللوي خمرجات التعلم وتدعمها.<br />
يجعل إدارة التعليم أكرث فعالية.<br />
حتسني مستوى التعلم كماً ونوعاً.<br />
حتقيق أهداف التعليم بشكل فعال.<br />
تكلفة اخللوي أقل من كلفة احلاسوب أو تقنيات تعليمية أخرى.<br />
التعلم باستخدام اخللوي أسهل بكثري من التعلم باستخدام احلاسوب.<br />
إمكانية استخدام اخللوي يف أي مكان ويف أي زمان.<br />
◄◄االنرتنت:<br />
لنرتنت )Internet( كلمة خمترصة ملا يعرف باللغة الإجنليزية ب ( nInternatio<br />
)al network ، ومعناها شبكة املعلومات العاملية، التي ترتبط فيها جمموعة شبكات<br />
مع بعضها بعضاً يف العديد من الدول عن طريق الهاتف والأقمار الصناعية، ويكون لها<br />
القدرة على تبادل املعلومات بينها من خلل أجهزة حاسوب مركزية تسمى باسم اخلادم<br />
)Server( ، والتي تستطيع تخزين املعلومات الأساسية فيها والتحكم بالشبكة بصورة عامة،<br />
كما تسمى أجهزة احلاسوب التي يستخدمها الفرد باسم أجهزة املستخدم )Users( )دوفور،<br />
17
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
1998( . ويكون ذلك باستخدام تقنيات املعلومات أو تكنولوجيا املعلومات Information(<br />
)technology التي هي عملية تغذية ومعاجلة املعلومات وتخزينها باستخدام املعلومات<br />
الرقمية والنصية واملصورة والصوتية، بوساطة تقنيات احلاسب الآيل، وتقنيات لتصالت<br />
)الزهراين، 2004( . وهناك من يرى أن تكنولوجيا املعلومات هي ثورة معلوماتية مرتبطة<br />
بصناعة املعلومات وحيازتها وتسويقها وتخزينها واسرتجاعها وعرضها وتوزيعها من<br />
خلل وسائل تكنولوجية حديثة متطورة ورسيعة، وذلك من خلل لستخدام املشرتك<br />
للحاسب للكرتوين، ونظم لتصالت احلديثة )سلمة، 1997( .<br />
وقد تزايدت أهمية الإنرتنت موؤخراً، وزادت معها قدرتنا املعلوماتية والتفاعلية،<br />
حتى دعا بعضهم إىل أن تعدٌّ وسيلة اتصال جديدة يف ذاتها. وميكن أن حتل حمل وسائل<br />
الإعلم التقليدية، وإن كان بعضهم ما زال مرتدداً يف قبول هذه الروؤية، يف وقت يواجه فيه<br />
أساتذة الصحافة والإعلم حتدياً جديداً يتمثل يف كيفية دمج الإنرتنت ضمن مقررات علوم<br />
الصحافة ولتصال اجلماهريي )منصور، 2004( . الإنرتنت شبكة ضخمة من شبكات<br />
احلاسوب املمتدة عرب الكرة الأرضية بدولها كافة؛ إذ يستخدم الشبكة يف هذه الأيام أكرث من<br />
)75( مليون فرد من أنحاء العامل، وهي اتفاقية عملقة بني مليني احلواسيب للرتباط مع<br />
بعضها بعضاً، ولهذا يطلق عليها شبكة الشبكات. وهي شبكة عاملية مفتوحة جتعل املشرتك<br />
قادراً على الوصول إىل آلف املصادر واخلدمات املختلفة يف جمال املعلومات )عليان<br />
والدبس، 2003( . وشبكة الإنرتنت بوصفها أحد أبرز التقنيات يف جمال شبكة املعلومات<br />
الدولية يف العامل، أحدثت صيحة جديدة يف حجم املعلومات املقدمة إىل الإنسان بكلفة<br />
أقل، ووقت أقرص، وإجناز أكرب. وأصبحت تتمتع بجاذبية عالية بني كل فئات املستخدمني<br />
نظراً للخدمات التي تنتجها لهم مثل: الربيد الإلكرتوين mail( -E( ، ونقل امللفات ،)FTP(<br />
والشبكة العنكبوتية )WWW( ، والأخبار واملجموعات املختصة net( )Use ، والواقع<br />
لفرتاضي Reality( )Virtual ، والتجارة الإلكرتونية )E.commerce( ولتصال بالهاتف<br />
عرب لنرتنت )دافور، 1998( .<br />
ونظراً للتغريات الكبرية التي يشهدها العامل يف الوقت الراهن، أصبح استخدام الإنرتنت<br />
يف جمالت املعرفة املختلفة من الأمور الأساسية ملواكبة هذه التطورات، وبخاصة يف<br />
املجال التعليمي بكل أبعاده، سواء من اجلانب الأكادميي واجلانب التطبيقي للعملية<br />
التعليمية، ل سيما أن موؤمتر القوى املوؤثرة يف التعليم التكنولوجي الذي عقد يف هيوسنت<br />
باأمريكا، أكد يف توصياته على رضورة إدخال الإنرتنت يف قاعات املحارضات، وتدريب<br />
أعضاء هيئة التدريس يف اجلامعات، واملعلمني يف التعليم على تعميم العملية، وإعداد<br />
برامج تتناسب والتطور التكنولوجي )منصور،2004( . كما يزداد يوماً بعد يوم، حضور<br />
18
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
مواقع »التعليم املفتوح« قوة وأهمية، على شبكة الإنرتنت، والوسيلة الأكرث أهمية ومتعة<br />
يف هذا املجال هي استخدام احلرم اجلامعي لفرتاضي Campus( )Virtual ، ملا يحققه<br />
هذا احلرم من تفاعل حقيقي مع الدارسني، سواء عرب املحارضات، أو جمموعات احلوار، أو<br />
الدردشة النصية. وأهم ما مييز تطبيق هذه التقنية حاليا هو أن الإفادة منها مل تعد قارصة<br />
على اجلامعات ومعاهد التدريب املختلفة، بل تعدته لتصل إىل العديد من الرشكات املنتجة<br />
للربامج والتطبيقات، وذلك بهدف توسيع بيئة براجمها بالعمل على تعريف زوار مواقعها<br />
وتدريبهم على استخدام منتجاتها )إبراهيم، 2004( . وتقدم شبكة لنرتنت للتعليم العايل<br />
منافع عديدة وخدمات بحثية كبرية. فمن خللها يستطيع الطالب الدخول إىل املكتبات<br />
العاملية، ولطلع على الإنتاج الفكري للعلماء والباحثني وهو يف جامعته، فالنرتنت<br />
مستودع ضخم يحوي كتباً أو أوراقاً علمية وبيانات وحمارضات وتسجيلت صوتية، مما<br />
يتيح للمستخدمني كماً هائلً من املعرفة يصعب تخيله. ومل تستطع اجلامعات أن تقف<br />
موقف املتفرج من لنرتنت برصف النظر عن بعض سلبياتها )حناوي، 2005( .<br />
فرضت التغريات لجتماعية والعلمية والتكنولوجية التي شهدتها سنوات نهاية<br />
القرن املاضي، وبدايات القرن احلايل تغريات مناظرة يف الرتبية بوجه عام، وأمناط<br />
التعليم والتعلم بوجه خاص، فبعد أن سادت الأمناط التقليدية يف الرتبية التقليدية<br />
القائمة على الطرائق اللفظية املبارشة لعقود طويلة، حتول لهتمام نحو البحث عن أمناط<br />
جديدة تتلءم ومتطلبات العرص، وما يتوقع أن يحدث يف املستقبل. وقد برزت مسوغات<br />
مهمة لستخدام احلاسوب يف جمال التعلم والتعليم بشكل عام منها: حتسني فرص العمل<br />
املستقبلية، وجعل التعليم أسهل وأرسع وأكرث ملءمة، وتنمية مهارات معرفية عقلية مثل<br />
حل املشكلت والتفكري وجمع البيانات وحتليلها وتركيبها، والسماح للطلب أن ياألفوا<br />
معاجلة املعلومات وقياسها يف حدود إمكانات احلاسوب )عليان والدبس،2003( . كما<br />
ظهرت احلاجة الستخدام شبكة االنرتنت ملا لهذه الشبكة من اأهمية وفوائد يف<br />
جماالت احلياة املختلفة )العبيدي، 1996؛ حسني، 1997؛ عليان والقيسي، 1999؛<br />
منصور، 2004؛ حناوي، 2005( التي اأهمها:<br />
تستخدم الرشكات مبختلف أنشطتها شبكة لنرتنت لإرسال الربيد الإلكرتوين،<br />
واستقباله بفاعلية مع العملء والزبائن املنتظرين.<br />
الدوريات والنرشات واملجلت التجارية جذبت العديد من أصحاب الأعمال<br />
للطلع ولنتشار من خلل الإعلن فيها، حيث يوفر العديد منها اجلديد يف عامل الصناعة<br />
والتجارة.<br />
19
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
العديد من الرشكات الفنية والتقنية املتخصصة تستخدم لنرتنت للتطوير، ودعم<br />
مشرتكيها وإمدادهم بالربامج اجلديدة.<br />
20<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
نظراً للأعداد الضخمة من الرشكات والأفراد املرتبطة بالنرتنت، فهي تعدُّ قوة<br />
تسويقية وإدارية فعالة من ناحية لرتباط املبارش باملوردين، وبالأسواق املحلية<br />
والدولية وباملشرتكني.<br />
توفر لنرتنت قوة دعم وتطوير رسيعة يصعب إن مل يكن من املستحيل احلصول<br />
عليها وذلك من خلل املناقشات اجلماعية التي توفرها الشبكة.<br />
عرشات الآلف من الربامج والبحوث واملقالت والتقارير املجانية التي توفرها<br />
خمتلف اجلهات سواءً أكادميية أم جتارية أم أفراد من ذوي لختصاصات املختلفة.<br />
حتى وقت قريب كانت تكاليف استخدام برامج تبادل الوثائق للكرتونية عالية،<br />
وتستخدمها بشكل حمدود رشكات ذات لنتشار بغرض تبادل أوامر الرشاء واملخازن<br />
وأوامر الشحن والعديد من املعاملت التجارية واملالية، وذلك ملوثوقية الربامج لنقل هذا<br />
النوع من البيانات.<br />
أنشئت الإنرتنت يف الأساس لتبادل الأبحاث والتطوير، وما زالت العديد من اجلهات<br />
يف لنرتنت حتتفظ بذلك حيث تقدم خدمات معلوماتية متخصصة يف شتى املجالت، تبعاً<br />
لتخصص اجلهة املقدمة للمعلومات والأبحاث.<br />
توافر العديد من اخلدمات مثل لستعلم واحلجز للطريان والفنادق والسياحة<br />
والسيارات والندوات العلمية والدورات التدريبية، وحالة اجلو واملناخ العاملي، وأسعار<br />
الرصف للعملت املختلفة.<br />
◄◄الدش:<br />
البث الفضائي )الدش( )Dish( يشبه إىل حدٍ كبري البث الأرضي، فهو يعمل بطريقة<br />
لسلكية لتصل الربامج التلفزيونية إىل املُستَقبِل عن طريق موجات املذياع، وتعدُّ تقنيات<br />
الأقمار الصناعية املوجودة يف الفضاء اخلارجي مركز هذا النوع من البث على مدار<br />
ساعات اليوم. والبث الفضائي يحتاج خلمسة عنارص أساسية هي: مركز الربامج ومركز<br />
الإرسال، وقمر البث وطبق لستقبال )الدش( ، وجهاز لستقبال )الريسيفر( ، وآخر مكون<br />
لنظام استقبال البث الفضائي هو الريسيفر الرقمي، وله أربع وظائف هي: إعادة تكوين<br />
البث املشفر، وفك شفرة الإرسال، وحتويل املوجات الرقمية إىل موجات عادية حتى يتمكن<br />
التلفاز العادي من عرضها، وفصل القنوات املتصلة عن بعضها يف حزمة البث نفسها<br />
)حناوي، 2005؛ )Brown, 1998 .
21<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
لقد غري البث الفضائي مفهوم احلدود القومية، وبات هذا املفهوم خمتلفاً يف ظل<br />
لنكشاف الذي سببه البث املبارش عرب القنوات التلفزيونية التي مل يعد هناك مكان بعيد<br />
بالنسبة لها. وأصبح التلفاز وسيلة عظيمة جداً تستخدم يف إحداث كثري من التغريات<br />
لجتماعية ولقتصادية والثقافية والسياسية، حتى أنه أصبح منافساً رئيساً للوالدين<br />
يف تشكيل سلوك الأبناء وتعليمهم القيم والعادات والتقاليد املختلفة، ومنافساً للمدرسة<br />
كموؤسسة تربوية رسمية وللموؤسسات لجتماعية والثقافية الأخرى. وهذا ما دعا فريق<br />
من املصلحني والرتبويني لرتويض التلفزيون وترشيد مشاهدته، ملا له من تاأثري سلبي<br />
على الشباب والأطفال وسلوكهم واجتاهاتهم وقيمهم لجتماعية والأخلقية )الدعيلج،<br />
.)1995<br />
وتاأخذ اللغة التي هي اأداة االتصال والتفاهم االأساسية بني الناس الشكلني<br />
2008( )Neumann, االآتيني:<br />
. أاتصال لفظي )منطوق ومكتوب(<br />
. باتصال غري لفظي )لغة الإشارات وأعضاء اجلسد(<br />
وتتضح أوجه الشبه بني لتصال اللفظي وغري اللفظي يف أن كليهما من نتاج الإنسان<br />
نفسه، وأن كليهما يستخدمان رموزاً لها معانٍ يفهمها الإنسان يف أثناء عملية التواصل<br />
والتفاعل لجتماعي، وأن لعملية التنشئة والتطبيع لجتماعي دوراً مهماً وأساسياً<br />
لتعلم كل منهما. على أنهما يختلفان بعضهما عن بعض يف الأمور التي يبينها اجلدول<br />
)2002 ,Kaatz؛2000 )Book, الآتي:<br />
االتصال اللفظي<br />
يستخدم رموزاً على شكل كلمات منطوقة ومكتوبة.<br />
تتحكم فيه قواعد اللغة.<br />
مقصور على ثقافة واحدة.<br />
يحمل معاين حمددة.<br />
يُعلَّم يف مراحل متاأخرة من احلياة<br />
ياأتي بعد لتصال غري اللفظي.<br />
ميكنه مناشدة العواطف واستمالتها.<br />
الجدول )1(<br />
الفرق بين االتصال اللفظي واالتصال غير اللفظي<br />
االتصال غري اللفظي<br />
1. يستخدم رموزاً على شكل إشارات وحركات وتعبريات.<br />
2. تتحكم فيه العوامل البيولوجية.<br />
3. عاملي وليس قارصاً على ثقافة معينة.<br />
4. يحمل معاين عديدة وخمتلفة بني الثقافات.<br />
5. يُعلَّم منذ الولدة مبارشة<br />
6. يسبق لتصال اللفظي<br />
7. أصدق تعبرياً ويناشد العواطف بقوة.<br />
ولكي ينجح الإنسان يف عملية لتصال، عليه أن يستخدم لتصال اللفظي وغري<br />
اللفظي بفعالية، حتى يستطيع التعبري عن أفكاره ومشاعره بشكل أفضل.
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
إن عملية لتصال يف أبسط صورها هي نقل فكرة أو معلومات، ومعاين )رسالة(<br />
من شخص )مُ رسِ ل( إىل شخص )مستقبِل( عن طريق معني )قناة اتصال( تختلف<br />
باختلف املواقف. وتنتقل الرسالة عرب قناة لتصال على شكل رموز مفهومة ومتفق<br />
عليها بني املُرسِ ل واملستقبِل، أو رموز شائعة يف املجتمع أو يف احلضارة التي تتضمنها<br />
)2007 .)Stankeviciene, وقد تصل الرسالة سليمة ويفهمها املستقبل فهماً صحيحاً<br />
ويتقبلها ويترصف حيالها حسب ما يتوقعه املرسِ ل، وتعدُّ عملية لتصال يف هذه احلالة<br />
ناجحة. وقد تصل الرسالة إىل املستقبل، ولكنه ل يفهمها أو ل يتقبلها، ومن ثم ل يترصف<br />
بالنسبة لها كما يرجو املرسِ ل، ويف هذه احلالة فاإن عملية لتصال تعدُّ غري ناجحة،<br />
ورمبا ل تصل الرسالة على الإطلق لسبب أو لآخر، أو قد تصل ناقصة أو مشوشة. وهذه<br />
لحتمالت موجودة دائماً ويرجع فضل عملية لتصال إىل عنرص أو أكرث من عنارص<br />
عملية لتصال. ولكن من املمكن أن يتحقق املرسل من نتيجة رسالته عن طريق إرجاع<br />
الأثر أو ما يسمى التغذية الراجعة back( )Feed ؛ واملقصود بذلك أن يحاط املرسِ ل علماً<br />
مبا يرتتب على رسالته من آثار عند املستقبِل أو إذا ما ضلت سبيلها لسبب ما، ومل تصل<br />
إليه أو وصلته ناقصة أو مشوشة. ويكون مسار إرجاع الأثر عكس مسار عملية لتصال<br />
الأصلية، أي تكون من املُستقبِل إىل املُرسِ ل، ووظيفتها تصحيح املفاهيم عند املُستقبِل أو<br />
إقناعه بها 1990( Biehler, )Huang, 2005; Dance & Larson, 2003; .<br />
مشكلة الدراسة:<br />
بالرغم من أن التكنولوجيات احلديثة قد سهلت على الإنسان كثرياً من أمور حياته،<br />
فاإن لها بعض الآثار السلبية؛ ومع ذلك ل يعني باأي حال عند كثريين أن نستغني عنها،<br />
ولكن توؤكد الرضورة توخي احلظر عند استخدامها، وتتعدد هذه الآثار السلبية ما بني نفسية<br />
واجتماعية وصحية، ومن أهمها ازدياد اعتماد الإنسان على أجهزة وتقنيات لتصال<br />
احلديثة، وهذا يقلل تدريجياً من عملية اتصاله املبارش بالآخرين، وحرمانه من احلياة<br />
الطبيعية ولنغماس يف لعتماد على أجهزة احلاسوب ولنرتنت والهواتف املحمولة، أو<br />
مشاهدة التلفاز بصورة مفرطة )اليوسف، 2006(. ومن هنا جاءت هذه الدراسة بهدف<br />
استطلع عينة من الشباب الفلسطيني، للتعرف على دوافعهم النفسية ولجتماعية والإدارية<br />
وراء استخدامهم لوسائل لتصال احلديثة كالنرتنت والهواتف املحمولة والدش.<br />
أهمية الدراسة:<br />
تنبع أهمية هذه الدراسة من الناحيتني النظرية والتطبيقية؛ فتربز أهميتها من الناحية<br />
22
23<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
النظرية، كونها تتناول موضوع الدوافع النفسية ولجتماعية وراء استخدام وسائل لتصال<br />
احلديثة، فالكشف عن الدوافع الكامنة وراء السلوك الإنساين عادة، يوؤدي إىل فهم علمي<br />
يفرس تلك العلقات بني الظواهر املشاهدة وحماولة معرفة املسارات املوضوعية الباعثة<br />
لها، فموضوع الدوافع من أكرث موضوعات علم النفس أهمية وإثارة لهتمام الناس جميعاً<br />
على اختلف رشائحهم وتخصصاتهم )1990 ،)Biehler, فهو يهم املدرس واملدير، كما يهم<br />
الأب والأم ملعرفة ملاذا مييل الأبناء والتلميذ للقيام باأمناط سلوكية معينة دون غريها<br />
يف مواقف حمددة. وهذا ما حتاوله الدراسة احلالية من تفسري العلقة بني الدوافع النفسية<br />
ولجتماعية وهسترييا استخدام وسائل لتصال احلديثة. أما من الناحية التطبيقية، فتربز<br />
أهمية هذه الدراسة، مما سوف توؤول إليه نتائجها، وما ستقدمه من مقرتحات وتوصيات<br />
تربوية ونفسية واجتماعية لتقنني استخدام وسائل لتصال احلديثة من خلل معرفة<br />
دوافع استخدامها النفسية ولجتماعية والإدارية.<br />
أسئلة الدراسة:<br />
1.<br />
لتحقيق اأهداف الدراسة الراهنة اأُجيب عن االأسئلة االآتية:<br />
1 ما الدوافع النفسية الأكرث أهمية وراء استخدام الشباب الفلسطيني وسائل لتصال<br />
احلديثة؟<br />
.2ما 2 الدوافع لجتماعية الأكرث أهمية وراء استخدام الشباب الفلسطيني وسائل<br />
لتصال احلديثة؟<br />
.3ما 3 الدوافع الإدارية الأكرث أهمية وراء استخدام الشباب الفلسطيني وسائل لتصال<br />
احلديثة؟<br />
.4هل 4 توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل لتصال احلديثة، تُعزى ملتغري اجلنس؟<br />
.5هل 5 توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل لتصال احلديثة، تُعزى ملتغري التخصص؟<br />
.6هل 6 توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل لتصال احلديثة، تُعزى ملتغري الدخل الشهري للأرسة؟<br />
أهداف الدراسة:<br />
انبثقت الدراسة الراهنة لستطلع رأي عينة من الشباب الفلسطيني، حول الدوافع
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
لجتماعية والنفسية والإدارية وراء استخدامهم وسائل لتصال احلديثة، وذلك لتحقيق<br />
االأهداف االآتية:<br />
● ●معرفة الرتتيب النسبي ملستوى الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء<br />
استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل لتصال احلديثة.<br />
● ●التعرف إىل أهم الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام الشباب<br />
الفلسطيني وسائل لتصال احلديثة.<br />
● ●التعرف إىل دللة الفروق يف مستوى الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء<br />
استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل لتصال احلديثة، تبعاً ملتغريات اجلنس، التخصص<br />
الدراسي، والدخل الشهري للأرسة.<br />
مفاهيم الدراسة ومصطلحاتها:<br />
24<br />
◄◄الدوافع :)Motives(<br />
هي كل ما يحرك السلوك الإنساين ويدفعه نحو هدف حمدد؛ سواء كان هذا السلوك<br />
حركياً أم ذهنياً أم وجدانياً. وتتعدد دوافع الإنسان وتتنوع بشكل ل حدود ول حرص لها،<br />
فمنها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب، ومنها ما هو مرتبط باحلاجات البيولوجية<br />
الأساسية كالطعام والرشاب واجلنس والإخراج والتنفس، ومنها ما هو مرتبط باحلاجات<br />
النفسية ولجتماعية كالأمن والتقدير ولنتماء وحتقيق الذات والإجناز والتحصيل واحلب<br />
واحلنان وحب لستطلع واملعرفة وغريها )راجح، 1987( . وكون الدافعية تنبع من<br />
احلاجات الأساسية عند الإنسان، ميكن اعتبارها مبثابة طاقات كامنة، أو قوى حترك سلوك<br />
هذا الإنسان نحو إشباع هذه احلاجات، وتتميز الدوافع بدرجة عالية من التفرد والتميز،<br />
لذلك ل ميكن تفسري السلوك الإنساين دون معرفة لهذه الكوامن الدافعة له.<br />
وإجرائياً تتبنى الدراسة احلالية للدوافع باأنها تلك العوامل النفسية ولجتماعية<br />
والإدارية التي تكمن وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة لدى الأفراد، على افرتاض أن<br />
ظاهرة لستخدام املتكرر، وغري املسبوق لوسائل لتصال احلديثة مل ياأتِ من فراغ، وإمنا<br />
ل بد من أسباب حمددة تدفع بالشباب لستخدام هذه الوسائل بقصد أو بدون قصد، والتي<br />
حتدد باستجابة أفراد الدراسة على املقياس املعد لهذا الغرض.<br />
◄◄وسائل االتصال:<br />
تشري أدبيات عملية لتصال إىل وجود تعريفات عديدة ومتنوعة لوسائل لتصال،<br />
منها ما يركز على املرسل، ومنها ما يركز على موضوع الرسالة، وبعضها الآخر
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
يركز على فعالية املُستَقبِل أو قناة لتصال، ومن بني هذه التعريفات ياأتي تعريف<br />
(11.p Stankeviciene ,2007) الذي يعرفها باأنها: »العملية التي تنقل بها املعلومات<br />
واملعاين والأفكار من شخص إىل آخر أو آخرين بصورة حتقق الأهداف املنشودة يف<br />
املوؤسسة، أو يف أي جماعة من الناس ذات نشاط اجتماعي«. إذن هي مبثابة خطوط<br />
تربط أوصال البناء، أو الهيكل التنظيمي لأي موؤسسة ربطاً ديناميكياً. فليس من املمكن<br />
أن نتصور جماعة أياً كان نشاطها دون أن نتصور يف الوقت نفسه عملية لتصال التي<br />
حتدث بني عنارصها، وجتعل من هذه العنارص وحدة عضوية لها درجة من التكامل تسمح<br />
بقيام بالنشاط الفعال بينها. ويعرفه (64.p Dollman & Morgan ,2007) باأنه »أي شيء<br />
يساعد على نقل معنى معني أو رسالة من شخص إىل آخر، وقد تكون هذه الرسالة املنقولة<br />
أو املتبادلة فكرة أو اجتاهاً عقلياً أو مهارة أو فلسفة للحياة، أو أي شيء آخر يعتقد بعضهم<br />
يف أهمية نقله وتوصيله للآخرين«. بينما يعرفه أبو عرقوب )1993، ص.8( باأنه »الوسيلة<br />
أو الطريقة التي تنتقل بها الأفكار واملعلومات بني الناس داخل نسق اجتماعي معني، وقد<br />
تختلف هذه الوسائل من حيث احلجم والشكل والهيئة واملحتوى«. ويقدم ,1992) Kunczik<br />
(p.33تعريفاً خمترصاً للتصال، فيقول إنه: »ما يحاول املرسل نقله إىل املستقبل من<br />
املعلومات بطرق ووسائل خمتلفة«.<br />
أما التعريف الذي تتبناه الدراسة احلالية لوسائل لتصال فريكز، بالإضافة لعنارص<br />
عملية لتصال، على فعالية التفاعل لجتماعي يف عملية لتصال والتفاعل املبارش<br />
بني أركانها، وبذلك فاإن لتصال هي عملية فعَّالة تُرسل من خللها معلومات وأفكار<br />
من جهة إىل أخرى، باستخدام وسائل وتقنيات خمتلفة من خلل عملية تفاعل اجتماعي<br />
مبارش أو غري مبارش بينها، بهدف تقوية السلت لجتماعية يف املجتمع عن طريق تبادل<br />
املعلومات والأفكار واملشاعر، وجتنب الإنسان من العقاب احلسي.<br />
◄◄الشباب:<br />
هي فئة الأفراد امللتحقني بالدراسة بجامعة القدس املفتوحة مبنطقة طولكرم<br />
التعليمية يف خمتلف التخصصات، وترتاوح أعمارهم ما بني )18- 47( سنة.<br />
حدود الدراسة:<br />
حتدد نتائج الدراسة احلالية باجلوانب االآتية:<br />
.1احلدود 1 اجلغرافية: اقترص إجراء البحث على الشباب الفلسطيني القاطنني يف<br />
حمافظة طولكرم.<br />
25
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
.2احلدود 2 البرشية: اقترص تطبيق إجراءات الدراسة على عينة من طلبة جامعة<br />
القدس املفتوحة )منطقة طولكرم التعليمية قوامها )348(( طالباً وطالبة.<br />
.3احلدود 3 الزمانية: طُ بقت أداة الدراسة خلل الفصل الأول من العام الدراسي<br />
اجلامعي /2008( )2009 .<br />
.4كما 4 حتدد هذه الدراسة بالأداة املستخدمة جلمع البيانات وإجراءاتها املستخدمة<br />
لتحليل النتائج وتفسريها.<br />
الدراسات السابقة:<br />
أجرى براون )1998 )Brown, دراسة بهدف التعرف إىل أثر بعض املتغريات السكانية<br />
يف مدى التحاق الطلب يف برامج دراسية يف اجلامعة التي تستخدم تقنية اخللوي، تكونت<br />
عينة الدراسة من جمموعتني من الطلب: جمموعة جتريبية التحقت فعلً يف هذه اجلامعة<br />
وعدد أفراها )255( طالباً وطالبة، وجمموعة ضابطة أخرى مل تلتحق لأسباب معينة وعدد<br />
أفرادها )127( فرداً. وبينت النتائج أن متغريين فقط من هذه املتغريات، كان لها تاأثري<br />
دال إحصائياً يف إعاقة للتحاق يف اجلامعة التي تستخدم اخللوي هما املستوى التعليمي،<br />
والنشاط الأكادميي، بينما باقي املتغريات مل تظهر النتائج تاأثري جوهري لها وهي اجلنس،<br />
والدخل الشهري، والأصل العرقي، واحلالة لجتماعية، وعدد الأطفال يف الأرسة، واملهنة.<br />
ويف الكويت قام قسم الدراسات والبحوث االإعالمية )1998( بدراسة بهدف التعرف<br />
إىل تاأثري القنوات الفضائية على أفراد املجتمع، لرصد سلبيات هذه القنوات وإيجابياتها يف<br />
تغيري اجتاهات أفراد املجتمع وسلوكياتهم. تكونت عينة الدراسة من )500( طالب وطالبة<br />
ممن يدرسون يف جامعة الكويت، وتوصلت الدراسة لنتائج كثرية أهمها أن ما نسبته )%60(<br />
من أفراد العينة هم ممن يتابعون بانتظام للفضائيات، وأن نسبة الذكور )%70( أكرث من<br />
نسبة الإناث )%48( يف لنتظام ملتابعة هذه الفضائيات. أيد ما نسبته )%55( مقابل<br />
)%41( باأن للفضائيات تاأثريات سلبية على سلوك الأفراد والأخلق، وأن النسبة كانت<br />
ضئيلة )%11( بني الذكور والإناث ممن قالوا إنه ل تاأثري سلبياً للفضائيات على العادات<br />
والقيم الإسلمية. كما بينت النتائج أن هذه الفضائيات ل تتفاعل بشكل إيجابي مع أحداث<br />
العامل الإسلمي حيث عرب عن ذلك ما نسبته )%26( فقط من العينة.<br />
أجرت عبد السالم )1998( دراسة حول أمناط استخدام الشباب املرصي لشبكة<br />
الإنرتنت ودوافعها، حيث تكونت عينة الدراسة من )330( شاباً من أعمار وفئات تخصصية<br />
ومهنية خمتلفة؛ وقد توصلت الدراسة إىل أن أهم دوافع استخدام الشباب للنرتنت تتلخص<br />
26
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
يف احلصول على املعلومات بنسبة )%72.7( ، التسلية والرتفيهية )%47( ، إقامة الصداقات<br />
)%42.3( ، الفضول وحب لطلع على املستجدات العاملية )%25.5( ، شغل أوقات الفراغ<br />
)%6( ، وجتربة كل جديد يف جمال لتصال )%4.5( . وقد بينت النتائج عدم وجود علقة<br />
بني النوع )ذكور وإناث( يف دوافع استخدام الشباب للشبكة لصالح الذكور. ويف الوقت<br />
نفسه أظهرت الدراسة وجود علقة بني السن وبني استخدام الإنرتنت بدوافع التسلية<br />
والرتفيه، ووجود علقة بني السن وبني استخدام الإنرتنت بدوافع إقامة علقة مع أشخاص<br />
آخرين، ووجود علقة بني استخدام الربيد للكرتوين وبني نوع التخصص الدراسي لصالح<br />
التخصصات العلمية.<br />
وقام عليان والقيسي )1999( بدراسة ميدانية حول استخدام لنرتنت لدى طلبة<br />
جامعة البحرين بلغ عددهم )164( طالباً وطالبة من تخصصات خمتلفة، أظهرت نتائج<br />
الدراسة عدم وجود فروق ذات دللة إحصائية بني الكليات املختلفة فيما يتعلق باستخدام<br />
الشبكة، وأظهرت النتائج أن نسبة )%95.3( من املشاركني يستخدمون الشبكة للبحث<br />
عن املعلومات لأغراض كتابة الدراسات والبحوث، والربيد للكرتوين، ومتابعة الأخبار،<br />
وقراءة الصحف، ولأغراض التسلية والرتفيه. كما أشارت الدراسة إىل أن نسبة )%83(<br />
من املشاركني كانوا راضني عن نتائج استخدام الشبكة، وأنه ل توجد فروق جوهرية يف<br />
استخدام لنرتنت تبعاً ملتغريات اجلنس والتخصص الدراسي والتحصيل.<br />
وهدفت دراسة اأبي زيد )2003( إىل معرفة الدوافع النفسية ولجتماعية املرتبطة<br />
باستخدام أجهزة لتصال احلديثة لدى املراهقني، وتكونت عينة الدراسة من )400( مراهق<br />
ممن ترتاوح أعمارهم ما بني )14- 17( سنة من طلبة املدارس الإعدادية والثانوية يف<br />
املدارس املرصية. وقد أظهرت النتائج أن أهم الدوافع لستخدام وسائل لتصال احلديثة<br />
لدى املراهقني هي: الدوافع التعليمية واحلصول على املعرفة، ومسايرة الآخرين وتقليدهم،<br />
والدعاية والتسلية والرتفيه، وتاأكيد الذات والإجناز، واملظهرية والتفاخر، والهروب من الواقع.<br />
ومن جهة أخرى أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً بني اجلنسني يف دوافعهم النفسية<br />
ولجتماعية عند استخدام وسائل لتصال احلديثة لصالح الذكور يف الدافع للتعلم والتقليد<br />
واملسايرة والدعاية والرتفيه والتسلية والهروب من املشكلت، ووجود فروق دالة إحصائياً<br />
أيضاً بني اجلنسني يف دافع املظهرية واملفاخرة لصالح الإناث، بينما ل توجد فروق جوهرية<br />
بني اجلنسني يف دوافع الإجناز، وتاأكيد الذات يف استخدام وسائل لتصال احلديثة.<br />
أما الدراسة التي أجراها بوركويز )2004 )Borquez, ، فبيَّنت أن التكنولوجيا تساهم<br />
مساهمة كبرية يف الوقت احلارض يف جمالت التعليم املختلفة، حيث تعمل املوؤسسات<br />
التعليمية يف الدول املتقدمة بدمج التكنولوجيا بالتعليم بشكل موسع. وقامت هذه الدراسة<br />
27
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
على افرتاض مهم، هو أن للخلوي والأجهزة اللسلكية الأخرى الدور الفعال واملساعد<br />
التكنولوجي الثاين بعد احلاسوب يف التعليم داخل غرفة الصف وخارجها؛ وهدفت هذه<br />
الدراسة بالتحديد إىل التحقق من أهمية دور اخللوي والتكنولوجيا اللسلكية يف تسهيل<br />
عمل املعلمني يف التدريس، وتنمية اجتاهات إيجابية نحو عملية تقومي الطلبة. حيث طلب<br />
من عينة من طلبة اجلامعات استخدام أجهزة اخللوي والأجهزة اللسلكية الأخرى عند تاأدية<br />
لمتحان النصفي، ولدى لنتهاء من لمتحان، وُ زعت عليهم استبانة ملعرفة خربتهم<br />
بهذه التكنولوجيا، وكشفت النتائج عن اجتاهات إيجابية نحو استخدام اخللوي والأجهزة<br />
اللسلكية، كما كشف عن تفكري الطلبة باستخدام هذه الأجهزة كان مبستوى مرتفع فيما<br />
يتعلق بتقومي الأهداف التعليمية. ودلت النتائج على عدم وجود فروق جوهرية بني اجلنسني<br />
يف استخدام اخللوي والأجهزة والتقنيات احلديثة.<br />
وأجرى منصور )2004( دراسة حول استخدام لنرتنت ودوافعها لدى طلبة جامعة<br />
البحرين وطبقت على عينة من )330( طالباً وطالبة اختريوا عشوائيا، وتوصلت الدراسة<br />
إىل أن ما نسبته )%84.3( من املبحوثني يستخدمون خدمة الربيد للكرتوين يف املرتبة<br />
الأوىل؛ وإن )%85( منهم راضون عن نتائجهم. كما بينت النتائج عدم وجود فروق ذات<br />
دللة إحصائية يف كل جمال من جمالت دوافع استخدام الإنرتنت، تعزى إىل متغرييْ<br />
اجلنس والعمر. ووجود فروق دالة إحصائيا يف جمال املعلومات تعزى للكلية لصالح<br />
طلبة كلية الرتبية. ووجود فروق دالة إحصائيا يف جمال لندماج لجتماعي ولندماج<br />
الشخصي تعزى ملتغري مدة استخدام لنرتنت لصالح مستخدمي لنرتنت لأكرث من ثلث<br />
سنوات.<br />
أما الدراسة التي قامت بها كراتكوسكي )2005 )Kartkoski, بهدف التعرف إىل<br />
فعالية استخدام أجهزة اخللوي يف الدافعية للتعلم لدى طلبة املرحلة الأساسية يف شمال<br />
أوهايو باأمريكيا، ولدى جمع البيانات باستخدام املقابلت التي أجرتها الباحثة مع الطلبة<br />
واملعلمني وحتليلها، تبني أن تاأثري اخللوي يف الدافعية للتعلم والتعليم مرتفع، وأن استخدام<br />
هذه الأجهزة يزيد من تدعيم تعلم الطلبة وتعزيزه، كما تعمل هذه الأجهزة على حتسني<br />
نوعية التعلم وكمِّه، وأداء الطلبة على التعلم، وأظهرت النتائج أيضاً أن استخدام أجهزة<br />
اخللوي يف التعليم يساعد يف التقليل من الفجوة بني فئات الطلبة يف التحصيل العام.<br />
وقام هونك )2005 )Huang, بدراسة كان الهدف منها التعرف إىل أثر مهارة<br />
لستماع للغة عرب وسائل لتصال احلديثة يف التواصل لجتماعي بني الأفراد وعملية<br />
التكيف الدراسي. تكونت عينة الدراسة من )78( طالباً وطالبة من الطلبة الصينيني الذين<br />
28
29<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
يدرسون يف إحدى اجلامعات الأمريكية. أظهرت النتائج أن ملستوى لستماع واملناقشة<br />
أثراً موجباً وأساسياً يف التكيف لجتماعي والدراسي، ودلت النتائج على أنه ل توجد فروق<br />
جوهرية يف تاأثري وسائل لتصال يف عملة التكيف لجتماعي والدراسي تبعاً ملتغريات<br />
اجلنس والتخصص.<br />
وهدفت دراسة ثابت )2006( التعرف إىل تاأثري مشاهدة الفضائيات بشكل منتظم يف<br />
اجتاهات الطالبات النفسية والرتبوية ولجتماعية والثقافية والأخلقية. تكونت العينة<br />
من )500( طالبة جامعية، وتوصلت النتائج إىل أن مشاهدة الربامج التلفازية بشكل منتظم<br />
يوؤدي إىل حدوث تغريات كبرية على السلوك الأخلقي ولجتماعي، وتوؤدي املشاهدة<br />
املستمرة أيضاً إىل لجتاهات نحو الدراسة والتعليم املتمثل يف ضعف للتزام الدراسي<br />
حيث أظهر ما نسبته )%32( من الطلبة تغيباً مستمراً عن املحارضات. كما دلت النتائج<br />
على تغريرّ يف اجتاهات الطالبات نحو الزواج والأرسة والأطفال.<br />
وأجرى كل من دوملان وموركان )2007 Morgan, )Dollman & دراسة بهدف<br />
التعرف إىل تاأثري برنامج للتدريب على املهارات لجتماعية باستخدام تقنيات لتصال<br />
احلديثة، وتكونت العينة من )95( طالباً وطالبة من الطلبة اجلامعيني، وتوصلت النتائج<br />
إىل وجود فروق دالة إحصائياً بني املجموعتني التجريبية والضابطة يف مستوى املهارات<br />
لجتماعية، تبعاً للربنامج املستخدم لصالح املجموعة التجريبية، كما دلت النتائج إىل<br />
فروق يف أداء املهارات لجتماعية، تبعاً ملتغريات اجلنس والتخصص ومستوى التحصيل<br />
لصالح الذكور والتخصصات العلمية والطلبة املتفوقني على الرتتيب.<br />
وأجرى جانيور ونيجرتي و كاونتينهو Coutinho,( Junior , Negretti &<br />
2007( دراسة بهدف التعرف إىل تاأثري استخدام الأجهزة النقالة يف التغلب على املشكلت<br />
املوؤدية للرسوب لدى طلبة السنة الثالثة يف تخصص الهندسة املدنية يف إحدى اجلامعات<br />
الربتغالية. وتوصلت الدراسة إىل توصية باستخدام أجهزة اخللوي يف تعليم طلبة الهندسة<br />
وتنفيذ املشاريع التي يتدرب عليها الطلبة، لأن ذلك يقلل من نسب الرسوب، ويرفع من<br />
فعالية التعلم، ويحسن من أداء الطلبة التحصيلي يف هذه املجالت. وأن استخدام اخللوي<br />
مناسب جداً لتوضيح املبادئ واملفاهيم للطلبة، ويقدم فرصة لتقليد هذه املفاهيم أو<br />
حماكاتها عند التعلم، ويساعد على التفاعل بني الطلبة يف أثناء التعلم، كما يساعد استخدام<br />
اخللوي على التعلم الذاتي، ومواكبة التطور احلاصل يف عامل التكنولوجيا.<br />
وأجرت موؤسسة الزحف االأخرض )2008( دراسة بهدف التعرف إىل تاأثري وسائل<br />
لتصال احلديثة على العلقات لجتماعية داخل الأرسة العربية، وتكونت عينة الدراسة
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
من )2252( أرسة، وقد أظهرت النتائج أن وسائل لتصال احلديثة تقرب بني أفراد الأرسة؛<br />
وذلك من خلل حتويلهم إىل شبكة اجتماعية مرتابطة بخلف الرأي السائد بساأن التاأثريات<br />
السلبية للنرتنت والأجهزة املحمولة على الروابط الأرسية. كما خلصت النتائج إىل أن الأرس<br />
التقليدية تواجه ضغوط احلياة العرصية املتزايدة باستخدام تقنيات حديثة مثل لنرتنت<br />
والهواتف املحمولة؛ حيث كشفت النتائج أن ما نسبته )%60( من أفراد العينة قالوا: أن<br />
التقنيات احلديثة مل توؤثر سلباً على تقارب أفراد أرسهم، بينما أظهر ما نسبته )%25( منهم<br />
أن الهواتف املحمولة ولتصال عرب لنرتنت أحدثت تقارباً ملموساً بني أرسهم، بينما قال<br />
ما نسبته )%11( منهم أن التكنولوجيا كان لها تاأثري سلبي على التقارب لجتماعي لأفراد<br />
أرسهم.<br />
وقام جون ووايت وسوسيكس )2008 Sussex, )Chune, White & بدراسة بهدف<br />
التعرف إىل فعالية استخدام تقنيات لتصال احلديثة كالهاتف املحمول ولنرتنت يف<br />
تعزيز مهارة لستماع والتواصل لجتماعي لدى عينة الطلبة الكوريني البالغ عددهم<br />
)76( طالباً وطالبة. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة فعالية مرتفعة لستخدام التقنيات<br />
احلديثة من أجل رفع مستوى الطلبة يف مهارة لتصال لجتماعي بني الأفراد، كما دلت<br />
النتائج على أن استخدام هذه التقنيات زاد من اجتاهات الطلبة نحو عملية التعلم، وبينت<br />
كذلك عدم وجود فروق جوهرية يف مستوى مهارة لتصال، تبعاً ملتغريات اجلنس والسنة<br />
الدراسية والتحصيل الأكادميي، باستخدام التقنيات احلديثة موضع البحث.<br />
تعقيب على الدراسات السابقة:<br />
من خالل جمموعة الدراسات التي قدمت يتضح ما ياأتي:<br />
.1مع 1 أهمية املفاهيم النظرية املرتبطة بطريف العلقة يف هذه الدراسة وهي الدوافع<br />
ووسائل لتصال احلديثة، فاإن الدراسات السابقة ما زالت قليلة، وبخاصة يف املجتمع<br />
الفلسطيني.<br />
2.2أظهرت معظم الدراسات التي أمكن الوصول إليها )أبو زيد، 2003؛ Borques,<br />
2004؛ منصور، 2004؛ 2005 ,Huang؛ Morgan, 2007 Dollman؛ & موؤسسة الزحف<br />
الأخرض، Sussex, 2008 ،2008 )Chune, White & أن للدوافع النفسية ولجتماعية<br />
تاأثرياً كبرياً يف استخدام وسائل لتصال احلديثة. بينما أظهرت بعض الدراسات الأخرى<br />
وجود علقة سالبة بني استخدام وسائل لتصال احلديثة والدوافع النفسية ولجتماعية<br />
)1998 ,Brown؛ قسم الدراسات والبحوث الإعلمية، 1998؛ ثابت، 2006( .<br />
30
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
.3أظهرت 3 دراسات )قسم الدراسات والبحوث الإعلمية، 1998 ؛ عبد السلم،<br />
1998؛ أبو زيد، 2003؛ Morgan, 2007 )Dollman & وجود علقة بني متغري اجلنس<br />
واستخدم وسائل لتصال احلديثة، وذلك لصالح الذكور، بينما أظهرت دراسات أخرى<br />
Huang, منصور، 2004؛ ,Borques؛ عليان والقيسي، 1999؛ 2004 ,Brown؛ )1998<br />
2005؛ Sussex, 2008 )Chune, White & عدم وجود فروق بني اجلنسني يف استخدام<br />
وسائل لتصال احلديثة.<br />
.4وبخصوص 4 العلقة بني متغري التخصص، واستخدام وسائل لتصال احلديثة، فقد<br />
أظهرت دراسات )عبد السلم، 1998؛ Morgan, 2007 )Dollman & وجود فروق جوهرية<br />
لصالح التخصصات العلمية، بينما أظهرت دراسات )2005 ,Huang؛ & White Chune,<br />
)Sussex, 2008 عدم وجود علقة بينهما.<br />
إجراءات الدراسة:<br />
أوالً - جمتمع الدراسة:<br />
تكون جمتمع الدراسة من جمموع الدارسني يف جامعة القدس املفتوحة )منطقة<br />
طولكرم التعليمية(، وامللتحقني للدراسة يف الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي<br />
2009(، 2008/ والبالغ عددهم )4344( دارساً ودارسة، تبعاً لإحصائيات جامعة القدس<br />
املفتوحة، كما ظهرت على بوابة اجلامعة للكرتونية لهذا الفصل، واجلدول الآتي يبني<br />
توزيع الدارسني تبعاً ملتغريي الربنامج الدراسي واجلنس:<br />
الجدول )2(<br />
توزيع مجتمع الدراسة تبعاً لمتغيري البرنامج الدراسي والجنس<br />
الربنامج<br />
اجلنس<br />
الذكور<br />
االإناث<br />
املجموع<br />
2284<br />
1727<br />
557<br />
الرتبية<br />
1167<br />
445<br />
722<br />
الإدارة<br />
479<br />
281<br />
198<br />
اخلدمة<br />
414<br />
196<br />
218<br />
احلاسوب<br />
4344<br />
2649<br />
1695<br />
املجموع<br />
ثانياً - عينة الدراسة:<br />
31<br />
تكونت عينة الدراسة احلالية من )348( دارساً ودارسة اختري أفرادها بطريقة عشوائية
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
طبقية تبعاً ملتغري برنامج الدراسة واجلنس، حيث بلغت نسبة عينة الدراسة تبعاً ملجتمعها<br />
)%8( ، واجلدول الآتي يبني توزيع هذه تبعاً ملتغريات الدراسة املستقلة:<br />
الجدول )3(<br />
توزيع عينة الدراسة تبعاً لمتغيراتها المستقلة<br />
املتغريات<br />
اجلنس<br />
الربنامج الدراسي )التخصص(<br />
الدخل الشهري<br />
املستوى<br />
الذكور<br />
الإناث<br />
الرتبية<br />
الإدارة<br />
احلاسوب<br />
اخلدمة لجتماعية<br />
العدد<br />
النسبة املئوية<br />
39 .1<br />
60 .9<br />
52 .6<br />
26 .7<br />
9 .5<br />
11 .2<br />
22 .7<br />
18 .9<br />
23 .9<br />
17 .0<br />
17 .5<br />
136<br />
212<br />
183<br />
93<br />
33<br />
39<br />
79<br />
66<br />
83<br />
59<br />
61<br />
1500 فاأقل<br />
2000 – 1501<br />
2500 – 2001<br />
3000 – 2501<br />
3001 فاأكرث<br />
ثالثاً- أداة الدراسة:<br />
متثلت أداة الدراسة يف مقياس الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام<br />
وسائل لتصال احلديثة لدى الشباب والتي تكونت يف صورتها النهائية من )35( بنداً<br />
ميثل كل منها دافعاً سلوكياً يف صورته النفسية أو لجتماعية أو الإدارية، ويحتمل أن<br />
يكون وراء استخدام الشباب لوسائل لتصال احلديثة، وقد بُني هذا املقياس بعد مراجعة<br />
العديد من الدراسات النظرية والإجرائية يف هذا املجال )أبو زيد، 2003؛ عبد السلم،<br />
1998؛ Geenberg, 1990 )Frank & . وقد مرت عملية بناء هذا املقياس باخلطوات<br />
االإجرائية االآتية:<br />
. أطُ رح سوؤال مفتوح على عينة استطلعية من طلبة جامعة القدس املفتوحة )منطقة<br />
طولكرم التعليمية( مكونة من )66( طالباً وطالبة موزعني على تخصصات خمتلفة وهو:<br />
من وجهة نظرك ما الدوافع الأكرث أهمية وراء استخدامك وسائل لتصال احلديثة: )اجلوال،<br />
ولنرتنت، والدش )الفضائيات( ؟<br />
.ببعد حتليل استجابات هوؤلء الطلبة على السوؤال السابق توافر لدى الباحثني عدد<br />
من أمناط السلوك التي متثل دوافع أساسية لستخدام وسائل لتصال احلديثة، حيث بلغ<br />
32
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
عدد هذه البنود )38( بنداً نُظمت ورُتبت يف ثلثة جمالت؛ ميثل )15( بنداً منها جمال<br />
الدوافع النفسية و )12( بنداً جمال الدوافع لجتماعية، بينما ميثل )11( بنداً جمال الدوافع<br />
الإدارية، وهي مبجملها متثل أداة الدراسة بصورتها الأولية.<br />
.تعرضت بنود الأداة على متخصصني باللغة العربية لإبداء ملحظاتهم اللغوية<br />
والتعبريية عليها، وقد استفاد الباحثان من هذه امللحظات عند صياغة الأداة بصورتها<br />
النهائية.<br />
.ثكما عرضت بنود هذه الأداة على جمموعة من املحكمني بلغ عددهم )7 ) حمكمني<br />
من الأساتذة اجلامعيني، ممن يدرسون يف جامعة القدس املفتوحة يف تخصصات تربوية<br />
وإدارية خمتلفة، للتحقق من مدى ملءمتها ملوضوعها، ومن أجل التحقق من اخلصائص<br />
السيكومرتية )الصدق والثبات( لأداة الدراسة )التي سيتم ذكرها لحقاً( .<br />
.جبعد حتليل ملحظات املحكمني، وبناءً على توصية هوؤلء املحكمون، حُ ذفت )3 )<br />
بنود لتكرار موضوعها مع بنود أخرى وهي: »التعرف إىل حياة الأفراد العامة واخلاصة«،<br />
و »للتعبري عن مشاعري وطموحاتي« وهي من جمال الدوافع لجتماعية، و »املرونة يف<br />
تقدمي اخلدمات« وهي من جمال الدوافع الإدارية. ليصبح بذلك العدد النهائي للأداة )35(<br />
بنداً، ميثل كل منها دافعاً لستخدام وسائل لتصال احلديثة، وموزعة على املجالت<br />
الثلثة كالآتي: املجال النفسي وله )15( بنداً، واملجال لجتماعي واملجال الإداري لكل<br />
منهما )10( بنود، يجيب عنها املفحوص تبعاً ملقياس ليكرت )Likert( اخلماسي )موافق<br />
جداً، موافق، إىل حدٍ ما، غري موافق، غري موافق جداً( ؛ بحيث متنح لستجابة على هذا<br />
املقياس درجة ترتاوح بني )5( درجات يف حالة املوافقة الشديدة، ودرجة واحدة يف حال<br />
عدم املوافقة الشديدة، ومتثل بذلك الدرجة املرتفعة على الأداة موؤرشاً على ارتفاع مستوى<br />
الدوافع وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة، بينما متثل الدرجة املنخفضة موؤرشاً على<br />
انخفاض مستوى هذه الوسائل، حيث ترتاوح الدرجة الكلية على هذه الأداة ما بني )35 –<br />
175( ، بينما ترتاوح الدرجة الفرعية على املجال الدوافع النفسية ما بني )15 – 75( ،<br />
وترتاوح هذه الدرجة ما بني )10 – 50( على املجالني لجتماعي والإداري.<br />
.حوبذلك أصبحت أداة الدراسة يف صورتها النهائية بعد إجراء التعديلت عليها تبعاً<br />
مللحظات املحكمني جاهزة للستخدام، ولتفسري لستجابة على أداة الدراسة، وملعرفة<br />
أهمية الدوافع وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة، اُعتمد املعيار التقوميي النسبي<br />
الآتي:<br />
أقل من 2 5. ضعيف جداً<br />
33
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
– 2 .50 .99 2 ضعيف<br />
– 3 .49 3 متوسط<br />
– 3 .50 .99 3 قوي<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
– 4 فما فوق قوي جداً<br />
صدق األداة وثباتها:<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
تاأكد الباحثان من صدق الأداة بطريقة صدق املحكمني Validity( )Construct من<br />
خلل عرضها على جمموعة من املحكمني ذوي اخلربة ولختصاص بلغ عددهم )7(<br />
حمكمني، حيث أشاروا إىل بعض امللحظات على بعض البنود، أُخذت بعني لعتبار عند<br />
صياغة الأداة بصورتها النهائية، سواء بحذف بعض الفقرات، أم بتعديل بعضها الأخر، كما<br />
أشاروا إىل سلحية البنود الأخرى وملءمتها من حيث موضوعها أو جمالها. وللتحقق من<br />
ثبات أداة الدراسة احلالية اعتمدت طريقة لتساق الداخلي Consistency( )Internal وذلك<br />
باستخدام معادلة كرونباخ ألفا Cronbach( )Alpha ، وقد بلغت قيمة معامل الثبات العام<br />
للمقياس )0.87( ، بينما كانت قيم الثبات الفرعية ملجالت املقياس النفسي ولجتماعي<br />
والإداري على النحو الآتي: )84. 0( و )82. 0( و )83. 0( على التوايل. وقد اعترب الباحثان<br />
معاملت الصدق والثبات هذه معقولة ومقبولة، وتفي باأغراض الدراسة احلالية.<br />
رابعاً- خطوات الدراسة:<br />
لقد اأُجريت الدراسة وفق اخلطوات االآتية:<br />
إعداد أداة الدراسة بصورتها النهائية.<br />
حتديد جمتمع الدراسة واختيار أفراد العينة.<br />
Úتوزيع Ú املقياس خلل الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي )2008/ (. 2009<br />
تفريغ إجابات أفراد العينة وترميزها وإدخالها إىل احلاسوب، ومعاجلتها إحصائياً<br />
باستخدام الربنامج الإحصائي )SPSS( .<br />
استخراج النتائج وحتليلها ومناقشتها.<br />
خامساً- منهج الدراسة:<br />
لتحقيق غرض هذه الدراسة، أُستخدم املنهج الوصفي التحليلي ملناسبته طبيعة هذه<br />
الدراسة باستخدام مقياس صمم لهذا الغرض لقياس أهمية الدوافع النفسية ولجتماعية<br />
34
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
والإدارية وراء استخدام الشباب لوسائل لتصال احلديثة، هذا من جهة. ومن جهة أخرى<br />
التعرف إىل تاأثري متغريات اجلنس، والتخصص، والدخل الشهري للأرسة يف مستوى<br />
استخدام وسائل لتصال احلديثة.<br />
5. املعاجلات اإلحصائية:<br />
لالإجابة عن اأسئلة الدراسة اُستخدمت املعاجلات االإحصائية الوصفية<br />
والتحليلية االآتية:<br />
● ●املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية والنسب املئوية.<br />
● ●اختبار )ت( ملجموعتني مستقلتني test( .)Independent t sample<br />
● ●اختبار حتليل التباين الأحادي ANOVA( .)One Way<br />
نتائج الدراسة:<br />
◄◄السوؤال الأول: ما الدوافع النفسية االأكرث اأهمية وراء استخدام الشباب<br />
الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة؟<br />
للإجابة عن هذا السوؤال حُ سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />
استجابات أفراد الدراسة على املجال الأول من أداة الدراسة، واملخصص للدوافع النفسية<br />
وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة، وكانت كما هي مبينة يف اجلدول الآتي:<br />
الجدول )4(<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والتقييم النسبي لدرجات استجابات أفراد الدراسة<br />
على مجال الدوافع النفسية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة مرتبة تنازلياً تبعاً ألهميتها<br />
الرقم<br />
املتسلسل<br />
الرقم<br />
الرتتيبي<br />
البنود<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
االنحراف<br />
املعياري<br />
التقومي<br />
0.93<br />
يشعرين ذلك بالإجناز وتعلم كل هو ما جديد 4.06<br />
لتحقيق معايري التفوق على الآخرين<br />
يشعرين ذلك بالستقللية الشخصية<br />
يساعدين ذلك للتعبري عن ذاتي<br />
من أجل الرتويح عن النفس<br />
يشعرين ذلك مبستوى من حتقيق الذات<br />
قوي جداً<br />
قوي<br />
قوي<br />
قوي<br />
قوي<br />
قوي<br />
1.09<br />
1.00<br />
1.02<br />
1.02<br />
1.01<br />
3.80<br />
3.79<br />
3.74<br />
3.72<br />
3.69<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
15<br />
1<br />
2<br />
14<br />
8<br />
10<br />
35
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
الرقم<br />
املتسلسل<br />
الرقم<br />
الرتتيبي<br />
البنود<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
االنحراف<br />
املعياري<br />
التقومي<br />
تساعدين يف التخطيط حلياتي وإدارة ذاتي<br />
1.15 قوي<br />
3.62<br />
7<br />
13<br />
لقتل وقت الفراغ الطويل يف حياتي<br />
1.91 قوي<br />
3.61<br />
8<br />
7<br />
للتخلص من الشعور بالوحدة<br />
1.21 قوي<br />
3.50<br />
9<br />
5<br />
يحقق ذلك يل بعض احلاجات النفسية<br />
1.10 متوسط<br />
3.37<br />
10<br />
11<br />
للتخلص من مظاهر التوتر أو القلق أو الإحباط<br />
1.19 متوسط<br />
3.37<br />
11<br />
6<br />
يشعرين ذلك بالتميز والتفرد<br />
1.15 متوسط<br />
3.28<br />
12<br />
12<br />
للهروب من مشاكل احلياة<br />
1.26 متوسط<br />
3.13<br />
13<br />
9<br />
يجنبني ذلك الشعور بالنقص أمام الآخرين<br />
1.25 ضعيف<br />
2.87<br />
14<br />
4<br />
جلذب انتباه اجلنس الآخر<br />
1.35 ضعيف<br />
2.76<br />
15<br />
3<br />
0.74<br />
3.93<br />
املتوسط الكلي ملجال الدوافع النفسية<br />
قوي<br />
يتضح من نتائج اجلدول السابق أن الدوافع النفسية وراء استخدام الشباب لوسائل<br />
لتصال احلديثة، كانت قوية جداً على الفقرة )16( ؛ حيث بلغ املتوسط احلسابي لها<br />
)4.06( ، يف حني كانت الدوافع النفسية قوية على الفقرات ،1( ،7 ،13 ،10 ،8 ،14 ،2<br />
5( على الرتتيب؛ حيث تراوحت املتوسطات احلسابية للستجابة عليها ما بني )3.50-<br />
3.80( ، بينما كانت هذه الدوافع النفسية متوسطة على الفقرات )1،6،12 ،9( على الرتتيب،<br />
حيث تراوحت املتوسطات احلسابية للستجابة عليها ما بني )3.13- 3.37( . يف حني<br />
كانت هذه الدوافع النفسية ضعيفة على الفقرات )4، 3( حيث بلغت املتوسطات احلسابية<br />
لها )2.87( و )2.87( على الرتتيب. أما فيما يتعلق بالتقدير الكلي ملجال الدوافع النفسية<br />
وراء استخدام الشباب لوسائل لتصال احلديثة، فقد كان مبستوى قوي، حيث بلغ املتوسط<br />
احلسابي لهذا املجال )3.93( .<br />
◄◄السوؤال الثاين: ما الدوافع االجتماعية االأكرث اأهمية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة؟<br />
للإجابة عن هذا السوؤال حُ سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />
استجابات أفراد الدراسة على املجال الثاين من أداة الدراسة واملخصص للدوافع لجتماعية<br />
وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة، وكانت كما هي مبينة يف اجلدول الآتي:<br />
36
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الجدول )5(<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والتقييم النسبي لدرجات استجابات أفراد الدراسة<br />
الرقم<br />
التسلسلي<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
7<br />
8<br />
9<br />
10<br />
17<br />
23<br />
16<br />
25<br />
24<br />
21<br />
22<br />
18<br />
20<br />
19<br />
على مجال الدوافع االجتماعية مرتبة تنازلياً تبعاً ألهميتها<br />
الرقم<br />
البنود<br />
الرتتيبي<br />
للتعرف على ثقافات الآخرين<br />
للتفاعل لجتماعي مع الآخرين<br />
تساعد يف حل كثري من مشاكلي اليومية<br />
للتعبري عن حريتي يف ممارسة ما أريد<br />
مينحني ذلك مكانة متميزة يف املجتمع<br />
للمساواة مع أبناء جيلي<br />
من أجل لحتذاء بالأصدقاء<br />
تقليد الأصدقاء والزملء ومسايرتهم<br />
للمفاخرة أمام الآخرين<br />
من أجل التشبه بالشخصيات املشهورة<br />
املتوسط الكلي ملجال الدوافع االجتماعية<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
3.92<br />
3.91<br />
3.72<br />
3.64<br />
3.44<br />
3.28<br />
2.97<br />
2.87<br />
2.51<br />
2.10<br />
3.68<br />
االنحراف<br />
املعياري<br />
0.99<br />
0.84<br />
1.03<br />
1.07<br />
1.15<br />
1.14<br />
1.11<br />
1.24<br />
1.27<br />
1.23<br />
0.85<br />
التقومي<br />
قوي<br />
قوي<br />
قوي<br />
قوي<br />
متوسط<br />
متوسط<br />
ضعيف<br />
ضعيف<br />
ضعيف<br />
ضعيف جداً<br />
قوي<br />
يتضح من نتائج اجلدول السابق أن الدوافع لجتماعية وراء استخدام الشباب لوسائل<br />
لتصال احلديثة، كانت قوية على الفقرات )17،23 ،25( ،16 ؛ حيث تراوحت املتوسطات<br />
احلسابية لها ما بني )3.64- 3.92( ، بينما كانت هذه الدوافع لجتماعية متوسطة على<br />
الفقرات )24، 21( على الرتتيب، حيث بلغت املتوسطات احلسابية للستجابة عليها )3.44(<br />
و )3.28( على الرتتيب. يف حني كانت هذه الدوافع لجتماعية ضعيفة على الفقرات )22،<br />
20( 18، ، حيث تراوحت املتوسطات احلسابية لها ما بني )2.51- 2.97( على الرتتيب.<br />
كما كان تقدير أفراد العينة ضعيفاً جداً على الفقرة )19( حيث بلغ املتوسط احلسابي لها<br />
)2.10( . أما فيما يتعلق بالتقدير الكلي ملجال الدوافع لجتماعية وراء استخدام الشباب<br />
لوسائل لتصال احلديثة، فقد كان مبستوى قوي، حيث بلغ املتوسط احلسابي لهذا املجال<br />
. )3.68(<br />
◄◄السوؤال الثالث: ما الدوافع االإدارية االأكرث اأهمية وراء استخدام الشباب<br />
الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة؟<br />
للإجابة عن هذا السوؤال حُ سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />
استجابات أفراد الدراسة على املجال الثالث من أداة الدراسة واملخصص للدوافع الإدارية<br />
37
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة، واجلدول الآتي يوضح ذلك:<br />
الجدول )6(<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والتقييم النسبي لدرجات استجابات أفراد الدراسة<br />
على مجال الدوافع اإلدارية مرتبة تنازلياً تبعاً ألهميتها<br />
الرقم<br />
التسلسلي<br />
الرقم<br />
الرتتيبي<br />
البنود<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
االنحراف<br />
املعياري<br />
التقومي<br />
0.69<br />
0.88<br />
0.90<br />
0.89<br />
0.91<br />
0.95<br />
0.99<br />
0.95<br />
0.99<br />
1.02<br />
0.67<br />
4.47<br />
4.33<br />
4.31<br />
4.26<br />
4.23<br />
4.17<br />
4.16<br />
4.07<br />
3.99<br />
3.69<br />
4.08<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
7<br />
8<br />
9<br />
10<br />
سهولة لستخدام ورسعة احلصول على املعلومة<br />
توفر الوقت واجلهد يف احلصول على ما أريد<br />
تسهل علي لتصال بالعامل اخلارجي<br />
تتيح فرص لتصال باأشكال متنوعة مرئية ومسموعة<br />
ميكن تخزين املعلومات ولحتفاظ بها لفرتة طويلة<br />
تعطي نتائج رسيعة وتقدم خدمات تعليمية مهمة<br />
ملجاراة التطور التكنولوجي احلاصل يف العامل<br />
تقدم خدمات يف أي وقت ودون حتفظ<br />
تعترب أقل تكلفة مقارنة بالوسائل الأخرى<br />
للستمتاع والتسلية وممارسة الألعاب<br />
املتوسط الكلي ملجال الدوافع االإدارية<br />
قوي جداً<br />
قوي جداً<br />
قوي جداً<br />
قوي جداً<br />
قوي جداً<br />
قوي جداً<br />
قوي جداً<br />
قوي جداً<br />
قوي<br />
قوي<br />
قوي جداً<br />
26<br />
28<br />
33<br />
27<br />
32<br />
30<br />
34<br />
31<br />
29<br />
35<br />
يتضح من نتائج اجلدول السابق أن الدوافع الإدارية وراء استخدام الشباب لوسائل<br />
لتصال احلديثة، كانت قوية جداً على الفقرات )26؛ 31( 34، 30، 32، 27، 33، 28، على<br />
الرتتيب؛ حيث تراوحت املتوسطات احلسابية لها ما بني )4.07- 4.47(، بينما كانت هذه<br />
الدوافع الإدارية قوية على الفقرات )29، 35(، حيث بلغت املتوسطات احلسابية للستجابة<br />
عليها )3.99( و )3.69( على الرتتيب. أما فيما يتعلق بالتقدير الكلي ملجال الدوافع<br />
الإدارية وراء استخدام الشباب لوسائل لتصال احلديثة، فكان مبستوى قوي جداً، حيث بلغ<br />
املتوسط احلسابي لهذا املجال )4.08( .<br />
من معطيات اجلداول السابقة ميكن ترتيب جمالت الدوافع وراء استخدام الشباب<br />
لوسائل لتصال احلديثة كما هو مبني يف اجلدول الآتي:<br />
الجدول )7(<br />
ترتيب مجاالت الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام الشباب لوسائل االتصال الحديثة<br />
الرقم<br />
املجال<br />
املتوسط احلسابي<br />
االنحراف املعياري<br />
التقومي<br />
الإداري<br />
0.67 قوي جداً<br />
4.08<br />
1<br />
38
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الرقم<br />
املجال<br />
املتوسط احلسابي<br />
االنحراف املعياري<br />
التقومي<br />
0.74<br />
0.85<br />
73 .0<br />
3.93<br />
3.68<br />
75 .3<br />
النفسي<br />
لجتماعي<br />
الدرجة الكلية<br />
قوي<br />
قوي<br />
قوي<br />
2<br />
3<br />
يتضح من نتائج اجلدول السابق أن الدوافع الإدارية هي الأكرث أهمية وراء استخدام<br />
الشباب لوسائل لتصال احلديثة، يلي ذلك الدوافع النفسية، ثم الدوافع لجتماعية، التي<br />
كانت الدوافع الأقل أهمية وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة بالرغم من قوتها.<br />
ويتبني أيضاً من معطيات النتائج السابقة أن الدوافع اخلمسة الأكرث أهمية وراء<br />
استخدام الشباب لوسائل لتصال احلديثة، هي سهولة لستخدام ورسعة احلصول على<br />
املعلومة، وتوافر الوقت واجلهد يف احلصول على ما أريد، تسهل علي لتصال بالعامل<br />
اخلارجي، تتيح فرص لتصال باأشكال متنوعة مرئية ومسموعة، ميكن تخزين املعلومات<br />
ولحتفاظ بها لفرتة طويلة على الرتتيب، وهي جميعها تندرج حتت املجال الإداري. بينما<br />
الدوافع اخلمسة الأقل أهمية وراء استخدام هوؤلء الشباب لوسائل لتصال احلديثة فكانت:<br />
من أجل التشبه بالشخصيات املشهورة، للمفاخرة أمام الآخرين، جلذب انتباه اجلنس<br />
الآخر، تقليد الأصدقاء والزملء ومسايرتهم، يجنبني ذلك الشعور بالنقص أمام الآخرين<br />
على الرتتيب، وتندرج ثلثة من هذه الدوافع حتت املجال لجتماعي، ويندرج الدافعان<br />
الآخران حتت املجال النفسي.<br />
ميكن لستنتاج من النتائج السابقة- وعلى غري ما هو متوقع- أن هناك ترشيداً<br />
معقولً لستخدام وسائل لتصال احلديثة على اختلف أنواعها، حيث أظهرت هذه النتائج<br />
شيوع استخدام هذه الوسائل لدى الشباب لأغراض إدارية من أجل الرسعة واملوضوعية<br />
يف احلصول على املعلومات التي تخص تعلمهم وعلقاتهم، بينما هناك موؤرشات على<br />
أن لستخدام السلبي لوسائل لتصال احلديثة سواء كان مرتبط بالدوافع الثانوية أم ذات<br />
العلقة باملفاخرة ولفت لنتباه والتقليد الأعمى ومسايرة الأصدقاء، أم كان مرتبطاً بدوافع<br />
نفسية تعرب عن الشعور بالنقص، ولفت لنتباه، كان ضعيفاً وأقل شيوعاً لدى الشباب.<br />
ولدى مقارنة هذه النتائج مع نتائج الدراسات السابقة تبنيَّ أنها تتفق مع دراسات<br />
)أبو زيد، 2003؛ 2004 ,Borques؛ منصور، 2004؛ 2005 ,Huang؛ rDollman & Mo<br />
2007 ,gan؛ موؤسسة الزحف الأخرض، Sussex, 2008 ،2008 )Chune, White & التي<br />
أظهرت نتائجها وجود علقة موجبة بني الدوافع املختلفة النفسية ولجتماعية وبني<br />
استخدام وسائل لتصال احلديثة. بينما تتعارض مع نتائج دراسات )1998 ,Brown؛<br />
39
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
قسم الدراسات والبحوث الإعلمية، 1998؛ ثابت، 2006( التي أظهرت وجود علقة سالبة<br />
بني الدوافع النفسية ولجتماعية وبني استخدام الشباب لهذه الوسائل.<br />
وبذلك، فاإن استخدام الشباب لوسائل لتصال وتقنياتها احلديثة واملختلفة يظهر،<br />
كما توؤكد استجاباتهم، على لستخدام العملي الذي يوفر الوقت واجلهد يف احلصول<br />
على املعلومات، ويشعرهم بتحقيق ذواتهم وكفاءتهم يف لطلع على العامل اخلارجي<br />
والتواصل مع غريهم، ويف هذا الصدد يوؤكد عودة ومرسي )1994( على أن حاجة الشباب<br />
إىل اجلامعة ولنتماء من أهم احلاجات الأساسية التي تلح يف الإشباع، وتدفع بهم إىل<br />
لرتباط باجلماعة والعامل اخلارجي، وهذا ما يُشعر الشاب مبكانته وتقديره لنفسه، عندما<br />
يجد الوسائل املناسبة للتواصل الإيجابي مع غريه.<br />
مما سبق يتضح أن أهم الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية املرتبطة باستخدام<br />
الشباب وسائل لتصال احلديثة: )احلاسوب ولنرتنت والهواتف املحمولة والدش(<br />
إحساسهم باأنها جتعلهم يحصلون على املعلومات اللزمة لتعلمهم من جهة، واملعلومات<br />
التي تهمهم شخصياً، ويريدون معرفتها حلل مشكلتهم اليومية باأقل جهد ووقت من جهة<br />
أخرى، وهم يرون بهذه الوسائل والتقنيات احلديثة سبيلً ناجعاً للحصول على ما يريدون<br />
بفعالية وإتقان، وتوفر لهم كماً هائلً من املوضوعات يف جمالت املعرفة املختلفة. وقد<br />
أشار )2004 )Melivin, أن الأفراد يتعلمون الكثري عن الآخرين والأشياء العديدة يف احلياة<br />
والعامل اخلارجي من حولهم من خلل وسائل لتصال املرئية واملسموعة.<br />
◄السوؤال الرابع: هل توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية واالجتماعية<br />
واالإدارية وراء استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة تُعزى<br />
ملتغري اجلنس؟<br />
40<br />
◄<br />
للإجابة عن هذا السوؤال حُ سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />
أفراد الدراسة يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل<br />
لتصال احلديثة، كما اُستخدم اختبار )ت( وكانت كما هي مبينة يف اجلدول الآتي:<br />
الجدول )8(<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات أفراد الدراسة في مجاالت الدوافع النفسية<br />
واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة، ونتائج اختبار )ت(<br />
املجاالت<br />
جمال الدوافع النفسية<br />
لداللة الفروق بين هذه المتوسطات تبعاً لمتغير الجنس<br />
الذكور )ن=136(<br />
االإناث =( )212<br />
قيمة )ت( املحسوبة<br />
2.23<br />
0.77<br />
3.86<br />
0.67<br />
4.04<br />
مستوى الداللة<br />
0.095
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املجاالت<br />
جمال الدوافع لجتماعية<br />
جمال الدوافع الإدارية<br />
املجموع الكلي<br />
الذكور )ن=136(<br />
قيمة )ت( املحسوبة<br />
مستوى الداللة<br />
0.879<br />
0.874<br />
0.417<br />
1.39<br />
0.73<br />
2.18<br />
االإناث =( )212<br />
0.85 3.63<br />
0.61 4.10<br />
0.70 3.68<br />
0.86 3.76<br />
0.75 4.05<br />
0.76 3.85<br />
يشري اجلدول السابق إىل عدم وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد<br />
الدراسة يف جمال الدوافع النفسية ولجتماعية الإدارية واملجموع الكلي وراء استخدام<br />
وسائل لتصال احلديثة تبعاً ملتغري اجلنس.<br />
ولدى مقارنة هذه النتائج مع نتائج الدراسات السابقة تبني أنها تتفق كلياً أو جزئياً<br />
مع دراسات )1998 ,Brown؛ عليان والقيسي، 1999؛ 2004 ,Borques؛ منصور، 2004؛<br />
2005 ,Huang؛ Sussex, 2008 )Chune, White & التي دلت نتائجها على عدم وجود<br />
فروق يف استخدام وسائل لتصال احلديثة تبعاً ملتغري اجلنس. بينما تعارضت مع دراسات<br />
)قسم الدراسات والبحوث الإعلمية، 1998؛ عبد السلم، 1998؛ أبو زيد، 2003؛ Dollman<br />
Morgan, 2007 &( التي أظهرت وجود فروق بني اجلنسني يف استخدام وسائل لتصال<br />
احلديثة لصالح الذكور.<br />
وقد يكون مرد ذلك إىل التقارب العمري بني اجلنسني، والتقارب بينهم يف التفكري<br />
واحلاجات ولجتاهات والدوافع والظروف لجتماعية والثقافية التي يعيش فيها أفراد<br />
هذه الدراسة، فهم ينتمون إىل بيئة جغرافية وثقافية حمدودة ومتقاربة يف العادات<br />
والتقاليد والقيم، حيث تشري بعض الدراسات إىل أن استخدام وسائل لتصال من جانب<br />
الأفراد، ينسجم مع أساليبهم يف احلياة )Lifestyles( وقيمهم السائدة )أبو زيد، 2003؛<br />
Reenberg, 1990 )Frank & ، وأن أساليب احلياة ومنظومة القيم السائدة بالنسبة لأفراد<br />
هذه الدراسة قد تكون متجانسة ومتشابهة، وأن ما يخضع له الذكور والإناث يف البيئة، تقل<br />
فيها الفجوات الثقافية ولجتماعية، وهذا ما يزيد من التقارب بني اجلنسني يف استخدام<br />
الوسائل والتقنيات اللزمة حلياتهم.<br />
◄◄السوؤال اخلامس: هل توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية<br />
واالجتماعية واالإدارية وراء استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال<br />
احلديثة تُعزى ملتغري التخصص؟<br />
للإجابة عن هذا السوؤال حُ سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />
أفراد الدراسة يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل<br />
41
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
لتصال احلديثة، تبعاً ملتغري التخصص الدراسي واملبينة يف اجلدول الآتي:<br />
الجدول )9(<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات أفراد الدراسة في مجاالت الدوافع النفسية<br />
واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة الحديثة تبعاً لمتغير التخصص الدراسي<br />
التخصص<br />
الرتبية<br />
االإدارة<br />
احلاسوب<br />
اخلدمة<br />
املجاالت<br />
الدوافع النفسية<br />
الدوافع لجتماعية<br />
الدوافع الإدارية<br />
املجموع الكلي<br />
املتوسط<br />
االنحراف<br />
املتوسط<br />
االنحراف<br />
املتوسط<br />
االنحراف<br />
املتوسط<br />
االنحراف<br />
0.81<br />
0.66<br />
0.77<br />
0.76<br />
3.99<br />
3.85<br />
4.12<br />
3.89<br />
0.79<br />
1.07<br />
0.89<br />
0.92<br />
3.94<br />
3.33<br />
3.97<br />
3.71<br />
0.65<br />
0.86<br />
0.68<br />
0.63<br />
3.97<br />
3.63<br />
4.20<br />
3.85<br />
0.76<br />
0.83<br />
0.59<br />
0.73<br />
3.89<br />
3.73<br />
4.03<br />
3.67<br />
يشري اجلدول السابق إىل وجود فروق بني املتوسطات احلسابية لدرجات أفراد الدراسة<br />
يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة،<br />
تبعاً ملتغري التخصص الدراسي، وملعرفة دللة الفروق بني هذه املتوسطات، استخدم<br />
اختبار حتليل التباين الأحادي )ANOVA( واملبينة نتائجه يف اجلدول الآتي:<br />
الجدول )10(<br />
نتائج اختبار تحليل التباين األحادي لداللة الفروق بين هذه المتوسطات الحسابية لدرجات أفراد الدراسة<br />
في مجاالت الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة<br />
تبعاً لمتغير التخصص الدراسي<br />
املجاالت<br />
جمموع<br />
املربعات<br />
درجات<br />
احلرية<br />
متوسط<br />
املربعات<br />
قيمة )ف(<br />
املحسوبة<br />
مستوى<br />
الداللة<br />
0.848<br />
0.549<br />
0.154<br />
0.268<br />
1.221<br />
1.763<br />
0.146<br />
0.546<br />
0.880<br />
0.721<br />
0.781<br />
0.443<br />
3<br />
344<br />
347<br />
3<br />
344<br />
347<br />
3<br />
344<br />
347<br />
0.44<br />
187.91<br />
188.35<br />
2.64<br />
247.82<br />
250.46<br />
2.34<br />
152.41<br />
154.75<br />
الدوافع النفسية<br />
الدوافع لجتماعية<br />
الدوافع الإدارية<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات<br />
املجموع<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات<br />
املجموع<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات<br />
املجموع<br />
42
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املجاالت<br />
جمموع<br />
املربعات<br />
درجات<br />
احلرية<br />
متوسط<br />
املربعات<br />
قيمة )ف(<br />
املحسوبة<br />
مستوى<br />
الداللة<br />
0.130<br />
1.899<br />
1.000<br />
0.527<br />
3<br />
344<br />
347<br />
3.00<br />
181.25<br />
184.25<br />
املجموع الكلي<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات<br />
املجموع<br />
يشري اجلدول السابق إىل عدم وجود فروق دالة إحصائياً بني املتوسطات احلسابية<br />
لدرجات أفراد الدراسة، يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية واملجوع الكلي<br />
لهذه املجالت وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة، تبعاً ملتغري التخصص الدراسي.<br />
ولدى مقارنة هذه النتائج مع نتائج الدراسات السابقة، تبني أنها تتفق كلياً أو جزئياً<br />
مع دراسات )2005 ,Huang؛ Sussex, 2008 ،)Chune, White & والتي دلت نتائجها<br />
على عدم وجود فروق يف استخدام وسائل لتصال احلديثة تبعاً ملتغري التخصص. بينما<br />
تعارضت مع )منصور، 2004؛ عبد السلم، 1998؛ Morgan, 2007 )Dollman & التي<br />
أظهرت وجود فروق يف استخدام وسائل لتصال احلديثة تبعاً ملتغري التخصص، سواء كان<br />
ذلك لصالح التخصصات النظرية أم العلمية.<br />
وتوؤكد هذه النتيجة أن استخدام وسائل لتصال احلديثة تتاأثر بالدوافع النفسية<br />
ولجتماعية والإدارية للأفراد بغض النظر عن جمال تخصصاتهم الدراسية، وقد يفرس ذلك<br />
بالتقدم يف جمال الوصول للمعرفة واملعلومات يف املجالت املختلفة؛ حيث أصبح لهتمام<br />
من قبل الطلبة يف تخصصاتهم كافة باستخدام التقنيات احلديثة للحصول للمعلومات<br />
وتخزينها، أو من أجل التواصل مع العامل اخلارجي، وبخاصة أن معظم اجلامعات اليوم<br />
تستخدم مصادر التعليم للكرتوين واستخدام التقنيات احلديثة كاحلاسوب ولنرتنت. وهذا<br />
الوضع يحتم على الطلبة مواكبة عرص التقنيات لإشباع حاجاتهم العلمية والتعليمية؛ حيث<br />
يشري )1989 )Young, يف هذا املجال إىل أن استخدام الشباب لوسائل لتصال احلديثة<br />
مرتبط بدوافعهم نحو حتقيق حاجاتهم املرتبطة بحب لستطلع ولستثارة، وأن الإنسان<br />
عادة ما يبحث عن اجلديد يف املعلومات والوسائل، وقد يكون مرد ذلك لرغبته يف التعبري عما<br />
يجول يف داخله من مشاعر وحاجات نفسية واجتماعية )Kaatz,2002؛ )Brown, 1998 .<br />
◄◄السوؤال السادس: هل توجد فروق جوهرية يف الدوافع النفسية<br />
واالجتماعية واالإدارية وراء استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال<br />
احلديثة، تُعزى ملتغري الدخل الشهري لالأرسة؟<br />
43
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
للإجابة عن هذا السوؤال حُ سبت املتوسطات احلسابية ولنحرافات املعيارية لدرجات<br />
أفراد الدراسة يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل<br />
لتصال احلديثة تبعاً ملتغري الدخل الشهري للأرسة واملبينة يف اجلدول الآتي:<br />
الجدول )11(<br />
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات استجابات أفراد الدراسة في مجاالت الدوافع النفسية<br />
واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة الحديثة تبعاً لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />
3001 فاأكرث<br />
3000 -2501<br />
2500 -2001<br />
1500 فاأقل -1501 2000<br />
التخصص<br />
املجاالت<br />
املتوسط<br />
االنحراف<br />
املتوسط<br />
االنحراف<br />
املتوسط<br />
االنحراف<br />
املتوسط<br />
االنحراف<br />
املتوسط<br />
االنحراف<br />
0.73<br />
4.09<br />
0.60<br />
3.79<br />
0.61<br />
4.01<br />
0.93<br />
3.64<br />
0.70<br />
النفسية 4.08<br />
0.784<br />
0.69<br />
0.64<br />
3.84<br />
4.24<br />
3.92<br />
0.82<br />
0.63<br />
0.70<br />
3.36<br />
4.06<br />
3.77<br />
0.83<br />
0.74<br />
0.73<br />
3.70<br />
4.07<br />
3.72<br />
0.82<br />
0.57<br />
0.81<br />
3.61<br />
4.02<br />
3.45<br />
0.93<br />
0.67<br />
0.69<br />
3.82<br />
4.03<br />
3.79<br />
لجتماعية<br />
الإدارية<br />
املجموع<br />
يشري اجلدول السابق إىل وجود فروق بني املتوسطات احلسابية لدرجات أفراد الدراسة<br />
يف جمالت الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية وراء استخدام وسائل لتصال احلديثة<br />
تبعاً ملتغري الدخل الشهري للأرسة، وملعرفة دللة الفروق بني هذه املتوسطات، استخدم<br />
اختبار حتليل التباين الأحادي )ANOVA( واملبينة نتائجه يف اجلدول الآتي:<br />
الجدول )12(<br />
نتائج اختبار تحليل التباين األحادي لداللة الفروق بين هذه المتوسطات الحسابية لدرجات أفراد الدراسة<br />
في مجاالت الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام وسائل االتصال الحديثة<br />
املجاالت<br />
الدوافع النفسية<br />
الدوافع لجتماعية<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات<br />
املجموع<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات<br />
املجموع<br />
تبعاً لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />
جمموع<br />
املربعات<br />
10.75<br />
177.59<br />
188.35<br />
9.17<br />
241.28<br />
250.45<br />
درجات<br />
احلرية<br />
4<br />
343<br />
347<br />
4<br />
343<br />
347<br />
متوسط<br />
املربعات<br />
2.689<br />
0.518<br />
قيمة )ف(<br />
املحسوبة<br />
5.193<br />
مستوى<br />
الداللة<br />
0.000<br />
0.012<br />
3.260<br />
2.293<br />
0.703<br />
44
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املجاالت<br />
الدوافع الإدارية<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات<br />
املجموع<br />
بني املجموعات<br />
داخل املجموعات<br />
املجموع<br />
جمموع<br />
املربعات<br />
درجات<br />
احلرية<br />
متوسط<br />
املربعات<br />
قيمة )ف(<br />
املحسوبة<br />
مستوى<br />
الداللة<br />
0.043<br />
0.003<br />
2.245<br />
4.042<br />
0.988<br />
0.440<br />
2.073<br />
0.513<br />
4<br />
343<br />
347<br />
4<br />
343<br />
347<br />
3.95<br />
150.80<br />
154.75<br />
8.29<br />
175.95<br />
184.25<br />
املجموع الكلي<br />
دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />
دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.01 =α)<br />
يشري اجلدول السابق إىل وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد<br />
الدراسة يف جمال الدوافع النفسية ولجتماعية والإدارية واملجموع الكلي تبعاً ملتغري<br />
الدخل الشهري للأرسة، وملعرفة اجتاه هذه الفروق اُستخدم اختبار )LSD( للمقارنات<br />
البعدية، واملبينة نتائجه يف اجلداول )11 – 13( الآتية:<br />
جمال الدوافع النفسية:<br />
الجدول )13(<br />
نتائج اختبار )LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد الدراسة<br />
في مجال الدوافع النفسية تبعاً لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />
3001 فاأكرث<br />
3000 -2501<br />
2500 -2001<br />
الدخل 1500 فاأقل -1501 2000<br />
0.949<br />
0.000<br />
0.489<br />
0.022<br />
-<br />
0.018<br />
0.240<br />
0.076<br />
-<br />
-<br />
0.501<br />
0.002<br />
-<br />
-<br />
-<br />
0.000<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
1500 فاأقل<br />
2000 -1501<br />
2500 -2001<br />
3000 -2501<br />
3001 فاأكرث<br />
دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />
دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.01 =α)<br />
يتضح من النتائج املعروضة يف اجلدول السابق:<br />
45<br />
♦ ♦<br />
وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد الدراسة يف جمال الدوافع
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
النفسية تبعاً ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )1500 فاأقل( والفئات )1501 – 2000(<br />
و )2501 – 3000( ، وذلك لصالح فئة )1500 فاأقل( )أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />
وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />
النفسية تبعاً ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )1501- 2000( والفئات )2001 –2500(<br />
و )3001 فاأكرث( ، وذلك لصالح الفئتني الأخريتني )أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />
وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />
النفسية تبعاً ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )2501- 3000( والفئات )3001 فاأكرث(،<br />
لصالح الفئة الأخرية )أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />
هذه النتائج تعني أن الشباب ذوي الأرس التي دخلها يندرج ضمن الفئة الدنيا أو<br />
العليا على حد سواء، تكون دوافعهم النفسية أكرث أهمية يف استخدام وسائل لتصال<br />
احلديثة موازنة بالفئات متوسطة الدخل.<br />
جمال الدوافع االجتماعية:<br />
الجدول )14(<br />
نتائج اختبار )LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد الدراسة<br />
الدخل<br />
في مجال الدوافع االجتماعية تبعاً لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />
3001 فاأكرث<br />
0.891<br />
0.136<br />
0.354<br />
0.002<br />
-<br />
3000 -2501<br />
0.002<br />
0.098<br />
0.018<br />
-<br />
-<br />
2500 -2001<br />
0.398<br />
0.510<br />
-<br />
-<br />
-<br />
2000 -1501<br />
0.148<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
1500 فاأقل<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
1500 فاأقل<br />
2000 -1501<br />
2500 -2001<br />
3000 -2501<br />
3001 فاأكرث<br />
دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />
يتضح من النتائج املعروضة يف اجلدول السابق:<br />
وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />
لجتماعية تبعاً ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )1500 فاأقل( والفئة )2501 –<br />
3000( وذلك لصالح فئة )1500 فاأقل( )أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />
46<br />
♦<br />
♦
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />
لجتماعية تبعاً ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )2001 –2500( و )2501- 3000(،<br />
وذلك لصالح الفئة الأوىل )أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />
وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />
النفسية تبعاً ملستوى دخل الأرسة وذلك بني فئة )2501- 3000( والفئات )3001 فاأكرث(<br />
، لصالح الفئة الأخرية )أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />
هذه النتائج تعني أن الشباب الذين كان دخل الأرسة لديهم من الفئة الدنيا أو العليا،<br />
تكون دوافعهم لجتماعية أكرث أهمية يف استخدام وسائل لتصال احلديثة مقارنة<br />
بالفئات متوسطة الدخل.<br />
جمال الدوافع اإلدارية:<br />
الجدول )15(<br />
نتائج اختبار )LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد الدراسة<br />
الدخل<br />
في مجال الدوافع االجتماعية تبعاً لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />
3001 فاأكرث<br />
0.031<br />
0.033<br />
0.043<br />
0.045<br />
-<br />
3000 -2501<br />
0.542<br />
0.098<br />
0.138<br />
-<br />
-<br />
2500 -2001<br />
0.398<br />
0.510<br />
-<br />
-<br />
-<br />
2000 -1501<br />
0.177<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
1500 فاأقل<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
1500 فاأقل<br />
2000 -1501<br />
2500 -2001<br />
3000 -2501<br />
3001 فاأكرث<br />
دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />
يتضح من النتائج املعروضة يف اجلدول السابق، وجود فروق دالة إحصائياً بني<br />
متوسطات درجات أفراد الدراسة يف جمال الدوافع الإدارية تبعاً ملستوى دخل الأرسة<br />
الشهري، وذلك بني فئة )3001 فاأكرث( والفئات )1500 فاأقل( و )1501 – 2000( و<br />
)2001- 2500( و )2501 – 3000( لصالح الفئة الأوىل )أنظر جدول املتوسطات رقم<br />
8( ، وهذه النتائج تعني أن الشباب الذين كان دخل الأرسة لديهم من الفئة العليا من حيث<br />
الدخل الشهري، تكون دوافعهم الإدارية أكرث أهمية يف استخدام وسائل لتصال احلديثة<br />
مقارنة بالفئات الدخل الأخرى.<br />
47
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
اجملموع الكلي:<br />
الجدول )16(<br />
نتائج اختبار )LSD( للمقارنات البعدية لداللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد الدراسة<br />
في المجموع الكلي للدوافع تبعاً لمتغير الدخل الشهري لألسرة<br />
3001 فاأكرث<br />
3000 -2501<br />
2500 -2001<br />
الدخل 1500 فاأقل -1501 2000<br />
0.324<br />
0.488<br />
0.764<br />
0.004<br />
-<br />
1500 فاأقل<br />
0.000<br />
0.046<br />
0.002<br />
-<br />
-<br />
2000 -1501<br />
0.473<br />
0.328<br />
-<br />
-<br />
-<br />
2500 -2001<br />
0.116<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
3000 -2501<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
3001 فاأكرث<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.05 =α)<br />
دال إحصائيا عند مستوى الداللة (0.01 =α)<br />
يتضح من النتائج املعروضة يف اجلدول السابق:<br />
وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />
الكلية تبعاً ملستوى دخل الأرسة، وذلك بني فئة )1500 فاأقل( والفئة )1501 – 2000( ،<br />
وذلك لصالح الفئة الأوىل )أنظر جدول املتوسطات رقم 8( .<br />
وجود فروق دالة إحصائياً بني متوسطات درجات أفراد الدراسة يف جمال الدوافع<br />
النفسية تبعاً ملستوى دخل الأرسة، وذلك بني فئة )1501- 2000( والفئات )2001 –<br />
2500( و )2501 – 3000( و )3001 فاأكرث( ، وذلك لصالح الفئات الأخرية )أنظر جدول<br />
املتوسطات رقم 8( .<br />
هذه النتائج تعني أن الشباب الذين كان دخل الأرسة لديهم من الفئة الدنيا أو العليا،<br />
تكون دوافعهم النفسية ولجتماعية بشكل عام أكرث أهمية يف استخدام وسائل لتصال<br />
احلديثة مقارنة بالفئات متوسطة الدخل.<br />
48
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املقرتحات والتوصيات:<br />
يف ضوء نتائج الدراسة ومناقشتها ميكن تقدمي املقرتحات والتوصيات االآتية:<br />
.1الرتكيز 1 على العوامل النفسية ولجتماعية يف عملية التواصل الفعال مع الشباب.<br />
.2توفري 2 آليات فعالة جلذب انتباه الشباب، بحيث تكون غري مستفزة لنفعالتهم<br />
وعواطفهم.<br />
.3مساعدة 3 الشباب على مواكبة التطور التكنولوجي، واستخدام التقنيات الرتبوية<br />
احلديثة دون إثارة عواطفهم الغريزية<br />
.4 4 دعوة الباحثني املتخصصني لإجراء مزيد من البحوث والدراسات، باستخدام<br />
عينات من جمتمعات حملية خمتلفة، ومتغريات متنوعة، لتعميق النتائج يف جمال هذه<br />
الدراسة.<br />
49
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- املراجع العربية:<br />
1إبراهيم، . 1 جمدي )2004( تربويات لنرتنت موسوعة التدريس. ط.1، ج.2 ، عمان: دار<br />
املسري، للنرش والتوزيع والطباعة.<br />
2أبو . 2 زيد، نبيلة. )2003 (. »الدوافع النفسية ولجتماعية املرتبطة باستخدام أجهزة<br />
لتصال احلديثة لدى املراهقني«. جملة علم النفس. )65- 17 66( ، 72- 91.<br />
3أبو . 3 عرقوب، إبراهيم . )1993 ) . لتصال الإنساين ودوره يف التفاعل لجتماعي.عمان:<br />
جملوي للنرش والتوزيع.<br />
4ثابت، . 4 سعيد . )2006 (. »مشاهدة التلفزيون على سلوك الطالبات اجلامعيات«. جريدة<br />
البيان، العدد )189( .<br />
5جامعة . 5 القدس املفتوحة. )2005 ) . علم النفس الرتبوي. نابلس: منشورات جامعة<br />
القدس املفتوحة.<br />
6حسني، . 6 فاروق )1997 ) لنرتنت الشبكة الدولية للمعلومات. بريوت: دار الراتب<br />
اجلامعية.<br />
7حناوي، . 7 جمدي )2005 ) اجتاهات املرشفني الأكادمييني نحو لنرتنت واستخداماتها<br />
يف التعليم يف جامعة القدس املفتوحة يف فلسطني. رسالة ماجستري غري منشورة،<br />
جامعة النجاح، نابلس.<br />
8الدعيلج، . 8 إبراهيم. )1995 (. »الآثار واملواجهة للبث املبارش تربوياً وإعلمياً على<br />
املجتمع السعودي«. جريدة الرياض، العدد )12882( .<br />
9دافور، . 9 أرلند )ترجمة منى ملحيس ونبال ادلبي(. )1998 (. لنرتنت. بريوت: الدار<br />
العربية للعلوم.<br />
1010راجح، أحمد عزت . )1987 ) . أصول علم النفس. القاهرة: دار املعارف<br />
11 الزهراين، راشد. )2004 ) . تقنيات املعلومات بني التبني ولبتكار. الرياض: مطبوعات<br />
مكتبة امللك فهد الوطنية.<br />
50<br />
1
51<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
1212الرسوري، أحمد . )2007( . اجليل الثالث للموبايل والتعلم والتعليم.<br />
www.deyaa.org.<br />
1313سكيك، حازم . )2008 ) . كيف يعمل التلفون املحمول )اجلوال( ؟ اجلزء اخلامس.<br />
www.hazemsakeek.com/ QandA/ cell_phone_5/ cell_phone_5.htm.<br />
1414سكيك، حازم . )2007 ) . كيف يعمل التلفون املحمول )اجلوال( ؟ اجلزء الرابع.<br />
www.hazemsakeek.com/ QandA/ cell_phone_4/ cell_phone_4.htm.<br />
1515سكيك، حازم . )2006 ) . كيف يعمل التلفون املحمول )اجلوال( ؟ اجلزء الأول والثاين<br />
الثالث.<br />
www.hazemsakeek.com/ QandA/ cell_phone_3/ cell_phone_3.htm.<br />
1616سلمة، حسني . )1997 (. أوساط تخزين املعلومات. عمان: دار الفكر للنرش.<br />
1717عبد اللطيف، وليد . )2007 (. تطور استخدام املوبايل.<br />
www.kw/final/NewspaperWebsitepublic/ ArticlePage.aspx?ArticleD=318535.<br />
1818عبد السلم، جنوى )1998 ) أمناط ودوافع استخدام الشباب املرصي لشبكة لنرتنت.<br />
دراسة استطلعية، املوؤمتر العلمي الرابع، القاهرة: مرص.<br />
1919العبيدي، منصور )1996( لنرتنت استثمار املستقبل. ط.1 ، الرياض: مكتبة امللك فهد<br />
الوطنية.<br />
2020عليان، ربحي والدبس حممد )2003( وسائل لتصال وتكنولوجيا التعليم. ط.2 ، عمان:<br />
دار الصفا للنرش والتوزيع.<br />
2121عليان، ربحي والقيسي، منال )1999 ) »استخدم شبكة لنرتنت يف املكتبات اجلامعية،<br />
دراسة حالة ملكتبة البحرين«. رسالة املكتبة، م. 34، ع. 39، ص7.<br />
222 عودة، حممد ومرسي، كمال . )1994 (. الصحة النفسية يف ضوء علم النفس الإسلمي.<br />
الكويت: دار القلم.<br />
) 23 . »تاأثري القنوات الفضائية على الأفراد<br />
23قسم الدراسات والبحوث الإعلمية . )1998<br />
واملجتمع«. جريدة الوطن، القاهرة، )696( 2 بتاريخ 15 أيلول 1998.
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
2424منصور، حتسني )2004 ) »استخدام لنرتنت ودوافعها لدى طلبة جامعة البحرين«.<br />
املجلة العربية للعلوم الإنسانية، ع. 86، الكويت: جملس النرش العلمي.<br />
2525موؤسسة الزحف الأخرض . )2008 ) . وسائل لتصال احلديثة وتاأثرياتها على التقارب<br />
لجتماعي بني أفراد الأرسة. متوفر على شبكة لنرتنت:<br />
www.azzahfalakhder.con/ content/ view/ 989/ 31.<br />
2626اليوسف، شعاع . )2006 ) . التقنيات احلديثة: فوائد وأرضار دراسة للتاأثريات السلبية<br />
على صحة الفرد. سلسلة كتاب الأمة، البحرين: وزارة الأوقاف بالبحرين.<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
8.<br />
9.<br />
52<br />
ثانياً- املراجع األجنبية:<br />
Bernard, H. (2005) . Psychology of learning and teaching. 6th ed, New<br />
York: McGraw- Hill.<br />
Biehler, R. (1990) . Psychology applied to teaching. Boston: Houghton<br />
Mifflin.<br />
Book, C. (2000) . Human communication: Principles, contexts and skills.<br />
New York: Martin’s Press.<br />
Borquez, A . (2004) . “Mobile and wireless technology: The impact in<br />
a higher education setting”. Dissertation Abstracts International, page.<br />
4165, No. AAI3155384.<br />
Brown, F . (1998) . “Deterrents to adult students in higher education: An<br />
analysis of participting adult students and non – participating adults at<br />
the university of mobile”. Dissertation Abstracts International, page. 50,<br />
No. AAI9823146.<br />
Chune, N, White, P & Susswx, R. (2008) . “The potential of using a mobile<br />
phone to access the inernet for learning EFL listening skills within Korean<br />
context”. ReCall, 20 (3) , 331- 347.<br />
Dance, F & Larson, C. (2003) . Speech communication concepts and<br />
behavior. New York: Rinehart & Winston.<br />
Dollman, L & Morgan, C. (2007) . “Improving social skills through the<br />
use of cooperative learning”. ERIC. ED.496112.<br />
Frank, R & Greenberg, M. (1990) . Public use of television: When is<br />
watched and why. New York: Beverly Hills- sage.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
10. Huang, J. (2005) . “Challenges of academic listening: Reports by Chinese<br />
students”. College Student Journal, 37 (3) , 553- 559.<br />
11. Junior, J. , Negretti, R. & Coutinho, C, . (2007) . “Methodology to<br />
use multimeia applications and mobile devices when teachin strutural<br />
anaysis”. Interntional confernce on engineering education, University of<br />
Combra, Purtugal: www.bristol.ac,uk/ cetl/ aims/ mobile_lab.<br />
12. Melivin, S. (2004) . Human Communication. New York: General Leaving<br />
Press.<br />
13. Neumann, V. (2008) . “Increasing reading comprehension of elementary<br />
students through fluency- based interventions”. ERIC, ED,500847.<br />
14. Kaatz, R. (2002) . An adertiser’s guide to electronic media. 5th ed,<br />
Columbus: Rain Book.<br />
15. Kunczik, M. (1992) . Communication and social change. 3th ed, New<br />
York: Friedrich – Ebert – Stiftung.<br />
16. Kratkoski, A. (2005) . “Teaching and learning with mobile computing<br />
devices: Closing the GAP”. Research Center for Educational Technology,<br />
Kent State University, USA:<br />
www.fhsu.edu/ mobileecomputing/ benefits.php.<br />
17. Stankeviciene, J. (2007) “Assessment of teaching quality: Survey of<br />
university graduates”. ERIC, ED. 498646.<br />
18. Young, J. (1989) . Programs of the brain. London: Oxford University<br />
Press.<br />
53
الدوافع النفسية واالجتماعية واإلدارية وراء استخدام<br />
الشباب الفلسطيني لوسائل االتصال احلديثة<br />
د. زياد بركات<br />
د. صائل صبحة<br />
54
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج<br />
حد التكلفة العشوائية- دراسة حالة البنوك<br />
اجلزائرية 2004( - )2008<br />
د.حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
أستاذ مساعد/ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير/ جامعة محمد خيضر/ بسكرة/ الجزائر.<br />
محاضر/ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير/ جامعة محمد خيضر/ بسكرة/ الجزائر.<br />
55
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
ملخص:<br />
لقد كان لنتشار ظاهرة العوملة آثار بعيدة املدى على خمتلف الأنشطة لقتصادية<br />
على النحو الذي فرض كثرياً من التحديات، ل سيما أمام الأنشطة املرصفية. ومن هذا<br />
املنطلق تظهر أهمية موضوع قياس الكفاءة املرصفية، خاصة يف حالة اجلزائر التي تشهد<br />
مرحلة انتقالية من لقتصاد املخطط إىل اقتصاد السوق، الذي يسند فيها للبنوك اجلزائرية<br />
دور كبري يف هذا لنتقال يف ظل غياب الدور الفعال لسوق رأس املال يف اجلزائر. لذا<br />
حاولت هذه الدراسة معاجلة الإشكالية املتعلقة مبدى متتع البنوك اجلزائرية بالكفاءة<br />
املرصفية، يف الفرتة من 2004- 2008، وذلك باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية<br />
كنموذج كمي، حيث قُ درت دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية Translog Cost Function<br />
بهدف قياس مرونات الإحلل، ومرونات الطلب السعرية، ووفورات احلجم والنطاق لعينة<br />
تتكون من ستة بنوك اجلزائرية.<br />
وقد خلصت هذه الدراسة إىل أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة تتمتع بكفاءة الإحلل<br />
بني عنارص الإنتاج، ولكنها ل تتمتع بالقدرة على التحكم يف تكاليفها الأمر الذي جعلها<br />
ل حتقق وفورات حجم تتيح لها التوسع يف حجم نشاطها. كما وجدت أن هذه البنوك تتمتع<br />
بوفورات نطاق تتيح لها تنويع منتجاتها. لذا توصي الدراسة السلطات اجلزائرية بالعمل<br />
على رفع كفاءة البنوك اجلزائرية من خلل زيادة استقلليتها، وبخاصة البنوك العمومية<br />
منها، ولرتقاء بكفاءة العنرص البرشي وحتديث البنوك، ودراسة إمكانية لندماج بني<br />
البنوك اجلزائرية لتقوية مراكزها املالية، وتقدمي خدمات مرصفية مستحدثة ملواجهة<br />
املنافسة الشديدة يف ظل حترير جتارة اخلدمات املرصفية.<br />
الكلمات املفتاحية: كفاءة املرصفية، منوذج حد التكلفة العشوائية، البنوك<br />
اجلزائرية.<br />
56
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
The prevalence of globalization phenomenon had far- reaching effects<br />
on various economic activities، as a lot of challenges especially to Banking<br />
activities. So a strong banking system capable of mobilizing and allocating<br />
financial resources efficiently to serve the development objectives and reduce<br />
risks becomes urgent، This study is trying to measure Algerian bank efficiency،<br />
by use the quantitative approach of stochastic cost frontier model to estimate<br />
the translog cost function of a sample of banks during the period (2004- 2008)<br />
to measure the elasticities of substitution and input price elasticities and the<br />
scale and scope efficiency in those banks.<br />
This study concluded that Algerian Banks have substitutability between<br />
production elements، however، those banks can’t dominate their costs، that had<br />
led to a failure in their scale economies that hinders the it ability to expand<br />
in future it is found that those banks have a scope economies of varying their<br />
products. Moreover، the study concluded that the five public banks are less<br />
profitable than Algerian Baraka Bank.<br />
Key Words: Bank Efficiency، Stochastic Cost Frontier Analysis، Algerian<br />
banks.<br />
57
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
مقدمة:<br />
إن التغريات لقتصادية العاملية التي ميزت العقدين الأخريين من القرن العرشين،<br />
شكلت يف جمملها واقعاً معارصاً وضع العامل على عتبة مرحلة جديدة، كانت ظاهرة<br />
العوملة أهم معاملها، وبخاصة منها العوملة املالية. فقد شهد القطاع املايل على مستوى<br />
العامل تغرياً جذرياً، وتوسعاً رسيعاً مصحوباً بتوجهات التحرر ورفع القيود التنظيمية،<br />
فسل عن التقدم الكبري يف تكنولوجيا املعلومات ولتصالت. فقد سجلت تدفقات روؤوس<br />
الأموال عرب احلدود زيادة حادة، واستحدثت الأسواق املالية أدوات مالية جديدة متطورة،<br />
وازدادت سهولة تنفيذ املعاملت املالية ورسعتها زيادة بالغة. هذه التغريات الرسيعة<br />
يف البيئة اخلارجية، وتزايد متطلبات النمو املحلي أدت إىل وضع نظام مرصيف حديث،<br />
يتعامل باأسس جديدة مع خمتلف القطاعات لقتصادية، وذلك يف ضوء حقيقة أن البنوك<br />
تبقى القناة الرئيسية اللزمة لنتقال الأموال بني خمتلف القطاعات بصورة تسمح بتعظيم<br />
املنفعة.<br />
يف ظل هذه الأوضاع، ونتيجة ملا يوؤديه القطاع املرصيف من دور كبري يف لنتقال<br />
إىل اقتصاد السوق، شهد القطاع املرصيف اجلزائري جملة من الإسلحات بعد أن خضع<br />
لعقود طويلة لتخطيط مركزي، وتدخل مستمر من قبل الدولة، ومن هذا املنطلق سرتكز<br />
الدراسة على قياس الكفاءة املرصفية يف البنوك اجلزائرية، للبحث عن الطرق الكفيلة<br />
برفع هذه الكفاءة، وذلك باإيجاد السبل والآليات احلديثة لستخدامها يف البنوك اجلزائرية،<br />
لتمكينها من مواجهة حتديات العوملة.<br />
أهداف الدراسة:<br />
من خالل ما تقدم ميكن تلخيص اأهم اأهداف الدراسة فيما ياأتي:<br />
● ●الوقوف على مدى حتكم املوؤسسات املرصفية اجلزائرية يف إدارة تكاليفها، وتقدير<br />
مرونات الإحلل، ومرونات الطلب السعرية للمدخلت املستخدمة من قبل البنك وحتليل<br />
دللتها.<br />
● ●حتليل وفورات احلجم- إن وجدت- ملعرفة احلجم الأمثل للبنوك اجلزائرية.<br />
● ●حتليل وفورات النطاق- إن وجدت- ملعرفة املزيج الأمثل من املنتجات.<br />
● ● التعرف إىل بعض الآليات الكفيلة برفع كفاءة النظام املرصيف، ودراسة إمكانية<br />
تطبيق هذه الآليات على البنوك اجلزائرية.<br />
58
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
أهمية الدراسة:<br />
تنبع أهمية املوضوع من الدور املهم الذي يوؤديه القطاع املرصيف يف التنمية<br />
لقتصادية يف الوقت الذي تتزايد فيه لجتاهات التنظيمية والرقابية احلديثة للبنوك<br />
يف ظل العوملة املالية، كالجتاه نحو البنوك الشاملة ولندماج واخلصخصة، حيث إن<br />
تدهور النظام املرصيف، أصبح يوؤثر سلباً على لدخار ولستثمار، وهذا ما ينسحب على<br />
التنمية.<br />
كما جند أن كفاءة القطاع املرصيف اجلزائري حتتل جزءاً كبرياً يف جناح الإسلح<br />
لقتصادي ولنتقال من لقتصاد املخطط إىل اقتصاد السوق. ومن هذا املنطلق كان من<br />
الرضوري لهتمام برفع كفاءة البنوك اجلزائرية، وتفعيل دورها يف النشاط لقتصادي<br />
مبا يتماشي مع التطورات العاملية. لذا حاول الباحث يف هذه الدراسة عرض واقع كفاءة<br />
البنوك اجلزائرية، وتشخيص نقاط ضعفها للخروج بتوصيات تسمح بتطوير هذه البنوك،<br />
ومعاجلة سلبياتها، وبذلك ميكن لهذه الدراسة أن تفيد القائمني على سوؤون النظام املرصيف<br />
اجلزائري، وأيضا املسوؤولني على البنوك حمل الدراسة.<br />
إشكالية الدراسة:<br />
يعدُّ تقومي كفاءة البنوك اجلزائرية عملية رضورية وملحة، ملا تشهده هذه البنوك<br />
من حتولت وإسلحات، وبخاصة أن جناح النظام لقتصادي يف وقتنا احلارض أصبح<br />
مرهوناً مبدى فعالية وجناعة النظام املايل للدولة، وبخاصة القطاع املرصيف يف حالة<br />
اجلزائر التي تشهد سوق رأس املال فيها انطلقة حمتشمة.<br />
وميكن اأن نعكس اإشكالية الدراسة بالشوؤال االآتي:<br />
هل تتمتع البنوك اجلزائرية بالكفاءة املرصفية، التي تعكس قدرتها<br />
على اإدارة تكاليف نشاطها، وحتقيقها للحجم االأمثل لهذه البنوك، وعرضها<br />
ملزيج متنوع من منتجاتها؟<br />
هذا باالإضافة اإىل االأسئلة الفرعية االآتية:<br />
● ●هل تستطيع البنوك اجلزائرية التحكم يف تكلفة نشاطها، والرفع من كفاءتها<br />
الإنتاجية؟<br />
● ●هل تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات حجم، تتيح لها إمكانية التوسع والرفع من<br />
حجم نشاطها؟<br />
59
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
●هل تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات نطاق، تتيح لها إمكانية تنويع منتجاتها؟<br />
60<br />
●<br />
اإلطار النظري للدراسة:<br />
يحتل موضوع رفع الكفاءة يف العمل املرصيف موقعاً مهماً، وبخاصة يف فرتة التحرر<br />
والعوملة يف الأسواق املالية، حيث أصبحت املصارف تزاول نشاطها من خلل سوق تتسم<br />
باملنافسة الشديدة، سواء من طرف املوؤسسات املالية أم غري املالية، ويف ظل التطورات<br />
الإقليمية والدولية على صعيد العمليات، والتقنيات، والأدوات، وجدت هذه املصارف نفسها<br />
يف وضع يحتم عليها الرتكيز على كفاءة أدائها يف خمتلف املستويات كرشط لنجاحها يف<br />
املحافظة على نشاطها، والقدرة على املنافسة، لذا حاولنا يف هذا العنرص التوصل إىل<br />
مفهوم الكفاءة املرصفية، وطرق قياسها .<br />
1- مفهوم الكفاءة املصرفية:<br />
لقد اتخذ مفهوم الكفاءة املرصفية أبعاداً أخرى بالإضافة للستخدام الأمثل للموارد،<br />
أهمها: حجم اجلهاز املرصيف، وهيكل الوحدات املرصفية، واقتصادية الوحدات املرصفية<br />
واجلهاز املرصيف ككل، وكفاءة الأداء املرصيف. وقد ركزت دراسات الكفاءة املرصفية<br />
على تقومي هذه الكفاءة يف إطار التكاليف التشغيلية للمصارف، وكذلك دراسة الكفاءة<br />
املرصفية يف إطار الربحية املرصفية، كما اُستخدم مفهوم الكفاءة لقتصادية وتطبيقها<br />
على املصارف، وذلك بقياس الكفاءة التقنية أو الكفاءة السعرية ملرصف معني، أو مصارف<br />
عدة. )اجلميل، 1989( .<br />
إل أن التوجهات احلديثة حتاول دراسة الكفاءة لقتصادية للمصارف يف ظل مفهوم<br />
واسع وشامل، من خلل ربطها بالأهداف املركزية للقتصاد على املستوى الكلي أو اجلزئي،<br />
وذلك بتحديد دور هذه املصارف يف لقتصاد، ومدى مساهمتها يف التنمية لقتصادية.<br />
وقد امتدت تلك الدراسات إىل أكرث من ذلك لتعميق لجتاهات املالية يف لقتصاد، وقياس<br />
فاعلية اجلهاز املرصيف من خلل تلبيته حلاجات املجتمع، وبخاصة لقطاعات الأعمال،<br />
وبذلك جند أن مفهوم الكفاءة املرصفية ليس مفهوما مطلقا، بل هو مفهوم نسبي يجب أن<br />
يرتبط مبعيار للمقارنة يف عملية تقومي أداء معني )اجلميل، 1989( .<br />
كما أن لهتمام بكيفية تاأثري التغريات لقتصادية على كفاءة البنوك وقدرتها على<br />
حتويل املوارد إىل خدمات مالية متعددة، ولد ما سمي مبفهوم اللكفاءة الذي يشري إىل أن<br />
هناك تبديداً للموارد، وأن هذه املوؤسسات تنتج أقل من املستوى امللئم للمخرجات من<br />
خلل املوارد املستخدمة، أو أنها تستخدم جمموعة مكلفة من املوارد لإنتاج مزيج معني<br />
من املنتجات أو اخلدمات 1995( Wilson، )Wheelock and .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
♦<br />
♦<br />
أوال- تعريف الكفاءة املصرفية:<br />
كما لحظنا سابقا إن مفهوم الكفاءة املرصفية له معنى واسع، ول ميكن حرصه<br />
يف نطاق ضيق، إل أن هذه الدراسة ستعتمد على تعريف لوضع إطار تُقاس به الكفاءة<br />
املرصفية. وهذا التعريف هو: تكون املوؤسسة املرصفية ذات كفاءة إذا استطاعت توجيه<br />
املوارد لقتصادية املتاحة لها نحو حتقيق أكرب قدر ممكن من العوائد باأقل قدر ممكن من<br />
الهدر، أي التحكم الناجح يف طاقاتها املادية والبرشية، هذا من جهة. وحتقيقها للحجم<br />
الأمثل وعرضها لتشكيلة واسعة من املنتجات املالية من جهة أخرى. وبتحليلنا لهذا<br />
التعريف جند اأن الكفاءة املرصفية تشمل عدة جوانب ميكن تلخيصها يف النقاط<br />
االآتية )ساعد ،2009( :<br />
الكفاءة يف استخدام املوارد املتاحة بالتحكم يف التكاليف، وهو ما يسمى بكفاءة<br />
التكاليف .<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
الكفاءة يف توزيع التكاليف من خلل السعي وراء حتقيق احلجم الأمثل، ويطلق<br />
عليها كفاءة احلجم.<br />
الكفاءة يف تنويع املنتجات املالية من خلل تنويع النشاط، ويعرف هذا النوع من<br />
الكفاءة بكفاءة النطاق .<br />
وتشري املفاهيم الثالثة السابقة اإىل اأنواع الكفاءة املرصفية التي سنتطرق اإليها<br />
بشيء من التفصيل يف القسم االآتي:<br />
ثانيا- أنواع الكفاءة املصرفية:<br />
إضافة للكفاءة الإنتاجية يهتم لقتصاديون- يف دراسة الكفاءة املرصفية- بنوعني<br />
آخرين هما: كفاءة احلجم ووفوراتها، وكفاءة النطاق ووفوراتها، وفيما ياأتي توضيح<br />
لهذه االأنواع بشيء من التفصيل:<br />
● ●الكفاءة االإنتاجية:<br />
تتحقق الكفاءة الإنتاجية باستخدام املوارد املتاحة للحصول على أقصى إنتاج<br />
ممكن بطريقة ملئمة يراعى فيها تقليل التكاليف ورغبات املستهلكني )خرابشة، 2002( .<br />
وميكن تعريف الكفاءة الإنتاجية باأنها: »العلقة بني كمية املوارد املستخدمة يف العملية<br />
الإنتاجية، وبني الناجت من تلك العملية، وبذلك ترتفع الكفاءة الإنتاجية، كلما ارتفعت نسبة<br />
الناجت إىل املستخدم من املوارد« )احلاج وفليح، 2009، ص242(<br />
61
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
هناك بعد آخر للكفاءة لقتصادية التي ميكن أن حتققه املوؤسسة، وهو اقتصاديات<br />
احلجم Scale( ،)Economies of واقتصاديات النطاق Scope( )Economies of حيث<br />
تهتم الأوىل باحلجم الأمثل للموؤسسة، أما الثانية فرتكز على التنويع يف منتجات املوؤسسة<br />
. )Barrett ، 1997(<br />
● ●كفاءة احلجم ووفوراتها:<br />
تشري كفاءة احلجم يف البنك إىل التوفري يف تكاليفه عند زيادة حجم املنتجات مع<br />
لحتفاظ مبزيج مدخلت ثابتة )2005 Liu، .)Allen and وبذلك تشري وفورات احلجم إىل<br />
زيادة الكفاءة أو انخفاضها بناءً على احلجم )2007 )Daoud, .<br />
ومتثل اقتصاديات احلجم أهم عوامل زيادة الأرباح يف املوؤسسة لقتصادية، ذلك<br />
أن التوسع يف حجم املوؤسسة، وحجم عملياتها مينحها فرصة احلصول على تكاليف أقل من<br />
خلل توزيع التكاليف الثابتة على قاعدة أوسع )ساعد، 2009( .<br />
62<br />
<br />
<br />
● ●كفاءة النطاق:<br />
تعرف وفورات النطاق باأنها لدخار يف التكاليف من خلل استخدام املدخلت نفسها<br />
لإنتاج أمناط عدة من املنتجات )2008 .)Morris، وبذلك تشري اقتصاديات النطاق إىل زيادة<br />
الكفاءة أو انخفاضها بناءً على التنويع يف املنتجات، وجند أن اقتصاديات النطاق توؤدي<br />
دوراً مهماً يف املوؤسسة املرصفية، خاصة بعد اندماج الأسواق املالية، واشتداد املنافسة<br />
يف جذب العملء، لذا جلاأت معظم البنوك إىل توسيع منتجاتها عن طريق تنويع حافظاتها<br />
املالية، والقيام بخدمات غري تقليدية )1997 .)Young,<br />
قياس الكفاءة املصرفية بالطرق الكمية:<br />
إن لختلف والتنوع يف طبيعة نشاط املوؤسسة املرصفية، وتعدد طرق قياس<br />
مدخلتها وخمرجاتها، صاحبه تنوع يف طرق قياس الكفاءة املرصفية وأدواتها. وتعود<br />
فكرة قياس الكفاءة إىل أعمال (1957) Farrell الذي حدد مقياساً بسيطاً للكفاءة التقنية<br />
والتخصيصية من أجل مدخلت متعددة )1998 )Worthington, .<br />
ميكن متييز نوعني من الطرق الكمية لقياس الكفاءة املرصفية، طريقة تعتمد<br />
الربجمة اخلطية كنموذج غري معلمي approach( )Non- parametric ، وتقوم أساسا<br />
على افرتاض عدم وجود الأخطاء العشوائية عند القياس، ومن أهم طرقها طريقة حتليل<br />
البيانات املغلفة Analysis( )Data Envelopment ، وطريقة تعتمد التقدير الإحصائي<br />
كنموذج معلمي approach( )Parametric ومن بني طرقها طريقة احلد السميك
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
nStochastic Cost Fro ( وطريقة حد التكلفة العشوائية ، )Thick Frontier Analysis(<br />
)tier Analysis ، وطريقة التوزيع احلر Analys( ،)Distribution- Free وفيما ياأتي سيتم<br />
رشح هذه الطرق بشيء من التفصيل:<br />
أوال- طريقة حتليل البيانات املغلفة )DEA( :<br />
شهد عام 1978م تطوراً يف جمال قياس الأداء، فقد متكن Charnes وزمالؤه من<br />
وضع أسس أسلوب التحليل التغليفي للبيانات، وهو أحد أساليب الربجمة اخلطية املبني<br />
على أساس منهجية احلد ،Frontier Methodology التي ترجع لأعمال Farrell عام 1957م<br />
)التل والقرعان، 2004( ، ويتميز هذا الأسلوب بالعديد من املزايا من أهمها: حتديد نسبة<br />
اللكفاءة، ومصادرها، إضافة إىل سهولة لستخدام )الشعيبي، 2004( .<br />
تستخدم هذه الطريقة جمموعة من البيانات حول: التكاليف، واملخرجات، وأسعار<br />
املدخلت لعينة من البنوك، ومن خلل هذه العينة يُحدد البنك الذي ينتج- وباأقل<br />
التكلفة- حجم إنتاج عند مستوى معني من أسعار املدخلت، ويعرف هذا البنك ب »أفضل<br />
بنك ممارس«، أو »أفضل تطبيق« لتلك التوفيقة )خمرجات، أسعار مدخلت( ، ويشكل حداً<br />
للكفاءة Efficiency Frontier يغطي أو يغلف البنوك الأخرى يف العينة، وميكن استخدامه<br />
لتقومي كفاءة باقي البنوك، فالبنوك التي تقع على احلد هي البنوك الكفوؤة، والبنوك التي<br />
تقع خارج احلد فهي غري كفوؤة، تعد هذه الطريقة مرنة وقابلة للتكيف، ول تضع أسلوباً<br />
خاصاً لدالة تكاليف أفضل بنك ممارس، لكن املشكلة هي كونها ل تسمح باأية أخطاء يف<br />
البيانات، رغم أن كل البيانات يف الواقع تخضع خلطاأ القياس، لذلك تعد هذه الطريقة غري<br />
واقعية 1994( )Mester, .<br />
ثانيا- طريقة حد التكلفة العشوائية )SFA( :<br />
تعتمد هذه الطريقة على تقنيات لنحدار لتقدير دالة التكاليف الكلية كمتغري تابع<br />
متغريات مستقلة عدة، تتضمن مستويات املخرجات وأسعار املدخلت، وتشكل التكلفة<br />
الكلية املتوقعة احلد الذي ميثل أفضل تطبيق، وعليه فاإن املرصف الذي تكلفته احلالية<br />
تساوي تكلفته املتوقعة سيمثل أفضل تطبيق، وبالتايل يوصف البنك باللكفاءة إذا كانت<br />
تكلفته احلالية أعلى من تلك املتوقعة، يف حني أن الفرق بني التكلفة احلالية واملتوقعة<br />
يسمى بحد لضطراب العشوائي، ويشمل عنرصين هما: الأخطاء الناجتة عن الكفاءة - X<br />
وتكون موزعة توزيعا نصف طبيعي، والأخطاء العشوائية للنحدار التي تتوزع توزيعاً<br />
طبيعياً )قريشي، 2006( .<br />
63
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
ثالثا- طريقة احلد السميك :)TFA(<br />
طً ورت هذه الطريقة من طرف Humphrey( )Berger and سنة 1991. وهي تقسم<br />
عينة البنوك إىل أربع جمموعات أساسية حسب التكلفة املتوسطة )التكلفة الكلية/ الأصول<br />
الكلية( ، وعن طريق تقدير دالة التكاليف الكلية للعينة الفرعية، تكون املجموعة أو الربع<br />
الذي يتمتع مبتوسط تكلفة منخفض ميثل ما يسمى باحلد السميك، ويعدُّ أفضل تطبيق ميكن<br />
من خلله قياس الكفاءة املرصفية لباقي البنوك )1994 )Mester، .<br />
رابعا- طريقة التوزيع احلر :)DFA(<br />
تطبق هذه الطريقة عندما تتوافر البيانات واملعطيات لأكرث من سنة، وتفرتض أن<br />
اللكفاءة مستقرة عرب الزمن، يف حني أن الأخطاء العشوائية تتوسط عرب الفرتة نفسها، ومبا<br />
أن لضطراب العشوائي يتكون من عنرصين هما: اللكفاءة واخلطاأ العشوائي، فاإن متوسط<br />
لضطراب العشوائي ملجموعة من السنوات يعد مقياسا للكفاءة البنوك عرب كل سنوات<br />
الفرتة 2005( )Mahaftha، .<br />
الدراسات السابقة:<br />
◄◄دراسة الساعاتي والعصيمي )1995 ) .<br />
يف هذه الدراسة قُ دِّرت دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية لعدد من البنوك<br />
الإسلمية والتقليدية، حيث اشتملت عينة الدراسة على خمسة عرش بنكاً، ستة بنوك إسلمية<br />
وأربعة خليجية وخمسة سعودية. وذلك لقياس وفورات احلجم والنطاق، ومرونات الإحلل<br />
واملرونات السعرية للمدخلت يف تلك البنوك، ومقارنتها فيما بينها، واستخلص نتائجها<br />
لقتصادية، وذلك يف الفرتة من 1983 إىل 1990.<br />
ومن أهم نتائج البحث هي أن البنوك الإسلمية تتمتع بوفورات حجم موجبة بينما<br />
تتمتع أغلب البنوك التقليدية بوفورات حجم سالبة، هذه الوفورات املوجبة تعطي البنوك<br />
الإسلمية ميزة يف خفض متوسط تكلفتها الكلية، كلما توسعت يف أعمالها وخدماتها<br />
املرصفية إىل أن يصل إجمايل أصول البنك إىل نحو 556 مليون دولر، مما يتيح لها حتى<br />
ذلك احلجم زيادة قدرتها على منافسة البنوك التقليدية ولستحواذ على حصة أكرب من<br />
السوق. كذلك أظهرت النتائج أن البنوك الإسلمية ل تتميز بتكاليف تكاملية )أي تنعدم<br />
فيها وفورات النطاق( ، وأن الأفضل لها من جهة التكاليف أن تتخصص يف نوع معني من<br />
العقود؛ لأن كل عقد يتطلب مزيجاً خمتلفاً من املدخلت.<br />
64
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
65<br />
◄◄دراسة قريشي 2006( ) .<br />
يف هذه الدراسة جُ مع بني أدوات التحليل املايل وأدوات التحليل لقتصادي، وذلك<br />
بتحليل موؤرش هامش الربح كنسبة مالية بهدف قياس كفاءة إدارة التكاليف، وتقدير<br />
وفورات احلجم ووفورات النطاق للموؤسسات املرصفية اجلزائرية، حيث تضم عينة الدراسة<br />
ستة بنوك جزائرية، خمسة بنوك عمومية وهي: البنك الوطني اجلزائري ،)BNA( والقرض<br />
الشعبي اجلزائري ،)CPA( وبنك الفلحة والتنمية الريفية ،)BADR( وبنك التنمية املحلية<br />
،)BDL( وبنك الصندوق الوطني للتوفري ولحتياط .)CNEP.B( وبنك مشرتك من حيث<br />
امللكية بني القطاع العام اجلزائري والقطاع اخلاص السعودي، وهو بنك الربكة اجلزائري،<br />
وذلك يف الفرتة املمتدة من – 1994 2003.<br />
وأظهرت نتائج الدراسة أن وفورات احلجم تنخفض، كلما ارتفع حجم النشاط، وتصبح<br />
سالبة إذا زاد عن احلجم الأمثل، وعليه فاإن منحنى التكلفة املتوسطة للبنوك اجلزائرية يف<br />
املدى الطويل ياأخذ شكل احلرف الأجنبي U، ويف الأخري فاإن جميع البنوك اجلزائرية تتمتع<br />
بوفورات نطاق، وبذلك تستطيع هذه البنوك التنويع يف منتجاتها.<br />
◄◄دراسة )2007( Kessy3.<br />
يف هذه الدراسة حُ لِّلت العلقة بني القطاع املايل والنمو لقتصادي يف ثلث دول<br />
من رشق إفريقيا وهي تنزانيا وكينيا وأوغندا يف الفرتة من 2005–1994م مع الرتكيز<br />
على القطاع البنكي. حيث استخدم منوذج حتليل البيانات املغلفة )DEA( لقياس الكفاءة<br />
يف بنوك هذه الدول ومقارنة مستويات الكفاءة فيها، ثم استخدام النتائج املتحصل عليها<br />
من حتليل الكفاءة لقياس أهمية فعالية النظام املايل على النمو لقتصادي لهذه الدول.<br />
وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن كفاءة البنوك إحصائياً كانت موجبة ومهمة لكل<br />
املتغريات املتعلقة بالنمو لقتصادي ومعادلته. ووجد أيضاً أن توزيع القروض على<br />
القطاع اخلاص من البنوك التجارية له أثر ايجابي على النمو لقتصادي، كما وجد أن<br />
كفاءة البنوك التجارية هي على علقة إيجابية مع متوسط إنتاجية رأس املال ومتوسط<br />
لدخار، وهذا ما يوؤثر أيضاً على النمو لقتصادي.<br />
◄◄دراسة )2008( Omari.<br />
هدفت هذه الدراسة إىل اختبار كفاءة البنوك يف بعض الدول العربية، وتتكون عينة<br />
الدراسة من بنوك يف الأردن والإمارات العربية املتحدة، ولتحقيق أهداف هذه الدراسة<br />
حصلنا على البيانات ذات العلقة من امليزانيات وبيانات الدخل للبنوك موضوع الدراسة،<br />
هذا وقد أخذت حمددات ربحية البنك وكفاءته بعني لعتبار شاملة أثر حجم البنك، وقوة
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
السوق، ودرجة رسملة البنك على كفاءته، وقد استخدمت الدراسة التطبيقية الربجمة اخلطية<br />
)DEA( لقياس الكفاءة.<br />
استنتجت الدراسة باأن معدل درجات الكفاءة للبنوك قيد الدراسة يف كل من الأردن<br />
والإمارات العربية املتحدة متساوية تقريباً، إذ بلغت حوايل84 % ، واستنتجت الدراسة أيضا<br />
أن البنوك كبرية احلجم أكرث كفاءة من البنوك صغرية احلجم، وبناءً على ذلك شُ جعت البنوك<br />
صغرية احلجم للستفادة من عمليات لندماج ولستحواذ، كما على بنوك املجموعة<br />
الفرعية يف كل بلد، ويف كل البلدين القيام بالتنسيق وتبادل املعرفة للستفادة من أداء<br />
بعضها بعضاً.<br />
◄◄دراسة )2009( Hussain5 Al-<br />
يعد هيكل احلوكمة املوؤسسية يف القطاع البنكي من املكونات الأساسية يف تعزيز<br />
كفاءة البنوك وأدائها، وقد جاءت هذه الدراسة لتوضيح العلقة بني كفاءة هيكل احلوكمة<br />
املوؤسسية وأداء البنوك، وذلك من خلل عينة تضم تسعة بنوك مدرجة يف السوق املايل<br />
السعودي يف الفرتة – 2004 2007، وذلك باستخدام منوذج حتليل البيانات املغلفة<br />
)DEA( والنسب املالية.<br />
وتوصلت الدراسة إىل أن هناك علقة قوية بني كفاءة هيكل احلوكمة املوؤسسية وأداء<br />
البنوك، عند استخدام العائد على الأصول كمعيار للأداء، أما عند استخدام عائد السهم<br />
مقياساً للأداء، فاإن هناك علقة ايجابية ولكن ضعيفة بني كفاءة هيكل احلوكمة املوؤسسية<br />
وأداء البنوك.<br />
منهجية الدراسة:<br />
للتاأكد من صحة فرضيات الدراسة، ولصعوبة احلصول على القوائم املالية لكل البنوك<br />
التي تعمل يف اجلزائر وعددها عرشون بنكاً يف فرتة الدراسة، أُخذت عينة تتكون من ستة<br />
بنوك وهي: خمسة بنوك عمومية، بنك الفلحة والتنمية الريفية )BADR( ، وبنك التنمية<br />
املحلية )BDL( ، والقرض الشعبي اجلزائري )CPA( ، والبنك اخلارجي اجلزائري )BEA( ،<br />
والبنك الوطني اجلزائري )BNA( ، وبنك إسلمي خمتلط ذو ملكية جزائرية سعودية، وهو<br />
بنك الربكة اجلزائري )BARAKA( . أما عن فرتة الدراسة فكانت من 2004 إىل 2008 حيث<br />
يف 2003 عُ دِّل قانون النقد والقرض لعام 1990، إل أنه مل تتوافر القوائم املالية للبنوك<br />
حمل الدراسة لسنة 2003، لذا كانت بداية الدراسة من 2004. وللوصول للأهداف التي<br />
ترمي إليها هذه الدراسة، اُستخدم أسلوب التحليل القياسي لدراسة كفاءة البنوك اجلزائرية<br />
66
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
يف عينة الدراسة بتحليل منوذج حد التكلفة العشوائية الذي يعتمد على تقدير دالة التكاليف<br />
اللوغاريتمية املتسامية .Translog Cost function<br />
فرضيات الدراسة:<br />
تعتمد الدراسة على الفرضيات االآتية:<br />
● ●البنوك اجلزائرية كبرية احلجم لها قدرة أكرب على التحكم يف تكاليفها، والرفع<br />
من كفاءتها الإنتاجية. وذلك من خلل حتقيقها لإمكانية الإحلل بني عنارص الإنتاج،<br />
وحتقيق مرونة طلب سعرية للمدخلت.<br />
● ●تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات حجم تتيح لها مزيداً من التوسع يف نشاطها.<br />
● ●تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات نطاق تتيح لها إمكانية التنوع يف منتجاتها.<br />
منوذج الدراسة:<br />
وفقا لنموذج الدراسة حُ سب كل من مرونات الإحلل ومرونات الطلب السعرية ملدخلت<br />
البنك كموؤرشات للكفاءة الإنتاجية للبنك، كما حُ سبت وفورات احلجم ملعرفة احلد الأدنى<br />
الكفء حلجم البنك، وحُ سبت أيضا وفورات النطاق للحكم على مقدرة البنوك اجلزائرية على<br />
التنويع يف منتجاتها.<br />
ويعتمد هذا النموذج على دالة التكاليف التي تربط نفقات البنك باملتغريات التي أدت إىل<br />
هذه النفقات، وهي مستويات املخرجات وأسعار املدخلت )2007 Khan، )Qayyum and<br />
. ولدراسة الكفاءة وفقاً لنموذج حد التكلفة العشوائية، تُوازن التكاليف املخططة مع<br />
التكاليف الفعلية وفقاً للمعادلة االآتية )ساعد،2009( :<br />
LnTCi = LnTC (Yi، Pi) + i ….. (1) i = 1…nε<br />
حيث إن :TCi متثل التكاليف الكلية الفعلية للبنك i.<br />
Pi) : LnTC (Yi، هي دالة التكاليف اللوغاريتمية املتنباأ بها لعملية تخفيض التكلفة<br />
الكلية إىل احلد الأدنى.<br />
67<br />
وبالتايل فاإن التكاليف الفعلية ل ميكن أن تقل عن التكاليف املخططة، والفرق بينهما<br />
يتمثل يف حد لضطراب العشوائي ε i الذي ينقسم إىل عنرصين Kolari،( Bos and<br />
: )2005<br />
ε i = Vi + Ui
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
U: ميثل اللكفاءة يف التكاليف، ويعرب عن مقدار انحراف التكلفة الفعلية للبنك عن<br />
مستواها الأمثل، ويفرتض أنه يتبع التوزيع النصف الطبيعي .<br />
U ميثل اخلطاأ العشوائي وهو يخضع للتوزيع الطبيعي، وهو مستقل عن V:<br />
ولتقدير املعادلة رقم )1( لبد من صياغة ملئمة ملعادلة التكاليف حيث تعدُّ طريقة<br />
Cobb- Douglas هي الأكرث استخداماً يف حتليل احلد العشوائي، وتكتب على النحو االآتي<br />
: )Allen and Liu، 2005(<br />
حيث:<br />
:TC متثل التكاليف الكلية.<br />
68<br />
i=1…n و i متثل املخرجة :Yi<br />
j=1…m و j متثل سعر املدخلة :Pj<br />
γ<br />
،β ،α i ، β j<br />
، αj<br />
i ، α 0<br />
= γ ، β = β ،<br />
i j j i j j α = i j α j حيث: i<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
γ i j هي معاملت متغريات دالة التكاليف،<br />
وتعرَّف دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية، باأنها الدالة التي جتسد منوذج<br />
تخفيض التكلفة الكلية إىل احلد الأدنى، كما تتميز هذه الدالة بخصائص تتلءم وطبيعة<br />
النشاط املرصيف، فهي مرنة تسمح بتعدد املدخلت واملخرجات ول تضع قيوداً على<br />
مرونات الإحلل ووفورات احلجم ووفورات النطاق، كما يجب اأن يتوافر يف هذه الدالة<br />
اخلصائص االآتية )الساعاتي والعصيمي،1995( :<br />
أن تكون متجانسة من الدرجة الأوىل يف أسعار املدخلت.<br />
أن تكون متزايدة يف املخرجات وأسعار املدخلت<br />
وبفرض هذه القيود نحصل على دالة تكاليف دنيا لكل مستوى من الإنتاج، ويرتتب<br />
على الرشط الأول ما ياأتي:<br />
∑<br />
m<br />
j<br />
β<br />
j<br />
m<br />
= 1 ∑ = 0 ∑<br />
,<br />
j<br />
β<br />
ij<br />
,<br />
m<br />
j<br />
γ<br />
ij<br />
= 0
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وبالعتماد على قاعدة شيفرد Lemma( )Shephard ، ميكن اشتقاق دوال مشاركة<br />
عنارص الإنتاج يف الدالة الكلية، ويتم ذلك باشتقاق دالة التكاليف الكلية )TC( بالنسبة<br />
لسعر كل عنرص من عنارص الإنتاج، حيث إن حصة أو مشاركة املدخلة j يف التكاليف<br />
الكلية هي )Sj( وتكتب باملعادلة التالية 2005( Liu، )Allen and :<br />
كما ميكن استخلص مرونة الإحلل بني عنارص الإنتاج وحسابها، ومرونة الطلب<br />
السعرية لهذه العنارص من دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية ودوال مشاركة عنارص<br />
الإنتاج وفق ما برهن عليه (Uzawa1962( ،)Allen (1938 ويكون باملعادلة الآتية<br />
)الساعاتي والعصيمي،1995( :<br />
مرونة االإحالل بني عنارص االإنتاج:<br />
j ≠ i<br />
<br />
مرونة الطلب السعرية:<br />
كما ميكن قياس كفاءة وفورات احلجم وكفاءة وفورات النطاق من خلل دالة التكاليف<br />
اللوغاريتمية املتسامية وذلك على النحو الآتي:<br />
كفاءة وفورات احلجم:<br />
وتقاس مبقلوب مرونة التكاليف التي حتسب باشتقاق معادلة التكاليف الكلية<br />
بالنسبة ملستويات الإنتاج، وبالتايل فاإن كفاءة احلجم تعطى بالعلقة الآتية<br />
: )Allen and Liu،2005(<br />
69
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Úإذا كانت 1W أي هناك انخفاض يعود للحجم، وبالتايل وفورات احلجم سالبة.<br />
Úإذا كانت 1=w أي هناك ثبات يرجع للحجم، وبالتايل وفورات احلجم معدومة،<br />
ويف هذه احلالة ميكن حتديد احلجم الأمثل.<br />
كفاءة وفورات النطاق:<br />
تُقاس وفورات النطاق للمنتجني Yi و Yj من دالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية<br />
بحساب تكامل التكاليف للمنتجني الإثنني )املشتقة الثانية لدالة التكاليف بالنسبة ل Yi و<br />
، Yj ويتحقق ذلك من خلل العلقة الآتية )الساعاتي والعصيمي، 1995( :<br />
وباشتقاق املعادلة )2( نحصل على:<br />
وعليه، فان وفورات النطاق تعتمد على إشارة املقدار الذي بني الأقواس التي تتحدد<br />
بالقيمة:<br />
حيث α i معاملت املنتج Yi و α j معاملت j املنتج α i ،Yj املعاملت املشرتكة<br />
α<br />
α<br />
j<br />
α<br />
i j<br />
i<br />
+<br />
بني Yi و Yj ،وتوجد وفورات النطاق يف حال ما إذا كانت قيمة اقل من الصفر.<br />
متغريات النموذج:<br />
70<br />
α<br />
α<br />
+<br />
i j<br />
α<br />
i j<br />
حُ دِّدت متغريات النموذج الأساسية وفق البيانات النقدية الواردة يف ميزانيات
71<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
حسابات نتائج البنوك وجداولها حمل الدراسة، والتي متثلت يف املتغريات االآتية:<br />
.1املتغري 1 التابع:<br />
وميثل التكاليف الكلية للبنك، ويرمز له بالرمز )TC( ، ومتثل املصاريف التي يتحملها<br />
البنك من أجل قيامه بالعملية الإنتاجية، وحتُ دَّد عن طريق جمع بنود جدول حسابات<br />
النتائج الآتية:<br />
. أمصاريف الفوائد واملصاريف املماثلة.<br />
.بمصاريف املستخدمني.<br />
.تخمصصات لهتلك واملوؤونات للأصول الثابتة.<br />
.2املتغريات 2 املستقلة:<br />
وتتمثل يف خمرجتني وثلثة أسعار للمدخلت، وهي على التوايل:<br />
القروض: وهي املخرجة الأوىل، ويرمز لها بالرمز (<br />
الإجمالية التي مينحها البنك للعملء واملوؤسسات املالية.<br />
Y 1<br />
. أ ) ، ومتثل القروض<br />
لستثمارات الأخرى: وهي املخرجة الثانية، ويرمز لها بالرمز (<br />
لستثمارات الأخرى بخلف القروض.<br />
Y 2<br />
.ب ) ، ومتثل<br />
.تسعر العمل: وهو سعر املدخلة الأوىل )العمل( ، ويرمز له بالرمز ( ) ، وميثل<br />
P1<br />
متوسط أجر العامل يف البنك وحتُ دَّد بقسمة مصاريف املستخدمني على عدد عمال البنك.<br />
.ثسعر رأس املال العيني: وهو سعر املدخلة الثانية )رأس املال الثابت( ، ويرمز له<br />
بالرمز ( 2 P( ، ويتمثل يف قيمة اهتلك الأموال الثابتة املادية واملعنوية، ويُحدَّد بقسمة<br />
خمصصات لهتلك واملوؤونات للأصول الثابتة املادية واملعنوية على لصول الثابتة<br />
املادية واملعنوية.<br />
.جسعر رأس املال النقدي: وهو سعر املدخلة الثالثة )رأس املال النقدي( ويرمز له<br />
بالرمز ( 3 P( ، وميثل تكلفة املوارد املالية املتمثلة يف تكلفة الودائع والديون على البنك.<br />
طريقة التقدير:<br />
إن عدد املعاملت املراد تقديرها يف دالة التكاليف اللوغاريتمية هو خمسة عرش<br />
معاملً، لذا فاإنه يتعذر استخدام بيانات كل بنك أو جمموعة من البنوك على حدة، والأسلوب<br />
املستخدم يف هذا البحث هو جمع البيانات املقطعية جلميع البنوك مع بيانات السلسل<br />
الزمنية لكل بنك. ومن السهل استخدام طريقة املربعات الصغرى لتقدير معاملت دالة
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
التكاليف املتسامية اللوغاريتمية، ولكن يعاب على هذه الطريقة إهمالها ملعلومات إضافية<br />
موجودة يف دوال مشاركة املدخلت، وحيث إن عدد املتغريات املستقلة كبري، فاإنه يتوقع<br />
ظهور مشكلة لرتباط اخلطي املتعدد يف طريقة املربعات الصغرى، والطريقة الأخرى<br />
املستخدمة يف بعض الدراسات هي تقدير دوال املشاركة كمجموعة من املعادلت، وإذا<br />
كانت هذه الطريقة مقبولة يف بعض الدراسات، فاإنها غري صاحلة لهذه الدراسة؛ لأن دالة<br />
التكاليف فيها معاملت مهمة لتقدير وفورات احلجم والنطاق، فاستبعاد دالة التكاليف ل<br />
يتيح تقدير هذه الوفورات )الساعاتي والعصيمي، 1995( .<br />
لذا قُ دِّرت دالة التكاليف اللوغارمتية املتسامية للبنوك حمل الدراسة، وذلك باستخدام<br />
طريقة لنحدار غري املرتبط ظاهريا Regression( )The Seemingly Unrelated ويرمز<br />
لها بالرمز ،SUR وتعرف هذه الطريقة بالنحدار املتنوع أو طريقة زلرن ،Zellner وتطبق<br />
هذه الطريقة على جمموعة من املعادلت، كل معادلة لها متغري تابع )داخلي( ومتغريات<br />
مستقلة )خارجية( حيث متغرياتها الداخلية ل تعتمد على بعضها بعضاً مبا يوحي أنها غري<br />
مرتبطة بالفعل، وإذا كانت كذلك أي يوجد ارتباط بينها فاإن مقدرات طريقة لنحدار غري<br />
املرتبطة ظاهرياً هي الأكرث كفاءة؛ لأنها تعتمد على التكرار يف عملية تقدير املعاملت،<br />
ويف كل تكرار حتوَّل املعادلت لنزع لرتباط وتقليصه إىل أن تصل عملية التقدير إىل<br />
نقطة لستقرار، أو ما يعرف ب Convergence )قريشي، 2006( .<br />
ووفقا لهذه الطريقة تُقدر دالة التكاليف ودوال املشاركة كمجموعة من املعادلت،<br />
لأن ذلك يزيد من درجات احلرية بدون زيادة املعاملت املقدرة، حيث إن جمموع نسبة<br />
مشاركة املدخلت يف التكاليف الكلية يساوي بالرضورة الواحد الصحيح، فيجب إسقاط<br />
إحدى معادلت مشاركة املدخلت، لذا فاإننا سنستخدم يف هذه الدراسة دالة التكاليف،<br />
ودالة مشاركة العمل، ودالة مشاركة رأس املال العيني كمجموعة من املعادلت لتقدير<br />
معاملت الدوال )الساعاتي والعصيمي، 1995( ، ولتقدير هذه املعاملت استخدم برنامج<br />
.SPSS<br />
بعد حتديد متغريات النموذج تعاد صياغة املعادلة بغرض قيد التجانس اخلطي<br />
لأسعار املدخلت، وذلك باستخدام آخر سعر للمدخلت )ساعد، 2009( .<br />
Ln TC = α 0 + α 1 lnY1 + α 2 lnY2 + β 1 (lnP1 – lnP3) + β 2 (lnP2<br />
– lnP3) + ½ α 11 (lnY1) 2 + ½ α 22 (lnY2) 2+ α 12 (lnY1) (lnY2) + ½ β 11<br />
(lnP1 – lnP3) 2+ β 12 (lnP1 – lnP3) (lnP2 – lnP3) + ½ β 22 (lnP2 – lnP3) 2+<br />
γ 11 (lnP1 – lnP3) lnY1 + γ 12 (lnP2 – lnP3) lnY1<br />
+ γ 21 (lnP1 – lnP3) lnY2 + γ 22 (lnP2 – lnP3) lnY2 (8)<br />
72
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
و منه نستطيع حساب دوال املشاركة كما ياأتي:<br />
S1 = β 1 + β 11 (lnP1 – lnP3) + β 12 (lnP2 – lnP3) + γ 11 lnY1 +<br />
γ 21<br />
lnY2 (9)<br />
S2 = β 2 + β 12 (lnP1 – lnP3) + β 22 (lnP2 – lnP3) + γ 12 lnY1 + γ 22<br />
lnY2 (10)<br />
S3 = (1 – β 1 – β 2) – ( β 11 + β 12) (lnP1 – lnP3) - ( β 12 + β 22) (lnP2<br />
– lnP3) – (γ 11 + γ 12) lnY1- ( γ 21 + γ 22) lnY2 (11)<br />
أما وفورات احلجم )W( التي هي مقلوب مرونة التكاليف )M( التي حتسب باملعادلة<br />
الآتية بعد تعويض متغريات النموذج:<br />
W = [<br />
+<br />
α +<br />
1 α<br />
α +<br />
2 α 22<br />
73<br />
عرض نتائج الدراسة وحتليلها:<br />
نتائج تقدير النموذج:<br />
نستخدم يف تقدير النموذج طريقة لنحدار غري املرتبط ظاهرياً Zellner السابقة<br />
الذكر، ولتقدير املعادلت الواردة بالنموذج، اُستخدم الربنامج الإحصائي SPSS لتطبيق<br />
وحتليل لنحدار املتعدد الذي أعطى النتائج التي ميكن تلخيصها كالآتي:<br />
(C1) Constant 0<br />
(C2) lny 1 1<br />
(C3) lny 2 2<br />
Variable<br />
(C4) lnP 1 - lnP 3 1<br />
(C5) lnP 2 - lnP 3 2<br />
(C6) lny 1 lny 1 11<br />
(C7) lny 2 lny 2 22<br />
(C8) lny 1 lny 2 12<br />
(C9) (lnP 1 - lnP 3 ) 2 11<br />
(C10) (lnP 2 - lnP 3 ) 2 22<br />
Ln Y +<br />
1 α<br />
Y +<br />
2 α 12<br />
11<br />
Ln<br />
12<br />
Ln Y 2<br />
Y 1 γ<br />
Ln +<br />
+<br />
γ<br />
21<br />
11<br />
الجدول )1(<br />
المعامات المقدرة للنموذج<br />
Coefficient<br />
18.5262<br />
- 3.6365<br />
2.0524<br />
0.6935<br />
0.3658<br />
0.9512<br />
0.1010<br />
- 0.1962<br />
0.0754<br />
0.0265<br />
Ln P +<br />
1 γ<br />
P +<br />
1 γ<br />
Ln<br />
22<br />
Ln P +<br />
2 γ<br />
P +<br />
2 γ<br />
12<br />
Ln<br />
Estimate Std.Error<br />
4.3629<br />
1.0232<br />
0.5691<br />
0.3650<br />
0.2024<br />
0.3352<br />
0.3542<br />
0.0985<br />
0.1020<br />
0.1152<br />
23<br />
13<br />
P<br />
P<br />
Ln<br />
Ln ]<br />
3<br />
−1<br />
3<br />
..............(12 )<br />
t .Statistic<br />
3.9482<br />
- 2.1699<br />
2.7252<br />
4.5269<br />
5.2365<br />
2.1164<br />
1.1852<br />
- 2.1523<br />
8.3632<br />
5.1956<br />
Prob<br />
0.0000<br />
0.0112<br />
0.0003<br />
0.0000<br />
0.0000<br />
0.0015<br />
0.0882<br />
0.0019<br />
0.0000<br />
0.0000
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
Variable<br />
Coefficient<br />
Estimate Std.Error<br />
t .Statistic<br />
Prob<br />
(C11) (lnP 1 - lnP 3 ) (lnP 2 - lnP 3 ) 12 0.0104 0.1061 2.0452 0.0135<br />
(C12) (lnP 1 - lnP 3 ) ly 1 11<br />
- 0.1032 0.1420 - 3.6892 0.0001<br />
(C13) (lnP 2 - lnP 3 ) ly 1 12 - 0.0125 0.1052 - 4.6542 0.0000<br />
(C14) (lnP 1 - lnP 3 ) ly 2 21<br />
0.0142 0.8621 4.1421 0.0000<br />
(C15) (lnP 2 - lnP 3 ) ly 2 22<br />
0.0102 0.6542 3.0546 0.0000<br />
<br />
<br />
المصدر: من إعداد الباحثة باستخدام بيانات البنوك في الملحق رقم )01( و البرنامج اإلحصائي<br />
. SPSS<br />
( ) : تعني ذات داللة إحصائية عند %5 أو أقل.<br />
كما تظهرت النتائج ما ياأتي:<br />
أن قيمة ( 2 R( مرتفعة، فقد بلغت 0.91 لدالة التكاليف اللوغاريتمية املتسامية،<br />
و0.62 لدالة مشاركة العمل، و0.85 لدالة مشاركة رأس املال الثابت، فهذا يدل على أن هناك<br />
ارتباطاً قوياً بني املتغريات املستقلة واملتغري التابع، فمثل يف دالة التكاليف اللوغاريتمية<br />
املتسامية تشري النتائج إىل أن )%91( من التغري يف التكاليف يفرسه التغري يف املتغريات<br />
املستقلة )املخرجات وأسعار املدخلت( ، والباقي )%9( يفرسه اخلطاأ العشوائي.<br />
إحصائية )t( عند مستوى املعنوية )0.05 ) تظهر أن معظم معاملت النموذج<br />
املشار إليها ب )*( لها دللة إحصائية، حيث إن القيم املحتسبة أكرب من القيمة )2( والقيم<br />
لحتمالية املقابلة لها أقل من مستوى املعنوية )0.05( ، وبالتايل فهي مقبولة إحصائياً<br />
كما أن لها دللة اقتصادية؛ لأنها ل تساوي الصفر، ما عدا املعامل )2 α( أو )C7( ليس له<br />
دللة إحصائية عند مستوى املعنوية )0.05( ؛ لأن قيمته أقل من )2( ، وقيمته لحتمالية<br />
تفوق مستوى املعنوية لكن ل ميكن استبعاده من النموذج؛ لأن له دللة إحصائية إذا ما<br />
أخذنا نسبة )%10( كقيمة معنوية.<br />
من خلل قيمة ( 2 R( والإحصائية )t( نستطيع أن نقول إن املعاملت املقدرة<br />
للنموذج<br />
ميكن لستناد عليها لبناء استنتاجات اقتصادية وحتليلية مقبولة.<br />
استخدام نتائج عملية التقدير يف قياس كفاءة البنوك اجلزائرية:<br />
قبل قياس أنواع الكفاءة املرصفية للبنوك اجلزائرية من خلل تطبيق دالة التكاليف<br />
اللوغاريتمية املتسامية، يجب أن نذكر أن هذه البنوك تختلف من حيث حجم أصولها<br />
74
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وتتنوع، حيث ميكن تقسيمها إىل بنوك صغرية احلجم، وهي التي مل يبلغ متوسط حجم<br />
القروض ولستثمارات الأخرى فيها مبلغ 150000 مليون دينار جزائري وبنوك كبرية<br />
احلجم، وهي التي جتاوز متوسط حجم القروض ولستثمارات الأخرى هذا املبلغ نفسه،<br />
وحُ دِّد هذا املبلغ بناءً على الدراسات السابقة، وبالتحديد دراسة قريشي )2006( ، مع الأخذ<br />
بعني لعتبار اختلف فرتة الدراسة والآثار التضخمية.<br />
BARAKA<br />
34909<br />
الجدول )2(<br />
املتوسط<br />
متوسط حجم األصول )القروض واالستثمارات األخرى(<br />
الوحدة: مليون دينار جزائري.<br />
BNA BEA CPA BDL BADR<br />
549543 1313426 366809 128530 332482<br />
Y<br />
المصدر: من إعداد الباحثة استناداً لقيم متوسط القروض واالستثمارات األخرى.<br />
ووفقا ملا سبق ولنتائج اجلدول جند اأن:<br />
البنوك الكبرية احلجم هي: بنك الفلحة والتنمية الريفية ، BADR والقرض الشعبي<br />
اجلزائري ،CPA والبنك الوطني اجلزائري ،BNA والبنك اخلارجي اجلزائري .BEA<br />
75<br />
<br />
البنوك الصغرية احلجم: بنك التنمية املحلية ،BDL وبنك الربكة اجلزائري . BARAKA<br />
1- قياس مرونات اإلحالل ومرونات الطلب السعرية:<br />
نحاول فيما ياأتي عرض نتائج قياس مرونات الإحلل ومرونات الطلب السعرية<br />
لعوامل الإنتاج وتلخيصها، وحماولة تفسري هذه النتائج، وذلك مبقارنتها بواقع املوؤسسات<br />
املرصفية حمل الدراسة، وكانت البداية مبرونات الإحلل، ثم مرونات الطلب السعرية.<br />
1 1- قياس مرونات اإلحالل:<br />
تقيس مرونات الإحلل درجة الإحلل بني اثنني من مدخلت الإنتاج، فاإذا كانت<br />
مرونة الإحلل موجبة دل ذلك على إمكانية الإحلل بني املدخلني، أما إذا كانت سالبة،<br />
فيدل ذلك على أن املدخلني متكاملن )الساعاتي والعصيمي، 1995( .<br />
وقيست مرونة الإحلل بني عنارص الإنتاج عن طريق تطبيق املعادلة )4( يف الفصل<br />
اخلامس بعد حساب قيم )S1( و )S2( و )S3( ، وذلك باستخدام املعاملت املقدرة يف<br />
النموذج الإحصائي وتطبيق املعادلت )9( )10( )11( يف الفصل نفسه، وطُ بِّق ذلك على<br />
جميع املشاهدات؛ أي جميع السنوات لكل بنك، ثم اُحتسب متوسط املرونة لكل بنك، أي<br />
جمموع املرونات مقسوماً على خمسة سنوات.
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
الجدول )3(<br />
مرونات اإلحال<br />
BARAKA<br />
BNA<br />
BEA<br />
CPA<br />
BDL<br />
BADR<br />
متوسط مرونات االإحالل<br />
1.06<br />
1.09<br />
1.09<br />
1.08<br />
1.08<br />
مرونة االإحالل بني العمل وراأس املال الثابت 1.09<br />
0.04 -<br />
0.10<br />
0.08<br />
0.05<br />
0.09<br />
مرونة االإحالل بني العمل وراأس املال النقدي 0.10<br />
0.51<br />
0.68<br />
0.70<br />
0.64<br />
0.64<br />
مرونة االإحالل بني راأس املال الثابت وراأس املال النقدي 0.68<br />
المصدر: من إعداد الباحثة باالعتماد على نتائج عملية التقدير والمعادلة رقم )4( وباستخدام برنامج<br />
.EXCEL<br />
وميكن رشح العالقة بني عنارص االإنتاج الثالثة يف النقاط االآتية:<br />
مرونة الإحلل بني العمل ورأس املال الثابت:<br />
76<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
يبني السطر الأول يف اجلدول )3( أن مرونة الإحلل بني عنرص العمل وبني عنرص<br />
رأس املال الثابت هي موجبة بالنسبة لكل من: بنك الفلحة والتنمية الريفية ،BDRR وبنك<br />
التنمية املحلية ،BDL والقرض الشعبي اجلزائري ،CPA والبنك اخلارجي اجلزائري ،BEA<br />
والبنك الوطني اجلزائري ،BNA وبنك الربكة اجلزائري ،BARAKA كما أن قيمتها متقاربة<br />
جداً وهي ترتاوح بني 1.06 و 1.09.<br />
ومنه جند أن العمل ورأس املال الثابت هما عنرصان بديلن للبنوك التي تعدُّ كبرية<br />
من حيث احلجم، وأيضاً بالنسبة للبنوك صغرية احلجم، وميكن تفسري هذه النتيجة، خاصة<br />
فيما يتعلق بتقارب قيم مرونة الإحلل بغض النظر عن حجم البنك إىل تبني البنوك<br />
اجلزائرية للنهج القائم على لستغناء عن جزء من العمالة وتعويضه باأصول وجتهيزات<br />
وبرامج حاسوب، وغريها من عنارص رأس املال الثابت وذلك لتقليل التكاليف.<br />
مرونة الإحلل بني العمل ورأس املال النقدي:<br />
أما بالنسبة ملرونة الإحلل بني العمل ورأس املال النقدي، فقد أظهرت خمسة بنوك<br />
إمكانية الإحلل بينهما، وهذا يدل على أن زيادة حجم رأس املال النقدي ل يستوجب<br />
بالرضورة زيادة حجم العمالة، بل قد يوؤدي إىل انخفاض العمالة نتيجة لجتاه لزيادة<br />
أجهزة الإعلم الآيل، وغريها من الأجهزة لزيادة الكفاءة الإنتاجية، إل أنه من امللحظ<br />
أن قيم هذه املرونة منخفضة جداً، حيث ترتاوح بني 0.05 و 0.10 يف البنوك الآتية: بنك<br />
الفلحة و التنمية الريفية ،BADR وبنك التنمية املحلية ،BDL والقرض الشعبي اجلزائري<br />
،CPA والبنك اخلارجي اجلزائري ،BEA والبنك الوطني اجلزائري ،BNA أما بالنسبة لبنك<br />
الربكة اجلزائري BARAKA فمرونة الإحلل بالنسبة له سالبة، مما يعني أن عنرصي العمل
77<br />
Ú<br />
Ú<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
ورأس املال النقدي هما عنرصان متكاملن حيث إن حجم الأصول بالنسبة لهذا البنك ل<br />
تتيح له لستغناء عن العمل بزيادة رأس املال النقدي )الودائع واملوارد املالية( ، بل إن<br />
زيادة رأس املال النقدي قد يتطلب مزيداً من العمل.<br />
مرونة الإحلل بني رأس املال الثابت ورأس املال النقدي:<br />
وأظهرت هذه الدراسة من خلل اجلدول )3( إمكانية الإحلل بني رأس املال<br />
الثابت ورأس املال النقدي يف جميع البنوك حمل الدراسة، وهذا يدل أن العلقة بينهما<br />
ليست تكاملية، وإمنا ميكن زيادة رأس املال النقدي دون احلاجة إىل زيادة التجهيزات<br />
الرأسمالية.<br />
2 1- قياس مرونة الطلب السعرية:<br />
وقد حُ سبت مرونة الطلب السعرية ملدخلت البنوك حمل الدراسة عن طريق تطبيق<br />
املعادلة )5( واجلدول )4( يبني متوسط مرونات الطلب السعرية ملدخلت البنوك:<br />
متوسط مرونة الطلب السعرية<br />
العمل<br />
راأس املال الثابت )العيني(<br />
راأس املال النقدي<br />
الجدول )4(<br />
BADR<br />
مرونة الطلب السعرية<br />
BARAKA<br />
0.40 -<br />
0.55 -<br />
0.18 -<br />
BNA<br />
0.45 -<br />
0.55 -<br />
0.29 -<br />
BEA<br />
0.45 -<br />
0.54 -<br />
0.29 -<br />
CPA<br />
0.44 -<br />
0.54 -<br />
0.27 -<br />
BDL<br />
0.43 -<br />
0.55 -<br />
0.27 -<br />
0.44 -<br />
0.55 -<br />
0.29 -<br />
المصدر: من إعداد الباحثة باالعتماد على نتائج عملية التقدير والمعادلة رقم )5( وباستخدام البرنامج<br />
.EXCEL<br />
تقيس مرونة الطلب السعرية مدى استجابة الكمية املطلوبة من املدخلت للتغري<br />
البسيط يف سعر هذه املدخلت )الساعاتي والعصيمي، 1995( . ويتضح من اجلدول )4(<br />
أن الطلب على جميع املدخلت هو طلب غري مرن؛ مبعنى أنه إذا ارتفع سعر املدخلت فاإن<br />
الطلب عليها ل يقل، وهو ما يعني أهمية هذه املدخلت يف العملية البنكية.<br />
كما ميكن توضيح عنارص الإنتاج وترتيبها من حيث الأهمية بالنسبة لكل بنك، وذلك<br />
اعتماداً على درجات مرونة الطلب السعرية، فكلما قلت درجات املرونة، كلما زادت أهمية<br />
ذلك العنرص )القريشي، 2006( ، وعليه سيكون ترتيب العنارص من حيث الأهمية على<br />
النحو الآتي: رأس املال النقدي يف املرتبة الأوىل بالنسبة جلميع البنوك، وياأتي العمل يف<br />
املرتبة الثانية بالنسبة جلميع البنوك أيضاً، ويف الأخري جند رأس املال الثابت يف املرتبة<br />
الثالثة وجلميع البنوك أيضاً.
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
2- قياس وفورات احلجم:<br />
تقيس وفورات احلجم مقدار التغري يف التكاليف عندما تتغري مستويات الناجت النهائي<br />
للبنك، ويتحدد احلجم الأمثل عند أدنى نقطة من منحنى التكاليف املتوسطة، وإن معرفة<br />
احلجم الأمثل ترشد البنك إىل رضورة التوسع يف الإنتاج، طاملاً كانت التكاليف متناقصة<br />
)الساعاتي والعصيمي، 1995( .<br />
ولقياس وفورات احلجم اُعتمد على املعادلة )12( يف قياس مرونة التكاليف واملعطاة<br />
نتائجها يف الصف الأول من اجلدول )5( ، أما بالنسبة لوفورات احلجم فهي متثل مقلوب<br />
مرونة التكاليف واملعطاة نتائجها يف الصف الثاين من اجلدول نفسه، وتعرب هذه النتائج<br />
عن متوسط املرونة ومتوسط وفورات احلجم لكل بنك عرب فرتة الدراسة، وذلك لغرض<br />
املقارنة.<br />
جدول )5(<br />
وفورات الحجم<br />
BARAKA<br />
BNA<br />
BEA<br />
CPA<br />
BDL<br />
BADR<br />
متوسط<br />
1.33<br />
2.12<br />
2.30<br />
1.85<br />
1.69<br />
2.02<br />
مرونة التكاليف )M(<br />
0.75<br />
0.47<br />
0.44<br />
0.54<br />
0.59<br />
0.49<br />
وفورات احلجم )W(<br />
المصدر: من إعداد الباحثة باعتماد نتائج عملية التقدير و المعادلة رقم )12( وبرنامج .Excel<br />
يتضح من اجلدول أن البنوك الستة حققت درجات مرونة تكاليف أكرب من الواحد<br />
الصحيح، ومعنى ذلك أنه إذا تغري حجم النشاط يف البنك بنسبة معينة، فاإن التكاليف تتغري<br />
بنسبة أكرب أي أن هذه البنوك تعرف حالة تناقص غلة احلجم التي يرتتب عنها وفورات<br />
حجم سالبة، أي أن درجات وفورات احلجم تكون أقل من الواحد الصحيح، وهو ما يوؤكده<br />
السطر الثاين من اجلدول )5( .<br />
ومن هذا اجلدول لوحظ أيضاً أن وفورات احلجم تتزايد كلما صغر حجم البنك، حيث<br />
إن وفورات احلجم عند كل من بنك الربكة اجلزائري BARAKA و بنك التنمية املحلية BDL<br />
أكرب منها يف البنوك الأخرى. وباعتبار أن وفورات احلجم موؤرشات للكفاءة يف التكاليف،<br />
فاإننا نستطيع القول إن البنوك اجلزائرية الستة حمل الدراسة تتميز باللكفاءة يف إدارة<br />
التكاليف؛ لأنها حققت درجات أقل من الواحد الصحيح يف وفورات احلجم. وبذلك تكون<br />
قدجتاوزت احلد الأدنى الكفء الذي يكون أدنى نقطة يف منحنى التكاليف املتوسطة، وعليه<br />
فاإننا ل نستطيع حتديد احلجم الأمثل لهذه البنوك.<br />
78
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
3- قياس وفورات النطاق:<br />
لقياس وفورات النطاق أهمية كبرية بالنسبة للبنوك، وعن طريقها تستطيع البنوك<br />
اتخاذ قرارات التنويع يف أنشطتها، ونقول عن بنك إنه يتمتع بوفورات نطاق إذا كانت تكلفة<br />
إنتاج منتجاتها معاً أقل من جمموع تكلفة إنتاج كل منتج على حده )قريشي، 2006( .<br />
وتقاس وفورات النطاق بتطبيق املعادلة )7( ، فاإذا كانت القيمة أقل من الصفر، فاإن<br />
البنوك تتمتع بوفورات نطاق أما إذا كانت أكرب أو تساوي الصفر، فاإنها ل تتمتع بوفورات<br />
+<br />
نطاق وبشكل عام وملعرفة إشارة وفورات النطاق حسبنا القيمة i<br />
ووجدناها تساوي )-7.659( ، وهو ما يعني أن البنوك يف عينة الدراسة تتوافر على<br />
وفورات النطاق، بعبارة أخرى تعد تكلفة إنتاج القروض ولستثمارات الأخرى معاً يف<br />
عينة الدراسة أقل من تكلفة التخصص يف إنتاج القروض وإنتاج لستثمارات الأخرى كل<br />
على حدة.<br />
α<br />
α<br />
j<br />
α<br />
i j<br />
●<br />
وهو ما يسمح للبنوك اجلزائرية من التوسع يف نطاق أعمالها، ورفع جمال عملياتها<br />
حيث حتقق بذلك ادخار على مستوى التكاليف من خلل عملية التنويع يف املنتجات<br />
واخلدمات املقدمة، كما ميكنها التوسع يف هذا املجال، لأن التنويع يف النشاط املرصيف<br />
يعد عملية حديثة يف البنوك اجلزائرية، حيث مل يكن مسموحاً لها القيام بجميع العمليات<br />
املرصفية وفقا ملبدأ التخصص املرصيف، إل أن الإسلحات التي عرفها النظام الرصيف<br />
اجلزائري ألغت هذا املبدأ.<br />
مقاربة نتائج الدراسة مع فرضيات البحث:<br />
من خلل قياس كفاءة البنوك اجلزائرية بناءً على تقدير دالة التكاليف اللوغاريتمية<br />
املتسامية، ومن خلل حجم عينة الدراسة، قمنا مبقاربة نتائج الدراسة مع فرضيات<br />
البحث وذلك كما ياأتي:<br />
●الفرضية االأوىل: البنوك كبرية احلجم لها قدرة أكرب على التحكم يف تكاليفها<br />
والرفع من كفاءتها الإنتاجية. وذلك من خلل إمكانية الإحلل بني عنارص الإنتاج،<br />
وحتقيق مرونة طلب سعرية للمدخلت.<br />
النتيجة االأوىل: من خلل حتليلنا ملرونة الإحلل بني عنارص الإنتاج، وهي يف هذه<br />
79
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
●<br />
الدراسة: العمل ورأس املال الثابت، ورأس املال النقدي، وجدنا أن كل البنوك اجلزائرية<br />
حمل الدراسة تتمتع مبرونة إحلل موجبة بني عنارص إنتاجها، حيث كانت مرونة الإحلل<br />
بني العمل ورأس املال الثابت ترتاوح بني 1.06 و 1.09، أما بالنسبة ملرونة الإحلل بني<br />
العمل ورأس املال النقدي، فكانت منخفضة، وترتاوح بني 0.05 و ، 0.10 وكانت مرونة<br />
الإحلل بني رأس املال الثابت ورأس املال النقدي ترتاوح بني 0.51 و 0.70 إل إننا<br />
جند أن هناك استثناء بالنسبة لبنك الربكة اجلزائري حيث حقق مرونة إحلل سلبية بني<br />
العمل ورأس املال النقدي، وهذا ما يعني أن هذين العنرصين الإنتاجيني هما عنرصان<br />
متكاملن، وذلك لأن هذا البنك يتمتع بصغر حجم أصوله الأمر الذي ل يتيح له لستغناء<br />
عن العمل بزيادة رأس املال النقدي، أما فيما يتعلق مبرونة الطلب السعرية، فنجد أن جميع<br />
البنوك تتمتع بطلب غري مرن على أسعار مدخلتها.<br />
وهذا ل يوؤكد صحة الفرضية كلية، حيث وجدت هذه الدراسة أن جميع البنوك بغض<br />
النظر عن حجمها تتمتع بكفاءة من حيث إمكانية الإحلل بني عنارص إنتاجها باستثناء<br />
بنك الربكة اجلزائري، وذلك فيما يخص إمكانية الإحلل بني العمل ورأس املال النقدي أما<br />
بالنسبة لكفاءة البنوك يف التحكم يف تكاليفها من خلل أسعار مدخلتها، فاأننا وجدنا أن<br />
هذه البنوك ل تتمتع بهذه الكفاءة، لأنها ل تتمتع مبرونة طلب سعرية ملدخلتها.<br />
●الفرضية الثانية:<br />
التوسع يف نشاطها.<br />
تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات حجم تتيح لها مزيداً من<br />
النتيجة الثانية: من خلل حتليلنا لوفورات احلجم نستطيع أن ننفي صحة الفرضية<br />
الثانية، حيث وجد أن كل البنوك اجلزائرية حمل الدراسة ل تتمتع بوفورات حجم، وذلك لأن<br />
قيمتها كانت أقل من الواحد الصحيح، وبذلك تكون هذه البنوك حققت وفورات حجم سالبة<br />
ل تتيح لها مزيداً من التوسع يف حجم نشاطها.<br />
●الفرضية الثالثة:<br />
التنويع يف منتجاتها.<br />
●<br />
تتمتع البنوك اجلزائرية بوفورات نطاق، تتيح لها إمكانية<br />
النتيجة الثالثة: من خلل قياسنا لوفورات النطاق وجدنا أن جميع البنوك اجلزائرية<br />
حمل الدراسة تتمتع بوفورات نطاق، وبالتايل تستطيع هذه البنوك التنويع يف منتجاتها،<br />
وهذا ما يوؤكد صحة الفرضية الثالثة.<br />
80
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
النتائج والتوصيات:<br />
النتائج:<br />
بناءً على االأهداف والفرضيات التي صيغت يف هذه الدراسة، توصلت الدراسة<br />
اإىل نتائج االآتية:<br />
.1بشكل 1 عام وجد أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة تتمتع بالكفاءة من حيث إمكانية<br />
الإحلل بني مدخلتها، ولستثناء الوحيد كان يف إمكانية الإحلل بني العمل ورأس املال<br />
النقدي يف بنك الربكة اجلزائري، أما فيما يتعلق بكفاءة البنوك يف التحكم يف تكاليفها من<br />
خلل أسعار مدخلتها، فوجد أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة ل تتمتع بهذه الكفاءة؛<br />
لأنها مل حتقق مرونة طلب سعرية ملدخلتها.<br />
.2خلصت 2 هذه الدراسة أيضا إىل أن وفورات احلجم تتزايد كلما صغر حجم البنك، إل<br />
أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة سواء كانت صغرية أم كبرية من حيث احلجم، مل حتقق<br />
وفورات احلجم، وكانت درجة الوفورات سالبة؛ أي أقل من الواحد الصحيح، الأمر الذي ل<br />
يتيح لنا حتديد احلجم الأمثل لهذه البنوك؛ لأنها جتاوزت احلد الأدنى الكفء، وبذلك تكون<br />
هذه البنوك تتميز بعدم الكفاءة يف إدارة التكاليف.<br />
.3وفقاً 3 لتحليلنا لوفورات النطاق وجد أن البنوك اجلزائرية حمل الدراسة تتمتع<br />
بوفورات تتيح لها التوسع بنطاق أعمالها، والرفع من جمال عملياتها حيث حتقق بذلك<br />
ادخار على مستوى التكاليف من خلل عملية التنويع يف املنتجات.<br />
التوصيات:<br />
تعد كفاءة البنوك اجلزائرية يف القيام بوظائفها الأساسية من بني القضايا الرئيسة<br />
امللحة التي ينبغي على اجلزائر معاجلتها، وذلك بغية التصدي لتحديات العوملة، وتشجيع<br />
منو قطاع الإنتاج، حيث يتطلب الأمر إسلحات واسعة النطاق تهدف إىل توجيه املوارد<br />
إىل أفضل الرشكات واملشاريع لستثمارية واملساهمة يف ضمان لستخدام الكفء لهذه<br />
املوارد، ومن منطلق ما تقدم من نتائج يف هذه الدراسة، ميكن أن نصوغ بعض التوصيات<br />
81
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
املهمة التي ميكن للسلطات اجلزائرية أن تتبعها لرفع كفاءة هذه البنوك حتى تتمكن من<br />
أداء مهماتها بشكل أفضل وفيما ياأتي اأهم هذه التوصيات:<br />
.1يف 1 ضوء تعاظم دور التكنولوجيا املرصفية احلديثة التي توفر الأساليب والوسائل<br />
التي من ساأنها رفع مستوى الإنتاجية وادخار التكاليف وبالتايل التحكم يف أسعار<br />
املدخلت، والرفع من كفاءة اخلدمات واملنتجات، لبد للبنوك اجلزائرية من تطوير التعامل<br />
بالوسائل والتقنيات احلديثة لزيادة تنافسيتها.<br />
.2رغم 2 إمكانية الإحلل بني مدخلت البنوك اجلزائرية، فيجب العمل على لرتقاء<br />
بكفاءة العنرص البرشي من خلل التكوين والتدريب اللزمني للرفع من كفاءة موظفي<br />
البنك وحتسني مهاراتهم، ذلك لأن العنرص البرشي يعد من الركائز الأساسية للرتقاء<br />
بالأداء املرصيف.<br />
.3تتميز 3 البنوك اجلزائرية باعتمادها على الأنشطة التقليدية، ويف ظل التحديات التي<br />
يفرضها حترير جتارة اخلدمات املرصفية واملنافسة الشديدة، يجب على البنوك اجلزائرية<br />
تقدمي حزمة متكاملة من اخلدمات املرصفية جتمع بني التقليدي واملستحدث من املنتجات<br />
لزيادة نطاق عملياتها، كما يجب عليها التخلي عن التخصص الوظيفي والقطاعي، وتقدمي<br />
أنشطة متويلية مبتكرة.<br />
.4تشري 4 نتائج الدراسة إىل أن البنوك اجلزائرية ل تتمتع بكفاءة احلجم، لذلك فاإن<br />
لندماج بني هذه البنوك ميكن أن يعمل على تقوية مراكزها املالية لتحقيق وفورات<br />
احلجم، والوصول بالوحدة املرصفية إىل حجم اقتصادي معني يتيح لها زيادة الكفاءة<br />
من خلل تخفيض التكاليف وتعظيم الربح، وذلك بزيادة القدرة لئتمانية لهذه البنوك<br />
ملواجهة احتياجات الرشكات واملشاريع الإنتاجية.<br />
.5 5 وللصعوبة التي لقتها هذه الدراسة للحصول على بيانات البنوك، نوصي بتدعيم<br />
عملية الإفصاح الشفافة يف البنوك اجلزائرية من خلل حثها على نرش املعلومات والبيانات<br />
املالية واملرصفية اخلاصة بها، وإعلنها لتكون متاحة للجمهور العام.<br />
82
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- املراجع العربية:<br />
1التل، . 1 خلف هاجم والقرعان، فواز حممد )2004 ) ، استخدام أسلوب التحليل التغليفي<br />
للبيانات Data Envelopment Analysis يف قياس و حتليل الأداء النسبي للموؤسسات،<br />
موؤتة للبحوث والدراسات، املجلد التاسع عرش، العدد الثاين، الأردن، ص ص11- 42.<br />
2اجلميل، . 2 رسمد كوكب )1989 ) ، تقومي كفاءة العملية املرصفية تعبئة املوارد و توزيعها<br />
يف مرصف الرافدين للفرتة 1965- 1983، تنمية الرافدين، العدد السادس والعرشون،<br />
العراق، ص ص 75- 108.<br />
3احلاج، . 3 طارق وفليح، حسن )2009 (، لقتصاد الإداري، دار صفاء للنرش والتوزيع،عمان،<br />
الأردن.<br />
4خرابشة، . 4 عبد عبد احلميد )2002 ) ، الكفاءة الإنتاجية يف القطاع الصناعي الأردين<br />
دراسة حتليلية )1986- 1997( ، جملة املنارة، املجلد الثامن، العدد الأول، الأردن،<br />
ص ص11- 36.<br />
5الساعاتي، . 5 عبد الرحيم عبد احلميد والعصيمي، حممود حمدان )1995 ) ، تقدير دالة<br />
تكاليف البنوك لسلمية والبنوك التجارية دراسة مقارنة، جملة جامعة امللك عبد<br />
العزيز لقتصاد لسلمي، املجلد 7، اململكة العربية السعودية، ص ص3- 27.<br />
6ساعد، . 6 ابتسام )2009 ) ، تقييم كفاءة النظام املايل اجلزائري ودوره يف متويل<br />
لقتصاد، رسالة ماجستري يف العلوم لقتصادية فرع نقود والتمويل، جامعة حممد<br />
خيرض، بسكرة، اجلزائر.<br />
7الشعيبي، . 7 خالد بن منصور )2004 ) ، استخدام أسلوب حتليل مغلف البيانات يف قياس<br />
الكفاءة النسبية للوحدات الإدارية بالتطبيق على الصناعات الكيماوية واملنتجات<br />
البلستيكية مبحافظة جدة باململكة العربية السعودية، جملة جامعة امللك سعود،<br />
م16، العلوم الإدارية )2( ، الرياض، اململكة العربية السعودية، ص ص313- 342.<br />
) 8 ، قياس الكفاءة لقتصادية يف املوؤسسات املرصفية<br />
. 8قريشي، حممد اجلموعي، )2006<br />
دراسة نظرية و ميدانية للبنوك اجلزائرية خلل الفرتة 1994- 2003، أطروحة دكتوراة<br />
دولة يف العلوم لقتصادية تخصص نقود و مالية، جامعة اجلزائر، اجلزائر.<br />
83
قياس الكفاءة املصرفية باستخدام منوذج حد التكلفة العشوائية-<br />
دراسة حالة البنوك اجلزائرية )2004- 2008(<br />
د. حدة رايس<br />
أ.نوي فاطمة الزهراء<br />
84<br />
ثانياً- املراجع األجنبية:<br />
1. Al- Hussain، Adel Hassan (2009) ، Corporate Governance Structure<br />
Efficiecy and Bank Performance in Saudi Arabia، Doctor of Business<br />
Administration Thesis ، University of Phoenix، United States.<br />
2. Allen، Jason and Liu، Ying (2005) ، Efficiency and Economies of Scale<br />
of Large Canadian Bank، Bank of Canada، Working Paper 2005- 13،<br />
Canada.<br />
3. Barrett، Christopher.B (1997) ، How Credible are Estimates of Preasant<br />
Allocative Scale or Scope Efficiency? A Commentary، Journal of<br />
International Development، Vol.9، No.2،pp 221- 229.<br />
4. Daoud، Rajai Othman (2007) ، Utilising Data Envelopment Analysis to<br />
Evaluate the Efficiency of Chemical Industries (paints sector) in Jordan<br />
using Financial Indicatores، Master Science in Industrial Engineering<br />
Thesis، the University of Jordan، Jordan.<br />
5. Kessy، Pantaleo.J (2007) ، Bank Efficiency and Economic Growth: An<br />
Empirical Analysis of the Economies of the East African Community<br />
(EAC) Countries، Doctor of Philosophy Thesis، Colorado State University،<br />
United States.<br />
6. Mahaftha، Bilal Mohammad Saed (2005) ، Operating Efficiency and Stock<br />
Performance The case of Jordanian Banks، Master Banking and Finance<br />
Thesis ، Yarmouk University، Jordan<br />
7. Mester، Loretta.J (1994) ، Efficiency of Banks in Third Federal Reserve<br />
district، Working Paper، Financial Institutions Center the Wharton school،<br />
University of Pennsylvania، United States.<br />
8. Morris، David (2008) ، Economies of Scale and Scope in E- learning ،<br />
Studies in higher education، Vol.33،No.3، France، pp 331- 343.<br />
9. Omari، Omar Khalifeh (2008)، Measuring Efficiency Levels of the Jordanian<br />
and U.A.E Banking Industries: An Application of Data Envelopment<br />
Analysis، Master in International Business Thesis ، the University of<br />
Jordan، Jordan.<br />
10. Wheelock، David.C and Wilson، Paul.W (1995) ، Evaluation the Efficiency<br />
of Commercial Banks: Does our view of what Banks do Matter?، Federal<br />
Reserve of St- louis، United states، pp 39- 51.<br />
11. Worthington، Andrew.C (1998) ، The Determinations of Non- Bank<br />
Financial Institution Efficiency: A Stochastic Cost Frontier Approach،<br />
Applied Financial Economics، Vol.8، No.3، Australia، pp 279- 289.<br />
12. Young، Robert De (1997) ، Measuring Bank Cost Efficiency: Don’t count<br />
on Accounting Ratios، Financial practice and education، United States، pp<br />
20- 31.
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على<br />
القدرة التنافسية لشركات األدوية األردنية<br />
)من وجهة نظر املستهلك األردني(<br />
د. شاكر تركي إمساعيل<br />
أستاذ مساعد/ كلية األعمال/ جامعة الملك عبد العزيز/ رابغ/ جدة/ المملكة العربية السعودية.<br />
85
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
ملخص:<br />
هدفت هذه الدراسة إىل قياس اجتاهات املرضى، ومراجعي مستشفيات القطاع<br />
العام يف حمافظة إربد/ الأردن جتاه الأدوية الأردنية املنتجةحملياً والأدوية الأجنبية<br />
املستوردة، حيث اُختربت بعض املتغريات التي تقيس دوافعهم وتفضيلتهم التي تشكل<br />
سلوكهم الرشائي جتاه تلك الأدوية، وإدراكهم جلودة كل منها )اجلودة املدركة( ، قياساً<br />
بالقيم املادية املدفوعة. واختربت لغرض الدراسة عينة عشوائية بسيطة مكونة من )175(<br />
مفردة من املرضى من واقع سجلت مستشفيات جمتمع الدراسة.<br />
توصلت الدراسة إىل أهمية القيمة املدركة للمنتج الدوائي بغض النظر عن مكان<br />
تصنيعه، إضافة إىل أهمية سعر املنتج الدوائي، وغالباً ما يعتمد املرضى على الكلمة<br />
املنطوقة من الأطباء التي تشكل إدراكاتهم نحو جودة املنتجات الدوائية، وبالتايل فاإن<br />
املريض على استعداد لدفع سعر أعلى مقابل احلصول على منتج دوائي أجود. وقد أوصت<br />
الدراسة برضورة إعادة النظر يف سياسات التسعري التي تتبعها رشكات الأدوية الأردنية<br />
يف تسعري منتجاتها لكي تتلءم مع اجلودة املدركة.<br />
الكلمات املفتاحية: القدرة التنافسية، جودة املنتج، القيمة املدركة، السعر.<br />
86
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
This study aims at studying the attitudes of patients who are treated in<br />
the public sector hospitals in Irbid governorate towards Jordanian drugs and<br />
imported drugs from well – known European companies.<br />
A simple random sample consisting of (175) patients, withdrawn from<br />
hospitals records which form the population study, to measure their attitudes<br />
towards Jordanian and imported drugs.<br />
The study concludes the following findings: Patients stated that<br />
the perceived value of the drugs is the first priority for them without any<br />
consideration for the manufacturing place. Usually, the patient depended<br />
on the opinion of their doctors regarding the quality of medicine. Thus, the<br />
patient is ready to pay a higher price to get a better medicine.<br />
The study recommended that Jordanian companies must make<br />
a reconsideration for their pricing policies to match the perceived value.<br />
Key words: Competitiveness, Product Quality, Perceived value, Price.<br />
87
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
مقدمة:<br />
يعد التسويق أحد الأنشطة الأساسية التي تقوم بها موؤسسات الأعمال احلديثة، كما<br />
يعد حموراً اسرتاتيجياً لأية مواجهة بني املوؤسسة والبيئة التي توجد فيها، فنجاح املوؤسسة<br />
يف أداء هذه الأنشطة يحدد إىل درجة كبرية مدى النجاح الذي ميكن أن تسفر عنه عملياتها.<br />
واملفهوم التسويقي احلديث يتضمن نوعاً من املطابقة اخللَّقة بني احلاجات لستهلكية،<br />
وبني السلع واخلدمات املنتجة، مع كل ما يتطلبه القيام بهذه املطابقة من أنشطة خمتلفة<br />
كاإجراء البحوث ودراسة احلاجات والرغبات لستهلكية، بحيث تكون أساسا لتصميم<br />
السلع واخلدمات املنوي إنتاجها وطرحها يف تلك الأسواق )معل و رائف، 2009( .<br />
إن التسويق ميثل نظاماً متكاملً An Integrated System تتفاعل من خلله<br />
جمموعات من الأنشطة الفاعلة التي تستهدف الوصول إىل نهايات معينة، فاإن هذا يفرض<br />
علينا توفري الإمكانات واملوارد، )مبا فيها املعارف واملهارات( اللزمة لذلك، وبالتايل<br />
فاإن أي جهد تسويقي يجب أن يكون ضمن إطار املوارد املتاحة ومراعياً ملعطيات البيئة<br />
التسويقية وقواها املوؤثرة مما يكسبها ميزة تنافسية تزيد من قدرتها التنافسية Kotler(<br />
. )and Armstrong, 2008<br />
يعدُّ قطاع الصناعة الدوائية من القطاعات احليوية ولسرتاتيجية يف خمتلف دول<br />
العامل التي تنادي مبجتمعات صحية من خلل غذاء ودواء صحي، كونه يعرب عن مدى تقدم<br />
ورفاهة املجتمع.<br />
التعريفات املفاهيمية:<br />
◄◄جوهر املنتج الدوائي:<br />
وهو املحتوى الدوائي الذي تقدمه رشكات الأدوية الأردنية لعملئها، ويتمثل هذا<br />
املحتوى يف جمموعة املنافع التي يسعى املريض إىل حتقيقها من خلل اكتسابه القوة<br />
واملناعة ورسعة املفعول )طشطوش، وليد، 2000( .<br />
88<br />
◄◄القيمة املدركة:<br />
هي القيمة أو املنافع التي يحصل عليها العميل نتيجة رشائه أو وصفه للمنتج<br />
الدوائي، والتي يقيمها املستهلك من خلل التكاليف التي يدفعها للحصول على هذه القيمة<br />
أو املنافع، مقارنة مع ما يقدمه املنافسون )2008 Armstrong, )Kotler and .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
◄◄جودة املنتج الدوائي:<br />
وهي ملءمة ما يتوقعه املريض من املنتج الدوائي مع إدراكه الفعلي للمنفعة التي<br />
يحصل عليها نتيجة تناوله الدواء، لذا فالأدوية اجليدة من وجهة نظر العملء هي التي<br />
تتفق وتتطابق مع توقعاتهم 2006( Ferrell, )Pride and .<br />
89<br />
◄◄العمالء )املستهلكون( :<br />
الطبيب الذي يصف الدواء واملريض املستهلك للدواء بناء على وصفة طبية.<br />
أهمية الدراسة:<br />
الصناعة الدوائية الأردنية هي إحدى الصناعات الرئيسية يف قطاع الصناعة الأردين،<br />
وتعد هذه الصناعة من الصناعات لسرتاتيجية واحليوية التي تتعامل مبارشة مع صحة<br />
وحياة لنسان، ونظراً لزيادة حدة املنافسة نتيجة لزدياد الوعي الصحي يف املجتمع<br />
لردين ودخول منافسني جدد لقطاع الصناعة، لذا ل بد لها من املوازنة ما بني جودة<br />
املنتجات الدوائية والتقليل من فجوة اجلودة املدركة.<br />
مشكلة الدراسة وعناصرها:<br />
نظراً لنضمام الأردن ملنظمة التجارة العاملية، فقد أصبحت السوق الأردنية سوقا<br />
رائجة أمام الرشكات الدوائية العربية والأجنبية إضافة إىل الداخلني اجلدد لقطاع<br />
الصناعة، مما زاد من حدة املنافسة ما بني الرشكات الأردنية املصنعة للأدوية، والرشكات<br />
املستوردة للأدوية الأجنبية، مما ألزم إدارات التسويق فيها لإعادة النظر يف اسرتاتيجياتها<br />
وسياساتها املتبعة من أجل إكسابها ميزة تنافسية، لزيادة قدرتها التنافسية، بالتايل<br />
املحافظة على بقائها واستمرارها يف ظل الظروف احلالية واملستجدة. وميكن حتقيق هذا<br />
الغرض عن طريق االإجابة عن التساوؤالت االآتية:<br />
● ●ما العلقة بني جودة املنتج الدوائي، وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية<br />
الأردنية يف السوق املحلية والعربية؟<br />
● ●ما العلقة بني سعر الأدوية، وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية<br />
يف السوق املحلية والعربية؟<br />
● ● ما العلقة بني القيمة املدركة للأدوية )من وجهة نظر املستهلك( وزيادة القدرة<br />
التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية يف السوق املحلية والعربية؟
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
منوذج الدراسة:<br />
فيما ياأتي منوذج الدراسة الذي يوضح املتغريات املستقلة الرئيسة )ذات العلقة<br />
باملنتج الدوائي( ، واملتغري التابع التي ستخترب يف هذه الدراسة.<br />
املتغريات املستقلة<br />
جودة املنتج الدوائي<br />
سعر املنتج الدوائي<br />
القيمة املدركة للمنتج الدوائي<br />
فرضيات الدراسة:<br />
90<br />
املتغري التابع<br />
انطلقا من تساوؤلت مشكلة الدراسة التي حددها الباحث، فقد صيغت الفرضيات<br />
االآتية:<br />
● ●الفرضية االأوىل:<br />
H: 0 ل توجد علقة ذات دللة إحصائية بني جودة املنتج الدوائي )من وجهة نظر<br />
املستهلك( وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
H: 1 توجد علقة ذات دللة إحصائية بني جودة املنتج الدوائي )من وجهة نظر<br />
املستهلك( وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
● ●الفرضية الثانية:<br />
H: 0 ل توجد علقة ذات دللة إحصائية بني سعر املنتجات الدوائية، وزيادة القدرة<br />
التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
H: 1 توجد علقة ذات دللة إحصائية بني سعر املنتجات الدوائية وزيادة القدرة<br />
التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
● ●الفرضية الثالثة:<br />
القدرة التنافسية<br />
Competitiveness<br />
H: 0 ل توجد علقة ذات دللة إحصائية بني القيمة املدركة للأدوية )من وجهة نظر<br />
املستهلك( وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
H: 1 توجد علقة ذات دللة إحصائية بني القيمة املدركة للأدوية )من وجهة نظر<br />
املستهلك( وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اإلطار النظري والدراسات السابقة:<br />
مقدمة:<br />
. أاالطار النظري:<br />
تعدُّ القدرة التنافسية للموؤسسات الإنتاجية واخلدمية من أهم مقومات البقاء يف<br />
ميادين الأعمال، فلم تعد القدرة التنافسية مقياساً لنجاحها يف ظل العوملة وانهيار<br />
احلواجز اجلغرافية بني الأسواق العاملية، بل أصبحت القدرة التنافسية مصدر حيوية ومتيرّز<br />
. )Pride and Ferrell, 2006(<br />
وتشري الدراسات والبحوث والتقارير الدولية إىل أن القدرة التنافسية تعد مقياساً<br />
موضوعياً لقياس مدى متيز الدول، ومدى قوة اقتصادها وقدرتها على حتقيق الرفاهة<br />
لشعوبها، ويف هذه الدراسة يحاول الباحث الرتكيز على رشكات الأدوية الأردنية بتسليط<br />
الضوء على العوامل واملتغريات التي تنتهجها رشكات الأدوية الأردنية من أجل إكسابها<br />
ميزة تنافسية تساعد يف تدعيم قدرتها التنافسية، من ثم حماولة تطوير وإدامة هذه امليزة<br />
ملواكبة التغريرّ يف عوامل البيئة املحلية والعربية من أجل املحافظة على استمرارها<br />
وبقائها، وبالتايل خلق صورة ذهنية مرشقة لها يف أذهان عملئها يف السوق املحلية<br />
والعربية من خلل تطوير مدركات إيجابية لها وملنتجاتها الدوائية التي تقدمها.<br />
مفهوم القدرة التنافسية: Concept Competitiveness<br />
لقد تعرض مفهوم القدرة التنافسية )Competitiveness( ملحاورات ساخنة على<br />
مدى بعيد، ولقد صاحب ظهور نظام الأعمال اجلديد إفراز مصطلح »التنافسية« كنتيجة<br />
طبيعية لزيادة أعداد املنتجني والداخلني اجلدد لقطاع الصناعة. وتتبلور املصادر التي<br />
نشاأت عنها حالة »التنافسية« فيما ياأتي: )1999 Wendy, )Schacht, .<br />
ضخامة وتعدد الفرص يف السوق العاملية.<br />
91<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
وفرة املعلومات عن عنارص السوق ومتطلباته نتيجة لسهولة لتصالت، وتطورّر<br />
إمكانيات نقل املعلومات.<br />
تعدد البدائل ولختيارات أمام متخذي القرارات من خمتلف قطاعات ومستويات<br />
نظم الأعمال.<br />
تدفق نتائج البحوث العلمية والتطورات التكنولوجية، ووفرة فرص التطبيق يف<br />
جمالت الأعمال املختلفة.
♦<br />
♦<br />
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
انخفاض تاأثري املحددات والقيود التقليدية يف نظام الأعمال، ومن أهمها املحددات<br />
والقيود احلكومية واجلمركية والتمويلية.<br />
ويستخدم مصطلح القدرة التنافسية على نطاق واسع من جانب العديد من لقتصاديني<br />
والسياسيني، وقد بدأ شيوع هذا املصطلح عندما بدأ الرئيس الأمريكي الأسبق »ريجان«<br />
بتكوين جلنة لبحث تنافسية الصناعات الأمريكية وتدهور قدرتها التنافسية أمام مثيلتها<br />
اليابانية، ثم أنساأ بعد ذلك جملساً للسياسة التنافسية الأمريكية، وقد عررّف املجلس القدرة<br />
التنافسية على أنها قدرة الدولة إنتاج السلع واخلدمات التي تقابل الأذواق يف الأسواق<br />
العاملية، ويف الوقت نفسه حتقيق مستوى معيشة متزايد على املدى الطويل Schacht,(<br />
. )Wendy, 1999<br />
من هنا ميكن تعريف القدرة التنافسية باأنها قدرة الدولة أو املوؤسسة الإنتاجية على<br />
توليد ثروة اكرب من منافسيها يف لسواق العاملية. ويرجع الفضل يف تطوير مفهوم القدرة<br />
التنافسية إىل الفكر لقتصادي الذي تناول مفهوم امليزة النسبية »منذ كتابات آدم سميث«<br />
باعتبارها حجر الزاوية يف حتديد مسار التجارة الدولية وجمالت التخصص وتقسيم<br />
العمل. ويف منتصف السبعينيات برز مفهوم القدرة التنافسية »Competitiveness« ليحل<br />
مكان مفهوم امليزة النسبية، وأصبح التحدي الكبري الذي يواجهه رجال لقتصاد والإدارة<br />
هو كيفية حتويل امليزة النسبية إىل قدرة تنافسية.<br />
تعد القدرة التنافسية حمور الإسلح، فهو اصطلح حموري متعدد الأبعاد، وهي ليست<br />
جمرد قدرة الدولة على توليد الرثوة، فهي املناخ الذي يولد لستثمار والتنمية، وهي ليست<br />
جمرد الإنتاجية لقتصادية، ولكنها تشري إىل مصادر قوة الدولة أو املوؤسسة والعوامل<br />
املوؤثرة يف تعظيم قدرتها من كفاية إدارية، وهياكل البنية الأساسية، واملرافق، وتدفق<br />
رأس املال، وكفاءة السياسات، والقدرة التمويلية، والتنمية التكنولوجية، واملوارد البرشية،<br />
وجودة احلياة، ويعدُّ التعليم املوؤثر واملفتاح الرئيس املوؤثر يف القدرة التنافسية Chan,(<br />
. )Lien, 1999<br />
ويرى )1999 Patten, )Deakin & أن التكنولوجيا تعد مفتاح القدرة التنافسية<br />
ويستشهدان على ذلك قائلنيْ : على الرغم من أن اليابان تعد صغرية من حيث املساحة،<br />
وفقرية من حيث املوارد الطبيعية املادية فاإن املنتجات ذات التقنية العالية High- Tech<br />
Product تعد من أهم أسس جناحها يف غزو الأسواق العاملية وارتفاع مستوى القدرة<br />
التنافسية اليابانية.<br />
وبناء على ما تقدم ميكن القول إن هناك علقة إيجابية ما بني القدرة التنافسية<br />
92
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
ولبتكار واتساع لسواق، حيث يعد لبتكار من أهم أدوات املنافسة التي تسهم يف<br />
إشباع حاجات املستهلكني واتساع لسواق، كذلك املنافسة توؤدي إىل مزيد من لبتكارات<br />
والنتيجة هي أن املنافسة ولبتكار من وسائل دعم القدرة التنافسية Michie,( Kiston &<br />
. )1998<br />
شركات األدوية األردنية والقدرة التنافسية:<br />
إن هدف مديري التسويق يف رشكات الأدوية الأردنية هو حتسني أداء رشكاتهم،<br />
ولرتقاء بها إىل مصاف الرشكات الرائدة يف قطاع الصناعة، من خلل تطوير ميزة<br />
تنافسية جتعلها متميزة وخمتلفة عن بقية الرشكات املنافسة لها. وهنالك العديد من السبل<br />
التي ميكن من خللها حتقيق هذه امليزة، ومن أهمها استخدام نظم املعلومات التكنولوجية<br />
لدعم عملياتها وأنشطتها، ولتحقيق هذه الغاية ل بد لها من إعادة حتليل عملياتها الأساسية<br />
وتقوميها وتنظيمها: ابتداء من البحوث وعمليات الهندسية والتصميم )التي هي مسوؤولة عن<br />
حتويل البحوث النظرية إىل منتجات سلعية حقيقية( ، وعمليات تقدمي اخلدمة، والعمليات<br />
املرافقة لها، إضافة إىل العمليات التسويقية التي تتبناها، ونوعية القيادات الإدارية فيها،<br />
وكل عملية من هذه العمليات لها مدخلتها وخمرجاتها وأهدافها اخلاصة بها.<br />
إن حتليل هذه العمليات بشيء من التفصيل يخول مديري التسويق بتحديد املشكلت<br />
التي تواجه رشكاتهم، والبحث من خللها عن الفرص اخللَّقة والإبداعية التي تخولهم<br />
اتخاذ القرارات لسرتاتيجية فيما يخص مسرية رشكاتهم وروؤيتها املستقبلية، آخذين<br />
بعني لعتبار التكاليف واملخاطر اخلاصة بهذه القرارات.<br />
الصناعة الدوائية األردنية:<br />
يعد عام 1962 بداية أول صناعة دوائية يف الأردن، حيث أُسست أول رشكة دوائية<br />
برأسمال مقداره )150( ألف دينار أردين، ويف النصف الثاين من عقد السبعينيات أُسست<br />
ثلث رشكات دوائية جديدة، وثلث رشكات يف عقد الثمانينيات، أما يف عقد التسعينيات<br />
فقد شهد هذا القطاع تطوراً ملحوظاً باأن أسس فيه تسع رشكات، ويعود ذلك إىل تدفق<br />
روؤوس الأموال العائدة من دول اخلليج إىل الأردن نتيجة لأحداث حرب اخلليج عام 1991،<br />
إضافة إىل القوانني والإجراءات والتسهيلت لستثمارية التي أوجدتها ومنحتها احلكومة<br />
الأردنية للمستثمرين )غرفة صناعة عمان، 2006( .<br />
خصائص الصناعة الدوائية:<br />
93<br />
احتلت الصناعة الدوائية الأردنية املرتبة الأوىل يف التصدير بني القطاعات لنتاجية
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
الأخرى ومن حيث مساهمتها يف الناجت القومي الإجمايل )تقريرالبنك املركزي لردين،<br />
. )2006<br />
تستورد رشكات الأدوية الأردنية تكنولوجيا صناعتها كافة من آلت ومعدات وأجهزة<br />
وقطع غيار من دول العامل كافة، كما تستورد املواد الدوائية الأولية من الأسواق الدولية<br />
مثل )أمريكا، أوروبا، الصني، الهند( ، وتستخدم مواد ومركبات عُ وجلت وطُ ورت يف دول<br />
أخرى، ول تنتج أية أدوية من اخرتاعاتها إمنا يعتمد %40 من إنتاجها على حقوق لمتياز<br />
من رشكات أجنبية، و %60 من إنتاجها اعتماداً على الرتاخيص )طشطوش، وليد، 2000(.<br />
جودة الصناعة الدوائية:<br />
تعد اجلودة من املواضيع املهمة يف الصناعة الدوائية التي توليها املوؤسسات املنتجة<br />
جل اهتمامها، ويتمثل ذلك يف حجم الإنفاق على البحوث والتطوير من أجل إنتاج سلع<br />
وخدمات متميزة يف جودتها مللءمة ما يتوقعه منها العملء املستهلكني )القيمة املدركة(<br />
أو املنفعة الرئيسية التي يحصل عليها املستهلك جراء تناوله لها، والسعر الذي يدفعه مقابل<br />
هذه املنفعة 2006( Wirtz; )lovelock and .<br />
نظرا لرتباط الصناعة الدوائية بصحة وحياة الإنسان، فقد دأبت منظمة الصحة<br />
العاملية والهيئات واملوؤسسات العاملية بوضع مقاييس وأنظمة وقوانني حتكم السيطرة<br />
على جودة املنتج الدوائي، حيث تنفق الرشكات الأردنية %10 من الإيراد املتحقق على<br />
البحوث والتطوير )طشطوش، وليد، 2000( .<br />
ونتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي وثورة لتصالت التي تضمنت تطوراً ملحوظاً<br />
يف املفاهيم التسويقية احلديثة، وظهور مفهوم التسويق الإلكرتوين الذي قارب بني الدول<br />
وتخطى احلدود الإقليمية للمنتجني مما وفرّر العديد من البدائل املتاحة أمام املستهلك<br />
الأردين، وبخاصة بعد انضمام الأردن ملنظمة التجارة العاملية، مما ألزم رشكات الأدوية<br />
الأردنية بتطوير منتجاتها بشكل مستمر نتيجة املنافسة احلادة بني رشكات الأدوية<br />
الأردنية العاملة يف السوق املحلية، واملنافسة بني الرشكات الأردنية والرشكات العربية<br />
والأجنبية املصدرة للسوق الأردين، إضافة إىل منافسة هذه الرشكات لها يف الأسواق<br />
اخلارجية.<br />
معوقات الصناعة الدوائية:<br />
من خلل حتليل )SWOT( لنقاط الضعف والقوة لرشكات الأدوية الأردنية، فقد تبني<br />
اأن هناك العديد من نقاط الضعف التي تعاين منها هذه الرشكات، والتي حتد من<br />
94
95<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
منافسة اأدويتها لالأدوية االأجنبية يف السوق املحلية والعربية:<br />
ارتفاع معدل دوران العمالة نتيجة مغادرة العمالة الفنية املاهرة ملكان العمل<br />
الذي تدربوا فيه، وأكسبهم خربة للبحث عن أماكن أخرى توفر لهم أجوراً أعلى تتناسب مع<br />
قدراتهم وإمكانياتهم )وزارة الصناعة والتجارة، تقارير غري منشورة، 2006( .<br />
كرثة عدد رشكات الأدوية الأردنية املنتجة ولنفتاح الذي يشهده سوق الدواء<br />
الأردين يف استرياد الدواء الأجنبي، الذي سيوؤدي بالتايل إىل خروج عدد منها من قطاع<br />
الصناعة )تقارير وزارة الصناعة والتجارة، 2006( .<br />
العوامل املؤثرة على سلوك العمالء:<br />
إن سلوك العملء باتخاذ قرار وصف أو اختيار منتج دوائي دون غريه من املنتجات<br />
الأخرى املنافسة، يظهر احلاجة إىل دراسة أفضل وأعمق لسلوك العملء احلايل واملرتقب.<br />
وبناءً على ذلك ميكن لسرتشاد بعلم النفس وعلم لجتماع بغرض الوقوف على أسباب<br />
اختيار منتج دوائي حملي، أو منتج دوائي اجنبي:<br />
.1املواقف 1 واالجتاهات:<br />
هي تعبري عن اخلربات املرتاكمة واملشاعر الداخلية التي تعكس أو تكشف فيما إذا<br />
كان للعملء ميول إيجابية أو سلبية نحو منتج حملي معني أو منتج مستورد، وهذه املواقف<br />
ولجتاهات ل تلحظ بصورةمبارشة، بل تستنتج مما يقول هوؤلء العملء، أو من خلل<br />
حتليل وتفسريأمناطهم السلوكية. وتتشكل لجتاهات واملواقف لديهم من خلل وظيفة<br />
املنفعة 2004( Kanuk, )Shiffman & .<br />
وظيفة املنفعة:<br />
ترتبط وظيفة املنفعة مببدأ الثواب والعقاب، لذا يطور العملء اجتاهاتهم ومواقفهم<br />
جتاه منتج حملي معني أو منتج أجنبي مستورد، بناءً على املنافع املتوقع حصولهم عليها.<br />
)2004 .)Solomon, على سبيل املثال إذا كانت الكلمة املنطوقة إيجابية عن منتجات<br />
رشكة ما، حيث تتمتع بسمعة جيدة،وتقدم منتجات دوائية وعلجية بجودة عالية مطلوبة<br />
يف املجتمع املحلي، وهنالكطلب حملي وعربي على منتجاتها،فاإن املستهلكني يبنون<br />
مواقفهم واجتاهاتهم نحو هذهالرشكة على أساس ما تقدمه لهم من منافع وفوائد.<br />
.2صورة 2 الذات لدىاملستهلك:<br />
يشري مفهوم الذات إىل نظرة الفرد إىل ذاته ونفسه من خلل إيجاد إجابة للسوؤال
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
من أنا؟ وتتميز فكرة الفرد عن نفسه بالتفرد، وهي عبارة عن تنظيم اخلربات التي مير<br />
بها طواحلياته، والتي تعتمد يف تشكيلها وتكوينها على البناء السيكولوجي اخلاص به.<br />
ومفهوم الذات ميكناأن يتحدد إىل درجة كبرية من خلملعرفة الفرد بوجهة نظر الآخرين<br />
عنه 2004( Kanuk, )Shiffman & .<br />
.3القيمة 3 املدركة للمنتجات الدوائية:<br />
إنتطوير قيمة مدركة للمنتج الدوائيالذييطلبه املستهلكون هو املقرتح الرئيس لتخاذ<br />
القرار لسرتاتيجي يف اختيار منتج دون آخر، والذي على أساسه تُقوَّم البدائل من قبل<br />
املستهلكني، ومن ثم تختار منتجات رشكة ما دون غريها، بناء على القيمة املضافة التي<br />
يدركها املستهلكون. وهذه القيمة تشكل بعض جوانب القدرة التنافسية لرشكات الأدوية.<br />
وعندما ل يستطيع املستهلكون أن مييزوا القيمة التي تقدمها رشكات الأدوية املختلفة،<br />
فاإنهم غالباً ما يختارون املنتجات الأقل سعراً على أنها املحدد الرئيس لقرار لختيار<br />
. )Winer, 2004(<br />
.4جودة 4 املنتجات وسمعة الرشكة:<br />
لكي تستجيب الرشكات للضغوط التنافسية، فل بد لها من البحث عن مفهوم اجلودة<br />
كاأداة تسويقية لتبنيعليها اسرتاتيجياتها التسويقية. وذلك من خلل حتديد الوضع<br />
لسرتاتيجي للرشكة املنتجةواخلدمات التي تقدمها، والرتويج لها يف حماولة منها<br />
لإسقاط صورة ذهنيةمرشقة عنها، وعن منتجاتها وخدماتها يف أذهان العملء أفراد<br />
املجتمع واجلهات املستفيدة وأصحاب املصالح. ومنالعوامل املرتبطة باجلودة أصالة<br />
املنتجات وجودتها من حيث املستوى واملحتوى والطريقة والأسلوب، وإىل أي مدى تعكس<br />
هذه املنتجات الشخصية القومية، أو التبعية الثقافية، وإىل أي مدى ترتبط بالبيئة، فكلما<br />
زاد لرتباط بني املنتجات والواقع، كلما زادت فعاليته، وإدراك العملء لقيمة ما يصفونه<br />
أو ما يشرتونه من أدوية. )2006 al., .)Zeithmal, .V et<br />
.5التكاليف 5 املالية وغري املالية:<br />
تشكل التكاليف املالية املبارشة وغري املبارشة والأعباء اجلسدية التي يتحملها<br />
املستهلكون عوامل مهمة يف اتخاذ قرارات الرشاء، من حيث الكلفة املالية للحصول على<br />
املنتج الدوائي، والأعباء اجلسدية والنفسية التي يتحملها املستهلك يف سبيل احلصول على<br />
املنتج، فغالباً ما يختار املستهلكون املنتج الدوائي الذي يتلءم مع إمكاناتهم وقدراتهم<br />
املالية وغري املالية 2006( Wirtz; )lovelock and .<br />
96
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الدراسات السابقة:<br />
هناك ندرة يف الدراسات التي تناولت القدرة التنافسية لرشكات الأدوية، وعليه فقد<br />
تناولتُ موضوع القدرة التنافسية للرشكات الإنتاجية بشكل عام، وسرتتب هذه الدراسات<br />
من االأقدم اإىل االأحدث:<br />
♦دراسة )نرص، رىل، ) 1990 ، بعنوان: »الصناعة الدوائية يف االأردن«:<br />
97<br />
♦<br />
♦<br />
هدفت هذه الدراسة إىل إظهار أهمية قطاع الصناعة الدوائية يف الأردن حيث<br />
استعرضت موؤرشات تطوره املتمثلة يف زيادة معدلت منو القيمة املضافة والعمالة<br />
ومساهمة كل عنرص من عنارص العمل ورأس املال يف القيمة املضافة الصافية .وتوصلت<br />
الدراسة إىل أهمية سياسيات التسعري، البحث والتطوير، والتسويق والتي تشكل يف جمملها<br />
مصدر قوة لها.<br />
♦دراسة )رحاحلة، نسيم، ) 1997 بعنوان: »الصناعة الدوائية يف االأردن: اآثار<br />
امللكية الفكرية وتقدير الطلب على الصادرات«:<br />
هدفت هذه الدراسة إىل تعررّف العوامل املوؤثرة على الطلب املحلي واخلارجي على<br />
الأدوية الأردنية. وتوصلت الدراسة إىل أن حمددات الطلب اخلارجي على منتجات رشكات<br />
الأدوية الأردنية تكمن يف الأسعار النسبية، وسعر رصف الدينار الأردين، والآثار السلبية<br />
على قدرتها التنافسية يف الأسواق اخلارجية، وبالتايل على قدرتها التصديرية.<br />
♦ ♦دراسة 1997( Fisher, )Sharma and<br />
والقدرة التنافسية«:<br />
بعنوان: »االسرتاتيجيات الوظائفية<br />
هدفت هذه الدراسة إىل تعررّف واستقصاء لسرتاتيجيات الوظائفية التي تهدف إىل<br />
تطوير القدرة التنافسية من خلل الأهمية املدركة للإدارة والتاأثري احلقيقي على الأداء<br />
التنظيمي يف املوؤسسات الأسرتالية املصنعة، مع الأخذ بعني لعتبار بعض العوامل مثل<br />
الإنتاجية، والبحوث والتطوير واملوارد البرشية. وتوصلت الدراسة إىل لسرتاتيجيات<br />
الإنتاجية املفضلة من قبل الرشكات الأسرتالية املنتجة، والتي سوف تستمر للسنوات<br />
القادمة جنباً إىل جنب مع اسرتاتيجيات املوارد البرشية واملزيج من لسرتاتيجيات<br />
الوظائفية التي كانت ذات فائدة للأداء، والتي تتضمن اسرتاتيجية إدارة اجلودة الشاملة<br />
)TQM( ، والتي تعترب اكرث ملءمة للقدرة التنافسية.
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
بعنوان: »تاأثري تكنولوجيا املعلومات على<br />
القدرة التنافسية للتفاعل ما بني العملية االإنتاجية والتسويقية«:<br />
98<br />
♦ ♦دراسة 1999( Ling, )Hsu li-<br />
♦<br />
هدفت هذه الدراسة إىل تعررّف تاأثري تكنولوجيا املعلومات على التفاعل ما بني<br />
العملية الإنتاجية والتسويقية، وفهم فجوة الأهداف الوظائفية املتداخلة والنشاطات<br />
املتضاربة بني دائرتني، والتي تشكل الإجناز للقدرات التنافسية للرشكات، باعتبار أن<br />
الأدوات التكنولوجية تقلل من الفجوة يف درجة تداخل الوظائف من خلل تقدم تكنولوجيا<br />
املعلومات، والتي توؤدي بدورها إىل تقليل التضارب يف مستوى النشاطات. وتوصلت<br />
الدراسة إىل أهمية تكنولوجيا املعلومات املستخدمة، والعمليات التصنيعية والتسويقية،<br />
ولختلفات التنظيمية، وحل املشكلت التي تعدُّ من أهم العوامل التي تشكل القدرات<br />
التنافسية للموؤسسات .<br />
♦دراسة 1999( al., )Ashok Kumar et, بعنوان: «<br />
التنافسية كحجر اساس«:<br />
♦<br />
مستوى جودة القدرة<br />
هدفت هذه الدراسة إىل تعررّف الأبعاد الأساسية التي ميكن أن تنافس من خللها<br />
منظمات لعمال والتي تشكل قدرتها التنافسية وهي السعر، اجلودة، املرونة، والأنظمة<br />
التوزيعية، على اعتبار ان اجلودة العمل الرئيس واملحدد لقدرة املنظمة التنافسية.<br />
توصلت الدراسة اىل ان قوة وضعف املنظمة ترتبط بقدرتها التنافسية التي ميكن<br />
تطويرها، وحتسينها باستمرار من خلل استخدام تكنولوجيا املعلومات.<br />
العاملية«:<br />
♦دراسة 2006( )Jorgensen,<br />
♦<br />
بعنوان: »اإدامة القدرة التنافسية يف االأسواق<br />
هدفت هذه الدراسة إىل تعررّف أهمية القدرة التنافسية للموؤسسات الصغرية ومتوسطة<br />
احلجم يف الأسواق العاملية من خلل سلسلة القيمة التي ميكن حتقيقها من خلل مواجهة<br />
املتطلبات لجتماعية والبيئية للمشرتين متعددي اجلنسيات. وقد توصلت الدراسة إىل أن<br />
الرشكات الصغرية واملتوسطة احلجم تواجه متطلبات أسواق املشرتين بشكل متكرر، أكرث<br />
من مواجهتها ملتطلبات مزوديها، مما يكسبها ميزة تنافسية.<br />
تقييم<br />
السياسات الوطنية االأوروبية لتدعيم القدرة التنافسية ملنتجي اأنظمة املعلومات<br />
واالتصاالت التكنولوجية«:<br />
♦دراسة 2006( Others, )Friedwald, Michael and بعنوان: «
99<br />
♦<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
هدفت هذه الدراسة إىل تعررّف أهمية قطاع املعلومات ولتصالت، وبالتايل اختبار<br />
التغريرّ يف دور مستوى البيانات الوطنية الأساسية لزيادة القدرة التنافسية ملنتجيها.<br />
وقد متت دراسة منتجي 176 برناجماً وطنياً، من أجل بناء إطار حتليلي مقارن ياأخذ<br />
باحلسبان الرتكيبة املختلطة والهياكل التنظيمية لهذه املصانع يف دول لحتاد الأوروبي.<br />
وتوصلت الدراسة إىل أن تطوير الربامج التكنولوجية مازالت تسيطر بالتاأكيد على التحول<br />
من إنتاج أنظمة املعلومات ولتصالت التكنولوجية )ICT( إىل تطبيق اخلدمات املرافقة<br />
لها وتنسيقها، وهذا يعتمد على السلوك الإداري والترصفات التاريخية الوطنية، وسياسات<br />
املصانع، باعتبار التطبيقات التي يتبعها املنتجون متثل القدرة التنافسية لكل منها.<br />
حتسني القدرة التنافسية للرشكات<br />
الهندية: ربط القدرة التنافسية للمنظمات مع القدرة التنافسية الوطنية«:<br />
♦دراسة 2007( Dutta, )Sanjib K. بعنوان: «<br />
هدفت هذه الدراسة إىل بيان أهمية اجلودة لتمييز الأداء املرتفع ملنظمات الأعمال،<br />
حيث اعتمدت الدراسة على أهمية الأداء املتميز يف حتسني القدرة التنافسية للرشكات<br />
الهندية على مستوى لقتصاد العاملي باعتبار الأداء املتميز يشكل الإطار العام للتنبوؤ يف<br />
بناء القدرة التنافسية.<br />
توصلت الدراسة إىل أن الإطار العام للأداء يستخدم من قبل املنظمات لتحسني مستوى<br />
قدرتها التنافسية، ولكنها ل تصلح كاأداة، لكي تساهم يف القدرة التنافسية الوطنية.<br />
♦ ♦دراسة 2007( Kovacic, )Art بعنوان: «<br />
السلوفانية من خالل نظام املوؤرشات«:<br />
نقاط ارتكاز القدرة التنافسية<br />
هدفت هذه الدراسة إىل تقييم القدرة التنافسية السلوفاتية من خلل لساليب الكمية<br />
والنوعية، وحماولة توضيح ملاذا تنمو بعض الدول برسعة أكرب من الدول الأخرى؟ اقرتحت<br />
الدراسة موؤرشات عدة للقدرة التنافسية، منها: التجارة اخلارجية، وميزان احلساب اجلاري،<br />
والدخل الفردي من الدخل القومي، ومنو الإنتاجية، وحجم الصادرات ذات التقنية العالية<br />
نسبة للحجم الكلي للصادرات، وحجم الإنفاق على البحوث والتطوير ودرجة انفتاح<br />
لقتصاد.<br />
توصلت الدراسة إىل أن البلدان ذات البنى التحتية والسياسات لقتصادية املختلفة<br />
تتنافس من أجل جلب لستثمارات للرشكات متعددة اجلنسيات، أو لستثمارات الصناعية<br />
املربحة. أما لقتصاد املتواضع واملفتوح مثل اقتصاد سلوفاتيا فتدويل جميع مستويات<br />
لستثمارات طويلة الأجل رضوري للنمو لقتصادي طويل الأجل.
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
منهجية الدراسة:<br />
أسلوب الدراسة:<br />
لقد تبنت الدراسة أسلوب البحث الوصفي وأسلوب البحث امليداين التحليلي.<br />
أداة الدراسة:<br />
صمَّم الباحث استبانة متخصصة بغرض احلصول على البيانات الأولية املتعلقة<br />
مبشكلة الدراسة، وتضمنت لستبانة )20( فقرة ضمن مقياس ليكرت اخلماسي للخيارات<br />
املتعددة، الذي يحتسب أوزان تلك الفقرات بطريقة خماسية، إضافة إىل البيانات الشخصية<br />
لعينة الدراسة.<br />
اختبار الصدق والثبات:<br />
قبل اعتماد مقياس البحث )لستبانة( ، وما تضمنته من أسئلة، فقد اُختربت جودة<br />
هذا املقياس الذي استخدم يف جمع البيانات امللئمة لختبار فرضيات الدراسة، لذا خضع<br />
املقياس لختبار الصدق والثبات Validity( )Reliability & . ويعرف الصدق بقدرة املقياس<br />
على قياس ما أعد لقياسه، أما الثبات فهو الدرجة التي يحقق فيها املقياس النتائج نفسها<br />
يف حال تكرار لختبار، ويقيس مدى تناسق فقرات املقياس وانسجامها )عدس، توق،<br />
1998( . وقد اُستخدم اختبار )كرونباخ ألفا( لقياس مدى ثبات أداة القياس، حيث بلغت<br />
قيمة الفا ∝= 0.76، وهي نسبة مقبولة لأغراض التحليل، بحيث جتاوزت احلد الأدنى<br />
)%60( املتفق عليه للعتمادية )2007 )Malhotra,<br />
جمتمع الدراسة وعينتها:<br />
جمتمع الدراسة:<br />
يتكون جمتمع الدراسة من جميع املرضى الذين يعاجلون يف مستشفيات القطاع العام<br />
يف حمافظة إربد )مستشفى امللك عبد اللة املوؤسس، ومستشفى الأمرية بسمة التعليمي،<br />
ومستشفى الأمري راشد العسكري( ، والبالغ عددهم 320 مريضاً، ممن هم على رسير الشفاء<br />
خلل شهر اذار 2007.<br />
عينة الدراسة:<br />
اختريت عينة عشوائية مقدارها )175( مفردة مكونة من املرضى الذين يعاجلون<br />
100
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
يف مستشفيات جمتمع الدراسة من واقع سجلت الداخلني يف كل مستشفى خلل شهر اذار<br />
.2007<br />
إجراءات الدراسة:<br />
وزَّع الباحث )175( استبانة على أفراد عينة الدراسة خلل شهر آذار من عام 2007م،<br />
ويلخص اجلدول الآتي لستبيانات املوزعة واملسرتدة لغايات التحليل:<br />
الجدول )1(<br />
االستبيانات الموزعة والمستردة<br />
جمتمع الدراسة<br />
االستبيانات املوزعة<br />
االستبيانات املسرتدة<br />
نسبة االسرتداد<br />
%77<br />
50<br />
65<br />
مستشفى امللك عبد اللة املوؤسس<br />
%75<br />
45<br />
60<br />
مستشفى لمرية بسمة التعليمي<br />
%76<br />
38<br />
50<br />
مستشفى لمري راشد العسكري<br />
%76<br />
133<br />
175<br />
املجموع<br />
وصف خصائص عينة الدراسة:<br />
الجدول )2(<br />
توزيع عينة الدراسة تبعا للجنس<br />
اجلنس<br />
اأنثى ذكر<br />
املجموع<br />
133<br />
53<br />
80<br />
التكرار<br />
%100<br />
%39.8<br />
النسبة املئوية %60.2<br />
الجدول )3(<br />
توزيع عينة الدراسة تبعا للمؤهل العلمي<br />
املوؤهل العلمي<br />
دون التوجيهي<br />
توجيهي<br />
دبلوم<br />
بكالوريوس<br />
ماجستري<br />
دكتوراه<br />
املجموع<br />
133<br />
3<br />
10<br />
30<br />
10<br />
52<br />
28<br />
التكرار<br />
%100<br />
%2.3<br />
%7.5<br />
%22.6<br />
%7.5<br />
%39<br />
%21.1<br />
%<br />
نتائج الدراسة ومناقشتها:<br />
ستُعرض النتائج التي توصلت إليها الدراسة التي هدفت إىل التحقق من فاعلية<br />
101
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
منظومة لسرتاتيجيات التسويقية التي ميكن أن تتبناها رشكات الأدوية الأردنية للتاأثري<br />
على سلوك املستهلكني املرضى واجلهات املستفيدة يف الأسواق املحلية والعربية، وتناقش<br />
لتخاذ قرار اختيار الدواء الأردين دون غريه من الأدوية )اعتماداً على رأي اجلماعات<br />
املرجعية الطبيب املعالج والصيدلين املختص( . ومن ثم الإجابة عن أسئلة الدراسة بعد<br />
اختبار فرضيات الدراسة التي وُ ضعت موضع لختبار من خلل الأساليب الإحصائية<br />
املختلفة: )الإحصاء الوصفي، وحتليل لنحدار البسيط واملتعدد( .<br />
اختبار فرضيات الدراسة:<br />
لختبار فرضيات موضوع الدراسة اُعتمد اختبار لنحدار البسيط حلساب قيم )t(<br />
التي تقيس إمكانية وجود علقة تاأثريية معنوية بني كل متغري مستقل واملتغري التابع ذي<br />
العلقة بالفرضية موضوع لختبار، ويقوم هذا لختبار على الصيغة التالية للفرضية<br />
العدمية والفرضية البديلة:<br />
ل توجد علقة خطية بني املتغري املستقل واملتغري التابع = 0 1 H 0 : B<br />
102<br />
<br />
H a : B 1<br />
توجد علقة خطية بني املتغري املستقل واملتغري التابع ≠ 0<br />
وتنص القاعدة الإحصائية لهذا لختبار على أن الفرضية العدمية H0<br />
تُرفض يف حال:<br />
أن قيم (Sig) P تقل عن مستوى الدللة اخلاص به ، 0.05 تعد العلقة بينهما معنوية،<br />
وذات دللة إحصائية:<br />
If Sig ≤ ∝ H0 , Where as P (Sig) ≤ 0.05<br />
واُعتمدت قيم معامل ارتباط بريسون R بني كل متغري مستقل ومتغري تابع، حيث<br />
إن قيم (Sig) P لأي معامل ارتباط بني املتغري املستقل واملتغري التابع يقل عن مستوى<br />
الدللة اخلاص به )0.05 ≤ P ) . تعد العلقة بينهما علقة معنوية وذات دللة إحصائية.<br />
كما اعتمد اختبار التباين ANOVA حلساب قيم )F( التي تقيس مستوى معنوية العلقة<br />
بني املتغري التابع، وجمموعة املتغريات املستقلة التي تضمنها منوذج لنحدار املستخدم،<br />
ويقوم هذا لختبار على الصيغة الآتية للفرضية العدمية والفرضية البديلة:<br />
أي ل توجد علقة خطية بني املتغريات املستقلة واملتغري التابع<br />
H 0 : B1 = B2 = ….. Bj = 0<br />
H a = At least one Bj ≠ 0<br />
أي توجد علقة خطية بني أحد املتغريات املستقلة على الأقل واملتغري التابع. وتنص
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
القاعدة الإحصائية لهذا لختبار على أن الفرضية العدمية H0 ترفض يف حال:<br />
أن قيم (Sig) P لأي معامل ارتباط بني املتغري املستقل واملتغري التابع، يقل عن<br />
مستوى املعنوية اخلاص به ، 0.05 تعد العلقة بينهما معنوية وذات دللة إحصائية:<br />
If Sig ≤ ∝<br />
⇒ Re jectR H0, Where e<br />
as P (Sig) ≤ 0.05<br />
كما دُرست نتائج الإحصاء الوصفي فيما يتعلق بقيم الوسط احلسابي ولنحراف<br />
املعياري لكل سوؤال من أسئلة لستبانة. علماً باأن متغريات الدراسة قيست على مقياس<br />
ليكرت اخلماسي لبيان درجة املوافقة، وقد قُ سمت درجات املوافقة إىل )5( فئات،<br />
الدرجة )1( منخفض جداً، )2( منخفض، )3( متوسط، )4( مرتفع، و )5( مرتفع جداً.<br />
وتشكل ما جمموعه 15 درجة، وبالتايل فان املتوسط = )15/ = 5 3( .<br />
وتنص القاعدة الإحصائية على قبول الفرضية العدمية يف حال كان الوسط احلسابي<br />
لكل مفردة أقل من )3( ، وترفض الفرضية العدمية يف حال كان الوسط احلسابي لكل مفردة<br />
يزيد عن )3( ، أي أن متوسط التكرار يزيد عن )0.50( .<br />
الفرضية األوىل:<br />
H: 0 ل توجد علقة ذات دللة إحصائية بني جودة املنتج الدوائي )من وجهة نظر<br />
املستهلك( وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
H: 1 توجد علقة ذات دللة إحصائية بني جودة املنتج الدوائي )من وجهة نظر<br />
املستهلك( وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
ولختبار هذه الفرضية حُ سبت املتوسطات ولنحرافات املعيارية لفقرات جمال<br />
جودة املنتج الدوائي، واملجموع الكلي لهما، كما يظهر يف اجلدول )4( .<br />
الجدول )4(<br />
المتوسط الحسابي واالنحرافات المعياري لجميع فقرات مجال جودة المنتج الدوائي والمجموع الكلي لهما<br />
الفقرة<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
االنحراف<br />
املعباري<br />
0.66<br />
4.15<br />
1 افضل رشاء املنتج الدوائي لجود بغض النظر عن بلد املنساأ.<br />
0.64<br />
2 افضل الرشاء من الرشكات التي تعتمد على البحوث والتطوير لتحسني منتجاتها. 4.11<br />
0.79<br />
4.25<br />
3 اذا كان املنتج الدوائي لردين اجود فسوف اشرتيه.<br />
1.04<br />
3.86<br />
4 جودة وفاعلية املنتج الدوائي قمة اولوياتي عند الرشاء.<br />
103
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
الفقرة<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
االنحراف<br />
املعباري<br />
1.05<br />
3.77<br />
5 تفضيلي للمنتج الدوائي يعتمد على املواد لولية املكونة له.<br />
0.498<br />
4.030<br />
جودة املنتج الدوائي.<br />
بينت نتائج حتليل الإحصاء الوصفي الواردة يف اجلدول )4( موافقة املستجيبني على<br />
أهمية جودة املنتج الدوائي باعتباره مكوناً أساسياً للقدرة التنافسية لرشكات الأدوية<br />
الأردنية، وقد تراوحت املتوسطات احلسابية ملجال جودة املنتج الدوائي ما بني )3.77-<br />
4.25( ، فكان أعلها للفقرة رقم )3( التي تنص على: »إن لهتمام بجودة املنتح الدوائي<br />
يساهم يف تعزيز الصورة الذهنية لتلك املنتجات«، وأدناها للفقرة رقم )5( التي تنص<br />
على: »تفضيل املستهلكني للمنتج الدوائي بناء على املواد لولية املكونة للمنتج )اعتمادا<br />
على رأي الطبيب املعالج والصيدلين املختص(« . وبلغ متوسط نسبة التكرار لستجابات<br />
عينة الدراسة )0.81( للستجابات التي تراوحت ما بني حمايد وموافق بشدة، وهي نسبة<br />
مرتفعة وتزيد عن )0.50( . وتدل على ارتفاع درجة املوافقة.<br />
ومن أجل اختبار الفرضية الأوىلطبِّق حتليل لنحدار Analysis( )Regression<br />
جدول )5( .<br />
الجدول )5(<br />
نتائج تحليل ANOVA ومعامات Coefficients لجودة المنتج الدوائي<br />
املتغري املستقل<br />
Sig النتيجة<br />
F<br />
t<br />
β<br />
r 2<br />
r<br />
جودة املنتج الدوائي.<br />
0.001 رفض العدمية<br />
10.625<br />
3.260<br />
0.294<br />
0.075<br />
0.274<br />
2<br />
يبني اجلدول )5( أن معامل لرتباط بني جودة املنتج الدوائي والقدرة التنافسية<br />
لرشكات الأدوية بلغ )0.274 =R( ، وأن قيمة معامل التحديد ( 2 R( فرس ما نسبته )0.075(<br />
من التغري احلاصل يف قدرة جودة املنتج الدوائي على زيادة القدرة التنافسية لرشكات<br />
الأدوية الأردنية. وهي نسبة تدل على درجة تاأثري ضعيفة نسبياً مقدارها )0.294 = β(.<br />
وتوؤكد معنوية هذه العلقة قيمة )F( البالغة )10.625( وهي قيمة دالة إحصائيا ضمن<br />
النموذج العام ملتغريات الدراسة املستقلة جمتمعة، وبدللة إحصائية مقدارها )0.01( ،<br />
وبالتايل فاإن هناك علقة ذات دللة إحصائية بني جودة املنتج الدوائي والقدرة التنافسية،<br />
وبناء على القرار الإحصائي ترفض الفرضية العدمية لوجود علقة ذات دللة احصائية.<br />
104
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الفرضية الثانية:<br />
H: 0 ل توجد علقة ذات دللة إحصائية بني سعر املنتج الدوائي وزيادة القدرة<br />
التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
H: 1 توجد علقة ذات دللة إحصائية بني سعر املنتج الدوائي وزيادة القدرة التنافسية<br />
لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
ولختبار هذه الفرضية حُ سبت املتوسطات ولنحرافات املعيارية للفقرات اخلاصة<br />
مبجال أسعار املنتجات الدوائية واملجموع الكلي لهما، كما يظهر يف اجلدول )6( .<br />
الجدول )6(<br />
المتوسط الحسابي واالنحرافات المعياري لجميع فقرات مجال اسعار المنتجات الدوائية<br />
والمجموع الكلي لهما<br />
الفقرة<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
االنحراف<br />
املعباري<br />
0.76<br />
4.26<br />
1 اعتقد ان ارتفاع أو انخفاض سعر الدواء ل يدل على جودته.<br />
0.84<br />
2 انا على استعداد لدفع سعر اعلى مقابل احلصول على جودة اعلى للمنج الدوائي. 3.95<br />
0.92<br />
3.81<br />
3 تسعر رشكات لدوية منتجاتها على اساس التكلفة.<br />
1.10<br />
3.47<br />
4 جودة املنتج الدوائي اهم بالنسبة يل من السعر الذي ادفعه.<br />
99.<br />
3.71<br />
ل توجد هنالك فروقات واضحة ما بني اسعار املنتجات الدوائية املحلية<br />
ولجنبية املستوردة.<br />
5<br />
0.497<br />
3.839<br />
أسعار املنتجات الدوائية<br />
بينت نتائج حتليل الإحصاء الوصفي الواردة يف اجلدول )6( على موافقة املستجيبني<br />
على أهمية سعر املنتج الدوائي باعتباره مكوناً رئيساً للقدرة التنافسية لرشكات الأدوية<br />
الأردنية، وقد تراوحت املتوسطات احلسابية ملجال سعر املنتج الدوائي ما بني )3.47-<br />
4.26( ، فكان أعلها للفقرة رقم )1( والتي تنص على: »إن سعر املنتجالدوائيوعدالة تسعري<br />
املنتجات الدوائية، وعدم املبالغة فيها تساهم يف تعزيز الصورة الذهنية لتلك املنتجات«،<br />
وأدناها للفقرة رقم )4( والتي تنص على: »أهمية سعر املنتج الدوائي للمستهلك«. وبلغ<br />
متوسط نسبة التكرار لستجابات عينة الدراسة )0.77( للستجابات التي تراوحت ما بني<br />
حمايد وموافق بشدة، وهي نسبة مرتفعة، وتزيد عن )0.50( . وتدل على ارتفاع درجة<br />
املوافقة.<br />
105
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
ومن أجل اختبار الفرضية الثانيةطبِّق حتليل لنحدار Analysis( )Regression كما<br />
يظهر يف اجلدول )7( .<br />
الجدول )7(<br />
نتائج تحليل ANOVA ومعامات Coefficients ألسعار المنتجات الدوائية<br />
املتغري املستقل<br />
Sig النتيجة<br />
F<br />
t<br />
β<br />
r 2<br />
r<br />
أسعار املنتجات الدوائية<br />
0.000 رفض العدمية<br />
28.730<br />
5.360<br />
0.456<br />
0.180<br />
0.424<br />
2<br />
يبني اجلدول )7( أن معامل لرتباط بني سعر املنتج الدوائي، والقدرة التنافسية<br />
لرشكات لدوية بلغ )0.424 =R( ، وأن قيمة معامل التحديد ( 2 R( فرس ما نسبته )0.180(<br />
من التغري احلاصل يف قدرة سعر املنتج الدوائي على زيادة القدرة التنافسية لرشكات<br />
الأدوية الأردنية. وهي نسبة تدل على درجة تاأثري مقدارها )0.456 = β(. وتوؤكد معنوية<br />
هذه العلقة قيمة )F( البالغة )28.730( ، وهي قيمة دالة إحصائيا وبدللة إحصائية<br />
مقدارها )0.00( ، وبالتايل فاإن هناك علقة ذات دللة إحصائية بني سعر املنتج الدوائي<br />
والقدرة التنافسية، وبناء على القرار الإحصائي ترفض الفرضية العدمية لوجود علقة ذات<br />
دللة احصائية.<br />
الفرضية الثالثة:<br />
H: 0 ل توجد علقة ذات دللة إحصائية بني القيمة املدركة للأدوية )من وجهة نظر<br />
املستهلك( وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
H: 1 توجد علقة ذات دللة إحصائية بني القيمة املدركة للأدوية )من وجهة نظر<br />
املستهلك( وزيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية.<br />
ولختبار هذه الفرضية حُ سبت املتوسطات ولنحرافات املعيارية للفقرات اخلاصة<br />
بالقيمة املدركة للمنتجات الدوائية واملجموع الكلي لهما، كما يظهر يف اجلدول )8( .<br />
الجدول )8(<br />
المتوسط الحسابيواالنحرافات المعياري لجميع فقرات مجال القيمة المدركة<br />
للمنتجات الدوائية والمجموع الكلي لهما<br />
الفقرة<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
االنحراف<br />
املعباري<br />
0.77<br />
3.95<br />
1 سمعة الدواء لجنبي افضل من سمعة الدواء لردين.<br />
0.83<br />
3.90<br />
2 للدواء لجنبي مفعول اكرب وارسع من الدواء املصنع حمليا.<br />
106
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الفقرة<br />
املتوسط<br />
احلسابي<br />
االنحراف<br />
املعباري<br />
0.82<br />
4.06<br />
3 تهتم الرشكات لجنبية بجودة منتجاتها اكرث من الرشكات املحلية<br />
0.87<br />
3.75<br />
السعر الذي ادفعه ثمنا للدواء لجنبي يوازي املنفعة املتحققة منه، والعكس<br />
غري صحيح بالنسبة للدواء املصنع حمليا.<br />
4<br />
0.82<br />
4.20<br />
5 الكلمة املنطوقة عن الدواء لجنبي ايجابية.<br />
0.485<br />
3.973<br />
القيمة املدركة للمنتجات الدوائية لردنية<br />
بينت نتائج حتليل الإحصاء الوصفي الواردة يف اجلدول )8( على موافقة املستجيبني<br />
على أهمية متغري القيمة املدركة للمنتج الدوائي باعتباره مكوناً رئيسياً للقدرة التنافسية<br />
لرشكات الأدوية الأردنية، وقد تراوحت املتوسطات احلسابية ملجال القيمة املدركة ما بني<br />
)3.75- 4.20( ، فكان أعلها للفقرة رقم )5( التي تنص على: »إيجابية الكلمة املنطوقة<br />
فيما يخص منتجات الأدوية الأجنبية املستوردة لرتفاع قيمتها املدركة، حيث يعتقد<br />
املرضى باأن السعر املدفوع يوازي املنفعة املتحققة منه«، وأدناها للفقرة رقم )4( التي<br />
تنص على: »ان السعر املدفوع للأدوية الأردنية ل يوازي القيمة املدركة واملنفعة املتحققه<br />
منه إشارة إىل ارتفاع أسعار الأدوية الأردنية غري املربر والذي ل يرتبط باجلودة«. وبلغ<br />
متوسط نسبة التكرار لستجابات عينة الدراسة )0.79( للستجابات التي تراوحت ما بني<br />
حمايد وموافق بشدة، وهي نسبة مرتفعة وتزيد عن )0.50( . وتدل على ارتفاع درجة<br />
املوافقة.<br />
ومن أجل اختبار الفرضية الثانيةطبِّق حتليل لنحدار Analysis( )Regression كما<br />
يظهر يف اجلدول )9( .<br />
الجدول )9(<br />
نتائج تحليل ANOVA ومعامات Coefficients الخاص بالقيمة المدركة للمنتجات الدوائية األردنية<br />
املتغري املستقل<br />
.Sig النتيجة<br />
F<br />
t<br />
β<br />
r 2<br />
r<br />
القيمة املدركة للمنتجات الدوائية لردنية<br />
0.000 رفض العدمية<br />
42.880<br />
6.547<br />
0.547<br />
0.247<br />
0.497<br />
3<br />
يبني اجلدول )9( أن معامل لرتباط بني القيمة املدركة للمنتج الدوائي والقدرة<br />
التنافسية بلغ )0.497 =R( ، وأن قيمة معامل التحديد ( 2 R( فرس ما نسبته )0.247( من<br />
التغري احلاصل يف زيادة القدرة التنافسية لرشكات الأدوية. وهي نسبة تدل على درجة<br />
تاأثري مقدارها )0.547 =β(. وتوؤكد معنوية هذه العلقة قيمة )F( البالغة )42.880( وهي<br />
107
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
قيمة دالة إحصائيا، وبدللة إحصائية مقدارها )0.00( ، وبالتايل فاإن هناك علقة ذات<br />
دللة إحصائية بني القيمة املدركةللمنتج الدوائي والقدرة التنافسية لرشكات لدوية،<br />
وبناء على القرار الإحصائي ترفض الفرضية العدمية لوجود علقة ذات دللة احصائية.<br />
وقد أُجري اختبار حتليل لنحدار املتعدد ملتغريات الدراسة املستقلة، وأثرها على<br />
املتغري التابع كما هو مبني يف اجلدول )10( .<br />
الجدول )10(<br />
تحليل االنحدار المتعدد لمتغيرات الدراسة<br />
Model<br />
Sum of Squares<br />
df<br />
Mean Square<br />
F<br />
Sig<br />
Regression<br />
11.613<br />
3<br />
3.871<br />
19.184<br />
0.000<br />
Residual<br />
26.031<br />
129<br />
0.202<br />
Total<br />
37.644<br />
132<br />
●<br />
نلحظ من اجلدول )10( أن قيمة )F( املحسوبة والبالغة )19.184( ذات دللة<br />
إحصائية عند مستوى معنوية )0.01( ، مما يدل على وجود علقة تاأثريية بني املتغريات<br />
املستقلة جمتمعة واملتغري التابع، وتبلغ قوة هذه العلقة )0.55 =R( .<br />
حتليل ومناقشة نتائج الدراسة:<br />
اعتماداً على نتائج لختبار الإحصائي لفرضيات الدراسة ستُحلل نتائج لختبارات<br />
للمتغريات الرئيسية لكل فرضية من الفرضيات وتناقش يف حماولة للإجابة عن أسئلة<br />
الدراسةاملنبثقة من عنارص مشكلتها التي بنيت عليها الدراسة.<br />
●السوؤال الأول: ما العالقة بني جودة املنتج الدوائي، وزيادة القدرة<br />
التنافسية لرشكات االأدوية االأردنية يف السوق املحلية والعربية؟<br />
أفادت نتائج الدراسة أن هناك علقة ارتباط معنوية بيندرجة تبني رشكات الأدوية<br />
الأردنيةللمتغرياتاخلاصة بجودة املنتج الدوائي، وزيادة قدرتها التنافسية، احتل متغري<br />
جودة املنتج املرتبة الثالثة اعتماداً على قيمة معامل التحديد )0.075( ،ومبتوسط حسابي<br />
مقداره 4.030، ويدل على ارتفاع درجة موافقة العينة على اعتماد اجلودة أكرث من بلد<br />
املنساأ. وقد تطابقت النتيجة مع دراسة )1999 al. )Ashok, et, ، التي ركزت على أهمية<br />
جودة املنتج الدوائي يف إكساب الرشكات الدوائية ميزة تنافسية مستدامة.<br />
108
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
●السوؤال الثاين: ما العالقة بني سياسات التسعري التي تتبعها رشكات<br />
االدوية وزيادة قدرتها التنافسية؟ أشارت نتائج الدراسة إىل وجود علقة معنوية بني<br />
درجة تبني رشكات الأدوية الأردنية لسياسات تسعريية تتلءم وطبيعة الأسواق املحلية<br />
واخلارجية املستهدفة، وطبيعة املنافسة فيها، وقد احتل هذا املتغري املرتبة الثانية من<br />
حيث الأهمية النسبية مبعامل حتديد مقداره )0.180( ومبتوسط حسابي مقداره 3.839،<br />
فمستوى الدخل الفردي عامل رئيس بالنسبة ملختلف فئات الشعب الأردين يف حتديد<br />
السلوك الرشائي نحو املنتجات الدوائية، وبالتايل مقارنة اجلودة والسعر ملنتجات الأدوية<br />
املحلية مع جودة وسعر منتجات الأدوية الأجنبية املستوردة، بالتايل فهو على استعداد<br />
لدفع سعر أعلى مقابل حصوله على املنافع املرجوة. وقد تطابقت هذه النتيجة مع دراسة<br />
كل من )رحاحلة، 1997، نرص، 1999( التي أكدت على أهمية السياسات السعرية املتبعة<br />
يف إكساب الرشكات القدرة التنافسية ملنافسة الرشكات املحلية ولقليمية.<br />
109<br />
●<br />
●<br />
●السوؤال الثالث: ما العالقة بني القيمة املدركة للمنتج الدوائي )من<br />
وجهة نظر املستهلك( وزيادة القدرة التنافسية لرشكات االدوية االردنية؟<br />
دلت نتائج الدراسة أن هناك علقة ارتباط معنوية بني درجة تبني رشكات الأدوية الأردنية<br />
ملتغري القيمة املدركة، وقد احتل هذا املتغري املرتبة الأوىل مبعامل حتديد قدره )0.247(<br />
ومبتوسط حسابي مقداره ، 3.973 فمستوى إدراك العملء لهمية املنتج الدوائي واملنافع<br />
والفوائد املتحققة واملرجوه منه مقارنة مع ما يتحمله العميل من التكاليف املالية وغري<br />
املالية، وبخاصة أن العملء غالباً ما يعتمدون على الكلمة املنطوقة مبا يصدر عن الأطباء<br />
والصيادلة املختصني من تلميحات وترصيحات حول الأدوية الأردنية والأدوية الأجنبية<br />
املستوردة، وبالتايل تتشكل مواقفهم واجتاهاتهم نحو تلك الأدوية، وقد جاءت هذه<br />
النتيجة مطابقة وموؤيدة لدراسة: )1999 Li, )Drik, ,2008 Hsu . التي تناولت كل منها<br />
أهمية تكنولوجيا املعلومات املستخدمة يف إنتاج الأدوية التي تنعكس إيجابا على جودة<br />
املنتجات الدوائية.<br />
التوصيات العامة:<br />
♦<br />
يف ضوء نتائج هذه الدراسة التي بنيت على إجابات املرضى يف مستشفيات القطاع<br />
العام العاملة قدم الباحث التوصيات االآتية:<br />
♦اأوال: إعادة النظر يف سياسات التسعري التي تتبعها رشكات الأدوية الأردنية،<br />
والتسعري على أساس التناسب الطردي ما بني التكلفة وجودة املنتج الدوائي، حيث يرى
♦<br />
♦<br />
♦<br />
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
املستهلك الأردين أن ارتفاع أسعار الأدوية الأردنية غري مربر، ول يتلءم مع جودتها،<br />
مقارنة بالأدوية الأجنبية املستوردة.<br />
♦ثانيا: تسعري املنتجات الدوائية التي تباع يف الأسواق املحلية واخلارجية<br />
بالأسعارنفسها، وعدم حتميل تكاليف املنتجات الدوائية التي تباع يف الأسواق اخلارجية<br />
للمنتجات الدوائية التي تباع يف لسواق املحلية.<br />
♦ثالثا: استخدام الربامج التسويقية املوجهة مبا يتلءم والأسواق املحلية والأسواق<br />
العربية املستهدفة، بحيث ميكن تقدمي حزمة متكاملة جلزء سوقي، أو عدة أجزاء سوقية يف<br />
حماولة لدخول أسواق عربية جديدة، بالرتكيز على جودة املنتجات الدوائية واملنافع التي<br />
تقدمها لهم.<br />
♦رابعا: رضورة لهتمام بتطبيق مفهوم التوجه نحو العملء الذي ينطوي على<br />
دراسة حاجات املرضى لتقدمي منتجات دوائية تتلءم مع حاجاتهم ورغباتهم، وتتفق مع<br />
إدراكاتهم )القيمة املدركة( .<br />
اجتاهات حبث مستقبلية:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
سعت هذه الدراسة إىل تطوير مفهوم إدراكي للمنتجات الدوائية الأردنية بالرتكيز على<br />
املتغريات اخلاصة بجودة املنتج الدوائي وأسعار املنتجات الدوائية، إضافة إىل رضورة<br />
لهتمام بالعملء من أطباء ومرضى بتقدمي منتجات دوائية تتفق مع إدراكاتهم للمنافع<br />
املتحققة منها )القيمة املدركة للمنتجات الدوائية( . وانطالقا من نتائج هذه الدراسة<br />
ميكن اقرتاح املجاالت االآتية لتكون مكملة ملتغريات اأخرى مل يتناولها الباحث:<br />
♦اأوال: دراسة متغريات مستقلة أخرى مل يتضمنها منوذج الدراسة مثل سمعة<br />
الرشكات، جودة املدخلت الدوائية، درجة النمو لقتصادي، أو مساهمتها يف الناجت<br />
املحلي الإجمايل.<br />
♦ثانيا: البحث يف تطوير منوذج آخر يعتمد عليه يف تسويق املنتجات الدوائية<br />
الأردنية يف السوق املحلية، والأسواق العربية بشكل عام.<br />
♦ثالثا: التفاعل مع املجتمع املحلي، وخدمة املجتمع املحلي، ورعاية الأحداث<br />
فيها لتعريف اجلمهور بها، وباملنتجات التي تقدمها.<br />
110
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
111<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- املراجع العربية:<br />
.1البنك 1 املركزي الأردين، الأردن، التقرير السنوي اخلامس والثلثون، دائرة الأبحاث<br />
والدراسات، عمان، 2006.<br />
2تقارير . 2 وزارة الصناعة والتجارة، عمان، ص 4- ص . 2006 9،<br />
3رحاحلة، . 3 نسيم، )1997 ) ، »الصناعة الدوائية يف الأردن«، رسالة ماجستري غري<br />
منشورة، جامعة الريموك، اربد.<br />
4طشطوش، . 4 وليد، )2000 ) ، »تسويق الدواء الأردين يف اململكة الأردنية الهاشمية«،<br />
رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة آل البيت، املفرق.<br />
5معل، . 5 ناجي وتوفيق رائف، )2009 ) ، »أصول التسويق«: مدخل حتليلي، دار وائل للنرش،<br />
عمان- الأردن.<br />
6عدس، . 6 عبد الرحمن وتوق، حمي الدين )1998 ) . املدخل إىل علم النفس، عمان، دار<br />
الفكر للطباعة والنرش.<br />
7غرفة . 7 صناعة عمان، بيانات غري منشورة، . 2006<br />
8نرص، . 8 رىل، )1990 ) ، »الصناعة الدوائية يف الأردن«، رسالة ماجستري غري منشورة،<br />
اجلامعة الأردنية، عمان.<br />
ثانياً- املراجع األجنبية:<br />
1. Art Kovacic, (2007) , «Benchmarking the Slovenian competitiveness by<br />
system of indicators», Benchmarking journal, volume: 14 Issue 5. (On-<br />
Line) Available on: www.emeraldinsight.com , 21/ 4/ 2008<br />
2. A shok Kumar and others, (1999) , “A quality competitiveness index for<br />
benchmarking”, benchmarking Journal, Volume: 6 issue: 1 page 12- 21. ,<br />
(On- Line) Available on: www.emeraldinsight.com , 21/ 4/ 2008<br />
3. Chan, Lien. (1999), “Sealing The Peak Of Global Competitiveness Pledges<br />
And Measuresto Take The Nation Into The 21 Century”, Working Paper,<br />
Vice President, Premier, China, 15/ 3/ 2008, (On- Line) Available on:<br />
Http:// www.Findarticle.Com
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
4. Deakin, Simon and Patten, Stephen. (1999) , “Building A Technologically<br />
Advance Nation”, Working Paper, Center Of Business Reaearch.<br />
5. Drik Frantzen, (2008) , “Technology, Competitiveness, and Specialization<br />
in OECD Manufacturing”. Journal of economic studies, Volume: 35 issue:<br />
1 (On- Line) Available on: www.emeraldinsight.com , 20/ 4/ 2008<br />
6. Friedewald, Michael and Others. (2006) , “Assessing European<br />
National Policies To Support The Competitiveness Of Information And<br />
Communication Technology Producers”, Emerald Group Publishing<br />
Limited, Vol. 8, Issue: 5. 20/ 3/ 2008, (On- Line) Available on: Http://<br />
www.Emeraldinsight.Com<br />
7. Jorgensen A. Lerberg. (2006) , “Sustainable Competitiveness In Global<br />
Value Chains: How Do Small Danish Firms Behave?” Corporate<br />
Governance Journal. Vol. 6, Issue: 4. 20/ 3/ 2008, (On- Line) Available:<br />
Http:// www.Emeraldinsight.Com<br />
8. Hsu, Li- Ling. (1999) , “The IT Effects On Competitiveness For Interaction<br />
Between Manufacturing And Marketing”: Six Taiwan Cases, Industrial<br />
Management &Data Systems Journal. Vol. 99, Issue: 4. 20/ 4/ 2008, (On-<br />
Line) Available: Http:// www.Emeraldinsight.Com<br />
9. Kiston, Michael, and Michie, Jonthan, (1998) , “Markets, Competitiveness<br />
In Global Value Chains: How Do Small Danish Firms Behave?” Corporate<br />
Governance Journal. Vol. 6.<br />
10. Kotler, Ph. and Armstrong, G. (2008) , Principles of Marketing, 12th, Ed,<br />
Pearson, Prentice- Hall. Upper Saddle River, New Jersey, NJ.<br />
11. Kotler, Ph. and Armstrong, G, (2004) . “Principle of Marketing”, 10th,<br />
ed. Pearson Education, New Jersey.<br />
12. Lovelock, C. and Wirtz Jochen. (2006) . “Service Marketing, People,<br />
Technology, Strategy”.USA: Pearson Prentice Hall, PP: 63- 65.<br />
13. Malhotra, N. K. (2007) , “Marketing Research”, New Jersey: Prentice<br />
Hall.<br />
14. Pride W. M. and O.C. Ferrell, (2006) . “Marketing concepts and Strategy”,<br />
13th ed, Houghton Mifflin Company, Boston, New York.<br />
15. Sanjib K. Dutta, (2007) , “Enhancing competitiveness of India Inc,<br />
creating linkages between organizational and national competitiveness”.<br />
112
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
16.<br />
17.<br />
18.<br />
19.<br />
20.<br />
21.<br />
International journal of social economics. 2007 Volume: 34 Issue: 9. (On-<br />
Line) Available on: www.emeraldinsight.com , 21/ 4/ 2008<br />
Schacht, Wendy H. (1999) , “Manufacturing Technology And Competition<br />
And Innovation”: Working Paper, Howard Cobb.20/ 4/ 2008, (On- Line)<br />
Available: Http:// www.Emeraldinsight.Com<br />
Schiffman, L.G. and Kanuk, L.L. (2004) . “Consumer Behavior”. New<br />
Jersey: Pearson Prentice Hall. , P: 269.<br />
Sharma B. and Fisher, T. (1997) , “Functional Strategies And<br />
Competitiveness: An Empirical Analysis Using Data From Australian<br />
Manufacturing. Benchmarking”: An International Journal. Vol. 4, Issue:<br />
4. 20/ 4/ 2008, (On- Line) Available: Http:// www.Emeraldinsight.Com<br />
Solomon R. M. (2004). “Consumer Behavior, Buying, Having, And<br />
Being”. New Jersey: Prentice Hall, Englewood Cliffs. P: 224.<br />
Winer, Russels (2004) . “Marketing Management”. New Jersey: Prentice<br />
Hall, Englewood Cliffs. P: 40, 232<br />
Zeithmal, V. et al., (2006) , Service Marketing, Integrating Customer<br />
Focus Across the Firm. 4 th , ed, McGraw- Hill/ Irwin, New York, NY.<br />
113
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
استبانه الدراسة<br />
أخي املستجيب/ أختي املستجيبة<br />
يقوم الباحث باإجراء دراسة حول جودة املنتج الدوائي وسعره والقيمة املدركة له<br />
)من وجهة نظر املستهلك( واثرها على القدرة التنافسية لرشكات الأدوية الأردنية يف<br />
السوق املحلية والعربية. الرجاء التكرم بالإجابة على الأسئلة الواردة يف جميع فقرات<br />
هذه لستبانة مبوضوعية، علما بان املعلومات والبيانات الواردة فيها ستعامل برسية<br />
تامة وسوف تستخدم لأغراض البحث العلمي فقط، شاكرين لكم تعاونكم يف إجناح هذه<br />
الدراسة.<br />
القسم االأول<br />
»معلومات عامة«<br />
يرجى اإكمال العبارات التالية:<br />
♦ ♦العمر: ...........<br />
املستوى التعليمي:<br />
[ ] دون التوجيهي [ ] توجيهي [ ] دبلوم [ ] بكالوريوس.<br />
[ [ماجستري [ [دكتوراه.<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
الوظيفة: ♦<br />
[ [مدير عام.<br />
[ ] نائب مدير عام.<br />
[ ] مدير اداره وسطى.<br />
114
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
القسم الثاين<br />
الرجاء إبداء رأيكم بوضع إشارة )√( داخل املربع املناسب على املقياس الليكرتي<br />
املحاذي لكل عبارة، واختيار إجابة واحدة فقط لبيان درجة موافقتكم عليها.<br />
الفقرة<br />
موافق<br />
بشدة<br />
حمايد موافق<br />
ال<br />
اأوافق<br />
ال<br />
اأوافق<br />
بشدة<br />
1 جودة املنتج الدوائي.<br />
افضل رشاء املنتج الدوائي لجود بغض النظر عن بلد املنساأ.<br />
افضل الرشاء من الرشكات التي تعتمد على البحوث والتطوير لتحسني<br />
منتجاتها.<br />
اذا كان املنتج الدوائي لردين اجود فسوف اشرتيه.<br />
جودة وفاعلية املنتج الدوائي قمة اولوياتي عند الرشاء.<br />
تفضيلي للمنتج الدوائي يعتمد على املواد لولية املكونة له.<br />
2 اأسعار املنتجات الدوائية<br />
1. اعتقد ان ارتفاع أو انخفاض سعر الدواء ل يدل على جودته.<br />
2. انا على استعداد لدفع سعر اعلى مقابل احلصول على جودة اعلى للمنج<br />
الدوائي.<br />
3.تسعر رشكات لدوية منتجاتها على اساس التكلفة.<br />
4.جودة املنتج الدوائي اهم بالنسبة يل من السعر الذي ادفعه.<br />
5.ل توجد هنالك فروقات واضحة ما بني اسعار املنتجات الدوائية املحلية<br />
ولجنبية املستوردة.<br />
3 القيمة املدركة لالأدوية االأردنية<br />
1.سمعة الدواء لجنبي افضل من سمعة الدواء لجنبي.<br />
2.للدواء لجنبي مفعول اكرب وارسع من الدواء املصنع حمليا.<br />
3.تهتم الرشكات لجنبية بجودة منتجاتها اكرث من الرشكات املحلية<br />
4.السعر الذي ادفعه ثمنا للدواء لجنبي يوازي املنفعة املتحققة منه،<br />
والعكس غري صحيح بالنسبة للدواء املصنع حمليا.<br />
115
أثر جودة املنتج وسعره وقيمته املدركة على القدرة التنافسية<br />
لشركات األدوية األردنية )من وجهة نظر املستهلك األردني( د. شاكر تركي إسماعيل<br />
الفقرة<br />
موافق<br />
بشدة<br />
حمايد موافق<br />
ال<br />
اأوافق<br />
ال<br />
اأوافق<br />
بشدة<br />
5.الكلمة املنطوقة عن الدواء لجنبي ايجابية.<br />
4 ميكن االستدالل على زيادة القدرة التنافسية لرشكات االأدوية من خالل املوؤرشات التالية.<br />
1. منو حجم املبيعات السنوية.<br />
2. منو الأرباح السنوية<br />
3. منو احلصة السوقية للأسواق احلالية واستهداف أسواق جديدة.<br />
4. قدرةلدوية لردنيةعلى منافسة الأدوية الأجنبية املستوردة<br />
5. الكلمة املنطوقة world of mouth عن الرشكة يف الأسواق املحلية<br />
والأسواق العربية املستهدفة.<br />
116
جوانب من حياة الدروز<br />
يف ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
أستاذ مشارك في تاريخ العرب الحديث والمعاصر/ منطقة جنين التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة.<br />
117
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
ملخص:<br />
عاجلت الدراسة جوانب من حياة الدروز يف ضوء كتابات رحالة غربيني، أي إنها مل<br />
تعالج القضايا التي حتدُّث عنها الرحالة كافة، بل ركزت على أصولهم ،ومناطق انتشارهم،<br />
ومعتقداتهم، وجوانب من حياتهم لجتماعية ولقتصادية والعسكرية. ومل تعتمد<br />
على الرحالة الغربيني كافة، بل اعتمدت مناذج متنوعة منهم: )بريطانيني، وفرنسيني،<br />
وأمريكان، وسويديني، وايطاليني، وإسبان( ممن زاروا مناطق الدروز يف فرتات تاريخية<br />
خمتلفة: )القرن الثاين عرش، والسابع عرش، والثامن عرش، والتاسع عرش، والعرشين( .<br />
واختلف الرحالة يف حتديد أصول الدروز وطبيعة معتقداتهم. واتفقوا حول بنية<br />
جمتمعهم الذي يضم طبقيتني: العقال واجلهال، أو العامة واخلاصة.ولحظوا أن جمتمعهم<br />
جمتمع طبقي وذكوري.ووصفوا الدروز، باأنهم أقوياء البنية ،شجعان، كرماء، مضيافون<br />
،مرتبطون بالأرض، لكنهم غدارون. ووصفوا لباسهم ،وميزوا بني لباس العقال واجلهال،<br />
وبني لباس الرجل واملرأة.وحتدثوا عن الزواج والطلق وطقوس الولدة والطعام والرشاب.<br />
وبحثوا يف حياتهم العسكرية: )تسليحهم، وتدريبهم، وإجراءات إعلن احلرب(، وحياتهم<br />
لقتصادية، وعمادها الزراعة، وخاصة زراعة التوت لرتبية دودة القز، وزراعة الدخان<br />
والقطن، والفواكه باأنواعها. ووصفوا جتارتهم التي تعتمد على املنتجات الزراعية<br />
واحليوانية.<br />
وكان للحياة العمرانية نصيبها يف كتابات الرحالة ، لكنهم ركزوا على مساكن كبار<br />
القوم من احلكام والشيوخ، وهي أشبه بالقصور الفخمة . أما مساكن بقية القوم فهي بسيطة<br />
ل تقيهم برد الشتاء.<br />
118
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
This study focuses on certain aspects related to the life of Druze in<br />
the eyes of Western writers- travelers; aspects that recount their origin,<br />
distribution, beliefs, socioeconomic and military ones. This paper relies on<br />
studies by a miscellany of Western travelers (British, French, Americans,<br />
Swedish, Italians and Spanish) who visited Druze in different historical epochs<br />
(twelfth’s century, sixteenth’s century through the twentieth’s century) .<br />
Even though they differed on their origin, critics in general agreed<br />
that Druze are of two classes: the knowledgeable and the ignorant, who,<br />
collectively, constituted a patriarchal- based society. On the one hand, Druze<br />
are described as fearless, well- built, welcoming, hospitable and connected<br />
to their land; on the other hand, they are marked as treacherous, crafty and<br />
deceitful.<br />
Western travelers wrote about Druze’s customs, traditions and norms<br />
that are related to their social life: marriage, divorce, food, clothing and<br />
gender; they also marked their economic life of their methods of farming,<br />
harvest and all kinds of trade. Travelers also viewed Druze military tactics<br />
of recruiting, training and waging wars. Demography of Druze also took its<br />
share in the study of Western travelers: while luxurious houses, travelers<br />
noted, were built for the rich and the monarch, poor houses were built for the<br />
poor and the deprived.<br />
119
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
مقدمة:<br />
تعالج هذه الدراسة »جوانب من حياة الدروز يف ضوء كتابات رحالة غربيني«. أي أنها<br />
ل تعالج الرحالة الغربيني كافة، بل تعالج مناذج خمتلفة من هوؤلء الرحالة ويف فرتات<br />
خمتلفة )القرن الثاين عرش ، والسابع عرش ، والثامن عرش ، والتاسع عرش ، والعرشين( .<br />
هدفت الدراسة إىل استعراض ما جاء يف كتابات الرحالة الغربيني حول أصل الدروز<br />
ومناطق انتشارهم ، وحياتهم الدينية، وبنية جمتمعهم ، وحياتهم الثقافية ولجتماعية<br />
)صفاتهم، وأخلقهم، والزواج والطلق، واللباس، والطعام( ، وحياتهم لقتصادية<br />
والعسكرية.<br />
وبعد عمل مسح للدراسات السابقة ذات العلقة مبُتغريات الدراسة احلالية، مل يجد<br />
الباحث أَيرّة دراسة تناولت متغريات الدراسة احلالية سواء أكانت عربية أم أجنبية. لذا سوف<br />
يتناول الباحث أَقرب الدراسات إىل املوضوع ، وياأتي يف مقدمتها دراسة للباحث الدرزي<br />
جميل أبو ترابي بعنوان: )من هم املوحدين الدروز( استشهد فيها باإيجاز باأقوال بعض<br />
الرحالة الغربيني حول عادات الدروز وتقاليدهم ، والدراسة الثانية للباحث الدرزي حسن<br />
البعيني بعنوان: )دروز سوريا ولبنان يف العهد الفرنسي 1920- 1943م( رد فيها على<br />
حماولت بعض الرحالة الغربيني نفي الأصل العربي عن الدروز والتشكيك يف إسلمهم.<br />
ودراسة ثالثة لصالح زهر الدين بعنوان: )تاريخ املسلمني املوحدين الدروز( ، فنَّد فيها<br />
بعض ما قدمه الرحالة الغربيني عن الدروز. ودراسة رابعة لعباس أَبي صالح وسامي مكارم<br />
بعنوان: )تاريخ املوحدين الدروز السياسي يف املرشق العربي( استعرض باإيجاز أقوال<br />
عدد من الرحالة الغربيني يف أصول الدروز ومعتقداتهم وحياتهم لجتماعية والثقافية<br />
ولقتصادية والعسكرية.<br />
اشتملت الدراسة على متهيد وسبعة مباحث. خُ صص التمهيد للتعريف بالدروز وظروف<br />
نساأة دعوتهم. وحتدث املبحث الأول عن أصولهم وأهم الفرضيات التي قدمها الرحالة<br />
الغربيون يف هذا املجال. وخُ صص املبحث الثاين للحديث عن ديارهم، بينما ركز املبحث<br />
الثالث على حتليل دعوتهم وحياتهم الدينية. واستعرض املبحث الرابع بنية جمتمعهم<br />
)املكانة والدور( .وناقش املبحث اخلامس حياتهم الثقافية ولجتماعية من خلل احلديث<br />
عن أخلقهم وصفاتهم، والزواج والطلق، واللباس والطعام. أما املبحث السادس، فكُ رس<br />
للحديث عن حياتهم لقتصادية: )زراعة، وصناعة،وجتارة( . وخُ سصّ ص املبحث السابع،<br />
لستكشاف حياتهم العسكرية: )الإعداد، والتسليح ، والتموين ، والتدريب، ودعوات احلرب،<br />
وفنون القتال وغريها( .<br />
120
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اعتمدت الدراسة جمموعة متنوعة من كتب الرحالة: )الربيطانيني، والفرنسيني،<br />
وليطاليني، والإسبان، والسويرسيني، والأمريكان(، بهدف تقدمي صورة متكاملة تخْ دم<br />
الدراسة يف استكشاف السياسات الغربية املختلفة إزاء املنطقة، كون هوؤلء الرحالة يف<br />
معظمهم مثلوا مقدمات ملشاريع استعمارية غربية إزاء املنطقة العربية.<br />
متهيد:<br />
نساأ مذهب الدروز يف أحضان الدعوة الشيعية الإسماعيلية الفاطمية )1( ،وأُعلن عنه<br />
يف عهد احلاكم باأمر اهلل )2( سادس اخللفاء الفاطميني، حني قُ رِىء سجلٌ من الإمام احلاكم<br />
عام 408 ه/ 1017م دعا الناس إىل إعلنه دون خوف أو تسرت )3( .وكان الداعي حممد<br />
بن إسماعيل امللقب بنشتكني الدرزي )4( من أوائل العاملني على نرش الدعوة يف بلد الشام<br />
بشكل عام ووادي التيم )5( بشكل خاص. ولكن املكانة التي احتلها كبري الدعاة وإمامهم<br />
حمزة الزوزين )6( لدى احلاكم باأمر اهلل أدى إىل تقليده الإمامة، مما تسبب يف غضب نشتكني<br />
وارتداده عن املذهب الدرزي )7( الذي انترش يف املناطق املمتدة من إفريقيا الشمالية إىل<br />
الهند خصوصً ا يف املناطق التابعة للدولة الفاطمية. ولكن عدم تقبل أي معتنق جديد بعد<br />
إغلق باب الدعوة إليه عام 435 ه/ 1043م )8( والردات عنه، وسنوات املحنة يف عهد<br />
اخلليفة الفاطمي الظاهر )9( ،وقيام الدولة الأيوبية التي أعادت سيطرة املذهب السني إىل<br />
بلد الشام ومرص، وتشدد دولة املماليك مع أتباع املذاهب الإسلمية الأخرى، قلص عدد<br />
املوؤمنني به، واقترص أتباعه الذين يعرفون اليوم باسم الدروز على بلد الشام التي حظيت<br />
بقسطٍ وافرٍ من النشاط املبذول لنرش الدعوة، بدليل كرثة الدعاة املرسلني إليها وكرثة<br />
الرسائل الواردة إىل أمرائها ومشايخها ومنهم مشايخ فلسطني )10( .<br />
واسم الدروز الذي اشتهر به املوحدون ل يرد على الإطلق يف خمطوطاتهم الدينية،<br />
وخاطبهم أئمتهم باملوحِ دين واملسْ لمني والإخوان، وكنوهم ببني معروف ووصفوهم<br />
بالأرشاف )11( .<br />
أما بساأن تسميتهم بالدروز فقد تعددت الآراء، وأصدقها الرأي الذي يقول إنهم حملوه<br />
منذ بداية الدعوة نسبة إىل نشتكني الدرزي الذي نسب الدروز إليه. وهناك رأي يقول إنهم<br />
اكتسبوا اسمهم هذا من قائدهم املظفر نشتكني الدرزي الدزبري )12( وأن الدرزية تسمية<br />
عسكرية ل مذهبية. كما أن هناك رأيًا آخر يقول: »إن إمام املوحدين حمزة بن علي )13( كان<br />
يساأل تلميذه املبتدئني عما أصابوه من علوم احلكمة، فيجيبونه إنَّهم مُ تدرِرّسون، وبعد أن<br />
أصبحوا علماء، ويف حلظة إعجابه بهم. قال: أنتم متدرِزون ل متدرِسون، أي أنكم أصبحتم<br />
مُ درزين بالعلوم والعقيدة دخلت فيكم كما يدخل اخليط يف النسيج« )14( .<br />
121
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
متيز الدروز منذ بداية دعوتهم بتاأويلت دينية خاصة بهم، ولبثوا فرقة زادت<br />
خصوصيتها وضوحً ا وتكريسً ا مع الزمن. وحجبهم لتعاليمهم هو من باب التقيَة، ويربرون<br />
ذلك بظروف لضطهاد واخلوف التي أَحاطت بهم كونهم أقلية وسط أغلبية )15( .<br />
لقد شكل الدروز بغموضهم مادة دسمة للرحالة الغربيني الذين زاروا مناطق انتشارهم<br />
يف سوريا ولبنان وفلسطني، ونظموا العديد من الدراسات دون أن يتمكنوا من فهم أرسار<br />
هذه الطائفة، ووقعوا يف مغالطات دفعتهم للتعامل مع الدروز كجسم بعيد عن حميطه<br />
العربي )16( يسهل فصله وتشكيله ككيان سياسي مستقل وتابع للغرب )17( .<br />
املبحث األول- أصوهلم:<br />
قدَّم الرحالة الغربيون فرضيات خمتلفة حول أصول الدروز، وقالت الفرضية<br />
الأوىل: إن الدروز من أصول أوروبية، وبالتحديد بقايا اجليوش الصليبية التي جاءت<br />
لتحرير الأراضي املقدسة. ومن أصحاب هذه الفرضية الرحالة لجنليزي هرني مندرل<br />
. )19( )18( )Maundrell Henry(<br />
وانقسم دعاة هذه الفرضية إىل فريقني.الأول: ويرجع الدروز إىل أصل فرنسي )20( ،<br />
وأَيَّد هذا الرأي الرحالة والكاتب الفرنسي فرانكوس فيكومتي Vicomte( )François )21(<br />
)22( ، بينما عارضه الرحالة ليطايل الأب جيوفاين ماريتي )( Mariti23( )Giovanni حيث<br />
قال: »رمبا يكون الدروز ينحدرون من شعوب فرنسية بدائية، لكن هذه الفكرة ل تستند<br />
إىل أساس تاريخي، بل مصدرها بعض التجار الفرنسيني الذين أقاموا علقات مع الدروز<br />
واقتضت مصاحلهم القول بذلك« )24( .<br />
وأيد ماريتي )Mariti( يف موقفه الكاتب والرحالة لسْ كتلندي روبرت هريون<br />
Heron( Robert( )25( الذي استند إىل معلومة أوردها الرحالة اليهودي لسباين بنيامني<br />
الطليطلي Tudela( )Benjamin of )26( ومفادها أن املعتقدات الدرزية كانت موجودة قبل<br />
احلروب الصليبية )27( .<br />
أما الفريق الثاين ويتزعمه الرحالة السويرسي جون بريكهاردت Burckhardt( )John<br />
)28( فريجعهم إىل أصول اجنليزية )29( . وأَيد هذا الرأي السياسي والرحالة لجنليزي لورنس<br />
)31(<br />
أوليفانت Oliphant( )Laurence )30( ، فالدروز برأيه »اجنليز بكل تفصيلت حياتهم«<br />
.كما أيده الرحالة لسكتلندي وليام ولسون Wilson( )William )32( )33( والكاتب والرحالة<br />
الأمريكي تشارلز وارنر Warner( )Charles )34( )35( .<br />
122
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وجتنب الرحالة لجنليزي ريتشارد بوكوك )36( Bockocke( )Richard حسم أَمر<br />
الدروز فيما إذا كانوا فرنسيني أو اجنليز، واكتفى بالقول: »إن الدروز خمتلفون يف وصف<br />
أنفسهم ، فبعضهم يقول إنهم ينحدرون من أصول اجنليزية وآخرون يقولون إنهم ينحدرون<br />
من أصول فرنسية« )37( .<br />
أما الرحالة الفرنسي قسطنطني فولني Constantin( )volney )38( فقد رفض فرضية<br />
أن الدروز ينْحدرون من أصول أوروبية، لأن كلمة الدروز ستخدمت من قبل الطليطلي<br />
Tudela( )Benjamin of قبل احلروب الصليبية )39( .وافرتض فولني )volney( أن منساأ<br />
الفرضية القائلة بعلقة الدروز باجليوش الصليبية ترْجع إىل الفرتة التي وثَّق فيها فخر<br />
الدين املعني الثاين )40( علقته مع الأوروبيني وخاصة مع فلورنسا، وأَنه هو من اهتم<br />
باإبراز هذه العلقة )41( .<br />
وتُرْجع الفرضية الثانية الدروز إىل الأصول العربية. وكان الرحالة الطليطلي<br />
Tudela( )Benjamin of أول رحالة يذكرهم يف القرن الثاين عرش امليلدي باسم<br />
)Dogziyin( ، وذكر أن الدروز ينحدرون من سللت عربية )42( وأن القائد الروماين بومبي<br />
)pompous( أنزلهم لبنان عام 64 ق.م )43( .<br />
والفرضية القائلة بعروبة الدروز تطرق لها كل من الرحالة الأملاين ماكس<br />
فون أوبنهامي Oppenheim( )Max von )44( والرحالة الأملاين كارستني نيبور<br />
)47(<br />
)Burckhardt( )46( والرحالة السويرسي بريكهاردت )45( )Carsten Niebuhr(<br />
والرحالة الأمريكي جورج روبنسون )Robinson) George )48( )49( والرحالة الأمريكي<br />
وليام ثومسون Thomson( )William )50( )51( .<br />
ورفض )Volney( هذه الفرضية )52( ، كما رفضها الرحالة النمساوي فيلكس فون<br />
لوشان Luschan( )Felix von )53( )54( .<br />
وتقول الفرضية الثالثة بانْحدار الدروز من أصول فارسية. وقال بها وليام ولسون<br />
Wilson( )William )55( لكن ماريتي )Mariti( رفض ذلك )56( .<br />
أما الفرضية الرابعة، فرتُ ْجع الدروز إىل أصول يهودية أو سامرية، وقال بها ماريتي<br />
. )59( )58( )Henry Tristram( والرحالة لجنليزي هرني تريسرتام )57( ) Mariti(<br />
وتقول الفرضية اخلامسة أن أصولهم قد تكون مرصية. وهذا ما أملح إليه ادوارد<br />
كلرك Clarke( )Edward )60( عندما قال: »إن عبادتهم للعجل قد توحي باأصولهم<br />
املرصية« )61( .<br />
123
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
وتقول الفرضية السادسة أن الدروز قدموا أسل من الصني، وأنهم وصلوا إىل حمص<br />
وحماة )يف سوريا( وجبل لبنان. وهذه الفرضية وردت عند الرحالة لجنليزية غريتورد<br />
بيل Bell( )Gertrude )62( )63( .<br />
وميكن القول إن الفرضيات السابقة كانت الأكرث شيوعً ا، لكن وجدت آراء أخرى رددها<br />
رحالة وهي كثرية، ومنها ما قاله الفرنسي جوزيف بارفت Parfit( )Joseph من أن الدروز<br />
خليط من أصول عربية وفارسية وهندوسية )64( .<br />
املبحث الثاني- ديارهم:<br />
يُستشف مما كتبه الرحالة أن الدروز ينترشون يف سوريا ولبنان وفلسطني ، وذكر<br />
بعضهم مرص.ويبدو أن بعض ما ذكروه منقول عن آخرين، وليس بالرضورة أن يكونوا قد<br />
زاروا جميع مناطق الدروز يف البلدان املذكورة.<br />
قال عنهم الطليطلي Tudela( )Benjamin of : »إنهم يسكنون اجلبال وشقوق الصخور<br />
يف املناطق العالية، ومتتد مناطقهم إىل جبل حرمون )الشيخ( )65( وأنهم يُسيْطرون على<br />
اجلبال اللبنانية ومسكن أمريهم قرب بريوت« )66( .<br />
وحدد فولني )Volney( مناطق انتشار الدروز يف مرص وفلسطني وساحل سوريا<br />
واجلبال اللبنانية )67( . وذكر بعلبك وصور وعكا وبريوت يف لبنان )68( . وأطْ لق على لبنان<br />
اسم بلد الدروز )69( .وأشار إىل أن نفوذ الدروز توسع يف عهد فخر الدين املعني الثاين<br />
»الذي أصبح سيد البلد من عجلون إىل صفد« )70( . وحتدث فولني )Volney( عن اجلليل<br />
والكرمل يف فلسطني ووصفهما باأنهما ارض الدروز )71( .<br />
أما مندرل )Mandrel( فقد ذكر أن الدروز يف وقته يُسيْطرون على مناطق متْتد من<br />
كرسوان يف لبنان إىل الكرمل يف فلسطني. )72( ووصف قرص فخر الدين املعني الثاين<br />
باأنه يقع يف الزاوية الشمالية الغربية لبريوت، وله مدخل بوابة باأعمدة من الرخام ، وفيه<br />
اصطبل للخيول وجحور للأسود واحليوانات املفرتسة الأخرى. وعدرّ منْدرل )Mandrel(<br />
زخرفة القرص دليل على أن فخر الدين مل يكن متحمسً ا للإسلم )73( .<br />
ولحظ تريسرتام )Tristram( اصطفاف القرى الدرزية على اجلبال اللبنانية، وذكر<br />
جبل صنني أعلى قمم جبال بريوت )74( وبعبدا )75( وراشيا يف لبنان )76( .وذكر أنه قابل<br />
بعض الدروز يف منطقة احلولة قرب عني ملحة )77( ويف عسفيا يف فلسطني )78( .<br />
وكان بريكهاردت )Burckhardt( أكرث دقة وتفصيل يف تتبُع مناطق انتشار الدروز،<br />
وذكر مناطق عدة يتواجد الدروز فيها منها جبل لبنان، وركز على بلدة دير القمر )79( .<br />
124
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وذكر أن الدروز كانوا دائمًا يف رصاع مع وايل دمشق للسيطرة على البقاع )80( . وأشار<br />
إىل وجود الدروز يف راشيا وحاصبيا )81( وإقليم التفاح وإقليم الشوف وجزين وكرسوان<br />
واملنت والغرب الفوقاين والغرب التحتاين واجلرد والشمار واخلروب واملناصيف والشوف<br />
والعرقوب يف لبنان، وجبل العلي وحوران يف سوريا )82( وقرب أبواب مدينة دمشق وداخلها<br />
ويف قرى مرجان وأم الزيتون ودير علي )83( .<br />
واهتم ادوارد روبنسون وإيلي سميث Smith( )Edward Robinson & Eli )84( بدروز<br />
حوران )85( ، وأشارا إىل وجود دروز يف القنيطرة )86( يُسيْطرون على الطريق من احلولة إىل<br />
دمشق )87( ويف وادي التيم ومرج عيون وحاصبيا والشقيف يف لبنان وبانياس يف سوريا<br />
)88( وبيت جن واجلرمق يف فلسطني )89( .<br />
وذكر روبنسون )Robinson( أن شيخ الدروز يقيم يف املنت، وأن وجود الدروز ل<br />
يقترص على جبل لبنان، بل ينْترشون يف حوران يف سوريا )90( .<br />
واكتفى ولسون )Wilson( بالإشارة إىل بريوت كمدينة درزية انتزعها الرتك منهم،<br />
لذا قليل ما يرتددون عليها. وذكر أن الدروز يسكنون جبل لبنان ول يَسْ محون للمحمديني<br />
)املسلمني( بالإقامة يف مناطقهم )91( .<br />
وحتدث جيمس باكنجهام )92( Buckingham( )James عن جبل العرب باعتباره<br />
مركزًا للدروز )93( ، وقسرّ م الدروز إىل رشقيني وغربيني )94( .<br />
وكرر فان ايجموند وجون هيومان Heyman( )Van Egmont & John ما ذكره<br />
الآخرون حول انتشار الدروز يف سوريا ولبنان وفلسطني، لكنهما انفردا بالإشارة إىل<br />
وجودهم يف مرص قرب القاهرة وحول ضفاف النيل )95( .وحرصا انتشار الدروز يف جبال<br />
لبنان املطلة على البحر املتوسط، ويف السهول الضيقة بني اجلبل والساحل، ويف الساحل<br />
من جبيل وحتى صيدا، ويف بعلبك ومناطق متفرقة من سوريا وفلسطني )96( . واعتربا<br />
بريوت عاصمة الدروز، »فكل أمرائهم سكنوا فيها، لكنهم يف العادة يُفضلون الإقامة يف<br />
بلدة دير القمر يف املنت« )97( .وذكرا أن اجلبال اللبنانية واملناطق املحيطة ببريوت هي<br />
موطن الدروز، »إل إننا جند متطرفني منهم وجماعات منشقة يف كل بقاع الأراضي املقدسة<br />
خاصة يف اجلليل والنارصة وطربيا«، ويف سوريا )98( .<br />
املبحث الثالث- دعوتهم وحياتهم الدينية:<br />
أَجمع الرحالة الغربيون على غموض املعتقدات الدرزية، وأن الدروز يُظْ هرون عكس<br />
ما يُبْطنون ومن الصعب حتديد ديانتهم، أو حرص أفكارهم الدينية بدقة. وقدم الرحالة<br />
125
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
أفكارًا متعددة . فالدروز وثنيون وحممديون )99( ومسيحيون وعبدة عجل، وأصحاب<br />
فلسفات قدمية، وعبدة للحاكم باأمر اهلل الفاطمي، وبل دين وغري ذلك. وكانت هذه الآراء إما<br />
انعكاسً ا ملشاهدات معينة أو انعكاسً ا ملا سمعوه، أو نتيجة لفهم خاطئ لبعض الطقوس عند<br />
الدروز. وقدم الواحد منهم معلومات متناقضة، جعلت من الصعب صياغتها يف فرضِ يات<br />
حمددة. أضف إىل ذلك أن الرحالة أنفسهم ذكروا أن القسم الأكرب من معلوماتهم جاءت إما<br />
من مصادر غري درزية أو سمعوها من دروز دون حتديد مستوياتهم الدينية، ولرمبا عجز<br />
هوؤلء عن توضيح ديانتهم للرحالة. ومن هنا جند الرحالة يَسْ تخدمون عبارات )وروي يل،<br />
وسمعنا، وذُكر( يف إشارة إىل أَنهم مل يشاهدوا كثريًا من الطقوس التي وصفوها، مما يقلرّل<br />
من دقة ما جاء يف كتبهم.<br />
لقد كان الطليطلي Tudela( )Benjamin of أول رحالة أوروبي حتدث عن حياة الدروز<br />
الدينية، فهم بنظره »وثنيون ل دين لهم ، غارقون يف الزنا« )100( .<br />
وبالرغم من وصفه الدروز باأن ل دين لهم إل أنه ناقض نفسه يف موقع آخر، وذكر<br />
أنهم من الشيعة الإسماعيلية )101( وأنهم يتشابهون مع النصريية )102( يف معتقداتهم مع<br />
فوارق بسيطة )103( .<br />
وربط فولني )Volney( بني ظهور املعتقدات الدرزية، واخللف الذي نشب بني معاوية<br />
بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب، وأدى إىل ظهور الفرق الإسلمية )104( . فالدروز بنظره<br />
فرقة إسلمية رسعان ما ارتبطت بشخص احلاكم باأمر اهلل الفاطمي الذي ظهر يف مرص<br />
وادَّعى الإلوهية. ومل يوؤكد فولني )Volney( حقيقة عبادة الدروز للعجل على الرغم من<br />
إشارته إليها استنادًا إىل ما سمعه من غري الدروز )105( .<br />
والدروز عند ايجموند وهيومان Egmont( )Heyman & »يعبدون اهلل متفردًا بذاته«،<br />
وهذا ليس فقط لتمييزهم عمن يعبدون آلهة متعددة، بل كذلك ملن يجمعون آلهة عدة يف<br />
إله واحد. وتَرْجع هذه املعتقدات )برأيهما( إىل فرتة ما قبل جميء- حممد صلى اهلل عليه<br />
وسلم- ورسالة الإسلم ،وهي أفكار وجدت يف مرص القدمية وارتبطت بنزعة إلهية تخيلية<br />
)فلسفية( اعتقدوا بوجودها يف إلههم الذي يُفْرتض أن احلاكم باأمر اهلل يحكم باسمه<br />
بالسيف. وينْتظر الدروز رجعة احلاكم، وهذا يف دينهم مقدم على الأَفكار الأخرى )106( .<br />
وانطلق بريكهاردت )Burckhardt( يف حديثه عن معتقدات الدروز الدينية من حقيقة<br />
أن معتقداتهم غامضة وأن قلة منهم حتتفظ بكتب مقدسة حتتوي على رس عقائدهم. ومما<br />
يزيد من صعوبة تشخيص ديانتهم أَنهم يُظهرون عكس ما يُبطنون، فهم مع املسلمني<br />
مسلمون ومع املسيحيني مسيحيون، وديانتهم تفرض عليهم اتباع ديانة الأقوى يف<br />
126
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املنطقة، »وحتى حجابهم هو انعكاس ملا هو موجود حولهم« )107( .وقال عنهم: »إنهم<br />
يعشقون اجلنس ويقدسون الفرج، وأنهم يجتمعون بعض أيام السنة ملمارسة الفاحشة<br />
والبغاء وتبادل النساء، لكنهم يخْ فون ذلك عن املسلمني« )108( .<br />
وحتدث بريكهاردت )Burckhardt( عن أماكن العبادة )اخللوات( )109( عند الدروز يف<br />
حوران، وكيف أن العبادة تتم حتت مراقبة العقلء؟ )110( ، وأشار إىل عدم السماح لغري<br />
الدروز بدخولها )111( .<br />
وقدم روبنسون وسميث Smith( )Robinson & وصفًا للخلوات ، حيث توجد يف<br />
املناطق املرتفعة املنعزلة على طرف غابة مثل- ومن موقعها أخذت التسمية- لكن من<br />
الصعب متييزها عن البيت العادي )112( .<br />
ولحظ ماريتي )Mariti( اختلف مبادئ الدين الدرزي عن تلك املوجودة عند الأتراك<br />
)املسلمني( واملسيحيني »فهي مبادئ غريبة وكتبهم الدينية )113( غامضة ومليئة بالأخطاء<br />
وحتى الدروز أنفسهم ل يتمكنون من فهمها،ول يتحدثون عنها لأن أسيادهم )مشايخهم(<br />
يُقْنِعونهم باأَنهم الوحيدون امللمون باأَرسار هذه الكتب«. وذكر أن مشايخ الدروز يعْقدون<br />
حلقات ملناقشة الأمور الدينية، ويضيفون كثريًا من السخافات إىل كتبهم الدينية. واسْ تنتج<br />
ماريتي )Mariti( أن عباداتهم وطقوسهم الرسية مناقضة يف جوهرها لروح الإسلم )114( .<br />
وقدم كلرك )Clarke( معلومات متناقضة عن حياة الدروز الدينية، فتارة يذْكر أن<br />
لهم نبياً خاصاً يُدْعى )Jonas( )شعيب( ، وتارة أخرى يوؤكد أنهم يعبدون كل الأنبياء لكن<br />
جذورهم وثنية ، فقسم منهم يعبد العجل، مما يدل- يف رأيه- على علقة هذه املعتقدات<br />
مبرص القدمية )115( .<br />
ولحظ ولسون )Wilson( تاأثري الفلسفات القدمية يف مرص على معتقدات الدروز.<br />
وتعررّض إىل فكرة التناسخ عند الدروز. ونقل إحدى الآراء املنترشة حول ذلك، ومفادها<br />
أن أرواح الناس الذين عاشوا حياة أخلقية تنتقل عند املوت إىل اخليول التي تُطْ عم جيدًا<br />
وتُعامل بلطف من قبل الدروز. أما أصحاب املبادئ الرشيرة، فاإن أرواحهم تنتقل إىل<br />
احليوانات اجلائعة التي يُعاملها أَصحابها بقسوة )116( )117( .<br />
وحتدث باكنجهام )Buckingham( عن دروز حوران وكيف أنهم يختلفون عن<br />
السكان املحمديني يف لعتقاد، أي أنهم ليسوا مبسلمني، لكنهم يصومون رمضان. وأكد<br />
كرههم للمحمديني )املسلمني( )118( . وتكررت فكرة عدم حتمس الدروز للإسلم عند مندرل<br />
. )119( )Mandrel(<br />
127
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
وأشار روبنسون )Robinson( إىل وجود نزعة وثنية عند الدروز تتمثل يف عبادتهم<br />
للحاكم باأمر اهلل الفاطمي. وذكر أَن هذه امللحظة وردت عند العديد من الرحالة، لكنها رمبا<br />
تكون بعيدة عن الواقع لأَن الدروز يُنْكرون ذلك )120( .<br />
وعَ درّ ثومسونَ )Thomson( الدروز يف سوريا جزءًا من املسيحيني الربوتستانت، وأكد<br />
على إميانهم بالأناجيل )121( . وتكررت هذه الإشارة عند تريسرتام )Tristram( الذي قابل<br />
بعض الدروز يف فلسطني، واسْ تنتج من حركاتهم أنهم مسيحيون ،لأنهم استخْ دموا عبارة<br />
sowa( )sowa سوا سوا alike( )all تعقيبًا على قوله لهم باأنه مسيحي )122( .<br />
وعدَّ أوليفانت )Oliphant( الدروز جماعة انبثقت عن الشيعة ،وأن املوؤسس احلقيقي<br />
للمعتقد الدرزي هو احلاكم باأمر اهلل الفاطمي الذي »يَحْ ظى بعبادتهم وتوقريهم على أنه<br />
آخر وأفضل التجليات الإلهية على شكل إنسان«. وحتدث عن إميانهم بتناسخ الأرواح، وأن<br />
الأئمة ل ميوتون، وإمنا يتسرتون يف أشخاص مزودين بصفات متعددة )123( .<br />
وكرر وارنر )Warner( ما ذكره الرحالة من إميان الدروز مببادئ احلاكم باأمر اهلل<br />
وأُلوهيته من خلل جتلي اهلل به. وذكر أنهم يدرّعون حوزتهم للحكمة، ويتظاهرون بالإسلم<br />
مع املسلمني، وباملسيحية مع املسيحيني )124( .<br />
ويبدو أن الرسية التي مارسها الدروز يف إخفاء حقيقة مذهبهم وممارساتهم لتعاليمه<br />
قد دفعت الرحالة الغربيني إىل إطلق التهم ولفرتاءات القائلة إنهم ميارسون الفسق<br />
والفواحش واملنكرات يف خلواتهم ليلة اجلمعة التي يقدسها الدروز لأسباب عدة )125()126( .<br />
املبحث الرابع- بنية جمتمعهم )املكانة والدور( :<br />
اهتم الرحالة بتفصيلت املجتمع الدرزي وبالتحديد الفئات الأكرث نفوذًا ، وكاأنهم<br />
أررّخوا للقوى الرئيسة يف الطائفة الدرزية. ولحظوا أن املجتمع الدرزي يضم العامة واخلاصة<br />
أسوة ببقية املجتمعات والطوائف. واختلفوا يف الأسس التي اعتمدوا عليها يف حتليل بنية<br />
املجتمع. فمثل اعتمد فولني )Volney( على الرثوة )امللكية( وقسرّ م الدروز إىل العامة-<br />
الذين جتاهل احلديث عنهم- والنخبة )أصحاب الفضيلة وامللكيات( الذين يُسموْن الشيوخ<br />
أو احلكام )127( . وأشار إىل أن السلطة يف املجتمع الدرزي توؤول إىل الرجال الأكرث عددًا<br />
وثروة ونفوذًا، لكن اخلطوة الأوىل هي نيل موافقة الأتراك الذين يُطْ لقون عليه اسم احلاكم.<br />
وللحاكم مكتب يهتم بتطبيق تعليمات الدولة الرتكية، ويحول دون شن الأمراء والعائلت<br />
والقرى حربًا على بعضهم بعضاً. وهو رأس القوة املدنية، ويُسمي احلاكم )القاضي( ، وهو<br />
الذي يحكم بحق احلياة واملوت، ويجْ مع الرضيبه املفروضة للباشا سنويًا )128( .<br />
128
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
أما روبنسون )Robinson( فقد اعتمد على الدور واملكانة الدينية كاأساس للتمايز،<br />
ووجد أنهم ينقسمون إىل طبقتني كبريتني: طبقة العقال )احلكماء أو احلكام( ومفردها<br />
عقل، وطبقة اجلهال. ويخْ تص العقال بالترشيعات والأوامر الدينية ولهم دور تعليمي، فهم<br />
يُعلمون القراءة والكتابة ويُدفع لهم من قبل التلميذ. )129( .<br />
وحدرّد روبنسون )Robinson( صفات العقال الذين يتميزون بعمائمهم البيضاء،<br />
)رمز الطهارة والنقاء( ، ول يُسْ مح لهم بالتدخني ول يحْ لفون، وهم حريصون يف كلمهم<br />
وأخلقهم، ويُسمح لهم بالزواج. ويسْ كن شيخهم يف املنت ، وليس بالرضورة أن تنتقل<br />
القيادة ولمتيازات من الأب إىل لبن بل قد تنتقل إىل أي شخص درزي يصل إىل عمر<br />
معني رشيطة أن ل يكون قد لطخ اسمه برذيلة )130( .<br />
وتعرض روبنسون )Robinson( لطبقة اجلهال، »فهم الأكرثية وليس لهم دور ديني إل<br />
إذا طُ لب منهم ذلك خلل لحتفالت للظهور مبظهر املسلمني. ففي هذه املناسبات يَدْخلون<br />
املسجد للسلة مع املسلمني« )131( .<br />
ويُشْ به ما ذكره روبنسون )Robinson( ما ذكره بريكهاردت )Burckhard( عند حديثه<br />
عن طبقة العقلء أو العقال ، فاأساس التمايز هو الأهمية الدينية والدور الديني. لكن اجلديد<br />
هو حديث بريكهاردت )Burckhard( عن وجود صغار سن )بني الثامنة والعارشة( بني<br />
العقال يف حوران. ورأى أنه من غري املمكن امتناعهم عن القسم والتدخني طبقًا للرشوط<br />
املطلوبة من العقال )132( ،لكنه رسعان ما تدارك ذلك، وذكر أن بني العقال درجات ومراتب<br />
. )133(<br />
وحتدث تشارلز ترششل Churchill( )Charles )134( عن العقال بقوله: »والعقال<br />
يحْ رصون على أكل مال احللل، ول يشاركون يف الولئم التي يُنظمها الشيوخ، لأن طعامهم<br />
يجب أن يكسبوه بعرق جبينهم ومن أملكهم املحللة لهم. لذا من املاألوف أن يكون لدى<br />
الشيخ خمزنان، واحد منهما خاص باملوحدين العقلء، إذ إن كل ما يجري رسوؤه مبال<br />
الدولة الرتكية أو من مبيعات أسلب احلرب يُعْترب حرامً ا« )135( .<br />
وعدرّ ترششل )Churchill( هذا التدقيق مبنيًّا على مبادئ تعاليم ديانة التوحيد التي<br />
متْنع بحزم أي اختلط مع غري املوؤمنني الذين هم من الدروز غري املدققني. وملا كان هذا<br />
الرفض القاطع من العقال لتناول الطعام على موائد املشايخ يُوؤثر سلبُا على العلقات<br />
اليومية، لذلك استجاب املشايخ لرغبة العقلء يف إيجاد خمازن للموارد غري املشبوهة<br />
وبذلك ارتفعت الشبهات )136( .<br />
129
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
ولحظ ترششل )Churchill( أن مراتب عائلتهم القيادية تخضع لنظام أولويات ل<br />
يجوز تخطيه ، وأن »جمرد تقدمي فنجان من القهوة على غري ما يقتضيه نظام هذه الأولويات<br />
ل بد وأن يُعْرف سببه أو يُرْفض رفضً ا باتًا. وكم هي شديدة الدقة أمور املداخلت مع الدروز<br />
فيما يتعلق مبراسيم لحرتام والتقدير، حتى أن العامة من الفلحني بينهم، عرف عنهم يف<br />
احلالت التي قد توؤدي إىل نشوب خلفات بينهم وبني املسيحيني. إنهم كانوا يُفضلون<br />
الوقوف يف موقف املعْتدي، ويعاملون كذلك ويدخلون السجون أحيانًا على لعرتاف باأن<br />
مسيحيًا جترأَ على التعدي عليهم، ومس كرامتهم دون أن يكونوا هم البادئون« )137( .<br />
واتفق الرحالة الذين حللوا بنية املجتمع الدرزي على أنه ساأنه ساأن املجتمعات<br />
)138(<br />
الرشقية جمتمع ذكوري الدور واملكانة حمصورة بالرجل واملرأة تابعة ومنصاعة له<br />
)139( ، وحمرومة من التوريث يف القضايا السياسية واملدنية )140( .ويظهر ذلك مما ذكره<br />
ترششل )Churchill( : »فكل ما لدى الأبوين من ممتلكات يُقسرّ م بالتساوي بني الذكور، ول<br />
تاأخذ الإناث أي شيء إل يف حالت نادرة. والأرملة ل تنال نصيبها من الرتكة إل إذا أوصى<br />
الرجل لها بذلك« )141( .<br />
لكن ماريتي )Mariti( خرج عن هذا التشخيص عندما أشار إىل شُ غْل زوجات أمراء<br />
الدروز مقاعد يف احلكومة بعد موت أزواجهن حلني نضوج أبنائهن )يف إشارة إىل نقل<br />
الكرسي إىل الأبناء( .وهذا ل يتناقض مع ما ذكره من أن هنالك اختلفاً يف طريقة معاملة<br />
املرأة يف أوروبا عن تلك املعاملة املوجودة عند الدروز )142( .<br />
ودلل أوليفانت )Oliphant( على أن املجتمع الدرزي جمتمع ذكوري بقوله: »إن نساء<br />
الدروز ل تفرح وتغني وتزغرد وتهاهي لولدة أنثى. ولو ولدت أنثى فاإن الطوابري التي تاأتي<br />
إىل الأب ستنقلب إىل طوابري تعازي على ولدتها« )143( .<br />
وأكد ترششل )Churchill( على ما سبق بقوله: »أما مناسبات الولدة- إل يف أحوال<br />
نادرة وعند الرضورة- ، فل تُسْ تقبل بالحتفالت العامة. ويقْترص لبتهاج على أفراد<br />
الأرسة والأقرباء اللوازم الذين يشاركون يف لبتهاج. وقد يقدرّمون هدايا أو مبالغ من<br />
املال تُسجرّ ل يف العادة ليتم ردها يف املستقبل. بيد أنه إذا كان املولود أنثى تُعدُّ الولدة<br />
غري سعيدة ول تُعْطى أي اهتمام كما ل تُقدرّم الهدايا« )144( .<br />
وذكر يف الوقت نفسه ما يُدلل على مكانة املرأة الدرزية ودورها يف احلياة العامة.<br />
ويف التاريخ الدرزي شواهد على ذلك ومنها بروز أمرية درزية من عائلة أرسلن يف القرن<br />
الثامن عرش حيث استطاعت أن حتكم جزءًا من لبنان، واستمعت للقضايا وأصدرت حكمها<br />
فيها ،«وأحكامها موضع قناعة ورضا املتخاصمني« )145( .<br />
130
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وذكر أوليفانت )Oliphant( أن املرأة الدرزية تتحدث بكل جرأة بعيدًا عن لستحياء<br />
واحلياء والتواضع )146( وأن لكتفاء بزوجة واحدة قد عزز موقعها وجعلها أكرث تاأثريًا<br />
باملقارنة مع املجتمعات املجاورة التي ينترش فيها تعدد الزوجات )147( .<br />
وخلص أوليفانت )Oliphant( إىل القول إن الدروز جمتمع مُ نظرّ م رسي وقوي ولديهم<br />
إشارات رسية للتعرف على بعضهم )148( .<br />
املبحث اخلامس- حياتهم الثقافية واالجتماعية:<br />
- صفاتهم وأخالقهم:<br />
كان فولني )Volney( من الرحالة الأوائل الذين وصفوا الشخصية الدرزية، فالدروز<br />
أقوياء البنية، يكرهون احلرارة بحكم أن مناطقهم مرتفعة وباردة ، شجعان ، جريئون إىل<br />
حد التهور، رسيعو التشاوؤم، مطيعيون لقادتهم، يتمتعون بالزهد ولعتدال )149( )150(<br />
،منتمون لأرضهم )151( ، كرماء، مضيافون لكل متوسل أو مسافر، »فالفلح الدرزي يقدم<br />
أخر كرسة خبز يف بيته للمسافر اجلائع. وإذا ما تعاقدوا مع الضيف فاإن الرباط املقدس<br />
)اخلبز واملاء( ل ميكن نقضه؛ لأن هذا مرتبط برشف الدرزي« )152( )153( .والدروز ل يُسلمون<br />
من يستجري بهم ،ول يسمحون مبس شعرة منه وإن تطلب الأمر استخدام القوة. ويف حال<br />
عدم متكن الدروز من حماية املستجري بهم يتم تهريبه إىل خارج مناطقهم )154( .<br />
وأكد ترششل )Churchill( ذلك بقوله: »أما الأجانب والغرباء من خمتلف اجلنسيات؛<br />
فاإنهم يلقوْن من قبل املشايخ بالرتحاب ويعاملون بكرم واحرتام. ولو صدف أن جلاأَ<br />
إليهم معوز أو متجول كما هي احلالة، فاإنهم يقومون بجمع املال له بفرض مبلغ على كل<br />
شيخ منهم بالنسبة لإمكانيته املالية. والقهوجي هو الذي يقوم بجولت لتحصيل املبالغ<br />
املطلوبة يف املناسبات املتعاقبة وتُدْفع فورًا. ويف حال اللجوء إىل حمى الشيخ من قبل<br />
خائف أو لجئ، فاإن منزل الشيخ الدرزي ل يجوز انتهاك حرمته، وليس من شيء ميكن أن<br />
يقنعه بتسليم من شمله بحمايته، أو يدل على مكان وجوده عنده ، وإنه ليُعررّض نفسه لأشد<br />
الأخطار واخلسائر حفاظً ا على الثقة ولطمئنان« )155( .<br />
ولحظ فولني )Volney( تعصب الدروز جلنسهم )قومهم( ساأنهم ساأن العرب يف<br />
ذلك )156( . وهم برأيه بعيدون عن العنف والإهانات ويَعْتربون أنفسهم أفضل من جريانهم.<br />
فلديهم ثروة وشخصية أكرث حيوية وفاعلية )157( .وهم حساسون لقضية الرشف التي ل<br />
حتل عندهم إل بالدم )158( .<br />
131
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
وكرر بريكهاردت )Burckhardt( ما ذكره فولني عن خصائص الدروز . وأشار إىل<br />
حسن معاملة الدروز للرحالة )159( وشجاعتهم )160( وعدم أكلهم أو قبولهم أي أموال إذا ما<br />
شكوا أن حيازتها غري صحيحة. لذا هم حريصون على تبديل أي مبلغ يحصلون عليه بعملة<br />
أخرى قبل تخزينه.وذكر أن أفضل شيء عند الدروز هو الضيافة التي حتُ رّ رم عليهم خداع<br />
الضيف أو تسليم من يلجاأ إليهم. وإذا ما تعرض الأمري لإغراء وضغط لتسليم لجئ، فعلى<br />
الدروز جميعًا التحرك ملنع ذلك حرصً ا على السمعة العامة للدروز )161( .<br />
وذكر بريكهاردت )Burckhardt( أن دروز حوران أَحسنوا املعاملة مع الرحالة<br />
باعتبارهم )غشيمني( يف الديرة، وأن شيخهم استقبلهم يف بيته بحضور وجهاء الدروز<br />
وحثرّهم على طلب ما يريدون من مُ ضيفيهم .ويرفض الدروز يف العادة قبول أي مبلغ من<br />
الرحالة )162( .وأكد أن الشخص املضياف والكرمي هو الذي يحتل أعلى الدرجات عند<br />
الدروز )163( .<br />
ويف مقابل الصفات احلسنة التي اختص الدروز بها، ذكر بريكهاردت )Burckhardt(<br />
أن ليس لروابط الدم والصداقة قيمة عندهم. »وقد يتاآمر لبن على والده، ول يرتدد يف<br />
لعتداء على أفراد أرسته« )164( .<br />
ووصف تريسرتام )Tristram( الدروز باأنهم نظيفون وموؤدبون باملقارنة مع العرب<br />
ذوي الطباع واملظهر اخلشن، وهم وسيمون وجنسهم نقي )165( . وهذا يتعارض مع ما ذكره<br />
هريون )Heron( عندما قال: « قليل من الدروز الذين قابلتهم موؤدبون ونظيفون« )166( .<br />
وعدرّهم باكنغهام )Buckingham( الأكرث »تساحمً ا بني املحمديني« )167( ، واعتربهم<br />
روبنسون )Robinson( ريفيو الطباع )168( .<br />
ولحظ ايجموند وهيومان Heyman( )Egmont& أن الدروز من أفضل الأجناس<br />
البرشية عندما تعيش معهم بسلم، لكنهم أعداء خطريون جدًا؛ لأنهم ل ينسون الإهانة<br />
واجلرح عند الوقوع بني أيديهم، غُ ريُ ٌ على نسائهم إىل أكرب درجة إىل حد قناعتهم باأنهم<br />
ميلكونهن وأنهم خمولون بقتلهرّن إذا ما حتدرّث أًحد إليهن بحرارة أو بسوء خُ لق )169( . وهذا<br />
يتفق مع ما ذكره أوليفانت )Oliphant( )170( وبريكهاردت )Burkhardt( من أن الدروز<br />
مثل جميع الرشقيني غيورون على زوجاتهم من الزنا وعقوبة الزانية املوت. لكن الدروز<br />
يخافون من القتل جتنبًا للنتقام، ويخْ شون من انتشار هذه العادة، مما يوفر فرصة للحاكم<br />
الرتكي لبتزاز الطرفني )أهل القاتل واملقتول( )171( .<br />
والدروز برأي ايجموند وهيومان منافقون Heyman( )Egmont & )172( ،وبرأي<br />
ولسون )Wilson( »أكرث الناس تخلفًا وانغماسً ا يف الوثنية واخلطاأ، وأخلقهم كاليهود فل<br />
يُحبرّذون مشاركة الآخرين لهم يف السكن« )173( .<br />
132
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وأشار ماريتي )Mariti( إىل أنهم أقوياء البنية ومن أصول نبيلة، وعندما يولد الطفل،<br />
فان الأم ل تضع وسادة حتت رأسه كما يفعل الآخرون وإمنا تضعه على )ذراعها( لإبقاء<br />
الرأس معلقًا مما مينحه الشجاعة يف الكرب. والدروز برأي ماريتي )Mariti( خملصون<br />
وصارمون يف الوقت نفسه، يكْرهون احتيال الرتك وابتزاز وجشع العربانيني )174( . وتكررت<br />
هذه الإشارة عند هريون )175( .<br />
ووصفهم كلرك )Clarke( باأنهم ضخام البنية منفتحون وحادون، ويشتهرون<br />
بالفراسة والنبل والكرم )176( .<br />
وقدم أوليفانت )Oliphant( حتليل مفسل للشخصية الدرزية.ويظهر ذلك من<br />
لقتباسات الآتية حيث قال: »وحتت مظهرهم اخلارجي املتسم بالرصاحة والرجولة<br />
والسلفة يُخرّ في الدروز أقصى درجات الرقة وحدة الذهن واملكر البارع واخلداع. ول شك<br />
أنهم مدينون لعقيدتهم يف هذا الفن الباطني الذي يتباين فيه املظهر عن اجلوهر.ويتم<br />
تدريبهم منذ نعومة أظفارهم على لقتصاد يف احلقيقة من جهة، وخمادعة املسلمني<br />
واملسيحيني من جهة أخرى« )177( . ويف رأيه أن هناك مقياسً ا معنويًا واحدًا يحكم الدروز<br />
يف تعاملهم فيما بينهم، ومقياسً ا آخر يحكم اتصالتهم وتعاملهم مع بقية العامل. وقال:<br />
»أما الرياء والإخفاء فهو أمر يعْرتف به دينهم على أنه مكتسبات واجنازات جديرة بالثناء«.<br />
واستشهد أوليفانت )Oliphant( مبثل يتداوله الدروز ويُعرب عن ميولهم واعتقاداتهم فيقولون<br />
»إن قميص الإنسان ل يغري لون جلده« )178( .<br />
وعلل أوليفانت )Oliphant( ذلك بقولة: »ول شك أن حاجتهم إىل ذلك قد فُ رضت عليهم<br />
بسبب خصوصية وضعهم الشاذ. فهم حفنة من املوؤمنني بعقيدة خاصة، والذين إذا ما<br />
عُ رفوا وانكشفوا أمام امللأ فاإنهم سيتعرضون للهجوم ولضطهاد« )179( .<br />
وعلرّق أوليفانت )Oliphant( على ذلك بقوله: »وهكذا ساأن الدرزي، فقد يكون ماكرًا<br />
مراوغً ا كالثعلب لكنه ليس جبانًا، وأن عينيه الصلفتني ووجهه املفتوح املتدفق بالتحدي<br />
تُشكلن دليل على انعدام أي نوع من أنواع اخلجل لديه مما ميارسه من براعة يف فنون<br />
اخلداع. لذلك، بقليل من التمرين ، ميكن لهوؤلء الدروز أن يكونوا دبلوماسيني من الطراز<br />
الأول« )180( .<br />
ويف السياق نفسه قال ترششل )Churchill( : »أما يف شعورهم الداخلي، فهم يُلْقون<br />
نظرة ازدراء على كل الذين ليسوا منهم. إنهم يعرفون متامً ا حقيقة مكانتهم إذ إنهم حماطون<br />
بجماعات ليس بينها وبينهم ود« )181( .<br />
133
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
- الزواج والطالق:<br />
كان الطليطلي Tudela( )Benjamin of أول رحالة أوروبي حتدث عن الزواج<br />
والعلقات اجلنسية عند الدروز. فهم بنظره »غارقون يف الزنا، الأخوة يتزوجون الأخوات<br />
والآباء يتزوجون بناتهم«. )182( .<br />
واتفق ولسون )Wilson( مع ما ذكره الطليطلي Tudela( ،)Benjamin of فتحدث<br />
باشمئزاز عن الزواج عند الدروز، »فل قانون ينظمه ويتبادلون الزواج من أنسابهم )البدل(،<br />
ول يوجد ما ينظرّ م العلقات اجلنسية عندهم، ويُسْ مح عند الدروز بالزواج بني الإخوة<br />
والأخوات«، وميُ يَّز العزاب )غري املتزوجني( بلبس العمائم البيضاء )183( .<br />
ولحظ بريكهاردت )Burckhardt( أن املهور املدفوعة إىل الفتاة عند خطبتها ترتبط<br />
مبكانة والد الفتاة، فاإذا كانت عائلة الفتاة غنية، فاإنها جتُ هرّز بناتها بامللبس والصيغة<br />
)أساور من الفضة أو عقد يوضع حول رقبة العروس( .وأشار إىل أن هذه العادة موجودة<br />
أيضً ا عند املسيحيني يف لبنان وعند العائلت من أصول تركية )184( .<br />
وتعررّض تريسرتام )Tristram( إىل إشكالية بني عائلتني درزيتني سببها أن فتاة درزية<br />
كانت خمطوبة جلار لها، لكن الأب خطَّ بها لأخر دفع مهرًا أكرث ، فحدث اقتتال بني عائلة<br />
اخلطيبنيْ مما استدعى سجْ نهما وسجْ ن الفتاة ووالدها على أمل أن تقرر من تريد )185( .<br />
وأشار ماريتي )Mariti( إىل أن تعدد الزوجات مسموح به عند الدروز، لكن يف الوضع<br />
الطبيعي يكتفي الرجل بزوجة واحدة يختارها من الشعب الدرزي. وإذا عدرّد الزوجات من<br />
خارج الطائفة ، فاإن الزوجة الأخرى تكون مبثابة عبده للزوجة الأوىل )186( .<br />
وحتدث ترششل )Churchill( عن تبادل الزواج عند الدروز بني عائلت معينة. ويحظر<br />
على هذه العائلت أن تطْ لب لها علقة رحم مع عائلت أخرى. وقال: »إن مبدأ زواج شيخ<br />
من وسط أقل مكانة من وسطه غري معمول به يف الوقت الراهن .إن زواج شيخ من ابنة درزي<br />
ملالها وغناها ومن وسط أقل رتبة تكون له نتائج ذات طابع خطري على من يَقْدم على<br />
مثل هذا العمل الذي يُعْترب احتقارًا لعرقية العائلة. ولو أن الزوج )الشيخ( جنا من العقوبة،<br />
فالزوجة لن تُكتب لها النجاة« )187( .وأضاف: »وليس من انتقاد ملثل هذا التشدد يف بلد<br />
يُفْرض على الأرستقراطية فيها أن حتُ افظ على مكانتها يف جميع الأحوال، إذ ل بد من<br />
احلفاظ على املراتب الإقطاعية تلك التي ترْسم اخلطوط بني طبقة النبلء وعامة الناس.<br />
ولن يكون هناك تساهل أو غض نظر عن ترصف فيه انتقاص لحرتام أو تقدير يتقرّيد به كل<br />
الأرستقراطيني يف جميع مراحل احلياة ومتطلباتها . فقد تضطر بنت الشيخ للبقاء عزباء<br />
طول حياتها ول تُعْطى يدها ملن يقل عنها نبل« )188( .<br />
134
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وعندما يريد شيخ أن يتزوج- وفقًا ملا ذكره ترششل )Churchill( - فاإنه يُرسل رسول<br />
إىل والد الفتاة التي وقع عليها اختياره طالبًا املوافقة. فاإذا كان والد الفتاة راضيًا يَطْ رح<br />
الأمر على ابنته التي ترتْ ُك مصريها رهنًا بحكمته ومشيئة الأبوية . لكن لو أنها كانت ل<br />
تشعر مبيل لطالب يدها، فاإن رأيها ماأخوذ به ولن يجْ ري زواج بغري قبولها ورضاها )189( .<br />
ولدى املوافقة على الزواج يبْعث اخلاطب بهداياه املوؤلفة من ملبس وحُ لي. ويف<br />
اليوم الذي يُحدرّد للزواج يتوجه بعض العقال وأقرباء العريس إىل بيت العروس، ويُعْقد العقد<br />
ويوقعه شيخ العقال وبعض الشهود. وعندئذ متتطي العروس فرسً ا معدة لذلك، ويسري يف<br />
ركابها جمْع كبري من الرجال والنساء بينهم عدد من أقاربها إىل منزل زوجها )190( .وعندما<br />
يتزوج درزي يتوجب عليه أن يعترب زوجته مساوية له، وإذا قضى ظرف ما بالنفصال<br />
جتري التحقيقات حول املُلم. فاإذا ظهر أن الزوجة كانت غري مطيعة لزوجها بينما سلوك<br />
الزوج نحوها ل شائبة فيه وكانت تُرص على الفراق ، يكون من حقه أن يحتفظ بنصف ما<br />
متلك )ملبس ، أو حلي ، أو ممتلكات أخرى( . أما إذا كان العكس فاإنه يحق لها لحتفاظ<br />
بكل ما متلك )املتوجب على الزوج أو ما اصطحبته من بيت أهلها( )191( .<br />
وبشكل عام أجمع غالبية الرحالة على سهولة الطلق عند الدروز )192( . فمثل« إذا<br />
طلبت الزوجة من زوجها اخلروج خارج البيت، وقال لها اذهبي دون تعليق تُصْ بح طالقة<br />
بعد عودته إىل البيت. ول يستطيع زوجها إرجاعها وميُ ْكنها الزواج مره ثانية وفقًا للقانون<br />
الرتكي« )193( . أو أن يُقال لها كما ذكر أوليفانت :)Oliphant( »إن من الأفضل لها الذهاب<br />
عند أمها. وبعد تكرار هذه اجلملة ثلث مرات ل يبقى أمامها أي خيار سوى العودة إىل<br />
أهلها« )194( .<br />
- لباسهم وطعامهم:<br />
وصف الرحالة الغربيون لباس الدروز وفرقوا بني الرجال والنساء يف اللباس .<br />
ويُسْ تشف من جممل ما دونوه أن لباس الرجال عبارة عن سرته قصرية- نادرًا ما تصل إىل<br />
ركبهم- مصنوعة من شعر املاعز وصوف الشاة وتكون خمططة باألوان متعددة. ويضعون<br />
على أجسادهم عصبات مذهبة ويلبسون حتت هذه السرتة رداءً تركيًا جميلً يصل إىل الكوع.<br />
ويلبسون القمصان البيضاء، وتكون بكم طويل بدءًا من اخلريف. ويوجد زنار فوق القميص<br />
يدفع القميص بشدة إىل اجلسد. ويف العادة يلبسون أكرث من قطعة قماش، ويربطون روؤوسهم<br />
برباط جميل يُشكرّل عمائمهم. وحتى أحذيتهم تختلف عن تلك املستخدمة يف الرشق، وتشبه<br />
تلك املستخدمة يف الغرب لكنها تختلف يف اللون حيث تكون يف العادة صفراءَ أو حمراءَ<br />
)195(<br />
وتكون مصنوعة من اجللد املغربي وتكون طويلة الساق<br />
135
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
ولحظ بريكهاردت )Burckhardt( أن الدروز يف منطقة حوران يلْبسون لباس<br />
الفلحني نفسه دون أن يوضح ما هو هذا اللباس )196( .<br />
وركز روبنسون )Robinson( على وصف لباس املرأة الدرزية الذي يتكون من القبعة<br />
التي تضعها على رأسها وتُسمى التنطور ويشبه الأنبوب طوله 18 أنش تقريبًا، ويكون مزيرّناً<br />
بالأشكال، ويختلف من امرأة إىل أخرى حسب ثروة املرأة )فضة أو نحاس( ، ويُثبت على<br />
الرأس كوسادة تتدىل إىل اخللف وكاأنه بوق ينْسدل إىل الأمام على هيئة لباس أسطوري<br />
ميتد إىل الوركني ويُسْ تخدم يف تغطية الوجه عند اخلروج إىل الأفراح. وهناك فروقات يف<br />
شكله وطريقة وضعه من منطقة إىل أخرى،وهو ل يشبه ما هو موجود عند املسيحيني<br />
الأرذثوكس )197( .<br />
وركرّ ز أوليفانت )Oliphant( يف حديثه عن لباس املرأة الدرزية على اخلمار. وقال:<br />
»ترتدي النسوة خمارًا ابيضَ ل ترى منه إل عينًا واحدة، وذلك لأن احلُكْم على بقية السحنة<br />
وجمال الوجه يجب أن تُوؤخذ من هذه النظرة. وتستطيع املرأة الدرزية أن تُعربرّ عن جمالها<br />
ومكنونات نفسها بعني واحده أكرث مما تُعربرّ عنه املرأة الأوروبية بعيْنني اثنتنيْ » )198( .<br />
أما بالنسبة لطعام الدروز فقد وردت معلومات مقتضبة حوله،ومنها ما ذكره فولني<br />
)Volney( من أن غذاءهم يتكون من أرغفة اخلبز، والبصل، والزيتون، وقليلً من الفاكهة<br />
والنبيذ )199( .ومنها ما ذكره بريكهاردت )Burckhardt( حول بعض عادات الدروز يف دير<br />
القمر يف لبنان يف رمضان حيث يذبح شيخ العائلة شاة أو أكرث ويُطْ عمها لأفراد عائلته ويُقدرّم<br />
لهم بقية أيام السنة الربغل، »ونادرًا ما يُقدرّم لهم حلم البقر الكبري أو حلم املاعز الكبري«<br />
)200( . ولحظ بريكهاردت )Burckhardt( أن الدروز مغرمون باأكل اللحم الني »فحيثما<br />
تُقتل شاة فاإنهم يتناولون الكبد الني والقلب باعتبارهما من الأكلت الطيبة« )201( .<br />
وذكر ايجموند وهيومان Heyman( )Egmont & أن الدروز ل ياأكلون الأيل ول الطري،<br />
ولكنهم يُكْرثون من أكل حلم اخلنزير )202( )203( ،ويكْرثون من رشب اخلمر )204( .<br />
وقال عنهم ثومسون )Thomson( : »إنهم ياأكلون اللقلق والوز والبجع والبط وكل<br />
أنواع احلمام واحلجل وطري القرب وكل الطيور الصغرية« )205( .<br />
وقدم أوليفانت )Oliphant( وصفًا آخرًا ملائدة الدروز لكنها من الواضح أنها مائدة<br />
كبار القوم وضمت احلساء، واخلراف املحشية بالأرز والصنوبر، وطبيخ اللنب ، والكوسا<br />
املحشية ،والباذجنان املحشي، والفريكة، وأطباق أخرى من اللحم واخلضار، واحللوى<br />
136
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الشعبية )مل يحدد ما هي( ، »وياأكلون املكرسات مصحوبة بالرشاب« )206( . وحدد يف موقع<br />
أخر أن الرشاب هو )القهوة والشاي( ، ومل يذكر النبيذ كغريه من الرحالة )207( .<br />
املبحث السادس- حياتهم االقتصادية:<br />
يُسْ تشف مما ذكره بريكهاردت )Burckhardt( أن حياة الدروز لقتصادية ل تختلف<br />
عن بقية سكان املناطق املجاورة لهم، وأنهم يَعْتاشون من بساتني الكروم والتوت، ومن<br />
جتارة اخلراف وبعض احلرف مثل حياكة القطن الذي يُستخدم يف صناعة القمصان<br />
البيضاء التي يلْبسها الدروز )208( ويف صناعة الأحزمة )209( . وذكر أن هذا القطن يُنْتج يف<br />
بعض املناطق من قبل بعض العائلت الدرزية )210( أو يتم رسوؤه من بلد صفد ونابلس<br />
)211( .وأشار إىل أن جزءًا من ثروة الدروز ياأتي من تربية املواشي والأبقار )212( ومن تربية<br />
دودة القز )لإنتاج احلرير( ومن الدخان )التوباكو( )213( .<br />
وذكر بريكهاردت )Burckhardt( أن الدروز فلحون مهره خاصة يف قرية مرجان قرب<br />
دمشق، فقد أنتجوا كميات وفرية من القمح والشعري واستخرجوا امللح الصخري، واستفادوا<br />
يف قرية أم الزيتون قرب دمشق من مصادر املياه بعد توقف الأمطار )214( . ولحظ انتشار<br />
حقول احلنطة يف مناطق الدروز، بينما الأراضي املجاورة لهم بل زراعة )215( .<br />
وحتدث بريكهاردت )Burckhardt( عن استخدام العبيد السود من قبل مشايخ الدروز<br />
يف فلحة الأرض، بينما بقية السكان يسْ تخدمون السكان املحليني. وذكر أن الفلح الذي<br />
يزرع الأرض عند الدروز يحْ صل على ربع املحصول بعكس من يعمل عند الآخرين فيحْ صل<br />
على ثلث املحصول )216( .<br />
ولحظ كلرك )Clarke( وجود وفرة من اخليول والبغال واجلمال للستخدام اخلاص<br />
يف الزراعة والتجارة )217( .<br />
واعترب تريسرتام )Tristram( أن حياة الدروز لقتصادية تعْتمد يف املقام الأول على<br />
العسل وزيت الزيتون، وزراعة الكرمة )218( .<br />
أما فولني )Volney( فعدرّ ثروة الدروز احلقيقية تاأتي من شجر التوت الأبيض يف<br />
املقام الأول، والكرمة التي<br />
137
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
تُصنرّع إىل نبيذ ابيض واحمر يف املقام الثاين )219( يليها التوباكو والقطن واحلنطة.<br />
ولحظ تركز معظم الأراضي يف أيدي عدد قليل من العائلت الإقطاعية، مما منحها قوة<br />
بكل مقاييس القوة عند الأمم وذكر أن بعض كبار امللك قسرّ موا الأراضي إىل قطع وُ زِّعت<br />
على مستاأجرين بهدف حتسني إنتاجية الأرض وربط املستاأجرين )الفلحني( بها. )220( .<br />
وأشار فولني )Volney( إىل أن طبيعة مناطقهم الوعرة حالت دون فلحة مساحات<br />
كبرية وحالت دون إنتاج كميات وفرية من القمح والشعري. فاإنتاجهم ل يكفيهم إل لثلثة<br />
أشهر وليس لديهم مصنوعات كثرية. ومعظم تصديرهم احلرير والقطن ومردودهما يتجاوز<br />
قليل ثمن صادراتهم من القمح من حوران ، والزيت من فلسطني، والقهوة والأرز من<br />
بريوت )221( . وأشار إىل أن بلد الدروز مقسمة إىل مناطق، أو قطاعات تتميز كل واحده<br />
بطبيعة خاصة وإنتاج خاص. فاملناطق املمطرة يف الشمال أكرث وعورة وتزخر باحلديد.<br />
والغرب من أكرث املناطق جمال ويُنْتج الصنوبر، والسهل يُنْتج التوت والكرمة ، والشوف<br />
احلرير، وإقليم التفاح الفاكهة، والشقيف الدخان )التو باكو( )222( .<br />
وحتدث فولني )Volney( عن مساألة إيجاد آثار أو ذهب يف بلد الدروز. وذكر أن أي<br />
شخص يعْرث على قلدة ذهب أو هلل أو غريه عليه أن يخفيه برسية؛ لأن الشيوخ والأمراء<br />
يَبْحثون عن ذرائع، ويلتزمون باإعادته )223( .<br />
وخلُص فولني )Volney( إىل القول: »إذا عرفنا عدد السكان مع املساحة الضيقة التي<br />
يعيشون فيها، فاإننا نكتشف السبب احلقيقي لوهج احلرية يف سماء هذا القطر. إنهم على<br />
عكس الرتك يعيشون بسلم وانسجام تام يف أراضيهم علمًا أن فلحيهم ليسوا باأغنى من<br />
الفلحني يف املناطق املجاورة إل أنهم يشعرون باحلرية، فل خوف لديهم كما يحدث عند<br />
الآخرين حيث سمعت أن الباشا يبعث جندًا لنهب بيوتهم وسلب نسائهم. فالأمن الكامل هو<br />
املهيمن ، إنهم مرتاحون يف حياتهم ومن السهل احلصول على رزقهم« )224( .<br />
لكن هذا الوصف ل ينسجم مع ما ذكره روبنسون )Robinson( - الذي زار مناطق<br />
الدروز يف النصف الأول من القرن التاسع عرش- من أن امللك الدروز استغلوا العاملني<br />
عندهم )الفلحني( وساهموا يف فقرهم )225( .وقال: »إن بني الدروز طبقة فلحني وطبقة<br />
من أصحاب الرثوات. إنهم يعملون باأيديهم وهم يف املعظم فقراء لكنهم يكْفون أنفسهم<br />
بساأن حاجات احلياة« )226( . وأشار إىل خلو بعض املناطق يف حوران من زراعة الفاكهة؛<br />
لأنها تُرسْ ق من قبل الغرباء والعرب يف إشارة إىل البدو )227( .<br />
وأشار ايجموند وهيومان Heyman( )Egmont & إىل أن جزءًا من ثروتهم تاأتي من<br />
138
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الزراعة والتجارة. فهم ميُ ارسون جتارة احلرير )228( ،وهناك تبادل جتاري كبري بينهم وبني<br />
الفرنسيني يف هذا املجال . وهم جادون يف جتارتهم ويف البحث عما يحقق الفائدة لهم،<br />
ويدفعون للأتراك جزءًا من الأموال التي يحصلون عليها )229( .وذكر الطليطلي Benjamin(<br />
)of Tudela أن حرفيني يهود وباعة متجولني ياأتون إليهم للتجارة ويعودون )230( .<br />
وحتدث الرحالة والكاتب الفرنسي بيجيه ده سان بيري st( )Pierre Puget de عن<br />
احلياة لقتصادية عند الدروز. فعندهم الأشجار العطرة وأشجار احلامض والربتقال<br />
والدراق والتفاح والأجاص واللوز والزيتون والقطن. لكن شجرة التوت تتبوأ املركز الأول<br />
بفائدتها لأن احلرير هو اكرب ثروة للبلد . وتَكْرث عندهم أشجار الغابات التي تُسْ تخدم يف<br />
صناعات عدة: )السفن واملقاعد وغريها(. وعندهم الكرْمة التي تُسْ تخدم يف إنتاج اخلمر<br />
الذي يُلقي رواجً ا بني الأجانب. وأشار إىل إنتاج كميات كبرية من القمح تزيد عن حاجة<br />
البلد تُصدرّر إىل فلورنسا.وحتدرّث عن توافر املن وملح البارود وبعض النباتات الطبية<br />
ومنها نبات الريباص الذي يصنرّع منه رشاب يُفيد يف علج ضعف املعدة وأمراض الكبد.<br />
وتوجد عندهم كميات كبرية من العسل وشمع العسل واملعادن )احلديد( وأنواع خمتلفة من<br />
الطيور وحيوانات النقل مثل اخليل واحلمار والبغال واجلمال والثريان والشاه واملاعز )231( .<br />
وذكر متاجرة الدروز بجلود الدببة والنمور واخليول )232( .<br />
املبحث السابع- حياتهم العسكرية:<br />
قدم الرحالة الغربيون باستثناء فولني )Volney( وأوليفانت )Oliphant(<br />
وصفًا خمترصًا حلياة الدروز العسكرية. فعلى سبيل املثال ل احلرص أشار الطليطلي<br />
Tudela( )Benjamin of إىل أن الدروز حماربون من الصعب شن احلرب عليهم، لأنهم<br />
يترّخذون من اجلبال حصونًا لهم )233( .<br />
وذكر روبنسون )Robinson( أن الدروز جمتمع عسكري وأن ثلث البالغني الدروز<br />
يحْ ملون السلح )234( . وعدرّهم ايجموند وهيومان Heyman( )Egmont & حماربني شجعان<br />
سلحهم يف الأساس بنادق أوروبية قدمية، ومن ثم صنرّعوا أسلحتهم وذخائرهم من الفحم<br />
وامللح الصخري والكربيت لكنها ليست بفاعلية الذخائر املصنعة يف أوروبا )235( .<br />
وحتدث فولني )Volney( عن قوتهم العسكرية التي بلغت أقصاها يف القرن السابع<br />
عرش يف عهد فخر الدين املعني الثاين الذي حاول توسيع مناطق نفوذه على حساب الرتك<br />
)236( . ولحظ أن احلاكم ل يستطيع تخصيص فرق عسكرية نظامية، بل يحتفظ فقط بقوات<br />
حلراسة بيته وبعض العبيد السود. وعند احلرب يُدْعى اجلميع للمشاركة يف الزحف بغض<br />
النظر كان شيخً ا أو فلحً ا: )ويحمل معه سلحه وحقيبة صغريه فيها كميات قليلة من<br />
139
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
الطحني وبعض الرصاصات وكميات من مسحوق البارود املُصنع يف قريته( . وإذا كانت<br />
حرب أهلية كما كان يحصل، فان الفلحني واخلدم والرعاة يحملون أسلحتهم من أجل<br />
شيخ عائلتهم. ويف احلروب الأهلية ل يكون الهدف التدمري الكامل للخصم، ففي كثري من<br />
الأحيان يتم التوسط وإنهاء التوتر بني جهتني بينما يف احلروب اخلارجية يكون الهدف<br />
إلغاء الطرف الأخر وتدمريه أو التوصل إىل معاهدة مذلة قد يقبلها أو ل يقبلها )237( .<br />
وقدم فولني )Volney( وصفًا لإجراءات إعلن احلرب، فقال: »عندما يقررّر الأمري<br />
والشيوخ يف دير القمر إعلن احلرب، فاإنهم يستحرضون العادات القدمية يف هذا الساأن<br />
وتنطلق الرصخات من أعايل قمم اجلبال: إىل احلرب إىل احلرب ، خُ ذ سلحك ورصاصاتك،<br />
خذوا مسدساتكم، الشيوخ النبلء، سلحوا أنفسكم، اللقاء غدًا يف دير القمر، حماسة اهلل،<br />
حماسة املعركة«. وذكر أن هذه الرصخات تُسْ مع يف القرى واملناطق املجاورة، ويَنْتقل<br />
النداء خلل ساعات إىل احلدود. وقال: »هذه النداءات وسط الليل الساكن والصدى الكبري<br />
تُثري الفزع«. )238( .<br />
وقارن فولني )Volney( بني املتطوعني الدروز والقوات الأوروبية، وقال: »ل ميكن<br />
لهذه القوات أن تتشابه مع قواتنا، فل لباس موحد لها ول نظام لها ول تعليمات. إنهم<br />
قوات مبعاطف قصرية وسيقان عارية. وهم جميعهم مشاة باستثناء الأمراء والشيوخ<br />
فاإنهم ميْتطون اخليول وهي قليلة لأن استخدامها صعب بسبب وعورة اجلبال«. ولحظ<br />
أن الدروز ل يُوررّطون أنفسهم يف قتال السهول. فليس لديهم ما يسْ تطيعون من خلله وقف<br />
زحف الطرف الآخر. إنهم يجيدون إطلق النار والقنص مما جعلهم خطريين ومتمرسني فهم<br />
برأيه »صيادون مهرة يحققون جناحات مفاجئة، لديهم عنرص املفاجئة الليلي ويجيدون<br />
نصب الكمائن وللتحام املبارش مع اخلصم، ويستطيعون تطوير جناحاتهم واستثمارها<br />
نحو الأفضل. وهم مطيعون جيدون لقياداتهم، يتمتعون بالزهد ولعتدال والصحة اجليدة«.<br />
فقد امضوا ثلثة أشهر يف الهواء املفتوح دون خيام ول أغطية باستثناء جلد الشاه، وكانت<br />
الضحايا يف صفوفهم كاأنهم بقوا يف بيوتهم )239( .<br />
وحتدث فولني )Volney( عن زاد املقاتلني الدروز، وقال »انه يتكون من بعض الأرغفة<br />
والبصل والزيتون وقليل من الفاكهة والنبيذ«. وذكر أن ليس لدى الدروز أي معرفة بالعلوم<br />
العسكرية احلديثة بجميع حالتها، لكن ذلك ل ينفي وجود بعض الدروز ممن لديهم معرفة<br />
بالأسس الأولية للعلوم العسكرية. ولحظ أن الدروز ميْضون فرتات طويلة يف التدريبات<br />
العسكرية )240( .وهذا يتطابق مع ما ذكره أوليفانت )Oliphant( الذي شاهد بعض هذه<br />
التدريبات ووصفها باأنها: »استعراض عسكري تُسْ تخدم فيه اخليول والبنادق والسيوف<br />
140
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
واخلناجر والرماح وتدل على مهارتهم. ففي كل حلظة تخرج جمموعة من الرجال من وسط<br />
احلشد ليطلقوا النار من بنادقهم باجتاه حوض املاء يف الساحة. جو يُنتج منطاً من الدخان<br />
الشبيه بالزبد. لقد اختلط احلابل بالنابل حيث الغناء بصوت مرتفع، املوسيقى والنشاز<br />
والإطلق الدائم للنار وتصفيق الأيدي وصياح النساء مما جعل اجلو برمته يبعث على<br />
الصمم« )241( .<br />
وأشاد أوليفانت )Oliphant( باعتماد الدروز على أنفسهم يف توفري جتهيزاتهم<br />
العسكرية وانضباطهم حيث قال: »إن جميع التجهيزات العسكرية هنا هي من صنْع حملي<br />
داخل القرص. ورأيت بعض اخلياطني الذين يقومون مبهماتهم بجد ونشاط داخل املخازن<br />
التي حتتوي أسلحة وعتاد احلامية العسكرية. انه ملن دواعي الرسور والغبطة أن يكون<br />
الشخص يف منطقة حيث احلياة واملمتلكات يحميها الشعب نفسه.كما أن الدرك الكردي،<br />
واجلنود الذين ل يرْضخون للضبْط والربْط العسكري غري معروفني هنا« )242( .<br />
االستنتاجات:<br />
.1اهتم 1 الرحالة بتفصيلت املجتمع الدرزي، وبالتحديد الفئات الأكرث نفوذًا، وكاأنهم<br />
أررّخوا للقوى الرئيسة يف الطائفة الدرزية. ولحظوا أن املجتمع الدرزي يضم العامة واخلاصة<br />
أسوة ببقية التجمعات والطوائف. واختلفوا يف الأسس التي اعتمدوا عليها يف وصف بنية<br />
املجتمع. فمثل اعتمد )فولني( على الرثوة )امللكية(، وقسرّ م الدروز إىل العامة والنخبة:<br />
)أصحاب الفضيلة وامللكيات( الذين يُسموْن الشيوخ أو احلكام. بينما اعتمد )بريكهاردت(<br />
وآخرون على املكانة الدينية وقسموا الطائفة الدرزية إىل طبقة العقال وطبقة اجلهال.<br />
.2يتصف 2 الدروز بالغموض، فاملعتقدات رس، والأصول رس، وكل الطائفة أرسار<br />
حمصورة بفئة حمددة للحفاظ على وجود الطائفة وهيبتها ومتاسكها . ويصعب فهم هذه<br />
الطائفة أو مبعنى أدق التعرف إىل تفصيلتها لأنها رس وجودها. ويبدو أن الرسية التي<br />
مارسها الدروز يف إخفاء حقيقة مذهبهم وممارساتهم لتعاليمه، قد دفعت الرحالة الغربيني<br />
إىل إطلق التهم ولفرتاءات، بسبب عدم قدرتهم على فهم طقوس معينة أو دللت هذه<br />
الطقوس.<br />
.3 3 إضفاء طابع القداسة على الطائفة والتعصب للطائفة صفة أساسية لدى الدروز<br />
.ويستند ذلك إىل اعتقادات دينية وعرقية معينة أفرزت ثقافة بسمات خاصة )ثقافة التفوق<br />
والهيبة والتميز( .ورمبا كان ذلك سببًا رئيسً ا يف عدم قدرة الدروز على لندماج مع<br />
141
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
الآخرين.ورمبا نفهم اختيارهم للمناطق املرتفعة املعزولة على أنه جتسيد لهذه الثقافة ،<br />
بالرغم من وجود أسباب أخرى منها التعرض للأذى يف فرتات متباعدة.<br />
.4الدروز 4 جمتمع طبقي حمافظ ل يقبل الثقافات الواردة على الطائفة ويتقوقع على<br />
ثقافته ( لتصبح ثقافة مقدسة( .واملجتمع الدرزي جمتمع طبقي اتفق الرحالة كافة على أنه<br />
طبقتان: العقال وهم أصحاب املكانة والسلطة استنادًا إىل العرق )النسب( والدين والرثوة،<br />
واجلهال الذين يُشكلون الأغلبية املنقادة يف القضايا الدنيوية والدينية. والعقال )الشيوخ(<br />
مراتب طبقًا للرثوة واملرتبة الدينية والنفوذ. وهم مصدر الترشيع وامللمون بتفاصيل<br />
املعتقدات الدرزية ويقررّرون السلوك املقبول واملمنوع يف الطائفة، وهم حلقة الوصل مع<br />
العامل اخلارجي، طاعتهم واجبة والولء لهم قضية يف غاية الأهمية، وهناك تسلسل هرمي<br />
يف السلطة.<br />
.5الطائفة 5 الدرزية نظام مغْلق، واحلراك أفقي )من دور إىل دور( وليس حراكً ا رأسيًا،<br />
ول يرافقه تغيري يف الهيبة.وامللكية حمصورة بفئات حمددة ، والتوزيع للإنتاج يف الطائفة<br />
يتم اعتمادًا على احلاجة، وليس فقط على املشاركة. ومن ميْلك السلطة عند الدروز ميلك<br />
الرثوة والنفوذ، ول يُشْ رتط مبن ميلك السلطة أن ميلك الرثوة.<br />
.6احلياة 6 الثقافية ولجتماعية مغلقة. فعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم مقدسة يصعب<br />
اخلروج عليها للحفاظ على متاسك الطائفة واستمراريتها. والرباط الذي يجمع الطائفة<br />
رباط شعوري أي أن الفرد يف الطائفة ل يتمتع باإرادة شخصية حرة، بل تنبع إرادته من<br />
إرادة اجلماعة، ول قيمة للفرد عند الدروز إل من خلل طائفته.<br />
.7لباسهم 7 تكريس لثقافة التفوق والهيبة التي يُرص الدروز عليها، وهو علمة فارقة<br />
يف املراتب لجتماعية والدينية )مميز أساسي للمرتبة( .<br />
.8يُصنف 8 الدروز على أنهم طبقة وسطى، تخشى من النزول إىل الطبقة الدنيا، ولديها<br />
رغبة بالرتقاء إىل الطبقة العليا ساأنها ساأن الطوائف الأخرى وهذا يوؤثر على مواقفهم<br />
السياسية التي يلرّفها غالباً الرتدد والشك واخلوف. فل يثقون مبن حولهم، لكنهم يتحالفون<br />
مع الأقوى على مر الزمان.<br />
.9 9 الدروز جمتمع ذكوري ساأنه ساأن املجتمعات الرشقية. فالدور واملكانة حمصورة<br />
يف الرجال يف املعظم، وان وجدت حالت شاذة لأسباب خاصة. وعلى الرغم من مشاركة<br />
املرأة يف الإنتاج، فاإن ذلك ل مينحها مكانة مساوية للرجل.<br />
142
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
1010الزواج عند الدروز حمصور بالطبقة الواحدة وباملرتبة واملكانة وهي التي حتدد<br />
القيمة )املهر( ، وهم جمتمع طبقي مقيد، ول صحة للدعاء بوجود املساواة يف الطائفة،<br />
وحرص الزواج يف الرشيحة الواحدة منبعه اجتماعي واقتصادي وثقايف.<br />
111اقتصاد الدروز زراعي يرافقه اهتمام برتبية احليوانات للستخدام الزراعي<br />
واملتاجرة بها ، وهي مصدر للرثوة. وتعتمد جتارتهم على املنتجات الزراعية. وطبيعة<br />
مناطقهم حددت طبيعة اقتصادهم، لكن السمة العامة هي حماولة لكتفاء الذاتي انسجامً ا<br />
مع ثقافة العزلة عن الآخرين.<br />
1212الدروز جمتمع عسكري والثقافة العسكرية هي مدعاة للتفاخر، ويبدو أن كونهم<br />
أقلية وسط أغلبية حتيط بهم قد دفعهم للإبقاء على اجلاهزية القتالية املستمرة . تلك<br />
اجلاهزية التي متُ كنهم من القتال ملدة طويلة اعتمادًا على الإعداد اجليد . وتلبية دعوات<br />
القتال عندهم ل جمال للرتدد فيها . فالقتال يف معظمه قائم على التطوع والإحساس<br />
باخلطر املحدق والطاعة العسكرية للأمري أمر واجب . لذا باإمكان الأمري أو القائد زجهم يف<br />
القتال لفرتات طويلة لأسباب شخصية، والتمرد يف صفوفهم شبه معدوم، وحسم املعركة<br />
قضية إسرتاتيجية للستمرارية والبقاء.<br />
1313للإرساف والبذخ عند الدروز وظيفة اجتماعية مرتبطة بالهيبة. وقد نفْهم صفة<br />
الكرم والنبل ضمن هذا الإطار. وحماية الضيف واملستجري قضية أساسية ارتبطت بالهيبة<br />
والسمعة واملكانة، وهي قضية اتفق عليها الرحالة الغربيون.<br />
14 14 بغض النظر عما أورده الرحالة الغربيون من معلومات غري دقيقة أحيانًا، فاإن<br />
كتبهم تضمنت معلومات أخرى ميُ ْكن لسرتشاد بها لفهم كثري من املعامل السياسية<br />
ولقتصادية ولجتماعية والدينية، وفهم العلقة بني الطوائف املختلفة. وهي مصدر<br />
رئيس عند الكتابة عن الدروز يف التاريخ احلديث.<br />
143
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
اهلوامش:<br />
3 م:<br />
144<br />
2.<br />
4.<br />
5.<br />
1طائفة . 1 من الشيعة الإمامية ينتسبون إىل »إسماعيل بن جعفر الصادق«، ويتفقون مع<br />
الإثني عرشية يف الأئمة إىل »جعفر الصادق« ومن بعده ابنه »موسى الكاظم«./ انظر:<br />
أبو زهرة ، حممد. تاريخ املذاهب الإسلمية. )القاهرة،دار الفكر ، ط1، ب .ت( ، اجلزء<br />
الأول )يف السياسية والعقائد( ، ص63- . 64 وسيشار إليه: أبو زهرة، تاريخ املذاهب./<br />
للمزيد انظر: علم الدين، سليمان. تذكر يا مروان: املدارس الفكرية والتيارات السياسية<br />
ودعوة التوحيد الدرزية. )بريوت ، دار نوفل للنرش، ط1، 1998م( ، ص27. وسيشار<br />
إليه: علم الدين، املدارس الفكرية.<br />
2 هو أبو علي املنصور بن العزيز باهلل بن املعز لدين اهلل الفاطمي امللقب باحلاكم باأمر<br />
اهلل./ انظر: عنان، حممد . احلاكم باأمر اهلل وأرسار الدعوة الفاطمية. )القاهرة ، مكتبة<br />
اخلاجني ، ط2، 1983م( ، ص 86- 95 . وسيشار إليه: عنان، احلاكم باأمر اهلل.<br />
. 3البعيني، حسن أمني. دروز سوريا ولبنان يف عهد لنتداب الفرنسي 1920- 1943<br />
دراسة يف تاريخهم السياسي واملذهبي. )بريوت، املركز العربي للأبحاث والتوثيق،<br />
ط1، 1993م( ،ص31- 32.وسيشار إليه: البعيني، دروز سوريا ولبنان<br />
4 من أصل فارسي، والدرزي كلمة فارسية معناها خياط./ انظر: زهر الدين،صالح. تاريخ<br />
املسلمني املوحدين الدروز. )بريوت، املركز العربي للأبحاث والتوثيق، ط2 ،1994م(،<br />
ص37.وسيشار إليه: زهر الدين، تاريخ.<br />
5 بني دمشق وبانياس ، وسمي كذلك نسبة إىل قبائل تُنْتسب إىل تيم اهلل بن ثعلبة./ انظر:<br />
فرو، قاسم. الدروز: من هم وما قيل فيهم بالقرن العرشين. )جنني، مطبعة السلم، ط1<br />
، 1978م( ، ص10. وسيشار إليه: فرو، الدروز<br />
6ولد . 6 سنة 375ه/ 985م يف مدينة زوزن يف خراسان، وأغلب الظن أنه نساأ فيها إىل<br />
أن قارب العرشين من عمره، ثم هاجر إىل مرص والتحق بدار اخللفة فعُ رف بحمزة<br />
الفاطمي./ انظر: أبو صالح، عباس، ومكارم سامي. تاريخ املوحدين الدروز السياسي<br />
يف املرشق العربي. )بريوت، منشورات املجلس الدرزي للبحوث والإمناء، ط2 ،<br />
1981م(، ص 60- 61. وسيشار إليه: أبو صالح ومكارم، تاريخ املوحدين.<br />
7زهر . 7 الدين، تاريخ، ص27،ص /. 30 انظر: أبو صالح ومكارم، تاريخ املوحدين، ص<br />
.64 -63<br />
8.<br />
8 راجع بهذا الساأن: ترششل، تشارلز. بني الدروز واملوارنة: يف ظل احلكم الرتكي من<br />
1860م 1840- ترجمة فندي الشعار. )بريوت، دار املروج للطباعة والنرش، ط1،<br />
1984م( ، ص 16- 17. وسيشار إليه: ترششل ، بني الدروز واملوارنة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
9الظاهر . 9 لأعز دين اهلل أبو احلسن علي. امتد حكمة من )411- 427 هجري( ./ انظر:<br />
العبادي، أحمد خمتار. يف التاريخ العباسي والفاطمي. )الإسكندرية، موؤسسة شباب<br />
اجلامعة، ط1، 1993م( ، ص 294- 295. وسيشار إليه: العبادي، يف التاريخ العباسي<br />
والفاطمي.<br />
10املرجع نفسه ،ص32<br />
املرجع نفسه ،ص24<br />
1212قائد اجليش الفاطمي يف معركة الأقحوانه 1029 م./ انظر: أبو صالح، ومكارم، تاريخ،<br />
ص77.<br />
145<br />
. 10<br />
. 111<br />
13<br />
13 طائفة من الشيعة الإمامية منترشة يف أقاليم متفرقة من البلد العربية ووسط إفريقيا<br />
وجنوبها والهند وباكستان./ انظر: أبو زهرة، تاريخ املذاهب،ج1 ، ص63- ./ 64<br />
للمزيد أنظر: علم الدين ، املدارس الفكرية،ص24<br />
1414البعيني ، دروزسوريا ولبنان ،ص24<br />
1515املرجع نفسه ، ص32<br />
1616املرجع نفسه ، ص51- 54<br />
1717املرجع نفسه ،ص82<br />
18 م. أكادميي<br />
اجنليزي ذو خلفية دينية. تَنقرّل بني حلب والقدس ووصف الأماكن الواردة يف الكتاب<br />
املقدس./ انظر : Maundrell Henry<br />
(1701–1665) 18 Maundrell :Henry ولد عام 1665م وتويف عام 1701<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Henry_Maundrell<br />
Mandrel, Henry. A Journey from Aleppo to Jerusalem, at Easter, A.D.1919<br />
1697. S. G. Simpkins: Boston, 1836. pp65- 66<br />
وسيشار إليه: Mandrel , A Journey from Aleppo to Jerusalem<br />
Ibid,pp 32- 342020<br />
–1848)2121 (1768 Chateaubriand : François- René, vicomte de كاتب ودبلوماسي<br />
وروائي فرنسي. يُعْترب موؤسس احلركة الرومانسية يف الأدب الفرنسي. زار مناطق عدة./<br />
أنظر: :François- René de Chateaubriandhttp<br />
// en.wikipedia.org/ wiki/ Fran%C3%A7ois- Ren%C3%A9_de_Chateaubriand<br />
Vicomte, François- René Chateaubriand. Travels to Jerusalem and the 222<br />
Holy Land: through Egypt and the Holy Land. Translated from the French<br />
by Frederic Shoberl. H. Colburn, London, 1835,p31
غربيني<br />
رحالة كتابات ضوء في الدروز حياة من جوانب جرار<br />
مروان د. Vicomte, Travels to Jerusalem<br />
إليه: وسيشار نتاج<br />
ونرش وفلسطني، وسوريا قربص زار ايطايل. ورحالة دين رجل :Giovanni Mariti2323 Giovanni Mariti<br />
انظر: ./ 1769م عام رحلته www.cyprusexplorer.globalfolio.net/ eng/ bibliography/ .../ mariti/ index.php<br />
Mariti, Giovanni Travels through Cyprus, Syria, and Palestine with a 2424. General History of the Levant. Translated from the Italian .vol, 1. Printed<br />
for P. Byrne. Dublin, 1792,p255<br />
Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine<br />
إليه: وسيشار من<br />
ومرتجمًا أستاذًا عمل سكوتلندي، ورحالة كاتب Robert Heron 1764) 2525(1807– Robert Heron<br />
أنظر: الفرنسية./ اللغة http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Robert_Heron<br />
], pronounced [binjamin ּטּודֶלָהmitudela מִ ין בִּנְיָמִ :Benjamin of Tudela Hebrew26<br />
: 26<br />
اسبانيا<br />
من رحلته وبدأ وأفريقيا، وأسيا أوروبا زار الوسطى القرون من يهودي رحالة Benjamin of Tudela<br />
أنظر: 1165م./ عام http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Benjamin_of_Tudela<br />
Heron, Robert. A collection of Late Voyages and Ttravels: Chiefly Transn2727<br />
lated and Abridged from the French and other Foreign Bublications of<br />
Niebuhr, Mariti, Beauchamp, &c.The Whole Forming A Body of Important<br />
and A musing Information, Concerning the Present State of Society and<br />
manners, of arts and ...Published by Watson and Co., London, 1797. pp<br />
238- 239<br />
Heron, A collection of Late Voyages and Ttravels<br />
إليه: وسيشار Johann Ludwig (also known as John Lewis, Jean Louis) Burckhardt 17842828<br />
ومسترشق<br />
رحالة بريكهاردت. لويس( جني أو لويس )جون لودوينج، جوهان : - 1817 انظر:<br />
1817م./ عام وتويف 1784م عام ولد سويرسي Johann Ludwig Burckhardt<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Johann_Ludwig_Burckhardt<br />
Burckhardt, John Lewis. Travels in Syria and the Holy Land. Published2929<br />
by the Association for Promoting the Discovery of the Interior. Plain Label<br />
Books .London, 1823, p88<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy<br />
Land : إليه وسيشار نرش<br />
بريطاين، استعماري وسياسي مغامر : Laurence Oliphant )1888 - 1829(3030 146
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
كتابني عن فلسطني هما أرض جلعاد وحيفا ./ عوض، عبد العزيز. مقدمة يف تاريخ<br />
فلسطني احلديث )1831- 1914( . )بريوت، املوؤسسة العربية للدراسات والنرش، ط1،<br />
1983( ، ص ، 70 وسيشار إليه: عوض، مقدمة<br />
Oliphant. Laurence.Memoir of the Life of Laurence Oliphant and of Alice3131<br />
Oliphant, His Wife.Ayer Publishing, New York, 1976,p242<br />
وسيشار إليه : Memoir Oliphant ,<br />
18493232–1772 Rae) )Wilson, William : رحالة سكوتلندي مشهور. ولد يف بياسلي<br />
عام 1772م. أظهر اهتمامً ا بالرحلت ولستكشافات يف فلسطني/ . أنظر<br />
William Rae Wilson<br />
http: // www.electricscotland.com/ history/ other/ wilson_william.htm<br />
Wilson, William Rae. Travels in Egypt and the Holy Land. Longman, 333<br />
Brown, Green, and Longmans, London, 1824,p483<br />
وسيشار إليه: Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land<br />
–1900)3434 (1829 Warner : Charles Dudley كاتب أمريكي من ومواليد ماساتشوستس،<br />
درس احلقوق يف جامعة بنسلفانيا ،وعمل حمررًا لإحدى الصحف ورئيسً ا للمعهد<br />
الوطني للفنون والآداب./ أنظر: Charles Dudley Warner<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Charles_Dudley_Warner<br />
Warner, Charles Dudley. In the Levant, Travels in Palestine, Lebanon and3535<br />
Syria. Gorgias Press LLC.U.S.A, 2002,p258<br />
وسيشار إليه: Warner, In the Levant<br />
3636))1764 -1704) Bockocke :)Richard مسْ ترشق إجنليزي وعامل بالكتاب املقدس./<br />
انظر: بدوي، عبد الرحمن. موسوعة املسترشقني. )بريوت، دار العلم للمليني، ط2<br />
1989( ، ص90. وسيشار إليه: بدوي، موسوعة.<br />
Falah, Salman. History of the Druze Settlements in Palestine during the3737<br />
Ottoman Period in: Moshe Ma’oz (Editor) , Studies on Palestine during<br />
the Ottoman Period. The Magnes Press, Jerusalem., 1975, pp 32- 34<br />
وسيشار إليه: Falah, History of the Druze Settlements<br />
: 38<br />
Constantin François de Chassebœuf, comte de Volney (1757- 1820)38<br />
موؤرخ وفيلسوف ومسترشق فرنسي ولد عام 1757م وتويف عام 1820 م. أظهر<br />
اهتمامً ا بالتاريخ واللغات. زار مرص وسوريا./ انظر:<br />
147
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
Constantin- François Chassebœuf<br />
http://en.wikipedia.org/wiki/Constantin-Fran%C3%A7ois_Chasseb%C5%93uf<br />
Volney, Constantin. Travels through Syria and Egypt, in the years 1783,3939<br />
1784, and 1785: Containing the Present Natural and Political state of<br />
those Countries, their Productions, Arts, manufactures, and Commerce,<br />
with Observations on the Manners, Customs, and Government of the<br />
Turks and Arabs. Translated from the French in two volumes vol, 2, G.G.J,<br />
and J.Robinson London , 1788,pp 44- 45<br />
وسيشار إليه: Volney, Travels through Syria and Egypt<br />
4040فخر الدين املعني الثاين: أمري عربي امتدت سلطته من حدود حلب إىل لبنان فحدود<br />
القدس غربًا. وهو ابن قرقماز بن فخر الدين الأول./ انظر: الكيايل، موسوعة السياسية،<br />
ج4، ص 475.<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt, vol 2,pp 44- 454141<br />
Hitti, Philip. Origins of the Druze People and Religion (with extracts from4242<br />
their sacred writings) . Published by Forgotten Books, Charleston, South<br />
Carolina, 1928,pp30- 31<br />
وسيشار إليه : People Hitti, Origins of the Druze<br />
4343زهر الدين ، تاريخ ، ص78<br />
Max Freiherr von Oppenheim (1860- 1946) 4<br />
: 44 موؤرخ وعامل آثار أملاين ولد عام<br />
1869م وتويف عام 1946م. انضم يف احلرب العاملية الأوىل إىل املخابرات الأملانية<br />
)قسم الرشق( /. انظر: Max Freiherr von Oppenheim<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Max_von_Oppenheim<br />
1733(4545 )1815– Niebuhr : Carsten Niebuhr or Karsten عامل رياضيات ورسام<br />
خرائط ومستكشف أملاين. قام بتكليف من فردريك اخلامس ملك الدينمارك مبهمة<br />
استكشافية يف مرص واجلزيرة العربية وسوريا ./ انظر:<br />
Carsten Niebuhr or Karsten Niebuhr<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Carsten_Niebuhr<br />
Hitti, Origins of the Druze People,pp30- 314646<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land ,p2004747<br />
: 48 موؤلف وعامل بالكتاب املقدس .<br />
George Livingston Robinson (1863 – 1958) 48<br />
سافر إىل أوروبا والرشق.حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة برلني يف موضوع<br />
148
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اللغات القدمية،وشغل وظائف عدة منها وظيفة يف كلية بريوت./ أنظر<br />
Georg Livingston Robinson<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ George_Livingston_Robinson<br />
Robinson, George. Travels in Palestine and Syria, vol 2. Henry Colburn4949<br />
publishers, London,1837,p272<br />
وسيشار إليه: Robinson, Travels in Palestine and Syria<br />
1894)5050 (1806- Thomson : William McClure رجل دين أمريكي.درس يف املدرسة<br />
اللهوتية يف جامعة برينستون. أُرسل مبرشًا إىل سورية وفلسطني ./ أنظر:<br />
William McClure Thomson<br />
http: // en.wikipedia.org/ w/ index.php?title=Special%3ASearch&search=Wil<br />
liam+McClure+Thomson<br />
Thomson ,William . The Land and the Book, or, Biblical illustrations drawn5151<br />
from the Manners and Customs, the Scenes and Scenery of the Holy<br />
Land, T. Nelson, London,1861,p169<br />
وسيشار إليه: Thomson , The Land and the Book<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt, vol 2,pp33- 345252<br />
1924)5353 – (1854 Luschan : Felix Ritter von طبيب،أنرثبولوجي،مستكشف،عامل آثار.<br />
ولد يف النمسا عام 1854م وتويف يف برلني عام 1924م./ أنظر<br />
Felix Ritter von Luschan<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Felix_von_Luschan<br />
Hitti, Origins of the Druze People, pp30- 315454<br />
Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land,pp481- 482 555<br />
Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine,vol, 1, p2555656<br />
Ibid, p255,p2555757<br />
5858(1906–1822) Baker : Tristram, Henry رجل دين ، وباحث يف الكتاب املقدس،<br />
ورحالة اجنليزي. ولد عام1822 م وتويف عام 1906م./ انظر:<br />
:Henry Baker Tristram<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Henry_Baker_Tristram<br />
Tristram, Henry. The land of Israel: a Journal of Travels in Palestine,5 959<br />
Undertaken with Special Reference to its Physical Character. Gorgias<br />
Press LLC. Piscataway, U.S.A.,1882,p113<br />
149
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
وسيشار إليه: Tristram ,The land of Israel<br />
: 60 رحالة بريطاين، وأستاذًا يف علم املعادن<br />
يف جامعة كمربدج. بدأ كلرك رحلته من جزيرة قربص يف أيار 1801./ انظر: جرار<br />
، سلح. قلعة صانور وتاريخ آل جرار )صور من مشاهدات الرحالة يف القرنني<br />
الثامن عش والتاسع عرش( . أعده وترجم نصوصه الدكتور سلح جرار . )عمان ، دار<br />
املاأمون للنرش والتوزيع ،ط1 2010( ، ،ص ، 47 وسيشار إليه: جرار ، قلعة<br />
Edward Daniel Clarke (1769- 1822)6 0<br />
Clarke, Edward. Travels in Various Countries of Europe, Asia, and Afn6 161<br />
rica Communsing, January 1, 1801. Published by Whiting and Watson,<br />
New York.,1813,pp224- 226<br />
وسيشار إليه: Clarke, Travels in Various Countries<br />
–1926)6 262 (1868 Bell : Gertrude Margaret Lowthian كاتبة،رحالة،حمللة<br />
سياسية، عاملة آثار اجنليزية. ولدت عام 1868م وتوفيت عام 1926م.التحقت<br />
باجليش الربيطاين خلل احلرب العاملية الأوىل./ انظر:<br />
Gertrude Margaret Lowthian Bell<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Gertrude_Bell<br />
Bell ,Gertrude. the Arabian Diaries (1913- 1914) : Contemporary issues6 363<br />
in the Middle East. Edited by Rosemary. Syracuse University Press.<br />
Syracuse, New York,2000,p152<br />
وسيشار إليه: Bell, the Arabian Diaries<br />
6أبو 464 صالح ومكارم،تاريخ،ص16<br />
Benjamin of Tudela,The Itinerary of Benjamin of Tudela. BiblioBazaar,6 565<br />
LLC, Charleston, SC, U.S.A,2009, ,vol,2p37<br />
وسيشار إليه : Benjamin Benjamin of Tudela, The Itinerary of<br />
Benjamin of Tudela , the itinerary of Rabbi Benjamin of Tudela, vol 2. ,p73 6 666<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt,vol,2,p386 767<br />
Ibid,p436 868<br />
Ibid, PP,292- 2956 969<br />
Ibid,p437 070<br />
Ibid.P3027 171<br />
Maundrell , A Journey from Aleppo to Jerusalem,p737 272<br />
Ibid- pp67- 697 373<br />
150
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Tristram, The land of Israel,p77 474<br />
Ibid,p,18 ,p23.p.257 575<br />
Ibid,p6107 676<br />
Ibid,p5887 777<br />
Ibid,pp112- 1147 878<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p267 979<br />
Ibid,pp 32- 338 080<br />
Ibid,pp 32- 33-8 181<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p 205-8 282<br />
Ibid,p218-8 383<br />
)Eli Smith) 1801- 18578 4<br />
: 84 عامل ومبرش أمريكي ولد يف نورثفورد وتخرج من<br />
جامعة ييل عام 1821م. عمل يف مالطا حتى العام 1829م، ومن ثم زار أرمينيا<br />
وجورجيا وفارس واستقر يف بريوت عام 1833م حيث قام مع ادوارد روبنسون<br />
برحلة إىل الأراضي املقدس ./ أنظر: Eli Smith<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Eli_Smith<br />
: )-1794 ) 1863 Robinson Edward أمريكي ،عامل بالكتاب املقدس وعرف باأب<br />
اجلغرافيا التوراتية/ أنظر: Edward Robinson<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Edward_Robinson_%28scholar%29<br />
Robinson, Edward& Smith, Eli. Biblical Researches in Palestine, 8 585<br />
Mount Sinai and Arabia Petraea: A Journal of Travels in the year 1838,<br />
vol, 1.Published by Crocker & Brewster, Boston,1841, ,PP 365- 366<br />
وسيشار إليه : Robinson, Biblical Researches, Smith&<br />
Ibid, PP274- 2768 686<br />
Ibid,PP337- 3388 787<br />
Ibid,PP 380- 3978 888<br />
Ibid,p758 989<br />
Robinson, Travels in Palestine and Syria, ,PP 13- 149 090<br />
Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land.pp 481- 4839 191<br />
James Silk Buckingham )1855 - 1786(9 2<br />
: 92 موؤلف ورحالة اجنليزي. تعليمه<br />
حمدود . أمضى شبابه بالبحر وانتهى به الأمر إىل لستقرار يف الهند حيث أسس<br />
جملة كالكوتا. طُ رد من الهند لكن ذلك مل مينعه من إكمال مشاريعه الصحفية.زار<br />
151
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
أوروبا وأمريكا والرشق./ انظر: James Silk Buckingham<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ James_Silk_Buckingham<br />
Buckingham, Travels among the Arab Tribes,P669 393<br />
Ibid, P 1899 494<br />
Van Egmont, &Heyman , Travels, Vol 2, P 2949 595<br />
Mariti , Travels through Cyprus, Syria, and Palestine.Vol, 1,P 2529 696<br />
Ibid,PP 256- 2579 797<br />
Clarke, Travels in Various Countries,PP224- 2259 898<br />
9لفظ 999 أطلقه بعض املسترشقني ممن ل يعرتفون بالدين الإسلمي على املسلمني./<br />
انظر: اخلطيب، مصطفى. معجم املصطلحات والألقاب التاريخية، )بريوت، موؤسسة<br />
الرسالة، ط1، 1996م( ،وسيشار إليه: اخلطيب، معجم.<br />
Benjamin of Tudela .The Itinerary of Rabbi Benjamin of Tudela, vol10100<br />
2. Translated and edited by A. Asher .Hakesheth pub. New York,<br />
1841,p37, p 62,p81<br />
وسيشار إليه : Benjamin Benjamin of ,The Itinerary of Rabbi<br />
10101فرقة شيعية تُنسب إىل إسماعيل بن جعفر الصادق./ انظر، اخلطيب، معجم، ص30 /<br />
احلفني، عبد املنعم. موسوعة الفرق واجلماعات واملذاهب والأحزاب واحلركات<br />
لسلميه. )القاهرة، مكتبة مدبويل، ط2 1999م( ،ص59 ، وسيشار إليه: احلفني ،<br />
موسوعة .<br />
10102فرقة شيعية تُنْسب لرجل اسمه حممد بن نصري النمري أو النمريي من أهل القرن<br />
الثالث الهجري./ انظر: اخلطيب، معجم، ص423.<br />
Benjamin of Tudela ,The Itinerary of Rabbi Benjamin,vol,2p7810103<br />
10104انظر: عاقل، نبيه. تاريخ خلفة بني أميه. )دار الفكر، بريوت، ط2،1975 ) ، ص<br />
30، 20- وسيشار إليه: عاقل، تاريخ.<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt, vol 2,pp35- 3810105<br />
Van Egmont, J Aegidius & Heyman, Joh.Travels through Part of Eun10106<br />
rope, Asia Minor, the Islands of the Archipelago, Syria, Palestine,<br />
Egypt, Mount Sinai, etc. Vol 2, printed for L. Davis and C. Reymers,<br />
London, 1759.pp296- 297<br />
وسيشار إليه : Travels Van Egmont, &Heyman ,<br />
Burckhardt, Travels to Jerusalem and the Holy Land, ,pp 200- 20110107<br />
152
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
153<br />
Ibid,pp 15 1- 15210108<br />
10109املركز الديني للعقال الدروز./ انظر زهر الدين، تاريخ، ص47 .<br />
11110هم أولئك الذين أَملوا باأمور الدين ولزموا السلة التي تُتْلى ليلة اجلمعة من كل<br />
أسبوع./ انظر: زهر الدين، تاريخ ، ص45.<br />
Burckhardt, Travels to Jerusalem and the Holy Land ,p30411111<br />
Robinson, & Smith, Biblical Researches, PP 381- 38211112<br />
11113أطلق الدروز على كتبهم املقدسة اسم كتب العقيدة )احلكمة( ./ انظر: زهر الدين،<br />
تاريخ، ص 57- 58<br />
Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine,vol, 1p253- 2541 1114<br />
Clarke, Travels in Various Countries, ,p2441 1115<br />
Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land,pp484- 4861 1116<br />
1يرفض 1117 الدروز ذلك ،ويوؤكدون على إميانهم بفكرة التقمص التي تُعْترب من الدعائم<br />
الأساسية عندهم/ انظر: زهر الدين ، تاريخ ،ص ، 59 ص 62.<br />
Buckingham, James Silk. (1825) . Travels among the Arab Tribes Inn1 1118<br />
habiting the Countries east of Syria and Palestine. Printed by A& R. Spotn<br />
tiswood S, London,1825,pp246- 247<br />
وسيشار إليه: :Buckingham, Travels among the Arab Tribes<br />
Mandrel, A Journey, p691 1119<br />
Robinson, Travels in Palestine and Syria, ,pp11- 121 2120<br />
Thomson , The Land and the Book,p292-1 2121<br />
Tristram ,The land of Israel,p5881 2122<br />
1اوليفانت، 2123 أرض جلعاد ،ص367- 370<br />
Warner, In the Levant,p2591 2124<br />
1زهر 2125 الدين، تاريخ ، ص 55<br />
126 1 2 يرْفض الدروز ذلك ،ويوؤكدون أن املوضوع ل يخرج عن كونه أن الدروز يقدسون<br />
ليلة اجلمعة لأنها متثل رمزًا عظيمًا يف ترسيخ جذور املبدأ ومبادئه/ انظر: زهر الدين،<br />
تاريخ ، ص 19، ص55<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt,vol,1 ,p641 2127<br />
Ibid, pp64- 661 2128<br />
أنظر: pp296- 297 Travels, ,vol,2 Van Egmont, & Heyman
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
Robinson, travels in Palestine and Syria, vol 2,pp11- 131 2129<br />
Ibid, vol 2,pp11- 131 3130<br />
Ibid,, vol 2,pp11- 131 3131<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,p3041 3132<br />
Ibid,pp202- 2031 3133<br />
Colonel Charles Henry Spencer- Churchill (1828 –1877)1 3<br />
: 134 ضابط<br />
ودبلوماسي بريطاين يف سوريا يف ظل احلكم العثماين. كان من أوائل من وضع خطة<br />
صهيونية لإقامة دولة يهودية يف فلسطني. انظر: Charles Henry Churchill<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Charles_Henry_Churchill<br />
135 م.ترجمة فندي<br />
1ترششل 3 ، تشارلز. جبل لبنان: عرش سنوات إقامة: 1842- 1852<br />
الشعار. )بريوت ،رشكة املطبوعات الرشقية، ط1 1985م( ، ،ج2،ص26 ،وسيشار إليه:<br />
ترششل ، جبل لبنان، ص26<br />
1املصدر 3136 نفسه،ج2،ص26<br />
1املصدر 3137 نفسه ،ج2،ص46<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p2031 3138<br />
Tristram, The land of Israel,p21,p113-1 3139<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt, vol 2, pp65- 661 4140<br />
1ترششل 4141 ، جبل لبنان ، ج2،ص30<br />
Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine,.vol,1.,p2571 4142<br />
1أوليفانت، 4143 أرض جلعاد ، ص 360<br />
1ترششل 4144 ، جبل لبنان ، ج2،ص30<br />
1أوليفانت، 4145 أرض جلعاد ، ص 386<br />
1املصدر 4146 نفسه ، ص 387<br />
1املصدر 4147 نفسه ، ص386<br />
1املصدر 4148 نفسه ، ص 385<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt, vol, 1, pp70- 74,p3141 4149<br />
Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine, vol, 1,p2561 5150<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt,vol,1pp72- 741 5151<br />
Ibid, p761 5152<br />
154
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine, vol, 1,p2561 5153<br />
Ibid,vol, 1,p781 5154<br />
1ترششل 5155 ، جبل لبنان ، ج2،ص26<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt,vol,1p781 5156<br />
Ibid ,p74- 751 5157<br />
Ibid ,p761 5158<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, pp2081 5159<br />
Ibid,p2181 6160<br />
Ibid,pp203- 2041 6161<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, pp208,p2051 6162<br />
155<br />
Ibid,p2051 6163<br />
Ibidpp201- 2021 6<br />
, 164<br />
Tristram, The land of Israel.p181 6165<br />
Heron , A collection of late voyages and travels,pp238- 2391 6166<br />
Buckingham, Travels among the Arab Tribes,p2651 6167<br />
Robinson, Travels in Palestine and Syria, pp11- 131 6168<br />
Van Egmont, & Heyman ,Travels, vol 2,p2951 6169<br />
1أوليفانت، 7170 أرض جلعاد ، ص 386<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, pp2021 7171<br />
Van Egmont, & Heyman , Travels, Vol 2,p 3161 7172<br />
Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land, pp483- 4841 7173<br />
Mariti, Travels through Cyprus, Syria, and Palestine. vol, 1,pP2561 7174<br />
1 7175<br />
239 Heron , A collection of late voyages and travels,pp238-<br />
Clarke, travels in various countries of Europe, Asia, and Africa,p2521 7176<br />
1أوليفانت 7177 ، أرض جلعاد ، ص 340<br />
1املصدر 7178 نفسه ، ص -341 343<br />
1املصدر 7179 نفسه ، ص -341 343<br />
1املصدر 8180 نفسه ، ص -341 343<br />
1ترششل 8181 ، جبل لبنان ،ج2، ص 46<br />
Benjamin of ,The Itinerary of Rabbi Benjamin ,vol 2 ,p37, p 62,p811 8182
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
Wilson, Travels in Egypt and the Holy Land,pp491- 4921 8183<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,p2581 8184<br />
. Tristram, The land of Israel ,p211 8185<br />
Mariti , Travels through Cyprus, Syria, and Palestine.vol, 1.,p2571 8186<br />
156<br />
1ترششل، 8187 جبل لبنان ،ج2، ص27<br />
188 املصدر نفسه<br />
189 املصدر نفسه<br />
190 املصدر نفسه<br />
1املصدر 9 نف<br />
1 8<br />
1 8<br />
1 9<br />
191 سه<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,pp2021 9192<br />
أنظر: ترششل ، جبل لبنان ،ج2، ص27/ أنظر: أوليفانت، أرض جلعاد ، ص 386<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,pp2021 9193<br />
1أوليفانت، 9194 أرض جلعاد ، ص 386/ . أنظر: ترششل ، جبل لبنان ،ج2، ص 27- 29<br />
Mariti , Travels through Cyprus, Syria, and Palestinene.vol,1,pp257- 2581 9195<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p 3031 9196<br />
Robinson, travels in Palestine and Syria, vol 2, London,p101 9197<br />
1أوليفانت 9198 ، أرض جلعاد ، ص 363<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt, Vol, 2, ,p70- 711 9199<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,p262 0200<br />
Ibid,p2042 0201<br />
Van Egmont, &Heyman , Travels, Vol 2.p3162 0202<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, p3042 0203<br />
Van Egmont, &Heyman , Travels, Vol 2.p3162 0204<br />
. Thomson, The land and the book,p1932 0205<br />
2اوليفانت 0206 ، أرض جلعاد، ص 357<br />
2املصدر 0207 نفسه،ص362<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,pp6- 72 0208<br />
Ibid,p212 0209<br />
Ibid,p772 1210<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, pp6- 72 1211
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Ibid,p252 1212<br />
Ibid,p322 1213<br />
Burckhardt, Travels in Syria and the Holy Land, ,p2182 1214<br />
Ibid,p2522 1215<br />
Ibid,p3032 1216<br />
Clarke, travels in various countries,p8742 1217<br />
Tristram, The land of Israel.p1132 1218<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt,. Vol, 1, p3192 1219<br />
Ibid,p642 2220<br />
Ibid,pp72- 732 2221<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt, vol, 2, , p 1902 2222<br />
Ibid,24422223<br />
Ibid,pp73- 7422224<br />
Ibid,p38322225<br />
Ibid,p38922226<br />
Robinson, travels in Palestine and Syria, vol 2,p16922227<br />
Van Egmont, &Heyman , Travels, vol 2 ,p29422228<br />
Ibid,p29522229<br />
Benjamin of Tudela (2009) , the Itinerary of Benjamin of Tudela. Vol 2, p372 3230<br />
23231بيجيه، جبل العرب،ص 100- 101<br />
23232املصدر نفسه، ص 143<br />
Benjamin of Tudela (2009 ) The Itinerary of Benjamin of Tudela. Vol 2,p372 3233<br />
Robinson, travels in Palestine and Syria, vol 2,P1423234<br />
Van Egmont, & Heyman , Travels, Vol 2, vol, 2, ,P 29523235<br />
Volney, Travels through Syria and Egypt, vol, 2, p4323236<br />
Ibid,pp67- 6923237<br />
Ibid,p6923238<br />
Ibid ,pp70- 7123239<br />
Ibid ,pp70- 7124240<br />
24241أوليفانت، أرض جلعاد، ص351- 361<br />
24242املصدر نفسه، ص 352<br />
157
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوال- املراجع العربية:<br />
1أوليفانت، . 1 لورنس .أرض جلعاد )رحلت يف لبنان وسورية والأردن وفلسطني ) 1880<br />
.ط1. ترجمة وتعريب: احمد عويدي العبادي. )عمان، دار جمدلوي للنرش والتوزيع،<br />
ط1، )2004 .<br />
. ) 2<br />
3 م:<br />
. 2بدوي، عبد الرحمن. موسوعة املسترشقني. )بريوت، دار العلم للملين، ط2،1989<br />
. 3البعيني، حسن أمني. دروز سوريا ولبنان يف عهد لنتداب الفرنسي 1920- 1943<br />
دراسة يف تاريخهم السياسي واملذهبي )بريوت، املركز العربي للأبحاث والتوثيق،<br />
ط1،1993( .<br />
4 بيري، بيجيه ده سان ،الدولة الدرزية. ترجمة حافظ أبو مصلح . )بريوت، املكتبة احلديثة<br />
158<br />
4.<br />
5.<br />
للطباعة والنرش، ط1، 1983م( .<br />
5 الرتابي، جميل، من هم املوحدون الدروز: نساأتهم- أشهر أعلمهم. )دمشق ، دار علء<br />
الدين للنرش والتوزيع والرتجمة، ط1، 2003م( .<br />
. 6ترششل ، تشارلز. بني الدروز واملوارنة: يف ظل احلكم الرتكي من 1840- 1860<br />
ترجمة فندي الشعار. )بريوت، دار املروج للطباعة والنرش، ط1،1984( .<br />
. 7ترششل ، تشارلز. جبل لبنان )عرش سنوات إقامة: 1842- 1852 م( .ج2<br />
فندي الشعار. )بريوت ،رشكة املطبوعات الرشقية )دار املروج( ، ط1 1985( ، .<br />
8 الدباغ، مصطفى مراد. بلدنا فلسطني. اجلزء الأول، القسم الأول. )بريوت، دار الطليعة.<br />
6 م<br />
7 ،ترجمة<br />
8.<br />
ط4، )1988 .<br />
9.<br />
ط1، )2003 .<br />
10<br />
9 أبو حجر، آمنه. موسوعة املدن والقرى الفلسطينية. )عمان، دار أسامة للنرش والتوزيع،<br />
10 احلفني، عبد املنعم . موسوعة الفرق واجلماعات واملذاهب والأحزاب واحلركات<br />
لسلميه. )القاهرة، مكتبة مدبويل ط2،1999( .<br />
11 احلموي، شهاب الدين أبي عبد اهلل ياقوت بن أبي عبد اهلل. معجم البلدان . )بريوت، دار<br />
1<br />
صادر، )ب.ط( ، )1977 .<br />
12<br />
12 اخلطيب، مصطفى.معجم املصطلحات والألقاب التاريخية. )بريوت، موؤسسة الرسالة،<br />
ط1، 1996م(<br />
1313زهر الدين ،صالح. تاريخ املسلمني املوحدين الدروز ). بريوت، املركز العربي للأبحاث
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
والتوثيق، ط2 ،1994م( .<br />
14 أبو زهرة، حممد.تاريخ املذاهب الإسلمية. اجلزء الأول )يف السياسية والعقائد( .<br />
)القاهرة، دار الفكر العربي، ط1، ب. ت( .<br />
15رشبل، كمال. املوسوعة اجلغرافية للوطن العربي. )بريوت، دار اجلليل، ط1،1998<br />
16صالح،شكيب. الدروز والتاريخ )بريوت، مطبعة الرشق العربية، ط1،1979<br />
17 أبو صالح، عباس، ومكارم، سامي، تاريخ املوحدين الدروز السياسي يف املرشق<br />
العربي. )بريوت، منشورات املجلس الدرزي للبحوث والإمناء، ط2 ،1981( .<br />
18عاقل، نبيه. تاريخ خلفة بني أميه. )بريوت، دار الفكر، ط2،1975<br />
19 العبادي، احمد خمتار .يف التاريخ العباسي والفاطمي. )الإسكندرية، موؤسسة شباب<br />
اجلامعة، ط1 1993م( .<br />
20 عراف، شكري.املواقع اجلغرافية يف فلسطني )الأسماء العربية والتسميات العربية( .<br />
مراجعة إلياس شوفاين. )بريوت، موؤسسة الدراسات الفلسطينية، ط1،2004( .<br />
21 علم الدين، سليمان. تذكر يا مروان: املدارس الفكرية والتيارات السياسية ودعوة<br />
التوحيد الدرزية. )بريوت، دار نوفل للنرش، ط1،1998( .<br />
أبو عز الدين، جنلء. الدروز يف التاريخ . )بريوت، دار العلم للمليني، ط2،1990<br />
23 العبادي، أَحمد خمتار، يف التاريخ العباسي والفاطمي. )الإسكندرية، موؤسسة شباب<br />
اجلامعة، ط1،1983( .<br />
24 عنان، حممد عبد اهلل، احلاكم باأمر اهلل وأرسار الدعوة الفاطمية. )القاهرة ،مكتبة<br />
. ) 15<br />
. ) 16<br />
17<br />
18 م( .<br />
19<br />
. ) 222<br />
23<br />
24<br />
اخلاجني ، ط2، )1983 .<br />
) 25 . )بريوت،<br />
159<br />
14<br />
20<br />
21<br />
26<br />
25عوض، عبد العزيز. مقدمة يف تاريخ فلسطني احلديث )1831- 1914<br />
املوؤسسة العربية للدراسات والنرش، ط1، 1983( .<br />
26 فوك، يوهان. تاريخ حركة لسترشاق. )الدراسات العربية والإسلمية يف أوروبا<br />
حتى بداية القرن العرشين( . نقلة عن الأملانية عمر لطفي العامل. )بريوت، دار املدار<br />
الإسلمي، ط2،2002( .<br />
27 الكيايل، عبد الوهاب. موسوعة السياسة. )كفر قرع ، دار الهدى للنرش والتوزيع، د,ط ،<br />
27<br />
ب.ت( .<br />
28 م( .<br />
29<br />
ط1،2003( .<br />
28مراد، يحيى. معجم أسماء املسترشقني. )بريوت، دار الكتب العلمية، ط1، 2004<br />
29 أبو النيل، حممد عبد السلم ، بنو إرسائيل يف القرآن الكرمي. )الكويت، مكتبة الفلح،
غربيني<br />
رحالة كتابات ضوء في الدروز حياة من جوانب جرار<br />
مروان د. األجنبية:<br />
املراجع ثانيا- 1. Bell,Gertrude. The Arabian Diaries (1913- 1914) : Contemporary issues<br />
in the Middle East. Edited by Rosemary. Syracuse University Press.<br />
Syracuse, New York. 2000.<br />
2. Benjamin of Tudela.The Itinerary of Rabbi Benjamin of Tudela, vol 2.<br />
Translated and edited by A. Asher .Hakesheth pub. New York. 1841.<br />
3. Benjamin of Tudela . The Itinerary of Benjamin of Tudela. vol,2<br />
BiblioBazaar, LLC, Charleston, SC, U.S.A. 2009<br />
4. Buckingham, James Silk. Travels among the Arab Tribes Inhabiting the<br />
Countries east of Syria and Palestine. Printed by A& R. Spottiswood S,<br />
London. 1825.<br />
5. Burckhardt, John Lewis. Travels in Syria and the Holy Land. Published by<br />
the Association for Promoting the Discovery of the Interior. Plain Label<br />
Books .London. 1823.<br />
6. Clarke, Edward. Travels in Various Countries of Europe, Asia, and Africa<br />
Communsing, January 1, 1801. Published by Whiting and Watson, New<br />
York. 1813.<br />
7. Falah, Salman. History of the Druze Settlements in Palestine during the<br />
Ottoman Period in: Moshe Ma’oz (Editor) , Studies on Palestine during<br />
the Ottoman Period. The Magnes Press, Jerusalem. 1975.<br />
8. Heron, Robert. A collection of Late Voyages and Ttravels: Chiefly<br />
Translated and Abridged from the French and other Foreign Bublications<br />
of Niebuhr, Mariti, Beauchamp, &c.The Whole Forming A Body of<br />
Important and A musing Information, Concerning the Present State of<br />
Society and manners, of arts and ...Published by Watson and Co., London.<br />
1797<br />
9. Hitti, Philip. Origins of the Druze People and Religion (with extracts from<br />
their sacred writings) . Published by Forgotten Books, Charleston, South<br />
Carolina. 1928.<br />
10. Mandrel, Henry. A Journey from Aleppo to Jerusalem, at Easter, A.D.<br />
1697. S. G. Simpkins: Boston. 1836<br />
11. Mariti, .Giovanni Travels through Cyprus, Syria, and Palestine with a<br />
General History of the Levant. Translated from the Italian .vol, 1. Printed<br />
for P. Byrne. Dublin. 1792.<br />
12. Oliphant. Laurence.Memoir of the Life of Laurence Oliphant and of Alice<br />
Oliphant, His Wife.Ayer,Publishing, New York. 1976<br />
160
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
13. Robinson, Edward & Smith, Eli. Biblical Researches in Palestine, Mount<br />
Sinai and Arabia Petraea: A Journal of Travels in the year 1838, vol,<br />
1.Published by Crocker & Brewster, Boston. 1841<br />
14. Robinson, George. Travels in Palestine and Syria, vol 2. Henry Colburn<br />
publishers, London. 1837<br />
15. Thomson ,William . The Land and the Book, or, Biblical illustrations<br />
drawn from the Manners and Customs, the Scenes and Scenery of the<br />
Holy Land, T. Nelson, London. 1861<br />
16. Tristram, Henry. The land of Israel: a Journal of Travels in Palestine,<br />
Undertaken with Special Reference to its Physical Character. Gorgias<br />
Press LLC. Piscataway, U.S.A, 1882<br />
17. Van Egmont, J Aegidius,Heyman,John. Travels through Part of Europe,<br />
Asia Minor, the Islands of the Archipelago, Syria, Palestine, Egypt, Mount<br />
Sinai, etc. Vol 2, printed for L. Davis and C. Reymers, London. 1759<br />
18. Vicomte, François- René Chateaubriand. Travels to Jerusalem and the<br />
Holy Land: through Egypt and the Holy Land. Translated from the French<br />
by Frederic Shoberl. H. Colburn, London. 1835.<br />
19. Volney, Constantin. Travels through Syria and Egypt, in the years 1783,<br />
1784, and 1785: Containing the Present Natural and Political state of<br />
those Countries, their Productions, Arts, manufactures, and Commerce,<br />
with Observations on the Manners, Customs, and Government of the Turks<br />
and Arabs. Translated from the French in two volumes vol, 2, G.G.J, and<br />
J.Robinson London. 1788.<br />
20. Warner, Charles Dudley. In the Levant, Travels in Palestine, Lebanon<br />
and Syria. Gorgias Press LLC.U.S.A, 2002<br />
21. Wilson, William Rae. Travels in Egypt and the Holy Land. Longman,<br />
Brown, Green, and Longmans, London. 1824.<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
161<br />
ثالثا- مواقع انرتنت:<br />
Henry Maundrell<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Henry_Maundrell<br />
François- René de Chateaubriand<br />
http://en.wikipedia.org/wiki/Fran%C3%A7ois-Ren%C3%A9_de_Chateaubriand<br />
Robert Heron<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Robert_Heron
جوانب من حياة الدروز في ضوء كتابات رحالة غربيني<br />
د. مروان جرار<br />
4. Benjamin of Tudela<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Benjamin_of_Tudela<br />
5. Johann Ludwig Burckhardt<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Johann_Ludwig_Burckhardt<br />
6. William Rae Wilson<br />
http: // www.electricscotland.com/ history/ other/ wilson_william.htm<br />
7. Charles Dudley Warner<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Charles_Dudley_Warner<br />
8. Max Freiherr von Oppenheim<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Max_von_Oppenheim<br />
9. Carsten Niebuhr or Karsten Niebuhr<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Carsten_Niebuhr<br />
10. Georg Livingston Robinson<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ George_Livingston_Robinson<br />
11. William McClure Thomson<br />
http: // en.wikipedia.org/ w/ index.php?title=Special%3ASearch&search<br />
=William+McClure+Thomson<br />
12. Felix Ritter von Luschan<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Felix_von_Luschan<br />
13. Henry Baker Tristram<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Henry_Baker_Tristram<br />
14. Edward Daniel Clarke<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Edward_Daniel_Clarke<br />
15. Gertrude Margaret Lowthian Bell<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Gertrude_Bell<br />
16. Eli Smith<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Eli_Smith<br />
17. Edward Robinson<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Edward_Robinson_%28scholar%29<br />
18. James Silk Buckingham<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ James_Silk_Buckingham<br />
19. Constantin- François Chassebœuf<br />
http: // en.wikipedia.org/ wiki/ Constantin- Fran%C3%A7ois_<br />
Chasseb%C5%93uf<br />
162
تأثري املدرسة املعمارية احمللية<br />
على بناء قبة الصخرة<br />
د.عدنان أمحد أبو دية<br />
أستاذ مساعد في اآلثار/ قسم التاريخ واآلثار/ كلية اآلداب/ جامعة الخليل/ الخليل.<br />
163
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
ملخص:<br />
يدور احلديث يف هذا البحث عن تاأثري املدرسة املعمارية املحلية يف فلسطني وبلد<br />
الشام على بناء قبة الصخرة، وذلك يف مواضيع منوذجية حمددة مثل املخطط واملداخل<br />
والبوائك، تاركاً العنارص الأخرى إىل بحث آخر وذلك بسبب ضيق عدد الصفحات املسموح<br />
بها للنرش يف املجلت العلمية. وقد تناول البحث احلديث عن الأصول التي جاءت منها<br />
فكرة تلك العنارص املعمارية، وهي عنارص وأفكار معمارية رشقية من بلد الشام،<br />
وبخاصة فلسطني. ويف هذا البحث أيضاً نرد على إدعاءات املسترشقني ومصادرهم فيما<br />
يتعلق بالعمال واملهندسني الذين أجنزوا هذا العمل املعماري املتفوق يف مرحلة مبكرة من<br />
حياة الدولة الإسلمية، حيث تدعي تلك املصادر أن عمالً من غري العرب هم من أبدعوا هذا<br />
العمل. وأن مواد البناء قد جلبت من مبانٍ سابقة على الإسلم دون أن يكون للمسلمني دور<br />
كبري يف هذا الإبداع الأكرث تاألقاً عرب التاريخ الإسلمي كله. واحلقيقة التي كشف عنها يف<br />
هذا البحث هو أن العمال واملهندسني إضافة إىل مواد البناء كلها ذات أصول حملية رشقية<br />
شامية، وأن شيئاً من خارج فلسطني مل يُرشك يف إجناز هذا املعلم الكبري، الذي ما زال<br />
شاهداً على عظمة تلك املرحلة.<br />
164
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
This research paper discus the influence of the local architectural<br />
school in the mosque of the Dome of the Rock. In particular subjects Such as<br />
plane, entrance, arcades. The other important architectural elements were<br />
discussed in other paper. Many western scholars have their own doubts about<br />
the origins of those architectural elements in the mosque of the dome of the<br />
rock, and their doubts about the employees, the architects, and the place that<br />
the artifacts came from. In this research paper we try to respond on all these<br />
claims, and to show truth which is depending on scientific debates. Finally<br />
we find that all those elements established in the dome of the Rock besides the<br />
architects and employees were come from the eastern school of architecture<br />
which has its own tradition in the region centuries of years before established<br />
the Dome of the Rock.<br />
165
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
مقدمة:<br />
ما زال مبنى قبة الصخرة املرشفة يبهر الكثريين يف مستوى العمارة الرفيع الذي<br />
يتمتع به، إضافة إىل املستوى العايل من الأعمال الفنية الزخرفية التي تكسي جدرانه<br />
الداخلية واخلارجية. أما العنارص املعمارية وأصولها داخل مسجد قبة الصخرة فقد كان<br />
موضوع بحث سابق تناولنا فيه عرشة من العنارص املعمارية بالوصف والرشح والتحليل<br />
والبحث يف الأصول التي أُخذت عنها؛ أما هذا البحث فاإنه يبحث يف العنارص املعمارية<br />
وأصولها خارج قبة الصخرة مثل: املخطط واملداخل، والبوائك املنترشة على أطراف الفناء<br />
اخلارجي .<br />
وكنت أفضل أن أجعل البحثني يف بحث واحد، ولكن عدد الصفحات أصبح كبرياً، مما<br />
اضطرين أن أجعلهما بحثني منفصلني، ولكنهما يف النهاية يكمل كل منهما الآخر . ويف<br />
مكان آخر من البحث تناول الباحث الأصول التي ينتمي إليها العمال واملهندسون الذين<br />
أرشفوا ونفذوا هذا العمل املميز، وبخاصة أنه كرث احلديث من قبل املسترشقني على أنهم<br />
رمبا كانوا من أصول غري عربية، حماولني أن يظهروا العرب واملسلمني سكان املنطقة<br />
باأنهم قوم يحسنون صنعة احلرب والقتال، ول دراية لهم بفنون احلضارة، وبخاصة يف<br />
بناء معلم مبستوى عمارةٍ وفنونٍ رفيعة مثل قبة الصخرة . كما يرد الباحث يف مكان<br />
آخر من هذا البحث على القول الذي جاء به املسترشقون أيضاً عن الأصول التي تنتمي<br />
لها مواد البناء، حيث إنهم – املسترشقون- قد أكرثوا القول يف هذا املوضوع دون إيراد<br />
احلجج والبينات املادية أو املنطقية، بل كان رأيهم حماولة لتجريد العرب واملسلمني من<br />
أي مستوى حضاري، وإحلاق مثل تلك الإجنازات الرفيعة باحلضارة الغربية، دافعهم يف<br />
ذلك التعصب، وليس البحث العلمي .<br />
أما مصادر املعلومات يف هذا البحث فقد كانت تعتمد على الزيارات امليدانية لقبة<br />
الصخرة إضافة إىل كتب الرحالة واملوؤرخني، والدراسات احلديثة التي تناولت املوضوع<br />
بعيداً عن الإنحياز إل للحقيقة العلمية .<br />
166<br />
1. املخطط:<br />
قبة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الشكل من اخلارج، يتوسطه بناء دائري تعلوه قبة<br />
نصف كروية )أنظر أشكال رقم16، رقم 2( . طول ضلع املثمن من اخلارج )20.59م( وإرتفاع<br />
اجلدار اخلارجي قبل السقف )9.5م( . وهذه اجلدران يفصلها عن الصخرة الرشيفة التي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
تتوسط البناء تثمينة خارجية وأخرى داخلية تشكلن رواقان للسلة . التثمينة الداخلية<br />
عبارة عن جمموعة من الأقواس يحملها عدد متناوب من الأعمدة والأكتاف )الأساطني(<br />
–سياأتي احلديث عنها لحقاً- . أما الأقواس املرفوعة على أعمدة وأكتاف وحتيط بالصخرة<br />
مبارشة فهي تشكل دائرة حتمل فوقها رقبة القبة. كما أستعمل يف سقف املسجد إضافة إىل<br />
القبة النصف كروية الرئيسة، أسقف مائلة تغطي أروقة التثمينة الداخلية واخلارجية، وهذه<br />
الأسقف تفصل بني رقبة القبة من اخلارج، وبني أعلى اجلدران اخلارجية .<br />
ولقبة الصخرة 56 شباكاً موزعة على رقبة القبة وجدران املبنى اخلارجية، وله أربعة<br />
مداخل يف اجلهات الأربع، تفضي إىل فناء الصخرة املربع الشكل الذي يُصعد إليه بوساطة<br />
ثمانية مراقٍ تعلوها البوائك وتنترش يف جميع لجتاهات . كما أن فناء الصخرة فيه عدد<br />
من القباب واخللوات واملعامل الدينية والتاريخية والثقافية، إضافة إىل آبار الرشب .<br />
بكلمات خمترصة ميكن القول إن خمطط مسجد قبة الصخرة هو عبارة عن بناء ذي<br />
صفة مركزية حموط بدائرة من الأعمدة والدعائم، تعلوه قبة مركزية نصف كروية، ويحيط<br />
بذلك كله بناء مثمن منتظم الشكل والأبعاد، قوامه رواقان تفسلن ما بني الصخرة واجلدار<br />
اخلارجي.<br />
األصول:<br />
إن تشكيل البناء الثماين، ويف مركزه قبة ميثل أسلوباً معمارياً كان معروفاً وشائعاً يف<br />
بلد الشام )1( ، وقد لقى رواجاً كبرياً يف فلسطني بشكل خاص، منذ القرن الأول امليلدي،<br />
حيث إزدهر هذا الطراز املعماري بعد الإمرباطور قسطنطني الكبري ليصبح املخطط الهندسي<br />
املميز لكثري من املباين ذات الصبغة الدينية املعتربة يف فلسطني وبلد الشام )2( .<br />
مع ذلك فاإنه يوجد هناك بعض املخططات التي ل نقول إنها متطابقة، بقدر ما هي<br />
متشابهة مع بناء مسجد قبة الصخرة احلايل. نذكر منها االآتي:<br />
♦قبة املارينيون يف غزة: وهو الرضيح الذي بني يف القرن الثاين امليلدي على<br />
رشف مارناس )الإله – السمكة( وقد أشار »كريزويل« )3( إىل أنه قد وصل إلينا وصف هذه<br />
القبة، وهو عبارة عن بناء مستدير تعلوه قبة، وهو البناء الوحيد الدائري الذي سبق خمطط<br />
كنيسة القيامة يف بلد الشام وفلسطني، أما يف بلد اليونان فقد سبق وجود أبنية دائرية<br />
عديدة هناك مثل معبد باليمون يف كورنث، ومعبد أثينا برونيسا يف دلفي، وفيلبيون يف<br />
أوملبيا ... إلخ . ولكن »كريزويل« يقول باأن قبة كنيسة القيامة كما هي قبة املارينيون يف<br />
غزة كانت خمروطية الشكل وليست قبة نصف كروية )4( كما هو احلال يف قبة الصخرة .<br />
167<br />
♦
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
♦لقد اقتبس الرومان عن االإغريق التخطيط الدائري واملضلع يف بناء بعض<br />
معابدهم ومقابرهم مثل معبد البانثيون ومعبد فستا يف روما، وكذلك معبد فينوس يف<br />
مدينة بعلبك اللبنانية الذي يوؤرخ إىل حوايل عام 273م، وأصبح البناء الدائري املقبب أكرث<br />
الأشكال شيوعاً يف عمل الرضيح الروماين، مثال ذلك يف روما باينتون هادريان املعظم<br />
)120- 124م( والنمفايوم يف احلدائق الليسنينه واملعروف اليوم باسم منريفا مديكا<br />
)253- 268م( وماسوليوم القديسة هيلينا )أول القرن الرابع امليلدي( . وهذا النوع من<br />
التخطيط الهندسي املنتظم هو النموذج الذي تطور منه تخطيط الكنائس والعمائر الدينية<br />
املسيحية البيزنطية ذات املسقط املستدير أو املضلع لحقاً )5( .<br />
168<br />
<br />
<br />
♦<br />
♦<br />
<br />
<br />
<br />
♦وبشكل عام، فاإن االأبنية املستديرة املتحدة املركز تظهر منذ القرن الرابع<br />
)6(<br />
امليلدي، مثال ذلك طارمة سانتا كوستانزا )324- 326م( . ويبدو أن كنيسة القيامة<br />
مشتقة مبارشة من هذه الأخرية، والتي بنيت بعدها ببضع سنوات، لأنها أيضاً تتاألف من<br />
حلقة مركزية من الدعائم حتمل قبة حتتوي على رواق بينها وبني اجلدار الدائري اخلارجي.<br />
ترتكز قبه سانتا كوستانزا على حلقة داخلية من الدعائم موؤلفة من 12 زوجاً من الأعمدة<br />
املنتظمة يف دائرة. وينتج لنطباع الصليبي من جعل الأقواس املقابلة للنقاط الأربعة<br />
الأساسية أعرض من البقية، وهذا لنطباع نفسه وُ جد يف كنيسة القيامة التي لها حلقة<br />
داخلية من الدعائم موؤلفة من 12 عموداً و8 عضائد )دعامات( مرتبة بحيث إن زوجاً من<br />
العضائد أو الدعامات يوضع بني كل 3 أعمدة.- كل هذه الأعمدة مغلقة الآن بالبناء-<br />
، وهنا أيضاً نرى الأقواس املرتكزة على العضائد والتي تقابل النقاط الأساسية الأربعة<br />
أعرض قليلً من البقية )7( . وهكذا نرى عضادتني وثلثة أعمدة، عضادتني ثم ثلثة<br />
أعمدة... وهكذا. ولنتظام يف قبة الصخرة هو نفسه تقريباً حيث نرى عضادة ثم ثلثة<br />
أعمدة....وهكذا.<br />
وقد اأشار الباحث صفوان التل اإىل نقاط التشابه بني كنيسة القيامة ومسجد<br />
قبة الصخرة وذكر منها:<br />
أن قطر قبة الصخرة حوايل 20.4م مقابل 20.44- 20.48م يف الثانية.<br />
من ناحية أخرى وحسب رواية »يوسفيوس« املوؤرخ البيزنطي، فاإن قرب السيد<br />
املسيح كان يف تلك الأيام يتاألف من كتلة من الصخر الطبيعي غري املنقوش داخله كهف<br />
يرتفع قليلً يف وسط الأرضية املرصوفة حتت القبة، وهذه الكلمات ميكن أن تصف قبة<br />
الصخرة قبل إحاطتها بحاجز يف نهاية القرن 12م )8( .<br />
إضافة إىل ذلك فاإن الآثار املوجودة على الصخرة، والتي قيل إنها آثار أقدام سيدنا
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
حممد صلى اهلل عليه وسلم عندما صعد إىل السماء تعيد إىل الأذهان الآثار على الصخرة يف<br />
وسط قبة كنيسة الصعود على جبل الزيتون يف القدس، والتي تعرض على احلجاج باأنها<br />
أقدام سيدنا عيسى عليه السلم ساعة صعوده إىل السماء .<br />
♦ ♦املثال االآخر للقبة اخلشبية قبل االإسالم، هي قبة كنيسة القديس »سمعان<br />
العمودي« يف قلعة سمعان )التي تبعد 25 ميلً عن حلب( والتي بنيت عام 470م )9( ،<br />
وهذه الكنيسة تتاألف من أربع بازيليكات )10( عظيمة، تتصالب مع املثمن املركزي الذي<br />
يبلغ قطره »27م« وكان لعتقاد السائد باأن ذلك البناء ل ميكن أن تعلوه قبة حسب الرحالة<br />
»غريوس« الذي زار املوقع سنة 560م بعد زلزال كان قد رضب املنطقة عام 526م يف<br />
منطقة أنطاكيا رمبا تسبب يف سقوط القبة، إل أن الفكرة باأن ذلك البناء كانت له قبة برزت<br />
يف عام 1933م، عندما قامت احلفريات على يد عامل الآثار »كرنكر« الذي تفحص البناء<br />
املهدم على أرض املثمنة كتلة كتلة، ووجد لبنات عقد نصف قطرها 20.2م تخص النوافذ<br />
املزدوجة التي تخرق قبة املثمن.<br />
وخلصة القول إن أبحاث كرنكر بني عامي 1933- 1938 أثبتت وجود بناء مثمن<br />
تعلوه قبة بني قبل عام 500م، تعرض للسقوط يف زلزال أنطاكيا املشهورة يف عام 526م،<br />
وأن ذلك البناء شبيه إىل درجة كبرية جداً بقبة الصخرة التي بنيت بعد قرنني من الزمن<br />
تقريباً )11( .<br />
♦كنيسة الصعود: التي بناها الإمرباطور قسطنطني يف جبل الزيتون يف القدس<br />
والتي حتيط بالصخرة التي يعتقد أن السيد املسيح عرج منها إىل السماء، والصخرة يحيط<br />
بها 16 عموداً يعلوها قبة خشبية، ويحيط بها بناء ثماين منتظم الشكل )12( .<br />
169<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦لقد كانت كنيسة املهد يف الأصل- يف القرن الرابع امليلدي- بناءً ثماين الشكل<br />
يحيط مبغارة املهد يف مدينة بيت حلم )13( . ولكن قبته كانت خمروطية الشكل كما هو<br />
احلال يف قبة املارنيون يف غزة وقبة كنيسة القيامة الأصلية.<br />
♦كاثدرائية برصى يف حوران يف الشام: من العهد البيزنطي، بنيت يف عام<br />
512م، ذات خمطط ثماين مقسم من الداخل بوساطة 8 دعائم و 16 عموداً، وُ زعت بحيث<br />
تشكل الدعائم أركان الشكل الثماين، وبني كل دعامتني يوجد عمودان )14( ، وهو يشابه ما<br />
هو موجود يف الرواق الأوسط يف قبة الصخرة اخلارجي. أما القبة املركزية فهي مرفوعة<br />
على أربعة دعائم، بني كل دعامتني 3 أعمدة. وهو يشابه من حيث املخطط الأساس الدائري<br />
الذي يحمل قبة الصخرة. مع العلم أن قطر قبة كاثدرائية برصى تساوي 14.9م فقط )15( ،<br />
يف حني أن قطر قبة الصخرة تساوي 20.4م .
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
وهناك مناذج اأخرى من االأبنية ذات املخطط الثماين، كان قد اأحصاها صفوان<br />
خلف التل يف بحثه عن اأصول املخطط الثماين يف بناء قبة الصخرة نذكر منها<br />
االآتي )16( :<br />
بناء رضيح السيدة مرمي يف القدس )335م( .<br />
بناء كنيسة هبة اهلل )ثيوثوكاس( على جبل جرزمي/ نابلس )484م( .<br />
بناء كنيسة ثمانية يف بيسان )القرن اخلامس امليلدي( .<br />
الكنيسة الثمانية يف أم قيس، وأخرى يف شمال مدينة جرش )القرنني 5- 6 ) .<br />
الكنيسة الثمانية الذهبية يف أنطاكيا – سوريا 0 القرن الرابع امليلدي( .<br />
كنيسة القديس رسجيوس وباخوس يف إستانبول )525م( .<br />
كنيسة هريابوليس يف تركيا )القرن اخلامس امليلدي( .<br />
كنيسة القديس سان فيتال )Sanvitale( يف رافينا – إيطاليا )546م( .<br />
بناء قبة الصخرة يف مدينة القدس )72ه/ 691م( .<br />
مما سبق يتبني لنا أن معظم النماذج ذات املخطط الثماين التي عُ رضت هي من منطقة<br />
بلد الشام عامة وفلسطني خاصة، مما يدل على أن هذا النمط من البناء هو تقليد سوري<br />
شامي فلسطيني رشقي منذ مرحلة ما قبل الإسلم، وما حصل مع خمطط قبة الصخرة هو<br />
عودة نحو الأصول املحلية أكرث منه إسترياد مناذج من حضارات أخرى .<br />
170<br />
2. املداخل:<br />
لقبة الصخرة أربعة مداخل )17( كبرية )أنظر أشكال رقم1، رقم3( ، أبوابها مزدوجة<br />
مصنوعة من اخلشب، ومكسوة بصفائح النحاس، وكانت هذه الأبواب مذهبة عندما زارها<br />
املقدسي )18( ، والأبواب هي باب القبلي ويسمونه باب الأقصى، باب ارسافيل وهو الباب<br />
الرشقي، باب السور املعروف بباب اجلنة وهو الباب الشمايل، باب النساء الذي يفتح إىل<br />
الغرب ويقابل باب القطانني، ويقول املقدسي أن هذه الأبواب بشكلها املذهب الذي وصفها<br />
به عبارة عن هدية من والدة اخلليفة العباسي املقتدر )809- 832م( )19( .<br />
وبخلف ما هو معروف يف الأبنية التذكارية املشابهة، فاإنه ل يوجد مدخل رئيسي<br />
وآخر ثانوي يف مبنى قبة الصخرة، على الأقل من الناحية املعمارية ل يوجد ما مييز<br />
املدخل املقابل ملحراب املسجد كما جرت العادة، حيث جند أن املدخل املقابل للمحراب<br />
يكون هو املدخل الرئيس، ويعامل معاملة خاصة )20( ، وتكون عمارته قد صممت بشكل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
خمتلف وأكرث فخامة وزخرفة وأكرث اتساعاً، والسبب يف ذلك هو أن املصلني يتجهون<br />
ويتجمعون يف مقدمة القبة جهة القبلة، ول يكون ذلك ميرساً إل إذا تقدم املصلون من<br />
اجلهة املقابلة جلهة القبلة. ورمبا مل جند هذه الظاهرة يف مسجد قبة الصخرة نظراً لأن<br />
البناء مثمن الشكل، إضافة إىل أن قبة الصخرة تقع يف وسط املسجد الأقصى مما يعني أن<br />
الوصول إليها ل يتم من جهة واحدة بل من جميع لجتاهات، كما أن املسجد يضم أربعة<br />
أبواب يف اجلهات الأربعة . مما ل يجعل خصوصية للجهة املقابلة للقبلة.<br />
معظم هذه الأبواب قد جددت يف عهد السلطان سليمان القانوين 1538 م ويف عهد<br />
السلطان عبد احلميد الأول 1780م. وأمام الباب القبلي بني رواق مفروش بالرخام، طوله<br />
16م، وعرضه 3 أمتار، ويف مدخل املسجد من الرشق والغرب والشمال أبواب بنيت خلل<br />
القرن 16م. ويتقدم املداخل سقائف عرضها 2.5م )21( ، موؤلفة من قبة نصف أسطوانية<br />
حممولة على عمودين رخاميني بتيجان كورنثية، ويتفرد املدخل القبلي من اخلارج بوجود<br />
شمسية بارزة عن اجلدار تسندها يف كل جهة ميني الباب ويساره ثلثة أعمدة من الطراز<br />
ذاته. ويف كل مدخل من مداخل املسجد غرفتان، واحدة يراها الداخل عن ميينه والأخرى<br />
عن يساره، أنشئت لتكون إحداهما خمزناً للآلت والأدوات اللزمة لتنظيف املبنى، وأخرى<br />
من أجل إقامة خدم القبة. ويبلغ عرض املدخل 2.6م وارتفاعه 4.3م. وفوق كل منها نافذة<br />
ذات قوس نصف دائري )22( ، أما الأبواب الداخلية، فاإنها مل توؤرخ، واملعروف عنها أنها<br />
أنشئت بعد الأبواب اخلارجية.<br />
األصول:<br />
واملداخل ظاهرة معمارية معروفة منذ أن عرف الإنسان البناء، وقد حاول املعماري<br />
العراقي القدمي إعطاء املداخل قوة دفاعية إضافية، خاصة مداخل املدن الكربى )23( ،<br />
وظهرت منها أنواع عديدة، منها املدخل املبارش كما هو احلال يف مداخل قبة الصخرة،<br />
واملداخل املنكرسة أو املزورَّة كما يف مداخل مدينة السلم )بغداد( أو بعض مداخل مدينة<br />
القدس )باب العمود وباب اخلليل( ، وقد حفت بها الأبراج الدفاعية، يف حني جند مداخل قبة<br />
الصخرة قد حفت بها الأعمدة يف منوذج مصغر ملداخل املدن املشهورة .<br />
إن مداخل الأبواب يف قبة الصخرة مزودة بعتبات علوية وكوات، وهي من الطراز الذي<br />
كان سائداً يف بلد الشام منذ القرن الرابع امليلدي . والأمثلة على ذلك عديدة منها بيت<br />
معمودية مار يعقوب يف »نصيبني« يف بلد اجلزيرة، املبنية عام 359م. ومثال آخر يف<br />
كنيسة قلعة سمعان العظيمة من القرن اخلامس امليلدي. كما أن مداخل أبواب كاتدرائية<br />
برصى الشام )3- 512م( تقرتب من مداخل قبة الصخرة يف الشكل. وكذلك مداخل كنيسة<br />
171
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
القديس جورج يف أذرع )6- 515م( ؛ حيث املداخل متطابقة تقريباً مع مداخل قبة<br />
الصخرة، لأن البناء بسيط جداً. وكذلك احلال يف مدخل قرص احلري يف الصحراء السورية،<br />
ويف املسجد الكبري يف قرطبة )24( .<br />
3. فناء الصخرة:<br />
يسميه عامة الناس اليوم سطح الصخرة أو سطوح الصخرة أو صحن الصخرة أو فناء<br />
الصخرة، وقد سماه نارص خرسو واملقدسي »الدكة« )25( )أنظر شكل رقم 4( . من املعروف<br />
أن طبوغرافية املنطقة التي بني عليها مسجد قبة الصخرة غري مستوية بل هي عبارة عن<br />
منطقة جبلية وعرة، ومن أجل احلصول على منطقة مستوية يرتكز عليها مسجد قبة الصخرة<br />
كان ل بد من عمل املسطبة التي نشاهدها اليوم ونطلق عليها أسم صحن الصخرة أو فناء<br />
الصخرة، ويضم هذا الفناء العديد من آبار املياه التي تتجمع فيها املياه من سطح مسجد<br />
الصخرة ومن الفناء نفسه.<br />
يقوم مبنى قبة الصخرة يف وسط ذلك الفناء املربع الشكل تقريباً، والبناء قائم على<br />
أرض مرتفعة يف وسط احلرم ومفروش بالبلط الأبيض، طوله أكرث من عرضه، طوله من<br />
الشمال إىل اجلنوب 229 ذراعاً )76م تقريباً( ، ومن الرشق إىل الغرب 223.5 ذراعاً )74.5م<br />
تقريباً( ، وهو يرتفع 12ذراعاً )4م تقريباً( عن أرض املصلى القبلي )26( ، يرقى إليه مبراقي<br />
يسميها الناس الدرج )27( . ويف أعلى كل مرقاة قنطرة قائمة على أعمدة من الرخام. وهذه<br />
القناطر يسمونها »موازين« لأعتقادهم باأن امليزان سوف ينصب هنا يوم القيامة، وتسمى<br />
كذلك البوائك )28( . وهي عبارة عن أقواس مدببة مرفوعة على أعمدة ويعلوها إفريز ميتد<br />
عرضياً وميلأ الفراغات التي ترتكها الأقواس يف الأعلى، عدد الأقواس يرتاوح بني ثلثة<br />
إىل خمسة أقواس، وتضم املسافات بينها نقشاً أو أكرث يشري إىل من بنى هذه البائكة أو<br />
أرشف على بنائها، وقد نقش على البائكة القبلية من جهة املصلى القبلي »مزولة« عبارة<br />
عن ساعة شمسية )29( .<br />
ويقول الرحالة الفارسي « نارص خرسو« باأن عدد املراقي يف عرصه بلغت 6 مراقٍ<br />
)30( ، ويبدو أن عدد البوائك )القناطر( قد ازداد أيضاً مع الزمن، فبلغ يف يومنا هذا ثمانية<br />
بوائك )أنظر شكل رقم 5( ، وصفها كالتايل:<br />
Úالبائكة الشمالية: انشئت يف عرص املماليك البحرية، حيث أمر بتشييدها السلطان<br />
امللك النارص حممد بن قلوون يف عام 721هجري )1331م( ، وهي بائكة صغرية موؤلفة<br />
من عمودين رخاميني يف الوسط، تسندها دعامتان حجريتان من الأطراف، وهي بائكة من<br />
172<br />
Ú
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
ثلثة عقود حجرية مدببة، الأوسط منها أعلى ارتفاعاً وأكرث سعةً من العقدين اجلانبني، وقد<br />
ازدان أعلى البائكة بزخارف هندسية بسيطة حمفورة بشكل غائر )31( . )أنظر شكل رقم6( .<br />
Úالبائكة الشمالية الرشقية: أمر السلطان النارص حممد بن قلوون باإنشاء هذه<br />
البائكة يف سنة 726هجري )1326م( حسبما هو مسجل يف لوح من الرخام مثبت يف كوشة<br />
العقد الأخري، ويفهم من خلل قراءة النقوش فوق بلطات تلك البائكة باأن البلط املفروش يف<br />
بناء الصخرة مت فرشه هناك يف زمن السلطان اململوكي املنصور قلوون. وتختلف هذه البائكة<br />
بشكل واضح عن تصميم البوائك الأخرى املنترشة حول احلرم، على الرغم من أنها موؤلفة من<br />
دعامتني حجريتني بينهما عمودان حجريان رشيقان، وهي جميعاً حتمل ثلثة عقود مدببة.<br />
ومتتاز العقود باأن أرجلها أطول بشكل ملحوظ )مشمورة( وقد اتخذت هيئة املخدات<br />
املتلصقة التي رصدت وفقها صنجات العقود ذاتها )قوس الوسائد( . وزيادة على ذلك<br />
فقد زخرف أعلى البائكة بصف من املقرنصات احلجرية )32( . )أنظر شكل رقم 8( .<br />
173<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Úالبائكة الشمالية الغربية: شيدت هذه البائكة يف نهاية عرص دولة املماليك<br />
البحرية، وذلك يف عهد السلطان الأرشف شعبان بن حسني بن قلوون يف سنة 778ه<br />
)1376م( ، وقد جرى جتديدها يف عهد السلطان العثماين سليمان القانوين. وتتاألف هذه<br />
البائكة من دعامتني حجريتني يف الأطراف، بينهما ثلثة أعمدة رخامية، ويعلو العمودين<br />
اجلانبيني يف جسم البائكة بني الأقواس شكل زخريف مروحي حمصور يف دائرة صغرية.<br />
يف حني جند النقش احلجري يف شكل مربع فوق العمود الأوسط ومكتوب عليه كلمات تشري<br />
إىل أن الذي أمر بتجديد هذا امليزان السلطان سليمان القانوين. وعقود البائكة الأربعة مدببة<br />
الشكل، كما زخرف أعلى البائكة بصف من املقرنصات احلجرية )33( . )أنظر شكل رقم 7(.<br />
Úالبائكة اجلنوبية: وهي أقدم بوائك املسجد، ويصعد إليها بدرجات من جهة<br />
املصلى اجلنوبي، وقد شيدت يف العرص العباسي رمبا يف أثناء أعمال اخلليفة املهدي<br />
لإعادة بناء املسجد الأقصى أو وقت الرتميمات التي قام بها اخلليفة املاأمون يف قبة<br />
الصخرة بعد الزلزال املدمر الذي أصاب القدس يف بداية القرن الثالث الهجري )9م( ، وقد<br />
قام الفاطميون عام 426 ه )1035م( برتميم هذه البائكة. وجددها العثمانيون أيضا يف<br />
سنة 1311 ه )1893م( وتتاألف هذه البائكة من أربعة عقود حجرية ترتكز على دعامتني<br />
حجريتني بينهما ثلثة أعمدة رخامية رشيقة خمتلفة التيجان ولعلها منقولة من عمائر<br />
سابقة، وتتوسط كوشات عقود هذه البائكة مزولة شمسية ملعرفة دخول أوقات السلة<br />
أثناء النهار، وقد قام بعمل هذه املزاولة الرخامية رشدي الإمام مهندس املجلس الإسلمي<br />
الأعلى عام 1907م )34( . )أنظر شكل رقم9( .
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
Úالبائكة اجلنوبية الغربية: تقع مقابل باب السلسلة والسكينة، وهي الأحداث<br />
بني بوائك املسجد الأقصى، إذ شيدت باأمر من السلطان اململوكي الأرشاف قايتباي يف<br />
عام 877ه )1473م( وكان املرشف على عمارتها ناظر احلرمني الرشيفني يف حينه،<br />
وتتاألف هذه البائكة من ثلثة عقود مدببة متساوية يف لرتفاع والسعة )35( . )أنظر شكل<br />
رقم10(.<br />
Úالبائكة اجلنوبية الرشقية: هذه البائكة أنشئت ضمن أعمال التجديد والرتميم<br />
التي أجريت أيام اخلليفة الظاهر لإعزاز دين اهلل الفاطمي عام 426ه )1035م( ، وقام<br />
بالإرشاف على إنشائها قائده الشهري أنوشتكني الغوري أمري اجليوش، ولكن بناءها مل يكن<br />
حمكماً، إذ اضطر امللك املعظم عيسي الأيوبي إىل ترميمها مرة أخرى يف عام 608 هجري<br />
)1211م( ، وأرشف على ذلك الأمري عز الدين بن عمر بن يعقوب كما تشري بذلك النقوش<br />
على البائكة )36( . وتتاألف البائكة من دعامتني حجريتني، بينهما عمودان رخاميان، وهما<br />
يحملن ثلثة عقود حجرية مدببة )37( . )أنظر شكل رقم 11( .<br />
Úالبائكة الغربية: من املرجح أن الآمر باإنشاء هذه البائكة هو الأمري أبو القاسم<br />
أنوجور بن الإخشيد، وكان ذلك يف عام 340 ه )952م( ، وذلك يف وقت لحق لإنشاء<br />
البائكة الشمالية الغربية، وقاعدة هذه البائكة موؤلفة من ثلثة أعمدة رخامية حتيط بها<br />
على اجلانبني من اخلارج دعامتان حجريتان مبنيتان، وهي جميعاً حتمل أربعة عقود<br />
حجرية مدببة، وقد زخرف أعلى البائكة بزخارف من مربعات حجرية غائرة تشبه املوجودة<br />
يف البائكة الرشقية وقد مت جتديد هذه البائكة يف عرص الظاهر لإعزاز دين اهلل الفاطمي<br />
بعد الزلزال الذي رضب القدس، وهي تقع غربي مسجد الصخرة مبارشة )38( . )أنظر شكل<br />
رقم12( .<br />
Úالبائكة الرشقية: شيدت هذه البائكة يف العرص العباسي، وأعيد ترميمها يف<br />
العرص الفاطمي، ثم قام برتميمها بوساطة املجلس الإسلمي الأعلى يف عام 1954م،<br />
وهذه البائكة موؤلفة من دعامتني حجريتني بينهما ثلثة أعمدة رخامية وحتمل جميعها<br />
خمسة عقود نصف دائرية، وهي يف ذلك تختلف عن البوائك السابقة يف عدد العقود ونوعها،<br />
وأغلب الظن أنها شيدت بعد البائكة اجلنوبية نظراً لهتمامها بالتوزيع املتوازن للعقود،<br />
بحيث يصبح العقد الأوسط حموراً تتوزع من حوله العقود الأربعة الباقية برتصيف وتوازن<br />
هو من أهم خصائص فن العمارة الإسلمية بعد نضجه املبكر يف العرص العباسي، فسلً<br />
عن العناية بزخرفة أعلى البائكة مبربعات حجرية غائرة )39( . )أنظر شكل رقم13( .<br />
174<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
هناك درج ضيق رشقي صحن الصخرة، وجتاه باب »التوبة والرحمة« ليست له<br />
قنطرة، عرضه 1.1 م، وعدد درجاته 19 درجة، ولكنه غري مستعمل.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
جدير بالذكر أن فناء قبة الصخرة كما هو الآن يعطي املوقع نوعاً من التكاملية يف<br />
البناء املعماري، بحيث ل ميكن تخيل جسم قبة الصخرة بدون القناطر واملراقي والبلطات<br />
التي حتيط به، مما يجعل وظيفتها جمالية و تكميلية.<br />
األصول:<br />
إن فكرة إقامة أبنية على مساطب مرتفعة عن منسوب الأرض املحيطة كما هو احلال<br />
يف الفناء الذي تتوسطه قبة الصخرة هي فكرة قدمية جندها يف فن العمارة الآشوري<br />
والبابلي، حيث كان يصل إرتفاع تلك املساطب أحياناً إىل 15 مرتاً فوق منسوب سطح<br />
الأرض، وميكن الوصول اىل املنسوب العلوي مبدرجات أو منحدرات يف جميع الإجتاهات .<br />
وكان الغرض من إنشاء هذه املساطب املدرجة هو دفاعي أو للوقاية من الأمراض الأرضية<br />
وخاصة امللريا )40( . ويف العرص اليوناين رأينا أن الأبنية الرئيسة يف املدينة اليونانية<br />
تبنى يف الأكروبولس )مركز املدينة املرتفع( . كما أن املعابد الإغريقية كانت يف الغالب<br />
تبنى على مسطبة يُصعد إليها بدرجات عدة من جميع لجتاهات، والأمر نفسه ميكن روؤيته<br />
يف املعابد الرومانية .<br />
أما يف العمارة الإسلمية فاإن الطبيعة اجلغرافية ملنطقة جبل احلرم الذي تتوسط<br />
الصخرة يحتم على من يريد البناء أن يقوم بعمل تسوية أو مسطبة للتغلب على الطبيعة<br />
الطبوغرافية الوعرة، حتى وإن تطلب ذلك الصعود إليها مبراقٍ أو درجات يف كافة لجتاهات<br />
)41( . وقد تطور هذا الأمر لحقاً حتى أصبح يعرف يف العمارة الإسلمية باسم املباين أو<br />
املساجد املعلقة، والتي ميكن روؤيتها يف العمارة الفاطمية يف مرص بشكل خاص .<br />
4. أصول مواد البناء:<br />
لسنا هنا بصدد احلديث عن مواد البناء يف مبنى قبة الصخرة، فهو موضوع آخر<br />
ليس هنا مكانه، ولكن ل بد من التعريج على الأصول التي ترجع إليها بعض مواد البناء<br />
املستعملة يف هذا البناء التاريخي املهم .<br />
فقد ذكر بعض املوؤرخني أن عبد امللك قد استعمل يف بناء قبة الصخرة بعض احلجارة<br />
والأعمدة املاأخوذة من كنائس مهدمة يف فلسطني، وقالوا إن بعضها كانت مبعرثة هنا<br />
وهناك يف القدس من بقايا بعض الكنائس البيزنطية التي هدمها الفرس عندما أغاروا<br />
عليها يف عهد كرسى سنة 614م قبل الفتح الإسلمي )42( .<br />
إن عدم التماثلية يف أعمدة مسجد قبة الصخرة يدل على أنها جُ لبت من مبانٍ أو عمائر<br />
قدمية، حيث جند أن أطوالها وأقطارها ليست متساوية، وقد مت التغلب على ذلك باإطالة<br />
175
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
قاعدة العمود أو تقصريها. كما أن ألوانها ليست موحدة فمنها ما هو معرق ومائل إىل اللون<br />
الرمادي ومنها املعرق املائل إىل اللون البني أو الأخرض وهكذا .<br />
ولكن ل بد من ترك الباب مفتوحاً إىل إحتمال آخر وهو أن العرب املسلمني هم الذين<br />
قاموا أو أرشفوا على عمليه تصنيع هذه الأعمدة من مقالعها الأصلية، وبخاصة إذا عرفنا<br />
أن فلسطني تضم يف منطقة بيت جربين إىل الغرب من اخلليل مقالع حجرية كبرية الساأن .<br />
وهذا يعني توافر اخلربة املحلية يف تصنيع مثل تلك الأعمدة، إضافة إىل توافر املواد اخلام<br />
وقربها من مكان البناء .<br />
أما ما قيل عن أن الوليد بن عبد امللك قد أحرض قبة من النحاس املذهب من كنيسة يف<br />
بعلبك ووضعها فوق الصخرة )43( ، فهو أمر جاء به املسترشقون، وذكره بعض املوؤرخني<br />
املتاأخرين الذين مل يعارصوا البناء أو كانوا قريبي عهد به. بل على العكس من ذلك فقد<br />
أشارت املصادر كيف أن املرشفني على بناء مسجد قبة الصخرة )يزيد بن سلم ورجاء<br />
بن حيوة( رفضا أن يتسلما أجرهما بعد اكتمال البناء وكان يعادل 100 ألف دينار من<br />
)44(<br />
الذهب، فسكبت ذهباً على القبة النحاسية من اخلارج لتبدو مذهبة كما هي عليه الآن<br />
. من ناحية أخرى فاإنه من شبه املستحيل حمل قبة من بعلبك يف لبنان إىل القدس يف<br />
فلسطني هي يف احلقيقة ليست قطعة واحدة من العمل بل هي عبارة عن قبتني داخلية<br />
وأخرى خارجية وبينهما فاصل، ناهيك عن حجمها الضخم الذي يشكل معوقاً كبرياً أمام<br />
جمرد التفكري يف نقلها. كما أن أعمال البحث واحلفريات مل تثبت أي تطابق يف املساحة<br />
بني مسجد قبة الصخرة وكنيسة بعلبك أو أي بناء آخر سابق عليه.<br />
ويبدو أن عادة جلب احلجارة ومواد البناء من عمائر قدمية عادة معروفة وماألوفة<br />
منذ زمن بعيد، فقد قام البيزنطيون بهدم املعابد والعمائر الإغريقية والرومانية لأستخدام<br />
موادها من أحجار وأعمدة ورخام يف بناء كنائسهم وعمائرهم، مثال ذلك ما أخذه أهل<br />
البندقية من مئات الأعمدة من مبانٍ إغريقية قدمية من أجل بناء كنيسة سان مارك، وكذلك<br />
اخليول الأربعة التي رفعت فوق مدخل تلك الكنيسة كانت يف الأصل ترتفع فوق قوس نرص<br />
روماين، ثم انتقلت إىل القسطنطينية مع متاثيل أخرى، ثم دخلت ضمن الأسلب التي أخذتها<br />
البندقية، ثم أخذها نابليون إىل باريس، ثم عادت مرة ثانية إىل البندقية بعد سقوطه، وهناك<br />
أمثلة كثرية قام بها الأمرباطور شارملان والإمرباطور جستنيان وغريهما )45( .<br />
ويف العصور الإسلمية مل يتوقف املسلمون عن استخدام مواد بناء جتُ لب من مبانٍ<br />
قدمية إل يف بداية القرن الثالث الهجري/ التاسع امليلدي، كما هو احلال يف مباين مدينة<br />
سامراء يف العراق يف العرص العباسي . ويعد مسجد أحمد بن طولون أول مبنى يف مرص<br />
الإسلمية ل تستعمل فيه عنارص حاملة ماأخوذة من املباين الأخرى، حيث عملت دعائم<br />
باأعمدة يف الأركان من الطوب )46( .<br />
176
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
5. أصول املهندسني والفنيني:<br />
يدور جدل كبري بني العلماء حول الأصول التي انحدر منها العمال واملهندسون الذين<br />
اشرتكوا يف بناء مسجد قبة الصخرة، ففي حني يرى املسترشقون أن العمال هم أيدي عاملة<br />
ماهرة ومدربة قامت باإجناز هذا العمل الضخم، فهم يرون أنه ل بد أن يكونوا من العمال<br />
الروم أو الساسانيني الذين ألفوا إجناز مثل تلك املباين يف بلد الشام والعراق، يف حني أن<br />
الفاحتني اجلدد مل يتسنَّ لهم بعد تعلم أرسار هذا املستوى من البناء الفخم وتقنياته، مما<br />
مل ياألفوه يف جزيرة العرب التي جاوؤوا منها، وياأتي على رأس هوؤلء جميعاً أستاذ العمارة<br />
الإسلمية املبكرة املسترشق كريزويل الذي أشار إىل أن مهندس مسجد قبة الصخرة هو<br />
شخصية جمهولة، يف حني أن رجاء بن حيوة الكندي والشخص الآخر الذي ضمه إليه وهو<br />
يزيد بن سلم – وكلهما من فلسطني – مل تكن املهمة املوكلة إليهما أكرث من الإرشاف<br />
املايل والإداري على البناء، ويستدل كريزويل على ذلك من خلل كلم املوؤرخني الذين<br />
يذكرون بناء خزينة رشق قبة الصخرة هي قبة السلسلة )47( ووضعها حتت إمرة هذين<br />
الرجلني )48( . حيث يرى أن وظيفة قبة السلسلة هي أنها كانت مركزاً إدارياً ومالياً تدار<br />
منها أعمال البناء يف مسجد قبة الصخرة املجاور .<br />
من ناحية أخرى فاإن املصادر تصف رجاء بن حيوة ومتدحه باأنه »من العلماء<br />
الأعلم ومن جلساء عمر بن عبد العزيز رضي اهلل عنه« )49( ، يف حني مل تذكر أي من<br />
املصادر أن هذين الرجلني من املهندسني أو من البنائني . من ناحية أخرى يجب أن ل<br />
ننسى أن تخطيط مسجد قبة الصخرة وعمارتها بالغ الدقة والفخامة مما ل يستقيم إل لذوي<br />
اخلربة والإختصاص )50( ، مما ل ينطبق على العامل رجاء بن حيوة أو الشخص الذي ضمه<br />
إليه مع ولديه وهو يزيد بن سلم . إذاً من الذي قام بهندسة مسجد قبة الصخرة؟ .<br />
إن سكان بلد الشام خلل احلقبة التي بنيت فيها قبة الصخرة كانوا يف معظمهم<br />
من القبائل العربية الأصلية، ومن أشهرها قبيلة الغساسنة، وكانت الدولة البيزنطية تعتمد<br />
عليهم يف تاأمني الشام من اخلطر الساساين الرشقي. من ناحية أخرى فاإن مسجد قبة<br />
الصخرة بني عام 72ه/ 691م، أي بعد 55 عاماً على الفتح الإسلمي لفلسطني على يد<br />
اخلليفة عمر بن اخلطاب، ويف هذه املدة ل بد أن عدد العرب ازداد ومل ينقص، بل إن السكان<br />
العرب الأصليني من املسيحيني والوثنيني قد حتول قسم كبري منهم إىل الأسلم، وهذا يعني<br />
أن سكان فلسطني وبلد الشام عموماً يف احلقبة التي بنيت فيها قبة الصخرة كانوا يف<br />
أغلبهم من العرب املسلمني )51( . ومن بني هوؤلء السكان خرج املهندسون والعمال الذين<br />
بنوا مسجد قبة الصخرة، ونحن هنا ل ننكر تاأثر هوؤلء املهندسني والعمال العرب املسلمني<br />
177
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
بالعمائر التي متلأ اجلوار من العهد البيزنطي أو الساساين، ولكن املوضوع هو موضوع<br />
تاأثر وليس أكرث .<br />
ومل ل نقول باأن املنطقة السورية )بلد الشام( التي أجنبت املهندس )زنوبيوس( وهو<br />
أحد املهندسني السوريني الذين ساهموا يف بناء كنيسة القيامة من القرن الرابع امليلدي<br />
حسب املوؤرخ البيزنطي يوسيبوس )52( ؛ قد أجنبت املهندسني الأفذاذ القادرين على بناء<br />
قبة الصخرة حسب التقاليد العريقة املتداولة يف املنطقة الشامية عامة وفلسطني خاصة<br />
من قرون عدة. وبذلك يكون اخلليفة عبد امللك بن مروان من الأوائل يف الدولة الإسلمية<br />
الذين قاموا باإحياء تراث املنطقة القدمي باأيدٍ عربية مدربة من سكان املنطقة نفسها<br />
)فلسطني وبلد الشام( . ونحن نعلم السرية احلضارية للخليفة الأموي اخلامس الذي نهج<br />
نهجاً استقللياً عربياً إسلمياً يف العديد من أمور الدولة ليس أقلها تعريب العملة، وتعريب<br />
الدواوين، وليس آخرها بناء قبة الصخرة باأيدٍ عربية إسلمية أيضاً .<br />
اخلامتة والنتائج:<br />
178<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
.1يتبني 1 لنا مما سبق أن معظم النماذج ذات املخطط الثماين التي عُ رضت يف البحث<br />
هي من منطقة بلد الشام عامة وفلسطني خاصة، مما يدل على أن هذا النمط من البناء<br />
هو تقليد سوري شامي فلسطيني رشقي منذ مرحلة ما قبل الإسلم، وما حصل مع خمطط<br />
مسجد قبة الصخرة هو عودة نحو الأصول املحلية، كان رائده اخلليفة الأموي التابعي عبد<br />
امللك بن مروان، أكرث منه استرياد مناذج من حضارات أخرى.<br />
2 عرفنا من خلل بحثنا باأن منوذج قبة الصخرة سبقه وجود بعض النماذج<br />
املشابهة لها يف غزة- قبة املارينيون يف القرن 2م – ويف القدس كنيسة القيامة يف<br />
القرن 4م، ويف حلب كنيسة القديس سمعان يف القرن 6م وغريها.<br />
3 على الرغم من أن مسجد قبة الصخرة مثمن التخطيط فاإنه ل يتطابق متاماً مع<br />
النماذج املشابهة التي سبقته، حيث جند الفرق يف العديد من العنارص، مثل القبة املخروطية<br />
بدل القبة نصف الكروية يف قبة الصخرة، أو يف املدخل الواحد بدل املداخل الأربعة التي<br />
نشاهدها يف قبة الصخرة .<br />
4 إن الشكل الدائري أو املثمن الذي اقتبسته العمارة العربية الإسلمية املبكرة سواء<br />
يف تخطيط مدينة السلم )شكل دائري( ، أو يف شكل قبة الصخرة )مثمن( هما املثلن<br />
الوحيدان اللذين اقتبسا عن الطرز السابقة على الإسلم، وفيما مل يصلنا شكل مدينة السلم<br />
)بغداد( إل من خلل وصف املوؤرخني )أنظر الشكل رقم 15( ؛ فاإن منوذج قبة الصخرة<br />
املثمن بقي مثلً وحيداً مل يتكرر مرة أخرى يف العرص الإسلمي.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اهلوامش:<br />
. 1<br />
. 2<br />
3 م،<br />
. 1جنم، كنوز القدس، 1983 م، ص 71- 72<br />
. 2التل، أصول املخطط الثماين يف بناء قبة الصخرة . 1989م، ص 123<br />
. 3كريزويل: هو الربوفسور كيبل آرشيبلد تشارلس كريزويل، ولد يف بريطانيا عام 1879<br />
درس يف معاهد وست منسرت، ويعترب من أهم العلماء املتخصصني يف العمارة الإسلمية<br />
. خدم يف مرص وبلد الشام ضمن قوات اجليش الربيطاين يف احلرب العاملية الأوىل،<br />
عني أستاذاً للعمارة الإسلمية يف جامعة القاهرة ثم اجلامعة الأمريكية يف القاهرة .<br />
)كريزويل،ك . الأثار الإسلمية الأوىل، د.ت.، ص 10( .<br />
. 4كريزوسل، الآثار الإسلمية الأوىل، ص 55<br />
. 4<br />
. 5<br />
6 م،<br />
. 5الشافعي، العمارة العربية يف مرص الإسلمية، 1994م، ص 103<br />
. 6قبة كنيسة القيامة بناها قسطنطني عام 335م، وأحرقها الفرس عام 614<br />
وأعاد بناءها »مودستوس« يف عام 616م- 628م. )التل،أصول املخطط،<br />
1989م، ص 128( .<br />
. 7كريزويل، الآثار الإسلمية الأوىل، ص 56<br />
. 7<br />
.) 8<br />
.) 9<br />
179<br />
10<br />
. 8التل، أصول املخطط، 1989م، ص 128 نقلً عن )40 .p Krautheimer, ,1965<br />
. 9التل، أصول املخطط، 1989م، ص 132 نقلً عن )p110 Krautheimer, ,1965<br />
10 البازليك أو دور العدالة أو بورصة التجارة هي من الأبنية التي عرفتها العمارة الرومانية<br />
منذ مرحلة ما قبل امليلد، مهندسها الأول هو »أبوللو درواس الدمشقي« وكانت عبارة<br />
عن أروقة يتخللها صفوف من الأعمدة، وعلى نسقها بنيت الكنائس املسيحية الأوىل<br />
)عبد اجلواد، تاريخ العمارة والفنون يف العصور الأوىل، 1983م، ص 363( حتى أن<br />
بعض املساجد الإسلمية بنيت على الطراز البازلكي منها املصلى القبلي يف املسجد<br />
الأقصى املبارك على يدي اخلليفة الأموي الوليد بن عبد امللك .<br />
1 كريزويل، الآثار الإسلمية الأوىل . ص 59<br />
. 11<br />
1212التل، أصول املخطط، 1989م، ص 129 نقلً عن )40 .p )Creswsll , ,1969 .<br />
1313التل، أصول املخطط، 1989م، ص . 130<br />
(Lassus, 1967, ؛35 pp. 34- Krautheimer , 1965, pp 36- 38. ؛ Hamilton, 1934 , p. 1)<br />
1414التل، أصول املخطط، 1989م، ص 131 نقلً عن )166 .p Krautheimer, ,1965 ؛<br />
. )Butler , 1929, p.124
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
1515التل، أصول املخطط، 1989م ن ص 131 نقلً عن )102 ) Creswell, 1969 , p<br />
1616التل، أصول املخطط، 1989م، ص . 137<br />
1717مفردها مدخل وهو موضع الدخول )إبن منظور، لسان العرب، ط1، ج1، ج2 ، د.ت.، ص<br />
239( ومن الأخطاء الشائعة إستعمال كلمة باب للدللة على املدخل، فالباب ما يسد<br />
ويغلق من اخلشب وغريه )الزبيدي،تاج العروس من جواهر القاموس، ج1، 1989م،<br />
ص164( .<br />
1818املقدسي . احسن التقاسيم يف معرفة الأقاليم، 1980م ، ص . 158<br />
1919املقدسي، أحسن التقاسيم،1980م، ص158 .<br />
2020مصطفى، الرتاث املعماري الإسلمي يف مرص، 1984م، ص . 41<br />
2121البهنسي، فن العمارة، 2006م، ص217 .<br />
22 زيارة ميدانية قام بها الباحث .<br />
2323املومني، العمارة الأموية يف مدينة عمان يف ضوء التنقيبات الأثرية، 2004 .ص<br />
.274<br />
2424كريزويل، الآثار الإسلمية الأوىل . ص . 58<br />
2525خرسو، سفر نامة، ط3، ج1، 1983م، ص68؛ املقدسي، أحسن التقاسيم، ج1 ، ص<br />
.158<br />
2626العارف، تاريخ قبة الصخرة واملسجد الأقصى املبارك وملحة عن تاريخ القدس،<br />
،1955 ص . 140<br />
2727احلموي، معجم البلدان، ج5، ص . 170<br />
2828البوائك: وتسمى أيضا القناطر واملوازين )العليمي، الأنس اجلليل يف أخبار القدس<br />
واخلليل، ج2، 1999م، ص19( . عبارة عن أعمدة تربطها عقود، وتقع أعلى الدرجات<br />
احلجرية التي تقود إىل صحن الصخرة املرشفة يف قلب املسجد الأقصى املبارك.<br />
أنشئت هذه البوائك، لأغراض جمالية، فوق الدرجات التي تقود إىل صحن الصخرة<br />
والتي تسهل أيضا انتقال املصلني بني خمتلف جهات املسجد الأقصى دون احلاجة إىل<br />
للتفاف حول الصحن. بنيت يف عدة عهود إسلمية أبرزها العهد اململوكي )من أزهى<br />
العهود التي مرت بالأقصى املبارك( ، وجددت يف العهد العثماين.<br />
2929زيارة ميدانية قام بها الباحث .<br />
180<br />
2
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
3030خرسو، سفر نامة، 1983م، ص . 68<br />
3131زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم ، كنوز القدس، 1983م، ص 183 ؛ غوشة، تاريخ<br />
املسجد الأقصى، 2002م، ص 67 ؛ يوسف، من آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />
املقدس، ج2، 2000م، ص . 366<br />
3232زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم، كنوز القدس، 1983م، ص184 ؛ غوشة، تاريخ<br />
املسجد الأقصى، 2002م، ص 67؛ يوسف، من آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />
املقدس، 2000م، ص . 366<br />
333 زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم، كنوز القدس، 1983م، ص293 ؛ غوشة، تاريخ<br />
املسجد الأقصى، 2002م، ص 67؛ يوسف، من آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />
املقدس، 2000م، ص367 .<br />
3434زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم، كنوز القدس، 1983م، ص86 ؛ غوشة، تاريخ<br />
املسجد الأقصى، 2002م، ص 69؛ يوسف، من آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />
املقدس، 2000م، ص . 369<br />
3535زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم، كنوز القدس، 1983م، ص293 ؛ غوشة، تاريخ<br />
املسجد الأقصى، 2002م، ص689؛ يوسف، من آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />
املقدس، 2000م، ص . 369<br />
3636كتب على البائكة )أمر به ليث الدولة أنوشتكني الغوري( )خرسو، سفر نامة، ج1، 69 (؛<br />
زيارة ميدانية قام بها الباحث .<br />
3737زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم، كنوز القدس، 1983م، ص90 ؛ غوشة، تاريخ<br />
املسجد الأقصى، 2002م، ص 69؛ يوسف، من آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />
املقدس، 2000م، ص . 369<br />
3838زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم، كنوز القدس، 1983م، ص88 ؛ غوشة، تاريخ<br />
املسجد الأقصى، 2002م، ص 68؛ يوسف، من آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />
املقدس، 2000م، ص . 366<br />
3939زيارة ميدانية قام بها الباحث؛ جنم، كنوز القدس، 1983م، ص87 ؛ غوشة،تاريخ<br />
املسجد الأقصى، 2002م، ص 69؛ يوسف، من آثارنا العربية والإسلمية يف بيت<br />
املقدس، 2000م، ص . 368<br />
4040عبد اجلواد، تاريخ العمارة والفنون يف العصور الأوىل، ج1، 1983م، ص . 261<br />
181
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
4141حتى أن املصلى القبلي من املسجد الأقصى مبني على مسطبة مرتفعة عن مستوى<br />
الأرض، للتغلب على الطبيعة الطبوغرافية الوعرة، مما نتج عنه ما يعرف اليوم باأسم<br />
املصلى املرواين وهي يف احلقيقة عبارة عن التسوية الرشقية، والأقصى القدمي وهو<br />
عبارة عن التسوية الواقعة حتت املصلى القبلي مبارشة. )الباحث( .<br />
42حممود، تاريخ القدس، 1984م، ص205؛ 2.p Richmond, 1924 ,<br />
4343كريزويل، الآثار الإسلمية الأوىل . ص 57 ؛ يوسف، بيت املقدس من العهد الراشدي<br />
وحتى نهاية الدولة الأيوبية، ط1، 1982م، ص93 نقلً عن )سعيد بن البطريق.<br />
التاريخ املجموع على التحقيق والتصديق، ج3، ص42؛ حممد كرد علي . خطط الشام،<br />
ص 266؛ فيليب حتى، ج1، ص 228 طبعة بريوت( .<br />
. 42<br />
182<br />
. 444<br />
العليمي، الأنس اجلليل، ج1، ص273<br />
4545الشافعي، العمارة العربية يف مرص الإسلمية، عرص الولة، 1994م، ص153-<br />
.155<br />
4646مصطفى، الرتاث املعماري الإسلمي يف مرص، 1984م، ص . 77<br />
4747العليمي، الأنس اجلليل، ج1، ص . 272<br />
4848كريزويل، الآثار الإسلمية الأوىل، ص . 54<br />
4949العليمي، الأنس اجلليل، ج1، ص . 272<br />
5050هناك العديد من النظريات التي تبحث يف كيفية تخطيط مسجد قبة الصخرة، منها<br />
نظرية وضعها العامل الهندسي الفرنسي »ماوس« يف عام 1888م، تقوم على أساس<br />
أن مهندس قبة الصخرة رسم دائرة مركزية ورسم بداخلها مربعني متداخلني . وهناك<br />
الدكتور أحمد فكري الذي تقوم نظريته على أساس أن مهندس قبة الصخرة إعتمد<br />
املربعات املتداخلة بدل الدوائر التي إفرتضها »ماوس« . والنظرية الثالثة جاء بها<br />
الدكتور حممد عبد الستار عثمان وسماها نظرية التثمني برضب اخليط: تقوم على<br />
أساس تعيني نقطة مركزية يف وسط الصخرة املرشفة وحتديد إجتاه القبلة ثم إستعمال<br />
اخليط يف رسم الشكل الثماين للمبنى . )عثمان، نظرية جديدة لتفسري كيفية تخطيط قبة<br />
الصخرة، 1988م . ص -239 )253 .<br />
5151الشافعي، العمارة العربية يف مرص الإسلمية، 1994م، ص – 75 76 .<br />
52 نقلً عن<br />
52التل، أصول املخطط الثماين يف بناء قبة الصخرة، 1989م، ص 139<br />
. ) Creswell , 1969, ؛ p. 117 Krautheimer , 1965 , p. 39(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- املراجع العربية:<br />
1البهنسي، . 1 سعد صديق . فن العمارة . ط2 ، عمان، مكتبة املجتمع العربي للنرش والتوزيع،<br />
2006م<br />
.2التل 2 ن صفوان خلف . أصول املخطط الثماين يف بناء قبة الصخرة . جملة أبحاث<br />
الريموك . م 5، ع 3، منشورات جامعة الريموك، 1989م .<br />
3احلموي، . 3 ياقوت . معجم البلدان . ج5 ، بريوت، دار الفكر د.ت.<br />
4خرسو،نارص . 4 . سفر نامة .ط3 ، حتقيق: يحيى اخلشاب، بريوت، دار الكتاب اجلديد،<br />
1983م .<br />
، 5<br />
. 5الزبيدي، حمب الدين الفيض احلسيني احلنفي، تاج العروس من جواهر القاموس، ج1<br />
القاهرة، 1989م .<br />
. 6الشافعي، فريد . العمارة العربية يف مرص الإسلمية، عرص الولة، ط2<br />
العامة للتاأليف النرش، 1994م .<br />
. 7عبد اجلواد، توفيق . تاريخ العمارة والفنون يف العصور الأوىل، ج1، ط3، 1983<br />
.8العارف، 8 تاريخ قبة الصخرة واملسجد الأقصى املبارك وملحة عن تاريخ القدس، مطبعة<br />
دار الأيتام الإسلمية.1955م.<br />
، 6 الهيئة املرصية<br />
7 م.<br />
.9عثمان، 9 حممد عبد الستار . نظرية جديدة لتفسري كيفية تخطيط قبة الصخرة . جملة<br />
العصور، م3، ج1، لندن، دار املريخ للنرش، 1988م .<br />
1010العليمي، جمري الدين احلنبلي. الأنس اجلليل بتاريخ القدس واخلليل.ج1 ، حتقيق عدنان<br />
يونس نباتة، عمان، مكتبة دنديس، 1999م .<br />
111 غوشة، حممد هاشم . تاريخ املسجد الأقصى، ط1 ، فلسطني، وزارة الأوقاف والسوؤون<br />
الدينية، 2002م .<br />
1212كريزويل، ك . الأثار الإسلمية الأوىل. نقله إىل العربية: عبد الهادي عبله، دمشق دار<br />
قتيبة، د.ت.<br />
1313حممود، شفيق جارس . تاريخ القدس . ط1 ، عمان، دار البشري للنرش والتوزيع،<br />
1984م.<br />
183
تأثير املدرسة املعمارية احمللية على بناء قبة الصخرة<br />
د. عدنان أبو دية<br />
1414مصطفى، صالح ملعي . الرتاث املعماري الإسلمي يف مرص، ط1 ، بريوت، دار النهضة<br />
العربية، 1984م .<br />
1515املقدسي . حممد بن أحمد. احسن التقاسيم يف معرفة الأقاليم. حتقيق غازي طليمات،<br />
دمشق، وزارة الثقافة، 1980م .<br />
1616املومني، سعد حممد . العمارة الأموية يف مدينة عمان يف ضوء التنقيبات الأثرية . ط1 ،<br />
عمان، جمعية عمال املطابع التعاونية، 2004م.<br />
1717جنم، رائف. كنوز القدس .ط1، طبع يف إيطاليا يف مطابع (Milano) SAGDOS,<br />
، Brugherio منشورات منظمة املدن العربية، 1983 م.<br />
1818يوسف، حمد عبد اهلل . بيت املقدس من العهد الراشدي وحتى نهاية الدولة الأيوبية .<br />
ط1، القدس، دائرة الأوقاف والسوؤون الإسلمية، 1982م .<br />
1919يوسف، حمد أحمد عبد اهلل . من آثارنا العربية والإسلمية يف بيت املقدس، ج2 ، بيت<br />
املقدس، موؤسسة إحياء الرتاث والبحوث الإسلمية، 2000م .<br />
ثانياً- املراجع األجنبية:<br />
1.<br />
2.<br />
Landay Jerry. M. The Dome of the rock . London, The Readers digest<br />
association limited , 1972<br />
Richmond.E. T. The dome of the rock in Jerusalem, A description of its<br />
structure decoration. clarendon press, 1924.<br />
184
الصحة الوقائية<br />
يف اإلسالم<br />
د. مروان علي القدومي<br />
أستاذ مشارك/ كلية الشريعة/ جامعة النجاح الوطنية/ نابلس/ فلسطين.<br />
185
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
ملخص:<br />
نحاول من خلل هذه الدراسة تركيز الأضواء على الوقاية الصحية يف الإسلم دراسة<br />
مقارنة، تظهر ما يتميز به الطب الوقائي يف الرشيعة الإسلمية من خصائص عظيمة<br />
على نظريه يف القرن احلادي والعرشين، فالإسلم مل يرتك شاردة ول واردة تتعلق بالطب<br />
الوقائي إل ذكرها تلميحا أو ترصيحا.<br />
وقد اشتملت الدراسة على الترشيعات الوقائية للرعاية الصحية التي يقوم عليها بناء<br />
الصحة املتكامل على مستوى الفرد واملجتمع وهي النظافة والطهارة، وحترمي اخلبائث،<br />
وأخطار التدخني، ومنع اقتناء الكلب إل للرضورة وإجراء الفحص املخربي قبل الزواج،<br />
والذبح وفق الطريقة الإسلمية، والوقاية من احلوادث والرشوط الصحية للدفن، ودور<br />
ولية احلسبة يف الرقابة الصحية، وبخاصة على الصناعات الغذائية والصناعات الدوائية<br />
والطبية.<br />
وركزت الدراسة على خصائص الوقاية الصحية من حيث فضل السبق والشمولية<br />
والبساطة والتيسري، وصفة الدميومة لضمان قيام جمتمع متميز. ثم تطرقت إىل القواعد<br />
الصحية ملنع انتشار الأوبئة؛ مثل قاعدة العزل؛ وقاعدة احلجر الصحي، وقاعدة حترمي<br />
بعض الأطعمة ولرشبة، وسنن الفطرة، والدعوة إىل التعقيم واحلذر من التلوث. وحتدث<br />
البحث عن دور العبادات يف الوقاية الصحية، وأثر الإميان يف الشفاء من الأمراض باأذنه<br />
تعاىل .<br />
ويف نهاية البحث رُصدت أهم النتائج والتوصيات.<br />
واهلل ويل التوفيق<br />
186
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
This paper examines health protection from an Islamic perspective. It<br />
specifically highlights the features of preventive medicine in Islamic Shari’a<br />
in comparison with its 21st century counterpart. Islam has not left one stone<br />
unturned pertinent to medicine and healthcare. There are numerous texts which<br />
refer explicitly or implicitly to this kind of medicine. The paper began with<br />
preventive legislations for healthcare on which integrated/ comprehensive<br />
preventive medicine, on the individual and community levels, builds on.<br />
These include cleanliness, purity, forbiddance of badness and avoidance of<br />
smoking health risks. Further, Islam has made it taboo to keep dogs at home,<br />
except for necessity. It has asked for a lab medical test before marriage and<br />
slaughter of animals in accordance with the Islamic tradition and accident<br />
prevention measures. It has set conditions for burial procedures. In addition,<br />
Islam has introduced the hisba system to ensure health protection when it<br />
comes to foodstuff industry and pharmaceuticals as well. The paper also dwelt<br />
on health procedures to prevent infectious diseases. These included isolation<br />
and quarantine measures, principle of banning some foods and drinks, like<br />
pork and alcohol, patterns of instinct control and call for sterilization and<br />
caution from pollution. The paper then examined the role of ibadat (actions of<br />
serving Allah) in health protection and impact of iman (belief/ conviction) on<br />
cure from diseases, God willing. The paper concluded with some important<br />
results and recommendations.<br />
187
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
مقدمة:<br />
احلمد هلل الذي خلق الإنسان وأسبغ عليه نعما كثرية، منها نعمة الصحة والعافية،<br />
وحث املسلمني على لهتمام بالتعليمات الصحية وللتزام، ورسرّع للبدن حقوقاً طبيعية<br />
أوجبها على الفرد نفسه، وعلى الدولة والهيئة لجتماعية .<br />
وقد اعتمد الإسلم- بشكل ايجابي ملبادئ الصحة العامة- على الرتكيز يف املجالت<br />
الترشيعية، ومن خصائصها لتزان ولعتدال والتوازن إزاء اجلسم والعقل والروح والنفس،<br />
وقد كانت عنايته بالتدابري الوقائية من الأمراض واملخاطر فائقة وذات اهتمام كبري، حيث<br />
طلب من املسلم أن يتخذ من التدابري ما يصون به نفسه وأهله، ويجنبهم وإياه كل أسباب<br />
الأذى والهلك يف الدنيا ولخره، قال تعاىل {...ول تلقوا باأيديكم إىل التهلكة} )1( .<br />
والوقاية من الأمراض يتفق ومقاصد الرشيعة الإسلمية، ويحقق للإنسان مصلحة<br />
كربى حيث يعيش سليماً معافى من الأمراض واملشاغل واملشكلت .ويعد الأصل الترشيعي<br />
املعروف »سد الذرائع، قمة املنهج الوقائي يف الإسلم،حيث متنع طبقاً لهذا الأصل كل<br />
الأفعال املباحة، إذا كان فعلها سيوؤدي إىل مرضة أو مفسدة، ومن القواعد الفقهية للأساليب<br />
الوقائية،درء املفسدة مقدم على جلب املصلحة«<br />
ومن هنا تعدُّ الوقاية الصحية مبدأ إسلمياً أصيلً يدخل ضمن املقصد العام الذي<br />
وضعت الرشيعة من أجله، وهو جلب املصالح للخلق ودرء املفاسد عنهم .<br />
هدف الدراسة:<br />
تهدف الدراسة التعرف اإىل جملة من االأهداف تتمثل فيما ياأتي:<br />
.1التعرف 1 إىل التعليمات والإرشادات والتوجيهات التي حتمي الإنسان من الأوبئة<br />
والأمراض السارية.<br />
.2بيان 2 الإجراءات الوقائية حلماية الفرد واملجتمع من الأوبئة قبل حدوثها.<br />
.3لطلع 3 على الإجراءات الوقائية حلماية املجتمع من الأمراض والأوبئة الوافدة.<br />
.4بيان 4 الإجراءات املتخذة ملنع العدوى وانتشارها.<br />
.5بيان 5 العلقة التي تربط بني الدين والصحة.<br />
188
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
دراسات سابقة:<br />
كثرية هي املراجع التي حتدثت عن مبادئ الصحة العامة يف الإسلم، فهناك العرشات<br />
من املوؤلفات القدمية واحلديثة التي تناولت القضية الطبية، حيث لقيت اهتماماً كبرياً من<br />
علماء الرشيعة الإسلمية، فقد نص عليها الإمام مالك رحمه اهلل تعاىل يف املوطاأ, وأفرد<br />
الإمام البخاري جزءاً من صحيحة للطب، ووضع الإمام الشافعي- رضي اهلل عنه- باباً<br />
إضافياً يف اجلزء السابع من كتاب الأم بعنوان »خطاأ الطبيب« ومل تخل الكتب الفقهية من<br />
احلديث عن هذا املوضوع يف أبواب متعددة،وكذا أبواب احلسبة املوجودة يف كتب السياسة<br />
الرشعية .<br />
يقول العز بن عبد السلم رحمه اهلل تعاىل: »والطب كالرشع، وضع جللب مصالح<br />
)2(<br />
السلمة والعافية، ولدرء مفاسد املعاطب والأسقام«<br />
أما الصحة الوقائية باأمناطها املتعددة، فلم حتظ بقدر كاف من الدراسة والتحليل من<br />
الزاوية الرشعية يف وقتنا احلايل،وهذا ل ينفي وجود العديد من املقالت والدراسات التي<br />
تتحدث عن هذه اجلزئية أو تلك من جزئيات هذا البحث، ومن هذه الدراسات التي تيرس يل<br />
الإطلع عليها: تفوق الطب الوقائي يف الإسلم للدكتور عبد احلميد القضاة )3( ، حيث أشار<br />
اىل أسس الطب الوقائي وخصائصه وإرشاداته, والطب الوقائي يف الإسلم للدكتور عمر<br />
حممود عبد اهلل الذي تناول املوضوع بشمولية واسعة، ولكنه مل يتناوله من خلل بعده<br />
الفقهي، وما يرتبط به من أحكام وضوابط، كما هو احلال يف هذا البحث إل نادراً، وهو ما<br />
أمل أن تسهم هذه الدراسة بشيء منه، واهلل املوفق<br />
منهج البحث:<br />
استخدم الباحث املنهج الوصفي باأحد صوره التحليلية نظراً مللءمتة لأغراض<br />
الدراسة، وذلك من خلل دراسة املواضيع ذات العلقة وحتليلها، واجتهدت يف عرض الأمور<br />
منه، وجمعت شتات هذا املوضوع، واجتهدت يف إخراج زبدها فاألفت بني مواضيعها،فكان<br />
هذا البحث،وقسمته إىل أربعة مباحث، كان املبحث الأول: يف الترشيعات الوقائية للرعاية<br />
الصحية يف الإسلم، والثاين: يف خصائص الوقاية الصحية يف الإسلم والثالث: يف القواعد<br />
الصحية ملنع انتشار الأوبئة, والرابع: يف دور الإميان وأثره يف الشفاء من الأمراض<br />
ثم اتبعت كل ذلك باخلامتة والتوصيات<br />
189
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
املبحث األول:<br />
التشريعات الوقائية للرعاية الصحية يف اإلسالم:<br />
أكد الإسلم من هذه الزاوية على الصحة واملعافاة، ودعا الإنسان إىل حسن لستفادة<br />
من هذه النعمة واحلفاظ عليها، وعمل على تعزيزها وتقويتها وتنميتها لئل يعرض الإنسان<br />
نفسه للمكاره أيا كانت، )درهم وقاية خري من قنطار علج( ، وورد أن )احلمية رأس كل<br />
دواء( )4( ، فخري علج للمرض هو أن نتفادى الوقوع فيه.<br />
لذلك أمر الإسلم بالوقاية اتقاء لأي مكروه ميكن أن يقع سواء أكان ذلك مرضا أم<br />
)5(<br />
رضراً متوقعاً.<br />
فالإرشادات النبوية واضحة جلية يف الوقاية بدرجة تكون أقرب إىل الأمر والإلزام،<br />
وكلما كانت احلماية مرتبطة باملقاصد اخلمسة التي جاءت بها الرشيعة، كلما كانت درجة<br />
الإلزام أكرب، وقد طرق عليه السلة و السلم موضوع التلوث بشكل مبارش، حمذراً أمته من<br />
املخاطرة، فقد حدد لهم مصادر التلوث وعلمهم طرق الوقاية منها، فاعترب فسلت الإنسان<br />
جنسه )ملوثة( ، ويجب على كل مسلم أن يتنظف منها، وتشخيصها بهذا الشكل املحدد، هو<br />
خطوة كبرية يف مسرية الطب الوقائي. قال- صلى اهلل عليه وسلم- : »إذا ذهب أحدكم إىل<br />
الغائط فليستطب بثلثة أحجار فاإنها جتزي عنه«. )6(<br />
وعن عائشة- رضي اهلل عنها- قالت: »ما رأيت رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم-<br />
»خرج من غائط قط إل مصسّ ماء«. )7(<br />
فيجب تنظيف خمرج البول، وخمرج الرباز، والأعضاء التناسلية بالستنجاء أو<br />
لستطابة، وهو غسلها باملاء أو مسحها بالورق أو احلجرعند تعذر وجود املاء، لأنه يزيل<br />
النجاسة بالكامل.<br />
ويجب تقليم الأظفار، وإزالة الأشعار التي ترتاكم فيها الأوساخ، وتعهد شعر الرأس<br />
بالنظافة. قال صلى اهلل عليه وسلم: »خمس من الفطرة: اخلتان، ولستحداد، ونتف الإبط،<br />
و تقليم الأظفار، وقص الشارب«. )8( وعالج القرآن الكرمي أهم الأسس التي يقوم عليها بناء<br />
الصحة املتكامل على مستوى الفرد واملجتمع ومنها )9( :<br />
النظافة والطهارة:<br />
اهتم القرآن الكرمي اهتماماً خاصاً بالنظافة الشخصية ونظافة البيئة، فقد حض<br />
القرآن الكرمي على أمرين مهمني يف حياة الفرد وهما: الطهارة والوضوء. قال تعاىل:<br />
190
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
{يا أيها الذين امنوا إذا قمتم إىل السلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إىل املرافق وامسحوا<br />
بروؤوسكم وأرجلكم إىل الكعبني}. )10(<br />
فاإذا علمنا أن عدد الصلوات يف اليوم هي خمس صلوات، ما عدا السنن، وعلمنا<br />
اشرتاط الوضوء للطواف بالبيت العتيق، وملس املصحف {ل ميسه إل املطهرون}. )11(<br />
أدركنا تاأثري الوضوء الوقائي وفوائده الصحية يف تخليص الأجزاء املكشوفة من البدن<br />
من الأوساخ التي تعلق بها باستمرار، ويف تنشيط الدورة الدموية العامة، وجتديد حيوية<br />
اجلسم بتنبيه الأعصاب وتدليك الأعضاء. وكذلك فقد حبب القرآن الكرمي إىل الطهارة عامة<br />
باأسلوب رقيق، فقال تعاىل: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا واهلل يحب املطرّ هرين} )12(<br />
وميكن تقسيم الطهارة إىل قسمني: طهارة اجلسم وطهارة امللبس وطهارة اجلسم من<br />
اجلنابة بالنسبة للرجال والنساء {وان كنتم جنبا فاطهروا}. )13( وكذلك الطهارة من<br />
احليض أو النفاس بالنسبة للمرأة. وفوائد الطهارة الصحية متعددة منها تنشيط اجلسم<br />
وبث احليوية فيه، وتخليصه من الأدران العالقة به.<br />
وهناك دراسات عديدة قام بها علماء متخصصون منهم الربوفسور فايندوف الذي<br />
اثبت أن لستحمام الواحد يزيل عن جلد الإنسان أكرث من مائتي مليون جرثومة، ولأن<br />
هذه اجلراثيم ل تقف حلظة عن التكاثر، فل بد من إزالتها بشكل دوري ومستمر. واملتتبع<br />
ملوضوع الغسل والنظافة، يجد كثريا من املناسبات التي يكون فيها تنظيف البدن، كالغسل<br />
يوم اجلمعة. قال عليه السلة والسلم: »ل يغتسل رجل يوم اجلمعة ويتطهر ما استطاع من<br />
طهر ويدهن من دهنه، أو ميس من طيب بيته، ثم يخرج فل يفرق بني اثنني، ثم يصلي ما<br />
كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إل غفر ما بينه وبني اجلمعة الأخرى«. )14( إن الطهارة<br />
والنظافة جزء من تعاليم الإسلم، وجزء من العبادة املقررة على املسلم أن ياأتي بها ، حتى<br />
يكون موؤمنا حقاً.<br />
واللباس كذلك من نعم اهلل عزرّ وجل، لدفع الربد واحلر، وللزينة والتجمل، ويشرتط<br />
فيه النظافة واجلمال قال تعاىل: {وثيابك فطهر} )15( فطهارة الثياب رشط لصحة<br />
السلة التي ل تنقطع، وهذا يتطلب من الإنسان حرصاً دائما على طهارة ملبسه من جميع<br />
النجاسات، ول يخفى ما لهذا الأمر من قيمة يف إبعاد الإنسان عن مصادر التلوث بالعوامل<br />
املعدية )16(<br />
وأما نظافة البيئة وطهارتها، فتعاليم الإسلم تدعو إىل حمايتها واملحافظة عليها<br />
من التلوث، وجتعل تلويث البيئة باأي ملوث من جناسة أو خملفات ضارة، أو مواد سامة من<br />
الإفساد يف الأرض، يحاسب اهلل تعاىل عليه حساباً شديداً.<br />
191
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
ومن املعلوم أن تلويث املاء يوؤدي إىل خماطر جسيمة، وأرضار بالغة، ومينع أسباب<br />
احلياة، فكان أمر رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- مبنع تلوث املاء وذلك بنهيه عن البول<br />
يف املاء الراكد حيث قال: »ل يبولن أحدكم يف املاء الراكد«. )17( وذلك أن البول ينجسه<br />
ويلحق الرضر مبن استعمله. ويلحق بالتبول التغوط؛ لأنه أقبح والنهي عنه أشد، ويقاس<br />
عليهما كل ما يتلوث به املاء، ويصيب الإنسان يف صحته كاإلقاء فسلت املصانع<br />
واحليوانات النافقة، والقمامة يف الأنهار والرتع.<br />
واعترب الإسلم من رشوط صحة السلة أن تكون السلة يف مكان طاهر من النجس<br />
والأقذار، ول شك يف أن اعتبار البول والغائط وامليتة وغريها من الفسلت جنساً يقتضي<br />
العمل على ترصيف هذه الفسلت باأحسن السبل، وعدم استخدامها يف ري الأراضي<br />
واملزروعات مبارشة، فمن املعروف يف الطب الوقائي أن سوء ترصيف الفسلت من أهم<br />
أسباب انتشار الأوبئة والأمراض يف البلدان املتخلقة.<br />
حتريم اخلبائث:<br />
حرم الإسلم أنواعاً من الطعام والرشاب، وأحلرّ ما طاب منها، قال تعاىل: {ويحل<br />
لهم الطيبات ويحرم عليهم اخلبائث}. )18( ومن الأنواع التي حرمها اهلل تعاىل: حلم<br />
اخلنزير، وحلم امليتة، وحلوم احليوانات املفرتسة، وحلوم الطيور اجلارحة، والدم املسفوح،<br />
واخلمر. قال اهلل تعاىل: {حرمت عليكم امليتة والدم، وحلم اخلنزير، ومما أهل لغري اهلل<br />
به، واملنخنقة، واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما أكل السبع إل ما ذكيتم وما ذبح على<br />
النصب}. )19( وعن عائشة رضي اهلل عنها، أن رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- قال: »كل<br />
رشاب أسكر فهو حرام«. )20(<br />
لقد جاء الإسلم مطهراً لنفوس البرش، يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم اخلبائث،<br />
فاخلمر وهي أم الكبائر، ويتبعها يف هذا التحرمي املخدرات بصورها املختلفة، كما حرم<br />
التعامل بالربا، وحرم الزنا وقتل النفس، وهذه كلها من البليا التي ابتليت بها املجتمعات<br />
الغربية، فالنظام الربوي أوجد ظروفاً يرتتب عليها إفلس كثريٍ من التجار مما يسلمهم إىل<br />
لكتئاب فالنتحار، وانتشار املخدرات واخلمور يوؤدي إىل كثريٍ من احلوادث التي يرتتب<br />
عليها إزهاق النفس الربيئة، و غياب العقل واجلنون والإصابة باأمراض خمتلفة، إضافة إىل<br />
انتشار اجلرائم. )21(<br />
وعدَّ الإسلم امليتة أذى ورجساً، وحرم لنتفاع منها باأي شيء، أي أن اهلل حرم<br />
امليتة ملا يتوقع من رضرها، لأن امليتة إما أن تكون ماتت مبرض سابق أو بعلة عارضة،<br />
وكلهما ل يوؤمن رضره، بالإضافة إىل أن الطباع السليمة تعافها وتكرهها وتستقذرها.<br />
واهلل عزرّ وجلرّ مل يحرم شيئاً إل وفيه رضر حمقق. )22(<br />
192
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
والعامل الآن يئن من وطاأة الأمراض اجلنسية التي أصبحت تتصدر قائمة الأمراض<br />
املعدية. وعليه فاإن حكمة اهلل بالغة يف حترمي هذه الأشياء كما حرم جمرد لقرتاب منها<br />
والتفكري فيها، حيث يقول اهلل تعاىل: {ول تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيل}. )23(<br />
ول ريب أن مقررات العلم والطب املعارصين، وما كشفته من آثار التدخني على<br />
أصحابه، وكذا على من يكون قرب املدخن، قد أكدت وقوع الرضر، فتلوث الهواء يف الغرف<br />
أو احلافلة أو القاعة يرض رضراً بالغاً باحلارضين، يقول عليه السلة والسلم: »ل رضر<br />
ول رضار«. )24(<br />
أخطار التدخني:<br />
فالتدخني إذا مرفوض من قبل الإسلم، بل إنه عادة ممقوتة؛ لأنه يرض باملصالح<br />
الرضورية للخلق، نظراً ملا يجلبه من الأذى على مدخنه يف البدن والنفس واملال، وأنه نوع<br />
من لنتحار البطيء.<br />
منع اقتناء الكالب إال للضرورة:<br />
فقد أثبت العلم احلديث أن الكلب تنقل أمراضاً كثرية للإنسان كداء الكلب والأكياس<br />
املائية ، والرسول –صلى اهلل عليه وسلم- يقول: »من اتخذ كلباً إل كلب صيد أو زرعٍ أو<br />
ماشيةٍ ، انتقص من أجره لكل يوم قرياط«. )25(<br />
وقد أخذ جمهور أهل العلم من احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة من هذا احلديث<br />
حترمي اقتناء الكلب لغري حاجة مرشوعة ككلب الصيد واحلراسة. )26(<br />
إجراء الفحص املخربي الطيب قبل الزواج:<br />
أوىل الإسلم عنايته بالأرسة، ورسم لها الأحكام الرشعية الكفيلة ببقائها وسلحها<br />
فهي متثل لبنة يف بنيان املجتمع، وركز ديننا احلنيف على توفري الضمانات للزواج<br />
الناجح، فاأمر بتحري الدين يف الأزواج، وحث على الكفاءة بني الزوجني لتوفري ضمانات<br />
لصحة النسل، حيث اعترب الإجناب مقصداً أساسياً من مقاصد الزواج، وحثرّ على لغرتاب<br />
يف الزواج ولبتعاد ما أمكن عن الزواج من القريبات، وذلك ليكون املواليد أقوياء وأذكياء،<br />
وقد وردت يف ذلك آثار عن الرسول –صلى اهلل عليه وسلم- وأقوال منسوبة إىل أمري املوؤمنني<br />
عمر بن اخلطاب –رضي اهلل عنه- وإيل بعض الصحابة منها: »اغرتبوا ل تضووا«، »ول<br />
تنكحوا القرابة فاإن الولد يخلق ضاوياً«، أي ضعيفاً. )27(<br />
193
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
وأرشد الشارع إىل استحباب التخري للنطف، وأثبتت الدراسات الطبية وجود بعض<br />
الأمراض الوراثية التي تنتقل إىل الأبناء ويستعصي علجها. وميكن تليف كثري من هذه<br />
الأمراض إذا أجري الفحص الطبي للخاطبني قبل إجراء العقد. ويف ذلك حتقيق السعادة<br />
لهما وجتنيب النشئ الأمراض والإعاقات، وحفظ املجتمع وحتصينه بقوة أبنائه. قال عليه<br />
السلة والسلم: »تزوجوا يف احلجر الصالح فاإن العرق دساس«. )28(<br />
الذبح وفق الطريقة اإلسالمية:<br />
اشرتط الإسلم أن يكون الذبح وقطع الأوعية الدموية الكبرية، والذبيحة بني أيدي<br />
القائم بالفعل يف أمت صحتها ونشاطها، ويستمر قلبها بالنبض حتى يطرح أكرث ما ميكن<br />
من الدم بقوة الدفع هذه، حتى متوت وتكون قد تخلصت من أكرث دمها. وطريقة الذبح<br />
الإسلمي هي الفضلى، لأنها أرفق باحليوان من جانب، وأن اللحم الناجت عن هذه الطريقة<br />
أطيب حيث يبدو طازجاً بينما اللحم املذبوح الناجت عن الصعق أزرق اللون كاأنه خمنوق،<br />
وهو فعلً حكمه كاملخنوق؛ لأن الدم املشبع بثاين أوكسيد الكربون مل يغادر الذبيحة،<br />
ورسعان ما يتغري ويتفسخ. )29(<br />
الشروط الصحية للدفن:<br />
ومن تعاليم الإسلم يف الدفن: الإرساع يف تغسيل امليت وتكفينه والسلة عليه،<br />
ويكون الدفن يف اللحد، ويف تطبيق هذه الإجراءات بعناية الوقاية التامة للأحياء الذين<br />
يشيعون امليت، ففي الغسل والإرساع يف الدفن ، قبل أن تتفسخ اجلثة وتنترش اجلراثيم<br />
فتوؤذي من حوله من املشيعني له، وخاصة عند انتشار الأوبئة.<br />
ويف طريقة الدفن رحمة بالإنسان أن يحفظ رفاته الرتاب، ل كما تفعل بعض الشعوب<br />
يف حرق اجلثة، وان كان يف ذلك وقاية تعادل الدفن يف باطن الأرض، ولكنها حتمل كثرياً<br />
من الإهانة والقسوة بالإنسان الذي كرمه الإسلم حياً وميتاً. )30(<br />
الوقاية من احلوادث:<br />
ول يجوز للمسلم أن يتخذ سلوكاً يعرضه للخطر، أو يلقي به إىل املهالك، كتعريض نفسه<br />
وبيته للحريق، ، أو تعريض طعامه ورشابه للتلوث، وينسحب ذلك على جميع أنواع البلء<br />
)31(<br />
)مثل حوادث السيارات وسائر احلوادث( . قال تعاىل: {ول تلقوا باأيديكم إىل التهلكة}.<br />
194
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وقال عليه السلة والسلم: »أطفئوا املصابيح إذا رقدمت، وغلقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية،<br />
وخمروا الطعام والرشاب«. )32( وهكذا وضع الإسلم القواعد الأساسية للوقاية من احلوادث<br />
قبل أن يظهر علم السلمة، ويتبلور يف إجراءات حمددة يف جمالت الصناعة وحوادث<br />
الطرق وحوادث املنازل.<br />
دور والية احلسبة يف الرقابة الصحية:<br />
احلسبة وظيفة دينية تعمل على الأمر باملعروف والنهي عن املنكر، وحمل الناس على<br />
رعاية املصلحة العامة، وقد فرض املسلمون نظام احلسبة للتفتيش على أصحاب املهن<br />
الغذائية وحوانيت الأطعمة ومراقبة النظافة، وعدم غش الأغذية وحفظ الصحة العامة.<br />
وكان وايل احلسبة ياأمر الطباخني بتغطية أوانيهم وحفظها من الذباب، وهوام الأرض<br />
بعد غسلها باملاء احلار، ومينعهم من طبخ حلوم املعز مع حلوم الساأن. وكان يقوم بتفتيش<br />
حوانيت القصابني، ومينعهم من الذبح على أبواب دكانيهم خشية تلويث الطريق بالدم.<br />
وحرص الذبح يف املجازر وياأمرهم باإدخال اللحوم داخل حوانيتهم، فل يعلقونها خارجاً،<br />
لئل توؤذي املارة وتلوث ملبسهم. )33( وكان وايل احلسبة يراقب الطحانني ويلزمهم بغربلة<br />
القمح وتنقيته قبل الطحن, ويراقب اخلبازين يف حوانيتهم وخمابزهم، ويطالبهم بنظافة<br />
املعاجن ونظافة املاء املستعمل للعجني وأن يكون العجان ملثما, )34(<br />
وكان وايل احلسبة ياأمر البقالني بغسل البقول وتنقيتها من احلشائش، وينهى باعة<br />
اخلرضوات عن بيع ما فسد، ومينع جلبي الزبل من الدخول إىل الأسواق، ملا فيه من الرضر<br />
من الرائحة اخلبيئة، وإفساد لباس الناس عند املحاكة يف الأسواق والطرقات الضيقة،<br />
وتضييق أماكن البيع والرشاء على املسلمني، وعليه أن يعني لهوؤلء اجللبني مكاناً خاصاً<br />
يقفون فيه، ويضعون بضاعتهم، ويقصدهم من يحتاج إليهم يف ذلك املكان. )35(<br />
حتى إن املحتسب كان يراقب الأطباء وياأخذ عليهم عهد أبو قراط، ويجرب الطبيب على<br />
دفع دية املريض إذا مات بسبب سوء ترصفه، ويتفقد أحواله الصناع الذين يصنعون الأرشبة<br />
والأطعمة وامللبس والآلت وغريها فيمنعهم من صناعة املحرم على الإطلق )36(<br />
ومن مهمات املحتسب: إتلف البضائع الفاسدة وإراقة اخلمور، ومنع التاجر الغشاش<br />
من العمل، وإعلن اسمه ليتجنبه الناس، وكذلك كان يستعمل عقوبة التجريس أي التشهري<br />
ببعض الصناع الذين يسيئون لئتمان ويغشون. )37(<br />
195
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
املبحث الثاني:<br />
خصائص الوقاية الصحية يف اإلسالم:<br />
اإن املتتبع لنظرية الهدي الصحي يف االإسالم، يستطيع اإدراك جملة من اخلصائص<br />
االآتية:<br />
.1فضل 1 السبق:<br />
إن الإسلم جاء ليعالج حياة الإنسان على الأرض معاجلة دقيقة من خلل النظم<br />
والترشيعات التي تعمل على سعادة الإنسان وخريه، ومن ضمن هذه الترشيعات جمموعة<br />
القواعد الوقائية يف املجال الصحي، والتي استنبطها فقهاء املسلمني من آيات الأحكام<br />
الواردة يف القران الكرمي والسنة املطهرة، والتوجيهات الدينية التي تتصل باأمناط<br />
احلياة وسلوكيات الإنسان العديدة واملبارشة، حيث يحقق اتباعها حفظ صحة الإنسان<br />
وتعزيزها.<br />
إن إشارات الرسول صلى اهلل عليه وسلم – يف الطب الوقائي واضحة كل الوضوح يف<br />
قضايا كثرية ومنها إشارته ، بل دعوته إىل استعمال السواك وقد أورد املحدثون أحاديث<br />
كثرية تدعو املسلم إىل استعمال السواك، وهي من الأحاديث الصحيحة، كقوله صلوات اهلل<br />
عليه: »لول أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل سلة« )38( وبعد 14 قرناً وجد<br />
الأطباء فوائد ل حتصى يف استعمال السواك تتعلق بالطب الوقائي، وجعلوا مقارنة بينه،<br />
وبني استعمال الفرشاة واملعجون معاً ، فتبني لهم: )أن السواك يفوق من الناحية الكيماوية<br />
وامليكانيكية الفرشاة واملعجون مبرات عديدة(. )39(<br />
ومما يفخر به كل مسلم أن الإسلم يف أول رشوق شمسه على الوجود، دعا إىل التعقيم،<br />
وحذر من التلوث بامليكروبات، وأطلق على ذلك مصطلح الطهارة؛ لتكون البيئة التي يعيش<br />
فيها الإنسان بعيدة عن امليكروبات، وحذر من النجاسة، ودعا إىل الوقاية منها و إزالتها،<br />
إذا وجدت، ومفهوم احلجر الصحي مل يعرفه العامل إل يف أواخر القرن التاسع عرش، بينما<br />
تكلم فيه من ل ينطق عن الهوى قبل أربعة عرش قرناً، وهذه معجزة من معجزات الرسول-<br />
صلى اهلل عليه وسلم- الباهرة فوق معجزاته الكثرية، يف الوقت الذي كان العامل يغط يف<br />
سبات عميق.<br />
196
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
.2الشمولية: 2<br />
يتصف الإسلم بالتكامل يف أحكامه وترشيعاته، كما يتصف بالشمول يف مبادئه<br />
وتوجيهاته، وهذا ساأن القواعد الوقائية يف الإسلم، لأنها تتصف بالشمولية أيضا، إذ إنها<br />
تتعامل مع الإنسان على أنه مادة وروح، وعلى أنها ملزمة، لكل من حتققت به صفة الإسلم،<br />
لذا جند القرآن الكرمي يف كثري من آياته يوؤكد اجلانب الوقائي حلياة الإنسان، من املرض<br />
وسلوكيته من لنحراف والتجاوز، وجاءت التعليمات الوقائية متداخلة مع العبادات، على<br />
الوجة املطلوب من للتزام واجلدية والتطبيق اليومي املستمر.<br />
فاملوؤمن مدعو – إذن- حلماية جسمه من العلل، وصيانته من الأمراض، وعدم<br />
التفريط به فيما يرضه ول ينفعه, ومعرفة طاقة اجلسد، ول يتعداها، وان يعطي اجلسد حقه<br />
من الراحة لستجماع واستعادة قابليته ولياقته، ليكون مهيئاً خلدمة الإنسان، وقد قال<br />
)40(<br />
الرسول صلى اهلل عليه وسلم: )وإن جلسدك عليك حقاً(<br />
ويحض الإسلم على التعلم، ويجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة، ويوؤكد على العمل<br />
الذي ينفع، وليس يخفى أن التعلم يرفعه من املستوى الصحي واحلضاري للمتعلم، قال<br />
تعاىل: {هل يستوي الذين يعلمون و الذين ل يعلمون}. )41(<br />
.3الدميومة: 3<br />
ان للتزام بقواعد الوقاية الصحية يف الإسلم ليس مرهوناً مبدة حمددة، ول بسن<br />
معينة، إمنا يستمر للتزام به طيلة حياته، لأنها جزء من عقيدته، فاإذا تخلف عن تنفيذها،<br />
يكون قد ترك تكليفاً رشعياً، وعطل حكماً من أحكام الإسلم يوؤثم عليه . وبهذه الدميومة<br />
يضمن الإسلم مسلماً قوياً، وجمتمعاً نظيفاً. )42(<br />
197<br />
.4البساطة 4 والتيسري:<br />
ان املتتبع لنظرية الطب الوقائي يف الإسلم يلحظ فيها خاصية البساطة يف التكليف<br />
واليرس يف التنفيذ، فالسواك والوضوء واخلتان ولستحداد وتقليم الأظافر، ونتف الإبط<br />
وطهارة البدن والثوب وجتنب امللعن الثلث عدم الوطء يف احليض والنفاس، وحتري<br />
الغذاء الطيب، واجتناب الغذاء اخلبيث وحرص النشاط اجلنسي يف إطار الزواج وهي أمور<br />
ل تستلزم كلفة مالية تثقل الكاهل، فيها خاصة البساطة واليرس، ويف ذلك ضمان للصحة<br />
وانسجام مع سنن اهلل يف اجلسم والنفس ويف الفرد والأرسة واملجتمع، ويف الإنسان<br />
وبيئته.
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
املبحث الثالث:<br />
القواعد الصحية ملنع انتشار األوبئة:<br />
يعدُّ النظام االإسالمي اأول نظام اإنساين سن القواعد الصحية ملنع انتشار االأوبئة<br />
كقاعدة العزل وقاعدة احلجر الصحي.<br />
♦ ♦قاعدة العزل:<br />
لقد وضع الإسلم تعاليم واضحة لعزل املرضى املصابني بداءٍ معدٍ يف البيوت أو<br />
املستشفيات، وعدم السماح لهم بالختلط بعوادهم أو بالآخرين وعلى املريض أياً كان<br />
موقعه أن يراعي اهلل يف الناس يف صحتهم، ويف ذلك أشار رسول اهلل، صلى اهلل عليه وسلم،<br />
بقوله: »ل يورد ممرض على مصح« )43( ؛ أي ل ياأتي صاحب الإبل املريضة ليوردها املاء،<br />
وعلى املاء إبل أخرى صحيحة ترشب قبله فيوؤدي ذلك إىل اختلطها، فتحصل العدوى<br />
وينترش املرض، لذا منع الإسلم خلط املريضة بالصحيحة.<br />
وإن كان لهذه العناية باحليوانات، فالعناية بالإنسان أوىل وأوجب، وهكذا يكون عزل<br />
املصابني بالأمراض املعدية كاخلانوق )44( والسل الرئوي واجلدري وداء الكلب والكولريا<br />
وأنفلونزا اخلنازير. »رضورة حتمية حث عليها الإسلم ليصون احلياة، ويبقي على سلمتها،<br />
ويدفع عن الإنسان الأذى واملكروه، وما يعكر صفو احلياة ويعطلها«. )45(<br />
فعلى املصاب أن يخلد للراحة أياماً عدة للحد من انتشار املرض، وما يوؤذي الناس،<br />
فيكون سبباً يف إصابة غريه من الناس من جراء لختلط بهم يف املساجد والأسواق<br />
واملحلت العامة، قال الإمام الطربي يف تهذيب الآثار: »فانه غري جائز ملريض أن يورد<br />
على صحيح، ول ينبغي لذي صحة الدنو منه، ل لأن ذلك حرام ، ولكن حذراً من ان يظن<br />
الصحيح ان نزل ذلك به يوما أو أصابه، إنه إمنا أصابه مبا كان من دنوه منه وقربه، أو من<br />
موؤاكلته ومشاربته، فيوجب له ذلك الدخول«.<br />
ويبني هذا ويوؤكده ويزيده وضوحاً أن الداء، لو كان ساأنه أن يعدي، ملا سلم أحد منه،<br />
لذا نرى أن أكرث من يلمس املرضى من أهاليهم وخدامهم وملبسهم ل يصيبهم شيء من<br />
ذك مع طول امللزمة وكرثة املجالسة. )46(<br />
♦ ♦قاعدة احلجر الصحي:<br />
أقر الرسول الأكرم- صلى اهلل عليه وسلم- مبدأ احلجر الصحي وقاية من الأمراض<br />
198
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املعدية اخلطرية، وظهر ذلك جلياً يف موضوعني: مرض الطاعون ومرض اجلذام:<br />
. أمرض الطاعون:<br />
قال عليه السلة والسلم: »الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إرسائيل وعلى<br />
من كان قبلكم، فاإذا سمعتم به باأرض، فل تدخلوا عليه، وإذا وقع باأرض، وأنتم بها فل<br />
تخرجوا فرارا منه«. )47( واستنادا لهذا احلديث النبوي الرشيف، فقد فرض أمري املوؤمنني<br />
عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنهما، احلجر الصحي على مناطق يف بلد الشام، وذلك حينما<br />
انترش مرض الطاعون الذي عرف بطاعون عمواس نسبة إىل بلدة عمواس يف فلسطني التي<br />
تبعد عن مدينة القدس 30 كلم من اجلهة الغربية، وقد اكتشف مرض الطاعون أول ما<br />
اكتشف فيها )48( .<br />
والطاعون من الأمراض الفتاكة اخلطرية، ولهذا أمر النبي- صلى اهلل عليه وسلم-<br />
باأن ل يخرج من الأرض التي وقع فيها، وأمر السليم باأن ل يدخل إليها، وذلك حتى يبقى<br />
املرض حمصوراً يف بقعة واحدة، فل ينترش ول تتسع دائرة الإصابة به.<br />
وقد روي عن ابن مسعود رضي اهلل عنه ، إنه قال: »الطاعون فتنة على املقيم وعلى<br />
الفار، أما الفار فيقول فررت فنجوت، أما املقيم فيقول: أقمت فهلكت، وإمنا فرَّ مسلم من<br />
مل يجيء أجله، وأقام فهلك من جاء أجله، فالنهي عن الدخول إىل أرض الطاعون تاأديب<br />
وتعليم والأمر باملقام باأرضه تفويض وتسليم.« )49( واحتسابه امتحان من اهلل يكفرّر فيه<br />
خطايا املبتلني حتى يرصف اهلل عنهم هذا الوباء،<br />
.بمرض اجلذام:<br />
قال عليه السلة والسلم بحق مرض اجلذام »فر من املجذوم فرارك من لسد«. )50(<br />
واملجذوم هو املصاب مبرض اجلذام من الأمراض املعدية، وهو عبارة عن تاآكل يف الأعضاء،<br />
واستناداً إىل هذا احلديث النبوي الرشيف، فقد مر أمري املوؤمنني عمر بن اخلطاب- رضي اهلل<br />
عنه- وهو يف طريقه إىل الشام على قوم جمذومني أي مصابني مبرض اجلذام من نصارى<br />
جنران فاأمر مبعاجلتمهم، وفرض لهم شي من املال، وهذا يوؤكد اهتمام الإسلم مبعاجلة<br />
املرضى مسلمني وغري مسلمني على حد سواء، كما ورد أن اخلليفة الراشدي اخلامس، عمر بن<br />
عبد العزيز الأموي قد عزل املجذومني وأمر مبعاجلتهم، ويقاس على الطاعون واجلذام كل<br />
مرض معدٍ، فالأمراض السارية التي تفتك بالناس، فقد حرص الإسلم على صحة الأفراد<br />
واجلماعات ، وبني للبرشية ان هناك أوبئة وجراثيم تنقل العدوى من مكان إىل أخر، فترسي<br />
من املرضى إىل الأصحاء، فهذا بيان عظيم للبرشية قاطبة. إن الإسلم كشف رس الكون قبل<br />
14 قرنا قبل ظهور الأجهزة احلديثة، بل إنه مل يعطل العمل بالعلم ودواعيه، وإمنا حثرّ على<br />
199
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
مواصلة العلم ولكتشاف والتقدم التكنولوجي، فلم يقل بهذه الأحاديث ويتوقف، بل ساهم<br />
يف حل مشكلت العرص، ودعا إىل مواصلة التقدم العلمي واكتشاف امليكروب.<br />
وعلى سبيل الوقاية الصحية التي رشعها الإسلم للتخفيف من حدة انتشار الأوبئة<br />
والأمراض الفتاكة، فقد أمر بالتطعيم العام للناس أجمعني، ليس هروباً من قضاء اهلل<br />
وقدره، بل ترسيخاً له، »فقد روي أن رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم – رد على رجلٍ جاء<br />
يساأله عن أدوية يتعاطاها للوقاية من املرض أمينع هذا من قدر اهلل؟ ، فقال رسول اهلل<br />
–صلى اهلل عليه وسلم- : بل هي من قدر اهلل«. )51( ومن الرعاية الصحية للأطفال تطعيمهم<br />
ضد الأمراض املهلكة والتفريط بذلك نوع من التضييع لهم، بل قتل لهم، وهو خرسان مبني،<br />
قال اهلل تعاىل: {قد خرس الذين قتلوا أولدهم سفها بغري علم}. )52(<br />
وهذا يعني لكل دللة، وضوح حرص الإسلم الأكيد على التخفيف من حدة انتشار<br />
الأوبئة والأمراض الفتاكة، وذلك بحصار املرض ومنع انتقاله، واحلجر الصحي صورة من<br />
صور املحافظة على البيئة، وسبب من أسباب املحافظة على صحة الناس يف املجتمع.<br />
املبحث الرابع:<br />
دور اإلميان وأثره يف الشفاء من األمراض:<br />
ان الإسلم اهتم بصحة الإنسان وجعلها من أعظم النعم التي يتنعم بها الإنسان،<br />
باإنعام اهلل على عبده بعد نعمة الإميان واليقني، وقد قال النبي صلى اهلل عليه وسلم: »ان<br />
)53(<br />
الناس مل يعطوا يف الدنيا خرياً من اليقني واملعافاة، فسلموهما اهلل عز وجل.<br />
وميكن القول إن صحة الإنسان مرتبطة ارتباطاً مبارشاً بثلث من الرضورات<br />
اخلمس )54( التي أمر اهلل باحلفاظ عليها ورعايتها، وهي النفس والعقل والنسل؛ لأن انتفاء<br />
الرعاية الصحية، سيوؤثر سلباً على النفس، وعلى العقل وعلى النسل، ويحتاج الإنسان إىل<br />
الصحة كذلك للحفاظ على الدين وعلى املال.<br />
ويعدرّ الإسلم الصحة كحق من احلقوق الأساسية لكل إنسان، تستند املسوؤولية فيها<br />
يف ثلثة اجتاهات خمتلفة النفس واملجتمع والدولة.<br />
واعتمد الإسلم بشكل إيجابي ملبادئ الصحة العامة على الرتكيز يف املجالت<br />
الترشيعية فالنظافة وهي واحدة من أهم عنارص التكوين ولزدهار يف احلياة املادية،<br />
والتي حتمي من الأمراض والأوبئة الفتاكة، وقد حثَّ الإسلم على النظافة يف كل شيء<br />
حيث تشمل البدن وامللبس واملكان واعترب النظافة من الإميان، كما نهى عن تلويث البيئة،<br />
200
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
ومنع من التبول يف املاء الراكد غري اجلاري.<br />
ومن فضل اهلل عز وجل علينا وعلى الناس، أن التوجيهات الدينية التي تتصل باأمناط<br />
احلياة وسلوكيات الإنسان عديدة ومبارشة، فهنا دعوة إىل عدم الإرساف يف الطعام<br />
والرشاب، وهناك حتذير من ظهور الفساد يف الرب والبحر مبا كسبت أيدي الناس، وهناك<br />
ثمة نهي عن الرضر والرضار، وعن إحلاق الأذى بالنفس والغري، فيستطيع الإنسان حفظ<br />
صحته باأن يحافظ على امليزان الصحي، يف حال اعتدال فل يطغى يف هذا امليزان ول<br />
يخرس امليزان، التزاماً مبا أمر به القرآن الكرمي، قال تعاىل: {ووضع امليزان، أل تطغوا يف<br />
امليزان، وأقيموا الوزن بالقسط ول تخرسوا امليزان}. )55(<br />
فالعتدال يف أي أمر، هو أسمى درجاته ولعتدال يف أمر الطعام والرشاب هو القاعدة<br />
الصحية العريضة التي أقرها الإسلم، فقد كان هذا لعتدال واقعاً يف حياة الرسول- صلى<br />
اهلل عليه وسلم- وحياة صحابته، فلم تقترص توجيهاته على عدم الإفراط يف الطعام، بل<br />
حذر أيضاً من التقتري فيه، ومنع أقواماً عن الصوم أياماً متتاليات دون إفطار. يقول لقمان<br />
احلكيم يوصي ولده بقوله: »واذا كنت يف الطعام فاحفظ معدتك وعمر بن اخلطاب رضي<br />
اهلل عنه يحذر من البطنة فيقول: »وإياكم والبطنة يف الطعام فانها مفسدة للجسم، مورثة<br />
)56(<br />
للسقم...«.<br />
على أن الدقة يف بيان لعتدال يف الطعام و الرشاب، تظهر جلياً يف حديث الرسول-<br />
صلى اهلل عليه وسلم- حيث يقول: »ما ملأ آدمي وعاء قط رسرًّ من بطنه، بحسب ابن آدم<br />
)57(<br />
لقيمات يقمن صلبه، فاإن كان ل بد فاعلً: فثلث لطعامه ، وثلث لرشابه، وثلث لنفسه.«<br />
وجاء الإسلم يدعو إىل مكارم الأخلق، مما يساعد على حتقيق السلم بني أفراد املجتمع،<br />
ويساعدهم على التمتع بالصحة النفسية.<br />
ول شك يف أن اتباع املسلم للمنهج الإسلمي اتباعاً صادقاً هو خري ما يساعده على<br />
بناء شخصية سوية، متوافقة ، فوسائل العلج الذاتي من العبادة هو لستغفار والتوبة<br />
والصرب والذكر وغريها، يساعد الفرد على الشفاء من الأمراض حيث يقوي الإميان الناحية<br />
النفسية، ويحمي من أمراض القلوب، وينشط جهاز املناعة، فيصبح اجلسم أقدر على<br />
مقاومة الأمراض، علوة على أن الإسلم يرى يف املرض مكفراً أو كفَّاراً للذنوب، وبهذا<br />
املعنى يقول صلى اهلل عليه وسلم- : »ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إل حط<br />
اهلل به سيئاته كما حتط الشجرة ورقها«. )58(<br />
وحث الإسلم جموع املسلمني على التحلي بالصرب وهدوء الأعصاب حني حتل بهم<br />
مصيبة املرض. فل يتربم من املرض ول يسخط لأن ذلك ليس من خلق املسلم، فالرضا<br />
201
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
بقدر اهلل تعاىل تبارك والتسليم الكامل بذلك، والتوجه إىل اهلل وحده بالدعاء والرضاعة<br />
يكسب لمن والأمان يف قلب املوؤمن، ويزيل من النفوس الهم والغم.<br />
هكذا دعا الإسلم إىل استخدام اجلانب الروحي يف العلج، ولكنه رشد هذا لستخدام<br />
بالأدعية والآيات القرآنية ملا يف ذلك من راحة للمريض وطماأنينة له ولأهله، لكنه أنكر على<br />
املريض وأهله أن يهملوا العلج الطبي على حساب الأدعية داعياً إياهم الأخذ بالأسباب<br />
لتحقيق الشفاء، وهذا يقتضي رضورة لستعانة بالطبيب لتشخيص الداء وحتديد الدواء،<br />
فقد أثر عن رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم- أنه قال: »تداووا فاإن اهلل عز وجل مل يضع<br />
داء إل وضع له دواء، فاذا أصيب دواء الداء برأ باإذن اهلل عزرّ وجل«. )59(<br />
اخلامتة:<br />
مما تقدم من الترشيعات الوقائية الصحية، وخصائصها والقواعد الصحية ملنع<br />
انتشار لوبئة ودور الدين يف الشفاء يتبني اهتمام الإسلم بالصحة والعافية، وجعلها<br />
مطلبا رضورياً يحرص الإنسان عليه، ول يفرط بها، ويدعو اهلل أن يدمي عافيته عليه،<br />
باعتبار الصحة والعافية من نعم اهلل على الإنسان.<br />
ومما تقدم يتضح عناية الإسلم بالتثقيف الصحي من خلل تعاليم الدين، ويحقق<br />
اتباعها حفظ صحة الإنسان وتعزيزها وسلمة العلئق لجتماعية والإنسانية، ففي ظل<br />
املنهج الإسلمي تعيش الأرسة حياة سعيدة هانئة مطمئنة خالية من الأمراض املعدية.<br />
وتزداد أهمية علم الطب وفضله لوروده يف القران الكرمي والسنة النبوية الرشيفة، وأنه<br />
من فروض الكفايات لتستغني عنه اجلماعة البرشية. والتعاليم لسلمية غنية بالتدابري<br />
الوقائية يف املجال الصحي التي حتدرّ من مدى املشكلت والسيطرة عليها وقد تبني أن<br />
هناك عدداً كبرياً من الأمراض املعدية ميكن السيطرة عليها ومنعها من خلل اتباع تعاليم<br />
الإسلم.<br />
ولذلك جند أن الإسلم مل يرتك جزءاً من الطب الوقائي إل أشار إليه بعموميات واضعاً<br />
بذلك اخلطوة الأوىل، تاركاً لعقل الإنسان وخمترباته أن يبحث على هداها، وقد عني كثري<br />
من العلماء العرب واملسلمني بجميع ما ورد عن الرسول الكرمي حممد صلى اهلل عليه وسلم<br />
يف الأدوية، وصنفوا يف ذلك موؤلفات مستقلة، ودونوا فيها ما أثر عنه عليه السلة والسلم<br />
ونرشوا ذلك بني الناس، لينتفعوا مبا جاء فيها من هدي نبوي يشفي القلب والبدن.<br />
202
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
التوصيات:<br />
مما تقدم ميكن تخليص التوصيات االآتية:<br />
.1على 1 املسلمني أن يلتزموا بهذه التعليمات الصحية ذات الصلة بالطب الوقائي،<br />
لأنها جزء من الدين، وأنها ذات قيمة كبرية على الصحة.<br />
.2التحذير 2 من عواقب الزنا والفواحش ولنحرافات السلوكية والشذوذ اجلنسي<br />
وغريها من املوبقات، ففي الطهر والعفة والعناية بالأخلق العلج السليم للأمراض<br />
الفتاكة املعدية واملستعصية وبدون ذلك ل علج .<br />
.3والتحذير 3 من املخدرات وأكل امليتة ملا يرتتب على ذلك من الأمراض واخلسائر<br />
املادية واملعنوية.<br />
.4إجراء 4 الفحص الكامل للدم، وذلك قبل إجراء عقد الزواج للتاأكد من سلمة اخلاطبني<br />
أو سلمة احدهما: الشاب أو الفتاة.<br />
.5وتطبيق 5 اسس الرعاية الصحية )الوقاية والعلج( من أجل بناء جمتمع مسلم<br />
صحيح أقدر على حتمل الأمانة، وأداء الرسالة يف الأرض.<br />
.6تدريس 6 مادة القانون الطبي وأخلقيات الطبيب يف كليات الطب والقانون<br />
والرشيعة.<br />
.7اتخاذ 7 جميع أسباب الوقاية من الأمراض بالتطعيم لتقاء الأمراض املعدية ،<br />
ولبتعاد عن كل مصدر من مصادر العدوى.<br />
.8 8 رضورة ربط موضوع املحافظة على الصحة بالرتبية الإميانية، ذلك أن الإميان<br />
هو أفضل السبل وأمثلها يف املحافظة على الصحة وحمايتها، ومنع التعدي عليها، فسلً<br />
عن دوره الفعال يف الشفاء من الأمراض,.<br />
203
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
اهلوامش:<br />
1سورة 1. البقرة اية رقم 195<br />
2العز 2. بن عبد السلم: قواعد الأحكام يف مصالح الأنام 4 1/<br />
. 3القضاة،عبد احلميد،تفوق الوقائي يف الإسلم،رسالة املسجد،العدد 5 شوال 1424<br />
/ 3<br />
2003<br />
4.<br />
4 من كلم احلارث بن كلده وكان يقول: رأس الطب احلمية.وذكره علي بن سلطان حممد<br />
الهروي القارئ يف املصنوع رقم )306( حتقيق الشيخ عبد الفتاح ابو غدة 1/<br />
172ww.al3ez.net/ vb/ showthreda.php<br />
. 5الهاشمي، عابد توفيق: مدخل اىل التصور الإسلمي، ص97<br />
. 6ابن ماجة: سنن ابن ماجة 1\114- 115- ورواه احمد والنسائي1/ 41و42<br />
داوود رقم )40( الدار قطني وقال اسناده صحيح حسن، الشوكاين: نيل لوطار<br />
. 5<br />
6 وابو<br />
204<br />
.90\1<br />
7رواه . 7 الرتمذي رقم 19 يف الطهارة، باب ما جاء يف لستنجاء باملاء.وقال حسن<br />
صحيح، ابن لثري: جامع لصول يف أحاديث الرسول ج ب ص 140 رقم 5125<br />
. 8مسلم: صحيح مسلم جملد )1( ، ص221، رقم احلديث 257<br />
9د. 9. عبد احلميد دياب/ د.أحمد قرقوز: مع الطب يف القران الكرمي ص119- 123<br />
10سورة املائدة: آية رقم )6<br />
1 سورة الواقعة: آية رقم 79<br />
12سورة التوبة: آية رقم )108<br />
13سورة املائدة: آية رقم )6<br />
14البخاري: اجلامع الصحيح، كتاب اجلمعة، باب الدهن للجمعة، م2، ص3<br />
15سورة املائدة: آية 6<br />
16دياب، عبد احلميد وآخر: مع الطب يف القران الكرمي، ص: 121- 123<br />
1717مسلم صحيح مسلم جملد1 ص238 رقم احلديث 281 ابن ماجة: سنن ابن ماجة، كتاب<br />
الطهارة، باب النهي عن البول يف املاء الراكد، م1، ص123.<br />
18سورة الأعراف: رقم )157<br />
19سورة املائدة، آية رقم )3<br />
20البخاري: اجلامع الصحيح كتاب لرشبة، باب اخلمر من العسل، م7، ص119<br />
. 8<br />
. ) 10<br />
. 11<br />
. ) 12<br />
. ) 13<br />
. 14<br />
. 15<br />
. 16<br />
. ) 18<br />
. ) 19<br />
. 20
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
. 21<br />
. 22<br />
. ) 23<br />
24 .ومن<br />
21الشناوي، حممد حمروس: بحوث يف التوجيه الإسلمي، ص12<br />
2 صربي، عكرمة: فتاوى يف سوؤون صحية: ص16- 17<br />
23سورة الإرساء: آية رقم )32<br />
24ابن ماجة: سنن ابن ماجة، ج2، ص: 784، ابن حنبل: مسند ابن حنبل: ج5، ص327<br />
مسند عبادة بن الصامت، حديث رقم 22830,ج ه ص 326, قال شعيب لرنوؤوط: حديث<br />
حسن<br />
25البخاري، صحيح البخاري، كتاب املزارعة، باب اقتناء الكلب للحرث، ج2198<br />
26ابن قدامة، املغنى، ج4، ص: 191، ابن عابدين، رد املختار 5\134<br />
27 فعن أبي مليكة ان عمر بن اخلطاب قال: يابني السائب! أنكم قد أضويتم فاأنكحوا يف<br />
النزائع؛ والنزائع: النساء من الغرائب من عشريتكم الهندي: علء املتقي بن حسام الدين،<br />
كنز العمال يف سنن لقوال ولفعال جملد 16 ص 498<br />
2828السيوطي: اجلامع الصغري 1\130 .رواه الديلمي يف مسند الفردوس.وقال احلافظ<br />
العراقي حديث ضعيف، والذي عليه جمهور العلماء أنه يستحب العمل به يف فضائل<br />
الأعمال املناوي/ فيض القدير رشح اجلامع الصغري ج3/ 241رقم 3283<br />
29عبداهلل، عمر حممود: الطب الوقائي يف الإسلم، ص: 165<br />
30املرجع السابق، ص68<br />
31سورة البقرة: اية رقم )195<br />
32البخاري، جملد 6ص250 معنى خمروا: غطوا، صحيح مسلم، م3، ص1594<br />
3 عبد العزيز بن حممد: نظام احلسبة يف الإسلم/ ص: 117- 119<br />
34البكري، د عادل: الطب الإسلمي، ص 333<br />
35الشريزي: نهاية الرتبة يف طلب احلسبة، ص13<br />
36ابن قيم اجلوزي، الطرق احلكمية ص219<br />
37الرفاعي: النظم لسلمية، ص128<br />
3838البخاري،: صحيح البخاري، جملد 1، ص: ، 214 باب السواك يوم اجلمعة.<br />
39عبد الرازق، عبد اهلل: السواك والعناية بالسنان، ص: 11<br />
4040مسلم: صحيح مسلم، م2ص 813 رقم احلديث 1159<br />
41سورة الزمر: آية رقم )9<br />
42القضاة، عبد احلميد: تفوق الطب الوقائي يف لسلم، رسالة املسجد، العدد 5، ص77<br />
سنة 2003م<br />
. 25<br />
. 26<br />
27<br />
. 29<br />
. 30<br />
. ) 31<br />
. 32<br />
. 33<br />
. 34<br />
. 35<br />
. 36<br />
. 37<br />
. 39<br />
. ) 41<br />
، 42<br />
205
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
4343مسلم، صحيح مسلم: جملد 4، ص: 1743. رقم احلديث 2221<br />
44 مرض اخلانوق: هو الدفرتيا مرض معدي وخطري جدا يعرف مبرض اخلانوق ويصيب<br />
لطفال الذين ترتاوح اعمارهم مابني السابعة والعارشة.واعراضه: ارتفاع درجة حرارة<br />
اجلسم مع حدوث صداع يف الرأس ولصابة بالسعال مع صعوبة التنفس والشعور<br />
بالأختناق .forums.graam.com/ 59750.html<br />
45عبد اهلل، عمر حممود: الطب الوقائي يف لسلمي، ص: 83- 84<br />
46السمردي، يوسف مسعود حممد، كتاب فيه ذكر الوباء والطاعون صفحة 68<br />
47مسلم، صحيح مسلم، جملد 4، ص: 1738، البخاري، صحيح البخاري، جملد 7<br />
20. باب يف الطاعون<br />
4848قرية عمواس: قرية فلسطينية احتلت عام 1967 ودمرها اجليش لرسائيلي، وطرد<br />
أهلها، وكانت تقع يف منطقة اللطرون جنوب رشق الرملة وكانت تقع على مفرتق طرق<br />
يوصل بني مدن رئيسية هي: رام اهلل، الرملة، يافا، القدس، غزة تبعد عن يافا حوايل<br />
30كم ومثل ذلك تقريبا عن القدس قبل النكبة.الدباغ، مصطفى مراد، بلدنا فلسطني<br />
جزء ج7 ص 510- 514<br />
49الرسمدي يوسف بن حممد بن مسعود: كتاب ذكر فيه الوباء والطاعون، ص83<br />
50البخاري، اجلامع الصحيح، كتاب الطب، باب اجلذام، جملد 7، ص: 143<br />
5151ابن ماجة، سنن ابن ماجة، 1954. جملد 2 ص499 ,ابن حنبل،مسند لمام احمد بن<br />
حنبل جملد 3ص 421<br />
52سورة لنعام، لية رقم )140<br />
53ابن حنبل: مسند لمام احمد بن حنبل جملد 1ص 8, الرقم )38<br />
قال الرتمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ج 912 2/ سنن الرتميذي.<br />
54 الدين، النفس، النسل، املال، العقل حيث ل يستطيع لنسان العيش يف املجتمع بكرامة<br />
واستقرار وطماأنية وامن وامان ل اذا حتققت له حماية الرضورات اخلمس التي اقرتها<br />
الرشيعة لسلمية السمحاء.<br />
5 سورة الرحمن، لية رقم )7- 9<br />
56ذياب، عبد احلميد واخرون، مع القطب يف القران الكرمي، ص: 128<br />
57 خرجه الرتمذي من حديث املقدام بن معدي كرب، وقال حديث حسن<br />
58مسلم، حيح مسلم، م4، ص: 1991، رقم احلديث 2571<br />
5959مسلم، صحيح مسلم 1955، البخاري، صحيح البخاري، 11 7/ باب ما انزل اهلل داء<br />
ل انزل له شفاء.<br />
. 45<br />
. 46<br />
، 47 ص:<br />
. 49<br />
. 50<br />
. ) 52<br />
. ) 53<br />
) 55<br />
. 56<br />
57<br />
. 58<br />
206<br />
4<br />
54
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املصادر واملراجع:<br />
1 القران الكرمي<br />
2 ابن الأثري، جمد الدين بن حممد اجلزري، جامع الأصول يف أحاديث الرسول، ط<br />
)1392ه- 1972م( مكتبة احللواين، الرياض.<br />
.3البار، 3 عدنان احمد، الطب الوقائي يف الإسلم، السعودية، إسلم ست،<br />
www.islamicmedicines.com<br />
207<br />
1.<br />
2.<br />
.4البخاري، 4 حممد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغرية، صحيح البخاري، دار الفكر،<br />
بريوت، 1998م,<br />
5 البكري، عادل، الطب الإسلمي.<br />
. 6البنا، عائدة عبد العظيم، الإسلم والرتبية الصحية، ط1، 1404ه- 1984<br />
الرتبية العربي لدول اخلليج، الرياض.<br />
7 ابن حنبل، الإمام احمد، املسند، املكتب الإسلمي، بريوت، لبنان.<br />
8دياب . 8 عبد احلميد، مع الطب يف القران الكرمي، ط2 )1402ه- 1982م( موؤسسة علوم<br />
القران دمشق.<br />
9الذهبي، . 9 حممد شمس الدين، الطب النبوي، ط )1961م( ، حتقيق: مصطفى البابي<br />
احللبي، القاهرة، ط2 )1986( ، دار احباء العلوم، بريوت.<br />
1010الرفاعي، أنور، النظم الإسلمية، ط )1393ه1973م( ، دار الفكر.<br />
111 الرسمدي، يوسف بن حممد بن مسعود بن حممد، ذكر الوباء والطاعون، تعليق شوكت<br />
بن رفقي/ بن شوكت ط )1425ه- 2005م( الدار الأثرية عمان<br />
1212السيوطي، جلل الدين، اجلامع الصغري، باإعلء رشحه فيض القدير للمناوي، طبع، دار<br />
املعرفة بريوت.<br />
1313الشناوي، حممد حمروس، بحوث يف التوجيه الإسلمي للإرشاد والعلج النفسي ط<br />
)1999م( ، دار غريب للطباعة والنرش. مرص.<br />
14 الشريزي، نهاية الرتبة يف طلب احلسبة.<br />
1515صربي عكرمه سعيد، فتاوي يف سوؤون صحية، ط1 )2005م( ، مركز رزان التخصصي –<br />
بنابلس<br />
5.<br />
6 م( . مكتب<br />
7.<br />
14
الصحة الوقائية في اإلسالم<br />
د.مروان القدومي<br />
1616ابن عابدين، حممد أمني عمر بن عبد العزيز، در املحتار على الدر املختار يف رشح<br />
تنوير الإبصار.<br />
17عبد الرزاق، عبداهلل، السواك والعناية بالأسنان، ط1 )1402<br />
1818عبد العزيز، حممد بن مرشد، نظام احلسبة يف الإسلم، ط )1392ه- 1393ه( املعهد<br />
العايل للقضاء، السعودية.<br />
1919عبداهلل، عمر حممود. الطب الوقائي يف الإسلم، ط1، )1410ه- 1990م( موصل.<br />
العراق.<br />
2020العز بن عبد السلم، قواعد الأحكام يف مصالح الأنام، ط )1388ه( ، دار الرشق<br />
للطباعة والنرش، مرش.<br />
21علوان، توفيق، معجزة السلة يف الوقاية من مرض الدوايل الساقني، ط3، )1410<br />
1995( ، دار الوفاء، املنصورة.<br />
22 ابن قدامة، أبو حممد عبد اهلل بن أحمد بن حممد، املغني، مكتبة الرياض احلديثة<br />
بالرياض، السعودية.<br />
23 القضاة، عبد احلميد، تفوق الطب الوقائي يف الإسلم، رسالة املسجد، العدد اخلامس،<br />
) 17 الدار السعودية.<br />
- 21<br />
208<br />
23<br />
شوال -1424 )2003 .<br />
24<br />
2<br />
25<br />
24 ابن قيم، ابو عبد اهلل بن القيم اجلوزي، الطرق احلكمية يف السياسة الرشعية، مطبعة<br />
املدين، القاهرة، مرص.<br />
25 ابن ماجة، حممد بن يزيد القزيويني، سنن بن ماجة، طبعة دار إحياء الكتب العربية.<br />
2626مبارك، قيس حممد أل الشيخ، التداوي واملسوؤولية الطبية يف الرشيعة الإسلمية ط1<br />
)1412- 1991( مكتبة الفارابي،دمشق<br />
2727مسلم، احلجاج القشريي، صحيح مسلم، ط )1400ه- 1980م( نرش ادارات البحوث<br />
العلمية ولفتاء والدعوة ولرشاد السعودية.<br />
2828منصور، حممد خالد، الإحكام الطبية املتعلقة بالنساء يف الفقة الإسلمي، ط2<br />
)1420ه- 1999م( ، دار النفائس، الأردن.<br />
29منظمة الصحة العاملية، الهدي الصحي، ط )1995<br />
) 29 ، الإسكندرية، مرص.<br />
30<br />
30 النجار، عبد اهلل مربوك، احلسبة ودور الفرد فيها، هدية جملة الأزهر لشهر ذي احلجة<br />
)1415ه( .<br />
3131الهاشمي، عابد توفيق، مدخل إىل التصور الإسلمي.
منهج التفسري املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عبد اهلل علي عالن<br />
أستاذ مساعد في التفسير وعلوم القرآن/ كلية عمان للعلوم المالية واالدارية / جامعة البلقاء التطبيقية/ عمان/ األردن.<br />
209
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
ملخص:<br />
هذه دراسة يف منهج التفسري املوضوعي للموضوع القرآين، عرض ونقد وجتديد،<br />
تضمنت عرض ثمانية مناهج ونقدها، أربعة منها هي الأوىل يف هذا العلم، واجلديد يف هذه<br />
الدراسة بيان قِ دم هذا العلم باإشاراته الأوىل يف القرن الرابع الهجري، وبيان سلبية تقدح<br />
يف املناهج بتجاوزها مراد اهلل يف الرتتيب املصحفي، واحلكمة املعتربة بتفريق املوضوع<br />
يف سور القرآن، وكيفية اخلروج من هذه السلبية املتمثلة بالتجديد يف املنهج.<br />
210
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
This study deals with the thematic interpretation method of the Quranic<br />
subject matter by presentation, criticism and renewal. It includes the<br />
presentation and criticism of eight methods, four of which are the first in this<br />
science. The new in this study is demonstrating the antiquity of this science<br />
that begins in the fourth century A.H, and showing an apparent negativity in<br />
the methodologies that contradict Allah’s will concerning the Quranic order<br />
and the wisdom behind dividing the subject matter in the Quranic verses, and<br />
how to abandon this negativity by renovating the methodology.<br />
211
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
مقدمة:<br />
احلمد هلل، والسلة والسلم على رسول اهلل، وعلى آله وأصحابه والتابعني، وبعد:<br />
فاإن القرآن الكرمي مائدة اهلل يف الأرض، ومورد ل ينضب، يَصدر عنه كل ظماآن ريرّان،<br />
ل يفرت عن العود إليه بعد العود يف كل حال وزمان. والقرآن املعجزة اخلالدة التي يسترشف<br />
العلماء املتدبرون عبقها ومعاملها وحقائقها، والتي ل تنقضي ول تعرف لنتهاء، مادام<br />
صوت القرآن يعطر الأنام، وتُصغي إليه الآذان إىل أن ياأذن اهلل برفعه قبيل الساعة آخر<br />
الزمان.<br />
ومن معامل جتدد العلوم القرآنية »علم التفسري املوضوعي«، وتاأتي هذه الدراسة يف<br />
عرض منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين يف نظر الباحثني املعارصين، ونقدها<br />
ثم التجديد الذي أراه يف هذه املنهجية، مع إثبات تبلور فكرة التفسري املوضوعي يف ذهن<br />
العلماء السابقني ومنهجيته املجملة، والدعوة إليه منذ القرن الرابع الهجري.<br />
وقد جعلت هذه الدراسة يف متهيد ومبحثني، تناولت يف التمهيد مفهوم التفسري<br />
املوضوعي للموضوع القرآين، ثم تناولت حقيقة الدعوة إىل التفسري املوضوعي، ومنهجيته<br />
املجملة وليدة القرن الرابع الهجري، ثم منهجية البحث فيه على وجه التفصيل يف القرن<br />
الرابع عرش الهجري، ثم كان املبحث الأول: املناهج التي سطرها الباحثون املعارصون<br />
يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين عرض ونقد، حيث عرضت لثمانية مناهج أتبعت<br />
كل واحد منها نقداً، ثم قدمت النتائج النقدية العامة، ثم كان املبحث الثاين: التجديد يف<br />
منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين: حتدثت فيه عن الرتتيب املصحفي والرتتيب<br />
النزويل، ثم ما ينبني على جتاوز الرتتيب املصحفي من سلبية تقدح يف التفسري املوضوعي،<br />
ثم بينت التجديد يف املنهجية من وجهة نظري، فاملناسبة والوحدة املوضوعية واملقاصد<br />
للسورة القرآنية أصل يف املنهجية، ثم دراسة تطبيقية تربهن صحة التجديد يف املنهجية<br />
ورضورته، ثم أوضحت املنهج العام املعدل للتفسري املوضوعي للموضوع القرآين والقواعد<br />
والرشوط اللزمة لهذا العلم، ثم كانت اخلامتة حيث قدمت فيها نتائج الدراسة.<br />
واهلل أساأل أن يجزي مشايخنا خري اجلزاء، وأن يوفقنا إىل كل ما يرضيه.<br />
212
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
متهيد:<br />
ما بني الدعوة إىل التفسري املوضوعي ووضع منهجية له:<br />
تقرأ فيه:<br />
● ●مفهوم التفسري املوضوعي للموضوع القرآين<br />
● ●الدعوة إىل التفسري املوضوعي للقرآن وليدة القرن الرابع الهجري!<br />
● ●منهجية البحث يف التفسري املوضوعي للقرآن وليدة القرن الرابع عرش الهجري.<br />
مفهوم التفسري املوضوعي:<br />
التفسري املوضوعي مركب وصفي من كلمتي التفسري واملوضوعي، ول بد لدراسة<br />
مفهومه لصطلحي، من الوقوف على املعنى اللغوي جلزئي املركب واملعنى لصطلحي<br />
لهما.<br />
التفسري يف اللغة:<br />
التفسري مصدر على وزن )تفعيل( ، والثلثي منه )فَرسَ َ( ، ويُقال: فَرسَ َ الشيء فَرسْ ً،<br />
وفَرسَّ َ يُفرس تفسرياً، والفَرسْ : أصل يدل على بيان الشيء وإيضاحه ويدلرّ على بيان املعنى<br />
املعقول )1( .<br />
ويف لسان العرب الفرس: كشف املغطى )2( ، ويف الكليات الفرس: لستبانة والكشف،<br />
ومن لستعمال املادي للفرس: التفرسة: وهي عينة البول التي تكشف عن املرض )3( .<br />
وترى أقوالهم تلتقي يف أن الفَرسْ : بيان الشيء وإيضاحه، وكشفه سواء أكان يف كشف<br />
املحسوس، كما يف عينة البول، أو يف كشف املعاين املعقولة واستعماله يف الثاين أكرث.<br />
التفسري يف االصطالح:<br />
من السابقني يقول الإمام الزركشي )794ه( : »التفسري علم يُفهم به كتاب اهلل<br />
املنزل على نبيه حممد صلى اهلل عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه...«<br />
)4( . ومن املحدثني يقول الشيخ حممد علي سلمة )1361ه( - يف كتابه منهج الفرقان:<br />
»التفسري علم يبحث فيه عن أحوال القرآن املجيد من حيث دللته على مراد اهلل بقدر الطاقة<br />
البرشية« )5( .<br />
213
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
املوضوع يف اللغة:<br />
من وضع: والوضع يدل على اخلفض أو احلط )6( وضده الرفع، تقول وضعه يضعه<br />
وضعاً وموضوعاً، وَوَضَ ع الشيء إىل الأرض: أنزله أو أثبته )7( .<br />
املوضوع يف االصطالح:<br />
املوضوع عند املناطقة: »هو حمل العرض املختص به، أو الأمر املوجود يف الذهن« )8( ،<br />
وعند الفلسفة: »املدرك« )9( ، وعند اللغويني: من وضع الشيء موضعه ومواضعه، واخلياط<br />
يُوَسضّ ع القطن على الثوب توضيعاً )10( ، ومن هنا قالوا املوضوع: »املادة التي يبني عليها<br />
املتكلم أو الكاتب كلمه« )11( .<br />
وميكننا تعريف املوضوع القرآين باأنه: جمموعة من الآيات- جمتمعة يف سورة، أو<br />
متفرقة يف سور القرآن الكرمي- حتمل حقائق ومعاين تعالج قضية ما حمققةً هدفاً قرآنياً<br />
أراده اهلل املتكلم به أو أكرث.<br />
التفسري املوضوعي للموضوع القرآني يف اصطالح العلماء:<br />
»هو جمع الآيات القرآنية املتفرقة املتعلقة مبوضوع ما، وتفسريها حسب املقاصد<br />
القرآنية« )12( .<br />
هذا هو مفهوم التفسري املوضوعي للموضوع القرآين، ومن العلماء من عدرّ دراسة الوحدة<br />
)14(<br />
املوضوعية للسورة القرآنية )13( ، ودراسة املصطلح القرآين أقساماً للتفسري املوضوعي<br />
، ولكن الوحدة املوضوعية واملصطلح القرآين، الأظهر أنها من مقتضيات التفسري التحليلي<br />
لسور القرآن الكرمي، كما سيتضح أنها من اخلطوات املنهجية للتفسري املوضوعي للموضوع<br />
القرآين، يقول الدكتور عبد الستار فتح اهلل سعيد: »وقد عدرّ بعض العلماء يف هذا النوع ما<br />
سُ مي »بالوحدة املوضوعية« يف القرآن كله، أو يف سورة منه، وأرى واهلل أعلم أن هذا الرضب<br />
من الدراسات ل يدخل يف التفسري املوضوعي« )15( .<br />
بدايات التفسري املوضوعي:<br />
الدعوة إىل التفسري املوضوعي وليدة القرن الرابع اهلجري!<br />
لقد حظي التفسري املوضوعي للموضوع القرآين باهتمام بالغ يف هذا العرص، حيث<br />
تعددت دواعيه وتنوعت جمالت الدراسة فيه، ولستُ مبالغاً إن قلت: التفسري املوضوعي<br />
من مسهمات تطور املنهجية العلمية يف البحث، ومن مفرزات احلاجة البرشية املتنامية<br />
واملتجددة عرب الزمان واختلف املكان، فاملفرس املوضوعي يعرض حاجة عرصه،<br />
214
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وجتربته وجتربة العامة على القرآن الكرمي، حماوراً آيات املوضوع ذات العلقة ومستنبطاً<br />
منها ما ميكن أن يفي باحلاجة، فيبداأ من الواقع لينتهي بالقراآن الكرمي، ليتوافق بذلك<br />
مع حال القراآن يف الصدر االأول، عندما كانت تنزل آياته معاجلة ملواقف يف حياة النبي<br />
صلى اهلل عليه وسلم وصحابته الكرام عليهم الرضوان.<br />
ومع قناعتي بهذا فاإنني أخالف من يزعم من الباحثني أن هذا اللون من التفسري مل<br />
يربز يف جهود املفرسين قدمياً )16( كما سيتضح، وكذلك أخالف من بالغ فعدرّ نزول القرآن<br />
جنوماً وفق أسبابها بداية التفسري املوضوعي )17( ؛ لأن النازل كلم اهلل، والتفسري فهم<br />
املخاطبني ملراد اهلل من كلمه، لذلك ل يصلح أن يكون نزول القرآن وفق الأسباب بداية<br />
لهذا اللون من التفسري، كما أخالف من عدرّ تفسري النبي r للقرآن بالقرآن )18( - كتفسري<br />
الظلم بالرشك- بداية له؛ لأن العلماء يرون التفسري املوضوعي جمع كل الآيات املتفرقة<br />
املتعلقة مبوضوع ما ودراستها، ل الربط بني آيتني.<br />
ويبدو أن أهمية البحث يف التفسري املوضوعي ورضورته كانت متبلورة يف أذهان<br />
العلماء السابقني، حتى غدت دعوات إليه على ألسنتهم، بدليل أنه كان يف املقابل من يطعن<br />
يف القرآن من حيث طريقة معاجلته املوضوعات، فهذا الإمام اخلطابي )388ه( - يف<br />
رسالته )البيان يف إعجاز القرآن( يدعو إىل التفسري املوضوعي، وأن اهلل يبلو عباده يف<br />
جمع املفرتق من املوضوع الواحد، يف رده على شبهة من قالوا إن القرآن مل ياأت يف تاأليفه<br />
على سبيل التفصيل والتقسيم للمعاين واملوضوعات كاملعهود يف التاأليف، حيث يقول:<br />
»وأما قولهم: لو كان نزول القرآن على سبيل التفصيل والتقسيم، فيكون لكل نوع من أنواع<br />
علومه حيز وقبيل، لكان أحسن نظماً وأكرث فائدة ونفعاً، واجلواب: إنه إمنا نزل القرآن على<br />
هذه الصفة من جمع أشياء خمتلفة املعاين يف السورة الواحدة ويف الآية الواحدة ويف<br />
الآيات املجموعة قليلة العدد لتكون أكرث لفائدته وأعم لنفعه، ولو كان لكل باب منه قبيل،<br />
ولكل معنى سورة مفردة مل تكرث عائدته، ولكان الواحد من الكفار واملعاندين املنكرين له ل<br />
تقوم عليه احلجة به إل يف النوع الواحد الذي تضمنته السورة الواحدة فقط، فكان اجتماع<br />
املعاين الكثرية يف السورة الواحدة أوفر حظاً وأجدى نفعاً، وقد أحب اهلل عز وجل أن ميتحن<br />
عباده ويبلو طاعتهم واجتهادهم يف جمع املفرتق منه وتنزيله وترتيبه« )19( .<br />
فهذه أسبق إشارة رصيحة وقفت عليها تدعو إىل التفسري املوضوعي بجمع الآيات<br />
املتفرقة يف املوضوع الواحد، بل قول الإمام اخلطابي اشتمل على البادرة الأوىل يف<br />
منهجية التفسري املوضوعي- كما سنوضحه يف املبحث الأول- والغريب أن الباحثني<br />
الذين تناولت مناهجهم يف حديثهم عن نشاأة هذا اللون من التفسري مل يشريوا إىل هذا.<br />
215
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
منهجية البحث يف التفسري املوضوعي للقرآن:<br />
وليدة القرن الرابع عشر اهلجري:<br />
نعم الإشارات والدعوات إىل التفسري املوضوعي قدمية، والدراسات العملية فيه امتدت<br />
عرب عصورالإسلم، ولكنرّ وضع منهجية نظرية للبحث يف التفسرياملوضوعي مفصلة ساأن<br />
حديث، وهو ساأن كثري من العلوم الأخرى التي كان السابقون يتعاملون معها مبنهجية<br />
ثابتة تعارفوا عليها والتزموها، وإن مل يسطروها أو يصطلحوا لها مصطلحاً.<br />
وأبحاث العلماء السابقني يف التفسري املوضوعي من ناحية عملية غنية عن الذكر<br />
والتدليل، فقد بحث سلفنا يف قضايا عقدية أو فقهية، فجمعوا آياتها من القرآن، وما يتعلق<br />
بها يف السنة من أحاديث، ودرسوها موضوعياً ضمن تفاسريهم.<br />
فمثلً ترى الإمام الطربي )310ه( عند أول آية وردت يف القرآن الكرمي تتحدث عن<br />
اخلمر يف سورة البقرة ]آية 219[ عالج املوضوع بصورة متكاملة، حيث ضم إىل هذه الآية<br />
آية سورة النساء ]43[ وآية سورة املائدة ]90- 91[ والروايات املاأثورة فيها )20( .<br />
ومثلً ترى الإمام الرازي )606ه( توقف عند آية سورة البقرة ]154[ ليتحدث عن<br />
حقيقة حياة الشهداء بعد استشهادهم وقبل دخولهم اجلنة، وجمع إليها آيات سورة آل عمران<br />
]169- 171[ التي تدل على أنهم أحياء يرزقون فرحون مبا آتاهم اهلل من فضله )21( .<br />
ومثلً ترى الإمام ابن كثري )774ه( عند تفسريه قوله تعاىل: {لَ تُدْرِكُ هُ الْ أَبْصَ ارُ {<br />
]الأنعام: 103[ تناول الآراء يف روؤية اهلل عز وجل يف الآخرة، وجمع الآيات الدالة على ذلك،<br />
آية سورة القيامة ]22- 23[ وآية سورة املطففني ]15[ والأحاديث )22( .<br />
ولكن ل ترى هذا الساأن عند سلفنا املفرسين مضطرداً يف كل موضوعات القرآن<br />
الكرمي، وقد تراهم ل يجمعون كل الآيات ذات العلقة باملوضوع، فلو رجعت إىل ما كتبه<br />
الإمام ابن كثري عند آية الأنعام ]103[ لرأيته جمع الآيات والأحاديث الدالة على روؤية اهلل<br />
يف الآخرة، ولكنه مل يوجه الآية التي تعلق بها املخالف يف قوله تعاىل: } قَالَ لَنْ تَرَينِ {<br />
]الأعراف: 143[. كما أفرد بعض العلماء مصنفات تدل على العناية يف موضوعات قرآنية<br />
نحو »التبيان يف أقسام القرآن« للإمام ابن القيم )751ه( .<br />
وأول من سطر من املحدثني معامل منهجية مفصلة يف التفسري املوضوعي للموضوع<br />
القرآين حممد حممود حجازي يف عام )1390ه( ، وتتابع بعده الباحثون وهذا ما سيتضح<br />
يف املبحث الأول.<br />
216
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املبحث األول:<br />
مناهج سطرها باحثون حمدثون يف التفسري املوضوعي:<br />
للموضوع القرآني- عرض ونقد:<br />
تقراأ فيه:<br />
● ●منهج التفسري املوضوعي للموضوع القرآين يف نظر:<br />
د. حممد حممود حجازي.<br />
217<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
د. أحمد السيد الكومي.<br />
د. عبد احلي الفرماوي.<br />
د. عبد الستار فتح اهلل سعيد.<br />
د. مصطفى مسلم.<br />
د. عبد اجلليل عبد الرحيم.<br />
د. زياد الدغامني.<br />
د. سلح اخلالدي.<br />
● ●النتائج النقدية العامة.<br />
أذكر بعض املناهج التي سطرها باحثون حمدثون يف التفسري املوضوعي للموضوع<br />
القرآين، حسب السبق الزمني لرنى هل من جتديد يف حتديد املنهجية عند املتاأخر عن<br />
املتقدم، أم هي التبعية والتفنن يف العرض فحسب، وكان لختيار لأربعة مناهج متقدمة<br />
يف هذا العلم ثم متاأخرة.<br />
أول من حتدث عن املنهجية يف التفسري املوضوعي:<br />
اإلمام اخلطابي )388ه( رمحه اهلل:<br />
فما قاله يُعد نواة ما سطره املحدثون، بل ما كانت زياداتهم على ما قال إل ما<br />
تقتضيه منهجية البحث العلمي يف أي فن من الفنون أو علم من العلوم- كما سرتى- حيث<br />
قال: »وقد أحب اهلل عز وجل أن ميتحن عباده ويبلو طاعتهم واجتهادهم يف جمع املفرتق<br />
منه، ويف تنزيله وترتيبه« )23( ، فهما خطوتان يف نظره: جمع املفرتق يف املوضوع الواحد<br />
من الآيات يف سور القرآن، ثم تنزيلها وترتيبها حسب ما تقتضيه طبيعة املوضوع.
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
وإليك منهج التفسري املوضوعي كما هو يف نظر املحدثني حسب السبق الزمني، مع<br />
التعقيب عليها والنقد حسب ما يدعيه املقام )24( :<br />
أوالً- يف نظر الدكتور حممد حممود حجازي:<br />
هو أول من حتدث من املحدثني عن املنهجية يف التفسري املوضوعي يف كتابه الوحدة<br />
املوضوعية- يف عام )1390ه- 1970م( ، وجعلها يف اأربع خطوات )25( :<br />
جمع الآيات ذات املوضوع الواحد.<br />
218<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
ترتيبها حسب النزول.<br />
دراستها دراسة منهجية موضوعية متكاملة لتعطينا موضوعاً واحداً.<br />
التعرض ملناسبة الآيات يف سورها.<br />
تراه يلتقي مع ما قرره الإمام اخلطابي يف خطوتني مما ذكر، والدراسة املنهجية<br />
املوضوعية املتكاملة تقتضي حتديد عنارص املوضوع منتزعة من ذات الآيات، ودراسة<br />
تفسري الآيات مبا يحقق فهماً دقيقاً، كما أراده اهلل لذلك املوضوع، ولقد متيز يف اخلطوة<br />
الرابعة »التعرض ملناسبة الآيات يف سورها« عن غريه من الباحثني املتاأخرين عنه الذين<br />
كتبوا يف منهجية التفسري املوضوعي، وهذا مما سنتحدث عنه يف املبحث الثاين.<br />
ثانياً- يف نظر الدكتور أمحد السيد الكومي:<br />
حيث أفرد كتاباً يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين وكانت الطبعة الأوىل منه<br />
عام )1401ه- 1980م( وجعل املنهجية )26( يف التفسري املوضوعي يف خمس<br />
خطوات:<br />
جمع الآيات القرآنية التي تخدم املوضوع.<br />
ترتيبها حسب النرّزول، املكي ثم املدين، وما كان يف أول العهد املكي وما كان يف<br />
آخره وهكذا.<br />
العلمي.<br />
<br />
إزاحة ما قد يكون بني الآيات من موهم لختلف والتناقض.<br />
تفسري الآيات أثناء عرضها تفسرياً يفهم منه احلكمة يف إيرادها.<br />
إخراج املوضوع يف صورة متكاملة تامة البناء والإحكام مبراعاة رشوط البحث<br />
ولقد متيز عمن سبقه بالنص على مراعاة رشوط البحث العلمي يف إخراج املوضوع،<br />
وأما اخلطوة الثالثة عنده- إزاحة ما قد يوهم لختلف والتناقض- فهو مما تقتضيه
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الدراسة التفسريية للآيات التي نص عليها يف اخلطوة الرابعة، وما بينه يف بعض اخلطوات<br />
ذكره الدكتور حجازي جمملً بقوله: »دراسة الآيات دراسة منهجية موضوعية متكاملة«.<br />
ثالثاً- يف نظر الدكتور عبد احلي الفرماوي:<br />
حيث سطر يف كتابه »مقدمة يف التفسري املوضوعي« والذي فرغ من تاأليفه عام<br />
)1397ه- 1976م( )27( ، وعدرّ سبع خطوات )28( ملنهج التفسري املوضوعي:<br />
اختيار املوضوع القرآين املراد دراسته دراسة موضوعية.<br />
219<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
حرص الآيات التي تدور حول هذا الغرض القرآين.<br />
ترتيبها حسب نزولها على النبي r مع الوقوف على أسباب نزولها.<br />
التعرض ملعرفة مناسبات هذه الآيات يف سورها.<br />
تكوين املوضوع بجعله يف إطار مناسب وهيكل متناسق تام البناء متكامل الأجزاء.<br />
تكميل املوضوع مبا ورد من حديث الرسول صلى اهلل عليه وسلم إن احتاج الأمر ذلك.<br />
دراسة هذه الآيات دراسة موضوعية متكاملة.<br />
واحلق أنه كان متابعاً ملا جاء عند الدكتور حجازي والدكتور الكومي ولعلرّ الإضافة<br />
اجلديدة يف اخلطوة السادسة »تكميل املوضوع مبا ورد من حديث الرسول صلى اهلل عليه<br />
وسلم« وهي وإن كانت قد تدخل عند السابقني »بدراسة الآيات دراسة تفسريية منهجيةً«<br />
اعتباراً بدور السنة املبينة للقرآن، ولكن التنصيص عليها وإفرادها بالذكر له من الأهمية<br />
والرضورة ما له، ويوؤخذ عليه عدم النص على مراعاة رشوط البحث العلمي التي عدرّها<br />
الدكتور الكومي خطوة من املنهجية.<br />
رابعاً- يف نظر الدكتور عبد الستار فتح اهلل سعيد:<br />
ألف كتابه »املدخل إىل التفسري املوضوعي« عام )1486ه- 1985م( وأشار يف<br />
)30(<br />
مقدمته إىل تقدم الشيخ الكومي والفرماوي عليه يف التاأليف )29( ، وعدرّ ثماين خطوات<br />
ملنهج التفسري املوضوعي:<br />
املعرفة الدقيقة ملعنى »التفسري املوضوعي«.<br />
حتديد املوضوع القرآين املراد بحثه حتديداً دقيقاً من حيث املعنى.<br />
اختيار عنوان له من ألفاظ القرآن ذاته أو من معانيه.<br />
جمع الآيات الكرمية املتعلقة باملوضوع.
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
تصنيفها من حيث املكي واملدين وترتيبها حسب النزول ما أمكن.<br />
220<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
فهم الآيات الكرمية بالرجوع إىل تفسريها.<br />
تقسيم املوضوع إىل عنارص مرتابطة منتزعة من الآيات ذاتها.<br />
التقيد التام بقواعد التفسري املوضوعي: وهي للتزام بالعنارص املستفادة من<br />
القرآن للموضوع، وعدم إضافة عنارص للموضوع من مصدر آخر، والتقيد بصحيح املاأثور،<br />
وجتنب احلشو والتدقيق قبل التقعيد والتاأصيل.<br />
ترى الشيخ قد أحلق مبنهجية التفسري املوضوعي ما ليس منها: فاخلطوة الأوىل<br />
»معرفة املعنى الدقيق ملصطلح التفسري املوضوعي »واخلطوة الأخرية« التقيد التام بقواعد<br />
التفسري املوضوعي« هي من الرشوط املعتربة يف املفرس للموضوع القرآين، وليست من<br />
خطوات منهج التفسري املوضوعي، وأما ما عدا ذلك من خطوات فهو فيها متابع ملن قبله،<br />
ول جديد فيها، إل أنه متيز يف الدعوة إىل انتزاع عنارص املوضوع من الآيات ذاتها ل من<br />
غريها، ويف التنصيص على حتديد املوضوع القرآين حتديداً دقيقاً من حيث املعنى _ وهذا<br />
أمر مهم ليكون املوضوع تاماً، ولكي ل يدخل فيه ما ليس منه _ ويوؤخذ عليه ما أخذ على<br />
الدكتور الفرماوي.<br />
خامساً- يف نظر الدكتور مصطفى مسلم:<br />
حيث ذكر يف كتابه »مباحث يف التفسري املوضوعي« ثماين خطوات )31( ملنهجية<br />
التفسري املوضوعي للموضوع القرآين:<br />
اختيار عنوان للموضوع القرآين جمال البحث، وذلك بعد معرفة أبعاده ومعامله<br />
يف الآيات.<br />
جمع الآيات التي تبحث يف املوضوع، أو تشري إىل جانب منه.<br />
ترتيبها حسب زمن النزول.<br />
دراسة هذه الآيات من كتب التفسري.<br />
تسجيل العنارص الأساسية للموضوع من خلل الآيات.<br />
تفسري الآيات إجمالً وذكر املاأثور فيها.<br />
وضع خمطط للبحث.<br />
حتديد الأهداف املرجوة من البحث لإبراز حقائق وتوجيهات القرآن.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وهو بهذا كان موافقاً ملن قبله، حيث أكد على ما ذكره الدكتور عبد الستار فتح اهلل<br />
سعيد يف انتزاع عنارص املوضوع من الآيات، ويف اخلطوة السابعة قال: »وضع خمطط<br />
للبحث« وما هي إل من مقتضيات البحث العلمي ورشوطه التي سبقه إليها الدكتور الكومي،<br />
ولكنه أبرز رضورة حتديد الباحث الأهداف املرجوة من بحثه وهي خطوة رضورية، وإن<br />
كانت هي أيضاً من مقتضيات البحث العلمي.<br />
سادساً- يف نظر الدكتور عبد اجلليل عبد الرحيم:<br />
ذكر يف كتابه »التفسري املوضوعي يف كفتي امليزان« خمس خطوات ملنهجية<br />
التفسري املوضوعي )32( كان متابعاً فيها ملن سبقه وزاد عليها خطوتان:<br />
اختيار املوضوع القرآين املراد دراسته.<br />
221<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
جمع الآيات القرآنية ذات العلقة باملوضوع.<br />
ترتيبها حسب النزول ما أمكن.<br />
دراستها دراسة وافية من كتب التفسري.<br />
استنباط العنارص الأساسية للموضع وتصنيفها يف خطة.<br />
:<br />
)33(<br />
وزاد عليها<br />
Ú<br />
Ú<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Ú<br />
Ú<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
أن يكون املوضوع من الواقع.<br />
أن يُلم املفرس موضوعياً باملشكلة أو القضية إملام املختص بها.<br />
وهما ملحوظتان مهمتان ولكنهما تتعلقان بالرشوط املعتربة يف املفرس واملوضوع<br />
ل يف منهجية البحث، ولو قال يف امللحوظة الأوىل تنزيل آيات املوضوع على واقع<br />
املخاطبني لكانت منها.<br />
سابعاً- يف نظر الدكتور زياد الدغامني:<br />
أفرد كتاباً بعنوان »منهجية البحث يف التفسري املوضوعي للقرآن الكرمي« وعدرّ سبع<br />
خطوات )34( لهذه املنهجية:<br />
استقراء النصوص القرآنية حلرص الآيات املتعلقة باملوضوع.<br />
رضورة النظر يف املكي واملدين منها.<br />
ملحظة البعد التاريخي والبيئي.<br />
تصنيف املوضوع بذكر مقدماته وقضاياه وحتديدها.
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
للتفات إىل الواقع أثناء التفسري.<br />
222<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
استنباط اسم املوضوع من وحي القرآن الكرمي.<br />
ضوابط أخرى وذكر فيها: عدم الدخول إىل القرآن مبقررات سابقة، والتوفيق بني<br />
الآيات لإزاحة ما يوهم التعارض، وللتزام برشوط البحث العلمي.<br />
لقد متيز باخلطوة اخلامسة »للتفات إىل الواقع«- والذي يستدعي معاجلة واقع<br />
املخاطبني بالقرآن بتعزيز الإيجابي وتقليل السلبي ثم التخلص منه، وهو ما سنتحدث<br />
عنه يف املنهجية املعدلة- ولكن يوؤخذ عليه ما أورده يف اخلطوة الأخرية، فمنها ما هو من<br />
املنهجية، ومنها ما هو من الرشوط اللزمة يف املفرس، ويوؤخذ عليه ملحظته يف اخلطوة<br />
الثالثة قوله »ملحظة البعد التاريخي والبيئي« فهي مما تخص بعض املوضوعات نحو<br />
املتعلقة بالقصص القرآين، ولعل الأفضل أن يقول: دراسة جو النزول لآيات املوضوع، وهو<br />
ما سنبينه يف املبحث الثاين.<br />
ثامناً- يف نظر الدكتور صالح اخلالدي:<br />
لقد جعل املنهجية على ثالثة اأقسام )35( :<br />
♦ ♦القسم االأول: خطوات عامة:<br />
تسجيل الباحث أهدافه التي يريد حتقيقها من بحثه.<br />
حتديد مدى احلاجة املعارصة إىل بحثه.<br />
أن ل يكون للباحث غرض مسبق يريد حتقيقه.<br />
أن يطلع الباحث على الأبحاث والدراسات القرآنية السابقة.<br />
أن يقرأ الباحث قراءة عامة شاملة، ويطلع على كل ما له صلة ببحثه.<br />
تراه متيز يف اخلطوة الثانية التي ذكرها، وأما ما ذكره يف اخلطوة الثالثة والرابعة<br />
واخلامسة فما هي إل من الرشوط اللزمة يف الباحث والبحث، ول تصلح أن تصنف خطوات<br />
عامة يف املنهجية.<br />
♦ ♦القسم الثاين: اخلطوات املتعلقة باملنهجية اخلاصة للتفسري املوضوعي:<br />
قريبة.<br />
<br />
اختيار املوضوع القرآين للبحث على أن تكون له مادة واسعة يف القرآن.<br />
تسجيل الأسباب التي دفعته لختيار املوضوع.<br />
جمع الآيات التي تتحدث عن املوضوع، سواء باألفاظ رصيحة مبارشة أو باألفاظ
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
استخراج معاين الألفاظ السابقة التي اختارها من أمهات كتب اللغة.<br />
223<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
حرص الآيات التي استعملت املصطلحات الأساسية ملوضوعه والألفاظ املقاربة لها.<br />
تسجيل ما يدور حول الآيات التي استخلصها، من أسباب نزول ونسخ وقراءات<br />
صحيحة، وترتيبها حسب املكي واملدين وزمان النزول.<br />
قراءة تفسري الآيات من أمهات التفاسري.<br />
بيان الأبعاد املعارصة للآيات.<br />
استخلص الدللت والعرب واللطائف من الآيات.<br />
لطلع على الدراسات والأبحاث القرآنية اخلاصة املعارصة ذات الصلة<br />
مبوضوعه.<br />
يوؤخذ عليه يف اخلطوة الأوىل تقييده املوضوع املختار بسعة املادة يف القرآن،<br />
وذلك لأمر اهلل العام بتدبر كتابه، وترى تداخلً بني اخلطوة الثانية يف هذا القسم واخلطوة<br />
الأوىل والثانية يف القسم السابق، وترى أن اخلطوة الثالثة واخلامسة يف هذا القسم نفسه<br />
متشابهة، كما أن اخلطوات الرابعة والسادسة والسابعة والتاسعة، جاءت عند من سبقه<br />
جمملة يف قولهم »دراسة الآيات دراسة تفسريية وافية«، وكذا قوله يف اخلطوة الثامنة<br />
»بيان الأبعاد املعارصة للآيات« هي عند من سبقه »بيان واقعية الآيات«، ولعلرّه متيز يف<br />
دعوته بالطلع على الدراسات والأبحاث املعارصة ذات العلقة مبوضوع البحث، وإن<br />
كانت هي من مقتضيات البحث العلمي ل من منهجيته.<br />
♦ ♦القسم الثالث: وهذه اخلطوات جعلها حتت مرحلة الرتتيب والصياغة:<br />
إلقاء نظرة فاحصة على املادة التفسريية املجموعة أمامه نظرة منهجية بهدف<br />
إدراك فصولها ومباحثها.<br />
وضع خمطط منهجي موضوعي للبحث مفصل الفصول واملباحث.<br />
توزيع املادة التفسريية على فصول ومباحث املخطط.<br />
صياغة وكتابة الفصول مبباحثها وسلمتها.<br />
وضع اللطائف واللفتات يف مواضعها.<br />
الإخراج الفني املقبول.<br />
وهذه سبقت عند الباحثني قبله جمملة بدعوة الدكتور حجازي دراسة الأيات<br />
دراسة منهجية موضوعية متكاملة، والدكتورالكومي مبراعاة رشوط البحث العلمي،
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
والدكتورالفرماوي بتكوين إطار مناسب للموضوع وهيكل متناسق، وعند الدكتور فتح<br />
اهلل سعيد، »تقسيم املوضوع إىل عنارص متنوعة من الآيات«، وعند الدكتور مسلم بقوله:<br />
»تسجيل عنارصاملوضوع«، وعند الدكتور الدغامني »تصنيف املوضوع بذكر مقدماته<br />
وقضاياه وحتديدها« فاجلدة يف تفصيلها ل يف حقيقتها.<br />
النتائج النقدية العامة:<br />
بعد هذا العرض ملناهج أوردها باحثون معارصون للتفسري املوضوعي حسب السبق<br />
الزمني ملعرفة هل من جديد يف حتديد املنهجية، أو هي التبعية والتفنن يف العرض؟<br />
نخلص اإىل ما ياأتي:<br />
● ●غالب اجلِ درّة كانت يف العرض، أو يف تفصيل اللحق قضايا جمملة أوردها السابق،<br />
أرشت إليها يف مواضعها.<br />
والرشوط اللزمة<br />
)36(<br />
●من السلبيات العامة: اخللط بني خطوات املنهجية العلمية<br />
يف الباحث أو املبحوث )موضوع الدراسة( ، وهذه تكررت عند املتاأخرين بشكل واضح.<br />
224<br />
●<br />
ولقد متيز بعضهم يف بعض النقاط- أرشت إليها يف مواضعها- منها ما كان له<br />
علقة باملنهجية العلمية، ومنها ما له علقة مبقتضياتها كتلك التي أرشت إليها فيما<br />
يتعلق بالباحث أو املبحوث.<br />
هذه امللحظات النقدية العامة، إضافة لتلك امللحظات النقدية اخلاصة التي أوردتها<br />
عقب ذكر كل منهج.<br />
املبحث الثاني:<br />
التجديد يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآني:<br />
تقراأ فيه:<br />
●<br />
● ● بني الرتتيب املصحفي والرتتيب النزويل )التاريخي( .<br />
● ● سلبية تقدح يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين!<br />
● ● التجديد يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين سبيل التخلص من<br />
سلبيته: املناسبة، والوحدة املوضوعية، واملقاصد للسورة القرآنية أصل يف املنهجية.<br />
● ● دراسة تطبيقية تربهن صحة التجديد ورضورته.<br />
●املنهج العام املعدل يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
بني الرتتيب املصحفي والرتتيب النزولي )التارخيي( :<br />
بالنظر إىل تعريف التفسري املوضوعي ومنهجه الذي سبق بيانه، يتضح أن املفرس يف<br />
التفسري املوضوعي يُحاول تفسري آيات املوضوع حسب الرتتيب النزويل التاريخي ل حسب<br />
الرتتيب املصحفي. والرتتيب النزويل التاريخي: هو الذي تعرف به أزمنة نزول الآيات<br />
القرآنية املنجمة- املفرقة- حسب مشيئة اهلل لأسباب وظروف معينة وأزمنة نزول السور.<br />
وهو الذي يحتاج إليه املفرس تفسرياً موضوعياً، لرتتيب آيات املوضوع حسب أزمنة<br />
نزولها ما أمكنه ذلك، ملا لها من أثر يف فهم املوضوع القرآين، وهو شاق وظني غالباً<br />
لقلة الروايات الصحيحة فيه، يقول سيد قطب: »ذلك أن الرتتيب الزمني للنزول ل ميكن<br />
القطع فيه الآن بشيء- اللهم- إل من ناحية أن هذا قرآن مكي وهذا قرآن مدين على وجه<br />
الإجمال، على ما يف هذا من خلفات قليلة )37( ، وأما الرتتيب الزمني املقطوع به من<br />
ناحية زمن نزول كل آية أو كل جمموعة من الآيات أو كل سورة فيكاد يكون متعذراً، ول<br />
يكاد يجد الإنسان فيه اليوم شيئاً مستيقناً، إل يف آيات معدودات تتواتر بساأنها الروايات<br />
أو تقطع بساأنها بعض الروايات... وعلى كل ما يف حماولة تتبع آيات القرآن وسوره وفق<br />
الرتتيب الزمني للنزول من قيمة ومن مساعدة يف تصور منهج احلركة الإسلمية ومراحلها<br />
وخطواتها، فاإن قلة اليقني جتعل الأمر شاقاً، وجتعل النتائج ظنية وليست نهائية« )38( .<br />
ولقد حظيت آيات القرآن الكرمي بالرتتيبني، وكل منهما حلِ كم أرادها اهلل:<br />
فهو يف ترتيبه النزويل »منهج لتاأسيس دعوة وأسلوب إقناع بعقيدة، وطريقة تبشري<br />
وإنذار، ودحض كامل ملنطق الإحلاد« )39( ، وهو يف ترتيبه املصحفي- إضافة لذلك-<br />
»أسلوب حياة وبناء حضارة، ودستور للإنسان حميط بكل صغرية وكبرية من حاجاته<br />
ومطالبه...« )40( .<br />
وإذا كان الرتتيب النزويل أوفق حلال املخاطبني يف بدء الدعوة فاإن الرتتيب املصحفي<br />
بعد اكتمال الدين وإمتام النعمة وإقامة الدولة، أوفق حلال املوؤمنني مهما تباينت أحوالهم<br />
وتعددت أماكنهم وتباعدت أزمانهم إىل يوم الدين.<br />
سلبية تقدح يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآني!<br />
ملا كان الرتتيب النزويل ظنياً تقل فيه الروايات الدالة عليه، وكان الرتتيب املصحفي<br />
الأوفق حلال املخاطبني بعد اكتمال الدين وإمتام النعمة – {الْيَوْمَ أَكْ مَلْتُ لَكُ مْ دِينَكُ مْ<br />
وَأَمتْ َمْتُ عَ لَيْكُ مْ نِعْمَتِي وَرَضِ يتُ لَكُ مُ الِْ إسْ لَ مَ دِينًا} )3: املائدة( - مهما تباينت أحوالهم<br />
225
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
وتعددت أماكنهم وتباعدت أزمانهم، وكان حلِ كم أرادها اهلل- أرشنا إىل بعضها )41( ، وما<br />
خفي علينا أعظم- فاإن املفرس يف التفسري املوضوعي باجتزاء آيات موضوع ما من بني<br />
آيات موضوعات أخرى يف السورة يشتط بعيداً عن حكمة اهلل ومراده ومقصوده، ملا جعل<br />
آيات ذلك املوضوع مع تلك املوضوعات ضمن السورة الواحدة، لذلك كان على املفرس<br />
يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين أن يُراعي الرتتيب املصحفي، كما يحرص على<br />
الرتتيب الزمني ما أمكنه.<br />
بل إن التفسري املوضوعي يُذهب بوجه من وجوه إعجاز القرآن الكرمي، حيث جاء<br />
يف أعلى طبقات البلغة، مع تنقله بقارئه من موضوع إىل آخر دون تشتت ول تفكك، بل<br />
باأعلى درجات لنتظام وللتئام، يقول الدكتور فضل عباس »وإن لهذه الطريقة- التفسري<br />
املوضوعي- ماآخذ تقوى وتضعف وتزيد وتنقص تبعاً للمفرس نفسه، فمن املعلوم أن<br />
طريقة التفسري التي اعتدناها تهيئ لنا معرفة الإعجاز القرآين يف ألفاظه إفراداً وتركيباً،<br />
وينتقل يف الذهن من روضة إىل روضة، والتفسري املوضوعي يحرمه ذلك كله« )42( .<br />
التجديد يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآني:<br />
سبيل التخلص من سلبيته! ؟<br />
للتخلص من هذه السلبية ل بد من النظر فيما يقوم عليه الرتتيب املصحفي، ومراعاته<br />
يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين، وبهذا نحقق بعض احلِ كم أو جلرّها التي<br />
أرادها اهلل ملرّا تكلم بهذه الآيات بهذا الرتتيب وفررّق آيات املوضوع الواحد يف سور متعددة<br />
مقرتناً مبوضوعات أخرى.<br />
وبعد الدراسة والنظر راأيت اأن الرتتيب املصحفي يقوم على ثالثة اأسس:<br />
املناسبة بني آيات السورة.<br />
226<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
الوحدة املوضوعية للسورة.<br />
مقاصد السورة.<br />
ولتوضيح ذلك، وبيان اأصالتها يف منهجية التفسري املوضوعي، اأقول:<br />
أوالً- املناسبة:<br />
مفهومها: علل ترتيب أجزاء الكلم )43( ، وبها يعرف حسن رص الآيات، واتساق<br />
تراكيبها، وإحكام بنائها، ورس نظمها، وعلئق ترابطها، وكوامن تناسقها. يقول البقاعي:<br />
وموضوع علم املناسبات: أجزاء الشيء املطلوب علم مناسبته من حيث الرتتيب، وثمرته:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
لطلع على الرتبة التي يستحقها اجلزء بسبب ماله مبا وراءه وما أمامه من لرتباط<br />
والتعلق الذي هو كلحمة النسب )44( .<br />
وبناءً على مفهوم املناسبة وثمرة علمها تبني أن لكل جزء من الكلم علةً أو عللً يف<br />
ترتيبه مع غريه من أجزاء الكلم، وارتباطاً وتعلقاً كلحمة النسب، لذلك صح ما قلناه يف أن<br />
الرتتيب املصحفي من أسسه التي يقوم عليها املناسبة بني الآيات.<br />
وملا كان املفرس تفسرياً موضوعياً يجتزئ آيات موضوع ما من السور التي ورد<br />
فيها، ولها علل وروابط وعلئق، وحِ كم أرادها اهلل، كان ينبغي عليه أن يدرس مناسبة<br />
آيات املوضوع- الذي يبحثه- بعضها مع بعض من جهة، ومناسبة موضوع البحث<br />
للآيات السابقة عليه وعلقته بالآيات اللحقة به يف كل سورة ورد فيها مستفيداً من<br />
ظلل املوضوعات الأخرى يف السورة على موضوع بحثه من جهة أخرى، فيعزز بذلك<br />
موضوعه، ويضفي عليه لطائف وحِ كم، وبذلك ال يشتط بعيداً عن مراد اهلل حني جعل<br />
ذلك املوضوع يف ذلك املوضع من تلك السورة، وسيتضح الأمر جلياً عند تقدمي دراسة<br />
تطبيقية.<br />
واحلق أن مناسبة الآيات يف سورها عدرّها الدكتور حجازي من مقتضيات منهجية<br />
التفسري املوضوعي- كما سبق ذكره )45( - وتابعه على هذا الدكتور الفرماوي )46( ، ولكن<br />
مل تكن خطوة بارزة يف منهجية التفسري املوضوعي عند أكرث الباحثني فيه، ومل ينظر إليها<br />
على أنها تسهم يف حتقيق مراد اهلل يف نظم الآيات وحِ كم الرتتيب املصحفي، وأن املفرس<br />
بهذا قد جمع بني فوائد الرتتيب النزويل واملصحفي.<br />
ثانياً- الوحدة املوضوعية للسورة القرآنية:<br />
مفهومها: هي أمر كلي عام تتعانق حوله موضوعات السورة القرآنية الواحدة وتنشد<br />
إليه وجتتمع حوله الآيات )47( . لذلك كان كل موضوع يف السورة ينتظم مع املوضوعات<br />
الأخرى يف وحدة موضوعية، وهذا لنتظام ل يحققه إل الرتتيب املصحفي، الذي أراده اهلل<br />
املتكلم سبحانه بالقرآن.<br />
فاإذا قلنا إنه ينبغي على املفرس تفسرياً موضوعياً أن يتعرف على مناسبة آيات<br />
موضوع البحث ومناسبته ملا قبله وعلقته مبا بعده، فاإنه يلزمه أيضاً أن يعرف علقة<br />
موضوع البحث بالأمر العام الذي تتعانق حوله موضوعات السورة )أي الوحدة املوضوعية(<br />
، ليحقق له هذا معاين ولطائف، ويفتح له آفاقاً يف الفهم وعنارص يف رسم خطة موضوعه،<br />
وليحقق بذلك اجلمع بني حِ كم اهلل ومراده يف ترتيبه املصحفي عند اجتزاء بعض الآيات،<br />
ولعله يستشف مراد اهلل حني تكلم عن ذلك املوضوع يف تلك السور دون غريها.<br />
227
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
ويرى الإمام الشاطبي أنه ل ميكن فهم مراد املتكلم سبحانه إل بردرّ آخر الكلم على<br />
أوله، وأوله على آخره، وهو بفعله هذا يقف على الوحدة املوضوعية للسورة، حيث يقول<br />
»فاإن القضية وإن اشتملت على جمل فبعضها متعلق ببعض لأنها قضية واحدة نازلة يف<br />
شيء واحد فل حميص للمتفهم عن رد آخر الكلم على أوله، وأوله على آخره، واإذ بذاك<br />
يحصل مقصود الشارع يف فهم املكلف، فاإن فررّق النظر يف أجزائه فل يتوصل به إىل<br />
مراده، فل يصح لقتصار يف النظر على بعض أجزاء الكلم دون بعض« )48( .<br />
ثالثاً- مقاصد السورة القرآنية:<br />
مفهوم املقصد القراآين: هو الهدف والغاية امللحوظة يف السورة القرآنية مبجموعها<br />
أو يف آيات املوضوع القرآين- يف لفظها ومعناها- فهو املحصول منها وما ترمي إليه،<br />
)49(<br />
والآيات القرآنية رشح وتفصيل له، أو تعليل وإثبات له ليتحقق عند املخاطبني به.<br />
ويشرتط يف املقصد القرآين أن يكون قضية كلية عامة متعلقة باملخاطبني كافة<br />
)50(<br />
بالآيات القرآنية.<br />
واعلم أن مقاصد السورة القرآنية تتفرع عن مقاصد القرآن العامة التي أنزله اهلل<br />
من أجلها، وأجمع الأقوال أن مقصد القرآن الكرمي العام هو إثبات صدق النبي r، وحتقيق<br />
)51(<br />
الهداية يف العباد.<br />
وبناءً على املفهوم لصطلحي للمقصد القرآين، اتضح أن آيات السورة القرآنية ترشح<br />
املقصد من السورة وتفسصّ له أو تعلله وتثبته ليتحقق عند املخاطبني بها، فمن هنا تبني أن<br />
املقاصد القرآنية أساس يف الرتتيب املصحفي من جهة، كما تبني أن دراسة مقاصد السورة<br />
القرآنية التي ورد فيها موضوع البحث يف التفسري املوضوعي يحقق مراد اهلل، ويرتك أثراً<br />
جلياً واضحاً يف الدراسة املوضوعية لذلك املوضوع، ويربز معامله ويكشف حقائقه، بل<br />
يُسهم يف حتديد هدفه وحتقيقه، ويكون املفرس بذلك قد جمع بني حِ كم اهلل يف الرتتيب الذي<br />
نزل عليه القرآن، ويف الرتتيب املصحفي الذي استقر عليه كلم اهلل.<br />
واإليك الدراسة التطبيقية التي تدلل على صحة ما ذهبنا اإليه:<br />
دراسة قرآنية تطبيقية:<br />
أقدم هذه الدراسة العملية القرآنية أُثبت فيها أن دراسة الوحدة املوضوعية للسورة<br />
القرآنية ومقاصدها واملناسبة للآيات خطوة أصيلة يف منهج التفسري املوضوعي للموضوع<br />
القرآين:<br />
فلو أن مفرساً أراد أن يُعد دراسة عن الربا يف ضوء القرآن الكرمي، فاأول آيات حتدثت<br />
228
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
)52(<br />
عن الربا يف سورة البقرة- من آية )275( إىل آية )280( - ول أريد تتبع املواضع الأخرى<br />
؛ لأن غايتي إثبات ما ذهبت إليه ل إجراء دراسة متكاملة عن الربا.<br />
وللتدليل على ما سبق أبني الظلل التي تلقيها الوحدة املوضوعية لسورة البقرة<br />
ومقاصدها، ومناسبة آيات حترمي الربا فيها للآيات السابقة عليها وعلقتها بالآيات<br />
اللحقة بها.<br />
فالوحدة املوضوعية، والأمر العام الذي تتعانق حوله موضوعات سورة البقرة<br />
لستخلف يف الأرض، حيث حتدثت عن استخلف آدم عليه السلم- ثم طوت صفحات<br />
املستخلفني إىل آخر أمة سابقة على أمة حممد صلى اهلل عليه وسلم، فتحدثت عن استخلف<br />
بني إرسائيل مبينة أسباب نزع اخللفة منهم- حمذرة أمة الإسلم من الوقوع فيها- مبينة<br />
موقف بني إرسائيل من الدعوة الإسلمية يف املدينة ومواجهتهم لسيدنا رسول اهلل صلى<br />
اهلل عليه وسلم، ثم تتحدث الآيات عن موقف اجلماعة املسلمة يف أول نساأتها وإعدادها<br />
حلمل أمانة الدعوة والعقيدة واخللقة يف الأرض مبنهج اهلل، مبينة ما يلزمها من ترشيع<br />
على املستوى الفردي والأرسي واملجتمعي )53( .<br />
وأما مقاصدها فهو إقامة الدليل على أن القرآن كتاب هداية يُتَّبع، وإثبات سمو هذا<br />
الدين على ما سواه ببيان ترشيعاته التي حتقق مصالح املجتمع )54( .<br />
وأما مناسبة آيات حترمي الربا للآيات السابقة عليها: فالسابقة جاءت حتدثنا عن<br />
الإنفاق ومثوبته- كما يتخلل آيات حترمي الربا الدعوة لإيتاء الزكاة والتصدق والتذكري<br />
بالتقوى- وأما الآيات اللحقة لها فتحدثنا عن مرشوعية الدَّين وأحكامه وعن الرهان،<br />
وما ذلك إل من قواعد لقتصاد الإسلمي كنظام من أنظمة اخللفة يف الأرض، يقول سيد<br />
قطب »منذ الآن- آية )261( - إىل قرب نهاية السورة يتعرض السياق لإقامة قواعد النظام<br />
لقتصادي لجتماعي الذي يريد الإسلم أن يقوم عليه املجتمع املسلم...« )55( .<br />
قلت: والتناسب بينها قوي: فاإن كان الربا استغلل حاجة املحتاجني، فاإن الصدقة<br />
تسد حاجتهم، وإن كان الربا عنوان جشع النفس، فاإن الصدقة تطهري النفس وتهذيبها-<br />
{خُ ذْ مِنْ اأَمْوَالِهِمْ صَ دَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} )103: التوبة( - والتقوى ضابط<br />
للتزام ومانعة لستغلل.<br />
وأما ربط آيات حترمي الربا باآيتي الدرّين والرهان فهي مبثابة البديل للقضاء على<br />
الربا وذلك بالدرّين املوؤجل املكتوب إقراضاً هلل، أو املرهون مقابله به املشهود عليه، لتحفظ<br />
حقوق العباد من الضياع؛ لأن ضياعها يورث النزاع ويذهب سلمة لجتماع الذي به<br />
يصلح لستخلف.<br />
229
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
وبعد هذا العرض املوجز للوحدة املوضوعية لسورة البقرة ومقاصدها املتضمنة<br />
لآيات حترمي الريا- موضوع الدراسة- ومناسبة هذه الآيات ملا قبلها وعلقتها مبا<br />
بعدها، ليخرج املفرس لها تفسرياً موضوعياً بلطائف واأفكار وحماور ما تسنت له<br />
لوال ذلك واإليك هي:<br />
يجب على الأمة املستخلفة يف الأرض أن تسري وفق منهج اهلل ورشيعته يف<br />
عمارتها للأرض، وذلك يف كل اجلوانب والأنظمة- ومنها النظام لقتصادي- وأن اخلروج<br />
عن املنهج من دواعي نزع اخللفة- كما كان ساأن بني إرسائيل- وذهاب الدولة. )أُخذت<br />
هذه بالنظر إىل الوحدة املوضوعية يف السورة( .<br />
230<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يريد اهلل املجتمع املسلم املستخلف كاجلسد الواحد، والربا يقطع أوارص التلحم<br />
بني أعضاء املجتمع، بينما الصدقة تعززه، إذ هي سد حاجة املحتاجني والربا استغللها.<br />
)أُخذت هذه بالنظر إىل املناسبة بني آيات حترمي الربا وما قبلها يف الإنفاق( .<br />
الربا يورث الأمراض يف املجتمع كاجلشع والطمع والشح، بينما الصدقة تربي<br />
الإيثار واملحبة، فالأحكام الرشعية تقورّم أخلقيات املجتمع وحتقق مصالح للعباد<br />
ومعامل هداية فردية وجمتمعية. )أُخذت هذه بالنظر إىل مقاصد سورة البقرة واملناسبة<br />
بني الآيات(.<br />
يقرر الإسلم البدائل عما يحرمه، فبديل الربا التصدق أو الدَّين املوؤجل قرضاً<br />
حسناً مكتوب مشهود عليه أو مرهون مقابله به، مما يوؤكد سمو دين اهلل والتوازن فيه وعلو<br />
ساأنه وعظيم هدايته. )أخذت هذه بالنظر إىل مناسبة الآيات ملا قبلها وما بعدها ومقاصد<br />
السورة( .<br />
كما ميكنه أن يتحدث عما تربزه الآيات- مبناسبتها ومقاصد سورتها ووحدتها<br />
املوضوعية- من خصائص النظام لقتصاد الإسلمي الذي يقوم على قاعدة توزيع الرثوة<br />
يف املجتمع بدللة التاأكيد على الإنفاق وسدرّ جيوب الفقر، والتخلص من الطبقية وسلبيتها؛<br />
لأنه بالربا يوؤول املال إىل قلة يف املجتمع يتحكمون به.<br />
ومن خصائصه التي توؤكدها الآيات: أن هذا النظام يف الإسلم يوجب تنمية املال،<br />
فالزكاة والصدقة املضادتان للربا يف استغللها حاجة املحتاجني إمنا تكون يف املال<br />
النامي وحتمل صاحبها على تنميته، مما يعني حتريك عجلة لقتصاد ومنوه، وهوالذي<br />
يحقق قوة الدولة ويحقق استقرارها حيث التاآلف بني أفراد املجتمع والرضا املتبادل بني<br />
الساسة والرعية.<br />
وهذا قليل من كثري أفادته مناسبة آيات حترمي الربا للآيات السابقة وعلقتها بالآيات<br />
اللحقة عليها والوحدة املوضوعية لسورتها ومقاصدها.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
نتائج املبحث الثاني:<br />
يتبني لنا مما تقدم أن املناسبة والوحدة املوضوعية للسورة القرآنية ومقاصدها تعد<br />
أسلً يف منهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين.<br />
فاملفرس يف التفسري املوضوعي إذا قام بدراسة وافية ملناسبة آيات موضوع بحثه<br />
يف سورها وظلل املوضوعات الأخرى يف كل سورة على موضوع بحثه منتبهاً ملقاصد<br />
تلك السور ووحدتها، فاإن موضوع بحثه يتسِّ ع وتربز معامله وتنكشف حقائقه، كما تضفي<br />
عليه آفاقاً جديدة وأفكاراً عميقة ومعاين جليلة، يستخرجها حال النظر يف السورة تلو النظر<br />
والتدبر مع التفكر والتبرص، إذا عل ذلك الإخلص وصاحبه، ويكون بذلك قد أدرك مراد<br />
اهلل، أو كاد يدركه بل لعله يصيب حكمة اهلل، ملرّا جعل ذلك املوضوع يف ذلك املوضع من<br />
تلك السورة، ول يكون بذلك جمتزئاً لآيات موضوع بحثه من السور التي ورد فيها اجتزاء<br />
خملً، ول يكون بذلك متعدياً على حكمة اهلل ومراده، ول مستدركاً على اهلل يف ترتيب آيات<br />
كتابه، بل جامعاً بني احلِ كم من الرتتيب النزويل حيث واكب القرآن حال املخاطبني وقت<br />
نزوله، واحلِ كم من الرتتيب املصحفي الذي استقر عليه كلم اهلل خطاباً للناس يف كل مكان<br />
وعرب الزمان.<br />
املنهج العام املعدل يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآني:<br />
ل بد من حتديد املعنى لصطلحي للمنهج، حيث يسهم يف دقة الوصف والتحديد<br />
للخطوات املنهجية.<br />
املنهج لغةً: من نهج، وقالوا نهج الثوب: إذا بان فيه البِلَى، واملنهاج: الطريق الواضح،<br />
ونهج الطريق: أبانه وأوضحه، ونهجه: إذا سلكه، ونهج يل الأمر: إذا أوضحه )56( . ومن هنا<br />
يتضح أن املنهج طريق يتبع ويسلك للوصول إىل مراد أو ليتضح منه املراد، فهو عملي<br />
للوصول إىل نتائج عملية أو نظرية. وعليه فاملنهج يف البحث العلمي هو: اخلطة املرسومة<br />
املبنية على قواعد وأسس ينطلق منها الباحث يف بحثه فتضبط عمله كله للوصول إىل<br />
)57(<br />
حقيقة ما أو حتقيق هدف ما.<br />
لذلك اعرتضت على بعض الباحثني املعارصين – ممن ذكرت مناهجهم- يف خطوات<br />
ذكروها ملنهجية التفسري املوضوعي للموضوع القرآين، حيث أدخلوا فيها ما ليس منها.<br />
ومناهج املفرسين ل تختلف من حيث الأهداف؛ لأن املفرس يف التفسري التحليلي أو<br />
املوضوعي يدور مع مقاصد القرآن الكرمي، ويريد الكشف عن مراد اهلل، وإن اتخذ املفرس<br />
لنفسه هدفاً آخر يكون بذلك دخل إىل فهم القرآن الكرمي مبقررات سابقة توؤدي إىل التحكم<br />
باآيات القرآن الكرمي، واخلروج عن مراد اهلل.<br />
231
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
والأصول العامة يف املناهج ثابتة ل تتغري، فمثلً ما صح من املاأثور عن النبي<br />
صلى اهلل عليه وسلم مقدم على غريه، وما صح عن الصحابة رضي اهلل عنهم فيما له حكم<br />
املرفوع مقدم على ما كان حكمه املوقوف وهكذا.<br />
وقد يوؤثر اختلف الثقافات والبيئات على منهاج املفرسين يف الفروع وأساليب<br />
العرض، فمثلً يركز أكرث املفرسين يف زماننا على إظهار املضامني العلمية أكرث من إظهار<br />
املعاين البيانية، كما قد يفرتض زماننا على املفرس تفسرياً موضوعياً أسلوباً خاصاً يف<br />
تنزيل موضوع دراسته على الواقع، ومعاجلة تطلعات الأمة من خلله.<br />
واإليك املنهج العام املعدل من املناهج سابقة الذكر، فيما يصلح منها منطلقات<br />
عملية يسلكها الباحث يف التفسري املوضوعي والتجديد املقرتح، والقواعد والرشوط<br />
اللزمة لهذا العلم.<br />
اخلطوات املنهجية لعلم التفسري املوضوعي للموضوع القرآني:<br />
●اأوالً: حتديد الهدف ثم تعيني املوضوع املحقق له، وبيان أهميته.<br />
232<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●ثانياً: جمع الآيات ذات العلقة مبوضوع الدراسة، سواء املرتبطة به ارتباطاً<br />
مبارشاً أو املتعلقة مبعانيه.<br />
●ثالثاً: ترتيبها حسب زمن النزول ما أمكن ذلك.<br />
●رابعاً: دراسة تفسري الآيات دراسة وافية مع الرتكيز على معرفة سبب النزول وجو<br />
النزول وصحيح املاأثور، ورفع ما يوهم التعارض.<br />
●خامساً: الوقوف على الظلل واملعاين التي تكشفها مناسبة آيات املوضوع يف كل<br />
سورة ترد فيها مع ما قبلها وما بعدها، ومقاصد تلك السور ووحدتها املوضوعية، فاإنه<br />
ثمة حكمة هلل أرادها عندما جعل آيات ذلك املوضوع يف تلك السور مبقاصدها ووحداتها<br />
املوضوعية، يف تلك املواضع ومناسباتها يف تلك السور، ولعل الباحث بذلك يهتدي ملراد<br />
اهلل، ول يتجاوز حكمة اهلل بالرتتيب املصحفي، ويتسع موضوعه وتتفتح له فيه آفاقٌ جديدة<br />
ومعاين جليلة.<br />
●سادساً: تنزيل الآيات على الواقع وللتفات إليه، وذلك بوضع اليد على املشكلت<br />
الواقعة التي ميكن معاجلتها باملوضوع واحلاجات القائمة التي يفي بها، فيعرض املفرس<br />
املوضوعي حاجة عرصه وحال املخاطبني على القرآن الكرمي، فيبدأ من الواقع لينتهي مبا<br />
أراده اهلل إسلحاً لعباده يف كتابه ليتوافق بذلك مع حال القرآن الكرمي يف وقت نزوله،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
واعلم أنه مبعرفة زمن نزول الآيات وسببه يعرف جو نزولها، الذي يطلعك على كيفية<br />
معاجلة القرآن الكرمي للقضايا يف احلياة الإسلمية يف صدرها الأول، لتفيد منها أساليب<br />
يف معاجلتك ما يستجد يف احلياة، كما أنه يساعدك يف حتقيق فاعلية اخلطاب القرآين،<br />
واستثمار نتائجه مبعرفة احلال والظرف ومقابلة الواقع بالواقع.<br />
●سابعاً: تكميل دراسة املوضوع بدراسة ما ورد يف السنة، مما له علقة باملوضوع<br />
مبارشة.<br />
233<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●<br />
●ثامناً: تقسيم املوضوع إىل عنارص منتزعة من ذات الآيات مرتابطة، حسب<br />
املنهجية العلمية يف البحث العلمي.<br />
●تاسعاً: الدراسة املنهجية للموضوع.<br />
●عارشاً: عرض املادة العلمية.<br />
●احلادي عرش: التقومي، وذلك بالنظر يف مدى حتقق حقائق القرآن يف موضوع<br />
الدراسة يف واقع حياة املخاطبني بكلم اهلل، أو كيفية إمكان حتقيقها.<br />
القواعد والشروط الالزمة هلذا العلم:<br />
●اأوالً: اختيار عنوان املوضوع من ألفاظ القرآن الكرمي.<br />
●ثانياً: واقعية الهدف املرجو، والذي يعني واقعية املوضوع لنسري بذلك سري القرآن<br />
الكرمي، حيث كانت الآيات تنزل عقب موقف ما ملعاجلته.<br />
●ثالثاً: أن ل يكون للباحث غرض خاص.<br />
●رابعاً: إدراك احلاجة الواقعية للموضوع.<br />
●خامساً: إملام املفرس باملوضوع املراد معاجلته إملام املتخصص.<br />
●سادساً: عدم الدخول إىل املوضوع مبقررات سابقة لكي ل يخرج باملوضوع عن<br />
قرآنيته، وإمنا يخرج بحقائق القرآن كما أرادها اهلل.<br />
●سابعاً: للتزام بالعنارص املنتزعة من ذات آيات املوضوع ولستغناء عن غريها<br />
لتكون دراسة قرآنية خالصة.<br />
●ثامناً: التقيد بقواعد التفسري من الأخذ بصحيح املاأثور...<br />
●تاسعاً: مراعاة عامة رشوط وقواعد البحث العلمي، كالتوثيق ولطلع على<br />
الدراسات والأبحاث السابقة وجتنب احلشو...
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
اخلامتة:<br />
احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات، والسلة والسلم على سيد املرسلني وبعد:<br />
بعد هذه الرحلة يف جنبات الدراسات القرآنية والعيش يف ظلل القرآن وصحبة العلماء<br />
الربانيني يف كتبهم، اأقدم هذه النتائج العامة:<br />
.1التفسري 1 املوضوعي من مسهمات تطور املنهجية العلمية يف البحث، ومن مفرزات<br />
احلاجة البرشية املتنامية املتجددة عرب الزمان.<br />
.2الدعوة 2 إىل التفسري املوضوعي ووضع منهجية جمملة له وليدة القرن الرابع<br />
الهجري، ووضع املنهجية املفصلة وتفعيل دوره يف تفسري قضايا القرآن، وتنزيله على<br />
الواقع وليدة القرن الرابع عرش الهجري.<br />
.3غالب 3 اجلدة عند الباحثني املعارصين يف عرض املناهج أو تفصيل اللحق<br />
لقضايا جمملة أوردها السابق، مع متيز قليل عند املتاأخرين من الباحثني املعارصين عن<br />
املتقدمني منهم.<br />
.4عدم 4 وضوح مصطلح املنهج يوؤدي إىل اخللط وإحلاق ما ليس من املنهج فيه،<br />
كالرشوط اللزمة يف الباحث واملبحوث والقواعد، وهذا مما وقع فيه بعض الباحثني.<br />
.5املقاصد 5 والوحدة املوضوعية للسور التي يرد فيها موضوع الدراسة يف التفسري<br />
املوضوعي، واملناسبة بني آيات املوضوع والآيات السابقة عليها، وعلقتها بالآيات<br />
اللحقة بها، أصول يف املنهجية يف التفسري املوضوعي وجتديد فيها، يُخَ لص الباحث من<br />
سلبية تقدح يف التفسري املوضوعي للموضوع القرآين مبجاوزته حِ كم اهلل املرادة يف ترتيب<br />
املصحف، وتفتح له آفاقاً جديدة، وأفكاراً عميقة، ومعاين جليلة، يستخرجها حال النظر تلو<br />
النظر، والتدبر مع التفكر والتبرص، إذا عل ذلك الإخلص وصاحبه، وليجمع الباحث يف<br />
ذلك بني احلِ كم املرادة من ترتيب القرآن النزويل ومن ترتيبه املصحفي.<br />
.6الدراسة 6 التطبيقية تربهن صحة التجديد الذي ذكرنا، وتوؤكد رضورته يف منهجية<br />
التفسري املوضوعي للموضوع القرآين.<br />
وأخرياً أساأل اهلل أن يجزي مشايخنا خري اجلزاء، وأن يوفقهم ويوفقنا إىل كل ما<br />
يرضيه عنا.<br />
234
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اهلوامش:<br />
1ابن . 1 فارس، أحمد، )395ه( ، معجم مقاييس اللغة، حتقيق عبد السلم هارون، دار الفكر،<br />
بريوت، ط1979م )ص837( .<br />
. 2ابن منظور، حممد بن مكرم، )711ه( ، لسان العرب، دار صادر، بريوت، ط1968<br />
2 م<br />
. )55 /5(<br />
3 م،<br />
)ص260( .<br />
. 3الكفوي، حممود بن سليمان، )990ه( ، الكليات، موؤسسة الرسالة، بريوت، ط2، 1998<br />
4الزركشي، . 4 حممد بن بهادر، )794 ) الربهان يف علوم القرآن، حتقيق املرعشلي وآخرون،<br />
دار املعرفة، بريوت، ط2، 1994م، )2/ 276( .<br />
5سلمة، . 5 حممد علي، )1361ه( ، منهج الفرقان يف علوم القرآن، حتقيق حممد املسري،<br />
نهضة مرص، ط2002 )6/ 2( .<br />
. ) 6<br />
. 6ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، )ص1094<br />
7ابن . 7 منظور، لسان العرب، )15/ ) 325 . جممع اللغة العربية، املعجم الوسيط، دار عمران،<br />
القاهرة، مل تذكر السنة، )2/ 1081( . الراغب الأصفهاين، حسني، )502ه( ، املفردات،<br />
حتقيق صفوان داوودي، دار القلم، دمشق، ط1، 1992م، )ص874( .<br />
8اجلرجاين، . 8 علي بن حممد، )816ه( ، التعريفات، حتقيق الأبياري، دار الكتاب العربي،<br />
بريوت، ط9، 1985، )ص305( .<br />
. 9جممع اللغة العربية، املعجم الوسيط، )2/ 1081<br />
10الزخمرشي، حممود بن عمر، أساس البلغة، دار إحياء الرتاث العربي، بريوت، ط1<br />
2001م، )ص826( .<br />
1 جممع اللغة العربية، املعجم الوسيط، القاهرة، )2/ 1081<br />
1212انظر: حجازي، حممد حممود، )1390ه( ، الوحدة املوضوعية، دار الكتب احلديثة،<br />
مرص، ط1970م، )ص24( . الفرماوي، عبد احلي، مقدمة يف التفسري املوضوعي، مل<br />
تذكر الدار، ط4، 1989م، )ص52( . مسلم، مصطفى، مباحث يف التفسري املوضوعي،<br />
دار القلم، دمشق، ط1، 1991م، )ص16( . اخلالدي، سلح، التفسري املوضوعي بني<br />
النظرية والتطبيق، دار النفائس، عمان، ط1، 1997م، )ص30( . عبد الرحيم، عبد<br />
اجلليل، التفسري املوضوعي يف كفتي ميزان، مل تذكر الدار، ط1، 1992م، )ص34( .<br />
اخلضريي، حممد، مقال بعنوان: )مقدمة يف التفسري املوضوعي( ، جملة البيان، العدد<br />
)24( لعام 1993م.<br />
. ) 9<br />
، 10<br />
. ) 11<br />
235
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
. ) 13<br />
. ) 14<br />
15<br />
. ) 17<br />
. ) 18<br />
236<br />
16<br />
20<br />
13انظر: حجازي، الوحدة املوضوعية، )ص25<br />
14انظر: اخلالدي، التفسري املوضوعي بني النظرية والتطبيق، )ص52- 56<br />
15 فتح اهلل سعيد، عبد الستار، املدخل إىل التفسري املوضوعي، دار التوزيع والنرش<br />
الإسلمية، القاهرة، مل تذكر الطبعة، ول تاريخها، )ص24- 25( .<br />
16 انظر: الدغامني، زياد خليل، منهجية البحث يف التفسري املوضوعي، دار البشري، عمان،<br />
ط1، 1995م، )ص8( .<br />
17انظر: عبد اجلليل، التفسري املوضوعي يف كفتي امليزان، )ص5- 15<br />
18انظر: اخلالدي، التفسري املوضوعي بني النظرية والتطبيق، )ص32<br />
1919اخلطابي، حمد بن إبراهيم، )388ه( ، البيان يف إعجاز القرآن، حتقيق حممد خلف اهلل<br />
وحممد زغلول، دار املعارف، القاهرة، ط4، )ضمن كتاب ثلث رسائل يف الإعجاز،<br />
)ص54( ) .<br />
20 انظر: الطربي، حممد بن جرير، جامع البيان، ضبطه وعلق عليه حممود شاكر، دار إحياء<br />
الرتاث العربي، بريوت، ط1، 2001م، )2/ 421- 437( .<br />
21 انظر: الرازي، حممد بن عمر، التفسري الكبري، حتقيق وطباعة دار إحياء الرتاث العربي،<br />
21<br />
بريوت، ط1، 1995م، /2( -125 )126 .<br />
2<br />
العربي، بريوت، ط1، 2000م، )2/ 164- 166( .<br />
. ) 23<br />
24<br />
22 انظر: ابن كثري، إسماعيل، تفسري القرآن العظيم، حتقيق وطباعة دار إحياء الرتاث<br />
23اخلطابي، البيان يف إعجاز القرآن ضمن ثلث رسائل يف الإعجاز، )ص54<br />
24 لنتقاد ليس انتقاصاً، وكان الأستاذ الدكتور فضل عباس رحمه اهلل يدعو طلب العلم<br />
إجلل العلماء وعدم انتقاص ذواتهم، واجلرأة يف العلم ل على العلماء، وما املعارضة<br />
والتعقب والنقد إل قوة للعلم وإحقاقاً للحق، أو بحثاً عنه، فالكمال ليس من ساأن البرش،<br />
وإمنا هو لرب البرش.<br />
25حجازي، الوحدة املوضوعية، )ص25<br />
. ) 25<br />
، 26<br />
1980م، )ص23- 24( .<br />
27 م(_<br />
26الكومي، أحمد السيد، التفسري املوضوعي للقرآن الكرمي، دار الهدى، القاهرة، ط1<br />
27كانت للشيخ الكومي مذكرات تدرس يف الأزهر قبل طبعها يف كتاب عام )1980<br />
موجودة منها نسخة خمطوطة يف مكتبة الأستاذ الدكتور فضل عباس رحمه اهلل_<br />
وبذلك هو سابق على الدكتور الفرماوي، حيث اعتمد على هذه املذكرات ورجع إليها يف<br />
ذكره خطوات املنهج، انظر )ص62( من كتاب الفرماوي.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
2828الفرماوي، مقدمة يف التفسري املوضوعي، )ص61- ) 62 .<br />
2929فتح اهلل سعيد، املدخل إىل التفسري املوضوعي، )ص8 ) .<br />
3030املرجع السابق، )ص56- ) 58 .<br />
3131مسلم، مباحث يف التفسري املوضوعي، )ص37- ) 39 .<br />
3232عبد اجلليل، التفسري املوضوعي يف كفتي امليزان، )ص60 ) .<br />
333 املرجع السابق )ص71 ) .<br />
3434الدغامني، منهجية التفسري املوضوعي، انظر: )ص37- ) 45 .<br />
3535اخلالدي، التفسري املوضوعي بني النظرية والتطبيق، انظر: )ص61- 62( ، و )ص67-<br />
)68 ، و )ص70- )72 .<br />
3636يبدو أنه من الرضوري حتديد معاين املصطلحات، وهذا يُسهم يف دفع كثري من<br />
السلبيات، ولذلك سنحدد- إن شاء اهلل تعاىل- املعنى لصطلحي للمنهج لحقاً.<br />
3737يل دراسة مفصلة يف املكي واملدين تتبعت فيها الروايات مع دراسة أسانيدها واحلكم<br />
عليها والرتجيح يف مواضع لختلف وتعدد الروايات، ضمن رسالة الدكتوراه، سائلً<br />
اهلل أن ييرس طباعتها.<br />
3838قطب، سيد، )1387ه( ، يف ظلل القرآن، دار إحياء الرتاث، ط7، 1971م، )3/ (. 728<br />
3939رشيف، حممد إبراهيم، اجتاهات التجديد يف التفسري يف مرص، دار الرتاث، ط1 ،<br />
1982م، )ص318( . وعطا، عبد القادر، عظمة القرآن، الكتب العلمية، ط1، 1984م،<br />
)ص132( .<br />
4040املرجعان السابقان بنفس صفحاتهما.<br />
4141راجع الصفحة السابقة.<br />
4242عباس، فضل حسن، اجتاهات التفسري يف مرص وسوريا، رسالة دكتوراة، 1352ه،<br />
كلية أصول الدين، جامعة الأزهر، مل تطبع، مودعة يف مكتبته. )ص170( ، وانظر:<br />
عبد الستار سعيد، املدخل إىل التفسري املوضوعي، حتت عنوان شبهات على التفسري<br />
املوضوعي، )ص90( .<br />
43 ه( ، مصاعد النظر للرشاف على مقاصد السور،<br />
43انظر: البقاعي، إبراهيم بن عمر، )885<br />
حتقيق عبد السميع حسنني، مكتبة املعارف، الرياض، ط1، 1978، )1/ 143( .<br />
237
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
444 انظر: البقاعي، إبراهيم بن عمر، نظم الدرر يف تناسب الآيات والسور، حتقيق عبد الرزاق<br />
مهدي، الكتب العلمية، بريوت، ط1، 1995م، )1/ 5( .<br />
45حجازي، الوحدة املوضوعية، )ص24<br />
46الفرماوي، مقدمة يف التفسري املوضوعي، )ص62<br />
47هذا التعريف صغته بناء على قراءة عامة يف كتاب الفراهي، حميد الدين، )1349<br />
دلئل النظام، مطبعة الدائرة احلميدية، ط 1988م<br />
4848الشاطبي، إبراهيم بن موسى، )790ه( ، املوافقات، حتقيق عبد اهلل دراز، دار ابن عفان،<br />
. ) 45<br />
. ) 46<br />
47 ه( ،<br />
ط1، 1997م /2( )375 .<br />
49<br />
49 انظر: علن، علي عبد اهلل، منهج املناسبات بني الآيات وتطبيقه على سورة الإرساء،<br />
رسالة ماجستري، باإرشاف أ.د. فضل عباس، كلية الدراسات العليا، اجلامعة الأردنية،<br />
،1999 مل تطبع، -42( )57 .<br />
50 املرجع السابق بنفس الصفحات.<br />
50<br />
51<br />
،] 52 ثم<br />
51 املرجع السابق بنفس الصفحات.<br />
52أعتقد أن أول آيات نزلت يف ذم الربا وأن اهلل ل يربيه آية سورة الروم املكية ]39<br />
آية آل عمران ]130[ التي حرمت الربا املضاعف، ثم آيات سورة البقرة التي حرمت<br />
الربا على إطلقه واشتملت على الوعيد وإعلن احلرب من اهلل على املرابني، وأفادت آية<br />
سورة النساء ]161[ أن حترمي الربا ترشيع عام على الأمم السابقة، فقد حرمه اهلل على<br />
أهل الكتاب من قبل.<br />
53انظر نحو هذا عند سيد قطب، يف ظلل القرآن، )1/ 22- 34<br />
. ) 53<br />
5454انظر: البقاعي، نظم الدرر، )1/ ) 24 . وابن عاشور، حممد الطاهر، التحرير والتنوير،<br />
نسخة مصورة، مل تذكر الدار ول تاريخ الطبعة، )1/ 203( .<br />
. ) 555<br />
56 م،<br />
انظر: قطب، يف ظلل القرآن، )1/ 444<br />
56أنظر: الرازي، حممد بن أبي بكر، خمتار الصحاح، دار الكتاب العربي، بريوت، ط 2004<br />
)ص329( ، والراغب، الأصفهاين، املفردات )ص825( .<br />
5757علن، منهج املناسبات بني الآيات وتطبيقه على سورة الإرساء، )ص40 ) .<br />
238
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
املصادر واملراجع:<br />
.1البقاعي، 1 إبراهيم بن عمر، مصاعد النظر للإرشاف على مقاصد السور، حتقيق عبد<br />
السميع حسنني، مكتبة املعارف، الرياض، ط1، 1987م.<br />
.2البقاعي، 2 إبراهيم بن عمر، نظم الدرر يف تناسب الآيات والسور، حتقيق عبد الرزاق<br />
مهدي، الكتب العلمية، بريوت، ط1، 1995م.<br />
. 3اجلرجاين، علي بن حممد، التعريفات، حتقيق الأبياري، دار الكتاب العربي، بريوت، ط9<br />
1985م.<br />
. 4حجازي، حممد حممود، الوحدة املوضوعية، دار الكتب احلديثة، القاهرة، ط 1970<br />
. 5اخلالدي، سلح، التفسري املوضوعي بني النظرية والتطبيق، دار النفائس، عمان، ط1<br />
1997م.<br />
.6اخلضريي، 6 حممد، مقال بعنوان: )مقدمة يف التفسري املوضوعي( ، جملة البيان، العدد<br />
)24( لعام 1993م.<br />
.7اخلطابي، 7 حمد بن إبراهيم، البيان يف إعجاز القرآن، حتقيق حممد خلف اهلل وحممد<br />
زغلول، دار املعارف، القاهرة، ط4، مل تذكر السنة، ضمن كتاب »ثلث رسائل يف<br />
الإعجاز«.<br />
. 8الدغامني، زياد خليل، منهجية البحث يف التفسري املوضوعي، دار البشري، عمان، ط1<br />
1995م.<br />
.9الرازي، 9 حممد بن أبي بكر، حتقيق أحمد إبراهيم زهوة، دار الكتاب العربي، بريوت، ط<br />
2004م.<br />
1010الراغب الأصفهاين، حسني بن حممد، املفردات، حتقيق صفوان داوودي، دار القلم،<br />
دمشق، ط1، 1992م.<br />
111 الزركشي، حممد بن بهادر، الربهان يف علوم القرآن، حتقيق املرعشلي وآخرون، دار<br />
املعرفة، بريوت، ط2، 1994م.<br />
1212سلمة، حممد علي، منهج الفرقان يف علوم القرآن، حتقيق حممد املسري، نهضة مرص،<br />
القاهرة، ط1، 2002م.<br />
1313الشاطبي، إبراهيم بن موسى، املوافقات، حتقيق عبد اهلل دراز، دار املعرفة، بريوت، ط1 ،<br />
1994م.<br />
، 3<br />
4 م.<br />
، 5<br />
، 8<br />
239
منهج التفسير املوضوعي للموضوع القرآني<br />
عرض، ونقد، وجتديد<br />
د. علي عالن<br />
1414رشيف، حممد إبراهيم، اجتاهات التجديد يف التفسري يف مرص، دار الرتاث، القاهرة،<br />
ط1، 1982م.<br />
1515ابن عاشور، حممد الطاهر، التحرير والتنوير، نسخة مصورة، مل تذكر الدار ول تاريخ<br />
الطبعة.<br />
1616عباس، فضل حسن، اجتاهات التفسري يف مرص وسوريا، رسالة دكتوراة 1352ه،<br />
كلية أصول الدين _ جامعة الأزهر_ مل تطبع،مودعة يف مكتبته.<br />
1717عبد اجلليل، عبد الرحيم، التفسري املوضوعي يف كفتي امليزان، مل تذكر الدار، ط1 ،<br />
1992م.<br />
1818عطا، عبد القادر، عظمة القرآن، الكتب العلمية، بريوت، ط1، 1984م.<br />
1919علن، علي عبد اهلل، منهج املناسبات بني الآيات وتطبيقه على سورة الإرساء، رسالة<br />
ماجستري، باإرشاف أ.د. فضل عباس، كلية الدراسات العليا، اجلامعة الأردنية، 1999م،<br />
مل تطبع.<br />
2020ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة، حتقيق عبد السلم هارون، دار الفكر، بريوت،<br />
ط1979م.<br />
2121الفرماوي، عبد احلي، مقدمة يف التفسري املوضوعي، مل تذكر الدار، ط4، 1989م.<br />
2 قطب، سيد، يف ظلل القرآن، دار إحياء الرتاث، بريوت، ط7، 1971<br />
2323الكفوي، حممد بن سليمان، الكليات، موؤسسة الرسالة، بريوت، ط2، 1998م.<br />
2424الكومي، أحمد السيد، التفسري املوضوعي للقرآن الكرمي، دار الهدى، القاهرة، ط1 ،<br />
1980م.<br />
2525جممع اللغة العربية، املعجم الوسيط، دار عمران، القاهرة، مل تذكر الطبعة ول<br />
تاريخها.<br />
2626مسلم، مصطفى، مباحث يف التفسري املوضوعي، دار القلم، ط1، 1991م.<br />
2727ابن منظور، حممد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر، بريوت، ط1968م.<br />
22 م.<br />
240
اإلبراء حقيقته وأنواعه،<br />
وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد عبد احملسن عبد احلميد هنيين<br />
محاضر في القضاء الشرعي/ كلية الشريعة/ جامعة الخليل/ فلسطين.<br />
241
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
ملخص:<br />
يتناول هذا البحث موضوعاً فقهيا مهمرّاً يف حياة الفرد، وهو بعنوان: )الإبراء: حقيقته،<br />
وأنواعه، ورشوط صحته( ، وقد انبنى من مقدمة وثلثة مباحث وخامتة؛ كان الأول منها<br />
يف بيان حقيقة الإبراء؛ وذلك مبعرفة معناه يف اللغة، ثم تعريفه اصطلحاً بعد عرض<br />
تعريفات الفقهاء له ومناقشتها، واملبحث الثاين يف أنواعه، حيث يتنوع الإبراء إىل أنواع<br />
عدة، بيَّنها الباحث يف بحثه، وأما املبحث الثالث فكان يف رشوط صحته، حيث يشرتط<br />
لصحة الإبراء رشوط عدة ذكرها الباحث مُ فَصِّ لً آراء أئمَّة الفقه يف هذه الأحكام، ومُ بَيِّناً<br />
الررّجح منها، ثم جاءت اخلامتة يف أهم نتائج البحث.<br />
242
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
This research deals with the subject doctrinal However, in a person’s<br />
life, entitled: (discharge: its reality, and types, and conditions of health) ,<br />
was based of the three sections and a conclusion; was the first of all in terms<br />
of discharge, by knowing the meaning in the language, and then defined<br />
conventionally after the View definitions scholars to him and discussed, and<br />
the second topic in its different forms, with varied discharge into several<br />
types, including a researcher in his research, and the third section was in<br />
terms of health, where required for the health of discharge a number of<br />
conditions mentioned by the researcher, detailed views of the imams of Islam<br />
in these terms, and indicating correct them, and then came the most important<br />
conclusion in the search results.<br />
243
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
مقدمة:<br />
احلمد هلل رب العاملني، والسلة والسلم على خري اخللق واملرسلني وبعد:<br />
فمبدأ التسامح عظيم، ومن التسامح والعفو ما يسمى بالإبراء، فقد قال اهلل عز وجل:<br />
{وَإِن كَ انَ ذُو عُ رسْ َةٍ فَنَظِ رَةٌ إِىلَ مَ يْرسَ َةٍ وَأ َن تَصَ دَّقُ واْ خَ ريْ ٌ لَّكُ مْ إِن كُ نتُمْ تَعْلَمُ ونَ { )1( .وقال<br />
أيضاً: {وَمَ ا كَ انَ ملِ ُوؤ ْمِ نٍ َ أن يَقْتُلَ مُ وؤْمِ ناً إِلَّ خَ طَ ئاً وَمَ ن قَتَلَ مُ وؤْمِ ناً خَ طَ ئاً فَتَحْ رِيرُ رَقَبَةٍ<br />
مُّ وؤْمِ نَةٍ وَدِيَةٌ مُّ سَ لَّمَةٌ إِىلَ أَهْ لِهِ إِلَّ أَن يَصَّ دَّقُ واْ ...} )2( .وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم:<br />
»مَ نْ أَنْظَ رَ مُ عْرسِ ًا ، أَوْ وَضَ عَ عَ نْهُ ، أَظَ لَّهُ اهللُ يفِ ظِ لِّهِ« )3( . فالإبراء من املواضيع املهمَّة يف<br />
الدِّيْن الإسلمي؛ ملا فيه من التيسري، وتفريج كربة املُعرس.<br />
أهداف البحث:<br />
للبحث ثالثة اأهداف رئيسة:<br />
معرفة حقيقة الإبراء، حيث إنَّ الفقهاء مل يعتنوا بتعريفه، فعرَّفوه بالرسم، وليس باحلد.<br />
244<br />
●<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
●<br />
● ●التعرف على أنواعه.<br />
● ●معرفة رشوط صحَّ ته؛ ليكون املرء على بصرية من أمر دِيْنه.<br />
ونظراً لأهمية املوضوع، ولعدم وجود بحث مستقل - على حد علمي- يجمع شتاته،<br />
ويبحثه بشكل منفرد، ويُظْ هره باعتباره موضوعاً فقهياً مهماً، يجدر باملسلم معرفته، فقد<br />
ارتاأيت أَنْ أكتب فيه ، خدمة للعلم الرشعي، وأهله.<br />
أسباب اختيار البحث:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
موضوع الإبراء مل ياأخذ حقَّه من البحث والتمحيص، من قِ بل الفقهاء املعارصين،<br />
وقد بحثه الفقهاء القدامى يف موسوعاتهم، ولكن بشكل مبعرث، فاحتاج إىل جتميع<br />
وترتيب.<br />
اختلف العلماء القدامى يف كثري من أحكام الإبراء، يدعو إىل الكتابة فيه، وترجيح<br />
ما يقوِّيه الدليل، يف كل جزئية وقع اخللف حولها.<br />
احلاجة إىل بحث متعمق - قدر املستطاع- يف هذا الأمر؛ لأن البحث يتطرق إىل<br />
أهم اجلوانب حيوية، وهو احلفاظ على حقوق الفرد، وسمعة املجتمع.<br />
♦ ♦<br />
املساهمة يف تعريف الباحثني وطلب العلم باأحكام الإبراء.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
مشكلة الدراسة:<br />
تكمن مشكلة البحث يف نقطتني رئيستني هما:<br />
♦<br />
♦ تشتت موضوع حقيقة الإبراء، وأنواعه، ورشوط صحته، يف كتب الفقه القدمية.<br />
♦<br />
♦<br />
عدم وضوح أحكام أنواع الإبراء ورشوط صحته؛ لكرثة اخللف حولها بني<br />
الفقهاء.<br />
الدراسات السابقة:<br />
مل أجد مرجعاً يجمع شتات املوضوع، وقد تناول هذا املوضوع الفقهاء القدامى، ولكن<br />
بشكل مُ بَعْرثَ يحتاج إىل جتميع وعنونة؛ لأنه بُحِ ث يف مباحث خمتلفة ، فتارة يف مباحث<br />
العفو، وتارة يف مباحث الإسقاط، وأخرى يف باب الصلح، وليست على نسق واحد، وقد<br />
اختلفوا يف كثري من أحكامه، فاقتضى توضيح هذه الأحكام.<br />
منهج البحث:<br />
لتحقيق أهداف البحث على الوجه الأمثل، اتبع الباحث املنهج الوصفي، مستفيداً من<br />
املنهجني لستنباطيرّ ولستقرائيرّ ، وسلكت يف معاجلة املوضوع طريقة موضوعية فقهية،<br />
وفق اخلطوات االآتية:<br />
♦<br />
♦ أخذ أقوال كل مذهب من مصادره املعتربة.<br />
♦ ♦ذكر أدلة كل مذهب مبينا وجه الدللة .<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
حتليل الأدلة و مناقشتها ولعرتاضات الواردة عليها لستنباط الأحكام منها.<br />
ترجيح ما يقويه الدليل مبوضوعية وحياد دون تعصب لرأي أو مذهب.<br />
♦تخريج الأحاديث النبوية و الآثار و احلكم عليها –ما مل تكن يف الصحيحني أو أحدهما.<br />
لعتماد على املصادر اللغوية املعتربة يف ترجمة املصطلحات.<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦ ♦الرتجمة للأعلم غري املعروفني الذين أوردهم يف البحث .<br />
عرض النتائج التي توصلت إليها يف خامتة البحث.<br />
245<br />
♦ ♦
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
حمتوى البحث:<br />
تضمَّن البحث مقدمة، وثلثة مباحث، وخامتة.<br />
املقدِّمة: تضمنت عنوان البحث، وأهدافه، وأسباب اختياره، واملنهجية يف كتابته.<br />
246<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
املبحث الأول: تعريف الإبراء.<br />
املبحث الثاين: أنواع الإبراء.<br />
املبحث الثالث: رشوط صحة الإبراء.<br />
اخلامتة: وفيها أهم نتائج البحث.<br />
املبحث األول- تعريف اإلبراء:<br />
االإبراء لغة )4( : أَصلُ تَركيب الربَ ْءِ خلُلوص الشيءِ من غريِه، إِما على سَ بِيل التقصي،<br />
كَ ربَ َأَ املَرِيض من مَ رَضه، واملَدْيُون من دَيْنه، أَو الإِنشاء، كربَ َ أ هللَّ ُ آدمَ من الطني، وهو مبعنى<br />
املساحمة، والإسقاط فيُقال: برئ من الدَّين وأبرأه من الدَّين وبرَّأه تربئة، ساحمَ َ هُ، وأسقطه<br />
عنه، فهو بَراء منه، وأَبْرأْته جَ علته بَرِيئاً من حَ قِّي، وَبَرَّأْته صحَّ حْ تُ بَراءَته، وأَبرأْتُه مَ ايلِ<br />
عليه، وَبَرَّأَته تَربِئَةً وتَربَ َّأْتُ من كذا، ل يُثَنَّى ول يُجْ مَع لأنه مصدر، وبَرِيء يُثَنَّى ويُجْ مع، هي<br />
بريئة وهما بريئتان وهن بريئات وبرايا، ورجل بريء وبُراء.<br />
وملادة براأ وما اشتُقَّ منها يف لغة العرب معان عدة )5( :<br />
اخلَلْق: بَرَأَ اهللُ اخلَلْقَ يَربْ َوؤُهُ م بَرْءًا وبُرُوءًا، أي خَ لَقَهُ مْ. ومنه قول اهلل عز وجل: {مَ ا<br />
أَصَ ابَ مِ ن مُّ صِ يبَةٍ يفِ الَْ أرْضِ وَلَ يفِ أَنفُسِ كُ مْ إ ِلَّ يفِ كِ تَابٍ مِّ ن قَبْلِ أَن نَّربْ َأَهَ ا ... { )6( ، أي<br />
من قبل أن نخلقها )7( .<br />
االإنذار: بَرِء إذا أَعْ ذر وأنْذَر، ومنه قولُ اهلل عز وجل: {بَرَاءةٌ مِّ نَ هللرّ ِ وَرَسُ ولِهِ إِىلَ<br />
الَّذِينَ عَ اهَ دمتُّ مِّ نَ ملْ ُرسْ ِكِ نيَ} )8( ، أي إنذار بنصب احلرب، والقتال بني املسلمني ومَ نْ<br />
نقضوا العهد )9( .<br />
البحث والتقصي: يقال: َ استربَأ أ َرْضَ كذا فما وجَ دَ ضالَّته، واستربَأْتُ الأَمْ رَ، طلبْتُ<br />
آخِ رَه.<br />
الصحة والسالمة: برئ من العيب سَ لِمَ، والربيء الصحيح اجلسم والعقل.<br />
الفُرقة واملفارقة: بارأ رشيكه، فارقه، تَربَ َّأْنَا تَفارَقنا، وبارأ الرجل امرأته<br />
فارقها.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
االجتناب والبعد: ومنه قول اهلل عزَّ وجلَّ : } وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِ يمُ لِ أَبِيهِ وَقَوْمِ هِ إِنَّنِي<br />
بَرَاء ممِّ َّا تَعْبُدُونَ { )10( . أي جمتنب له، ومبتعد عنه )11( .<br />
االستيضاح: ومنه قول ابن عمر- رضي اهلل عنهما- : »إذا وُ هِ بَت الوليدة التي توطاأ،<br />
أو بِيْعَتْ أو عُ تِقت فليُستربأُ رَحِ مُ ها بحيضةٍ ، ول تُسْ تَربْ أ العذراء« )12( ، يستربئها بحيضة،<br />
ومعناه طلب استيضاح براءتها من احلمل، واستربأ املرأةَ إذا مل يطاأها حتى حتيض، وكذلك<br />
استربأ الرحم.<br />
247<br />
<br />
<br />
االستنزاه: فقد روي أن رسول اهلل- صلى اهلل عليه وسلم- مرَّ على قربين، فقال:<br />
»إِنَّهُ مَا يُعَذَّبَانِ ، وَمَ ا يُعَذَّبَانِ فِ ي كَ بِريٍ، أَمَّ ا هَ ذَا فَكَانَ لَ يَسْ تَنْزِهُ مِ نَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّ ا هَ ذَا فَكَانَ<br />
ميَ ْشِ ى بِالنَّمِ يمَةِ« )13( . فقوله صلى اهلل عليه وسلم: »ل يستنزه«؛ أي ل يستربئ، ومعناها ل<br />
يتجنبه ويتحرز منه )14( .<br />
االإبراء اصطالحاً: مل يعنت الفقهاء القدامى بتعريف الإبراء تعريفاً حدِّيرّاً، ومل يُفردوا<br />
له باباً، مثل كثري من املصطلحات الفقهية، بل ذكروا موضوع الإبراء يف مسائل خمتلفة<br />
من كتاباتهم؛ فتارة يف باب الصلح، وأخرى يف باب العفو، وغريها يف باب الإسقاط ...،<br />
ولكن وُ جد منهم من عرَّف الإبراء، حسب فهمه له، من حيث، هل هو إسقاط، أو متليك، أو<br />
إسقاط فيه معنى التمليك، أو متليك فيه معنى الإسقاط؟ ، وفيما يلي عرض جلملة من هذه<br />
التعريفات، ثم مناقشتها، يف حماولة للوصول إىل ما يغلب على الظن أنَّه الراجح، وباهلل<br />
التوفيق:<br />
االإبراء عند احلنفية: جاء يف كتاب »غمز عيون البصائر« أنَّ الإبراء: « إسقاطُ وهِ بَةِ<br />
)16(<br />
الدَّيْن ممِ َّن عليه الدَّيْن« )15( . وعرَّف الكرابيسي الإبراء أنَّه: »إسقاط الطَّ لب ل إىل غاية«<br />
. وجاء يف كتاب »درر احلكام«: »هُ وَ حَ طُّ وَتَنْزِيلُ قِ سْ مٍ مِ نْ حلْ َقِّ الَّذِي يفِ ذِمَّ ةِ شَ خْ صِ أَوْ<br />
كُ لِّهِ » )17( .<br />
والإبراء عند احلنفية متليك من وجه، وإسقاط من وجه آخر )18( ؛ لأن الإبراء عن الدَّيْن،<br />
وإن كان إسقاطاً فاإنَّ فيه معنى التمليك )19( ، وهم يرون أنَّ الإبراء يكون يف الديون فقط؛<br />
لأن الإبراء عن العني لغو، فالإبراء إسقاطٌ والعني ليست مبحل له؛ إذ ل تسقط حقيقة ول<br />
يسقط ملك املالك عنها أيضاً؛ لأن الإبراء مُ فْرغ للذمة بعد اشتغالها، فالإبراء عن الأعيان ل<br />
يصح؛ لعدم ثبوتها يف الذمة )20( .<br />
واالإبراء عند املالكية: »نقل للملك« )21( . وهو إسقاط ما يثبت يف الذمة، فل يجري يف<br />
الأعيان، بخلف الدَّيْن، فل يصح بَرَّأتُكَ من داري التي حتت يدك؛ لأن الإبراء إسقاط، واملُعَنيَّ<br />
ل يسقط )22( . بينما عرَّف الشافعية الإبراء أنَّه: »إسقاط ما يف الذمة أو متليكه« )23( .
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
وقال صاحب كتاب »املنثور«: توسط ابن السمعاين فقال: إنه متليكٌ في حق من له<br />
الدَّيْن، إسقاط يف حق املديون )24( . والإبراء عند احلنبلية: »إسقاط حق وليس بتمليك« )25( .<br />
وعند الشيعة االإمامية: له تعريفان متشابهان:<br />
.<br />
)26(<br />
»إسقاط ملِ َا يف الذمة«<br />
.<br />
)27(<br />
»إزالة ما يثبت يف الذمة«<br />
فالإِبرَاء عندهم إسقاط ، ل متليك )28( ولو أَسْ قَطَ املنفعة املعيَّنَة ملَ ْ تسقط؛ لأَنَّ الإِبراء<br />
ل يتناول إل ما هو يف الذِّممَ )29( .<br />
مناقشة التعريفات، وبيان التعريف املختار:<br />
مالحظات عامة حول التعريفات:<br />
●يلحظ ممِ رّا سبق من التعريفات أن جميع املذاهب السابقة – احلنفية، واملالكية،<br />
والشافعية، واحلنبلية، والشيعة الإمامية- اعتربت الإبراء إسقاطاً، عدا املالكية الذين<br />
اعتربوه نقلً للملك.<br />
248<br />
<br />
<br />
<br />
●<br />
<br />
<br />
<br />
● ●ويُلحظ أن تعريف الإبراء يف التعريفات السابقة هو بالرسم، وليس باحلد.<br />
● ●ويُلحظ أيضاً، باأن جميع التعريفات عامة، تخلو من قيود لصحة الإبراء، فهل<br />
يصح الإبراء من أي شخص؟ ، وهل يصح من غري صاحب احلق؟ ، وهل يصح من فاقد أهلية<br />
التربع؟ كما أن بعض التعريفات ل تخلو من ملحوظات أخرى غري التي ذَكَ رْت:<br />
فتعريف احلنفية: »إسقاط وهبة الدَّيْن ممِ َّن عليه الدَّيْن«. فقولهم هبة الدَّين: غري<br />
صحيح؛ لأن الهبة تكون بنقل وقبض الشيء املوهوب، من الواهب، إىل املوهوب له )30( ،<br />
والإبراء ليس فيه نقل؛ بل فيه تنازل.<br />
كما أن الإبراء حقيقة فيه معنى التمليك، فاملُربْ َأ من ألف دينار زاد ملكه بقدر<br />
الألف؛ لأنه لو دفعها لنقص ملكه مبقدارها، وبالإبراء زاد ملكه بقدرها، فكاأنه دفعها ثم<br />
كسب مبقدارها.<br />
وتعريف الكرابيسي: »الإبراء إسقاط الطلب ل إىل غاية«. غري مُ سَ لَّم من ناحيتني:<br />
الأوىل: أنَّ الإبراء ليس إسقاط الطلب، بل هو إسقاط للحق، فَمُ سْ قِط الطلب ليس مُ سْ قِطاً<br />
للحق حقيقة، وله املطالبة فيما بعد، واملُربئ ليس له الطلب بعد الإبراء.<br />
الثانية: قيد )ل إىل غاية( : يفيد أنَّ الإبراء غري مقيَّد بزمن، مع أنَّ الأصل تقييده بزمن،<br />
منعا للنزاع، إذا ترك مطالبته مدة ثم عاد وطالبه، ويوؤيد هذا قول اهلل عز وجل: {وَإِن كَ انَ
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
ذُو عُ رسْ َةٍ فَنَظِ رَةٌ إِىلَ مَ يْرسَ َةٍ { )31( ، فاأمهل اهلل تعاىل املدين حتى يساره، وكذا إسقاط الطلب<br />
الأصل فيه أن يكون إىل غاية.<br />
وأمرّ ا تعريف املالكية باأنَّ الإبراء نقل للملك، فيُناقش باأنَّ الإبراء ليس نقلً للملك؛<br />
بل تنازل، وإن كان فيه معنى التمليك، فل يَنْقُل إليه مِ لْكا؛ بل ميُ َلِّكُ ه ما يف ذمته، فكلمة نقل<br />
غري مناسبة يف التعريف.<br />
249<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
وتعريف ابن السمعاين الذي ورد يف كتاب »املنثور« باأنَّه: متليك يف حق مَ نْ له<br />
الدَّيْن، إسقاط يف حق املديون.<br />
هو رشح للإبراء، وليس تعريفاً له.<br />
أمرّ ا تعريف احلنبلية باأنَّ الإبراء: إسقاط حق وليس بتمليك. وتعريف الشيعة<br />
الإمامية له باأنَّه: إسقاط ل متليك. فل يسلم القول باأن الإبراء ليس فيه معنى التمليك، فكما<br />
قال الباحث يف مناقشة تعريف احلنفية: املُربْ أ من ألف دينار زاد ملكه بقدر الألف؛ لأنه لو<br />
دفعها لنقص ملكه مبقدارها، فزاد ملكه بالإبراء بقدرها، فكاأنه دفعها ثم كسب مبقدارها.<br />
التعريف املختار:<br />
أرى أن يُعَرَّف الإبراء باأنَّه: »تنازل صاحب احلق عنه إل ملانع«.<br />
رشح التعريف:<br />
تنازل: جنس يف التعريف مبعنى الرتَّ ك )32( ، فيشملُ تَرْك حقه يف ما ثبت يف الذمة،<br />
وتَرْك الدعوى والقيمة فيما ل يثبت يف الذمة.<br />
صاحب احلق: قيد يف التعريف، يخرج به ترصف الإنسان يف غري حقه، مثل إبراء<br />
الفضويل، وإبراء املوكَّ ل من مال وكيله دون إذن بالإبراء، وما شاكلهم، فاملربئ وحده مَ نْ<br />
يستطيع الترصف يف حقه.<br />
إل ملانع: قيد آخر يف التعريف، يخرج به الإبراء من ناقصي أهلية الأداء، فهو رضر<br />
حمض يف حقهم، فل يُقبل منهم.<br />
املبحث الثاني- أنواع اإلبراء:<br />
ينقسم الإبراء إىل أقسام عدة باعتبارات خمتلفة، فَيُقْسَ م من حيث اللفظ إىل إبراء عام،<br />
وإبراء خاص، ومن حيث املوضوع إىل إبراء إسقاط، وإبراء استيفاء، ويَنْقَسِ م يف صُ وَرِهِ<br />
والغرض املقصود منه إىل إبراء مقيد بالرشط، وإبراء مُ عَلَّق، وفيما ياأتي عرض وحتليل<br />
هذه الأنواع، وباهلل التوفيق:
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
املطلب األول- أنواع اإلبراء من حيث اللفظ:<br />
●املشاألة االأوىل: الإبراء العام: جاء يف جملة الأحكام العدلية أنَّ الإبراء العام: »إبراء<br />
أحد آخر من الدعاوى كافة » )33( .<br />
250<br />
●<br />
●<br />
ولكن هذا التعريف غري دقيق؛ لأنَّ احلق أعم من الدعاوى، فاأرى أن يكون تعريفه:<br />
»إسقاط شخص حقوقه عن غريه كافة«.<br />
ولالإبراء العام األفاظ عدة تدل عليه، منها:<br />
ل حق يل قِ بَل فلن: وهو أعم ألفاظ الإبراء، بحيث يدخل فيه كل عَ نيْ ، أو دَيْن، وكل<br />
كفالة، أو جناية، أو إجارة، وبرئ أيضاً من احلقوق البدنية؛ مثل حد القذف ما مل يبلغ<br />
الإمام، وبرئ من مال الرسقة ل احلد؛ لأنه حق هلل، ليس لأحد إسقاطه )34( . والقول هو بريء<br />
ممِ رّا يل قِ بَلَه: برئ من الأمانة، والغصب جميعاً؛ لأن هذا اللفظ يفيد عموم الرباءة )35( .<br />
و كل لفظ يدل على الإبراء العام فهو له، على نحو: ل خصومة يل قِ بَل فلن، أو هو<br />
بريء من حقي، أو ل دعوى يل عليه، أو ل تعلق يل عليه، أو ل أستحق عليه حقا ول دعوى،<br />
أو أبرأته من حقي، أو ممِ رّا يل قِ بَلَه، أو ليس يل معه أمر رشعي )36( .<br />
ثمرة هذا الإبراء: إنْ ادَّعى املربئ بعد الإبراء العام حقاً، مل تُقْبل بَيِّنَتُه عليه، فلو قال<br />
املشرتي للبائع: ل حق يل قِ بَلَك، ثم ظهر يف املبيع عيب، ليس له دعوى الرد به؛ لأن الرد<br />
بالعيب من جملة احلقوق الثابتة له، وقد أبرأه منها، إل أن يشهد الشهود أنه فعل ذلك بعد<br />
الرباءة، لأن قوله ل حق يل، نَكِ رَة يف موضع النفي، والنكرة يف موضع النفي تعم كل حق،<br />
وهو قول جمهور الفقهاء من احلنفية، واملالكية، والشافعية، واحلنبلية )37( .<br />
وقال الشافعي: « وبرئ إليه فلن من مائة عيب بهذا العبد املُشرتى، وبرأته من مائة<br />
عيب، فاإن زادت رده، وإن نقصت فقد أبرأه من أكرث ممِ رّا وجد فيه، فليس له رده بعيب دون<br />
املائة« )38( ، ولفظ املائة هنا يساوي الإبراء العام، فمن يجد يف سلعة مائة عيب؟ .<br />
●املشاألة الثانية: الإبراء اخلاص: عرَّفت جملة الأحكام العدلية الإبراء اخلاص أنَّه:<br />
»إبراء أحد آخر من دعوى متعلقة بخصوص مادة، كدعوى الطلب من دار، أو ضَ يْعَةٍ ، أو<br />
جهة أخرى« )39( . لكن أرى استبدال كلمة »دعوى« بكلمة »حق«؛ لأنَّ احلق أعم من الدعوى،<br />
فيكون التعريف: »إبراء أحد آخر من حق متعلق بخصوص مادة«، فيشمل كل حق خاص،<br />
كما يف أقسام الإبراء اخلاص الآتية. وللإبراء اخلاص ألفاظ خاصة به بحسب نوع احلق،<br />
فاإن كان خاصاً بِدَيْنٍ خاص، يُقال: أبرأته من دَيْن كذا، أو هو بريء من الدَّيْن الذي يل قِ بَله،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
أو من دَيْني عليه. وإن كان من حق فيقول: أبرأتك من حقي عليك، أو ليس يل قِ بَل فلن حق،<br />
فيكون بريئاً من كل قليل وكثري، دَيْناً، أو وديعة، أو عارِيَّة، أو كفالة، أو غصباً، أو قرضاً،<br />
أو إجارة، أو غري ذلك، فيتناول اجلهة التي أراد الإبراء عنها )40( ، وينقسم هذا النوع من<br />
االإبراء اإىل اأربعة اأقسام )41( ، وهي كما ياأتي:<br />
اأوالً: الإبراء من دعوى مال خمصوص: كالإبراء عن دعوى متعلقة بدار، فيقول له<br />
أبرأتك عن خصومتي يف هذه الدار )42( .<br />
251<br />
<br />
<br />
<br />
ثانياً: الإبراء من ذات املال املخصوص: كقول املُربْ ِئ للمُ ربْ أ: أبرأتك عن نصف<br />
الدَّيْن، وقول املوىل ملِ ُكَاتِبِه: أبرأتك عن مال الكتابة، وإبراء الزوجة زوجها من بعض<br />
صداقها، أو كله )43( .<br />
ثالثاً: الإبراء اخلاص بالعني: وهو موضع خلف بني الفقهاء، فمذهب جمهور<br />
الفقهاء من املذاهب الأربعة إىل أنَّه يقع باطلً، قال الرسخسي: »الإبراء عن العني لغو؛ فاإن<br />
الإبراء إسقاط، والعني ليست مبحل له، إذ ل تسقط حقيقة، ول يسقط ملك املالك عنها أيضا،<br />
وإضافة الترصف إىل غري حمله لغو« )44( ، وقال القرايف: »الإبراء من املُعَنيَّ ل يصح،<br />
بخلف الدَّيْن، فل يصح إبروؤك من داري التي حتت يدك، لأن الإبراء الإسقاط واملُعَنيَّ ل<br />
يسقط« )45( ، وقال البجريمي: »أما الإبراء من العني فباطل جزما« )46( ، وقال ابن تيمية: »ل<br />
يصح الإبراء عن العني بل عن الدَّيْن« )47( . واستدل أصحاب هذا القول باأنَّ الإبراء إسقاط ما<br />
يف الذمة، واملعنيَّ ل يسقط، ول يُعقل، والذي يسقط هو املطالبة بها- العني )48( .<br />
وذهب خواهر زاده وحممد بن احلسن الشيباين، من احلنفية )49( ، واملازري وابن عبد<br />
السلم من املالكية )50( ، والزيدية )51( ، والإمامية )52( ، إىل أنَّ الإبراء من العني جائز<br />
وصحيح، قال ابن عابدين: »ويف كايف احلاكم )53( ل حق يل قِ بَلَه، يربأ من الدَّيْن، والعني،<br />
والكفالة، والإجارة، واحلدود، والقصاص« )54( .<br />
وقد حاول احلنفية توجيه هذا القول، فقالوا: إنْ كان الإبراء على وجه الإخبار، كقوله<br />
هو بريء مما يل قِ بَلَه، فهو صحيح متناول للدَّيْن والعني، وأمَّ ا إن كان على وجه الإنشاء،<br />
فاإن كان عن العني فهو باطل من جهة أن له الدعوى بها )55( . وحاولوا توجيهه توجيهاً<br />
آخر، باأنه قصد بكلمه صحته قضاء، لكنه باطل ديانة )56( . ولكن الكلم واضح ورصيح،<br />
فل أرى هذا التاأويل.<br />
وقال احلطرّ اب: »الإسقاط يف املُعَنيَّ ، وأن لفظ الإبراء أعم منه؛ لأنه يطلق على املُعَنيَّ<br />
وغريه« )57( ، وقال الشوكاين: »يف الإبراء من العني، فاإن هذا الإبراء ملجرده، يوجب مصري
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
تلك العني ملكا ملن وقع له الإبراء عنها« )58( ، واستدل اأصحاب هذا القول باملعقول من<br />
وجهني:<br />
يف انتقال الأملك، من مالك إىل مالك، هو حصول الرتاضي،<br />
)59(<br />
Úإنَّ املناط الرشعي<br />
وقد رضي املربئ عن العني مبصريها إىل ملك من أبرأه عنها، فليس املراد إل أنها تصري<br />
ملكا للمباح له، يترصف بها كيف شاء، واملراد ما حتصل به الدللة على املعنى، كائناً ما<br />
كان، وعلى أي صفة وقع، ولو بغري لفظ من الدوال –املتداولة- التي ليست بلفظية )60( .<br />
252<br />
Ú<br />
.<br />
)61(<br />
Úإنَّ Ú الإبراء العام يشمل الأمانات، وهي معينات، فيصح الإبراء من الأعيان<br />
وقبل املناقشة والرتجيح، يجب معرفة راأي املانعني يف االإبراء من االأمانات:<br />
جاء يف كتاب »الفتاوى الهندية: »إذا أقر الرجل أنه ل حق له قِ بَل فلن دخل حتت<br />
الرباءة كل حق هو مال، وما ليس مبال، كالكفالة بالنفس والقصاص، وحد القذف، وما هو<br />
دين وجب بدلً عمرّا هو مال، كالثمن والأجرة، أو وجب بدل عمرّا ليس مبال، كاملهر وأرش<br />
اجلناية، وما هو عني مضمونة كالغصب أو أمانة كالوديعة والعارية والإجارة« )62( .<br />
وجاء يف كتاب »حاشية الدسوقي: »وإذا قال أبرأتك مما عندك برئ من الدَّيْن والأمانة«<br />
)63( . وقال الشافعية، احلنبلية: إذا وقع الإبراء صحيحاً يربأ املُربْ أ من عموم احلقوق املربأ<br />
منها، وهل الأمانات إلاّ حقوق؟! )64( . وجاء يف كتاب »درر احلكام: »الْ إِبْرَاءُ الَّذِي يَعُمُّ حلْ ُقُوقِ<br />
كَ افَّةَ كَ الْ إِبْرَاءِ، بِقَوْلِ : لَ حَ قَّ يلِ قِ بَلَ فُ لَ نٍ وَلَيْسَ يفِ الإبراءات لَفْظٌ أَعَ مُّ وَأَجْ مَعُ مِ نْ هَ ذَا اللَّفْظِ ،<br />
وَهَ ذِهِ الْكَلِمَةُ تُوجِ بُ الْربَ َاءَةَ مِ نْ الْ أَمَ انَاتِ وَملْ َضْ مُ ونَاتِ » )65( .<br />
املناقشة والرتجيح:<br />
أمرّ ا بخصوص قول اجلمهور القاضي ببطلن الإبراء اخلاص بالعني، واستدللهم باأن<br />
الإبراء إسقاط، فل يكون إل عمرّا ثبت يف الذمة. فيمكن أن يُناقَش باأنَّ هذا القول ل يوؤخذ<br />
على إطلقه، فالأعيان تُقسم إىل قسمني، قيميات، ومثليات، فالقيميات ل تثبت يف الذمة،<br />
لصعوبة ضبطها بالوصف، كاحليوانات، وكل متفاوت )66( ، أمَّ ا املثليات فهي مضبوطة<br />
بالوصف، فتثبت يف الذمَّ ة، ودليل ذلك قول النبي- صلى اهلل عليه وسلم- يف السَّ لم: »مَ نْ<br />
أَسْ لَفَ يفِ شَ يْ ءٍ فَفِي كَ يْلٍ مَ عْلُومٍ وَوَزْنٍ مَ عْلُومٍ ِ إ ىلَ أ<br />
وقد عرَّف الفقهاء السَّ لم باأنه: »عقد على موصوف يف الذِّمَّ ة مُ وؤَجَّ ل بثمن مقبوض يف<br />
جملس العقد« )68( .<br />
َ جَ لٍ مَ عْلُومٍ » )67( .<br />
فاملعقود عليه هو عني، لكنَّها مضبوطة بالوصف، وقد اعترب الفقهاء كل عني تُضبط<br />
بالوصف، ثابتة يف الذِّمة، ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما جاء يف كتاب »بدائع الصنائع«:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
»باع عبدا بثوب موصوف يف الذمة موؤجل، فاإنه يجوز بيعه، ول يكون جوازه بطريق السَّ لَم،<br />
بدليل أن قبض العبد ليس برشط، وقبض رأس مال السَّ لَم رشط جواز السلم، وكذا إذا أجر<br />
داره بثوب موصوف يف الذمة موؤجل، جازت الإجارة، ول يكون سَ لَماً« )69( . وعلى هذا جتوز<br />
الإجارة على موصوف يف الذمة، ورشاء ثوب بصفته ينعقد، لأنه بيع موصوف يف الذمة،<br />
وهذا بيع عني متميزة موصوفة )70( .<br />
ويصح العقد يف كل عني يجوز بيعها، مكيل كان أو موزونا أو غريهما، ويجوز قرض<br />
كل مال ميلك بالبيع، ويضبط بالوصف، لأنه عقد متليك، يثبت العوض فيه يف الذمة، فجاز<br />
فيما ميُ ْلك ويُضْ بط بالوصف كالسَّ لَم« )71( ، ولهذا صح خيار التعيني يف القيميات، ل يف<br />
املثليات )72( .<br />
فعلى قولهم باأن الإبراء هو عما يثبت يف الذمة، كان عليهم تقييده بالقيميات فقط،<br />
واستثناء املثليات التي تثبت يف الذمة عندهم.<br />
أمرّ ا بخصوص أدلة القول الثاين القاضي بجواز الإبراء اخلاص بالعني، فيمكن أن<br />
يُناقش:<br />
قولهم: املناط الرشعي يف انتقال الأملك، من مالك إىل مالك، هو حصول الرتاضي،<br />
وقد حصل، صحيح، لو كان الإبراء متليكاً حمضاً، ولكن الإبراء فيه معنى الإسقاط وفيه<br />
معنى التمليك، ووجه الإسقاط أوجه.<br />
أمرّ ا قولهم باأن الإبراء العام يشمل الأمانات، وهي معينات، فيصح الإبراء من الأعيان؛<br />
استدلل صحيح، لأن الأمانات كما تكون أمول، تكون أعياناً.<br />
الرتجيح:<br />
الأمانات قد تكون عيناً، وقد تكون نقوداً، ول خلف يف صحة الإبراء منها، وإن كانت<br />
عيناً، واملانعون يقولون بصحة الإبراء من الأمانات. فلماذا ل تثبت الأعيان يف الذمة؟ ،<br />
فهل هناك نص، أو قياس معترب، أو إجماع، أو قول صحابي، أو غريه من الأدلة املعتربة،<br />
يقول بذلك؟ وملاذا ل تثبت الأعيان يف الذمة؟ ، أليست الذمة وصفاً يصري الشخص به أهل<br />
للإيجاب ولستيجاب؟ )73( . أي لتثبت احلقوق له وعليه، والأعيان مما يثبت له وعليه.<br />
وعليه، يرتجح يل - واهلل أعلم- باأن الإبراء من العني املثلية صحيح؛ لثبوتها يف<br />
الذمة، ولسهولة ضبطها بالوصف، والقيمية تثبت قيمتها لصعوبة ضبطها بالوصف.<br />
رابعاً: الإبراء من حق خمصوص: ومن ذلك:<br />
253<br />
<br />
الإبراء عن حق الشُّ فعة: فلو قال الشفيع: أبرأتك عن الشفعة جاز ذلك؛ لأن الشفعة<br />
خالص حقه، فيملك الترصف فيها )74( .
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
الإبراء عن اخليار )75( يف البيع: لأن اخليار حق املشرتي، فيملك الإبراء عنه )76( .<br />
الإبراء عن الضمان: فاإن قال صاحب الضمان: أبرأتك عن الضمان، فيربأ عنه؛ لأنه<br />
أسقط حق نفسه، وهو من أهل الإسقاط، واملحل قابل للسقوط، فيسقط )77( .<br />
الإبراء من القصاص، وأروش )78( اجلنايات، فقد جرى لفظ العفو، أو الإبراء، باأن قال:<br />
عفوت عن أرش هذه اجلناية، أو أبرأته )79( .<br />
املطلب الثاني- أنواع اإلبراء من حيث املوضوع:<br />
يتنوع الإبراء من حيث موضوعه إىل إبراء إسقاط، وإبراء استيفاء.<br />
●اأوالً: إبراء الإسقاط: وهو أن يربئ أحد غريه باإسقاط متام حقه الذي هو عند الآخر،<br />
أو بحط مقدار منه عن ذمته )80( . فاإذا ذُكِ رَ لفظ الإبراء، وكان دللته ترصفه إىل الإسقاط،<br />
فهو إبراء إسقاط وله عدة ألفاظ تدل عليه منها، أسقطت عنك الدَّيْن، أو أسقطت عنك دَيْنِي<br />
عليك، أو عفوت عن حقي، أو ملكتك إياه، أو وهبتك، أو أحللتك منه، أو تركته لك، فهي كلها<br />
كاأبرأتك )81( .<br />
254<br />
●<br />
●<br />
فاإذا صدر بهذه الألفاظ، وما شاكلها، كان إبراء إسقاط؛ لأن الدائن قد عربَّ مبا يدل<br />
على أنه قد ترك دَيْنه، وأسقطه عن مدينه، ويكون إبراء الإسقاط يف الدَّين كله، كما يكون<br />
يف جزء منه، كاإبراء املدين عن جزء من الدَّين، أو عن الدَّين كله، وإسقاط املرأة مهرها، أو<br />
بعضه عن زوجها )82( .<br />
والغالب على استعمال الفقهاء لإبراء الإسقاط، هو لإسقاط الديون، لأنه إن كان عيناً<br />
مل يصح؛ لأن إسقاط العني غري صحيح، عند أكرث الفقهاء )83( . وهذا الإبراء هو املقصود يف<br />
كتب الفقه، ويف هذا البحث.<br />
.<br />
)84(<br />
● ●ثانياً: إبراء لستيفاء: وهو عبارة عن الإقرار باأنه استوفى حقه وقبضه<br />
ومن الألفاظ الدالة عليه نحو قوله: أبرأتك براءة استيفاء، أو قبض، أو أبرأتك عن لستيفاء،<br />
واستوفيت منك، وبرئت إيلَّ من الدَّيْن، وبرئت إيل من املال )85( . ويكون إبراء لستيفاء يف<br />
الدَّين، والعني، واحلقوق )86( ؛ لأنه درب من دروب الإقرار بالوفاء، فكما يتحقق يف الدَّين،<br />
يتحقق يف العني، وذلك بدفعها إىل مالكها.<br />
املطلب الثالث- أقسام اإلبراء من حيث صُ وَرُه والغرض املقصود منه:<br />
ينقسم االإبراء من حيث صُ وَرُه والغرض املقصود منه اإىل قسمني:<br />
●االأول: االإبراء املقيد بالرشط: ويقال له: إبراء معلق على معنى الرشط، ويُقصد<br />
به عند الفقهاء بالإبراء عن بعض الدَّيْن برشط أداء الباقي، وصورته: إن كان لِرَجُ ل على
Ú<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
آخر ألف درهم، فقال له: أدِّ إيلَّ غداً خمسمائة على أنك بريء من الباقي، وهو ما يُعرف عند<br />
الفقهاء مبساألة »ضع وتعجَّ ل«، وقد اختلف الفقهاء يف صحة ذلك على قولني:<br />
Úالقول االأول: التقييد يف الإبراء عن بعض الدَّيْن برشط أداء الباقي صحيح، فلو<br />
قال املُربْ ِئ للمُ ربْ أ: أدِّ إيلَّ نصف ما عليك غداً، وأنت بريء من الزيادة، على أنك إن مل تدفعها<br />
إيل غداً فل تربأ عن الباقي، فاإن أدَّى بقي الإبراء ماضياً، وإن مل يوؤدِّ بطل الإبراء، وإن<br />
مل يحدد وقتاً، فهو جائز أيضاً، وهو قول ابن عباس، وسفيان الثوري، واحلسن البرصي،<br />
وحممد بن سريين )87( ، زفر من احلنفية )88( ، وقول مرجوح عند املالكية )89( ، ورواية عند<br />
الشافعية )90( ، وابن القيم من احلنبلية )91( ، والإمامية )92( .<br />
حجتهم:<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
عن ابن عباس قال: ملا أراد رسول اهلل- صلى اهلل عليه وسلم- أن يُخرج بني<br />
النضري قالوا يا رسول اهلل: إنك أمرت باإخراجنا، ولنا على الناس ديون مل حتَ ِ ل، فقال رسول<br />
اهلل- صلى اهلل عليه وسلم- لهم: »ضعوا وتعجلوا« )93( . ووجه الدللة: احلديث رصيح يف<br />
جواز أن يضع الدائن من الدَّين الذي يف ذمة املدين ويتعجله. واعرتُ ِض على هذا لستدلل:<br />
باأنه ضعيف من جهة السند )94( .<br />
وقد أجاب ابن القيم عن هذا لعرتاض فقال: »هو على رشط السنن، وقد ضعَّفه<br />
البيهقي، وإسناده ثقات، وإمنا ضُ عِّفَ مبسلم بن خالد الزجني وهو ثقة فقيه روى عنه<br />
الشافعي واحتج به« )95( .<br />
عن ابن عباس- رضي اهلل عنهما- سئل عن الرجل يكون له احلق على الرجل إىل<br />
أجل فيقول: عجل يل وأضع عنك، فقال: ل باأس بذلك )96( .<br />
وميكن لعرتاض على لستدلل بهذا الأثر: باأنه اجتهاد صحابي، خالفه فيه غريه<br />
من الصحابة، فقد خالفه يف هذه املساألة عمر بن اخلطاب، وزيد بن ثابت وغريهما من<br />
الصحابة، ومن املقرر عند الأصوليني أن قول الصحابي ل يكون حجة إذا خالفه صحابي<br />
آخر )97( .<br />
لستدلل باملعقول من وجهني:<br />
. أإنَّ الوضع من الدَّيْن يف مقابل التعجيل فيه نفع للدائن واملدين، حيث قال ابن<br />
القيم يف ذلك: »وهذا ضد الربا، فاإن ذلك يتضمن الزيادة يف الأجل والدين، وذلك إرضار<br />
حمض بالغرمي، وهذه املساألة تتضمن براءة ذمة الغرمي من الدين، انتفاع صاحبه مبا<br />
يتعجله، فكلهما حصل له لنتفاع من غري رضر، بخلف الربا املجمع عليه، فاإن رضره<br />
255
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
لحق باملدين، ونفعه خمتص برب الدين فهذا ضد الربا صورة ومعنى، ولأن مقابلة الأجل<br />
بالزيادة يف الربا ذريعة إىل أعظم الرضر، وهو أن يصري الدرهم الواحد ألوفاً موؤلفة، فتشتغل<br />
الذمة بغري فائدة، ويف الوضع والتعجيل تتخلص ذمة هذا من الدين، وينتفع ذاك بالتعجيل<br />
له، ولأن الشارع له تطلع إىل براءة الذمم من الديون، وقد سمي الغرمي املدين أسرياً، ففي<br />
براءة ذمته تخليص له من الأرس، وهذا ضد شغلها بالزيادة مع الصرب« )98( .<br />
.ب هذا يُعترب من قبيل الصلح، والصلح من دَيْنٍ على بعضه جائز، وللإنسان حرية<br />
الترصف فيما ميلكه، يف حدود املباح )99( .<br />
Úالقول الثاين: التقييد يف الإبراء عن بعض الدَّيْن برشط أداء الباقي حرام، وهو قول<br />
عمر بن اخلطاب، وزيد بن ثابت، وعبد اهلل بن عمر )100( ، وقول احلنفية )101( ، واملالكية<br />
)102( ، واملشهور عند الشافعية )103( ، واملذهب عند احلنبلية )104( .<br />
256<br />
Ú<br />
حجة هذا القول:<br />
عن املقداد بن الأسود – رضي اهلل عنه- قال: أسلفت رجلً مئة دينار، ثم خرج سهمي<br />
يف بعث بعثة رسول اهلل- صلى اهلل عليه وسلم- فقلت له: عجَّ ل يل تسعني ديناراً وأحط<br />
عرشة دنانري فقال: نعم، فذكر ذلك لرسول اهلل- صلى اهلل عليه وسلم- فقال: »أكلت ربا يا<br />
مقداد وأطعمته« )105( .<br />
فهذا يعترب ربا، حيث قال الإمام مالك: »والأمر املكروه الذي ل اختلف فيه عندنا، أن<br />
يكون للرجل على الرجل الدين إىل أجل، فيضع عنه الطالب، ويعجله املطلوب، وذلك عندنا<br />
مبنزلة الرجل الذي يوؤخر دينه بعد حمله عن غرميه، ويزيده الغرمي يف حقه فهذا الربا بعينه<br />
لشك فيه« )106( .<br />
وحاصل هذا لستدلل: قياس وضع بعض الدَّيْن مع إسقاط بعض الأجل على زيادة<br />
الدين يف مقابلة زيادة الأجل.<br />
واعرتض على هذا التعليل: باأن قياس وضع بعض الدين مع إسقاط بعض الأجل على<br />
زيادة الدين يف مقابل زيادة الأجل قياس مع الفارق، حيث قال ابن القيِّم: »الربا يتضمن<br />
الزيادة يف احد العوضني يف مقابلة لجل، وهذا يتضمن براءة ذمته من بعض العوض يف<br />
مقابلة سقوط لجل، فسقط بعض العوض يف مقابلة سقوط بعض لجل، فانتفع به كل<br />
واحد منهما ومل يكن هنا ربا ل حقيقة ول لغة ول عرفاً، فاإن الربا الزيادة وهي منتفية ها<br />
هنا، والذين حرَّموا ذلك إمنا قاسوه على الربا، ول يخفى الفرق الواضح بني قوله: إما أن<br />
تربي، وإما أن تقضي، وبني قوله عجِّ ل يل وأهب لك مائة، فاأين احدهما من الآخر، فل نص<br />
يف حترمي ذلك ول اجماع ول قياس صحيح« )107( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الرتجيح:<br />
تَبنيَّ باأنَّ الأحاديث والآثار التي أوردها الطرفان ل يُحتج بها لضعفها، ولكن يرتجح<br />
للباحث – واهلل أعلم- القول الأول القاضي بجواز التعامل مبساألة )ضع وتعجل( ، لقوة<br />
ما استدلوا به من املعقول، ولضعف ما استدل به أصحاب القول الثاين، ولأن الأصل يف<br />
الأشياء الإباحة )108( واحلِ لرّ ، ما مل يرد دليل على التحرمي، ول يوجد دليل واضح صحيح<br />
يقتضي التحرمي، واهلل أعلم.<br />
واختلف احلنفية فيما إذا قال املُربْ ِئ للمُ ربْ أ: أدِّ إيلَّ نصف ما عليك غداً، وأنت بريء من<br />
الزيادة، ومل يوؤدِّ يف املوعد، هل يرجع الدين كامل، أو ل يعود؟ :<br />
قال أبو حنيفة، وحممد: إن مل يدفع إليه يف الوقت املحدد عاد عليه الدَّين كاملً؛ لأن<br />
هذا إبراء مقيد بالرشط فيفوت بفواته )109( ، وقال أبو يوسف )110( : ل يعود عليه؛ لأنه<br />
إبراء مُ طْ لَق، فجعل أداء بعضه عِ وَضاً، حيث ذكره بكلمة إيلرّ، وهي للمعاوضة، واشرتاط<br />
الأداء ضائع؛ لأن النقد واجب عليه يف كل زمان يطالبه هو فيه، إذ املال عليه حال، فبطل<br />
التعليق، وصار إبراء مطلقا، فجرى وجوده جمرى عدمه، فبقي الإبراء مطلقاً فل يعود كما<br />
إذا بدأ بالإبراء )111( .<br />
وقول أبي حنيفة وحممد هو الراجح عندي واهلل أعلم؛ لقول النبي- صلى اهلل عليه<br />
وسلم- : »ملْ ُسْ لِمُ ونَ عِ نْدَ رسُ ُوطِ هِ مْ« )112( ، وحيثما ورد النص، فعلينا اتِّباعه، فما رشطه<br />
عليه يجب أن يفي به، وإل بطل الرشط ولتِّفاق، فلو قيل ل يرجع فما الذي استفاده<br />
املُربْ ئ؟! ، فلم ياأخذ دَيْنه، وخرس منه دون فائدة، فيترضر كثرياً بذلك، والنبي- صلى اهلل<br />
عليه وسلم- يقول: »ل رسَ َرَ وَل رسِ َارَ« )113( .<br />
●الثاين: االإبراء املعلق على رشط: ويكون الإبراء معلقاً على رشط مطلق، أو على<br />
رشط ملئم، أو رشط كائن، وبيان ذلك:<br />
257<br />
<br />
●<br />
<br />
Ú<br />
الرشط التعليقي: ما يتم به عليَّة العلة، وآخر ما يتوقف عليه الشيء، وما جُ عِ لَ<br />
مبنزلة امللزوم ملا عُ لِّقَ عليه )114( ؛ أي ما يرتتب عليه احلكم، ول يتوقف عليه. وقد اختلف<br />
الفقهاء يف تعليق الإبراء على الرشط إىل ثلثة أقوال أعرضها يف التفصيل الآتي:<br />
Úالقول االأول: ل يصح تعليق الإبراء بالرشط مطلقاً، وهو رأي جمهور الفقهاء<br />
)119(<br />
احلنفية )115( ، والشافعية )116( ، وقول للحنبلية )117( ، والزيدية )118( وقول للإمامية<br />
. فمن قال ملدينه: إن متَّ فاأنت بريء، فل يجوز؛ لأنه إبراء معلق على رشط )120( . وكذا إذا<br />
قال له: إن جاء رأس الشهر فاأنت بريء )121( .
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
وإن قال الدائن للمدين: أبرأتك من الدَّيْن بعد وفاتي، مل يصح منه هذا الإبراء، لأنه<br />
إنشاء معلق غري منجز، فل يكون صحيحاً، سواء كان الدائن سليما، أم مريضاً، فاإذا مات<br />
وأجاز الورثة ذلك الإبراء، صح ذلك، وبرىء املدين، لأنه إبراء جديد، فالرشط ينايف الإنشاء،<br />
والإبراء إنشاء )122( .<br />
وكمن قال لِرَجل: إن متَّ فاأنت يف حلٍّ من دَيْنِي، وكقوله: إن دخلت الدار فاأنت بريء<br />
مما يل عليك، أو قال: أدِّ إيل كذا على أنك بريء من باقيه ومل يوقت، ولو قال: إن أديت إيلَّ<br />
خمسمائة، أو إذا أديت، أو متى أديت، فاأنت بريء من الباقي، مل يصح مطلقا، ول يربأ،<br />
لعدم صحة تعليق الرباءة برصيح الرشط، ملا فيها من معنى التمليك، والإبراء مرشوع يف<br />
الإسقاط املحض فقط )123( .<br />
حجة هذا القول:<br />
ل يصح تعليق الإبراء برشط؛ لأنَّه يقتضي املعاوضة، فكاأنَّه عاوض ببعض حقه<br />
عن بعض، وهذا فيه معنى الربا اجلاهلي، وأكل لأموال الناس بالباطل )124( .<br />
258<br />
<br />
<br />
Ú<br />
التعليق مرشوع يف الإسقاط املحض، والإبراء فيه معنى التمليك، فل يصح )125(.<br />
.<br />
)126(<br />
القياس على الهبة، فل يصح تعليقها على رشط<br />
Úالقول الثاين: يجوز تعليق الإبراء بالرشط املتعارف، مثل أن يقول: إن عجَّ لت يل<br />
البعض، أو دفعت البعض فقد أبرأتك، أما التعليق بالرشط غري املتعارف فل يجوز، وهو<br />
قول للحنفية )127( ، ومل أقف على دليل لهم على هذا القول.<br />
، ورواية<br />
<br />
<br />
Ú<br />
<br />
<br />
)128(<br />
Úالقول الثالث: يجوز تعليق الإبراء بالرشط مطلقاً، وهو قول املالكية<br />
للحنبلية )129( ، وقول للإمامية )130( ؛ لأنه إسقاط حمض، فهو كالطلق والعتق )131( .<br />
مناقشة األدلة، والرتجيح:<br />
♦ ♦مناقشة اأدلة القول االأول:<br />
الدليل الأول: قولهم: لأنَّه يقتضي املعاوضة، فكاأنَّه عاوض ببعض حقه عن بعض،<br />
وهذا فيه معنى الربا اجلاهلي.<br />
هذا قول ل يَسْ لم لهم، فهذا تعليق ليس فيه معنى املعاوضة، فاإن الإبراء فيها مل<br />
يقع يف مقابلة شيء حتى إذا فسد، فسد الإبراء، فلما كان الإبراء دون عوض، انتفى معنى<br />
املعاوضة، فانتفت علة الربا )132( .<br />
الدليل الثاين: التعليق مرشوع يف الإسقاط املحض، والإبراء فيه معنى التمليك،<br />
فل يصح.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
259<br />
<br />
Ú<br />
♦<br />
<br />
Ú<br />
Ú<br />
♦<br />
<br />
الوصية متليك، وهي يف احلقيقة تعليق للتمليك باملوت، فاإنه إذا قال املريض: إن<br />
متُّ يف مرضي هذا فقد أوصيت لفلن بكذا فهذا متيلك معلق باملوت، ول خلف يف صحة<br />
الوصية )133( .<br />
الدليل الثالث: القياس على الهبة، فل يصح تعليقها على رشط، وكذا الإبراء.<br />
Úل يوجد دليل على بطلن تعليق الهبة بالرشط، وقد صح عن النبي – صلى اهلل<br />
عليه وسلم- أنه علق الهبة بالرشط يف حديث جابر ملَّا قال: »لو قد جاء مال البحرين<br />
لأعطيتك هكذا وهكذا ثم هكذا«- ثلث حثيات )134( ، وأجنز ذلك له الصديق- رضي اهلل<br />
عنه- ملرّا جاء مال البحرين بعد وفاة النبي – صلى اهلل عليه وسلم- )135( .<br />
فاإن قيل كان ذلك وعداً، قلنا: نعم، والهبة املعلقة بالرشط وعد، فالصحيح صحة<br />
تعليق الهبة بالرشط عمل بهذا احلديث )136( .<br />
ل يلزم من بطلن تعليق الهبة بطلن تعليق الإبراء، بل القياس الصحيح يقتضي<br />
صحة تعليقه؛ لأنه إسقاط حمض، فهو بالعتق والطلق أشبه منه بالتمليك )137( .<br />
♦ ♦القول الثاين إمنَّ ا هو حقيقة ميثل للتعليق على معني الرشط )ضع وتعجَّ ل( .<br />
القول الثالث: باأنَّه يجوز تعليق الإبراء بالرشط مطلقاً، لأنه إسقاط حمض، فهو<br />
كالطلق والعتق.<br />
هو قول صحيح، فالإبراء جماناً أشبه بالعتق والطلق منه للتمليك )138( .<br />
وعليه فالذي يرتجح يل بعد هذا العرض أنَّه يجوز تعليق الإبراء بالرشط مطلقاً، فاأدلة<br />
املانعني مل تسلم من لعرتاض، وحقيقة الربا انتفت، إذ الإبراء املعلق على رشط ليس<br />
معاوضة، وعموم الأدلة تدل على صحة تعليق الإبراء بالرشط، ومنها:<br />
قول اهلل عز وجل: {وَأَوْفُ واْ بِعَهْدِ هللرّ ِ إِذَا عَ اهَ دمتُّ ْ وَلَ تَنقُضُ واْ الأَميْ َانَ بَعْدَ تَوْكِ يدِهَ ا<br />
وَقَدْ جَ عَلْتُمُ هللرّ َ عَ لَيْكُ مْ كَ فِيلً إِنَّ هللرّ َ يَعْلَمُ مَ ا تَفْعَلُونَ { )139( . فظاهر الآية عام، يف وجوب<br />
الوفاء بكل عقد )140( ، والإبراء عقد.<br />
وقول رسول اهلل- صلى اهلل عليه وسلم- : »مَ نْ ابْتَاعَ نَخْ لً بَعْدَ أَنْ تُوؤَبَّرَ – تُلَقَّح-<br />
فَثَمَرَتُهَ ا لِلَّذِي بَاعَ هَ ا إِل أَنْ يَشْ رتَ ِطَ ملْ ُبْتَاعُ » )141( . فهذا الرشط خلف مقتضى العقد املُطْ لق<br />
وقد جوزه الشارع )142( .<br />
وقوله صلى اهلل عليه وسلم: « ... وَملْ ُسْ لِمُ ونَ عَ لَى رسُ ُوطِ هِ مْ إِل رسَ ْطً ا حَ رَّمَ حَ للً أَوْ<br />
أَحَ لَّ حَ رَامً ا« )143( . وهذه الرشوط يف الإبراء ل حتُ لُّ حراماً، ول حترِّم حلل.<br />
. وأراد<br />
<br />
)144(<br />
وقول عمر بن اخلطاب- رضي اهلل عنه- : مقاطع احلقوق عند الرشوط<br />
مبقاطع احلقوق مواقفه التي ينتهي إليها )145( .
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
Úالتعليق على رشط ملئم: كقوله: إن متُّ فاأنت بريء من دمي، أو وهبتك دمي<br />
إن متُّ ، ونحوه، يجوز؛ لأنه وصية، يصح تعليقها لأنه متربع مبا بعد املوت، وهو حقيقة<br />
الوصية )146( .<br />
260<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
التعليق على رشط كائن: كقول املُربْ ئ: إن كانت الشمس طالعة فاأنت بريء من<br />
الدين، لقولهم: إن التعليق به تنجيز، والرشط الكائن هو املوجود احلالرّ )147( .<br />
أقول: هذا ليس تعليقاً، وإمنا لغو يف الكلم ل حاجة له، فما الفائدة منه؟! .<br />
املبحث الثالث- شروط صحة اإلبراء:<br />
يشرتط لصحة االإبراء ثالثة رشوط، هي كما ياأتي:<br />
.1اأن 1 يكون االإبراء موافقاً للرشع، فاإن كان الإبراء خمالفاً للرشع فل اعتبار له،<br />
ولذلك صور منها:<br />
. أالإبراء من التقابض عن بدل عقد الرصف:<br />
فقد اتفقت املذاهب الأربعة على أن التقابض عن بدل الرصف يف املجلس رشط لصحة<br />
الرصف، والإبراء من هذا الرشط ل يجوز )148( ، حلديث النبي- صلى اهلل عليه وسلم- :<br />
»الْوَرِقُ بِالذَّهَ بِ رِبًا إِل هَ اءَ وَهَ اءَ وَالْربُ ُّ بِالْربُ ِّ رِبًا إِل هَ اءَ وَهَ اءَ وَالشَّ عِ ريُ بِالشَّ عِ ريِ رِبًا إِل هَ اءَ<br />
وَهَ اءَ وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِل هَ اءَ وَهَ اءَ« )149( . وقد أوضح هذه املساألة صاحب كتاب »البحر<br />
الرائق« حيث قال: »وتفرع على اشرتاط القبض، أنه ل يجوز الإبراء عن بدل الرصف، ول<br />
هبته، والتصدق به، فاإن فعل مل يصح بدون قبول الآخر، فاإن قبل انتقض الرصف« )150( .<br />
.بالإبراء من حق السكنى للمطلقة: فحق السكنى للمطلقة الرجعية، هو حق<br />
أثبته الرشع لها، بقوله عز وجل: {يا أَيُّهَ ا النَّبِيُّ إِذَ ا طَ لَّقْتُمُ النِّسَ اء فَطَ لِّقُوهُ نَّ لِعِ دَّتِهِ نَّ<br />
وَ أَحْ صُ وا الْعِ دَّةَ وَ اتَّقُوا هللَّ َ رَ بَّكُ مْ لَ تُخْ رِجُ وهُ نَّ مِ ن بُيُوتِهِ نَّ وَ لَ يَخْ رُجْ نَ إِلَّ أَن يَاأْتِنيَ<br />
بِفَاحِ شَ ةٍ مُّ بَيِّنَةٍ 4...} )151( .<br />
واتفق الفقهاء أن حق السكنى لها، هو من قبيل حقوق اهلل- عز وجل- ، فل يجوز<br />
الإبراء عنه )152( .<br />
ولكن هذا القول يتعارض مع ظاهر حديث النبي- صلى اهلل عليه وسلم- بقوله لفاطمة<br />
بنت قيس: »ل سكنى لك ...« )153( .<br />
ويُدفع التعارض باأنَّ : السكنى واجبة للمُ طَ لَّقَةِ رجعياً، أما البائن – مثل فاطمة بنت<br />
قيس- فل سكنى لها، ويوؤيده ما ورد يف صحيح مسلم، عن النبي- صلى اهلل عليه وسلم-<br />
يف املُطَ لَّقَة ثلثاً، قال: »لَيْسَ لَهَ ا سُ كْنَى وَل نَفَقَةٌ« )154( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
: قال الرملي: »صاحب الإبراء<br />
)155(<br />
.2اأن 2 يكون احلق يف االإبراء مملوكاً لصاحبه<br />
ميَ ْلك الدَّيْن في ذمة من عليه، وميَ لك الترصف فيه، على الوجه املعترب« )156( . وقال<br />
الرحيباين: »ول يصح الإبراء من الدَّيْن قبل وجوبه« )157( . وقال البجريمي: »صحة الإبراء<br />
تتوقف على سَ بْقِ امللك« )158( . فل يَربْ أ املُربْ أ إل باإبراء صاحب احلق، فالعفو دائماً من<br />
صاحب احلق )159( . ومن هذا يتفرع مسائل:<br />
. أاملساألة الأوىل: إبراء الوكيل: هل يجوز للوكيل الإبراء يف مال مُ وكِّ له؟ ، اختلف<br />
الفقهاء يف هذه املشاألة اإىل قولني:<br />
القول الأول: الوكيل املاأذون ميلك الإبراء، وهو قول جمهور الفقهاء من احلنفية<br />
)160( ، واملالكية )161( ، والشافعية )162( ، واحلنبلية )163( ، وقول للإمامية )164( . واستدلوا<br />
باأنَّ املُوكَّ ل إن كان ماأذوناً بالإبراء، يصح منه لنتفاء التهمة عنه؛ لأنه إذا جاز التوكيل يف<br />
إثبات احلقوق واستيفائها، جاز التوكيل يف الإبراء عنها )165( .<br />
261<br />
Ú<br />
Ú<br />
القول الثاين: الوكيل ل ميلك الإبراء: وهو قول أبي يوسف من احلنفية )166( ، وقول<br />
للشافعية )167( ، وقول الظاهرية )168( ، والزيدية )169( ، واملشهور عند الإمامية )170( .<br />
واستدلوا باأنَّ الإبراء من قبيل التربع، والوكيل ل ميلك التربع )171( ، فل يجوز أن يتكلم أحد<br />
عن أحد إل حيث أوجب ذلك نص، ول نص على جواز الوكالة يف الإبراء )172( ، ولأنَّ الإبراء<br />
تابع للملك، وإذا كان الوكيل ل ميلك الثمن، فل يصح منه الإبراء، وهذا من قبيل أكل أموال<br />
الناس بالباطل )173( .<br />
والراجح عندي وإن كان املُوَكَّ ل ماأذوناً بالإبراء، إلاّ أنَّ ترصُّفه يكون موقوفاً على<br />
إجازة صاحب احلق، فاستيفاء احلقوق وإثباتها، غري الإبراء عنها، إن شاء صاحب احلق<br />
أمضاه، وإن شاء أبطله، لأن صاحب احلق أقدر على معرفة مصاحله من الوكيل- غالباً.<br />
اأقوال:<br />
.باملساألة الثانية: إبراء الفضويل )174( : وقد اختلف الفقهاء يف ذلك على ثالثة<br />
،<br />
Ú<br />
Úالقول الأول: إبراء الفضويل باطل، وهو قول املالكية )175( وقول عند احلنبلية )176(<br />
وهو رأي الشافعية يف اجلديد )177( ، وقول للإمامية )178( . واستدلوا باأنَّ كُ لُّ مَ نْ ميلك احلق،<br />
يجوز له الإبراء عنه، ومن مل ميلكه فترصفه يف مال غريه باطل، فلو خالع والد السفيهة،<br />
أو السلطان عنها من مالها، فالطلق يقع، واخللع مردود عليها، ولو خالع عنها باأن أبرأ<br />
زوجها من مهرها، أو دَيْن لها عليه، كان الطلق الذي وقع باملال واقعاً عليها، وكان مالها<br />
الذي دفعته إليه مردوداً عليها وحقها ثابت، ول يربأ الزوج من شيء مما أبرأه منه الأب،<br />
والويل غري الأب، لأنه فضويل ترصَّف يف مال غريه، فترصفه باطل )179( .
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
القول الثاين: إبراء الفضويل موقوف على إجازة صاحب احلق، إن شاء أمضاه، وإن<br />
شاء ردَّه، كالهبة والوصية، وهو قول احلنفية )180( ، والشافعية يف القدمي )181( ، واحلنبلية<br />
)182( ، وقول للإمامية )183( . واستدلوا باأنَّ الترصُّف صدر من أهله، مضافاً إىل حمله، ول<br />
رضر يف انعقاده، فينعقد موقوفاً، فاإذا رأى املصلحة فيه ينفذه، فيكون كاأنه هو من أبرأ،<br />
وإل ردَّه، فيكون كالوكيل يف الإبراء )184( . وعن حكيم بن حزام أن رسول اهلل- صلى اهلل<br />
عليه وسلم- بعثه ليشرتي له أضحية بدينار، فاشرتى أضحية فربح بها دينارا، ثم اشرتى<br />
مكانه أخرى، فجاء بالأضحية والدينار إىل رسول اهلل- صلى اهلل عليه وسلم- فضحى<br />
بالشاة وتصدق بالدينار )185( .<br />
262<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
Ú<br />
القول الثالث: جواز إبراء الفضويل مطلقاً، ويُلزم صاحب احلق بالإبراء، وهو قول<br />
ضعيف للمالكية )186( .<br />
والذي يرتجح لدي هنا القول الأول ببطلن إبراء الفضويل، لأنَّه أحق أن يُتَّبع، فليس<br />
لأحد الترصُّف يف حقوق غريه بدون إذنه، وإل لنتفى الرضا ولختيار، وهو أصل انعقاد<br />
العقود.<br />
لأنَّ القول الثاين استشهد بحديث ضعيف، وعليه فل يتوقف إبراء الفضويل على<br />
الإجازة.<br />
وأمرّ ا القول الثالث بجواز إبراء الفضويل مطلقا، وإلزام صاحب احلق به، ل يقره رشع،<br />
ول يوافقه عقل.<br />
ويختلف هذا عن إبراء الوكيل، الذي ترجَّ ح يل باأنه موقوف على إجازة املُوَكِّ ل، لأنَّ<br />
الوكيل مُ وَكَّ ل باأعمال املُوَكِّ ل، ولكن توَقُّ فه هو من باب رُجحان املصلحة، أمَّ ا الفضويل فل<br />
ميلك احلق، وليس له وكالة، فترصفه يف مال غريه باطل.<br />
.3وجوب 3 احلق اأو وجوب سبب االستحقاق يف االإبراء: فل يقع الإبراء صحيحاً إل<br />
بعد وجوب احلق املراد الإبراء منه، وذلك لعتبار الإبراء عند الفقهاء عما وجب يف الذمة،<br />
وعليه فما مل يجب يف الذمة فالإبراء منه لغو )187( . وقد اختلفوا يف الإبراء من احلق قبل<br />
وجوبه؛ ولكن سببه موجود، على قولني:<br />
. أالقول الأول: ل يصح الإبراء قبل وجوب احلق، وإن وُ جِ د سببه، وهو قول جمهور<br />
الفقهاء من احلنفية )188( ، والشافعية )189( ، واحلنبلية )190( . واستدلوا بقول النبي صلى
Ú<br />
Ú<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اهلل عليه وسلم: « ل نَذْرَ لبْنِ آدَمَ فِ يمَا ل ميَ ْلِكُ وَل عِ تْقَ لَهُ فِ يمَا ل ميَ ْلِكُ وَل طَ لقَ لَهُ فِ يمَا ل<br />
ميَ ْلِكُ « )191( . والإبراء يف معناهما )192( .<br />
ومن أمثلة احلنفية على ذلك: لو أنَّ الزوجة أبرأت زوجها عن النفقة، يف حال قيام<br />
النكاح، ل يصح الإبراء، وجتب النفقة؛ لأن النفقة يف النكاح جتب شيئاً فشيئاً على حسب<br />
حدوث الزمان يوماً فيوماً، فكان الإبراء عنها إبراء قبل الوجوب، فلم يصح – قبل فرضها<br />
من القاضي، مع أن سبب الوجوب موجود وهو عقد الزوجية )193( .<br />
ومن أمثلة الشافعية: ل يصح إبراء املفوضة عن مهرها قبل تقديرها وقبل الدخول؛<br />
لأنه إبراء عما مل يجب )194( ، مع أن سبب وجوبه موجود وهو عقد النكاح أيضاً.<br />
وقد استثنى الشافعية صورة واحدة يجوز فيها الإبراء قبل وجوبه، وهي إذا حفر<br />
شخص بئراً، يف ملك غريه، بل إذن، وأبرأه املالك ورضي باستبقائها بعد احلفر، برئ من<br />
ضمان ما يقع فيها، كما لو أذن له ابتداء )195( .<br />
، وقول<br />
)196(<br />
.بالقول الثاين: إن وُ جد سبب احلق فالإبراء صحيح، وهو قول املالكية<br />
للشافعية )197( ، فلو أبرأت الزوجة زوجها عن املهر قبل فرضه – تقديره- صح جلريان<br />
سبب الوجوب، وهو العقد )198( .<br />
وقول اجلمهور هو الراجح عندي، فل يصح الإبراء قبل وجوب احلق، وإن وُ جِ د سببه،<br />
للحديث الذي استشهدوا به، والأدلة الداعمة له يف عدم جواز ترصف الإنسان فيما ل ميلك،<br />
ومنها:<br />
الْعَبْدُ« )199( .<br />
Ú<br />
قال رسول اهلل- صلى اهلل عليه وسلم: »ل وَفَاءَ لِنَذْرٍ يفِ مَ عْصِ يَةٍ ، وَل فِ يمَا ل ميَ ْلِكُ<br />
Úوقال- Ú صلى اهلل عليه وسلم: »ل طَ لقَ إِل فِ يمَا متَ ْلِكُ ، وَل عِ تْقَ إِل فِ يمَا متَ ْلِكُ ، وَل<br />
بَيْعَ إِل فِ يمَا متَ ْلِكُ » )200( .<br />
، ويف معناه، ول تُربْ ئ<br />
)201(<br />
Úوقال- صلى اهلل عليه وسلم: »... ل تَبِعْ مَ ا لَيْسَ عِ نْدَكَ »<br />
عما مل يجب يف الذمة.<br />
263
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
خامتة:<br />
استناداً إىل ما تقدَّم بيانه فيما يتعلَّق بحقيقة الإبراء، وأنواعه، ورشوط صحته، خلص<br />
الباحث اإىل النتائج االآتية:<br />
.1يُقصد 1 بالإبراء: »تنازل صاحب احلق عنه إل ملانع«؛ والإبراء وإن كان أشبه<br />
بالإسقاط، إل أنه حقيقة فيه معنى التمليك.<br />
.2اختلف 2 الفقهاء يف حكم الإبراء عن ذات العني، والراجح جوازه يف املثليات، لسهولة<br />
ضبطها بالوصف<br />
.3اختلف 3 الفقهاء يف تقييد وتعليق الإبراء بالرشط، والراجح جوازه، لقوة استدلل<br />
القائلني بهذا.<br />
.4الراجح 4 باأنَّ إبراء الوكيل موقوف على إجازة املُوَكِّ ل، وإنْ كان ماأذوناً بذلك.<br />
.5اختلف 5 الفقهاء يف حكم إبراء الفضويل، والراجح أنَّه باطل، فليس لأحد الترصف<br />
يف حقوق غريه دون إذنه.<br />
.6الراجح 6 عدم صحة الإبراء قبل وجوب احلق؛ وإن وُجِ د سببه، لقوة دليل القائلني بذلك.<br />
264
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اهلوامش:<br />
. 1سورة البقرة، الآية 280<br />
. 2سورة النساء، الآية 92<br />
) 3 ، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليرس.<br />
. 1<br />
. 2<br />
. 3النيسابوري، صحيح مسلم، )4/ 2301<br />
4الزبيدي، . 4 تاج العروس، /1( )145 ، مادة )بَرَأ( . والسعدي، الأفعال، /1( ) 99 . وابن<br />
منظور، لسان العرب، )1/ 31( .<br />
،) 5<br />
. 5الأزهري، تهذيب اللغة )15/ 193( ، مادة )الراء والباء( . والسعدي، الأفعال، )1/ 99<br />
مادة )باأرت( . وابن منظور، لسان العرب، )1/ 31( ، مادة )برأ( . الزخمرشي، أساس<br />
البلغة، )1/ 34( . والزبيدي، تاج العروس، )1/ 149( . والرازي، خمتار الصحاح،<br />
/1( )18 ، مادة )برأ( .<br />
. 6سورة احلديد، جزء من آية 22<br />
. 6<br />
. ) 7<br />
. 8<br />
9اجلصاص، . 9 أحكام القرآن، /4( ) 264 .<br />
. 10<br />
. ) 111<br />
. 7ابن عطية، املحرر الوجيز، )5/ 268<br />
. 8سورة التوبة، الآية 1<br />
10سورة الزخرف: الآية 26<br />
السعدي، تيسري الكرمي الرحمن، )1/ 764<br />
1212البخاري، اجلامع الصحيح، )2/ ) 777 ، باب هل يسافر باجلارية قبل أن يستربئها.<br />
13السجستاين، سنن أبي داود، )1/ 52( ، باب لسترباء من البول، رقم احلديث: )20<br />
وقال الألباين يف تذييله على الكتاب: حديث صحيح.<br />
14النووي، صحيح مسلم برشح النووي، )3/ 201<br />
15احلموي، غمز عيون البصائر، )3/ 17<br />
، ) 13<br />
. ) 14<br />
. ) 15<br />
1616الكرابيسي، الفروق /2( ) 106 .<br />
. ) 17<br />
. ) 18<br />
1919الرسخسي، املبسوط، /24( )65 . والكاساين، بدائع الصنائع، /7( ) 189 . واملريغيناين،<br />
)3/ 230( . وشيخي زاده، جممع الأنهر، )3/ 508( . وابن عابدين، رد املحتار، )5/ 43(.<br />
17حيدر، درر احلكام، )4/ 67<br />
18ابن جنُ يم، البحر الرائق، )8/ 107( . وشيخي زاده، جممع الأنهر، )3/ 508<br />
265
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
2020الرسخسي، املبسوط، )17/ 32( . والسمرقندي، حتفة الفقهاء، )2/ ) 19 . وابن عابدين،<br />
رد املحتار، /8( )66 .<br />
. ) 21<br />
222 القرايف، الذخرية، /11( )42 . واحلطاب، مواهب اجلليل، /5( ) 232 .<br />
) 23<br />
. والرملي، نهاية املحتاج، )4/ 256( . واجلمل، فتوحات الوهاب )حاشية اجلمل( ، )3/<br />
)297 . والرشواين، حواشي الرشواين، /5( )69 .<br />
2424الزركشي، املنثور، /1( ) 81 .<br />
. ) 25<br />
. ) 26<br />
. ) 27<br />
. ) 28<br />
. ) 29<br />
) 30 . والرملي، نهاية<br />
املحتاج، /7( )443 . وابن قدامة، املغني، /5( )380 .<br />
. 31<br />
. ) 32<br />
333 جملة الأحكام العدلية، /1( ) 298 .<br />
3434الرسخسي، املبسوط، /18( )165 . واملرغيناين، الهداية، /3( ) 181 . والزيلعي، تبيني<br />
21الدردير، الرشح الكبري، )3/ 378( . وابن عرفة، حاشية الدسوقي، )4/ 99<br />
23الأنصاري، أسنى املطالب، )2/ 156( . واخلطيب الرشبيني، مغني املحتاج، )2/ 129<br />
25ابن قدامة، املغني، )7/ 197<br />
26احلِ لرّي، خمتلف الشيعة، )6/ 5<br />
27ابن العلمة، إيضاح الفوائد، )4/ 621<br />
28اجلبعي، الروضة البهية، )3/ 475<br />
29احلِ لرّي، رشائع الإسلم، )3/ 81<br />
30ابن جنُ يم، البحر الرائق، )7/ 175( . والقرايف، الذخرية، )10/ 394<br />
266<br />
31سورة البقرة: الآية 280<br />
32ابن منظور، لسان العرب، )11/ 657<br />
احلقائق، )5/ 7( . وابن جنُ يم، البحر الرائق، )7/ 267( . وابن عابدين، العقود الدرية،<br />
/2( )46 . واحلطاب، مواهب اجلليل، /5( )232 . الدردير، الرشح الكبري، /3( )411 .<br />
3535الرسخسي، املبسوط، /18( )165 . والزيلعي، تبيني احلقائق، /5( ) 7 . واحلطاب،<br />
مواهب اجلليل، /5( )232 .<br />
) 36 . وابن<br />
عابدين، رد املحتار، /5( )624 . البجريمي، /3( )5 . وابن قدامة، املغني، /4( )362 .<br />
) 37 . والدردير،<br />
36البغدادي، جممع الضمانات، )2/ 927( . واحلموي، غمز عيون البصائر، )2/ 344<br />
37الرسخسي، املبسوط، )18/ 165( . وابن عابدين، العقود الدرية، )2/ 46<br />
الرشح الكبري، )3/ 411( . وابن السلح، فتاوى ابن السلح، )2/ 512( . والبهوتي،<br />
رشح منتهى الإرادات، )2/ 649( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
3838الشافعي، الأم، /6( ) 194 .<br />
. ) 39<br />
4040الرسخسي، املبسوط، )18/ 165( . والزيلعي، تبيني احلقائق، )5/ ) 7 . وابن عابدين،<br />
رد املحتار، /5( )624 . واحلطاب، مواهب اجلليل، /5( )232 .<br />
. ) 41<br />
) 42 . وابن عابدين، رد<br />
املحتار، /8( )230 .<br />
) 43 . والنووي، روضة<br />
الطالبني، )7/ 437( . والأنصاري، رشح البهجة، )3/ 132( . وابن تيمية، جمموع<br />
الفتاوى، /3( )71 .<br />
444 الرسخسي، املبسوط، /11( ) 107 .<br />
4545القرايف، الذخرية، /11( ) 42 .<br />
. ) 46<br />
. ) 47<br />
4848الكاساين، بدائع الصنائع، )5/ 203( . والقرايف، الذخرية، )11/ ) 42 . وابن عرفة،<br />
حاشية الدسوقي، /3( )411 . والرشواين، حواشي الرشواين، /5( )69 .<br />
. ) 49<br />
. ) 50<br />
. ) 51<br />
. ) 52<br />
53<br />
39جملة الأحكام العدلية، )1/ 298<br />
41حيدر، درر احلكام، )4/ 11<br />
42البابرتي، العناية، )8/ 412( . وابن جنُ يم، البحر الرائق، )7/ 261<br />
43ابن عابدين، رد املحتار، )8/ 501( . القرايف، الفروق )1/ 265<br />
46البجريمي، حاشية البجريمي، )3/ 30<br />
47ابن تيمية، جمموع الفتاوى، )3/ 105<br />
49احلموي، غمز عيون البصائر، )3/ 354( . وابن عابدين، رد املحتار، )8/ 223<br />
50احلطاب، مواهب اجلليل، )5/ 232( . وعليش، منح اجلليل، )6/ 470<br />
51الشوكاين، السيل اجلرار، )4/ 262( . ابن املرتضى، البحر الزخار )5/ 134<br />
52ابن طي الفقعاين، الدر املنضود، )1/ 202<br />
53 كايف احلاكم: للحاكم الشهيد جمع كلم حممد بن احلسن يف كتاب أسماه الكايف. يُنظر،<br />
ابن جنُ يم، البحر الرائق، )1/ 79( . ومل أعرث على هذا الكتاب، مع اشتهاره يف كتب<br />
احلنفية.<br />
54ابن عابدين، رد املحتار، )8/ 223<br />
. ) 54<br />
. ) 555<br />
. ) 56<br />
ابن جنُ يم، البحر الرائق، )7/ 261( . وابن عابدين، رد املحتار، )5/ 632<br />
56ابن عابدين، رد املحتار، )5/ 236<br />
267
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
. ) 57<br />
. ) 58<br />
59<br />
الغزايل، املستصفى، /1( )281 .<br />
. ) 60<br />
. ) 61<br />
. ) 62<br />
. ) 63<br />
6464اجلمل، حاشية اجلمل، /4( )298 . واملرداوي، الإنصاف، /7( ) 130 .<br />
. ) 65<br />
) . والشريازي،<br />
666 املهذب /1( )303 . والألوسي، روح املعاين، /7( )25 .<br />
57احلطاب، مواهب اجلليل، )5/ 232<br />
58الشوكاين، السيل اجلرار، )4/ 261<br />
59 مناط احلكم: »ما أضاف الرشع احلكم إليه وناطه به ونصبه علمة عليه«. يُنظر،<br />
60الشوكاين، السيل اجلرار، )4/ 261<br />
61احلطاب، مواهب اجلليل، )5/ 232<br />
62البلخي، الفتاوى الهندية، )4/ 204<br />
63ابن عرفة، حاشية الدسوقي، )3/ 411<br />
65حيدر، درر احلكام، )4/ 11<br />
ابن الهُ مام، فتح القدير، )2/ 75( . واحلصكفي، الدر املختار، )5/ 161<br />
6767البخاري، صحيح البخاري، )1/ ) 781 ، باب السَّ لم يف وزن معلوم، رقم احلديث<br />
. )2125(<br />
6868املرداوي، الإنصاف، /5( ) 84 .<br />
. ) 69<br />
7070الشريازي، املهذب، /1( )406 . والبجريمي، حاشية البجريمي، /2( ) 186 .<br />
) 71 . وابن مفلح،<br />
املبدع، /4( )205 .<br />
. ) 72<br />
7373البخاري، كشف الأرسار، /4( )336 . القرايف، الفروق، /3( ) 382 .<br />
) 74 . ابن قدامة،<br />
املغني، /5( )384 .<br />
75<br />
69الكاساين، بدائع الصنائع، )5/ 182<br />
71ابن رشد، بداية املجتهد، )2/ 154( . والشريازي، املهذب، )1/ 303<br />
72احلصكفي، الدر املختار، )4/ 585<br />
74الكاساين، بدائع الصنائع، )5/ 19( . والبلخي، الفتاوى الهندية، )5/ 182<br />
75 اخليار: هو حقُّ العاقد يف فسخ العقد أو إمضائه لظهور مسوِّغ رشعي أو مبقتضى اتِّفَاق<br />
عَ قَدِيٍّ . يُنظر، وزارة الأوقاف الكويتية، املوسوعة الفقهية، )20/ 41( .<br />
7676السمرقندي، حتفة الفقهاء، )2/ 103( . وابن جنُ يم، البحر الرائق، )6/ ) 73 .<br />
268
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
777 الكاساين، بدائع الصنائع، /7( )151 . الغزايل، الوسيط، /3( ) 405 .<br />
/ 78<br />
. )168<br />
7979اجلصاص، أحكام القرآن، /2( )204 . القرايف، الذخرية، /12( ) 109 . والشريازي،<br />
املهذب، )1/ 349( . النووي، روضة الطالبني، )9/ 243( . وابن قدامة، املغني، )5/<br />
. )384<br />
8080جملة الأحكام العدلية، /1( )298 . واملجددي،قواعد الفقه، /1( ) 157 .<br />
) 81 . وابن قدامة،<br />
املغني، )7/ 196( . ابن تيمية، جمموع الفتاوى، )3/ 57( . وابن املطرز، املُغْرَب )1/<br />
.. )221<br />
) 82 . وعليش، فتح<br />
العلي املالك، )1/ 335( . وابن عرفة، حاشية الدسوقي، )2/ 243( .<br />
) 83 . والشريازي،<br />
املهذب، )1/ 341( . وابن قدامة، املغني، )2/ 349( . والبهوتي، الروض املرُبْع، )2/<br />
. )196<br />
. ) 84<br />
) 85 . والشافعي،<br />
الأم، /8( )73 . واملرداوي، الإنصاف، /5( )207 . والإسنوي، الكوكب الدري، /1(<br />
. )356<br />
8686الرسخسي، املبسوط، /21( )73 . والشريازي، املهذب، /1( ) 305 . والرشواين، حواشي<br />
الرشواين، /5( )192 . وابن مفلح، املبدع، /4( )279 .<br />
8787القرطبي، لستذكار، /6( ) 490 .<br />
) 888 . والبلخي، الفتاوى<br />
الهندية، /4( )335 .<br />
. ) 89<br />
. ) 90<br />
. ) 91<br />
78الأرش: »اسم للمال الواجب على ما دون النفس«، يُنظر، املجددي، قواعد الفقه، )1<br />
81ابن الهُ مام، فتح القدير، )6/ 398( . وعليش، فتح العلي املالك، )1/ 274<br />
82الرسخسي، املبسوط، )12/ 84( . وابن الهُ مام، فتح القدير، )6/ 398<br />
83ابن جنُ يم، البحر الرائق، )6/ 131( . واحلطاب، مواهب اجلليل، )4/ 548<br />
84ابن عابدين، رد املحتار، )5/ 156<br />
85الكاساين، بدائع الصنائع، )6/ 11( . وابن عابدين، رد املحتار، )5/ 156<br />
املرغناين، الهداية، )3/ 198( . وابن جنُ يم، البحر الرائق، )7/ 260<br />
89ابن عرفة، حاشية الدسوقي، )3/ 314<br />
90الرملي، نهاية املحتاج، )4/ 386<br />
91ابن القيم، إغاثة اللهفان، )2/ 13<br />
269
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
270<br />
9292املرتضى، لنتصار، /1( ) 445 .<br />
9393أخرجه الدارقطني، سنن الدارقطني، )3/ ) 46 ، وقال يف إسناده مسلم بن خالد وهو<br />
سيء احلفظ ضعيف.<br />
9494ابن كثري، البداية والنهاية، )4/ ) 75 .<br />
9595ابن القيم، إغاثة اللهفان، )2/ ) 13 .<br />
9696الصنعاين، مصنف عبد الرزاق، )8/ ) 72 ، ومل أجد تخريجاً لهذا الأثر.<br />
9797ابن قدامة، روضة الناظر، /2( )165 . والآمدي، الإحكام، /4( ) 201 .<br />
9898ابن القيم، إغاثة اللهفان، )2/ ) 13 .<br />
999 الرملي، نهاية املحتاج، /4( )386 . واملرتضى، لنتصار، /1( ) 445 .<br />
10100الأصبحي، املدونة الكربى، /9( ) 130 .<br />
10101الرسخسي، املبسوط، /13( ) 126 .<br />
10102الصاوي، بلغة السالك، /3( ) 259 .<br />
10103النووي، روضة الطالبني، /4( )196 . وقليوبي، حاشية قليوبي، /4( ) 370 .<br />
10104ابن قدامة، املغني، /7( ) 21 .<br />
10105البيهقي، سنن البيهقي، )2/ 28( ، وجاء يف فتاوى السبكي، )1/ ) 340 سنده<br />
ضعيف.<br />
10106الأصبحي، املوطاأ، /2( ) 673 .<br />
10107ابن القيم، إعلم املوقعني، )3/ ) 359 .<br />
10108الزركشي، البحر املحيط، )4/ 324( . وأمري بادشاه، تيسري التحرير، )2/ ) 172 .<br />
10109الشيباين، اجلامع الصغري، /1( )419 . والكاساين، بدائع الصنائع، /6( ) 45 .<br />
واملريغناين، الهداية، )3/ 198( . والزيلعي، تبيني احلقائق، )5/ 43( . واحلصكفي،<br />
الدر املختار، -5( )640 .<br />
110 11 هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري القاضي الفقيه صاحب أبي حنيفة،<br />
وكان شيخا متقنا، ومات أبو يوسف سنة 182ه. يُنظر، اجلرجاين، تاريخ جرجان،<br />
. )487 /1(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
11111الشيباين، اجلامع الصغري، /1( )419 . والكاساين، بدائع الصنائع، /6( ) 45 .<br />
واملريغناين، الهداية، )3/ 198( . والزيلعي، تبيني احلقائق، )5/ 43( . واحلصكفي،<br />
الدر املختار، /5( )640 .<br />
. ) 112<br />
11البخاري، صحيح البخاري، )2/ 794( ، باب أجر السمرسة، رقم احلديث: )2154<br />
11113الطرباين، املعجم الكبري، )2/ 86( ، رقم احلديث: )1387 ) ، وهو حديث حسن، يُنظر،<br />
البريوتي، أسنى املطالب، )1/ 324( .<br />
. ) 114<br />
) مرجع سابق.<br />
115 . ) 116<br />
. ) 117<br />
. ) 118<br />
. ) 119<br />
. ) 120<br />
. ) 121<br />
. ) 122<br />
) . والرملي،<br />
123 نهاية املحتاج، /6( )401 . وابن مفلح، املبدع، /5( )376 .<br />
. ) 124<br />
. ) 125<br />
. ) 126<br />
. ) 127<br />
. ) 128<br />
. ) 129<br />
. ) 130<br />
. ) 131<br />
. ) 132<br />
11التفتازاين، رشح املقاصد، )2/ 113<br />
11ابن جنُ يم: البحر الرائق )7/ 260<br />
11قليوبي، حاشية قليوبي، )4/ 370( . والرملي، نهاية املحتاج، )6/ 401<br />
11ابن مفلح، املبدع، )5/ 376<br />
11ابن املرتضى، البحر الزخار، )6/ 98<br />
11احلكيم، مستمسك العروة، )14/ 535<br />
12ابن قدامة، الكايف، )2/ 127<br />
12اخلطيب الرشبيني، الإقناع، )2/ 306<br />
12الفاضل الهندي، كشف اللثام، )8/ 213( . وزين الدِّين، كلمة التقوى، )6/ 249<br />
12املرغناين، الهداية، )3/ 199( . وابن جنُ يم، البحر الرائق، )7/ 260<br />
12الرحيباين، مطالب أويل النهى، )3/ 335( . والسبكي، فتاوى السبكي، )1/ 341<br />
12ابن مفلح، املبدع، )5/ 367<br />
12ابن السلح، فتاوى ابن السلح، )2/ 442<br />
12ابن الهُ مام، فتح القدير، )7/ 197( . وابن جنُ يم، البحر الرائق، )6/ 199<br />
12اخلرشي، رشح خمترص خليل، )6/ 35<br />
12ابن مفلح، الفروع، )4/ 145<br />
13الطباطبائي، تكملة العروة الوثقى، )2/ 14<br />
13ابن القيِّم، أحكام أهل الذمة، )2/ 753<br />
13ابن تيمية، جمموع الفتاوى، )3/ 70( . والسبكي، فتاوى السبكي، )1/ 341<br />
271
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
272<br />
. ) 133<br />
13ابن القيم، إغاثة اللهفان، )2/ 18<br />
13134البخاري، صحيح البخاري، )2/ ) 308 ، باب: من تكفل عن ميت ديْناً فليس له أن<br />
يرجع، رقم احلديث، )2174( .<br />
13ابن القيم، إغاثة اللهفان، )2/ 18<br />
. ) 135<br />
13136املصدر نفسه، /2( ) 18 .<br />
13137املصدر نفسه ، /2( ) 18 .<br />
. ) 138<br />
. 139<br />
. ) 140<br />
13السبكي، فتاوى السبكي، )1/ 341( . وابن القيم، إغاثة اللهفان، )2/ 17<br />
13سورة النحل: جزء من آية 90<br />
14الشافعي، أحكام القرآن )2/ 66<br />
14141النيسابوري، صحيح مسلم، )3/ ) 1172 ، باب من باع نخلً عليها ثمر، رقم احلديث:<br />
. )1543(<br />
. ) 142<br />
14ابن القيِّم، إعلم املوقعني، )3/ 388<br />
14143الرتمذي، سنن الرتمذي، )3/ ) 634 ، باب ما ذكر عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم<br />
يف الصلح بني الناس، رقم احلديث: )1352( ، والأحاديث مذيلة باأحكام الألباين:<br />
والذي قال: حديث صحيح.<br />
14144البخاري، صحيح البخاري، )5/ ) 1978 ، باب الرشوط يف النكاح.<br />
. ) 145<br />
. ) 146<br />
واملرداوي، الإنصاف، /7( )129 . والشوكاين، السيل اجلرار، /4( )262 .<br />
14العيني، عمدة القاري، )13/ 298<br />
14ابن جنُ يم، البحر الرائق، )6/ 197( . والدمياطي: إعانة الطالبني، )3/ 152<br />
14147ابن عابدين، العقود الدرية، )2/ ) 52 . منل خرسو، درر احلكام رشح غرر الأحكام،<br />
/2( )226 . والقرايف، الذخرية، /8( )94 . والأنصاري، أسنى املطالب، /2( )261 .<br />
وابن تيمية، جمموع الفتاوى، )33/ 197( .<br />
14148الكاساين، بدائع الصنائع، /6( )210 . والقرايف، الفروق، /3( ) 468 . والرملي،<br />
نهاية املحتاج، /2( )84 . وابن قدامة، املغني، /4( )54 .<br />
14149النيسابوري، صحيح مسلم، )3/ ) 1209 ، باب الرصف وبيع الذهب بالورِق نقداً،<br />
رقم احلديث )1586( . ومعنى هاء وهاء: أن يقول خذ ويقول صاحبه مثله. يُنظر،<br />
السيوطي، الديباج على مسلم، )4/ 182( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
15150ابن جنُ يم، البحر الرائق، )6/ ) 210 .<br />
15151سورة الطلق: جزء من آية . 1<br />
15152الكاساين، بدائع الصنائع، )3/ 152( . وابن جنُ يم، البحر الرائق، )4/ ) 217 . وشيخي<br />
زاده، جممع الأنهر، )2/ 190( . والنفراوي، الفواكه الدواين، )2/ 64( . واخلطيب<br />
الرشبيني، مغني املحتاج، )3/ 265( . والرشواين، حواشي الرشواين، )8/ 259( .<br />
وابن مفلح، املبدع، )8/ 144( . وابن حزم: الإحكام، )8/ 500( .<br />
15153الرتمذي، سنن الرتمذي، )3/ ) 484 ، باب ما جاء يف املطلقة ثلثاً ل سكنى لها ول<br />
نفقة، رقم احلديث )1180( ، وهو حديث صحيح كما قال الألباين يف تذييله على<br />
الكتاب.<br />
15154النيسابوري، صحيح مسلم )2/ ) 1114 ، باب املطلقة ثلثاً ل نفقة لها، رقم احلديث<br />
. )1480(<br />
15155الكاساين، بدائع الصنائع، /4( )26 . والعبدري، التاج والإكليل، /3( ) 516 .<br />
والدمياطي، إعانة الطالبني، )2/ 178( . والبهوتي، كشاف القناع، )4/ 305( .<br />
15156الرملي، نهاية املحتاج، /2( ) 240 .<br />
15157الرحيباين، مطالب أويل النهى، )4/ ) 393 .<br />
15158البجريمي، حاشية البجريمي، /3( ) 138 .<br />
15159الرسخسي، املبسوط، /21( )29 . والكاساين، بدائع الصنائع، /4( ) 26 . وابن<br />
عابدين، رد املحتار، )8/ 219( . واحلطاب، مواهب اجلليل، )6/ 52( . والشافعي،<br />
الأم، /3( )186 . وابن قدامة، املغني، /8( )278 .<br />
16160الزيلعي، تبيني احلقائق، )4/ 274( . وابن جنُ يم، البحر الرائق، )7/ ) 182 .<br />
16161القرايف، الفروق، /2( ) 233 .<br />
16162الشريازي، املهذب، /1( ) 349 .<br />
16163ابن تيمية، جمموع الفتاوى، )30/ 54( . والبهوتي، دقائق أويل النهى، )2/ ) 188 .<br />
والرحيباين، مطالب أويل النُّهى، )3/ 442( .<br />
16164احلِ لرّي، تذكرة الفقهاء، )2/ ) 120 .<br />
273
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
16165ابن جنُ يم، البحر الرائق، )7/ 182( . والقرايف، الفروق، )2/ ) 233 . والشريازي،<br />
املهذب، )1/ 349( . والبهوتي، دقائق أويل النُّهى، )2/ 188( . والرحيباين، مطالب<br />
أويل النُّهى، /3( )442 .<br />
16166احلموي، غمز عيون البصائر، )4/ 273( . وابن عابدين، رد املحتار، )7/ ) 270 .<br />
16167الدمياطي، إعانة الطالبني، /3( ) 86 .<br />
16168ابن حزم، املحلى، /8( ) 245 .<br />
16169الشوكاين، السيل اجلرار، /4( ) 224 .<br />
17170القمرّي، جامع اخللف والوفاق، )1/ ) 330 .<br />
17171ابن عابدين، رد املحتار، )7/ ) 270 .<br />
17172ابن حزم، املحلى، /8( ) 245 .<br />
17173احللرّي، نهج احلق وكشف الصدق، )1/ ) 496 .<br />
17174الفضويل هو من يترصف بحق الغري دون إذن رشعي. يُنظر جملة الأحكام العدلية،<br />
. )30 /1(<br />
17175ابن عرفة، حاشية الدسوقي، )4/ 98( . والصاوي، بلغة السالك، )4/ ) 38 .<br />
17176ابن عبد الهادي، تنقيح حتقيق أحاديث التعليق، )3/ ) 41 .<br />
17177النووي، روضة الطالبني، /3( ) 353 .<br />
17178اخلميني، حترير الوسيلة، /1( ) 563 .<br />
17179الشافعي، الأم، /1( ) 199 .<br />
18180ابن جنُ يم، البحر الرائق، )6/ ) 164 .<br />
18181النووي، املجموع، /2( ) 247 .<br />
18182ابن قدامة، الكايف، /3( )4 . والكرمي، دليل الطالب، /1( ) 106 .<br />
18183اخلميني، البيع، /2( ) 18 .<br />
18184الغزنوي، الغرة املنيفة، )1/ 87( . واملريغناين، الهداية، )1/ ) 203 . وابن جنُ يم،<br />
البحر الرائق، /3( )148 .<br />
) 185 ، وهو حديث ضعيف كما<br />
18الرتمذي، سنن الرتمذي، )3/ 558( ، رقم احلديث )1257<br />
قال الألباين يف تذييله على الكتاب.<br />
274
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
18186احلطاب، مواهب اجلليل، /5( ) 81 .<br />
18187ابن الهمام، فتح القدير، )4/ 395( . والقرايف، الفروق )1/ ) 128 . الزركشي، رشح<br />
الزركشي، /3( )317 . وابن قدامة، املغني، /4( )284 .<br />
18188الكاساين، بدائع الصنائع، )3/ 152( . وابن جنُ يم، البحر الرائق، )4/ ) 203 .<br />
18189اخلطيب الرشبيني، مغني املحتاج، )3/ ) 231 .<br />
19190ابن قدامة، الكايف، /2( ) 136 .<br />
19191الرتمذي، سنن الرتمذي، )3/ ) 468 ، باب ما جاء ل طلق قبل النكاح، رقم احلديث<br />
)1181( ، وهو حديث حسن صحيح كما قال الألباين يف تذييله على الكتاب.<br />
19192ابن مفلح، الفروع، /4( )145 . والبهوتي، كشاف القناع، /4( ) 305 .<br />
19193الكاساين، بدائع الصنائع، )3/ 152( . وابن الهمام، فتح القدير، )4/ ) 395 . وابن<br />
جنُ يم، البحر الرائق، )4/ 203( .<br />
19194اخلطيب الرشبيني، مغني املحتاج، )3/ ) 231 .<br />
19195السيوطي، الأشباه والنظائر، /1( ) 462 .<br />
19196عليش، منح اجلليل، /3( ) 466 .<br />
19197الغزايل، الوسيط، /5( ) 243 .<br />
19198القرايف، الذخرية، /4( )369 . الغزايل، الوسيط، /5( ) 243 .<br />
19199النيسابوري، صحيح مسلم، )2/ ) 1262 ، باب ل وفاء لنذر يف معصية اهلل ول فيما<br />
ل ميلك العبد.<br />
20200السجستاين، سنن أبي داود، )1/ ) 665 ، باب يف الطلق قبل النكاح، رقم احلديث<br />
)2190( ، وهو حديث حسن كما قال الألباين يف تذييله على الكتاب.<br />
20201الرتمذي، سنن الرتمذي، )3/ ) 534 ، باب ما جاء يف كراهية بيع ما ليس عندك، رقم<br />
احلديث )1232( ، وهو حديث صحيح كما قال الألباين يف تذييله على الكتاب.<br />
275
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
املصادر واملراجع:<br />
1 القرآن الكرمي.<br />
2 الأزهري، حممد بن أحمد، تهذيب اللغة، حتقيق حممد عوض مرعب، )دار إحياء الرتاث<br />
العربي - بريوت، ط1، 2001م( .<br />
3 الإسنوي، عبد الرحيم بن احلسن، الكوكب الدري فيما يتخرج على الأصول النحوية<br />
من الفروع الفقهية، حتقيق د. حممد حسن عواد، )دار عمار- عمان – الأردن، ط1،<br />
1405ه( .<br />
4الأصبحي، . 4 مالك بن أنس، املدونة الكربى، )دار صادر – بريوت، د، ط، د، ت( .<br />
5 الأصبحي، مالك بن أنس، موطاأ الإمام مالك، حتقيق حممد فوؤاد عبد الباقي، )دار إحياء<br />
الرتاث العربي – مرص، د، ط، د، ت( .<br />
6 الألوسي، شهاب الدين السيد حممود، روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع<br />
املثاين، )دار إحياء الرتاث العربي – بريوت، د، ط، د، ت( .<br />
7 الآمدي، علي بن حممد، الإحكام يف أصول الأحكام، حتقيق سيد اجلميلي، )دار الكتاب<br />
العربي – بريوت، ط1، 1404ه( .<br />
8أمري . 8 يادشاه، حممد أمني، تيسري التحرير، )دار النرش: دار الفكر – بريوت، د، ط، د، ت(.<br />
. 9الأنصاري، زكريا بن حممد، الغرر البهية رشح البهجة الوردية، )املطبعة امليمنية<br />
القاهرة، د، ط، د، ت( .<br />
1010الأنصاري، زكريا بن حممد، ت926ه، أسنى املطالب يف رشح روض الطالب، )القاهرة،<br />
دار الكتاب الإسلمي، د، ط، د، ت( .<br />
11 البابرتي، حممد بن حممد بن حممود، العناية رشح الهداية، )دار الفكر – بريوت، د، ط،<br />
د، ت( .<br />
1212البجريمي، سليمان بن عمر بن حممد، ت1221ه، حاشية البجريمي على رشح منهج<br />
الطلب )التجريد لنفع العبيد( ، )ديار بكر، تركيا، املكتبة الإسلمية، د، ط، د، ت( .<br />
13 البخاري: علء الدين عبد العزيز بن أحمد، كشف الأرسار عن أصول فخر الإسلم<br />
البزدوي، حتقيق، عبد اهلل حممود حممد عمر، )دار الكتب العلمية- بريوت، ط1،<br />
1418ه- 1997م( ..<br />
14 البخاري، حممد بن اسماعيل، اجلامع الصحيح املخترص، حتقيق د. مصطفى ديب البغا،<br />
)بريوت، دار ابن كثري, ط3، 1407ه- 1987م( .<br />
– 9<br />
276<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
5.<br />
6.<br />
7.<br />
1<br />
13<br />
14
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
1515البغدادي، أبو حممد بن غامن، جممع الضمانات يف مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة<br />
النعمان، حتقيق أ.د حممد أحمد رساح، و أ.د علي جمعة حممد، )دار الكتاب الإسلمي-<br />
القاهرة، د، ط، د، ت( .<br />
1616البلخي، نظام الدرّين، ت1036ه، الفتاوى الهندية يف مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة<br />
النعمان، )بريوت، دار الفكر، د، ط، 1411ه- 1991م( .<br />
1717البهوتي، منصور بن يونس، ت1051ه، كشاف القناع عن منت الإقناع، حتقيق هلل<br />
مصيلحي مصطفى هلل، )بريوت، دار الفكر، د، ط، 1402ه( .<br />
1818البهوتي، منصور بن يونس، ت1051ه، الروض املرُبْع رشح زاد املستقنع، )الرياض،<br />
مكتبة الرياض احلديثة، د، ط، 1390ه( .<br />
1919البهوتي، منصور بن يونس، ت1051ه، دقائق أويل النهى لرشح املنتهى، )بريوت،<br />
عامل الكتب، ط2، د، ت( .<br />
20 البريوتي، حممد بن درويش، أسنى املطالب يف أحاديث خمتلفة املراتب، حتقيق عبد<br />
القادر عطا، )دار الكتب العلمية – بريوت، ط1، 1997م( .<br />
21 البيهقي، أحمد بن احلسني، سنن البيهقي الكربى، حتقيق حممد عبد القادر عطا، )مكتبة<br />
دار الباز- مكة املكرمة، د، ط، 1414ه- 1994م( .<br />
22 الرتمذي، حممد بن عيسى، ت279ه، سنن الرتمذي، حتقيق أحمد حممد شاكر وآخرون،<br />
)بريوت، دار إحياء الرتاث العربي، د، ط، د، ت( .<br />
23التفتازاين، سعد الدين مسعود، رشح املقاصد يف علم الكلم، )دار املعارف النعمانية<br />
باكستان، ط1، 1401ه- 1981م( .<br />
2424ابن تيمية، أحمد عبد احلليم ، ت728ه، جمموع الفتاوى، حتقيق عبد الرحمن بن حممد<br />
بن قاسم العاصمي النجدي، )القاهرة، مكتبة ابن تيمية، ط2، د، ت( .<br />
25 اجلبعي، زين الدين بن علي، الروضة البهية يف رشح اللمعة الدمشقية، )دار العامل<br />
الإسلمي – بريوت، د، ط، د، ت( .<br />
26 اجلرجاين، حمزة بن يوسف، تاريخ جرجان، حتقيق د. حممد عبد املعيد خان، )عامل<br />
الكتب – بريوت، ط3، 1401ه- 1981م( .<br />
2727اجلصاص، أحمد بن علي الرازي، ت370ه، أحكام القرآن، حتقيق حممد الصادق<br />
قمحاوي، )بريوت، دار إحياء الرتاث العربي، د، ط، 1405ه( .<br />
2828اجلمل، سليمان بن منصور، ت1204ه، فتوحات الوهاب بتوضيح رشح منهج الطلب<br />
)حاشية اجلمل( ، )بريوت، دار الفكر، د، ط، د، ت( .<br />
– 23<br />
277<br />
20<br />
21<br />
2<br />
25<br />
26
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
2929ابن حزم، علي بن أحمد بن سعيد، ت456ه، الإحكام يف أصول الأحكام، )القاهرة، دار<br />
احلديث، ط1، د، ت( .<br />
30 احلصكفي، حممد علء الدين بن علي، الدر املختار رشح تنوير الأبصار، )دار الفكر-<br />
بريوت، ط2، 1386ه( .<br />
3131احلطاب، حممد بن عبد الرحمن، ت954ه، مواهب اجلليل لرشح خمترص خليل، )بريوت،<br />
دار الفكر، ط2، 1398ه( .<br />
32احلكيم، حمسن، مستمسك العروة، )مكتبة املرعشي النجفي- قم – إيران، ط1<br />
1404ه(.<br />
3333احلِ لِّي، احلسن بن يوسف، ت726ه، تذكرة الفقهاء، )قم، املكتبة املرتضوية، د، ط، د، ت(.<br />
34 احلِ لرّي، احلسن بن يوسف، خمتلف الشيعة، حتقيق جلنة التحقيق يف موؤسسة النرش<br />
الإسلمي، )موؤسسة النرش الإسلمي – قم، ط1، 1415ه( .<br />
35 احللرّي، احلسن بن يوسف، نهج احلق وكشف الصدق، حتقيق السيد رضا الصدر، والشيخ<br />
عني اهلل احلسيني الأرموي، )دار الهجرة – قم، ط1، 1421ه( .<br />
36 احلِ لرّي، جعفر بن احلسن الهذيل، رشائع الإسلم يف مسائل احللل واحلرام، )موؤسسة<br />
مطبوعاتي إسماعليان – قم، د، ط، د، ت( .<br />
3737احلموي، أحمد بن حممد، ت1098ه، غمز عيون البصائر، )بريوت، دار الكتب العلمية،<br />
ط1، 1405ه- 1985م( .<br />
3838حيدر، علي، ت1254ه، درر احلكام رشح جملة الأحكام، حتقيق وتعريب املحامي<br />
فهمي احلسيني، )بريوت، دار الكتب العلمية، ط1، 1991م( .<br />
39 39 اخلرشي، حممد بن عبد اهلل، ت1102ه، ، رشح خمترص خليل، )بريوت، دار الفكر، د،<br />
ط، د، ت( .<br />
40 اخلطيب الرشبيني، حممد، الإقناع يف حل ألفاظ أبي شجاع، حتقيق مكتب البحوث<br />
والدراسات يف دار الفكر، )دار الفكر – بريوت، د، ط، 1415ه( .<br />
4141اخلطيب الرشبيني، حممد، ت977ه، مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج،<br />
)بريوت، دار الفكر، د، ط، د، ت( .<br />
4242اخلميني، مصطفى، ت1409ه، حترير الوسيلة، )قم، دار الكتب العلمية اسماعيليان، د،<br />
ط، د، ت( .<br />
4343اخلميني، مصطفى، ت1409ه، البيع، )قم، موؤسسة تنظيم ونرش آثار الإمام اخلميني،<br />
ط1، 1418ه( .<br />
، 32<br />
278<br />
30<br />
34<br />
35<br />
36<br />
40
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
– 48<br />
50 بريوت،<br />
279<br />
46<br />
52<br />
53<br />
5<br />
444 الدارقطني، علي بن عمر، سنن الدارقطني، حتقيق عبد اهلل هاشم مياين املدين، )دار<br />
املعرفة – بريوت، د،ط، 1386ه- 1966( .<br />
4545الدردير، أبو الربكات أحمد، ت1201ه، الرشح الكبري، حتقيق حممد عليش، )بريوت،<br />
دار الفكر، د، ط، د، ت( .<br />
46 الدسوقي، حممد عرفة، حاشية الدسوقي على الرشح الكبري، حتقيق حممد عليش، )دار<br />
الفكر- بريوت، د، ط، د، ت( .<br />
4747الدمياطي، أبو بكر، ت1310ه، إعانة الطالبني على حل ألفاظ فتح املعني لرشح قرة<br />
العني مبهمات الدين، )بريوت، دار الفكر، د، ط، د، ت( .<br />
48الرازي، حممد بن أبي بكر، خمتار الصحاح، حتقيق حممود خاطر، )مكتبة لبنان<br />
بريوت، طبعة جديدة، 1415ه- 1995م( .<br />
4949الرحيباين، مصطفى بن سعد، ت1243ه، مطالب أويل النهى يف رشح غاية املنتهى،<br />
)دمشق، املكتب الإسلمي، ط1، 1961م( .<br />
50ابن رشد، حممد بن أحمد بن حممد، بداية املجتهد ونهاية املقتصد، )دار الفكر –<br />
د، ط، د، ت( .<br />
5151الرملي، شمس الدين حممد، ت1004ه، نهاية املحتاج إىل رشح املنهاج، )بريوت، دار<br />
الفكر، د، ط، 1404ه- 1984م( .<br />
52 الزبيدي، حممد مرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس، حتقيق جمموعة من<br />
املحققني، )دار الهداية- بريوت، د، ط، د، ت( .<br />
53 الزركشي، بدر الدين حممد بن بهادر، البحر املحيط يف أصول الفقه، حتقيق حممد تامر،<br />
)دار الكتب العلمية – بريوت، ط1، 1421ه- 2000م( .<br />
5454الزركشي، حممد بن بهادر، ت794ه، املنثور يف القواعد، حتقيق د. تيسري فائق أحمد<br />
حممود، )الكويت، وزارة الأوقاف والشئون الإسلمية، ط2، 1405ه( .<br />
55 الزركشي، حممد بن بهادر، ت794ه، رشح الزركشي على خمترص اخلرقي، قدم له<br />
ووضع حواشيه عبد املنعم خليل إبراهيم، )بريوت، دار الكتب العلمية، ط1، 1423ه-<br />
2002م( .<br />
56الزخمرشي، حممود بن عمر، أساس البلغة، )دار الفكر –بريوت، د، ط، 1399<br />
56 ه<br />
1979م( .<br />
5757الزيلعي، عثمان بن علي، ت743ه، تبيني احلقائق رشح كنز الدقائق، )القاهرة، دار<br />
الكتاب الإسلمي، د، ط، 1313ه( .
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
59<br />
61<br />
5858السبكي، تقي الدين علي بن عبد الكايف، فتاوى السبكي، )دار املعرفة –بريوت،د،ط،د،ت(.<br />
59 السجستاين، أبو داود سليمان، سنن أبي داود، حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد،<br />
)بريوت، دار الفكر، د، ط، د، ت( .<br />
6060الرسخسي، حممد بن أحمد بن أبي سهل، ت483ه، املبسوط، )بريوت، دار املعرفة، د،<br />
ط، 1406ه( .<br />
61 السعدي، عبد الرحمن بن نارص، تيسري الكرمي الرحمن يف تفسري كلم املنان، حتقيق<br />
ابن عثيمني، )موؤسسة الرسالة – بريوت، د، ط، 1421ه- 2000م( .<br />
62السعدي، علي بن جعفر، الأفعال، )عامل الكتب – بريوت، ط1، 1403ه 1983<br />
63السمرقندي، علء الدين، ت539ه، حتفة الفقهاء، )بريوت، دار الكتب العلمية، ط1<br />
1405ه- 1984م( .<br />
64السيوطي، عبد الرحمن، الأشباه والنظائر، )دار الكتب العلمية – بريوت، ط1، 1403<br />
6565السيوطي، عبد الرحمن، ت911ه، الديباج على مسلم، حتقيق أبو إسحاق احلويني<br />
الأثري، )اخلُربَ ، دار ابن عفان، د، ط، 1416ه- 1996م( .<br />
66 الشافعي، حممد بن ادريس، ت204ه، أحكام القرآن، حتقيق، عبد الغني عبد اخلالق،<br />
)دار الكتب العلمية – بريوت، د، ط، 1400ه( .<br />
67الشافعي، حممد بن ادريس، ت204ه، الأم، )بريوت، دار املعرفة، ط2، 1393<br />
6868الرشواين، عبد احلميد، ت1301ه، حواشي الرشواين على حتفة املحتاج برشح املنهاج،<br />
)بريوت، دار الفكر، د، ط، د، ت( .<br />
6969الشوكاين، حممد بن علي، ت1255ه، السيل اجلرار املتدفق على حدائق الأزهار، حتقيق<br />
حممود إبراهيم زايد، )بريوت، دار الكتب العلمية، ط1، 1405ه( .<br />
7070الشيباين، حممد بن احلسن، )ت189ه( ، اجلامع الصغري ورشحه النافع الكبري، )بريوت،<br />
عامل الكتب، ط1، 1406ه( .<br />
7171الشريازي، إبراهيم بن علي، ت476ه، املهذب يف فقه الإمام الشافعي، )بريوت، دار<br />
الفكر، ط1، 1999م( .<br />
72 الصاوي، أحمد، بلغة السالك لأقرب املسالك، حتقيق حممد عبد السلم شاهني، )دار<br />
الكتب العلمية – بريوت، ط1، 1415ه- 1995م( .<br />
7373الصاوي، أحمد، ت1241ه، بلغة السالك لأقرب املسالك، ضَ بَطَ هُ وصَ حَّ حَ هُ حممد عبد<br />
السلم شاهني، )بريوت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415ه- 1995م( .<br />
62 م( .<br />
، 63<br />
64 ه(.<br />
67 ه( .<br />
6<br />
72<br />
280
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
7474ابن السلح، عثمان، فتاوى ابن السلح، حتقيق موفق عبد اهلل عبد القادر، )مكتبة<br />
العلوم واحلكم , عامل الكتب – بريوت، ط1، 1407ه( .<br />
75 الصنعاين، أبو بكر عبد الرزاق بن همام، املصنف، حتقيق حبيب الرحمن الأعظمي،<br />
)املكتب الإسلمي – بريوت، ط2، 1403ه( .<br />
76 الطباطبائي، حممد كاظم، تكملة العروة الوثقى، حتقيق حممد حسني الطباطبائي،<br />
)املطبعة احليدرية – طهران، ط1، 1378ه( .<br />
77 الطرباين، سليمان بن أحمد، املعجم الكبري، حتقيق حمدي بن عبد املجيد السلفي، )مكتبة<br />
الزهراء – املوصل، ط2، 1404ه- 1983م( .<br />
78 ابن طي الفقعاين، علي بن حممد بن علي، الدر املنضود، حتقيق حممد بركت، )مكتبة<br />
إمام العرص العلمية – شرياز، ط1، 1418ه( .<br />
79ابن عابدين، حممد أمني، العقود الدرية يف تنقيح الفتاوى احلامدية ، )دار املعرفة<br />
بريوت، د، ط، د، ت( .<br />
80 ابن عابدين، حممد أمني، رد املحتار على الدر املختار رشح تنوير الأبصار، )بريوت،<br />
دار الفكر، طبعه جديدة مُ نَقَّحَ ة مُ صَ حَّ حَ ة ، 1421ه- 2000م( .<br />
8181ابن عبد الرب، يوسف بن عبد اهلل بن حممد، ت 463ه، لستيعاب يف معرفة الأصحاب،<br />
حتقيق علي حممد البجاوي، )بريوت، دار اجليل، ط1، 1412ه( .<br />
8282ابن عبد الهادي، شمس الدين حممد بن أحمد، ت744ه، تنقيح حتقيق أحاديث التعليق،<br />
حتقيق أمين صالح شعبان، )بريوت، دار الكتب العلمية، ط1، 1998م( .<br />
8383العبدري، حممد بن يوسف، ت897ه، التاج والإكليل ملخترص خليل، )بريوت، دار<br />
الفكر، ط2، 1398ه( .<br />
84 ابن عطية، عبد احلق بن غالب، املحرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز، حتقيق عبد<br />
السلم عبد الشايف حممد، )دار الكتب العلمية – بريوت، ط1، 1413ه- 1993م( .<br />
85 ابن العلمة، فخر الدين، إيضاح الفوائد، حتقيق وتعليق حسني املوسوي الكرماين، وعلي<br />
پناه الإشتهاردي، وعبد الرحيم الربوجردي، )املطبعة العلمية – قم، ط1، 1387ه( .<br />
86 عليش، حممد بن أحمد، منح اجلليل رشح على خمترص سيد خليل، )دار الفكر- بريوت،<br />
)د،ط( ، 1409ه- 1989م( .<br />
87عليش، حممد، فتح العلي املالك يف الفتوى على مذهب الإمام مالك، دار املعرفة<br />
بريوت، )د، ط( ، )د،ت( .<br />
– 79<br />
– 87<br />
281<br />
75<br />
76<br />
7<br />
78<br />
80<br />
84<br />
85<br />
86
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
282<br />
89<br />
90<br />
92<br />
95<br />
98<br />
9<br />
888 العيني، حممود بن أحمد، عمدة القاري رشح صحيح البخاري، )دار إحياء الرتاث<br />
العربي– بريوت، د، ط، د،ت( .<br />
89 الغزايل، حممد بن حممد، املستصفى يف علم الأصول، حتقيق حممد عبد السلم عبد<br />
الشايف، )دار الكتب العلمية- بريوت، ط1، 1413ه( .<br />
90 الغزايل، حممد بن حممد، الوسيط يف املذهب، حتقيق أحمد حممود إبراهيم وحممد تامر،<br />
)دار السلم- القاهرة، ط1، 1417ه( .<br />
9191الغزنوي، عمر، ت377ه، الغرة املنيفة يف حتقيق بعض مسائل الإمام أبي حنيفة،<br />
حتقيق حممد زاهد بن احلسن الكوثري، )بريوت، مكتبة الإمام أبي حنيفة، ط2،<br />
1988م(.<br />
92 الفاضل الهندي، حممد بن احلسن، كشف اللثام عن قواعد الأحكام، )موؤسسة النرش<br />
الإسلمي – قم، د، ط، د، ت( .<br />
9393ابن قدامة، عبد اهلل بن أحمد، ت620ه، الكايف يف فقه الإمام املبجل أحمد بن حنبل،<br />
)بريوت، املكتب الإسلمي، ط5، 1988م( .<br />
9494ابن قدامة، عبد اهلل بن أحمد، ت620ه، املغني يف فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباين،<br />
)بريوت، دار الفكر، ط1، 1405ه( .<br />
95 ابن قدامة، عبد اهلل بن أحمد، روضة الناظر وجنة املناظر، حتقيق عبد العزيز عبد الرحمن<br />
السعيد، )جامعة الإمام حممد بن سعود – الرياض، ط2، 1399ه( .<br />
9696القرايف، أحمد بن إدريس، ت684ه، الذخرية، حتقيق حممد حجي، )دار الغرب- بريوت،<br />
ط1، 1994م( .<br />
9797القرايف، أحمد بن إدريس، ت684ه، الفروق، حتقيق خليل املنصور، )بريوت، دار الكتب<br />
العلمية، ط1، 1418ه- 1998م( .<br />
98 القرشي، عبد القادر بن حممد، اجلواهر املضية يف طبقات احلنفية، )دار مري حممد كتب<br />
خانه – كراتشي، ط1، د، ت( .<br />
99 القرطبي، أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن عبد الرب النمري، لستذكار اجلامع ملذاهب<br />
فقهاء الأمصار، حتقيق سامل حممد عطا وحممد علي معوض، )دار الكتب العلمية –<br />
بريوت، ط1، 2000م(<br />
10100قليوبي، أحمد بن أحمد بن سلمة، ت1069ه، حاشية قليوبي على رشح جلل الدين<br />
املحلي على منهاج الطالبني، حتقيق مكتب البحوث والدراسات، )بريوت، دار الفكر،<br />
ط1، 1419ه- 1998م( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
– 107<br />
283<br />
10<br />
10<br />
11<br />
10101القمرّي، علي بن حممد، ت 778ه، جامع اخللف والوفاق، حتقيق حسني البريجندي،<br />
)قم، مطبعة ياسدار إسلم، ط1، د، ت( .<br />
10102ابن القيِّم، حممد بن أبي بكر أيوب الزرعي، ت751ه، أحكام أهل الذمة، حتقيق يوسف<br />
أحمد البكري- وشاكر توفيق العاروري، )رمادي للنرش- دار ابن حزم- الدمام –<br />
بريوت، ط1، 1418ه- 1997م( .<br />
10103ابن القيِّم، حممد بن أبي بكر أيوب الزرعي، ت751ه، إعلم املوقعني عن رب<br />
العاملني، حتقيق طه عبد الروؤوف سعد، )دار اجليل – بريوت، د، ط، 1973م( .<br />
10104ابن القيِّم، حممد بن أبي بكر أيوب الزرعي، ت751ه، إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان،<br />
حتقيق حممد حامد الفقي، )دار املعرفة – بريوت، ط2، 1395ه- 1975م(.<br />
10105الكاساين، علء الدين، ت587ه، بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع، )بريوت، دار<br />
الكتاب العربي، ط2، 1982م( .<br />
10106ابن كثري، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، )مكتبة املعارف – بريوت، د، ط، د، ت( .<br />
10الكرابيسي، أسعد، الفروق، حتقيق د. حممد طموم، وزارة الأوقاف والشئون الإسلمية<br />
الكويت، ط1، 1402ه.<br />
108 الكرمي، مرعي بن يوسف، دليل الطالب على مذهب الإمام املبجل أحمد بن حنبل،<br />
)املكتب الإسلمي- بريوت، ط2، 1389ه( .<br />
109 الكليبويل، عبد الرحمن بن حممد، املدعو بشيخي زاده، جممع الأنهر يف رشح ملتقى<br />
الأبحر، خرج آياته وأحاديثه خليل عمران املنصور، )دار الكتب العلمية – لبنان-<br />
بريوت، ط1، 1419ه- 1998م( .<br />
11110املجددي، حممد عميم الإحسان، ت1407ه، قواعد الفقه، )كراتشي، دار الصدف،<br />
ط1، 1407ه- 1986م( .<br />
111 جملة الأحكام العدلية، حتقيق جنيب هواويني، )كراتشي، كارخانه جتارت كتب، د،<br />
ط، د، ت( .<br />
11112ابن املرتضى، أحمد بن يحيى بن املرتضى الزيدي، ت840ه، البحر الزخار،<br />
)القاهرة، دار الكتاب الإسلمي ، د، ط، د، ت( .<br />
11ابن املرتضى، علي، لنتصار، )موؤسسة النرش الإسلمي – قم، ط1، 1415<br />
11114املرداوي، علي بن سليمان، ت855ه، الإنصاف يف معرفة الراجح من اخللف على<br />
مذهب الإمام أحمد بن حنبل، حتقيق حممد حامد الفقي، )بريوت، دار إحياء الرتاث<br />
العربي، د، ط، د، ت( .<br />
113 ه( .
اإلبراء حقيقته وأنواعه، وشروط صحته<br />
أ. عبد احلميد هنيني<br />
11115ابن املطرز، نارص الدين بن عبد السيد بن علي، املغرب يف ترتيب املعرب،<br />
حتقيق حممود فاخوري، وعبد احلميد خمتار، )مكتبة أسامة بن زيد – حلب، ط1،<br />
1979م(.<br />
11116ابن مفلح، إبراهيم بن حممد، ت884ه، الفروع، حتقيق أبو الزهراء حازم القاضي،<br />
)بريوت، دار الكتب العلمية، ط1، 1418ه( .<br />
11117ابن مفلح، إبراهيم بن حممد، ت884ه، املبدع يف رشح املقنع، )بريوت، املكتب<br />
الإسلمي، ط2، 1400ه( .<br />
11ابن منظور، حممد بن مكرم، لسان العرب، )دار صادر – بريوت، ط1<br />
119 منل خرسو، حممد بن فرموزا، درر احلكام رشح غرر الأحكام، )دار إحياء الكتب<br />
العربية – بريوت، د، ط، د، ت( .<br />
12120املريغيناين، علي بن أبي بكر، ت593ه، الهداية رشح بداية املبتدي، )عمَّان، املكتبة<br />
الإسلمية، د، ط، د، ت( .<br />
12121ابن جنُ يم، زين الدين بن إبراهيم، ت970ه، البحر الرائق رشح كنز الدقائق، )بريوت،<br />
دار املعرفة ، ط2، د، ت( .<br />
12122النفراوي، أحمد بن غنيم، ت1207ه، الفواكه الدواين على رسالة ابن أبي زيد<br />
القريواين، )بريوت، دار الفكر، ط2، 1415ه- 1994م( .<br />
12123النووي، يحيى بن رشف، ت676ه، املجموع رشح املهذب، )بريوت، دار الفكر، د،<br />
ط، 1997م( .<br />
12124النووي، يحيى بن رشف، ت676ه، روضة الطالبني وعمدة املفتني، )بريوت، املكتب<br />
الإسلمي، ط2، 1405ه( .<br />
12125النووي، يحيى بن رشف، ت676ه، صحيح مسلم برشح النووي، )دار إحياء الرتاث<br />
العربي – بريوت، ط2، 1392ه( .<br />
12126النيسابوري، مسلم بن احلجاج، ت261ه، صحيح مسلم، حتقيق حممد فوؤاد عبد<br />
الباقي، )بريوت، دار إحياء الرتاث العربي، ط2، 1978م( .<br />
12127ابن الهُ مام، كمال الدين حممد بن عبد الواحد، ت681ه، فتح القدير رشح الهداية،<br />
)بريوت، دار الفكر، ط2، 1977م( .<br />
12وزارة الأوقاف والشئون الإسلمية، املوسوعة الفقهية الكويتية، )دار السلسل<br />
الكويت ، ط2، 1427ه( .<br />
، 118 د، ت( .<br />
11<br />
– 128<br />
284
التنوعات النطقية السامية<br />
لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني مصطفى غوامنة<br />
د. حممود مبارك عبد اهلل عبيدات<br />
أستاذ مساعد/ قسم اللغة العربية/ كلية اآلداب/ جامعة اإلسراء/ عمان/ األردن.<br />
أستاذ مساعد/ قسم اللغة العربية/ كلية اآلداب/ جامعة العلوم االسالمية العالمية.<br />
285
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
ملخص:<br />
يقدم هذا البحث يف حماوره عرضً ا للأصوات اللغوية املقلقلة ل يف العربية وحسب،<br />
وإمنرّ ا ميتد العرض للحديث عنها ساميًّا، علرّ املثاقفة فيه تربز شيئًا من البحث حولها،<br />
لسيما يف التحولت النطقية لهذه املجموعة من الأصوات، ويف الأشكال الصوتية املنطوق<br />
بها، فنحن بحاجة إىل دراسات سامية عن أصواتنا اللغوية، تهدف إىل حتديد حماور هذا<br />
البحث،من حيث خمارجها، وصفاتها، وتقلباتها. والعلة يف ذلك تباين آراء علماء اللغة،<br />
قدماء وحمدثني، يف وصف هذه الأصوات، فمن الطبيعي عندئذ أن يقف هذا البحث على<br />
هذا لختلف؛ ليصل إىل نقاط التلقي وأسباب لختلف يف حتديد ماهية هذه الأصوات،<br />
فكان النظر فيها ساميا ليتم حتديد ملمح للتقاء ولختلف يف هيئة هذه الأصوات<br />
كدليل راسم لتنوعاتها النطقية.<br />
286
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
The research deals with linguistic sounds not only in the Arabic language<br />
but also extends to cover Semitic languages as well. Hopefully, the discussion<br />
on this will highlight important issues pertaining to the topic especially<br />
the vocalization changes affecting this group of sounds and spoken sound<br />
forms. What we need are Semitic studies of the linguistic sounds aiming at<br />
identifying the aspects of this research in terms of sounds exits, qualities and<br />
changes affecting them. The research proposes that the reason of this is due<br />
to differences among linguists of all times in terms of describing these sounds.<br />
It is imperative for this research to pause a little at such difference to reach at<br />
the end a meeting point and identify reasons behind such differences.<br />
287
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
املدخل:<br />
يف هذا البحث إطللة على أصوات الباء، والقاف، واجليم، والدال، والطاء يف الدرس<br />
السامي، ل يحسن أن تدفع بنكران. وهي املوسومة بتسمية: )التنوعات النطقية الساميرّة<br />
للأصوات اللغوية املقلقلة( .<br />
وقد خلص البحث إىل أن أصوات )قطب جد( يف اللغات السامية أسلوب عمل مرشوع،<br />
رغم صعوبة تاأطريها يف السامية. فاإذا مل يكن هناك لغة سامية واحدة تخلو من عدد من<br />
أصوات احللق والإطباق. واملقصود هنا بوجود أصوات احللق والإطباق كونها يف اللغات<br />
السامية تكون فونيمات متميزة، فاإنرّه ليس هناك لغة سامية تخلو من أصوات لغات<br />
أخرى.<br />
ومما يعوق البحث على وجه اخلصوص أنرّ نصوص اللغات السامية التي حتت أيدينا–<br />
كما عرب عن ذلك نولدكة يف كتابه اللغات السامية– ل تعرب تعبريًا كافيًا عن أصوات تلك<br />
اللغات. وعليه فليس ثمة مشكل يف الطرح الذي يفرس أصوات القلقلة، وإمنرّ ا املشكل يف شح<br />
النصوص التي تفرسرّ هذه الأصوات، وتصفها يف اللغات السامية.<br />
واحلقيقة أننا ل نقدم قراءة منتهية للأصوات اخلمس يف درسها السامي، ول يف<br />
قضاياها، بقدر ما نقدمه من قراءة مثرية كانت أو بدائية حولها. فاملشكل يف الطرح طريقة<br />
التحديد، والسهل يف العرض ما عُ رف. إذ القطعيرّة يف حمدودية املقدم حول الدرس السامي،<br />
املحدَّ ِد ملجال الدرس هنا أيًّا كان فيه أو عنه، والبدائية يف خوض غمار هذا املوضوع<br />
كشفًا عن ساميته. فالقراءة إذن ل نهائية لتلك الأصوات، أو هي بالأحرى قراءة أوىل.<br />
فاملوضوع يستدعي العرض، و الطريقة تنبىء عن ذلك، ويف ذلك هدف للكشف عنه،<br />
إثارة للمختصص يف السامية البحث فيه، إذ املوضوع يُغنى بالطرح وباملعاينة، ونحن<br />
هنا نقدم طرحً ا ل معاينة، إذ هي جمال اختصاص اللغوي الصوتي السامي.<br />
والبحث يعرض املفاهيم، حول القضايا الآتية، وهي: خمرج الأصوات وصفاتها،<br />
ووجودها يف اللغات السامية، وقلقلتها.<br />
خمرج الباء وصفاته:<br />
يتفق علماء اللغة، قدماء وحمدثون، على حتديد خمرج صوت الباء، فقد حدد سيبويه<br />
)1( ، وابن جني )2( ، وابن يعيش )3( خمرج الباء ما بني الشفتني، واتفق معهم املحدثون،<br />
أمثال: إبراهيم أنيس )4( ، وكمال برش )5( .<br />
288
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
يخرج صوت الباء عند النطق به من الشفتني، حيث يقف الهواء الصادر من الرئتني<br />
وقوفًا تامً ا عند الشفتني، إذ تنطبق هاتان الشفتان انطباقًا تامً ا كاملً ، ويضغط الهواء مدة<br />
من الزمن، ثم تنفرج الشفتان،فيندفع الهواء فجاأة من الفم، حمدثًا صوتًا انفجاريًا )6( .<br />
وينطق صوت الباء بضم الشفتني، ورفع الطبق، ليغلق ما بني احللق و التجويف الأنفي<br />
مع ذبذبة الأوتار الصوتية، فهو صوت شفوي انفجاري جمهور )7( .<br />
وليس للباء نظري مهموس يف اللغة العربية، ومن هنا نلحظ خطاأ كثري من العرب يف<br />
نطق صوت الباء املهموس، املوجود يف الإجنليزية )p( )8( .<br />
الباء يف السامية:<br />
اللغة السامية حتتوي يف ما يبدو على الثالوث االآتي، املرتكب من حروف<br />
شديدة:<br />
ب )أي p(<br />
ب<br />
ب )أي باء مفخمة(<br />
أما العربية القدمية، فقد تهدم فيها نظام تلك الأصوات، وذلك باأن اضمحلت الباء<br />
املفخمة )املشكوك بوجودها يف احلقيقة( ، باأن صار الصوت املهموس ب )p( صوتًا رخوًا<br />
شفويًا أسنانيًا هو الفاء )9( . وبذلك يرى هرني فليش أنرّ الفاء الشفوية تتمثل يف الباء<br />
النَّفسية القدمية )p( )10( .<br />
وهذا التحول الذي يصيب الصوت الشفوي الشديد املهموس )ب( إىل الصوت الرخو<br />
املهموس )ف( ، يرى بروكلمان أنه يقع يف السامية اجلنوبية )العربية واحلبشية(. أما<br />
السامية الشمالية )العربية و الآرامية( ، فريى أن رّهذه الرخاوة ل تصيبها، ويف الصوت<br />
املقابل ب >، v إل عن طريق تاأثري الأصوات الصامتة باحلركات )11( .<br />
وقد ذهب إسماعيل عمايرة موؤكدًا أنرّ العربية تخلو من النظري لصوت الباء حني قال:<br />
»إنرّ العربية تخلو أسل من حريف )v( وهو الشكل اللني للباء، و )p( وهو الشكل القاسي<br />
للفاء، ويذهب علماء الساميات إىل أنرّ )p( صوت سامي أصيل، ويقدرون أنه كان من أصوات<br />
السامية الأم، وليس غريبًا أن يكون قد انقلب يف كل أوضاعه يف العربية إىل فاء، إذ أمر<br />
انقلبه إىل فاء ظاهرة معروفة يف اللغات السامية وغريها« )12( . فالشكلن )v( و )p( هما<br />
النطقان الآخران لصوت الباء، وليس لهما نظري يف العربية.<br />
289
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
وعلى الرغم من هذا لختلف يف الشكل املنطوق لصوت الباء، فاإنرّ بروكلمان يستنتج<br />
من موازنة اللغات السامية بعضها ببعض، أنها اشرتكت يف الأصل يومً ا ما يف أصوات<br />
منها: صوتان شديدان يتكونان باإغلق الشفتني )شفوي( أحدهما مهموس ذو نطق هائي<br />
والثاين جمهور )13( .<br />
وقد أصابت التغريات التاريخية الأصوات، ومن ذلك تطور الباء املهموسة )p( يف<br />
اللغة السامية الأم، إىل )فاء( يف اللغات السامية اجلنوبية، وهي العربية و احلبشية، وبقي<br />
الأصل كما هو يف اللغات السامية الشمالية، وهي العربية والآرامية و الأكادية )14( .<br />
يبدو أنرّ هذا التعدد يقع من مبدأ لنتقال من )ب( إىل )v( إىل )p( ، ولعلنا ل نغايل إذا<br />
قلنا: إن هذا التعدد يقع يف التدرج النطقي لهذه الأشكال يف اجلهر ترتيبًا، ولعل هذا التحورّل<br />
الذي يصيب صوت الباء مرده إىل وجود )v( و )p( يف لغات غري اللغة السامية التي تنطق<br />
)ب( هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فاإنرّ التعدد النطقي للباء أمر طبيعي، إذ ليست الفروق<br />
بني الباء و بني شكليها عميقة، بل العكس رمبا سهولة النطق بهما جتعل التعدد أمرًا ممكنًا<br />
إذا ما قلنا باأنرّ اللسان السامي ينحرف قليلً عن أصله من فرد إىل آخر، ومن منطقة إىل<br />
أخرى، وهذا التعدد نرده إىل هذه الناحية )باب لنحراف عن الأصل( .<br />
خمرج القاف و صفاته:<br />
تباينت آراء علماء اللغة، قدماء و حمدثني، يف وصف صوت القاف؛ فبينما يذكر<br />
اللغويون القدماء ومنهم سيبويه )15( ، وابن جني )16( ، وابن يعيش )17( أنرّ صوت القاف<br />
صوت انفجاري جمهور يخرج من أقصى اللسان وما فوقه من احلنك الأعلى، يذهب علماء<br />
اللغة املحدثون، ومنهم جان كانتينو )18( ، وبرجشرتارس )19( ، وكمال برش )20( ، ورمضان<br />
عبد التواب )21( إىل أنرّ صوت القاف صوت لهوي انفجاري مهموس، ينطق برفع أقصى<br />
اللسان حتى يلتقي باأدنى احللق و اللهاة مع عدم السماح للهواء باملرور من الأنف، وبعد<br />
ضغط الهواء مدة من الزمن يطلق رساح جمرى الهواء باأن يخفض أقصى اللسان، فجاأة<br />
يندفع الهواء حمدثًا صوتًا انفجاريًا، ول يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق به، كما<br />
يظهر يف نطق قراء القرآن الكرمي )22( .<br />
ومن وصف علماء اللغة، قدماء وحمدثني، لصوت القاف يظهر أنرّ لختلف بينهما<br />
يقع يف حتديد خمرج القاف، وصفة الهمس واجلهر به. ويرى كمال برش )23( وعبد القادر<br />
عبد اجلليل )24( اأنرّ هذا االختالف يرجع اإىل واحد من اثنني:<br />
● ●الأول: لعل علماء العربية أخطاأوا يف وصف صوت القاف.<br />
290
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
●الثاين: وهو ما تشري الدلئل إىل رجحانه، وهو أن العرب رمبا كانوا يتكلمون عن<br />
قاف تختلف عن قافنا املعارصة، إذ ليس من البعيد أنهم يقصدون بالقاف، ذلك الصوت<br />
الذي ميكن تسميته باجلاف )g( ، أو ما يشبه الكاف الفارسية،وهو ذلك الصوت الذي نسمعه<br />
يف بعض لهجات الصعيد و ريف الوجه البحري، وهو مايشبه اجليم القاهرية.<br />
291<br />
●<br />
وقد أيرّد كانتينو )25( ومصطفى حركات )26( لحتمال الثاين، وهو أنرّ القاف كانت<br />
تنطق جمهورة، كاجليم القاهرية؛ وذلك لشيوع هذا النطق على ألسنة كثري من الناطقني<br />
بالعربية اليوم. يقول كانتينو: « ومبا أنرّ قسمًا كبريًا من الألسن الدارجة بالعربية ينطق<br />
بقاف جمهورة، أمكننا لعتقاد على سبيل لحتمال و الرتجيح، باأنرّ القاف كان بالفعل<br />
حرفًا جمهورًا يف العربية القدمية، وميكن أنرّ يكون نطقه مهموسً ا يف العربية الفصحى<br />
اليوم، ناجتً ا عن كونه أصبح مهموسً ا يف اللهجات احلرضية املدنية؛ لأنرّ أغلبية املثقفني<br />
اليوم هم من أصل مدين«.<br />
فمن الطبيعي أن ننحرّ ي لحتمال الأورّل،إذ ليس علماوؤنا الأُوَل بتلك السذاجة حتى<br />
يقدموا لنا وصفًا خاطئًا لصوت القاف، وهم أصحاب الريادة يف علوم اللغة كلها، لكن<br />
ترجيح لحتمال الثاين أوىل؛ لأنه على عناية بالغة بلسان علمائنا الأوَل وفكرهم، فمن<br />
السهولة أن يقع التطور التاريخي لصوت القاف من قاف قدمية جمهورة )g( وما زالت آثار<br />
نطقها احلقيقي موجودة يف اليمن إىل صوت القاف املهموسة التي ننطقها اليوم.<br />
القاف يف السامية:<br />
يعود سبب اخللف بني القدماء واملحدثني إىل أن للقاف ألوفونني أو صورتني<br />
صوتيتني يف العربية، إحداهما متثل النطق املجهور، وهوالصوت الذي كان يشكل فونيم<br />
القاف يف اللهجات النجدية، ومازلنا نسميه يف اليمن حتى يف تفصحهم، وهذا الصوت هو<br />
الذي وصفه القدماء. وأمرّ ا الألوفون الثاين،فهو املهموس الذي استقرت العربية الفصحى<br />
على استعماله دون اجلهر )27( .<br />
وقد استنتج بروكلمان من موازنة اللغات السامية أنرّ صوت القاف صوت مهموس،<br />
ذو نطق مهموز، شديد،يتكون عند الطبق )28( . وهو يرى أنرّ سبب تغري نطق القاف يف اللغة<br />
السامية راجع إىل نطقه من أناس ذوي لغات أخرى، فهو يقول: »وقد عانت اللغة السامية يف<br />
بابل عندما تكلمها أناس ذوو لغات أخرى، من التغيريات التي لميكن جتنبها يف مثل هذه<br />
الأحوال، فتحورّل الصوت الطبقي املهموس )ق( يف البابلية على الأقل إىل الصوت الغاري<br />
املجهور« )ج( )29( .
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
فالتغري الذي يصيب الأصوات بات واضحً ا يف عرصنا. فالتحورّل للصوت الطبقي<br />
الشديد املهموس )ق( إىل صوت جمهوروقع يف بعض لهجات سوريا، كما حتورّل يف بعض<br />
لهجات البدو كذلك إىل صوت مغور، ويف مرصوفلسطني سقط غالبًا، ومل يبق مكانه إل<br />
همزة حمققة )30( .<br />
ويف جهر القاف وهمسه يرى حممد القماطي أنرّه صوت شديد مهموس منفتح، ويرى<br />
أنرّ السبب الذي دعا علماءنا القدماء أن يصفوه باأنرّه جمهور هو املبالغة يف تفخيمه و<br />
قلقلته، بقوله: »ويصنف علماوؤنا السابقون القاف باأنها حرف جمهور، ولعل املبالغة يف<br />
تفخيمها وقلقلتها يجعلنها تكتسب شيئًا من ذلك« )31( .<br />
ويقف هرني فليش موقف اجلهر من هذا الصوت بقوله: »ولقد كانت القاف جمهورة،<br />
حافظ على جهرها أهل البداوة جميعًا، وكان ذلك من خصائصهم مهما اختلف خمرجها<br />
لديهم « )32( . ويرى كانتينو أنرّ القاف كان يف الأول حرفًا جمهورًا يف قسم من أقسام<br />
العربية على الأقل )33( .<br />
أمرّ ا القاف يف مقارنة اللغات السامية، فيدل على أنرّه صوت شديد مهموس، ففي<br />
العربية ķōl ويف الآرامية ķālā ويف احلبشية ķāl مبعنى صوت يف اجلميع، وهو ما يقابل<br />
يف العربية )قَوْل( ويف الآشورية ķūl u مبعنى رصاخ )34( . ويبقى هذا الصوت موجودًا يف<br />
اللغات السامية كلها على الرغم من تغيري نطقه )35( .<br />
وقد فرسرّ الطيب البكوش ظاهرة جهر القاف وهمسها، باأنرّه قد يكون يف النطق القدمي<br />
شبيهًا بالقاف )وهي تقريبًا قاف البدو أو جيم مرص( ، فنحن نلحظ أنرّ البدو – وهم أكرث<br />
قربًا من النطق القدمي- يستعملون القاف حيث يستعمل أهل املدن واحلوارض القاف )36( .<br />
فتشارك النطق لصوت القاف بني اجليم املرصية والنطق احلرضي لها، مرده إىل<br />
حتقق النطق، إذ ل غرابة يف نطق الصورتني يف اللغات السامية،لسيما إذا عرفنا أنرّ النطق<br />
للصوت يتغري مبتغريات املكان والزمان والشخوص، إضافة إىل أنرّ هذا التنوع ليس صعبًا،<br />
فليس فيهما تغري كبري. يف حني أنهما يقعان بطريقة واحدة تزيد إحداهما عن الأخرى يف<br />
الشدرّة.<br />
خمرج اجليم وصفاته:<br />
يتفق علماء اللغة، قدماء وحمدثون، على حتديد خمرج صوت اجليم، فقد حدرّد<br />
سيبويه )37( وابن جني )38( خمرج اجليم من وسط اللسان، مع ما يحاذيه من احلنك الأعلى<br />
)41(<br />
واتفق معه املحدثون، أمثال: إبراهيم أنيس، )39( وكمال برش، )40( وهرني فليش،<br />
292
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
ورمضان عبدالتواب )42( . إلاّ أنهم يختلفون يف شدته ورخاوته، فالقدماء )43( يرون أنه<br />
شديد. أمرّ ا املحدثون )44( ، فريون باأنرّه غري ذلك.<br />
ويتكون صوت اجليم باندفاع الهواء إىل احلنجرة، فيحرك الوترين الصوتيني، ثم يتخذ<br />
جمراه يف احللق والفم حتى يصل إىل املخرج، وهو عند التقاء وسط اللسان بوسط احلنك<br />
الأعلى التقاء يكاد ينحبس معه جمرى الهواء )45( . ويصف علماء اللغة )46( صوت اجليم<br />
باأنرّه صوت غاري )وسط احلنك( ، مركب )انفجاري، احتكاكي( ، جمهور، مرقق.<br />
اجليم يف السامية:<br />
يُعتقد أنرّ الصورة اللفظية املفرتضة للجيم يف السامية الأم هي صوت اجليم اخلالية<br />
من التعطيش- )g( ولعل صوت اجليم )ğ( كما ننطقه يف العربية الفصحى و معظم اللهجات<br />
العربية املعارصة من الأصوات املميزة للغة العربية ولهجاتها – ومما يوؤكد ذلك خلو<br />
جميع اللغات السامية التي نعرفها – ما عدا العربية ولهجاتها – من صوت اجليم املعطشة<br />
أو املركبة، ففي العربية جند كلمة )جمل( فيها تنطق على هيئة gāmal ويف الرسيانية<br />
gaml ā ويف اجلعزية الإثيوبية ،gamal يف حني هو يف العربية .ğamal ونطق هذا احلرف<br />
)47(<br />
الأصلي كان )gīm( كما هو الآن يف مرص، وكما كان ويكون يف اللغات السامية الباقية<br />
، وهو الصوت الذي يشبه الكاف.<br />
ويفرس رمضان عبد التواب ظاهرة التعطيش باأنرّ أصوات أقصى احلنك متيل إىل ما<br />
يناظرها من الأصوات الأمامية حني تليها يف النطق حركة أمامية كالكرسة؛ لأنرّ الكرسة<br />
جتتذبها إىل الأمام قليلً ، فتنقلب إىل نظائرها من أصوات أقصى احلنك، وتغلب أن تكون من<br />
النوع املزدوج،أي اجلامع بني الشدة والرخاوة )48( . وهو ما يطلق عليه )قانون الأصوات<br />
احلنكية( أو مصطلح التغوير عند ملريوباي )49( . غري أنرّ ذلك مل يحدث يف البداية يف كل<br />
جيم، وإمنرّ ا كان يقترص على اجليم املكسورة، ثم عمم القياس يف كل جيم طردًا للباب على<br />
وترية واحدة )50( .<br />
والصفاوية واحدة من اللغات السامية التي درسها يحيى عبابنة إلاّ أنرّه ل يجزم<br />
باحلكم على الشكل الصوتي لنطق الصفاويني لصوت اجليم، وإمنا مييل إىل لعتقاد باأنرّهم<br />
نطقوها كالعربية الفصحى )51( .<br />
وقد مثرّل كانتينو اجليم بالقاف )g( الشديدة احلنكية يف السامية مع شيء من حتوير<br />
النطق، بتقدمي خمرجها إىل أدنى احلنك )52( . واستنتج بروكلمان من مقارنة اللغات السامية<br />
بعضها ببعض أنرّ صوت اجليم صوت شديد، يتكون عند سقف احلنك الصلب )غاري(<br />
جمهور )53( .<br />
293
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
خمرج الدال وصفاته:<br />
يتفق علماء اللغة،قدماء وحمدثون، على حتديد خمرج صوت الدال، فقد حدد سيبويه<br />
)54( وابن جني )55( خمرج الدال مما بني طرف السان واصول الثنايا، واتفق معهم املحدثون،<br />
أمثال: إبراهيم أنيس )56( وكمال برش )57( .<br />
ويتكون باندفاع الهواء مارًا باحلنجرة، فيحرك الوترين الصوتيني، ثم ياأخذ جمراه<br />
يف احللق والفم حتى يصل إىل خمرج الصوت، فينحبس هناك فرتة قصرية للتقاء طرف<br />
اللسان باأصول الثنايا العليا التقاء حمكمًا، فاإذا انفصل هذا للتقاء سمع صوت انفجاري<br />
نسميه بالدال، فهو – إذن– صوت أسناين لثوي، انفجاري،جمهور، شديد )58( .<br />
الدال يف السامية:<br />
الدال صوت موجود يف كل اللغات التي نعرفها، والتغريات التي تطرأ عليه تغريات<br />
تركيبية كما يف العربية و الرسيانية سببها وجود هذا الصوت لنفجاري مسبوقًا بحركة<br />
قصرية أو طويلة، كما حدث يف كلمة )עך( التي تلفظ (
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
تقدير وضع الأوتار الصوتية حال النطق بالصوت. وثانيها: تطور يف نطق الطاء، فلعلرّهم<br />
كانوا ينطقونه مبا يشبه نطق الضاد احلالية. وثالثها: أنرّهم كانوا يصفون صوتًا يشبه صوت<br />
الطاء الذي نسمعه يف بعض لهجات الصعيد، وهو صوت طاء مرشبة بالتهميز.<br />
والظاهر أنرّ الطاء التي جتري على ألسنتنا اليوم طاء حديثة مل تعرفها العربية من قبل،<br />
وهي مهموسة كما يقول املحدثون، جرى على نطق الطاء القدمية تطور بفعل التاريخ.<br />
ويتكون صوت الطاء باأن يتخذ الهواء جمراه يف احللق والفم حتى ينحبس بالتقاء<br />
اللسان مع احلنك الأعلى، ويتخذ اللسان شكلً مقعرًا منطبقًا يرجع إىل الوراء قليلً ، فهو<br />
صوت شديد مهموس الآن )71( .<br />
الطاء يف السامية:<br />
ل تخلو أي لغة سامية من عدد من أصوات احللق والإطباق، وهي يف اللغات السامية<br />
تكون وحدات صوتية متميزة، وأكرث أصوات الإطباق ثباتاً يف اللغات السامية: الصاد<br />
والقاف والطاء، فهذه الأصوات الثلثة موجودة يف كل اللغات السامية القدمية )72( .<br />
ويبدو أنرّ وجود الطاء يف جلرّ اللغات السامية يستدعي الركون إىل ثبات الطريقة التي<br />
ياأتي عليها هذا الصوت، والهيئة التي يخرج بها، ويوؤكد ذلك حازم كمال الدين بقوله:<br />
عندما ننظر يف الأصوات الصامتة يف اللغة العربية وأخواتها الساميات، نلحظ اتفاق<br />
اللغات السامية يف بعض الأصوات، منها: الدال والطاء والقاف )73( .<br />
قلقلة أصوات )قطب جد(:<br />
يتكون الصوت الشديد )لنفجاري( من حبس وإطلق، وصوت يتبع الإطلق، فاحلبس<br />
يتم باتصال عضوين، ينتج عنه وقف املجرى الهوائي وقفًا تامً ا. والإطلق يتم بانفصال<br />
العضوين انفصالً رسيعًا يحدث عنه انفجار الهواء، ويلحظ أنرّ اندفاع الهواء يستمر زمنًا<br />
حمسوسً ا بعد انفراج العضوين، ولذلك ل يتاأتى نطق الصوت الشديد، النطق الكامل من غري<br />
أن يتبع بصوت آخر مستقل عنه )74( .<br />
وقد لحظ سيبويه هذه اخلاصية يف الأصوات عند الوقف عليها، وذلك حيث قال:<br />
»واعلم أنرّ من احلروف حروفًا مرشبة ضغطت من مواضعها، فاإذا وقفت خرج معها من الفم<br />
صويت، ونبا اللسان عن موضعه، وهي حروف القلقلة. . . وذلك القاف واجليم والطاء والدال<br />
والباء، والدليل على ذلك أنرّك تقول: احلِ ذْقْ ، فل تستطيع أن تقف إلاّ مع الصويت لشدة ضغط<br />
احلرف، وبعض العرب أشد صوتًا، كاأنهم الذين يرومون احلركة« )75( .<br />
295
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
فالقلقلة تعني: »حتويل أعضاء النطق من خمرج النطق بصوت لغوي إما إىل خمرج<br />
صوت آخر، أو إىل حال الإسرتاحة بكيفية توؤدي إىل فتح الإغلق أو إزالة التضييق« )76( .<br />
فاتباع الأصوات بصوت أو بحركة خفيفة عندما تكون ساكنة، مرجعه إىل التحقيق<br />
الكامل خلواص هذه الأصوات، أي حتقيق الأنفجار واجلهر، ويفرس ذلك كمال برش باأنرّ نطق<br />
هذه الأصوات نطقًا كاملً واضحً ا حالة السكون يستدعي جهدًا كبريًا؛ لأنرّ شدتها تعني أنرّ<br />
الهواء عند نطقها حمبوس حبسً ا تامً ا، وأنرّ جهرها يعني عدم جريان النفس معها، لذا وجب<br />
اتباع هذه الأصوات بصويت؛ لتنقلها من السكون إىل شبه حتريك حتى يتحقق نطقها كاملً<br />
. )77(<br />
ويبدو أنرّ تسمية هذه الظاهرة بالقلقلة مرتبط باملعنى اللغوي ارتباطً ا وثيقًا، إذ يقال:<br />
قلقل الشيء قلقله إذا حركه )78( . مع احتمال أن يكون أصل التسمية من دللة الكلمة على<br />
شدة الصوت، كما يراها ابن احلاجب بقوله: « من قولهم: قلقله إذا حررّكه« )79( .<br />
ول تضفي القلقلة على الأصوات املقلقلة خصوصية لزمة لها ذات تاأثري يف املعنى<br />
وتوجيه له، مما تقتضيه وظيفة الوحدة الصوتية املميزة )80( .<br />
وأخريًا، يكشف التسطيح اللغوي السابق لأصوات القلقلة يف الدرس السامي اختلف<br />
علماء اللغة،قدماء وحمدثني، يف حتديد بعض خمارج الأصوات وصفاتها، الأمر الذي<br />
يستدعي الوقوف عند قلقلتها. فقد اتفق علماء اللغة، قدماء وحمدثون، على جهر صوتي<br />
الباء والدال، يف حني اختلفوا يف جهر االقاف والطاء واجليم، فبينما يشري القدماء إىل جهر<br />
هذه الأصوات، يرى املحدثون أنها مهموسة. عندئذٍ تكون القلقلة خاصة بصوتي الباء والدال<br />
فقط من وجهة نظر املحدثني، وتكون فيها جميعها يف نظر القدماء. فالصفة لنفجارية<br />
سبب يف حدوث القلقلة، وقد فرسرّ إسماعيل عمايرة )81( عدم حدوث القلقلة يف بنية الأصوات<br />
لنفجارية الأخرى؛ الهمزة والكاف والتاء و الضاد، فكفانا موؤونة بحثها هنا.<br />
ويبدو أنرّ هذا اخللف يعود إىل البعد الزمني بني فئتي العلماء، فاملحدثون يجدون<br />
تنوعات نطقية لهذه الأصوات، وتباينًا بينها وبني وصف القدماء لها، الأمر الذي استدعى<br />
مثل هذا اخللف، من جهة أخرى رمبا ل تسعف الكتابة القدماء؛ ليصفوا تلك لصوات،<br />
لذا- رمبا – جانبت الدقة وصفهم لها مئة باملئة. وعليه ميكن القول: إنرّ القطع يف حتديد<br />
املنطوق الأصلي )الأول( والوصف له من القدماء ثم املحدثني من الصعوبة مبكان، إذ<br />
املحدِّد لهذا الأمر يف احلقيقة هو السماع، وهو أمر يستحيل الآن.<br />
هذا التعدد النطقي لهذه الأصوات يجعل احتمالية تعالق اللغات السامية بعضها<br />
ببعض، أو يجعل وجود لغة أم لتلك اللغات وبقية اللغات أفرع لها أمرًا ليس ببعيد. لكن<br />
296
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الصعوبة يف معرفة تلك اللغة الأقدم ساميًا بناءً على هذا التعدد النطقي. وإبداء الرأي هو<br />
القائم يف ظل هذا التشابك يف الأفكار القاطعة بالأمر. ولعل لنتباه إىل هذا التشابه وتلك<br />
السلت بني اللغات السامية يشكل جانبًا من املعرفة اللغوية للغويني العرب، فلو كان ذلك<br />
هدف البحث لكفى، لكن احلقيقة أنرّ مثل هذا البحث يقربنا من الوصول إىل حقيقة العلقات<br />
بني فروع اللغات السامية، يف ما هو يقربنا بالتفسري الوصول إىل النطوقات الأوىل لتلك<br />
الأصوات.<br />
كما أن رّ التسطيح يكشف عن ندرة الدراسات الصوتية يف اللغات السامية، باآية ما<br />
قدمناه يف البحث من نصوص علمائنا توضح أنرّها موجودة يف العربية والسامية ومتاأكدة<br />
جدًا. واملثاقفة حولها إمنا هي مثاقفة تخصيصية جدًا بني ذوي البصائر يف اللغة، أو من<br />
هم مقاربون لهم يف السامية.<br />
وكذا ينتهي ما أردنا عرضه، فنحن ل نريد فيه قطع القول، وإمنرّ ا نقترص على ما نظفر<br />
به بالبسط والطريقة والنهج حول موضوع: التنوعات النطقية السامية للأصوات اللغوية<br />
املقلقلة.<br />
اخلامتة:<br />
أصوات )قطب جد( ظاهرة صوتية، يلجاأ إليها املرسرّع الصوتي يف دراسة ما يسمى<br />
)القلقلة( ، فهي عمل مرشوع يف وحدتها؛ لتصالها يف كثري من شمائلها، إلاّ أنرّ طرحها<br />
ساميًا مازال فتيًّا. ول يقل لفت النظر إىل قضية ما عن البحث عميقًا فيها، فاأحايني كثرية<br />
يبقى املوضوع غائبًا عن البحث رغم الوقوف عنده مرارًا، لذا كان هذا البحث يف هذا املجال<br />
مرسرّعً ا ملفاهيم تلك الأصوات املعنية فيه، من اتفاق واختلف، قدميًا أو حديثًا، ومربزاً<br />
قضايا مهمة منها:<br />
.1اتفاق 1 علماء اللغة، قدماء وحمدثني، يف حتديد خمارج بعض هذه الأصوات<br />
واختلفهم يف بعضها.<br />
.2وصف 2 هذه الأصوات يف النطق العربي والسامي قد يصل بنا إىل الأصل املشرتك.<br />
.3أصابت 3 التغيريات التاريخية هذه الأصوات فولرّدت التنوع النطقي لها.<br />
.4اتفاق 4 اللغات السامية يف بعض الأصوات كالدال والطاء والقاف.<br />
.5ل 5 تضفي القلقلة على هذه الأصوات خصوصية مرتبطة باملعنى.<br />
.6القلقلة 6 خاصة بصوتي الباء والدال فقط من وجهة نظر املحدثني.<br />
297
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
اهلوامش:<br />
. 1<br />
2.<br />
. 1ينظر، سيبويه: الكتاب، مكتبة اخلاجني، القاهرة، ط2، 433 4/ 1982،<br />
2 ينظر، ابن جني: رس صناعة الإعراب، حتقيق: مصطفى السقا وآخرون، مطبعة مصطفى<br />
البابلي احللبي وأولده، مرص، ط1، 53. 1/ 1954،<br />
. 3ينظر، ابن يعيش، رشح املفصل، عامل الكتب احلديث، بريوت، 124 10/<br />
. 4ينظر، إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية، مكتبة الأجنلو املرصية، 1992، ص45<br />
. 5ينظر،كمال برش، علم اللغة العام)الصوتيات( ، دار املعارف، مرص، 1975، ص101<br />
. 6ينظر، السابق،ص101<br />
7 ينظر، رمضان عبد التواب، املدخل إىل علم اللغة ومناهج البحث اللغوي، مكتبة<br />
اخلاجني، القاهرة، ط1، 1982، ص42.<br />
. 8ينظر، كمال برش، الأصوات العربية، مكتبة الشباب، القاهرة، 1987، ص101<br />
9 جان كانتينو، دروس يف علم أصوات العربية، ترجمة: صالح القرمادي، اجلامعة<br />
التونسية، تونس، 1966،ص42.<br />
10 هرني فليش، العربية الفصحى نحو بناء لغوي جديد، تعريب وحتقيق: عبد الصبور<br />
شاهني، دار املرشق، بريوت، ط2، 1983، ص38.<br />
11 كارل بروكلمان، فقه اللغات السامية، ترجمة: رمضان عبد التواب، مطبوعات جامعة<br />
الرياض، السعودية، 1977، ص51.<br />
12إسماعيل عمايرة، بحوث يف لسترشاق واللغة، دار وائل، عمان، ط2، 2003<br />
ص195.<br />
13بروكلمان، فقه اللغات السامية، ص39<br />
14 ينظر، رمضان عبد التواب، التطور اللغوي، مظاهره وعلله وقوانينه، مكتبة اخلاجني،<br />
القاهرة، ص17.<br />
15ينظر، سيبويه، الكتاب، 433 4/<br />
16ينظر، ابن جني، رس صناعة الإعراب، 52 1/<br />
17ينظر، ابن يعيش، رشح املفصل، 129 10/<br />
18ينظر، كانتينو، دروس يف علم أصوات العربية، ص107<br />
. 3<br />
. 4<br />
. 5<br />
. 6<br />
7.<br />
. 8<br />
9.<br />
، 12<br />
298<br />
. 13<br />
14<br />
. 15<br />
. 16<br />
. 17<br />
. 18<br />
10<br />
1
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
1919ينظر، برجشرتارس، التطور النحوي، ترجمة: رمضان عبد التواب، مكتبة اخلاجني،<br />
القاهرة، ط4، 2003، ص15،12.<br />
20ينظر، كمال برش، علم اللغة العام، ص109<br />
21ينظر، رمضان عبد التواب، املدخل إىل علم اللغة، ص78،54<br />
222 ينظر، كمال برش، علم اللغة العام،ص110 ، ورمضان عبد التواب، املدخل إىل علم<br />
اللغة،ص54.<br />
23ينظر، كمال برش، علم اللغة العام، ص110<br />
24ينظر، عبد القادرعبد اجلليل، الأصوات اللغوية، دار صفاء، عمان، ط1، 1998<br />
ص180.<br />
25كانتينو، دروس يف علم أصوات العربية، ص107<br />
26ينظر، مصطفى حركات، الصوتيات والفنولوجيا، املكتبة العرصية، بريوت، ط1<br />
. 20<br />
. 21<br />
. 23<br />
، 24<br />
. 25<br />
، 26<br />
1998، ص120.<br />
27<br />
27 يحيى عبابنة، النظام اللغوي للهجة الصفاوية يف ضوء الفصحى واللغات السامية،<br />
منشورات جامعة موؤتة، ط1، 1997، ص135.<br />
28بروكلمان، فقه اللغات السامية، ص39<br />
29السابق، ص16<br />
30السابق، ص48<br />
3131حممد القماطي، الأصوات ووظائفها، ص65<br />
32هرني فليش، العربية الفصحى، ص38<br />
3 كانتينو، دروس يف علم أصوات العربية، ص35<br />
34ينظر، رمضان عبد التواب، املدخل إىل علم اللغة، ص222، والتطور اللغوي، ص20<br />
35 ينظر، حممود فهمي حجازي، علم اللغة العربية، مدخل تاريخي مقارن يف ضوء الرتاث<br />
واللغات السامية، مكتبة غريب، القاهرة،ص141، وينظر، حازم كمال الدين، دراسة يف<br />
علم الأصوات، مكتبة الآداب، القاهرة، 1999، ص46.<br />
36الطيب البكوش، الترصيف العربي من خلل علم الأصوات احلديث، ط3، 1992<br />
299<br />
. 28<br />
. 29<br />
. 30<br />
. 32<br />
. 33<br />
. 34<br />
35<br />
، 36<br />
ص42.<br />
3737سيبويه، الكتاب، . 431 /4
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
. 38<br />
. 39<br />
. 40<br />
. 41<br />
. 42<br />
. 43<br />
. 444<br />
. 45<br />
300<br />
47<br />
38ابن جني، رس صناعة الإعراب، 52 1/<br />
39إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية، ص77<br />
40كمال برش، الأصوات العربية، ص91<br />
41هرني فليش، العربية الفصحى، ص38<br />
42رمضان عبد التواب، املدخل إىل علم اللغة، ص221<br />
43ابن جني، رس صناعة الإعراب، 69 1/<br />
إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية، ص78<br />
45السابق، ص77<br />
4646ينظر، كمال برش، علم اللغة العام، ص90 ، وعبد القادرعبد اجلليل، الأصوات<br />
اللغوية،ص76.<br />
47 ينظر، أنوليتمان، بقايا اللهجات العربية يف الأدب العربي، كجلة كلية الآداب، جامعة<br />
القاهرة، م 10، ج1، 1948، ص1- 2، وينظر، برتيل مالربج، علم الأصوات، تعريب:<br />
عبد الصبور شاهني، مكتبة الشباب، القاهرة، 1984، ص113.<br />
48رمضان عبد التواب، التطور اللغوي، ص92<br />
. 48<br />
، 49<br />
49ماريوباي، أسس علم اللغة، ترجمة: أحمد خمتار، عامل الكتب، القاهرة، ط3، 1987<br />
ص144.<br />
50رمضان عبد التواب، املدخل إىل علم اللغة، ص221. والتطور اللغوي، ص92<br />
51يحيى عبابنة، النظام اللغوي للهجة الصفاوية، ص68<br />
52كانتينو، دروس يف علم أصوات العربية، ص88<br />
53بروكلمان، فقه اللغات السامية، ص39<br />
. 50<br />
. 51<br />
. 52<br />
. 53<br />
5454سيبويه، الكتاب، . 433 /4<br />
. 555<br />
. 56<br />
. 57<br />
ابن جني، رس صناعة الإعراب، 53 1/<br />
56إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية، ص48<br />
57كمال برش، علم اللغة العام، ص102<br />
5858ينظر، إبراهيم أنيس، لصوات اللغوية،ص48 . وكمال برش، لصوات العربية،<br />
ص102.<br />
5959ينظر، يحيى عبابنة، النظام اللغوي للهجة الصفاوية، ص84 .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
. 60<br />
61<br />
60ينظر، رمضان عبد التواب، املدخل إىل علم اللغة، ص217<br />
61 ينظر، نولدكه، اللغات السامية، ترجمة: رمضان عبد التواب، دار النهضة العربية،<br />
القاهرة، 1963، ص30.<br />
62ينظر، بروكلمان، فقه اللغات السامية، ص39<br />
. 62<br />
6363سيبويه، الكتاب، . 433 /4<br />
. 64<br />
. 65<br />
. 66<br />
. 67<br />
. 68<br />
. 69<br />
64ابن جني، رس صناعة الإعراب، 53 1/<br />
65إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية، ص61<br />
6 كمال برش، الأصوات العربية، ص102<br />
67برجشرتارس، التطور النحوي، ص12<br />
68ينظر، سيبويه، الكتاب،4/ 434. وابن جني، رس صناعة الإعراب،1/ 68<br />
69ينظر، إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية،ص63. وكمال برش، الأصوات العربية،ص102<br />
وبرجشرتارس، التطور النحوي، ص16.<br />
70ينظر، كمال برش، الأصوات العربية، ص103<br />
71ينظر إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية، ص62<br />
72حممود فهمي حجازي، علم اللغة العام، ص141<br />
7373حازم كمال الدين، دراسة يف علم الأصوات،ص46 ، وينظر يف هذا املعنى،رمضان عبد<br />
التواب، املدخل إىل علم اللغة،ص217.<br />
74ينظر، حممود السعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي، دار املعارف، مرص، 1962<br />
ص171،166.<br />
. 70<br />
. 71<br />
. 72<br />
، 74<br />
7575سيبويه، الكتاب، . 174 /4<br />
. 76<br />
. 77<br />
78<br />
79<br />
76حممد القماطي، الأصوات ووظائفها، منشورات جامعة الفاحت،1986، ص59<br />
7 كمال برش، الأصوات العربية، ص116<br />
78 ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بريوت، مادة)قلل( .<br />
79 ابن احلاجب، الإيضاح يف رشح املفصل، حتقيق: موسى بناي العليلي، مطبعة العاين،<br />
بغداد، الكتاب اخلمسون، 288. 2/<br />
80ينظر، حممد القماطي، الأصوات ووظائفها، ص60<br />
81ينظر، إسماعيل عمايرة، بحوث قي لسترشاق واللغة، ص211<br />
. 80<br />
. 81<br />
301
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
املصادر واملراجع:<br />
.1ابن 1 جني، أبو الفتح، رس صناعة الإعراب، حتقيق: مصطفى السقا وآخرون، مطبعة<br />
مصطفى البابي احللبي وأولده مبرص، ط1، 1954.<br />
.2ابن 2 احلاجب، أبو عمرو، الإيضاح يف رشح املفصل، حتقيق: موسى بناي العليلي، مطبعة<br />
العاين، بغداد، الكتاب اخلمسون.<br />
.3ابن 3 منظور، أبو الفضل، لسان العرب، دار صادر، بريوت.<br />
.4ابن 4 يعيش، أبو البقاء، رشح املفصل، عامل الكتب احلديث، بريوت.<br />
.5أنوليتمان، 5 بقايا اللهجات العربية يف الأدب العربي، جملة كلية الآداب، جامعة<br />
القاهرة.<br />
6أنيس، . 6 إبراهيم، الأصوات اللغوية، مكتبة الأجنلو املرصية، . 1992<br />
.7برجشرتارس، 7 التطور النحوي، ترجمة: رمضان عبد التواب، مكتبة اخلاجني، القاهرة،<br />
ط4، . 2003<br />
.8بروكلمان، 8 كارل، فقه اللغات السامية، ترجمة: رمضان عبد التواب، مطبوعات جامعة<br />
الرياض، السعودية، 1977.<br />
302<br />
.9برش، 9 كمال،<br />
الأصوات العربية، مكتبة الشباب، القاهرة، 1987.<br />
علم اللغة العام)الصوتيات( ، دار املعارف، مرص، 1975.<br />
1010البكوش، الطيب، الترصيف العربي من خلل علم الأصوات احلديث، ط3، . 1992<br />
111 حجازي، حممود فهمي، علم اللغة العربية، مدخل تاريخي مقارن يف ضوء الرتاث<br />
واللغات السامية، مكتبة غريب، القاهرة.<br />
1212حركات، مصطفى، الصوتيات والفنولوجيا، املكتبة العرصية، بريوت، ط1، . 1998<br />
1313السعران،حممود، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي، دار املعارف، مرص، . 1962<br />
1414سيبويه،عمر بن قنرب،الكتاب، مكتبة اخلاجني، القاهرة، ط2، . 1982<br />
15 15 عبابنة، يحيى، النظام اللغوي للهجة الصفاوية يف ضوء الفصحى واللغات السامية،<br />
منشورات جامعة موؤتة، ط1، 1997.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
1616عبد التواب، رمضان،<br />
التطور اللغوي، مظاهره وعلله وقوانينه، مكتبة اخلاجني، القاهرة.<br />
املدخل إىل علم اللغة ومناهج البحث اللغوي، مكتبة اخلاجني، القاهرة، ط1،1982<br />
1717عبد اجلليل، عبد القادر، الأصوات اللغوية، دار صفاء، عمان، ط1، . 1998<br />
1818عمايرة، إسماعيل، بحوث يف لسترشاق واللغة، دار وائل، عمان، ط2، . 2003<br />
1919فليش، هرني، العربية الفصحى نحو بناء لغوي جديد، تعريب وحتقيق: عبد الصبور<br />
شاهني، دار املرشق، بريوت، ط2، 1983.<br />
2020القماطي، حممد منصف، الأصوات ووظائفها، منشورات جامعة الفاحت، ليبيا، . 1986<br />
2121كانتينو، جان، دروس يف علم أصوات العربية، ترجمة: صالح القرمادي، اجلامعة<br />
التونسية، تونس، 1966.<br />
222 كمال الدين، حازم، دراسة يف علم الأصوات، مكتبة الآداب، القاهرة، . 1999<br />
2323ماريوباي، أسس علم اللغة، ترجمة: أحمد خمتار، عامل الكتب، القاهرة، ط3، . 1987<br />
2424مالربج، برتيل، علم الأصوات، تعريب: عبد الصبور شاهني، مكتبة الشباب، القاهرة،<br />
1984<br />
25 25 نولدكه، تيودور، اللغات السامية، تخطيط عام، ترجمة: رمضان عبد التواب، دار النهضة<br />
العربية، القاهرة، 1963.<br />
303
التنوعات النطقية السامية لألصوات اللغوية املقلقلة<br />
د. حسني غوامنة<br />
د. محمود عبيدات<br />
304
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
أمساء مدينة القدس ودالالتها<br />
يف لسان العرب<br />
د. عبد الرؤوف خريوش<br />
أستاذ مشارك في علوم اللغة العربية )الصوتيات(/ منطقة نابلس التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة.<br />
305
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
ملخص:<br />
يتحدث هذا البحث عن أسماء مدينة القدس ومعانيها يف لسان العرب، فللقدس<br />
مسميات عدة، سُ ميت بها من قبل ملك، أو أمة، أو قبيلة، أو ماثور ديني. هذه الأسماء منها<br />
ما ورد يف لسان العربي، ومنها ما ورد يف مصادر اخرى، وقد وردت القدس يف اللسان<br />
باسماء عدة حملت أكرث من معنى، مصدره بذلك القرآن الكرمي والأحاديث النبوية، وأشعار<br />
العرب، والأقوال املاأثورة، واملعاجم التي اعتمدها صاحب اللسان، وقد تطورت هذه الأسماء<br />
مع الزمن؛ لتصل اليوم إىل لسم الأكرث شهرة وتداولً، وهو اسم )القدس(.<br />
فهي، أي القدس مدينة السلم، ومرسى الرسول الكرمي، وأرض الأنبياء، قامت على<br />
أرضها حضارات للأمم قدمية تركت بصمات واضحة جتلت باأسماء مدينة القدس، فكل أمة<br />
أو حضارة أطلقت على القدس اسما معينا مللك لها، أو لواد، أو لباب، أو لشارع أو جلبل.<br />
ولأهمية القدس يف ظل الرصاع القائم بني حضارة القوة، وقوة احلضارة، وملكانتها<br />
عند الباحثني، والعلماء قدميا وحديثا، فقد ذكرت باأسماء خمتلفة يف لسان العرب، وظَّ فها<br />
صاحب اللسان كشواهد على مدينة القدس ومعانيها.<br />
306
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
This research deals with the different names of Jerusalem City with<br />
reference to Lesan Al Arab. Jerusalem city, in fact, has several names and of<br />
them were given to the city by kings, nations, tribes and others have religious<br />
connotations. These names were mentioned in Lesan Al Arab and the rest<br />
were mentioned in other sources. The names of Jerusalem in Lesan Al Arab,<br />
have different meaning s. the source of these names is the Holy Quran, Al<br />
Hadith, the poetry and the saying of the Arabs. and the Dictionaries Adopted<br />
by the tongue. These names developed in time and scholars and thinkers kept<br />
on amending the name till they agreed upon the most famous and well known<br />
name, Jerusalem<br />
Jerusalem occupies a very important place in history because it is the<br />
city of peace, the land of prophets and the place where Prophet Mohammad<br />
flew to from Mecca. Moreover, its importance also lies from the fact that it<br />
is considered as the land of civilizations which left their marks upon the city<br />
and its culture giving Jerusalem different names. Due to the importance of<br />
the city in the of the conflict between the civilization of force and the force<br />
of civilization as well as the cities importance for the researchers of the past<br />
and the present , the city was given a number of different names in Lesan Al<br />
Arab.<br />
307
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
أهدف البحث:<br />
هدفت هذه الدراسة إىل التعرف إىل أسماء مدينة القدس يف لسان العرب، كذلك التعرف<br />
إىل املواضع التي وُ ظفت كشواهد على مسمياتها ومعانيها. كما هدفت إىل التوصل إىل أكرث<br />
الأسماء تداول وشهرة للمدينة.<br />
أما املنهج الذي اتبعه الباحث فهو الوصفي، ليقف على الشواهد التي تدلل على<br />
املعاين من آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وأبيات شعرية، وأقوال ماثورة، كما عمد الباحث<br />
إىل تخريج معظم الشواهد من مظانها، فصاحب اللسان كان ل يعباأ بتخريج احلديث من<br />
مصدره، ول الآية من سورتها، ول التعريف باأسماء العلماء الذين استشهد باآرائهم، فشكل<br />
ذلك عبئا على الباحث، فقام بتخريج كل الشواهد وردها إىل مظانِّها، ومعرِّفا باأسماء<br />
العلماء الذين وردت أسماوؤهم يف شواهده.<br />
كما عمد الباحث إىل الأسماء التي وردت يف مصادر عربية أخرى، وقارنها مبا هو<br />
موجود يف اللسان، وقرصها عليه، ثم بحث عن هذه املسميات للمدينة، يف اللسان فتتبع<br />
ما يدلل عليها من اسم جلبل، أو واد، أو اسم ملك، أو معنى حملته من قول ماثور. وهذا<br />
يتطلب من الباحث العودة إىل بعض املصادر التي تدلل على املعنى وتدعِّ مه؛ ليصل إىل<br />
أكرث السماء تداول وشهرة؛ وليضحض مقولة )نتينياهو( بعدم ذدرها يف القرآن.<br />
أما النسخة التي اعتمدها الباحث للسان العرب، فهي نسخة بريوت: دار صادر، لسنة<br />
2000، واملحققة وفق الرتتيب الذي تسري عليه املعاجم احلديثة؛ وهو اعتماد احلرف الأول<br />
من الكلمة، أي إذا أردنا أن نخرِّج مادة )قدس(، فاأننا نخرِّجها من باب القاف وليس من<br />
باب السني<br />
مقدمة البحث:<br />
تعدُّ مدينةُ القدسِ قلبَ الأمتني العربيةِ والإسلميةِ النابض، فهي ساكنةٌ يف سويداء<br />
كلِ موؤمنٍ موحدٍ باهلل تعاىل من خمتلفِ الأديان، وما ميُ يزُها أنَّها كانت قبلةً للحجيج،<br />
فهي مدينةُ الأديان الثلثة، مساحة قلبها كيلو مرت مربع واحد، تشكل للمسلمني مرسى<br />
حممد )صلى اهلل عليه وسلم(، ومدينةَ رسول السلم املسيح، عليه السلة والسلم، منها<br />
تبدأُ احلربُ ، ومنها يبدأُ السلم، وهي ملكانتها أكربُ من أنْ تُخترصَ بكلماتٍ أو أسطرٍ صماء<br />
لقارئ ينظرها بقلبه، فهي شاخمةٌ بشموخ املتعبدين مبساجدها ومعابدها وكنائسها.<br />
308
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
ولعل الدافعَ وراء كتابة هذا البحث جملةٌ استفزت الباحث، قالها رئيس وزراء العدو<br />
)إرسائيل( )نتنياهو( )12- 5- 2010( يف احتفالهم بنكبتنا، وهي: « أنَّ القدسَ غريُ<br />
مذكورةٍ يف القران الكرمي، نافيا الرباط املقدس للعرب واملسلمني يف القدس، وأضاف<br />
قائلً: إنَّ هناك رابطاً وشائجيا بني اليهود والقدس، فهي العاصمة الوحيدة لليهود، وهي<br />
التي ذكرت يف التوراة عرشات املرات، لكنَّها مل تذكر يف القرآن ولو مرة واحدة”<br />
وكمواطن يعيش باأكناف بيت املقدس، ومن أهلها الصابرين احلاملني باأنْ يوسمَ جبينه<br />
ببلط صحنها املقدس، قبل أن يطويه الرثى، ويطوي حُ لمَ آلف املوؤمنني املحرومني من<br />
لقرتاب منها، شعر الباحثُ بثقل هذه الغطرسة على نفسه، وتساءل: إذا كانت القدس مل تذكر<br />
مبارشة باسمها يف القرآن الكرمي، فهل هذا يقاسُ على كتب العربية؟ وكون لسان العرب<br />
من أهم كتب العربية، جمع الباحثُ همته باحثاً ومقلباً بني صفحاته، عن شواهد تدلل على<br />
أسمائها ومدلولتها يف التاريخ، لعله يجدُ حجةً ودليلً لغويا يدللُ على الوشائج القوية<br />
بينها كمدينة الضياء وبني العرب واملسلمني، ترفعُ من معنويات الأمة، أمام غطرسة مل<br />
يشهد لها التاريخ مثيل. فالقدسُ هي حلم كل مسلمٍ وعربي، وهي نبضُ العشق يف صدورهم<br />
جميعا، إنَّها مدينة امليلد واملرسى<br />
واليوم تشكلُ القدسُ ، مدينةَ الأنبياء، ومدينة البرشِ واملتطهرين أجمعني، ياأتون إليها<br />
من كل أصقاع الدنيا، تصديقا لقوله تعاىل « يَا قَوْمِ ادْخُ لُوا الأَرْضَ املُقَدَّسَ ةَ الَّتِي كَ تَبَ هللرّ ُ<br />
لَكُ مْ وَلَ تَرْتَدُّوا عَ لَى أَدْبَارِكُ مْ فَتَنقَلِبُوا خَ ارسِ ِينَ ) ]املائدة: 21[، وقد حثَّ صلى اهلل عليه<br />
وسلم على إتيانه والسلة فيه « ففي حديثِ ميمونة بنت احلارث )ت 51ه( رضي اهلل<br />
عنها – وهي مولة النبي- صلى اهلل عليه وسلم- أن الرسول حثٌ على إتيان بيت املقدس<br />
ومسجدها الأقصى وإكرامه بالسلة فيه، أو باإرسال الزيت للإرساج يف قناديله وإضاءته.<br />
“ قالت: يا رسول اهلل أفتنا يف بيت املقدس، فقال: “ائتوه فصلرّوا فيه؛ فاإن مل تاأتوه وتصلرّوا<br />
فيه، فابعثوا بزيت يرسج يف قناديله” ويف رواية أخرى: “ يَا نَبِيَّ هللَّ ِ أَفْتِنَا يفِ بَيْتِ ملْ َقْدِسِ ،<br />
فَقَالَ : أَرْضُ ملْ َنْرسَ ِ وَملْ َحْ رسَ ِ، ائْتُوهُ فَصَ لُّوا فِ يهِ؛ فَاإِنَّ صَ لَ ةً فِ يهِ كَ اأَلْفِ صَ لَ ةٍ فِ يمَا سِ وَاهُ،<br />
قَالَتْ أَرَأ َيْتَ مَ نْ ملَ ْ يُطِ قْ أَنْ يَتَحَ مَّلَ إِلَيْهِ، أَوْ يَاأْتِيَهُ، قَالَ : فَلْيُهْدِ إ ِلَيْهِ زَيْتًا يُرسْ َجُ فِ يهِ؛ فَاإ ِنَّ مَ نْ<br />
)1(<br />
أَهْ دَى لَهُ كَ انَ كَ مَنْ صَ لَّى فِ يهِ.«<br />
ورغم ذلك فقد ضاقت القدس على أصحابها وساكنيها، فلم يعد باإمكانهم الدخول<br />
إىل املسجد الأقصى لأداء السلة فيه؛ فاأمسى مواطنُها غريباً عنها. فكيف ذكرت القدس<br />
يف لسان العرب، وما مسمياتها ومدلولتها؟ و قبل البدء ل بدَّ من التعريف مبدينة القدس<br />
جغرافيا وسكانيا.<br />
309
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
موقع مدينة القدس اجلغرايف:<br />
تقع القدس يف قلب فلسطني، وعلى خط طول )35( رشقي خط غرينتش، وعلى خط<br />
عرض )31( شمال، وترتفع )850( مرتا عن سطح البحر . وبنيت املدينة على تلل: الظهور<br />
املطلة على قرية سلوان، وكانت تعرف بتل )أوفل( ، الذي سُ كن منذ العرص احلجري، وعلى<br />
تل الصخرة، وهو التل الذي بُني عليه احلرمُ القدسيُ الرشيف، وهو أعلى تلل مدينة القدس،<br />
وجبل )صهيون( املطل على قرية سلوان، وتل )زيتا(، املمتد من باب الزاهرة إىل باب<br />
العامود، وتل )أكرا(، بالقرب من كنيسة القيامة .<br />
واملدينة موقع حصني، حموط بالأودية، رشقاً، وغرباً، وجنوباً، ، كما توجد برك<br />
وآبار، منها: بركة سلوان، وبئر أيوب، والربكة احلمراء، .<br />
سكانها األوائل:<br />
سكنت منطقة جبال القدس على مر العصور أممٌ وقبائلُ خمتلفة؛ ففي العرص احلجري<br />
القدمي املمتد من )150000 – 12000ق.م( سكن املنطقة إنسانُ )الكرمة( نسبة إىل إنسان<br />
فلسطني، ويُنسب إىل الإنسانِ العاقل املنسوب إىل جنسي )النياندرنال(، و )الكرومانيون(.<br />
ويف العرص احلجري الوسيط املمتد من سنة – 12000 7000 ق.م بدأ إنسان فلسطني<br />
بالتحول التدريجي فعرفَ زراعةَ القمح والشعري، وهي تُعرف باحلضارة النطوفية .<br />
أما يف العرص احلجري احلديث املمتد من سنة )7000 – 4000 ق.م(، فقد بدأت<br />
السللتُ الساميةُ بالظهور، ومتيزت بالبناءِ الفخاري، واملعابدَ الدينية والإشاراتِ الكتابية،<br />
وُ عرفت هذه احلضارة باحلضارة الطاحونية )10( .<br />
أما يف العرص احلجري النحاسي، املمتد من سنة )4000 – 3000ق.م(، فقد عرف<br />
الإنسانُ الفلسطينيُ النحاسَ ، ومتيز باأنَّه إنسانُ البحر الأبيض املتوسط، ثم هبطت عليهم<br />
أجناسٌ برشيةٌ من مرتفعات آسيا، فاختلطت بهم، وأقامت معهم حضارتها )11( .<br />
ويف العرص الربونزي قدميه ووسطه وحديثه، واملمتد من سنة )3000 –<br />
1200ق.م(، سكنت فلسطني القبائلُ الكنعانية: الآموريون، واليبوسيون )الذين بنوا مدينة<br />
القدس(، والعناقيون، والفينيقيون، واحلوثيون، والفرزيون، والعمالقة، وأسسوا مُ دن: أريحا،<br />
واخلليل، وجمدو، ونابلس، والسبع وغريها؛ كما سكنتها الأمم:، الهكسوس، والأنباط،<br />
والأراميون، واحلوريون والقبائل البلستينية، والعربانيون؛ ثم عقبهم الرومان، والأشوريون،<br />
والفارسيون، )12( .<br />
310
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
أمساء مدينه القدس:<br />
♦<br />
للقدس اأسماء كثرية، وضعتها الأمم املاضية، وسمتها باأسماء لها لتدلل على<br />
حضارتها، وهذه املسمياتُ املُختلف يف عددها باختلف املصادر، توؤكد على علو املدينة<br />
ومكانتها بني الأمم، ومن هذه االأسماء: مدينة السلم، ويبوس، وإيلياء، و بيت املقدس،<br />
و أورى سلم، وصهيون، والقدس، والقدس الرشيف، وأيفن، وكيلة، وشهر سلمي، وأنتوفيا،<br />
ومدينة الأنهار، وأريانة، ونور مستك، وأيليا كابتلونيا، ومدينة الوديان، وجبستي،<br />
وراشاليم، ونور السلم، واوقل، ونور الغسق، ويورسلمايا، وميلو، ويارة، ويهوستك، وأكرا،<br />
وغريها كثري، وقد ذكر العسقلين أنَّ للقدسِ أسماء عدَّة تقرب من العرشين اسما )13( ، منها<br />
ما ذكره صاحب اللسان، ومنها ما مل يذكره، وسيحاول الباحث هنا أن يطابق بني الأسماء<br />
التي ذكرها صاحب اللسان، وكتب التاريخ، ليصل إىل أكرث الأسماء أهمية للمدينة.<br />
شواهد مدينة القدس يف اللسان وداللتها:<br />
ذكر صاحب اللسان أسماء عديدة ملدينة القدس، استشهد بها يف معجمه، منها ما دلَّ<br />
عليها باأسمائها، ومنها ما دل عليها باأسماء جبالها وسهولها ووديانها وأبوابها، جُ لها<br />
تتطابق مع الأسماء املتداولة على ألسنة بني البرش، من عرب وعجم، ومسلمني ويهود<br />
ونصارى، ومن اأهم الشواهد التي تدلل على اأسمائها التي اأوردها صاحب اللسان يف<br />
معجمه مرتبة ترتيبا هجائيا:<br />
♦اأور سامل )مدينة السالم( وهو أقدمُ اسمٍ للمدينة املقدسة عرفه البرش، وقد وضعه<br />
لها أقدم من سكنها من العرب، وهم الكنعانيون، ونسبوه إىل: )سامل أو شامل(، وهو إله<br />
السلم عندهم، وكلمة )أور( سومرية ومعناها )مدينة(. وقد ذكرها الأكاديون باسم )أور<br />
سامل(. ويف نقش مرصي قدمي، يرجع إىل القرن التاسع عرش قبل امليلد ورد اسمها )أو<br />
شاميم ،)Aushamem ويف التوراة وردت بلفظ )شامل(، وتلفظ بالعربية )يروشالمي(.<br />
وذكرها اليونانيون، واللتينيون باسم )هريوسوليما ،)Hierosolyma وكل هذه التحريفات<br />
)14(<br />
للسم جاءت من لسم الأول الكنعاين العربي )أورسامل، أورشامل(<br />
ويف اللسان وردت )أور سامل( حتت مادة )أور(: لُوارُ: بالضم تعني احلر الشديد، وقد<br />
ورد عن علي، كرم اهلل وجهه، )ت 40 ه( قوله: “ فاإنَّ طاعة اهلل حِ رز من أوار نريان موقدة “<br />
)15( . وورد عن الكسائي )علي بن حمزة ت 192ه( قوله: ألُوار مقلوب أصله ألْوُآر، ثم خففت<br />
الهمزة فاأُبدلت يف اللفظ )واواً( فصارت )وواراً(، فلما التقت يف أول الكلمة واوان، وأُجري<br />
غري اللزم جمرى اللزم، أُبدلت الأوىل همزة فصارت )أُواراً(، واجلمع )أُورٌ(. ويقال أيضا<br />
)16(<br />
يوم ذو أُوار، أي ذو سموم وحر شديد<br />
311
العرب<br />
لسان في ودالالتها القدس مدينة أسماء خريوش<br />
الرؤوف د.عبد صاحب<br />
عليها دلل كما املقدس، لبيت عدة مسميات على لتدلل اللفظة وجاءت يَذكر<br />
مل الشعر، من ببيت مستشهدا )أُوارة( و )آرة( هما القدس، يف موضعني باسم اللسان :<br />
)17( صاحبه لُّها<br />
حمَ منك هيهات عَداويةٌ واأرت<br />
بقدس احتلت هي ما اإذا حديث<br />
ويف . )18( قياس غري على )عدي( إىل منسوبة عداوية: أُوارة. بقدس ويروى: وياأتيك<br />
وتكملته، السلم، عليه عيسى سيدنا يريد احلمار، براكب لَّمَ( شَ )أُوري أبرشي عطاء: اهلل<br />
بيت لَّمَ( )شَ بقوله وعنى وسلم، عليه اهلل صلى حممد سيدنا يريد البعري، راكب بعده 628م(:<br />
7ق.ه، ت بصري، أبو جندل، بن قيس بن )ميمون الأعشى وقال . )19( املقدس لَم<br />
شَ فاأُورى مصَ فَحِ مان عُ آفاقَهُ: للمالِ فتُ طُ وقد هنا<br />
الشاعر فخففه بالتشديد، لَّم( شَ )أُورى واملشهور القدس، أي )شلم( مدينة يريد بيت<br />
)وهو لَّم شَ و ببَقَّم رجل سميت وإن « الكتاب يف وجاء املقدس. بيت اسم وهو للرضورة، )20(<br />
ترصفه<br />
مل املقدس( املهملة<br />
بالسني هم بعضُ ورواه « املهملة، بالسني روايته للسم اللسان شواهد ومن )بيت<br />
بالعربانية معناه اللسان(: صاحب لشاهد منسوب )الكلم وقال عرَّبه، كاأنَّه اللم وكرس ولو<br />
والصخرة، املقدس بيت مبيزان السابعةِ السماءِ يف اجلنَّةَ أنَّ « كعب عن وروي السلم(. ،<br />
)21( السلم.« دار اجلنة ودعيت )أُورشلَّم(، دُعيت ولذلك الصخرة؛ على وقع منها، حجر وقع املقدس.<br />
بيت مع )90( درجة على عمودية تكون السابعة السماء أنَّ أي مبيزان؛ هنا وقوله بن<br />
مقاتل حديث ففي املقدس، بيت مركزية حدد الذي الرشيف احلديث سابقاً ذلك بني وقد أجاب<br />
النبي أنَّ أخرى، رواية ويف الدنيا«، وسط املقدس بيت »صخرة )ت150ه(: سليمان يزيد<br />
ل الدنيا وسط ]لأنه فقال: الأقصى، املسجد تسمية سبب عن سلم بن اهلل عبد سوؤال عن . )22( ينقص[ ول شيئاً الروحية،<br />
لرفعتها يرمز مادي ارتفاع إلرّ هو ما الأرض، عن الصخرة موقع وارتفاع أن<br />
204ه( ت السائب بن حممد بن )هشام الكلبي عن فريوى السماء، إىل الرمزي واقرتابها طالب،<br />
أبي بن علي عن وروي ميلً، عرش بثمانية السماء إىل الأرض أقرب »هي الصخرة . )23( املقدس” بيت صخرة هو السماء إىل القريب املكان “إن وحذيفة: عباس ابن وعن وتعني<br />
, وأْتلى و تاألية يوؤيل رّ وأَىلَّ )بالقرص(، إليرّا و أُليرّا و أُلُوَّا و ألواً ياألو ♦ ♦اإيليا: وردت<br />
املعنى وبنفس 118. عمران: آل { بَالً خَ مْ ْلُونَكُ يَاأ {لَ تعاىل كقوله وأبطاأ، أقرصَ 312
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اللفظةُ يف احلديث الرشيف، يف حديث زواج علي كرم اهلل وجه من فاطة الزهراء )ت11ه(<br />
رضي اهلل عنهما « قال النبي صلى اهلل عليه وسلم لفاطمة »ما يبكيك فما ألَوتُك ونفسي،<br />
وقد اصبت لك خري أهلي« أي ما قرصت يف أمرك )24( ، والروايات عن ابن عباس. وباللفظ<br />
نفسه نهى الرسول عن تسمية بيت املقدس باسم إيلياء، ودعا إىل تسميته باسمه )25( . وقال<br />
اجلعدي )قيس بن عبداهلل بن عُ دس بن ربيعة ت 50ه(:<br />
واأشمط عُريانٍ يُشدُّ كِتافه يُالمُ<br />
على جَ هدِ القتال وما ائتلى<br />
ومن معانيها: العود، فقد مرَّ أعرابي على النبي _ صلى اهلل عليه وسلم _ وهو يدفن<br />
فقال «<br />
اأال جعلتم رسول اهلل يف سفط<br />
من االألُوةِ، اأحوى مُلبَسا ذَهَبا<br />
وباملوضع نفسه استشهد صاحب اللسان ببيت حسان بن ثابت )ت 54ه(:<br />
اأال دفنتم رسول اهلل يف سفط<br />
)26(<br />
من االألوة والكافور منضود<br />
وإليرّا من أسماء مدينة القدس، وردت يف كتب التاريخ، وأول من أطلقه الآمربطور<br />
الرومان ي )هدريان( سنة )135م( و )إليرّا( اسم جد عائلة لمربطور، أو اسم عائلته، وبقيَ<br />
هذا لسمُ شائعاً حتى الفتح الإسلمي؛ حيث ذُكرَ يف العهدة العمرية التي كتبها اخلليفة<br />
)27(<br />
الراشد عمر بن اخلطاب لأهل القدس.<br />
ويف اللسان وردت )إليرّاءُ(، وهي مدينةُ بيت املقدس، و )إليرّا( اسم رجل، واملئِلة<br />
بالهمز على وزن املِعلة: وتعني اخلرقة التي متسكها املرأة عند النوح، واجلمع )املاآيل(.<br />
ويف حديث عمر بن العاص )ت 43 ه(: إين واهلل ما تبطئني الإماء، ول حكلتني البغايا يف<br />
)28(<br />
غربات )املاآيل(.<br />
كما ذكر صاحب اللسان أنَّ )إيلياء( وردت يف مادة )أيل(، و )أيل( تعني اسما من<br />
أسماء اهلل احلسنى قال الكلبي: وقولهم جربائيل وميكائيل ورشاحبيل وإرسافيل وأشباهها،<br />
إمنا تنسب إىل الربوبية؛ لأنَّ )إيل( لغة يف )إل( ؛ وهو اهلل عز وجل كقولهم: عبد اهلل، وتيم<br />
اهلل؛ فجرب، عبد مضاف إىل )إيل(، وقال منصور )أبو منصور مسلم بن علي ابن السيحي<br />
املوصلي ت 390ه(: جائز أن يكون )إيل( أعرب فقيل )إل(. أما )إيلياء( فعنى بها حتت هذه<br />
املادة مدينة بيت املقدس، وقال: ومنهم من يَقرص الياء فيقول )إلياء(، وكاأنهما روميان؛<br />
313
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
واستشهد على اسم )إلياء( بقول الفرزدق )همام بن غالب ت 114ه( )29( :<br />
وبيتان بيت اهلل نحن والته<br />
وبيت باأعلى اإيلياءَ مرشف<br />
ويف احلديث: أن عمر بن اخلطاب )ت 23ه( رضي اهلل عنه أهَ لَّ بحَ جَّ ةٍ من )إيلياء( ؛<br />
هي باملد والتخفيف اسم مدينة بيت املقدس، وقد تشدد الياء الثانية وتقرص الكلمة، وهو<br />
معرَّب، و )أيلة( قريةٌ عربيةٌ، ورد ذكرها يف احلديث، وهي بفتح الهمزة، وسكون الياء، البلدُ<br />
املعروف فيما بني مرص والشام. كما استشهد صاحب اللسان بهذا لسم ليدلل به على اسم<br />
جبل، قال الشماخ )معقل بن رضار بن سنان بن أمامه ت 30 ه(:<br />
تَرَّبع اأكناف القنان فصارة<br />
فاأيَّل فاملاوان، فهو زهوم<br />
وهذا بناء نادر كيف وزنته لأنَّه )فَعَّلٌ( أو )فَيْعَل( أو )فَعْيَل( فالأول مل يجيء منه ‘إلَّ<br />
)30(<br />
بَقَّم، وشَ لَّم )دللة على اسم مدينة القدس(.<br />
♦بيت السالم، وعنى بها بيت املقْدِس، وقد أورد لكلمة )البيت( معاينَ كثرية منها:<br />
بيت الشعر، واملبنى، وبيت الصوف، أو الشَ عَر، أو القصب، واملسجد، وبيت الرشف تقال<br />
لأرشاف العرب كقولهم )بيت متيم(، و )عيال الرجل(، واملرأة، والتدبر كقولهم: »هذا أمرٌ دُبرَ<br />
بليل«، واملبيت )النوم(، والإتيان يف الليل، ويف اللسان وردت أيضا حتت مادة )أور( معررّبة<br />
عن اللفظ العربي )اورى شَ لرّم( )31( .<br />
♦بيت املقدس: وهي من املدن القدمية التي ورد ذكرها يف النقوش والآثار قبل<br />
امليلد، وقد سكنتها أقوامٌ عديدةٌ مثل العرب اليبوسيني، واليهود وغريهم. وبعد امليلد،<br />
ازدادت أهميةُ بيت املقدس الإدارية وتوسعت حدودها تدريجيا. فهي متتد للغور رشقا،<br />
وتعد حدودا للغور املمتد ما بني بيت املقدس ودمشق. وعلى يد الرومان بدأت فيها حتولت<br />
عمرانية كبرية؛ فظهرت فيها احلماماتُ ، والشوارعُ ، والساحاتُ ، والأسواقُ ، كما أعيد بناءُ<br />
بعضِ أسوارها القدمية، ويف الفرتة نفسها تعرضت للتدمري على يد الإمرباطور الروماين<br />
)تطيس( سنة )70ق. م( )32( .<br />
314<br />
♦<br />
♦<br />
ومعنى بيت املقْدس بسكون القاف، وبفتحها مع التشديد )املقُدَّس(. وقد جاء ذكره<br />
يف حديث الإرساء واملعراج الذي رواه مسلم « أُتِيتُ بِالْربُ َاقِ وَهُ وَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَ وِيلٌ فَوْقَ<br />
حلْ ِ مَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَ عُ حَ افِ رَهُ عِ نْدَ مُ نْتَهَ ى طَ رْفِ هِ قَالَ فَرَكِ بْتُهُ حَ تَّى أَتَيْتُ بَيْتَ ملْ َقْدِسِ<br />
قَالَ فَرَبَطْ تُهُ بِاحلْ َلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ ا الْ أَنْبِيَاءُ قَالَ ثُمَّ دَخَ لْتُ ملْ َسْ جِ دَ فَصَ لَّيْتُ فِ يهِ رَكْ عَتَنيْ ِ...<br />
ثُمَّ عَ رَجَ بِنَا إِىلَ السَّ مَاءِ..( )33( . وقد ذكره النووي يف رشح مسلم: « أما بيت املقدس، ففيه
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
لغتان مشهورتان غاية الشهرة: إحداهما بفتح امليم وإسكان القاف وكرس الدال املخففة<br />
)املَقدس( والثانية: بضم امليم وفتح القاف والدال املشددة )ملُ ُقدَّس(. وقال الواحدي )علي<br />
بن أحمد النيسابوري ت 468ه(: أما مَ ن شدد فمعناه املُطَ هرّر؛ وأما من خففه فقال أبو علي<br />
الفارسي )ت 377ه(: ل يخلو، إما أن يكون مصدرا، أو مكانا؛ فاإن كان مصدرا كان كقوله<br />
تعاىل {إليه مرجعكم}يونس: 4 ونحوه من املصادر؛ وإن كان مكانا، فمعناه بيت املكان<br />
الذي جُ عل فيه الطهارة، أو مكان بيت الطهارة، وتطهريه تعني: إخلءه من الأصنام وإبعاده<br />
عنها. وقال الزجاج )أبو إسحاق ت 311ه(: »البيت املقدس املُطهر. وبيت املقدس املكان<br />
)34(<br />
الذي يُطهَّر فيه من الذنوب«<br />
ومل تُذكر مبارشة يف القرآن الكرمي، إمنا وردت باأسماء أخرى منها: املسجد الأقصى<br />
كقوله تعاىل {سُ بْحَ انَ الَّذِي أَرسْ َى بِعَبْدِهِ لَيْلً مِّ نَ ملْ َسْ جِ دِ حلْ َرَامِ إِىلَ ملْ َسْ جِ دِ الأَقْصَ ى}<br />
الإرساء: 1. ويف احلديث الرشيف ورد بيتَ املقدسِ رصاحةً باللفظ نفسه، ومن ذلك قوله<br />
صلى اهلل عليه وسلم « إنَّ مَ كَّةَ بلدٌ عظَّ مه اهللُ وعظَّ مَ حرمته، وحفََّها بامللئكةِ قبلَ أن يخلقَ<br />
شيئا من الأرض يَومَ ئذٍ كُ لها باألفِ عام، ووصَ لَها باملَدينةِ، ووصلَ املدينةَ ببيتِ املقدس «<br />
)35( ، ويف احلديث املشهور: « ل تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرين، على احلقِ لعدوهم قاهرين ل<br />
يرضهم من خالهم حتى ياأتيَهم أمرُ اهللِ عن وجل، وهم كذلك: قالوا يا رسول اهلل: وأين هم؟<br />
قال: ببيت املقدس وأكناف بيت املقدس )36( ، ويف غريه، قوله صلى اهلل عليه وسلم « أهل<br />
بيت املقدس جريان اهلل عز وجل، وحق على اهلل أن ل يعذب جريانه« )37( .<br />
ورُوي عن علي بن أبي طالب أنه قال: سمعت رسول اهلل يقول: »سيد البقاع بيت<br />
املقدس، وسيد الصخور، صخرة بيت املقدس؛ لأنها من صخور اجلنة “، فسلً عن رواية<br />
عمر بن اخلطاب “أن احلرم حمرم يف السموات السبع مبقداره يف الأرض، وأن بيت املقدس<br />
مقدرّس يف السموات السبع مبقداره يف الأرض« )38( .<br />
ويف اللسان ورد ذكرها يف أجزاء خمتلفة منه، وحتت بنى لغوية، تدلل على أسمائها،<br />
أو أسماء جبالها، أو أسماء الأمم التي سكنتها، أو لتظهر معنى لغويا معينا يستشهد به، ومن<br />
هذه االألفاظ التي ذُكر اللفظ يف اأبنيتها اللغوية:<br />
اأزْل: الأزْل تعني الضيق والشدة، ومن معانيها أيضا: احلبس، وشدة الزمان، فقد<br />
ورد عن عليرّ كرم اهلل وجه أنَّه قال« إل بعد أزْل وبل«: و قال الكميت )ابن زيد الأسدي<br />
ت126ه(:<br />
راأيتُ الكِرام به واثقين<br />
اأن ال يُعيموا، وال يُوؤزلوا<br />
315
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
أي أصبح القوم آزلني يف شدة )39( . ويف هذا املعنى ورد لفظ بيت املقدس؛ ليدلل به<br />
على حال الناس فيه، فجاء فيه « الأزل: الشِ دَّة والضيق، كاأنه أراد من شدرّة ياأسكم وقنوطكم.<br />
ويف حديث الدجال: أنَّه يَحْ رسُ الناسَ يف بيت املَقْدِس فيوؤزلُون أزل، أي يقحطون ويضيق<br />
)40(<br />
عليهم ».<br />
اأال: انظر اللسان مادة )أل(، ورقم )2 ) أعله، اسم أيلياء.<br />
316<br />
<br />
<br />
اأور: انظر رقم )1( أعله، اسم أور سامل، مادة )أور(، ج 1، ص ، 191 ومادة )شلم(،<br />
ج8، ص 125<br />
) اسم<br />
<br />
<br />
<br />
اأيل: وردت مبعنى بيت املقدس « وإيلياء مدينة بيت املقدس « أنظر رقم )2<br />
)ايليا(، ومادة )أيل( ج1، ص 212<br />
اإيلياء: انظر رقم )2( اسم إيليرّاء، مادة )أل( ج1، ص 141- 144 .<br />
بذر: وهو أول ما يخرج من الزرع والبقل والنبات، ومنه بذَّرَ ماله، والبذير من<br />
الناس من ل يستطيع أن ميسك رسه. ويف اللسان أورد اللفظة شاهدا على الفعل مضعف<br />
العني: وبذَّرَ اسم موضع، وقيل: ماء معروف، قال كثري عزة )كثري بن عبد الرحمن بن الأسود<br />
ت 107ه(:<br />
سقى اهلل اأَمواها عَرَفْتُ مكانها<br />
جُ ربا وَمَلكوما وبَذَّرَ والغَمْرا<br />
وهذه كلها آبار مبكة؛ وقال ابن بري )ت 731ه(: هذه كُ لُها أسماءُ مياه بدليل إبدالها<br />
من قوله أمواها، ودعا بالسقيا للأمواه، وهو يريد أهلها النازلني بها اتساعا وجمازا. ومل<br />
يجيء من الأسماء على )فَعَّلَ ) إلأَّ بذَّرَ، وعرثَّ اسم موضع، وخضَّ مُ اسم العنرب بن متيم، وشلَّمُ<br />
)41(<br />
اسم بيت املقدس، وهو عرباين«<br />
بقم: البُقامة:<br />
عن الفراء<br />
وهي الصوفة يغزل لُّبَّها ويبقى سائرها. ويف التهذيب: روى سلمة<br />
)أبو زكريا يحيى بن زياد ت 207ه( البُقامة ما تطاير من قوس الندَّاف من الصوف.<br />
وهو أيضا: شجر يصبغ به، وهو دخيل معرب، وقد ورد اسم بيت املقدس يف هذا الباب<br />
كشاهد على الفعل املضعف العني، فورد يف اللسان على لسان اجلوهري )إسماعيل بن<br />
حمَّاد ت 396ه( قوله: قلت لأبي علي الفَسَ ويرّ )ت 377ه( أعربي هو؟ فقال: مُ عرب، قال:<br />
وليس يف كلمهم اسم على )فَعَّلَ ) إلَّ خمسة: خضم بن عمرو بن متيم وبالفعل سُ مي، وبَقَّم<br />
لهذا الصبغ، وشَ لَّم موضع الشام، وقيل هو بيت املقدس، وهما أعجميان )42( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
بيت: وله معان كثرية منها بيت الرجل داره، وبيته قرصه، ومنه قول جربيل، عليه<br />
السلم، برسِّ خديجة ببيت من قصب؛ أراد برشها بقرص من لوؤلوؤة جمُ وفة، أو بقرص من<br />
)43(<br />
زمردة<br />
317<br />
<br />
<br />
<br />
ومن معاين كلمة بيت كما جاء يف اللسان، بيوت اهلل »وقد أورده صاحب اللسان كشاهد<br />
على بيوت اهلل، وقد جاء يف قوله تعاىل: {يف بُيوتٍ أذنَ اهللُ أنْ ترفعَ ويُذكرَ فيها اسمه}<br />
النور: 36. وقصد به أيضا البيت اهلل احلرام. وقد سمى اهلل الكعبة: البيت احلرام. وقال ابن<br />
سيدة )ت 458ه(: وبيت اهلل تعاىل الكعبة، {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُ ضِ عَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُ بَارَكً ا<br />
وَهُ دًى لِّلْعَاملَ ِنيَ} آل عمران: 96، وقال الزجاج: أراد املساجد، قال: وقال احلسن يعني به<br />
)44(<br />
بيت املقدس، قال أبو احلسن، وجمعه تفخيما وتعظيما.<br />
بيت املكياش: وهي من أسماء بيت املقدس، وتعني الهيكل املزعوم، وتلفظ<br />
بالعربية )همقداش( أي بيت املقدس، أو )هخال( وتعني البيت الكبري يف بعض اللغات<br />
السامية كالأكادية، والكنعانية. )45( . ومل يذكر صاحب اللسان لها أسل، ومل يرد لها معنى<br />
غري قوله « ذكر ابن خالويه )أبو عبد اهلل احلسني بن أحمد ت 370ه( عدة أسماء لبيت<br />
املقدس، منها: شلَّمُ، وشَ لم، وشَ لِم، وأوري شَ لِم، وأنشد بيت ألأعشى:<br />
وقد طُفتُ للمال اآفاقه<br />
عُمان فحمص فاأوري شَ لَم<br />
ويقال أيضا: إيلياء، وبيت املقدس، وبيت املكياش، ودار الرضب، وصلمون )46( . ورمبا<br />
أراد صاحب اللسان بذلك أن معناها مرتبطٌ ب« أكياش: وتعني جُ برّة أسناد، وثوب أفواف،<br />
قال: الأكياش من برود اليمن.. )47( .<br />
التني: هو الذي يوؤكل، ويف املحكم: »والتني شجر البَلَس، وقيل هو البَلَس نفسه،<br />
واحدته )تينة( ؛ قال أبو حنيفة )ت 150ه(: أجناسه كثرية: برية، وريفية، وسهلية، وجبلية،<br />
وهو كثري باأرض العرب«. ويكمل قوله: « وقوله عزَّ وجَّ ل {التنيِ والزيتونِ { التني: 1؛ قيل:<br />
التني دمشق، والزيتون بيت املقدس »؛ وقال الفراء: التني والزيتون جبلن يف بلد الشام،<br />
أحدهما: الذي كلم اهلل تعاىل عنده موسى عليه السلم، وقيل الزيتون جبل بالساأم. وقال<br />
عبد اهلل ابن عباس )ت 68ه(: هوتينكم هذا وزيتونكم هذا. ويقال للشجرة نفسها ولثمرتها:<br />
زيتونة، واجلمع: الزيتون، وللدهن الذي يستخرج منه: زيت. وقال أبو حنيفة: الزيتون من<br />
العِ ضاه )48( .<br />
ومما يوؤكد أن التني والزيتون جبلن يف الساأم، جبل الزيتون املطل على مدينة القدس<br />
وهو من جبالها املعروفة عرب التاريخ. يرتفع عن سطح البحر )826م(، ويقع رشقي البلدة
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
)49(<br />
املقدسة.ويسمى جبل الطور أيضا، ويعتقد أن املسيح قد صعد إىل السماء منه.<br />
وفلسطني تشتهر بالزيتون، وهو شجر يعرفه أهلها حسب ما جاء يف اللسان: قال<br />
الأصمعي )ت 216ه(: حدثني عبد امللك بن صالح بن علي، قال: تبقى الزيتونة ثلثة آلف<br />
سنة. ويكمل قوله: »وكل زيتونة بفلسطني من غرس أمم قبل الروم، يقال لهم اليونانيون «<br />
)50(<br />
جلل: ومن معانيها العظيم، يقال اهلل اجلليل سبحانه ذو اجللل والإكرام، وجلَّ<br />
جلله، وجلل اهلل: عظمته، يقول لبيد بن ربيعة ت )41 ه(:<br />
غَريَ اأن ال تَكْذِبنْها يف التقى<br />
واأجزِها بالبرب هلل االأجل<br />
يعني الأعظم. واجلليل من صفات اهلل تقدس اسمه.<br />
318<br />
<br />
<br />
والشاهد كما ورد يف اللسان عن بيت املقدس، هو استخدام لفظة )املَجَ لة( كاأحد<br />
مشتاق )جلل( واملَجَ لَّة صحيفة يكتب فيها. وعن ابن سيده يقول صاحب اللسان: واملجلة<br />
الصحيفة فيها احلكمة؛ كذلك روى بيت النابغة )الذبياين ت 18 ق.ه( باجليم:<br />
جمَ َلَّتُهم ذات االإله، ودينهم<br />
قومي فما يرجون غري العواقب<br />
يريد الصحيفة لأنهم كانوا نصارى، فعنى الإجنيل، ومن روى حمَ َ لَّتهم أراد الأرض<br />
املقدسة وناحية الشام وبيت املقدس، وهناك كانوا بنو جفنة؛ وقال اجلوهري )ت 396ه(:<br />
معناه أنهم يحُ جُّ ون فيحلون مواضع مقدسة. )51( . وجفنة: اسم قرية تقع إىل الشمال من رام<br />
اهلل، بالقرب من )بري زيت(، سكنها بنو جفنة قدميا، وسميت على اسمهم، ومعظم سكانها<br />
من املسيحيني.<br />
حجج: وهو القصد، قال تعاىل {وهلل على الناس حجُّ البيت من استطاع إليه<br />
سبيل} آل عمران: 97. ويقال حجَّ إلينا فلن، أي قَدِم، قال املخبل السعدي )ت 11ه(:<br />
واأشهدُ من عوف حلوال كثرية<br />
يَحُ جُّ ون سِ بَّ الزبرقان املُزعفرا<br />
ومن معانيه كما ورد يف اللسان الذهاب، وهو الشاهد على ذكر بيت املقدس يف هذا<br />
الباب، وقال سيبويه )ت 180ه( حجَّ ه يَحُ جُّ ه حِ جرّ ا، كما قالوا: ذكره ذكرا. وقوله: أنشد ثعلب<br />
)ت291ه(:<br />
يوم ترى مُرضعة خَ لوجا<br />
وكل اأنثى حملت خلوجا
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وكل صاح ثمال موؤوجا<br />
ويستخفُّ احلرمَ املحجوجا<br />
فرسه فقال: يستخف الناس الذهاب إىل هذه املدينة؛ لأنَّ الأرض دُحيت من مكة،<br />
)52(<br />
فيقول: يذهب الناس إليها لأن يحرشوا منها، ويقال: إمنَّ ا يذهبون إىل بيت املقدس.<br />
خَ مْر: ومن الشواهد على مسميات بيت املقدس لفظة )خَ مْر(، وتعني ما خالطه<br />
الداء، وتعني أيضا ما أسكر من عصري العنب لأنَّها خامرت العقل، والتخمري: تغطية الوجهة.<br />
والعرب تسمي العنب خمراً، وهي حسب ما رواه عن أبي حنيفة لغة ميانية، وقال يف قوله<br />
تعاىل {إِينِّ أَرَينِ أَعْ رسِ ُ خَ مْرًا} يوسف: 36 إنَّ اخلمر هو العنب، وأراه سماها باسم ما<br />
يف الإمكان أن توؤول إليه، فكاأنَّه قال: إينرّ أرينِّ أعرص عنباً، قال الراعي النمري )عبيد بن<br />
حصني ت97ه(:<br />
يُنازِعُنِي بها نُدمان صِ دقٍ<br />
شِ واءَ الطَّ ري والعنب احلَقِينا<br />
)53(<br />
يريد اخلمر<br />
319<br />
<br />
<br />
وهذا اللفظ حسب ما جاء يف اللسان اسم جبل بيت املقدس، ورد بتحريك الضم<br />
)واخلَمَرُ(، وهو الشاهد يف هذا اللفظ؛ ويعني ما واراك من الشجر واجلبال ونحوها، يقال<br />
توارى الصيدُ عني يف خمر الوادي، وخمره ما واراه يف جَ رفٍ ، أو حبل من حبال الرمل، أو<br />
غريه، ومنه قولهم: دخل فلن يف خُ مار الناس، أي فيما يواريه، ويسرته منهم. ويف حديث<br />
سهيل بن حنيف الأنصاري )ت 38ه(: انطلقت أنا وفلن نلتمس اخلمر، وهو بالتحريك:<br />
كل ما سرتك من شجرة، أو بناء، أو غريه؛ ومنه حديث أبي قتادة الأنصاري السلمي )ت<br />
40ه( )54( فابغنا مكاناً خمراً، أي ساتراً بتكاثف شجره، ومنه حديث الدجال: حتى تنتهوا<br />
إىل جبل اخلَمَرِ؛ قال ابن الأثري: هكذا يروى يعني الشجر امللتف، وفرس يف احلديث أنَّه جبلُ<br />
بيتِ املقدسِ لكرثة شجره، ومنه حديث سلمان: أنَّه كتب إىل أبي الدرداء: يا أخي، إن بَعُدت<br />
الدار من الدار فاإنَّ الروح من الروح قريب، وطري السماء على أرفه خمر الأرض، يقع الأرفه<br />
الأخصب، يريد أنَّ وطنَّه أرفق به وأرفه له، فل يفارقه، وكان أبو الدرداء كتب إليه يدعوه<br />
)55(<br />
إىل الأرض املقدسة<br />
شربق:الشربق يعني الثوب املمزق، ومن مشتقاته: مُ شربق،وشرباق، وشُ بارق،وشباريق،<br />
وقد شربقه وشرباقا، وعن كراع )أبو احلسن علي بن احلسن بن احلسني الهُ نَائِي الدوسي، ت<br />
316ه(، كما يروي صاحب اللسان: مزَّقه، قال امروؤ القيس )ت 540 م، 85ق.ه(:<br />
فاأدركنه ياأخذن بالشسّ اق والنَّسا<br />
كما شربق الوِلدْانُ ثوب املقَدَّس
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
واملقدس كما عناه الشاعر: هو الراهب ينزل من صومعته إىل بيت املقدس فيمزق<br />
)56(<br />
الصبيان ثيابه تربكا به.<br />
شلم: انظر )أور سامل( وبيت املكياش.<br />
320<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
صبح: الصُّ بح أول النهار، أصبح القوم، أي دخلوا يف الصباح، ومنه أيضا الإصباح،<br />
واملصباح وهو الرساج: وهو قُ رطُ ه الذي تراه يف القنديل وغريه، والقراط لغة من لغات<br />
العرب.<br />
ويقال املِصبح: املِرسجة، واستصبح به: استرسج، ويف احلديث: فاأصبحي رسِ جك أي<br />
أصلحيها. ويف حديث يحيى بن زكريا عليهما السلم )57( : كان يَخدُم بيت املقدس نهارا<br />
ويصبح فيه ليل ن أيرّ يرسج الرساج. )58( .<br />
صخر: وهي احلجر العظيم الصلب، وقوله عز وجل {وَإ ِن كَ انَ مِ ثْقَالَ حَ بَّةٍ مِّ نْ<br />
خَ رْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَ ا وَكَ فَى بِنَا حَ اسِ بِنيَ} الأنبياء: 47 قال الزجاج: قيل يف صخرة أي الصخرة<br />
التي حتت الأرض، فاهلل عز وجل لطيف باستخراجها، خبري مبكانها. ويف احلديث: الصخرة<br />
)60(<br />
من اجلنة )59( ، والصَّ خَ رَة: كالصَّ خْ رة، واجلمع )صَ خْ رٌ، وصَ خَ ر وصخور(<br />
ويف القدس اليوم قبة الصخرة املرشفة، وهي مكان باتت تعرف به القدس، وهي<br />
الرمز املعتمد لكثري من املوؤسسات الوطنية الفلسطينية، فقبة الصخرة أصبحت رمزا ليس<br />
للقدس فقط، بل لعدالة القضية الفلسطينية، ويصنع لها املسلمون جمسمات للتعبري عن<br />
متسكهم بها، ولبعدها الروحي يف وجدانهم.<br />
صها: )صهيون(، و صها صهوة كل شيء أعله، ومنه جاه معنى جبل صهيون،<br />
املكان املرتفع، « وصهيون: هي الروم، وقيل هي بيت املقدس، وانشد الشاعر )61( :<br />
واإن اأجْ لَبَتْ صِ هْيونُ يوما عليكما<br />
فاإنَّ رحى احلرب الدلوك رَحاكما<br />
)62(<br />
وأراد الشاعر أهل صهيون، أي إن أجلبت الروم، واجتمعت فاأنتم لها<br />
فلسط، وفلسطني: وردت يف اللسان باللفظني معا، وتلفظ أيضا: فِ لَسْ طُ ون. تقول:<br />
مررنا بفلسطني، وهذه فلسطون. وتنسب حسب قول أبي منصور )الثعالبي ت 429ه(: «<br />
)63(<br />
وإذا نسبوا إىل فلسطني، قالوا فلسطي؛ قال الشاعر: تقله فلسطيا إذا ذُقتَ طعمه،<br />
وقال ابن هرمة )إبراهيم بن علي بن سَ لَمة بن عامر ت 176ه(:<br />
كاأس فِلَسطِ يَّةٌ معتَّقةٌ<br />
شُ جَّ ت مباءٍ من مُزنة السبل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وهي اسم موضع، اسمه كورة بالشام. وحسب قول ابن الأثري )ت 639ه(: فلسطني<br />
بكرس الفاء وفتح اللم، الكورة املعروفة فيما بني الأردن وديار مرص، وأم بلدها بيت<br />
)65(<br />
املقدس، صانها اهلل تعاىل )64( . ويف التهذيب كما يروي صاحب اللسان: نونها زائدة<br />
وفلسطني كما ذكرها صاحب اللسان نقل عن اجلوهري يف ترجمة )طني(، قال ابن<br />
بري )ت 566ه(: حقها أن تذكر يف فصل الفاء من باب الطاء لقولهم فلسطون. وهذا القول<br />
ينطبق على لفظ فلسطني. )66( . وقد ورد لفظ فلسطني يف أكرث من خمس عرش مادة يف<br />
اللسان، منها: )ابن، و جند، و ربع، و وصفن، و فلسط، و فلسطن، وفلسطني، و وقدس، وقنرس،<br />
ولدد، و مرص، و نصب، و ي، و يرب، و ينب(<br />
قرب: القرب نقيض البعد، واستدل على هذا املعنى باآيات قرآنية عدة منها:<br />
{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُ وا فَلَ فَوْتَ وَأُخِ ذُوا مِ ن مَّ كَانٍ قَرِيبٍ { سباأ: 51، أي اخذوا من حتت<br />
أقدامهم؛ وقوله تعاىل أيضا {وَمَ ا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّ اعَ ةَ قَرِيبٌ { الشورى: 17 أما شاهده على<br />
دللة املعنى على بيت املقدس فهو قوله تعاىل {وَاسْ تَمِ عْ يَوْمَ يُنَادِ ملْ ُنَادِ مِ ن مَّ كَانٍ قَرِيبٍ {<br />
ق: 41 أي ينادي باحلرش من مكان قريب، وهي الصخرة التي يف بيت املقدس، ويقال إنَّها<br />
يف وسط الأرض؛ قال سيبويه: إنَّ قربك زيداً، ول تقل إنَّ بعدك زيداً؛ لأن القرب اشد متكُّنا<br />
)67(<br />
يف الظرف من البعد<br />
القرا: وسط الظهر، والقرو: من الأرض الذي ل يكاد يقطعه شي. ومن معانيها أيضا<br />
القرية، وهو ما قصده صاحب اللسان يف معاين بيت املقدس وشاهده بذلك قوله تعاىل<br />
{وَجَ عَلْنَا بَيْنَهُ مْ وَبَنيْ َ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْ نَا فِ يهَ ا قُ رًى ظَ اهِ رَةً} سباأ: 18 وهو مستند بذلك<br />
إىل تفسري الزجاج الذي قال: القرى املبارك فيها بيت املقدس، وقيل الشام، وكان بني سباأ<br />
و الشام قرى متصلة فكانوا ل يحتاجون من وادي سباأٍ إىل الشام إىل زاد، وهذا عطف على<br />
قوله تعاىل {لَقَدْ كَ انَ لِسَ بَاإٍ يفِ مَ سْ كَنِهِ مْ آيَةٌ جَ نَّتَانِ عَ ن ميَ ِنيٍ وَشِ مَالٍ كُ لُوا مِ ن رِّزْقِ رَبِّكُ مْ<br />
وَاشْ كُ رُوا لَهُ} سباأ: )68( 15 .<br />
كرب: ومنها الكبري صفة اهلل تعاىل: العظيم اجلليل، وأيضا املتكرب الذي تكربَّ على<br />
ظلم عباده. ومن معاين اللفظ لستكبار وشاهده بذلك قوله تعاىل {إِنَّهُ مْ كَ انُوا إِذَا قِ يلَ لَهُ مْ<br />
لَ إِلَهَ إِلَّ هللَّ ُ يَسْ تَكْربِ ُونَ { الصافات: 35 وهو الكِ رب الذي عناه الرسول الكرمي صلى اهلل عليه<br />
وسلم بقوله« إنَّ من كان يف قلبه مثقال ذرة من كِ رب مل يدخل اجلنة« )69( .<br />
ومن معانيها عظمة الشيء وشدته وغلظه، وهو ما عناه صاحب اللسان ليدلل على<br />
ذكر بيت املقدس يف هذا الباب، والشاهد يف ذلك قوله تعاىل {وَإِن كَ انَتْ لَكَبِريَةً إِلَّ عَ لَى<br />
الَّذِينَ هَ دَى هللرّ ُ} البقرة: 143 وعنى هنا إنَّ اترّباع قبلة بيت املقدس إل فعلة كبرية، واملعنى<br />
)70(<br />
أنها كبرية على غري املخلصني، وأما من أن أخلص فليست بكبرية عليه.<br />
321
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
<br />
<br />
<br />
هجد: هجد يهجد هُ جودا، وأهجد: نام، ويقال: هجد القوم هُ جُ ودا: ناموا، والهاجد:<br />
النائم، واملصلي بالليل، وشاهده قول مرة بن شيبان )ت 89 ق.ه(:<br />
اأال هَلَكَ امروؤٌ قامت عليه<br />
بجنب عُنَيْزَة البَقَرُ الهُجُ ودُ<br />
وقال احلطيئة )جرول بن مالك ت45ه(:<br />
فحياكِ ود ما هداك لفتية<br />
وخُ وص باأعلى ذي طُوالة هُجَّ د<br />
ويقال للعابد مُ تَحَ نِّثٌ لإلقائه احلنث عن نفسه، ويف ارتباط هذه اللفظة ببيت املقدس<br />
حديث يحيى بن زكريا عليهما السلم: فنظر إىل متهجدي بيت املقدس، أي املصلني بالليل،<br />
)71(<br />
وهو هنا يقصد صفة املصلني املتهجدين يف بيت املقدس.<br />
وزغ: الوَزَغ: دويرّبة الأرض، وتعني أيضا: سوامُّ ابرص، واجلمع: وَزَغٌ ، وأوزاغ، و<br />
وُ زغان، وشاهده يف ذلك قول ابن الأعرابي )أبو عبد اهلل حممد بن زياد ت 231ه(:<br />
فلما جتاذبنا تفرقع ظهره كما<br />
تنقض الوزغان زُرقا ً عيونها<br />
ويف احلديث: أنَّه أمر بقتل الأوزاغ، ويف حديث عائشة رضي اهلل عنها: ملا احرتق بيت<br />
املقدس كانت الأوزاغ تنفخه )72( . وهذا احلديث أورده صاحب اللسان ليدلل به على حريق<br />
)73(<br />
بيت املقدس<br />
ويل: ومنه اويل: اسم من أسماء اهلل احلسنى، وهو النارص، وقيل املتويل لأمور العامل.<br />
ومن معانيه أيضا الولية: أي النرصة. ومنه الولية: الإمارة، والوايل: هو مالك الأشياء جميعها<br />
املترصف بها. ومنه املوىل: وهو الويل يف الدين، وشاهده قوله تعاىل {ذلك باأنَّ اهلل موىل<br />
الذين امنوا} حممد: 11. واملوايل ورثة الرجال، وأبناء العم، وغري ذلك.<br />
واملعنى الذي أورده صاحب اللسان لدللة على بيت املقدس، هو الإقبال والعدول<br />
أو لنرصاف والنحول، فتولية الإقبال قوله تعاىل {فَوَلِّ وَجْ هَ كَ شَ طْ رَ ملْ َسْ جِ دِ حلْ َرَامِ {<br />
البقرة: 144 أي وجه وجهك نحوه وتلقاه. وأما لنرصاف فهو التحول، كقول ذي الرمة )ت<br />
117ه(:<br />
اإذا حوَّل الظَّ لُ العشي راأيته<br />
حنيفا ويف قرن الضحى يتنرصُ<br />
ويف ذات املعنى ورد قوله تعاىل: {سَ يَقُولُ السُّ فَهَ اء مِ نَ النَّاسِ مَ ا وَلَّهُ مْ عَ ن قِ بْلَتِهِ مُ<br />
الَّتِي كَ انُواْ عَ لَيْهَ ا} البقرة: 142 أراد قول اليهود ما عدلهم، يعني قبلة بيت املقدس، وبيت<br />
املقدس عند املسلمني القبلة الأوىل، أوىل القبلتني وثالث احلرمني الرشيفني )74( .<br />
322
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
♦قدس: وقد ورد لفظ )قدس( حتت مسمى بيت املقدس، ولكن آثر الباحث على إفراد<br />
اسم مستقل لها لشهرتها اليوم يف أنحاء املعمور، فما من شخص يعيش على هذه الأرض<br />
إلرّ ويعرف مدينة القدس، فهي مهمة عند جميع أصحاب الديانات السماوية، وقد افرد لها<br />
صاحب اللسان اإضافة لذكرها حتت مسمى بيت املقدس، عدة مسميات وردت حتت<br />
مواد خمتلفة، ومنها:<br />
323<br />
♦<br />
<br />
<br />
<br />
حظر: ومن معانيه احلَظَ رُ وهو خلف الإباحة، واملحظور املحرم، وحظر الشيء<br />
يحظره، أي مينعه. واحلظر أيضا احلظريةَ، وهي جرين التمر، ومنه احلظريةُ، ما أحاط<br />
بالشيء، وهي مصنوعة من القصب واخلشب، وروي عن الرسول الكرمي صلى اهلل عليه وسلم<br />
»ل حمى يف الآراك « )75( أراد الأرض التي فيها الزرع املحاط عليها كاحلظرية. وقال املرَّار<br />
بن منقذ العدوي:<br />
فاإنَّ لنا حظائرَ ناعمات<br />
عطاء اهللِ رب العاملينا<br />
أراد النخل. وهي يف الأصل املوضع الذي يحاط عليه لتاأوي إليه الغنم والإبل؛ ليقيها<br />
الربد والريح. ومن معاين )احلَظِ ر( الشوك والشجر. ومنه الرطب. و مبعنى احلظرية واملنع<br />
جاء املعنى ليدلل على القدس، فهي أي حظرية القدس: اجلنة )76( . ويدلل على املعنيني:<br />
احلظرية واملنع قوله صلى اهلل عليه وسلم »ل يلج حظرية القدس مُ دمِ نُ خَ مرٍ، ويف رواية<br />
أخرى ل يلج حائط القدس « )77( ؛ أي ل يرد حظرية القدس اجلنة )78( .<br />
رجحن: وذكرت القدس حتت هذا اللفظ كمكان للنساء املرجحات أي السمينات<br />
املتاأرجحات باملشي والسري، والتمايل على اجلانبني، ومنه قول علي كرم اهلل وجه « يف<br />
)79(<br />
حجرات القدس مُ رجحنِّني، أي من أرجحن الشيء من ثقله وحترك.<br />
قدس: وهي التقديس: تنزيه اهلل عز وجل، ويف التهذيب: القُدس تنزيه اهلل تعاىل،<br />
وهو املتَقَّدس القُدُّوس املُقَّدس. ويقال القدوس: فعول من القدس، وهو الطهارة، وكان<br />
سيبويه يقول: سَ بُّوح و قَدُّوس بفتح أولهما، ويف الكتاب وردت بالضم )80( . وقال اللحياين<br />
)ت 108ه(: املجمع عليه يف سُ بُّوح و قُ دُّوس الضم، قال وإن فتحتهما جاز، قال: ول أدري<br />
)81(<br />
كيف ذلك؛ ويف رأي ثعلب: كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأول، مثل سَ فُود، وكَ لُوب<br />
ومن معاين هذا اللفظ املكان املرتفع الذي يصلح للزراعة. وأما قَدَس فموضع بالشام<br />
من فتوح رشحبيل بن حسنة )ت 18ه(. ولفظ القُدُس )كما يلفظ اليوم( بضم الدال وسكونها<br />
اسم مصدر ومنه قيل للجنة: حظرية القُدس. هي أيضا الربكة، والأرض املقدسة؛ أي الشام،<br />
وبيت املقدس، وينسب إىل ساكنيه مقدسي قياسا على جمَ لسي، و مُ قَدَّسي كما ذهب سيبويه،
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
وهو يخفَّف ويثَّقل )82( ، قال امروؤ القيس:<br />
فاأدركنه ياأخذن بالساق والنسَّ ا<br />
كما شربق الوِلدانُ ثوب املُقدَّسي<br />
والهاء يف أدركنه ضمري يعود على الثور الوحشي، والنون ضمري الكلب، أي أدركت<br />
الكلب الثور فاأخذت بساقه ونساه وشربقت جلده كما شربق وِ لدان النصارى ثوب الراهب<br />
املقدسي نسبة إىل بيت املقدس؛ فقَطَّ عوا ثيابه تربكا بها. ويقال للراهب مُ قدَّس. وكما روى<br />
صاحب اللسان عن الفراء )ت 207ه( أنَّه قال: القدس هي الأرض املقدسة الطاهرة، وهي<br />
دمشق وفلسطني، وبعض الأردن ومبوضع آخر الأردن، ويقال: أرض مقدسة، أي مباركة،<br />
وهذا قول قتادة، وإليه ذهب ابن الأعرابي )ت 340ه( ؛ وقال احلجاج )ت95ه(:<br />
قد علم القُدُّوس، وموىل القُدْس<br />
اأنَّ اأبا العباس اأوىل نفس<br />
مبعدان املُلك القدمي الكِرْسِ<br />
أراد أنَّه أحق نفس باخللفة )83( .<br />
ولفظ القَدَس بالتحريك يعني السَّ طل بلغة أهل احلجاز لأنَّه يتطهر فيه؛ ومن هذا املعنى<br />
ورد معنى بيت املَقْدِس الذي يعني البيت املُطَ هَّر، أي املكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب.<br />
ويشتق منه )القُدُّوس( أي الطاهر وهي صفة هلل تعاىل كما جاء يف كتابه العزيز {ملْ َلِكُ<br />
الْقُدُّوسُ { احلرش: )84( 23 . ومن معاين اللفظ روح القدس )جربيل( عليه السلم، ويف احلديث<br />
الرشيف« أنَّ روح القدس بثَّ يف روعي« )85( ، يعني جربيل؛ لأنَّه خُ لق من طهارة، وقال عز<br />
وجل يف صفة عيسى عليه السلم {وَأ َيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ { البقرة: 87 يعني جربيل ومعناه<br />
روح الطهارة، وهذا املعنى ينطبق على الأرض املقدسة )بيت املقدس( كقول الشاعر:<br />
ال نوم حتى تهبطي اأرض العُدس<br />
وترضبي من خري ماء بِقُدس<br />
أراد الأرض املقدسة. ويف احلديث الرشيف « ل قُ دست أمة ل يُوؤخذ لضعيفها من قويها،<br />
ويف رواية شديدها« )86( ، أي ل طُ هرت. ومن مشتقات اللفظ: القادس ويعني البيت احلرام؛<br />
والسفينة العظيمة، وقيل هي صنف من املراكب، وقيل لوح من الواحها؛ يقول الهذيل )ت<br />
27ه(:<br />
حتَ َدرَ دمع العني منها فخلته<br />
كنظم قُداس سِ لكه متقطع<br />
324
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
فقد شبه حتَ دُر دمعه بنظم القداس. وقادس أيضا: اسم بلد بخرَسان؛ والقادسية: من<br />
بلد العرب، قيل إمنَّ ا سميت بذلك لأنَّها نزل بها قوم من أهل قادس من أهل خرسان، ويقال:<br />
إنرّ القادسية دعا لها إبراهيم عليه السلم بالقُدْس، وأنْ تكونَ حمَ َ لَّة احلاجِّ ، وقيل القادسية<br />
قرية بني الكوفة وعذيب. وقيل القُدْس اسم جبل بنجد، ومنه قول أبو ذوؤيب:<br />
فاإنَّك حقاً اأيَّ نظرة عاشقٍ<br />
نظرتَ وقُدْس دونها و وقري<br />
وقُ دْس أُوارة: جبل أيضا. وجبل قرب املدينة املنورة اسمه )قريس( )87( . ومنها القَدَّاس:<br />
وهي حصاة توضع يف املاء قدرا لري الإبل. ومنها القُدَاس: احلجر الذي يُنصب على مصب<br />
املاء )88( .<br />
من خلل ما سبق يتبني لنا أن أسماء مدينة القدس ودللتها يف لسان العرب كثرية،<br />
حاول الباحث أن يقف على معظمها، فلفظ بيت املقدس ذكرت يف أكرث من موضع حتت<br />
مواد كثرية، وهذا ينطبق على مادة فلسطني.<br />
كما أن ابن منظور يف ذكره لأسماء مدينة القدس كان يعتمد إىل ذكر أي لفظ وإن<br />
تكرر، وحتت أي باب، فبيتُ املقدس مثل، ذكرت حتت مواد كثرية، توحي إىل بيت املقدس،<br />
منها لفظ )القدس( وملنع التكرار افرد الباحث عنوانا خاصا لسم القدس، نظرا لورود لسم<br />
حتت أكرث من مادة، مل يشملها لفظ بيت املقدس، فقد جاء لفظ القدس يف مواضع منها:<br />
رجحن، و حظر؛ كما أورد له صاحب اللسان أكرث من مادة منها: القدس، وقدس، وقَدَس،<br />
كلها تدل على أسماءِ مواضعَ ، وجبالِ ، وأماكنَ .<br />
ومن امللحظ أيضا، أن اسم بيت املقدس هو أكرث الأسماء شهرة ملدينة القدس، فقد<br />
وردت كل الأسماء واملسميات ملدينة القدس حتت هذا لسم، وقد حاول الباحث تقسيم<br />
الأسماء حسب حجم ورودها حتت أسماء عدة؛ لشهرة هذه الأسماء يف الوقت احلايل،<br />
ولإظهار املسميات املختلفة لها.<br />
ومما يلحظ أيضا عدم ذكر اسم املسجد الأقصى يف اللسان؛ ليدلل على مدينة القدس،<br />
حتى وهو يستشهد باأية الإرساء واملعراج، فاكتفى بذكر {سُ بْحَ انَ الَّذِي أَرسْ َى بِعَبْدِهِ لَيْلً}<br />
الإرساء: 1 ليدلل على السري بالليل )89( ، كما أنَّه مل ياأتِ على ذكر املسجد الأقصى، وهو<br />
يتحدث عن املعراج باللفظ الرصيح، واملواد اللغوية التي ذكرت فيها، وهي )وكز، و برق،<br />
وعدل، و غمم(. وإن كان قد ذُكر رصاحة يف القرآن الكرمي واحلديث النبوي الرشيف. ومل<br />
ياأت على ذكر فتح بيت املقدس مبارشة.<br />
325
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
كما مل يذكر أسماء معروفة تاريخيا للقدس مثل )يبوس(. كما مل يذكر أسبابا وشواهد<br />
تدلل على مسميات ذكرها يف كتابه مثل: دار الرسَّ ب، وبيت املِكياش، وصلمون )90( .<br />
ومما زاد صعوبة هذا البحث أنه أعتمد على اجلمع من املعاجم التي اعتمدها دون<br />
حتقيق، فهو مل يخرِّج الأحاديث النبوية، ومل يتحقق من صحتها، فكان يكتفي بذكر احلديث<br />
دون إسناده، وأيضا كان يكتفي بذكر بيت الشعر دون ذكر صاحبه، أو اسمه كامل، أو<br />
عرصه، وكذلك فعل بالنسبة لرواة احلديث. وهذا شكل عبئا كبريا على الباحث؛ لأنَّه حاول<br />
ما أمكنه ذلك تخريج الأحاديث من مظانِّها، والتعريف باأسماء الأعلم الذين ورد ذكرهم<br />
بالبحث<br />
326
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اهلوامش:<br />
1أخرجه . 1 الإمام أبو داوود السجستاين )ت 275ه( يف سننه كتابه، ج1 ،كتاب السلة<br />
باب الرسج يف املساجد، رقم )457(، ص 125.<br />
. 2مصطفى الدباغ، بلدنا فلسطني، ج3، ص 13<br />
. 3املرجع نفسه؛ وينظر حممود العابدي، قدسنا، ص 9<br />
. 4حممد حسني حماسنة وآخرون، تاريخ مدينة، ص22<br />
. 5حماسنة وآخرون، ص 24؛ والدباغ، ج 3، ص 18، و68<br />
. 6الدباغ، ج3، ص 14<br />
. 7ياقوت احلموي، معجم البلدان، م5، ص 196، مادة )بيت املقدس(. ؛ وينظر الدباغ،ج3<br />
ص 18،19؛ وينظر حممد حماسنة وآخرون، ص 26.<br />
. 8فيليب حتي، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطني،، ج1، ص 10<br />
. 9ألربايت: أثار فلسطني، ص 61<br />
1010فيليب حتي، تاريخ سوريا، ج1، ص – 21 23 ؛ وانظر حسني حمادة، آثار فلسطني بني<br />
حرب الهيكل التوراتية اليهودية، ووثائق لستكشافات الأثرية العلمية، ص98؛ وينظر<br />
حممد حماسنة وآخرون، ص 31.<br />
1 حممد حماسنة وآخرون، ص 31<br />
1212فيليب حتي، تاريخ سوريا، ج1، ص 87- 237 ؛ وينظر، إبراهيم الرشيقي، أرض كنعان،<br />
ص 42 وما بعدها؛ وينظر، ابن الأثري )علي بن أبي الكرم(، الكامل يف التاريخ، ج1، ص<br />
81 وما بعدها؛ وينظر ظفر الإسلم خان، تاريخ فلسطني القدمي، ص24.<br />
1313العسقلين )احلافظ أحمد بن حجر ت 852ه( فتح الباري برشح صحيح البخاري، ج3 ،<br />
ص 64؛ وينظر، آمنة أبو حجر، موسوعة املدن والقرى الفلسطينية، ص 757- 758،<br />
1414حممد حسن رسرّب، بيت املقدس، املسجد الأقصى، ص 33 ؛ وينظر، مصطفى الدباغ،<br />
ج9، قسم 2، ص 22- 23،24؛ وينظر فيليب حتي تاريخ سوريا ولبنان وفلسطني،<br />
ج1،ص 89؛ وينظر، ظفر الإسلم خان، ص29.<br />
1515اللسان ج1، ص ، 191 مادة )أور(.<br />
1616اللسان مادة )أُور(، ج1، ص . 191<br />
. 2<br />
. 3<br />
. 4<br />
. 5<br />
. 6<br />
، 7<br />
. 8<br />
. 9<br />
327<br />
. 11
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
1717مل ينسب البيت إىل صاحبه، ولكن صاحب معجم البلدان نسبه لأبي زيد، ومنهم من<br />
نسبه لزهري، ينظر ياقوت احلموي، معجم البلدان، ج1، ص332.<br />
1818اللسان: مادة أُور، ج 1، ص191 .<br />
1919ابن اجلوزي، فضائل القدس، حتقيق جربائيل جبور،، ص 19، واللسان، ج1، ص191<br />
2020اللسان، مادة أور، ج1، ص 191؛ وينظر، سيبويه، ج 3، ص . 208<br />
2121اللسان: مادة أُور، ج 1، ص191؛ وينظر الأنس اجلليل، ج1، ص 353<br />
222 شهاب الدين أبو حممود بن متيم املقدسي. مثري الغرام إىل زيارة القدس والشام، ص<br />
242؛ وينظر الأنس اجلليل ج1، ص، 353،347 ؛ وينظر، ابن اجلوزي، فضائل القدس،<br />
ص 141؛ وينظر عبد الوهاب املسريي، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج4،<br />
ص 159.<br />
2323السيوطي، إحتاف الأخص بفضائل املسجد الأقصى، ص ، 93 وينظر مثري الغرام، ص<br />
242؛ وينظر ابن اجلوزي، ص 139؛ وينظر الأنس اجلليل، ج1، ص 347<br />
2424الهندي )ت 975ه( كنز العمال،، ج11، ص 606، رقم احلديث )32928 (. واللسان،<br />
ج1، ص 141<br />
2525معجم البلدان، ج5، ص ، 194 بيت املقدس.<br />
2626اللسان، ج1، ص 142- 143 ، مادة )أل(.<br />
2727حممد حسن رسرّب، بيت املقدس املسجد الأقصى، ص 34 ؛ وانظر الطربي، الرسل<br />
وامللوك ج3، حتقيق أبو الفضل إبراهيم، ص – 909 910.<br />
2828اللسان، ج1، ص 144 مادة )أل(.<br />
2929اللسان: ج1، ص ، 212 مادة )أيل(.<br />
3030اللسان: ج1، ص ، 212 مادة )أيل(.<br />
3131اللسان: ج2، ص 186مادة )بيت(..<br />
3232حممد احلافظ النقر، تاريخ بيت املقدس، ص . 11<br />
33 ؛ وينظر خمترص<br />
3 لتخريج احلديث ينظر صحيح البخاري، رقم احلديث )3887(، ص 808<br />
صحيح مسلم، كتاب الإميان، حديث رقم )76( برواية أنس، ص 26.«<br />
328
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
3434حممد حسن رسرّب ص 34- 35 .<br />
3535املقدسي، مثري الغرام إىل زيارة القدس والشام، ص 132 ؛ وينظر، ابن اجلوزي، فضائل<br />
القدس، ص – 72 .73<br />
3636صحيح مسلم، رشح النووي، ج13، ص 68؛ وينظر سنن الرتمذي، ح2، ص ، 239 رقم<br />
،1782 و 1783<br />
3737ابن اجلوزي، فضائل القدس، الباب التاسع، ص95، والباب التاسع عرش، ص 130 ؛<br />
وينظر طبقات ابن سعد، ج5، ص 395- 396.<br />
3838احلنبلي، الأنس اجلليل بتاريخ القدس واخلليل، ج1، ص 357 353، ؛ وينظر السيوطي،<br />
إحتاف الأخص، ص 132؛ وينظر ابن اجلوزي، ص 141.<br />
3939اللسان: مادة أزل، ج 1، ص 99- 100 .<br />
4040اللسان: مادة أزل، ج1، ص99- . 100<br />
4141اللسان: مادة بذر، ج 2، ص . 44<br />
4242اللسان مادة بقم، ج2،ص . 128<br />
4343اللسان مادة بيت، ج2، ص – 185 186 .<br />
444 اللسان: مادة بيت، ج2، ص ) 186<br />
4545عبد الوهاب املسريي، موسوعة اليهود، ج4،ص . 159<br />
4646اللسان: مادة شلم، ج8، ص . 126<br />
4747اللسان: مادة كيش، ج 13، ص 142- 143 .<br />
4848اللسان مادة تني، ج 2، ص 252؛ ومادة زيت، ج7، ص . 85<br />
4949حممد حسن رسرّب، بيت املقدس، ص . 43<br />
5050اللسان: مادة زيت، ج7، ص . 85<br />
5151اللسان، مادة )جلل/ ج3، . 184<br />
5252اللسان: مادة حجج، ج 4، ص . 37<br />
5353اللسان، مادة )خمر( ج5، ص . 152<br />
5454اختلف يف سنة وفاته ما بني 40ه، و54ه.<br />
329
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
55 اللسان، مادة )خمر( ج5، ص 153 ؛ وانظر ابن الأثري )جمد الدين أبي السعادات املبارك<br />
بن حممد اجلزري ت606ه( النهاية يف غريب احلديث، حتقيق حممود الطناحي وزميله،<br />
ج 2، ص 77.<br />
330<br />
5<br />
5656اللسان، مادة شربق، جز8، ص . 13<br />
5757اُختلف يف سنة وفاته ت 11 م، 28م، 30 م.<br />
5858اللسان: مادة )صبح(، ج 8، ص . 192<br />
5959اللسان، مادة )صخر( ج8، ص . 206<br />
6060اللسان مادة )صخر( ج 8، ص . 206<br />
6161البيت منسوب لأعشى قيس، الديوان ص . 155<br />
6262اللسان مادة )صها( ج8، ص 300؛ وينظر: معجم البلدان، 495- 3/ 496 .<br />
6363شطر البيت ماأخوذ من معلقة أعشى قيس وتتمته »على ربذاتِ النَّيرّ حمشٍ لثاتها«<br />
6464اللسان، مادة فلسط، ج11، ص . 218<br />
6565اللسان، مادة فلسط، ج11، ص . 218<br />
666 اللسان، مادة فلسط، ج11، ص . 218<br />
6767اللسان، مادة قرب ج12، ص ، 52 ولفظ )إنَّ قربك زيدا( مل نعرث عليه يف كتاب<br />
سيبويه.<br />
68 68 اللسان، مادة قرا، ج12، ص . 93<br />
6969خمترص صحيح مسلم، ]كتاب الإميان[، رقم احلديث )52(، ص . 20<br />
7070اللسان/ ج13، ص12 .<br />
71 71 اللسان، مادة )هجد(، ج15، ص . 22<br />
72 72 اللسان مادة )وزغ(، ج 15، ص 204 ؛ وينظر سنن ابن ماجة، حتقيق حممد فوؤاد عبد<br />
الباقي، جملد2، كتاب الصرب، الباب الثاين عرش، رقم احلديث )3231( ص 1076؛<br />
وينظر صحيح البخاري، ص 277، رقم احلديث )1831(.<br />
7373اللسان، مادة وزغ، ج15، ص204 .<br />
7474اللسان، مادة ويل، ج15،ص285 .
7<br />
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
7575اللسان، مادة حظر، ج4، ص 158؛ وينظر سنن أبي داود، حتقيق الألباين، ج2 ، كتاب<br />
اخلراج والإمارة والفيء ص 593،رقم )3066 أو 2635( ؛ وينظر سنن الرتمذي، حتقيق<br />
أحمد شاكر وآخرون، ج3، رقم )1385( ص 90<br />
7676اللسان، مادة حظر، ج4، ص 158<br />
77 اللسان، مادة حظر، ج4، ص 158 ؛ ولتخريج احلديث ينظر املنذري )زكي الدين(<br />
الرتغيب والرتهيب، حتقيق سعيد اللحام، ج3، رقم )3602( ص 202.<br />
7878اللسان، مادة حظر، ج4، ص 158<br />
7979اللسان، مادة رجحن، ج 6، ص103 .<br />
8080الكتاب، ج1، . 327<br />
8181اللسان، مادة قدس، ج12،ص 40<br />
8282الكتاب، ج . 335 ،3<br />
8383اللسان، مادة قدس، ج 12، ص . 40<br />
8484اللسان، مادة )قدس( ج12، ص . 40<br />
8585اللسان، مادة )قدس( ج12، ص . 40 ونص احلديث وتخريجه، ينظر ابن السبكي، طبقات<br />
الشافعية الكربى، ج 6، ص 303؛ وينظر تاج العروس للزبيدي، بريوت: دار صادر،<br />
1966، م4، ص 213.<br />
8686اللسان، مادة )قدس( ج12، ص 40. ونص احلديث وتخريجه، ينظر، سنن ابن ماجة،ج2 ،<br />
حتقيق الألباين، رقم احلديث )2426( ؛ وينظر املنذري، الرتغيب والرتهيب، ج2، رقم<br />
احلديث )2826(، ص 389.<br />
8787اللسان، مادة )قدس( ج12، ص . 40<br />
888 اللسان، مادة قدس، ج12، ص . 40<br />
8989اللسان، مادة رسى، ج 7، ص . 179<br />
9090اللسان، مادة شلم، ج 8،ص . 126<br />
331
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
املصادر واملراجع:<br />
.1إبراهيم 1 الرشيقي، أورشليم أرض كنعان، عمرّان: رشكة الرشق الأوسط للطباعة والنرش،<br />
.1985<br />
2ابن . 2 الأثري )علي بن أبي الكرم ت 639ه(، الكامل يف التاريخ، بريوت: دار صادر، ودار<br />
بريوت، 1965.<br />
3 ه(،<br />
. 3ابن الأثري )جمد الدين أبي السعادات املبارك بن حممد اجلزري ابن الأثري ت606<br />
النهاية يف غريب احلديث، حتقيق حممود الطناحي وزميله، بريوت: دار إحياء الرتاث<br />
العربي، والقاهرة: املكتبة الإسلمية، 1963.<br />
.4ابن 4 اجلوزي، )أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي احلسن علي بن حممد القرشي التيمي<br />
البكري ت 597ه(، فضائل القدس، حتقيق جربائيل جبور، بريوت: دار الآفاق اجلديدة،<br />
.1979<br />
. 5ابن السبكي، )تقي الدين علي بن عبد الكايف ت 756ه(، طبقات الشافعية الكربى، ط2<br />
حتقيق: حممود حممد الطناحي، وعبد الفتاح حممد احللو القاهرة: دار هجر، 1413ه.<br />
ونسخة دار املعرفة بريوت، )د.ت(<br />
. 6ابن سعد )حممد بن سعد ت 230ه(، طبقات ابن سعد، برلني وليدن: 1904<br />
7ابن . 7 ماجة )أبو عبد اهلل حممد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني ت 273ه(، سنن ابن<br />
ماجة، حتقيق حممد فوؤاد عبد الباقي، القاهرة: دار إحياء الرتاث العربي، 1975.<br />
.8ابن 8 منظور، )أبو الفضل جمال الدين ابن منظور حممد بن مكرم الأنصاري الرُرّوَيفعي<br />
الإفريقي ت 711ه(، لسان العرب، بريوت: دار صادر: 2000.<br />
9أبو . 9 داود السجستاين )ت275ه( سنن أبي داود، حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد،<br />
القاهرة: 1935. ونسخة، الرياض: مكتبة الرتبية العربي لدول اخلليج،، حتقيق الألباين،<br />
.1989<br />
1010أمنة أبو حجر، موسوعة املدن والقرى الفلسطينية، عمرّان: دار أسامة، . 2003<br />
111 ألربايت، أثار فلسطني، ترجمة زكي إسكندر وحممد عبد القادر، القاهرة: املجلس الأعلى<br />
للسوؤون الإسلمية، 1971.<br />
1212البخاري )حممد بن إسماعيل ت 256ه(، صحيح البخاري، حتقيق: طه عبد الروؤوف<br />
سعد، املنصورة: مكتبة الإميان، 2003.<br />
، 5<br />
. 6<br />
332
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
1313الرتمذي، )أبو عيسى حممد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي 279ه(<br />
سنن الرتمذي، حتقيق حممد نارص الألباين، الرياض: مكتب الرتبية العربي لدول اخلليج،<br />
1988. ونسخة بريوت: دار الفكر 1994، حتقيق أحمد شاكر.<br />
1414حسني حمادة، آثار فلسطني بني حرب الهيكل التوراتية اليهودية، ووثائق لستكشافات<br />
الأثرية العلمية، دمشق: دار قتيبة، 1983.<br />
1515احلنبلي )جمري الدين ت 927ه( الأنس اجلليل بتاريخ القدس واخلليل، حتقيق عدنان<br />
أبو تبانة، اخلليل: مكتبة دنديس 1999.<br />
1616الزبيدي، )مرتضى ت1205ه(، تاج العروس، بريوت: دار صادر، . 1966<br />
1717سيبويه )أبو برش عثمان بن قنرب ت 180ه(، الكتاب، حتقيق، عبد السلم هارون،<br />
بريوت: دار الكتب العلمية، 1988.<br />
1818السيوطي )جلل الدين ت 911ه( إحتاف الأخص بفضائل املسجد الأقصى؛ حتقيق<br />
أحمد رمضان أحمد. القاهرة: 1982.<br />
1919شهاب الدين أبو حممود بن متيم املقدسي، )ت 795 أو 765 ه( مثري الغرام إىل زيارة<br />
القدس والشام. حتقيق أحمد اخلطيبي. بريوت: دار اجليل، 1994.<br />
2020الطربي، )حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب ت923ه(، الرسل وامللوك، حتقيق<br />
أبو الفضل إبراهيم، القاهرة: دار املعارف، 1963<br />
2121ظفر الإسلم خان، تاريخ فلسطني القدمي، بريوت: دار النفائس، . 1972<br />
2 عبد الوهاب املسريي، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج4<br />
، 22 بريوت: دار<br />
الرشوق، 1999.<br />
2323العسقلين )احلافظ أحمد بن حجر ت 852ه( فتح الباري برشح صحيح البخاري تنظيم<br />
وفهرست حممد فوؤاد عبد الباقي، بريوت: دار املعرفة، 1959<br />
2424علء الدين املتقي الهندي )ت 975ه( كنز العمال، حتقيق الشيخ بكري حياين وزميله،<br />
بريوت: موؤسسة الرسالة، 1979<br />
2525فيليب حتي )ت 1399ه(، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطني، ترجمة جورج حداد وعبد<br />
الكرمي رافق، ج1، بريوت: دار الثقافة 1950<br />
2626حممد احلافظ النقر، تاريخ بيت املقدس، عمرّان: دار البشائر، ودار الرازي، . 2003<br />
2727حممد حسن رسرّب، بيت املقدس، املسجد الأقصى: املدينة النبوية )املنورة(: . 1994<br />
333
أسماء مدينة القدس ودالالتها في لسان العرب<br />
د.عبد الرؤوف خريوش<br />
<br />
<br />
2828حسني حماسنة وآخرون، تاريخ مدينة القدس، عمان: دار حنني،2002 .<br />
2929حممود العابدي، قدسنا، القاهرة: معهد البحوث والدراسات العربية، . 1972<br />
3030مسلم، )بن احلجاج النيسابوري ت261ه(، رشح النووي، القاهرة و بريوت: املطبعة<br />
املرصية ومكتبتها، 1930<br />
3131مصطفى الدباغ )ت 1989م(، بلدنا فلسطني، ط4، بريوت: دار الطليعة، . 1988<br />
3232املنذري )زكي الدين أبو حممد الدمشقي ت 656ه(، الرتغيب والرتهيب، حتقيق سعيد<br />
اللحام، بريوت، دار الفكر، 2000.<br />
خمترص صحيح مسلم، حتقيق حممد نارص الألباين، أسيوط: منشورات جلنة إحياء<br />
السنة، 1389ه<br />
3 ياقوت احلموي )ت622ه(، معجم البلدان، حتقيق، فريد عبد العزيز اجلندي، م5<br />
دار الكتب العلمية )د.ت( .<br />
، 33 بريوت:<br />
334
الثابت واملتغري يف السياسة اخلارجية<br />
األمريكية يف عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد حممد حسن نعريات<br />
أ. قصي أمحد حامد<br />
أستاذ مساعد في العلوم السياسية/ كلية االقتصاد والعلوم االدارية/ جامعة النجاح الوطنية.<br />
ماجستير تخطيط وتنمية سياسية/ منسق العالقات الخارجية/ دائرة العالقات العامة/ جامعة القدس المفتوحة/ رام اهلل.<br />
335
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
ملخص:<br />
حتتل دراسة السياسة الأمريكية يف حقبة الرئيس باراك أوباما أهمية عظمى لدى<br />
املنشغلني بالقضية الفلسطينية، وذلك لطبيعة اجلدل الدائر حول التغيري الذي رورّج له<br />
الرئيس الأمريكي يف حملته لنتخابية وخطاباته السياسية، والتي زعمت أن البوصلة<br />
تتجه نحو تغيري يف السياسة الأمريكية جتاه العامل العربي والقضية الفلسطينية على وجه<br />
اخلصوص. لذا أتت هذه الدراسة لتستكشف مدى التغيري الذي ميكن أن حتدثه إدارة أوباما،<br />
وطبيعة العقبات التي قد تقف أمامها، والعوامل الدافعة لإحداثه.<br />
وقد خرجت الدراسة بجملة من لستنتاجات أبرزها: أن التغيري يف السياسة الأمريكية<br />
جتاه القضية الفلسطينية سياأخذ منحى البحث يف اجلزئيات وليس الكليات، إذ سوف تركز<br />
على إدارة الرصاع بصورة مغايرة ملا كانت عليه يف عهد الرئيس جورج بوش، دون العمل<br />
على إيجاد حلول للرصاع. كما أنها ستعمل على إظهار رغبتها يف انتهاج سياسات حمايدة<br />
عرب البحث عن نقاط للضغط على إرسائيل، وعلى سبيل املثال لستيطان، إل أن ذلك ل<br />
يعني أنها جاهزة للضغط عليها يف القضايا اجلوهرية الأخرى.<br />
وأوصت الدراسة الإدارة الأمريكية بتقدمي روؤية متكاملة حلل الرصاع العربي<br />
الإرسائيلي يكفل إرجاع احلقوق الفلسطينية العادلة، والعمل على إيجاد الآليات والوسائل<br />
لتحويل هذه الروؤية إىل واقع ملموس.<br />
336
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
The study tackles the expected policy of President Barack Obama toward<br />
the Palestinian cause since he announced his desire to head his compass<br />
toward changing the U.S. policy toward the Arab world and the Palestinian<br />
issue particularly. Therefore, this study comes to explore the extent of change<br />
that may occur by Obama’s administration, and the nature of obstacles that<br />
may stand in front of it.<br />
The study concludes that the expected change in U.S. policy towards the<br />
Palestinian issue will trend toward focusing on specific issues and avoiding<br />
tackling the whole issue as one unit, and it will focus on managing the conflict<br />
differently than it used to under President George W. Bush, without looking<br />
for final solutions to the conflict. On the other hand it will demonstrate its<br />
willingness to adopt a neutral policy by searching for points of pressure on<br />
Israel, the settlements for instance, but that does not reflect its willingness to<br />
practice serious pressure on Israel regarding the other substantive issues.<br />
Finally, the study recommends adopting an integrated peace vision<br />
by Obama’s administration, which could solve the Arab- Israeli conflict,<br />
in addition to ensuring the Palestinian rights, and finding out effective<br />
mechanisms and means to transform it into reality.<br />
337
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
مقدمة:<br />
حتتل دراسة السياسة الأمريكية جتاه القضية الفلسطينية أهمية مبالغاً بها، وقد<br />
تعاظمت هذه الأهمية مع وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إىل سدة احلكم يف<br />
الوليات املتحدة الأمريكية أول، ولزدياد جدلية طبيعة الدور الأمريكي، وبالذات بعد<br />
حمطتي لنتخابات الترشيعية الفلسطينية واملوقف الأمريكي منها ولنقسام الفلسطيني<br />
واجلدل الدائر فلسطينيا حول الدور الأمريكي يف صناعته وتكريسه أو القدرة الأمريكية على<br />
إنهائه. إل أن كل هذه التفاصيل مل تلغ حقيقة التصور العام من أن أي حل سياسي للقضية<br />
الفلسطينية يتطلب دوراً ضاغطاً وتغيرياً حقيقياً يف السياسة الأمريكية، وهذا ما يعول عليه<br />
يف املرحلة القادمة من حقبة الإدارة الأمريكية اجلديدة.<br />
لذا تاأتي هذه الدراسة لتجيب عن تساوؤل مركزي ورئيسي: ما حدود التغيري يف السياسة<br />
الأمريكية لدى باراك أوباما؟ وما العوامل الدافعة لذلك، والعوامل التي حتد من إحداث هذا<br />
التغيري؟<br />
وتكمن أهمية الدراسة يف السعي إىل تقصي امللمح املتوقعة للسياسة الأمريكية<br />
يف عهد الرئيس املنتخب باراك أوباما إزاء امللف الفلسطيني. وحتاول تبرسرّ السمات<br />
الأساسية التي ميكن أن يرتكها املوروث السياسي حلقبة الرئيس جورج بوش لبن على<br />
اخلطوات املستقبلية لإدارة أوباما جتاه التعامل مع هذا امللف، وإىل أي مدى ميكن أن<br />
تتشابه اسرتاتيجيات إدارته أو تختلف عن إدارة بوش يف ظل املعطيات املتعلقة مبرتكزات<br />
السياسة الأمريكية العامة جتاه القضية الفلسطينية، واختلف وسائل احلزب الدميقراطي<br />
ملعاجلة هذه امللف عن احلزب اجلمهوري وتيار املحافظني اجلدد.<br />
وقد اعتمد الباحثان على املنهج الوصفي التحليلي أساساً لدراسة مكونات التوجهات<br />
السياسية الأمريكية لإدارة الرئيس باراك أوباما وحتليلها، واستندا إىل العديد من لقرتابات<br />
كاملنهج السلوكي يف حتليل السلوك السياسي لإدارته وتاأثريه على السياسة الأمريكية<br />
مبجملها، واملنهج لستقرائي لسترشاف لجتاهات املستقبلية للسياسة اخلارجية<br />
الأمريكية، وحتليلها سواء من حيث العوامل الدافعة لها أم العقبات التي قد تواجهها.<br />
من الرضوري قبل أن نخوض يف حتليل السياسة املتوقعة لإدارة أوباما جتاه<br />
القضية الفلسطينية، أن نوضح العنارص املوؤثرة يف رسم السياسات املستقبلية لأي إدارة<br />
الأمريكية، وكيف تتاأثر قراراتها جتاه القضية الفلسطينية. هناك ثلثة مكونات أساسية<br />
توؤدي أدواراً مهمة يف صياغة ماهية السياسة اخلارجية الأمريكية، أول: التحالف املوؤسسي<br />
338
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
بني املوؤسسة العسكرية ولقتصادية، والتي تضع على رأس أولوياتها استمرار الهيمنة<br />
لقتصادية والعسكرية الأمريكية وتعزيز هيبتها ونفوذها يف العامل من جهة، وهو ما<br />
يفرس لنا كثرياً من القرارات التي تتخذها الإدارات الأمريكية على صعيد التوسع العسكري.<br />
ومن جهة أخرى يشكل تعاظم الرغبة يف استمرار دعم بقاء إرسائيل وأمنها ودميومته،<br />
أحد أهم ثوابتها السياسية ولسرتاتيجية بعيدة املدى. أما ثانيا، فهو اجلهاز البريوقراطي<br />
الضخم الذي يوؤدي دوراً يف التحكم يف آليات تنفيذ القرارات الصادرة عن موؤسسات صنع<br />
القرار. وثالثا املوؤسسة السياسية املمثلة بالرئيس الأمريكي والكونغرس ووزارة اخلارجية<br />
ووزارة الدفاع وجملس الأمن القومي )1( . تخضع سياسات املوؤسسات الثلث فيما يخص<br />
العلقة الأمريكية الإرسائيلية ملوؤثرات داخلية، ومصدرها جماعات الضغط املختلفة<br />
وأبرزها اللوبي اليهودي، وأخرى خارجية متثلها القيمة لسرتاتيجية التي تشكلها إرسائيل<br />
بالنسبة للمصالح الأمريكية، وتنعكس نتائجها على العديد من القرارات املتعلقة باإرسائيل<br />
والقضية الفلسطينية.<br />
مل تكن الظروف التي رافقت تويل الرئيس جورج بوش لبن ملنصبه يف الإدارة<br />
الأمريكية عادية، فتداعيات أحداث احلادي عرش من أيلول 2001، مل تلق بظللها على<br />
الربنامج السياسي لإدارته فحسب، بل على عقليتها السياسية. فهذا لستهلل سمح-<br />
وبشكل واضح- لأفكار تيار املحافظني اجلدد وأطروحاته، التي متيل أكرث إىل التوسع<br />
العسكري الأمريكي يف العامل، إىل جانب دعمها الواسع للمصالح الإرسائيلية، أن تاأخذ حيزا<br />
ذا أهمية يف بلورة السياسات اخلارجية الأمريكية ورسمها، وتطوير اسرتاتيجياتها جتاه<br />
املنطقة. ويشكل هوؤلء قوة فكرية واقتصادية وإعلمية، ذات نفوذ موؤثر يف مراكز صنع<br />
القرار السياسي يف الوليات املتحدة، وتسيطر أفكارهم على كثري من مراكز البحث املوؤثرة<br />
يف السياسات الأمريكية، والتوجهات السياسية لأعضاء الكونغرس، واجتاهات الرأي<br />
العام الأمريكي مبا يدعم فكرهم، ويروج لأجندتهم السياسية. وأتيح لهم تبورّء العديد من<br />
املراكز املوؤثرة يف الإدارة الأمريكية، كوصول عدد منهم إىل مناصب بارزة، وبخاصة يف<br />
وزارة الدفاع مثل بول وولفوفيتز نائب وزير الدفاع، ودوغلس فايث وكيل وزارة الدفاع،<br />
وريتشارد بريل عضو املجلس لستشاري لوزير الدفاع رامسفلد )2( .<br />
نتيجة لهذه املتغريات، وتغلغل نفوذ املحافظني اجلدد يف أروقة الإدارة الأمريكية،<br />
تصاعدت النربة العسكرية للإدارة الأمريكية كاسرتاتيجية للتعامل مع الواقع اجلديد،<br />
وأعادت صياغة سياساتها واسرتاتيجياتها ووسائلها جتاه الرشق الأوسط، حلماية الأمن<br />
القومي الأمريكي. ومنذ أن زاد هذا التغلغل، زاد تدخلهم يف التحكم بتفاصيل الرصاع<br />
العربي- الإرسائيلي، وجعل السياسة الأمريكية تسري يف خدمة املصالح الإرسائيلية على<br />
339
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
حساب املصالح العربية، ملا يتمتع به املحافظون اجلدد من نفوذ سياسي قوي، فكثري<br />
منهم كتاب وسياسيون نافذون، ومفكرون اسرتاتيجيون، وحماربون قدامى، متيل أفكارهم<br />
إىل أفكار اليمني املسيحي املتطرف، وحتمل ميولً صهيونية مغلفة بعداء شديد للعرب<br />
واملسلمني. وهم زيادة على ذلك، وثيقو الصلة باإرسائيل، وحليف متعصب لها. فساهمت<br />
أفكارهم ومراكزهم بشكل جوهري يف حتديد مسار النهج السياسي الذي اعتمدته إدارة جورج<br />
بوش لبن فيما يتعلق بالسياسة اخلارجية الأمريكية جتاه القضية الفلسطينية والرصاع<br />
العربي الإرسائيلي بشكل عام، وسعت باستمرار لإقناع الإدارة الأمريكية والكوجنرس بهذه<br />
الفلسفة، وعملت على بلورة سياسة جتيز استعمال قوة أمريكا العسكرية للوصول إىل هذه<br />
الأهداف )3( .<br />
وهنا ميكن القول إن املحافظني اجلدد ساهموا بشكل فاعل يف توجيه الربنامج<br />
السياسي لإدارة بوش نحو لهتمام بتبني مرشوع اسرتاتيجي يتضمن التوسع العسكري<br />
إىل ابعد حد ممكن يف الرشق الأوسط، وتوظيف قيم أخلقية تقوم على نرش الدميقراطية<br />
خلدمة أهدافها التوسعية، والهيمنة كقطب أوحد على السياسة الدولية. وقد فتحت أبوابه من<br />
خلل إعلنها احلرب على ما يسمى »الإرهاب«، حيث أصبح موضوع التحول الدميقراطي<br />
يف الدول العربية والإسلمية، وإعادة تشكيل النظم السياسية، مكوناً رئيسياً من مكوناتها،<br />
وهو ما ميثل بحد ذاته حتولً جوهرياً يف تلك السياسة، التي ظلت إىل حد بعيد توازن بصورة<br />
تقليدية ما بني صيانة مصاحلها احليوية وضمان استقرار النظم الصديقة من ناحية، وبني<br />
مطلب الدميقراطية وحقوق الإنسان من ناحية أخرى )4( .<br />
على صعيد امللف الفلسطيني- الإرسائيلي، تسلمت الإدارة الأمريكية هذا امللف من<br />
سابقتها مدججاً بجملة من التعقيدات، أهمها، زخم انتفاضة الأقصى وتصاعد صبغتها<br />
العسكرية، وتراخي تداعياتها على الرأي العام العاملي. املاأزق الذي بات يكتنف مسار<br />
السلم الفلسطيني- الإرسائيلي، ومعضلة جتسري الفجوة بني مواقف الطرفني. وأخرياً،<br />
غياب ثقة طريف الرصاع بعضهما ببعض، وبخاصة الطرف الإرسائيلي الذي شكك بقدرة<br />
القيادة الفلسطينية )يارس عرفات( على صنع السلم. ولذلك، ويف خضم التحولت التي<br />
طرأت على السياسة الأمريكية، كان لبد من التوجه نحو صيغة جديدة للتعامل مع الوضع<br />
القائم.<br />
يف البداية، كانت رغبة إدارة بوش واضحة يف أن سياستها سوف ترتكز على التخلص<br />
من املوروث السياسي لإدارة كلينتون، والتنصل من أفكاره ومقرتحاته التي قدمها يف<br />
نهاية عهده، واخلاصة بحل النزاع، والتمسك مبمارسة دور حمدود، ل يتجاوز »إدارة<br />
الأزمة« وعدم إقحام نفسها يف الرصاع الدائر، والبحث عن حلول لأزمة تزداد تعقيدا )5( .<br />
340
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
وهو ما روج له يف حملته لنتخابية يف الفرتة الرئاسية الأوىل، وحتدث كثرياً عن رغبته<br />
يف عدم لنهماك يف ساأن الرصاع الفلسطيني- الإرسائيلي من خلل للتزام بسياسة<br />
off( )Hands- ، وهو ما يفرس استبعاده ملنصب »مبعوث السلم للرشق الأوسط« )6( .<br />
ارتبط هذا الأمر باإدراك إدارة بوش تعقيدات الرصاع الفلسطيني- الإرسائيلي،<br />
و »عبثية« السلوك الذي انتهجته إدارة كلينتون يف التعامل مع هذه املساألة. وأنها اندفعت<br />
بعيدا وراء النهج الدبلوماسي التوفيقي بني طريف الرصاع. ومن الواضح أن إدارة بوش<br />
استخلصت عرباً من دراسة ملف املفاوضات الفلسطينية الإرسائيلية، أهمها استحالة التوصل<br />
إىل اتفاق يف عهد شارون وعرفات، حتى لو كرست وقتها وجهدها للمفاوضات. فقد رأت أن<br />
الساحتني مل تنضجا بعد للحل، واستئناف املفاوضات على هذا املسار يعد مساألة شائكة،<br />
واستنزافا للوقت واجلهد. فهي تعرف أن عرفات لن يتنازل يف مساألتي القدس واللجئني،<br />
وشارون ل ميلك مرشوعا سياسيا يصلح لستئناف املفاوضات والتوصل إىل اتفاق مع<br />
الفلسطينيني، ويُعرف عنه معارضته ملا قدم يف كامب ديفيد الثانية. ففلسطينيا كانت ترى<br />
أن القيادة احلالية، وخصوصا يارس عرفات، مل تعد موؤهلة لقيادة الطرف الفلسطيني يف<br />
املفاوضات نتيجة للعقلية السياسية التي تنتهجها، وحماولتها توظيف العمل العسكري<br />
لتقوية املوقف السياسي )7( . وإرسائيليا، استخلصت من قراءتها للخارطة احلزبية املكونة<br />
للحكومة الإرسائيلية القائمة، أنها قادرة على إجهاض عملية السلم يف بدايتها. وهو ما<br />
جعلها تدرك جيدا أن استئناف املفاوضات يتطلب تصادما مبارشاً مع شارون وحكومته،<br />
وأنها يف هذا الوقت ليست مضطرة ملمارسة ضغوط جدية عليه، والدخول يف صدام<br />
معه )8( .<br />
إىل حد بعيد بقيت إدارة بوش تدور يف الرحى نفسه، من حيث عدم التدخل يف الرصاع<br />
وطرح مبادرات سياسية للحل، واملحافظة على علقة هادئة مع إرسائيل وعدم التصادم<br />
معها. فكانت تشعر أن الضغط على إرسائيل سوف يضعها يف مواجهة ضغوط الكونغرس<br />
ووسائل الإعلم، وهو ما رأت أنها يجب أن تبقى يف حل منه. ولذلك متيزت حقبته الرئاسية<br />
بعدم وضع القضية الفلسطينية ضمن أولوياتها، ولبتعاد عن طرح مبادرات جدية حلل<br />
الرصاع. ولعتقاد الذي ساد رأى أن الوليات املتحدة ليست على عجل من أمرها لطرح<br />
مبادرة أمريكية، وأن ذلك سوف يكون ممكناً بعد لنتصار على صدام حسني يف العراق<br />
وليس قبله، حيث سوف يكون الوضع مواتياً لطرح التصورات، وفرض الرشوط )9( ، ولسيما<br />
أنها فضلت ترك املواجهة الإرسائيلية الفلسطينية تاأخذ مداها يف الشارع دون تدخل منها،<br />
وكان التقدير أن القوة العسكرية الإرسائيلية قادرة على إخضاع الطرف الفلسطيني،<br />
وتطويعه، وخلق بيئة سياسية جديدة متناغمة مع النهج العام للإدارة الأمريكية )10( .<br />
341
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
إن من أبرز ما ميكن أن يشار إليه من ركائز اعتمدتها الإدارة الأمريكية يف التعاطي<br />
مع القضية الفلسطينية هو الدفع نحو إطار جديد من التعامل يهدف إىل إعادة صياغة<br />
العلقة مع السلطة الفلسطينية، وتهيئة الوضع الفلسطيني لقبول تصوراتها بخصوص<br />
قضايا الأمن واحلل النهائي، من خلل تغيري الواقع السياسي والثقايف الفلسطيني، وخلق<br />
بيئة سياسية جديدة يف املجتمع الفلسطيني متناغمة مع النهج العام للإدارة الأمريكية.<br />
فالوليات املتحدة مل تعد ترى جدوى يف إبقاء علقتها مع القيادة الفلسطينية قائمة على<br />
النحو ذاته منذ أوسلو، ولسيما أن من كان تعورّل عليه املساعدة يف تنفيذ تصوراتها مل<br />
يعد موؤهل لذلك، وأن اجليل الذي نساأ يف مرحلة أوسلو هو الذي قاد لنتفاضة الفلسطينية<br />
الثانية )11( . وقد أثار الكوجنرس الأمريكي ذلك باحلديث عن وظيفة السلطة الفلسطينية<br />
باملقارنة مع الصيغة التي نساأت عليها، والدور الذي توؤديه أجهزتها الأمنية يف تهديد<br />
أمن إرسائيل. واجته نحو سحب لعرتاف السياسي بالقيادة الفلسطينية وبالأخص يارس<br />
عرفات، ورأى أن لستمرار يف التعامل معها بعقيدتها وأسلوبها وتوجهاتها السياسية، ل<br />
ميكن أن يخدم لسرتاتيجية الأمريكية اجلديدة القائمة على توسيع حتالفاتها يف الرشق<br />
الأوسط، وتعجيل إنهاء الرصاعات التي توؤثر على مصاحلها يف املنطقة )12( . ولعل هذا كان<br />
له دور كبري يف تبني الوليات املتحدة وجهة النظر الإرسائيلية فيما يتعلق بعدم أهلية<br />
القيادة الفلسطينية لصنع السلم، واعتبار منظمات املقاومة الفلسطينية وجهاً فلسطينياً<br />
»للإرهاب« الذي ل يهدد إرسائيل فحسب، بل إنه متصل بالشبكات »الإرهابية« الأخرى يف<br />
العامل )13( . وقد مهد لذلك لأن يصبح التعامل الأمريكي مع السلطة الفلسطينية منضوياً<br />
حتت إطار احلملة الدولية على الإرهاب.<br />
ولذلك ركزت الإدارة الأمريكية على السري ضمن سياسية اخلطوة- خطوة، والتي<br />
تشمل أمرين، الأول: عدم التورط بتقدمي مقرتحات حمددة للحل، ولقتصار على تقدمي<br />
إطار عام لذلك مثله روؤية الرئيس بوش. والثاين: الرتويج البطيء للحل ضمن قاعدة<br />
السلم املرشوط الذي يعتمد على تغيري الواقع السياسي الفلسطيني، وإعادة صياغة البنية<br />
السياسية والثقافية والأمنية الفلسطينية كمقدمة لبدء املفاوضات. وهو ما يبقيها بعيدة<br />
عن الضغط على إرسائيل، ول يحملها مسوؤولية التعجيل يف دفع عملية السلم، ويلقي بذلك<br />
على الفلسطينيني )14( .<br />
جنحت إرسائيل يف استغلل متغريات ما بعد 11 أيلول لتحقيق مطلبني أساسيني،<br />
الأول زيادة الدعم الأمريكي لها يف املجالت املختلفة عسكريا واقتصاديا وسياسيا،<br />
والثاين دفعها إىل التخلي عن ممارسة دور الوسيط Mediator بني طريف الرصاع، وهو<br />
ما جنحت يف حتقيقه بدعم كبري من تيار املحافظني اجلدد، والذي مهد لزيادة التقارب<br />
342
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
والتوافق- أكرث من أي وقت مضى- بني السياسات الأمريكية والإرسائيلية، فيما يخص<br />
القضية الفلسطينية، وحتولها إىل أخرى تتبنى وجهة النظر الإرسائيلية، ومواقفها،<br />
وتصوراتها للتعامل مع املساألة الفلسطينية )15( .<br />
حملت هذه املرحلة وعداً أطلقه بوش لرئيس الوزراء الإرسائيلي أرئيل شارون، يتضمن<br />
ضمانات لإرسائيل تعطيها احلق يف التحكم يف تفاصيل معاجلة القضية الفلسطينية، وان<br />
ل متارس الوليات املتحدة ضغوطا عليها يف أي اجتاه كان )16( . من الصعب إهمال هذا<br />
الأمر ملا يحويه من أهمية تتعلق مبا سوف يرتكه الرئيس بوش خللفه، كون ذلك يعيد<br />
صياغة الدور الأمريكي جتاه الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي. مبعنى أن إدارة بوش<br />
جعلت الإطار احلاكم للدبلوماسية الأمريكية يقترص على للتزام فقط بدور »املسهرّل«<br />
Facilitator للمفاوضات، وعدم ممارسة أي دور يف الرصاع من حيث طرح مبادرات<br />
للحل، أو تقريب وجهات نظر ومواقف الطرفني، وان تبقى الضامن Guarantor لإرسائيل<br />
بالتصدي لأية ضغوط ميكن أن متارسها أطراف عربية أو دولية عليها، أو أي حماولت<br />
من قبلها للتدخل يف الرصاع وطرح مبادرات للحل. وبالتايل فاإن درجة التزام الوليات<br />
املتحدة لن تكون بالقدر الذي يوؤثر من الناحية العملية على الطرف الإرسائيلي، بحيث<br />
يرتك الطرف الفلسطيني يف مواجهة طرف إرسائيلي مسلح بكل أدوات الضغط السياسي،<br />
ولقتصادي، والعسكري، والإعلمي، فيما يفتقد الطرف الفلسطيني لذلك.<br />
منذ أن تغريت موازين القوى يف الساحة الفلسطينية )أي بعد لنتخابات الترشيعية<br />
وفوز حركة حماس بها وتشكيلها للحكومة الفلسطينية( مبا ل يخدم السياسة الأمريكية،<br />
حرصت الإدارة الأمريكية على العمل يف اجتاهني: الأول يهدف إىل لنتقال بالوضع<br />
الفلسطيني من أزمة إىل أخرى، للتخلص من التحول يف مراكز القوى، من خلل فرض<br />
حصار وقيود على احلكومتني اللتني شاركت فيهما حركة حماس. فيما ارتكزت توجهاتها<br />
السياسية على تشديد التباعد ولنقسام الداخلي الفلسطيني وتصعيد املواجهة بني حماس<br />
وفتح ما ميكرّن من إلغاء نتائج انتخابات 2006 وإعادة رسم اخلارطة السياسية الفلسطينية<br />
على نحو جديد يدعم روؤيتها وسياستها يف املنطقة )17( . وثانيا: حتويل ملف املفاوضات<br />
إىل ملف هامشي وتوظيف لهتمام الشكلي به لإضفاء صفة رشعية على ترتيبات جديدة<br />
باملنطقة، والتفرغ مللفات أخرى تتعلق بالعراق وإيران وسوريا. فقد كان ملحوظا تسابق<br />
الإدارة الأمريكية مع الزمن لفرض حل ما للقضية الفلسطينية كي ل يبقى هذا امللف جامدا<br />
دون حراك، والإبقاء على عملية التفاوض والتقارب الفلسطيني الإرسائيلي مستمراً بصورة<br />
دائمة، ول يتاأثرا مبدى جدية أو إمكانية إجناز أي اتفاق، ليوحي باستمرار اجلهود الأمريكية<br />
لتطبيق خارطة الطريق )18( .<br />
343
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
تضعنا هذه القراءة أمام استنتاج رئيس هو: أن الإدارة الأمريكية عمدت إىل جتاهل<br />
بحث حل القضية الفلسطينية حتى السنة الأخرية من عمرها، وارتكزت يف معاملة امللف<br />
الفلسطيني بوصفه جزءاً من احلملة الدولية على الإرهاب، وليس باعتباره ملفاً جوهرياً<br />
يساهم حله يف إرساء الهدوء يف الرشق الأوسط بشكل كبري. وهو ما دفعها لتجنب اخلوض<br />
يف الرصاع من زاوية تقريب وجهات النظر نحو احلل، بل امليل الشديد نحو التخلي عن دورها<br />
الوسيط يف ذلك، وجعل دورها وسياساتها تركز على متهيد الطريق أمام إرسائيل لتغيري<br />
مفاهيم وأسس حل الرصاع، وفرض صيغ جديدة للحل، وتغيري املنطلقات احلاكمة لعميلة<br />
السلم واحلل النهائي من خلل إعطائها هامشاً واسعاً من احلرية وفق اسرتاتيجية فرض<br />
احلقائق على الأرض تتجاوز من خللها مرجعية قرارات الأمم املتحدة، أو حتى املبادرة<br />
العربية. وتعرب هذه لسرتاتيجية عن رغبة واضحة لدى الإدارة الأمريكية بعدم تقدمي<br />
مبادرة جدية حلل الرصاع، والضغط على إرسائيل لإبداء مرونة أكرب يف القضايا احلساسة<br />
يف عملية التسوية، وركزت جهودها على العمل باإطار مواز لتهيئة الوضع الفلسطيني على<br />
صعيد القيادة السياسية والأمنية لقبول هذا احلل، وتغيري املنطلقات والأسس الفلسطينية<br />
لعملية التفاوض وإيصال مطالبهم إىل السقف الذي ميكن أن تقبل به إرسائيل فيما يخص<br />
قضايا اللجئني والقدس واملستوطنات.<br />
هناك اأربعة متغريات اأساسية ميزت املوروث السياسي الإدارة بوش فيما يخص<br />
القضية الفلسطينية:<br />
● ●اأولها: فيما يتعلق بالتعهدات التي قدمتها االإدارة االأمريكية للحكومة<br />
االإرسائيلية يف نيسان عام 2004 ضمن رسالة الضمانات، التي توؤكد التزام الوليات<br />
املتحدة باأمن إرسائيل كدولة يهودية، وأن يكون ذلك أساسا ملزما لأي توجه أمريكي نحو<br />
حل الرصاع، وهو ما يرد نصاً يف رسالة الضمانات »]باأنرّ[ الواليات املترّحدة ملتزمة كل<br />
االلتزام باأمن اإرسائيل ورفاهيتها كدولة يهودية« )19( .<br />
يحمل هذا املوروث أبعاداً مهمة على صعيد الأسس التي سوف ترتكز عليها توجهات<br />
السياسة اخلارجية الأمريكية يف التعامل مع امللف الفلسطيني. فهي من ناحية تضع<br />
حمددات أساسية حتكم روؤيتها للحل، والتي تتضمن احلل على أساس أن إرسائيل دولة<br />
للشعب اليهودي، وفلسطني دولة للشعب الفلسطيني. ما يعني أن نقطة انطلق املفاوضات<br />
الفلسطينية الإرسائيلية، واخلطوط العريضة لأي اتفاق بينهما سوف ترتكز على مبدأ<br />
لعرتاف بيهودية الدولة. وبذلك جتعل من أي سياسة أو روؤية أمريكية تتجاهل الإرصار<br />
الإرسائيلي على ذلك، خطاً أحمر يف أي تسوية سياسية مع العرب والفلسطينيني.<br />
344
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
ومن ناحية أخرى فان ذلك ينعكس على الروؤية الأمريكية لشكل الدولة الفلسطينية<br />
املستقبلية يف ظل الضمانات التي قدمتها لإرسائيل بالتعامل مع احلقائق على أرض الواقع<br />
كمنطلق أساسي يف أي تسوية مع الفلسطينيني. هذا الأمر يجعل الوليات املتحدة تتمسك من<br />
حيث املبدأ باأن أي اترّفاق حول الوضع الدائم يجب أن يعكس هذه احلقائق، وبخاصة فيما<br />
يتعلق بقضية القدس، وبقائها عاصمة موحدة لإرسائيل، وقضيتي لستيطان واللجئني.<br />
والذي بدوره سوف ينعكس على طبيعة الدور الأمريكي فيما يتعلق بتغيري الروؤى والقرارات<br />
املحددة حلل الرصاع، لتاأخذ يف احلسبان عدم املس بوحدة القدس، واملستوطنات الكربى،<br />
وبقاء حق العودة متاحاً يف حدود الدولة الفلسطينية القادمة، وأن أي حل لهذه القضية<br />
مستقبلً يجب أن يكون يف الدولة الفلسطينية وليس يف الدولة اليهودية )20( .<br />
● ●وثانيها: فيما يتعلق باالإسهام الفعلي للواليات املتحدة يف حتديد السياسات<br />
العامة للسلطة الفلسطينية، والإرشاف املبارش على تطبيقها. فقد قامت سياسة الإدارة<br />
الأمريكية على حتديد دقيق ومبارش لللتزامات السلطة الفلسطينية وبخاصة فيما يتعلق<br />
بالسياق الأمني، والتحكم يف تفاصيل إجراءاتها وسياساتها من خلل خطط حملت عناوين<br />
الإسلح الأمني والسياسي، أعدها وارشف على تنفيذها كبار اجلرنلت الأمريكيني<br />
كاجلرنال كيت دايتون، وليام أبرامز. وقد سجل ذلك تطوراً يف الدور الأمريكي، من وضع<br />
الرشوط وللتزامات إىل التدخل املبارش يف إعادة صياغة الرتكيبة السياسية والإدارية<br />
للسلطة الفلسطينية ووضع اخلطوات العملية لأدائها وإجراءاتها، والتاأثري فيها على نحو<br />
يدعم توجهها لإحداث تغيريات جوهرية يف النظام السياسي الفلسطيني، والذي أصبح<br />
فاعلً يف حتديد شكل علقات السلطة مع القوى الفلسطينية الداخلية من جهة، ومع إرسائيل<br />
من جهة أخرى )21( .<br />
● ●وثالثها: وهو ما سوف يرتك موروثاً هائالً اأمام اإدارة اأوباما يتلخص مبا<br />
يسمى رصاع املحاور على الساحة الفلسطينية، ومتكن القوى الإقليمية من تعزيز<br />
وجودها فيها كواحدة من أهم املحاور لسرتاتيجية احلساسة على املستوى الإقليمي<br />
والدويل، ورغبة الأطراف املختلفة الإمساك بالورقة الفلسطينية كعنرص ضاغط وداعم<br />
ملصاحلها. فدول الإقليم متارس دوراً مركزياً وموؤثراً يف تفاصيل القضية الفلسطينية،<br />
والذي مهد أمامها الطريق ملمارسة أدوار حاسمة تتحكم من خللها مبجريات الأمور فيما<br />
يخص العلقة الفلسطينية- الفلسطينية، والفلسطينية الإرسائيلية، وباتت تتحكم يف معظم<br />
مفاتيح الرصاع، وممارسة أدوار مهمة وحاسمة يف كثري من الأحيان يف حتديد حالة السلم<br />
واحلرب على هذا الصعيد، والتاأثري على مستقبل أي تسوية بني اجلانبني، بحيث أصبح<br />
القرار الفلسطيني حمكوماً إىل حد ما بهذه العلقات. وقد تعاظم دورها أيضا يف التاأثري يف<br />
علقات القوة الفلسطينية مع بعضها بعضاً )22( .<br />
345
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
● ●ورابعها: توحيد جهود املجتمع الدويل حلل القضية الفلسطينية ضمن اإطار<br />
دويل جديد عرف ب »اللجنة الرباعية«. ويوؤدي إنشاء اللجنة الرباعية دوراً يف إضفاء<br />
رشعية دولية، ولنطلق نحو روؤى جديدة لأي حل ميكن أن يتم التوصل إليه، عوضاً عن<br />
لرتكاز على املرجعيات الدولية أو العربية وقراراتها يف هذا الساأن كمحددات للحل. وهو<br />
ما يعني وضع آلية دولية جديدة هدفها تقدمي الدعم لهذه الروؤى )23( . ويف ذلك تقويض<br />
للدور الدويل أو بالأحرى إضعافه فيما يخص أن تبادر القوى الدولية يف طرح تصورات<br />
جديدة حلل الرصاع تتناقض مع ما طرح يف خارطة الطريق، والإبقاء على خارطة الطريق<br />
املحدد الأساسي للعمل الدويل.<br />
مفهوم التغيري عند باراك أوباما:<br />
إن التغيري الذي يطمح إليه باراك أوباما فيما يتعلق بعلقة بلده مع دول الرشق<br />
الأوسط يجسدها رغبته يف إخماد العنف املتزايد باملنطقة، ومعاجلة النفور املتنامي من<br />
قبل املسلمني والعرب جتاه الوليات املتحدة، والذي يلقي بتداعياته السلبية على املصالح<br />
الأمريكية يف املنطقة )24( . فهو يعتقد أن سياسات إدارة بوش قد أرضت بهذه املصالح،<br />
وزادت التهديدات لأمن إرسائيل. لذلك يحاول من خلل نهج التغيري الذي يروج له إظهار<br />
التمايز عن إدارة سلفه، ولسيما قيما يتعلق مبعاجلة ملفات الرشق الأوسط. )25( .<br />
تنطلق اسرتاتيجية أوباما للتغيري من منظور أن الوليات املتحدة والعاملني العربي<br />
والإسلمي جتمعهما مصالح مشرتكة، وان على الوليات املتحدة إعادة النظر يف العلقة<br />
الأمريكية- الإسلمية من منظور خمتلف يرتكز على حتقيق هذه املصالح، وحتقيق آمال<br />
الناس وأحلمهم بغض النظر عن عقائدهم. لذلك فان أوباما يرى رضورة إسلح العلقة<br />
الأمريكية الإسلمية، ورأب الصدع الذي خلفته سياسات الإدارة السابقة )26( . من هنا يرى<br />
أوباما أن التغيري يجب أن ينطلق من إعادة النظر يف العلقة الأمريكية مع دول العامل<br />
العربي والإسلمي، والتفرقة بني الإسلم والإرهاب، وأن الوليات املتحدة ليست يف حرب<br />
مفتوحة مع العامل الإسلمي، بل إنها يف مواجهة فقط مع منظمات تتخذ من الإسلم ستارا<br />
لتربير هجومها على املصالح الأمريكية، وأن الوليات املتحدة تتعامل مع مناطق النزاع<br />
كل على حدة، وليس ضمن سياسة شاملة تربط الإسلم بالإرهاب. وهنا يرى أوباما أن<br />
مهمته هي إيصال حقيقة أن للوليات املتحدة مصلحة يف خري العامل الإسلمي، وتغيري<br />
نظرة العامل الإسلمي عن الأمريكيني، وأن أمريكا ليست عدواً للمسلمني، بل تربطهم مصالح<br />
مشرتكة، وأن اللغة التي سوف تستخدمها إدارته ستكون لغة تتسم بالحرتام فيشري إىل<br />
ذلك بقوله: »اإذا نظرنا اإىل املنطقة ككل، وبعثنا برسالة اإىل العامل العربي والعامل<br />
346
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
االإسالمي باأننا مستعدون لبدء رشاكة جديدة قائمة على االحرتام املتبادل واملصالح<br />
املشرتكة، فعندئذ، على ما اأعتقد، نستطيع اأن نحقق تقدماً فعلياً... ومهمتي االآن هي<br />
اإيصال حقيقة اأن للواليات املتحدة مصلحة يف خري العامل االإسالمي، واأن اللغة التي<br />
نستخدمها ستكون لغة تتسم باالحرتام« )27( .<br />
لذلك فان جناح الوليات املتحدة يف تعزيز علقتها بالعامل الإسلمي على أسس<br />
من لحرتام واملصالح املشرتكة، بعيداً عن سياسة لستعلء والقوة، سوف يسحب احلجج<br />
من احلركات الإسلمية التي تروج إىل مواجهتها حلرب أمريكية على الإسلم. وما يتضح<br />
من نهج التغيري الذي ينشده أوباما هو حماولته لقرتاب أكرث من العامل الإسلمي وكرس<br />
احلاجز الذي وضعه سلفه، والتمييز بني منظمات على غرار القاعدة، وبني أناس قد يختلفون<br />
مع السياسات الأمريكية وأفعالها.<br />
ولعل هذا التوجه يثري فروقا بني إدارته للسياسة اخلارجية الأمريكية عن سلفه جورج<br />
بوش من حيث التخلي عن مفهوم الرضبة لستباقية يف السياسة اخلارجية الأمريكية،<br />
والتخلي عن سياسة »من ليس معنا فهو ضدنا« وعسكرة املجتمع الدويل. بينما أوباما<br />
مييل للدعوة للحوار والدبلوماسية، وإبداء لستعداد للإصغاء، وبناء اجلسور مع العامل<br />
الإسلمي وتفهم قضايا الشعوب العربية والإسلمية، والظهور بوجه أكرث إنسانية وأكرث<br />
شعبية فيما يخص سياسات إدارته.<br />
مالمح التغيري يف سياسة أوباما جتاه القضية الفلسطينية:<br />
إن وجهة النظر املعلنة لباراك أوباما حول حل الرصاع الفلسطيني- الإرسائيلي<br />
متطابقة إىل حد كبري مع ما طرحه الرئيس بوش يف روؤيته وما جاء يف خارطة الطريق.<br />
فهو يوؤيد مبدأ قيام دولتني كاأساس حلل الرصاع، ومساندة التوصل إىل حل النزاع عن<br />
طريق املفاوضات )28( . كما ل تختلف وجهة نظره عن سلفه فيما يخص ثوابت السياسة<br />
الأمريكية وأولياتها جتاه العلقة مع إرسائيل، والتي تستند إىل الدعم املطلق لبقائها وأمنها،<br />
واحتفاظها بتفوق نوعي على دول املنطقة يف املهارات والقدرات العسكرية، وتقدمي الدعم<br />
لها يف إبقاء القدس عاصمة موحدة وخاضعة لسيادتها )29( .<br />
ولذلك فانه ينطلق يف تعامله مع امللف الفلسطيني من اأمور اأساسية ثالثة:<br />
●اأولها: تفادي الوقوع يف أخطاء الإدارات السابقة، وتاأجيل البت يف حل الرصاع<br />
إىل نهاية الولية الرئاسية على غرار بيل كلينتون وجورج بوش لبن. فطاملا انتقد<br />
الأخري الذي انشغل باحلرب على العراق ومل يركز بشكل كاف على عملية السلم. ولذلك<br />
347<br />
●
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
يعتقد باراك أوباما أن التغيري يجب أن يبدأ أولً باملشاركة الفورية واملبارشة يف دفع<br />
عملية التفاوض إىل الأمام، وتقدمي الدعم اللزم للطرفني الفلسطيني والإرسائيلي لتذليل<br />
العقبات التي ستواجههما، وتوفري الظروف امللئمة عربياً ودولياً لتاأمني فرص جناح هذه<br />
املفاوضات )30( . وعليه بدأت وعوده لنتخابية تاأخذ طريقها إىل التنفيذ بتعيني جورج<br />
ميتشل كشخصية لها مكانتها، وذات سمعة واسعة يف حل الرصاعات، كمبعوث للسلم<br />
يف الرشق الأوسط، وهو املعروف بخربته وجناحه يف إحلل السلم يف ايرلندا، واملتمتع<br />
بالتصميم والصرب ونوع من التوازن، ويحظى بقبول إىل حد كبري من طريف الرصاع )31( .<br />
خلفا ملا كان عليه احلال يف عهد إدارة بوش، ل ينظر باراك أوباما إىل املفاوضات<br />
أنها غاية، وإمنا وسيلة يجب أن ل تستمر إىل ما ل نهاية. فهو يسعى إىل حتريك املفاوضات<br />
وإيجاد حل جزئي يف هذا البند أو ذاك، ويعتقد أن حتقيق أي تقدم ملموس ميكن أن يعد<br />
اجنازا )32( . ولكن يحرص أوباما على جتاوز خطاأ بوش بوضع أهداف ل ميكن بلوغها<br />
كاحلديث عن دولة فلسطينية نهاية 2008، أو طرح مبادرات للحل، أو حتى حتديد إطار<br />
زمني لقيام الدولة الفلسطينية، فهو يتحدث عن إمكانية قيام دولة فلسطينية ولكن ل<br />
يتحدث عن قدرة إدارته على حتقيق ذلك، أو إمكانية أن يتحقق ذلك يف فرتته الرئاسية،<br />
وهو ما يدلل على رغبته يف اتباع دبلوماسية إدارة الأزمة، وان هناك سقفاً للتغيري الذي<br />
يتحدث عنه )33( .<br />
وعلى الرغم من أن باراك أوباما يتخذ أساليب جديدة يف التعامل مع الرصاع، فاإنه<br />
ل يختلف عما درجت عليه السياسة الأمريكية يف جتنبها الضغط على إرسائيل، ويفضل أن<br />
يرتك للفلسطينيني والإرسائيليني اتخاذ القرارات دون أن يكون هناك دور أمريكي ضاغط<br />
على إرسائيل. يوحي ذلك بالتزام أوباما مبضمون رسالة الضمانات التي وجهتها إدارة<br />
بوش حلكومة شارون، والتي يف نهاية املطاف، سوف تضمن لإرسائيل أن توؤخذ احلقائق<br />
على الأرض يف عني لعتبار يف أي تسوية مع الفلسطينيني، وان ل متارس الوليات<br />
املتحدة ضغوطاً عكس ذلك عليها.<br />
●وثانيها: هو اعتقاد أوباما أن حل الرصاع مصلحة أمريكية قبل أن يكون مصلحة<br />
إرسائيلية، وأن إقامة دولة فلسطينية سوف يخدم الأمن القومي الأمريكي، وليست جمرد<br />
مصلحة فلسطينية أو عربية أو إرسائيلية. يدرك أوباما أنه لن يكون مبقدور الوليات املتحدة<br />
أن حتقق أهدافها يف الرشق الأوسط ما مل تتعامل مبارشة مع الرصاع العربي الإرسائيلي،<br />
وان تسعى جدياً حلل الرصاع الفلسطيني- الإرسائيلي )34( . لذلك بدأ يرى رضورة النظر يف<br />
املطالب العربية، وإعادة لعتبار ملبادرة السلم التي طرحتها الدول العربية، واعتبارها<br />
إحدى ركائز عملية السلم، يف الوقت الذي مل حتظ بالهتمام الكاف من قبل إدارة بوش )35(<br />
348<br />
●
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
. يعد ذلك خطوة كبرية يف نظرة الوليات املتحدة إىل كيفية معاجلة الرصاع ولسيما أن<br />
إدارة أوباما تنظر إىل عملية السلم من منظور شامل وواسع، ول يقترص على الرصاع<br />
الفلسطيني الإرسائيلي فحسب. فهي تدرك حاجة إرسائيل حلماية أمنها، ويف املقابل ترى<br />
أهمية الأخذ يف لعتبار مطالب العرب، ورغبتهم يف إنهاء لحتلل لأراضيهم، وقيام<br />
دولة فلسطينية، وان حلحلة الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي يعد مدخلً أساسياً ومهماً<br />
حللحة قضايا املنطقة املختلفة )36( . من هذا املنطلق ياأتي تركيز أوباما على عملية<br />
السلم الفلسطينية–الإرسائيلية ضمن اهتمامه العام بتغليب الدبلوماسية كاأداة للسياسة<br />
الأمريكية يف الرشق الأوسط. فهو يرى أن الإسرتاتيجيات املختلفة التي اتبعتها إدارة بوش<br />
فشلت يف إدراك مدى أهمية التسوية السلمية للرصاع كاأداة لتخفيض وترية الإرهاب،<br />
وحماية املصالح الأمريكية.<br />
يقودنا ذلك إىل التفكري يف العقلية التي ينتهجها أوباما يف نظرته حلل الرصاع<br />
العربي الإرسائيلي- وهنا يكمن جوهر التغيري- ، أن أوباما يريد أن يتعامل مع ملفات<br />
املنطقة جميعها بشكل مرتابط، وكرزمة واحدة تستند على إعطاء املبادرة العربية قيمة<br />
أكرب، لإدراكه صعوبة التفكري من منطلق النزاع الفلسطيني الإرسائيلي فقط دون التفكري<br />
من منطلق ما يجري يف سورية ولبنان )37( . فهو يعتقد أن الإدارة الأمريكية ميكن أن جتني<br />
تقدماً يف عملية السلم إذا ما بعثت برسالة إىل العامل العربي باأن الوليات املتحدة مستعدة<br />
لبدء رشاكة جديدة قائمة على لحرتام املتبادل واملصالح املشرتكة. يجسد ذلك اختلفاً<br />
يف كيفية إدارة باراك أوباما للسياسة اخلارجية عن ما درجت عليه إدارة جورج بوش<br />
لبن، من حيث التعامل مع الرصاع بصورة جزئية دون النظر إىل الرتابطات والتعقيدات<br />
الإقليمية، والأدوار التي توؤديها القوى الإقليمية يف الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي، إىل<br />
جانب جعل الدور العربي دوراً شكلياً قُ صد منه خدمة سياسات أخرى تتعلق بالعراق وإيران<br />
ولبنان.<br />
●اأما الثالث: هو بدء مرحلة جديدة من الربجماتية والتواصل مع جميع الأطراف،<br />
ويتوقع من خلل هذا الأسلوب أن تبتعد الإدارة الأمريكية إىل حد ما عن أسلوب التعامل<br />
الفوقي الذي مارسته إدارة الرئيس بوش، وأن تبدأ بالستماع دون أن تبدأ بالإملء كما<br />
درجت عليه سياسة بوش، وهو ما يعتربه أحد املهمَّات الأساسية امللقاة على عاتق جورج<br />
ميتشل )38( . يوؤرش ذلك إىل حماولة أوباما التظاهر باأن عهده يشكل قطيعة عن سلفه،<br />
وفتح صفحة جديدة يف إطار من دبلوماسية عالية ورفيعة املستوى. لكن ذلك ل يوؤرش<br />
إىل أن الإدارة الأمريكية سوف تفتح حواراً مبارشا مع حماس، إل انه من املرجح أن تتخذ<br />
خطوات نحو احلوار مع الدول التي تعدُّ داعمة أساسية لها كاإيران وسوريا، والتي ميكن<br />
349<br />
●
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
أن توؤثر يف سياساتها حيث يقول أوباما: »أنا أعتقد جازما أنه يستحيل علينا أن نفكر<br />
من منطلق النزاع الفلسطيني الإرسائيلي فقط ول نفكر من منطلق ما يجري يف سورية<br />
وإيران ولبنان وأفغانستان وباكستان. فهذه الأمور كلها متداخلة..]و[ أعتقد باأنه من املهم<br />
لنا أن نبدي استعداداً للتحدث إىل إيران، للتعبري بكثري الوضوح عن أين تكمن خلفاتنا<br />
وللتعبري عن أن هناك جمالت ممكنة لإحراز تقدم فيها« )39( . وهنا يدرك باراك أوباما<br />
حجم املوروث الذي تركه الرئيس بوش فيما يخص مساهمة سياساته يف تغلغل القوى<br />
الإقليمية يف الساحة الفلسطينية، وكيف تطور ذلك إىل رصاع للمحاور فيها، وأصبحت<br />
توؤدي دورا مهما يف التاأثري يف جناح أو فشل أي تسوية ميكن أن يصل إليها طرفا الرصاع.<br />
ولذلك فان اسرتاتيجية التغيري التي يعتمدها ترى رضورة فتح أبواب احلوار مع أنظمة مثل<br />
سوريا وإيران، والعمل على احتوائها، على أمل أن يوؤدي ذلك إىل احتواء حماس ودفعها نحو<br />
تغيري سياساتها.<br />
عقبات تواجه التغيري:<br />
♦<br />
تقف أمام باراك أوباما جمموعة من العقبات التي ميكن أن حتول دون حتقيق ما<br />
يطمح إليه من تغيري. فصحيح أن إدارته أبدت حرصها على القيام بدور نشط يف القضية<br />
الفلسطينية، إل أن هناك جملة من العقبات التي حتول دون لنغماس مبارشة، وبشكل<br />
فعرّال يف عملية تسوية جادة وذات مصداقية، ما يضع عبئا مضاعفا على الإدارة الأمريكية،<br />
وتتمثل هذه العقبات ب:<br />
♦اأوال- العقبة الذاتية:<br />
وتتمثل يف السياسة التي اتبعتها إدارة جورج بوش لبن يف التعاطي مع الوضع<br />
الفلسطيني، وافتقاد سياساته للمصداقية بفعل إرسافه يف سلوك منطق املعايري املزدوجة<br />
التي مالت كفتها لصالح إرسائيل. يف املقابل ركزت على إثارة الأزمات يف الداخل<br />
الفلسطيني وتكريس لنقسام، ودعم أطراف فلسطينية على حساب تهميش أخرى، ولنقلب<br />
بشكل واضح على أجندة نرش الدميقراطية، من خلل إجهاض مسرية التحول الدميقراطي<br />
الفلسطيني )40( .<br />
كما أن السياسة الأمريكية يف عهد بوش لبن اعتمدت على رشاء الوقت لصالح<br />
إرسائيل لفرض وقائع جديدة لتغيري معامل التفاوض وأسسه حول حل الدولتني. وبالتايل<br />
سوف تكون خارطة الطريق- والتي مل يرش أوباما إىل رغبته يف التخلي عنها- أحد مواريث<br />
احلقبة السابقة. وما هي إل وسيلة جاءت لوضع ضغوط على الفلسطينيني يف سبيل التجاوب<br />
350
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
إىل ابعد مدى ممكن مع مطامح إرسائيل يف أمنها. وكانت ذاتها إحدى املعورّقات التي وضعت<br />
يف رحى التقدم نحو حل الرصاع، كونها مل تاأت بقصد التاأسيس لعملية سلم فاعلة، بل<br />
ركزت بشكل أساسي على خدمة الأمن الإرسائيلي وجتاهل املطالب الفلسطينية، وتضمنها<br />
خلطوات يصعب حتقيقها على املدى القريب. يوؤرش ذلك إىل عبثية بناء أوباما سياسته<br />
للتعاطي مع الرصاع على جهود إدارة بوش. إذ ياأتي بالعتقاد أن خارطة الطريق كموروث<br />
تركته إدارة بوش لن يخدم رغبة أوباما يف إحداث تقدم على املسار الفلسطيني الإرسائيلي،<br />
وسوف يعود بهذه املساألة إىل حيث بدأت، وهي النظر يف الرغبة الأمنية الإرسائيلية دون<br />
حتقيق أي تقدم على مستوى الرغبة الفلسطينية يف الدولة )41( . لذلك يتطلب الأمر إعادة<br />
تقومي خارطة الطريق، والأخذ بالعتبار التوازن يف الواجبات جتاه عملية السلم، وهو ما<br />
سوف يطرح أمامه خيار العودة إىل مقرتحات كلينتون كاأساس للحل. فقد يكون من املجدي<br />
للإدارة الأمريكية أن تضغط يف اجتاه العودة ملا طرحة كلينتون من أفكار، كون ذلك مل يكن<br />
مرفوضاً إرسائيلياً، ويف مقابل ذلك يلتقي مع جوهر ما جاء يف املبادرة العربية للسلم<br />
التي يرغب أوباما يف أخذها يف عني لعتبار وعدم جتاهلها.<br />
♦ ♦ثانيا- اإرسائيل والعقلية السياسية اجلديدة:<br />
كما يبدو من خلل ما تطرحه احلكومة الإرسائيلية من برنامج سياسي يحمل خطوطاً<br />
حمراء ذات صلة بالقضايا املرتبطة بحل الرصاع، أنها تتمسك مبواقف على نقيض تام مع<br />
فكرة حل الدولتني. فاحلكومة الإرسائيلية تتكون من حزب الليكود وتوليفة من الأحزاب<br />
الدينية اليمينية مثل شاس وإرسائيل بيتنا، وهي أحزاب ل تقبل التوصل إىل تسوية مع<br />
الفلسطينيني تتضمن أي تنازلت فيما يتعلق باملستوطنات أو القدس أو اللجئني. ذلك<br />
لأن برناجمها السياسي يختزل مستقبل حل الرصاع يف »السلم لقتصادي«، وهو<br />
مرشوع يرتكز على حتسني البنية لقتصادية للفلسطينيني بشكل أساسي، ويقيد اجلهود<br />
الدبلوماسية يف حدود التدابري »املسكنة« مثل إزالة نقاط التفتيش، وتعزيز قوات الأمن يف<br />
الضفة الغربية. ويتعارض هذا الأمر مع روؤية إدارة أوباما بساأن حل الدولتني، لعتقادها<br />
أن »السلم لقتصادي« لن يحقق السلم، وان احلل يجب أن يكون سياسياً أول، وان يوؤمن<br />
املصالح احليوية للشعبني )42( .<br />
ل تدخل املفاوضات مع الفلسطينيني ضمن أولويات احلكومة الإرسائيلية، فهي<br />
تضع أولوية معاجلة »امللف الإيراين« على رأس الهرم، وإن كانت ل ترهن التقدم يف امللف<br />
الفلسطيني بالتقدم الأمريكي يف امللف الإيراين. يدرك نتنياهو أهمية عدم التصادم مع<br />
الإدارة الأمريكية، ولسيما أن ذلك قد يوؤدي إىل تراجع يف حجم الدعم السياسي ولقتصادي<br />
351
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
لها، لذلك، وكاإجراء لتجنب التصادم معها، فمن املتوقع أن ل ميانع نتنياهو استئناف<br />
املفاوضات مع الفلسطينيني حول حل الدولتني، ولكن سوف يعمل على تسيري عجلتها<br />
ببطء، ووضع معايري »تعجيزية« ملخرجاتها )43( . فهو يتخذ سياسة ترفض لعرتاف<br />
بدولة للفلسطينيني ما مل يعرتفوا باإرسائيل دولة يهودية، وأن هذا املطلب »أساسي« يف أي<br />
مفاوضات للتسوية النهائية، لكنه ليس رشطاً مسبقاً لإجراء املفاوضات، بل رشط مسبق<br />
للتقدم نحو تسوية دائمة. إىل جانب حتفظات حكومته على شكل سيادة الكيان الفلسطيني<br />
املستقبلي. وهنا يريد نتنياهو من خلل طرح مطلب اعرتاف الفلسطينيني بيهودية إرسائيل<br />
أن يشكل »ثقلً موازياً« ملطلب الفلسطينيني باعرتاف إرسائيل باحلقوق الفلسطينية )44( .<br />
ينبئ عدم التناغم يف التوجهات لسرتاتيجية لإدارة أوباما مع توجهات احلكومة<br />
الإرسائيلية باإمكانية تصادمهما، فحكومة نتنياهو تسعى إىل تهميش امللف الفلسطيني<br />
وحتويله إىل مساألة ثانوية، والرتكيز على تنمية علقاتها مع مرص والأردن، وبلورة حلف<br />
عربي- إرسائيلي- أمريكي- دويل ملواجهة إيران )45( ، وإدارة أوباما تسعى إىل دور نشط<br />
يف الرصاع العربي- الإرسائيلي وحوار مع إيران. وهو ما سوف يلقي بظلله السلبية على<br />
مقدرة الإدارة الأمريكية على حتقيق رغبتها بيرس )46( .<br />
♦ ♦ثالثا- عقبة حماس:<br />
تشكل حماس قوة ل يستهان بتاأثريها، فهي تفرض سيطرتها على قطاع غزة، وتقيم<br />
موقعاً سياسياً ل مفر من التعامل معه للتوصل إىل صيغة حل سلمي. وقد بات وجودها<br />
وتاأثريها حقيقة سياسية ل ميكن للتفاف عليها. فمع تزايد قوة حماس، يشكل هذا الواقع<br />
عقبة أساسية أمام الإدارة الأمريكية للتقدم يف سياسة التغيري جتاه التعاطي مع الرصاع<br />
الفلسطيني الإرسائيلي، والتقدم نحو أي مرشوع للسلم يف املنطقة )47( .<br />
من الواضح أن أوباما يرى أن سياسات إدارة جورج بوش جتاه التعامل مع خمرجات<br />
املمارسة الدميقراطية الفلسطينية هي التي أتاحت لإيران وحماس تقوية نفوذهما، وأنه<br />
لبد من الأخذ يف احلسبان قدرة »أطراف املمانعة« على إفشال أي مرشوع أمريكي، وإعاقة<br />
أي تقدم نحو عملية السلم. صحيح أن لنفتاح الأمريكي على احلوار ل يعني أن إدارة<br />
أوباما مقبلة على جتاوز اخلطوط احلمراء فيما يخص قبول احلديث إىل حماس، إل انه<br />
لبد من إيجاد مقاربة ما معها، كقوة ل ميكن جتاهل نفوذها املتصاعد إقليمياً وحملياً،<br />
ومدى قدرتها على التاأثري يف الرصاع. هذه املقاربة يجب أن تستند إىل أن سياسة جتاهل<br />
هذه القوة، أو تهميش دورها يف الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي، سوف تعيد إىل الأذهان<br />
352
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
السياسة ذاتها التي اتبعتها إدارة الرئيس بوش والتي أثبتت قرص نظرها يف التعامل مع<br />
حماس. »ولهذا أوصى تقدير اسرتاتيجي أمريكي الرئيس أوباما، برضورة تبني طريقة<br />
جديدة للتعامل مع حماس، والتاأثري عليها لتغيري روؤيتها وسلوكها، بحيث يجري تشجيع<br />
أطراف قريبة من لعتدال داخل حماس للدخول يف حوار مع الأمريكيني؛ ما سيسهم يف<br />
تخفيف حدرّة النزاع الفلسطيني الداخلي، وبالتايل يبعد حماس عن إيران وحزب اهلل )48( .«<br />
♦ ♦رابعا- التفويض الذي ميلكه الرئيس اأبو مازن لقيادة املفاوضات<br />
وتوقيع االتفاقات:<br />
يبدو جليا أن لنقسام السياسي واجلغرايف الفلسطيني يشكل أزمة بنيوية سياسية<br />
تقوض من قدرة الرئيس أبو مازن على إدارة املفاوضات مع إرسائيل. لكنه يبقى العنوان<br />
املعتدل الذي ترغب إدارة أوباما التعامل معه. ومبا انه يُفرتض باملفاوضات أن تشمل<br />
غزرّة والضفة الغربية ك«وحدة إقليمية واحدة«- حسب الإرصار الفلسطيني- ، فان ذلك<br />
يطرح قضية سلطة الرئيس أبي مازن على قطاع غزة، ومدى قدرته على اخذ املصادقة<br />
على لتفاق، وضمان احرتام حركة حماس له. فاإذا بقيت غزرّة والضفة الغربية كيانني<br />
منفصلَني، فمن ساأن أي اتفاق مع أبي مازن أن يشمل الضفة الغربية فقط، نظراً لغياب<br />
سلطة الرئيس أبي مازن وحركة فتح على القرار السياسي يف غزة )49( . ولذلك فاإن ضعف<br />
احلالة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً، واستمرار حالة لنقسام، سيلقيان بظللهما على<br />
مدى جناح سياسة التغيري التي تنتهجها إدارة أوباما.<br />
♦ ♦خامسا- الدور املوؤثر جلماعات الضغط يف السياسة اخلارجية<br />
االأمريكية:<br />
فمعروف أن اللوبي الصهيوين، ورشكات النفط والأسلحة يف الوليات املتحدة،<br />
تشكل مصدر قوة ونفوذ لإرسائيل داخل مراكز صنع القرار السياسي يف الوليات املتحدة،<br />
لمتلكها أدوات فاعلة، من مال وإعلم ونفوذ ممثليهم يف الكونغرس الأمريكي، تستطيع<br />
أن ترسم السياسة اخلارجية لأي إدارة أمريكية فيما يتعلق بالرشق الأوسط، باجتاه يخدم<br />
مصالح إرسائيل من جهة، ومصاحلها لقتصادية وتوسيع نفوذها وسيطرتها على مواطن<br />
النفط فيه، وزيادة مبيعاتها من الأسلحة من جهة أخرى. ويشكل ذلك عقبة أخرى أمام رغبة<br />
إدارة أوباما يف إحداث اخرتاق يف الرصاع الفلسطيني الإرسائيلي من خلل التدخل الدقيق<br />
يف السياسات الأمريكية مبا يساهم بشكل واضح يف عرقلة أي توجه أمريكي نحو طرح أي<br />
حل يتعارض مع مصالح إرسائيل وحتفظاتها، أو حتى الضغط عليها لتليني موقفها من<br />
قضايا الرصاع اجلوهرية )50( .<br />
353
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
النتائج والتوصيات:<br />
354<br />
●<br />
●<br />
إن دراسة التوجهات الأمريكية وطبيعة التغريات التي ستقودها إدارة أوباما جتاه<br />
القضية الفلسطينية خلل املرحلة املقبلة تقود إىل أن هناك تغرياً حقيقياً جرى يف طبيعة<br />
التوجهات الأمريكية سواء من الناحية لسرتاتيجية أو من جهة التعامل مع تفاصيل<br />
السياسة العامة الفلسطينية، وهذا التغيري يتمثل يف أسلوب إدارة الرصاع، ويبدو ذلك من<br />
خالل:<br />
●اأوال: تركيز اإدارة اأوباما على ما يسمى ب Power« »Soft يف السياسة<br />
اخلارجية االأمريكية، بدل الرتكيز على لغة القوة، وهذه لسرتاتيجية تاأتي مشفوعة بفتح<br />
جسور التعاون مع العامل العربي والإسلمي بدل التصادم الذي كان نهج السياسة الأمريكية<br />
يف حقبة الرئيس جورج بوش لبن.<br />
● ●ثانيا: اإيالء اإدارة اأوباما اأهمية قصوى للقضية الفلسطينية، واإيجاد حل<br />
جذري، فعلى الرغم من أن أوباما وإدارته مل يلزم الوليات املتحدة بخطة مفصله وحمددة<br />
زمنياً، فاإن هذا مل مينع أوباما من أن يجعل القضية الفلسطينية حتتل سلم أولوياته، يف<br />
خمتلف جولته اخلارجية، كما إن تعيينه منسقاً للسلم يف الرشق الأوسط، وبصورة أرسع<br />
مما توقعها املراقبون، يوحي بان إدارة أوباما تويل هذا امللف أهمية كربى.<br />
●ثالثا: على صعيد العالقات الداخلية الفلسطينية، واضح أن إدارة أوباما تواجه<br />
حتديات عدة يف سبيل صناعة التغيري ولكن على الرغم من ذلك هناك تغريات وبالذات فيما<br />
يخص حركة حماس وموضوعة حكومة الوحدة الوطنية، فقد أرسل باراك أوباما جمموعة<br />
من الرسائل التطمينية التي تشري إىل تغيري يف املوقف الأمريكي جتاه حركة حماس كونها<br />
حركة متتلك رشعية الفوز بالنتخابات، وكونها توؤثر يف القضية الفلسطينية، إل انه أوضح<br />
أن عليها التزامات يجب أن تقوم بها.<br />
● ●رابعا: تبدو العقبة الرئيسة التي تواجه اإدارة اأوباما يف اإمكانية اإجراء تغيري<br />
يف السياسية االإرسائيلية احلالية يف ظل قيادة اليمني املتطرف، ولكن على الرغم من<br />
ذلك من الأهمية مبكان إدراك أن هناك خلفات يف وجهات النظر، ولكنها ل ترقى إىل<br />
التصادم الفعلي يف العلقات الثنائية بني البلدين.<br />
● ●خامسا: اإن توقع طبيعة التوجهات االأمريكية القادمة تقود اإىل اأن اإدارة<br />
اأوباما سرتكز على حماولة جرس الهوة فيما يخص العلقة مع حماس وحكومة الوحدة<br />
الوطنية أول، وكذلك الرتكيز على رفض سياسة لستيطان فيما يخص العلقة مع اجلانب<br />
الإرسائيلي، وعلى الرغم من أن هذا الرفض لن يفضي إىل إجراءات أمريكية حتمل موقفاً
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
حاسماً جتاه إرسائيل من حيث الضغط عليها لوقف التوسع لستيطاين، فاإنها سوف<br />
حتاول أن جتد مقاربة ما بني الطرفني على نحو تساهم يف استئناف املفوضات. وهي من<br />
ناحية أخرى سوف حتاول لبتعاد عن معاجلة امللف بكامله، وإيجاد حل شامل للرصاع<br />
الفلسطيني- الإرسائيلي.<br />
التوصيات:<br />
على الصعيد الفلسطيين والعربي:<br />
♦اأوال: يجب استغلل احلالة التغيريية التي تعيشها السياسة الأمريكية، وتقوية<br />
عنارص القوة التي متكن الفعل السياسي الفلسطيني والعربي من إحداث تغيري جدي يف<br />
السياسة الأمريكية جتاه القضية الفلسطينية.<br />
355<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦ثانيا: التوجه إىل الإدارة الأمريكية بخيار احللول الكاملة، وليس لنشغال<br />
باجلزئيات التي من شانها أن متنح الطرف الأمريكي فرصة لكتفاء باإدارة الرصاع، بدل<br />
الضغط على الإرسائيليني، وإيجاد حلول لقضايا الرصاع حتقق العدالة للشعب الفلسطيني.<br />
♦ثالثا: عدم الرضوخ للمرجعية الواقعية التي باتت تترصف إدارة أوباما على<br />
أساسها، وإمنا الرتكيز على أن أي روؤية أمريكية يجب أن تستند إىل إنهاء لحتلل وإقامة<br />
الدولة.<br />
♦رابعا: إن املتتبع لسياسة باراك أوباما يستطيع أن يصف الإدارة احلالية باأنها إدارة<br />
مثالية واقعية يف الوقت نفسه، فهي توؤمن وتفهم القضايا، ولكنها حمكومة بقوى الضغط<br />
الواقعي وبالتايل فان ما هو مطلوب اليوم فلسطينياً وعربياً هو استنهاض عنارص القوة<br />
لدى اجلانب الفلسطيني والعربي، وأول هذه العنارص إجناز الوحدة الوطنية الفلسطينية.<br />
على الصعيد األمريكي:<br />
♦<br />
♦<br />
♦<br />
♦اأوال: إن ما هو مطلوب من الإدارة الأمريكية اليوم هو التوجه السياسي وليس<br />
الأمني للقضية الفلسطينية، كما ساد يف احلقبة السابقة.<br />
♦ثانيا: مطلوب من باراك أوباما تقدمي روؤية عملية، والعمل على إيجاد آليات تفعيل<br />
لها وليس لكتفاء باخلطوط العريضة النظرية.<br />
♦ثالثا: على الوليات املتحدة الأمريكية أن ل تقف يف وجه الوحدة الوطنية<br />
الفلسطينية لن ذلك سيعوق عملية التقدم الدميقراطي يف النظام السياسي الفلسطيني،<br />
وكذلك فان عدم الدفع بالوحدة الفلسطينية إىل الأمام لن يكون مبقدوره أن يدفع أي<br />
مشاريع حل سياسي يف املنطقة
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
اهلوامش:<br />
.1ناجي 1 صادق رشاب، لنتخابات الرئاسية: الثابت واملتغري يف السياسة الأمريكية<br />
http:// www.amin.org/ look/ amin/ articles/ 67.htm<br />
Zaborowski, Marcin. Bush’s legacy and American’s next foreign policy,2 .2<br />
Institute for security studies, European Union, Paris, (September 2008) ,<br />
Page: 36- 38<br />
3علي . 3 عبد العال، املحافظون اجلدد: منظرّ رون خلراب العامل، العرب اون لين، / 10 2/<br />
2007<br />
http:// www.alarab.co.uk/ Previouspages/ Alarab%20Daily/ 2007/ 10/ 02- 10/<br />
p06.<strong>pdf</strong><br />
Zaborowski, Marcin. op.cit P: 36- 384 .4<br />
.5ممدوح 5 نوفل، لنتفاضة- انفجار عملية السلم، )عمان: دار الأهلية للطباعة والنرش،<br />
. )2002<br />
Zaborowski, Marcin. op.cit, Page: 266 .6<br />
.7قصي 7 أحمد حامد، الوليات املتحدة والتحول الدميقراطي يف فلسطني، )بريوت: مركز<br />
الزيتونة للدراسات ولستشارات، ط 2009م( 1، ، ص 121- 123<br />
8 ممدوح نوفل، مرجع سابق.<br />
9 غراهام فولر، حقيقة خطة بوش للسلم<br />
http:// www.aljazeera.net/ NR/ exeres/ E32D1BFF- 0E21- 46A1- 96D6-<br />
461F2E7FD2F6.htm<br />
356<br />
8.<br />
9.<br />
1010عاطف الغمري، يف رشم الشيخ.. ماذا يريد بوش وماذا يريد العرب؟<br />
http:// aljazeera.net/ NR/ exeres/ 8F7171BA- BDCE- 4BC6- A96E-<br />
B0A1B4132E12.htm<br />
111 قصي أحمد حامد، مرجع سابق، ص: 117- 118<br />
Congressional record. March 19, 20021212<br />
1313قصي أحمد حامد، مرجع سابق، ص: 58- 59<br />
1414زهري املخ، الإدارة الأمريكية اجلديدة ملمح احلل املوؤجل، روؤية: جملة شهرية بحثية<br />
متخصصة، تصدر عن الهيئة العامة للستعلمات، السلطة الفلسطينية.<br />
http:// www.sis.gov.ps/ arabic/ roya/ archiv.htm
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
1515مقابلة مع نصري عاروري، أستاذ العلقات الدولية بجامعة ماساسوشيتس الأمريكية،<br />
أجريت بتاريخ 2007 /12 /7<br />
/ 16<br />
16برنامج باملرصاد، الولية الثانية لبوش وامللف الفلسطيني، قناة العربية، 11 6/<br />
http:// www.alarabiya.net/ save_print.php?print=1&cont_id=7733 ،2004<br />
17 رفيق عبد السلم، قراءة يف مواقف القوى الغربية من تطورات الأحداث يف غزة«، مركز<br />
357<br />
17<br />
اجلزيرة للدراسات، 2007 /7 /10<br />
http:// www1.aljazeera.net/ acs/ documents/ <strong>pdf</strong>/ ahdath_ghaza_mawqifdn<br />
oualgharbia.<strong>pdf</strong><br />
18أسامة الغزايل حرب، موؤمتر فاشل آخر للسلم، جملة السياسة الدولية، العدد 170<br />
، 18<br />
أكتوبر 2007، ص 6<br />
19<br />
19 انظر/ ي نص رسائل التطمينات املتبادلة بني الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس<br />
الوزراء الإرسائيلي ارييل شارون، موقع وزارة اخلارجية الإرسائيلية، 14 نيسان<br />
2004<br />
http:// www.altawasul.com/ MFAAR/ important+documents/ peace+process/<br />
exchange+of+letters+sharon+bush.htm<br />
20املرجع السابق، وللمزيد انظر/ ي خطابي الرئيس بوش يف قمة العقبة يف 4<br />
2003، وموؤمتر انابوليس يف 27 ترشين ثان 2007<br />
20 حزيران<br />
http:// www.jmcc.org/ documents/ docs.html<br />
21<br />
21 رائد نعريات، مستقبل العلقة الفلسطينية الإرسائيلية من منظور فلسطيني، جملة<br />
الوحدة، تصدر عن املركز الفلسطيني للدميقراطية والدراسات والأبحاث، العدد صفر،<br />
شتاء/ ربيع 2008، ص 18. وللمزيد، انظر/ ي نصوص خطتي اجلرنال دايتون، ووليم<br />
ابرامز لإسلح السلطة الفلسطينية من الرابط التايل<br />
http:// conflictsforum.org/ 2007/ elliot- abrams- uncivil- war/<br />
2<br />
العرص، 2007 /2 /8<br />
22 مروان شحادة، أمريكا وإيران: رهانات القوة والهيمنة على الرشق الأوسط، جملة<br />
http:// www.alasr.ws/ index.cfm?method=home.con&contentID=8681<br />
23<br />
23 انظر نص رسائل الضمانات التي بعثها الرئيس الأمريكي جورج بوش لرئيس الوزراء<br />
الإرسائيلي ارييل شارون يف 14 نيسان 2004، موقع وزارة اخلارجية الإرسائيلية<br />
h t t p : / / w w w . a l t a w a s u l . c o m / M F A A R / d i s e n g a g e m e n t /<br />
exchange+of+letters+sharon+bush.htm
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
Interview with Nadia Hijab, a Senior Fellow at the Institute for Palestine2424<br />
)Studies/ Washington, February 9. 2009<br />
2525تقرير واشنطن، حكومة ميينية إرسائيلية تصطدم باإدارة أوباما، العدد 14 197، فرباير<br />
http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1196 ، 2009<br />
26 الياس حرفوش، حول واقعية إدارة باراك أوباما وحدودها، مركز كارنيجي للسلم<br />
الدويل<br />
http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />
2727مقابلة مع الرئيس باراك أوباما، قناة العربية، 27 كانون ثان 2009<br />
Interview with Joseph Farah, Editor and Chief Executive Officer, Worldn2828<br />
.NetDaily, February 12. 2009<br />
2929تقرير واشنطن، سياسات واحدة لأوباما وماكني حول الرشق الأوسط، عدد 11 179،<br />
أكتوبر 2008<br />
http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1085&pagenum=1<br />
Cordesman, Anthony H., The Obama Administration and US strategy:3030<br />
the first 100 days, (April 12, 2009) , issued by: Center for Strategic and<br />
:International Studies (CSIS) , page<br />
3131مقابلة مع الرئيس باراك أوباما، قناة العربية، 27 كانون ثان 2009<br />
32 علي اجلرباوي، حماذير التفاوؤل املبكر باإدارة أوباما، نرشة فلسطني اليوم، تصدر عن<br />
32<br />
مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات، العدد 5 1425، أيار 2009.<br />
333 مقابلة مع الرئيس باراك أوباما، قناة العربية، 27 كانون ثان 2009<br />
Interview with Nadia Hijab, a Senior Fellow at the Institute for Palestine3434<br />
Studies/ Washington, February 9. 2009<br />
Kerry, John. Restoring Leadership in the Middle East: A Regional Approach3535<br />
to Peace, The brooking institution, March 4, 2009 http:// www.brookings.<br />
edu/ ~/ media/ Files/ events/ 2009/ 0304_leadership/ 20090304_kerry.<strong>pdf</strong><br />
36 خالد عبد احلميد، كيف ترتب أولويات الإدارة الأمريكية اجلديدة؟ تقرير واشنطن، العدد<br />
http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1147&pagenum=1<br />
36<br />
20 ،189 ديسمرب ،2008<br />
26<br />
358
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
3737مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات، مستقبل العلقة بني إدارة أوباما وحكومة<br />
نتنياهو وانعكاساتها على املسار الفلسطيني، تقدير اسرتاتيجي رقم )11( - أيار/<br />
مايو 2009.<br />
Interview with Marina Ottaway, specialized in democracy and post- conn3838<br />
flict reconstruction issues, Carnegie endowment. February 5, 2009<br />
3939مقابلة مع الرئيس باراك أوباما، قناة العربية، 27 كانون ثان 2009<br />
4040مصطفى اخللفي، إدارة أوباما واحلركات الإسلمية: هل من أمل من صفحة جديدة؟<br />
معهد كارنيجي للسلم الدويل،<br />
http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />
4141رنا الصباغ، حول أولوية القضية الفلسطينية، معهد كارنيجي للسلم الدويل،<br />
http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />
46<br />
47<br />
49<br />
50<br />
4242تقرير واشنطن، حزب الليكود ومعضلة حل الدولتني، عدد 200 مارس 2009<br />
4343مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات، مستقبل العلقة بني إدارة أوباما وحكومة<br />
نتنياهو وانعكاساتها على املسار الفلسطيني، مرجع سابق<br />
444 أسعد تلحمي، صحيفة احلياة، 24 نيسان 2009<br />
4545هاين املرصي، دون تعليق حول حكومة نتنياهو، وكالة معا، 2009 04/ 28/<br />
46 علي اجلرباوي، حماذير التفاوؤل املبكر باإدارة أوباما، مرجع سابق<br />
47 غيدي غرينشتاين، أفكار وتوصيات للإدارة الأمريكية اجلديدة، معهد ريوؤت لسياسات<br />
العلقة مع الفلسطينيني- تل أبيب،17 كانون الثاين 2009 ترجمة: مركز دراسات<br />
وحتليل املعلومات الصحفية<br />
4848مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات، مستقبل العلقة بني إدارة أوباما وحكومة<br />
نتنياهو وانعكاساتها على املسار الفلسطيني، مرجع سابق<br />
49 غيدي غرينشتاين، أفكار وتوصيات للإدارة الأمريكية اجلديدة، مرجع سابق<br />
50 علي حسني باكري، اللوبي الإرسائيلي وسياسة أمريكا اخلارجية: دراسة تثري استياء<br />
الصهاينة، جملة العرص<br />
http:// www.alasr.ws/ index.cfm?method=home.con&contentID=7635<br />
359
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- املراجع العربية:<br />
أ- الكتب:<br />
. 1أسامة الغزايل حرب، موؤمتر فاشل آخر للسلم، جملة السياسة الدولية، العدد 170<br />
، 1<br />
أكتوبر 2007<br />
2أسعد 2. تلحمي، صحيفة احلياة، 24 نيسان 2009<br />
. 3برنامج باملرصاد، الولية الثانية لبوش وامللف الفلسطيني، قناة العربية، 11 6/<br />
/ 3<br />
http:// www.alarabiya.net/ save_print.php?print=1&cont_id=7733 ،2004<br />
4تقرير 4. واشنطن، حزب الليكود ومعضلة حل الدولتني، عدد 200 مارس 2009<br />
. 5تقرير واشنطن، حكومة ميينية إرسائيلية تصطدم باإدارة أوباما، العدد 14 197،<br />
5 فرباير<br />
http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1196 2009<br />
6 أكتوبر<br />
. 6تقرير واشنطن، سياسات واحدة لأوباما وماكني حول الرشق الأوسط، عدد 11 179،<br />
http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1085&pagenum=1 ،2008<br />
7 خالد عبد احلميد، كيف ترتب أولويات الإدارة الأمريكية اجلديدة؟ تقرير واشنطن، العدد<br />
http:// www.taqrir.org/ showarticle.cfm?id=1147&pagenum=1<br />
360<br />
7.<br />
20 ،189 ديسمرب ،2008<br />
8.<br />
8 رائد نعريات، مستقبل العلقة الفلسطينية الإرسائيلية من منظور فلسطيني، جملة<br />
الوحدة، تصدر عن املركز الفلسطيني للدميقراطية والدراسات والأبحاث، العدد صفر،<br />
شتاء/ ربيع 2008.<br />
9 رفيق عبد السلم، قراءة يف مواقف القوى الغربية من تطورات الأحداث يف غزة«، مركز<br />
9.<br />
اجلزيرة للدراسات، ،2007 /7 /10 doc uhttp:// www1.aljazeera.net/ acs/<br />
ments/ <strong>pdf</strong>/ ahdath_ghaza_mawqifdoualgharbia.<strong>pdf</strong><br />
1010رنا الصباغ، حول أولوية القضية الفلسطينية، معهد كارنيجي للسلم الدويل،<br />
http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />
1<br />
11 زهري املخ، الإدارة الأمريكية اجلديدة ملمح احلل املوؤجل، روؤية: جملة شهرية بحثية<br />
متخصصة، تصدر عن الهيئة العامة للستعلمات، السلطة الفلسطينية.<br />
http:// www.sis.gov.ps/ arabic/ roya/ archiv.htm<br />
1212عاطف الغمري، يف رشم الشيخ.. ماذا يريد بوش وماذا يريد العرب؟
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
http:// aljazeera.net/ NR/ exeres/ 8F7171BA- BDCE- 4BC6- A96E-<br />
B0A1B4132E12.htm<br />
13<br />
مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات، العدد 5 1425، أيار 2009.<br />
1414غراهام فولر، حقيقة خطة بوش للسلم، exeres/ http:// www.aljazeera.net/ NR/<br />
E32D1BFF- 0E21- 46A1- 96D6- 461F2E7FD2F6.htm<br />
15<br />
13 علي اجلرباوي، حماذير التفاوؤل املبكر باإدارة أوباما، نرشة فلسطني اليوم، تصدر عن<br />
15 غيدي غرينشتاين، أفكار وتوصيات للإدارة الأمريكية اجلديدة، معهد ريوؤت لسياسات<br />
العلقة مع الفلسطينيني- تل أبيب،17 كانون الثاين 2009 ترجمة: مركز دراسات<br />
وحتليل املعلومات الصحفية<br />
16 قصي أحمد حامد، الوليات املتحدة والتحول الدميقراطي يف فلسطني، )بريوت: مركز<br />
الزيتونة للدراسات ولستشارات، ط 2009م( 1،<br />
17 مركز الزيتونة للدراسات ولستشارات، مستقبل العلقة بني إدارة أوباما وحكومة<br />
نتنياهو وانعكاساتها على املسار الفلسطيني، تقدير اسرتاتيجي رقم )11( - أيار/<br />
361<br />
مايو 2009.<br />
18<br />
العرص، 2007 /2 /8<br />
16<br />
17<br />
18 مروان شحادة، أمريكا وإيران: رهانات القوة والهيمنة على الرشق الأوسط، جملة<br />
http:// www.alasr.ws/ index.cfm?method=home.con&contentID=8681<br />
19<br />
19 مصطفى اخللفي، إدارة أوباما واحلركات الإسلمية: هل من أمل من صفحة جديدة؟<br />
معهد كارنيجي للسلم الدويل،<br />
20 ممدوح نوفل، لنتفاضة- انفجار عملية السلم، )عمان: دار الأهلية للطباعة والنرش،<br />
20<br />
. )2002<br />
21<br />
21 ناجي صادق رشاب، لنتخابات الرئاسية: الثابت واملتغري يف السياسة الأمريكية<br />
http:// www.amin.org/ look/ amin/ articles/ 67.htm<br />
222 هاين املرصي، دون تعليق حول حكومة نتنياهو، وكالة معا، 2009 04/ 28/<br />
2323الياس حرفوش، حول واقعية إدارة باراك أوباما وحدودها، مركز كارنيجي للسلم الدويل<br />
http:// www.carnegie- mec.org/ arabic/ FeatureDetails.aspx?ID=953<br />
ب- الوثائق:<br />
1خطاب . 1 الرئيس بوش يف قمة العقبة يف 4 حزيران ، 2003<br />
http:// www.jmcc.org/ documents/ docs.html<br />
2خطاب 2. الرئيس بوش يف موؤمتر انابوليس يف 27 ترشين ثان 2007
الثابت واملتغير في السياسة اخلارجية األمريكية في عهد الرئيس جورج بوش<br />
وانعكاساتهما املتوقعة على سياسة باراك أوباما<br />
د. رائد نعيرات<br />
أ. قصي حامد<br />
http:// www.jmcc.org/ documents/ docs.html<br />
3 نص رسائل الضمانات التي بعثها الرئيس الأمريكي جورج بوش لرئيس الوزراء<br />
الإرسائيلي ارييل شارون يف 14 نيسان 2004، موقع وزارة اخلارجية الإرسائيلية<br />
h t t p : / / w w w . a l t a w a s u l . c o m / M F A A R / d i s e n g a g e m e n t /<br />
exchange+of+letters+sharon+bush.htm<br />
4 نصوص خطتي اجلرنال دايتون، ووليم ابرامز لإسلح السلطة الفلسطينية من الرابط<br />
التايل<br />
http:// conflictsforum.org/ 2007/ elliot- abrams- uncivil- war/<br />
ج- املقابالت:<br />
1مقابلة 1. مع الرئيس باراك أوباما، قناة العربية، 27 كانون ثان 2009<br />
2 مقابلة مع نصري عاروري، أستاذ العلقات الدولية بجامعة ماساسوشيتس الأمريكية،<br />
3.<br />
4.<br />
2.<br />
أجريت بتاريخ 2007 /12 /7<br />
ثانياً- املراجع األجنبية:<br />
1. Congressional record. March 19, 2002<br />
2. Cordesman, Anthony H., The Obama Administration and US strategy:<br />
the first 100 days, (April 12, 2009), issued by: Center for Strategic and<br />
International Studies (CSIS)<br />
3. Kerry, John. Restoring Leadership in the Middle East: A Regional<br />
Approach to Peace, The brooking institution, (March 4, 2009)<br />
http:// www.brookings.edu/ ~/ media/ Files/ events/ 2009/ 0304_leadership/<br />
20090304_kerry.<strong>pdf</strong><br />
4. Zaborowski, Marcin. Bush’s legacy and American’s next foreign policy,<br />
Institute for security studies, European Union, Paris, (September 2008)<br />
Interviews:<br />
1. Interview with Joseph Farah, Editor and Chief Executive Officer,<br />
WorldNetDaily, (February 12. 2009) .<br />
2. Interview with Marina Ottaway, specialized in democracy and postconflict<br />
reconstruction issues, Carnegie endowment. (February 5, 2009)<br />
3. Interview with Nadia Hijab, a Senior Fellow at the Institute for Palestine<br />
Studies/ Washington, (February 9. 2009)<br />
362
الدميقراطية<br />
بني الفكر والفعل<br />
أ. زهري فريد مبارك<br />
محاضر غير متفرغ/ منطقة رام اهلل التعليمية/ جامعة القدس المفتوحة.<br />
363
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
ملخص:<br />
يتناول هذا البحث الدميقراطية كمفهوم حَ مَلَ ، وما زال، كثرياً من اجلدل ما بني الفكر<br />
والفعل، وهو ما تطرَّقت إليه يف هذه الدراسة عرب ثلثة حماور رئيسة. املحور الأول، التطرق<br />
ملنبت الدميقراطية. املحور الثاين، إحداث مقاربة عامة ملفهوم الدميقراطية من حيث<br />
الأسس التي مت للتقاء حولها من ناحية التعميمات، ونقطة اخللف حول عدم القدرة على<br />
إيجاد تعريف إجرائي للدميقراطية. املحور الثالث، وهو حتت عنوان الدميقراطية يف الفكر<br />
السياسي، وتطرَّقت يف هذا املحور لأبرز أفكار الفلسفة واملفكرين، ملعرفة الأسس التي قام<br />
عليها هوؤلء مع الرتكيز على القضايا املفصلية التي ظهرت عرب طروحاتهم الفكرية.<br />
لقد اعتمد الباحث على املنهج التحليلي اجلنيولوجي الذي رأى أن عملية حرص<br />
الدميقراطية بصندوق لقرتاع، وأنها تشكل حالة من حتقيق العدالة، هو أمر بعيد عن الدقة،<br />
فمهمة الشعب ليست قارصة على اختيار من هو الأفضل، وبعدها ينتهي دورهم. بل يحتاج<br />
الأمر إىل عقد سياسي- اجتماعي يشكل الضمانة لتحقيق العدل وعدم مصادرة احلرية.<br />
364
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
Abstract:<br />
This paper deals with democracy as a concept of argue, and there is,<br />
a lot of controversy between thought and action, which has been touched<br />
upon by this study through three main axes. Theme I: addressing the root of<br />
democracy. Axis II: Making a general approach to the concept of democracy’s<br />
foundations in terms of convergence that has been around in terms of<br />
generalities, and point of contention about the inability to find a procedural<br />
definition of democracy. The third axis: the theme of democracy in political<br />
thought has been addressed in this axis of the main ideas of philosophers<br />
and thinkers, to know the foundations of those with a focus on the issues<br />
articulated through narratives that have emerged property.<br />
The researcher adopted the Genealogy approach who believed that the<br />
process of identifying the Democratic depend on ballot box, and it’s a case<br />
of justice is far from precise task of the people is short to make a choice<br />
about who is the best and then end their turn. What is needed is a political<br />
_ a guarantee of social justice and not to confiscate.<br />
365
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
مقدمة:<br />
يرتكَّ ز احلديث يف الفكر السياسي خلل مراحل تطوره املستمرة، تاريخياً، حول<br />
مشكلتٍ وقضايا مفصليةٍ ما فتئت تعرتي املجتمعات الإنسانية على اختلف مذاهبها،<br />
وهذه املشكلت منها ما هو حقيقي، ويشكل واقعاً ملحاً، ومنها ما هو وهم خمتلق ترسم له<br />
إيديولوجيات، وتتوهمه عقول، ولعل التمايز يف ذلك تابع أسلً للخصوصية الثقافية لكل<br />
جمتمع بعينه، وللظروف التي تعرتيه ويتفرد بها مقارنة بغريه من املجتمعات. ويف كل<br />
حالة أو مرحلة تستدعي قضايا ومقولت فكرية مناسبة، أو يخيل أنها كذلك من أجل إيجاد<br />
الإطار النظري كمقدمة للحلول العملية املمكنة.<br />
وعليه، تشكل مقولة الدميقراطية واملواقف املختلفة التي ترتب عليها يف الفكر السياسي<br />
واحدة من الأطروحات الفكرية )العلمانية، الليربالية، لشرتاكية، ...( التي استدعيت لعلج<br />
املعسلت املتشعبة، وأهمها جتذر لستبداد وتكريسه، وهو الأمر الذي ميثل حالة من<br />
اجلمود يف وجه إمكانية الوصول للمدنية والتحرض املعارص، لكن الذي حدث على مستوى<br />
ذلك الفكر، وبخاصة ما هو حديث ومعارص من اجتاهاته هو حتول فكرة قبول الدميقراطية<br />
أو رفضها إىل مشكلة بحد ذاتها.<br />
أهمية الدراسة وأهدافها:<br />
تاأتي هذه الدراسة لستعراض املواقف والطروحات الفكرية التي تتعلق بالدميقراطية<br />
كمقولة حضارية تبلورت يف الفكر الأوروبي، وكان لها جتربتها اخلاصة يف املجتمعات<br />
الأوروبية ولكن رغم ذلك ظهرت حالة من اجلدل، يدور يف بعض الأحيان حتى يف أوروبا،<br />
حول مدى تطابق الدميقراطية الغربية مع احلرية، وبخاصة عندما تتعارض مع متطلبات<br />
النخب السياسية.<br />
ولهذا، نحاول يف هذا الإطار البحث عما هو موجود على الأرض، وليس احلديث<br />
عما نفرتض أنه كائن، وبالتايل، فالأحكام املسبقة باأن الدميقراطية، تشكل أعلى مراتب<br />
املثالية كنظام حكم ل يساعد يف التاأسيس لفكر سياسي قادر على هضم الدميقراطية،<br />
كمنظومة فكرية، توؤسس لأرضية قادرة على تقدمي احللول، واملعسلت السائدة، وحتديداً<br />
لستبداد. كما أن الأخذ مبواقف مسبقة بصورة سلبية قد تشكل ردة فكرية، وبخاصة عندما<br />
ل تكون مبنية على أساس، بالقدر الذي متثل فيه مواقف إيديولوجية قد توؤدي إىل تكريس<br />
الواقع القائم.<br />
366
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
حماور الدراسة:<br />
يدور احلديث يف هذه الدراسة حول الدميقراطية كمفهوم حَ مَلَ ، وما زال، العديد من<br />
للتباس، والتضاد ما بني الفكر واملمارسة. من هنا، ل بد من استجلب املقولت الفكرية<br />
التي أسست للدميقراطية كخيار طرح بقوة كحل لنقض لستبداد، التي قد تشكل أداة من أدوات<br />
تعزيزه. ولذا، وجب البحث يف هذه الدراسة عرب حماور ثلثة. أولً، التطرق ملنبت الدميقراطية<br />
حيث رضورة احلديث جنيولوجيا عن املهاد التاريخي للدميقراطية. ثانياً، إحداث مقاربة<br />
عامة ملفهوم الدميقراطية من حيث الأسس التي مت الإلتقاء حولها من ناحية التعميمات،<br />
ونقطة اخللف؛ حول عدم القدرة على إيجاد تعريف إجرائي للدميقراطية. ثالثاً، حماولة<br />
سرب غور أفكار الفلسفة واملفكرين؛ ملعرفة الأسس التي قام عليها هوؤلء مع الرتكيز على<br />
القضايا املفصلية من حيث املواقف العامة من الدميقراطية، ومسوغاتِ كلِّ منهم. وعليه،<br />
فاإنه ل بد من التطرق للمنطلقات العقائدية والفكرية، وغريها من املوؤثرات احلضارية التي<br />
غلبت على الفلسفة واملفكرين، وهم ينتجون نصوصهم حول الدميقراطية.<br />
املنهج:<br />
اعتمد الباحث يف دراسته على منهج التحليل اجلنيولوجي )التنسيبي( ، ومسوِّغ ذلك أن<br />
هذا املنهج، الذي يُعنى بالبحث يف البدايات التي قد ل حتدد بفرتة زمنية حمددة بالرضورة،<br />
فهو يتتبع ظاهرة تستحق سرب الغور يف مرحلة زمنية معينة، ولهذا فاإن املنهج التحليلي<br />
اجلنيولوجي يبحث يف تاريخ نشوء الأفكار، متتبعاً املسار التاريخي لنشوء املفاهيم،<br />
وحماولة استكشاف النوازع الأخلقية واحليوية لها؛ ليوؤسس ملفهوم لتصال التاريخي،<br />
وليس لنفصال/ لغرتاب. من هنا، فاإن املنهج التحليلي اجلنيولوجي يصلح لهذه الدراسة<br />
حتديداً من حيث حالة الربط بني املنهج واملوضوع الذي هو بحث يف الدميقراطية، بعيداً<br />
عما هو ميتافيزيقي )ما فوق الطبيعة( ومثايل، كما أن اجلينولوجيا ترفض الأصول/<br />
البدايات يف صورتها امليتافيزيقية، ومبا أننا بحاجة إىل احلس التاريخي لتجنب القائم<br />
على أساس مبدأ املطلق؛ فاإن هذا املنهج يناسب هذه الدراسة التي سوف تلتقط السائد<br />
واملوؤَسَ س من النصوص التي مت اُلتقطت للمقصَ ى واملطرود من املشهد السياسي، والفكري<br />
ليساعده يف الإجابة عن تساوؤلت حول منبت دميقراطية، وتبلورها، وماهيتها، وإمكانية<br />
وجودها )الدميقراطية( يف مكان دون آخر، ولمكان الدميقراطي القابل للتطبيق فعلياً.<br />
367
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
تعريف املصطلحات:<br />
سوف ترد يف هذه الدراسة مصطلحات حتمل وجهات نظر خمتلفة سيتم السعي إىل<br />
الوصول إىل تعريفات إجرائية لها، ومنها:<br />
◄◄الدميقراطية: أصلها يوناين تتكون من مقطعني: الأول، Demos ويعني »الشعب«<br />
والثاين، Kraten ويعني »حكم«، فاملعنى اللغوي احلريف ملصطلح دميقراطية هو »حكم<br />
الشعب«. ظهر مصطلح الدميقراطية يف أثينا حيث كان املقصود بها مشاركة املواطنني يف<br />
صنع القرار، وهو ما يعرف يف الفكر السياسي املعارص باسم الدميقراطية املبارشة، أما<br />
يف الوقت احلايل فاإن الدميقراطية تستخدم للدللة على نظم احلكم التي تتمتع بقدر كافٍ<br />
من الشعبية، وكذلك على نظم احلكم التمثيلية، ويستخدم أحياناً للإشارة إىل نظم احلكم<br />
اجلمهورية ونظم احلكم الدستورية.<br />
◄االستبداد: يرتادف مع مفهوم لستبداد العديد من املفاهيم، مثل: السلطة املطلقة،<br />
ولستعباد السلطوي، وهي كلها حتمل شكلً كلسيكياً للظاهرة لستبدادية املطلقة، التي<br />
تعني احلكم املطلق والتفرد بالسيادة، ول تعري أهمية للقوانني السارية، ويكون احلكم فيها<br />
مطلقاً، ل حدود له، ول رشعية تستند إىل ما يسمى »باحلق الإلهي«، بحيث يسورّغ سلطة<br />
احلاكم باإرادة سماوية أو دينية، فتنتفي بذلك مسوؤوليته أمام أية هيئة أو قانون. فاحلاكم<br />
يكون أسمى من أن يخضع للقوانني.<br />
368<br />
◄<br />
يعود مصطلح الطغيان للإغريق، وكان يعني احلاكم، ولكنه تطور<br />
ليدلَّ به على نظام احلكم الذي يتصف برتكيز السلطة يف يد فرد واحد ميتلك سلطات غري<br />
حمدودة، فهو احلاكم الأمر الناهي على املحكومني، ميارس احلكم بصورة حتكمية قهرية،<br />
فل يعرتف باحلرية السياسية أو القانون. وتتقاطع هذه الصورة الأولية إىل حد كبري مع<br />
لستبداد، ولكن يبقى هناك فرق بني لستبداد والطغيان، فاملستبد قد يعدل أو يحسن إذا مل<br />
ينازعه احلكم منازع، بينما الطاغية يحكم دائماً وأبداً باحلديد والنار، ومييل إىل العدوانية<br />
والعنف، طباعه دموية، ول يستنكف عن اللجوء إىل القتل، وقد يورد شعبه موارد التهلكة<br />
دون مسوغ.<br />
◄◄الطغيان:<br />
◄<br />
◄<br />
◄االأوليغاركية: تعني حكم القلة، ول يقصد به حكم القلة فقط، بل حكم القلة صاحبة<br />
الرثوة بالتحديد التي تستخدم املنصب السياسي لتحقيق مصاحلها الشخصية.<br />
◄الليربالية: مصطلح مشتق من الكلمة اللتينية Liber مبعنى حر والليربالية تنادي<br />
بالدفاع عن احلرية الفردية، وهنا يرى روادها أن النزعة الفردية هي اجلوهر امليتافيزيقي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
والوجودي لليربالية، ومن هذا الفرض تشتق للتزامات الليربالية املاألوفة إزاء احلرية<br />
والتسامح واحلقوق الفردية، ولكنها حتولت من فلسفة تعرب عن الطبقة الوسطى إىل فلسفة<br />
جمتمع قومي، مثرّلهُ الأعلى رعاية مصالح الطبقات املالكة متماشية مع التغريات املطردة<br />
للنظام الرأسمايل احلديث.<br />
مصطلح أطلقه أفلطون على قادة النظام الدميقراطي بعد انتصار<br />
الدميقراطية يف أثينا، قاصداً بها )الدميقراطية الفاسدة( . أما لستخدام املعارص ملصطلح<br />
الدمياغوجي فيشري إىل من يكون مهتماً بالوصول إىل احلكم أكرث من اهتمامه بالصالح<br />
العام.<br />
◄◄الدمياغوجية:<br />
مصطلح يعني بدون سلطة أو بل حكومة. والفوضوية ايديولوجية<br />
اجتماعية سياسية استلهمت مفاهيمها من الفردية والإرادية من فلسفتي شوبنهاور ونيتشه<br />
أي لعتقاد باأن ارادة الإنسان توؤدي الدور احلاسم يف التاريخ.<br />
◄◄الفوضوية:<br />
هي انتماء إىل تراب حتدده حدود جغرافية، وكل من ينتمون إىل ذلك<br />
الرتاب، مواطنون يستحقون ما يرتتب على هذه املواطنة من احلقوق والواجبات التي<br />
تنظم بينهم العلقات كافة. كما تنظم العلقة بينهم وبني نظامهم السياسي ولجتماعي،<br />
وتخضع هذه العلقة يف معظم الأحيان ملقاييس النفع والرضر. ولهذا تتطلب املواطنة<br />
احلقة معرفة احلقوق والواجبات اخلاصة باملواطن الذي يعيش على أرض الوطن.<br />
◄◄املواطنة:<br />
أوالً- املهد التارخيي للدميقراطية:<br />
نحن هنا ل نسعى للتاأريخ ملرحلة ما يف بلد اليونان، بالقدر الذي نسعى فيه<br />
لستقراء ملمح احلكم فيها، لفهم املنطلقات الفكرية التي أسست بناءً على تلك املرحلة،<br />
حماولة املقاربة، والتطوير عليها. ذلك أن تطور الدميقراطية يف أثينا مَ ثلَ حالة من الإلهام<br />
بالنسبة إىل الفكر السياسي احلديث، وحماولة استخراج املفاهيم املركزية من تلك املرحلة<br />
)1(<br />
من حرية ومساواة، وحماولة مطابقتها مع املفهوم الليربايل لحقاً.<br />
على أية حال، مل تكن الوحدة السياسية لدى الإغريق، هي القبيلة بل حكومة املدينة، )2(<br />
حيث شُ كلت احلكومات اليونانية من جمموعة من املدن غري املتحدة فيما بينها، احتاداً<br />
سياسياً. ولهذا وقعت حتت احلكم املقدوين، ومن ثم روما، ثم وقعت بعدها حتت احلكم<br />
الفارسي الذي أبقى أمور احلكم الذاتي باأيدي أهلها مع فقدانهم الإرادة السياسية الذاتية،<br />
)3(<br />
وقد ظهر على السطح مناذج للحكم يف املدن الإغريقية مثل إسبارطة، وأثينا.<br />
369
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
وأما نظام احلكم يف أثينا، فقد اختلف عن غريه من املدن املجاورة لها وبخاصة<br />
إسبارطة، حيث وجدت الطبقات املختلفة، مما كان له أثر كبري يف املساعدة على التطور<br />
السياسي، بالرغم من أنها كانت يف البداية كباقي احلكومات الإغريقية »حكومة ملكية<br />
وعقب امللكية حكمتها طبقة من السادة هم كبار امللك، وهوؤلء بعد فرتة من لضطراب<br />
)4(<br />
السياسي أخلوا الطريق للنظام الدميقراطي«.<br />
)6(<br />
متُ ثل أثينا )5( املهد الأول الذي مت طُ بق فيه احلكم الدميقراطي على يد )كليسثنيس(<br />
الذي عمل على تثبيت لنتقال إىل الدميقراطية يف أثينا، والتي منها جاء استعمال مفهوم<br />
الدميقراطية، حيث كانت القوانني هي الأساس الذي شيد على أساسه البناء الدميقراطي<br />
يف أثينا، وإذا كانت القوانني قد وجدت قبل الدميقراطية لأنها نابعة من عادات، ومفاهيم<br />
مقدسة صادرة عن الآلهة التي تتمثل فيها النظم الأخلقية؛ فاإنها يف زمن الدميقراطية<br />
أصبحت مقبولة، لأنها صادرة هذه املرة عن إرادة الشعب داخل اجلمعيات العامة الشعبية،<br />
»وكاأنها عقد يربم بني اجلميع«. )7( لأن القوانني قائمة على الإقناع ولقتناع. مبعنى قوة<br />
احلجة الأفضل ل على جمرد العادات والعرف، أو القوة املفرطة. لهذا، زعم الأثينيون أن<br />
القانون مل يكن سوى قانون املواطنني، مبعنى أن اجلميع أمام القانون متساوون. وكما<br />
قال »بركليس«: »نحن ممسكون بزمام القانون«. واحلرية هنا، كما مرت وستمر عند<br />
احلديث عن الدميقراطية يف أثينا، تعني احرتام القانون إذا كان »موضوعاً على نحو سليم<br />
)8(<br />
يف إطار احلياة العامة فاإن مراعاته حق مرشوع«.<br />
هناك حالة من غياب املثالية املتصورة سلفاً للدميقراطية انطلقاً من أنها حكم<br />
الشعب. من هنا، تنبع حالة التشكيك التي يسوقها بعضهم باأن السائد يف أثينا كان وجود<br />
طبقتي السادة والعبيد، وكانت الدميقراطية فقط دميقراطية السادة. )9( وهو ما نظر إليه<br />
باستهجان »جان جاك روسو« عندما قال: »يف اليونان، كان الشعب يفعل كل ما كان<br />
عليه فعله، لقد كان باستمرار متجمعاً يف الساحة. وكان يسكن مناخاً لطيفاً، ومل<br />
يكن قط جشعاً، وكان العبيد يقومون باأشغاله، اأما قضيته الكربى فكانت حريته ...<br />
ماذا؟ اأال تبقى احلرية اإال مبساعدة العبودية؟ ممكن. اإن احلدين االأبعدين يلتقيان. وكل<br />
)10(<br />
ما ليس قط من الطبيعة له مساوئه، واملجتمع املدين اأكرث من اأي شيء اآخر«.<br />
ولهذا، جنده يحدد موقفه من الوضع الواقع ما بني احلرية والعبودية بقوله: »اإنني اأفضل<br />
احلرية مع اخلطر على السلم مع العبودية«. )11( وهنا نتساءل، إىل أي مدى عربرّ ت<br />
أثينا عن احلرية يف داخل منظومتها احلاكمة املوسومة بالنظام الدميقراطي؟ وعُ ربرّ عنه يف<br />
أكرث من موقف يف أثينا نفسها كتعبري عن تلقح العدالة واحلرية من جهة، والدميقراطية<br />
370
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
من جهة أخرى. هذا ما جنده يف أحد خطابات »بركليس« عند استقبال ضحايا حرب<br />
طروادة »اإن رس عظمة احلضارة اليونانية يكمن يف طبيعة نظامها الدميقراطي، واأن<br />
الدميقراطية ليست تنظيماً للسلطة، بل هي جمموعة من االأخالقيات التي تلتقي فيها<br />
)12(<br />
العدالة باحلرية«.<br />
على ضوء ما تقدم، نستطيع القول: إن الدميقراطية متثل جتربة حمدودة باملعنى<br />
املتعارف عليه الآن، فلم يكن لكل أفراد املجتمع احلق يف املشاركة يف صناعة القرار<br />
السياسي آنذاك، فالعبيد، والأجانب املقيمون يف أثينا مل تشملهم الدميقراطية، وهاتان<br />
الطبقتان، كانتا تشكلن أغلبية سكان املدينة فسلً عن عدم مشاركة النساء. )13( فاحلياة<br />
السياسية حمصورة بالعرق، واجلنس املحددين، واحلالة لقتصادية للفرد أي ممن<br />
ميلكون الأراضي، والعقارات، وهذه التجربة الدميقراطية مل تستمر لفرتة طويلة، فقد بدأت<br />
الدميقراطية بالضعف حني دب الرصاع بني الفقراء والأغنياء )14( كما هو احلال بالنسبة<br />
لثورة العبيد بقيادة »سبارتكوس«، )15( ونشوب نزاع بني إسبارطة وأثينا نتيجة لزدهار<br />
لقتصادي والتقدم السياسي حيث تغلبت مدينة إسبارطة )16( على أثينا عسكريا عام 404<br />
)17(<br />
ق.م، يف حرب طروادة التي هُ زمت فيها أثينا هزمية نكراء.<br />
سقطت اأثينا، رمز الدميقراطية وحاميتها، وكان »بركليس« قد توقع حدوث ذلك<br />
عندما قال: »اإين الأخشى اأخطاءنا اأكرث مما اأخشى تدابري العدو«، )18( وكان على حق، فقد<br />
دُثرت التجربة الدميقراطية لثينية حتى جميء عرص الأنوار )19( الذي سوف نسعى لحقاً<br />
لستجلء ملحمه من خلل إحداث مقاربة عامة لربط الدميقراطية التقليدية مبركباتها<br />
الليربالية.<br />
ثانياً- مفهوم الدميقراطية: مقاربة عامة:<br />
عند نشوء جمتمع ما، فاإنه يكون بحاجة إىل سلطة تضبطه وتسريرّ أموره، فل جمتمع<br />
بل سلطة. ولهذا، ل ميكن التكون املجتمعي والتماسك إل بعد حل مساألة السلطة يف<br />
املجتمع )20( وتاأتي رضورة السلطة من باب أنها، »ظاهرة طبيعية يف أي جمتمع سواء<br />
كان بدائياً متطوراً أو حضارياً، ففكرة العيش بدون سلطة هي يف احلقيقة فكرة خيالية،<br />
فكل شيء يف احلياة يوحي بوجودها«، )21( ولكن حالة التبسيط لرضورة السلطة ل تبدو<br />
أمراً صحياً، إذ قادت إىل ربط مفهوم احلق مباهية السلطة، وهنا بدت الدولة باأنها »أقصى<br />
)22(<br />
متظهر ميكن لظهور كمونية احلق النسبي أو املطلق«.<br />
371
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
وهذا الظهور للسلطة بهذا الرداء »الأخلقي« ليس بريئاً، ذلك أنها ترتكز على مفهوم<br />
معياري قبلي هو »احلق«، فاحلق هو احلامل املعياري لنزوع قوة السلطة، وهذا يقود إىل<br />
أنه عند نزوع السلطة إىل الظهور يولد ذلك لغرتاب الذي يولد العنف، حيث يتم الربط بني<br />
)23(<br />
الدميومة السلطوية، ولغرتاب مبا يخبىء من تداعيات.<br />
إن ما سبق يدل على أننا على حافة الغوص يف البحث يف إشكالية بالغة التعقيد،<br />
وهي السلطة. ولكن ما تسعى إليه هذه الدراسة، ويف هذا اجلانب حتديداً، هو البحث يف أحد<br />
إفرازات السلطة، وهي الدميقراطية، فما هي املقاربات الأولية، إذن، التي مت للتقاء عليها<br />
حول هذا املفهوم.<br />
إذا كانت السلطة السياسة متثل رضورة ل جدال فيها، مع استثناء الفكر الفوضوي،<br />
)24( فاإن رشعية السلطة، متثل مشكلة يف ذاتها. )25( ذلك لأن سلطة احلكام رشعية إل إذا<br />
خولت من املحكومني، فهذا يعني أن أعضاء املجتمع هم مصدر السلطة. وهذه هي يف<br />
الواقع الفكرة الدميقراطية: الشعب هو مصدر السلطة، وهو الذي ميارسها بنفسه، أو ينتخب<br />
من ينوب عنه يف ممارستها، وإذا كان الأمر كذلك؛ فاإن الرشعية الدميقراطية تعني أن سلطة<br />
)26(<br />
احلكام ل تكون رشعية إل إذا استمدت من الشعب.<br />
ملفهوم الدميقراطية تاريخ طويل ممتد ذو ارتباط وثيق بشكل الدولة، ومضمونها،<br />
والنظريات السياسية. كما أن ملفهوم الدميقراطية معايري متعددة املشارب، واملعايري<br />
اختلفت على مدى تطورها، وحسب املجتمعات التي تكرست بها. ولهذا، من الإجحاف<br />
القول باأن الدميقراطية الأثينية التي بدأت بذورها يف القرن اخلامس قبل امليلد هي<br />
نفسها الدميقراطية التي ظهرت يف القرون احلديثة، ففي الوقت الذي ارتبط فيه مفهوم<br />
الدميقراطية باحلكومة الدستورية، وارتبط نقيضها بالستبداد، وعلى الرغم من معانيها<br />
املختلفة، التي سناأتي عليها لحقاً، فاإنه للمفهوم وقعاً حمبباً حتاول الدول، بغض النظر<br />
عن طبيعة حكمها، أن تصف نفسها به. )27( ذلك أن الدميقراطية كما يرى بعضهم تستلهم<br />
احلرية، واحلرية تعني قبل كل شيء حرية الفرد. لذا، انصبت جهود الفكر الإنساين يف هذا<br />
لجتاه على تقدمي تفسري للسلطة من ساأنه أن يحمي الفرد يف حريته اجلسدية، والفكرية،<br />
والدينية ضد التحكم السياسي، فقد كانت املذاهب الدميقراطية منذ بدايتها، ويف تطورها<br />
تهدف إىل إقامة حواجز ضد الطغيان. )28( فهل هذا ما كان على أرض الواقع. انطلقاً من<br />
)29(<br />
أن الدميقراطية تاريخياً كانت نضالً، أو معركة من أجل احلرية.<br />
هناك من يرى اأن الدميقراطية تعني: »التساوي يف اخلضوع للقانون«، ياأتي هذا من<br />
ارتباط الدميقراطية باحلرية )30( يف الفكر الأثيني، وذلك انطلقاً من البداية التي استطاعوا<br />
372
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
من خللها تعاقباً كسب حريتهم املدنية عندما منع »صولون« الإكراه اجلسدي، وحريتهم<br />
القانونية، بترشيع يحمي الشخصية اجلسدية للمواطن، ويف النهاية كسبوا حريتهم<br />
السياسية التي تعرف بالنسبة للإغريقي، باأنها احلق باأن ل يخضع املواطن ول يطيع إل<br />
القانون وحده. وعليه، فاإن الدميقراطية هنا كما قلنا سابقاً تعرف »باأنها التساوي يف<br />
)31(<br />
اخلضوع للقانون«.<br />
والدميقراطية حسب »موسوعة علم السياسة«: هي كلمة تتاألف من مقطعني الأول،<br />
دميوس، وتعني الشعب، والثاين، كراتس، وتعني السلطة، وعلى ما تقدم فاإن الدميقراطية هي<br />
حكم الشعب لسلطته. كما أنها حتمل أوجهاً كثرية حيث الدميقراطية لجتماعية التي تركز<br />
على العدالة واملساواة بني الناس. والدميقراطية الشعبية، ورغم ذلك فاإنها حتمل مدلولً<br />
سياسياً كان شائع لستعمال يف الأدبيات والفلسفات عرب العصور املختلفة، »وأنها مذهب<br />
سياسي حمض يقوم على أساس متكني الشعب من ممارسة السلطة السياسية يف الدولة،<br />
إما مبارشة كما يف الأنظمة السياسية القدمية، حيث كان بامكان الشعب أن يجتمع يف<br />
الساحات العامة لدولة املدينة ليختار من ميارسون السلطة، أو بشكل غري مبارش كما هو<br />
عليه الآن يف أغلبية النظم السياسية التي تاأخذ باأسلوب تداول السلطة سلمياً، وعن طريق<br />
)32(<br />
لنتخابات املبارشة، وبالقرتاع العام الرسي، أو غري املبارش«.<br />
يف حني يرى جان جاك روسو أنه عندما »يستطيع صاحب السيادة يف املقام<br />
الأول أن يعهد باأمانة احلكم إىل الشعب كله، أو إىل اجلزء الأكرب منه، بحيث يكون هناك من<br />
املواطنني احلكام أكرث من املواطنني الأفراد، ويطلق على ]هذا[ الشكل من احلكومة اسم<br />
الدميقراطية«. )33( وقد ذهب بعضهم إىل القول: إن الدميقراطية من بني أمور كثرية أخرى<br />
)34(<br />
متثل »مبدأ املساواة يف احلقوق والفرص واملعاملة أو ممارسة هذا املبدأ«.<br />
وهناك من عمل على تعريف الدميقراطية انطالقاً من اأنها »أسلوب للحياة ونظام<br />
يقوم على قناعة كاملة من مواطني املجتمع البرشي بقيمة الدميقراطية فكراً وممارسة،<br />
وقناعة كاملة باملبادئ الأساسية من حرية ومساواة وعدالة، وأن السيادة للشعب دون<br />
سواه. كما أن هذه املبادئ تستلزم آليات معينة جتسد املبدأ إىل واقع حي متجدد، كتعدد<br />
الأحزاب والأفكار، وكل ما من ساأنه حتقيق سيادة الشعب ومصلحته العامة«. )35( وقد<br />
عررّف »املعجم الفلسفي« الدميقراطية على أنها « نظام سياسي تكون فيه السيادة جلميع<br />
املواطنني، ل لفرد ول لطبقة، ويقوم على ثلثة أسس: احلرية واملساواة والعدل، وهي<br />
)36(<br />
متكاملة ومتضامنة«.<br />
373
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
اأما »عبد املنعم احلنفي« فريى يف »املعجم الشامل ملصطلحات الفلسفة«<br />
اأن الدميقراطية تعرف على اأنها »نظام اجتماعي فيه الشعب مصدر السلطة ميارسها<br />
نواب له، أو ممثلون عنه من خلل الترشيعات التي يقرونها، ويحكم مبقتضاها النظام<br />
القضائي، ويدير من خللها موظفون عموميون اجلهاز الإداري للدولة، وتنتظم بها العلقة<br />
بني احلاكم واملحكوم وبني أفراد الشعب بعضهم ببعض«. )37( هنا حالة التاأثر بفكر »جون<br />
ستيورات مل« الداعي حلرية الفرد يف املجتمع الدميقراطي كما سرنى لحقاً. وهنا عرف<br />
»مل« الدميقراطية باأنها: شكل من أشكال احلكم ميارس فيه الشعب كله أو القسم الأكرب منه<br />
)38(<br />
سلطة احلكم من خلل نواب ينتخبونهم باأنفسهم بصورة دورية.<br />
على الرغم من تعدد التعريفات ملفهوم الدميقراطية، واختلف تطبيقاتها العملية<br />
على مر العصور فاإن الذي يربطها جميعاً، أو الذي يشكل القاسم املشرتك الأكرب بينها إمنا<br />
هي فكرة القوة السياسية وملن تكون )من يحكم( ، وليس شكل احلكم. هل يكون يف أيدي<br />
الأغلبية بدلً من الأقلية أم تكون يف يد واحدة فقط، وهو ما رُفض يف املنبت جندة ففي أحد<br />
خطابات »بركليس« عندما أطلق وصف الدميقراطية على احلكم لثيني )39( لأن إدارة احلكم<br />
تشجع حكم الكرثة بدلً من القلة. )40( ولأن احلرية تبقى أداة املبادئ الأساسية للدستور<br />
)41(<br />
الدميقراطي.<br />
الدميقراطية الليربالية:<br />
)42(<br />
لقد تطور مفهوم الدميقراطية يف القرن الثامن عرش حيث ظهر باملعنى الليربايل<br />
الذي يقول إن البرش »أفراد« لهم »حقوق«، )43( كما أنه أصبح يحمل مضامني تعدد الأحزاب،<br />
وضمان حرية التعبري، واملشاركة السياسية، وتداول السلطة سلمياً، وتشكل نظرية الفصل<br />
بني السلطات )44( مع الرتكيز على أن يكون التمثيل النيابي أساس الدميقراطية الليربالية )45(<br />
مع العلم أن الدميقراطية لها أشكال عدة هي: الدميقراطية املبارشة، وهي التي كانت سائدة<br />
)47(<br />
يف أثينا، وبعدها مت اخلروج بالدميقراطية النيابية، )46( والدميقراطية شبه املبارشة.<br />
ويف هذا السياق ترى »دائرة املعارف الربيطانية« »أن الدميقراطية تستخدم مبعانٍ<br />
عدة منها »إنها شكل من أشكال احلكم ميارس فيه جمموع املواطنني مبارشة حق اتخاذ<br />
القرار السياسي تطبيقاً حلكم الأغلبية، وهو ما يطلق عليه اسم الدميقراطية املبارشة،<br />
وهناك الدميقراطية النيابية ..، وهناك شكل آخر من أشكال الدميقراطية، وهو ما يعرف<br />
باسم الدميقراطية القانونية« كذلك فاإن مفهوم الدميقراطية قد يستخدم أحياناً لوصف أي<br />
نظام سياسي اجتماعي دومنا اعتبار ملا إذا كانت دميقراطية باملعاين الثلثة السابقة أم<br />
ل«. )48( وهنا، يرى بعضهم أنه ميكن تعريف الدميقراطية الليربالية )49( أنها »طريقة أو<br />
374
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
إجراء لتوزيع السلطة السياسية، ولتحديد رشعيتها، واستعمال هذه السلطة بشكل رشعي،<br />
)50(<br />
ومتى يتجاوز استعمالك لهذه السلطة بشكلها الرشعي«.<br />
جتدر لشارة إىل أن الدميقراطية الليربالية ل متثل وجهاً واحداً مثالياً كما يطرح غالباً،<br />
ذلك أنها حتاول تسويق فكرها انطلقاً من لفرتاض الأساسي القائل بحرية لختيار،<br />
ولكن الأمر أخذ بعده لقتصادي حيث نقلت مفهوم حرية املستهلك من جمال لقتصاد إىل<br />
جمال السياسة، وهنا »تصورت الليربالية نطاقاً اقتصادياً يقوم على املنافسة، املستهلك<br />
فيه هو السيد الذي يختار بني السلع املتنافسة، وفقا لقوانني العرض والطلب، تصورت<br />
أيضا نظاماً سياسياً يقوم على حرية لختيار بني الأحزاب ولجتاهات السياسية، وهكذا<br />
كما يوجد السوق لقتصادي يوجد السوق السياسي، وعلى مستوى التطبيق قامت النظم<br />
الدميقراطية الليربالية على عدة أسس«، )51( وهي ترتدي لباس احلرية، والتعدد، والتمثيل<br />
النيابي القائم على تعزيز السيادة الشعبية يف الوقت الذي تنيب عنها منتخبيها ملمارسة<br />
)52(<br />
احلكم مع لحتفاظ بحق التدخل املبارش يف مظاهر السيادة عرب وسائل عديدة.<br />
على أن بعضهم يرى أن الليربالية جاءت معربة عن واقع النظام الرأسمايل امللبي<br />
حلاجة الطبقة الرأسمالية الناشئة على أنقاض النظام البائد. )53( وعليه، اُستجلبت العديد<br />
من النظريات احلقوقية، والطبيعية، والعقد لجتماعي، ومبدأ املنفعة. والنقطة احلرجة هنا<br />
متثلت يف القرنني السابع عرش والثامن عرش حيث التقاء انتصار الربجوازية يف إجنلرتا<br />
مع عرص التنوير »مما أدى إىل تكريس املذهب الفردي، والفلسفة الليربالية، وقد ولدت<br />
الليربالية أولً ثم )دمقرطت بعد ذلك(«، وهنا أصبحت الإشكالية التي تفرض نفسها لدى<br />
»الدميقراطيني الليرباليني« البحث عن آلية للوصول حلالة من التوافق بني التقاليد الليربالية<br />
)54(<br />
للقرنني السابع عرش والثامن عرش تلبية للمتطلبات الشعبية باملساواة.<br />
وعلى الرغم من حالة »التقديس« الليربايل للدميقراطية )لحقاً( ، فاإنها مفهوماً<br />
تنرصف إىل املمارسة املرتبطة بوجود حدود، وضوابط، والتزام من الكافة، بهذه الضوابط<br />
دون خروج أو انتهاك. وعليه، فاإن عملية إسقاط صفة املطلق على الدميقراطية مبا تتضمنه<br />
من مبادئ كاحلرية، )55( واملساواة، والعدل، هو حديث ل يتسم بالدقة عند املمارسة العملية<br />
للدميقراطية. )56( فهناك من يرى أنه يجب أن تتوصل »الدميقراطية احلقيقية« إىل متثيل،<br />
وتعبري عن إرادة الشعب، فاحلقيقة هي نظرة خيالية يف الواقع.<br />
فالدميقراطية يف املمارسة العملية يندر تطبيقها تطبيقاً كاملً، )57( ذلك أن رصاعات<br />
املصالح داخل املجتمع هي غالباً جمزأة، ولهذا ل بد من استبدالها مبفهوم عادي، ولنقل<br />
مادي للدميقراطية باعتبارها حلبة مفتوحة ملراكز السلطة ممرّا يبعد أي فكرة لرتابط مبارش<br />
375
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
بني الدميقراطية، واملنفعة العامة، وأي نظرة ملبدأ دميقراطي يخدم كمثال لتحسني مستمر<br />
للموؤسسات. كما أن مبدأ التوزيع املتساوي أي النسبي للسلطة يف كل القرارات ل يفرتض<br />
وجود إرادة شعبية، لكنه يرتكز على إمكانية تعريف هدف املنفعة املشرتكة، أخذاً باحلسبان<br />
)58(<br />
بشكل متوازن املصالح املعنية، والتوجيه نحو استقللية الفرد.<br />
تاأسيساً ملا سبق، فقد ظهر من يحرص على التمييز بني التعريف بالدميقراطية كفكرة<br />
جمردة، وبني املمارسة انطلقاً من عدم وجود دستور دميقراطي وحيد، وهو الأمر الذي<br />
يطرح نفسه حول مدى إمكانية وجود عامل مشرتك بني الدساتري املختلفة للدميقراطية،<br />
والسبب يف ذلك، أن الأنظمة احلاكمة التي تسمي نفسها دميقراطية تتبع دساتري كثرية<br />
خمتلفة، وحتى يف ما بني الدول »الدميقراطية« سنجد أن الدساتري تختلف من وجهات<br />
مهمة. )59( وهذا ما انعكس على الصعيد الفكري إىل وجود أكرث من ثلثمائة تعريف خمتلف<br />
للدميقراطية تعرضنا سابقاً لبعض منها، وقد عملت الأنظمة السياسية املختلفة على هذا<br />
اخللط، فتلك الأنظمة بالرغم من لختلف فيما بينها فاإنها ل تكاد ترتدد يف الإعلن عن<br />
)60(<br />
نفسها أنها دميقراطية.<br />
التفكيك السابق ملفهوم الدميقراطية يفرس بشكل أويل عدم قدرة جمموعة كبرية من<br />
علماء السياسة ولجتماع يف العامل الإجابة عن أسئلة وجهتها إليهم املوؤسسة الدولية<br />
الثقافية التابعة للأمم املتحدة يف عام 1950م تتعلق بالدميقراطية، وما يرتبط بها من<br />
أمور عدة، فقد خرجوا بخلصة مفادها أنه « ليس من حتديد شامل متفق عليه ملدلول<br />
الدميقراطية واحلكم الدميقراطي، بل يكتشف أيضا التناقض بني مفهومات الدميقراطية<br />
)61(<br />
عندهم إىل حد أن بعضها ينقض بعضها الآخر«.<br />
وعليه، نستطيع القول: إن املقاربة الدميقراطية ساأن أي ظاهرة أو وجود هي حالة<br />
تناقضية مع ذاتها، ومع املحيط، فهي حوار من لستمرار ولنقطاع بلغة »هيجل«،<br />
وارتباط باحلركة التي تستجلب اجلديد من القدمي حمافظة على إيجابيته فشجرة احلياة<br />
خرضاء، أما النظرية فرمادية كما قال نيتشه، وهذا ينسحب على معظم الأشياء مبا يف ذلك<br />
الدميقراطية«. )62( وما يثبت ذلك تعذر القبول بتعريف واضح متفق عليه للدميقراطية رغم<br />
حالة اللهاث وراءها كاأكرب املفاهيم ضبابية.<br />
إن وصف الدميقراطية تركز على عدد حمدود من املفاهيم بحيث تُقزَّمُ فقط يف »حق<br />
اجلماهري يف أن تقوم دورياً بتغيري رأس الدولة التنفيذية«، أو جمرد أن تعرب عن »أهمية<br />
املواطن العادي يف اختيار ممثلني عنه يف املجالس الترشيعية والتنفيذية عن طريق<br />
انتخابات حرة تشارك فيها غالبية الشعب«. )63( الدميقراطية هنا هي جمرد صندوق<br />
376
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
اقرتاع، فحتى املغلوبون على أمرهم يستطيعون اليوم لنتخاب، ولكن من أجل ماذا ومن؟<br />
ل بد من عدم إغفال تداخل املفاهيم الليربالية مع مبادئ الدميقراطية التي أخذت وجهات<br />
نظر خمتلفة، وهو ما سرناه عند بعض الفلسفة واملفكرين. وخلف ذلك فاإن جمرد ربط<br />
الدميقراطية بالقرتاع فقط هو استبداد مبطن بلباس احلرية املسَ تبدَة. ياأتي ذلك يف الوقت<br />
الذي تُقدرّم فيه طروحات جمردة باأن الدميقراطية هي نظام معني للعلقات لجتماعية يف<br />
ظل موؤسسات سياسية _ اجتماعية تقوم على املشاركة. )64( فهل هذا كفيل بتحقيق العدل<br />
وتوفريه، ضمن هذا الإطار املقزم الذي إن مل يكن قابلً للممارسة فهو، أداة- ول شك- بيد<br />
املستبد.<br />
إذن، كيف نستطيع القول، إن الدميقراطية مبفهومها احلايل، بكل ما حتمل من<br />
اشتباكات ميكن أن متثل فكرة مثالية نبيلة، تتسامى بالإنسانية إىل مراقي العزة والكرامة<br />
لأنها تتقمص فكرة احلرية، واملساواة، والعدل لجتماعي. )65( نحن هنا أمام دميقراطية مل<br />
توجد بعد بتعبري »جان جاك روسو«.<br />
وعليه نقول: إن عملية تلقف املفاهيم الليربالية للدميقراطية وتلقحها نظريا« ل يعرب<br />
عن احلرية إذا ما علمنا أن الليربالية اليوم، حتى غربياً، يعرب عنها يف كثري من الأحيان<br />
باأنها ليربالية متوحشة، )66( ياأتي ذلك من جتربة الغرب ذاته، فالسوؤال هنا عن احلرية بقدر<br />
أكرب من الدميقراطية ما هي إل حماولة زج احلرية يف الدميقراطية يف الوقت نفسه تغيب<br />
احلرية من املضمون يف احلكم.<br />
ثالثاً- الدميقراطية يف الفكر السياسي:<br />
ولنبدأ هنا )بسقراط 469 ق.م - 399 ق.م(، )67( لقد ترشب لثينيون الدميقراطية<br />
وترسخ مبدأ حرية التعبري يف احلياة السياسية على مدى قرنني من الزمان قبل وجوده )68(<br />
إن املدينة باملعنى الإغريقي كانت »جمتمع الأحرار«، وهو ما مييزها عن غريها من<br />
أشكال املجتمع الإنساين الأخرى، فاملدينة حتكم نفسها بنفسها، فاملحكومون هم احلكام،<br />
واملناصب الرئيسية تشغل عن طريق لنتخاب، يف حني تشغل املناصب الأخرى بالقرعة<br />
التي تعطي املواطنني فرصة للمشاركة يف حكم مدينتهم.<br />
كانت هذه الأمور حتكم أثينا يف حياة »سقراط« وحول هذه الأسس اختلف سقراط،<br />
ومن معه حول السياسة السائدة التي يرى فيها رصاعاً بني الدميقراطية، ولليغاركية<br />
مما أدى إىل اتفاق الطرفني على احلكم بوساطة الطرفني، وبقي اجلدل السائد حول توسيع<br />
مفهوم املواطنة أو تضييقها. وعليه، فاإن الأمر بالنسبة للطرفني يقوم على أن السياسة<br />
377
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
هي أس قوام حياة املدينة التي وجدت يف احلكم الذاتي، وكانت معارضته لهذا النمط من<br />
احلكم ل تعني معاداة الدميقراطية، بل تعني أيضا معاداة السياسة مبعناها الواسع، وهذا<br />
هو موقف »سقراط« املتمثل يف »أن املجتمع البرشي ما هو إل قطيع من الأغنام يحتاج إىل<br />
)69(<br />
راعٍ ليقوده، وليس للراعي أن يستشري الرعية بل يصدر الأمر، وعلى الآخرين الطاعة«.<br />
يف حني يرى )اأفالطون - 427 347 ق. م( ، أنه من حكم لوليغاركية يصبح اجلميع<br />
عبيداً، وياأتي اليوم الذي تنقسم فيه الدولة إىل فئة ترتكز يف أيديها الرثوة، وأكرثية فقرية<br />
تدخل يف رصاع مع لوليغاركية يوؤدي إىل انتصار الأغلبية الفقرية واستيلئها على احلكم<br />
فتنادي باملساواة للجميع، وتسمى بحكم الشعب أو الدميقراطية، وهنا يصف هذه احلالة<br />
التي ميقتها بقوله: « تظهر الدميقراطية إذا انترص الفقراء على أعدائهم فيعتقلون بعضهم،<br />
وينفون الآخر ويقسمون مع الباقني أمور احلكومة والرئاسة بالتساوي، بل إن احلكام يف<br />
هذا النوع من الدولة غالباً ما يختارون بالقرعة، ويرصح لكل فرد بحرية الكلم وأن يفعل<br />
ما يشاء، ول تتجه شهوة هذه احلكومة إىل املال وحده كما كان احلال يف لوليغاركية، بل<br />
تطلق العنان لكل الشهوات بل متييز، ول تنظيم، وتستعمل القرعة يف تقليد احلكم للأفراد<br />
إمعاناً يف الدميقراطية والفوضى، فكل رشع فيها جائز حسب أهواء الأكرثية، ويبدو النظام<br />
جميلً كالثوب املزركش بكل الألوان لكنها جتيز كل شيء حتت شعار احلرية، وتبيح كل<br />
)70(<br />
املحرمات«.<br />
كما أن الدميقراطية التي تنادي باملساواة واحلرية لها انعكاسها السلبي على<br />
املجتمع الذي تقوم فيه الدميقراطية انطلقاً من أن »املساواة املطلقة التي ل تقوم على<br />
أساس من القدرات واملميزات الشخصية، رسعان ما توؤدي إىل الفساد، فهذا النظام الذي<br />
ينادي باحلرية املطلقة سينتهي إىل الفوضى، وستنعكس فيه القيم والأخلق، فريى الأفراد<br />
يف التنطع وعدم لستيحاء جسارة وشجاعة، ول تستبني املطالب الرضورية من غريها،<br />
)71(<br />
ويقل أو ينعدم احرتام الناس للقانون، ويختفي كل نظام يف املجتمع«.<br />
فالدميقراطية بنظر »اأفالطون« متثل حكم املغالطني السوفسطائيني الذين يعملون<br />
على دراسة سلوك الشعب بدل تعليمه، كما يقومون بصياغة شهواته يف صورة قيم أخلقية،<br />
ياأتي ذلك انطلقاً من أن سياسة »هوؤلء الغوغائيني الدمياغوجيني ليست إل تسجيلً للواقع<br />
)72(<br />
وانعكاساً لأهواء اجلمهور«.<br />
املعادلة السابقة عند »أفلطون« توؤدي إىل تدهور احلكم الدميقراطي الذي يوؤدي<br />
بدوره إىل نساأة نظام الطغاة ذلك لأن التطرف يف احلرية ل ميكن أن يوؤدي إل إىل التطرف<br />
يف العبودية سواء من الفرد أم الدولة. من هنا، »تنساأ احلكومة لستبدادية بطريقة طبيعية<br />
378
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
من احلكومة الدميقراطية، أي أن احلرية املتطرفة تولد أرشاراً، وأوضع أنواع الطغيان«. )73(<br />
جتدر االشارة اإىل اأن »اأفالطون« ل يحبذ الدميقراطية يف الدولة التي رسمها يف<br />
اجلمهورية، بل إنه موؤيد »للستبداد املفرط«. فهو يعترب احلكم ممثلً للألوهية والدولة التي<br />
يراها هي طاغية، ولكن حسبما يرى »طغيان صالح«. على أية حال فاإن الدولة املثالية<br />
التي رسمها هي »دولة قوية كلية يحكمها فيلسوف ليس يف احلقيقة سوى طاغية، لأنه ذو<br />
)74(<br />
سلطان غري حمدود«.<br />
ولكن ملاذا يعادي »اأفالطون« الدميقراطية؟ يعود ذلك إىل روؤيته املتمثلة يف<br />
أنه من الدميقراطية يولد الطغيان، ومن الواضح أنه يقصد »الطغيان الطالح« الذي يرفضه<br />
أفلطون، ويعود ذلك إىل أنه »مثلما تولد الدميقراطية من لوليغارشية ولوليغارشية من<br />
التموقراطية، ويجري هذا كله وفقا جلربية صارمة، وملسار داخلي حمض«. )75( وبشكل<br />
أوضح هو يرى أن املستبد »ابن حقيقي للدميقراطي«، )76( وهو ل يفرق بينهما، ول يفرق<br />
يف موقفه جتاه لثنني.<br />
نحن هنا أمام موقف »أفلطون« الرصيح من النظام الدميقراطي الذي ينم عن عدم<br />
ثقته به، ذلك أنه اعتربه أحد نظم احلكم الفاسدة، وجعله يحتل املكانة قبل الأخرية يف<br />
دورته لأشكال احلكومات الفاسدة، بل جعل الطغيان -وهو أكرث أشكال احلكم فساداً- يتولد<br />
)77(<br />
عنه مبارشة وكنتيجة ملثالبه املتعددة.<br />
املسوِّغ السابق لدى »اأفالطون« هو أولً، غياب العدالة يف الوقت نفسه الذي تظهر<br />
فيه حالة املزاوجة بينهما، وقد رأى أن الدميقراطية التي يتمسك بها الناس انطلقاً من أنها<br />
تعني )حكم الشعب لنفسه بنفسه( هي مقولة مظللة ذلك أن القوانني يف ظل الدميقراطية إمنا<br />
هي تعبري عن مصلحة أصحاب السلطة يف النظام فل يخرج معنى العدالة من كونها حديث<br />
عن مقياس ملدى حتقيق مصلحة الأقوى كما هو احلال يف نظم لستبداد. )78( ثانياً، بدايات<br />
وظروف الدميقراطية وظهورها القائمة على ملء قلوب القائمني عليها باحلقد والكراهية<br />
ضد الأغنياء. وعليه، تظهر الدميقراطية على أنقاض ما سبقها إما بحد السيف، أو عن طريق<br />
)79(<br />
اخلوف الذي يدفع الأغنياء إىل لنسحاب طواعية من امليدان.<br />
للخروج من املاأزق الذي قدمه أفلطون عمل )أرسطو 348ق.م _ 321ق.م( ، جاهداً<br />
لإيجاد تعريف ملاهية احلكم الصالح، فبحث يف أنواع احلكم املختلفة وأسباب لختلف<br />
فيما بينها، وقد عرف نظام احلكم »باأنه تنظيم )Texis( لأعلى مهمات املدينة، وهذه املهمات<br />
إما فرداً فتكون ملكية. وميكن املفاضلة بني أنواع احلكم على أساس البحث عن الغاية التي<br />
يتجه إليها نظام احلكم، هل هو لفائدة املجموع أو لفائدة احلاكم فاإن كان لفائدة املجموع<br />
379
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
فهو حكم صالح، أما إن كان لفائدة احلاكم فهو فاسد«. )80( وهكذا، فاإن عملية املفاضلة<br />
عند أرسطو تقوم على أساس تفضيل حكم على حكم انطلقاً من فلسفته العضوية التي<br />
ترى أن صالح الكل ينبغي أن يتقدم على صالح الأجزاء، ولكن هذا ل يعني القبول باملبدأ<br />
الدميقراطي لعتقاده »أن الدميقراطية دائماً تنحدر إىل نوع من أنواع الديكتاتورية إما<br />
)81(<br />
اجلماعية أو الفردية«.<br />
مما سبق، يتضح اأن »اأرسطو« عمل على تصنيف اأشكال احلكم، ففي حني تسمى<br />
احلكومات الصاحلة ملكية أو ارستقراطية أو »بوليتيا« )الدميقراطية املعتدلة( ، أما الفاسدة<br />
فهي الطغيان ولوليغاركية والدمياغوجية )الدميقراطية الفاسدة( ، ول يختار »أرسطو«<br />
حكماً معيناً ليكون أصلح هذه احلكومات، لأن لكل منها حسناته وسيئاته، وكل منها يصلح<br />
لظروف معينة. ولكي يكون »أرسطو« بعيداً عن املواقف الضبابية، فقد رأى أن أفضل أشكال<br />
احلكم هو حكم الأكرثية الصاحلة، لأن رأي الأكرثية خري من رأي الأقلية، والفساد يصيب<br />
الفرد أرسع مما يصيب الكرثة لذلك »انتهى إىل دستور وسط بني الأرستقراطية والدميقراطية<br />
هو الذي يسمى بالبوليتيا ]الدميقراطية املعتدلة[«. )82( ومسوِّغ ذلك عنده أن هذا النوع من<br />
احلكم أنه يويل احلكم للطبقة املتوسطة؛ فيتفادى حكم الأغنياء والفقراء على حد سواء، وهذا<br />
الأمر يكسب الدولة »الفضيلة« وهي بدورها »وسط بني رذيلتني«. )83( كما أن لأرسطو إمياناً<br />
نسبياً بقيمة الأكرثية »فاجلمهور، مع أنه ميكن أن ل يتكون من أناس طيبني ]افرادياً[،<br />
)84(<br />
فاإنه، مع ذلك، ميكن له، جمتمعاً، أن ميلك تفوقاً جماعياً«.<br />
يهدف بحث »أرسطو« يف الدميقراطية املعتدلة للوصول ملرحلة لكتفاء بوجود احلكم<br />
الصالح القادر على حماية الفقري من لضطهاد والغني من املصادرة. وعليه، فقد كان<br />
»أرسطو« على قناعة أن الطبقة الوسطى قادرة على احلكم على نحو أفضل يف سبيل مصالح<br />
اجلميع.<br />
عند دعوة »أرسطو« لإقامة النظام املختلط اجلامع، ركز على حماور عدة أهمها املحور<br />
القانوين الذي ذهب إىل رضورة وجود قانون أعلى يتم تسريرّ اجلماعة على أساسه، وضمان<br />
ذلك وجود الدستور الضامن للفكرة العاقلة يف املجتمع املتجسد فيه. ولهذا، فاإن مصدر<br />
السيادة للقانون، وليس للحاكم، ذلك أن احلاكم بالرضورة واقع يف لنحراف، أما القانون<br />
فيبقى احلقيقة الوحيدة املجردة عن ذلك، ولو بصورة منقوصة، فهو مل ينزه القانون عن<br />
)85(<br />
اخلطاأ والفساد بشكل كامل، ولكنه يبقى الضمانة الوحيدة للوصول إىل الأقل فساداً.<br />
ولكن ما سبق، مل يجعل »أرسطو« يقدس هذا النوع من احلكم الذي أسس له بنفسه إىل<br />
ما ل نهاية، بل وضع املحاذير التي تفسده حيث يرى أن الدميقراطية املعتدلة قد تفسد إذا<br />
380
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
تركزت الرثوة يف يد جمموعة قليلة من الأغنياء الذين يرفضون اشرتاك غريهم معهم يف<br />
احلكم، أو عندما متيل إىل الطرف الآخر، وهو الدميقراطية املتطرفة. )86( كما أن أسوأ أنواع<br />
الدميقراطية هي الدميقراطية التي يتوىل القيادة فيها كل من »هب ودب«، وتصبح فيها<br />
إرادة العامة فوق القانون عندها نصبح أمام استبداد دميقراطي بدل أن يكون فردياً يصبح<br />
جماعياً بشكل من الأشكال السلطوية ذات البعد القمعي. ولهذا فاإنه يرى أن اعتبار الناس<br />
سواسية أمر مبالغ فيه، ول ينبغي أن يعد صحيحاً »إذ من املحال أن نسوي بني العاملِ وبني<br />
اجلاهل، بني اخللق املبدع وبني الكسول، بني الشجاع وبني اجلبان، ]بني[من يسعى إىل<br />
)87(<br />
خدمة اجلميع وبني من ل يراعي إل مصلحته اخلاصة«.<br />
بينما )سبينوزا - 1632 1677م( ، فريى من خلل مطولته رسالة يف اللهوت<br />
والسياسة، )88( أنه ميكن وجود جمتمع إنساين دون أدنى تعارض مع حق الفرد الطبيعي<br />
واملدين يف احلكم، وذلك من خلل احرتام كل عقد احرتاماً كاملً »هذا الرشط هو أنه يجب<br />
على كل فرد أن يفوض إىل املجتمع كل ما له من السلطة املطلقة يف إعطاء الأوامر التي<br />
يتعني على كل فرد أن يعطيها إما مبحض اختياره، وإما خوفاً من العقاب الشديد، ويسمى<br />
)89(<br />
نظام املجتمع الذي يتحقق على هذا النحو بالدميقراطية«.<br />
هنا يرى »سبينوزا« يف أخذ هذا املنحى مسورّغاً لتشكيل مقومات الدولة حتى لو مل تكن<br />
ذات تكامل يف سلحيتها ما دامت متثل »العقل واملجتمع«، فهو يرى أن أفضل جمتمع هو<br />
أقربها إىل الطبيعة، ومبا أن هدف املجتمع حتقيق احلرية، فاإن حتقيقها يجب أن يتم بالطرق<br />
)90(<br />
الطبيعية، وأن الدولة يجب أن تكون قوية وممثلة للقوة، وإن أساءت استعمال سلطتها.<br />
كما أنه ل يوجد من استطاع لستمرار يف احلكم إىل ما ل نهاية عن طريق العنف، ولهذا<br />
فاإن تناقض القرارات املضطربة يف نظام احلكم الدميقراطي حتديداً، وذلك حسب وجهة نظر<br />
»سبينوزا«، يعود إىل سببني: »أولهما، أنه يكاد يكون من املستحيل أن يتفق أغلبية الناس<br />
داخل جمتمع كبري على أمر ممتنع، وثانيهما، أن الغاية التي ترمي إليها الدميقراطية واملبدأ<br />
الذي تقوم عليه هو تخليص الناس من سيطرة الشهوة العمياء والإبقاء عليهم بقدر الإمكان<br />
يف حدود العقل بحيث يعيشون يف وئام وسلم، فاإذا خضع هذا الأساس انهار البناء كله،<br />
فعلى عاتق احلاكم وحده تقع مهمة املحافظة على هذا املبدأ، وعلى الرعايا تنفيذ أوامره،<br />
وأل يعرتفون بقانون إل ما نسبه احلاكم«. )91( مستدركاً استجلب العبودية املقنعة فيما<br />
طرح يرى رضورة السري على خط فاصل دقيق ما بني احلرية والعبودية، ذلك أن الدولة<br />
تراعي مصلحة الشعب كله، ولهذا فاإن طاعة احلاكم ل تعدُّ عبودية »فاأكرث الدول حرية تلك<br />
التي تعتمد قوانينها على العقل السليم ففي مثل هذه الدولة يستطيع كل فرد، إذا أراد، أن<br />
)92(<br />
يكون حراً أن يعيش مبحض اختياره وفقاً للعقل«.<br />
381
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
إن متسك »سبينوزا« باملنطلقات الطبيعية ياأتي نتيجة رفضه للفكرة اللهوتية، ومدى<br />
ارتباطها بالدولة. يظهر ذلك من خلل نظرته إىل الإشكاليات التي تسود يف الدولة، وذلك<br />
من خلل ربط املشكلة الدينية واملشكلة السياسية على أساس أنهما وجهان ملشكلة واحدة.<br />
واستناداً إىل ذلك يركز »سبينوزا« يف فكره على أن »املهمة هي طرد اخلوف والبغضاء ورد<br />
)93(<br />
العقل إىل الأرض«.<br />
ومن خلل اجلدل بني الدين والسياسة، فاإنه يقف بوجه سيطرة الكنيسة إىل جانب<br />
احلكام ويعطيهم سلطات واسعة جداً، ولكن هذا ليس موقفه النهائي فهو واقع بني لختيار<br />
بني سيطرة امللوك والكنيسة، مفسلً الأوىل، ولكن هذا ل يعني قبوله للحكم امللكي، يظهر<br />
ذلك من خلل قوله عن امللكية »يلمس املرء كم هو مرض بالشعب الذي مل يعتد قط على<br />
السلطة امللكية، والذي ميلك دستوراً أن يحكم حكماً ملكياً«. )94( ولكن مبا أن الأمر يدور<br />
حول املفاضلة، فاإنه رغم انتقاده للحكم امللكي فاإنه يرى أنه الأفضل كاأمر واقع، ويف<br />
الوقت نفسه يرى يف احلكم الدميقراطي »الأقرب إىل احلالة الطبيعية« التي انطلق منها يف<br />
)95(<br />
البداية.<br />
والشوؤال هنا، يف ما يتعلق »بسبينوزا« هل هو ملكي اأو دميقراطي؟ يبدو<br />
أنه كان يسعى إىل الوصول للحكم الدميقراطي، ولكنه يف الوقت نفسه، كان أمام خيارات<br />
املرحلة القائمة يف عرصه، وبالتايل عمل على اختيار النمط امللكي يف احلكم مع وقوف<br />
جلي ضد الدين يف احلكم، وهذا الأمر جتسد يف وقوفه ضد الكنيسة ومبا حتمل من أفكار.<br />
»سبينوزا« هنا ميهد للتاأطري مللمح العلمانية التي اجتاحت أوروبا موؤسساً ملرحلة تقوم<br />
على إقصاء الكنيسة/ الدين، وتعزيز مبدأ فصل الدين عن السياسة/ الدولة.<br />
الدميقراطية تُعَرفْ بدقة، واحلديث »لسبينوزا«، »هي احتاد الناس يف جماعة لها<br />
حق مطلق على كل ما يف قدرتها، وترتتب على ذلك النتيجة القائلة أن احلاكم ل يلتزم باأي<br />
قانون، ويجب على اجلميع يف كل شيء، لأنهم قد فوضوا له مبوجب عقد رصيح أو ضمني<br />
كل قدرة كانت لديهم على املحافظة على أنفسهم أي حقهم الطبيعي«، )96( ويف لجتاه<br />
ذاته، الدميقراطية متثل النظام الأقل بعداً عن احلرية واملساواة الطبيعيتني، لأن كل فرد<br />
ينقل حقه الطبيعي لأغلبية املجتمع الذي يشكل يف حد ذاته جزءاً منه، إن اجلميع يبقون<br />
)97(<br />
إذن متساوين كما كانوا سابقاً يف احلالة الطبيعية.<br />
اإن نظرية الدميقراطية كما بلورها »سبينوزا« نابعة من منطلق تطورها الأساس<br />
من خلل إجراء عملية التقاء بني السلطة واحلرية. )98( من ناحية كون الدميقراطية بوصفها<br />
احلالة الأصلية للعلقات بني الناس )99( ، فالدميقراطية كاأحد أشكال احلكم املفضلة لدى<br />
382
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
»سبينوزا« نابع من قوة الكل وإرادتهم جمتمعني حتل من خلل لحتاد لجتماعي حمل<br />
قوة كل فرد وشهيته. ويعود هذا الأمر إىل أن النظام الدميقراطي ل يفوض أي فرد حقه<br />
الطبيعي إىل فرد آخر بحيث ل يستشار بعد ذلك يف شيء، بل يفوضه إىل الغالبية العظمى<br />
من املجتمع الذي يوؤلف هو ذاته جزءاً منه، وفيه يتساوى الأفراد كما كان احلال من قبل<br />
)100(<br />
يف احلالة الطبيعية.<br />
وعليه، لقد عبُنيت فلسفة »سبينوزا« على مبدأ القبول بالنظام الدميقراطي لأنها تعرب<br />
عن رغبته وهدفه »وهو بيان أهمية احلرية يف الدولة«. )101( لأن املفاضلة بني أنظمة<br />
)102(<br />
احلكم خاضعة ملقدار إعادة البحث عن رشوط احلرية يف كل منط من أمناط الدولة.<br />
أما )جون ستيورات مل - 1806 1873( ، فقد قدم مقاربة بني السلطة واحلرية<br />
املدنية, ولجتماعية حيث حالة املواءمة القائمة على أن طبيعة السلطة متارس من قبل<br />
املجتمع رشعاً على أن ميارسها يف حق الفرد وحدود هذه السلطة. )103( كما أن الغاية<br />
اليتيمة التي تتيح للناس التعرض بصفة فردية أو جماعية حلرية الفرد هي حماية أنفسهم<br />
منه، »فاإن الغاية الوحيدة التي تربر ممارسة السلطة على أي عضو من أعضاء أي جمتمع<br />
)104(<br />
متمدن ضد رغبته هي منع الفرد من الأرضار بغريه«.<br />
يطرح »مل« مبادئ متثل صميم موطن احلرية الإنسانية, وهي تشمل: »املجال<br />
الداخلي للوعي وهذا يقتضي حرية العقيدة يف أوسع معنى لها، وحرية الفكر والشعور،<br />
وحرية الرأي، وامليول يف جميع املوضوعات، عملية أو علمية، مادية أو أدبية، دينية، أو<br />
دنيوية«. )105( ياأتي ذلك انطلقاً من أن أي جمتمع ل ميكن أن ينعم باحلرية دون أن يكفل<br />
جمموع احلريات العامة من التجمع املرشوط، وحتى حرية الأذواق واملشارب ...الخ على<br />
أن ل تنال الآخرين برضر، حتى لو اختلفوا يف لعتقاد، باأن هذه احلرية تتصف بالسخف<br />
أو اخلطاأ ما دامت ل تضريهم.<br />
وعليه، فاحلرية تعني يف جوهرها إطلق العنان للناس ليحققوا خريهم بالطريقة<br />
التي يرونها، طاملا ل يحاولون حرمان الآخرين من مصاحلهم، أو ل يعوقون جهودهم<br />
لتحقيق تلك املصالح، فكل فرد يعدرّ أصلح رقيب على ثروته اخلاصة لتحقيق تلك املصالح،<br />
سواء أكانت هذه الرثوة جسمانية، أم فكرية، أم روحية, وتستفيد الإنسانية من ترك الأفراد<br />
أحراراً يعيشون يف الدنيا على اختيارهم, وحسب مشيئتهم، أكرث مما تستفيد من إرغام كل<br />
)106(<br />
فرد على أن يعيش وفقاً ملا يراه غريه.<br />
يوؤسس »مل« للحديث عن الليربالية )107( التي مهد ملزاوجتها بالدميقراطية لحقاً،<br />
عند حديثه عن الأنظمة الدميقراطية حيث يرى أن القائمني على السلطة جاءوا كوكلء عن<br />
383
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
الشعب متثل إرادتهم فرتة حكمهم, وللشعب حق عزلهم متى شاءوا، وغياب لستبداد يتطلب<br />
توحيد إرادة احلاكم باإرادة املحكومني، لكن هذه احلالة املثالية غري واردة على أرض<br />
الواقع, فاحلقيقة أن السلطة ل متثل الإرادة العامة, وإمنا متثل إرادة الأكرثية. )108( وهنا<br />
قد تتعرض الأقلية للستبداد، ولهذا ل بد من توافر احلرية للفرد كعامل متجسد يف بنيان<br />
احلرية التي تطرح ومتهد للدميقراطية، إن توفرت فيها رشوط احلرية املطروحة.<br />
جتدر الإشارة هنا، إىل أن وضع السلطة يف يد الشعب غري كافٍ يف رأي »مل« حلماية<br />
حريات الأفراد, ولهذا، فهو يقدم نقداً لوضع السلطة بيد الشعب لأنه يرى فارقاً كبرياً بني<br />
احلكام واملحكومني، فاحلكام ميثلون الأغلبية فقط وليس الشعب كله، واحلكومة متثل الرأي<br />
العام للأغلبية التي تطغى على حقوق الأقلية. من هذا املنطلق يرفض »مل« الربط بني<br />
إرادة الشعب، وإرادة الأغلبية ملا قد يحدث من جتاوزات ضد مصالح الفرد أو الأقلية. هنا<br />
الفكرة الأفلطونية عند »مل«، ولكن مع فارق املسورّغ، فهو يرى أن الشعب قد مييل إىل قهر<br />
فصيل منه، وبالتايل فهناك حاجة للحتياط ضد هذا امليل، وبالقدر نفسه لحتياط ضد<br />
)109(<br />
أي إساءة لستخدام السلطة.<br />
إضافة إىل ما سبق، فاإن »مل« يرفض تدخل السلطة حتت ذرائع خمتلفة من باب أنه<br />
أفضل للفرد لو تقيد مبتطلبات السلطة، وأن ذلك سيوفر السعادة. وعليه، فالفرد مسوؤول عن<br />
سلوكه أمام املجتمع هو ما ميس الآخرين، أما تاأثر صاحب السلوك نفسه فهو حر، وله<br />
حرية مطلقة ل حدود لها، فللفرد سيطرة كاملة على نفسه، وعلى بدنه وعقله. )110( وهنا،<br />
حذر »مل« من لنتقاص من حرية الفرد، أو ممارسة وصاية أبوية عليه بوساطة احلكومة،<br />
ولهذا يرى »أن مشكلة احلرية تطرح باإحلاح داخل الدولة الدميقراطية ... بقدر ما تزداد<br />
)111(<br />
احلكومة دميقراطية بقدر ما ينقص ضمان احلرية الفردية«.<br />
إن »مل« ل يحبذ سيطرة الدولة على سلحيات موسعة إىل جانب رفضه ملا يسمى<br />
باملجتمع الدميقراطي لنعكاس ذلك بالرضورة على حرية الفرد، وبالتايل وقوعه يف<br />
لستبداد الذي ينعكس بصورة سلبية، فقد خلص إىل أن لستبداد ميثل حالة من اجلمود،<br />
)112( ولهذا حذر مما ميكن أن يوصف باحلرية يف الوقت الذي يلبس لستبداد يف ظل حالة<br />
سيطرة احلكومة الدميقراطية الشعبية بالصورة التي قدمها.<br />
وهذا الأمر مثرّل مدخلً لفكر »مل« القائم يف أحد جوانبه على لقتصاد الليربايل.<br />
الذي ربطه بالدميقراطية النيابية التي متثل تتويجاً سياسياً متطوراً عما سبقه من أنظمة<br />
ل تعني بالرضورة املساواة بني الناخبني، بل قدم نظام التمثيل النسبي مع إعطاء وزن<br />
انتخابي أكرب للكفاءات، وقد ذهب إىل لقرتاح باأن يضع العمال على وجه التحديد ليصفهم<br />
384
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
باجلماهري اجلاهلة، وطالب بحرمانهم من حق لنتخاب. وهذا تناقض واضح بني املناداة<br />
بالدميقراطية، مع عدم إميانه باأهم أعمدة الدميقراطية، ولو نظرياً على الأقل، وهو املساواة.<br />
ولهذا، وضع رشطاً يتمثل يف أنه »من غري اللئق بتاتاً أن يسمح لأي فرد بالشرتاك يف<br />
لنتخابات ما مل يكن قادراً على الكتابة والقراءة والإملام مببادئ الرياضيات«، )113( وهو<br />
ما مل يكن متاحاً حينها يف أوروبا.<br />
هكذا كان الأمر يف نظر الأخر املستلهم عندما قال أحدهم معرباً عن الدميقراطية<br />
املبتغاة يف الوليات املتحدة كاأمنوذج: »عندما أذكر العامة أقصد إرشاك القسم العاقل<br />
منها. أما اجلهلة والأجلف فغري موؤهلني لإصدار أحكام على أساليب احلكم قدر عجزهم عن<br />
إدارة دفته«. )114( كما نظر للشعب على أنه »وحش هائل« يجب ترويضه، هكذا كان الأمر<br />
وما زال، مبعنى أن دميومة الدميقراطية مرتبط مبقدار خدمة السادة.<br />
وحني يرى »روسو« إن أية دميقراطية تعطي لنفسها ممثلني هي دميقراطية اقرتبت من<br />
نهايتها، وهو الأمر الذي يرفضه )مونتسكيو 1755_189م( ، فاإنه يرى باأن كل دميقراطية<br />
بل ممثلني هي استبداد شعبي سيتجسد لحقاً »ذلك لأنه يُكرّوُِن عن الشعب فكرة خاصة<br />
جداً توؤكدها هذه الدميقراطيات القدمية، حيث كانت حرية »الرجال الأحرار تشغل مقدمة<br />
املرسح تاركة يف الظل خمتلف احلرفيني والعبيد«، ولهذا ل يحبذ »مونتسكيو« أن تتمثل<br />
السلطة ب »حثالة الشعب«. دور الشعب وبهذه املواصفات فاإن دور الشعب هو اختيار ممثليه<br />
لنفسه ليس إل، لأن الشعب الدوين إن جاز التعبري عاجز عن التفكري والتقييم. اذن، كيف<br />
)115(<br />
يستطيع الشعب احلكم مبا أنه ميثل غياب العقل متاما؟<br />
ال متثل الدميقراطية حالة مثالية عند »مونتسكيو«، ويبني رأيه هذا على فهمه<br />
لتاريخ الدميقراطية التي كانت سائدة قدمياً، فعند قيام الطبقات التي متثل جتزئة الشعب,<br />
وانعكاس هذا الأمر على دور الناس, وحرمان بعضهم من لنتخاب، حيث يصبح لنتخاب<br />
من حق السادة وأن »الإمكانات والرثوات هي التي كانت تقرتع أكرث مما كان الأشخاص<br />
يقرتعون«. ولقرتاع العام حسب الفهم الروماين، ولها ضمن املواصفات السابقة، ميثل<br />
»قانون أساسي للدميقراطية«، ويف الوقت نفسه، ما لقرتاع إل »ميزة أسياد الأرستقراطية<br />
للسبب نفسه، وهو أنهم بذاتهم يشكلون عظماءهم اخلاصني، ومن دون شك، فاإن الوسيلة<br />
)116(<br />
الأكرث تاأكيداً لتاأمني استمرار قابلية »طبيعية« جداً هي يف إنتاجها بالضبط«.<br />
يتقاطع »مونتسكيو« يف النظرة العامة للشعب باملفهوم السلبي الدوين مع »جون<br />
ستيورات مل«، وهما يلتقيان إىل حد كبري حول فكرة التمثيل النيابي، ولكن مع حدة<br />
أقل عند »مونتسكيو« من »مل«. اخلشية التي تلحق »مونتسكيو« هي من سقوط النفوذ<br />
385
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
السياسي بني يدي »حثالة الشعب« هذا رشط مسبق عنده يف ظل التغريات احلارضة يف<br />
زمنه، عندما مل تعد الدميقراطية متت إىل احلارض بصيغة التجربة التي تورثه إياها مع<br />
)117(<br />
صبغها بل إنسانية الفضيلة الغائبة.<br />
ما املوقف السابق من الدميقراطية مع توضيح املحاذير جتاهها إل لتقدمي »فكر<br />
جديد« ملفهوم احلكم, والياته. ياأتي ذلك من خلل ما قدمه من معاجلة لفصل السلطات،<br />
وإن مل يكن »مونتسكيو« أول القائلني بها فهو جهد يف متحيص آراء من سبقوه، ثم عمل<br />
على صياغتها صياغة جيدة، وقدمها تقدمياً دقيقاً إىل حدرّ ارتبط فيه مبدأ فصل السلطات<br />
)118(<br />
باإسمه.<br />
جاء الطرح »املونتسكيو« عندما كان همُّ املنادين باجلمهورية يف بريطانيا ينصب<br />
على اخلروج من سلبية تركيز السلطة؛ ذلك أن النظام اجلمهوري الدميقراطي مل يكن واضح<br />
املعامل، فهو يبحث عن »مثالية أثينا« مع إيجاد خمارج حلالة اخلوف كما قلت سابقاً،<br />
من تركز السلطة. ولهذا، أُنشئت احلكومة املختلطة بني الشعب والأرستقراطية والعمل على<br />
إيجاد نظام يستطيع نوعاً ما التغلب على النزعة التي يجب جتنبها، والتي تنطلق باجتاه<br />
هيمنة القلة أو هيمنة حاكم مستبد، ولكن بسبب صعوبة احللول ملشكلة تكوين حكومة<br />
خمتلطة جلمهورية دميقراطية، فاإن الدميقراطيني على الرغم من أنه ل يتوافر لديهم الوضوح<br />
الكامل حول ذلك مت استبدال الفكرة السابقة بنمط للحكم بصورة مبتكرة, والتي أبرزها<br />
»مونتسكيو«, وهي التي تقوم على الفصل الدستوري واملوؤسساتي )مبدأ فصل السلطات(<br />
إىل ثلثة أقسام رئيسة هي الترشيعية، والتنفيذية، والقضائية، وقد جاء ذلك انطلقاً من<br />
أنه عند تركز السلطات الثلث يف مركز واحد فذلك ميثل جوهر الطغيان بذاته. ولهذا, يجب<br />
)119(<br />
وضعها يف موؤسسات منفصلة كل منها تقوم بوظيفة مراقبة السلطتني الآخريتني.<br />
يربهن »مونتسكيو« على االأمر السابق بقوله: »إن احلرية السياسية ل ميكن<br />
ضمانها إل يف احلكومات املعتدلة, ويف احلكومات املعتدله ل تتحقق احلرية السياسية<br />
إل عند عدم إساءة استعمال احلق, وقد أثبتت التجارب أن كل إنسان يتمتع بسلطة يسئ<br />
استعمالها بتماديه يف استخدامها حتى يجد حدوداً توقفه عن التمادي يف الإساءة. إن<br />
الفضيلة نفسها بحاجة إىل حدود، وللوصول إىل نقطة عدم إساءة استخدام السلطة يجب<br />
أن يقوم النظام على أساس أن السلطة حتد السلطة Power( )Power Arrest ، ول قيمة<br />
للقوانني والقواعد الدستورية إن مل تكن السلطات يف أيدي هيئات مستقلة )120( حترص كل<br />
)121(<br />
منها على استعمالها لتحقيق الصالح العام، وليس للصالح الشخصي«.<br />
وأما )ديفيد هيوم 1711- 1776( ، )122( فقد قدم عرب طرحه »يف العقد لبتدائي«<br />
وصول احلاكم للحكم إما من خلل لغتصاب أو الغزو »دون أن يدعي جمرد ادعاء باأنها<br />
تستند إىل موافقة عادلة من الشعب، أو إىل خضوع ذلك الشعب خضوعاً اختاره باإرادته«<br />
386
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
هذا مبتدأ تشكل احلالة لبتدائية السلطوية كما يراها »هيوم«، وما ياأتي على أساس<br />
هذا املنطلق ل يشكل علمة فارقة على واقع املحكومني. إذن، ما ميكن وصفه باحلالة<br />
الدميقراطية القائمة على تعزيز اغتصاب السلطة ل يعني شيئاً إيجابياً بالرضورة، وبهذا<br />
املعنى يقول »هيوم«: وحيث ل تعرتض القوة جمرى احلوادث، ويجرى انتخاب، فما حقيقة<br />
هذا لنتخاب الذي يهللون له؟ إنه إما التقاء نفر قليل من عظماء الرجال يقضون يف<br />
الأمر نيابة عن املجموع، ول يسمحون بصوت يعارض، أو أن يكون غضبة جمهور يضلله<br />
رئيس عصابة قد ل يكون معروفاً لأثنى عرش شخصاً من بني ذلك اجلمهور كله... أفتكون<br />
هذه لنتخابات املهوشة -ومع ذلك فقلما حتدث- من قوة السلطة بحيث تكون الأساس<br />
)123(<br />
الرشعي الوحيد لكل حكومة ولكل ولء؟«.<br />
مل يكتفِ »هيوم« بحالة الترشيح ملفهوم احلكم وتداخل لستبداد بالنتخابات<br />
كضمانة لستمراره لكنه نظر باستهجان إىل »السهولة التي يجري فيها حكم الكرثة من قبل<br />
القلة« اخلضوع الضمني الذي يسلم به املحكومون »مصريهم حلكامهم«، وهذا دفعه إىل<br />
الدهشة والعجب، لأن »القوة تكون دائماً إىل جانب املحكوم«. لو أدرك الناس ذلك لنتفضوا<br />
وأطاحوا بحكامهم. كما أن »هيوم« خرج باستنتاج مفاده أن احلكومة قائمة على »التحكم<br />
بالرأي«، وهو مبدأ عام »ينسحب على أشد احلكومات استبداداً وغالبية احلكومات العسكرية،<br />
وكذلك على أكرثها حرية وشعبية«. وهنا يرى أن الواقع قائم على أنه كلما كانت احلكومة<br />
أكرث »حرية وشعبية« كان من الرضوري لعتماد على رقابة الرأي والسيطرة عليه لضمان<br />
)124(<br />
اخلضوع للحكام.<br />
يرفض »هيوم« نظرية »لوك« القائمة على »املوافقة الضمنية« كحالة توافقية يف<br />
احلكم، فهو يرى أن معظم الناس جمربون على العيش يف البلد التي ولدوا فيها، وهم إذ<br />
يدينون بالطاعة حلكوماتهم فاإنهم يقومون بذلك بسبب »املنفعة« التي توفرها احلكومة<br />
لهم، وهنا يقول »هيوم«: »إن املجتمعات ل تستطيع أن توجد بدون حكومات، ولذلك<br />
فالطاعة واجبة، ولكن إذا مل تعد احلكومة نافعة، أي غدت طغياناً ل يطاق، فعندئذ يسقط<br />
واجب الطاعة عن املواطن. وتكون احلكومة صاحلة أو طاحلة تناسباً مع فائدتها للجماعة«.<br />
)125(<br />
ولكن هل ميكن حتديد ما طرحه »هيوم« على اأرض الواقع؟ هنا يرى<br />
)الكسيي ده توكفيل 1805- 1859( صعوبة حتديد أوجه لستبداد يف الدميقراطية<br />
احلديثة، وذلك بسبب تواريها غالباً خلف مقولت العدالة والتحرر وخلف شعارات إلغاء<br />
مراكز التسلط التي تطبع احلقب لرستقراطية الغابرة. إن حالة تشكل لستبداد اجلديد من<br />
وجهة نظر »توكفيل« يف رحم الدميقراطية احلديثة، يتم من خلل متدد قدرات الدولة اخلفية<br />
إىل تفاصيل احلياة الفردية، ولهذا نرى أن الدولة باسم املساواة والدميقراطية تصادر<br />
387
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
ارادة املواطنني وتهجنهم؛ فتغيب احلرية باسم منبع احلرية )الدميقراطية( . وعليه، نرى أن<br />
بذور لستبداد توجد يف ثنايا النظام الديقراطي نفسه، وعليه، ل حدود فاصلة بني النظام<br />
)126(<br />
الدميقراطي، وأنظمة لستبداد السابقة.<br />
اخلامتة- مالحظات نقدية:<br />
مثلت الدميقراطية وما تزال السوؤال الأكرث بحثاً يف املاهية حتى الآن, وهو ما مل يتم<br />
حسمه بشكل قاطع اعتبارات عدة. لكن يف هذا السياق خرج الباحث ببعض التقاطعات حول<br />
مفهوم الدميقراطية, ولكن ليس بالتعامل بصورة مطلقة، بقدر ما هي حالة من التلقي يف<br />
ظروف معينة، وعرب حقب خمتلفة.<br />
عند احلديث عن منبت الدميقراطية املهاد الأول لها يف بلد الإغريق، فاإن احلالة هنا<br />
ل يبدو عليها صفة املثالية، كما يظن بعضهم، بقدر ما كانت حالة انقلبية على واقع سائد<br />
عُ رب عنه من خلل حكم الطبقة الأرستقراطية, وهو ما أدى إىل التنازل املظهري لإيجاد<br />
خمرج من املاأزق الذي كان يلُفَهم، ولكن مع بقاء )الأرستقراطيني( يف احلكم بصورة أو<br />
باأخرى، فاإن مفهوم الشعب املعرب عنه بصورة دونية يظهر بوضوح عند بعض املفكرين.<br />
كما أن حق لنتخاب مل يكن من حق غري الأحرار، أو مبعنى أدق، مل يكن إل من حق الأسياد<br />
فل مكان للعبيد يف لقرتاع أو املشاركة السياسية، ول مكان للنساء ول أحد يقرتع أو<br />
يحكم إل السادة. نحن هنا أمام حكم أرستقراطي بصبغة دميقراطية, وهو ما كان يبحث<br />
عنه أرسطو، وإن بصورة خمتلفة نوعاً ما.<br />
بهزمية أثينا مل تنتهي الدميقراطية لقد انتهت التجربة الدميقراطية باعتزال »صولون«<br />
وبشعور »بركليس« بالإحباط. لكن أعلن عن شهادة الوفاة للدميقراطية املبارشة التقليدية<br />
بهزمية أثينا, وبالرصاعات مع املدن الأخرى, وبالثورة من قبل العبيد, ظني هنا أنه ل ميكن<br />
احلديث عن جمتمع مثايل ضمن هذا الواقع الرتاجيدي املعرب عنه بالنهايات اجلنائزية.<br />
عرب احلقب املختلفة مل يظهر أن عربرّ أحد الفلسفة بالقبول التام واملطلق بالدميقراطية<br />
للمحاذير التي ساقوها، كما رأينا، هذا عند احلديث عن الفلسفة التقليديني, وهو كذلك<br />
حال معظم الفلسفة يف العصور اللحقة. وقد ظهر من فاضل بني الدميقراطية كحالة<br />
طبيعية ميكن التعامل معها للخروج من لستبداد يف الغرب كما هو احلال عند »سبينوزا«.<br />
ولكن حتى املوؤطرين لليربالية الغربية- كما هو الأمر عند »مل« أو »لوك« وغريهم- ،<br />
فاإنهم كانوا يبحثون عن شكل جديد للحكم مل يكن سائداً من قبل، ولكن الليربالية بصفتها<br />
املجردة كانت بحاجة لوعاء أو لنقل لإطار أشمل تطعم بها الأفكار الليربالية الناشئة بها.<br />
وهنا، أحييت الدميقراطية من سباتها وألبست النزعة الفردية مع احلرية )مع ما حتمل من<br />
إشكالية( واملساواة والعدل، وكل ما يف هذا العامل من أوصاف مثالية. ما التزاوج الليربايل<br />
388
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
الدميقراطي إل حالة من البحث للخروج من املاأزق وغطاء لتحقيق املنفعة حسب طرح<br />
»مل«، وهنا تلقف النظام الرأسمايل املفاهيم السياسية حيث دجمت بالواقع لقتصادي<br />
لتحقق مرشوعه عرب ما أصبح يعرف بالدميقراطية الليربالية، فهي يف ظاهرها تعرب عن<br />
املدينة الفاضلة يف جوهرها، وحش يبحث عن فريسة. ما الدميقراطية إل أداة للرشعية،<br />
وليست الدميقراطية الرشعية بذاتها، هذا ما تبحث عنه أنظمة احلكم. ولهذا، حتى الأنظمة<br />
الشمولية تاريخياً كانت تقدم نفسها على أنها دميقراطية. وعليه، ما التعريف للدميقراطية<br />
إل حالة من لفرتاض الفعلي لكونها على أرض الواقع، وإذا مت لفرتاض اجلديل باإمكانية<br />
التطبيق، فهل الدميقراطية نظام اجتماعي أو سياسي؟ وهل حتقق احلرية واملساواة والعدل؟<br />
وهل جمرد اخلضوع للقوانني يحقق الدميقراطية؟ أوليست معظم الأنظمة لستبدادية تفرض<br />
نفسها باسم القانون؟ لو أن الإيجاب صفة الرد ملا ظهر من يتحدث اليوم يف الغرب عن ما<br />
)127(<br />
بعد الليربالية.<br />
بقي أن نقول: يف هذا الإطار إن عملية حرص الدميقراطية بصندوق لقرتاع، وأنها<br />
تشكل حالة من حتقيق العدالة هو أمر بعيد عن الدقة فمهمة الشعب ليست خمترصة باختيار<br />
من هو الأفضل من »السادة«، وبعدها ينتهي دورهم. ولهذا لن »يتحقق التحول الدميقراطي<br />
عن طريق صندوق لقرتاع إذا مل يقرتن بتحول عقلي يف صندوق جمجمة الرأس: رأس<br />
النخب، كما رأس اجلماهري« متهيداً للتاأسيس لعقد سياسي - اجتماعي يشكل الضمانة<br />
لتحقيق العدل، وعدم مصادرة احلرية.<br />
تشكل الدميقراطية حالة من تعدد املفاهيم املتضادة وهذا أمر واقع ظهر من املقاربة<br />
السابقة، ولكن ليس بسبب التناقض ملجرد كونه كذلك فعلياً فقط، بل لأن حالة البحث<br />
املثلى عن ماهية الدميقراطية، وعن الأفضلية ملا سوف تكون عليه، هو الذي أحدث حالة<br />
من الإرباك حيناً، واجلدل يف أغلب الأحيان حول ماهية الدميقراطية. ولهذا، ميكن القول: إن<br />
الدميقراطية اليوم هي الإطار املتلقح مع الأفكار الليربالية التي تطرح تعدد الأحزاب، التي<br />
قد تكون هي ذاتها أحزاب مستبدة، ضامنة لتحقيق القانون، واحلرية، والعدل، واملساواة<br />
مع حتقيق أوسع مشاركة سياسية، ولكنها عاجزة عن املقاومة عند ظهور نظام مستبد<br />
يوظف الدميقراطية خلدمة نظامه، وهو ما ينعكس على نظم احلكم مقدماً بعمق حالة اجلدل<br />
بني الدميقراطية ولستبداد، ذلك أن معظم بقاع املعمورة توسم باأنها مستبدة، ويف الوقت<br />
نفسه، متارس احلالة املظهرية للدميقراطية، وهي أحقية اجلميع يف لنتخاب، فهل جتَ ُ ب<br />
الدميقراطية لستبداد ملجرد حتقيق هذا الرشط من الدميقراطية؟ أم أن الأمر يتجه نحو<br />
تغلغل لستبداد يف ثنايا النظام الدميقراطي، كما طرح »توكفيل« الذي رأى هذا التماهي<br />
بني التوجهني يف أكرث املناطق التي تقدم نفسها على أنها »دميقراطية«، وهو ما جنده<br />
يتعارض مع هذا الطرح على أرض الواقع.<br />
389
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
اهلوامش:<br />
1ديفيد . 1 هيلد: مناذج الدميقراطية، ترجمة فاضل جتكر، ط1 بغداد- بريوت، معهد<br />
الدراسات لسرتاتيجية، 2006، ص31 .<br />
2 جان جاك شوفالييه: تاريخ الفكر السياسي من املدينة الدولة إىل الدولة املدينة، ترجمة<br />
حممد عرب صاصيل، ط3، بريوت، املوؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش، 1995، ص<br />
.15<br />
. 3حممد عويضة: الفلسفة السياسية، ط1، بريوت، دار الكتب العلمية، 1995، ص 3_4<br />
. 4املرجع السابق، ص 6<br />
. 5راجع ثيودور جيانا كوليس: اليونان .. شعبها وأرضها، ترجمة حممد أمني رستم، ط1<br />
القاهرة نيويورك، موؤسسة فرانكلني للطباعة والنرش، 1963، ص _ 135 167.<br />
. 6انظر روبرت أ. دال: الدميقراطية ونقادها، ترجمة أحمد أمني اجلمل، ط1<br />
اجلمعية املرصية لنرش املعرفة، 2000، ص 29.<br />
7عمر . 7 عبد احلي: الفكر السياسي يف العصور القدمية، ط1 ، بريوت، املوؤسسة اجلامعية<br />
للدراسات والنرش، 2001، ص 62.<br />
. 8ديفيد هيلد: مرجع سابق، ص 36<br />
9سعيد . 9 زيداين: مقدمة يف الدميقراطية، ط2 ، القدس، املركز الفلسطيني لتعميم املعلومات<br />
البديلة، 1993، ص10.<br />
1010جان جاك شوفالييه: مرجع سابق، ص 81 نقلً عن جان جاك روسو: يف العقد<br />
لجتماعي.<br />
1 جان جاك روسو: يف العقد لجتماعي، ذوقان قرقوط، ط1، بريوت، دار القلم، 197<br />
. 3<br />
. 4<br />
، 5<br />
، 6 القاهرة،<br />
390<br />
2.<br />
. 8<br />
، 11<br />
ص 120.<br />
، 12<br />
ص 81.<br />
13<br />
املستقبل العربي، عدد ،1984 ،64 ص _ 157 .158<br />
. 14<br />
12عبد املعطي حممد عساف: مقدمة إىل علم السياسة، ط2، عمان، دار جمدلوي، 1987<br />
13 اسماعيل صربي عبد اهلل: »الدميقراطية داخل لحزاب الوطنية وفيما بينها«، جملة<br />
14احمد جمال: دراسات يف الفلسفة السياسية، ط1، الأردن، دار الكندي للنرش، ]د.ت[، ص 242<br />
1515سعيد زيداين ]وآخرون[: مرجع سابق، بحث عادل سماره، ص . 11
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
1616انظر ثيودور جيانا كوليس: مرجع سابق، ص _ 157 158 .<br />
17 عارف عادل مرشد: »الدميقراطية، مفهومها، نساأتها، مقوماتها«، املجلة الثقافية، عدد<br />
391<br />
17<br />
،2007 ،70 ص .91<br />
1818ثيودور جيانا كوليس: مرجع سابق، . 158<br />
1919انظر عبد الإله بلقزيز: العنف والدميقراطية، ط2، بريوت، دار الكنوز الأدبية، ، 2000<br />
ص 63؛ وحسن ظاظا: التطور التاريخي للدميقراطية، ط1 دمشق: دار الروؤية، 2007،<br />
ص 75.<br />
2020حممد زيعور: تطور الفكر السلطوي )العلمانية، الإسلم، املاركسية( ، ط1 ، بريوت، رشاد<br />
برس، 2003، ص 51.<br />
2121املرجع السابق، ص . 15<br />
. 222<br />
. 23<br />
املرجع السابق، ص 14<br />
23املرجع السابق، ص 14<br />
2424راجع هرني أرفون: الفوضوية، ترجمة هرني زغيب، ط1 ، بريوت، منشورات عويدات،<br />
.1983<br />
2525منذر الشاوي: الدولة الدميقراطية يف الفلسفة السياسية والقانونية، ط1 ، بريوت، رشكة<br />
املطبوعات للتوزيع والنرش، 2000، ص17.<br />
2626املرجع السابق، ص . 20<br />
2727أحمد جمال: مرجع سابق، ص . 237<br />
2828منذر الشاوي: مرجع سابق، ص . 41<br />
2929املرجع السابق، ص . 36<br />
3030زكريا إبراهيم: مشكلة احلرية، ط1، القاهرة، مكتبة مرص، ]د.ت[، ص( 18 ؛ وللإطلع<br />
على روؤية اليونان للحرية انظر حممود مراد: احلرية يف الفلسفة اليونانية، ط1، مرص_<br />
الإسكندرية، دار الوفاء للنرش، 2000.<br />
3131جان توشار: مرجع سابق، ص . 37<br />
3232ناظم عبد الواحد اجلاسور: موسوعة علم السياسة، ط1 ، عمان، دار جمدلوي،<br />
2004،ص197 .<br />
333 جان جاك روسو: مرجع سابق، ص . 116
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
3434انظر نعوم تشومسكي ]واخرون[: العوملة والإرهاب »حرب امريكا على العامل«، ترجمة<br />
حمزة املزيني، ط1، القاهرة، مكتبة مدبويل، 2003، بحث تيم وايز: تعريف الدميقراطية،<br />
ص . 203<br />
3535جمال علي زهران: الأصول الدميقراطية والإسلح السياسي، ط1 ، القاهرة، مكتبة<br />
الرشوق الدولية، 2005، ص 39.<br />
3636__: املعجم الفلسفي، ط1، القاهرة، الهيئة العامة لسوؤون املطابع الأمريية، ، 1979<br />
ص 86.<br />
3737عبد املنعم احلنفي: املعجم الشامل ملصطلحات الفلسفة، ط3 ، القاهرة، مكتبة مدبويل،<br />
2000، ص357.<br />
3838جمال علي زهران: مرجع سابق، ص . 35<br />
39أ . دال: مرجع سابق، ص 17<br />
4040أحمد جمال: مرجع سابق، . 238<br />
4141ديفيد هيلد: مرجع سابق، ص . 37<br />
4242سعد الدين إبراهيم )وآخرون( : أزمة الدميقراطية يف الوطن العربي، بحث علي الدين<br />
هلل: مفاهيم الدميقراطية يف الفكر السياسي احلديث، ص _ 38 39، ط2، بريوت،<br />
مركز دراسات الوحدة العربية، 1987.<br />
4343ديفيد هيلد: مرجع سابق، ص31 _ 32 .<br />
4 حممد سليم غزوي: مرجع سابق، ص _66 55<br />
4545فايز الربيع: الدميقراطية بني التاأصيل الفكري واملقاربة السياسية، ط1 ، عمان، دار<br />
احلامد للنرش، 2004، ص 32.<br />
4646عبد املعطي حممد عساف: مرجع سابق، ص . 83<br />
4747ناظمم اجلاسور: مرجع سابق، ص . 198<br />
4848حممد سليم غزوي: مرجع سابق، ص 9 نقل عن<br />
Encyclopedia Britannica, V7. U.S.A. 1973.P215 _224<br />
392<br />
. 39<br />
. 44<br />
4949ديفيد هيلد: مرجع سابق، ص _137 136 .<br />
5050سعيد زيداين ]وآخرون[: مرجع سابق، ص ، 5 جتدر الإشارة هنا إىل أن زيداين تراجع<br />
عن حتديد تعريف للدميقراطية الليربالية يف موضع اخر حيث يقول: »لست بحاجة هنا
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
]عند بداية حديثة عن الدميقراطية الليربالية[ إىل إعطاء تعريف للدميقراطية الليربالية،<br />
ولست متاأكداً أن هناك تعريفاً واحداً ميكن للتقاء حوله أو لتفاق عليه. الدميقراطية<br />
الليربالية كنظام حكم للحكم تعرف من خلل بعض سماتها الأساسية«. انظر علي<br />
خليفة الكوري]وآخرون[: املساألة الدميقراطية يف الوطن العربي، بحث سعيد زيداين:<br />
إطللة على الدميقراطية الليربالية، ط1، بريوت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2000،<br />
ص 63.<br />
5151فايز الربيع: مرجع سابق، ص _ 32 33 ، قارن سلح الدين الدومة: آرصة للقضايا<br />
الدولية املعارصة، ط1، اخلرطوم، مطبعة جي تاون، 2007 ص . 18<br />
5252فايز الربيع: مرجع سابق، ص . 33<br />
5353ديفيد هيلد: مرجع سابق، ص227 .<br />
5454سعد الدين إبراهيم ]واخرون[: مرجع سابق، بحث علي الدين هلل: مفاهيم الدميقراطية،<br />
ص 39.<br />
5 منذر الشاوي: مرجع سابق، ص141 _ 146<br />
5656رفيق عبد السلم: يف العلمانية والدين والدميقراطية »واملفاهيم والسياقات«، ط1 ،<br />
بريوت، الدار العربية للعلوم نارشون، 2008، ص 153.<br />
5757____: املعجم الفلسفي، مرجع سابق، ص . 86<br />
5858مارك فلورباييه: الرأسمالية أم الدميقراطية خيار القرن الواحد والعرشين، ترجمة<br />
عاطف املوىل، ط1، اجلزائر، الدار العربية للعلوم نارشون، 2007، ص _ 50 51.<br />
5959روبرت أ. دال: مرجع سابق، ص . 38<br />
6060عارف عادل مرشد: مرجع سابق، ص . 90<br />
6161أحمد الفقرة: الدميقراطية بني الوهم واحلقيقة، ط1،]د.م[، نور للطباعة والنرش، ، 2007<br />
ص 17.<br />
6262احمد قطامش: »سوؤال الدميقراطية: مقاربة«، جملة كنعان، العدد 2003، 114، ص . 2<br />
6363راجع حيدر إبراهيم علي]وآخرون[: الدميقراطية يف السودان البعد التاريخي والوضع<br />
الراهن وآفاق املستقبل، ط1، القاهرة، مركز الدراسات السودانية، 1993، ص 18.<br />
64 64 سعد الدين إبراهيم ]وآخرون[: مرجع سابق، بحث بسام الطيبي: البناء لقتصادي<br />
لجتماعي للدميقراطية، ص 73.<br />
. 55<br />
393
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
6565حسن ظاظا: مرجع سابق، ص . 9<br />
666 تكون الليربالية متوحشة بقدر ما تنظر إىل احلرية الفردية يف احلياة لجتماعية من<br />
منظور رشيعة الغاب انطلقاً من الفكرة القائلة باأن الإنسان ذئب على الإنسان، حسب<br />
تعبري توماس هوبز، ولهذا يخشى كثري من املفكرين من لجتاه الذي تسعى اليه<br />
الليربالية اجلديدة يف الوليات املتحدة الأمريكية أن تسري فيه، وأن يوؤدي هذا إىل نوع<br />
من الليربالية املتوحشة، لأنه بتقليص تدخل الدولة وتضييق نطاق املجال العام يحيل<br />
الأفراد على قانون السوق والتغالب الذي يقسم الناس بقساوة إىل أغنياء وفقراء، أقوياء<br />
وضعفاء. ومن هنا، تنبع الأهمية البالغة لطرح مبدأ التضامن من داخل الليربالية رداً<br />
على تفسري الليربالية املتوحشة التي ل يرى فيها سوى الأنانية، والتفاوت، واملال،<br />
ولستهلك. أنظر ناصيف نصار: باب احلرية ابثاق الوجود بالفعل، ط1، بريوت، دار<br />
الطليعة، ،2003 ص222 _ .223<br />
6767برتراند رسل: حكمة الغرب »عرض تاريخي للفلسفة الغربية يف إطارها الإجتماعي<br />
السياسي«، ترجمة فوؤاد زكريا، ج1، ط2، الكويت، املجلس الوطني للثقافة والفنون<br />
ولداب، 2009، ص 99.<br />
6868أي . اف. ستون: حماكمة سقراط، ترجمة نسيم جملي، ط1 ، القاهرة، املجلس الأعلى<br />
للثقافة، 2002، ص 7.<br />
394<br />
6969املرجع السابق، ص . 8<br />
7070حممد علي أبو ريان: تاريخ الفكر الفلسفي »الفلسفة اليونانية من طاليس إىل أفلطون«،<br />
ط5، ج1، الإسكندرية_ مرص، دار اجلامعات املرصية، 1973، ص 262.<br />
7171املرجع السابق، ص . 263<br />
7272جان توشار: مرجع سابق، ص . 51<br />
7373حممد عويضة: مرجع سابق، ص . 20<br />
7474دولة خرض خنافر: يف الطغيان ولستبداد والديكتاتورية بحث فلسفي يف مساألة<br />
السلطة الكلية، ط1، بريوت، دار املنتخب العربي، 1995، ص 38.<br />
7575املرجع السابق: ص39 .<br />
7676أفلطون: اجلمهورية، ترجمة حنا خباز، ط1 ، ]د.م[، دار الكاتب العربي، ]د.ت[،<br />
ص341.<br />
____: 777 موسوعة العلوم السياسية، ط1، الكويت، ]د.ن[، 1994، 1993/ ص . 389
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
7878حممد علي أبو ريان: مرجع سابق، ص . 252<br />
395<br />
7979املرجع السابق، ص . 263<br />
8080حممد عويضة: مرجع سابق، ص . 84<br />
8181عارف عادل مرشد: مرجع سابق، ص . 91<br />
8282جلني تيندر: الفكر السياسي »الأسئلة الأبدية«، ترجمة حممد غنيم، ط1 ، القاهرة،<br />
اجلمعية املرصية لنرش املعرفة، 1993، ص 146.<br />
8383حممد عويضة: مرجع سابق، ص . 85<br />
8484عبد املعطي حممد عساف: مرجع سابق، ص 80 ؛ قارن جان توشار: مرجع سابق،<br />
ص 66.<br />
8585عبد املعطي عساف: مرجع سابق، ص . 80<br />
8686حممد عويضة: مرجع سابق، . 85<br />
8787املرجع السابق، ص . 103<br />
، 888 مرص، الهيئة<br />
انظر سبينوزا: رسالة يف اللهوت والسياسة، ترجمة حسن حنفي، ط1<br />
العامة للتاأليف والنرش، 1971.<br />
8989املرجع السابق، ص382 .<br />
9090فاضل الأنصاري: قصة لستبداد أنظمة الغلبة يف تاريخ املنطقة العربية،<br />
ط1،سوريا،وزارة الثقافة، 2004،ص 14.<br />
9191سبينوزا: مرجع سابق، ص _ 383 384 .<br />
9292املرجع السابق، ص . 384<br />
9393جان توشار: مرجع سابق، ص . 521<br />
9494املرجع السابق، . 522<br />
9595املرجع السابق، ص . 523<br />
9696سبينوزا: مرجع سابق، ص _ 382 383 .<br />
9797جان جاك شوفالييه: مرجع سابق، ص 363 ؛ قارن سبينوزا: مرجع سابق، ص<br />
. 382<br />
9898جان جاك شوفالييه: املرجع السابق، ص . 364
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
999 بيار مورو: إسبينوزا والإسبينوزية، ترجمة جورج كتوره، ط1 ، بريوت، دار الكتاب<br />
املتحدة، 2008، ص 104.<br />
10100سبينوزا: مرجع سابق، ص . 385<br />
10101املرجع السابق، ص385 .<br />
10102املرجع السابق، ص 105<br />
10103جون ستيورات مل: عن احلرية، ترجمة عبد الكرمي أحمد، ط1 ، مرص، جمعية الرعاية<br />
املتكاملة، 2000، ص 57.<br />
10104املرجع السابق، ص . 72<br />
10105املرجع السابق، ص . 76<br />
10106املرجع السابق، ص _ 77 78 .<br />
10107انظر جون ستيورات مل: أسس الليربالية السياسية، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام،<br />
ط1، القاهرة، مكتبة مدبويل، 1996.<br />
10108جون ستيورات مل: عن احلرية، مرجع سابق، من مقدمة حسني فوزي النجار، ص24<br />
. 25 _<br />
10109___: موسوعة العلوم السياسية، مرجع سابق، ص _ 370 371 .<br />
11110إمام عبد الفتاح إمام: الطاغية، ط3، القاهرة، مكتبة مدبويل،1997، ص . 321<br />
11111عبد اهلل العروي: مفهوم احلرية، ط5، بريوت، املركز الثقايف العربي، 1993، ص 43<br />
نقل عن جون ستيورات مل: عن احلرية، ص 62.<br />
11112املرجع السابق، ص . 45<br />
11113__: موسوعة العلوم السياسية، مرجع سابق، ص . 372<br />
11114نعوم تشومسكي: الربح فوق الشعب »الليربالية اجلديدة والنظام العوملي«، ترجمة<br />
مازن احلسيني، ط1، رام اهلل- فلسطني، دار التنوير للرتجمة والطباعة والنرش،<br />
،2000 ص . 60<br />
11115لوي ألتوسري: مونتسكيو السياسة والتاريخ، ترجمة نادر ذكرى، ط1 ، بريوت، دار<br />
التنوير، 2006، ص62 .<br />
11116املرجع سابق، ص . 63<br />
396
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
11117املرجع سابق، . 63<br />
11118سلح الدين الدومة: آرصة للقضايا الدولية املعارصة، ط1 ، اخلرطوم، مطبعة جي<br />
تاون،2007، ص51 .<br />
11119روبرت أ. دال: مرجع سابق، ص . 53<br />
12120لوي ألتوسري: مرجع سابق، ص _ 92 93 .<br />
12121سلح الدين الدومة: مرجع سابق، ص . 52<br />
12122هيوم فيلسوف وموؤرخ اسكتلندي يعترب موؤسس املذهب الظاهري يف الفلسفة، يعد<br />
من أبرز فلسفة عرصة الذين مارسوا تاأثرياً على الفكر السياسي من أهم موؤلفاته<br />
ديفيد هيوم: مبحث يف الفاهمة البرشية، ترجمة موسى وهبة، ط1، بريوت، دار<br />
الفارابي، 2008.<br />
12123زكي جنيب حممود: ديفيد هيوم، ط1، مرص: دار املعارف، ]د.ت[، ص - 199<br />
.200<br />
12124نعوم تشومسكي: الربح فوق الشعب، مرجع سابق، ص _ 57 58 .<br />
12125رونالد سرت ومربج: تاريخ الفكر الأوروبي احلديث - 1601 1977م، ترجمة أحمد<br />
الشيباين، ط3، القاهرة، دار القارئ العربي، 1994، ص _ 224 225.<br />
12126رفيق عبد السلم: مرجع سابق، ص _ 152 154 .<br />
12127راجع جون جراي: ما بعد الليربالية، ترجمة أحمد حممود، ط1 ،القاهرة، املجلس<br />
الأعلى للثقافة 2005؛ وبيار كالم: تفتت الدميقراطية من أجل ثورة يف احلاكمية،<br />
ترجمة شوقي الدويهي، ط1، بريوت، دار الفارابي، 2004؛ وجان ماري جوينو:<br />
نهاية الدميقراطية، ترجمة ليلى غامن، ط1، بريوت، دار الأزمنة احلديثة، 1998.<br />
397
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً- املعاجم واملوسوعات:<br />
1اجلاسور، . 1 ناظم عبد الواحد: موسوعة علم السياسة، ط1، عمان، دار جمدلوي، . 2004<br />
2احلنفي، . 2 عبد املنعم: املعجم الشامل ملصطلحات الفلسفة، ط3 ، القاهرة، مكتبة مدبويل،<br />
.2000<br />
3____: . 3 املعجم الفلسفي، ط1 ، القاهرة، الهيئة العامة لسوؤون املطابع الأمريية،<br />
.1979<br />
4____: . 4 موسوعة العلوم السياسية، ط1، الكويت، ]د.ن[، . 1994 1993/<br />
ثانياً- الكتب:<br />
1إبراهيم، . 1 زكريا: مشكلة احلرية، ط1 ، القاهرة، مكتبة مرص، ]د.ت[.<br />
2إبراهيم، . 2 سعد الدين )وآخرون( : أزمة الدميقراطية يف الوطن العربي، ط2 ، بريوت، مركز<br />
دراسات الوحدة العربية، 1987.<br />
.3أبو 3 ريان، حممد علي: تاريخ الفكر الفلسفي »الفلسفة اليونانية من طاليس إىل أفلطون«،<br />
ط5، ج1، الإسكندرية- مرص، دار اجلامعات املرصية، 1973.<br />
4أرفون، . 4 هرني: الفوضوية، ترجمة هرني زغيب، ط1 ، بريوت، منشورات عويدات،<br />
.1983<br />
5أفلطون: . 5 اجلمهورية، ترجمة حنا خباز، ط1 ، ]د.م[، دار الكاتب العربي، ]د.ت[.<br />
6ألتوسري، . 6 لوي: مونتسكيو السياسة والتاريخ، ترجمة نادر ذكرى، ط1 ، بريوت، دار<br />
التنوير للطباعة والنرش، 2006.<br />
7إمام، . 7 إمام عبد الفتاح: الطاغية، ط3، القاهرة، مكتبة مدبويل،1997 .<br />
8الأنصاري، . 8 فاضل: قصة لستبداد أنظمة الغلبة يف تاريخ املنطقة العربية، ط1 ، سوريا،<br />
وزارة الثقافة، . 2004<br />
.9 9 بالروين، حممد: فلسفة السياسة عند بعض الفلسفة اليونانيني والإسلميني وفلسفة<br />
عرص النهضة، ط1، بريوت، دار النهضة العربية، 2006.<br />
398
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
1010بلقزيز، عبد الإله: العنف والدميقراطية، ط2، بريوت، دار الكنوز الأدبية، . 2000<br />
111 تيندر، جلني: الفكر السياسي »الأسئلة الأبدية«، ترجمة حممد مصطفى غنيم، ط1 ،<br />
القاهرة، اجلمعية املرصية لنرش املعرفة، 1993.<br />
1212توشار، جان: تاريخ الأفكار السياسية، ترجمة ناجي الدراوشة، ط1 سوريا، منشورات<br />
وزارة الثقافة، 1984.<br />
1313تشومسكي، نعوم ]واخرون[: العوملة والإرهاب »حرب امريكا على العامل«، ترجمة<br />
حمزة املزيني، ط1، القاهرة، مكتبة مدبويل، 2003.<br />
1414تشومسكي، نعوم: الربح فوق الشعب »الليربالية اجلديدة والنظام العوملي«، ترجمة مازن<br />
احلسيني، ط1، رام اهلل_ فلسطني، دار التنوير للرتجمة والطباعة والنرش، . 2000<br />
1515جراي، جون: ما بعد الليربالية، ترجمة أحمد حممود، ط1 ، القاهرة، املجلس الأعلى<br />
للثقافة، 2005.<br />
1616جمال، احمد: دراسات يف الفلسفة السياسية، ط1 ، الأردن، دار الكندي للنرش، ]د.ت[.<br />
1717جوينو، جان ماري: نهاية الدميقراطية، ترجمة ليلى غامن، ط1 بريوت، دار الأزمنة<br />
احلديثة، 1998.<br />
1818خنافر، دولة خرض: يف الطغيان ولستبداد والديكتاتورية بحث فلسفي يف مساألة<br />
السلطة الكلية، ط1، بريوت، دار املنتخب العربي، 1995.<br />
1919دال، روبرت أ.: الدميقراطية ونقادها، ترجمة احمد أمني اجلمل، ط1 ، القاهرة، اجلمعية<br />
املرصية لنرش املعرفة، 2000.<br />
2020الدومة، سلح الدين عبد الرحمن: آرصة للقضايا الدولية املعارصة، ط1 ، اخلرطوم،<br />
مطبعة جي تاون، 2007.<br />
2121الربيع، فايز: الدميقراطية بني التاأصيل الفكري واملقاربة السياسية، ط1 ، عمان، دار<br />
احلامد للنرش، 2004.<br />
22 2 رسل، برتراند: حكمة الغرب »عرض تاريخي للفلسفة الغربية يف إطارها الإجتماعي<br />
السياسي«، ترجمة فوؤاد زكريا، ج1، ط2، الكويت، املجلس الوطني للثقافة والفنون<br />
ولداب، 2009.<br />
399
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
2323روبنسن، تشارلز الكسندر )لبن( : أثينا يف عهد بركليس، ترجمة أنيس فريحة، ط1 ،<br />
بريوت_ نيويورك، موؤسسة فرنكلني للطباعة والنرش، 1966.<br />
2424روسو، جان جاك: يف العقد لجتماعي، ترجمة ذوقان قرقوط، ط1 ، بريوت، دار القلم،<br />
.1973<br />
2525زهران، جمال علي: الأصول الدميقراطية والإسلح السياسي، ط1 ، القاهرة، مكتبة<br />
الرشوق الدولية، 2005.<br />
2626زيداين، سعيد ]وآخرون[: مقدمة يف الدميقراطية، ط2 ، القدس، املركز الفلسطيني لتعميم<br />
املعلومات البديلة، 1993.<br />
2727زيعور، حممد: تطور الفكر السلطوي )العلمانية _ الإسلم _ املاركسية( ، ط1 ، بريوت،<br />
رشاد برس، 2003.<br />
2828سبينوزا، باروخ: رسالة يف اللهوت والسياسة، ترجمة حسن حنفي، ط1 ، مرص، الهيئة<br />
العامة للتاأليف والنرش، 1971.<br />
2929ستون، أي . اف: حماكمة سقراط، ترجمة نسيم جملي، ط1 ، القاهرة، املجلس الأعلى<br />
للثقافة،2002.<br />
3030الشاوي، منذر: الدولة الدميقراطية يف الفلسفة السياسية والقانونية، ط1 ، بريوت، رشكة<br />
املطبوعات للتوزيع والنرش، 2000.<br />
3131شوفالييه، جان جاك: تاريخ الفكر السياسي من املدينة الدولة إىل الدولة املدينة، ترجمة<br />
حممد عرب صاصيل، ط3، بريوت، املوؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش، 1995.<br />
3232ظاظا، حسن: التطور التاريخي للدميقراطية، ط1 دمشق، دار الروؤية، . 2007<br />
333 عبد احلي، عمر: الفكر السياسي يف العصور القدمية، ط1 ، بريوت، املوؤسسة اجلامعية<br />
للدراسات والنرش، 2001.<br />
3434عبد السلم، رفيق: يف العلمانية والدين والدميقراطية « واملفاهيم والسياقات«، ط1 ،<br />
بريوت، الدار العربية للعلوم نارشون، 2008.<br />
3535العروي، عبد اهلل: مفهوم احلرية، ط5، بريوت، املركز الثقايف العربي، . 1993<br />
، 36 عمان، دار جمدلوي،<br />
36عساف، عبد املعطي حممد: مقدمة إىل علم السياسة، ط2<br />
.1987<br />
400
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
37 37 علي، حيدر إبراهيم ]وآخرون[: الدميقراطية يف السودان البعد التاريخي والوضع الراهن<br />
وآفاق املستقبل، ط1، القاهرة، مركز الدراسات السودانية، 1993.<br />
3838عويضة، حممد: الفلسفة السياسية، ط1، بريوت، دار الكتب العلمية، . 1995<br />
3939غزوي، حممد سليم: نظرات حول الدميقراطية، ط1 ، عمان، دار وائل للطباعة والنرش،<br />
.2000<br />
4040الفقرة، أحمد حسن: الدميقراطية بني الوهم واحلقيقة، ط1 ، ]د.م[، نور للطباعة والنرش،<br />
.2007<br />
4141فلورباييه، مارك: الرأسمالية أم الدميقراطية خيار القرن الواحد والعرشين، ترجمة<br />
عاطف املوىل، ط1، اجلزائر، الدار العربية العلوم نارشون، 2007.<br />
4242كالم، بيار: تفتت الدميقراطية من أجل ثورة يف احلاكمية، ترجمة شوقي الدويهي، ط1 ،<br />
بريوت، دار الفارابي، 2004.<br />
4343الكوري، علي خليفة ]وآخرون[: املساألة الدميقراطية فالوطن العربي، ط1 ، بريوت، مركز<br />
دراسات الوحدة العربية، 2000.<br />
444 كوليس، ثيودور جيانا: اليونان .. شعبها وأرضها، ترجمة حممد أمني رستم، ط1 ،<br />
القاهرة _ نيويورك، موؤسسة فرانكلني للطباعة والنرش، 1963.<br />
4545حممود، زكي جنيب: ديفيد هيوم، ط1 ، مرص: دار املعارف، ]د.ت[.<br />
4646مراد، حممود: احلرية يف الفلسفة اليونانية، ط1 ، مرص_ الإسكندرية، دار الوفاء للنرش،<br />
. 20004747<br />
4848مل، جون ستيورات: عن احلرية، ترجمة عبد الكرمي أحمد، ط1 ، مرص، جمعية الرعاية<br />
املتكاملة، 2000.<br />
4949مل، جون ستيورات: أسس الليربالية السياسية، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، ط1 ،<br />
القاهرة، مكتبة مدبويل، 1996.<br />
5050مورو، بيار فرنسوا: إسبينوزا والإسبينوزية، ترجمة جورج كتوره، ط1 ، بريوت، دار<br />
الكتاب املتحدة، 2008.<br />
5151نصار، ناصيف: باب احلرية انبثاق الوجود بالفعل، ط1، بريوت، دار الطليعة، . 2003<br />
401
الدميقراطية بني الفكر والفعل<br />
أ. زهير مبارك<br />
5252هيلد، ديفيد: مناذج الدميقراطية، ترجمة فاضل جتكر، ط1 ، بغداد_ بريوت، معهد<br />
الدراسات لسرتاتيجية، 2006.<br />
5353هيوم، ديفيد: مبحث يف الفاهمة البرشية، ترجمة موسى وهبة، ط1 ، بريوت، دار<br />
الفارابي، . 2008<br />
5454ومربج، رونالد سرت: تاريخ الفكر الأوروبي احلديث - 1601 1977م، ترجمة أحمد<br />
الشيباين، ط3، القاهرة، دار القارئ العربي، 1994.<br />
ثالثاً- األحباث:<br />
1.<br />
1 عبد اهلل، اسماعيل صربي: »الدميقراطية داخل لحزاب الوطنية وفيما بينها«، جملة<br />
املستقبل العربي، عدد 1984. 64،<br />
2قطامش، . 2 احمد: »سوؤال الدميقراطية: مقاربة«، جملة كنعان، العدد . 2003 114،<br />
.3 3 مرشد، عارف عادل: »الدميقراطية، مفهومها، نساأتها، مقوماتها«، املجلة الثقافية، عدد<br />
.2007 ،70<br />
402
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012<br />
403
Al-Quds Open Uni ver sity<br />
Journal of<br />
for Research & Studies<br />
9. References should follow rules as follows:<br />
(a) If the reference is a book, then it has to include the author name,<br />
book title, translator if any, publisher, place of publication, edition,<br />
pub li cation year, page number.<br />
(b) If the reference is a magazine, then it has to include the author,<br />
paper title, magazine name, issue number order by last name of<br />
the au thor.<br />
10. References have to be arranged in alphabetical order by last name of the<br />
author.<br />
11. The researcher can use the APA style in documenting scientific and applied<br />
topics where he points to the author foot notes.<br />
Opinions expressed in this journal are solely those of their authors
Guidelines for Authors<br />
The Journal of Al-Quds Open Uni ver sity For Research & Studies Publishes<br />
Original research documents and sci en tific studies for faculty members and<br />
re searchers in Alquds Open University and other local, Arab, and International<br />
universities with special focus on topics that deal with open education and distance<br />
learning. The Journal accepts pa pers offered to sci en tific conferences.<br />
Researchers who wish to publish their papers are required to abide by the<br />
following rules:<br />
1.<br />
Papers are accepted int both English and Arabic.<br />
2. each paper should not exceed 30 pages or 8000 words including foot notes<br />
and references.<br />
3.<br />
Each paper has to add new findings or extra knowledge in its field.<br />
4. Papers have to be on a “CD” or “E-mail” accom pa nied by three hard copies.<br />
Nothing is returnable in ei ther case: published or not.<br />
5. An abstract of 100 to 150 words has to be included. The lan guage of the<br />
abstract has to be English if the paper is in Arabic and has to be Arabic if<br />
the paper is in English.<br />
6. The paper will be published if it is accepted by at least two re visers. The<br />
Journal will appoint the revisers who has the same degree or higher than<br />
the researcher himself.<br />
7.<br />
The researcher should not include anything personal in his pa per.<br />
8. The owner of the published paper will receive five copies of the Journal in<br />
which his paper is published.
general supervisor professor<br />
Younis Amro<br />
President of the University<br />
editor - in - chief<br />
Hasan A. Silwadi<br />
Director of Scientific Research & Graduate Studies Program<br />
editorial board<br />
Yaser Al. Mallah<br />
Ali Odeh<br />
Islam Y. Amro<br />
Insaf Abbas<br />
Rushdi Al - Qawasmah<br />
Zeiad Barakat<br />
Majid Sbeih<br />
Yusuf Abu Fara
for correspondence and sending research<br />
use the following address:<br />
Chief of the Editorial Board of the Journal of<br />
Al-Quds Open University for Research & Studies<br />
Al-Quds Open University<br />
P.O. Box ; 51800<br />
Tel: 02-2984491<br />
Fax: 02-2984492<br />
Email: hsilwadi@qou.edu<br />
design and artistic production:<br />
Graphic Design & Production Department<br />
Scientific Research & Graduate Studies Program<br />
Al-Quds Open University<br />
Tel: 02-2952508
Al-Quds Open Uni ver sity<br />
Journal of<br />
for Research & Studies