Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
Ùسخة pdf - جا٠عة اÙÙدس اÙÙ ÙتÙØØ©
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
جامعة القدس المفتوحة<br />
مجلة<br />
لألبحاث والدراسات
توجه املراسالت واألحباث على العنوان اآلتي:<br />
رئيس هيئة حترير جملة جامعة القدس املفتوحة<br />
جامعة القدس املفتوحة<br />
ص.ب: 51800<br />
هاتف: 2409861<br />
فاكس: 2403159<br />
بريد الكرتوين: hsilwadi@qou.edu<br />
تصميم واخراج فني:<br />
مركز تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت<br />
قسم الوسائط المتعددة<br />
جامعة القدس المفتوحة<br />
02-2964571.2.3.4
املشرف العام<br />
أ.د. يونس عمرو<br />
رئيس اجلامعة<br />
هيئة تحرير المجلة:<br />
رئيس التحرير<br />
أ.د. حسن عبدالرمحن سلوادي<br />
مدير برنامج البحث العلمي والدراسات العليا<br />
هيئة التحرير<br />
<br />
<br />
ل
قواعد النشر والتوثيق<br />
تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية<br />
والباحثني يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية، مع اهتمام خاص<br />
بالبحوث املتعلقة بالتعليم املفتوح والتعليم عن بعد، وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات علمية<br />
حمكمة واملراجعات والتقارير العلمية وترمجات البحوث.<br />
يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق اآلتية:<br />
.1ُتقبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.<br />
.2أن 2 ال يزيد حجم البحث عن 35 صفحة "8000" كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش واملراجع.<br />
.3أن 3 يتسم البحث باألصالة، وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.<br />
.4يقدم 4 الباحث حبثه منسوخا على »قرص مرن Disk/ A« أو CD مع ثالث نسخ مطبوعة<br />
منه، غري مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل ينشر.<br />
.5يرفق 5 مع البحث خالصة مركزة يف حدود »100 - 150 » كلمة.ويكون هذا امللخص باللغة<br />
اإلجنليزية إذا كان البحث باللغة العربية، ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة اإلجنليزية.<br />
.6ينشر 6 البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من بني<br />
أساتذة خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها، على أن ال تقل رتبة<br />
احملكم عن رتبة صاحب البحث.<br />
.7أن 7 يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.
جامعة القدس المفتوحة<br />
مجلة<br />
لألبحاث والدراسات<br />
.8يزود 8 الباحث الذي نشر حبثه خبمس نسخ من العدد الذي نشر فيه، باإلضافة إىل ثالث<br />
مستالت منه.<br />
.9تدون 9 اإلحاالت املرجعية يف هناية البحث وفق النمط اآلتي: إذا كان املرجع أو املصدر كتابا<br />
فيثبت اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث، اسم املرتجم أو احملقق )مكان النشر،الناشر،<br />
الطبعة، سنة النشر( اجلزء أو اجمللد، رقم الصفحة، أما إذا كان املرجع جملة فيثبت املؤلف،<br />
عنوان البحث، اسم اجمللة، عدد اجمللة وتارخيها، رقم الصفحة.<br />
10ترتب 10 املراجع واملصادر يف هناية البحث »الفهرس« حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة<br />
املؤلف، ثم يليها اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث )مكان النشر،الناشر، الطبعة، سنة<br />
النشر( اجلزء أو اجمللد.<br />
111 بإمكان الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية، حيث<br />
يشار إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب التايل: »اسم عائلة املؤلف،سنة<br />
النشر،رقم الصفحة«.
المحتويات<br />
األحباث<br />
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات نظر الدارسني<br />
في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد حمايل..........................................................................9<br />
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األساسي ومعلماته في استخدام<br />
احلاسوب أداة مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل...................................................................59<br />
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم االكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د.حسن النجار، أ. سامح العجرمي..............................................101<br />
واقع الصحة والسالمة املهنية في املنشآت الصناعية في فلسطني- محافظة<br />
طولكرم منوذجاً<br />
د. سالمة سالم...................................................................141<br />
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واحملدثني<br />
د. سعيد شواهنة.................................................................185
جامعة القدس المفتوحة<br />
مجلة<br />
لألبحاث والدراسات<br />
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد، د. عماد لبد.................................................221<br />
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي “دراسة فقهية مقارنة”<br />
د. إسماعيل شندي................................................................259<br />
نقد الرواية التفسيرية لقصة حرق ابراهيم عليه السالم في القرآن الكرمي<br />
د. حافظ اجلعبري..................................................................305<br />
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة الى املنابع األصلية في ضوء جتارب<br />
التيارات القومية في النصف الثاني للقرن العشرين<br />
د.نافع احلسن............................................................................331<br />
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب الفلسطيني 1948- 1967<br />
د. اكرم عدوان............................................................................375<br />
فايز الزير )دراسة شفوية وثائقية(<br />
د. عدنان عياش ....................................................................395
األبحاث
دور التعليم اجلامعي يف إعداد الطلبة للحياة<br />
املعاصرة من وجهات نظر الدارسني يف جامعة<br />
القدس املفتوحة يف أرحيا<br />
د. عبد عطا اهلل محايل*<br />
¡
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
ملخص<br />
) 2 يف متوسطات<br />
1 .<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل التعرف اإىل دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة<br />
املعارصة من وجهات نظر الدارسني يف جامعة القدس املفتوحة-منطقة اأريحا التعليمة،<br />
واأجابت عن السوؤال الرئيس الآتي:<br />
1 ما دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة من وجهات نظر طلبة<br />
جامعة القدس املفتوحة-منطقة اأريحا التعليمية؟<br />
كما حتققت من الفرضيات الصفرية الآتية:<br />
. 2ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة)α =0.05<br />
استجابات الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة تعزى<br />
ملتغري اجلنس، ومتغري التخصص، ومتغري املستوى الأكادميي، و متغري العمر.<br />
واستخدم الباحث املنهج الوصفي املسحي ملالءمته لأغراض الدراسة. وتكون<br />
جمتمع الدراسة من جميع طلبة جامعة القدس املفتوحة-منطقة اأريحا التعليمية،<br />
والبالغ عددهم)847( طالبا وطالبة خالل شهر ترشين اأول من العام الدراسي 2007-<br />
2008 موزعني على سبعة تخصصات، كما دلت عليهم اإحصائيات قسم القبول والتسجيل<br />
والمتحانات يف املنطقة التعليمية.<br />
وطبقت الستبانة على عينة جمموعها)700( من الطلبة ممن استطاع الباحث الوصول<br />
اإليهم من جميع التخصصات يف اجلامعة.<br />
ولتحقيق اأهداف الدراسة استخدم الباحث استبانة طورها بنفسه، و تكونت من)64(<br />
فقرة يف صورتها النهائية موزعة على)7( جمالت بعد التاأكد من صدقها بالتحكيم، ومن<br />
ثباتها الكلي باستخدام معادلة كرونباخ األفا حيث وصل ثباتها الكلي اإىل)0.90(.<br />
واستخدم الباحث التحاليل الإحصائية الآتية:<br />
املتوسطات احلسابية، والنحرافات املعيارية، والنسب املئوية لكل فقرة، والدرجة<br />
الكلية لكل املجالت لالإجابة عن السوؤال الأول. وحتليل التباين الأحادي واختبار L.S.D<br />
للمقارنات البعدية، واختبار)ت( للمجموعات املستقلة لختبار فرضيات الدراسة، وتوصلت
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
الدراسة اإىل النتائج الآتية:<br />
1 حصلت جمالت الدراسة السبعة كافة على درجة موافقة)كبرية( مبتوسط كلي مقداره<br />
3.015 بنسبة مئوية اأكرث من)%70(.<br />
2 حظي املجال النفسي بالهتمام الأكرب من الدارسني من بني املجالت السبعة.<br />
3 حظي املجال القتصادي والإنتاجي بالهتمام الأقل من الدارسني من بني املجالت<br />
السبعة.<br />
. 4حصلت)8( اأدوار من بني)64( دوراً على درجة موافقة)كبرية جدا( اأكرث من)80<br />
. 5حصل)46( دور اًعلى درجة موافقة)كبرية( اأكرث من)70<br />
. 6حصلت)10( اأدوار على درجة موافقة)متوسطة( اأكرث من)60<br />
. 7مل يحصل اأي من الأدوار على درجة موافقة اأقل من متوسطة،)60<br />
8مل . 8 تكن الفروق دالة اإحصائية عند مستوى)α =0.05 ) بني الطلبة الذكور والإناث، اإذ<br />
بلغ مستوى الدللة الإحصائية)0.448(.<br />
9وجود . 9 فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى)α =0.05 ) بني متوسطات وجهة<br />
نظر الطلبة بسبب اختالف تخصصاتهم الأكادميية، وكانت الفروق لصالح الرتبية<br />
البتدائية، والرتبية الإسالمية، واللغة العربية.<br />
1010وجود فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى)α =0.05 ) بني متوسطات وجهة نظر<br />
الطلبة بسبب اختالف مستوياتهم الأكادميية لصالح املستوى الأول واملستوى الثاين.<br />
11 عدم وجود فروق ذات دللة اإحصائية بني متوسطات وجهة نظر الطلبة تبعا ملتغري العمر.<br />
12 خرجت الدراسة مبجموعة من التوصيات املبنية على نتائجها.<br />
.)% 4<br />
.)% 5<br />
.)% 6<br />
%( 7 فما دون.<br />
11<br />
12
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
Abstract<br />
This study aimed to determine the role of higher education in preparing<br />
student for contemporary life viewed by scholars at Al-Quds Open University-<br />
Jericho Educational Region, and it answered the following main question:<br />
What is the role of university education in preparing students for<br />
contemporary life viewed by scholars at Al-Quds Open University/<br />
Jericho Educational Region? The study also examined the following null<br />
hypothesis:<br />
There were no significant statistical differences at the statistical<br />
level(α=0.05)in the averages of students responses of the role of higher<br />
education in preparing students for contemporary life due to: gender,<br />
specialization, academic level and life variables.<br />
The researcher used the descriptive survey method for the purposes<br />
of the study.<br />
The population of the study consisted of all student at Al-Quds Open<br />
University /Jericho Educational Region:(847) male and female student<br />
during October of the academic year 2007/2008, distributed in seven<br />
disciplines, as shown by statistics of admission, registration and examination<br />
department in the educational region. The questionnaire was applied to the<br />
total sample of(700) students who were being able to be reached by the<br />
researcher from all disciplines at the university.<br />
The achieve of the objectives of the study, the researcher used the<br />
questionnaire which he developed himself and consisted of(64) items<br />
finalized and were distributed in(7) disciplines, after ascertaining validity<br />
arbitration and over all reliability by computing Chronbah Alpha which it’s<br />
total was(0.90).<br />
To answer the first question, the researcher used the following<br />
statistical analysis: arithmetical average, standard deviation, percentage of<br />
each item and the total degree of the all admission. He also used(one way<br />
analysis of variances) and(L.S.D) dimensional comparisons, and(T-Test)
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
for independent group to test the study hypotheses.<br />
The study concluded the following findings:<br />
1. All seven dimensions of the study received the degree of consent(large)<br />
with total average of 3.015 and more than(70%) of percentage.<br />
2. Psychological dimensions received most of scholars’ interest from<br />
among the seven disciplines.<br />
3. Economic and productive dimensions received least attention of scholars<br />
from among the seven disciplines.<br />
4. (8) items from among(64) items received the degree of consent(very<br />
large) more than(80%).<br />
5. (46) items received the degree of approval(large) more than(70%).<br />
6. (10) items received the degree of consent(medium) more than(60%).<br />
7. None of the items received the degree of consent(lower than medium)<br />
(60%) or below.<br />
8. There were no significant statistical differences at the level(α=<br />
0.05) between males and females, were the level of statistical<br />
significant(0.448).<br />
9. There were significant statistical differences at the level(α= 0.05)<br />
between the average of the view point of students because of their<br />
different academic specialization, and the differences were in favor<br />
of: Primary Education, Islamic Education and Arabic Language.<br />
10. There were significant statistical differences at the level(α= 0.05)<br />
between the average of the view point of students because of their<br />
different academic levels in favor of the first level and second level.<br />
11. Here were no significant statistical differences between the average of<br />
the view point of students according to age variable.<br />
12. The study concluded a set of recommendations based on its findings.
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
خلفية البحث<br />
ميثل النظام التعليمي اجلامعي الأساس الذي تنمو يف اإطاره العديد من السمات<br />
الشخصية للمتعلمني، وتتحدد قيمة اأي نظام تعليمي بقدرته على حتقيق اأهدافه التي قام<br />
على اأساسها، والتعليم واحد من اأهم اأساسيات احلياة بالنسبة للفرد، فمن خالله يتشكل فكر<br />
الإنسان ويزداد عمقا واتساعا، وبوساطته يزداد وعيه الثقايف والسياسي، ودوره الجتماعي،<br />
و التكيف مع الظروف واملستجدات واملتغريات التي يواجهها يف حياته اخلاصة والعامة.<br />
ونظرا لتعرض املجتمعات يف العقود الأخرية للعديد من التغريات يف خمتلف نواحي<br />
احلياة، وما لهذه التغريات من انعكاس مبارش على ما يتوقعه املجتمع وموؤسساته من التعليم،<br />
لذا بات من الرضوري اأن يواكب ذلك تغيري يف اأهداف التعليم اجلامعي و اأدواره ومضامينه<br />
واأساليبه وخمرجاته. وملا كان النظام التعليمي جزءاً من النظام املجتمعي الذي يربي الفرد،<br />
ويعدُه حلياته حارضا ومستقبال، ويكسبه املعارف والجتاهات والقيم، ويشكل شخصيته<br />
ملواجهة حتديات العرص، فقد بات من املوؤكد اأن يكون التعليم اجلامعي اأحد الأركان الرئيسة<br />
التي ينبغي عليه القيام بهذا الدور احليوي خلدمة املجتمع واأهدافه، ول سيما اأن اجلامعة هي<br />
املوؤسسة التعليمية القادرة على تطوير املوارد البرشية، وتزويد جميع املوؤسسات الأخرى<br />
بالتخصصات والكوادر البرشية الالزمة ملتطلبات التنمية الشاملة يف املجتمع.<br />
وتعد اجلودة اأحد اأهم الوسائل والأساليب لتحسني نوعية التعليم، والرتقاء مبستوى<br />
اأدائه يف العرص احلارض الذي يطلق عليه بعض املفكرين باأنه “عرص اجلودة’’، فلم تعد<br />
اجلودة ترفا ترنو اإليه املوؤسسات التعليمية، اأو بديال تاأخذ به اأو ترتكه الأنظمة التعليمية،<br />
بل اأصبحت رضورة ملحة متليها حركة احلياة املعارصة، وهي دليل على بقاء الروح وروح<br />
البقاء لدى املنظمة اأو املوؤسسة التعليمية.)شفي، 2005(.<br />
واجلودة يف التعليم عملية توثيق للربامج والإجراءات، وتطبيق لالأنظمة واللوائح<br />
والتوجيهات، تهدف اإىل حتقيق نقلة نوعية يف عملية الرتبية والتعليم يف جميع اجلوانب<br />
العقلية واجلسمية والنفسية والروحية والجتماعية، ول يتحقق ذلك اإل باإتقان الأعمال<br />
وحسن اإدارتها.)الإدارة العامة للرتبية والتعليم مبنطقة مكة املكرمة، 2005(.<br />
ونظرا لأهمية الدور الذي توؤديه اجلامعة يف تدعيم السلوك، فاإن)بارسونز 1997
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
)Parsons( يوؤكد الدور الستقاليل لطلبتها باعتباره مظهرا من مظاهر تاأصيل العقالنية<br />
املعرفية يف املجتمع وتشكيل الإبداعات املختلفة. وترى )املسند، 1998( اأن اجلامعات<br />
متارس دورا اأساسيا يف عملية التنمية لأنها املسوؤولة عن تلبية حاجات املجتمع من القوى<br />
البرشية املزودة باملهارات الفكرية واملهنية، وهي املسوؤولة اأيضا عن تربية الإنسان نفسيا<br />
واجتماعيا، مما يسهل عليه قبول التغري الجتماعي. واجلامعة اإذ ترتبع على قمة هرم النظام<br />
التعليمي والرتبوي، لإعداد املوارد البرشية التي تستجيب ملنطلقات التنمية الجتماعية<br />
الشاملة، فاإنها توؤدي رسالتها يف صياغة الشباب فكرا وفعال و وجدانا وانتماء. و قيادات<br />
املجتمع العليا يف خمتلف املراكز العلمية والقتصادية والسياسية والإدارية والثقافية،<br />
هم من خمرجاتها يف الغالب، و بقدر ما تستطيع هذه اجلامعات اأن تعلم وتربيه الإنسان<br />
على استخدام الطريقة العلمية يف حل املشكالت واتخاذ القرارات، والتكيف مع املستجدات،<br />
واإكسابه القدرة على احلركة يف جمال تخصصه، بقدر ما يتقدم املجتمع وينمو ويتطور،<br />
وبعكس ذلك سيبقى املجتمع يراوح مكانه اأو يتقهقر اإىل الوراء.<br />
وقد اأشار)استيتيه، 1984( اإىل اأنه بالنظر لتميز هذا العرص بالتغريات الرسيعة، وبفعل<br />
انتشار املعرفة العلمية والتقنية، فقد فرضت على اأنظمة التعليم مهمات جديدة يف جمال اإعداد<br />
القوى املوؤهلة، وفقا حلاجات املجتمع املتطورة، واجلامعة بصفتها نظاما اجتماعيا واإداريا<br />
مفتوحا ينبغي اأن تتسم بالتفاعل مع البيئة املحيطة، فتتاأثر بها وتوؤثر فيها.<br />
ويرى بوون وزمالوؤه)1977,Bowen( اأن التعليم اجلامعي يزيد من الكفاءة العلمية<br />
للمتعلمني، ويزيد من قدرتهم على مواجهة مشكالت احلياة وحلها، كما يساعد على تنمية<br />
املهارات لديهم. اأما دوجالسDouglass(1977(، فريى، اأن التعليم اجلامعي يزيد<br />
من قدرة الفرد على ترشيد الإنفاق، وزيادة الدخار والستثمار والتخطيط بكفاءة لنمو<br />
الأرسة والتكيف الرسيع مع املتغريات واملستجدات. ويضيف)عبد السميع 1995( اأ ن<br />
حجر الزاوية يف التعليم اجلامعي ليس تدريس احلقائق العظمى، ولكن تدريس احلقائق<br />
بطريقة عظيمة. ويقول كالجان)1999,Kellaghan( اإن العديد من الدول تظهر عدم رضا<br />
عن اإجنازات الطلبة الناشئ عن سوء النظام التعليمي، وتدرك عدم النسجام بني خمرجات<br />
التعليم وحاجات املجتمع، من جهته يرى كارسنت)Karsten, 1999( اأن عمليات التطوير<br />
الرتبوي، يف العديد من الدول الأوروبية، حتى يف السنوات القليلة املاضية كانت تركز<br />
على الإدارة والنظام الرتبوي، وتعطي اهتماماً قليالً للعملية التعليمية نفسها. ويصف<br />
جايوكس)1996, )Jyox معظم اجلامعات يف الدول النامية اأنها بحاجة اإىل اإصالح، واأنها<br />
اأمام طريق طويل ينبغي عليها السري فيه.
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
وتشتق اجلامعة اأهدافها وقيمها ومواردها ومعلوماتها من البيئة املحيطة، واإىل البيئة<br />
املحيطة تعاد هذه الأهداف والقيم واملوارد على شكل اإجنازات علمية، وخدمات بحثية، اأو قوى<br />
عاملة موؤهلة ومدربة بعد معاجلة خاصة لهذه املدخالت،)حمد، 1998(. اأما)رضا، 1997(،<br />
فريى اأن هناك نوعني من السياسة التعليمية، سياسة تعليمية موجهة تستبطن اأزمات احلالة<br />
وتعطيها وجهة معينة حسما لتناقضاتها، و سياسة مستجيبة تتوخى تلطيف درجة الشدة<br />
يف اأزمات الواقع، لكن تبعدها عن احلل اجلذري. بينما يرى)الأسد، 1995( اأن رسالة التعليم<br />
اجلامعي، ل تنحرص يف توفري مطالب التنمية وحدها، واإمنا متتد لتشمل مطالب املجتمع<br />
الواسع، وهي اأرحب من مطالب خطة التنمية، لأنها متتد لتشمل حاجات الأفراد ورغباتهم<br />
وطموحاتهم يف الستزادة من حتصيل املعرفة، وطلب الثقافة وتوسيع املدارك.<br />
من هنا يجب اأن ل ينظر اإىل التعليم اجلامعي على اأنه احلصول على موؤهل معرتف<br />
به، يضم الشخص اإىل الطبقة املتعلمة عن طريق احلراك الجتماعي الذي ينتج عن التعليم،<br />
بل هو اإعداد متوازن للحياة العرصية املنتجة يف ظل ظروف وعالقات متداخلة و متنوعة،<br />
فاملصالح والفرص ومطالب احلياة ل تقترص على بضعة موضوعات يختار الشخص<br />
دراستها، واإمنا تشمل املجتمع بكل نواحيه؛ لذلك ينبغي اأن تعنى اأدوار التعليم اجلامعي<br />
وسياساته، بربط الواقع واملستجدات واملتغريات العلمية والجتماعية والقتصادية التي<br />
تواجه حاجات املجتمع مبتطلباته النمائية.<br />
األدوار املنوطة باجلامعات وسياساتها التعليمية.<br />
كان من السهل يف املاضي على اأي جمتمع اأن يعد اأبناءه للمستقبل الذي يريده،<br />
وكانت توقعاته غالبا ما تتحقق، فاملتغريات كانت حمدودة وبطيئة التاأثري، واأمناط احلياة<br />
كانت رتيبة شبه ثابتة، اأما ما يشاهد حاليا من تزايد رسيع يف منو حقول املعرفة، والعلم<br />
والتصالت واملعلومات، فيفرض نظرة جديدة لأدوار التعليم اجلامعي، نظرة تتكامل<br />
فيها الأدوار بني املوؤسسات كافة ذات التاأثري يف تهيئة الإنسان وتنشئته، ومما ل شك فيه<br />
اأن الأعداد املتعاظمة من الأميني اأو املتعلمني العاطلني عن العمل اأو العاملني من ذوي<br />
الكفاءة الإنتاجية املتدنية، هي خري شاهد على قصور الدور التعليمي للجامعات يف تلبية<br />
الحتياجات القتصادية والجتماعية والأخالقية التي يجب اأن تكون.<br />
ولقد شهد التعليم العايل يف الوطن العربي خالل العقدين الأخريين من القرن العرشين<br />
تطورا ومنوا ملحوظني، توؤكده الزيادة يف عدد املوؤسسات اجلامعية، واأعداد الطلبة املسجلني،<br />
واأعضاء هيئة التدريس، واأعضاء الهيئة الإدارية والفنية، وكذلك زيادة يف حجم الإنفاق<br />
على هذا القطاع التعليمي املهم ومع ذلك كله، فاإن هناك العديد من القضايا واملشكالت<br />
والتحديات، ما زالت تواجه التعليم العايل يف الوطن العربي.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
1 .<br />
2 .<br />
2.<br />
1 .<br />
2 .<br />
1 .<br />
و خلص)اخلطيب، 1994( هذه القضايا واملشكالت والتحديات مبا ياأتي:<br />
1 التزايد الكبري والرسيع يف اأعداد الطالب: اإن التزايد الكبري يف اأعداد الطالب الراغبني يف<br />
اللتحاق يف اجلامعات، واحتمالت التوسع الكبري يف الطلب الجتماعي على التعليم<br />
اجلامعي، وعدم قدرة اجلامعات على استيعاب الأعداد املتزايدة من الطالب الذين<br />
ينهون املرحلة الثانوية هو من اأوىل املشكالت والتحديات التي تواجه التعليم العايل.<br />
2 انعدام املواءمة بني نواجت التعليم العايل واحتياجات خطط التنمية: اإن السياسات<br />
املعتمدة يف قبول الطلبة ل تقررها احتياجات خطط التنمية الوطنية من العمالة<br />
املاهرة، واإمنا تقررها القيم الجتماعية السائدة التي ما زالت تفضل الدراسات<br />
الأدبية والإنسانية على الدراسات املهنية والتطبيقية، ويربز ذلك واضحا يف اختالل<br />
التوازن بني النمو الكمي لأعداد الطلبة امللتحقني باجلامعات، وبني نوعية التعليم<br />
اجلامعي وجودته.<br />
واأضاف)بوبطانة، 1988( عددا اآخر من قضايا التعليم اجلامعي وحتدياته و منها<br />
1 التوسع الكبري يف استخدام التكنولوجيا احلديثة والعتماد عليها مما يتطلب التوسع<br />
يف اإحداث تغيريات جوهرية يف اأمناط املوؤسسات، وخلق نوع من التوازن يف اللتحاق<br />
بني الفروع العلمية والإنسانية.<br />
2 قلة خمصصات البحث العلمي واأثرها على خطط التنمية ومشاريعها.<br />
وذكر)كمال 1995( اأن التعليم اجلامعي يواجه عددا من التحديات منها:<br />
•توصيل التعليم اجلامعي اإىل القطاعات التي ما زالت حمرومة منه.<br />
•جتديد التعليم وحتديثه وجعله اأكرث انسجاما وتوافقا مع حاجات املجتمع العربي.<br />
•الإفادة من التكنولوجيا واملعلومات احلديثة.<br />
•مواجهة التحديات والتغريات املستقبلية.<br />
كما نوه)دغيم، 1996( اإىل عدد اآخر من القضايا واملشكالت التي تواجه التعليم<br />
اجلامعي نذكر منها:<br />
1 سياسات القبول: حيث ل توجد معايري حمددة لقبول الطلبة باستثناء التقدير العام<br />
والدرجات التي يحصلون عليها يف الثانوية العامة، دون معرفة لحتياجات سوق<br />
العمل، اأو خطط التنمية.<br />
2 نقص اأعضاء هيئة التدريس: و لتفادي هذا النقص ينبغي وضع خطة اإسرتاتيجية<br />
جادة على املستوى املحلي والعربي، لإعداد كوادر تدريسية موؤهلة علميا ومهنيا لسد<br />
النقص الذي يزداد سنة بعد سنة.
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
3هيكلة . 3 التعليم اجلامعي:<br />
ينبغي اإعادة النظر يف هيكلة التعليم اجلامعي والعايل ملواجهة التحديات التي<br />
يواجهها الوطن العربي يف مطلع القرن احلادي والعرشين مبا يشهده من تقدم مذهل<br />
يف العلم والتقنية، واتساع يف الفجوة بني الأقطار املتقدمة والنامية، الأمر الذي<br />
يستدعي مراجعة رسالة اجلامعة ومدى توفيقها اأو اإخفاقها يف حتقيق اأهدافها.<br />
. 4 4 الإدارة اجلامعية التي ميكن تنشيطها بالدورات التدريبية لالإداريني والأكادمييني<br />
الذين يتولون مناصب قيادية لتطوير اإدارة جامعاتهم، والرتفاع مبستوى اأدائها،<br />
ومواكبة التقدم العلمي والتقني يف سبيل ذلك.<br />
وجتدر الإشارة اإىل اأن هناك تباينا يف تصور الغاية من التعليم اجلامعي و فلسفته، ذلك<br />
اأن لكل جمتمع فلسفته التي حتكم مسريته، وهذه الفلسفة هي جمموعة من املرتكزات واملبادئ<br />
التي يطورها املجتمع بخرباته املرتاكمة، والفلسفة التعليمية كما يصفها)التل، 1983( هي<br />
بعد من اأبعاد الفلسفة العامة للمجتمع التي تختص بضبط مسريته التعليمية وتوجيهها، حيث<br />
اإن فلسفة التعليم هي امتداد عضوي وظيفي لفلسفة املجتمع يف نظرته لالإنسان، والكون،<br />
واحلياة، واملوت. وعرف)بطاح، واآخرون، 1992( فلسفة التعليم على اأنها جملة متسقة من<br />
املوجهات الفكرية العامة للتعليم اجلامعي، وهي اأصول فكرية عامة حتدد السياسات واملراجع<br />
والتنظيمات، والنشاطات الالمنهجية، واجتاهات اخلطط الدراسية وحمتوياتها، والسرتاتيجيات<br />
العامة للتعليم والتعلم والتقييم، وحتدد الهيكل العام لبنية التعليم اجلامعي ومكوناته.<br />
كما جتدر الإشارة اإىل اأن فلسفة اجلامعات الفلسطينية تسعى لتوفري احلرية الأكادميية<br />
املسوؤولة، والتفاعل اخلصب واملشاركة يف الفعاليات اجلامعية كافة، والهتمام بالكيف ل بالكم،<br />
ومن هنا داأبت هذه اجلامعات على اإعداد الإنسان املتميز يف حقل تخصصه، القادر على خوض<br />
غمار احلياة، بروح علمية وعقل مبدع، ومنحه الثقة والقدرة على حتمل مسوؤوليته التعليمية،<br />
وتنمية روح البحث والستقصاء يف نفسه، وتوجيهه نحو منهج التفكري السليم واملنطقي.<br />
وعلى الرغم من التحديات الكبرية التي واجهت مسرية التعليم العايل يف الأراضي<br />
الفلسطينية يف ظل الحتالل الإرسائياأتي، فاإن هذا القطاع استطاع بناء قاعدته الأساسية،<br />
حيث وصل عدد اجلامعات الفلسطينية اإىل اإحدى عرشة جامعة يف بداية العام الدراسي<br />
2002-2001 مع العلم اأن ثماين جامعات اأنشئت قبل قيام السلطة الوطنية الفلسطينية يف<br />
العام ، 1994 يف حني حُ ولت ثالث كليات اإىل جامعات.)عرمان، 2002، ص 26(.<br />
وكان من املتوقع اأن تشجع عملية التطور الرسيعة التي شهدتها بعض اجلامعات<br />
بطرحها برامج تخصصية متنوعة ومتميزة، وتوفري تعليم ذي جودة عالية لتخريج<br />
جامعيني تنسجم موؤهالتهم وقدراتهم مع متطلبات سوق العمل، اإل اأن ما حدث كان عكس
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
ذلك، حيث اأنشئت تلك اجلامعات دون اأي تنسيق فيما بينها، وكانت كل جامعة مستقلة<br />
عن الأخرى يف سوؤونها املالية والأكادميية والإدارية واإن كثريا من اجلامعات ما زالت<br />
تفتقر اإىل الإمكانيات الالزمة لإنتاج اخلدمات التي تنسجم مع احتياجات املجتمع، مثل:<br />
الستشارات والدورات التدريبية والبحوث باستثناء جامعة النجاح الوطنية وبوليتكنيك<br />
فلسطني اللتني يغطي مردودهما من اإنتاج تلك اخلدمات)%10( من الإنفاق اجلاري فقط،<br />
وهذا الفتقار يعزى لعدم توافر املوارد املالية التي ميكن استثمارها يف اإنتاج اخلدمات<br />
التي يحتاجاها املجتمع.)اجلعفري، 2002 ص 43(.<br />
ومن املالحظ اأن اجلامعات الفلسطينية قد اتبعت النهج نفسه الذي سارت عليه البلدان<br />
العربية، وهو التوسع الأفقي والكمي بدون اأي توسع يف العمق والنوع، فخريجو اجلامعات<br />
يفتقرون اإىل كثري من اخلربات التي يتمتع بها طالب اجلامعات يف البلدان املتقدمة، وهناك<br />
ضعف شديد يف اإتقان اللغات الأجنبية واملهارات التقنية، كما اأن هناك نقصا يف املعاهد<br />
الفنية، واملوجود منها ما زال يتبع اأساليب قدمية، ومل يواكب التطورات التكنولوجية<br />
احلديثة.)مكحول واآخرون، 2001 ص 28(.<br />
أسباب الفجوة بني التخصصات وسوق العمل:<br />
هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء اتساع الفجوة القائمة بني التخصصات<br />
الأكادميية املوجودة يف اجلامعات الفلسطينية وحاجة سوق العمل للخريجني، ومن جملة<br />
هذه الأسباب:<br />
•التشوهات اجلوهرية احلاصلة يف سوق العمل الفلسطيني، التي نتجت عن تخلف البنية<br />
القتصادية الفلسطينية، وعجزها املتنامي عن توفري فرص عمل، حيث اأن %94 من<br />
املنساآت القتصادية منساآت صغرية توظف اأقل من خمسة عمال، كما اأن %10 فقط<br />
من العاملني يف القطاع اخلاص ميتلكون موؤهال علميا عاليا)جامعي اأو متوسط(، و<br />
%90 ل تتعدى سنوات دراستهم املرحلة الثانوية، فيما يرتكز خريجو التعليم العايل<br />
يف القطاع احلكومي، وبخاصة يف سلك التعليم.<br />
•ضعف كفاءة خريجي موؤسسات التعليم العايل الفلسطيني وحمدودية مهاراتهم، فهم<br />
يفتقرون اإىل املعارف التطبيقية والتدريب بسبب ضعف نظام التعليم الفلسطيني<br />
الذي ما زال يعتمد اأسلوب التلقني عوضا عن التحليل، عالوة على ضعف التفاعل بني<br />
موؤسسات التعليم العايل اجلامعي واملهني وبني موؤسسات القطاع اخلاص، الأمر الذي<br />
يوؤدي اإىل احلد من املهارات التطبيقية لدى اخلريجني.<br />
•عدم حتقيق التوازن بني التخصصات التعليمية والتخصصات التطبيقية من جهة، وبني
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
خريجي اجلامعات من جهة اأخرى، واأدى ذلك اإىل تقليص نسبة اخلريجني العاملني يف<br />
املوؤسسات القتصادية اإىل جمموع العاملني فيها.<br />
•عدم اإعادة النظر يف هياكل موؤسسات التعليم العايل القائمة وبراجمها، وكذلك عدم<br />
اإقامة نظم اعتماد جدية تطبق بوضوح وشفافية، حتى ميكن ربط التخصصات<br />
باحتياجات سوق العمل، فاملطلوب اعتماد برامج متنوعة ل نسخا مكررة من برامج<br />
قدمية نسخت من خطط اجلامعات العربية.<br />
•ضعف التنسيق اأو فقدانه بني موؤسسات التعليم العايل وموؤسسات القطاعني العام<br />
واخلاص، فعلى الطرفني اأن يتشاورا فيما بينهما ملعرفة احتياجات القطاعني من<br />
اخلريجني كما ونوعا، اإضافة اإىل معرفة التخصصات املطروحة واجلديدة.<br />
•عدم توافر املعلومات الكافية عن القطاعات التي تعاين من نقص يف الكوادر البرشية<br />
املتدربة واملتعلمة، التي ميكن اأن يكون لها دور يف توجيه الطلبة نحو اختيار<br />
التخصصات املناسبة، اإضافة اإىل اأن اختيار اخلريج لتخصصه ل يعتمد على اأي تخطيط<br />
مسبق، اأو اأي ارتباط بسوق العمل املحلية، واإمنا ياأتي نتيجة لطموح اأو رغبة شخصية<br />
بغض النظر عن املعرفة املسبقة بنوع الوظيفة التي ميكن اأن يشغلها اخلريج.<br />
•الفتقار اإىل خطة وطنية تنموية شاملة توجه عمل موؤسسات السلطة الوطنية املختلفة،<br />
وتضمن اتساق سياساتها وتناسقها، وعدم ارتباط السياسة التعليمية باأهداف التنمية<br />
املجتمعية، مما اأدى اإىل اتساع النفصام والفجوة يف العالقة بني خريجي اجلامعات<br />
الفلسطينية ومتطلبات سوق العمل.<br />
•الفتقار اإىل قاعدة معلومات وطنية متاحة حول خصائص عرض العمل والطلب يف<br />
سوق العمل املحلية، حيث اإن هناك غياب هاجس اإيجاد فرص عمل لدى الطلبة عند<br />
اختيارهم لتخصصاتهم العلمية واملهنية.<br />
•صغر حجم سوق العمل الفلسطينية وحمدوديتها، وعدم قدرتها على مواكبة معدلت<br />
النمو املرتفعة واملتسارعة يف قوة العمل، سواء بسبب ارتفاع معدلت النمو السكاين<br />
الفلسطيني، اأم بسبب سياسات الحتالل الإرسائياأتي الهادفة اإىل اإخضاع القتصاد<br />
الفلسطيني خلدمة القتصاد الإرسائياأتي وتبعيته، ومنع منو قاعدته الإنتاجية<br />
التشغياأتية وتعطيلها.<br />
•ضعف الشعور بقيمة العمل لدى بعض خريجي اجلامعات، وعزوف بعضهم الآخر عن<br />
العمل احلر بسبب اخلوف من املخاطرة، عالوة على ضعف الرغبة لدى موؤسسات القطاعني<br />
العام واخلاص يف مساعدة موؤسسات التعليم العايل على تدريس مساقات تطبيقية، اإىل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
جانب عدم املساهمة يف دعم الوسائل التعليمية ومتويلها، مثل املختربات واملكتبات.<br />
هذه العوامل وغريها جميعا تتشابك يف ما بينها لتخلق الفجوة القائمة بني<br />
التخصصات الأكادميية يف اجلامعات الفلسطينية، واحتياجات سوق العمل املحلية، بحيث<br />
ل ميكن لهذه الفجوة اإن يتم جرسها اأو احلد منها طاملا بقيت هذه العوامل متزايدة، وتاأخذ<br />
مسارات ذات بواعث سلبية على جممل عنارص ذات الساأن واأطرافها واملتمثلة اأساسا هنا<br />
يف اخلريجني العاطلني عن العمل.)الفطافطه، 2007، ص 931(.<br />
بعد ما تقدم من عرض لواقع التعليم اجلامعي ومشكالته والتحديات التي تواجهه،<br />
واإدراكا للمرحلة التي يعيشها العامل، والتي تتسم بالتغري املتسارع، وانعكاس ذلك على<br />
مناحي احلياة كافة، واأثر ذلك على مفاهيم الإنسان ومعتقداته واهتماماته، وميوله،<br />
وقيمه، واأمناط سلوكه، فال بد من عرض عدد من املبادئ والتوجهات التي ينبغي اأن ترتكز<br />
عليها الأدوار املنوطة بالتعليم اجلامعي لتعد الإنسان العربي وترقى به، لأنه الأساس يف<br />
الإعداد للمستقبل، وهو املاأمول ملواجهة املستجدات والتعامل معها باإيجابية لستيعاب<br />
النافع واملفيد منها، وفيما ياأتي عرض لأهم هذه املبادئ:<br />
1مواجهة . 1 التزايد يف اأعداد الطالب الذين هم يف سن التعليم اجلامعي: يتوقع اأن<br />
يسجل يف موؤسسات التعليم اجلامعي يف الوطن العربي حوايل 10 2. مليون طالب يف<br />
سنة)2008(، وهذه الأعداد بحاجة اإىل موؤسسات تعليمية تستوعبها، بالكيفية التي<br />
تتوافر لهم فيها الإمكانات واملباين، واملكتبات، واملختربات …. الخ، مبواصفات ل<br />
توؤثر على مستوى التحصيل العلمي، وعدم تغليب الكم على الكيف.<br />
2سياسات . 2 القبول: من املعلوم اأنه ل توجد معايري حمددة لقبول الطلبة يف معظم جامعات<br />
الدول العربية سوى التقدير العام الذي يحصلون عليها يف الثانوية، لذا ينبغي اأن يتم<br />
القبول استنادا لدراسات ميدانية حتدد بوساطتها احتياجات سوق العمل، ومتطلبات<br />
خطط التنمية.<br />
3مواجهة . 3 النقص يف اأعضاء هيئة التدريس: ينبغي وضع خطة اأو اإسرتاتيجية جادة<br />
على املستوى املحلي والعربي لإعداد كوادر تدريسية موؤهلة علمية ومهنيا لسد النقص<br />
املتزايد، وهذا بسبب التطور الذي شهدته موؤسساتنا التعليمية خالل العقدين.<br />
4هيكلة . 4 التعليم اجلامعي: يجب اإعادة النظر يف هيكلة التعليم اجلامعي ملواجهة<br />
التحديات التي يواجهها الوطن العربي يف هذا القرن، والتكيف مع التقدم املذهل يف<br />
املعلوماتية والتقنية.<br />
5متويل . 5 التعليم اجلامعي: ينبغي توفري بدائل للتمويل اإضافة للموارد احلالية وفيما
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
ياأتي بعض هذه املوارد:<br />
•فرض رسوم بنسبة ضئيلة على الواردات والصادرات واأرباح الرشكات وغريها<br />
لتضاف اإىل اإيرادات موؤسسات التعليم اجلامعي.<br />
•تسويق اجلامعات نفسها بعرض خدماتها للسوق املحلي، وتقدمي الستشارات<br />
واخلدمات التي يطلبها السوق املحلي.<br />
•استثمار بعض اأموال اجلامعات يف مرشوعات اإنتاجية.<br />
•ترشيد الإنفاق يف اجلوانب الإدارية والستهالكية التي ل مربر لها.<br />
6البحث . 6 العلمي: ل بد من رصد املخصصات الالزمة للبحث العلمي حتى نرقى<br />
مبوؤسساتنا ورشكاتنا ومصانعنا وتتقدم اأمتنا، فالدول املتقدمة تخصص نسبة من<br />
دخلها القومي للبحث العلمي، فهذه اأملانيا مثال تخصص %2 من دخلها القومي للبحث<br />
العلمي، وفرنسا تخصص %1.4، كما ينبغي بناء قاعد ة معلوماتية لإنتاج الباحثني،<br />
ميكن الرجوع اإليها يف الوقت املناسب وتكون متاحة للجميع.<br />
7تطوير . 7 الإدارة اجلامعية: وذلك بعقد دورات تنشيطية لالإداريني والأكادمييني الذين يتولون<br />
مناصب اإدارية لالرتفاع مبستوى اأدائها ومواكبة التقدم العلمي واملستجدات العاملية.<br />
8الربط . 8 بني التخصصات والحتياجات الفعلية: وذلك باستحداث اأمناط جديدة من<br />
التعليم بدل التوسع يف اإنشاء اجلامعات التقليدية، والسري نحو التعلم عن بعد اأو<br />
الرتبية املفتوحة.<br />
9التعليم . 9 املستمر: حيث ميكن اأن تقدمه اجلامعات بالتعاون مع القطاعني العام<br />
واخلاص لتجديد املعلومات يف التخصصات املختلفة، ورفع مستوى العاملني<br />
يف القطاعني العام واخلاص.ودراسة احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية<br />
واستحداث التخصصات التي تلبي هذه الحتياجات.والتنويع يف التخصصات حتى<br />
ل تكون كليات اجلامعة مكررة، بل تفي بالحتياجات املحلية واجلديدة.<br />
1مواجهة 010 التغريات املستقبلية: وذلك بتقدمي تخصصات جديدة تواكب التقدم<br />
العلمي والتقني، وتلبي حاجات الثورة العلمية اجلديدة، واستكشاف ما حتتاجه<br />
املجتمعات العربية.<br />
11 استخدام شبكات الإنرتنت يف التعليم اجلامعي، من اأجل اإتاحة الفرص اأمام القادرين<br />
11<br />
على التعامل مع هذه التقنية ملواصلة التعليم اجلامعي.<br />
1ربط 212 برامج التعليم اجلامعي، بشبكة املعلومات، ومراكز التطوير العلمي، من اأجل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
تاأمني تعليم نوعي يتالءم مع متطلبات السوق والتكيف مع املستجدات.<br />
13 اإعادة النظر يف املناهج واأساليب التدريس، ملواجهة سمات احلياة املعارصة<br />
13<br />
التي تتسم بالرسعة يف كل شيء، والتنافس احلاد يف كل شيء، وكرثة املشاكل<br />
وتعقدها، وزيادة كم الإنتاج ونوعه، وهذا يحتاج اإىل عقول مبدعة خالقة لتحقيق<br />
السبق والسيطرة، وهذا ل ميكن اأن يكتسبه الطالب بالأساليب التقليدية، بل يتعلمه من<br />
املواقف التعليمية التي يعدها الأستاذ ليتحدى بها خربة الطالب السابقة وعقله، مما<br />
يدفعه اإىل البحث والتفكري والتاأمل والتجريب.<br />
1تطوير 414 القدرات العلمية والتكنولوجية يف اجلامعات العربية لتخريج علميني<br />
تكنولوجيني قادرين على نقل التكنولوجيا وتطويرها وتعديلها مبا يالئم احتياجات<br />
الوطن العربي.<br />
1احلد 515 من هجرة العلماء الباحثني الأكفاء واملتميزين واإرشاكهم يف اتخاذ القرار،<br />
وتوفري مراكز بحوث لهم، ومنحهم الآمان والحرتام والتقدير.<br />
1تاأصيل 616 الهوية الثقافية واحلضارية لالأمة، وصيانتها من الستالب، ومساعدتها يف<br />
التكيف مع املتغريات الجتماعية والثقافية، مبا يكفل حتقيق التماسك الجتماعي<br />
بني خمرجات التعليم، ويزيد من وعيهم نحو برامج العون الذاتي والعمل التطوعي<br />
خلدمة املجتمع.<br />
مشكلة الدراسة<br />
اإن نظرة رسيعة اإىل واقع املوؤسسات التعليمية الفلسطينية ومدى قدرتها على حتقيق<br />
الطموحات، جندها بعيدة اإىل حد ما عن معاجلة املشكالت والقضايا التعليمية املوجودة،<br />
حيث ما زالت املناهج الدراسية شديدة الرتكيز على الأساليب والطرق التقليدية التي تعتمد<br />
التلقني واحلفظ. ونظرا ملا يتسم به القرن احلادي والعرشون من تغريات رسيعة ومتالحقة<br />
يف خمتلف امليادين، وخاصة امليادين التعليمية والتكنولوجية، وتاأثري هذه التغريات بشكل<br />
مبارش على دور اجلامعات واملوؤسسات التعليمية يف املستقبل، لذا اأصبح من الرضوري<br />
مراجعة الأدوار املنوطة باجلامعات وسياساتها التعليمية ملواكبة متطلبات احلارض،<br />
فضال عن املتطلبات املستقبلية املتوقع حدوثها. وملا كان من الرضورة حترير التعليم<br />
من الأساليب والطرائق التعليمية التقليدية التي تركز على كم املعلومات املقدمة للمتعلم<br />
ومدى اإتقانه لها، والرتكيز على الأساليب والطرائق التي يعتمدها املتعلم يف احلصول على<br />
املعلومات من مصادر متعددة، فاإن هذا يثري العديد من الأسئلة منها: هل اجلامعات موؤهلة<br />
ملواكبة هذه التغريات؟ وهل براجمها قادرة على التكيف مع مستجدات العرص املتسارعة؟
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
وهل الأدوار التي تقوم بها انطالقا من اأهدافها ورسالتها قادرة على اإعداد الدارس للحياة<br />
املعارصة لكي يوؤدي اأدواره التي يتوقعها املجتمع منه، وتشكل شخصيته الإنسانية القادرة<br />
على التنمية والتكيف، وامتالك املنهجية العلمية يف التفكري املبدع والإنتاج املبتكر؟. من<br />
هنا حتددت مشكلة الدراسة يف السوؤال الرئيس الآتي:<br />
ما دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة من وجهات نظر طلبة<br />
جامعة القدس املفتوحة-منطقة اأريحا التعليمية؟<br />
وانبثق عن السؤال الرئيس الفرضيات اآلتية:<br />
فرضيات الدراسة:<br />
) 1 يف متوسطات<br />
. 1ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة)α =0.05<br />
استجابات الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة تعزى<br />
جلنس الطالب)ذكر، انثى(.<br />
. 2ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة)α =0.05<br />
استجابات الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة تعزى<br />
لتخصص الطالب)الرتبية البتدائية، الرتبية الإسالمية، اللغة العربية، اللغة النكليزية،<br />
الجتماعيات، العلوم الإدارية والقتصادية، اخلدمة الجتماعية.(.<br />
. 3ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة)α =0.05<br />
استجابات الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة تعزى<br />
ملستوى الطالب الأكادميي)مستوى سنة اأوىل، سنة ثانية، سنة ثالثة، سنة رابعة(.<br />
. 4ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة)α =0.05<br />
استجابات الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة تعزى لعمر<br />
الطالب)18- اأقل من 22 سنة، اأكرث من 23 سنة(.<br />
) 2 يف متوسطات<br />
) 3 يف متوسطات<br />
) 4 يف متوسطات<br />
1 .<br />
أهدف الدراسة:<br />
هدفت الدراسة اإىل ما ياأتي:<br />
1 التعرف اإىل دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة من وجهات نظر<br />
طلبة جامعة القدس املفتوحة- منطقة اأريحا التعليمية.<br />
2 ترتيب اأدوار التعليم اجلامعي تنازليا حسب اأهميتها من وجهات نظر جمتمع الدراسة,<br />
3 التعرف على الأدوار التي حظيت باهتمام جمتمع الدراسة اأكرث من غريها.<br />
4 التعرف اإىل اختالف وجهات نظر طلبة جامعة القدس املفتوحة يف حتديد دور التعليم<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
5 .<br />
6 .<br />
اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة باختالف متغريات اجلنس، والتخصص،<br />
واملستوى الأكادميي، والعمر.<br />
5 ياأمل الباحث اأن تقدم هذه الدراسة صورة عن دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الدارسني<br />
للحياة املعارصة، متكن اجلامعات من الستجابة لتحديات القرن احلايل ومتطلباته،<br />
وتنسجم مع املسوؤوليات الكربى املوكولة اإليها ويف طليعتها: اإثراء املعرفة وتنميتها،<br />
واإعداد الكفاءات املتخصصة لقيادة عملية التنمية الشاملة، وبناء الإنسان علمياً<br />
وثقافياً مبا يوؤهله ملواجهة متغريات العرص املتالحقة والرسيعة، والنهوض بالبحوث<br />
العلمية لستغالل الطاقات واملوارد املتاحة اإىل احلد الأقصى.<br />
6 اخلروج بتوصيات ميكن اأن يستفيد منها القائمون على اإدارة املوؤسسات التعليمية يف<br />
وضع احللول الالزمة للتغلب على املعوقات مبا يخدم اإعداد الطلبة للحياة املعارصة.<br />
أهمية الدراسة:<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
6 .<br />
1تاأتي . 1 اأهمية هذه الدراسة من اأهمية املوضوع الذي تناولته، ولكونها الدراسة الأوىل<br />
يف جامعة القدس املفتوحة يف هذا املجال على حد علم الباحث.<br />
2تعود . 2 بالفائدة على كل من القادة الإداريني واملهتمني برسم السياسات واملخرجات<br />
التعليمية اجلامعية.<br />
3 تقدم صورة عن الدور املنوط باجلامعات يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة.<br />
4 تكشف عن املشكالت والتحديات التي تواجه التعليم اجلامعي متهيدا لوضع احللول<br />
الالزمة لها.<br />
5 تسهم يف حتديد اأهداف التعليم اجلامعي واجتاهاته.<br />
6 ميكن اأن تفتح اأفاقا جديدة اأمام الباحثني واملهتمني لدراسات اأخرى تنعكس بالفائدة<br />
على قطاع التعليم برمته.<br />
من هنا تاأتي هذه الدراسة لبيان دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة<br />
املعارصة التي تضمن الرتقاء بالتعليم اجلامعي كي يصبح اأداة فاعلة يف صنع املستقبل،<br />
وجرسا نلج به حضارة القرن احلادي والعرشين.<br />
حمددات الدراسة:<br />
•اقترصت هذه الدراسة على حتديد دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة<br />
املعارصة ودور جامعة القدس املفتوحة يف اإعداد الدارسني ملتطلبات العرص يف<br />
املجالت الآتية: املجال املعريف، واملجال الجتماعي، واملجال الديني، واملجال
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
النفسي، واملجال القتصادي والإنتاجي، واملجال السياسي، , املجال التكنولوجي،<br />
حمددة بفقرات اأداة الدراسة التي اأعدت لهذا الساأن بالستناد اإىل ثباتها وصدقها.<br />
•وقد استثنيت قضايا مهمة اأخرى لها عالقة باإعداد الدارسني للحياة املعارصة، كدور<br />
وسائل الإعالم، ودور املجتمع، ودور البيت. كما اأستثني دور مراحل النظام التعليمي<br />
الأخرى، كمرحلة التعليم الثانوي، ومرحلة التعليم الأساسي، ورياض الأطفال.<br />
•اقترصت يف حدودها البرشية على عينة تشمل جمتمع الدراسة كامال)طلبة جامعة<br />
القدس املفتوحة-منطقة اأريحا التعليمية يف خمتلف التخصصات املطروحة يف<br />
الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2008-2007.<br />
•ويف حدودها املكانية على جامعة القدس املفتوحة- منطقة اأريحا التعليمية.<br />
•ويف حدودها الزمنية على الفرتة املمتدة ما بني بداية شهر ترشين الثاين ونهايته،<br />
)الفصل الأول( من العام الدراسي اجلامعي 2007 م-2008 م.<br />
التعريفات اإلجرائية:<br />
1السياسات . 1 التعليمية: وتتمثل يف املبادئ والإجراءات والربامج التي تتخذها اجلامعة<br />
لتنفيذ فلسفتها واأهدافها التعليمية، مبا يتالءم مع احتياجات التنمية الجتماعية<br />
الشاملة والتكيف مع املتغريات.<br />
2الدور . 2 اجلامعي: الأدوار والأنشطة التي تقوم بها اجلامعة لتحقيق اأهدافها، وتتمثل يف<br />
الفقرات التي وردت يف اأداة الدراسة.<br />
األدب الرتبوي والدراسات السابقة:<br />
تبني من مراجعة الأدب السابق اأن هناك جمموعة من الدراسات املتعلقة بالأدوار<br />
والسياسات والنظم التعليمية املتبعة يف العامل العربي، ولكن هذه الدراسات يف معظمها<br />
تناولت الوضع الراهن للسياسات التعليمية وقليل منها وضع تصوراً مستقبلياً للدور الذي<br />
ينبغي اأن يوؤديه النظام التعليمي يف تهيئة الدارس واإعداده ملواجهة احلياة املعارصة، وهو<br />
ما تسعى هذه الدراسة اإىل القيام به.<br />
لقد وصف بدران)1993( الوضع الراهن للسياسات التعليمية العربية بالتناقض<br />
البنيوي علميا، واجتماعيا، وثقافيا، وتربويا، واقتصاديا، فكل الوقائع تشري اإىل اأن<br />
السياسات التعليمية يف الوطن العربي، ما زالت دون املستوى الذي يوؤهل هذا الوطن لحتواء<br />
العلم احلديث، واستيعاب مفاهيم واإنشاء املوؤسسات املطابقة، لتوطينه واإعادة اإنتاجه مبا<br />
يخدم الأهداف ويحقق املصالح. كما يرى احللباوي)1992( اأن املوؤسسات التعليمية، واإن
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
كانت قد حققت تقدما كميا، اإل اأنها ما زالت تقدم تعليما قارصا عن املشاركة الفعالة<br />
والصحيحة يف بناء الإنسان العربي القادر على مواجهة العامل احلديث. وبالآتي فهي كما<br />
يرى بدران)1985( مل تبذل اأية حماولة يف اإحداث التطوير املطلوب يف الفلسفة والأهداف<br />
التعليمية، مبا يناسب طبيعة املجتمع العربي واأمناط تفكريه، وحقيقة متطلبات تنميته،<br />
فبقيت املناهج ترتكز على اأساس نظري بحت، يتعذر تطبيقها يف الغالب. لذلك بقي النظام<br />
التعليمي يف الوطن العربي كما يقول سلمان)1995( نظاما تابعا عاجزا عن التقدم الذاتي<br />
املبدع معتمدا على املحاكاة واسترياد النماذج، ولكن بشكل مشوه، ومقاوم للتغيري. ويضيف<br />
حممد)1982( اأن اجلامعات ومراكز البحوث تشكو من ظاهرة التبعية العلمية، ذلك اأن معظم<br />
الأنظمة التعليمية العربية قد اقتبست من الغرب، واأن كثريا من اجلامعات العربية قد بنيت<br />
وفق مواصفات املستشارين الأجانب لتكون نسخة طبق الأصل من اجلامعات الأمريكية<br />
والإنكليزية دون النظر اإىل البيئة التي تقوم فيها هذه اجلامعات. ويشري مرسي)1991(<br />
اإىل اأن اجلامعات يف الوطن العربي بصفة عامة تقيم فلسفاتها واأيدلوجياتها على منظومة<br />
من التصورات واملعتقدات التي حتول دون متثلها للتغري الجتماعي، فهي ما زالت تعد<br />
الطلبة دون اعتبار حلاجات التنمية احلقيقية من املعرفة واملهارات مما اأدى اإىل غربة<br />
هوؤلء الطالب، وعقم املعرفة التي يكتسبونها وهي ما زالت مقرصة يف دورها املتمثل يف<br />
تكوين الوعي السياسي، والشخصية الجتماعية املنتمية، والفاعلة يف احلياة العامة.<br />
ويرى داود)1993( اأن اأحد مظاهر تاأخر الفكر الرتبوي يف العامل العربي هو "غياب<br />
التعامل مع املفاهيم، والقيم، وكل ما يدخل حتت ما يسمى باجلوانب املعنوية، اأو الوجدانية،<br />
كذلك البعد عن فهم املاضي اأو املستقبل".<br />
ومن الدراسات اليت قامت يف هذا اجملال:<br />
1اأظهرت . 1 دراسات حتليلية ونقدية لأوضاع التعليم العايل يف فلسطني اأن اجلامعات<br />
الفلسطينية مل متر بالتطور الطبيعي الذي مرت به جامعات العامل، واأنها قامت على<br />
عجل مما جعلها جامعات مكررة عن اجلامعات العربية املجاورة، واأن عددها ل<br />
يتناسب مع عدد السكان املحدود، واأنها تفتقر اإىل التخطيط الإداري السليم واأنها تتسم<br />
باملنافسة احلادة يف ما بينها مع غياب التنسيق والتكامل، واأوصت هذه الدراسات<br />
يف املجمل بدمج بعض التخصصات يف اجلامعات، وتفعيل جهاز اجلامعات الإداري<br />
وتطويره، وانتهاج الأسلوب الإداري الدميقراطي، وتوزيع الصالحيات، والالمركزية<br />
يف اتخاذ القرار، وذلك خللق منط اإداري متطور ودميقراطي فيها.واأظهرت الدراسات<br />
اأيضا احلاجة لتحقيق مواءمة اأفضل بني خمرجات النظام التعليمي وبني متطلبات
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
4 .<br />
التنمية، وذلك بالتنسيق فيما بينها.)اأباظة، 2007، ص 688(.<br />
2دراسة . 2 ندى)2006 ) التي هدفت للتعرف اإىل اخلصوصيات التي متتاز بها جامعة<br />
القدس املفتوحة، وبينت نتائج الدراسة اأن اأعلى املتوسطات كانت يف جمال نوعية<br />
الطلبة، واأسلوب التعليم املستخدم تالها القدرة على جتاوز الأزمات السياسية<br />
واملرونة يف الوقت والتوقيت، واأوصت الدراسة برضورة تطوير وسائل التصال بني<br />
الطالب واجلامعة بشكل اأكرث فاعلية، ورضورة اعتماد اجلامعة لسياسة التغيري من<br />
اأجل التطوير املستمر.<br />
3دراسة . 3 العوقي)2005 ) التي هدفت للتعرف اإىل دور التعليم عن بعد باستخدام<br />
تقنيات التعليم احلديثة يف حتقيق اأهداف التعليم لذوي الحتياجات اخلاصة، وقد<br />
طبق الباحثان الدراسة على عينة من اأعضاء هيئة التدريس بكلية الرتبية بصحار<br />
يف سلطنة عمان بلغ عددهم)26(عضوا، وجمموعة من املعلمني واملعلمات والعاملني<br />
مبرحلة التعليم ما قبل اجلامعي بلغ عددهم)70( معلما ومعلمة، ولتحقيق غرض<br />
الدراسة استخدم الباحث استبانه قام بتطويرها حيث اشتملت على)30( هدفا وزعت<br />
على ثالثة حماور رئيسة هي: خصائص اأهداف التعليم التي من املتوقع اأن يحققها<br />
التعليم عن بعد باستخدام تقنيات التعليم احلديثة لدى املتعلمني املتفوقني عقليا،<br />
وتناول املحور الثاين خصائص اأهداف التعليم التي من املتوقع اأن يحققها التعليم عن<br />
بعد باستخدام تقنيات التعليم احلديثة لدى املتعلمني ذوي صعوبات التعلم، فيما ركز<br />
املحور الثالث على خصائص اأهداف التعليم املشرتكة التي من املتوقع اأن يحققها<br />
التعلم عن بعد باستخدام التقنيات احلديثة، وقد توصلت الدراسة للنتائج الآتية:<br />
•اإن الدور الذي ميكن اأن يقوم به التعليم عن بعد باستخدام تقنيات التعليم احلديثة<br />
يف حتقيق بعض اأهداف التعليم لدى فئة املتعلمني املتفوقني عقليا بناء على اآراء<br />
عينة الدراسة متوسط.<br />
•اإن الدور الذي ميكن اأن يقوم به التعليم عن بعد باستخدام تقنيات التعليم احلديثة<br />
يف حتقيق بعض اأهداف التعليم لدى فئة املتعلمني ذوي صعوبات التعلم، جاء<br />
ضعيفا بناء على اآراء عينة الدراسة.<br />
4 ويف دراسات اأخرى اأجريت على التعليم العايل يف فلسطني، اأظهرت اأن موؤسسات التعليم<br />
العايل يف فلسطني بحاجة ماسة اإىل تعزيز هذه املوؤسسات لتطوير القدرة على التخطيط<br />
واأداء املهمات املنوطة بها، اإضافة اإىل الضعف يف جمال الإدارات املالية والضبط<br />
الداخلي التي بدورها اأثرت بصورة مبارشة على قدرتها يف اإدارة املوارد املتوافرة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وجذب املوارد الإضافية، وعلى الرغم من اأن التعليم العايل يوؤدي اإىل جودة عالية يف<br />
املعرفة والأداء فاإن اجلامعات الفلسطينية ينقصها حتقيق اأهداف الربامج الأكادميية،<br />
ومنهجية البحث العلمي والتقنيات احلديثة، وانعكس ذلك على اخلريجني من حيث<br />
حمدودية املهارات واملعرفة باملقارنة مع نظرائهم عامليا.)USAID, 2003(.<br />
5دراسة . 5 اخلطيب:)1999 ) التي تناولت التعليم اجلامعي والتحول الدميقراطي، وهدفت<br />
للتعرف اإىل دور اجلامعات الأردنية يف حتقيق املجتمع الدميقراطي، فكانت النتائج<br />
كما ياأتي:<br />
•اأن سياسات قبول الطلبة يف اجلامعات الأردنية تشري اإىل اعتماد معدلت الطلبة يف<br />
المتحان العام لشهادة الدراسة الثانوية كمعيار وحيد للقبول، وهذا يعد انتهاكا<br />
ملبادئ الدميقراطية القائمة على اأساس املساواة والعدل، و تكافوؤ الفرص التعليمية<br />
بني الطلبة بغض النظر عن اأماكن سكناهم.<br />
•اأن املمارسات والإجراءات املعتمدة يف اجلامعات الأردنية واملتعلقة باستقطاب<br />
اأعضاء هيئة التدريس وتعيينهم وترقيتهم، تفتقر اإىل معايري العدالة، واملوضوعية،<br />
والشمولية، فضال عن تفشي ظاهرة املحسوبية، والتحيز، والتمييز، واملحاباة،<br />
والعالقات الشخصية.<br />
•العقم يف الربامج وطرق التدريس يف معظم اجلامعات العربية لغياب سياسات<br />
التطوير والتجديد.<br />
6دراسة . 6 دويغر)1993(: حول التكامل بني مناهج التعليم الثانوي واجلامعي بني<br />
النظرية والتطبيق، حيث توصلت اإىل اأن اأهداف اجلامعات العربية تتمثل يف جمموعة<br />
من الآمال والتطلعات العريضة التي تقوم على فرضيات نظرية مستخلصة من بحوث<br />
علمية سابقة للحاجات الثقافية، والفنية واملهنية املطلوبة لالإنسان واملجتمع،<br />
وبالتايل ل تاأتي معربة عن احلاجات احلقيقية لأفراد املجتمع. واأن مشكلة جامعاتنا<br />
العربية تكمن يف تقوقعها على نفسها مما يهددها بالعقم واجرتارها معارف تقليدية<br />
ل تتمشى مع اأهداف اجلامعات خاصة يف جمال خدمة املجتمع والبحث العلمي.<br />
7 وهي دراسة تقوميية اأجراها حول صورة اجلامعات الأردنية<br />
. 7دراسة حمافظه )1992(:<br />
كما يراها رجال الصحافة والإعالم الأردنيون، وقد شملت 86 صحفيا واإعالميا من<br />
املهتمني بالسوؤون الرتبوية، حيث اأشارت نتائج الدراسة اإىل اعتقاد %72.3 من اأفراد<br />
العينة باأن اجلامعة تسهم يف التنمية القتصادية والجتماعية، واأن %85.5 منهم<br />
يرون اأن اجلامعات تدرك بدرجة عالية حاجات املجتمع، وراأى %63.1 من اأفراد
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
العينة رضورة اإسهام احلكومة يف موازنات اجلامعات، وخلصت الدراسة اإىل نتيجة<br />
موؤداها اأن الضغوط الشديدة من اأجل تعديل السياسات يف اجلامعات الأردنية، وترشيد<br />
الإنفاق فيها اأصبحت الآن بعد بروز الأزمة القتصادية- حقيقة واضحة ل بد من<br />
الستجابة اإليها.<br />
8دراسة . 8 القرين )1990(: التي هدفت اإىل الكشف عن العالقة بني برامج التعليم العايل<br />
وحاجات املجتمع السعودي التنموي وكذلك اإىل استقصاء وتقومي مدى مالءمة<br />
برامج التعليم العايل من حيث احلاجة والتطلعات لتحقيق التنمية، واتضح اأن برامج<br />
التعليم العايل يف السعودية، بالرغم من الهتمام الشديد، هي يف اأشد احلاجة اإىل<br />
تلبية الرغبات التنموية، وهذا لن يكون اإل عن طريق بعض التغريات يف بنية التعليم،<br />
ومناهجه، وطرائقه، واأساليب اإدارته وفق تخطيط علمي دقيق يحقق اأمناطاً سلوكية<br />
اإيجابية قادرة على حتقيق احلاجات والتطلعات، واقرتح رضورة اإيجاد جملس اأعلى<br />
يقوم بالتنسيق بني اجلامعات، واأجهزة التوظيف يف القطاعني العام واخلاص.<br />
9دراسة . 9 جودناسكرا Nasekera( ,Goud 1983(: التي اأظهرت اأن التعليم اجلامعي<br />
يرتبط ارتباطا كبريا بالعاملية، فالتعليم بصفة عامة والتعليم اجلامعي بخاصة يوسع<br />
اأفق الفرد ويجعله اأكرث استعدادا ومناسبة للعمل. فاإذا ما اأرادت الدولة مواجهة حتديات<br />
العرص، وحماية النفس والوطن، وتاأمني حياة كرمية ملواطنيها، فاإنها بحاجة اإىل<br />
بناء موؤسسات بحثية قادرة على تاأدية الأدوار احليوية املطلوبة.<br />
ويرى الباحث، من خالل املشاهدة واملعاينة والطالع على واقع اجلامعات يف العامل<br />
العربي عامة، وفلسطني خاصة، وجود بعض اأوجه القصور يف الدور الذي تقوم به هذه<br />
اجلامعات يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة كما هي اأدناه:<br />
•وضعت املقررات يف معظم اجلامعات العربية بعيدا عن روؤية حقيقية حلاجة املجتمع<br />
العربي واستنسخت املناهج الأجنبية.<br />
•غياب عالقات التعاون بني اجلامعات، وعدم وجود مفردات متفق عليها.<br />
•تتبنى معظم اجلامعات العربية نظاما تعليميا يرسِ خ يف ذهن الطالب حفظ املادة<br />
العلمية دون متكينه من الإبداع، وتزاوج املعرفة العلمية مع التطبيق العملي.<br />
•ما زالت معظم املناهج اجلامعية ومقرراتها الدراسية بعيدة عن مطالب العرص، ففكرة<br />
تخصيص منهج املقرر يف كتاب ملزم للمدرس والطالب، فكرة تنبئ عن ضعف كبري
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يف املستوى، فاملفروض اأن يستمع الطالب اجلامعي اإىل املحارضة، اأو اإىل حلقة<br />
املناقشة، ثم يذهب اإىل املكتبة ويبحث حول املوضوع املطروح، ويكون لنفسه وجهة<br />
نظر يتبناها ويدافع عنها مبوضوعية ومنطقية.<br />
•قصور التعليم اجلامعي عن قيامه بدوره املتمثل يف تلبية احتياجات املجتمع،<br />
واستيعاب الأعداد املتزايدة من خريجي الثانوية، وتوفري فرص تعليمية لهم.<br />
•القصور يف تطوير وسائل التصال بني الطالب واجلامعة بشكل اأكرث فاعلية، والقصور<br />
يف اعتماد اجلامعات لسياسة التغيري من اأجل التطوير املستمر.<br />
منهج الدراسة:<br />
استخدم الباحث املنهج الوصفي املسحي جلمع البيانات وحتليلها نظرا ملالءمتها<br />
لأغراض الدراسة.<br />
جمتمع الدراسة وعينتها:<br />
تكون جمتمع الدراسة من جميع الدارسني يف جامعة القدس املفتوحة /منطقة اأريحا<br />
التعليمية، املسجلني يف الفصل الأول من العام الدراسي)2008/2007( يف جميع الربامج<br />
والتخصصات املتوافرة يف اجلامعة)برنامج الرتبية، والعلوم الإدارية والقتصادية.<br />
وبرنامج التنمية الأرسية تخصص اخلدمة الجتماعية والبالغ عددهم )847( دارسا<br />
ودارسة. وطبقت الدراسة على)700( طالب وطالبة من املجتمع الكلي، ممن استطاع الباحث<br />
اأن يصل اإليهم من جمموع الطلبة، اأي ما نسبته )%82.6( بسبب عدم تواجد جميع الطلبة<br />
يف اجلامعة متاشيا مع نظام التعليم املفتوح الذي ل يلزم الدارس باحلضور. وكذلك بسبب<br />
وجود بعضهم خارج الوطن اأو لظروف العمل اأو لظروف اأخرى خمتلفة.<br />
ومت احلصول على البيانات من قسم التسجيل يف جامعة القدس املفتوحة/ منطقة<br />
اأريحا التعليمية يف شهر ترشين اأول من العام الدراسي 2008، 2007/ وكان الدارسون<br />
موزعني على )7( تخصصات هي: الرتبية البتدائية، واللغة العربية، والرتبية الإسالمية،<br />
واللغة النكليزية، والجتماعيات، والعلوم الإدارية والقتصادية، واخلدمة الجتماعية، من<br />
طلبة سنوات الدراسة الأربع يف جميع تخصصات اجلامعة واجلدول )1( يوضح ذلك.<br />
جلدول)1(
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
توزيع أفراد العينة من الطلبة الذين طبقت عليهم الدراسة حسب اجلنس والتخصص.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
اجلدول)2(<br />
أفراد العينة من الطلبة الذين طبقت عليهم الدراسة موزعني على التخصص واملستوى األكادميي.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
اجلدول)3(<br />
أفراد العينة من الطلبة الذين طبقت عليهم الدراسة موزعني حسب سنوات العمر يف كل التخصصات.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
أداة الدراسة:<br />
طور الباحث استبانة الدراسة مستعينا بالأدب الرتبوي املتصل مبوضوع الدراسة،<br />
واأراء بعض القادة الإداريني واملرشفني الأكادمييني من اأصحاب التخصص العاملني يف<br />
جامعة القدس املفتوحة. و اشتملت الستبانة يف صورتها الأولية على)72( فقرة موزعة<br />
على)7( جمالت لأدوار التعليم اجلامعي، وعدَّلت باحلذف والإضافة والتصويب لتستقر<br />
على)64( فقرة موزعة على)7(جمالت بناء على اأراء املحكمني كما ياأتي:<br />
) دورا.<br />
) اأدوار.<br />
) دورا.<br />
) اأدوار.<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
املجال الأول: اأدوار تتعلق باإعداد البعد املعريف لالإنسان، واشتمل على )12<br />
واملجال الثاين: اأدوار تتعلق باإعداد البعد الجتماعي لالإنسان، واشتمل على)9<br />
واملجال الثالث: اأدوار تتعلق باإعداد البعد الديني لالإنسان، واشتمل على )11<br />
واملجال الرابع: اأدوار تتعلق باإعداد البعد النفسي لالإنسان، واشتمل على )7<br />
واملجال اخلامس: اأدوار تتعلق باإعداد البعد القتصادي والإنتاجي، لالإنسان واشتملت<br />
على)8( اأدوار.<br />
•واملجال السادس: اأدوار تتعلق باإعداد البعد السياسي، لالإنسان واشتملت على)8( اأدوار.<br />
واملجال السابع: اأدوار تتعلق باإعداد البعد التكنولوجي لالإنسان، واشتملت على)9<br />
) اأدوار.<br />
•<br />
واأعطى الباحث كل فقرة من فقرات الستبانة اأربعة تقديرات لسلم الستجابة)اأوافق<br />
بشدة، اأوافق، حمايد، اأعارض( واأعطيت )4( درجات للمستوى الأول، و)3( درجات للثاين،<br />
و)2( درجة للمستوى الثالث، و)درجة( واحدة للمستوى الرابع، وذلك لإبراز اأهمية كل فقرة<br />
والدرجة الكلية لكل جمال بعد استخراج املتوسطات احلسابية والنسبة املئوية لها. واعتمد<br />
الباحث النسب املئوية الآتية يف تفسري النتائج معتمداً على الدراسات السابقة كما ياأتي:<br />
)وادي، 1998(.<br />
)%80( فاأكرث درجة موافقة كبرية جدا، )70 اإىل %79.9( درجة موافقة كبرية، )60<br />
اإىل %69.9( درجة موافقة متوسطة،)50 اإىل %59.9( درجة موافقة قليلة،)اأقل من %50(<br />
درجة موافقة قليلة جدا.<br />
صدق األداة:<br />
للتحقق من صدق اأداة الدراسة عرضها الباحث على جمموعة من املحكمني جمموعهم<br />
عرشة حمكمني من حملة شهادة الدكتوراه واملاجستري من املرشفني الأكادمييني من ذوي
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
التخصص وبعض القادة الإداريني العاملني يف جامعة القدس املفتوحة للتحقق من سالمة<br />
اللغة، ووضوحها، وشموليتها، ودرجة انتماء صيغ الفقرات لكل جمال لقياسه، حيث اأخذ<br />
الباحث مبالحظاتهم واقرتاحاتهم حول مالءمة الفقرات لقياس ما وضعت لقياسه من حيث<br />
الصياغة واملضمون، واأخذ بالفقرات التي اأجمعت عليها الغالبية العظمى من املحكمني<br />
وعددها)64( فقرة، واأصبحت الستبانة صادقة وقادرة على قياس ما وضعت لقياسه.<br />
ثبات األداة:<br />
لتحديد ثبات الأداة اختريت عينة عشوائية قوامها)50( طالبا وطالبة من اأفراد عينة<br />
الدراسة نفسها، وجرى تطبيق الأداة عليهم مرة واحدة، ثم استثنوا بعد اأن ضمنت نتائجهم مع<br />
النتائج النهائية لالستبانات املسرتجعة ليظل عدد العينة التي طبقت عليهم الدراسة)700(<br />
دارس ودارسة، ومن ثم احتسب الثبات باستخدام معادلة كرونباخ األفا)Cronbach<br />
،)Internal عن طريق حساب معامل التساق الداخلي لالأداة)Consistency )Alpha<br />
وبلغ معامل الثبات للمقياس الكلي)0.90(. وهو ثبات عالٍ جدا يفي باأغراض الدراسة،<br />
ولهذا كانت الأداة جاهزة للتطبيق على عينة الدراسة مبجموع)650( طالبا وطالبة.<br />
إجراءات الدراسة:<br />
•قام الباحث بعملية مسح لالأدب الرتبوي والدراسات السابقة املتعلقة مبوضوع الدراسة.<br />
•قام ببناء الستبانة وتطويرها، والتاأكد من صدقها بالتحكيم، ومن ثباتها باستخدام<br />
معادلة كرونباخ األفا.بعد اأن قام الباحث بتوزيع)50( استبانة على عينة من املجتمع<br />
مبجموع)50( طالبا وطالبة.<br />
•وزَعت بقية الستبانات على اأفراد عينة الدراسة بصورة شخصية داخل املنطقة<br />
التعليمية خالل اأسبوعني، و بلغ عدد الستبيانات املوزعة يف املرة الثانية)673(<br />
على)673( دارس ودارسة ممن استطاع الباحث الوصول اإليهم. حيث بقيت الستبانة<br />
ملدة تزيد عن اأسبوعني بحوزة الدارسني قبل اسرتجاعها.<br />
يلغ عدد الستبانات املسرتجعة)50( يف املرة الأوىل لأغراض قياس الثبات و)662<br />
استبانة يف املرة الثانية، استثني منها)12( استبانة لعدم اكتمال الرشوط فيها لتبقى<br />
الستبانات الصاحلة مبجموع)650(مضافا اإليها ال)50( الأوىل، والتي ضمنت<br />
نتائجها مع نتائج ال)650( لتصبح النتائج ممثلة لعينة الدراسة مبجموع)700(<br />
طالب وطالبة.<br />
•رُمزت الستبانات املسرتجعة واأدخلت بياناتها اإىل احلاسوب.<br />
) •
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املعاجلة اإلحصائية:<br />
بعد تفريغ البيانات املسرتجعة باحلاسب الآيل، عوجلت باستخدام برنامج الرزمة<br />
الإحصائية للعلوم الجتماعية املعروف اختصارا باسم)SPSS(، وفيما ياأتي عرض<br />
للمعاجلات الإحصائية:<br />
معادلة كرونباخ األفا لتحديد ثبات الستبانة.<br />
استخرجت املتوسطات احلسابية والنحرافات املعيارية والنسب املئوية لكل فقرة من<br />
فقرات اأداة الدراسة واملتوسط احلسابي الكلي والنحراف املعياري، والنسبة املئوية الكلية<br />
لكل املجالت لالإجابة عن السوؤال الأول، وفرضية الدراسة الرابعة.<br />
حتليل التباين الأحادي، اختبار)ت( للمجموعات املستقلة، واختبار)L.S.D(<br />
للمقارنات البعدية. لالإجابة عن فرضيات الدراسة الثالث الأوىل.<br />
عرض نتائج الدراسة ومناقشتها:<br />
اأول: عرض النتائج املتعلقة بالصوؤال الأول ومناقشتها، والذي ينص على:<br />
ما دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطالب للحياة املعارصة من وجهات نظر طلبة<br />
جامعة القدس املفتوحة-منطقة اأريحا التعليمية؟<br />
ولالإجابة عن هذا السوؤال استخدم الباحث املتوسطات احلسابية والنحرافات<br />
املعيارية والنسب املئوية، كما هي مبينة يف اجلدول)4(.<br />
اجلدول)4(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسب املئوية ألدوار التعليم اجلامعي يف إعداد الطلبة<br />
للحياة املعاصرة مرتبة تنازليا حسب أهميتها.)ن= 700(.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
..<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.36
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.37<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
الدرجة الكلية
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
6 .<br />
من اجلدول)4( يتبني ما ياأتي:<br />
- حصلت)8( اأدوار على درجة موافقة كبرية جدا بنسبة مئوية اأكرث من)%80(.<br />
- حصل)44( دورا على درجة موافقة كبرية بنسبة مئوية اأكرث من)%70(.<br />
- حصلت)10( اأدوار على درجة موافقة متوسطة بنسبة مئوية اأكرث من)%60(.<br />
- مل حتصل اأي من الأدوار على درجة موافقة قليلة اأكرث من)%50(، وقليلة جدا اأقل من)%50(.<br />
- حصلت الدرجة الكلية لالأدوار على درجة موافقة كبرية بنسبة مئوية مقدارها)%75.30(<br />
مبتوسط حسابي مقداره)3.015( وانحراف معياري مقداره)0.91( عن الوسط احلسابي.<br />
6 كانت اأهم الأدوار التي حصلت على درجة موافقة كبرية جدا كما حددها جمتمع<br />
الدراسة مرتبة تنازليا حسب اأهميتها، على النحو الآتي:<br />
•يساعدين يف حتقيق ذاتي. يف املجال النفسي.<br />
•يزيد من تقديري لدور العلم يف حياة الإنسان. يف املجال الديني.<br />
•يساعدين على اإدراك دور العلماء يف تنمية املجتمع. يف املجال الديني.<br />
•يزيد من فرص التواصل الجتماعي مع الغري. يف املجال الجتماعي.<br />
•ميكنني من استخدام املعرفة يف حل املشكالت.يف املجال املعريف.<br />
•ينمي روح التجريب يف الوصول اإىل الأهداف. يف املجال النفسي.<br />
•يكسبني الرسعة يف التفكري. يف املجال املعريف.<br />
•يساعدين يف التكيف الثقايف مع مستجدات العرص. يف املجال النفسي.<br />
يتضح مما سبق اأن اأدوار املجال النفسي قد حظيت بالهتمام الأكرب من الدارسني،<br />
تالها اأدوار املجال الديني.<br />
ويرى الباحث اأن تركيز الطلبة على هذه الأدوار للتعليم اجلامعي لغرض اإعداد<br />
الدارس للحياة املعارصة تكمن وراء زيادة وعي الإنسان لذاته، واإدراكه ملتطلبات حتقيق<br />
هذه الذات، عن طريق اإمناء الشخصية، واإشباع احتياجاتها احليوية والنفسية والعقلية<br />
والجتماعية والدينية والأخالقية واملعرفية والثقافية، فضال عن تقدير الإنسان للعلم<br />
ودوره يف تقدم املجتمع، حينما يدخل هذا العلم يف البنية الجتماعية، ويصبح العلم منهج<br />
املجتمع الإنساين يف التغيري والتجديد، بهدف زيادة الإنتاج وحتقيق الرفاه الجتماعي،<br />
واأدرك الطلبة اأنهم بحاجة اإىل متثل سلوكيات العلماء وخصائص التفكري العلمي ملواجهة<br />
املشكالت بطريقة سليمة بعيدا عن الرجتال وحكمة الكهنوت، وبالرغم من هذا التوجه<br />
العلمي واملعريف وتبني احلداثة عند الطلبة، فاإنهم ما زالوا يتمسكون بالقيم الدينية<br />
الأصيلة، مما يدعم القيم الجتماعية النبيلة التي نحرص للمحافظة عليها ودميومتها.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وتتفق هذه النتيجة مع ما اأشارت اإليه دراسة جود ناسكرا)Nasekera ,Goud<br />
1983( التي اأظهرت اأن التعليم اجلامعي يرتبط ارتباطا كبريا بالعاملية، فالتعليم بصفة<br />
عامة والتعليم اجلامعي بخاصة يوسع اأفق الفرد ويجعله اأكرث استعدادا ومناسبة للعمل.<br />
فاإذا ما اأرادت الدولة مواجهة حتديات العرص وحماية النفس والوطن وتاأمني حياة كرمية<br />
ملواطنيها، فاإنها بحاجة اإىل بناء موؤسسات بحثية قادرة على تاأدية الأدوار احليوية<br />
املطلوبة. كما تتفق مع ما اأشارت اإليه)املسند، 1998( باأن اجلامعات مسوؤولة عن تربية<br />
الإنسان نفسيا واجتماعيا مما يسهل عليه قبول التغري الجتماعي. لكنها تختلف مع ما<br />
اأشار اإليه)الأسد، 1995( من اأن رسالة التعليم اجلامعي، ل تنحرص يف توفري مطالب التنمية<br />
وحدها، بل متتد هذه الرسالة لتشمل حاجات الأفراد ورغباتهم وطموحاتهم يف الستزادة<br />
من حتصيل املعرفة، وطلب الثقافة وتوسيع املدارك.<br />
7اأما . 7 اأدنى الأدوار من حيث الأهمية,والتي حصلت على درجة موافقة متوسطة اأكرث<br />
من)%60( فقد حددها جمتمع الدراسة على النحو الآتي:<br />
•يعمق ممارسة الشورى يف املجتمع. يف املجال السياسي<br />
•يرفد السوق املحلي بالكوادر املوؤهلة التي يحتاجها السوق. يف املجال القتصادي<br />
والإنتاجي.<br />
•يدعم اإخالص الإنسان يف خدمة املجتمع. يف املجال السياسي.<br />
•يساعد الفرد على توزيع املوارد القتصادية بشكل مالئم. يف املجال القتصادي<br />
والإنتاجي.<br />
•يركز على التعليم النوعي وليس الكمي اأو الشكلي. يف املجال املعريف.<br />
•يزيد من قدراتي على التعامل مع العوامل الرمزية. يف املجال املعريف<br />
•ميكنني من امتالك الكفاية اخلارجية للموائمة مع حاجة السوق من العمالة. يف املجال<br />
القتصادي والإنتاجي.<br />
•يساعدين على اإيجاد حلول علمية للمشاكل التي يعاين منها القتصاد الوطني. يف<br />
املجال القتصادي والإنتاجي.<br />
•يساعدين على استخدام العصف الذهني يف حل القضايا. يف املجال املعريف.<br />
•يساعد التعليم اجلامعي يف حتقيق الكتفاء الذاتي ملصلحة الأمن الغذائي. يف املجال<br />
القتصادي والإنتاجي.<br />
يشري ذلك اإىل اأن اأدوار املجال القتصادي والإنتاجي قد حظيت بقليل من الهتمام<br />
من الدارسني.
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
وتختلف هذه النتيجة مع دراسة حمافظه:)1992( حيث اأشارت نتائج الدراسة اإىل<br />
اعتقاد % 72.3 من اأفراد العينة باأن اجلامعة تسهم يف التنمية القتصادية والجتماعية،<br />
كما تختلف مع ما اأشار اإليه دوجالس ,Douglass)(1977 باأن التعليم اجلامعي يزيد من<br />
قدرة الفرد على ترشيد الإنفاق وزيادة الدخار والستثمار والتخطيط بكفاءة لنمو الأرسة<br />
والتكيف الرسيع مع املتغريات واملستجدات. بينما تتفق مع دراسة دويغر )1993( حيث<br />
توصلت اإىل اأن اأهداف اجلامعات العربية هي جمموعة من الآمال والتطلعات العريضة التي<br />
تقوم على فرضيات نظرية مستخلصة من بحوث علمية سابقة للحاجات الثقافية، والفنية<br />
واملهنية املطلوبة لالإنسان واملجتمع وبالآتي ل تاأتي معربة عن احلاجات احلقيقية لأفراد<br />
املجتمع.. و تتفق اأيضا مع ما اأشار اإلية كارسنت)Karsten, 1999( من اأن عمليات التطوير<br />
الرتبوي يف العديد من الدول الأوروبية حتى يف السنوات القليلة املاضية كانت تركز على<br />
الإدارة والنظام الرتبوي وتعطي اهتماماً قليالً للعملية التعليمية نفسها. وتتفق اأيضا مع<br />
ما ذكره جايوكس)Jayox,1996(من اأن معظم اجلامعات يف الدول النامية بحاجة اإىل<br />
اإصالح واأنها، اأمام طريق طويل ينبغي عليها السري فيه.<br />
ويرى الباحث اأن عدم اهتمام الطلبة بهذه الأدوار على الرغم من اأهميتها، يعود لغياب<br />
اخلريج اجلامعي عن ممارسة دوره احلقيقي ومشاركته يف صناعة القرار القتصادي<br />
والسياسي داخل املجتمع، وعدم وعيه لدوره احلقيقي يف عملية التنمية املستدامة واأهمية<br />
الكتفاء الذاتي يف حياة الدول والشعوب نظرا لغياب ممارسة الدميقراطية يف النظام<br />
السياسي، وغياب ثقافة التنظيم الدميقراطي بني املوؤسسات السياسية والقتصادية املمثلة<br />
للدولة. وغياب الإعالم الهادف الذي باإمكانه اأن يلقي الضوء بشكل مبارش وواضح على<br />
املعوقات القتصادية التي تعوق النمو القتصادي واأهمية القتصاد النامي يف رفاهة<br />
الأمم والشعوب واستقرارها.<br />
مما تقدم ميكن اأن نخلص اإىل اأن رسالة جامعة اليوم هي رسالة الإنسان التي كلفه اهلل<br />
بها ليكون خليفته على الأرض، فيسعى وراء العلم واملعرفة، ويستكشف الطبيعة، ويستثمر<br />
الطاقات التي سخرها اهلل له، ويشيد احلضارة باأبعادها كافة، فجامعة اليوم عليها اأن<br />
توؤهل الإنسان ليقوم بهذا الدور الكبري، وذلك من خالل قيامها باملهمات الآتية:<br />
•اإثراء املعرفة وتنميتها.<br />
•نرش العلم واإعداد الكوادر املتخصصة.<br />
•تهيئة الإنسان روحيا وخلقيا وجسميا.<br />
•توعية الشباب فكريا وسياسيا واقتصاديا ونفسيا.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
•توجيه البحوث العلمية والتطبيقية حلل مشكالت املجتمع.<br />
•فتح املجال اأمام الطالب للتدريب امليداين يف مواقع العمل والتعرف اإىل مستجدات<br />
التخصص الذي يدرسونه.<br />
وهذا ما اأكدت عليه الدراسات السابقة التي سبق اأن استعرضناها، والتي اأوصت فيما<br />
اأوصت به اأن تتخلى اجلامعات العربية عن النظام التعليمي الذي يرسخ يف ذهن الطالب<br />
حفظ املادة العلمية دون متكينه من الإبداع وتزاوج املعرفة العلمية مع التطبيق العملي،<br />
وان تكون مناهج هذه اجلامعات ملبية ملطالب العرص، وتتيح للتعليم اجلامعي القيام<br />
بدوره يف تلبية الحتياجات احلقيقية للمجتمع.<br />
ثانيا: عرض النتائج املتعلقة بالفرضية الأوىل ومناقشتها، والتي تنص على:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة)α =0.05( يف متوسطات<br />
استجابات الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة تعزى جلنس<br />
الطالب)ذكر، اأنثى(.<br />
لفحص الفرضية استخدم الباحث اختبار)ت( ملجموعتني مستقلتني ونتائج اجلدول)5(<br />
تبني ذلك.<br />
اجلدول)5(<br />
نتائج اختبار)ت( لداللة الفروق يف دور التعليم اجلامعي يف إعداد الطلبة للحياة املعاصرة باختالف<br />
متغري اجلنس.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(= α<br />
يتضح من اجلدول )5( اأن الفروق مل تكن دالة اإحصائية بني الطلبة الذكور والإناث،<br />
اإذ بلغ مستوى الدللة الإحصائية )0.448( مما يدل على اأن اإدراك طلبة اجلامعة )الذكور<br />
والإناث( لأهمية الدور الذي يجب اأن تقوم به اجلامعة متساو بينهما، وبهذا قبلت الفرضية.<br />
ويرى الباحث اأن السبب يف الوصول اإىل هذه النتيجة يعود اإىل التجانس الثقايف والبيئي
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
والجتماعي والسياسي والفكري بني الذكور والإناث، ول سيما اأن اأغلبهم يتواجدون يف<br />
بيئة متشابهة يف العادات والتقاليد والروؤى والتصورات والنطباعات، اإضافة اإىل التنشئة<br />
الجتماعية املتقاربة يف خمتلف الظروف والأحوال. ناهيك عن اأن جامعة القدس املفتوحة<br />
يف اأريحا هي املوؤسسة التعليمة الوحيدة التي يستكمل الطلبة فيها دراساتهم اجلامعية، مما<br />
يعطيهم الفرصة لتبادل الأفكار والتصورات، ومناقشة حاجاتهم داخل احلرم اجلامعي مبا<br />
ميهد لتكوين روؤية مشرتكة حول دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة.<br />
ثالثا: عرض النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية ومناقشتها، والتي تنص على:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة )α =0.05( يف متوسطات<br />
استجابات الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة تعزى لتخصص<br />
الطالب )الرتبية البتدائية، والرتبية الإسالمية، واللغة العربية، واللغة النكليزية،<br />
والجتماعيات، والعلوم الإدارية والقتصادية، واخلدمة الجتماعية.(.<br />
لفحص الفرضية استخدم الباحث اختبار حتليل التباين الأحادي (ONE WAY<br />
ANOVA) الذي تظهر نتائجه يف اجلدولني)6( و)7(، حيث يبني اجلدول)6( املتوسطات<br />
احلسابية والنحرافات املعيارية، واجلدول)7( يبني نتائج حتليل التباين الأحادي.<br />
اجلدول)6(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية باختالف متغري التخصص.<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
اجلدول)7(<br />
نتائج حتليل التباين األحادي باختالف متغري التخصص
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(= α<br />
يتضح من اجلدول)7( وجود فروق دالة اإحصائيا تعزى ملتغري تخصص الطلبة،<br />
وبهذا مل تقبل الفرضية. وللتعرف اإىل التخصصات التي تعود الفروق استخدم الباحث<br />
اختبار)L.S.D(للمقارنات البعدية واجلدول)8( يبني ذلك.<br />
<br />
<br />
*<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
*<br />
<br />
اجلدول)8(<br />
نتائج اختبار)L.S.D( للمقارنات البعدية ملتغري التخصص.<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
*<br />
*<br />
<br />
<br />
*<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.(= α<br />
يتضح من اجلدول السابق وجود فروق دالة اإحصائيا بني التخصصات الآتية:<br />
•بني الرتبية البتدائية وبني تخصصات اللغة العربية واللغة الجنليزية والجتماعيات
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
والعلوم الإدارية والقتصادية واخلدمة الجتماعية لصالح الرتبية البتدائية.<br />
•بني الرتبية الإسالمية وبني تخصصات اللغة العربية واللغة الجنليزية والعلوم<br />
الإدارية والقتصادية واخلدمة الجتماعية لصالح الرتبية الإسالمية.<br />
•بني اللغة العربية والجنليزية لصالح اللغة العربية.<br />
ويرى الباحث اأن السبب يف حصول هذه النتيجة يعود اإىل اأن اأصحاب التخصصات<br />
املذكورة هم من املسجلني يف برنامج الرتبية، ويرغبون يف احلصول على وظائف يف سلك<br />
الرتبية والتعليم، لإميانهم باأنهم من خالل هذه الوظائف يستطيعون كسب عيشهم وحتقيق<br />
ذاتيتهم، ول سيما اأن كثريا منهم يعيشون يف جتمعات سكنية يغلب عليها طابع العمل<br />
مبهنتي الزراعة وتربية املاشية، وينظرون لدور التعليم اجلامعي نظرة تقدير واحرتام عالية<br />
املستوى، ويعتربون التعليم اجلامعي سلما يستطيعون بوساطته الوصول اإىل تطلعاتهم<br />
واأهدافهم وتلبية احتياجاتهم املستقبلية.<br />
رابعا: عرض النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة ومناقشتها، والتي تنص على:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة)α =0.05( يف متوسطات<br />
استجابات الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة تعزى ملستوى<br />
الطالب الأكادميي)مستوى سنة اأوىل، سنة ثانية، سنة ثالثة، سنة رابعة(.<br />
ولفحص الفرضية استخدم الباحث اختبار حتليل التباين الأحادي)WAY ONE<br />
ANOVA) والذي تظهر نتائجه يف اجلدولني)9( و)10(، حيث يبني اجلدول)9( املتوسطات<br />
احلسابية والنحرافات املعيارية، واجلدول)10( يبني نتائج حتليل التباين الأحادي.<br />
اجلدول)9(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية الستجابات عينة الدراسة باختالف متغري املستوى األكادميي.<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
اجلدول)10(<br />
نتائج حتليل التباين األحادي الستجابات الطلبة باختالف املستوى األكادميي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(= α<br />
يتضح من اجلدول)10( وجود فروق دالة اإحصائيا تعزى ملتغري املستوى الأكادميي،<br />
وهذا يعني عدم قبول الفرضية. وللتعرف على املستوى الأكادميي التي تعود الفروق<br />
لصاحله، استخدم الباحث اختبار)L.S.D(للمقارنات البعدية واجلدول)11( يبني ذلك.<br />
اجلدول)11(<br />
نتائج اختبار))L.S.Dللمقارنات البعدية الستجابات الطلبة تبعا ملتغري املستوى األكادميي.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
*<br />
*<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.(= α<br />
يتضح من اجلدول السابق وجود فروق دالة اإحصائيا بني املستويات الأكادميية الآتية:<br />
بني مستوى السنة الأوىل وبني بقية املستويات الأخرى لصالح مستوى السنة الأوىل.<br />
بني مستوى السنة الثانية والرابعة لصالح مستوى السنة الثانية.<br />
ويرى الباحث اأن الوصول اإىل هذه النتيجة يعود اإىل اأن الطلبة يف السنتني الأوىل<br />
والثانية يتوقعون من اجلامعة القيام باأدوار خالقة وعظيمة، ويعلقون عليها اآمال كبرية،<br />
ولديهم طموحات كبرية يسعون لتحقيقها عن طريق التعليم اجلامعي، بينما تختلف نظرتهم<br />
يف السنوات الأخرية اإىل اجلامعة، واأنها ليست سوى مدرسة ثانوية كبرية، واأن الآمال الكبرية
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
التي كانوا يعلقونها عليها قد تبددت، وخاصة عند من مل يحالفه احلظ منهم يف الإجناز<br />
والتحصيل اجليد، ناهيك عن الإحساس برتاكم اجلهود املبذولة عرب الفصول الدراسية التي<br />
سبقت، بالإضافة اإىل التكاليف املادية املدفوعة مقابل املساقات التي سجلت وبالذات<br />
للمساقات التي صعب عليهم اجتيازها بنجاح.<br />
خامسا: عرض النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة ومناقشتها، والتي تنص على:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة)α =0.05( يف متوسطات<br />
استجابات الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة تعزى لعمر<br />
الطالب)18- اأقل من 21 سنة، من 22- اأقل من 24 سنة، اأكرث من 24 سنة(.<br />
ولفحص الفرضية استخدم الباحث املتوسطات احلسابية والنحرافات املعيارية لكل<br />
جمال واملتوسطات احلسابية والنحرافات املعيارية لكل املجالت، واجلدول)12( يبني ذلك.<br />
اجلدول)12(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لكل اجملاالت باختالف متغري العمر.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
- <br />
<br />
- <br />
<br />
- <br />
<br />
- <br />
<br />
- <br />
<br />
- <br />
<br />
- <br />
<br />
- <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
واجلدول)13( يوضح املتوسطات والنحرافات الكلية لنتائج اجلدول السابق
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
اجلدول)13(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية الكلية لكل اجملاالت باختالف متغري العمر.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول)13( عدم وجود فروق ذات دللة اإحصائية بني متوسطات وجهات<br />
نظر الطلبة لدور التعليم اجلامعي يف اإعداد الدارسني للحياة املعارصة يف كل املجالت،<br />
مما يدل على اأن الطلبة كافة يدركون اأهمية دو ر التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة<br />
املعارصة، وهذا يعني قبول الفرضية.<br />
ويعود السبب وراء هذه النتيجة اإىل التجانس الثقايف والبيئي والفكري، بني اأفراد<br />
جمتمع الدراسة، اإضافة اإىل ضعف التباين بني املستويات العمرية املختلفة لقلة اخلربات<br />
املكتسبة والنغالق على الثقافة املحلية، على اعتبار اأن حمافظة اأريحا عانت من الإغالقات<br />
العسكرية املتكررة من جهة، ولكونها مصنفة على اأنها حمافظة نائية مقارنة مبحافظات<br />
الوطن الأخرى، عدا عن اتساع مساحتها وقلة عدد سكانها، مبا يساعدهم على معرفة بعضهم<br />
بعضا والتاأثر والتاأثري فيما بينهم لدرجة التعايش مع مفاهيم مشرتكة بني اجلميع.<br />
وخالصة القول اإن هذه الدراسة قد حاولت الكشف عن دور التعليم اجلامعي يف اإعداد<br />
الطلبة للحياة املعارصة ملواجهة التغريات الرسيعة واملتالحقة، وحتقيق التنمية الشاملة،<br />
وذلك من خالل تسخري الإمكانات املادية والبرشية كافة، واستغاللها استغاللً يحقق هذا<br />
الهدف.<br />
وقد تبني من النتائج التي توصلت اإليها الدراسة اأن دور التعليم اجلامعي مل يعد<br />
قارصا على تلبية الحتياجات الجتماعية، واملطالب الفردية فقط واإمنا على اإكساب<br />
الإنسان القدرة على حتقيق ذاته، ليحيا حياة اأكرث تنعماً ورفاهةً.<br />
اأما ما يتعلق بتاأثري املتغريات املستقلة على املتغريات التابعة، فقد تبني اأن هناك<br />
تاأثريا للتخصص على اإدراك الطلبة لدور التعليم اجلامعي الذي ينبغي للجامعة اأن تقوم<br />
به جتاه الإنسان. واأما ما يتعلق بتاأثري املستوى الأكادميي، فقد كشفت الدراسة عن وجود<br />
تاأثري للمستوى الأكادميي على اإدراك الطلبة لدور اجلامعة، واأن الفروق كانت لصالح طلبة<br />
املستويني الأول والثاين.
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
التوصيات واالقرتاحات:<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
. 6ا<br />
7 .<br />
8 .<br />
9 .<br />
10<br />
11<br />
يف ضوء نتائج البحث، يوصي الباحث مبا ياأتي:<br />
1 اإعادة النظر بالأدوار املنوطة بالتعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة، ل<br />
سيما الأدوار املتعلقة بالبعد التكنولوجي والقتصادي والإنتاجي والسياسي، حيث ما<br />
زالت هذه الأدوار قارصة عن حتقيق الأهداف املرجوة منها.<br />
2 اإرشاك الطلبة يف حتديد دور التعليم اجلامعي لإعداد الطلبة للحياة املعارصة.<br />
3 اإعادة النظر يف الأدوار التي توؤديها بعض التخصصات يف اإعداد الطلبة للحياة املعارصة<br />
وبخاصة يف تخصصات العلوم الإدارية والقتصادية واخلدمة الجتماعية.<br />
4 تطوير اأدوار التعليم اجلامعي مبا يخدم ممارسة الشورى، ورفد السوق املحلي بالكوادر<br />
املدربة، وتوزيع املوارد القتصادية بشكل مالئم، وامتالك الكفاية اخلارجية للمواءمة<br />
مع حاجة السوق, وحتقيق الكتفاء الذاتي ملصلحة الأمن الغذائي، واملساهمة يف وضع<br />
حلول علمية وعملية للمشكالت التي يعاين منها القتصاد الوطني.<br />
5 الرتكيز على التعليم النوعي دون الكمي والشكلي.<br />
6 لرتكيز على الأدوار التي تدعم اإخالص الإنسان يف خدمة املجتمع والتعامل مع<br />
العوامل الرمزية، واستخدام العصف الذهني يف حل املعضالت والقضايا التي تواجهه<br />
يف حياته.<br />
7 تطوير اأدوار التعليم اجلامعي واأهدافه مبا يحقق اجلمع بني الأصالة واملعارصة بعيدا<br />
عن التقليد واسترياد النماذج اجلاهزة<br />
8 الرتكيز على جودة التعليم، والتاأكيد على دور اجلامعة يف اإنتاج املعرفة وتطويرها<br />
وجتديدها.<br />
9 اإنشاء قنوات اتصال قوية ومفتوحة بني اجلامعات ومواقع العمل داخل املجتمع<br />
وبخاصة مراكز الإنتاج.<br />
10 بناء فكر الأجيال احلالية والالحقة على مفاهيم مرتكزة على التغري والتكيف<br />
واحلركية.<br />
11 التنسيق بني اجلامعات املحلية والعربية على اعتبار اأن الوطن العربي وحدة اإسالمية<br />
اقتصادية عربية واجتماعية متكاملة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املراجع واملصادر العربية<br />
1اأباظة، . 1 اأسامة اأكرم،)2007( “تقييم العملية التعليمية يف جامعة النجاح الوطنية نظرة<br />
شمولية”، ورقة عمل مقدمة للموؤمتر الثالث لحتاد نقابات اأساتذة وموظفي اجلامعات<br />
الفلسطينية، اجلودة والتميز والعتماد يف موؤسسات التعليم العايل، املجلد الثاين.<br />
2الإدارة . 2 العامة للرتبية والتعليم مبنطقة مكة املكرمة،)2005( “ دورة عن مفاهيم اإدارة<br />
اجلودة الشاملة ملرشيف تعليم جده، وزارة الرتبية والتعليم”.<br />
3استيتيه، . 3 دلل ملحس)1984( “نظام الساعات املعتمدة واأثره على العالقات<br />
الجتماعية والنشاطات الطالبية املوجهة لطلبة اجلامعة الأردنية”، جملة دراسات،<br />
،)6(11 ص76 .78 -<br />
. 4 عمان، الأردن:<br />
. 4الأسد، نارص الدين)1995(.“ تصورات اإسالمية يف التعليم اجلامعي”<br />
مكتبة روائع جمدلوي<br />
. 5بدران، شبل،)1993( “ السياسات التعليمية يف البلدان العربية”<br />
مركز دراسات الوحدة العربية: بريوت)، ع ١٧٥، ص ١٠١.<br />
6 دور التعليم العايل ومراكز البحوث يف تهيئة الإنسان العربي<br />
للعطاء.العلمي”، -الندوة - مركز دراسات الوحدة العربية: بريوت، ص -270. 273<br />
7بطاح، . 7 احمد فريحات، وبله، فيكتور غالب.)1992(. “الرتبية والتعليم يف الأردن واقع<br />
وموؤرشات.” عمان، الأردن: املركز الوطني للبحث والتطوير.<br />
8بوبطانة، . 8 عبد اهلل،)1988(.“ اأمناط التعليم العايل التي يحتاجها الوطن العربي حتى<br />
عام.” 2000، جملة احتاد اجلامعات العربية، عدد متخصص،)2( ص 286- 294<br />
. 9التل، سعيد)1993( “الرتبية والتعليم يف الأردن نظرية وواقع وطموحات.”<br />
الأردن: وزارة الرتبية والتعليم<br />
1010التل، احمد يوسف،)1998(. “التعليم العايل يف الأردن.” عمان، الأردن: منشورات جلنة<br />
تاريخ الأردن.<br />
1111اجلعفري، حممود نارص العارضة،)2002 ) متويل التعليم اجلامعي الفلسطيني وسبل<br />
تعزيزه، رام اهلل)ماس(.<br />
12احللباوي، يوسف)1992(. ا“لجتاهات العلمية العاملية والبحث العلمي العربي”<br />
سوؤون عربية، ع 78، ص 83- 91.<br />
1313حمد، حممد حرب)1998 ) ». الإدارة اجلامعية«،)الطبعة الأوىل(، عمان، الأردن: دار<br />
اليازوري العلمية للنرش والتوزيع.<br />
14اخلطيب، احمد)1994(. “التعليم اجلامعي يف الوطن العربي”<br />
والبدائل.. جملة احتاد اجلامعات العربية، ص – 466 477.<br />
. 5 املستقبل العربي،<br />
<br />
. 6بدران، عدنان.)1985( . “<br />
9 عمان،<br />
. 12<br />
: 14 التحديات املستقبلية
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
1515اخلطيب، احمد،)1999(، “التعليم اجلامعي والتحول الدميقراطي”، جريدة الراأي<br />
الأردنية، عدد.10620<br />
16داود، عزيز حنا،)1993(، “ اأزمة الفكر الرتبوي اجلامعي واملجتمع”<br />
املعارصة، السنة العارشة، العدد 28، ص69-37.<br />
1717دويغر، ليلى حممد،)1993(، “التكامل بني مناهج التعليم الثانوي واجلامعي بني<br />
النظرية والتطبيق”، جملة الرتبية املعارصة، سنة 10، ع 28، ص 135- 167.<br />
18رضا، حممد جواد،)1997(، “منتدى الفكر العربي”، 12)140( ص 5- 6<br />
19سلمان، سلمان رشيد،)1995(«. “الأمن العلمي واملعريف العربي”<br />
، 16 جملة الرتبية<br />
. 18<br />
، 19 سوؤون عربية،<br />
القاهرة، ع 82، ص 166- 182<br />
” 20<br />
20شفي، حامت بن اأحمد)2005( “ السعي نحو الإتقان والتميز- الواقع والطموح،<br />
املوؤمتر الوطني الأول للجودة، 28-26 ربيع الأول 1425 ه.<br />
21عبد السميع، سيد احمد)1995( .“ ندوة التعليم العايل يف البلدان العربية”<br />
الفكر العربي، عمان، 10)113(، ص 14-13<br />
2222عرمان، نزيه وفيق الناطور)2002( “مدى التوافق بني خمرجات التعليم واحتياجات<br />
سوق العمل”، رام اهلل، اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني.<br />
2323العوقي، ربيع مسعد)2005(، “ دور التعليم عن بعد باستخدام تقنيات التعليم احلديثة يف<br />
حتقيق بعض اأهداف التعليم لدى املتعلمني ذوي الحتياجات اخلاصة”، جملة تكنولوجيا<br />
التعليم، املجلد العارش، العدد 1، اجلمعية املرصية لتكنولوجيا التعليم، القاهرة.<br />
2424الفطافطه، حممود،)2007(، اهال “الفجوة بني التخصصات الأكادميية وحاجة السوق<br />
الفلسطيني” بحث مقدم للموؤمتر الثالث لحتاد نقابات اأساتذة وموظفي اجلامعات<br />
الفلسطينية، اجلودة والتميز والعتماد يف موؤسسات التعليم العايل، املجلد الثاين.<br />
25القرين، علي)1990(، “العالقة بني برامج التعليم العايل وحاجات املجتمع التنموية”<br />
جملة جامعة امللك سعود للعلوم الرتبوية، 2)2( ص 544-534.<br />
2626كمال، مروان)1995( “. ندوة التعليم العايل يف البلدان العربية”، منتدى الفكر العربي،<br />
، 21 منتدى<br />
، 25<br />
<br />
عمان، 10(113(.<br />
2727حمافظة، سامح حممد)1992(.“صورة اجلامعات الأردنية كما يراها رجال الإعالم<br />
الأردنيون”. رسالة اخلليج، ع 42، سنة 12، ص – 67 72.<br />
28حممد، السيد سليم)1982( “اجلامعات العربية وظاهرة التبعية العلمية”<br />
، 28 املستقبل<br />
العربي، ع 40، ص 93- 95.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
2929مرسي، حممد اأحمد)1991( “دور اجلامعات الأردنية يف تنمية اجتاهات احلداثة عند<br />
طلبتها”. جملة سوؤون اجتماعية، سنة 2، ع 31، ص 54- 64.<br />
3030املسند، شيخه)1998(. “دور جامعة قطر يف تنمية اجتاهات احلداثة عند طلبتها يف<br />
ضوء بعض املتغريات.” جملة مركز البحوث، السنة السابعة، العدد الثالث عرش.، ص<br />
.23 -17<br />
3131مكحول، باسم، واآخرون)2002(، “سياسات حتسني القدرة الستيعابية للعمل يف<br />
فلسطني”، البدائل املتاحة “رام اهلل”)ماس(.<br />
3232ندى، يحيى حممد)2006( “خصوصيات جامعة القدس املفتوحة كما يراها طلبتها<br />
يف شمال فلسطني”، جملة جامعة القدس املفتوحة لالأبحاث والدراسات، فلسطني<br />
العدد)8( ترشين اأول، ص 112.<br />
3333وادي، عبد احلكيم اأحمد،)1998(، “املعايري املقرتحة لختيار املرشف الرتبوي يف<br />
فلسطني ”، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطني.<br />
املراجع األجنبية<br />
1. Bowen, H.(1997). Is higher education worth the cart? Investment in<br />
learning. Washington: Jessy – Bass.<br />
2. Doglass, G.(1977). Economic versus investment in higher education.<br />
New York: The Free Press.<br />
3. Good Nasckera, A.(1983). Analysis of the role of communication<br />
education and occupational experience in the process of modernization<br />
in developing countries. Dissertation Abstracts International, 44,(4).<br />
4. Increased access to higher education and training, USAID West bank<br />
and Gaza.<br />
5. Jayox, Ev, K.(1996). A Framework for capacity building in policy analysis<br />
and economic management in Sub – Saharan Africa, Washington, Dc.:<br />
World Bank.<br />
6. Karsten, S.(1999). Neoliberal education reform in the Netherlands,<br />
Comparative Education, 35(3), 303.<br />
7. Kellaghan, T.(1999). Educational tests & measurements. Assessment in<br />
Education: Principles, Policy, & Practice, 6(3), 419.<br />
8. Parsons, T.(1977). Social systems and the evolution of action theory,<br />
New York: the Free Press.
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
اأخي الدارس. اأختي الدارسة.<br />
السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته<br />
يقوم الباحث بعمل بحث بعنوان »دور التعليم اجلامعي يف اإعداد الطلبة للحياة<br />
املعارصة من وجهات نظر طلبة جامعة القدس املفتوحة يف اأريحا« ويضع بني يديك<br />
استبانة لتحقيق الهدف. لذا اأرجو من كل منكم التكرم بالإجابة على الأسئلة والفقرات<br />
الواردة فيها بكل نزاهة وموضوعية، موؤكدا على اأن الغرض الأساسي لهذا املقياس هو<br />
لأغراض البحث العلمي فقط وستحظى الإجابات بالرسية التامة. راجيا منكم العمل على<br />
قراءة الستبانة بتمعن قبل الإجابة عليها واإحاطتها باجلدية والهتمام واملصداقية<br />
بغرض الوصول اإىل نتائج حقيقية وواقعية معربة عن الواقع.<br />
ولكم جزيل الشكر على حسن تعاونكم<br />
القسم الأول: املعلومات الشخصية:<br />
ضع اإشارة)X(يف املكان الذي يتناسب مع وضعك<br />
الباحث<br />
1. اجلنس: 1. ذكر 2. اأنثى<br />
2التخصص: 2. 1. الرتبية البتدائية . 2 الرتبية الإسالمية<br />
3. اللغة العربية 4. اللغة النكليزية 5. الجتماعيات<br />
. 6 العلوم الإدارية والقتصادية . 7 اخلدمة الجتماعية<br />
3. سنة ثالثة<br />
2. سنة ثانية 3املستوى 3. الأكادميي: . 1 سنة اأوىل 4. سنة رابعة<br />
4العمر: 4. 18- 1. اأقل من 22سنة 2. اأكرث من 22 سنة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
القسم الثاين: فقرات جمالت الدراسة<br />
الرجاء وضع اإشارة)X( حتت السلم الذي تراه يتفق مع وجهة نظرك.<br />
فقرات المجاالت<br />
سلم االستجابة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
. <br />
<br />
<br />
. <br />
<br />
<br />
. <br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
. <br />
<br />
<br />
. <br />
.
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
<br />
. <br />
. <br />
. <br />
<br />
<br />
. <br />
<br />
<br />
. <br />
. <br />
. <br />
<br />
. <br />
. <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
.
دور التعليم اجلامعي في إعداد الطلبة للحياة املعاصرة من وجهات<br />
نظر الدارسني في جامعة القدس املفتوحة في أريحا<br />
د. عبد عطا اهلل حمايل<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الصعوبات اليت تواجه معلمي<br />
الصف العاشر األساسي ومعلماته يف استخدام<br />
احلاسوب أداةً مساعدة يف التعليم مبحافظة<br />
رام اهلل والبرية<br />
د. جمدي علي زامل*
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
ملخص<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل حتديد الصعوبات التي تواجه معلمي العلوم والرياضيات<br />
للصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة<br />
رام اهلل، واإىل معرفة مدى تاأثري متغريات: النوع، واملوؤهل العلمي، وعدد سنوات اخلربة يف<br />
جمال احلاسوب، واملادة التي يدرسها املعلم، وموقع املدرسة على هذه الصعوبات.<br />
وقد طورت اأداة البحث لتحقيق اأهداف الدراسة، وهي استبانة مكونة من)33( فقرة<br />
حسب مقياس ليكرت اخلماسي، وموزعة على ثالثة جمالت: الصعوبات املتعلقة بالبيئة<br />
الصفية، والصعوبات املتعلقة باملنهاج املدرسي، والصعوبات املتعلقة بالظروف<br />
املدرسية، وقد مت التاأكد من صدقها، وحساب معامل ثباتها الذي بلغ)0.92( باستخدام<br />
معادلة كرونباخ األفا.<br />
وتكوّن جمتمع الدراسة من)212( معلماً ومعلمة من معلمي العلوم والرياضيات<br />
للصف العارش الأساسي يف حمافظة رام اهلل وضواحيها، واختريت العينة العشوائية البسيطة<br />
من املجتمع الأصل والبالغ عددهم)148( معلماً ومعلمة متثل)%69.8( من املجتمع<br />
الأصل. ووزعت الستبانة على العينة، وحللت النتائج باستخدام املتوسطات احلسابية،<br />
والنحرافات املعيارية، والنسب املئوية، واختبار)ت( لعينتني مستقلتني، واختبار حتليل<br />
التباين الأحادي، واختبار شيفية للمقارنات البعدية.<br />
واأظهرت نتائج الدراسة اأن عدد الفقرات التي يواجه فيها املعلمون صعوبة مرتفعة<br />
تبلغ)20( فقرة، بينما)5( فقرات يواجه فيها املعلمون صعوبة منخفضة، و)8( فقرات حصل<br />
فيها املعلمون على درجة صعوبة متوسطة. وبينت النتائج اأن جمال املنهاج املدرسي قد<br />
حصل على اأعلى متوسط حسابي بلغ)3.83( وهي درجة صعوبة مرتفعة، يليها املجال<br />
املتعلق بالبيئة الصفية الذي حصل على)3.79(، ثم جمال الظروف املدرسية الذي حصل<br />
على)3.41(. كما اأظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة اإحصائياً من حيث الصعوبات التي<br />
تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
التعليم مبحافظة رام اهلل يعزى اإىل متغريات: النوع، واملوؤهل العلمي، وعدد سنوات اخلربة،<br />
واملادة التي يدرسها املعلم، وموقع املدرسة.<br />
ويف ضوء نتائج الدراسة اأوصى الباحث مبجموعة من التوصيات، ومن اأهمها:<br />
تزويد املدارس باأجهزة حواسيب، وتدريب املعلمني على استخدام برامج احلاسوب بعامة<br />
وبرنامج point) Power)بخاصة بهدف تصميم الأنشطة واملفاهيم العلمية ملادتي<br />
العلوم والرياضيات.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
Abstract:<br />
The difficulties that face the tenth grade teachers in using computer as<br />
an assistant instrument in education in Ramallah governarete.<br />
This study aimed at specifying the difficulties that face the science<br />
and math’s Teachers for the tenth grade in using computer as an assistant<br />
instrument in education in Ramallah governarete and its districts, and<br />
knowledge of the effect extent variables: Gender, Scientific degree, years of<br />
experience, teachers subject, and the School location.<br />
The research instrument developed a questionnaire consisting<br />
of(33) items according to Likert Scale and distributed at three domains of<br />
difficulties related to: class environment, school curriculum, and school<br />
circumstances. Its validity was tested and its reliability was calculated by<br />
using cronbach Alpha and it was(0.92).<br />
The study population consisted of(212) science and math teachers for<br />
the tenth grade in Ramallah - Area. The questionnaire has been distributed<br />
to a random sample consisting of(148) male and female teachers.which<br />
represent of whole popular To analyze data, the researcher used means,<br />
percentages, two groups independent –t- test, One Way ANOVA, and<br />
Scheffe test for multiple comparisons.<br />
The results of the study showed that in(20) items teachers face<br />
high difficulty,in(5) items low difficulty and in(8) items medium degree<br />
of difficulty. The results showed that the school curriculum got the<br />
highest average that is(3.83) which is high difficulty degree followed<br />
by class circumstances which got(3.79) then the school circumstances<br />
which got(3.41). The results also showed that there were non-statistically<br />
significant differences that face teachers in using the computer as a helping<br />
instrument in education in Ramallah according to variables of Gender,<br />
teachers scientific degree, number of years of experience, the subject they
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
taught and the school location.<br />
According to the results of the study, the researcher recommended<br />
some important recommendations such as providing schools with computers<br />
and training teachers how to use computer programs specially power point<br />
program in order to design activities and scientific concepts for science and<br />
mathematics.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
مقدمة الدراسة ومشكلتها:<br />
اإن التطور الهائل يف جمال التكنولوجيا يف القرن العرشين وبداية القرن احلادي<br />
والعرشين كان له اأثر كبري يف رفع مستوى املجتمعات البرشية يف خمتلف املجالت، مما<br />
دفع اإىل تنظيم العمل يف خمتلف جمالت احلياة، سواء اأكانت اقتصادية، اأم عسكرية، اأم<br />
تربوية. وتطوير الأنظمة املعمول بها من خالل التكنولوجيا، وهذا ساهم بتغري واضح يف<br />
خمتلف املجتمعات.<br />
وقد ظهر احلاسوب يف النصف الثاين من القرن العرشين، وتتطور يف اأنواعه واأشكاله<br />
حتى وصل اإىل ما هو عليه الآن يف القرن احلادي والعرشين. حيث دفع بالبرشية اإىل اقتنائه<br />
واستخدامه يف خمتلف املجالت ومنها جمال الرتبية والتعليم )الرسطاوي، 2001(.<br />
اإن اإدخال التقنيات التعليمية يف عمليتي التعليم والتعلم اأثار العديد من التساوؤلت<br />
حول اإمكاينة توظيفها يف خدمة العملية التعليمية التعلمية، بحيث يستفيد منها الطالب<br />
واملعلم يف سبيل حتقيق الأهداف التي يسعى النظام الرتبوي اإىل حتقيقها. وقد اأشارت<br />
الدراسات الرتبوية اإىل اأثر احلاسوب يف العملية التعليمية التعلمية، ودوره يف حتقيق<br />
الفاعلية بني الطالب واملعلم، والتغري يف املنظومة الدراسية.<br />
وقد اأثارت عملية اإدخاله يف التعليم اهتمام الرتبويني والعاملني بسوؤون الرتبية<br />
والتعليم. وذلك انطالقاً من النفجار املعريف وتدفق املعلومات، واحلاجة اإىل الرسعة<br />
يف احلصول على املعلومات، واإيجاد احللول ملشكالت صعوبات التعلم، وتنمية املهارات<br />
املعرفية العقلية، كالتفكري، وجمع البيانات، وحل املشكالت)سعادة ورسطاوي، 2003(.<br />
ويشري خليف )2001( اإىل اأن اأهم املهارات التدريسية املعارصة مهارة استخدام<br />
احلاسوب وتوظيفه ملصلحة املواد الدراسية والتدريس، حيث التجديد والتغيري واخلروج من<br />
الروتني املتكرر والرتيب الذي يطغى غالباً على اأدائنا التدريسي داخل حجرات الدراسة.<br />
ويشري هاورش ,Hawisher( 1989( اإىل اأن احلاسوب هو اأداة، مبعنى اأن باإمكان هذه<br />
التقنية اأن تكون عنرصاً مهماً يف اإبداع اأنواع اأحدث واأفضل من التعلم، ولكن الستخدام<br />
الفعال للحاسوب، مثله مثل اأي اأداة يكمن يف التطبيقات والأنشطة التي حتقق وظيفتها يف<br />
الأهداف والجتاهات.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
ويصنف تايلور ),1980Taylor( استخدامات احلاسوب التعليمية اإىل ثالثة اأدوار اأساسية:<br />
احلاسوب باعتباره موضوعاً للدراسة، ويشتمل على مكونات احلاسوب ومنطقته وبرجمته.<br />
واحلاسوب باعتباره اأداةً اإنتاجية، ويعمل وسيطاً ومتكنه من ذلك برجميات التطبيقات خالية<br />
املحتوى والأغراض املتعددة مثل معاجلات النصوص Word( ،)Processors واللوحات<br />
اجلدولية، واحلاسوب باعتباره وسيلة تعليمية، ويعني التعلم مبساعدة احلاسوب، بهدف حتسني<br />
املستوى العام لتحصيل الطالب الدراسي، وتنمية مهارات التفكري واأسلوب حل املشكالت.<br />
ويستخدم احلاسوب باعتباره مادة دراسية من خالل دراسة املفاهيم واملهارات<br />
املتعلقة مبختلف املراحل التعليمية. ويستخدم وسيلة تعليمية مساعدة يف التعليم، بحيث<br />
ميكن من خاللها تقدمي املعلومات وتخزينها، مما يتيح الفرص اأمام الطالب لأن يكشف<br />
بنفسه حلول مساألة من املسائل، اأو الوصول اإىل نتيجة من النتائج. واإىل تقدمي املادة<br />
التعليمية بصورة شائقة تسهل عملية اإتقان التعلم)سعادة ورسطاوي، 2003(. ويشري الفار<br />
)1995( اإىل اأن احلاسوب يُستخدم مادة تعليمية، ووسيلة تعليمية، ويُستخدم يف اإدارة<br />
العملية التعليمية التعلمية.<br />
ويشري العجلوين )2001( يف اعتباره للحاسوب وسيلة تعليمية، على اأنه يساعد يف<br />
توضيح املفاهيم لدى الطلبة، وتشويقهم للتعلم، ورفع مستوى حتصيل الطلبة، ويهتم بكل<br />
طالب حسب قدراته ومستواه العلمي، وتنمية مهاراته العقلية واملعرفية.<br />
كما يستخدم احلاسوب يف التعليم مبختلف املجالت منها الرشح واإيضاح الأفكار<br />
واملفاهيم، حيث توضح بوساطته املعلومات اخلاصة بالدرس، وطرح الأسئلة عليها<br />
)مندورة ورحاب، 1989(. ويشري خصاونة )1998( اإىل استخدامه يف حل املسائل، من<br />
خالل اختيار احلل املناسب من بني جمموعة من احللول، وميكن تطبيقه يف خمتلف املسائل<br />
التي تتعامل مع البيانات بحيث متُ ثل املعلومات على هيئة اأرقام، ومن خالل املعاجلات<br />
التي يقوم بها احلاسوب يتم اإظهار احلل الصحيح.<br />
كما ميكن استخدام احلاسوب يف عملية تقومي الطلبة وحتديد مستواهم، والألعاب<br />
التعليمية، وحماكاة الظواهر الطبيعة والتجارب التي يصعب حتقيقها يف اأية وسيلة اأخرى،<br />
والتعليم الذاتي من خالل قيام احلاسوب مكان املعلم.<br />
ويرى اأبو الفتوح واأبو زيد )2000( اإىل اأن استخدام احلاسوب باعتباره اأسلوباً من<br />
اأساليب تكنولوجيا التعليم يخدم اأهداف تعزيز التعليم الذاتي مما يساعد املعلم يف مراعاة<br />
الفروق الفردية، وبالتايل يوؤدي اإىل حتسني نوعية التعلم والتعليم. كما يقوم احلاسوب بدور<br />
الوسائل التعليمية يف تقدمي الصور الشفافة والأفالم والتسجيالت الصوتية.<br />
ويتميز استخدام احلاسوب كاأداة مساعدة يف التعليم يف توفري الوقت، واإثارة الدافعية
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
لدى الطلبة من خالل عرض املعلومات والأنشطة بشكل فعال، وباألوان وحركات تضفي<br />
على التعلم احليوية )جامعة القدس املفتوحة، 2007(.<br />
ويرى كل من بيك ودوركتم Doricottm( )1994,Peak and اأن من مميزات<br />
استخدام احلاسوب يف التعليم حتقيق العديد من الأهداف الرتبوية، كتفريد التعليم، وزيادة<br />
كمية ونوعية تفكري الطالب، وحتسني قدرتهم على حل املشكالت املعقدة، ورعاية قدرات<br />
التعبري الفني، وزيادة املردود يف املعرفة واملهارات على الطلبة.<br />
كما اأن التعليم باستخدام احلاسوب يتميز بتوفري فرصٍ كافية للمتعلم للعمل برسعته<br />
وقدراته اخلاصة، مما يكسبه بعضاً من مزايا تفريد التعليم، وتزويد املتعلم بتغذية راجعة<br />
فورية، ويساهم بزيادة ثقة املتعلم بنفسه وينمي املفاهيم الإيجابية للذات، واملرونة<br />
باستخدامه باملكان والزمان والكيفية املناسبة للمتعلم Self-Concept‘‘Louzon“(<br />
.)1989 ,& Moore<br />
ويربر هوكريدج ورفاقه ( )1995,Hawkridge,et.al الوارد يف طوالبة )1997(<br />
اأهمية استخدام احلاسوب يف التعليم مبربرات عدة منها التعليمي، حيث اإن احلاسوب يساعد<br />
بشكل اأساسي يف تطوير عمليتي التعليم والتعلم وحتسينها. اإن تقدمي املعلومات والبيانات<br />
التي يريدها املعلم والطالب توؤدى اإىل متيزه عن غريه من الوسائل التقليدية كالتلفاز<br />
واللوحات التعليمية وغريها.<br />
وقد اأشارت العديد من الدراسات والبحوث الرتبوية التي اأجريت يف جمال استخدام<br />
احلاسوب يف التعليم ومنها دراسة العمري )2001( اإىل اأن مزايا عدة تنتج باستخدام<br />
احلاسوب يف التعليم منها اإنشاء بيئة تعليمية نشطة وتفاعلية بني الآلة والإنسان، وتنمية<br />
مهارات الطالب، وتنمية اجتاهات الطالب الإيجابية نحو املواد التي يرونها صعبة ومعقدة<br />
مثل الرياضيات واللغات الأخرى، وتقليل نسبة امللل بني الطالب من التعلم، وتوفري عنرص<br />
الإثارة والتشويق بينهم، وتوفري فرص التعلم الفردي بني الطالب، واملساعدة على مراعاة<br />
الفروق الفردية بني الطالب.<br />
وعلى الرغم من امليزات التي تتحقق خالل استخدام احلاسوب اأداةً مساعدة يف التعليم فاإن<br />
هناك صعوبات تواجه املعلمني عند استخدامه. وقد اأشار الأدب الرتبوي اإىل بعض الصعوبات<br />
التي حتد من استخدامه بشكل كبري ورسيع يف املدارس. وقد متثلت يف قلة الربامج التعليمية<br />
املناسبة للمواد التعليمية الدراسية، وقلة وجود املعلمني املوؤهلني على استخدامه يف التعليم،<br />
وندرة توافر الربامج التعليمية باللغة العربية، وعدم توفري التفاعل الجتماعي بني الطالب<br />
والطالب خالل عملية التعلم، وعدم القدرة على اختيار السرتاتيجية املناسبة للتعامل مع<br />
احلاسوب كوسيلة تعليمية )سعادة ورسطاوي، 2003 ؛ الرسطاوي، 2001 ؛ حسن، 1995(.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
ومن الصعوبات التي تواجه املدارس يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم،<br />
التكلفة املرتفعة لالأجهزة، كما اأن تدريب املعلمني على الستخدام الفعال يتطلب تكاليف،<br />
اإضافة اإىل صيانة الأجهزة التي تتطلب الشخص القادر على معاجلة اأي خلل قد يحدث<br />
خالل العرض، واأيضا من الصعوبات التي تعرتض املدارس توفري املواد والأدوات املساندة<br />
لعملية العرض )جامعة القدس املفتوحة، 2007(.<br />
كما يواجه املعلمني خالل استخدامهم للحاسوب يف التعليم صعوبة توفري عدد الأجهزة<br />
املتناسب مع عدد الطلبة، وتوفري املختربات، والصيانة الالزمة للحواسيب، وتطويرها مبا<br />
يتناسب مع املواد التعليمية.<br />
ويشري اخلطيب )2001( اإىل اأن املعوق الأساس ل يكون يف قلة اأجهزة احلواسيب يف<br />
املدرسة، واإمنا يف نوعية الأساليب التعليمية التي ميتلكها املعلم ومدى مناسبتها للمادة<br />
التعليمية، واملناهج املدرسية التي تعزز استخدام احلاسوب يف التعليم.<br />
ويرى الباحث اأن لستخدام احلاسوب يف التعليم ميزات كثرية، ويف الوقت نفسه<br />
صعوبات تواجه املعلم اأثناء استخدامه كاأداة مساعدة يف التعليم. وحتى نرتقي بالستخدام<br />
الأمثل للحاسوب يف ميدان التعليم، ل بد اأن يكون هناك حتديد واضح للصعوبات التي<br />
تواجه املعلم يف استخدامه للحاسوب، حتى ميكن تقدمي املقرتحات الرتبوية للمعلمني<br />
والرتبويني واأصحاب القرار يف سلك الرتبية والتعليم، التي تساعدهم يف تعزيز اجلوانب<br />
السلبية، والتغلب على الصعوبات التي تواجههم خالل استخدامهم للحاسوب يف التعليم.<br />
وتتحدد مشكلة الدراسة بالسوؤال الرئيس الآتي:<br />
"ما الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام<br />
احلاسوب اأداةً مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل"؟<br />
أهداف الدراسة:<br />
1 .<br />
2 .<br />
سعت الدراسة احلالية اإىل حتقيق الهدفني الآتيني:<br />
1 حتديد الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل.<br />
2 التعرف اإىل دور متغريات النوع، واملوؤهل العلمي، وعدد سنوات اخلربة، وعدد<br />
الدورات التدريبية يف جمال احلاسوب، واملادة التي يدرسها املعلم، وموقع املدرسة<br />
يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
أسئلة الدراسة:<br />
حاولت الدراسة احلالية الإجابة عن الأسئلة الآتية:<br />
1 ما اأهم الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
2 هل للنوع)ذكر، اأنثى( اختالف يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي<br />
ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
3 هل للموؤهل العلمي)دبلوم، بكالوريوس، دراسات عليا( اختالف يف الصعوبات التي<br />
تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة<br />
يف التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
. 4هل لعدد سنوات اخلربة)5 سنوات فما دون، من 10-6 سنوات، اأكرث من 10<br />
اختالف يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف<br />
استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
5 هل للمادة التي يدرسها املعلم)علوم، رياضيات( اختالف يف الصعوبات التي تواجه<br />
معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف<br />
التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
6 هل ملوقع املدرسة)مدينة، قرية( اختالف يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش<br />
الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
4 سنوات(<br />
<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
5 .<br />
6 .<br />
أهمية الدراسة:<br />
تتمثل اأهمية الدراسة احلالية يف الآتي:<br />
3 .<br />
1حتديد . 1 الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل، مع وضع اقرتاحات للتغلب عليها.<br />
2اإلقاء . 2 الضوء على الصعوبات التي تعود للبيئة الصفية واملنهاج املدرسي والظروف<br />
املدرسية يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم، حيث اإنها تضع اأساساً<br />
يستفيد منه اأصحاب القرار يف سلك الرتبية والتعليم، من اأجل تذليل هذه الصعوبات.<br />
3 تطوير استبانة ملعلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته حول الصعوبات التي<br />
تواجههم يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل، لإفادة<br />
الرتبويني والباحثني يف العتماد على نتائج الدراسة والتوصيات النابعة منها يف<br />
اإجراء البحوث على بيئات تربوية خمتلفة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
حدود الدراسة:<br />
تتمثل اأهم حدود الدراسة احلالية يف الآتي:<br />
1اقترصت . 1 الدراسة احلالية على معلمي العلوم والرياضيات للصف العارش الأساسي<br />
ومعلماته يف حمافظة رام اهلل.<br />
. 2اأجريت الدراسة احلالية خالل الفصل الدراسي الثاين للعام الدراسي 2007/2006<br />
3 اقترصت الدراسة احلالية على قياس الصعوبات التي تواجه معلمي العلوم والرياضيات<br />
للصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم<br />
مبحافظة رام اهلل.<br />
2 م.<br />
3 .<br />
4 .<br />
4 تتحدد الدراسة يف الأداة املصممة لقياس الصعوبات التي توجه معلمي العلوم<br />
والرياضيات للصف العارش ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم<br />
مبحافظة رام اهلل.<br />
التعريفات اإلجرائية:<br />
2 .<br />
تتمثل اأهم املفاهيم اأو املصطلحات التي وردت يف الدراسة والتي حتتاج اإىل توضيح<br />
يف الآتي:<br />
1الصعوبة: . 1 وضع يحتوي على عائق يحول بني املرء وبني حتقيق غرضه املتصل بهذا<br />
الوضع)زامل واصبيح، 2004(. ويعرفها الباحث بالعائق الذي يعرتض معلم الصف<br />
العارش يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم داخل الغرفة الصفية.<br />
2 احلاسوب: هو اآلة الكرتونية تعمل طبقا ملجموعة تعليمات معينة، ولها القدرة على<br />
استقبال املعلومات وتخزينها ومعاجلتها واستخدامها من خالل جمموعة من<br />
الأوامر)اأبو الفتوح واأبو زيد، 2000(. ويعرفه الباحث اأنه اآلة الكرتونية تعمل وفقا<br />
لنظام معني، تستخدم يف خمتلف املجالت، ومنها التعليمي حيث يستخدمه املعلم<br />
وسيلة تعليمية لإيصال املعلومات واملفاهيم للطالب يف احلجرة الدراسية.<br />
3الصف . 3 العارش الأساسي: تصنف وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية طلبة<br />
الصف العارش الأساسي اأنهم الفئة من الطالب الذين بلغت اأعمارهم 11 سنة. ويعدّ<br />
نهاية املرحلة الأساسية.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
الدراسات السابقة:<br />
اطلع الباحث على العديد من البحوث والدراسات ذات العالقة مبوضوع البحث، والتي<br />
طبقت يف بيئات تربوية عربية واأجنبية خمتلفة. وقد اختريت)اأربع عرشة( دراسة لها عالقة<br />
بظروف الدراسة احلالية ومتغرياتها. وروجعت بهدف التعرف اإىل الأمور التي ركزت عليها،<br />
واأهم نتائجها، وعالقتها بالدراسة احلالية.<br />
ومن بني هذه الدراسات دراسة علي)1988( التي هدفت اإىل حماولة استقصاء اأثر<br />
احلاسوب على حتصيل من يعانون صعوبات يف التعلم موازنة بالتعلم الصفي العتيادي<br />
حيث اختريت عينة عشوائية من)40( طالبا)10 اأفراد من كل مدرسة من اأربع مدارس<br />
خاصة(، فكانت املجموعة التجريبية)20( طالبا وكذلك الضابطة، ثم طُ بق اختبار قبلي<br />
للتاأكد من تكافوؤ املجموعتني، ثم اأجري اختبار بعدي، وعولج اإحصائيا. وقد اأشارت النتائج<br />
اإىل اأنه ل يوجد فرق ذي دللة اإحصائية بني املجموعتني يعزى ملستوى املعاجلة)تدريس<br />
باحلاسوب، تدريس بالطريقة التقليدية(، كما اأنه ل يوجد فروق ذات دللة اإحصائية تعزى<br />
ملتغري موقع املدرسة.<br />
ويف دراسة ستاين)1990,Stine( التي هدفت اإىل معرفة املشكالت املتعلقة<br />
باستخدام احلاسوب يف غرفة الصف، وقد اأشارت نتائج الدراسة اإىل العديد من املشكالت<br />
املتعلقة باستخدام احلاسوب، ومنها صعوبات يف نقل اخلربات واملمارسات والتطبيقات<br />
الناجحة، وصعوبات يف فهم اخلربات والتدريبات والأنشطة العملية التي من املمكن اأن تكون<br />
ناجحة وحتديدها، وصعوبات يف توسيع اخلربات واملمارسات والتدريبات الناجحة.<br />
وقام سالمة)1991( بدراسة هدفت اإىل استعراض الإجراءات التي اتبعت يف اإدخال<br />
احلاسوب اإىل املدارس اخلاصة الأردنية مثل: تدريب املعلمني واإنشاء املختربات وجتهيزها<br />
ورشاء الأجهزة وتاأليف الكتب..الخ.وقد طرحت الدراسة تساوؤلت عدة منها، ما اأهم العقبات<br />
التي تواجه املعلمني يف استخدام احلاسوب يف املدرسة اخلاصة الأردنية. وقد تكونت عينة<br />
الدراسة من املدارس اخلاصة التابعة ملديرية الرتبية والتعليم لسوؤون التعليم اخلاص يف<br />
حمافظة عمان الكربى التي تستخدم احلاسوب يف التعليم، وبلغ عدد هذه املدارس)129(<br />
مدرسة، وبلغ عدد طلبتها)20387( طالباً وطالبة. وعدد معلمي/معلمات احلاسوب<br />
فيها)141( معلما ومعلمة، ومتثلت اأداة الدراسة بالستبانة. وكان من اأبرز نتائج الدراسة<br />
اأن متوسط عدد اأجهزة احلاسوب يف املدرسة الواحدة بلغ 6.5 اأجهزة، وقلة توافر الربجميات<br />
املنتجة من الطلبة ومن املعلمني. وقلة اهتمام اإدارة املدرسة باستخدام احلاسوب يف التعليم.<br />
كما اأشارت اإىل ضعف التدريب والتاأهيل يف جمالت استخدام احلاسوب يف التعليم.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وهدفت دراسة عبد اهلل والسويدي)1992( اإىل حتديد اجتاهات املعلمني نحو الوسائل<br />
التعليمية احلديثة املساعدة يف قطر، حيث اعترب احلاسوب من اأهم هذه الوسائل واأحدثها.<br />
وتاألفت عينة الدراسة من)300( معلم ومعلمة من املراحل التعليمية الثالث)البتدائية،<br />
والإعدادية، والثانوية(، وكان عدد الذكور مساويا لعدد الإناث. وتكونت اأداة الدراسة من<br />
مقياس لالجتاهات نحو الوسائل التعليمية احلديثة يف التدريس اأعد من جانب هذين<br />
الباحثني، ويتكون من)24( فقرة. وقد اأشارت نتائج الدراسة اإىل اأن اجتاهات املعلمني<br />
واملعلمات نحو الوسائل التعليمية مبا فيها احلاسوب متيل اإىل السلبية بشكل عام. وقد<br />
ظهر اأن معلمي املرحلة البتدائية ومعلماتها اأكرث ايجابية من غريهم، يليهم معلمو املرحلة<br />
الإعدادية ومعلماتها، واأخريا معلمو املرحلة الثانوية ومعلماتها. كما كانت اجتاهات<br />
الذكور من املعلمني اأكرث اإيجابية من الإناث.<br />
وطبق وايت)White, 1993( دراسة هدفت اإىل استخدام احلاسوب يف مناهج<br />
املدارس املتوسطة كاسرتاتيجية جديدة ومتنوعة من اسرتاتيجيات التدريس. وبينت<br />
النتائج اأن طلبة املدارس املتوسطة يعملون على املوازنة بني ما تعلموه يف جمال احلاسوب<br />
وبني املواد الأخرى، واأن املعلمني الذين ل ميتلكون خربة يف التعليم ل يشجعون استخدامه<br />
يف املدارس ويواجهون صعوبات كبرية، واأشارت الدراسة اأيضا اإىل صعوبة احلصول<br />
على الأجهزة واملواد الالزمة للضيق املادي يف املدارس. وخرجت الدراسة بالعديد من<br />
التوصيات اأهمها تدريب املعلمني على استخدام احلاسوب.<br />
واأجرى العجلوين)1994( دراسة هدفت اإىل تقصي اأثر استخدام احلاسوب التعليمي يف<br />
تنمية التفكري الناقد يف مادة اجلغرافيا لدى طلبة الصف الأول الثانوي يف اربد، واختريت<br />
عينة الدراسة بشكل عشوائي، حيث تكونت من)120( طالبا وطالبة، وزعوا عشوائيا اإىل<br />
جمموعتني: املجموعة الضابطة، واملجموعة التجريبية. وتاألفت من)60( طالبا وطالبة<br />
ودرست املادة التعليمية بالطريقة التقليدية، واملجموعة التجريبية تاألفت من)60(<br />
طالبا وطالبة ودرست املادة التعليمية باستخدام احلاسوب، وطورّ اختبار يقيس التفكري<br />
الناقد، قدم لكال املجموعتني بعد تطبيق التجربة. واأشارت النتائج اإىل وجود فروق ذات<br />
دللة اإحصائية بني الطلبة الذي درسوا باستخدام احلاسوب، وبني الذين درسوا بالطريقة<br />
العتيادية، ولصالح املجموعة التجريبية، واأن قلة التدريب املوجه للمعلمني على استخدام<br />
احلاسوب يوؤثر سلبا على توظيفه بشكل ناجح يف التعليم. واأوصت الدراسة برضورة القيام<br />
بتدريب املعلمني على مهارات استخدام احلاسوب يف التعليم.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
وهناك دراسة ايتو ,Ito( 1996( التي هدفت اإىل التعرف اإىل استخدام احلاسوب يف<br />
تعليم الرياضيات يف اليابان من حيث النجاح اأو الفشل موازنة مبا هو قائم يف الوليات<br />
املتحدة. وقد اأجريت الدراسة يف كل من اليابان والوليات املتحدة من اأجل املوازنة<br />
بينهما يف مدى جناح استخدام احلاسوب يف تعلم الرياضيات. واأشار الباحث اإىل اأنه يف<br />
عام)1990( كانت نسبة اإدخال احلاسوب اإىل املدارس اليابانية كالآتي: )%41( يف املدارس<br />
الأساسية، و)%75( من الربامج يف املدارس املتوسطة، و )%99( يف املدارس الثانوية، وقد<br />
استخدم)%35( من الربامج لأغراض تعليم الرياضيات والعلوم. وكانت الوليات املتحدة قد<br />
اأدخلت احلاسوب اإىل مدارسها قبل اليابان بعرشين عاماً، وهدفت الدراسة اإىل التعرف اإىل<br />
اإمكانية الستفادة من التجربة الأمريكية حول استخدام احلاسوب يف تعليم الرياضيات،<br />
وشملت الدراسة معلمني اأمريكيني ويابانيني. ومن بني النتائج التي اأشارت اإليها الدراسة<br />
اأن املعلم املتدرب على استخدام احلاسوب ميتلك املهارات التي متكنه من استخدامه بشكل<br />
فعال. واأوصت الدراسة بالعديد من التوصيات اأهمها زيادة احلوافز للمعلمني وتدريبهم<br />
على استخدام احلواسيب.<br />
وقام كيني)Kenny, 1996( الوارد يف اجلبيلي )1999( بدراسة هدفت اإىل التعرف<br />
اإىل اأثر استخدام التدريس مبساعدة احلاسوب على التحصيل يف الرياضيات لطلبة الصف<br />
الثاين الأساسي، حيث تكونت عينة الدراسة من)171( طالبا قسموا اإىل جمموعتني: ضابطة<br />
وجتريبية. وتاألفت املجموعة الضابطة من)89( طالبا تلقوا التدريس بالطريقة العادية،<br />
وتاألفت املجموعة التجريبية من)82( طالبا تلقوا ثالثني دقيقة من التدريس باستخدام<br />
احلاسوب كل اأسبوع، بالإضافة اإىل التدريس املنتظم يف الصف. وقد قورنت نتائج<br />
املجموعتني باستخدام اختبار ميسوري )Misouri( للتفوق يف التحصيل. وبينت نتائج<br />
املوازنة اأنه ل توجد فروق ذات دللة بني نتائج املجموعة التي تلقت التدريس بالطريقة<br />
العادية، واملجموعة التي تلقت التدريس باستخدام احلاسوب بالإضافة اإىل التدريس<br />
املنتظم يف الصف، واستنتجت الدراسة من ذلك اأن التدريس مبساعدة احلاسوب طريقة غري<br />
فعالة يف زيادة حتصيل الطالب يف الرياضيات)اجلبيلي، 1999(.<br />
واأجرى لوفليس)Loveless, 1996( دراسة هدفت اإىل التعرف اإىل اأسباب عدم استخدام<br />
احلواسيب بشكل كبري يف املدارس. وتشري الدراسة اإىل اأنه على الرغم من امتالك املدارس<br />
الأمريكية ل)5.8( مليون جهاز حاسوب؛ اأي اأن لكل تسعة طالب جهاز حاسوب واحداً، اإل<br />
اأنه توجد العديد من الصعوبات اأمام تعلم احلاسوب وتعليمه. وكشفت نتائج الدراسة اأن اأهم<br />
الصعوبات تتمثل يف اجتاهات املعلمني والطلبة السلبية نحو استخدام احلاسوب وتعليمه،<br />
ووجود مشكالت تنظيمية يف النظام املدرسي تتعلق باستخدام احلاسوب كوسيلة تعليمية<br />
تعلمية، ووجود نقص يف اأجهزة احلاسوب.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وهدفت دراسة املرصي)1997( اإىل مسح الصعوبات التي يواجهها طلبة الصف<br />
العارش الأساسي يف حمافظة اربد الأردنية يف تعلم مادة احلاسوب من وجهة نظر املعلمني<br />
والطلبة. وقد خرجت الدراسة بالعديد من النتائج املتعلقة بظروف املدرسة، متثلت بكرثة<br />
اأعداد الطلبة يف الصف الواحد، وبالتايل صعوبة التعامل مع الفروق الفردية، وندرة املراجع<br />
والدوريات املتعلقة باحلاسوب. واأوصت الدراسة باحلد من زيادة عدد الطلبة يف الشعبة<br />
الصفية الواحدة.<br />
واأجرى طوالبة)1997( دراسة هدفت اإىل تقصي اجتاهات معلمي املرحلتني الأساسية<br />
والثانوية ومعلماتها نحو استخدام احلاسوب كوسيلة تعليمية تعلمية. وهدفت اأيضا اإىل<br />
حتديد وجهتي نظر املعلمني ملعلم وخمترب احلاسوب وحتديد حاجاتهم التدريبية، ومعوقات<br />
استخدام احلاسوب كوسيلة مساعدة يف التعليم. وتكونت عينة الدراسة من)280( معلما<br />
ومعلمة، منهم)144( معلما و)136( معلمة يف املدارس احلكومية مبديرية اربد الأوىل يف<br />
الأردن. وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن لدى اأفراد العينة اجتاهات اإيجابية نحو احلاسوب<br />
بشكل عام، ونحو استخدامه كوسيلة تعليمية تعلمية بشكل خاص. كما اأشارت النتائج اإىل<br />
حاجة اأفراد العينة للتدريب على احلاسوب واستخدامه كوسيلة، ووجود بعض املعوقات<br />
لستخدام احلاسوب يف املدارس.<br />
وطبق اأبو عمر)1998( دراسة هدفت اإىل استقصاء واقع استخدام احلاسوب واجتاهات<br />
الطلبة واملعلمني نحوه يف املدارس احلكومية يف حمافظات جنوب الأردن. وتاألفت عينة<br />
الدراسة من)700( طالب وطالبة من الصف العارش الأساسي من اأصل)6994( طالبا<br />
وطالبة للعام الدراسي)1998/1997(. اأما عينة املعلمني فتكونت من)47( معلما ومعلمة<br />
من املجتمع الأصلي البالغ)64( معلما ومعلمة. وقد صُ مٍّمت اأربع استبانات لغايات: اإدخال<br />
مادة احلاسوب اإىل املدارس اإحداها للمعلمني والأخرى للطالب، واستبانات لالجتاهات<br />
نحو احلاسوب: اإحداها للمعلمني والأخرى للطالب. وقد بينت نتائج الدراسة اأهم اجلوانب<br />
السلبية لظروف استخدام احلاسوب يف املدارس التي تتمثل يف ضعف الكتاب املدرسي،<br />
وضعف التاأهيل الرتبوي ملعلمي احلاسوب، ووجود بعض الصعوبات اأهمها قلة عدد اأجهزة<br />
احلاسوب املتوافرة يف املدارس.<br />
واأجرى بادي)2001( دراسة هدفت اإىل تقصي اأثر استخدام اأسلوب التعلم بوساطة<br />
احلاسوب التعليمي يف حتصيل طلبة الصف العارش الأساسي يف حمافظة سلفيت<br />
الفلسطينية يف مبحث الكيمياء، موازنة باأسلوب املحارضة التقليدية والرشح العادي يف<br />
التعليم. وتكونت عينة الدراسة من)57( طالبا وطالبة موزعني على جمموعتني، جمموعة<br />
جتريبية واأخرى ضابطة. وتلقى اأفراد عينة الدراسة املعلومات العلمية سواء بوساطة اأسلوب
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
املحارضة والرشح العادي، اأو بوساطة استخدام اأسلوب احلاسوب التعليمي يف جمموعات<br />
فصلت فيها الذكور عن الإناث. وبينت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دللة اإحصائية<br />
يف متوسطات حتصيل الطلبة الذين تعلموا عن طريق احلاسوب التعليمي، والطلبة الذين<br />
تعلموا عن طريق الأسلوب التقليدي. كما اأشارت النتائج اإىل عدم وجود فروق ذات دللة<br />
اإحصائية يف متوسطات حتصيل الطلبة تعزى ملتغري اجلنس.<br />
وهدفت دراسة اأبو زعرور )2003( اإىل التعرف اإىل اأثر استخدام لغة فيجوال بيسك<br />
على التحصيل الآين واملوؤجل لطلبة الصف السابع الأساسي ودافع اإجنازهم يف تعلم<br />
الرياضيات يف مدينة نابلس. وقد طبقت اأدوات الدراسة على عينة من )140( طالبا وطالبة<br />
من طلبة الصف السابع الأساسي بنابلس، واختريت شعبتان)شعبة للذكور واأخرى لالإناث(<br />
بطريقة عشوائية متثالن الشعبتني التجريبيتني، ودرستا باستخدام الربنامج املحوسب<br />
بلغة الفيجوال بيسك كطريقة تدريس، وكان عدد اأفرادها )80( طالباً وطالبة، منهم)42(<br />
طالباً و)38( طالبة، اأما الشعبتان الأخريان، فقد درستا باستخدام طريقة التدريس الصفي<br />
العتيادي، وكان عدد اأفرادها)60( طالباً وطالبة، منهم )30( طالباً و )30( طالبة.<br />
وقد اعتمد الختبار القبلي يف الصف السابع الأساسي يف مادة الرياضيات للعام<br />
الدراسي الأول 2004/2003 للتحقق من تكافوؤ جمموعتي الدراسة التجريبية والضابطة.<br />
ثم طبق الختبار الآين على جمموعتي الدراسة بعد النتهاء مبارشة من دراسة الأعداد<br />
الصحيحة يف الوحدة الثانية من كتاب الصف السابع للرياضيات، وبعد مرور اأسبوعني<br />
على انتهاء تطبيق الختبار الآين، اأجري للطلبة الختبار املوؤجل وهو الختبار الآين ذاته.<br />
وقد اأظهرت الدراسة العديد من النتائج منها وجود فروق ذات دللة اإحصائية على مستوى<br />
الدللة)α =0.01( بني متوسطات التحصيل العلمي لطلبة الصف السابع الأساسي تعزى<br />
ملتغري طريقة التعليم ومتغري اجلنس، وكان الفارق لصالح املجموعة التجريبية اأي استخدام<br />
الربنامج املحوسب.<br />
تعليق على الدراسات السابقة:<br />
يف ضوء مراجعة الباحث للدراسات السابقة ذات العالقة مبوضوع احلاسوب،<br />
يتبني ما ياأتي:<br />
. 1 1 هناك قلة يف الدراسات التي تناولت الصعوبات التي تواجه املعلمني يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم. يف الوقت الذي تطورت فيه تكنولوجيا التعليم<br />
وكان لها تاأثريها الفعال يف عمليتي التعليم والتعلم.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
2مل . 2 يعرث الباحث على دراسة تناولت الصعوبات التي تواجه املعلمني يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم بفلسطني.<br />
3تتنوع . 3 هذه الدراسات من حيث تناولها موضوعات من زاوية خمتلفة للحاسوب<br />
واستخداماته يف التعليم، مثل: استخدام لغة فيجوال بيسك على التحصيل الآين واملوؤجل،<br />
واجتاهات املعلمني نحو الوسائل التعليمية التعلمية احلديثة من ضمنها احلاسوب،<br />
واأثر احلاسوب على التحصيل الدراسي، واأثره يف تنمية التفكري الإبداعي والناقد.<br />
4تتشابه . 4 الدراسة احلالية مع بعض الدراسات السابقة من حيث اأهمية استخدام<br />
احلاسوب يف التعليم، واأهداف الدراسة والنتائج التي حتققها، حيث اتفقت بذلك مع<br />
دراسة بادي)2001(، ودراسة كيني )1996,Kenny(<br />
5ركزت . 5 بعض الدراسات السابقة كدراسة ستاين ,Stine( 1990 ) على تناول املشكالت<br />
املتعلقة باستخدام احلاسوب من زاوية الغرفة الصفية.<br />
6ركزت . 6 بعض الدراسات السابقة كدراسة اأبو عمر )1998(، ودراسة طوالبة )1997 (،<br />
ودراسة وايت ,White( 1993( على تناول اجتاهات املعلمني نحو استخدام احلاسوب<br />
يف التعليم وواقع استخدامه يف التعليم.<br />
7تختلف . 7 الدراسة احلالية عن بعض الدراسات السابقة وهي: دراسة علي )1988 ) يف<br />
تناولها للحاسوب، واأثره على التحصيل الدراسي.<br />
8متيزت . 8 الدراسة احلالية عن الدراسات السابقة يف تناولها للصعوبات التي تواجه معلمي<br />
العلوم والرياضيات للصف العارش الأساسي ومعلماته نحو استخدام احلاسوب يف التعليم<br />
من ثالثة جمالت وهي: البيئة الصفية، واملنهاج املدرسي، والظروف املدرسية.<br />
9متيزت . 9 الدراسة احلالية عن الدراسات السابقة يف استخدامها عينة البحث من<br />
فئة املعلمني واملعلمات بينما اتفقت بذلك مع دراسة اأبو عمر )1998(، ودراسة<br />
طوالبة)1997(، ودراسة لوفليس)Loveless, 1996(، ودراسة اإيتو)Ito, 1996(،<br />
ودراسة وايت)White, 1993(، ودراسة عبد اهلل والسويدي)1992(، ودراسة<br />
سالمة)1991(، ودراسة ستاين)Stine, 1990(،<br />
10 10 متيزت الدراسة احلالية عن الدراسات السابقة يف تناولها ملتغريات املوؤهل العلمي،<br />
وموقع املدرسة، واملادة التي يدرسها املعلم.<br />
الطريقة واإلجراءات:
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
تتمثل اأهم اإجراءات الدراسة احلالية وطريقتها يف الآتي:<br />
منهجية الدراسة:<br />
استخدم الباحث املنهج الوصفي املسحي امليداين، ملناسبته لأغراض البحث وذلك<br />
من خالل استخدام استبانة خاصة بذلك.<br />
جمتمع الدراسة:<br />
يتكون جمتمع الدراسة احلالية من جميع معلمي العلوم والرياضيات للصف العارش<br />
الأساسي ومعلماته يف حمافظة رام اهلل، والبالغ عددهم)212( معلم ومعلمة،)93( من<br />
الذكور و)119( من الإناث.<br />
عينة الدراسة:<br />
اختار الباحث عينة عشوائية بسيطة مكونة من)148( معلم ومعلمة من اأفراد جمتمع<br />
الدراسة منهم)61( معلماً و)87( معلمة، وبنسبة بلغت)%69.8(. واجلدول)1( يوضح توزيع<br />
اأفراد العينة تبعاً ملتغريات الدراسة:<br />
اجلدول)1(<br />
توزيع عينة الدراسة من املعلمني واملعلمات تبعاً ملتغريات النوع واملؤهل العلمي وسنوات اخلربة<br />
والدورات التدريبية يف جمال احلاسوب واملادة اليت يدرسها وموقع املدرسة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
أداة الدراسة:<br />
طور الباحث اأداة الدراسة احلالية اخلاصة بالصعوبات التي تواجه معلمي الصف<br />
العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل،<br />
من املقابالت التي اأجريت مع عدد من املعلمني، وبعد مراجعة الأدب الرتبوي والدراسات<br />
السابقة ذات العالقة مبوضوع الدراسة. وقد تضمنت الستبانة رسالة موجهة للمعلمني وفيها<br />
قسمان: الأول، يتضمن املتغريات املتعلقة باملعلمني. والقسم الثاين يتكون من قائمة مكون<br />
من)33( صعوبة موزعة على ثالثة جمالت: الصعوبات املتعلقة بالبيئة الصفية)8( فقرات،<br />
والصعوبات املتعلقة باملنهاج املدرسي)8( فقرات، و)17( فقرة للصعوبات املتعلقة بالظروف<br />
املدرسية. ومتشت الفقرات مع مقياس ليكرت اخلماسي لقياس الصعوبات التي تواجه معلمي<br />
الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التدريس.<br />
صدق األداة:<br />
عرضت اأداة الدراسة احلالية على عدد من املحكمني من ذوي اخلربة والختصاص<br />
يف هذا املجال من بعض املدارس الأساسية، ومن كلية العلوم الرتبوية –الأنروا برام اهلل،<br />
وجامعة النجاح الوطنية بنابلس، وجامعة القدس املفتوحة/فرع نابلس، وفرع رام اهلل،<br />
وفرع يطا، للتاأكد من صدق الأداة. وقد اأجمع املحكمون على اأن فقرات الأداة تقيس ما<br />
وضعت لقياسه، وقد اأجري التعديل واحلذف والإضافة للفقرات التي اأجمع عليها)%70(<br />
فاأكرث من املحكمني.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
ثبات األداة:<br />
لقد تاأكد الباحث من ثبات اأداة الدراسة)الستبانة( باستخدام معادلة كرونباخ األفا،<br />
واجلدول)2( يوضح ثبات الأداة وفق املجالت املكونة لالستبانة:<br />
اجلدول)2(<br />
معامل كرونباخ ألفا للمجاالت املكونة لالستبانة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول)2( اأن قيم معامالت الثبات ملجالت الستبانة هي معامالت<br />
ثبات جيدة، وقد بلغ معامل الثبات الكلي)0.92(، وهو معامل ثبات مرتفع ويفي باأغراض<br />
الدراسة.<br />
متغريات الدراسة:<br />
تتمثل متغريات الدراسة احلالية يف الآتي:<br />
اأولً: املتغريات املستقلة: وتشمل الآتي:<br />
•نوع املعلم: وله مستويان:)ذكر، اأنثى(.<br />
•<br />
•املوؤهل العلمي: وله ثالثة مستويات:)دبلوم، بكالوريوس، دراسات عليا(.<br />
عدد سنوات اخلربة: وله ثالثة مستويات:)5 سنوات فما دون، من 10-6 سنوات،<br />
اأكرث من 10 سنوات(.<br />
•املادة التي يدرسها: وله مستويان:)علوم، رياضيات(.<br />
•موقع املدرسة: وله مستويان:)مدينة، قرية(.<br />
املتغري التابع: ويتمثل يف استجابة اأفراد العينة على استبانة الدراسة احلالية.<br />
املعاجلة اإلحصائية:<br />
من اأجل حتليل نتائج الدراسة، استخدم الباحث الرزمة الإحصائية للعلوم<br />
الجتماعية)SPSS( وفيما ياأتي املعاجلات الإحصائية التي استخدمت:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
- املتوسطات احلسابية، والنحرافات املعيارية، والنسب املئوية.<br />
- اختبار)ت( ملجموعتني مستقلتني)test .)Independent - t-<br />
- اختبار حتليل التباين الأحادي .One Way ANOVA<br />
- اختبار شيفيه للمقارنات البعدية بني املتوسطات احلسابية.<br />
خطوات الدراسة:<br />
تتمثل خطوات الدراسة احلالية يف الآتي:<br />
•اإجراء مقابالت مع عدد من معلمي العلوم والرياضيات للصف العارش الأساسي<br />
ومعلماته يف حمافظة رام اهلل لالستفسار منهم عن استخدام احلاسوب اأداة مساعدة<br />
يف التعليم والصعوبات التي تواجههم.<br />
•اإجراء مقابالت مع عدد من مديري املدارس الأساسية يف حمافظة رام اهلل ومديراتها<br />
لالستفسار عن استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم، والإمكانات املتوافرة<br />
يف املدرسة.<br />
•مراجعة الأدب الرتبوي والدراسات السابقة ذات العالقة مبوضوع الدراسة لالستفادة<br />
منها يف تطوير الستبانة.<br />
•تطوير اأداة الدراسة احلالية واإخراجها بصورتها الأولية.<br />
•التاأكد من صدق اأداة الدراسة عن طريق عرضها على جلنة من املحكمني من ذوي<br />
اخلربة والختصاص.<br />
•حساب معامل ثبات الأداة باستخدام معادلة كرونباخ األفا.<br />
•حتديد جمتمع الدراسة.<br />
•احلصول على اإذن رسمي من دائرة التعليم العام يف وزارة الرتبية والتعليم العايل<br />
الفلسطينية ومكتب تربية رام اهلل من اأجل توزيع الستبانة على معلمي العلوم<br />
والرياضيات للصف العارش الأساسي ومعلماته يف حمافظة رام اهلل.<br />
•جمع الستبانات عن طريق بريد الرتبية والتعليم مبحافظة رام اهلل.<br />
•ترميز الستبانات واإدخالها اإىل احلاسوب باستخدام الرزمة الإحصائية للعلوم<br />
الجتماعية)SPSS(.<br />
•استخراج النتائج وتفسريها ووضع التوصيات.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
نتائج الدراسة ومناقشتها:<br />
بعد استخدام الرزمة الإحصائية للعلوم الجتماعية )SPSS( استخرجت النتائج ثم بوبت<br />
يف جداول متهيداً لعرضها ومناقشتها يف ضوء اأسئلة الدراسة وفرضياتها وهي كالآتي:<br />
أوالً: النتائج املتعلقة بالسؤال األول مع املناقشة:<br />
لقد نص السوؤال الأول للدراسة احلالية على الآتي:<br />
ما الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
وللتعرف اإىل درجة الصعوبة التي تواجه معلمي العلوم والرياضيات للصف العارش<br />
الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل، استخدم<br />
الباحث التقديرات التي اعتمد عليها العديد من الباحثني يف دراسات وبحوث تربوية سابقة<br />
وهي كالتي:<br />
اأقل من)3( درجات تقدير منخفض.<br />
من)3( وحتى)3.7( درجة تقدير متوسط.<br />
اأكرث من)3.7( درجة تقدير مرتفع.<br />
ولالإجابة عن السوؤال الأول، استخدم الباحث املتوسطات احلسابية والنسب املئوية<br />
ودرجة تقدير املعلمني واملعلمات للصعوبات التي تواجههم يف استخدام احلاسوب اأداة<br />
مساعدة يف التعليم، واجلداول)3، 6( 5، 4، تبني ذلك:<br />
املجال الأول: الصعوبات املتعلقة بالبيئة الصفية:<br />
اجلدول)3(<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية لتقديرات املعلمني واملعلمات لفقرات استبانة الصعوبات اليت<br />
تواجههم يف استخدام احلاسوب أداة مساعدة يف التعليم
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.(L. C. D.<br />
<br />
<br />
<br />
يتبني من اجلدول)3( اأن الفقرات)2، 6( 5، 4، حصلت على درجة تقدير مرتفع، وكانت<br />
اأعلى الفقرات حصلت على درجة صعوبة مرتفعة تنص على اأن »عدم جتهيز الغرفة الصفية<br />
بشاشة عرض«، اأما الفقرات)1، 8( 7، 3، فقد حصلت على درجة تقدير متوسط. يف حني<br />
حصلت الدرجة الكلية للمجال الأول املتعلق بالبيئة الصفية على درجة تقدير مرتفع.<br />
ويعزو الباحث هذه النتائج اإىل اأن البيئة الصفية يف معظم املدارس تعاين من نقص<br />
يف املواد، وذلك من حيث صغر مساحة الغرفة الصفية موازنة مع اأعداد الطلبة، وهذا يوؤدي<br />
اإىل عدم قدرة املعلم على اإحضار احلاسوب للغرفة الصفية مع مستلزماته كجهاز).C .L<br />
.D(. يف حني اأن بعض الغرف الصفية يف بعض املدارس تكون جمهزة بالأشياء البسيطة<br />
كاملقاعد للطلبة، اإل اأن هذا الأمر ل يشجع املعلم على استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف<br />
التعليم، وبالتايل تقف اأمامه كصعوبات تواجهه اإذا ما اأراد استخدامه، اإضافة اإىل عدم<br />
توافر احلواسيب واملواد الالزمة لعملية العرض يف املدرسة.<br />
وعند املوازنة بني نتائج الدراسة احلالية، وبني نتائج الدراسات السابقة، تبني وجود<br />
اتفاق مع بعض نتائج دراسة سالمة)1991( ودراسة لوفليس)1996,Loveless(، ودراسة<br />
اأبو عمر)1998(، ودراسة املرصي)1997(، ودراسة وايت)White, 1993( وجميعها<br />
اأكدت وجود نقص يف اأجهزة احلاسوب واملواد والتجهزيات الالزمة لستخدام احلاسوب<br />
يف الغرفة الصفية.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
املجال الثاين: الصعوبات املتعلقة باملنهاج املدرسي:<br />
اجلدول)4(<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية لتقديرات املعلمني واملعلمات لفقرات استبانة الصعوبات اليت<br />
تواجههم يف استخدام احلاسوب أداة مساعدة يف التعليم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول)4( اأن جميع فقرات املجال الثاين املتعلقة بالصعوبات النابعة<br />
من »املنهاج املدرسي« وهي)9، 15( 14، 12، 11، 10، والدرجة الكلية للمجال قد حصلت<br />
على درجة تقدير مرتفع، وكانت اأعلى فقرة حصلت على درجة صعوبة مرتفعة تنص على<br />
اأن »كرب حجم مادة املنهاج املدرسي يجعل املعلم يبتعد عن استخدام احلاسوب اأداة<br />
مساعدة يف التعليم«، بينما الفقرة)16( التي تنص على اأن »تعرض املفاهيم يف املنهاج<br />
بشكل يجعل املعلم يستغني عن استخدام احلاسوب« قد حصلت على درجة تقدير متوسط.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وهذا يعني اأن من اأهم الصعوبات التي تواجه معلمي العلوم والرياضيات للصف العارش<br />
الأساسي ومعلماته نحو استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم كرب حجم املنهاج<br />
املدرسي، وطبيعة املواضيع التي يتطرق اإليها املنهاج املدرسي ل تشجع على استخدام<br />
احلاسوب، بل تعزيزه لالأساليب التعليمية التقليدية.<br />
ويعزو الباحث هذه النتائج اإىل كرب حجم منهاجي العلوم والرياضيات للصف العارش<br />
الأساسي، وعدم تعزيز املنهاج لدور احلاسوب يف التعليم، وتعزيز الوسائل التعليمية<br />
التعلمية التقليدية املحددة. ويرى الباحث اأيضا اأن قلة الأنشطة التي ميكن اأن توظف من<br />
خالل احلاسوب، وطبيعة املواضيع التي يتطرق اإليها كل من منهاجي العلوم والرياضيات<br />
للصف العارش الأساسي ل تشجع املعلم على استخدامه اأداة مساعدة يف التعليم. حيث اإن<br />
طبيعة املواضيع والأنشطة التي تعرض يف كال املنهاجني ومن خالل كرب حجمهما يجعالن<br />
املعلم يتجه اإىل الوسائل التعليمية التعلمية التقليدية املحددة، التي تشكل عائقا كبريا يف<br />
استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم.<br />
وعند املوازنة بني هذه النتائج، وبني نتائج الدراسات السابقة، تبني وجود اتفاق مع<br />
بعض نتائج دراسة اأبو عمر)1998( التي اأشارت اإىل ضعف الكتاب املدرسي.<br />
املجال الثالث: الصعوبات املتعلقة بالظروف املدرسية:<br />
اجلدول)5(<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية لتقديرات املعلمني واملعلمات لفقرات استبانة الصعوبات<br />
اليت تواجههم يف استخدام احلاسوب أداة مساعدة يف التعليم
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يتبني من اجلدول)5( اأن الفقرات)21، 33( 32، 31، 29، 23، 22، قد حصلت على درجة<br />
تقدير مرتفع، يف حني اإن الفقرات)20، 28( 26، 25، 24، والدرجة الكلية قد حصلت على درجة<br />
تقدير متوسط، بينما حصلت الفقرات)17، 30( 27، 19، 18، على درجة تقدير منخفض.<br />
ويرى الباحث اأن اأكرث الفقرات التي حصلت على درجة صعوبة مرتفعة متثلت يف<br />
الفقرة)29( التي نصها »كرثة الربامج والأنشطة التي يُطلب من املدرسة تنفيذها خالل<br />
الفصل الدراسي«، والتي تشكل صعوبة اأمام معلم العلوم والرياضيات للصف العارش<br />
الأساسي يف اإنتاج الأنشطة واملواد التي ميكن عرضها من خالل استخدام احلاسوب، كما<br />
يعزو الباحث هذه النتائج اإىل قلة تدريب املعلمني على استخدام احلاسوب، وبالتايل يقلل من<br />
مهاراته، ويجعله غري قادر على اختيار الإسرتاتيجية املناسبة للتعليم من خالل استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم. واأيضا قلة الربامج التعليمية التي ميكن الستعانة بها<br />
يف حصص العلوم والرياضيات وندرة النرشات التي قد تساعدهم يف توظيفها يف التعليم،<br />
اإضافة اإىل اجتاهات املعلم السلبية نحو استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم.<br />
كما يعزو الباحث هذه النتائج اإىل عدم توافر اأجهزة احلاسوب واملواد الالزمة لعملية<br />
العرض داخل الغرفة الصفية، واأيضاً الظروف التي مير بها التعليم يف فلسطني جتعل املعلم يقدم<br />
املعلومة دون النظر اإىل التقنية التي يستخدمها، حيث يكون هدفه اإنهاء املنهاج املدرسي.<br />
وعند املوازنة بني هذه النتائج ونتائج الدراسات السابقة، تبني وجود اتفاق مع بعض<br />
نتائج دراسة لوفليس ,Loveless( 1996(، ودراسة عبد اهلل والسويدي )1992(، ودراسة<br />
طوالبة)1997(، التي اأشارت اإىل اأن اأهم الصعوبات تتمثل يف اجتاهات املعلمني والطلبة<br />
السلبية نحو استخدام احلاسوب وسيلة تعليمية تعلمية.<br />
اأما اأقل فقرة يف هذا املجال حصلت على درجة تقدير منخفض، فكانت الفقرة رقم)19(،<br />
اأي اأن معلم العلوم والرياضيات للصف العارش الأساسي ل يواجه صعوبة فيها، وتنص على<br />
اأن “سيطرة اجتاهات سلبية لدى مدير املدرسة نحو استخدام احلاسوب يف التعليم”. ويعزو<br />
الباحث هذه النتيجة اإىل اأن مدير املدرسة هو الشخص املسوؤول بالدرجة الأوىل عن التعليم<br />
فيها، وبالتايل اأكرث حرصاً على حتقيق ذلك، فرمبا يدعو املعلمني لستخدام احلاسوب اأداة<br />
مساعدة يف التعليم وذلك من خالل اللقاءات والجتماعات، اإضافة اإىل اإطالعهم على اأحوال<br />
املدرسة وظروفها. كما اأنه غري مسوؤول عن تاأليف منهاجي العلوم والرياضيات للصف<br />
العارش الأساسي اللذين يخلوان من الأنشطة املعززة لستخدام احلاسوب يف التعليم.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
الدرجة الكلية:<br />
اجلدول)6(<br />
املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسب املئوية جملاالت االستبانة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول)6( اأن الصعوبات املتعلقة باملجالت الثالثة مرتبة من حيث درجة<br />
الصعوبة، حيث اأن املنهاج املدرسي حصل على اأعلى درجة صعوبة حيث بلغ املتوسط<br />
احلسابي له)3.83(، تليه الصعوبات املتعلقة مبجال البيئة الصفية الذي حصل على<br />
متوسط بلغ)3.79( وهي درجة صعوبة مرتفعة، ثم جمال الصعوبات املتعلقة بالظروف<br />
املدرسية الذي حصل على متوسط بلغ)3.41( وهي درجة صعوبة متوسطة.<br />
ويعزو الباحث هذه النتائج اإىل اأن املنهاجني املدرسيني للعلوم والرياضيات للصف<br />
العارش الأساسي، فيهما معلومات كثرية وبعض مستوياتهما فوق مستوى الطالب، اإضافة<br />
اإىل اأن طبيعة الأنشطة وعرضها تخلو من استخدام وسائل التعلم احلديثة كاحلاسوب، كما<br />
اأن البيئة الصفية وصغر حجم الصف، موازنة مع اأعداد الطلبة، وعدم جتهيز الغرف الصفية<br />
باملواد التي تساعد يف عملية استخدام احلاسوب لعرض املعلومات واملفاهيم العلمية،<br />
ساهمت يف وجود صعوبات كبرية تواجه معلمي العلوم والرياضيات للصف العارش<br />
الأساسي يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم، وذلك يف جمايل املنهاج املدرسي<br />
والبيئة الصفية.<br />
اأما فيما يتعلق بالصعوبات التي تندرج يف جمال الظروف املدرسية التي حصلت<br />
على)3.41(، فهي درجة صعوبة متوسطة. ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل اأن اإمكانات<br />
املدارس مل تصل اإىل احلد املطلوب، حيث اإن الصعوبات ما زالت موجودة، ويتمثل اأهمها<br />
يف قلة اأجهزة احلاسوب يف املدارس، واملواد املساندة، وتاأهيل املعلمني وتدريبهم على<br />
كيفية استخدامه، اإضافة اإىل عدم توافر الربجميات الالزمة، واأن اجتاه املعلم نحو استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم ما زالت منخفضة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وعند املوزانة بني هذه النتائج، وبني نتائج الدراسات السابقة، تبني وجود اتفاق بينها<br />
وبني بعض نتائج دراسة كيني)Kenny, 1996(، التي اأشارت اإىل اأن التدريس مبساعدة<br />
احلاسوب غري فعال يف زيادة التحصيل. كما اتفقت هذه النتائج مع بعض نتائج دراسة<br />
لوفليس)Loveless, 1996(، التي اأشارت اإىل وجود مشكالت تتعلق بالنظام املدرسي،<br />
واأخرى باستخدام احلاسوب وسيلة تعليمية تعلمية يف املدارس.<br />
واتفقت اأيضا مع بعض نتائج دراسة سالمة)1991(، ودراسة اأبو عمر)1998(،<br />
ودراسة املرصي)1997(، ودراسة وايت)1993,White(، التي خرجت جميعاً بقلة عدد<br />
اأجهزة احلاسوب وقلة توافر الربجميات. وتعارضت مع هذه الدراسات يف اإشارتها اإىل قلة<br />
اهتمام اإدارة املدرسة باستخدام احلاسوب يف التعليم، بينما الدراسة احلالية اأشارت اإىل اأن<br />
الصعوبات العائدة اإىل الظروف املدرسية قد حصلت على درجة صعوبة متوسطة.<br />
ثانياً: النتائج املتعلقة بالسؤال الثاني مع املناقشة:<br />
لقد نص السوؤال الثاين من اأسئلة الدراسة احلالية على الآتي:<br />
هل لنوع املعلم)ذكر، اأنثى( اختالف يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش<br />
الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
وقد انبثق عن هذا السوؤال الفرضية الصفرية الآتية: ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية<br />
عند مستوى الدللة)α =0.05( يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي<br />
ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل، تعزى ملتغري<br />
النوع)ذكر، اأنثى(.<br />
ولفحص هذه الفرضية املتعلقة بالسوؤال الثاين، استخدم الباحث اختبار)ت(<br />
ملجموعتني مستقلتني test، -Independentوالنتائج -t يوضحها اجلدول)7(:<br />
اجلدول)7(<br />
نتائج اختبار)ت( جملموعتني مستقلتني حسب متغري النوع)ذكر، أنثى(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
( ( <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.(= α
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
يتضح من اجلدول)7( عدم وجود فروق دالة اإحصائيا بني املعلمني يف الدرجة الكلية<br />
واملجالت الثالثة للصعوبات التي تواجه معلمي العلوم والرياضيات للصف العارش<br />
الأساسي ومعلماته نحو استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم يف رام اهلل وضواحيها<br />
تعزى ملتغري النوع، وذلك لأن مستوى الدللة اأكرب من)0.05(.<br />
وميكن تفسري هذه النتائج اإىل اأن كال اجلنسني من املعلمني يخضعون للظروف نفسها،<br />
فاإذا ما اأرادت وزارة الرتبية والتعليم تنفيذ تدريب حول استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف<br />
التعليم، فاإنها ل متيز بني معلم ومعلمة. وهذا يعني اأن اآراء املعلمني واملعلمات متساوية يف<br />
نظرتهم للصعوبات التي تعرتضهم يف اأثناء استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم.<br />
وعند املوازنة بني هذه النتائج، وبني نتائج الدراسات السابقة، تبني وجود تعارض<br />
بينها وبني بعض نتائج دراسة عبد اهلل والسويدي)1992( التي اأشارت اإىل وجود فروق<br />
دالة اإحصائية بني متوسطات درجات املعلمني على الصعوبات التي تواجههم يف استخدام<br />
احلاسوب بالتعليم تعزى ملتغري اجلنس. كما تعارضت مع دراسة اأبو زعرور)2003(.<br />
واتفقت نتائج الدراسة احلالية بالنسبة ملتغري النوع مع بعض نتائج دراسة<br />
بادي)2001( يف عدم وجود فروق دالة اإحصائية تعزى ملتغري النوع.<br />
ثالثاً: النتائج املتعلقة بالسؤال الثالث مع املناقشة:<br />
لقد نص الصوؤال الثالث من اأسئلة الدراسة احلالية على الآتي:<br />
هل للموؤهل العلمي)دبلوم، بكالوريوس، دراسات عليا( اختالف يف الصعوبات التي<br />
تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف<br />
التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
وقد انبثق عن هذا السوؤال الفرضية الصفرية الآتية: ل توجد فروق ذات دللة<br />
اإحصائية عند مستوى الدللة)α =0.05( يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف<br />
العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب كاأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة<br />
رام اهلل، تعزى ملتغري املوؤهل العلمي.<br />
ولفحص هذه الفرضية املتعلقة بالسوؤال الثالث، استخدم الباحث اختبار حتليل<br />
التباين الأحادي)ANOVA )One Way والنتائج يوضحها اجلدول)8(:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
اجلدول)8(<br />
نتائج اختبار حتليل التباين األحادي لداللة الفروق يف جماالت الصعوبات اليت تواجه معلم<br />
الصف العاشر األساسي يف احلاسوب والدرجة الكلية حسب متغري املؤهل العلمي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.(= α
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
يتضح من اجلدول)8( عدم وجود فروق دالة اإحصائيا بني اأفراد العينة يف الصعوبات<br />
التي تواجه معلمي العلوم والرياضيات للصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم يف رام اهلل وضواحيها تعزى ملتغري املوؤهل العلمي، وذلك<br />
لأن مستوى الدللة اأكرب من)0.05(.<br />
ويعزو الباحث هذه النتائج اإىل اأن املعلم، وبرصف النظر عن املوؤهل الذي يحمله،<br />
يتجه اإىل الهتمام باحلاسوب والإنرتنت حيث اإن هذه الأمور اأصبحت تقنية العرص، كما<br />
اأن املعلم الذي يحمل درجة املاجستري على علم ودراية باأهمية استخدام احلاسوب اأداة<br />
مساعدة يف التعليم، اأما املعلم الذي يحمل درجة البكالوريوس فهو ميتلك املعرفة واخلربة<br />
يف جمال استخدام احلاسوب، وهذا يعود اإىل اهتمام اجلامعات واإدراكها لرضورة اأن يدرس<br />
للطالب مقررات تساهم يف حتقيق ذلك كمقرر تكنولوجيا التعليم. كما اأن املعلم الذي<br />
يحمل الدبلوم تخرج من معاهد املعلمني، وهو يخضع للتدريب من جانب وزارة الرتبية<br />
والتعليم على استخدام احلاسوب، كما تعمل وزارة الرتبية على تنفيذ الربامج التي تهدف اإىل<br />
كيفية استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم، وبالتايل التغلب على الصعوبات التي<br />
تعرتضهم، وهذا يربر عدم وجود فروق يف الصعوبات التي تعرتضهم يف جمال استخدام<br />
احلاسوب يف التعليم.<br />
رابعاً: النتائج املتعلقة بالسؤال الرابع مع املناقشة:<br />
لقد نص الصوؤال الرابع من اأسئلة الدراسة احلالية على الآتي:<br />
هل لعدد سنوات اخلربة)5 سنوات فما دون، من 10-6 سنوات، اأكرث من 10سنوات(<br />
اختالف يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
وقد انبثق عن هذا السوؤال الفرضية الصفرية الآتية: ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية<br />
عند مستوى الدللة)α =0.05( يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي<br />
ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل، تعزى ملتغري<br />
عدد سنوات اخلربة.<br />
ولفحص هذه الفرضية املتعلقة بالسوؤال الرابع، استخدم الباحث اختبار حتليل التباين<br />
الأحادي)ANOVA )One Way والنتائج يوضحها اجلدول)9(:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
اجلدول)9(<br />
نتائج اختبار حتليل التباين األحادي لداللة الفروق يف جماالت الصعوبات اليت تواجه معلمي<br />
الصف العاشر األساسي يف احلاسوب والدرجة الكلية حسب سنوات اخلربة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.(= α
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
يتبني من اجلدول)9( عدم وجود فروق دالة اإحصائيا بني معلمي العلوم والرياضيات<br />
للصف العارش الأساسي يف متوسطات الدرجة الكلية للصعوبات التي تواجههم يف استخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل، تعزى ملتغري سنوات اخلربة، حيث كان<br />
مستوى الدللة اأكرب من)0.05(.<br />
اإل اأن هناك فروقات يف متوسطات جمال الصعوبات املتعلقة باملنهاج املدرسي.<br />
وملعرفة من تعود لصاحله هذه الفروق، استخدم الباحث اختبار شيفيه للمقارنات البعدية<br />
ونتائج اجلدول)10( توضح ذلك:<br />
اجلدول)10(<br />
نتائج اختبار شيفيه للمقارنات البعدية على جمال الصعوبات املتعلقة باملنهاج املدرسي تبعاً ملتغري<br />
سنوات اخلربة<br />
- <br />
* -------- <br />
* --------- -<br />
--------- <br />
.(= α<br />
يتضح من اجلدول)10( اأن الفروق يف الصعوبات التي تواجه املعلمني باستخدام<br />
احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل يف جمال املنهاج املدرسي كانت دالة<br />
اإحصائياً بني)الذين لديهم 5 سنوات خربة فما دون، والذين لديهم من 10-6 سنوات(،<br />
لصالح من لديهم 5سنوات فما دون، وبني)من لديهم 10-6 سنوات، ومن لديهم اأكرث من<br />
10 سنوات( ولصالح من لديهم خربة من 10-6 سنوات.<br />
ويعزو الباحث هذه النتائج يف الدرجة الكلية اإىل عدم وجود فروق ذات دللة اإحصائية تبعاً<br />
ملتغري عدد سنوات اخلربة اإىل توافر احلاسوب يف معظم املنازل، اإضافة اإىل ذلك تقدمي اأوراق<br />
العمل والمتحانات مطبوعة واهتمام وزارة الرتبية والتعليم باستخدام احلاسوب اأداة مساعدة<br />
يف التعليم، كل ذلك ساهم يف عدم وجود فروق بني املعلمني تبعا ملتغري عدد سنوات اخلربة.<br />
كما يعزو الباحث هذه النتائج يف جمال الصعوبات املتعلقة باملنهاج املدرسي، وحصول<br />
املعلم من ذوي اخلربة)5 سنوات فما دون( وذوي اخلربة)من 10-6 سنوات( اإىل صعوبات اأكرث<br />
من املعلم صاحب اخلربة)اأكرث من 10 سنوات(، اإىل طبيعة اإعداد هذه الفئة وهم يف مرحلة التعليم<br />
اجلامعي، كما اأن برامج تدريب املعلمني من جانب وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
واملراكز الرتبوية الأهلية ساهمت يف اإكساب املعلم املعارف واملهارات الالزمة يف استخدام<br />
احلاسوب، كما ساهمت خربتهم الكبرية يف جمال التعليم يف حتليل املنهاج املدرسي، وحتديد<br />
جمالت استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم.<br />
وعند املوازنة بني نتائج الدراسة احلالية، وبني نتائج الدراسات السابقة، يتضح وجود<br />
اتفاق بينهما وبني بعض نتائج دراسة وايت)White, 1993(، التي اأشارت اإىل اأن املعلمني<br />
الذين ل ميتلكون خربة يف التعليم واحلاسوب ل يشجعون اأو يستخدمون احلاسوب يف املدارس.<br />
خامساً: النتائج املتعلقة بالسؤال اخلامس مع املناقشة:<br />
لقد نص الصوؤال اخلامس من اأسئلة الدراسة احلالية على الآتي:<br />
هل للمادة التي يدرسها املعلم)علوم، رياضيات( اختالف يف الصعوبات التي تواجه<br />
معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم<br />
مبحافظة رام اهلل؟<br />
وقد انبثق عن هذا السوؤال الفرضية الصفرية الآتية: ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية<br />
عند مستوى الدللة)α =0.05( يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي<br />
ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل، تعزى ملتغري<br />
املادة التي يدرسها املعلم.<br />
ولفحص هذه الفرضية املتعلقة بالسوؤال اخلامس، استخدم الباحث اختبار)ت(<br />
ملجموعتني مستقلتني ،Independent- -t test والنتائج يوضحها اجلدول)11(:<br />
اجلدول)11(<br />
نتائج اختبار)ت( جملموعتني مستقلتني حسب متغري املادة اليت يدرسها املعلم<br />
<br />
<br />
( ( <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
- <br />
- <br />
<br />
- <br />
.(= α
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
يتبني من اجلدول)11( عدم وجود فروق دالة اإحصائيا بني املعلمني يف متوسطات الدرجة<br />
الكلية واملتوسطات للمجالت الثالثة للصعوبات التي تواجه معلمي العلوم والرياضيات<br />
للصف العارش الأساسي ومعلماته نحو استخدام احلاسوب يف التعليم يف رام اهلل وضواحيها،<br />
تعزى ملتغري املادة التي يدرسها املعلم، حيث كان مستوى الدللة اأكرب من)0.05(.<br />
ويعزو الباحث هذه النتائج اإىل الفئة التي يتعامل معها معلم الرياضيات وهي الفئة<br />
نفسها التي يتعامل معها معلم العلوم وهي طلبة الصف العارش الأساسي، وهذا اأيضا يعني<br />
اأن معلمي العلوم والرياضيات يخضعان للظروف نفسها والتسهيالت والإمكانات املقدمة<br />
من قبل املدرسة والرتبية والتعليم فيما يتعلق باحلاسوب واملواد املساندة لعملية عرض<br />
املعلومات اأمام الطلبة. واأيضاً وجود منهاج فلسطيني للعلوم والرياضيات.<br />
سادساً: النتائج املتعلقة بالسؤال السادس مع املناقشة:<br />
لقد نص الصوؤال السادس من اأسئلة الدراسة احلالية على الآتي:<br />
هل ملوقع املدرسة)مدينة، قرية( اختالف يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش<br />
الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل؟<br />
وقد انبثق عن هذا السوؤال الفرضية الصفرية الآتية: ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند<br />
مستوى الدللة)α =0.05( يف الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العارش الأساسي ومعلماته<br />
يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل، تعزى ملتغري موقع املدرسة.<br />
ولفحص هذه الفرضية املتعلقة بالسوؤال السادس، استخدم الباحث اختبار)ت(<br />
ملجموعتني مستقلتني ،Independent- -t test والنتائج يوضحها اجلدول)12(:<br />
اجلدول)12(<br />
نتائج اختبار)ت( جملموعتني مستقلتني حسب متغري موقع املدرسة<br />
( ( <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
- <br />
* <br />
<br />
.(= α
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يتبني من اجلدول)12( عدم وجود فروق دالة اإحصائياً بني املعلمني يف متوسطات<br />
الدرجة الكلية واملتوسطات ملجايل البيئة الصفية واملنهاج املدرسي للصعوبات التي<br />
تواجه معلمي العلوم والرياضيات للصف العارش الأساسي ومعلماته يف استخدام احلاسوب<br />
اأداة مساعدة يف التعليم مبحافظة رام اهلل وضواحيها، تعزى ملتغري موقع املدرسة، حيث<br />
كان مستوى الدللة اأكرب من)0.05(.<br />
اإل اأن الفروق كانت يف جمال الظروف املدرسية دالة اإحصائيا عند مستوى الدللة)α<br />
=0.05( ولصالح املعلمني واملعلمات يف املدينة، لأن املتوسط احلسابي للمدينة كان<br />
اأكرب من املتوسط احلسابي للقرية.<br />
ويرجع الباحث هذه النتائج اإىل اأن املعلم عند التحاقه مبهنة التعليم، سواء كان<br />
عمله يف القرية اأو املدينة، يخضع للدورات التدريبية نفسها، ويزود بالنرشات من جانب<br />
وزارة الرتبية والتعليم الفلسطينية دون متييز بني معلم يف القرية اأو معلم يف املدينة.<br />
اإل اأن الختالف بينهما متثل يف جمال الصعوبات املتعلقة بالظروف املدرسية ولصالح<br />
املعلمني يف املدينة. ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل اأن موقع املدرسة يف املدينة قريب من<br />
وزارة الرتبية واملراكز اخلدماتية والتعليمية اخلاصة، اإضافة اإىل وجود العديد من املراكز<br />
واملوؤسسات الرتبوية الأهلية يف مركز املدينة، مما جعل فرصة استهداف املعلم يف املدينة<br />
اأكرث من غريه، كما ساعد املعلمني يف امتالك املواد واخلربات التي توؤدي اإىل حتسني<br />
الظروف املدرسية يف املدينة مقارنة مع القرية، وهذا الأمر جعل معلم العلوم والرياضيات<br />
للصف العارش الأساسي يف القرية يواجه صعوبات اأكرب من الصعوبات التي قد يواجهها<br />
املعلم يف املدينة جتاه استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم، علماً باأن الظروف<br />
املدرسية تلعب دورا كبريا يف حجم هذه الصعوبات.<br />
وعند املوازنة بني نتائج هذه الدراسة، وبني نتائج الدراسات السابقة، تبني اأنها<br />
تتفق مع بعض نتائج دراسة علي)1988(، التي بينت عدم وجود فروق دالة اإحصائيا يف<br />
استجاباتهم تعزى ملتغري موقع املدرسة
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
توصيات الدراسة:<br />
يف ضوء النتائج التي توصلت اإليها الدراسة، فاإن الباحث يوصي مبا ياأتي:<br />
1تزويد . 1 املدارس باأجهزة حواسيب، وما يلزمها يف عملية العرض كجهاز)ال سي دي(،<br />
وشاشة عرض.<br />
2اإعداد . 2 برنامج تدريبي هادف اإىل اإكساب معلمي الصف العارش الأساسي املهارات<br />
الالزمة يف استخدام برامج احلاسوب بعامة، وبرنامج(point Power(بخاصة يف<br />
تصميم الأنشطة واملفاهيم العلمية ملادتي العلوم والرياضيات، حتى يتمكن املعلم<br />
من استخدامه وسيلة تعليمية تعلمية.<br />
3قيام . 3 وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية بتزويد معلمي العلوم والرياضيات<br />
للصف العارش الأساسي بالنرشات والنماذج الناجحة يف استخدام احلاسوب اأداة<br />
مساعدة يف التعليم، وذلك لتنمية مهارات املعلم، وتغري اجتاهاته السلبية جتاه<br />
احلاسوب واستخدامه يف التعليم.<br />
4عمل . 4 املعلمني على مالءمة اأنشطة املنهاج ملادتي العلوم والرياضيات للصف العارش<br />
بحيث تكون مناسبة يف استخدام احلاسوب اأداة مساعدة يف التعليم.<br />
. 5 5 اإجراء البحوث والدراسات الرتبوية املماثلة لهذه الدراسة للتعرف اإىل الصعوبات<br />
التي تواجه معلمي التخصصات واملرحل الدراسية الأخرى يف خمتلف املناطق<br />
الفلسطينية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املراجع:<br />
اأولً: املراجع العربية:<br />
1اإسماعيل، . 1 فادي)2003 (. البنية التحتية لستخدام تكنولوجيا املعلومات والتصالت<br />
يف التعليم والتعلم عن بعد. الندوة الإقليمية حول توظيف تقنيات املعلومات<br />
والتصالت يف التعليم والتعلم عن بعد. دمشق من 17-15 يوليو. متوفر على املوقع<br />
http://ituarabic.org/E-Education تاريخ الدخول للموقع: 2006-3-20م.<br />
2اإطميزي، . 2 جميل)2007 ) مقدمة عن التعليم الإلكرتوين. مركز اأصدقاء فوزي كعوش<br />
للتميز بتكنولوجيا المعلومات. جامعة بوليتكنك اخلليل. متوفر على املوقع<br />
http://elearning.ppu.edu/moodle/mod /resource/view.php?id= 828<br />
تاريخ الدخول للموقع: 2008-2-12م.<br />
3احلربي، . 3 حممد)2006 (. مطالب استخدام التعليم الإلكرتوين لتدريس الرياضيات<br />
باملرحلة الثانوية من وجهة نظر املمارسني واملتخصصني. رسالة دكتوراة غري<br />
منشورة، كلية الرتبية، جامعة اأم القرى.<br />
4احلجي، . 4 اأنس)2002 (. عقبات حتول دون تطبيق التعليم الإلكرتوين يف اجلامعات<br />
العربية. جملة املعرفة، ديسمرب، العدد91، ص65-45.<br />
5اخلطيب، . 5 حممد)2003 (. التعليم الإلكرتوين يف مدارس امللك فيصل: روؤية مستقبلية.<br />
ندوة التعليم الإلكرتوين مبدارس امللك فيصل، الرياض، من 23-21 اأبريل. متوفر على<br />
املوقع solibrary/nadwa01/nadwat/ http://www.psso.org.sa/arabic/ps<br />
<strong>pdf</strong>/01.<strong>pdf</strong>. تاريخ الدخول للموقع: 2006-3-20م.<br />
6الراشد، . 6 فارس)2003 (. التعليم الإلكرتوين واقع وطموح. ندوة التعليم الإلكرتوين<br />
مبدارس امللك فيصل، الرياض، من 23-21 ابريل. متوفر على املوقع http://www.<br />
nadwat/<strong>pdf</strong>/03.<strong>pdf</strong>. psso.org.sa/arabic/pssolibrary/nadwa01/ تاريخ<br />
الدخول للموقع: 2006-2-12م.<br />
7الرافعي، . 7 عمر)2002 (. املدرسة الإلكرتونية: احلل يف)املخلوط(. جملة املعرفة، ديسمرب،<br />
العدد91. ص89-79.<br />
8سامل، . 8 اأحمد)2004 (. تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكرتوين. الرياض، مكتبة الرشد.<br />
9الشايب، . 9 اأحمد)2001 (. واقع استخدام اأعضاء هيئة التدريس يف اجلامعات الأردنية<br />
لشبكة الإنرتنت واجتاهاتهم نحوها. رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة الريموك،<br />
اإربد- الأردن.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
1010الشهري، فايز)2002 (. التعلم الإلكرتوين يف املدارس السعودية. جملة املعرفة، ديسمرب،<br />
العدد91، ص43-36.<br />
1111صادق، عالء)2005 (. استعداد اأعضاء هيئة التدريس بجامعة جنوب الوادي لتطوير<br />
واستخدام التعليم الإلكرتوين. اجلمعية املرصية لتكنولوجيا التعليم: املوؤمتر العلمي<br />
العارش “تكنولوجيا التعليم الإلكرتوين ومتطلبات اجلودة الشاملة”، القاهرة، من 7-5<br />
يوليو، ص12.<br />
1212عبد احلميد، حممد)2005 (. البحث العلمي يف تكنولوجيا التعليم. القاهرة، عامل الكتب.<br />
1313عبد احلميد، حممد)2005 (. فاعلية تصميم مقرر الكرتوين يف العلوم املطورة للمرحلة<br />
الإعدادية لتنمية مفاهيم الرتبية التكنولوجية. اجلمعية املرصية لتكنولوجيا التعليم:<br />
املوؤمتر العلمي العارش “تكنولوجيا التعليم الإلكرتوين ومتطلبات اجلودة الشاملة”،<br />
القاهرة، ص30-27.<br />
1عبد 414 احلميد، حممد)2005 (. منظومة التعليم عرب الشبكات. القاهرة، عامل الكتب.<br />
1515عبد املنعم، اإبراهيم)2003 (. التعليم الإلكرتوين يف الدول النامية: الآمال والتحديات.<br />
الندوة الإقليمية حول توظيف تقنيات املعلومات والتصالت يف التعليم والتعليم<br />
عن بعد، دمشق، من 17-15 يوليو. متوفر على املوقع http://ituarabic.org/E-<br />
Education تاريخ الدخول للموقع: 2006/4/2م.<br />
1616عزمي، نبيل)2006 (. كفايات املعلم وفقاً لأدواره املستقبلية يف نظام التعليم<br />
الإلكرتوين عن بعد. املوؤمتر الدويل للتعلم عن بعد، جامعة السلطان قابوس، مسقط، من<br />
9 27- مارس. متوفر على املوقع http://www.icode-oman.com/research_a.<br />
html تاريخ الدخول للموقع: 2006/4/2م.<br />
1717العويد، حممد واحلامد، عبد اهلل)2003 (. التعليم الإلكرتوين يف كلية التصالت واملعلومات<br />
بالرياض: دراسة حالة. ندوة التعليم الإلكرتوين مبدارس امللك فيصل، الرياض من 21-<br />
23 ابريل. متوفر على املوقع bic/pssolibrary/ http://www.psso.org.sa/ara<br />
nadwa01/nadwat/ppt/15.ppt تاريخ الدخول للموقع: 2006-3-20م.<br />
1818الغراب اإميان)2003 (. التعليم الإلكرتوين: مدخل اإىل التدريب غري التقليدي. القاهرة:<br />
املنظمة العربية للتنمية الإدارية.<br />
1919االهيتي، عبد الستار)2006(. التعليم التقليدي والتعليم الإلكرتوين. املوؤمتر الدويل الأول<br />
للتعليم الإلكرتوين. البحرين، من 19-17 اأبريل.<br />
2020مازن، حسام حممد)2004 (. مناهجنا التعليمية وتكنولوجيا التعليم الإلكرتوين<br />
والشبكي لبناء جمتمع املعلوماتية العربي- روؤية مستقبلية. املوؤمتر العلمي السادس<br />
عرش، من 22-21 يوليو، جامعة عني شمس، ص56-15.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
2121املبارك، اأحمد)2004 (. اأثر التدريس باستخدام الفصول الفرتاضية عرب الشبكة<br />
العاملية “الإنرتنت” على حتصيل طالب كلية الرتبية يف تقنيات التعليم والتصال<br />
بجامعة امللك سعود. رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة امللك سعود باململكة<br />
العربية السعودية.<br />
222المبرييك، هيفاء)2003 (. التعليم الإلكرتوين: تطوير طريقة املحارضة يف التعليم<br />
اجلامعي باستخدام التعليم الإلكرتوين مع منوذج مقرتح. ندوة مدرسة املستقبل.<br />
جامعة امللك سعود، كلية الرتبية، من 23-22 اأكتوبر. متوفر على املوقع http://<br />
www.ksu.edu.sa/seminars/future-school/index2.htتاريخ الدخول<br />
للموقع: 2006/2/23م.<br />
2323املحيسن، اإبراهيم وهاشم، خديجة)2002(. املدرسة الإلكرتونية: "مدرسة املستقبل<br />
دراسة يف املفاهيم والنماذج". ندوة مدرسة املستقبل. جامعة امللك سعود، من 22-<br />
23 اأكتوبر. متوفر على املوقع-http://www.ksu.edu.sa/seminars/future<br />
school/index2.html تاريخ الدخول للموقع: 2006/3/17م.<br />
2424املوسي، عبد اهلل)2002 (. التعليم الإلكرتوين: مفهومه، وخصائصه، وفوائده وعوائقه.<br />
ندوة مدرسة املستقبل، جامعة امللك سعود، 23-22 اأكتوبر. متوفر على املوقع http://<br />
wwww.ksu.edu.sa/seminars/future-school/Papers/AbdullahEtergy<br />
Paper.rtf تاريخ الدخول للموقع: 2006/3/28م.<br />
25املوسى، عبد اهلل)2007(. متطلبات التعليم الإلكرتوين. املوؤمتر الرتبوي 36<br />
الإلكرتوين: اآفاق وحتديات(. الكويت 19-17 مارس 2007م. متوفر على املوقع<br />
http://www.moalem.org/default.aspx تاريخ الدخول للموقع: 2-12-<br />
2008م.<br />
2626املوسى، عبد اهلل واملبارك، اأحمد)2005 (. التعليم اللكرتوين: الأسس والتطبيقات.<br />
الرياض: دار العبيكان.<br />
2727الفنتوخ، عبد القادر، والسلطان، عبد العزيز)2000 (. الإنرتنت يف التعليم: مرشوع<br />
املدرسة الإلكرتونية. رسالة اخلليج العربي، العدد 71، السنة)20(، ص 81-79.<br />
2828الهرش، عايد)1999 (. استخدام شبكة الإنرتنت من قبل اأعضاء هيئة التدريس والطلبة<br />
واملوظفني الإداريني بجامعة الريموك. جملة الأستاذ، جامعة بغداد، العدد 14، ص:<br />
25 )التعليم<br />
<br />
.52-29<br />
2929الهرش عايد، وجوارنة، طارق)2004 (. واقع استخدام معلمي البادية الشمالية الغربية<br />
ملهارات الإنرتنت يف ضوء بعض املتغريات. جملة دراسات يف املناهج وطرق التدريس،<br />
القاهرة، العدد 101، ص183-145.
الصعوبات التي تواجه معلمي الصف العاشر األسا سي ومعلماته في<br />
استخدام احلاسوب أداةً مساعدة في التعليم مبحافظة رام اهلل والبيرة<br />
د. مجدي علي زامل<br />
3030همرشي، عمر وبوعزة، عبد املجيد)2000 (. واقع استخدام شبكة الإنرتنت من قبل اأعضاء<br />
هيئة التدريس بجامعة السلطان قابوس. جملة دراسات، الأردن، 27)2(، ص328 -342.<br />
3131وزارة الرتبية والتعليم العلي الفلسطينية)2006 (. اأخبار ونشاطات الوزارة. متوفر<br />
على املوقعhttp://www.mohe.gov.ps/news/archives/december.html#7<br />
تاريخ الدخول للموقع: 2008-2-13م.<br />
ثانياً: املراجع الأجنبية:<br />
32. Waterhouse, S.(2003) The Power of E-Learning, The Past, The<br />
Present, and The Future. ETEXOMAN, Muscat, Oman, October 22-<br />
24, P: 27-49.<br />
33. Abdelrahem, A. & Al Musawi, A.(2003). Instructional uses of Internet<br />
services by Sultan Qaboos University faculty Members(Part1),.<br />
International Journal of Instructional Media,. Vol.30, No1, pp: 45-<br />
57, USA: Connecticut..<br />
34. Allehaibi, M.(2001). Faculty adoption of Internet technology in<br />
Saudi Arabian universities, PhD, Florida State University. Available:<br />
http://www.sssgrp.com/Menu/Di ssAbstracts /InnovationDiffusion/<br />
Allehaibi.htm. retrieved on: 12/4/2007.<br />
35. Fallon C., & Brown S.(2003). E-Learning Standards: A Guide to<br />
Purchasing, Developing, and Deploying Standards-Conformant<br />
E-Learning. CRC Press LLC,2000 N.W. P:4.<br />
36. Wang, Y., & Cohen, A.(2000). Communication and Sharing in<br />
Cyberspace University faculty use of internet resources. International<br />
Journal of Instructional Media,. Vol.6, No4, pp:303-312.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
مدى امتالك حماضري جامعة األقصى<br />
لكفايات التعلم اإللكرتوني<br />
يف ضوء بعض املتغريات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار*<br />
أ. سامح مجيل العجرمي**<br />
*
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
ملخص:<br />
هدفت الدراسة اإىل تعرُّف مدى امتالك حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم<br />
الإلكرتوين يف ضوء بعض املتغريات. وقد استخدم الباحثان استبانة مكونة من)69(<br />
فقرة موزعة على اأربعة جمالت، طُ بِّقت على عينة مكونة من)82( حمارضاً، واستخدمت<br />
املتوسطات احلسابية والنسبية، واختبار)ت(، وحتليل التباين الأحادي، لتحليل استجابات<br />
العينة، وقد اأظهرت النتائج اأن املحارضين ميتلكون كفايات التعلم الإلكرتوين يف جمال<br />
اأساسيات استخدام احلاسوب بنسبة)%82(، ويف خدمات الشبكة)%76(، ويف تصميم<br />
املقررات الإلكرتونية وبنائها)%66(، ويف اإدارة املقررات الإلكرتونية)%64(، ومل تظهر<br />
النتائج فروقاً ذات دالة اإحصائية يف درجة امتالك الكفاية تعزى ملتغري املوؤهل، اأو<br />
الكلية، يف حني ظهرت فروق ذات دالة اإحصائية تعزى ملتغري اخلربة على جميع جمالت<br />
الدراسة، باستثناء جمال اأساسيات استخدام احلاسوب، ولصالح اأصحاب اخلربة)5(<br />
سنوات فاأكرث، مقابل اأصحاب اخلربة اأقل من)5( سنوات. وقد خرجت الدراسة مبجموعة<br />
من التوصيات واملقرتحات، منها عقد دورات تدريبية نوعية للمحارضين لإكسابهم<br />
كفايات التعلم اللكرتوين.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Abstract:<br />
The study aimed at identifying the mastery level of e-learning<br />
competencies among Al-Aqsa University instructors in the light of<br />
some variables. The two researchers designed and used a sixty - nine item<br />
questionnaire divided into four main domains on a sample consisting<br />
of(82) instructors. Arithmetic means, percentages, t-test, and one way<br />
ANOVA were used to analyze the subjects’ responses on the questionnaire.<br />
The study findings were as follows: the subjects possess e-learning<br />
competencies in the domain of using PC basics with a percentage of(82%),<br />
network services(76%), designing courses online(66%), and administrating<br />
electronic courses(64%). Additionally, there were no statistically significant<br />
differences in the competencies mastery level due to qualifications or<br />
faculty variables. But there were statistically significant differences due<br />
to years of experience on all the study domains with the exception of PC<br />
basics. Instructors who have more than(5) years of experience are better<br />
than those with less than(5) years of experience. The study reached some<br />
recommendations the most important of which is holding training courses<br />
for instructors to equip them with the knowledge and competencies necessary<br />
for e-learning.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
مقدمة:<br />
يف ظل التطور الرسيع واملتزايد لتكنولوجيا املعلومات والتصالت، بداأت املوؤسسات<br />
الرتبوية مبراجعة اأهدافها وممارساتها، بل اأصبحت تبحث عن اأنسب الأساليب واأفضل<br />
الأمناط التي ميكن اأن تقدم من خاللها خربات تعليمية لطالبها، بدلً من الأساليب املتمركزة<br />
على الذاكرة والتلقني.<br />
ويف هذا الإطار بداأ التفكري اجلاد لبتكار اأنظمة لنقل املعلومات وعرضها، وتداولها<br />
واحلصول عليها، اعتماداً على تكنولوجيا املعلومات والوسائط املتعددة. ومن بني تلك<br />
الأنظمة التي ظهرت يف السنوات الأخرية التعلم الإلكرتوين، والتعليم بوساطة الإنرتنت،<br />
والكتاب الإلكرتوين، والتعلم باملراسلة، والتعلم الفرتاضي، والتعلم عرب الشبكات)املحيسن،<br />
وهاشم: 5(، 2002: وغري ذلك من الأنظمة التي تساعد املتعلم على التعلم يف املكان الذي<br />
يريده، ويف الزمان الذي يالئمه ويفضله، وبالشكل واملحتوى املناسبني، وبدون اللتزام<br />
باحلضور اإىل قاعات التدريس يف اأوقات منظمة، وبتوافر تلك الأمناط احلديثة بداأت<br />
املوؤسسات التعليمية عملية تصميم تعليم متكامل قائم على استخدام تلك الأنظمة.<br />
ويعد التعلم الإلكرتوين املصطلح الأكرث شهرة وتداولً، والقادر على سبق اأمناط التعليم<br />
املعارصة الأخرى، كما ثبت اأنه الأوفر يف النفقات، والأرسع يف الستجابة ملتطلبات<br />
العرص)احلجي: 45(، 2002: اإضافة اإىل استخدام تقنيات مثل الصوت، اأو الأرشطة<br />
السمعية البرصية، ومقاطع الفيديو، اأو تداول املعلومات والبيانات، عن طريق الربيد<br />
الإلكرتوين، ومواقع شبكة الإنرتنت، وحدوث املواجهة الشخصية اأحياناً عرب موؤمترات<br />
الفيديو)الشهري: .)36 :2002<br />
وتشري الدراسات اإىل اأن التعلم الإلكرتوين من التقنيات التي سيزداد استخدامها يف<br />
السنوات القادمة، حيث يتوقع اأن يتضاعف عدد مستخدمي هذه التقنية، واأن يرتفع الستثمار<br />
يف هذا املجال عام)2010( ليصل اإىل)11.5( بليون دولر سنوياً)اإسماعيل: 2003(.<br />
وقد مرَّ التعلم الإلكرتوين مبراحل خمتلفة يف تطوره، متثلت املرحلة الأوىل بالتعلم<br />
عن بعد عن طريق استثمار الإذاعة لبث برامج تعليمية، حتى اأصبح ما يعرف بالتعلم عن<br />
بعد باستخدام حقائب التدريب والتعليم، وظهور اجلامعات املفتوحة التي تقدم التعليم عن<br />
بعد، اأما املرحلة الثانية فقد استخدمت التعليم املعتمد على احلاسوب يف مطلع الثمانينيات
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
من القرن املاضي، فظهر التعليم املعزّز باحلاسوب، والتعليم املدار باحلاسوب، واستخدام<br />
احلاسوب مادة تعليمية، واستخدامه اأداة، ومتثلت املرحلة الثالثة باستخدام التعليم<br />
املعتمد على تقنية الإنرتنت، فقدمت الربيد الإلكرتوين، والقوائم الربيدية وبرامج املحادثة،<br />
والتحاور بالصوت والصورة، والأبحاث املعززة باحلاسوب، واأخرياً جاء التعلم الإلكرتوين،<br />
وهو يختلف عن التعليم املعتمد على الإنرتنت، يف اأنه يضيف اإليها اأدوات، يتم فيها التحكم<br />
يف تصميم عملية التعليم والتعلم وتنفيذها)الفنتوخ، والسلطان: 80-79(. 2000:<br />
وهناك كثري من اجلامعات التي اأصبحت تتبنى نوعاً من اأدوات التعلم الإلكرتوين،<br />
حتى غدا شائعاً يف الستخدام، فوُضعت املقررات واملواد التعليمية بشكل كامل على<br />
املواقع الإلكرتونية، اأو بشكل جزئي، ليتمكن الطلبة من اللتحاق بربامج تلك اجلامعات، اأو<br />
العتماد عليها جزئياً لستيفاء بعض املتطلبات العامة.<br />
ويرى احلجي)2002: 45( اأن التعلم الإلكرتوين سيكون الأسلوب الأمثل والأكرث<br />
انتشاراً للتعليم والتدريب يف املستقبل القريب، وذلك حلل مشكلة النفجار يف اأعداد الطلبة<br />
اجلامعيني، حيث سيتيح فرص التعليم على نطاق واسع ملختلف فئات املجتمع بغض النظر<br />
عن اجلنس والعرق والزمان واملكان، ومن هنا اأصبحت النظم التعليمية مطالبة مبواكبة<br />
هذا التطور بفكر تربوي جديد، واسرتاتيجيات متطورة، وذلك لإعداد اأجيال موؤهلة بكفايات<br />
التعامل مع هذه املتغريات.<br />
ويتطلب جناح التعلم الإلكرتوين تعاوناً مثمراً، وجهوداً مميزة يف التخطيط والتطوير<br />
السليم للمقررات الدراسية، وعدم نقل اأساليب وحمتوى املقرر العتيادي اإىل املقرر الإلكرتوين<br />
مبارشة، اإذ اإن التحول من التعليم العتيادي اإىل التعلم الإلكرتوين عادة ما يتطلب حتولً<br />
متزايداً وتدريجياً، ومل يحدث اأن حتول املعلمون فوراً، ولكن ميكن اأن يحدث التحول يف شكل<br />
وصياغة حمتوى املقررات، لكي تُقدم يف بيئة التعلم الإلكرتوين، اإضافة اإىل اإعداد وتاأهيل<br />
املعلمني والطلبة.)Shirley ;Waterhouse, ,2003 )41<br />
ويشار اإىل اأن هناك كفايات فنية وتربوية ومعارف سابقة لبد اأن ميتلكها املعلم، كي<br />
يتفاعل مع املواقع التعليمية واأدواتها، واأن يتواصل مع الطلبة باستخدام التفاعل املتزامن<br />
اأو غري املتزامن، ويتفاعل مع املحتوى املقدّم عرب هذه املواقع)عزمي: 2006(.<br />
وقد اأطلقت احلكومة الفلسطينية مبادرة التعلم الإلكرتوين الفلسطيني يف<br />
2005/6/23م، وهدفت اإىل حتسني نوعية التعليم الفلسطيني وجودته، من خالل تعزيز<br />
دور التكنولوجيا يف التعليم والتعلم، وتكاملية حماور عدة منها: تنمية املناطق التعليمية،<br />
وتطوير املنهاج الإلكرتوين، وبناء الشبكة التعليمية، اإضافة اإىل تطوير صناعة تكنولوجيا<br />
التصالت واملعلومات، والتعلم مدى احلياة، واإدارة التغيري. ويف نهاية عام)2006م(،<br />
اأعلن عن بدء التطبيق الفعلي ملشاريع مبادرة التعليم الإلكرتوين)وزارة الرتبية والتعليم
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
العايل الفلسطينية: 2006(<br />
وقد بداأت جامعة الأقصى بغزة – كغريها من اجلامعات – بتوفري التعلم الإلكرتوين<br />
ملحارضيها ولطلبتها، فاأصبحت هناك مواقع تعليمية تتيح للمحارض تصميم مقرراته<br />
بالشكل الإلكرتوين، مع توافر اإمكانية وصول الطلبة من خالل الشبكة لهذا املقرر من على<br />
موقع اجلامعة، الأمر الذي يتطلب اأن ميتلك املحارض كفايات التعلم الإلكرتوين بشكل فعلي،<br />
من هنا تاأتي هذه الدراسة للوقوف على مدى امتالك حمارضي جامعة الأقصى لكفايات<br />
التعلم الإلكرتوين يف ضوء بعض املتغريات.<br />
مشكلة الدراسة:<br />
يعتمد جناح التعلم الإلكرتوين - بدرجة كبرية - على امتالك املحارضين للكفايات<br />
اخلاصة بهذا النوع من التعلم، وقدرتهم على تقدمي هذا النوع من التعليم احلديث للطلبة، وقد<br />
متت مقابلة عدد ل باأس به من حمارضي جامعة الأقصى، والستفسار منهم حول التعلم<br />
الإلكرتوين كمستحدث تكنولوجي، ومدى امتالكهم ملهاراته، وقد اأبدوا اهتماماً باملوضوع،<br />
واأكد معظمهم عدم امتالكهم كفايات التعلم الإلكرتوين التي متكنهم من بتوظيف التعلم<br />
الإلكرتوين يف التدريس اجلامعي؛ كما روجعت اجلهات املرشفة على التعلم اللكرتوين يف<br />
اجلامعة حول الدورات التدريبية التي تلقاها املحارضون يف جمال التعلم الإلكرتوين،<br />
فكانت الإجابة بعدم تلقيهم اأية دورة يف هذا املجال. ويف ضوء ذلك فكر الباحثان باإجراء<br />
دراسة تكشف عن مدى امتالك حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين.<br />
أسئلة الدراسة:<br />
1ما 1. مدى امتالك حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين؟<br />
2هل . 2 توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى دللة )α ≤ 0.05 ) يف درجة امتالك<br />
حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين تُعزى للموؤهل)دكتوراة، ماجستري(؟<br />
3هل . 3 توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى دللة )α ≤ 0.05 ) يف درجة امتالك<br />
حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين تُعزى للخربة)اأقل من 5 سنوات،<br />
5 سنوات فاأكرث(؟<br />
4هل . 4 توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى دللة )α ≤ 0.05 ) يف درجة امتالك<br />
حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين تُعزى للكلية)العلوم التطبيقية،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
العلوم الإنسانية، الرتبية(؟<br />
أهداف الدراسة:<br />
تهدف الدراسة اإىل:<br />
1 وضع قائمة بالكفايات الالزمة ملحارضي جامعة الأقصى يف نظام التعلم الإلكرتوين،<br />
بحيث ميكن اأخذها يف العتبار عند تصميم برامج تدريب للمحارضين يف جمال التعلم<br />
الإلكرتوين.<br />
2 حتديد مستوى امتالك حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين.<br />
3 الوقوف على امتالك حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين يف ضوء<br />
متغريات املوؤهل واخلربة والكلية.<br />
4 تنمية وعي حمارضي جامعة الأقصى باأهمية التعلم الإلكرتوين، وتبصريهم بالكفايات<br />
اخلاصة به.<br />
5الإسهام . 5 يف حتسني الأداء التدريسي ملحارضي جامعة الأقصى وتطويره.<br />
<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
أهمية الدراسة:<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
تكتسب الدراسة احلالية اأهميتها من الآتي:<br />
1 كونها اإحدى الدراسات النوعية اجلديدة يف حدود علم الباحثني, والنادرة يف جمال<br />
التعلم الإلكرتوين.<br />
2 كونها حتدد كفايات التعلم الإلكرتوين الالزمة للمحارضين يف جامعة الأقصى.<br />
3 قد تفيد املحارضين مبساعدتهم على حتسني اأدائهم التعليمي يف ضوء كفايات التعلم<br />
الإلكرتوين.<br />
4 قد تفيد الدراسة الإدارة املرشفة بجامعة الأقصى يف تطوير اأداء حمارضيها استنادا<br />
اإىل الكفايات التي وضعها الباحثان.<br />
5 قد تفيد املوؤسسات التعليمية العليا التي مل تبداأ بعدُ باستخدام التعلم الإلكرتوين يف<br />
جمال التعليم.<br />
6قد . 6 تفيد الباحثني يف اإجراء دراسات وبحوث تتكامل مع هذا الدراسة.<br />
حدود الدراسة:<br />
اقترصت الدراسة احلالية على ما ياأتي:<br />
•عينة من حمارضي جامعة الأقصى من حملة الدكتوراة واملاجستري، والعاملني يف<br />
ثالث كليات هي: العلوم التطبيقية، والعلوم الإنسانية، والرتبية.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
•اقتصار الدراسة على تقديرات حمارضي جامعة الأقصى ملدى امتالك كفايات التعلم<br />
الإلكرتوين من وجهة نظرهم.<br />
•اأجريت الدراسة يف الفصل الدراسي الصيفي من العام اجلامعي 2006/2005 م.<br />
مصطلحات الدراسة:<br />
•كفايات التعلم الإلكرتوين: مستوى معني من املعلومات واملهارات والجتاهات التي<br />
تلزم اأن ميتلكها املحارض يف جامعة الأقصى يف جمال التعلم اللكرتوين بهدف<br />
الوصول بالعملية التعليمية اإىل درجة من الكفاءة والفاعلية.<br />
•درجة امتالك الكفاية: درجة امتالك حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم<br />
الإلكرتوين، التي تقاس بالدرجة التي يضعها املحارض لنفسه يف الأداة املعدة لهذا<br />
الغرض من الباحثني.<br />
اإلطار النظري والدراسات السابقة:<br />
اأولً: الإطار النظري:<br />
تناول الباحثان يف هذا اجلانب التعلم الإلكرتوين من حيث التعريف، والأهداف،<br />
واملتطلبات، والأنواع، واملميزات، والتقنيات املستخدمة.<br />
تعريف التعلم اإللكرتوني:<br />
يعرف الشهري)2002: 36( التعلم الإلكرتوين باأنه نظم تقدمي)Delivery(<br />
املناهج)املقررات الدراسية( عرب شبكة الإنرتنت اأو شبكة حملية اأو الأقمار الصناعية اأو<br />
عرب الأسطوانات اأو التلفاز التفاعلي للوصول اإىل املستفيدين، ويرى املوسى)2002( اأن<br />
التعلم الإلكرتوين طريقة للتعليم باستخدام اآليات التصال احلديثة من حاسب وشبكاته<br />
ووسائطه املتعددة من صوت وصورة ورسومات واآليات بحث ومكتبات اإلكرتونية، وكذلك<br />
بوابات الإنرتنت سواء اأكان عن بعد اأم كان يف الفصل الدراسي. وترى كل من فالون<br />
وبراون ,Fallon & Brown 2003, 4( اأن التعلم الإلكرتوين مصطلح عاملي حديث للتعليم<br />
والتدريب الذي يُقدم باحلاسوب املعتمد على الشبكات. اأما املبارك)2004: 8( فيعرفه باأنه<br />
تعليم قريب من مفهوم التعليم املعتمد على الإنرتنت، ولكنه يختلف عنه يف اأنه يستخدم<br />
تقنية الإنرتنت، ويضيف اإىل ذلك اأدوات يتم فيها التحكم يف تصميم عملية التعليم والتعلم<br />
وتنفيذها، فيكون هناك برنامج مثل WebCT اأو Blackboard...الخ، وفيه تنقية متكن
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املعلم واملتعلم من اإدارة التعليم والتعلم والتقومي. ويعرفه عبد احلميد)2005: 15( باأنه<br />
نظام تعليمي يستهدف توصيل اخلدمة التعليمية اإىل املتعلم يف مكان تواجده بعيداً عن<br />
املعلم اأو املوؤسسة التعليمية، ويف الوقت الذي يناسبه. ويعرفه مازن)2004: 21( باأنه<br />
تقدمي املعلومات واملعارف اإىل املتعلم عرب جميع الوسائط الإلكرتونية متضمنا شبكة<br />
Internet و Extranet والأقمار الصناعية، واأرشطة التسجيل، واأرشطة الفيديو التعليمية،<br />
وكذلك عرب الهاتف، والأقراص املصنعة بالليزر، واستخدام احلاسوب التعليمي.<br />
<br />
•من الستعراض السابق لتعريفات التعلم الإلكرتوين املتعددة، ميكن استخالص<br />
جمموعة من احلقائق الأساسية ذات العالقة بالتعلم الإلكرتوين وهي:<br />
•التعلم الإلكرتوين ل يهتم بتقدمي املحتوى التعليمي فقط، بل يهتم بكل عنارص<br />
الربنامج التعليمي ومكوناتها من اأهداف، وحمتوى، وطرائق تقدمي املعلومات،<br />
واأنشطة، ومصادر تعلم خمتلفة، واأساليب تقومي مناسبة.<br />
•يعتمد التعلم الإلكرتوين على اآليات حديثة يف التصال، مثل الإنرتنت، والوسائط<br />
الإلكرتونية املتعددة، والفيديو املتفاعل.<br />
•التعلم الإلكرتوين ليس هو التعليم عن بعد، فليس كل تعليم الكرتوين ل بد اأن يتم<br />
من بعد، ولكنه اأحد اأشكال التعليم عن بعد، وميكن اأيضاً اأن يتم داخل جدران الفصل<br />
الدراسي بوجود املعلم.<br />
•يدعم التعلم الإلكرتوين مبداأ التعلم الذاتي والتعلم املستمر مدى احلياة.<br />
أهداف التعلم اإللكرتوني:<br />
يرتكز التعلم الإلكرتوين على جمموعة من الأهداف حددها كلٌّ من املوسى)2002(،<br />
والراشد)2004(، واملبارك)2004: 24(، وسامل)2004: 295-293( يف الأتي:<br />
1زيادة . 1 اإمكانية التصال بني الطلبة فيما بينهم، وبني الطلبة واملوؤسسة، ويف اجتاهات<br />
عدة مثل جمالس النقاش، والربيد الإلكرتوين، وغرف احلوار.<br />
2سهولة . 2 الوصول اإىل املعلم، والتصال معه يف اأرسع وقت خارج اأوقات الدراسة،<br />
باستخدام بعض اأدواته مثل الربيد الإلكرتوين، وساحات احلوار على الشبكة العاملية.<br />
. 3 3 تناقل اخلربات الرتبوية، من خالل تقدمي املوضوعات بشكل منوذجي، اإضافة اإىل<br />
اإمكانية تكرار املمارسات التعليمية املتميزة، ومن ذلك مثالً بنوك الأسئلة النموذجية،<br />
والستغالل الأمثل لتقنيات الصوت والصورة، وما يتصل بها من وسائط متعددة.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
4توافر . 4 املقررات طوال الوقت ويف كل الأسبوع، ويكاد هذا الهدف يخدم الذين يرغبون<br />
يف التعليم يف اأي وقت، اأو الذين يتحملون اأعباء ومسوؤوليات شخصية، حيث يتيح<br />
التعلم الإلكرتوين للجميع التعلم يف الزمن الذي يناسبهم.<br />
5سهولة . 5 طرق تقومي املتعلم وتعددها، حيث وفّرت اأدوات التقومي الفوري املوجودة للمعلم<br />
طرقاً متنوعة لبناء املعلومات وتوزيعها وتصنيفها بصورة رسيعة وسهلة للتقومي.<br />
6تقليل . 6 الأعباء الإدارية للمعلم، مثل استالم الواجبات، وتسجيل احلضور، وتصحيح<br />
الختبارات.<br />
7تطوير . 7 دور املعلم يف العملية التعليمية، حتى يتواكب مع التطورات العلمية<br />
والتكنولوجية املستمرة واملتالحقة.<br />
8اإكساب . 8 املعلمني املهارات التقنية لستخدام التقنيات التعليمية احلديثة يف العملية<br />
التعليمية.<br />
متطلبات التعلم اإللكرتوني:<br />
لتطبيق التعلم الإلكرتوين ل بد من توافر بعض املتطلبات حددها الشهري)2002:<br />
39( وسامل)2004: 3001-300( واملوسوي)2007(، يف الآتي:<br />
1اإرشاك . 1 القطاع اخلاص يف بناء اأسس التدريب والتعلم الإلكرتوين.<br />
2توظيف . 2 عنارص التقنية الالزمة خلفض تكلفة التعلم الإلكرتوين، وترسيخ اخلربات<br />
املحلية، وضمان رفد التجربة بثقافة املجتمع واحتياجاته.<br />
3توافر . 3 املكونات الأساسية من معلم ومتعلم وطاقم دعم فني واإداري.<br />
4توافر . 4 الكفايات الالزمة لأعضاء الهيئة التدريسية، والطلبة لستخدام برامج التعلم<br />
الإلكرتوين.<br />
5بناء . 5 روؤية وخطة للتعليم الإلكرتوين، وفقاً لفلسفة املنهج والإمكانات املتاحة.<br />
6توفري . 6 التجهيزات الأساسية مثل: الأجهزة اخلدمية، وحمطة عمل املعلم، وحمطة عمل<br />
املتعلم، واستعمال الإنرتنت.<br />
. 7 7 الستعانة بخربات الدول املميزة)صاحبة التجربة( لالستفادة من جتاربهم يف جمال<br />
التعلم الإلكرتوين.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
أساليب)أدوات( التعلم اإللكرتوني:<br />
يحدد املوسى واملبارك)2005: 113- 115(، والرافعي)2002: 80-79(،<br />
ومازن)2004: 32(، واحلربي )2006: 36-35(، والهيتي)2006(، واإطميزي )2007(<br />
اأساليب التعلم الإلكرتوين كما ياأتي:<br />
. 1التعلم الإلكرتوين املبارش املتزامن E-Learning( Synchronous<br />
التعلم املعتمد على الشبكة العاملية للمعلومات وتقنياته لتوصيل الدروس وتبادلها،<br />
ومواضيع الأبحاث بني املتعلم واملعلم يف الوقت الفعلي نفسه لتدريس املادة ذاتها،<br />
كما يستطيع جميع الطلبة التفاعل مع بعضهم بشكل مبارش ومع املعلم يف اآن واحد،<br />
ويتضمن هذا النوع من التعليم موؤمترات تفاعلية مشرتكة بالصوت والصورة، وشاشات<br />
مشرتكة، واألواحاً الكرتونية مبارشة، كما ميكن تخزين معلومات لستخدامها يف<br />
املستقبل، ومن اإيجابيات هذا النوع اأن املتعلم يستطيع احلصول على التغذية الراجعة<br />
املبارشة من املعلم.<br />
(: 1 ويعني اأسلوب<br />
2التعلم . 2 الإلكرتوين غري املبارش)E-learning (: Asynchronous وفيه يحصل املتعلم<br />
على دورات اأو حصص وفق برنامج دراسي خمطط يختار فيه الأوقات والأماكن التي<br />
تتناسب مع ظروفه، بحيث ل يعتمد فيه الطلبة على التصال يف موعد زمني واحد،<br />
ويوظف لذلك بعض اأساليب التعلم الإلكرتوين مثل الربيد الإلكرتوين، والربيد الصوتي،<br />
ومن اإيجابياته اأن املتعلم يحصل على الدراسة حسب مالءمة الأوقات له، وباجلهد<br />
الذي يرغب يف بذله، ويستطيع اإعادة دراسة املادة، والرجوع اإليها اإلكرتونياً كلما<br />
احتاج لذلك.<br />
: 3 الذي يشتمل على جمموعه من الوسائط التي<br />
صُ ممت لتتمم بعضها بعضاً والتي تعزز التعلم وتطبيقاته، وميكن اأن يشتمل على العديد<br />
من اأدوات التعلم، مثل: برجميات التعلم التعاوين الفرتاضي الفوري، املقررات املعتمدة<br />
على الإنرتنت، ومقررات التعلم الذاتي، وكذلك ميزج هذا الأسلوب اأحداثاُ متعددة معتمدة<br />
على النشاط، تتضمن التعلم يف الفصول التقليدية التي يلتقي فيها املعلم مع الطالب<br />
وجها لوجه، و التعلم الذاتي، وفيه مزج بني التعلم املتزامن وغري املتزامن.<br />
<br />
. 3التعليم املدمج)Learning )Blended<br />
مميزات التعلم اإللكرتوني:<br />
ميتاز التعلم الإلكرتوين مبزايا عديدة، اأكسبته مكانة مهمة، حيث حدد كل من العويد<br />
واحلامد)2002(، واملبرييك)2001(، واحلجي)2001: 57-48(، والراشد)2002(، وعبد<br />
املنعم)2003(، والغراب)2003: 31-26( هذه املزايا يف النقاط الآتية:
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
1تعدد . 1 مصادر املعرفة نتيجة التصال باملواقع املختلفة على الشبكة العاملية<br />
للمعلومات.<br />
2استخدام . 2 العديد من التقنيات التعليمية ووسائلها السمعية والبرصية، التي قد ل تتوافر<br />
لدى العديد من املتعلمني.<br />
3التقييم . 3 الفوري والرسيع، والتعرف اإىل النتائج، وتصحيح الأخطاء.<br />
4مراعاة . 4 الفروق الفردية لكل متعلم نتيجة لتحقيق الذاتية يف الستخدام.<br />
5املتعلم . 5 يتعلم ويخطئ يف جو من اخلصوصية، كما ميكن تخطي بعض املراحل التي<br />
يراها سهلة اأو غري مناسبة.<br />
6توسيع . 6 نطاق التعليم وتوسيع فرص القبول املرتبطة مبحدودية الأماكن الدراسية.<br />
7العتمادية، . 7 حيث تتوافر سبل اإيصال التعليم بشكل دائم للمتعلم بدون انقطاع ومبستوى<br />
عالٍ من اجلودة.<br />
8القدرة . 8 على حتديد مستوى املتعلم، واإيصال املحتوى املناسب بدون التقيد باملتعلمني<br />
الآخرين، بالإضافة اإىل سهولة الرجوع للموضوعات السابقة التي اجتازها املتعلم.<br />
9رسعة . 9 تطوير املقررات والربامج على الشبكة العاملية للمعلومات، مبا يواكب خطط<br />
املوؤسسات التعليمية، ومتطلبات العرص دون تكاليف اإضافية باهظة.<br />
1010جتاوز جميع العقبات التي حتول دون وصول املادة العلمية اإىل املتعلمني يف الأماكن<br />
النائية، وجتاوزها كذلك ذلك خارج حدود الدول.<br />
1111يشكل التعلم الإلكرتوين حالً يتسابق الرتبويون فيه لراأب الصدع الذي اأحدثه التعليم<br />
عن بعد، والأخذ مبا ميكن الأخذ به من التعليم املبارش.<br />
التقنيات املستخدمة يف التعلم اإللكرتوني:<br />
يرتكز التعلم الإلكرتوين على جمموعة من التقنيات احلديثة الواجب توافرها يف الكليات<br />
واجلامعات التي توفر التعلم الإلكرتوين، وقد حدد املبارك)2004: 23(، واخلطيب)2003(<br />
وعبد احلميد)2005: 56-47( بعضاً من هذه التقنيات مثل: القرص املدمجCD ، والشبكة<br />
الداخلية ،Interanet والشبكة العاملية للمعلومات ،Internet وموؤمترات الفيديو Video<br />
،Conferences واملوؤمترات الصوتية ،Audio Conferences وبرامج القمر الصناعي<br />
Satellite Programs.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الدراسات السابقة:<br />
عند تناول الدراسات السابقة ذات العالقة بالدراسة احلالية، يالحظ ندرة تلك الدراسات<br />
التي تناولت التعلم الإلكرتوين، واأن معظم الدراسات التي مت التوصل اإليها، لها عالقة ببعض<br />
حماور الدراسة، وفيما ياأتي تفصيل لذلك:<br />
اأجرى الهرش)1999( دراسة هدفت اإىل تعرُّف استخدام اأعضاء هيئة التدريس<br />
واملوظفني الإداريني والطلبة بجامعة الريموك لالإنرتنت، واأنواع الربامج التي يستخدمونها،<br />
وحتديد فوائد الإنرتنت وسلبياتها من وجهة نظرهم، وتكونت عينة الدراسة من)320(<br />
مستخدماً لالإنرتنت)51 عضو هيئة تدريس، و51 موظفاً اإدرياً، و218 طالباً(، واأظهرت<br />
النتائج اأن اأغلب املستخدمني لالإنرتنت هم من فئة الشباب، واأن الفئة الأكرب عمراً اأقل<br />
استخداماً لالإنرتنت، واعتقد معظم املستخدمني اأن الربيد الإلكرتوين يعد اأفضل فائدة<br />
لالإنرتنت، واأن غالبية اأفراد العينة تعلموا كيفية استخدام الإنرتنت من خالل خربتهم<br />
الذاتية، واأن تاأثري الإنرتنت على الرتبية يف السنوات القادمة سيكون اأكرث اإيجابية.<br />
واأجرى همرشي وبوعزة)2000( دراسة للكشف عن واقع استخدام شبكة الإنرتنت من<br />
طرف اأعضاء هيئة التدريس بجامعة السلطان قابوس، والصعوبات التي يواجهونها يف هذا<br />
املجال، وشملت عينة الدراسة)159( عضواً من اأعضاء هيئة تدريس، واأشارت النتائج اإىل<br />
اأن)%37( من املجموع الكلي للعينة يستخدمون شبكة الإنرتنت، وغالبيتهم من الكليات<br />
العلمية، كما اأشارت النتائج اإىل اأن التصال والتدريس والربيد الإلكرتوين والتصفح وزيارة<br />
املواقع للبحث واملعلومات تعد من اأهم اأغراض اأعضاء هيئة التدريس من استخدام شبكة<br />
الإنرتنت، واأن البطء يف التصال والزدحام يف استخدام شبكة الإنرتنت يُعدَّان من اأهم<br />
املشكالت والصعوبات التي يواجهها اأعضاء هيئة التدريس عند استخدامهم للشبكة، واأبدى<br />
اأعضاء هيئة التدريس رغبة يف تطوير اأنفسهم يف ثالثة جمالت رئيسة هي: استخدام<br />
الإنرتنت بشكل عام، ويف عملية التعليم والتعلم، ويف البحث عن املعلومات بشكل فاعل.<br />
وهدفت دراسة واجن وكوهني)Cohen ,Wang & 2000( اإىل الوقوف على كيفية<br />
استخدام اأعضاء هيئة التدريس يف جامعة سيربسبيس Cyberspaceلالإنرتنت يف التواصل<br />
واملشاركة، وقد وُ زعت استبانة على)158( من الأساتذة يف اجلامعة، وكشفت النتائج<br />
اأن)%53( من الأساتذة يقضون من وقتهم ثالث ساعات من الأسبوع يف تفحص الإمييل<br />
واستخدامه، و)%22( يستخدمون خدمة الويب، و)%11( منهم يستخدمون خدمة اجلوفر،<br />
و)%4( يستخدمون خدمة نقل امللفات FTP ملدة ثالث ساعات اأسبوعياً، واأن استخدام الربيد<br />
الإلكرتوين هو الأكرث شعبية واستخداماً، واأشارت الدراسة اإىل عدم وجود فروق دالة اإحصائياً<br />
بني الأساتذة يف استخدام الربيد الكرتوين تعزى للجنس، وكانت نسبة استخدام الإنرتنت<br />
اأعلى ملن يعتقدون باأهميته يف تدعيم التدريس والبحث، مقارنة مبن يعتقدون غري ذلك.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
واأجرى الشايب)2001( دراسة هدفت اإىل تعرُّف واقع استخدام اأعضاء هيئة التدريس<br />
يف اجلامعات الأردنية لالإنرتنت، وتكونت عينة الدراسة من)282( عضو هيئة تدريس<br />
اختريوا عشوائياً، واأظهرت النتائج ارتفاع نسبة املستخدمني لالإنرتنت، وخاصة يف الكليات<br />
العلمية، واأن احلصول على املعلومات عرب الشبكة العاملية يعد من اأهم فوائد استخدام الشبكة،<br />
كما اأشارت النتائج اإىل اأن لدى اأفراد العينة اجتاهات اإيجابية نحو استخدام الإنرتنت.<br />
وهدفت دراسة اللهيبي),Allehaibi 2001( اإىل تعرُّف استخدام اأعضاء هيئة<br />
التدريس يف اجلامعات السعودية لالإنرتنت، واستخدم الباحث يف جمع البيانات استبانة<br />
ومنوذج روجر)1995 ),Rogers لنتشار الخرتاعات، ووزعت الستبانة على)500(<br />
من اأعضاء هيئة التدريس يف جامعتني من اجلامعات السعودية، واأشارت النتائج اإىل اأن<br />
انتشار الإنرتنت بني اأعضاء هيئة التدريس يف اجلامعات السعودية يعد يف مراحله الأولية،<br />
واأن)%74( يستخدمون الإنرتنت، واأن)%25( من اأعضاء هيئة التدريس املشاركني يف<br />
الستبانة معارضون لستخدام الإنرتنت.<br />
واأجرى عبد الرحيم واملوسوي)Musawi ,Abdelrahem & Al 2003( دراسة<br />
للوقوف على الستخدامات التعليمية لالإنرتنت من قبل اأعضاء هيئة التدريس بجامعة<br />
السلطان قابوس، وتاألفت عينة الدراسة من)193( حمارضاً، واأشارت النتائج اإىل اأن استخدام<br />
اأعضاء هيئة التدريس للشبكة جيدٌ، ويتمركز يف سبعة استخدامات هي: املقررات، وحتميل<br />
املواد التعليمية اجلاهزة، وللحصول على مراجع، وكاأداة تعليم فردي، ويف التصال التعليمي<br />
عرب الربيد الإلكرتوين، ولتطوير كفايات الطلبة يف البحث عن املعلومات وحتسينها، ولإثراء<br />
املعلومات يف الكتب املقررة، واأن الإنرتنت اأكرث ما يستخدم للحصول على املعلومات حول<br />
عمل الوجبات، واحلصول على التغذية الراجعة، واأداة للمحادثة العلمية بني املحارضين،<br />
ومل تكن هناك فروق دالة اإحصائياً بني الذكور والإناث يف استخدام الإنرتنت، واأن ذوي<br />
اخلربة املرتفعة اأكرث استخداماً لالإنرتنت من ذوي اخلربة املنخفضة.<br />
ويف الإطار نفسه اأجرى الهرش وجوارنة)2004( دراسة هدفت اإىل تعرُّف واقع<br />
استخدام معلمي البادية الشمالية الغربية ملهارات الإنرتنت، وتكونت عينة الدراسة من)79(<br />
معلماً ومعلمة)39 معلماً، و40 معلمة(، واأظهرت نتائج الدراسة تدين استخدام املعلمني<br />
ملهارات الإنرتنت، واأشارت اإىل عدم وجود فروق ذات دللة اإحصائية تعزى ملتغري اجلنس،<br />
اأو املرحلة التعليمية، اأو صفة التعيني، اأو اخلربة التعليمية، واأن هناك دافعية لدى اأفراد<br />
عينة الدراسة لستخدام مهارات الإنرتنت.<br />
وهدفت دراسة صادق)2005( اإىل الوقوف على استعداد اأعضاء هيئة التدريس<br />
بجامعة جنوب الوادي مبرص لتطوير التعلم الإلكرتوين واستخدامه، واستخدم الباحث<br />
استبانة اأُعدّت لهذا الغرض، وقد اأشارت النتائج اإىل اأن غالبية اأعضاء هيئة التدريس
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يفتقرون اإىل الكفايات التعليمية والتكنولوجية، واخلربة الالزمة للتعلم الإلكرتوين، واأظهرت<br />
العينة اجتاهاً نحو تطوير التعلم الإلكرتوين واستخدامه يف التدريس اجلامعي، واأن هناك<br />
بعض املعوقات حتول دون تطوير واستخدام كفايات التعلم الإلكرتوين، منها ضيق الوقت،<br />
ونقص الإمكانيات املادية والتجهيزات، وندرة التدريب على كفايات التعلم الإلكرتوين.<br />
واأجرى عزمي)2006( دراسة هدفت اإىل تعرُّف كفايات املعلم وفقاً لأدواره املستقبلية<br />
يف نظام التعلم الإلكرتوين عن بعد، واستخدم استبانة احتوت ثماين كفايات رئيسة،<br />
وبلغت عينة الدراسة)110( من املعلمني اجلامعيني ومعاونيهم، وطالب من كلية الرتبية<br />
بالرستاق بسلطنة عمان، واأفرزت نتائج الدراسة خمس كفايات تهم املعلمني بدرجة مهمة<br />
جداً هي: كفاية الباحث، واملرشد، واملقدم، والتكنولوجي، واملقوم، يف حني كانت كفاية<br />
املصمم، واملنسق، وامليرس بدرجة مهمة، ومل تكن هناك فروق دالة اإحصائياً بني اأعضاء<br />
هيئة التدريس والطالب يف ترتيب اأهمية الكفايات التي تندرج حتت كل وظيفة مستقبلية<br />
للمعلم يف نظام التعلم الإلكرتوين عن بعد، وكذلك مل يكن هناك فروق دالة اإحصائياً<br />
بني اأعضاء هيئة التدريس يف اأهمية كل وظيفة مستقبلية تعزى للتخصص الأكادميي،<br />
اأو الدرجة الوظيفية، اأو اخلربة يف التدريس، اأو اخلربة يف جمال احلاسوب، اأو اخلربة يف<br />
استخدام الإنرتنت، وقد اأوصى الباحث برضورة اأخذ الوظائف املستقبلية للمعلم يف نظام<br />
التعلم الإلكرتوين عن بعد يف العتبار عند تصميم الربامج التدريبية لأعضاء هيئة التدريس<br />
باملوؤسسات التعليمية.<br />
الطريقة واإلجراءات:<br />
منهج الدراسة:<br />
استخدم الباحثان يف هذه الدراسة املنهج الوصفي التحليلي، الذي يركز على<br />
وصف الظواهر اأو احلقائق العلمية اأو املهنية املوجودة فعالً، والوصول اإىل تعميمات<br />
خاصة بالوصف والتقومي وحتديد الأسباب والعالقات بني اأسباب حدوث هذه الظواهر<br />
ونتائجها)عبد احلميد: 107(. 2005:<br />
جمتمع الدراسة وعينتها:<br />
تكون جمتمع الدراسة من جميع املحارضين الأكادمييني العاملني يف ثالث كليات<br />
يف جامعة الأقصى للعام الدراسي 20006/2005م، من حملة الدكتوراة واملاجستري،<br />
والبالغ عددهم)1)193 * حمارضاً وحمارضة. وقد اختار الباحثان منهم عينة عشوائية<br />
(*1)
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
طبقية، حيث قُ سم جمتمع الدراسة اإىل جمتمعات فرعية حسب متغريات الدراسة، وحتديد<br />
عدد العنارص يف كل جمتمع فرعي، ثم اختيار عينة متثل كل جمتمع فرعي بنسب تراوحت<br />
ما بني)49 -%50(، وقد بلغ عدد العينة املختارة)95( حمارضاً وحمارضة، وزعت عليهم<br />
استبانة الدراسة، واستلم الباحثان)82( استبانة فقط من الستبانات املوزعة، وهذا العدد<br />
ميثل)%86( من عينة الدراسة، واعترب الباحثان هذا موؤرشاً كافياً لإجراء املعاجلات<br />
الإحصائية واستخراج النتائج. وجدول)1( يبني اأفراد عينة الدراسة الفعلية موزعني على<br />
متغريات املوؤهل والكلية واخلربة.<br />
اجلدول)1(<br />
يبني توزيع أفراد العينة تبعاً ملتغري املؤهل والكلية واخلربة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
أداة الدراسة:<br />
استخدمت الدراسة احلالية استبانة، احتوت على جمموعة من كفايات التعلم الإلكرتوين<br />
الالزمة لدى حمارضي جامعة الأقصى، وقد بُنيت الستبانة وفقاً للخطوات الآتية:<br />
مراجعة البحوث والدراسات السابقة التي اأجريت يف جمال التعلم الإلكرتوين<br />
والإنرتنت مثل: دراسة الهرش)1999(، وهمرشي وبوعزة)2000(، وعبد الرحيم<br />
واملوسوي)Musawi ,Abdelrahem & Al )2003 والهرش وجوارنة)2004(،<br />
وصادق)2005(، وعزمي)2006(.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
•<br />
•مراجعة بعض الكتب يف جمال التعلم الإلكرتوين، مثل كتاب:<br />
املوسى، عبد اهلل واملبارك، اأحمد)2005 (. التعليم الإلكرتوين: الأسس والتطبيقات.<br />
الغراب اإميان)2003 (. التعليم الإلكرتوين: مدخل اإىل التدريب غري التقليدي.<br />
عبد احلميد، حممد)2005 (. منظومة التعليم عرب الشبكات.<br />
سامل، اأحمد)2004 (. تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكرتوين.<br />
اقرتاح قائمة اأولية مكونة من)82 ) كفاية خاصة بالتعلم الإلكرتوين، مت رتبت ونظمت
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
على شكل استبانة، ووزعت على اأربعة جمالت، ولتحديد مدى امتالك الكفاية وُ ضع<br />
ثالثة اختيارات مقابل كل كفاية بدرجة: كبرية، متوسطة، قليلة، ووزعت عليها<br />
الدرجات)3، 1( 2، بالرتتيب.<br />
صدق االستبانة:<br />
حتقق الباحثان من صدق الستبانة على النحو الآتي:<br />
•الصدق الظاهري: للتاأكد من الصدق الظاهري لالستبانة عُ رضت على جمموعة من<br />
املحكمني ممن لديهم خربة كافية يف التعلم الإلكرتوين والبالغ عددهم ثمانية،<br />
وبعد الأخذ مبقرتحات السادة املحكمني ومالحظاتهم سواء باحلذف اأو بالإضافة،<br />
اأو بالتعديالت، اأصبحت الستبانة مكونة من)69( فقرة موزعة على اأربعة جمالت<br />
هي: اأساسيات استخدام احلاسوب، وخدمات الشبكة، وتصميم املقررات الإلكرتونية<br />
وبنائها، واإدارة املقررات الإلكرتونية.<br />
•سدق التساق الداخلي: مت التحقق من سدق التساق الداخلي من خالل حساب<br />
معامل الرتباط لبريسون)Pearson( بني كل جمال من جمالت الدراسة واملجال<br />
الآخر، وكذلك بني كل جمال والدرجة الكلية لالستبانة، وكانت كما يف جدول)2(.<br />
اجلدول)2(<br />
يبني صدق االتساق الداخلي بني جماالت االستبانة، وبني كل جمال والدرجة الكلية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
**<br />
**<br />
**<br />
**<br />
-<br />
<br />
<br />
**<br />
**<br />
**<br />
-<br />
**<br />
<br />
**<br />
**<br />
-<br />
**<br />
**<br />
<br />
<br />
**<br />
-<br />
**<br />
**<br />
**<br />
<br />
<br />
-<br />
**<br />
**<br />
**<br />
**<br />
<br />
)0.01 α(≥).(
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
يتبني من اجلدول)2( اأن معامالت الرتباط لبريسون بني كل جمال واآخر دالة<br />
اإحصائياً عند مستوى)α ≤ 0.01(، ويالحظ كذلك وجود دللة اإحصائية بني كل جمال<br />
على حدة والدرجة الكلية لالستبانة عند مستوى)α ≤ 0.01(, الأمر الذي يزيد الثقة<br />
باأداة الدراسة.<br />
ثبات االستبانة:<br />
حُ سب ثبات الستبانة باستخدام معادلة كرونباخ األفا، التي طُ بقت على)13( حمارضاً<br />
جامعياً، من خارج عينة الدراسة الفعلية، وكانت كالآتي:<br />
()<br />
<br />
()<br />
()<br />
()<br />
()<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
وقد اعتربت معامالت الثبات املحسوبة كافية لأغراض الدراسة احلالية.<br />
املعاجلة اإلحصائية:<br />
حُ سبت املتوسطات احلسابية والنحرافات املعيارية واملتوسطات النسبية لكفايات<br />
املحارضين يف مستوى امتالك كفايات التعلم الإلكرتوين، كما استخدم اختبار)ت( لعينتني<br />
مستقلتني، وحتليل التباين الأحادي.<br />
وقد اعتمدت ثالثة مستويات للتقدير التحليلي لفقرات الستبانة، وحددت باملتوسطات<br />
.) •<br />
•<br />
•<br />
النسبية الآتية:<br />
)%80( فاأكرث ميثل امتالك الكفاية بدرجة كبرية، اأي ما يعادل املتوسط احلسابي)2.4<br />
من)%70( اإىل اأقل من)80 %( ميثل امتالك الكفاية بدرجة متوسطة، اأي ما يعادل<br />
املتوسط احلسابي)2.1 - اأقل من 2.4(.<br />
اأقل من)70 %( ميثل امتالك الكفاية بدرجة قليلة، اأي ما يعادل اأقل من املتوسط<br />
احلسابي)2.1(.<br />
•وقد حُ ددت مستويات التقدير السابقة يف ضوء اآراء املحكمني لالأداة، حيث عُ رضت<br />
تلك املستويات)α ≤ 0.01( عليهم اأثناء حتكيمهم لالأداة، ووافق على تلك املستويات<br />
املقرتحة ما نسبته)%87( من املحكمني، ومن ثم اعتمدت للدراسة احلالية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
خطوات تنفيذ الدراسة:<br />
لتنفيذ الدراسة اتبع الباحثان اخلطوات الآتية:<br />
•حتديد مشكلة الدراسة واأسئلتها ومتغرياتها.<br />
•بناء اأداة الدراسة والتاأكد من صدقها وثباتها.<br />
•حتديد جمتمع الدراسة وعينتها.<br />
•توزيع اأداة الدراسة على عينة الدراسة وتقدمي اأي توضيح لهم.<br />
•جمع الأداة وحتليلها والتوصل اإىل النتائج والتوصيات.<br />
نتائج الدراسة ومناقشتها:<br />
النتائج املتعلقة بالسوؤال الأول ومناقشتها: ينص السوؤال الأول على: ما مدى امتالك<br />
حمارضي جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين؟ ولالإجابة عن هذا السوؤال حُ سبت<br />
املتوسطات احلسابية والنسبية والرتب لتقديرات املحارضين، ورتبت الكفايات حسب<br />
املتوسطات احلسابية تنازلياً ضمن كل جمال، وكانت كالآتي:<br />
اجلدول)3(<br />
يبني املتوسطات احلسابية والنسبية والرتبة المتالك احملاضرين لكفايات<br />
التعليم اإللكرتوني ضمن جمال أساسيات استخدام احلاسوب<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Windows <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Task barDesktop
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Microsoft Office <br />
<br />
<br />
Compressed File<br />
SND/ <br />
DOCAVIAIF/<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يالحظ من اجلدول)3( اأن حمارضي جامعة الأقصى ميتلكون)13( كفاية خاصة<br />
مبجال اأساسيات استخدام احلاسوب بدرجة كبرية، حيث تراوحت متوسطاتها احلسابية<br />
ما بني)2.73 - 2.45(، ومبتوسط نسبي)%91 - %81(، وقد حصلت كفاية التعامل مع<br />
وحدات التخزين ومشغالت الأقراص املرتبة الأوىل، مبتوسط نسبي)%91(، تلتها كفاية<br />
اإنشاء امللفات واملجلدات على جهاز احلاسوب وحفظها ومبتوسط نسبي)%90(، وقد يعود<br />
ذلك اإىل طبيعة الكفايتني واأهميتهما، حيث يحتاجهما املحارضون بشكل شبه يومي<br />
ومتكرر يف اأثناء عملهم. اأما باقي الكفايات فقد جاءت مرتبة ومنظمة بشكل منطقي اإىل حد<br />
ما، وهي متثل كفايات اأولية يحتاجها املحارض لتشغيل احلاسوب والتعامل مع براجمه<br />
وملحقاته بطريقة سليمة.<br />
وامتلك حمارضو جامعة الأقصى)3( كفايات بدرجة متوسطة، وبالرجوع اإىل اجلدول<br />
السابق يتبني اأنها تدور حول الإملام باأساسيات لغات الربجمة، وضغط امللفات وفكها،<br />
ومعرفة امتداد امللفات، ولعل ذلك يعود اإىل عدم استخدام تلك الكفايات باستمرار، واأن<br />
امتالك تلك الكفايات بدرجة فوق املتوسطة يتطلب تدريباً خاصاً عليها.<br />
اأما الكفاية املتعلقة مبعرفة معايري اإنتاج برامج حاسوبية فعّالة، فقد امتلكها<br />
املحارضون بدرجة قليلة، وقد يعزى ذلك اإىل قلة ممارسة تلك الكفاية عملياً.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وقد بلغ املتوسط النسبي لمتالك املحارضين لكفايات التعلم الإلكرتوين يف جمال<br />
اأساسيات استخدام احلاسوب)%83(، وحصل هذا املجال على املرتبة الأوىل يف مستوى<br />
امتالك املحارضين لكفايات التعلم الإلكرتوين، مما يدلل على اأهميته، وقد يعود ذلك اإىل<br />
اإقبال الكثري من املحارضين على تعلم كفايات تشغيل احلاسوب نظراً لتواجد الأجهزة يف<br />
جميع اأقسام اجلامعة، وكذلك اشرتاط اإدارة اجلامعة على جميع املحارضين اإدخال درجات<br />
الطلبة عرب برنامج اجلامعة على جهاز احلاسوب، مما يستلزم من املحارضين التدريب على<br />
تلك الكفايات وامتالكها.<br />
اجلدول)4(<br />
يبني املتوسطات احلسابية والنسبية والرتبة المتالك احملاضرين<br />
لكفايات التعلم اإللكرتوني ضمن جمال خدمات الشبكة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Internet<br />
Explorer, Netscape Navigator, Mosaic<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Download<br />
Upload<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Google, Altavista,<br />
Ayna<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.E-mail<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Search
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Chatting<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
FTP<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
New Groups <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Chatting <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Mailing List<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يالحظ من اجلدول)4( وجود)8( كفايات خاصة مبجال خدمات الشبكة، ميتلكها<br />
حمارضو جامعة الأقصى بدرجة كبرية، حيث تراوحت متوسطاتها ما بني)2.68 – 2.45(،<br />
ومبتوسط نسبي)%89 - %81(، وتتعلق الكفايات بحذف رسائل الربيد الإلكرتوين، وبربامج<br />
تصفح الإنرتنت، وتنزيل الربامج وحتميلها، وخدمة الربيد الإلكرتوين، وميكن اأن يعزى ذلك<br />
اإىل اأهمية تلك الكفايات للمحارضين للتعامل مع الإنرتنت، من حيث البحث عرب املحركات،<br />
وخدمة التصفح لالطالع على اآخر املستجدات يف جمالت تخصصاتهم، وقد وفَّرت جامعة<br />
الأقصى ملحارضيها خدمة الإنرتنت منذ حوايل)8( سنوات، وتبع ذلك عقد بعض الدورات<br />
لإكساب املحارضين الكفايات الأساسية للتعامل مع احلاسوب والإنرتنت، مما يفرس ارتفاع<br />
مستوى امتالك الكفايات لدى عينة الدراسة. وقد اأشارت دراسة همرشي وبوعزة)2000( اإىل<br />
اأن الربيد الإلكرتوين والتصفح وزيارة املواقع للبحث واملعلومات تعد من اأهم اأغراض هيئة<br />
التدريس من استخدام شبكة الإنرتنت. وامتلك املحارضون)10( كفايات بدرجة متوسطة،<br />
تراوحت متوسطاتها ما بني)2.34 – 2.10(، ومبتوسط نسبي)%78 - %70(، حيث تدور<br />
حمتوياتها حول استخدام الشبكة بشكل متكرر، والبحث يف الفهارس الإلكرتونية، وعمل<br />
اشرتاك عرب مواقع الإنرتنت، ويعزو الباحثان ذلك اإىل قلة ممارسة تلك الكفايات من قبل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املحارضين، الأمر الذي اأدى اإىل جعل مستوى امتالكهم لتلك الكفايات متوسطاً، ورمبا<br />
يعود اإىل اعتقاد بعض املحارضين بعدم اأهمية تلك الكفاية بالنسبة ملجال تخصصهم.<br />
وامتلك املحارضون كفاية واحدة بدرجة قليلة، وهي املتعلقة بخدمة القوائم الربيدية،<br />
حيث حصلت على متوسط حسابي قدره)2(، ومبتوسط نسبي)%66(، وقد يرجع ذلك اإىل<br />
ندرة استخدام تلك الكفاية من قبل املحارضين.<br />
وبالنظر اإىل اجلدول السابق يالحظ اأن املتوسط النسبي لفقرات جمال خدمات الشبكة<br />
بلغ)%76(، وحصل على املرتبة الثانية يف مستوى امتالك املحارضين لكفايات التعلم<br />
الإلكرتوين وبدرجة متوسطة، مما يدلل على اإحساس املحارضين باأهمية هذا املجال<br />
بالنسبة لهم من حيث توفري شبكة الإنرتنت لكثري من مصادر املعلومات، وكذلك خدمات<br />
الربيد الإلكرتوين، ونقل امللفات والبحث عرب الشبكة، ويعتقد الباحثان اأن هذه اخلدمات تعد<br />
الأكرث امتالكاً ورمبا استخداماً، وذلك لتوفريها الوقت واجلهد واملال، ورمبا يعكس امتالك<br />
املحارضين خلدمات الشبكة بنسبة)%76( مرحلة التحول التي تسعى له جامعة الأقصى<br />
يف استخدام وسائل التعليم والتعلم احلديثة، والتي تعتمد اأساساً على تفعيل التواصل بني<br />
اأطراف العملية التعليمية، وخاصة مع توافر اأجهزة احلاسوب، وخدمات الشبكة.<br />
واختلفت النتيجة السابقة مع ما توصلت اإليه دراسة الهرش وجوارنة)2004( التي<br />
كشفت عن وجود تدنٍ يف مستوى استخدام كفايات املعلمني لالإنرتنت.<br />
اجلدول)5(<br />
يبني املتوسطات احلسابية والنسبية والرتبة المتالك احملاضرين لكفايات<br />
التعلم اإللكرتوني ضمن جمال تصميم املقررات اإللكرتونية وبنائها
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Feedback<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Link
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يتبني من اجلدول)5( عدم امتالك حمارضي جامعة الأقصى لأي من كفايات التعلم<br />
الإلكرتوين بدرجة كبرية، وامتلك املحارضون كفايتني بدرجة متوسطة، حيث حصلت<br />
الكفاية املتعلقة بتلقي الأنشطة والتعيينات من الطلبة عرب الربيد الإلكرتوين على متوسط<br />
حسابي)2.19(، ومبتوسط نسبي)%73(، تلتها كفاية تزويد الطلبة بتوصيف للمقرر املراد<br />
تدريسه عرب موقع اجلامعة الإلكرتوين، مبتوسط حسابي)2.14(، ومتوسط نسبي)%71(،<br />
وقد يعود ذلك اإىل اأن بعض املحارضين يقومون بتزويد الطلبة يف بداية الفصل الدراسي<br />
بتوصيف للمساق املراد تدريسه، متضمناً الربيد الإلكرتوين للمحارض، مما يوؤدي اإىل تلقيهم<br />
التعيينات والأنشطة من الطلبة اإما اإلكرتونياً اأو مطبوعاً.<br />
وميتلك حمارضو جامعة الأقصى)15( كفاية بدرجة قليلة، حيث تراوحت متوسطاتها<br />
بني)2.09 - 1.80(، ومبتوسط نسبي تراوح ما بني)%69 - %60(، وعند تفحص حمتوى<br />
تلك الكفايات يالحظ اأنها تدور حول حتديد طرق تقدمي املعلومات عرب املوقع، ومدى<br />
مالءمة املقرر، وكيفية التعامل مع املقرر لتصميمه على الإنرتنت، كوضع الروابط، وحتديد<br />
املتطلبات املادية والبرشية، واأمناط التغذية الراجعة، وحتديد الأهداف، والسرتاتيجيات<br />
ووسائل التقومي املناسبة، وقد يفرس ذلك يف ضوء حداثة تصميم املقررات الإلكرتونية<br />
وبنائها عرب الشبكة، واإىل انخفاض وعي الهيئة الإدارية يف اجلامعة باأهمية التعلم<br />
الإلكرتوين، مما قلل من مستوى التدريب الالزم للمحارضين على هذا النمط، وبخاصة يف<br />
جمال تصميم املقررات، وانعكاسه سلباً على امتالك املحارضين لتلك الكفايات، وقد يعود<br />
ذلك اإىل عدم توافر خدمة الإنرتنت لدى جميع املحارضين خارج نطاق اجلامعة، مما يقلل<br />
من امتالكهم لتلك الكفايات.<br />
وبالنظر اإىل اجلدول السابق يالحظ اأن املتوسط النسبي لفقرات جمال تصميم املقررات<br />
الإلكرتونية وبنائها بلغ)%66(، وحصل على املرتبة الثالثة على مستوى املجالت، مما<br />
يعني عدم اإملام املحارضين بتلك الكفايات بدرجة كبرية اأو متوسطة، وقد يعود ذلك اإىل<br />
عدم قناعة كثري من املحارضين باأهمية تلك الكفايات بالنسبة لهم، حيث يعتقدون اأن تلك<br />
الكفايات من اختصاص الفنيني داخل اجلامعة، وقد يرجع كذلك اإىل عدم توافر عدد مناسب<br />
من املختربات الالزمة لستخدامها عند تصميم املقررات الإلكرتونية داخل اجلامعة، كما<br />
اأن اإدارة اجلامعة ما زالت تتبنى النمط النظامي يف التعليم.<br />
واتفقت النتيجة السابقة مع دراسة صادق)2005(، التي اأشارت اإىل اأن غالبية<br />
اأعضاء هيئة التدريس يفتقرون اإىل الكفايات الالزمة للتعليم الكرتوين.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
<br />
<br />
اجلدول)6(<br />
يبني املتوسطات احلسابية والنسبية والرتبة المتالك احملاضرين لكفايات<br />
التعليم اإللكرتوني ضمن جمال إدارة املقررات اإللكرتونية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Synchronous<br />
Asynchronous
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
E-Portfolio <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
Feedback<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يالحظ من اجلدول)6( اأن جميع الكفايات املتضمنة يف هذا املجال ميتلكها<br />
املحارضون بدرجة قليلة، حيث تراوحت متوسطاتها ما بني)1.98 - 1.63(، ومبتوسط<br />
نسبي تراوح ما بني)%66 - %54(، وقد حصلت الكفاية املتعلقة بتقدمي التغذية الراجعة<br />
لإرشاد املتعلم ملستواه الأكادميي وفقاً ملعدلته على اأقل متوسط بنسبة)1.63(، سبقتها<br />
كفاية اإدارة الختبارات املتعلقة باملقرر الإلكرتوين عرب الشبكة)1.73(، وحصلت كفاية<br />
استخدام ملف الطالب الإلكرتوين على متوسط قدره)1.73(، وقد يعود انخفاض درجة<br />
امتالك املحارضين للكفايات على هذا املجال بشكل ملحوظ اإىل عدم تبني اإدارة اجلامعة<br />
لأحد برامج اإدارة املقررات الإلكرتونية، واإىل عدم عقدها دورات تدريبية للمحارضين<br />
بالشكل الكايف، كما اأن كفاية اإدارة املقررات اإلكرتونياً حتتاج اإىل وقت طويل من<br />
املحارضين لمتالكها.<br />
وبالنظر اإىل اجلدول السابق يالحظ اأن املتوسط النسبي لكفايات جمال اإدارة املقررات<br />
الإلكرتونية وبنائها بلغ)%64(، وحصل على املرتبة الرابعة يف امتالك املحارضين<br />
لكفايات التعلم الإلكرتوين، ومع اأهمية هذا املجال، فاإن هذا التدين يف الرتتيب قد يعود اإىل<br />
اأن اأغلب حمارضي اجلامعة مل ميارسوا التعليم بنظام اإدارة املقررات اإلكرتونياً كما ينبغي،<br />
وقد يرجع السبب يف ذلك اأيضاً اإىل اأن تكلفة الشرتاك يف اأحد برامج اإدارة املقررات املعتمدة<br />
عاملياً ما زالت مرتفعة جداً، مما ميثل عبئاً اإضافياً على كاهل اجلامعة، كما اأن كثرياً من<br />
املحارضين يتخوفون من عدم اإتقان املتعلمني لتقنيات التعامل مع املواقع الإلكرتونية<br />
التعليمية مما يوؤثر على تفاعلهم مع املقرر الذي يدرسونه، وتاأتي نسبة النخفاض يف<br />
درجة امتالك املحارضين للكفايات يف هذا املجال طبيعية، اإذا ما متت املوازنة بينها،<br />
وبني درجة امتالك املحارضين للكفايات يف جمال تصميم املقررات الإلكرتونية وبنائها،<br />
والبالغ)%66(، حيث تعد كفايات تصميم املقررات الإلكرتونية وبناوؤها رضورية واأساسية،<br />
للبدء يف اإدارة املقررات اإلكرتونياً. وقد اأشارت بعض الدراسات اإىل اأن انتشار الإنرتنت بني<br />
اأعضاء هيئة التدريس ما زال يف مراحله الأوىل)Allehaibi، 2001(.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
النتائج املتعلقة بالسوؤال الثاين ومناقشتها: ينص السوؤال الثاين على: هل توجد فروق<br />
ذات دللة اإحصائية عند مستوى دللة )α ≤ 0.05( يف درجة امتالك حمارضي جامعة<br />
الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين تعزى للموؤهل)دكتوراة، ماجستري(؟ لالإجابة عن هذا<br />
السوؤال استخدم اختبار)test -T( للكشف عن اأثر املوؤهل وكانت النتائج كالآتي:<br />
اجلدول)7(<br />
يبني نتائج اختبار)ت( المتالك احملاضرين لكفاية التعلم اإللكرتوني يف ضوء متغري املؤهل<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يالحظ من اجلدول)7( عدم وجود فروق ذات دللة اإحصائية)α ≤ 0.05( يف درجة<br />
امتالك كفايات التعلم الإلكرتوين من وجهة نظر حمارضي جامعة الأقصى تعزى ملتغري<br />
املوؤهل العلمي)ماجستري – دكتوراة(، على كل جمال من جمالت الدراسة، وعلى الدرجة<br />
الكلية للكفاية، وقد يعود ذلك اإىل اأن كفايات التعلم الإلكرتوين ل ترتبط مبوؤهل املحارض،<br />
واأن املحارضين يقومون باملهمات التدريسية نفسها يف اجلامعة، وحتت الظروف نفسها،<br />
ورمبا يعود اإىل ندرة التدريب الكايف على كفايات الإنرتنت والتعلم الإلكرتوين، سواء اأكان<br />
التدريب ملوؤهل الدكتوراة اأم املاجستري، وتوؤكد ذلك دراسة صادق)2005( التي اأشارت اإىل<br />
اأن من اأهم معوقات تطوير كفايات التعلم الإلكرتوين واستخدامها ندرة التدريب لأعضاء<br />
هيئة التدريس على كفايات التعلم الإلكرتوين، وقد يعود كذلك اإىل قلة الوعي الكايف لدى<br />
حملة الدكتوراة لأبعاد الكفايات مبعناها الواسع.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
النتائج املتعلقة بالسوؤال الثالث ومناقشتها: ينص السوؤال الثالث على: هل توجد<br />
فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى دللة))α ≤ 0.05(( يف درجة امتالك حمارضي<br />
جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين تعزى للخربة)اأقل من 5 سنوات، 5 سنوات<br />
فاأكرث(؟ لالإجابة عن السوؤال استخدم اختبار ت)T-test( للكشف عن اأثر اخلربة وكانت<br />
النتائج كالتي:<br />
اجلدول رقم)8(<br />
يبني نتائج اختبار)ت( المتالك احملاضرين لكفاية التعلم اإللكرتوني يف ضوء متغري اخلربة<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
()<br />
<br />
()<br />
<br />
()<br />
<br />
()<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتبني من اجلدول)8( عدم وجود فروق ذات دللة اإحصائية)≤)α 0.05( يف درجة<br />
امتالك كفايات التعلم الإلكرتوين من وجهة نظر حمارضي جامعة الأقصى تعزى ملتغري<br />
اخلربة)اأقل من 5 سنوات - 5 سنوات فاأكرث(، يف جمال اأساسيات استخدام احلاسوب، وقد<br />
يرجع ذلك اإىل طبيعة تلك الكفايات، من حيث كونها اأساسية واأولية يحتاجها املحارض يف<br />
عمله اليومي يف اإنشاء امللفات وحفظها، وتشغيل احلاسوب واستخدام براجمه املختلفة،<br />
مما يوؤدي باملحارضين اإىل الإملام بتلك الكفايات.<br />
يف حني وجدت فروق ذات دللة اإحصائية)α ≤ 0.05( يف درجة امتالك حمارضي<br />
جامعة الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين تعزى ملتغري اخلربة)اأقل من 5 سنوات - 5 سنوات
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
فاأكرث(، على جمال خدمات الشبكة، وجمال تصميم املقررات الإلكرتونية وبنائها، وجمال<br />
اإدارة املقررات الإلكرتونية، وعلى الدرجة الكلية للكفاية، ولصالح اأصحاب اخلربة)5(<br />
سنوات فاأكرث، وقد يعود ذلك اإىل اأن هذه الفئة من املحارضين اأكرث استقراراً من زمالئهم<br />
اأصحاب اخلربة الأقل من)5( سنوات، وبالتايل فاإن جهودهم تتجه نحو تطوير قدراتهم<br />
وكفاياتهم يف التعلم الإلكرتوين، الأمر الذي انعكس اإيجاباً على تقديراتهم، وقد تعزى تلك<br />
الفروق اإىل اأن املحارضين اأصحاب اخلربة)5( سنوات فاأكرث شعروا بزيادة خربتهم يف<br />
جمال التدريس، مما جعلهم يعتقدون بامتالك الكفايات بشكل اأكرب من اأصحاب اخلربة<br />
الأقل من)5( سنوات.<br />
واتفقت النتيجة السابقة مع دراسة عبد الرحيم واملوسوي Al( Abdelrahem &<br />
,Musawi 2003(، التي اأوضحت اأن ذوي اخلربة العالية يستخدمون الإنرتنت اأكرث من<br />
غريهم، وتختلف يف بعض جوانبها، مع دراسة عزمي)2006(، التي مل تظهر اأثراً للخربة يف<br />
استخدام الإنرتنت.<br />
النتائج املتعلقة بالسوؤال الرابع ومناقشتها: ينص السوؤال الرابع على: هل توجد فروق<br />
ذات دللة اإحصائية عند مستوى دللة)α ≤ 0.05( يف درجة امتالك حمارضي جامعة<br />
الأقصى لكفايات التعلم الإلكرتوين تعزى للكلية)العلوم التطبيقية، العلوم الإنسانية،<br />
الرتبية(؟ لالإجابة عن السوؤال استخدم حتليل التباين الأحادي)ANOVA )One Way<br />
للكشف عن اأثر متغري الكلية، وكانت النتائج كالتايل:<br />
اجلدول)9(<br />
يبني نتائج حتليل التباين األحادي المتالك احملاضرين لكفاية التعليم<br />
اإللكرتوني يف ضوء متغري الكلية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
يالحظ من اجلدول)9( عدم وجود فروق ذات دللة اإحصائية)≤)α 0.05( يف درجة<br />
امتالك كفايات التعلم الإلكرتوين من وجهة نظر حمارضي جامعة الأقصى تعزى ملتغري<br />
الكلية)العلوم التطبيقية - والعلوم الإنسانية - والرتبية(، وقد يعود ذلك اإىل طبيعة عمل<br />
املحارضين، من حيث تشابه ظروفهم يف العمل، حيث ترشف عليهم اإدارة واحدة، وغالباً<br />
ما يكون اهتمامها بالكليات واحداً، وميكن اأن ميس التطوير للكوادر البرشية يف كلية معينة<br />
باقي الكليات، كما اأن اختالط املحارضين مع بعضهم وتعاونهم قد يوؤدي اإىل زيادة فرص<br />
الحتكاك فيما بينهم، مما يقلل ظهور الختالفات بني كلية واأخرى، وبخاصة اإذا تبني اأن<br />
جميع املحارضين يعملون يف املراكز التعليمية نفسها التابعة للجامعة، حيث ل توجد<br />
اأماكن مستقلة لكل كلية على حدة.<br />
واختلفت النتيجة السابقة يف بعض جوانبها مع ما توصلت اإليه دراسة همرشي<br />
وبوعزة)2000(، التي اأظهرت اأن الكليات العلمية هي الأكرث استخداماً لالإنرتنت من غريها.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
التوصيات واملقرتحات:<br />
يف ضوء النتائج التي توصلت اإليها الدراسة وحدودها، فاإن اأهم ما يوصي به<br />
الباحثان الآتي:<br />
•الستفادة من كفايات التعلم الإلكرتوين احلالية عند اإعداد برامج التدريب اخلاصة<br />
مبحارضي جامعة الأقصى يف جمال التعلم الإلكرتوين.<br />
• تطوير بعض معايري التعيينات والرتقيات ملحارضي جامعة الأقصى، بحيث يحتل<br />
التعلم الإلكرتوين مكانة متقدمة يف هذه املعايري.<br />
•تنظيم دورات تدريبية حمددة للمحارضين لإكسابهم كفايات التعلم الإلكرتوين،<br />
وبخاصة يف جمال تصميم املقررات وبنائها، وجمال اإدارة املقررات الإلكرتونية.<br />
•اإتاحة الفرصة اأمام حمارضي جامعة الأقصى للمشاركة يف استخدام التعلم الإلكرتوين<br />
وتوظيفه لتنمية قدراتهم الذاتية واملهنية يف هذا املجال.<br />
•اإجراء دراسة مماثلة على باقي الكليات التي مل تشملها عينة الدراسة.<br />
•اإجراء دراسة حول اجتاهات حمارضي اجلامعة نحو توظيف التعلم الإلكرتوين يف<br />
التدريس اجلامعي.<br />
اإجراء دراسة تتناول مدى اإملام طلبة اجلامعة لكفايات التعلم الإلكرتوين.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املراجع:<br />
اأولً: املراجع العربية:<br />
1اإسماعيل، . 1 فادي)2003 (. البنية التحتية لستخدام تكنولوجيا املعلومات والتصالت<br />
يف التعليم والتعلم عن بعد. الندوة الإقليمية حول توظيف تقنيات املعلومات<br />
والتصالت يف التعليم والتعلم عن بعد. دمشق من 17-15 يوليو. متوفر على املوقع<br />
http://ituarabic.org/E-Education تاريخ الدخول للموقع: 2006-3-20م.<br />
2اإطميزي، . 2 جميل)2007 ) مقدمة عن التعليم الإلكرتوين. مركز اأصدقاء فوزي كعوش<br />
للتميز بتكنولوجيا المعلومات. جامعة بوليتكنك اخلليل. متوفر على املوقع<br />
http://elearning.ppu.edu/moodle/mod /resource/view.php?id= 828<br />
تاريخ الدخول للموقع: 2008-2-12م.<br />
3احلربي، . 3 حممد)2006 (. مطالب استخدام التعليم الإلكرتوين لتدريس الرياضيات<br />
باملرحلة الثانوية من وجهة نظر املمارسني واملتخصصني. رسالة دكتوراة غري<br />
منشورة، كلية الرتبية، جامعة اأم القرى.<br />
4احلجي، . 4 اأنس)2002 (. عقبات حتول دون تطبيق التعليم الإلكرتوين يف اجلامعات<br />
العربية. جملة املعرفة، ديسمرب، العدد91، ص65-45.<br />
5اخلطيب، . 5 حممد)2003 (. التعليم الإلكرتوين يف مدارس امللك فيصل: روؤية مستقبلية.<br />
ندوة التعليم الإلكرتوين مبدارس امللك فيصل، الرياض، من 23-21 اأبريل. متوفر على<br />
املوقع solibrary/nadwa01/nadwat/ http://www.psso.org.sa/arabic/ps<br />
<strong>pdf</strong>/01.<strong>pdf</strong>. تاريخ الدخول للموقع: 2006-3-20م.<br />
6الراشد، . 6 فارس)2003 (. التعليم الإلكرتوين واقع وطموح. ندوة التعليم الإلكرتوين<br />
مبدارس امللك فيصل، الرياض، من 23-21 ابريل. متوفر على املوقع http://www.<br />
nadwat/<strong>pdf</strong>/03.<strong>pdf</strong>. psso.org.sa/arabic/pssolibrary/nadwa01/ تاريخ<br />
الدخول للموقع: 2006-2-12م.<br />
7الرافعي، . 7 عمر)2002 (. املدرسة الإلكرتونية: احلل يف)املخلوط(. جملة املعرفة، ديسمرب،<br />
العدد91. ص89-79.<br />
8سامل، . 8 اأحمد)2004 (. تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكرتوين. الرياض، مكتبة الرشد.<br />
9الشايب، . 9 اأحمد)2001 (. واقع استخدام اأعضاء هيئة التدريس يف اجلامعات الأردنية<br />
لشبكة الإنرتنت واجتاهاتهم نحوها. رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة الريموك،<br />
اإربد- الأردن.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
1010الشهري، فايز)2002 (. التعلم الإلكرتوين يف املدارس السعودية. جملة املعرفة، ديسمرب،<br />
العدد91، ص43-36.<br />
1111صادق، عالء)2005 (. استعداد اأعضاء هيئة التدريس بجامعة جنوب الوادي لتطوير<br />
واستخدام التعليم الإلكرتوين. اجلمعية املرصية لتكنولوجيا التعليم: املوؤمتر العلمي<br />
العارش “تكنولوجيا التعليم الإلكرتوين ومتطلبات اجلودة الشاملة”، القاهرة، من 7-5<br />
يوليو، ص12.<br />
1212عبد احلميد، حممد)2005 (. البحث العلمي يف تكنولوجيا التعليم. القاهرة، عامل الكتب.<br />
1313عبد احلميد، حممد)2005 (. فاعلية تصميم مقرر الكرتوين يف العلوم املطورة للمرحلة<br />
الإعدادية لتنمية مفاهيم الرتبية التكنولوجية. اجلمعية املرصية لتكنولوجيا التعليم:<br />
املوؤمتر العلمي العارش “تكنولوجيا التعليم الإلكرتوين ومتطلبات اجلودة الشاملة”،<br />
القاهرة، ص30-27.<br />
1عبد 414 احلميد، حممد)2005 (. منظومة التعليم عرب الشبكات. القاهرة، عامل الكتب.<br />
1515عبد املنعم، اإبراهيم)2003 (. التعليم الإلكرتوين يف الدول النامية: الآمال والتحديات.<br />
الندوة الإقليمية حول توظيف تقنيات املعلومات والتصالت يف التعليم والتعليم<br />
عن بعد، دمشق، من 17-15 يوليو. متوفر على املوقع http://ituarabic.org/E-<br />
Education تاريخ الدخول للموقع: 2006/4/2م.<br />
1616عزمي، نبيل)2006 (. كفايات املعلم وفقاً لأدواره املستقبلية يف نظام التعليم<br />
الإلكرتوين عن بعد. املوؤمتر الدويل للتعلم عن بعد، جامعة السلطان قابوس، مسقط، من<br />
9 27- مارس. متوفر على املوقع http://www.icode-oman.com/research_a.<br />
html تاريخ الدخول للموقع: 2006/4/2م.<br />
1717العويد، حممد واحلامد، عبد اهلل)2003 (. التعليم الإلكرتوين يف كلية التصالت واملعلومات<br />
بالرياض: دراسة حالة. ندوة التعليم الإلكرتوين مبدارس امللك فيصل، الرياض من 21-<br />
23 ابريل. متوفر على املوقع bic/pssolibrary/ http://www.psso.org.sa/ara<br />
nadwa01/nadwat/ppt/15.ppt تاريخ الدخول للموقع: 2006-3-20م.<br />
1818الغراب اإميان)2003 (. التعليم الإلكرتوين: مدخل اإىل التدريب غري التقليدي. القاهرة:<br />
املنظمة العربية للتنمية الإدارية.<br />
1919االهيتي، عبد الستار)2006(. التعليم التقليدي والتعليم الإلكرتوين. املوؤمتر الدويل الأول<br />
للتعليم الإلكرتوين. البحرين، من 19-17 اأبريل.<br />
2020مازن، حسام حممد)2004 (. مناهجنا التعليمية وتكنولوجيا التعليم الإلكرتوين<br />
والشبكي لبناء جمتمع املعلوماتية العربي- روؤية مستقبلية. املوؤمتر العلمي السادس<br />
عرش، من 22-21 يوليو، جامعة عني شمس، ص56-15.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
2121املبارك، اأحمد)2004 (. اأثر التدريس باستخدام الفصول الفرتاضية عرب الشبكة<br />
العاملية “الإنرتنت” على حتصيل طالب كلية الرتبية يف تقنيات التعليم والتصال<br />
بجامعة امللك سعود. رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة امللك سعود باململكة<br />
العربية السعودية.<br />
222المبرييك، هيفاء)2003 (. التعليم الإلكرتوين: تطوير طريقة املحارضة يف التعليم<br />
اجلامعي باستخدام التعليم الإلكرتوين مع منوذج مقرتح. ندوة مدرسة املستقبل.<br />
جامعة امللك سعود، كلية الرتبية، من 23-22 اأكتوبر. متوفر على املوقع http://<br />
www.ksu.edu.sa/seminars/future-school/index2.htتاريخ الدخول<br />
للموقع: 2006/2/23م.<br />
2323املحيسن، اإبراهيم وهاشم، خديجة)2002(. املدرسة الإلكرتونية: "مدرسة املستقبل<br />
دراسة يف املفاهيم والنماذج". ندوة مدرسة املستقبل. جامعة امللك سعود، من 22-<br />
23 اأكتوبر. متوفر على املوقع-http://www.ksu.edu.sa/seminars/future<br />
school/index2.html تاريخ الدخول للموقع: 2006/3/17م.<br />
2424املوسي، عبد اهلل)2002 (. التعليم الإلكرتوين: مفهومه، وخصائصه، وفوائده وعوائقه.<br />
ندوة مدرسة املستقبل، جامعة امللك سعود، 23-22 اأكتوبر. متوفر على املوقع http://<br />
wwww.ksu.edu.sa/seminars/future-school/Papers/AbdullahEtergy<br />
Paper.rtf تاريخ الدخول للموقع: 2006/3/28م.<br />
25املوسى، عبد اهلل)2007(. متطلبات التعليم الإلكرتوين. املوؤمتر الرتبوي 36<br />
الإلكرتوين: اآفاق وحتديات(. الكويت 19-17 مارس 2007م. متوفر على املوقع<br />
http://www.moalem.org/default.aspx تاريخ الدخول للموقع: 2-12-<br />
2008م.<br />
2626املوسى، عبد اهلل واملبارك، اأحمد)2005 (. التعليم اللكرتوين: الأسس والتطبيقات.<br />
الرياض: دار العبيكان.<br />
2727الفنتوخ، عبد القادر، والسلطان، عبد العزيز)2000 (. الإنرتنت يف التعليم: مرشوع<br />
املدرسة الإلكرتونية. رسالة اخلليج العربي، العدد 71، السنة)20(، ص 81-79.<br />
2828الهرش، عايد)1999 (. استخدام شبكة الإنرتنت من قبل اأعضاء هيئة التدريس والطلبة<br />
واملوظفني الإداريني بجامعة الريموك. جملة الأستاذ، جامعة بغداد، العدد 14، ص:<br />
25 )التعليم<br />
.52-29<br />
2929الهرش عايد، وجوارنة، طارق)2004 (. واقع استخدام معلمي البادية الشمالية الغربية<br />
ملهارات الإنرتنت يف ضوء بعض املتغريات. جملة دراسات يف املناهج وطرق التدريس،<br />
القاهرة، العدد 101، ص183-145.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
3030همرشي، عمر وبوعزة، عبد املجيد)2000 (. واقع استخدام شبكة الإنرتنت من قبل اأعضاء<br />
هيئة التدريس بجامعة السلطان قابوس. جملة دراسات، الأردن، 27)2(، ص328 -342.<br />
3131وزارة الرتبية والتعليم العلي الفلسطينية)2006 (. اأخبار ونشاطات الوزارة. متوفر<br />
على املوقعhttp://www.mohe.gov.ps/news/archives/december.html#7<br />
تاريخ الدخول للموقع: 2008-2-13م.<br />
ثانياً: املراجع الأجنبية:<br />
32. Waterhouse, S.(2003) The Power of E-Learning, The Past, The<br />
Present, and The Future. ETEXOMAN, Muscat, Oman, October 22-<br />
24, P: 27-49.<br />
33. Abdelrahem, A. & Al Musawi, A.(2003). Instructional uses of Internet<br />
services by Sultan Qaboos University faculty Members(Part1),.<br />
International Journal of Instructional Media,. Vol.30, No1, pp: 45-<br />
57, USA: Connecticut..<br />
34. Allehaibi, M.(2001). Faculty adoption of Internet technology in<br />
Saudi Arabian universities, PhD, Florida State University. Available:<br />
http://www.sssgrp.com/Menu/Di ssAbstracts /InnovationDiffusion/<br />
Allehaibi.htm. retrieved on: 12/4/2007.<br />
35. Fallon C., & Brown S.(2003). E-Learning Standards: A Guide to<br />
Purchasing, Developing, and Deploying Standards-Conformant<br />
E-Learning. CRC Press LLC,2000 N.W. P:4.<br />
36. Wang, Y., & Cohen, A.(2000). Communication and Sharing in<br />
Cyberspace University faculty use of internet resources. International<br />
Journal of Instructional Media,. Vol.6, No4, pp:303-312.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املصادر واملراجع:<br />
أوالً: املراجع العربية:<br />
1اأبو . 1 زعرور، رنا حمد اهلل درويش)2003 (. »اأثر استخدام التعليم مبساعدة احلاسوب بلغة<br />
فيجوال بيسك على التحصيل يف الرياضيات ودافع الإجناز الآين واملوؤجل لطلبة الصف<br />
السابع الأساسي يف مدينة نابلس«. رسالة ماجستري غري منشورة، كلية الدراسات<br />
العليا، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطني.<br />
2اأبو . 2 عمر، عبد اللطيف عبد احلافظ)1998 (. »واقع استخدام احلاسوب يف مدارس<br />
حمافظات جنوب الأردن واجتاهات الطالب واملعلمني نحوه«. رسالة ماجستري غري<br />
منشورة، جامعة موؤتة، الكرك، الأردن.<br />
3اأبو . 3 الفتوح، حلمي واأبو زيد، عبد الباقي)2000 (. توظيف احلاسب الآيل واملعلوماتية<br />
يف مناهج التعليم الفني بدولة البحرين. املوؤمتر السادس عرش للحاسب الآيل والتعليم<br />
املنعقد يف الرياض – 21 26 ابريل 2000.<br />
4بادي، . 4 عبد اهلل ضامن)2001 (. »اأثر استخدام احلاسوب التعليمي على التحصيل الآين<br />
واملوؤجل لطلبة الصف العارش الأساسي يف مبحث الكيمياء يف حمافظة سلفيت«. رسالة<br />
ماجتسري غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطني.<br />
5جامعة . 5 القدس املفتوحة)2007 (. »تكنولوجيا التعليم«. فلسطني.<br />
6جبيلي، . 6 اإبراهيم حممد)1999 (. »اأثر استخدام احلاسوب التعليمي على التحصيل<br />
املبارش واملوؤجل عند طلبة الصف اخلامس الأساسي يف الرياضيات«. رسالة ماجستري<br />
غري منشورة، جامعة الريموك، اربد، الأردن.<br />
7حسن، . 7 حممد صديق)1995 (. »التعليم الذاتي والوسائل التعليمية«. جملة الرتبية، قطر،<br />
الدوحة، ،)23(113 .79-67<br />
8خصاونة، . 8 منيب وصفي)1998 (. »الثقافة احلاسوبية لدى طلبة الصف العارش يف<br />
مدارس تربية اإربد الثانية ومدى انعكاسها على اإجتاهاتهم نحو احلاسوب«. رسالة<br />
ماجستري غري منشورة، جامعة الريموك، اإربد، الأردن.<br />
9اخلطيب، . 9 ماجد)2001 (. اأزمة الرتبية يف البيت واملدرسة يف اأملانيا، الرتبية يف حالة<br />
طوارىء، كتاب يتحدث عن رضر الكمبيوتر على التالميذ، متوفر على املوقع:<br />
http://www.asharqalawsat.com/macdaily/24-11-2001/books/1010<br />
books.html.
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي<br />
1111خليف، زهري ناجي)2001 (. اإستخدام احلاسوب وملحقاته يف اإعداد الوسائل التعليمية.<br />
بحث مقدم ملوؤمتر العملية التعليمية يف عرص النرتنت املنعقد بجامعة النجاح الوطنية<br />
يف نابلس 2001/5/10-9.<br />
1212زامل، جمدي واصبيح، عمر)2004 (. »توظيف اأسلوب حل املشكالت يف عمليتي التعليم<br />
والتعلم:كتيب ارشادي تدريبي«. ط2، منشورات مركز الإعالم والتنسيق الرتبوي، رام<br />
اهلل، فلسطني.<br />
1313الرسطاوي، عادل فايز)2001 (. »معوقات تعلم احلاسوب وتعليمه يف املدارس<br />
احلكومية مبحافظات شمال فلسطني من وجهة نظر املعلمني والطلبة«. رسالة ماجستري<br />
غري منشورة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطني.<br />
14 14 سعادة، جودت اأحمد والرسطاوي، عادل فايز)2003 (.« استخدام احلاسوب والنرتنت<br />
يف ميادين الرتبية والتعليم«. ط1، دار الرشوق للنرش والتوزيع، عمان، الأردن.<br />
15 15 سالمة، عبد احلافظ حممد)1991 (. »واقع استخدامات احلاسوب يف التدريس الصفي<br />
يف املدارس اخلاصة يف الأردن«. رسالة ماجستري غري منشورة، اجلامعة الأردنية،<br />
عمان، الأردن.<br />
1616طوالبة، حممد)1997 (. »اجتاهات املعلمني واملعلمات نحو استخدام احلاسوب لأداء<br />
املهام الرتبوية«. جملة اأبحاث الريموك، سلسلة العلوم الإنسانية والجتماعية، 13)3(،<br />
.241-225<br />
1717عبداهلل، سامي حممود والسويدي، وضحى علي)1992 (. »اجتاهات معلمي ومعلمات<br />
العلوم الرشعية مبراحل التعليم العام نحو استخدام الوسائل التعليمية احلديثة يف<br />
التدريس«. جملة الرتبية، السنة)21(، العدد)102(، 94-80.<br />
18 18 العجلوين، خالد)2001 (. »استخدام احلاسوب يف تدريس مادة الرياضيات لطلبة<br />
املرحلة الثانوية يف مدارس مدينة عمان«. جملة دراسات، اجلامعة الأردنية، 28)1(.<br />
.101-85<br />
19 19 العجلوين، حممد خري)1994 (. »اأثر التعلم بواسطة احلاسوب يف تنمية التفكري الناقد<br />
لدى عينة اأردنية من طلبة الصف الأول الثانوي يف مبحث اجلغرافيا«. رسالة ماجستري<br />
غري منشورة، اجلامعة الأردنية، عمان، الأردن.<br />
2020علي، تيسري صبحي)1988 (. »اأثر استخدام احلاسوب على حتصيل املهارات العددية<br />
لدى الطلبة ذوي صعوبات التعلم«. رسالة ماجستري غري منشورة، اجلامعة الأردنية،<br />
عمان، الأردن.<br />
2121العمري، عبداهلل سعد)2001 (. تكنولوجيا احلاسوب يف العملية التعليمية، جملة دراسات<br />
يف املناهج وطرق التدريس، العدد الثالث والسبعون، مرص، القاهرة، سبتمرب 2001م.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
2222الفار، اإبراهيم)1995(. التعليم والتعلم املعزز باحلاسوب – الروؤية واملستقبل، وقائع<br />
ندوة احلاسوب يف جامعات دول اخلليج العربي.<br />
2323املرصي، اأحمد حممود)1997 (. »دراسة مسحية للصعوبات واملشاكل التي يواجهها<br />
طلبة الصف العارش يف حمافظة اربد يف تعلم املادة احلاسوبية من وجهة نظر املعلمني<br />
والطلبة«. رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة الريموك، اربد، الأردن.<br />
24 24 مندورة، حممد ورحاب، اأسامة)1989 (. »دراسة شاملة حول استخدام احلاسب الآيل<br />
يف التعليم العام مع الرتكيز على جتارب ومشاريع الدول الأعضاء«. جملة رسالة<br />
اخلليج العربي، 9)29(، 183-99.<br />
25.<br />
26.<br />
27.<br />
28.<br />
29.<br />
30.<br />
31.<br />
32.<br />
ثانياً: املراجع األجنبية:<br />
Hawisher, G.,(1989). Research and Recommendations for computers<br />
and Composition in Gail E. Hawisher and Cynthia L.selfe(Eds.).Critical<br />
perspectives on computers and composition Instruction. New York:<br />
Teachers College Press. P.44-64,<br />
Ito, M.,(1996). “Computer education in the mathematics curriculum<br />
of Japan: Lesson from successes and failures of the united staters”.<br />
Colombia University Teachers College. Dissertation Abstracts<br />
International, 57(11), 4678.<br />
Louzon, A. & Moore, A.,(1989) A Fourth Generation Distance<br />
Education System: Integrating C AL and Computer Conferencing.<br />
American journal of Distance Education.<br />
Loveless, T.,(1996). “Why aren’t computers used more in schools?”.<br />
Harvard university, Cambridge, MA. Kennedy School of Government.<br />
(ERIC Document Reproduction service, Np.ED 392131).<br />
Peak, K, & Doricott, D.,(1994). Why Use Technology? Educational<br />
Leadership, Vol. 51.<br />
-Stine, L.,(1990). “Computers in the classroom, problems”. Writing<br />
Notebook, 7(3), 3839.(ERIC Document Reproduction service, No EJ<br />
4022).<br />
Taylor, R,(1980): The Computer in the School: Tutor, Toll, Tutee. New<br />
York: Teacher College Press.<br />
White, Daniel, C.,(1993). “Improving the student use of computers<br />
within the middle school curriculum through a multi – faceted<br />
approach of increase computer accessibility and varied teaching /<br />
Learning strategies”. Doctoral practicum Report, Nova University.<br />
(ERIC Document Reproduction service, No, ED 37822).
مدى امتالك محاضري جامعة األقصى لكفايات التعلم<br />
اإللكتروني في ضوء بعض املتغيرات<br />
د. حسن عبد اهلل النجار<br />
أ. سامح جميل العجرمي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
واقع الصحة والسالمة املهنية يف<br />
املنشآت الصناعية يف فلسطني<br />
أ.سالمة سامل*
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
ملخص<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة واقع الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت الصناعية<br />
يف حمافظة طولكرم، من وجهة نظر العاملني فيها، وذلك من خالل اأربعة حماور رئيسة<br />
هي: مدى اإميان اإدارة املنساأة الصناعية وقناعاتها بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية،<br />
مدى التزام العاملني بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية، دور دائرة الرقابة والتفتيش<br />
اخلاصة بوزارة العمل مبتابعة تطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية، واأخرياً مدى رضا<br />
العاملني عن تطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية يف منساآتهم التي يعملون فيها.<br />
ولقد اشتملت عينة الدراسة على)314( من العاملني يف ثالثة قطاعات صناعية حسب<br />
تصنيف مكتب وزارة العمل يف حمافظة طولكرم، وهي: الكسارات واملحاجر، والصناعات<br />
التحويلية، واأخرياً الغاز، واملياه، والكهرباء.<br />
وقد جُ معت البيانات من املبحوثني يف تلك القطاعات، وحلِّلت باستخدام النسب<br />
الإحصائية، ومن اأهم النتائج التي توصلت اإليها الدراسة اأن هناك فروقاً دالة اإحصائيا<br />
تبعا ملتغري اجلنس، ولصالح الذكور بالنسبة ملحور مدى التزام العاملني بتطبيق قواعد<br />
الصحة والسالمة املهنية، واإجراءاتها يف اأثناء تاأديتهم لعملهم، ووجود فروق اأيضا تبعاً<br />
ملتغري احلالة الجتماعية، ولصالح العزاب بالنسبة ملحور رضا العاملني عن تطبيق قواعد<br />
الصحة والسالمة املهنية، واإجراءاتها يف اأماكن عملهم.<br />
وقدِّمت بعد ذلك توصيات للجهات والهيئات املعنية لالستفادة من هده الدراسة اأهمها:<br />
•تصميم الربامج الإرشادية والتدريبية من اأجل رفع مستوى ثقافة العاملني، وزيادة<br />
وعيهم برضورة تطبيق قواعد الصحة واإجراءاتها، والسالمة املهنية؛ اإذ اأظهرت النتائج<br />
اأن مدى التزام العاملني بهذه القواعد كانت بدرجات متوسطة.<br />
التاأكيد على رضورة قيام اجلهات املختصة باملتابعة والتفتيش بشكل دوري<br />
على املنساآت الصناعية، للتاأكد من تطبيق الأسس العامة للصحة والسالمة املهنية.<br />
• ومفاجئ
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Abstract<br />
This study aimed at identifying the reality of health and safety in<br />
industrial establishments in Tulkarm Governorate from the employees’<br />
point of view. This identification is assessed through four major coreissues<br />
as follows:<br />
The administration’s satisfaction and belief in the application of the<br />
rules and procedures of the health and safety meaytres the employees’<br />
commitment to the application of the rules and procedures of the health<br />
and safety.the role of the official authorities in the control and inspection of<br />
institutions the employees’ satisfaction with the application of the rules and<br />
procedures of the health and safety in the establishments where they work.<br />
A study sample of(314) male and female employees in three industrial<br />
sectors classified according to Ministry Labor Office in Tulkarm<br />
Governorate.as follows: Crashers and stone quarry, Conversion industries,<br />
Electricity, Water and Gas establishments.<br />
A ccordingly a set of findings were printedont concerning the statistical<br />
differences between males and females with respect to the employees’<br />
commitment to the application of the rules and procedures of the health<br />
and safety.<br />
Depending on the resulls of the study the researcher put forward the<br />
following recommendations addressed to the concerned authorities:(1)<br />
Design traing programs to up date the employees> know low and increase<br />
their awareness to apply the health rules, measures and the professional<br />
safety.(2) Ensuring the necessity of carrying out the abrupt cheik out<br />
inspecting of the industrial establishments to make sure that the general<br />
principles of health and professional safety are applied.
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
مقدمة<br />
تبذل اإدارة الأفراد يف منساآت الأعمال احلديثة جهوداً حثيثة، لتوفري القوى العاملة<br />
الالزمة لتنفيذ اخلطط والربامج الإنتاجية والتسويقية والبيعية للمنظمة، و تسعى اإىل توفري<br />
اأفضل ما هو متاح لها من عنارص برشية ذات كفاءة وقدرة على اأداء املهمَّات املختلفة<br />
بفاعلية وكفاءة عالية، ولكي يكون ذلك ممكناً، فال بد من اأن تهتم اإدارة الأفراد بتوفري<br />
مواقع مناسبة لأداء هذه الأعمال، تتوافر فيها الظروف البيئية والرشوط املادية املالئمة،<br />
فمن غري املمكن اأن يوؤدي الفرد عمله يف ظروف ل تتوافر فيها مستلزمات السالمة املهنية<br />
سواء من حيث احلوادث الصناعية اأم الأمراض املهنية، وكذلك من غري املعقول اأن تطلب<br />
اإدارة الأفراد، اأو اإدارة املنساأة من الفرد القيام بعمله يف ظل ظروف ل تتوافر فيها املقومات<br />
الأساسية للمحافظة على صحته وسالمته.<br />
وملا كان العنرص البرشي ميثل العنرص الأكرث اأهمية، والأعلى قيمة من بني عنارص<br />
الإنتاج الأخرى، فاإن الهتمام يجب اأن ينصب باجتاهه واملحافظة عليه ورعايته صحياً<br />
واجتماعياً)شاويش، 2004، ص:331(. اإذ اإنه من النتائج التي اأفرزتها عملية انتشار<br />
استخدام املكائن والآلت بشكل واسع يف منساآت الأعمال، و بشكل خاص الصناعية منها،<br />
هو ارتفاع عدد حوادث العمل والإصابات بني الأفراد العاملني، وترتتب على هذه احلوادث<br />
خسائر واأرضار بالفرد واملنظمة وحتى باملجتمع كله. وتتمثل هذه اخلسائر بالأرضار التي<br />
تلحق بالعنرص الإنساين ذاته نتيجة لإصابته بسبب حوادث العمل، وكذلك تتحمل املنظمة<br />
خسائر مادية متعددة تتمثل يف الأرضار التي تلحق باملكائن والآلت، والتعويضات التي<br />
تدفع للعاملني نتيجة اإصابتهم، وغريها من التكاليف التي تتكبّدها املنظمة.<br />
من جانب اآخر، فاإن املنظمة قد تتعرض اإىل حوادث واأرضار تنساأ عن حالت احلريق<br />
والترضر بالكوارث الطبيعية واحلروب، وغريها من الأحداث العامة التي تشمل املنظمة<br />
كونها نظاماً فرعياً ضمن نظام اأكرب هو املجتمع الذي تشكل جزءاً منه، و بالتاأكيد فاإن<br />
عملية التخطيط ملواجهة مثل هذه احلالت تبقى قارصة على الحتياجات الأساسية الالزمة،<br />
التي من املمكن اأن تقوم بها الإدارة العليا للمنظمة، وقد تكون حمدودة الفاعلية، حيث
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
ميكن لالإدارة اأن تقلل من الآثار السلبية للحوادث من خالل توفري مستلزمات مواجهتها عند<br />
حدوثها، وتشمل هذه املستلزمات كل الأدوات واملعدات الالزمة لهذا الغرض، اأو من خالل<br />
رفع مستوى الوعي الوقائي لدى الأفراد العاملني، وكذلك تنظيم العمل باأسلوب مناسب<br />
يقلل من احتمالت وقوع احلوادث، وبالتايل التقليل من حجم اخلسائر املادية التي ميكن<br />
اأن تتحملها املنظمة بسبب ذلك)عباس، 2006، ص:306(.<br />
اإن الهتمام بالسالمة املهنية واجلوانب املتعلقة بها، اأخذ يزداد يف السنوات الأخرية،<br />
وذلك لأهميتها بالنسبة لالأفراد العاملني وللمنساأة واملجتمع. فبعد اأن كان الهتمام بها<br />
ينحرص فقط لدى النقابة باعتبارها اجلهة املسوؤولة عن الأفراد العاملني ومصاحلهم<br />
وسوؤونهم، اأخذ هذا الهتمام يزداد ويتسع، فاأخذت اإدارات منساآت الأعمال واملنظمات<br />
الدولية وبشكل خاص منظمة العمل الدولية، تهتم بهذا اجلانب، وبادرت لعقد موؤمترات<br />
حملية و اإقليمية ودولية ترتكز على جوانب متعددة ذات عالقة بالسالمة املهنية، وكيفية<br />
حتقيقها وتعزيزها، وتوفري املستلزمات املادية والتنظيمية والجتماعية ملنظمات الأعمال<br />
مبختلف اأنواعها)برنوطي، 2001، ص:471(.<br />
مشكلة الدراسة وأسئلتها:<br />
تعدُّ املوارد البرشية من اأهم ركائز منساآت الأعمال بشكل عام مبختلف اأنواعها<br />
واأشكالها، وتزداد اأهميتها يف املنساآت الصناعية بشكل خاص، اإذ اإن العمل فيها يتصف<br />
باملخاطر التي متس بشكل مبارش اأو غري مبارش اأهم عنارص الإنتاج، األ وهو العنرص<br />
البرشي. ومبا اأن التطور التكنولوجي والتغريات البيئية الداخلية واخلارجية األقت اأعباء<br />
ومسوؤوليات على عاتق اإدارة املنساآت خاصة بصيانة العاملني يف بيئة اأعمالهم، ووقايتهم<br />
من احلوادث، والأمراض املهنية، وكذلك تعويضهم عن اأية اأرضار ناجمة عن بيئة العمل،<br />
فكان لزاما على تلك املنساآت الهتمام بربامج الصحة والسالمة املهنية، وتوفريها<br />
باعتبارها حقاً من حقوق العاملني فيها، وذلك لتحقيق الأهداف الجتماعية املتمثلة<br />
باملسوؤولية الجتماعية، اإضافة اإىل الأهداف الفردية املتمثلة بحماية الأفراد العاملني،<br />
وتلبية حاجتهم يف مواقعهم)برنوطي، 2001، ص 465(. وتتمثل مشكلة هذا البحث يف<br />
الإجابة عن السوؤال الرئيس الآتي:<br />
ما واقع الصحة والسالمة املهنية يف املنصاآت الصناعية يف حمافظة طولكرم<br />
وعالقتها ببعض املتغريات؟
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
أهمية الدراسة:<br />
تعد هذه الدراسة _ يف ضوء علم الباحث _ الأوىل من نوعها يف حمافظة طولكرم<br />
التي تهتم ببحث موضوع السالمة املهنية، ومدى تطبيقها وتوفريها من اإدارات املنساآت<br />
الصناعية. كما تكمن اأهمية الدراسة من حيث ارتباط مفهوم السالمة املهنية باأهم عنارص<br />
الإنتاج، األ وهو العنرص البرشي، ومدى اهتمام تلك املنساآت بتوفري احلماية لعامليها<br />
وموظفيها. هذا بالإضافة اإىل كونها تبني نواحي القصور يف توفري املستلزمات املادية<br />
والتنظيمية التي توؤدي دوراً مهماً يف تقليل احتمالت حصول حوادث العمل. وتوضيح<br />
دور اجلهات الرسمية املختصة بوزارة العمل يف متابعة الرقابة والتفتيش على املنساآت<br />
الصناعية، و توفري قواعد السالمة املهنية ووسائلها.<br />
أهداف الدراسة:<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل حتقيق ما ياأتي:<br />
1التعرف . 1 اإىل مدى تطبيق قواعد السالمة املهنية عملياً يف املنساآت الصناعية يف<br />
حمافظة طولكرم.<br />
2 معرفة مدى اإميان اإدارة املنساآت الصناعية ودعمها وقناعاتها برضورة تطبيق<br />
قواعد الصحة والسالمة املهنية.<br />
3 معرفة مدى التزام العاملني بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءتها اأثناء<br />
تاأديتهم لعملهم<br />
4 معرفة دور الهيئات واجلهات الرسمية للرقابة والتفتيش على اإجراءات الصحة<br />
والسالمة املهنية.<br />
5 معرفة مدى رضا العاملني عن توافر وسائل الصحة والسالمة املهنية واأدواتها يف<br />
اأماكن عملهم.<br />
بالإضافة اإىل ذلك، فاإن الدراسة سوف تعمل على حتقيق جمموعة من الأهداف غري<br />
املبارشة مثل: الربامج والطرق والدورات التي تعقدها، بالإضافة اإىل قياس مدى رضا العاملني<br />
يف املنساآت الصناعية عن نظم التاأمينات والتعويضات املعمول بها يف اأماكن عملهم.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
فرضيات الدراسة:<br />
ميكن حرص فرضيات الدراسة وتلخيصها بالفرضية الصفرية الآتية:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية عند مستوى الدللة)α≥0.05( يف درجة ومستوى<br />
واقع الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا ملتغريات<br />
اجلنس، والعمر، وسنوات اخلربة، واملستوى العلمي، واحلالة الجتماعية.<br />
حدود الدراسة:<br />
اقترصت هذه الدراسة على عينة حصصية، حيث قُ سم جمتمع الدراسة اإىل ثالث وحدات<br />
بحثية، اإذ اعترب كل نوع من اأنواع الصناعات الثالث)كسارات وحماجر، حتويلية، كهرباء<br />
غاز ومياه( وحدة بحثية، وقد وزعت الستبانة على عينة ممثلة من الوحدات البحثية بلغ<br />
قوامها)314( من العاملني يف الصناعات الثالث. وقد اقترص تطبيق الدراسة على فئة<br />
العمال يف املنساآت الصناعية، واأخذ باحلسبان معايري منها: اأهمية القطاع وحجمه،<br />
وعدد القوى العاملة فيه، واأهميته بالنسبة للصناعة يف املحافظة. كما نُفذت هذه الدراسة<br />
يف مدة زمنية حمدودة، والتزم الباحث بحدود املعلومات التي حصل عليها من اجلهات<br />
الرسمية يف حمافظة طولكرم، واعتمد على موثوقيتها ومصداقيتها، واأخذ بعني العتبار<br />
كذلك ايجابيات منهج التحليل وسلبياته.<br />
اإلطار النظري والدراسات السابقة:<br />
مفهوم السالمة املهنية:<br />
تعددت تعريفات السالمة وتنوعت من حيث حمدوديتها وعمومها والهدف منها<br />
ونوعها، واأدخل بعضهم كلمة الأمن، وبعضهم الآخر كلمة صحة مهنية.كما عرف)املرعي،<br />
1987، ص9( السالمة باأنها »اتباع اأسلوب العمل السليم الذي يجنبنا احلوادث، ويقينا<br />
من الإصابات«وعرفها)كامل، 1997، ص8(باأنها »احلالة التي يكون فيها الإنسان اآمنا<br />
وبعيداً عن اخلطر اأو الإصابة اأو الرضر.وعرفها)الثبيتي، 1992، ص10(باأنها »التقليل<br />
من الإصابات واخلسائر الناجتة عن الأعمال غري املدروسة مثل: احلوادث والكوارث«. اأما<br />
تعريف السالمة من وجهة نظر الرشيعة الإسالمية »فهي املحافظة على الدين والنفس<br />
والعقل والعرض واملال، وهي املعروفة عند العلماء بالرضورات اخلمس«)الطريقي،<br />
1995، ص8(. اأما بالنسبة لالأمن فليس هناك مفهوم قاطع لتعريفه، فقد عرفه)يوسف،<br />
1997، ص24(باأنه »شعور بالطمئنان والسكينة والرتياح جتاه اأمر من الأمور«.كما
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
اأشار)املرعي، 1987، ص53(، اإىل اأن الأمن يتنوع حسب الأهمية والهدف اإىل اأمن صناعي،<br />
واأمن مدين، واأمن سياسي.وقد فرق بعضهم بني الأمن والسالمة املهنية، فعرفوا الأمن املهني<br />
باأنه«حتقيق سالمة العمال من النواحي الصحية والنفسية ووقايتهم من الأخطار الناجمة<br />
عن املهنة، »اأو هو نظام يهدف اإىل اإشاعة الطماأنينة وجتنب وقوع احلوادث والإصابات<br />
والأمراض املهنية داخل املنساآت الصناعية)اأبو بكر واأبو صالح، 1989، ص13(.<br />
و عرفت السالمة املهنية باأنها» جميع الأنشطة الهادفة اإىل حماية الأفراد العاملني<br />
واملواد والأجهزة واملكائن واملعدات واملهمات من التعرض للحوادث والإصابات خالل<br />
العمل«. اأي اأن السالمة املهنية ترتكز على تقدمي اخلدمات والتجهيزات والإنشاءات<br />
ووضع الرتتيبات الالزمة حلماية جميع عنارص الإنتاج، ويف مقدمتها العنرص البرشي،<br />
بحيث تتوافر تلك الظروف املادية والنفسية املناسبة لالأفراد العاملني لأداء اأعمالهم<br />
بالشكل املطلوب)حكمت، 1982(. وعرفت منظمة العمل الدولية(ILO)، ومنظمة الصحة<br />
العاملية(WHO) الصحة املهنية باأنها» املحافظة على اإدامة صحة الفرد جسمياً وعقلياً<br />
واجتماعياً داخل موقع عمله، وذلك باتباع الأسس الصحية والوقاية الالزمة والكافية<br />
ملنع انحراف صحته بسبب ظروف العمل، باأن يكون هذا النحراف مرضاً نتيجة التعرض<br />
للمسببات املرضية”. ويف تعريف شامل لها »هي حماية عنارص النتاج الثالثة: القوى<br />
العاملة، الأدوات والآلت واملعدات، املواد الأولية واملنتجة وحتسني بيئة العمل، وذلك<br />
بتطبيق اأنظمة واإجراءات خاصة توؤدي اإىل منع وقوع احلوادث«)صالح، 1994(.وللسالمة<br />
املهنية مفهومان: مفهوم وظيفي، ومفهوم تنظيمي. فاملفهوم الوظيفي: يعترب السالمة<br />
والصحة املهنية جمموعة من الإجراءات الهادفة اإىل منع وقوع حوادث واإصابات العمل<br />
والأمراض املهنية وحتقيق ظروف عمل اآمنة خالية من املخاطر. للحفاظ على عنارص<br />
الإنتاج من التلف والضياع.اأما املفهوم التنظيمي: فتكون السالمة والصحة املهنية هي<br />
حتديد الشكل التنظيمي وتوضيحه لأساليب العمل التي بواسطتها نستطيع حتقيق اأهداف<br />
السالمة والصحة املهنية ودور الأطراف املعنية بذلك)زيدان، 1995، ص10(.<br />
أهمية إدارة السالمة املهنية وأهدافها:<br />
تتمثل اأهمية اإدارة السالمة املهنية والصحية يف حتقيقها ملجموعه من الهداف الآتية:<br />
1تقليل . 1 تكاليف العمل:اإن الإدارة السليمة لبيئة العمل جتنب املنساأة كثرياً من املشاكالت<br />
املتمثلة باحلوادث والأمراض الصحية، هذه احلوادث تكلف املنساأة كثرياً من التكاليف<br />
املادية واملعنوية املتضمنة التعويضات املدفوعة للعاملني اأو لعوائلهم من بعدهم،<br />
وكذلك تعطل العمل.<br />
2توفري . 2 بيئة عمل صحية وقليلة املخاطر:اإن الإدارة مسوؤولة عن توفري املكان املناسب
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
6 .<br />
واخلايل من املخاطر املوؤدية اإىل الإرضار بالعاملني اأثناء عملهم، اإن هذه املسوؤولية<br />
اأصبحت متزايدة يف ظل التطور التكنولوجي، وبصورة خاصة يف املنساآت الصناعية.<br />
3 توفري نظام العمل املناسب من خالل توفري الأجهزة واملعدات الواقية، واستخدام<br />
السجالت النظامية حول اأية اإصابات اأو حوادث واأمراض.<br />
4 التقليل من الآثار النفسية الناجمة عن احلوادث والأمراض املهنية؛ اإذ اإن احلوادث ل<br />
يقترص تاأثريها على اجلوانب املادية يف العمل، واإمنا متتد اآثارها اإىل مشاعر العاملني<br />
داخل املنساأة وكذلك الزبائن املتعاملني معها.<br />
5 تدعيم العالقة الإنسانية بني الإدارة والعاملني، اإن توفري احلماية للعاملني والهتمام<br />
بهم من قبل الإدارة يشعرهم باأهميتهم ويبني جسور التعاون بينهم وبني اإدارتهم.<br />
6 تخلق الإدارة اجليدة للسالمة املهنية والصحية السمعة اجليدة للمنظمة جتاه املنافسني،<br />
هذه السمعة ينتج عنها استقطاب الأفراد الأكْ فاَء، والحتفاظ باأفضل الكفاءات.)عباس،<br />
2006، ص:306(.<br />
ختطيط الوقاية يف األمن الصناعي:<br />
يبداأ التخطيط للوقاية يف الأمن الصناعي بتوعية العاملني، وجعلهم على بينة واإدراك<br />
لرضورة جتنب املخاطر والأرضار، وتعريفهم بطبيعة خماطر العمل، وطرق الإصابة<br />
ووسائل الوقاية.ومن اأهم اأدوات التخطيط للوقاية:<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
1الإعالم: . 1 اإذ تعترب الإعالنات وامللصقات رضورية لتعريف الفرد لتجنب احلوادث،<br />
وتعترب الصورة من اأهم الوسائل الإعالنية يف الأمن الصناعي.<br />
2 التدريب: وذلك لتغيري سلوك العاملني واجتاهاتهم وترصفاتهم. وذلك لتحسني اأدائهم<br />
نتيجة تنمية قدراتهم اأو مهاراتهم ومعلوماتهم.<br />
3 اشرتاك العاملني يف وضع برامج السالمة وتطبيقها: اإذ اأنها اأساساً بنيت ملصلحة<br />
العامل والإنتاج معاً، واإن اشرتاك العاملني يف وضع قواعد السالمة وتطبيقها يلزم<br />
العمال التمسك بها ومتابعة تنفيذها بعد التطبيق.<br />
4 توفري بيئة عمل مناسبة: من بناية واأرضية ملكان العمل. ووجود مستلزمات السالمة<br />
كافة، مع توفري الوسائل الصحية من تهوية واإضاءة حسنة.<br />
5 حتليل حوادث العمل: وذلك ملعرفة اأسباب احلوادث ومعاجلة تلك الأسباب، وحتديد<br />
الإجراءات الكفيلة ملنع حدوثها مستقبالً.<br />
6تكوين . 6 جلان الأمن الصناعي: تتكون جلان الأمن الصناعي عادة من اأعضاء ميثلون
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
العاملني، ويختارون من بني العاملني ذوي الكفاءة والتدريب املالئم.ومن ممثلني<br />
عن الإدارة.)زويلف، 2001، ص:235(.<br />
ول بد يف مرحلة التخطيط لإعداد برنامج الأمن والسالمة ملنع احلوادث من مراعاة ما<br />
ياأتي:)شاويش، 2004، ص: 349(<br />
•اقتناع الإدارة باأهمية الربنامج.<br />
•توعية العاملني واحلصول على تعاونهم.<br />
•حتديد مصدر اخلطر.<br />
•حتديد اإجراءات التحقيق يف احلوادث والبيانات املطلوب جمعها.<br />
•اإعداد لئحة منع احلوادث)التنظيمات والإرشادات اخلاصة مبنع احلوادث(.<br />
أسباب حوادث العمل:<br />
اأسباب احلوادث الصناعية كثرية ومنها الإجهاد، حيث يعتقد الباحثون يف اإدارة<br />
الأفراد اأن الإجهاد وحده ميثل اأسباب احلوادث. كما يعترب بعضهم عدم اإطاعة العاملني<br />
تعليمات العمل املوجهة اإليهم من قبل املرشفني سبباً اآخر للحوادث الصناعية. يف حني<br />
يرجع اآخرون اأسباب احلوادث الصناعية لسببني اأولهما هندسي والأخر اإنساين. فالهندسي<br />
هو ما يتعلق مبقدار الحتياطات الفنية التي تتخذها املنساأة عن طريق مهندسي السالمة<br />
ملنع وقوع حوادث العمل.اأما العنرص الإنساين فيتعلق بروح اجلماعة ومقدار التعاون<br />
السائد، وحرص العاملني على سالمة زمالئهم يف العمل، كما يتعلق بنوع الإرشاف ومقدار<br />
العالقات الإنسانية التي تسود بني املرشفني و املروؤوسني.اإل اأن بعضهم ينسب احلوادث<br />
الصناعية لالأسباب الآتية:)شاويش، 2004، ص: 332(<br />
•ظروف العمل من حرارة وتهوية ورطوبة وضوضاء وتعب و رسعة يف العمل.<br />
•اأسباب اآلية سواء ميكانيكية اأو يدوية.<br />
•اأسباب شخصية منها عيوب البرص املختلفة والسن واخلربة.<br />
وسائل منع احلوادث الصناعية:<br />
من الوسائل التي ميكن استخدامها ملنع احلوادث الصناعيةماياأتي: )زويلف، 2001،<br />
ص:232( الوسائل امليكانيكية:بحيث توجه العناية نحو وضع قواعد حتقق سالمة العاملني<br />
عند تصميم الآلت من الناحية البدنية والنفسية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
•استخدام معدات الأمان.<br />
•حتسني بيئة العمل.<br />
•تكوين العادات السليمة لتحقيق الأمن الصناعي.<br />
واقع السالمة والصحة املهنية يف فلسطني<br />
اإن ما مييز واقع السالمة والصحة املهنية يف فلسطني املراحل التي مرت بها البالد،<br />
وبخاصة فرتة الحتالل الإرسائيلي املستمر حتى اأيامنا هذه، اإذ مل تكن املنساآت والورش<br />
واملصانع تعاين من ضعف القوانني املتعلقة بالسالمة املهنية، وهناك مدن كانت تفتقر<br />
اإىل مراكز لإطفاء احلريق اأو سيارات اإسعاف واإطفاء، وحتى اأيامنا هذه ما زالت مالمح هذا<br />
الواقع بحاجة اإىل حتديد اأكرث من خالل تطبيق القانون الفلسطيني اجلديد للعمل والعمال،<br />
فمن صفات هذا الواقع:<br />
•عدم املعرفة باأسس السالمة والصحة املهنية، وقلة الوعي لدى الطبقات يف<br />
املجتمع كافة.<br />
•افتقار فلسطني للمعلومات املتعلقة مبشكالت السالمة والصحة املهنية.<br />
•نقص يف الكادر الفني يف قطاع السالمة والصحة املهنية.<br />
•نقص يف معدات قياس ملوثات بيئة العمل واأجهزته، وكذلك معدات الفحص<br />
الطبي لالأفراد.<br />
•قلة التنسيق والتعاون بني اأصحاب العمل والعمال يف وضع برامج السالمة والصحة<br />
املهنية وسياساتها وخدماتها.<br />
•عدم توافر برامج توعية متخصصة بالصحة والسالمة املهنية.<br />
•كرثة الأمراض املتوطنة واملزمنة لدى العاملني.<br />
•عدم توافر خدمات السالمة والصحة املهنية يف مناطق العمل وخارجه.<br />
وبعد تسلم السلطة الفلسطينية صالحياتها على الأرض تغري واقع الصحة<br />
والسالمة املهنية، واأصبح هناك اهتمام نوعاً ما بهذا املجال، على اأمل اأن يتم التعمق<br />
فيه، والعمل على تطبيق قوانني السالمة املهنية ونظمها حسب املطلوب.)مكتب وزارة<br />
العمل -طولكرم، 2001(.
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
الدراسات السابقة:<br />
هدفت دراسة العمري)2002( اإىل اكتشاف العالقة بني الجتاهات السلوكية للعاملني<br />
مبصانع البرتوكيماويات وبني درجة التقيد بتعليمات السالمة، واإىل معرفة الفروق<br />
السلوكية وخصائصها بني العاملني يف هذه املصانع، ومعرفة العالقة بني وسائل السالمة<br />
الوقائية والصحية واملهنية يف بيئة العمل، وبني اجتاهات العاملني يف املصانع، ومعرفة<br />
العالقة بني توفري وسائل السالمة الوقائية والصحية املهنية يف بيئة العمل وبني اجتاهات<br />
العاملني يف املصانع. ومن اأهم النتائج التي توصلت اإليها هذه الدراسة ما ياأتي:رضورة<br />
اهتمام الإدارة العليا لالأمن الصناعي بصياغة تعليمات السالمة ومتابعة تطبيقاتها<br />
من جميع العاملني، والتوسع يف نرش الوعي حول احلوادث الصناعية داخل بيئة العمل<br />
عن طريق وسائل الإعالم املسموعة واملرئية الداخلية، وخاصة الإعالنات وامللصقات<br />
واللوحات الإرشادية وتوزيعها يف اأماكن العمل.ورضورة العمل على تدريب العاملني<br />
يف الوقت املناسب على وسائل السالمة واتباع تعليماتها، ورضورة توفري املعلومات<br />
الرضورية الالزمة عن الآلت واملعدات التي يستخدمها العمال مع توضيح مكامن اخلطر<br />
يف تلك الآلت، والطرق الصحيحة والسليمة لستخدامها، وكتابة هذه التعليمات باأسلوب<br />
مبسط وبخط واضح يف مكان مناسب، بالإضافة اإىل تشجيع العاملني الذين يبدون تطبيقاً<br />
جيداً ملعايري السالمة مادياً ومعنوياً.<br />
وهدفت دراسة املزروع)2001( اإىل التعرف اإىل خماطر مراحل الإنتاج يف حمطة<br />
تعبئة غاز البرتول بالرياض، ومدى مالءمة تعليمات السالمة واأنظمتها، وتوافر جتهيزات<br />
وسائل السالمة يف املحطة، والتزام العاملني باستخدام هذه الوسائل، واهتمام الإدارة<br />
العليا مبجال الأمن والسالمة يف املحطة، ورفع الوعي للعاملني باأهمية استخدام وسائل<br />
الأمن والسالمة.ومن اأهم النتائج التي توصلت اإليها هذه الدراسة ما ياأتي:اإن ثلث جمتمع<br />
الدراسة قد تعرض حلوادث نظراً لعدم الهتمام بوسائل الأمن والسالمة.واإن معظم العاملني<br />
مل يتلقوا اأي تدريب يف جمال الأمن والسالمة، كما اأنه ل توجد حمارضات اأو ندوات توعية<br />
يف جمال الأمن والسالمة.واإن معظم العاملني ل يهتمون باتباع وسائل الأمن والسالمة يف<br />
املحطة واستخدامها.<br />
وقام اآل مقبول)1999( بدراسة للتعرف اإىل مدى اهتمام مديري الفنادق بتطبيق قواعد<br />
السالمة يف الفنادق مبدينة الرياض، اإضافة اإىل مدى توافر وسائل السالمة وكفايتها يف<br />
الفنادق، كما هدفت دراسته اإىل معرفة اأسباب وقوع حوادث احلريق، ومدى التزام النزلء<br />
بقواعد السالمة، والتاأكد من مدى معرفة العاملني بتلك القواعد.وقد توصلت الدراسة اإىل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
نتائج منها:عدم وجود اأقسام للسالمة، وتدين نسبة العاملني يف جمال السالمة.وعدم<br />
وجود خطة لدى الفنادق لتطبيق قواعد السالمة وحالت الطوارئ، واأن هناك تهاوناً يف<br />
عمل التجارب الالزمة لأنظمة السالمة والتاأكد من استمرارية صالحيتها.ول يوجد دورات<br />
تدريبية متخصصة للعاملني يف جمال السالمة يف الفنادق.هذا وتتوافر بعض وسائل<br />
السالمة واأنظمتها، وبعضها الآخر ل يتوافر، ومن ذلك: اأنظمة الإطفاء واملكافحة، واأنظمة<br />
الإنذار، ووسائل الإخالء، ووسائل السالمة. ول توجد اأنظمة لتوعية النزلء بقواعد السالمة.<br />
ويف دراسة اأخرى قام بها القرين)1999( هدفت اإىل معرفة وسائل الإنذار املبكر<br />
واأثرها يف الوقاية من احلريق يف املنساآت الصناعية مبدينة جدة، من خالل اآراء اأفراد<br />
عينة بلغ عددها)211( فرداً من املسوؤولون عن الأمن والسالمة، وسعت الدراسة اإىل معرفة<br />
وسائل احلد من اخلسائر البرشية واملادية، وهدفت اإىل معرفة اأهم الأفعال التي يقوم بها<br />
مسوؤول الأمن والسالمة باملنساأة، وقد اأظهرت هذه الدراسة العديد من النتائج، منها:معرفة<br />
متوسط اأهم وسائل الإنذار املبكر الأكرث استخداماً وجناعة يف الوقاية من احلريق، واأوصت<br />
الدراسة مبا ياأتي: التاأكيد على اأصحاب املنساآت الصناعية برضورة جتهيزها بوسائل<br />
الإنذار املبكر عن احلريق منذ اإنشائها، ومتابعة اجلديد يف هذه الوسائل، وتوفريها يف<br />
املنساآت التي ل توجد فيها، ورضورة اختيار الوسائل املناسبة لالإنذار املبكر، وتوفري<br />
خطط لتجربتها حتت اإرشاف اإدارة الدفاع املدين. ورضورة صيانة هذه الوسائل دورياً،<br />
ووضع تنظيم لذلك، ورضورة تعيني مسوؤول عن الأمن والسالمة بكل منساأة صناعية،<br />
ورضورة العناية باإحلاق العاملني يف املنساآت بدورات تدريبية يف الأمن والسالمة ملعرفة<br />
كيفية التدخل يف اأثناء وجود احلريق.<br />
وهدفت دراسة البلوي)1998( اإىل تقومي وسائل التهوية واحلماية الشخصية من<br />
ملوثات الهواء يف بيئة العمل يف املعامل واملصانع، ومدى وجود اأجهزة دقيقة تراقب<br />
تلوث الهواء يف البيئة الداخلية للمعامل واملصانع.وقد توصلت الدراسة اإىل بعض النتائج<br />
من اأهمها:معاناة العاملني يف ثالثة من املصانع الأربعة، ومن التدين الواضح يف جودة<br />
البيئة الداخلية املتمثلة يف قلة التهوية مع شعورهم مبستويات عالية من امللوثات الغازية<br />
و الأبخرة، مما يوؤكد عدم كفاءة اأجهزة احلد من امللوثات الهوائية، وكذلك اأجهزة التهوية<br />
مما نتج عنه بعض الأمراض الصدرية لبعض العاملني.<br />
وهدفت دراسة الذياب)1998( اإىل معرفة الجتاهات السائدة لدى العاملني يف<br />
مصفاتي اأرامكو السعودية يف جدة والرياض، نحو تطبيق اأنظمة الأمن الصناعي ولوائحه،<br />
وكذلك الفروق بني الذين تعرضوا، وبني الذين مل يتعرضوا حلوادث صناعية يف اجتاهاتهم<br />
نحو تطبيق الأنظمة واللوائح.ولقد توصلت دراسته اإىل:عدم اطالع بعض اأفراد العينة على
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
اأنظمة الأمن الصناعي ولوائحها، وعدم تقيد بعض اأفراد العينة بتطبيق الأنظمة واللوائح،<br />
كما اأن هناك اأفراداً من العينة ل يقراأون املعلومات اخلاصة بالسالمة لكل اآلة اأو معدة، واأن<br />
بعض اأفراد العينة ل يخافون من رقابة املسوؤولني من عدم قيامهم بتطبيق اأنظمة السالمة<br />
ولوائحها والأمن الصناعي، ويعود ذلك لتهاون بعضهم اأو لعدم جدية املراقبة.<br />
وقام الزهراين)1997( بدراسة هدفها معرفة مدى تطبيق اأنظمة السالمة املعمول<br />
بها يف ورش الصيانة بقيادة حرس احلدود باململكة السعودية، ومعرفة الآثار املرتتبة<br />
على عدم تطبيق اأنظمة السالمة على اأداء العاملني، وقد صمَّم الباحث استبانة للتعرف اإىل<br />
اأنظمة ووسائل السالمة ومدى تطبيقها وعوائق التطبيق والآثار املرتتبة على ذلك، واحللول<br />
املناسبة لها، ووزعت على عينة البحث وهم88 اإدارياً و543 فنياً يف قيادتي حرس احلدود<br />
يف كل من منطقة مكة املكرمة واملنطقة الرشقية.وقد توصلت الدراسة اإىل نتائج منها:اأن<br />
هناك نسبة كبرية من املبحوثني اأفادوا بعدم وجود اأنظمة السالمة بالورش، كما اأن هذه<br />
الأنظمة ل تطبَّق لأسباب منها:)اأنها قدمية، اأو غري مالئمة، وغري شاملة( ووجود قصور يف<br />
تاأمني اأدوات السالمة واأنظمتها، واأن هناك نسبة من العاملني بالورش ليس لديهم القدرة<br />
على استخدام اأنظمة السالمة، نظراً لقلة الدورات يف هذا املجال، وقرص فرتاتها، كما اأن هذه<br />
الأنظمة قارصة عن درء احلوادث، واأنه ل يوجد تنسيق بينها، وبني اإدارات الدفاع املدين.<br />
وهدفت دراسة احلارثي)1997( اإىل معرفة اأثر التطور التقني يف املواد واملعدات<br />
الصناعية على برامج التدريب يف جمال الأمن الصناعي، وما اأوجه القصور يف جمال الأمن<br />
الصناعي يف املصانع؟ وما اأنظمة الأمن الصناعي ونظمها املطبقة يف املنساآت الصناعية،<br />
وقد توصلت الدراسة اإىل وجود جمموعة من املشكالت التي تعوق الأمن الصناعي، ومنها:<br />
ضعف ميزانيات الأمن الصناعي، وعدم وجود الأجهزة احلديثة الالزمة لالأمن والسالمة<br />
الصناعية، وانخفاض كفاءة بعض العاملني يف جمال الأمن الصناعي، وعدم اعرتاف<br />
الإدارة العليا بالأمن الصناعي مع ضعف احلوافز للعاملني يف هذا املجال.<br />
وهدفت دراسة اجلعيد)1991( اإىل حتديد اأنواع املخاطر التي تهدد الأنشطة الصناعية<br />
واحلرفية واملهنية يف املنطقة الصناعية مبدينة الرياض، واىل حتديد اأنواع التدريب الذي<br />
يتلقاه العاملون يف املنساآت الصغرية والورش.ومن اأهم النتائج التي توصلت اإليها هذه<br />
الدراسة: رضورة افتتاح مدارس السالمة التي تتخصص يف التدريب على وسائل قواعد<br />
السالمة واأصولها، وكذلك التشجيع على استحداث مراكز تدريب اأهلية متخصصة يف اأعمال<br />
السالمة والأمن الصناعي.ووجوب تواجد شخص واحد على الأقل يف املنساآت الصناعية<br />
سبق له التدريب على اأعمال الأمن والسالمة الصناعية ضد املخاطر.ورضورة التقيد<br />
بالأوامر والتعليمات الصادرة من املديرية العامة للدفاع املدين التي تنظم اأمور الأمن
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
والسالمة يف املنساآت الصناعية، للمحافظة على بيئة اآمنة ضد املخاطر الصناعية.<br />
وهناك دراسة للعسريي)1986( هدفت اإىل حتقيق وسائل ضمان سالمة املنساآت<br />
الصناعية من احلرائق، وقد اهتمت باجلانب الوقائي للمنساآت الصناعية وحمايتها من<br />
املخاطر، وركز الباحث يف دراسته على ثالث منساآت صناعية كربى يف مدينة الرياض<br />
هي: رشكة برتومني، ورشكة الكهرباء، ورشكة الغاز.ومن اأهم النتائج التي توصلت<br />
اإليها هذه الدراسة:التزام جميع املنساآت الصناعية باللوائح الصادرة عن الدفاع املدين<br />
واخلاصة باشرتاطات السالمة. واختيار نوعية من املباين للمنساآت الصناعية متفقة<br />
ومالئمة لنوع الأخطار وحجمها التي يتوقع حدوثها. وهناك رضورة لتوفري وسائل<br />
مكافحة احلرائق التي يتوقع حدوثها. بالإضافة اإىل اأهمية اإعطاء العنرص البرشي عناية<br />
فائقة من حيث التدريب.<br />
التعقيب على الدراسات السابقة:<br />
اأجمعت معظم الدراسات السابقة على اأهمية متطلبات اأنظمة الأمن والسالمة املهنية،<br />
ورضورة وجود القدرة واملعرفة لدى العاملني على استخدام اأجهزة الأمن والسالمة املهنية<br />
واأدواتها، كذلك وجوب اإتقان املهارات والحتياطات الالزمة عند العمل. ولقد تناولت بعض<br />
الدراسات مدى الهتمام لدى الإدارة العليا بهذه الإجراءات ومدى كفاية وسائل السالمة<br />
ومناسبتها، كما ورد يف دراسة كل من)سعيد اآل مقبول، 1999(، ودراسة)عبد اهلل البلوي،<br />
1998(، ودراسة)فهد احلارثي، 1997(، ودراسة)عبد اهلل القرين، 1999(.<br />
كذلك اتفقت جميع الدراسات على اأهمية التدريب لالأفراد، وبخاصة املتخصصني بالأمن<br />
والسالمة، واإقامة برامج تدريبية للعاملني يف املنساآت الصناعية، وكذلك اتفقت هذه الدراسات<br />
على رضورة وجود اإدارات خمتصصة بالأمن والسالمة يف كل موؤسسة، كما جاء يف دراسة كل<br />
من)سعيد العمري، 2002(، ودراسة)حامد اجلعيد، 1991(، ودراسة)حممد املزروع، 2001(.<br />
وكذلك اأشارت بعض الدراسات اإىل اأهمية الوعي واملعرفة باأنظمة الأمن والسالمة<br />
ووسائلها، اأو التعرف اإىل مدى مساهمة الوسائل الإعالمية لزيادة الوعي لدى العاملني، كما<br />
ورد يف دراسة كل من)عبد اهلل القرين، 1999( ودراسة)حممد املزروع، 2001(.<br />
وتتميز الدراسة احلالية عن الدراسات الأخرى بدراستها واقع الصحة والسالمة املهنية<br />
يف املنساآت الصناعية بالتحديد، من وجهة نظر العاملني من خالل اأربعة حماور رئيسة،<br />
هي: مدى اإميان اإدارة املنساآت الصناعية وقناعتها، ومدى التزام العاملني ورضاهم بتطبيق<br />
قواعد الصحة والسالمة املهنية، بالإضافة اإىل دور الهيئات الرسمية للرقابة والتفتيش على<br />
تلك الأنظمة والقواعد.
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
الطريقة واإلجراءات<br />
جمتمع الدراسة:<br />
تكون جمتمع الدراسة من جميع املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم والبالغ<br />
عددها)حسب مصادر مكتب وزارة العمل يف حمافظة طولكرم لسنة)397(،)2007/2006(<br />
منشاة مقسمة اإىل ثالثة اأجزاء رئيسية وهي: الكسارات واملحاجر والصناعات التحويلية<br />
والكهرباء والغاز واملياه، واجلدول)1( يبني توزيع جمتمع الدراسة حسب نوع املنساأة<br />
وعدد العاملني فيها:<br />
اجلدول)1(<br />
توزيع جمتمع الدراسة حسب نوع املنشأة وعدد العاملني فيها وجنسهم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
عينة الدراسة:<br />
قسم جمتمع الدراسة اإىل ثالث وحدات بحثية، حيث اعترب كل نوع من اأنواع الصناعات<br />
الثالث)كسارات وحماجر حتويلية، وكهرباء، وغاز ومياه( وحدة بحثية، وقد وزعت الستبان<br />
على عينة حصصية اختريت بطريقة عرضية ممثلة من الوحدات البحثية، بلغ قوامها)314(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
من العاملني يف الصناعات الثالث، واستيعدت بالكامل.وبلغت نسبة العينة من جمتمعها<br />
الكلي حوايل)%14( وتعدُّ هذه النسبة جيدة وكبرية حيث يشري عودة ومكاوي)1992( اإىل<br />
اأن العينة تكون ممثلة بالبحوث املسحية التي يكون فيها جمتمع الدراسة بالألوف عندما<br />
تكون نسبة التمثيل)%10( فما فوق واجلدول)2( يبني توزيع عينة الدراسة حسب متغرياتها<br />
املستقلة.<br />
اجلدول)2(<br />
وصف عينة الدراسة تبعا ملتغرياتها املستقلة<br />
املتغريات<br />
التكرار<br />
النسبة املئوية%<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
-
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
أداة الدراسة:<br />
بعد اطالع الباحث على عدد من الدراسات السابقة والأدوات املستخدمة فيها، طوَّر<br />
استبانة خاصة من اأجل التعرف اإىل» واقع الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت الصناعية<br />
يف حمافظة طولكرم«، وقد تكونت الأداة يف صورتها النهائية من جزئني: الأول تضمن بيانات<br />
اأولية عن املفحوصني متثلت يف العمر، واملستوى التعليمي، واجلنس، واحلالة الجتماعية،<br />
وسنوات اخلربة، اأما الثاين فقد تكون من الفقرات التي تقيس واقع الصحة والسالمة املهنية<br />
يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم، حيث بلغ عدد هذه الفقرات)43( فقرة، وزعت<br />
على اأربعة جمالت رئيسية، وقد صُ مِّمت الستبانة على اأساس مقياس ليكرت خماسي<br />
الأبعاد، وقد بنيت الفقرات بالجتاه االإجابي واأعطيت الأوزان كما هو اآتٍ :<br />
•موافق بشدة:خمس درجات<br />
•موافق: اأربع درجات.<br />
•ل اأدري: ثالث درجات.<br />
•غري موافق: درجتان.<br />
•غري موافق بشدة : درجة واحدة.<br />
ومن اأجل تفسري النتائج استخدم الباحث معيار التقومي الآتي:<br />
حتُ ول املتوسطات احلسابية اإىل نسب مئوية، وذلك برضب املتوسط احلسابي الناجت<br />
الذي يرتاوح بني)5-1( ب20، وتفرس النتائج على هذا الأساس وفق املعيار الآتي:<br />
النسبة املئوية درجة التقييم<br />
•اأقل من % 50 درجة ضعيفة جدا<br />
•من 59.9-50 % درجة ضعيفة<br />
• % درجة متوسطة<br />
•من 79.9-70 % درجة كبرية<br />
من69.9-60<br />
%80 فاأكرث درجة كبرية جدا<br />
ثبات أداة الدراسة:<br />
نظراً لشتمال الأداة على اأقسام وجمالت خمتلفة، فقد استخدم الباحث اأنواعاً عدة من<br />
الثبات من اأجل استخراج معامل الثبات لكل قسم من هذه الأقسام:<br />
اأولً: طريقة ثبات التجانس الداخلي)Consistency(: من اأجل فحص ثبات اأداة<br />
الدراسة، استخدم الباحث ثبات التجانس الداخلي)Consistency(، وهذا النوع من الثبات
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يشري اإىل قوة الرتباط بني الفقرات يف اأداة الدراسة، ومن اأجل تقدير معامل التجانس<br />
استخدمت طريقة)كرونباخ األفا(، حيث بلغ معامل الثبات الكلي)األفا( على جمالت الدراسة<br />
املختلفة، وعلى الدرجة الكلية على النحو الآتي:<br />
اجلدول)3(<br />
يبني نتائج اختبار معامل الثبات بطريقة كرونباخ ألفا على جماالت الدراسة املختلفة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول)3( اأن درجة الثبات ملجالت الدراسة املختلفة ترتاوح بني)0.70-<br />
0.93( وجميعها معامالت مرتفعة مناسبة لأغراض الدراسة وميكن الوثوق بها.<br />
ثانيا: طريقة التجزئة النصفية)Method :)Split-Half حيث قُ سمت فقرات الستبانة<br />
اإىل قسمني متساويني، احتوى القسم الأول على الفقرات الفردية)1، 5....(، 3، واحتوى<br />
القسم الثاين على الفقرات الزوجية لالستبانة)2، 6...(، 4، ثم استخرج معامل الرتباط<br />
بني الدرجات الفردية والدرجات الزوجية)ملحم، 2002:ص310(، اإذ بلغ معامل الثبات<br />
الكلي)0.90(، وهذا يعد معامل ثباتٍ مرتفعاً ومناسباً لأغراض الدراسة احلالية.<br />
صدق األداة:<br />
استخدم الباحث نوعني من الصدق من اأجل فحص صدق الأداة، وهما: الصدق<br />
الظاهري، وذلك بتوزيع الأداة على عدد من املفحوصني الذين استجابوا لها بسهولة وبيرس،<br />
حيث كانت الأسئلة والفقرات واضحة بالنسبة لهم، وقد كان ذلك موؤرشا على صدق الأداة<br />
الظاهري، اأما النوع الثاين فهو:صدق املحكمني، اإذ قام الباحث بعرض الأداة على عدد من<br />
املختصصني من حملة الشهادات العليا)ماجستري، دكتوراه( الذين اأبدوا مالحظاتهم على<br />
الأداة، ومن ثم قام الباحث باإجراء التعديالت املناسبة التي اأشار اإليها املحكمون.
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
إجراءات الدراسة:<br />
بعد التاأكد من ثبات الأداة وصدقها قام الباحث بالإجراءات الآتية:<br />
اأول: قام الباحث باأخذ الإذن اخلطي بتوزيع اأداة الدراسة من وزارة العمل، ثم وزَّع<br />
الستبانة على اأفراد عينة الدراسة من العاملني يف املنساآت الصناعية املختلفة يف حمافظة<br />
طولكرم، وقبل بدء املبحوثني بتعبئة الستبانة طلب منهم اأن يسجلوا املعلومات العامة يف<br />
القسم الأول من كل استبانة، ثم وضح الباحث هدف الدراسة وكيفية الإجابة عن فقراتها،<br />
وبعد ذلك اأتيحت الفرصة لالإجابة عن الفقرات.<br />
ثانياً: بعد اأن متت اإجراءات تطبيق الستبانة، فرَّغ الباحث استجابات املبحوثني<br />
متهيداً ملعاجلتها وحتليلها باستخدام برنامج احلاسوب(spss)<br />
ثالثاً: بعد جتميع املعلومات من اأداة الدراسة)الستبانة(، قام الباحث بتنظيمها<br />
وتبويبها بعد التاأكد من صالحيتها للتحليل الإحصائي، ومن ثم استخدم الأساليب<br />
الإحصائية املناسبة لستخالص النتائج.<br />
منهج الدراسة وتصميمها:<br />
4 .<br />
استخدم الباحث املنهج الوصفي التحليلي لدراسة العالقة بني متغريات الدراسة،<br />
وجمع املعلومات، واستخدم التحليل الإحصائي لفحص الفرضيات بهدف تفسري النتائج،<br />
وشملت الدراسة املتغريات الآتية:<br />
اأولً: املتغريات التصنيفية)variables :)classification<br />
1اجلنس: . 1 وله مستويان: 1- ذكر 2- اأنثى<br />
2العمر: . 2 وله اأربعة مستويات: 1- اأقل من 20 سنة 2- من30-21 سنة<br />
– 3 من40-31 4- اأكرث من 40سنة<br />
3املستوى . 3 التعليمي: وله اأربع مستويات:<br />
1-ابتدائي 2-اإعدادي 3-ثانوي 4-جامعي<br />
4 احلالة الجتماعية: وله مستويان:<br />
1-عازب 2-متزوج.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
1 .<br />
5سنوات اخلربة وله اأربع مستويات:<br />
. 5 3-من11- 15 سنة<br />
2-من 10-6سنوات 1-اأقل من 5سنوات 4-اأكرث من 15 سنة<br />
ثانياً: املتغريات التابعة)Variables )Dependent وتتضمن املتغريات التي مثلتها<br />
الفقرات يف املجالت الآتية:<br />
1 اإميان اإدارة املنساأة وقناعتها بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءاتها<br />
وتوفري مستلزماتها واأدواتها.<br />
2التزام . 2 العاملني بتطبيق قواعد الصحة و السالمة املهنية واإجراءاتها.<br />
3دور . 3 الهيئات الرسمية للرقابة والتفتيش على اإجراءات الصحة والسالمة املهنية.<br />
4مدى . 4 رضا العاملني عن تطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءاتها.<br />
املعاجلات اإلحصائية املستخدمة يف الدراسة:<br />
من اأجل معاجلة البيانات استخدم برنامج الرزم الإحصائية للعلوم الجتماعية)SPSS(<br />
وذلك باستخدام املعاجلات الإحصائية الآتية:<br />
1املتوسطات . 1 احلسابية والنسب املئوية لالإجابة عن اأسئلة الدراسة.<br />
2اختبار)ت( . 2 للمجموعات املستقلة T-Test) ) Independent لفحص الفرضيات<br />
املتعلقة مبتغريات اجلنس واحلالة الجتماعية.<br />
3حتليل . 3 التباين الأحادي Variance) One-Way)لفحص Analysis of الفرضية<br />
املتعلقة بدراسة متغري اخلربة واملستوى التعليمي والعمر.<br />
4طريقة . 4 التجزئة النصفية Method) Split-Half)من اأجل حتديد معامل الثبات<br />
لأداة الدراسة.<br />
5معادلة 5. كرونباخ الفا لقياس ثبات التجانس الداخلي(Consistency)<br />
6التمثيل . 6 البياين للمتغريات املستقلة.<br />
نتائج الدراسة ومناقشتها:<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة مستوى الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت<br />
الصناعية يف حمافظة طولكرم، اإضافة اإىل حتديد اأثر كل من متغريات اجلنس، والعمر،
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
1.<br />
<br />
واملستوى التعليمي، وسنوات اخلربة، واحلالة الجتماعية على مستوى الصحة والسالمة<br />
املهنية، وبعد عملية جمع البيانات عوجلت اإحصائيا باستخدام برنامج الرزم الإحصائية<br />
للعلوم الجتماعية (SPSS) وفيما ياأتي عرض للنتائج التي توصلت اإليها الدراسة:<br />
أوال: النتائج املتعلقة بأسئلة الدراسة:<br />
نتائج الصوؤال الأول:ما مستوى الصحة والسالمة املهنية يف املنصاآت الصناعية يف<br />
حمافظة طولكرم؟<br />
من اأجل الإجابة عن هذا السوؤال استخدمت املتوسطات احلسابية والنسب املئوية<br />
ودرجة تقومي مستوى الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت الصناعية، كما يظهر يف<br />
اجلداول)4، 7(، 6، 5، بينما يبني اجلدول)8( ترتيب املجالت تبعاً لدرجة تقييم مستوى<br />
الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت الصناعية.<br />
1 حمور اإميان اإدارة املنصاأة وقناعها بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءاتها<br />
وتوفري مستلزماتها واأدواتها.<br />
جدول)4(<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تقويم مستوى الصحة والسالمة املهنية يف املنشآت<br />
الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا جملال إميان إدارة املنشأة وقناعاتها بتطبيق قواعد الصحة<br />
والسالمة املهنية وإجراءاتها وتوفري مستلزماتها وأدواتها مرتبة تنازليا حسب درجة التقييم
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول)4( اأن درجة تقومي مستوى الصحة والسالمة املهنية يف<br />
املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم، تبعا ملجال اإميان اإدارة املنساأة وقناعتها<br />
بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءاتها وتوفري مستلزماتها واأدواتها، كانت<br />
كبرية جدا على الفقرات)1، 4(، حيث بلغت النسبة املئوية لستجابات املبحوثني على<br />
هذه الفقرات على التوايل)%82.1، %81.3( بينما كانت درجة التقومي ملستوى الصحة<br />
والسالمة املهنية كبرية على الفقرات)2، 11( 9، 7، 5، 8، 3، حيث بلغت النسبة املئوية<br />
لستجابات املبحوثني على هذه الفقرات على التوايل)%79.3، %77.3، %75، %72.6،<br />
%74.1، %72، %70.8، %70(، وكانت درجة التقومي ملستوى الصحة والسالمة املهنية<br />
متوسطة على الفقرات)12، 6( حيث بلغت النسبة املئوية لستجابات املبحوثني على هذه<br />
الفقرات على التوايل)%64.7، %64.6(، وكانت درجة التقييم قليلة على الفقرة)10( حيث<br />
بلغت النسبة املئوية لستجابات املبحوثني على هذه الفقرة)%58.2(، اأما الدرجة الكلية<br />
ملجال اإميان اإدارة املنساأة وقناعاتها بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءاتها<br />
وتوفري مستلزماتها واأدواتها فقد كانت كبرية ، اإذ بلغت النسبة املئوية الكلية لستجابات<br />
املبحوثني على جميع الفقرات)72.4%(.ويعزو الباحث هذه النتيجة اإىل اأن ذلك يتوافق<br />
مع مصلحة املنساأة من حيث رضورة التزامها بالقوانني املعمول بها لأجل احلصول على
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
تراخيص سنوية وجتديدها، ويعتقد الباحث اأن توفري رشوط الصحة والسالمة املهنية<br />
اأمر شكلي، وليس جوهرياً من قبل معظم اإدارات املنساآت الصناعية حتى تستويف رشوط<br />
احلصول على تلك الرتاخيص، هذا وقد اأكدت دراسة)العسريي، 1986( اأن هناك التزاماً من<br />
قبل جميع املنساآت املبحوثة بتوفري اشرتاطات الصحة والسالمة املهنية.باملقابل عارضت<br />
هذه النتيجة دراسة)احلارثي، 1997(؛ اإذ توصل اإىل اأن الإدارة العليا للمنساآت الصناعية<br />
ل تعرتف بالأمن الصناعي، واأن هناك ضعفاً يف احلوافز للعاملني يف هذا املجال.وما<br />
يعزز هذه النتيجة اأن توفري مستلزمات الصحة والسالمة املهنية واأدواتها من قبل اإدارات<br />
املنساآت الصناعية يعود باملنافع القتصادية على املنساأة سواء اأكانت يف املعدات اأم<br />
التجهيزات اأم العامل نفسه، بصفته اأهم عنرص من عنارص الإنتاج جتب حمايته وتوفري<br />
الطماأنينة له، لأجل زيادة الإنتاج وحتسني النوعية)ابوبكر، اأبو صالح، 1989(.<br />
2.2حمور التزام العاملني بتطبيق قواعد الصحة و السالمة املهنية واإجراءاتها.<br />
اجلدول)5(<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تقييم مستوى الصحة والسالمة املهنية يف<br />
املنشآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا جملال التزام العاملني بتطبيق قواعد الصحة و السالمة<br />
املهنية وإجراءاتها مرتبة تنازليا حسب درجة التقييم
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول)5( اأن درجة تقومي مستوى الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت<br />
الصناعية يف حمافظة طولكرم، تبعا ملجال مدى التزام العاملني بتطبيق قواعد الصحة<br />
والسالمة املهنية واإجراءتها كانت كبرية جدا على الفقرتني)10، 2(، حيث بلغت النسبة<br />
املئوية لستجابات املبحوثني على هذه الفقرات على التوايل)%84.2، %80(، بينما كانت<br />
درجة التقومي ملستوى الصحة والسالمة املهنية كبرية على الفقرات)6، 3( 4، 1، حيث بلغت<br />
النسبة املئوية لستجابات املبحوثني على هذه الفقرات على التوايل)%79.8، %79.1،<br />
%78.6، %75(، وكانت درجة التقومي ملستوى الصحة والسالمة املهنية متوسطة على<br />
الفقرات)7، 8( حيث بلغت النسبة املئوية لستجابات املبحوثني على هذه الفقرات على<br />
التوايل)%69.9، %61(، وكانت درجة التقومي قليلة على الفقرات)11، 5( حيث بلغت النسبة<br />
املئوية لستجابات املبحوثني على هذه الفقرات على التوايل)%59.6، %50.3(، وقد كانت<br />
درجة التقومي قليلة جدا على الفقرة)9( حيث بلغت النسبة املئوية لستجابات املبحوثني<br />
على هذه الفقرة)46.2 %(، اأما الدرجة الكلية ملجال مدى التزام العاملني بتطبيق قواعد<br />
الصحة و السالمة املهنية واإجراءاتها فقد كانت متوسطة؛ اإذ بلغت النسبة املئوية الكلية<br />
لستجابات املبحوثني على جميع الفقرات)69.4%(.ويف اعتقاد الباحث اأن هذه النتيجة<br />
التي توصل اإليها يف هذا املحور منطقية اإىل حد معقول، وبخاصةً اأن هناك استخفافا يف<br />
اأغلب الأحيان من العاملني يف املنساآت الصناعية بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية<br />
واإجراءتها اأثناء تاأديتهم لعملهم، باعتبارها روتيناً ومعوقاً يقلّل من اإنتاجيتهم، ولأسباب<br />
نفسية بالإضافة اإىل قلة التدريب وقلة الوعي اأحياناً باملخاطر املرتتبة على ذلك الإهمال،<br />
وقد اأكدت دراسة)الزهراين، 1997( ذلك، اإذ تبني من خاللها اأن هناك نسبة من العاملني<br />
بالورش الصناعية ليس لديهم القدرة على استخدام اأنظمة السالمة، نظراً لقلة الدورات يف
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
هذا املجال، وقرص فرتاتها.كما اأن نتائج دراسة)العمري، 2002( بينت اأن هناك رضورة<br />
لتدريب العاملني يف الوقت املناسب على وسائل السالمة واتباع تعليماتها، بالإضافة اإىل<br />
رضورة تشجيع العاملني الذين يبدون تطبيقاً جيداً ملعايري السالمة مادياً ومعنوياً.ويف<br />
الوقت نفسه توصل)املزروع، 2001( يف دراسته اإىل اأن ثلث جمتمع الدراسة قد تعرض<br />
حلوادث نظراً لعدم الهتمام بوسائل الأمن والسالمة، واأن معظم العاملني ل يهتمون باتباع<br />
وسائل الأمن والسالمة واستخدامها يف اأماكن اأعمالهم.<br />
3حمور 3. دور الهيئات الرسمية للرقابة والتفتيش على اإجراءات الصحة والسالمة املنهية.<br />
اجلدول)6(<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تقييم مستوى الصحة والسالمة املهنية يف املنشآت<br />
الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا جملال دور اهليئات الرمسية للرقابة والتفتيش على إجراءات<br />
الصحة والسالمة املنهية مرتبة تنازليا حسب درجة التقييم
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من اجلدول)6( اأن درجة تقومي مستوى الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت<br />
الصناعية يف حمافظة طولكرم، تبعا ملجال دور الهيئات الرسمية للرقابة والتفتيش على<br />
اإجراءات الصحة والسالمة املنهية، كانت كبرية على الفقرة)1(، حيث بلغت النسبة املئوية<br />
لستجابات املبحوثني على هذه الفقرة)%70.5(، بينما كانت درجة التقومي ملستوى الصحة<br />
والسالمة املهنية متوسطة على بقية الفقرات)3، 2( 7، 4، 5، 9، 8، حيث بلغت النسبة املئوية<br />
لستجابات املبحوثني على هذه الفقرات على التوايل)%69.9، %68.9، %68.7، %65.5،<br />
%64.5، %64.2(، اأما الدرجة الكلية ملجال دور الهيئات الرسمية للرقابة والتفتيش على<br />
اإجراءات الصحة والسالمة املنهية، فقد كانت متوسطة اإذ بلغت النسبة املئوية الكلية<br />
لستجابات املبحوثني على جميع الفقرات)66.7%(.ويعزو الباحث هذا النخفاض يف<br />
الستجابة حول فاعلية دور الهيئات الرسمية للرقابة والتفتيش لالأوضاع الأمنية والسياسية<br />
السائدة يف املناطق وغياب القانون، اإذ يتضح من خالل التقرير السنوي الصادر عن الإدارة<br />
العامة للتفتيش وحماية العمل عام 2005 اأنه من الإجراءات القانونية التي وجِّ هت للمنساآت<br />
الصناعية املخالفة للقوانني املتعلقة بالسالمة املهنية هي على النحو التايل:6163 تنبيه،<br />
289 اإنذار، باملقابل اأغلقت منساأة واحدة فقط جزئياً على مستوى حمافظات الضفة الغربية<br />
وقطاع غزة.هذا بالإضافة اإىل اأسباب اأخرى منها تدين كفاءة العاملني وخربتهم يف هذه<br />
الهيئات)القرين، 1995(.بالإضافة اإىل ضعف العالقة بني العاملني واأصحاب املنساآت<br />
الصناعية من جهة، وبني العاملني يف تلك الهيئات من جهة اأخرى، من خالل تبادل الآراء<br />
واخلربات والقرتاحات، وقد اأكدت دراسة)الزهراين، 1997( ذلك.<br />
4حمور 4. مدى رضا العاملني عن تطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءاتها.
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
اجلدول)7(<br />
املتوسطات احلسابية والنسب املئوية ودرجة تقييم مستوى الصحة والسالمة املهنية يف<br />
املنشآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا جملال مدى رضا العاملني عن تطبيق قواعد وإجراءات<br />
الصحة والسالمة املهنية مرتبة تنازليا حسب درجة التقييم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من خالل اجلدول)7( اأن درجة تقومي مستوى الصحة والسالمة املهنية يف<br />
املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم، تبعا ملجال مدى رضا العاملني عن تطبيق قواعد
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
5.<br />
الصحة والسالمة املهنية واإجراءتها، كانت كبرية على الفقرات)2، 10(، 9، 4، 8، 7، 1،<br />
حيث بلغت النسبة املئوية لستجابات املبحوثني على هذه الفقرات على التوايل)%78.7،<br />
%78.4، %76.5، %75، %75، %74.8، %74.4(، بينما كانت درجة التقومي ملستوى الصحة<br />
والسالمة املهنية متوسطة على بقية الفقرات)5، 3( 6، اإذ بلغت النسبة املئوية لستجابات<br />
املبحوثني على هذه الفقرات على التوايل)%69.4، %66.3، %65(، اأما الدرجة الكلية ملجال<br />
مدى رضا العاملني عن تطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءاتها، فقد كانت كبرية<br />
حيث بلغت النسبة املئوية الكلية لستجابات املبحوثني على جميع الفقرات)%73.3(.<br />
ويعزو الباحث هذه النتيجة لرتباطها يف املحور الأول من هذه الدراسة بان هناك اإمياناً<br />
وقناعةً لدى اإدارة املنساأة الصناعية بتوفري رشوط الصحة والسالمة املهنية من وجهة نظر<br />
العاملني، وهذا يتوافق مع نتيجة هذا املحور من حيث رضا العاملني الكبري جتاه تطبيق<br />
قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءاتها, اأما عند درجة رضا العاملني جتاه تطبيق<br />
املنِساآت الصناعية للسياسات التدريبية، فهي متوسطة، وهذا ما اأكدته دراسة)املزروع،<br />
2001( باأن معظم العاملني مل يتلقوا اأي تدريب يف جمال الأمن والسالمة، كما اأنه ل توجد<br />
حمارضات اأو ندوات توعية يف جمال الأمن والسالمة املهنية.<br />
5 ترتيب املجالت والدرجة الكلية حسب درجة ومستوى واقع الصحة والسالمة املهنية<br />
يف املنصاآت الصناعية يف حمافظة طولكرم:<br />
اجلدول)8(<br />
ترتيب اجملاالت والدرجة الكلية حسب درجة ومستوى واقع الصحة والسالمة املهنية يف<br />
املنشآت الصناعية يف حمافظة طولكرم
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
1 .<br />
يتضح من خالل اجلدول)8( ما ياأتي:<br />
1 اإن الدرجة الكلية ملستوى واقع الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت الصناعية يف<br />
حمافظة طولكرم كانت كبرية، اإذ بلغت النسبة املئوية الكلية ملتوسط استجابات<br />
املفحوصني على جميع الفقرات جلميع املجالت)70.51%(.وهذه النتيجة لن تكون<br />
بالرضورة صحيحة، اإذ قد يعود ذلك لعدم معرفة العاملني باأسس الصحة والسالمة<br />
املهنية وقواعدها، اأو قد يكون ناجتاً عن خوف من صاحب املنساأة اأو متلق له.<br />
2اإن . 2 ترتيب املجالت تبعاً لدرجة الصحة والسالمة املهنية وواقعها يف املنساآت<br />
الصناعية يف حمافظة طولكرم جاء على النحو الآتي:<br />
•املرتبة الأوىل: جمال مدى رضا العاملني عن تطبيق قواعد الصحة والسالمة<br />
املهنية واإجراءاتها.<br />
•املرتبة الثانية: جمال اإميان اإدارة املنساأة وقناعاتها بتطبيق قواعد الصحة<br />
والسالمة املهنية واإجراءاتها وتوفري مستلزماتها واأدواتها.<br />
•املرتبة الثالثة: جمال مدى التزام العاملني بتطبيق قواعد الصحة و السالمة املهنية<br />
واإجراءتها.<br />
•املرتبة الرابعة: جمال دور الهيئات الرسمية للرقابة والتفتيش على اإجراءات الصحة<br />
والسالمة املهنية.<br />
ثانيا: النتائج املتعلقة بالفرضيات:<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية األوىل:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية على مستوى الدللة)α=0.0.05( يف درجة<br />
واقع الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم<br />
تبعا ملتغري اجلنس. ومن اأجل فحص الفرضية استخدم اختبار)ت( ملجموعتني<br />
مستقلتني)t-test )Independent ونتائج اجلدول)9(تبني ذلك:<br />
اجلدول)9(<br />
نتائج اختبار)ت( لداللة الفروق يف درجة واقع الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنشآت<br />
الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا ملتغري اجلنس.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
*<br />
<br />
*<br />
*<br />
*<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
( α<br />
يتضح من اجلدول)9( اأن قيمة مستوى الدللة املحسوب، بلغت جمالً يظهر مدى التزام<br />
العاملني بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءتها تبعا ملتغري اجلنس)0.27(،<br />
وهي اأكرب من قيمة مستوى الدللة املحدد للدراسة)α=0.0.5(؛ اأي اأننا نقبل الفرضية<br />
الصفرية على هذا املجال، كذلك بلغت قيمة مستوى الدللة املحسوب على جمالت اإميان<br />
اإدارة املنساأة وقناعاتها بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءتها، ودور الهيئات<br />
الرسمية للرقابة والتفتيش على الصحة والسالمة املنهية واإجراءتها، ومدى رضا العاملني<br />
عن تطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءتها، وعلى الدرجة على التوايل)0.02،
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
0.03(، 0.01، وجميع هذه القيم اأقل من قيمة مستوى الدللة املحدد للدراسة)0.05α=(؛<br />
اأي اأننا نرفض الفرضية الصفرية على هذه املجالت، مبعنى وجود فروق يف درجة واقع<br />
الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت الصناعية ومستواها يف حمافظة طولكرم، تبعا<br />
ملتغري اجلنس، وقد كانت الفروق لصالح الإناث. ويتضح من حتليل نتائج هذه الفرضية<br />
باأن هناك فروقاً دالة اإحصائياً تبعاً ملتغري اجلنس، ولصالح الذكور بالنسبة ملحور مدى<br />
التزام العاملني بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءتها اأثناء تاأديتهم لعملهم،<br />
ويعود ذلك اإىل اأن الإناث ميلن اإىل ممارسة اأعمال ل ترتبط مبخاطر، واأنهن اأكرث حذراً من<br />
الذكور يف تاأدية العمل، بالإضافة اإىل اأن الذكور لديهم استهتار واستخفاف واضح عند<br />
استخدام وسائل الصحة والسالمة املهنية، ومن جانب اآخر اأظهر حتليل الفرضية تبعاً<br />
ملتغري اجلنس بالنسبة للمحاور الثالثة الأخرى، اأنه ل توجد فروق دالة اإحصائياً، ويعود<br />
ذلك يف اعتقاد الباحث اإىل اقتصار وجود الإناث يف منساآت املنسوجات واملالبس بسبب<br />
طبيعة قيم اأهل فلسطني واجتاهاتهم بشكل عام وحمافظة طولكرم بشكل خاص، وقد اأكدت<br />
دراسة كل من املزروع)2001( ودراسة الزهراين)1997( هذه النتيجة بعدم وجود فروق<br />
تبعاً ملتغري اجلنس.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية على مستوى الدللة)α=0.0.5( يف درجة واقع<br />
الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا<br />
ملتغري العمر.<br />
ومن اأجل فحص الفرضية استخرجت املتوسطات احلسابية تبعا ملتغري العمر، ومن ثم<br />
استخدم حتليل التباين الأحادي)Anova )One-way للتعرف اإىل دللة الفروق يف درجة<br />
التقييم تبعا ملتغري العمر واجلداول)10(و)11( تبني ذلك:<br />
اجلدول)10(<br />
املتوسطات احلسابية لدرجة تقييم واقع الصحة والسالمة املهنية يف املنشآت الصناعية يف<br />
حمافظة طولكرم تبعا ملتغري العمر
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
-<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من خالل اجلدول)10(جود فروق بني املتوسطات احلسابية، ومن اأجل معرفة<br />
اإن كانت هذه الفروق قد وصلت ملستوى الدللة الإحصائية، استخدم اختبار حتليل التباين<br />
الأحادي(Anova (One-way واجلدول)11( يوضح ذلك:<br />
اجلدول)11(<br />
نتائج حتليل التباين األحادي لداللة الفروق يف درجة واقع الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف<br />
املنشآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا ملتغري العمر
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(α=0.05<br />
يتضح من اجلدول)11( اأن قيمة مستوى الدللة املحسوب، بلغت على جميع املجالت<br />
وعلى الدرجة الكلية لدرجة واقع الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنساآت الصناعية<br />
يف حمافظة طولكرم تبعا ملتغري العمر على التوايل)0.05، 0.34( 0.06، 0.83، 0.75،<br />
وهي اأكرب من قيمة مستوى الدللة املحدد للدراسة)α=0.05(؛ اأي اأننا نقبل الفرضية<br />
الصفرية، مبعنى عدم وجود فروق دالة اإحصائيا يف درجة واقع الصحة والسالمة املهنية<br />
ومستواها يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا ملتغري العمر.وهذه النتيجة التي<br />
مت التوصل اإليها معقولة ومقبولة اإىل حد ما، اإذ اإن رضا العاملني والتزامهم وقياس فاعلية<br />
دور الهيئات الرسمية، وكذلك اإميان الإدارة وقناعاتها بتطبيق قواعد الصحة والسالمة ل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
تقاس مبستوى العمر، واإمنا تتحكم ظروف وطبيعة البيئة املادية واملعنوية التي توفرها<br />
املنساأة ضمن الشكل الالئق واملناسب.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية على مستوى الدللة)α=0.05( يف درجة واقع<br />
الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا<br />
ملتغري املستوى التعليمي. ومن اأجل فحص الفرضية استخرجت املتوسطات احلسابية تبعا<br />
ملتغري املستوى التعليمي، ومن ثم استخدم حتليل التباين الأحادي)(Anova One-way<br />
للتعرف اإىل دللة الفروق يف درجة واقع الصحة والسالمة املهنية ومستواها تبعا ملتغري<br />
املستوى التعليمي واجلداول)12(و)13( تبني ذلك:<br />
جدول)12(<br />
املتوسطات احلسابية لدرجة تقييم واقع الصحة والسالمة املهنية يف املنشآت الصناعية يف<br />
حمافظة طولكرم تبعا ملتغري تبعا ملتغري املستوى التعليمي
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
يتضح من خالل اجلدول)12(جود فروق بني املتوسطات احلسابية، ومن اأجل معرفة<br />
اإن كانت هذه الفروق قد وصلت ملستوى الدللة الإحصائية استخدم اختبار حتليل التباين<br />
الأحادي) Anova) One-way)واجلدول)13( يوضح ذلك:<br />
اجلدول)13(<br />
نتائج حتليل التباين األحادي لداللة الفروق يف درجة تقييم واقع الصحة والسالمة املهنية يف<br />
املنشآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا ملتغري املستوى التعليمي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
)α=0.05(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يتضح من اجلدول)13( اأن قيمة مستوى الدللة املحسوب، بلغت على جميع املجالت<br />
وعلى الدرجة الكلية لدرجة واقع الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنساآت الصناعية<br />
يف حمافظة طولكرم تبعا ملتغري املستوى التعليمي على التوايل)0.79، 0.52، 0.51،<br />
0.81(، 0.80، وجميع هذه القيم اأكرب من قيمة مستوى الدللة املحدد للدراسة)α=0.05(؛<br />
اأي اأننا نقبل الفرضية الصفرية، مبعنى عدم وجود فروق دالة اإحصائيا يف درجة واقع<br />
الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم، تبعا<br />
ملتغري املستوى التعليمي.ومن خالل حتليل نتيجة هذه الفرضية يتضح عدم وجود فروق<br />
داله اإحصائياً بالنسبة للمحاور الرئيسية الأربعة للدراسة تبعاً ملتغري املستوى التعليمي،<br />
وقد تعود هذه النتيجة لطبيعة الصدفة، اأو لطبيعة العينة املنتقاة، اإذ اإن %80 من عينة<br />
الدراسة مستواهم التعليمي ثانوية عامة فما دون.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية على مستوى الدللة)α=0.05( يف درجة الصحة<br />
والسالمة املهنية ومستواها وواقعها يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعاً<br />
ملتغري سنوات اخلربة.<br />
ومن اأجل فحص الفرضية استخرجت املتوسطات احلسابية تبعا ملتغري سنوات<br />
اخلربة، ومن ثم استخدم حتليل التباين الأحادي Anova) )One-way للتعرف اإىل دللة<br />
الفروق يف درجة واقع الصحة والسالمة املهنية ومستواها تبعا، ملتغري سنوات اخلربة<br />
واجلداول)14( و)15( تبني ذلك:<br />
اجلدول)14(<br />
املتوسطات احلسابية لدرجة تقييم واقع الصحة والسالمة املهنية يف املنشآت الصناعية يف<br />
حمافظة طولكرم تبعا ملتغري تبعا ملتغري سنوات اخلربة<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
يتضح من خالل اجلدول)14( وجود فروق بني املتوسطات احلسابية، ومن اأجل معرفة<br />
اإن كانت هذه الفروق قد وصلت ملستوى الدللة الإحصائية، استخدم اختبار حتليل التباين<br />
الأحادي ( Anova ) One-way واجلدول )15( يوضح ذلك:<br />
اجلدول)15(<br />
نتائج حتليل التباين األحادي لداللة الفروق يف درجة تقييم واقع الصحة والسالمة املهنية يف<br />
املنشآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا ملتغري سنوات اخلرية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(α=0.05
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يتضح من اجلدول)15( اأن قيمة مستوى الدللة املحسوب، بلغت على جميع املجالت،<br />
وعلى الدرجة الكلية لدرجة واقع الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنساآت الصناعية<br />
يف حمافظة طولكرم تبعاً ملتغري سنوات اخلربة على التوايل)0.09، 0.07، 0.53، 0.37،<br />
0.09(، وجميع هذه القيم اأكرب من قيمة مستوى الدللة املحدد للدراسة)α=0.05(؛ اأي اأننا<br />
نقبل الفرضية الصفرية، مبعنى عدم وجود فروق دالة اإحصائيا يف درجة ومستوى واقع<br />
الصحة والسالمة املهنية يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعاً ملتغري سنوات<br />
اخلربة.ومن خالل حتليل نتائج هذه الفرضية يتضح عدم وجود فروق دالة اإحصائياً بالنسبة<br />
للمحاور الرئيسية الأربعة للدراسة تبعاً ملتغري سنوات اخلربة للعاملني، وقد اأكدت ذلك اأيضا<br />
دراسة الذياب)1998(.كما اأن %43 من عينة الدراسة خربتهم ل تتجاوز خمس السنوات.<br />
النتائج املتعلقة بالفرضية اخلامسة:<br />
ل توجد فروق ذات دللة اإحصائية على مستوى الدللة)α=0.05( يف درجة واقع<br />
الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعاً<br />
ملتغري احلالة الجتماعية.<br />
ومن اأجل فحص الفرضية استخدم اختبار)ت( ملجموعتني مستقلتنيIndependent)<br />
t-test) ونتائج اجلدول)16( تبني ذلك:<br />
اجلدول)16(<br />
نتائج اختبار)ت( لداللة الفروق يف درجة واقع الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنشآت<br />
الصناعية يف حمافظة طولكرم تبعا ملتغري احلالة االجتماعية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
-
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
<br />
-<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
* <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
( α=0.05<br />
يتضح من اجلدول)16( اأن قيمة مستوى الدللة املحسوب، بلغت جمالً يبني مدى<br />
رضا العاملني عن تطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءتها تبعاً ملتغري احلالة<br />
الجتماعية)0.04(، وهي اأقل من قيمة مستوى الدللة املحدد للدراسة)α=0.05(؛ اأي<br />
اأننا نرفض الفرضية الصفرية على هذا املجال، مبعنى وجود فروق دالة اإحصائيا، وقد<br />
كانت الفروق لصالح العزاب، كما بلغت قيمة مستوى الدللة املحسوب على جمالت اإميان<br />
اإدارة املنساأة وقناعاتها بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية واإجراءتها، ودور الهيئات<br />
الرسمية للرقابة والتفتيش على اإجراءات الصحة والسالمة املنهية، ومدى التزام العاملني<br />
بتطبيق قواعد الصحة و السالمة املهنية واإجراءتها، وعلى الدرجة على التوايل)0.68،<br />
0.44(، 0.89، وجميع هذه القيم اأكرب من قيمة مستوى الدللة املحدد للدراسة)0.05α=(؛<br />
اأي اأننا نقبل الفرضية الصفرية على هذه املجالت مبعنى عدم وجود فروق يف درجة واقع<br />
الصحة والسالمة املهنية ومستواها يف املنساآت الصناعية يف حمافظة طولكرم، تبعا<br />
ملتغري احلالة الجتماعية على هذه املجالت.<br />
يتضح من خالل حتليل نتائج هذه الفرضية باأن هناك فروقاً دالة اإحصائياً تبعاً ملتغري<br />
احلالة الجتماعية بالنسبة اإىل حمور رضا العاملني عن تطبيق قواعد الصحة والسالمة<br />
املهنية واإجراءتها يف اأماكن عملهم، ويعود ذلك باعتقاد الباحث اإىل اأن العزاب يتحملون
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
مسوؤولية اأقل من املتزوجني منهم جتاه اأرسهم ورضورة الثبات يف عملهم، ليتسنى لهم<br />
توفري حياة كرمية لهم، كما اأن اندفاع الشباب العزاب اأكرب من املتزوجني، وهذه النتيجة<br />
طبيعية حسب اعتقاد الباحث.باملقابل اأظهرت نتائج حتليل هذه الفرضية اأنه ل توجد فروق<br />
داله اإحصائياً تبعاً ملتغري احلالة الجتماعية بالنسبة ملحاور الدراسة الثالث الأخرى)مدى<br />
اإميان الإدارة وقناعاتها بتطبيق قواعد الصحة والسالمة املهنية، ومدى التزام العاملني<br />
بتطبيق قواعد الصحة والسالمة واإجراءتها اأثناء تاأديتهم لعملهم، ودور الهيئات الرسمية<br />
يف املتابعة والتفتيش على تطبيق تلك القواعد يف اأماكن عملهم(.<br />
التوصيات:<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
6 .<br />
7 .<br />
يف ضوء نتائج الدراسة ومناقشتها يقرتح الباحث التوصيات الآتية:<br />
1 تصميم الربامج الإرشادية من اأجل رفع مستوى ثقافة العاملني وزيادة وعيهم<br />
برضورة بتطبيق قواعد الصحة و السالمة املنهية واإجراءاتها؛ اإذ اأظهرت النتائج اأن<br />
مدى التزام العاملني بهذه القواعد كانت بدرجة متوسطة.<br />
2 التاأكيد على رضورة قيام اجلهات املختصة باملتابعة والتفتيش بشكل دوري ومفاجئ<br />
على املنساآت الصناعية للتاأكد من تطبيق الأسس العامة للصحة والسالمة املهنية.<br />
3 عقد دورات توعية وتدريب العاملني واملوظفني ملتابعة الأوضاع والتاأكد من تنفيذ<br />
الوقاية اخلاصة بالصحة والسالمة املهنية.<br />
4 تهيئة كادر متخصص يف الصحة والسالمة املهنية ليتمكن من اإدارة خدمات الصحة<br />
والسالمة يف مواقع العمل رشيطة توافر الأجهزة الالزمة لأداء العمل، وهذا مرتبط<br />
بنتائج الفرضية الأوىل التي اأظهرت عدم رضا العاملني الذكور عن تطبيق قواعد<br />
الصحة والسالمة املهنية واإجراءتها.<br />
5 العمل على تفعيل دور الهيئات الرسمية للرقابة والتفتيش على اإجراءات الصحة<br />
والسالمة املهنية، وذلك بعقد الندوات وورش العمل واملوؤمترات وسن القوانني<br />
والترشيعات املتعلقة بهذا اجلانب.<br />
6 رضورة اإدخال مادة الصحة والسالمة املهنية يف مناهج التدريس على خمتلف<br />
املراحل الدراسية.<br />
7 رضورة قيام ممثلي العمال باأخذ املبادرة وزيادة فاعليتهم مبا يحقق تاأمني خدمات<br />
الصحة والسالمة يف العمل، وخاصة يف جمال الوعي الوقائي املهني، ونرش مفاهيم<br />
السالمة، والإكثار من عقد الندوات والدورات واحللقات الدراسية اخلاصة باملوضوع.
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
املراجع:<br />
1الحتاد . 1 العام لنقابات عمال فلسطني ووزارة العمل الفلسطينية)2000 (، مبادئ<br />
اأساسية يف السالمة املهنية، فلسطني.<br />
2برنوطي، . 2 سعاد نائف)2001 (، اإدارة املوارد البرشية، دار وائل للنرش، عمان،<br />
ص:465، 471.<br />
3اأبو . 3 بكر، عبد الفتاح واأبو صالح، نزية)1989 (، الأمن الصناعي، مطبوعات دمشق،<br />
دمشق، ص:13.<br />
4البلوى، . 4 عبد اهلل بن سامل)1998 (، دراسة وسائل السالمة واأثرها على كفاءة العاملني<br />
للعمل يف الأماكن املغلقة،، رسالة ماجستري غري منشورة، اأكادميية نايف العربية<br />
للعلوم الأمنية، الرياض.<br />
5الثبيتي، . 5 اأحمد سعيد)1992 (، السالمة بني املفهوم والتطبيق، مطبعة صالح، الكويت،<br />
ص:10.<br />
6اجلعيد، . 6 حامد)1991 (، اأثر تدريب العاملني يف الورش واملصانع الصغرية على احلد<br />
من حجم احلوادث الصناعية: دراسة تطبيقية على املنطقة الصناعية مبدينة الرياض،<br />
رسالة ماجستري غري منشورة، املركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، الرياض.<br />
7احلارثي، . 7 فهد بن حسن)1997 (، اأثر التقنية الصناعية على برامج التدريب يف جمال<br />
الأمن الصناعي، رسالة ماجستري غري منشورة، اأكادميية نايف العربية للعلوم<br />
الأمنية، الرياض.<br />
. 8حكمت، جميل)1982(، السالمة يف العمل، دار احلرية للطباعة، بغداد، ص15<br />
9الذياب، . 9 عبد الرحمن سعد)1998 (، الجتاهات نحو تطبيق اأنظمة ولوائح الأمن<br />
الصناعي لدى العاملني السعوديني يف اأرامكو، رسالة ماجستري غري منشورة،<br />
اأكادميية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.<br />
1الزهراين، 010 عبد اهلل حممد)1997 (، اأثر عدم تطبيق اأنظمة السالمة على اأداء العاملني<br />
بورش الصيانة بقيادة سالح احلدود يف منطقة مكة املكرمة واملنطقة الرشقية،<br />
رسالة ماجستري غري منشورة، اأكادميية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.<br />
1زيدان، 111 حسان،)1995 (، الأمن الصناعي السالمة والصحة املهنية يف املوؤسسات<br />
الصناعية، موؤسسة عز الدين للطباعة والنرش، بريوت، ص:10.<br />
1زيدان، 212 حسان)1993 (السالمة والصحة املهنية، دار الفكر للنرش والتوزيع، عمان.<br />
. 8
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
1زويلف، 313 مهدي حسن)2001 (، اإدارة املوارد البرشية)مدخل كمي(، دار الفكر للنرش<br />
والتوزيع، عمان، ص:232، 235.<br />
1شاويش، 414 مصطفى جنيب)2004 (، اإدارة املوارد البرشية، دار الرشوق للنرش<br />
والتوزيع، عمان، ص:331، 349. 332،<br />
1صالح، 515 سعيد عودة)1994 (، اإدارة الأفراد، طرابلس.<br />
1الطريقي، 616 عبد اهلل اإبراهيم)1995 (نحو مفهوم رشعي للسالمة، مكتبة امللك فهد<br />
الوطنية، الرياض، ص:8.<br />
1عباس، 717 سهيلة حممد)2006 (، اإدارة املوارد البرشية، مدخل اإسرتاتيجي، دار وائل<br />
للنرش، الطبعة الثانية، عمان، ص:306.<br />
1األعسريي، 818 عبد الرحمن نارص)1986 (، وسائل ضمان سالمة املنساآت الصناعية من<br />
احلرائق، رسالة ماجستري غري منشورة، اأكادميية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.<br />
1األعمري، 919 سعيد بن اأحمد)2002 (اجتاهات العاملني يف مصانع البرتوكيماويات نحو<br />
تطبيق تعليمات السالمة، رسالة ماجستري غري منشورة، اأكادميية نايف العربية<br />
للعلوم الأمنية، الرياض.<br />
2القرين، 020 حممد عبد اهلل)1999 (، اأثر السالمة الوقائية يف احلد من حوادث احلريق،<br />
رسالة ماجستري غري منشورة، اأكادميية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.<br />
2كامل، 1 نعمان)1997(، السالمة العامة والأمن الصناعي، املكتبة الوطنية، ص:8<br />
2املرعي، 222 حمد حممد)1987 (السالمة والأمن يف املوؤسسات واملنساآت، مكتبة الفالح،<br />
الكويت، ص:9، 53.<br />
2 323 اآل مقبول، سعيد بن علي)1999 (، اأثر تطبيق قواعد السالمة املهنية يف احلد من<br />
حوادث احلريق يف الفنادق، رسالة ماجستري غري منشورة، اأكادميية نايف العربية<br />
للعلوم الأمنية، الرياض.<br />
. 21<br />
2املزروع، 424 حممد بن مزروع)2001 (، متطلبات السالمة يف حمطة تعبئة غاز البرتول<br />
املسال مبدينة الرياض وعالقتها باحلوادث التي يتعرض لها العاملون يف حمطة<br />
تعبئة غاز البرتول مبدينة الرياض، رسالة ماجستري غري منشورة، اأكادميية نايف<br />
العربية للعلوم الأمنية، الرياض.<br />
(، 25 الوقاية من احلوادث-دليل الثقافة العمالية-جنيف،<br />
2مكتب 5 العمل الدويل)1995<br />
ص43.
واقع الصحة والسالمة املهنية في<br />
املنشآت الصناعية في فلسطني<br />
أ.سالمة سالم<br />
2626ملحم، سامي)2002 (، مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس، دار املسرية للنرش<br />
والتوزيع، عمان، ص310.<br />
2727وزارة العمل الفلسطينية)2005 (، التقريرالسنوي، الإدارة العامة للتفتيش وحماية<br />
العمل.<br />
2828يوسف، ماهر، اإسماعيل صربي حممد)1997 ) الأمان املعملي الوقاية واملواجهة،<br />
موؤسسة الإخالص، ص:24.<br />
املراجع األجنبية:<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
Carson.L(1993):”The safety characteristic of high school science<br />
laboratories: What is and what should be? Education, sciences, Vol(53)<br />
No(8).<br />
Roland.F(1986):‘‘Safety is your Department’’ The science Teacher,<br />
Vol(43)No(6).<br />
Lamey, j.c(1982):‘‘Site safety”, construction press, London and New<br />
York.<br />
William, J.M(1980):‘‘Fundamentals of laboratory safety” Manual<br />
of safety and health hazard in the school Science laboratory, NIISH.<br />
Cincinnati.Ohio.<br />
William, J.M(1994):‘‘An ergonomic approach to task analysis”<br />
Copyright American Society of safety Engineers,Vol(39) No(2).
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
احلركات وحروف املد واللني بني<br />
القدماء واحملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة*
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
ملخص<br />
يتناول هذا البحث دراسة احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحدثني. ويتتبع<br />
مصطلح احلركات، واأصالته، ودللته عند علماء اللغة القدامى وما له من قيمة وظيفية.<br />
تشكل احلركات مرتكزا رئيسا يف البنية اللغوية، ملا لها من قدرة على تغيري الدللة<br />
املعجمية، والصيغة الرصفية.<br />
مل تكن دراسة احلركات عند علمائنا القدامى حمورا رئيسا، لأنها ليست من هيكلية<br />
اجلذر، فكان اهتمامهم منصبا على دراسة الهيكلية الصامتية.<br />
وهذا ل يعني عدم معرفتهم للحركات، لكنهم تعاملوا معها من ناحية نحوية. لقد خلط<br />
القدماء يف توصيف احلركات من جهة وحروف اللني من جهة اأخرى، وكان لهذا اخللط الأثر<br />
البني يف توجيه الدراسات الرصفية وتوجيه السلوكيات الرصفية الوجهة غري الصائبة. بل<br />
جندهم يف كثري من الأحيان يطلقون مصطلح املد على اأصوات اللني والعكس.<br />
ويقارن البحث بني نظرة علماء اللغة القدامى واملحدثني يف توصيف احلركات<br />
وحروف اللني، ويبحث اأسباب الفرق يف هذا التوصيف بني نظرة كال الفريقني.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Abstract<br />
This research includes both the short and the long vowels in the Arabic<br />
language for both the ancient and modern linguists and how to deal with<br />
these two forms described as phonemes that can change the meaning. The<br />
ancient linguists mixed up in describing them. They usually gave them the<br />
same definition although there is an acoustic and phonological difference<br />
between them.<br />
This mixing up let to wrong explanation for morphological analysis.<br />
vowels are considered the main centre in the linguistic. But this part was<br />
neglected by the ancient linguistic except which was serving the linguistic<br />
structure.
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واحملدثني:<br />
أوالً: احلركات عند القدماء<br />
مل يتطرق القدماء اإىل احلركات بوصفها اأصواتاً تقوم بدور رئيس يف البنى الرصفية،<br />
واإمنا كان الهتمام منصباً على احلركات من الناحية الإعرابية، واملتتبع لكتب الرتاث<br />
اللغوي يالحظ اأن مصطلح احلركات مل يذكر يف بدايات الدرس اللغوي، وللوصول اإىل شيء<br />
من هذا ل بد لنا من البحث عن تطور املصطلح عند علماء اللغة القدامى.<br />
يبدو اأن النطق القراآين كان له الأثر الأكرب يف ولدة احلركات، والهتمام بها، عالوة<br />
على ظهور اللحن يف األسنة بعض الناطقني بالعربية، ولكن ل بد من الإشارة اإىل اأن احلركات<br />
باعتبارها وقائع نطقية كانت موجودة كغريها من الأصوات، اإذ ل نستطيع اأن نتكلم<br />
باأصوات ساكنة، فال بد من احلركة يف اأثناء الكالم. وقد ذهب اإىل هذا كمال برش حيث يقول:<br />
»اأما احلركات قبل اأبي الأسود واخلليل فكانت تستنتج استنتاجاً مبساعدة السياق« )1( .<br />
وكان اختالط الأمم غري العربية مع العرب عامالً رئيساً يف ظهور اللحن؛ لأن تعلمهم<br />
اللغة العربية مل يكن من خالل الفصيح، بل من خالل اللهجات السائدة يف التعامل اليومي،<br />
وليس سهالً على صاحب اللسان غري العربي اأن يتقن ما يسمع؛ لذلك ظهر اللحن، ووصل اإىل<br />
القراآن الكرمي، من حينها بداأ الهتمام باحلركات لوضع حد لهذه املعضلة. وقد انطلقت هذه<br />
البداية عند ابن الندمي حني قال: »اأخذ النحو عن علي بن اأبي طالب اأبو الأسود الدوؤيل، وكان<br />
ل يخرج شيئاً اأخذه عن علي... فاأتى بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فاأتى باآخر فقال اأبو<br />
الأسود: اإذا راأيتني قد فتحت فمي باحلرف فانقط نقطة فوقه على اأعاله، واإن ضممت فمي<br />
فانقط نقطة بني يدي احلرف. واإن كرست فاجعل النقطة من حتت احلرف« )2( .<br />
من خالل هذا التوجيه نلحظ اأن اأبا الأسود وضع الشكل الأول للحركات من حيث الكتابة،<br />
ولكنه مل يتعرض لها من الناحية الصوتية اإل من خالل حركة اأعضاء النطق، واأخص منها<br />
حركة الشفتني وهيئتهما اأثناء نطق الصوت، ولكن بقي التشابه قائماً بني احلركات الثالث،<br />
لكن التمييز بينها – اإضافة ملا سبق- يقوم على مكان النقطة من احلرف.<br />
واملتبرص يف كالم اأبي الأسود يجده ينم عن فكر نريّ ، من خالل وضع النقطة الدالة<br />
على الفتحة فوق احلرف؛ لأن الشفتني تتجهان اإىل اأعلى، والضمة بني يدي احلرف لأن<br />
الصوت يخرج من ضم الشفتني اأو استدارتهما معاً، فكاأنه بني يدي الشيء، والكرسة حتت<br />
احلرف لأن الشفة السفلى تنكرس اإىل اأسفل عند نطق الكرسة يف الأصوات الشفوية. ووصف<br />
اأبي الأسود كان يعتمد على املالحظة ومع ذلك وصل اإىل ما وصل اإليه من تاأسيس جلزء<br />
مهم يف اأصوات اللغة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
بعد جهد اأبي الأسود السالف الذكر جند اخلليل بن اأحمد يقوم بجهد متميز يدل على<br />
فكر صوتي، حيث وضع رسماً جديداً للحركات يختلف عن الرسم النقطي الذي وضعه اأبو<br />
الأسود، فقد اأخذه من صورة احلرف وصغّره. وقد ورد هذا عند اأبي عمرو الداين يف اإشارته<br />
اإىل عمل اخلليل يقول: »الضمة واو صغرية الصورة يف اأعلى احلرف؛ لئال تلتبس بالواو<br />
املكتوبة، والكرسة ياء حتت احلرف، والفتحة األف مبطوحة فوق احلرف« )3( .<br />
وتقصري احلرف اأو تصغريه عند اخلليل يدل على العالقة التي كان يعيها علماوؤنا<br />
القدامى القائمة بني احلركات القصرية واحلركات الطويلة. ولكنهم يف هذه املرحلة مل<br />
يطلقوا اسم حركات عليها. فقد وردت عند اخلليل باأسمائها. فجاء يف الكتاب »وزعم اخلليل<br />
اأن الفتحة والكرسة والضمة زوائد، وهنّ يلحقن احلرف ليوصل اإىل التكلم به. والبناء هو<br />
الساكن الذي ل زيادة فيه.فالفتحة من الألف، والكرسة من الياء، والضمة من الواو. فكل<br />
واحدة شيء مما ذكرت لك« )4( .<br />
ويبدو اأن اخلليل قصد بقوله زوائد اأنها ليست من اأصل الكلمة اأي جذر الكلمة. وهو<br />
مل يقلل من اأهمية احلركات؛ لأنه يبني اأهميتها يف العملية النطقية اإذ ل ميكن اأن تنطق<br />
احلروف املتصلة دون حركة.<br />
ووردت كلمة احلركات عند سيبويه يف اأثناء معاجلته لالأبواب الرصفية والنحوية،<br />
ومن اأمثلة ذلك قوله يف باب الإدغام: »وكلما توالت احلركات اأكرث كان الإدغام اأحسن. واإن<br />
شئت بينت« )5( .<br />
وجند عند الفراء اأنه يسميها الضم والكرس والفتح، ومل يرد مصطلح احلركات بوصفه<br />
تسمية لهذه الأصوات يقول: »فاإمنا يستثقل الضم والكرس لأن ملخرجيهما موؤونة على<br />
اللسان والشفتني... والفتحة تخرج من طرف الفم بال كلفة« )6( .<br />
وبقيت احلركات هكذا دون اهتمام كبري حتى جاء ابن جني وتعامل معها معاملة<br />
خاصة، وحتدث عنها يف كتابه اخلصائص يف باب »يف مضارعة احلروف للحركات<br />
واحلركات للحروف«، اإذ يقول: »وسبب ذلك اأن احلركة حرف صغري، األ ترى اأن من متقدمي<br />
القوم من كان يسمي الضمة الواو الصغرية، والكرسة الياء الصغرية والفتحة الألف<br />
الصغرية« )7( . ويذكر يف رس الصناعة: »اعلم اأن احلركات اأبعاض حروف املد واللني« )8( .<br />
والفرق بني ابن جني وغريه من العلماء السابقني اأن الأول استخدم مصطلح احلركات<br />
يف الأبواب الصوتية، ومع ذلك مل ينسبه لنفسه، فمصطلح احلركات ورد قبل ابن جني يف<br />
معاجلات نحوية ورصفية.<br />
وعند معاجلة ابن سينا الأصوات اللغوية من جانب صوتي، فقد سمى هذه الأصوات<br />
باملصوتات حيث قال: »واأما الألف املصوتة واأختها الفتحة... واأما الواو املصوتة واأختها<br />
الضمة.... واأما الياء املصوتة واأختها الكرسة« )9( .
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
ومما يالحظ اأن احلركات مل تكن حموراً رئيساً يف الدراسات اللغوية القدمية واإمنا كان<br />
الهتمام منصباً على احلروف)الصوامت(. ومل يظهر مصطلح احلركات ضمن دراسة مفردة<br />
ومفصلة يف املراحل الأوىل. بل جاء عرضة ضمن احلديث عن اجلوانب النحوية. ومل يطلق<br />
القدماء على احلركات الطويلة اسم حركات واإمنا عوجلت ضمن الأصوات الصامتة. وجند<br />
املعاجلة من قبل القدماء لهذه الأصوات)احلركات الطويلة( اأكرث من الهتمام باحلركات<br />
القصرية وذلك لأنها تدخل يف بناء الكلمة اأو الهيكل الرئيس يف نظرهم.<br />
وعلى الرغم من الهتمام بهذه الأصوات، فاإنهم اختلفوا يف توصيفها. فاخلليل وصفها<br />
بالهوائية يقول: »واأربعة حروف جوف وهي: الواو والياء والألف اللينة والهمزة« وسميت<br />
جوفاً لأنها تخرج من اجلوف فال تقع يف مدرج من مدارج اللسان ول من مدارج احللق ول<br />
من مدرج اللهاة، اإمنا هي هاوية يف الهواء فلم يكن لها حيز تنسب اإليه اإل اجلوف.<br />
ويتضح من كالم اخلليل اأنه قصد باللسان الفم، وهذا التوصيف لالأصوات الثالثة<br />
الأوىل ل تشوبه شائبة سوى اعتباره الألف لينة، والألف هي حركة طويلة، ولكن ما يوؤخذ<br />
على الكالم توصيفه الهمزة وجمعها مع هذه الأصوات، فالهمزة لها خمرجها وخصائصها<br />
املميزة ول متاثل الأصوات املجتمعة معها يف خمرج واحد.<br />
اأما سيبويه فقد اأشار اإىل اأنها حروف اتسع خمرجها يقول: »... وهو حرف اتسع لهواء<br />
الصوت خمرجه اأشد من اتساع خمرج الياء والواو لأنك قد تضم شفتيك يف الواو وترفع يف<br />
الياء لسانك قبل احلنك، وهي الألف« )10( .<br />
ويظهر من كالم سيبويه اأن هذه الأصوات اتسع خمرجها مبعنى اأنه يف اأثناء اإنتاجها<br />
مل يعرتض تيار الهواء املنتج لها اأيُّ تضييق اأو اإغالق. وبني اأن الألف اأكرث هذه الأصوات<br />
حرية يف طريقة اإنتاجها.<br />
. أعدد احلركات عند القدماء<br />
يرى علماء اللغة القدامى اأن احلركات يف العربية ثالث، ومل يطلقوا اسم احلركات على<br />
حروف املد التي تندرج حتت مصطلح احلركات على اأنها حركات طويلة. غري اأن القدماء مل<br />
يعدوها حركات، مع الربط بني احلركات القصرية والطويلة من خالل ما نصوا عليه. فابن جنى<br />
يقول: »فكما اأن هذه احلروف ثالثة، فكذلك احلركات ثالث وهي الفتحة والكرسة والضمة،<br />
فالفتحة بعض الألف والكرسة بعض الياء والضمة بعض الواو« )11( .<br />
فاإشارة ابن جني هذه تدل من حيث الكمية اأن هناك حركات قصرية واأخرى طويلة،<br />
فالبعضية جزء من كل. فاإطالقه اسم احلركات على الفتحة والكرسة والضمة، وهي بعض<br />
احلروف السابقة؛ فاحلركة ل تكون بعض حرف صامت بل تكون بعضاً من حركة مماثلة لها.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وقد سبق اخلليل بن اأحمد اإىل الإشارة السابقة عندما اأخذ رسم احلركات من صور<br />
احلرف، وهذا يدل على معرفة القدماء لهذه احلركات الطويلة، واأن هناك ارتباطاً وثيقاً بني<br />
احلركات القصرية، واأصوات املد الطويلة يف الصفات الصوتية. غري اأن العلماء القدامى مل<br />
يهتموا بتوصيف احلركات القصرية من ناحية صوتية كتحديد املخرج وكيفية اإنتاجها<br />
والصفات املميزة لها، واإمنا اكتفوا بتوصيف الصوامت لأنها لبنة من لبنات الكلمة.<br />
.باحلركات الطويلة)حروف املد( عند القدماء<br />
اهتم علماء اللغة القدامى باإظهار الصفات الصوتية حلروف املد من حيث املخرج،<br />
والصفات املميزة لها، ولكنهم خلطوا بني حروف املد)احلركات الطويلة( وحريف اللني)وي(.<br />
بوصفهما حرفني يدخالن يف جذر الكلمة.<br />
وقد تباينت روؤى العلماء القدامى يف اإعطاء الصفات املميزة حلروف املد الألف والواو<br />
والياء بوصفها حركات طويلة.<br />
لقد بقيت هذه احلركات ترد لدى القدماء باأسماء ل تتضمن مصطلح احلركة. فهي عند<br />
اخلليل هوائية، وجند سيبويه يضعها حتت صفتني:<br />
الأوىل: اللينة وجتمع الواو والياء يقول: ومنها اللينة وهي الواو والياء؛ لأن خمرجهما<br />
يتسع لهواء الصوت اأشد من اتساع غريهما” )12( .<br />
والأخرى الهاوية وهي صفة الألف يقول: »ومنها الهاوي حرف اتسع لهواء الصوت<br />
خمرجه اأشد من اتساع خمرج الياء والواو لأنك قد تضم شفتيك يف الواو وترفع يف الياء<br />
لسانك قبل، احلنك وهي الألف« )13( . وحتدث عن ترتيب هذه الأصوات حسب اتساع خمرجها،<br />
فقال: »وهذه الثالثة اأخفى احلروف لتساع خمرجها، واأخفاهن واأوسعهن خمرجاً الألف<br />
ثم الياء ثم الواو« )14( .<br />
وحتدث ابن جني عن املواضع النطقية للحركات من خالل الأعضاء العاملة يف<br />
اإنتاجها يقول: »واحلروف التي اتسعت خمارجها ثالثة: الألف ثم الياء ثم الواو، واأوسعها<br />
واألينها الألف، اإل اأن الصوت الذي يجري يف الألف خمالف للصوت الذي يجري يف الياء<br />
والواو، والصوت الذي يجري يف الياء خمالف للصوت الذي يجري يف الألف والواو. والعلة<br />
يف ذلك اأنك جتد الفم واحللق يف ثالث الأحوال خمتلف الأشكال، اأما الألف فنجد احللق<br />
والفم معها منفتحني غري معرتضني على الصوت بضغط اأو حرص، واأما الياء فنجد معها<br />
الأرضاس سفالً وعلوا قد اكتنفت جنبتي اللسان وضغطته وتفاجّ احلنك عن ظهر اللسان..<br />
واأما ا لواو فتضم لها معظم الشفتني وتدع بينهما بعض النفراج ليخرج فيه النفس، ويتصل<br />
الصوت، فلما اختلفت اأشكال احللق والفم والشفتني مع هذه الأحرف الثالثة اختلف الصدى<br />
املنبعث من الصدر« )15( .
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
وقد ورد مثل هذا القول عند الإسرتاباذي حيث قال:« لأنك تضم شفتيك للواو فيتضيَّق<br />
املخرج، وترفع لسانك قبل احلنك للياء، واأما الألف فال تعمل له شيئاً من هذا، بل تفرج<br />
املخرج؛ فاأوسعهن خمرجاً الألف« )16( .<br />
وقد فرق ابن عصفور بني الواو والياء من جهة والألف من جهة اأخرى، من حيث تيار<br />
الهواء املنتج لهذه الأصوات، »فالواو والياء اتسع خمرجها لهواء الصوت فجرى الصوت<br />
بعض اجلري، واأما الألف فاتساع خمرجها اأشد من اتساع خمرج الواو والياء، وذلك لأنك<br />
تضم الشفتني يف الواو وترفع لسانك قبل احلنك يف الياء، اأما الألف فليس لها شيء من ذلك،<br />
فهذه الأحرف الثالثة لها اأصوات يف غري موضعها من الفم فاأشبهن الرخوة، ولكن ليس<br />
للصوت جري يف مواضعها، واأشبهن الشديدة للزومها مواضعها« )17( .<br />
وقد تعرض ابن يعيش اإىل هذه الأصوات حيث قال: »والهاوي الألف يقال له اجلرس،<br />
لأنه صوت ل معتمد له يف احللق، واجلرس الصوت وهو حرف اتسع خمرجه لهواء الصوت<br />
اأشد من اتساع خمرج الواو, والياء لأنك تضم شفتيك يف الواو، وترفع لسانك اإىل احلنك يف<br />
الياء واأما الألف فتجد الفم واحللق منفتحني غري معرتضني على الصوت بضغط ول حرص،<br />
وهذه الثالثة اأخفى احلروف لتساع خمرجهما، واأخفاهن واأوسعهن خمرجاً الألف« )18( .<br />
ثم ياأتي دور ابن سينا حيث اأشار اإىل املواضع النطقية للحركات بقوله: »واأما الألف<br />
املصوتة واأختها الفتحة فاأظن اأن خمرجهما مع اإطالق الهواء سلساً غري مزاحم، واأما الواو<br />
املصوتة واأختها الضمة فاأظن اأن خمرجهما مع اإطالق الهواء مع اأدنى تضييق وميل به<br />
سلساً اإىل فوق، اأما الياء املصوتة واأختها الكرسة فاأظن اأن خمرجهما مع اإطالق الهواء مع<br />
اأدنى تضييق للمخرج وميل به سلسل اإىل اأسفل« )19( .<br />
نلحظ اأن جُ لّ العلماء القدامى تعرض لهذه الأصوات من خالل التيار املنتج لهذه<br />
الأصوات، وهم على علم اأن هذه الأصوات ل تنتمي ملخرج معني، وهذا ما اأثبتته الدراسات<br />
الصوتية احلديثة.<br />
وجتلي الآراء السابقة مواضع تطور احلركات القصرية يف املواضع النطقية حلروف<br />
املد مع اأنهم مل يطلقوا على حروف املد مصطلح حركات، غري اأن جل العلماء القدامى يرى<br />
اأن الفتحة ل تعمل بها اأعضاء النطق يف الفم، واإمنا يرون اأنها تنتج من احللق، ولكنهم<br />
تنبهوا اإىل عمل اللسان والشفتني واحلنك الأسفل كما وجدناه عند الفراء.<br />
وراأي ابن جني السابق يدل على اهتمامه امللحوظ باحلركات وحتديد مواضعها<br />
النطقية من خالل عرضه املفصل لالأعضاء النطقية العاملة يف اإنتاجها. ويختلف عمن<br />
سبقوه بدقه راأيه وشموليته، ولكنه مل يذكر دور اللسان عند اإنتاج الضمة مع اأنه ذكر هذا
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الدور يف اإنتاج الكرسة، وجنده يحدد احللق موضعاً لإنتاج الفتحة، والفم لإنتاج الكرسة<br />
والشفتني لإنتاج الضمة وهذا التحديد واإن كان يدل على دقة تاأملية يف اإنتاج الأصوات<br />
اإل اأن عمومية املخرج، وعدم حتديده حتديداً دقيقاً، يقلل من دقة اإعطاء الصفات املخرجية<br />
لهذه الأصوات؛ لأن هذه الأعضاء جمتمعه تقوم باإنتاج هذه الأصوات.<br />
اأما ابن سينا فيالحظ من كالمه اأن الألف تخرج من احللق دون اأن يعيقها اأي عائق<br />
فال دور للسان ول للشفتني يف اإنتاجها، ولكنه جعل وضع اللسان وتعامله مع جمرى الهواء<br />
املنتج للواو والياء، هو العامل يف اإنتاج هذين الصوتني، مع الواو يضيق املجرى بوساطة<br />
عضالت اللسان وما ينتج عنه من تضييق ملجرى الهواء والجتاه به اإىل اأعلى، اأما الكرسة<br />
فيضيق جمرى الهواء لإنتاجها مع خفض احلنك السفلي، وخفض مقدمة اللسان ليندرج<br />
الهواء املنتج للكرسة اإىل اأسفل؛ اإن هذا الختالف يف اآراء القدامى حول املواضع النطقية<br />
للحركات جاء كما يبدو من الروؤية الأوىل، ثم بنوا اآراءهم على ما توصل اإليه سيبويه اأولً،<br />
ثم ابن جنى ثانياً، مع عدم اإغفال دور اخلليل بن اأحمد يف هذا املضمار، وانطلقت الدراسات<br />
الصوتية من تلك القاعدة, اإضافة ملا سبق كان له الأثر الأكرب يف توجيه الدراسات الصوتية<br />
عندهم لعتمادهم يف توصيف هذه الأصوات على املالحظة والذوق، فجاء حتديد املخرج<br />
غري دقيق يف مواطن كثرية. ولكن هذا ل يقلل من اجلهد الكبري الذي قام به هوؤلء العلماء،<br />
فهو منطلق الدراسات الصوتية احلديثة.<br />
ج. اأصوات اللني عند القدماء<br />
خلط القدماء بني اأصوات املد)احلركات الطويلة( وبني حريف اللني)الواو والياء(<br />
بوصفهما نصفي حركة اأو اأشباه صوامت، اأو اأشباه حركات، كما اأطلق عليها املحدثون.<br />
وقد فرق جعفر عبانبة بني املد واللني عند القدماء بقوله: »فمن املفاهيم الشائعة<br />
لدى القدماء اأن حرف املد هو حرف العلة الساكن املسبوق بحركة من جنسه مثل الألف يف<br />
قام وسار، والواو يف نور وسوق وعجوز، والياء يف دين وسعيد وعرين. وحرفا اللني هما<br />
الواو اأو الياء الساكنتان املسبوقتان بفتحة، مثل الواو يف حوْض وذوْق، والياء يف بيْت<br />
وزيْت. وحرف العلة عندهم هو الواو والياء املتحركتان كالواو يف وْرق والياء يف يُرس وهما<br />
مضارعتان للحروف الصحيحة لحتمالهما احلركة«) 20( .<br />
وقد ورد مثل هذا القول عند مكي بن اأبي طالب فقد قال: »الواو الساكنة هي التي<br />
قبلها فتحة والياء الساكنة التي قبلها فتحه، واإمنا سميتا بذلك لأنهما يخرجان يف لني<br />
وقلة كلفة على اللسان، لكنهما نقصتا عن مشابهة الألف لتغري حركة ما قبلها عن جنسهما،<br />
فنقصتا املد الذي يف الألف، وبقي فيهما اللني لسكونهما فسميتا بحريف اللني« )21( .
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
وقد جمع القدماء بني حروف املد واللني يف جمموعة صوتية واحدة، على الرغم من<br />
التفريق يف الصفات من الناحية النظرية، يقول سيبويه:« ول تدغم الياء واإن كان قبلها<br />
فتحة ول الواو واإن كان قبلها فتحة مع شيء من املتقاربة لأن فيهما ليناً ومداً)22( .<br />
وبهذا اخللط فرسوا بعض السلوكات الرصفية يف اللغة العربية. فقد وصفوا الألف<br />
باأنها ساكنة، وعلة عدم الإدغام بني األفني يف نظرهم بسبب سكونها. يقول سيبويه يف ذلك:<br />
»وكذلك الألف ل تدغم يف الهاء ول فيما تقاربه؛ لأن الألف ل تدغم يف الألف؛ لأنها لو فعلت<br />
ذلك بها فاأجريتهما جمرى الدالني والتاءين تغريتا فكانتا غري األفني فلما مل يكن ذلك يف<br />
الألفني، مل يكن فيهما مع املتقاربة« )23( .<br />
ويذهب املربد اإىل وصف الألف بالساكنة حيث يشري اإىل ذلك بقوله: »اإن الألفني ل<br />
يصلح فيهما اإدغام، لأن الألف ل تكون اإل ساكنة« )24( . وورد مثل هذا عند ابن يعيش حيث<br />
قال: »واأما الألف فاإنها ل تدغم يف مثلها لأنها ساكنة، وبالإدغام يلتقي ساكنان وهذا ما<br />
ل جتيزه العربية«)25(. ويرى ابن عصفور اأن كل مثلني قد يدغمان اإل الألفني والهمزتني<br />
.)26(<br />
وبني سبب ما ذهب اإليه لأن الألف ساكنة فال تدغم يف ساكن<br />
اإن هذا التوصيف لالألف باأنها ساكنة اأو لينة فيه نظر وخلط كبري وميكن اأن يكون<br />
هذا الوصف لالألف عند القدماء ناجتاً عن عدم معرفتهم للخصائص الصوتية لها من جهة،<br />
وعدم ظهور احلركة عليها كما توهموا من جهة اأخرى. وهذا التوصيف ل يتفق مع ما توصلت<br />
اإليه الدراسات احلديثة التي ترى اأن الألف حركة طويلة، وهي بالأحرى فتحة طويلة)aa(.<br />
والنسيج املقطعي للغة العربية ل يسمح باجتماع حركتني طويلتني، لأن اإحداهما ستكون<br />
يف بداية مقطع. واملقطع العربي ل يبداأ بحركة -aa/aa وامتناع الإدغام هنا ليس لكونها<br />
ساكنة كما ذهب القدماء.<br />
غري اأننا جند عند سيبويه اإشارات تدل على الفرق بني الواو والياء بوصفهما حريف<br />
مد، والواو والياء بوصفهما حريف لني فيذكر يف باب الإدغام: “ ونقول: هذا دلوُ واقد وظبيُ<br />
يارس فنجري الواوين والياءين ههنا جمرى امليمني يف قولك اسم موسى فال تدغم”)27(.<br />
ويقول اأيضاً:« واإذا قلت مررت بويلّ يزيد وعدوّ وليد فاإن شئت اأخفيت واإن شئت بينت،<br />
ول تسكن لأنك حيث اأدغمت الواو يف عدوّ والياء يف ويلّ فرفعت لسانك رفعة واحدة ذهب<br />
املدّ، وصارتا مبنزلة ما يدغم من غري املعتل، فالواو الأوىل يف عدوّ مبنزلة الالم يف دلو<br />
والياء الأوىل يف ويلّ مبنزلة الياء يف ظبي« )28( .<br />
ويفهم من كالم سيبويه السابق اأن حروف اللني تدغم، وتعامل معاملة احلروف<br />
الصحاح فهي شبيهة بها، فهي مبنزلة الالم والباء كما ذكر. وهذا التوصيف واإن كان غري<br />
دقيق؛ لأنه ذكر اأن بالإدغام يذهب املد. فهو توصيف قريب مما وصل اإليه العلماء يف
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
العرص احلديث فالواو والياء اللينتان تشبهان احلروف الصحيحة وتشبهان حروف املد.<br />
فلذلك اأطلق عليها اأنصاف احلركات.<br />
وفرق ابن يعيش بني الياء املدّية والياء اللينة بقوله: »اعلم اأن الياء واإن كانت من<br />
خمرج اجليم والشني فاإنها من حروف املد ولها فضيلة على غريها مبا فيها من املد<br />
واللني... والياء تدغم يف مثلها اإن كانت متصلة باأن كانتا يف كلمة واحدة فمثالها يف<br />
الكلمة الواحدة قولك حيّ وعيّ يف حيي وعيي... واأما املنفصل وهو الذي يكون املثالن فيه<br />
من كلمتني فاإن كانت الياء الأوىل قبلها فتحة جاز الإدغام نحو: اأخشَ ىّ يارساً، فاإن انكرس<br />
ما قبلها مل تدغم كقولك: »اأظلمي يارساً »والفرق بينهما اأن الكرسة اإذا كانت قبلها كمل<br />
املد فيها فتصري مبنزلة الألف لأن الألف ل يكون قبلها اإل مثلها« )29( .<br />
اإن ما ذهب اإليه ابن يعيش من تفريق بني حريف اللني واأحرف املد فيه شيء من الدقة<br />
مع التوهم بوجود كرسة ما قبل الياء وفتحة ما قبل الألف هذا الوهم الذي ذهب اإليه القدماء<br />
ومنهم ابن يعيش وجّ ه التفسريات الرصفية اإىل منحنى اخلطاأ. لأن سبب عدم الإدغام يف ياء<br />
املد مع الياء اللينة ليس كما ذهب ابن يعيش واإمنا لأن الأوىل حركة طويلة)كرسة طويلة(،<br />
والثانية نصف حركة فكيف يصبحان مثلني؟<br />
وقد رصح ابن الرساج بقوله: »اإذا قلت واأنت تاأمر: اأخشَ ىّ يارساً واخشوّا واقداً اأدغمت<br />
لأنهما ليسا بحريف مد كالألف، لأنه انفتح ما قبل الياء والواو« )30(. ويتضح من كالمه<br />
اأن الألف حرف مد اأي اأنها حركة طويلة واأن الواو والياء اإذا جاء قبلهما حركة ليس من<br />
جنسهما كما توهم القدماء فهما ليسا حريف مد. اأي اأن حريف اللني عند القدماء الواو والياء<br />
اإذا مل يسبقا بحركة من جنسهما وهذا فيه خلط. والدليل اأن)واقد ويارس( مل يسبقا بحركة<br />
ومع ذلك فهما حرفا لني اأو هما نصفا حركة، فاهتموا بتوصيف احلرف الأول يف اأخشيّ<br />
يارساً ومل يهتموا بتوصيف املثل الثاين.<br />
اإن ما ذهب اإليه القدماء يف اخللط بني حروف املد)احلركات الطويلة(، وحريف اللني<br />
)الواو والياء( اأنصاف احلركات جعلهم يخطئون يف تفسري بعض السلوكات الرصفية.<br />
ويخطئون يف اإعطاء الصوت صفاته املميزة التي جتعله يختلف عن الصوت الشبيه به يف<br />
الرسم الكتابي، وليس هذا الرسم املتشابه هو السبب يف هذا اخللط، لأن هذا الرسم من صنع<br />
علمائنا الذين قعدوا هذه اللغة. ويف راأي الباحث اأن الرسم الكتابي املتشابه هو الذي جعل<br />
العلماء يبحثون يف السمات املميزة لكل صوت من هذه الأصوات. والدليل على ذلك هو اأن<br />
القدماء جهدوا اأنفسهم يف التفريق بني هذه الأصوات من حيث حركتها وحركة ما قبلها، وبنوا<br />
تعليالتهم الرصفية على ما توصلوا اإليه من نتائج فكرهم الذي اعتمد على املالحظة والذوق.
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
ثانياً: احلركات عند احملدثني<br />
تطورت الدراسات الصوتية يف العرص احلديث، واأصبحت تعتمد على التجارب<br />
املخربية، فغدت الصفات املميزة للصوت اأكرث دقة من توصيف علماء اللغة القدامى له.<br />
وقد كانت نتائج القدماء يف وصف املخارج لالأصوات وتيار الهواء املنتج لها يختلف عما<br />
جاء عند املحدثني.<br />
واللغة العربية ساأنها ساأن اللغات الأخرى تتشكل من جمموعة من الأصوات اللغوية.<br />
والقدماء قسموا هذه املجموعة الصوتية اإىل قسمني: حروف علّة وحروف صحاح، غري<br />
اأن املحدثني قسموا هذه املجموعة اإىل ثالثة اأقسام حسب تيار الهواء املنتج لها. وهي:<br />
الصوامت، واحلركات، واأشباه الصوامت اأو اأشباه احلركات. وما يهمنا هنا هو طريقة اإنتاج<br />
احلركات وتوصيفها.<br />
يرى اإبراهيم اأنيس اأن »الصفة التي جتمع بني كل اأصوات اللني Vowels هي اأنه عند<br />
النطق بها يندفع الهواء من الرئتني ماراً باحلنجرة ثم يتخذ جمراه يف احللق والفم يف ممر<br />
ليس فيه حوائل تعرتضه فتضيق جمراه كما يحدث مع الأصوات الرخوة اأو يحبس النفس<br />
ول تسمح له باملرور كما يحدث مع الأصوات الشديدة، فالصفة التي تختص بها اأصوات<br />
اللني هي كيفية مرور الهواء يف احللق والفم وخلو جمراه من حوائل وموانع” )31( . واإطالق<br />
مصطلح اللني على احلركات يبدو اإبراهيم اأنيس فيه متاأثراً بالقدامى من علماء اللغة، فهي<br />
تسمية غري دقيقة.<br />
ويذكر عبد الصبور شاهني اأن احلركات تنتج »اإذا مل يحدث اعرتاض يف الفم فاإن<br />
الصوت ينطلق اإىل خارجه مكوناً ما يعرف باحلركات. واحلركات اأصوات انطالقية حتدث<br />
من ذبذبة الأوتار الصوتية عند مرور الهواء بها، وليس للفم من دور يف اإنتاجها سوى<br />
اتخاذه شكالً معيناً باعتباره غرفة رنني يعطي الصوت املار بها طابعاً خاصاً« )32( .<br />
ويحددها حممود السعران بقوله: »يحدد الصائت يف الكالم الطبيعي باأنه الصوت<br />
املجهور الذي يحدث يف تكوينه اأن يندفع الهواء يف جمرى مستمر خالل احللق والفم وخالل<br />
الأنف معهما اأحياناً دون اأن يكون ثمة عائق يعرتض جمرى الهواء اعرتاضاً تاماً، اأو تضييق<br />
ملجرى الهواء من ساأنه اأن يحدث احتكاكاً مسموعاً« )33( .<br />
ويعرفها رمضان عبد التواب بقوله: »الأصوات املتحركة، اأو اأصوات العلة ويسميها<br />
الإجنليز« vowels »تعرف باأنها الأصوات املجهورة الذي يحدث يف تكوينها اأن يندفع<br />
الهواء يف جمرى مستمر خالل احللق والفم، وخالل الأنف معهما اأحياناً دون اأن يكون هناك<br />
عائق يعرتض جمرى الهواء« )34( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وتناولها عبد القادر عبد اجلليل بصفتها فونيماً تركيبياً، يقول: »الفئة الثانية<br />
من الفونيمات الرتكيبية، وقد اأطلق عليها يف العربية تسميات عدة الأصوات اللينة-<br />
الطليقة- حروف املد- املصوتات- حروف العلة الصائتة- احلركات الطليقات، الأصوات<br />
املتحركة« )35( . ويذكر يف موضع اآخر: »تتميز هذه الأصوات بصفة اجلهر املالزم لها، لأن<br />
احلركة ل ميكن اأن تكتسب جانبها التمييزي وتوؤدي وظيفتها داخل البنى اللغوية اإل اإذا<br />
كانت جمهورة واإل فاإنها ل تعدو اأن تكون زفرياً... توؤدي كل من احلركات القصرية والطويلة<br />
وظائف مستقلة داخل البنى اللغوية ومعنى هذا اأن كل واحدة منها متثل فونيماً مستقالً،<br />
كما اأنها متتلك خاصية التبادل املوقعي داخل الوحدات اللغوية« )36( .<br />
اإذن احلركات اأصوات انطالقية ل يحدث اأي عائق للتيار املنتج لها اأثناء خروجه من<br />
الرئتني غري اأن اللسان ياأخذ وضعاً معيناً والشفتان كذلك. وهي جمهورة باتفاق العلماء غري اأن<br />
الباحث يجد عند عبد الصبور شاهني قولً فيه نظر حيث يقول: »واجلهر والهمس صفتان تشرتك<br />
فيهما الصوامت واحلركات على سواء، على الرغم من دقة مالحظة الهمس يف احلركات« )37( .<br />
اإن ما ذهب اإليه عبد الصبور شاهني من همس احلركات راأي غري دقيق؛ لأنه لول<br />
اهتزاز الوترين الصوتيني لأصبحت احلركات زفرياً، فاجلهر سمة مميزة للحركات عالوة<br />
على عدم تعرض تيار الهواء املنتج لها اإىل اأي اعرتاض.<br />
اأ- عدد احلركات عند املحدثني<br />
قسم علماء اللغة املحدثون احلركات حسب كميتها واأثرها يف املعنى اإىل قسمني:<br />
قصرية، وطويلة.<br />
اأولً: احلركات القصرية.<br />
يتفق جل علماء اللغة يف العرص احلديث على اأن عدد احلركات القصرية ثالث هي:<br />
الفتحة القصرية: a<br />
والكرسة القصرية: I<br />
والضمة القصرية: u<br />
ومع كرثة الأدلة والآراء على عدد احلركات القصرية، وحتديدها بثالث حركات اإل اأن<br />
بعض علماء اللغة املحدثني اختلفوا يف احلركة الرابعة “ وقد عرفت العربية الفصحى اأربع<br />
<br />
1 .<br />
حركات هي:<br />
1 الفتحة املفخمة بعد الأصوات املفخمة: الصاد والضاد والطاء والظاء والقاف والغني<br />
واخلاء والراء ولم لفظ اجلاللة اإن سبقت بفتح اأو ضم.<br />
2 . 2 الفتحة املرققة مع بقية الصوامت.
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
4 .<br />
3 . 3 الكرسة الضيقة الأمامية, وقد تتسع قليالً فتنطق كالفتحة املمالة يف املقطع املقفل<br />
مثل: طِ ر وبِع اأمرين من طار وباع.<br />
4 الضمة الضيقة اخللفية... بيد اأن التسميات التي وضعت لهذه احلركات كانت ثالثة<br />
باإدماج حركتي الفتحة)مفخمة ومرققة( يف تسمية واحدة من حيث كان اختالفهما ل<br />
اأثر له من الناحية الرصفية” )38( .<br />
وملناقشة هذا الراأي ل بد من توضيح بعض املصطلحات بقصد فهم املوقف وهي:<br />
الفونيم: تناول عدد من العلماء حتديد الفونيم وتعريفه وميكن اإجمال هذه التعريفات<br />
حسب علمائها، فعند »دي سوسري: »جمموعة التاأثريات السمعية، واحلركات النطقية للوحدات<br />
املسموعة والوحدات املنطوقة كل منها برشط الآخر« )39( .<br />
اأما تروبتسكوي فيعرف الفونيم باأنه »اأصغر وحدة فنولوجية يف اللسان املدروس« )40( .<br />
ويعرفه دانيال جونز باأنه »عائلة اأو اأرسة من الأصوات يف لغة معينة متشابهة<br />
اخلصائص ومستعملة بطريقة ل تسمح لأحد اأعضائها اأن يقع يف كلمة من الكلمات يف<br />
نفس السياق الصوتي الذي يقع فيه اأي عضو اآخر من العائلة نفسها« )41( .<br />
وميكن تعريف الفونيم باأنه اأصغر وحدة صوتية صامتية اأو صائتية قادرة على تغيري<br />
الدللة يف بنية الكلمة.<br />
الألوفون: هو التنوع الصوتي السياقي الذي يطراأ على نطق الفونيم« )42( .<br />
املورفيم: »اأصغر وحدة ذات معنى« )43( .<br />
بعد هذه التعريفات نطرح املالحظات الآتية حول راأي عبد الصبور شاهني:<br />
مل ياأت بدليل يربهن على ما ذهب اإليه من اللغة اأو جتارب خمربية، بل اعتمد على<br />
النطق الناجت عن تاأثري الصوت املطبق يف الألف وهو تاأثر سياقي األوفوين ل يغري معنى،<br />
لذلك ل يعترب فونيماً مستقالً.<br />
الألف فونيم اأما الرتقيق والتفخيم فال يعطيها صفة فونيمية اأخرى بدليل اأن الألف<br />
تبقى ذات دللة واحدة يف التفخيم اأو الرتقيق.<br />
مل يطبق عبد الصبور شاهني ما قاله على الكرسة والضمة فهي تتبادل مواقع الألف<br />
يف السياقات املختلفة. فلماذا مل يقل كرسة مفخمة, وضمة مفخمة ويعترب كالً منهما<br />
فونيماً مستقالً.<br />
ويذهب اإىل اأبعد من ذلك حني يقول: “ويصعب من الناحية النطقية اأن حتل الفتحة املرققة<br />
حمل الفتحة املفخمة والعكس, ففي الفعلني طاب وتاب تعترب الفتحة بطابعها رشطاً يف دللة<br />
الكلمة على معناها, اأي اأن الختالف بني الكلمتني يف حرفني ل يف حرف واحد” )44( .<br />
لقد نقلنا اإىل الفتحة الطويلة وهو يتحدث عن احلركات القصرية، ومع ذلك يذهب اإىل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
جعل الفتحة الطويلة يف كال الفعلني فونيمني مستقلني، وهذا ليس صحيحاً؛ لأن الفرق يف<br />
املعنى بني الفعلني السابقني ناجت عن اختالف الفونيمني الأولني)ط، ت(، والتفخيم املكتسب<br />
يف الفتحة الطويلة يف)طاب( ناجم عن تاأثري صوت الطاء يف الفتحة الطويلة فاأكسبها صفة<br />
الأطباق، فهو تاأثري جزئي، فالألف املفخمة هنا األوفون لأنها اكتسبت التفخيم من خالل ما<br />
جاورها من اأصوات يف السياق النطقي.<br />
لهذا يذهب الباحث اإىل اأن احلركات القصرية ثالث، وما ينتج من تفخيم اأو ترقيق لها<br />
اإمنا هو من قبيل الألفونات السياقية. وقد اأشار املطلبي اإىل ذلك بقوله: “ اإن األف التفخيم<br />
ليست اإل صورة من صور نطق الألف وهي بهذا ل حتمل اأية قيمة فونيمية خاصة بها،<br />
خارجة عن فونيم الألف العربية املعروفة” )45( .<br />
وهناك من الباحثني من عدّ السكون حركة صوتية متاثل احلركات الأخرى ومنهم<br />
حميي الدين رمضان يقول: »وواضح يف ذلك اأن الساكن اإذا اأدرج ليس له حال املوقوف<br />
عليه اأنك قد جتمع يف الوقف بني الساكنني نحو بكْر وعمْرو، فلو كانت حال سكون كاف<br />
بكر كحال سكون رائه ملا جاز اأن جتمع بينهما... وهذا يعني اأن السكون ليس تركاً لنطق<br />
الصوت واإمنا هو درجة من النطق تشبه حال النطق بالصوت املحرك بالفتح... وهو حركة<br />
مثل الفتح وقريب منه« )46( .<br />
اإن ما ذهب اإليه حميي الدين رمضان يتنافى مع الطبيعة الصوتية للسكون الذي يعني<br />
سلب احلركة، ويبدو اأنه غاب عن ذهنه جلب احلركة عند التقاء الساكنني يف الرتاث اللغوي،<br />
عالوة على اأن صوت الراء ليس ساكناً متاماً لأن تكرارية الراء جتعل الهواء املنتج لها<br />
يتسلل دون توقف من خالل رضبات اللسان يف احلنك الأعلى.<br />
اإن ما نادى به رمضان ل يختلف كثرياً عما ذهب اإليه ابن جنى يف اختالف سكون<br />
كاف بكر عن رائه، فقد نص على ذلك ابن جنى بقوله: »ومما يدل على اأن الساكن اإذا اأدرج<br />
ليست له حال املوقوف عليه، اأنك قد جتمع يف الوقف بني الساكنني، نحو: بكْر، وعمْرو فلو<br />
كانت حال سكون كاف بكر كحال سكون رائه ملا جاز اأن جتمع بينهما، من حيث كان<br />
الوقف للسكون على الكاف كحاله لو مل يكن بعده شيء، فكان يلزمك حينئذٍ اأن تبتدئ بالراء<br />
ساكنة والبتداء بالساكن ليس من هذه اللغة العربية« )47( .<br />
لقد فرق القدماء وكان راأيهم صائباً يف اختالف موضع السكون، فسكون الدرج<br />
يختلف عن سكون الوقف، وقد تنبه اإىل ذلك ابن جنى بقوله: »اإن العني اإذا كانت ساكنة<br />
فليس سكونها كسكون الالم... وذلك اأن احلرف الساكن ليست حاله اإذا اأدرجته اإىل ما بعده<br />
كحاله لو وقفت عليه، وذلك لأن من احلروف حروفاً اإذا وقفت عليها حلقها صويت ما من<br />
بعدها، واإذا اأدرجتها اإىل ما بعدها ضعف ذلك الصويت وتضائل« )48( .<br />
ومن قبله ذكر سيبويه يف وصفه حلروف القلقلة ذلك الصويت بقوله: »واعلم اأن من
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
احلروف حروفاً مرشبة ضغطت من مواضعها فاإذا وقفت خرج معها من الفم صويت ونبا<br />
اللسان عن موضعه« )49( .<br />
اإن ما دعا اإليه حميي الدين رمضان من التحقيق النطقي للسكون، واأنه عكس احلركة،<br />
ومنع احلركة كما يبدو يف راأيه حركة، ورمبا اعتمد يف وصفه على التوتر الذي يصيب<br />
اأعضاء النطق املنتجة للصوت عند النطق بالساكن فتتحول اأعضاء النطق من حالة اإىل<br />
حالة رمبا كان يف نظره حركة. ل يختلف اثنان يف حقيقة وجود السكون يف اللغة العربية،<br />
ولكن ما الصفة احلقيقية للسكون؟<br />
لقد ناقش كمال برش السكون يف اللغة العربية ومما ذهب اإليه »اأن اإطالق اسم حركة<br />
على السكون على املستوى النطقي املحض اإطالق غري دقيق ول يستند اإىل اأي اأساس من<br />
الواقع؛ لأن احلركة من هذه الناحيةَ - النطق الفعلي والتاأثري السمعي- لها صفات معينة ل<br />
يوجد شيء منها البتة يف السكون« )50( .<br />
غري اأنه ل ينفي اأن هناك قيماً معينة للسكون يف النظام اللغوي العربي ويذكر على<br />
سبيل املثال ل احلرص القيمة الوظيفية، وتتجلى هذه القيمة يف الأمور الآتية:<br />
1 السكون اإمكانية من اإمكانات اأربع تعرض للحروف اأو الأصوات الصامتة وهذه الأصوات<br />
قد تتبع بفتحة اأو ضمة اأو كرسة، وبال شيء منها، وهذه الإمكانية الرابعة لها قيمة صوتية<br />
على املستوى الوظيفي اإذ هي متيز احلرف اخلايل من الإمكانيات الثالث الأخرى، وهذا<br />
التميز ذو اأهمية خاصة لأنه يشري اإىل حالة صوتية رابعة وموجودة بالفعل.<br />
2 السكون له وظيفة يف الرتكيب املقطعي يف اللغة العربية، اإذ هو يعطي الهوية اخلاصة،<br />
باملقطع، فهو مييز نهاية املقطع املنتهي بحرف خالٍ من احلركات الثالث كما يف<br />
املقطع)ص ح ص(، فهو صوت صامت+ حركة+ صوت صامت. وهو مقطع متوسط<br />
مغلق، يقابل املقطع)ص ح ح( = صامت+ حركة طويلة، اأو املقطع)ص ح(= صامت +<br />
حركة قصرية. وهو املقطع القصري.<br />
3 للسكون وظيفة موسيقية يف نهاية الكلمة اأو اجلملة يف بعض املقامات اللغوية وقد<br />
اأطلقوا على القواعد املتعلقة بهذا الأمر باب الوقف.<br />
4 وتظهر هذه القيمة املوسيقية للسكون يف التفعيالت العروضية فهي مبنية على اأنساق<br />
صوتية معينة، للسكون دور كبري يف تشكيل اأمناطها واأمناط وحداتها املكونة لها.<br />
5 هناك تبادل يف املوقع بني اخللو من احلركة والفتح يف بعض السياقات الرصفية يف<br />
صيغ رصفية خاصة، كتلك التي نص عليها علماء العربية مما كان عينها صوتاً من<br />
الأصوات التي نعتوها بالأصوات احللقية وهي)الهمزة والهاء والعني واحلاء والغني<br />
واخلاء( كما يف نهْر ونهَ ر وبحْ ر وبحَ ر.... الخ) 51( .<br />
ويرى اأيضاً اأن “تسمية السكون حركة مقصورة على اجلانب الوظيفي، وهو جانب ل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يعتمد على النطق املادي، اأو هو يعتمد عليه ولكنه باملعنى السلب اإذ السكون سلبي اأو عدم...<br />
ولهذا نقرتح اأن تسمى السكون “ احلركة الصفر” VOWEL” “ZERO )52( .<br />
اإن ما ذهب اإليه كمال برش فيه شيء من الدقة ولكن يبدو اأن مصطلح احلركة<br />
الصفرية ل يتماشى مع منطق اللغة؛ لأن كلمة حركة يف اللغة لها صفاتها املميزة من<br />
حيث طريقة اإنتاجها ومواضع نطقها ولكن السكون ل جند له مكاناً يف احلركات. واإطالق<br />
القيمة الصفرية على السكون يعني اأن له وجوداً فعلياً لأن الصفر يف الرياضيات ذو<br />
قيمة عظيمة. واإذا اأردنا اأن نضع له قيمة رياضية، فالأفضل اأن نطلق عليه يف جمموعة<br />
احلركات عنرص فاي)Ø( اأي جمموعة خالية مبعنى لها شكل مادي ولكن خالية من<br />
التاأثريات النطقية والسمعية. لأننا نستطيع اأن ننطق احلركات منفردة ولكن ل نستطيع اأن<br />
ننطق السكون دون الصامت.<br />
اإن من اأطلق عليه حركة من علماء اللغة املحدثني اعتمد على وصف القدماء له باأن<br />
السكون اأخف احلركات واإنه يضارع الفتحة، ويقول ابن جنى: »األ ترى اإىل مضارعة الفتحة<br />
للسكون يف اأشياء منها اأن كل واحد منها يهرب اإليه مما هو اأثقل منه نحو قولك يف جمع<br />
فُ عْله وفِ عْله فُ عُ الت وفِ عِ الت ثم يستثقل توايل الضمتني والكرستني، فيهرب عنهما تارة<br />
اإىل الفتح، واأخرى اإىل السكون. اأفال تراهم كيف سوّوا بني الفتحة والسكون يف العدول عن<br />
الضمة والكرسة اإليهما« )53( .<br />
اإن السكون وجود فعلي مادي شكلي؛ اأي كتابي موجود يف اللغة ولكن من حيث التحقق<br />
النطقي غري موجود، ول يوجد له اأثر سمعي، فاحلركات القصرية يف اللغة العربية ل تتعدى<br />
الثالث: الفتحة القصرية، والضمة القصرية، والكرسة القصرية.<br />
ثانياً: احلركات الطويلة<br />
تختلف هذه احلركات عن سابقتها، احلركات القصرية، يف كون الزمن الذي يستغرق<br />
اإنتاجها اأطول نسباً، واللغة العربية تشمل على مقابالت ثالث للحركات القصرية، وهي<br />
الفتحة الطويلة والضمة الطويلة والكرسة الطويلة.<br />
وقد اختلف املحدثون يف كمية احلركات الطويلة اإىل احلركات القصرية فيذهب اإبراهيم<br />
اأنيس اإىل اأن كمية احلركات الطويلة تساوي ضعف القصرية حيث قال: »واللغويون عادة<br />
يقسمون اأصوات اللني اإىل نوعني فقط، قصري وطويل، فالفتحة مطلقة صوت لني قصري، فاإذا<br />
اأصبحت ما يسمى بالألف املمدودة فهي صوت لني طويل، والفرق عادة بني الفتحة الطويلة<br />
والقصرية هو اأن الزمن الذي تستغرقه الأوىل ضعف ذلك الذي تستغرقه الثانية« )54( .<br />
وذهب جواد النوري اإىل مثل هذا فذكر اأن احلركات الطويلة تختلف عن القصرية يف
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
زمن النطق يقول: »تختلف هذه احلركات عن سابقتها، احلركات القصرية، يف كون الزمن<br />
الذي يستغرقه، اأطول نسبياً. واللغة العربية تشتمل على نظائر ثالثة للحركات القصرية<br />
السابقة، هي الكرسة الطويلة)ii( والفتحة الطويلة)aa( والضمة الطويلة)uu( )55( .<br />
ويذكر اأحمد احلمو اأنه ».... قد استقر حالياً اأن املصوت الطويل يعادل ضعف املصوت<br />
القصري، واأن احلركة من حيث زمنها نصف زمن حرف املد « )56( .<br />
وهناك من علماء اللغة من ذهب اإىل تفاوت الكمية بني القصرية والطويلة حسب<br />
الأصوات املجاورة ومنهم اإبراهيم اأنيس الذي ذكر يف السابق اأنه يساوي ضعف احلركة<br />
القصرية ولكنه يذكر يف موضع اآخر اأن: »اأصوات اللني الطويلة يف اللغة العربية قد يزداد<br />
طولها ضعفاً اأو ضعفني حني يليها همزة اأو صوت مدغم... فالقراء يف مثل »يشاء« ويف<br />
مثل »ول الضّ الني« قد يطيلون صوت اللني فوق طوله اأضعافاً. وهذا النوع من الإطالة ل<br />
يراعى اإل يف القراءات القراآنية« )57( . ويذكر يف موضع اآخر »والصوت اللغوي قد يتاأثر من<br />
حيث طوله مبا يجاوره من الأصوات، ومما ل حظه املحدثون اأن صوت اللني يزداد طولً اإذا<br />
وليه صوت جمهور« )58( .<br />
وقد ورد عند القدماء ومنهم ابن جنى باب يف مطل احلروف، متادي كمية احلركات<br />
عندما تكون متبوعة بهمزة اأو صوت مضعف يقول: »اإل اأن الأماكن التي يطول فيها صوتها<br />
وتتمكن مدتها ثالثة. وهي اأن تقع بعدها الهمزة اأو احلرف املشدد« )59( .<br />
وهذا يعني اأن القدماء تنبهوا لتمادي كمية احلركات الطويلة ومنهم اأيضاً ابن سينا<br />
الذي كان عنده تصور يفوق تصور بعض املحدثني الذين يجزمون باستقرار كمية احلركة<br />
الطويلة اإىل القصرية حيث يقول:«ثم اأمر هذه الثالثة علي مشكل، ولكني اأعلم يقيناً اأن الألف<br />
املمدودة املصوتة تقع يف ضعف اأو اأضعاف زمان الفتحة، واأن الفتحة تقع يف اأصغر الأزمنة<br />
التي يصح فيها النتقال من حرف اإىل حرف، وكذلك نسبة الواو املصوتة اإىل الضمة والياء<br />
املصوتة اإىل الكرسة« )60( .<br />
اإن راأي ابن سينا اأدق من راأي بعض املحدثني ومنهم اأحمد احلمو و صالح الدين<br />
حسنني حيث اأشار الأخري اإىل اأن كمية احلركات الطويلة تساوي ضعف كمية احلركات<br />
القصرية« )61( . ويذهب داود عبده اإىل اأن »العلة الواقعة قبل صحيح جمهور تكون اأطول من<br />
نظريتها الواقعة قبل صحيح غري جمهور« )62( . ويشري برتيل مالربج اإىل اأن »كمية احلركة<br />
تعتمد على الساكن التايل لها، فاحلركة اإذا تالها ساكن احتكاكي اأطول منها اإذا تالها<br />
وقفي« )63( .<br />
وقد قام زيد خليل القرالة بدراسة اعتمد فيها على التجارب املخربية يف حتديد كمية
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
احلركة الطويلة اإىل القصرية، ويعد راأيه من اأدق الآراء لأنه اأجرى جتاربه على عينات لغوية<br />
خمتلفة وخلص اإىل نتائج رقمية، ومما توصل اإليه:<br />
ل تنحرص كمية احلركات الطويلة يف ضعف كمية احلركات القصرية، بل تقع يف<br />
ضعفها يف مواطن، وتتجاوز ضعفها يف مواطن اأخرى، ونسبة زيادة كمية احلركات الطويلة<br />
عن ضعف كمية احلركات القصرية اأغلب واأشمل من نسبة حرصها يف الضعف.<br />
تتفاوت كمية احلركات تبعاً ملالمح الصوامت املجاورة وخاصة الصوامت الالحقة<br />
وذلك من حيث اجلهر والهمس والستمرار والوقف والتضعيف وعدمه )64( .<br />
اإن ما ذهب اإليه املحدثون يف كمية احلركات الطويلة اإىل مقابالتها القصرية فيه نظر،<br />
ويدعونا اإىل القول اإن كمية صوت املد الطويل تساوي اأو ميكن اأن تساوي ضعف القصري<br />
يف حالة التجرد والنفراد. ولكن هذه الكمية ل ميكن اأن تنطبق على هذه الأصوات يف حالة<br />
جماورتها لالأصوات الأخرى فصوت املد يطول اأو يقرص حسب ما ياأتي بعده من اأصوات،<br />
وطبيعة الصوت التايل هو الذي يحدد طول صوت املد.<br />
ب . اأسس تصنيف احلركات<br />
لقد بالغ علماء اللغة املحدثون يف نسبة احلركات اإىل دانيال جونز، فقد ذكر جواد<br />
النوري يف ذلك: »يعد العامل اللغوي دانيال جونز من اأوائل اللغويني الذين ابتكروا تصوراً<br />
لإمكانات احلركات يف النطق الإنساين ولقد متثل ذلك التصور فيما اأطلق عليه، يف جمال<br />
الدراسات اللغوية باحلركات املعيارية .Cardinal Vowels وقد وصل هذا اللغوي اإىل<br />
تصوره لهذه احلركات بالنظر اإىل عضوين هامني يف اإنتاج احلركات وتكوينها، وهذان<br />
العضوان هما اللسان والشفتان« )65( .<br />
ويذكر اإبراهيم اأنيس اأن »اأول من عني بهذه املقاييس بروفسور »دانيال جونز« يف<br />
جامعة لندن اإذ استطاع بعد جتارب دقيقة وبحوث متواصلة اأن يخرج لنا تلك املقاييس<br />
العامة لأصوات اللني« )66( .<br />
اإن دانيال جونز مل يكن له السبق يف حتديد مفهوم احلركات بل ينسب له اجلهد الواضح<br />
يف حتديد منطقة احلركة عند اإنتاجها حسب وضع اللسان والشفتني. وقد ورد هذا عند جل<br />
العلماء املحدثني.<br />
لقد استطاع دانيال جونز بنظرته اإىل موضع اللسان يف الفم ونظرته اإىل وضع<br />
الشفتني يف اأثناء النطق باحلركات اأن يتوصل اإىل وضع تسع حركات معيارية. ميثلها<br />
الشكل التايل.
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
i اأمامية ضيقة 1<br />
i<br />
مركزية<br />
u<br />
8 خلفية ضيقة u<br />
e اأمامية ضيقة 2<br />
7نصف ضيقة o<br />
ع اأمامية ضيقة 3<br />
6 نصف واسعة c<br />
a واسعة 4<br />
a<br />
5 واسعة a<br />
الشكل)1(<br />
يوضح هذا الشكل مواقع احلركات العربية التقريبية التي ترد عليها يف جدول جونز،<br />
وهي داخل الشكل واملعيارية خارجه.<br />
. 1 يتضح من الشكل السابق اأن حركة الكرسة العربية هي اأمامية ضيقة وهي احلركة)1<br />
يف جدول جونز، وتختلف عن احلركة املعيارية باأنها اأقل ضيقاً واأقل اأمامية، ويكون<br />
مقدم اللسان عند النطق بها اأقل ارتفاعاً منه مع املعيارية وتتجه اأعلى نقطة يف اجلزء<br />
الأمامي من اللسان نحو اخللف قليالً ويكون وضع الشفتني مع احلركات الأمامية<br />
منفرجاً مع تفاوت يف نسبته.<br />
2 اإن حركة الفتحة العربية هي حركة اأمامية واسعة تقريباً، اإل اأنها تختلف عن احلركة<br />
املعيارية الأمامية الواسعة وهي احلركة)4( يف جدول »جونز« باأنها اأقل اتساعاً واأقل<br />
اأمامية، مبعنى اأن اأعلى نقطة يف اللسان عند النطق بالفتحة العربية تكون قريبة من<br />
وسطه مع ارتفاع خفيف يف هذا اجلانب من اللسان وعلى هذا فاإن حركة الفتحة العربية<br />
هي حركة اأمامية ولكنها اأقل اتساعاً من احلركة املعيارية)4(، اأو احلركة املعيارية)5(.<br />
3 اإن حركة الضمة العربية هي حركة خلفية ضيقة اإل اأنها تختلف عن احلركة املعيارية<br />
اخللفية الضيقة وهي احلركة)8(. يف جدول “جونز” بكونها اأقل ضيقاً واأقل خلفية.<br />
ويذهب جواد النوري اإىل اأن احلركة التي تصاحب اأصوات القلقلة هي حركة مركزية<br />
يقول: “وتعد احلركة املصاحبة للحروف، التي اصطلح القدماء من اللغويني العرب على<br />
تسميتها بحروف القلقلة من قبيل احلركة املركزية”)67(.<br />
اإن ما قام به »جونز« يف جدوله ل يتعدى موضع اللسان وشكله فقد اأخذ اأعلى نقطة للسان<br />
قبل اأن يتصل مبوضع نطق اآخر خوفاً من اأن يدخل يف نوعية صوتية اأخرى, وهي الصوامت،<br />
وتدرج يف احلركات من فاصل الصامت اإىل النبساط يف اللسان. ووضع هذه احلركات. فاللسان<br />
عند جونز ل يحد يف نقطة ملزمة بل القلة والكرثة لها نصيب كبري يف توصيف جونز.<br />
) 1<br />
2 .<br />
3 .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
عالوة على ذلك اإن ما ذهب اإليه النوري من اعتبار الصويت الذي يلحق حروف العلة<br />
من قبيل احلركة املركزية فيه نظر؛ لأن اللسان مع هذه الأصوات ل يتخذ موضعاً حمايداً،<br />
فاحلركات املركزية كما يعرفها النوري هي: »احلركات التي ترد غري منبورة يف العادة ويتم<br />
اإنتاجها عندما يكون اللسان يف وضع حمايد؛ اأي عندما يكون يف وضع مركزي متوسط غري<br />
مرتفع ول منخفض، وكذلك فاإنه، اأي اللسان، ل يكون اأمامياً ول خلفياً«)68(. فاللسان مع<br />
اأصوات القلقلة يتخذ اأوضاعاً خمتلفة تبعاً للصوت املنطوق من تلك الأصوات.<br />
وقد اأشار اأحمد خمتار عمر اإىل اختالف احلركات الطويلة عن القصرية من حيث<br />
املواضع النطقية يقول: »العلل الطويلة: اأفردنا العلل الطويلة عن القصرية واعتربنا كالً<br />
منها فونيمات مستقلة ملا ياأتي:<br />
. أ اأن التقابل بني احلركات الطويلة واحلركات القصرية قد يوؤدي اإىل تغري املعنى اأو<br />
الصيغة، ومعنى هذا اأن كالً منهما فونيم مستقل.<br />
. ب اأن الدراسة الترشيحية اأثبتت اأن اخلالف بني العلل الطويلة والعلل القصرية)منعزلة(<br />
ليس خالفاً يف الكمية فقط، واإمنا يف الكيفية كذلك. فموقع اللسان مع اإحدى العلتني<br />
املتقابلتني خمتلف قليالً كما يتضح من الرسم الآتي:<br />
i<br />
i:<br />
u<br />
u:<br />
a<br />
a:<br />
الشكل)2(<br />
ويتضح من الشكل السابق تراجع عضالت اللسان اإىل اخللف، وارتفاعه اإىل الأعلى،<br />
يف حال نطق احلركات الطويلة )69( . وهذه احلركات قد تاأتي مفخمة، ومرققة وبني التفخيم<br />
والرتقيق، حسب السياق الصوتي الذي تقع فيه كل حركة منها، وهذه التنوعات هي من<br />
قبيل الألوفونات وميكن بيان ذلك من خالل هذا املخطط احلركي.
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
كرسة قصرية:<br />
مفخمة<br />
مفخمة<br />
i مرققة<br />
i مرققة<br />
بني التفخيم والرتقيق<br />
بني بني<br />
الشكل)3(<br />
وهكذا تاأتي الفتحة القصرية والطويلة، والضمة القصرية والطويلة.<br />
يتضح مما سبق اأن اللغة العربية تشتمل على ثالثة فونيمات للحركة القصرية وهي:<br />
فونيم الفتحة القصرية /a/، وفونيم الكرسة القصرية /i/ وفونيم الضمة القصرية /u/.<br />
ومثلها يف العدد للحركات الطويلة، وهي فونيم الفتحة الطويلة وميكن اأن يرمز لها ب /:a/<br />
اأو /aa/ والكرسة الطويلة /:i/ اأو/ii/ والضمة الطويلة/:u/ اأو ./uu/<br />
وهذه الفونيمات الستة قد تتعرض بسبب السياق الصوتي اإىل تنوعات نطقية فكل<br />
فونيم له ثالثة تنوعات نطقية. اأحد هذه التنوعات فونيم وهو النطق املرقق للحركة، لأن<br />
احلركة املفخمة ترد مع اأصوات التفخيم الكلي وهي: الصاد والضاد والطاء والظاء، واحلركة<br />
ذات التفخيم املتوسط مع الصوامت ذات التفخيم اجلزئي وهي: الغني واخلاء والقاف، وترد<br />
مرققة مع الصوامت الباقية. وهي الأكرث عدداً فاحلركة تاأخذ طابعها الوصفي من صيغة<br />
ورودها. فهي مع املرققة اأكرث ما تكون لذلك عدت احلركة املرققة فونيماً وما تبقى من<br />
قبيل الألوفونات. فاحلركات يف العربية بحسب النطق الفعلي السياقي لها هي ثماين عرشة<br />
حركة قصرية وطويلة، غري اأنه من الناحية الفونولوجية اأي من ناحية كونها قادرة على<br />
تغيري الدللة فاإن اللغة العربية تشتمل على ست حركات.<br />
اإن حتديد املوضع النطقي للحركات كالصوامت اأمر غري مقبول؛ لأنها ل حتدث من<br />
اعرتاض يوؤدي اإىل احتكاك اأو اإغالق يوؤدي اإىل انفجار، فاملواضع النطقية للحركات متداخلة<br />
فتيار الهواء املنتج لها ياأتي من الرئة، واملصدر الرئيس يف اإنتاجها ووضوحها السمعي<br />
يتاأتى من الوترين الصوتيني، واللسان باأوضاعه املختلفة، واحلنك السفلي والشفاه, اإضافة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
اإىل اللهاة حيث تنبه اإليها عبد الرحمن اأيوب يقول:‘‘ وتعمل اللهاة يف اإنتاج احلركات عمالً<br />
مهماً حيث تقوم باإغالق الفراغ الأنفي ليستمر الهواء يف جمراه الفموي” )70( .<br />
ولهذا توصف احلركات حسب مالحمها النطقية, وحسب الأعضاء النطقية العاملة يف<br />
اإنتاجها على النحو الآتي:<br />
وميكن اأن تصنف كما ياأتي:<br />
/ 1 حركة اأمامية مغلقة غري مدورة. / صائت اأمامي مغلق منفرج قصري<br />
/ 2 حركة اأمامية مفتوحة غري مدورة. / صائت اأمامي مفتوح حمايد قصري<br />
3 . 3 الضمة /u/ حركة خلفية مغلقة مدورة)71 (. / صائت خلفي مغلق مضموم<br />
قصري، وقام جواد النوري بتقدمي وصف للحركات كما ياأتي:<br />
/ 1 حركة اأمامية ضيقة غري مستديرة وترد هذه احلركة قصرية وطويلة.<br />
/ 2 حركة اأمامية اأو خلفية، متيل اإىل التساع ول تكون الشفتان عند<br />
النطق بها يف وضع استدارة، وترد هذه احلركة قصرية وطويلة.<br />
<br />
. 1الكرسة i/<br />
. 2 الفتحة a/<br />
. 1الكرسة العربية /i<br />
. 2الفتحة العربية /a<br />
. 3<br />
)72(<br />
. 3الضمة العربية /u/ حركة خلفية ضيقة مستديرة وترد هذه احلركة قصرية وطويلة<br />
ويبدو اأن النوري خلط يف وصفه للفتحة بني الفونيم والألفون لأن الوصف الفونيمي<br />
للفتحة اأنها اأمامية، اأما وصفه لها باخللفية فهو عند مصاحبتها لالأصوات املفخمة فهو<br />
تنوع سياقي األوفوين.<br />
ويقصد بالأمامية تلك احلركات التي تكون نقطة اإنتاجها واقعة يف اجلزء الأمامي من<br />
الفم، واخللفية تلك التي تقع نقطة اإنتاجها يف اجلزء اخللفي من التجويف الفموي، والضيقة<br />
عندما يكون النفتاح يف الفم ضيقاً واللسان مرفوعاً نحو اجلزء الأمامي اأو اجلزء اخللفي من<br />
سقف احلنك الأعلى بقسميه: الغار والطبق.<br />
ويقصد بالواسعة احلركات التي تُنتَج عندما يكون اللسان يف وضع منخفض يف الفم،<br />
وباملستديرة احلركات التي يصاحب نطقها استدارة يف الشفتني، وغري املستديرة عكس ذلك.<br />
ج - اأصوات اللني عند املحدثين<br />
متيز املحدثون عن القدماء يف التفريق بني اأصوات املد)احلركات الطويلة( واأصوات<br />
اللني)و، ي( بوصفهما نصفي حركة.<br />
يقول اإبراهيم اأنيس: »هناك صوتان بني الأصوات اللغوية يستحقان دائماً اأن يعاجلا<br />
عالجاً خاصاً؛ لأن موضع اللسان معهما قريب الشبه مبوضعه مع اأصوات اللني، ومع هذا<br />
فقد دلت التجارب النطقية على اأننا نسمع لهما نوعاً ضعيفاً من احلفيف وهذان الصوتان<br />
هما ما اصطلح علماء العربية على تسميتهما بالياء والواو يف مثل بيت ويوم« )73( .
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
وقد خلط اإبراهيم اأنيس ساأنه ساأن القدامى من علماء اللغة بني اللني واملد. وقد عنى<br />
بقوله اأصوات اللني احلركات الطويلة)حروف املد( وميكن اأن يعزى هذا اخللط اإىل البواكري<br />
يف الدراسات الصوتية احلديثة التي ما زالت متاأثرة مبصطلحات القدامى )74( .<br />
ويذهب عبد الصبور شاهني اإىل اعتبارهما تتابع حركات يقول: »ويبقى من اأصوات<br />
الهجاء التي عرفتها العربية صوتان هما: الواو والياء، اأو حرفا العلة كما يقال، وهما من<br />
الناحية الصوتية نتيجة تتابع احلركات املختلفة طويلة اأو قصرية، فاإذا تتابعت حركتا<br />
الفتحة والكرسة هكذا: a، + I واإذا تتابعت حركتا الفتحة والضمة هكذا: a + u ؛<br />
w<br />
y<br />
.)75(<br />
اأي اأن النزلق بني احلركتني املختلفتني هو يف احلقيقة ما يسمى بالياء والواو"<br />
يشري كالم عبد الصبور شاهني اإىل اأن الياء مزيج من حركتني قصريتني متباعدتني<br />
والواو كذلك ولكنهما يشرتكان يف املكون الأول وهو الفتحة القصرية. اأي اأن الياء يف راأيه<br />
مزيج من موقعني: موقع الفتحة وانزلقها باجتاه الكرسة، والواو مزيج من موقع الفتحة<br />
باجتاه الضمة، فاإذا كان هذا الكالم صحيحاً؛ فماذا ينتج عن تتابع الكرسة مع الفتحة اأو<br />
الضمة مع الفتحة؟ هل ينتجان الصوتني اأنفسهما؟<br />
اإن معاجلة هذين الصوتني منفردين يكمن يف طبيعة اإنتاجهما، فعند النطق بالياء<br />
نلحظ اأن اللسان يكون تقريباً يف موضع النطق بالكرسة القصرية غري اأن الفراغ بني اللسان<br />
ووسط احلنك الأعلى حني النطق بالياء يكون اأضيق منه يف حالة نطق الكرسة القصرية<br />
فنسمع له ذلك النوع الضعيف من احلفيف، وكذلك الواو ل فرق بينها وبني الضمة القصرية<br />
اإل يف اأن الفراغ بني اأقصى اللسان، واأقصى احلنك يف حالة النطق بالواو اأضيق منه يف<br />
حالة النطق بالضمة.<br />
وينفي كمال برش الطبيعة النزلقية لهذين الصوتني يقول: "اإن الواو والياء يف هذا<br />
املوقع ونحوه ليستا جزءين من حركتني)ول حركتني بالطبع(، بل هما صوتان صامتان<br />
Consonants اأو ما يسميان بالسم)اأنصاف حركات( لشبههما الواضح باحلركات يف<br />
النطق. وهذا الذي ندعيه مبني على اأساس اخلواص النطقية والوظيفية للصوتني... واحلكم<br />
باأن الواو والياء يف نحو حوض وبيت جزءان من حركة مركبة خطاأ مشهور وقع فيه<br />
املسترشقون منذ زمن طويل" )76( .<br />
وبني حممد جواد النوري اآلية اإنتاج هذين الصوتني بقوله: »ويقصد بها تلك الأصوات<br />
التي يكون التضييق، الذي بواجهة تيار الهواء، عند اإنتاجها، ضئيالً، بيد اأن نسبة هذا
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
التضييق تكون اأقل من نسبته عند اإنتاج الصوامت، واأكرث من نسبته عند اإنتاج احلركات.<br />
اأو هي الأصوات التي تقوم بدور صامت، ولكن تنقصها بعض اخلصائص الفوناتيكية<br />
املرتبطة بالصوامت، مثل: الحتكاك، والنغالق ويشمل ذلك صوتي الواو والياء يف نحو:<br />
ولد، ويلد« )77( .<br />
ويذكر عبد القادر عبد اجلليل وظيفة هذين الصوتني بقوله: »اأما اأشباه الصوامت)اأنصاف<br />
الصوائت( يف اللغة العربية فهما الصوتان)الواو(، و)الياء( فكما هو معلوم اأن الواو صوت<br />
ورمز<br />
صوت<br />
الصائت الطويل<br />
الواو<br />
رمز<br />
الصامت<br />
الشكل)4(<br />
ولد<br />
يلد<br />
يلد<br />
جلد<br />
الشكل)5(<br />
وتظهر يف الرتاكيب اللغوية لتحتل موقعني:<br />
الأول: موقع الأصوات الصامتة لتقوم بوظيفتها يف شكل الصورة الدللية<br />
الثاين: موقع الصوائت الطويلة لتقوم بوظيفتها يف تشكيل معامل الدللة، وتبادل<br />
املوقع« )78( :
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
بوق<br />
برق<br />
يريد<br />
يرفد<br />
الشكل)6(<br />
ويذهب النوري اإىل اأن الفرق بني هذين الصوتني واحلركات الرصفة يف طبيعة تيار<br />
الهواء املنتج لهما. يقول: "ومن املعلوم يف الدرس الصوتي، اأن الواو (w) والياء)y( تشرتكان<br />
مع احلركات الرصفة ،vowels وهي الفتحة، والكرسة، والضمة، يف امللمح التقاربي،<br />
،Approximant feature ويقصد بهذا امللمح اقرتاب عضو نطق من عضو نطق اآخر دون<br />
اأن يصل هذا التقارب بينهما حد الحتكاك ويطلق بعض اللغويني على هذا النوع من الأصوات<br />
مصطلح الصوت املستمر غري الحتكاكي بيد اأن الفارق بني نصفي احلركة الواو والياء من<br />
جهة واحلركات الأخرى من جهة اأخرى، يكمن يف اأن ممر الهواء يف القناة الصوتية يف اأثناء<br />
اإنتاج الأصوات الأوىل يكون اأقل اتساعاً من الوضع الذي يكون عليه ذلك املمر يف اأثناء اإنتاج<br />
احلركات، ولكن اجلامع بني هذين النوعني من الأصوات. هو اأن جمرى الهواء يف اأثناء عملية<br />
الإنتاج الصوتي يكون اأكرث انفتاحاً واتساعاً مما هو عليه يف اأثناء الصوامت الحتكاكية" )79( .<br />
وقد اهتم اأحمد خمتار عمر باإبراز دور الواو على اأنها نصف علّة، وعلة وكذلك صوت<br />
الياء على اأنها نصف علة وعلة، وقد رصد ثالثة فروق هي:<br />
• قلة وضوح الأوىل بالنسبة للثانية.<br />
•ضيق املجرى مع الأوىل بالنسبة للثانية، ولذا فكما اأحلقها بعضهم بالعلة،<br />
واعتربها نصف علة (Semi-vowel) اأحلقها اآخرون بالساكن، واعتربها نصف<br />
ساكن(consonant .(Semi-<br />
• اخلواص الوظيفية لكل منهما خمتلفة عن الأخرى، فالواو والياء لكونهما نصفي علّة تقومان<br />
.)80(<br />
بدور الأصوات الساكنة وتقعان موقعها متاماً يف الرتكيب الصوتي للغة العربية"<br />
فالواو والياء يف العائلة الصوتية العربية تقعان ضمن الصوامت مبا فيها من تضييق يف<br />
جمرى الهواء املنتج لهما، ولكنه ل يصل اإىل حد الحتكاك التام. وتتبادل مع الصوامت يف املوقع<br />
حيث يبداأ بهما املقطع الصوتي يف العربية، وهذا دليل على صامتية كل منهما. وتشبهان احلركات<br />
الطويلة من حيث اآلية مرور تيار الهواء املنتج لها؛ اإذ ل يحدث احتكاك يف اأثناء اإنتاجها.<br />
ثالثاً: حروف املد واللني بني القدماء واحملدثني<br />
من املفاهيم الشائعة لدى القدماء »اأن حرف املد هو حرف العلة الساكن املسبوق<br />
بحركة من جنسه مثل الألف يف قام وسار وكتاب، والواو يف نور، وسوق، وعجوز، والياء
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يف دين وسعيد وعرين، وحرف اللني هو الواو اأو الياء الساكنتان املسبوقتان بفتحة مثل<br />
الواو يف حوْض، والياء يف بيْت«، )81( وقد جمع القدماء بني حروف املد واللني يف جمموعة<br />
صوتية واحدة، على الرغم من التفريق النظري بينهما، ومالحظة اأن احلروف اللينة تترصف<br />
كاحلروف الصحيحة يف مواضع متعددة. وقد نص سيبويه يف باب الوقف يف الواو والياء<br />
والألف على اأن »هذه احلروف غري مهموسات وهي حروف لني ومد، وخمارجها متسعة<br />
لهواء الصوت، وليس شيء من احلروف اأوسع خمارج منها« )82( . ونلحظ اأن سيبويه جمع بني<br />
الألف والواو والياء، واأسقط عليها الصفات نفسها، واأطلق عليها مداً وليناً مع عدم التفريق<br />
بني خاصية املد وخاصية اللني.<br />
ويذكر يف موضع اآخر: »واإذا كانت الواو قبلها ضمة، والياء قبلها كرسة فاإن واحدة منها ل<br />
تدغم اإذا كان مثلها بعدها. وذلك قولك: ظلموا واقداً واأظلمي يارساً... واإمنا تركوا املد على حاله<br />
يف النفصال، كما قالوا: قد قووِ ل حيث مل تلزم الواو واأرادوا اأن تكون على زنة قاوَل، فكذلك هذه،<br />
اإذا مل تكن الواو لزمة لها، اأرادوا اأن يكون ظلموا على زنة ظلما واقداً وقضى يارساً« )83( .<br />
وكالم سيبويه السابق يدل على اأنه فرق بني املد واللني، ومنع الإدغام حرصاً على<br />
خاصية املد يف الواو والياء. وجعلهما مثل الألف، والألف ل تكون اإل حرف مد)فتحة طويلة(.<br />
مل يكن القدماء مييزون بني اللني واملد، وخلطوا بني املصطلحني، وساووا بينهما ومن<br />
الأمثلة على هذه املساواة ما ورد عند سيبويه حيث يقول: »... ول يكون هذا يف زيْد وعوْن<br />
ونحوهما لأنهما حرفا مد... وكذلك الألف« )84( .<br />
وقد اأطلق ابن جنى اللني على حروف املد يقول: »... وذلك اأنهم اأجروا فعولة جمرى<br />
فعيله ملشابهتهما اإياها من عدة اأوجه... ثم اإن ثالث كل واحدة منهما حرف لني، يجري<br />
جمرى صاحبه« )85( . والواو والياء يف قول ابن جنى هما حركتان طويلتان، اأو حرفا مد.<br />
ويذكر جعفر عبابنه »بل حاول بعض العلماء تصنيف الألف على اأنها حرف مدولني<br />
معاً؛ لأنها ساكنة مسبوقة بحركة من جنسها، وساكنة مسبوقة بفتحة. وهذا قول غري<br />
صحيح بتاتاً، ومبني على استدلل منطقي ل على احلقائق الصوتية نفسها، فالألف من<br />
حيث طبيعتها الصوتية ل تكون اإل حرف مد اأي حركة طويلة خالصة« )86( .<br />
وثمة خالف بني القدماء واملحدثني يف النظرة اإىل حروف املد واللني، فاملحدثون ينكرون<br />
اأن تسبق حروف املد بحركات من جنسها، لأن حروف املد حركات. يقول اإبراهيم اأنيس: »ولكن<br />
القدماء ضلوا الطريق السوّي حني ظنوا اأن هناك حركات قصرية قبل حروف املد، فقالوا مثالً<br />
اإن هناك فتحة على التاء يف كتاب، وكرسة حتت الراء يف كرمي، وضمة فوق القاف يف يقول<br />
واحلقيقة اأن هذه احلركات يف احلقيقة ل وجود لها يف تلك املواضع... ويظهر اأن الكتابة العربية<br />
يف صورتها املاألوفة من وضع الفتحة على التاء والكرسة حتت الراء والضمة فوق القاف قد
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
.)87(<br />
جعل القدماء يتوهمون وجود حركات قصرية يف هذه املواضع«<br />
اإن ما ذهب اإليه اإبراهيم اأنيس من اأن الكتابة سبب يف هذا الوهم ليس فيه شيء من<br />
الدقة؛ لأن الكتابة العربية وصفت الظاهرة حسب ما اعتقد علماء اللغة، فليست اللغة سبباً يف<br />
هذا الوهم، واإمنا العتقاد لدى علماء اللغة القدامى هو ما جعلهم يضعون الرمز الكتابي.<br />
ويذكر كمال برش: »اأما اأن هذه املدات مسبوقة بحركات من جتانسها فهو وهم ل اأساس<br />
له من الصحة؛ ليست هناك حركات سابقة اأو لحقة واإمنا املدات نفسها هي احلركات وهي<br />
احلركات الطويلة« )88( .<br />
وما ذهب اإليه املحدثون ينسجم مع القوانني املقطعية للغة العربية فالنسيج املقطعي<br />
للغة العربية مينع اأن تتواىل حركتان يف املقطع الواحد، واملقصود باحلركتني هنا القصرية<br />
املتوهمة + احلركة الطويلة احلقيقية، فال نستطيع اأن نقول كتاب ki/taaa/ bun<br />
فاملقطع الثاين ل وجود له يف اللغة العربية فال بد من وجود ساكن يفصل بني احلركتني.<br />
وقد نص على هذا عبد الصبور شاهني حيث قال: "... فالقاف يف قال وامليم من<br />
رمى- كال احلرفني حمتمل حلركة تسبق الألف، وهو خلط ل تقبله الدراسات احلديثة؛ لأن<br />
القاف متحركة بالفتحة الطويلة بعدها وكذلك امليم، واإذا كانت الفتحة الطويلة التي اأخذت<br />
هنا صورة الألف تساوي فتحتني قصريتني، فليس مبعقول اأن تسبقهما فتحة ثالثة؛ لأننا<br />
ننطق يف الواقع فتحتني اثنتني ل غري" )89( .<br />
ومن اأوجه اخلالف بني القدماء واملحدثني سكون حرف املد، اإذ اإنها حركات واحلركة<br />
ل تكون ساكنة؛ لأن احلركة ضد السكون وقد نص على ذلك كمال برش حيث يذكر: »اإن علماء<br />
العربية جروا على التوسع يف مفهوم الكلمة)ساكن اأو ما باإطالق- خطاأ- على حروف املد(<br />
)الألف والواو والياء( اأو ما يسمى احلركات الطويلة وهذا – كما ترى – اإطالق مضلل.... ل<br />
)90(<br />
يصح بحال اإطالق اسم الساكن عليها يف اأي موقف كانت«<br />
ويفصل املحدثون الواو والياء اللينتني عن سائر حروف املد، ويلحقونهما من حيث<br />
النوع بالواو والياء املتحركتني مستندين يف ذلك اإىل فروق اأساسية بني حروف املد من<br />
ناحية، والواو والياء املتحركني اأو اللينتني من ناحية اأخرى، فحروف املد ل يصاحب<br />
نطقها اأي احتكاك اأو اعرتاض ملجرى الهواء ول تفتح املقاطع ول تغلقها، ويسمى املقطع<br />
املنتهي بها مفتوحاً، ول تكون من حروف املادة الأصلية.<br />
اأما الواو والياء اللينتان، اأو املتحركتان)نصفا احلركة( فريافق نطقهما احتكاك ما،<br />
اأي نوع ضعيف من احلفيف، وتفتحان املقاطع وتغلقانها، فالواو املتحركة يف)وَقَف(/wa<br />
qa/fa تفتح مقطعاً، والواو الساكنة يف)موْقف(، maw/qif تغلق قطعاً)91( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
واملقطع العربي يجب اأن تكون قمته اأو نواته عنرصاً حركياً اأما الواو والياء اللينتان<br />
فال ميكن لهما اأن تكوّنا قمة املقطع، واملقطع هو: »منط اأدنى من التجمعات الفونيمية،<br />
تقوم فيها وحدة احلركة بدور النواة، وتكون مسبوقة ومتلوة بوحدة صامتية اأو جتميع<br />
صامتي ممكن الوقوع« )92( .<br />
ويذكر عبابنة اأنه »ل بد لكل مقطع من عنرص صائت يشكل قمته اأو نواته وهو اجلزء<br />
الذي يحمل اأقصى التوتر فيه، فال يقوم بهذه الوظيفة يف العربية اإل حركة قصرية اأو حركة<br />
طويلة)اأي حرف مد(، ول تقوم الواو اأو الياء اللينتان اأو املتحركتان بهذه الوظيفة على<br />
الرغم من شبههما باحلركات لتساع خمرجهماc )93( .<br />
اإن حروف املد عند املحدثني حركات طويلة خالصة، فالألف هي الفتحة الطويلة وواو<br />
املد هي الضمة الطويلة وياء املد هي الكرسة الطويلة، وذلك بسبب الطبيعة الإنتاجية لهذه<br />
الأصوات، حيث يخرج تيار الهواء املنتج لها دون اأن يتعرض لأي تضييق اأو اأيّ تعويق<br />
يعوق تيار الهواء املنتج لها، فيخرج حراً طليقاً.<br />
غري اأن صوتي اللني والواو(w)والياء(y)يف عملية اإنتاجهما يرتفع اللسان يف نقطة<br />
للياء شبه احلركة يوؤدي اإىل سماع احتكاك ضعيف، ويف الواو شبه احلركة تنضم الشفتان<br />
بدرجة اأكرث من انضمامها يف نطق واو املد)الضمة الطويلة((uu) ويرتاجع اللسان ويرتفع<br />
موؤخره لدرجة وقوع الحتكاك اخلفيف.<br />
لذلك تقع الواو والياء اللينتان اأو املتحركتان موقعاً فريداً يف النظام الصوتي العربي،<br />
فهي حتمل من الصوامت صفة الحتكاك وتكون من اأصول اجلذر، وتفتتح بها املقاطع<br />
وتقفلها، عالوة على اأنها تقبل احلركة والسكون، وتشبه احلركات باتساع خمرجها.<br />
ويذكر جعفر عبابنة: "اأن املحدثني ل يقبلون كثرياً من حجج القدماء والأسس التي<br />
انطلقوا منها يف بعض معاجلاتهم الرصفية مثل مساواتهم يف النظرة بني حروف املد<br />
واللني، ومثل القول باأن حروف املد ساكنة، واأنها مسبوقة بحركات من جنسها" )94( .<br />
لقد خلط القدماء يف توصيف اأصوات املد واللني، وبناء على ذلك خلطوا يف تفسري<br />
بعض السلوكات الرصفية لعدم تفريقهم بني هاتني املجموعتني الصوتيتني. فالواو<br />
والياء يف الدرس الصوتي احلديث يقعان حتت جمموعتني صوتيتني: الأوىل وهي احلركات<br />
الطويلة كما يف يدعو ويقضي، والثانية هي: اأنصاف احلركات كما يف بيْت ولوْن، ووَعد،<br />
ويعد ولكنهما من جيث الوظيفية ينضمان اإىل الصوامت. اأما من ناحية صوتية فهي تشبه<br />
احلركات ولكنها اأقل وضوحاً يف السمع من احلركات؛ بسبب ذلك التضييق املصاحب<br />
لإنتاجهما، ومن ناحية وظيفية)فونولوجية( تقوم بدور الصامت من حيث النسيج املقطعي
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
للغة العربية.<br />
اهلوامش:<br />
1برش، كمال، علم اللغة العام)الأصوات( ص 147<br />
. 2ابن الندمي، حممد بن اسحق، الفهرست، ص 40<br />
. 3الداين، اأبو عمر عثمان بن سعيد، املحكم يف نقط املصاحف، ص7<br />
. 4سيبويه، اأبو برش عمرو بن عثمان، كتاب سيبويه، ص 242-241/4<br />
. 5املرجع نفسه، ص 437/4<br />
. 6الفراء، اأبو زكريا يحيى بني زياد، معاين القراآن، 13/2<br />
. 7ابن جني، اأبو الفتح عثمان بن جني، اخلصائص، 315/2<br />
. 8ابن جني، رس صناعة الإعراب، 19/1<br />
. 9ابن سينا، رسالة اأسباب حدوث احلروف، ص84<br />
. . 1<br />
. 2<br />
. 3<br />
. 4<br />
. 5<br />
. 6<br />
. 7<br />
. 8<br />
. 9<br />
1 010 سيبويه، كتاب سيبويه، 436-435/4 .<br />
. 11<br />
1سيبويه، 212 كتاب سيبويه، . 435 /4<br />
1املرجع 313 نفسه، 436-435/4 .<br />
1املرجع 414 نفسه، . 436/4<br />
. 15<br />
. 16<br />
. 17<br />
. 18<br />
. 19<br />
. 20<br />
. 21<br />
. 22<br />
2املرجع 323 نفسه، والصفحة نفسها.<br />
2املربد، 424 املقتضب، . 204/1<br />
1ابن 1 جني، رس الصناعة، 17/1<br />
1ابن جني، رس صناعة الإعراب، 8/1<br />
5 1الإسرتاباذي، رشح شافية ابن احلاجب، 261/3<br />
6 1ابن عصفور، اأبو احلسن علي بن موؤمن، املمتع يف الترصيف، 674-673/2<br />
7 1ابن يعيش، اأبو البقاء موفق الدين، رشح املفصل، 131-130/10<br />
8 1ابن سينا، رسالة اأسباب حدوت احلروف، ص 84<br />
9 2عبابنة، جعفر نايف، التقاء الساكنني بني احلقيقة والوهم، ص46<br />
0 2ابن اأبي طالب، مكي، الرعاية لتجويد القراءة وحتقيق لفظ التالوة، ص102-101<br />
1 2سيبويه، كتاب سيبويه، 446/4<br />
2
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
. 25<br />
. 26<br />
. 27<br />
2ابن يعيش، رشح املفصل، 136-134/10<br />
5 2ينظر: ابن عصفور، املمتع يف الترصيف، 633/2<br />
6 2سيبويه، كتاب سيبويه، 442/4<br />
7 2املرجع نفسه والصفحة نفسها.<br />
828 2ابن يعيش، رشح املفضل، 139/10<br />
9 3ابن الرساج، حممد بن سهل، الأصول يف النحو، 412/3<br />
0 3اإبراهيم اأنيس، الأصوات اللغوية، ص26<br />
1 3شاهني، عبد الصبور، املنهج الصوتي للبنية الرصفية، ص 29-28<br />
2 3السعران، حممود، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي، ص184<br />
3 3عبد التواب، رمضان، املدخل اإىل علم اللغة ومناهج البحث اللغوي، ص42<br />
4 3عبد اجلليل، عبد القادر، اللسانيات احلديثة، ص 318<br />
5 3املرجع نفسه، ص319-318<br />
6 3شاهني، عبد الصبور، املنهج الصوتي للبنية العربية، ص27<br />
7 3 املرجع نفسه، ص29<br />
8 3شاهني، عبد الصبور، يف علم اللغة العام، ص119<br />
9 4املرجع نفسه، ص121<br />
0 4النوري، حممد جواد، علم اأصوات العربية، ص132<br />
1 4النوري، حممد جواد، وحمد علي خليل، فصول يف علم الأصوات، ص122<br />
2 4باي، ماريو، اأسس علم اللغة، ص53<br />
3 4مالربج، برتيل، علم الأصوات، ص78<br />
4 4املطلبي، غالب، يف الأصوات اللغوية، دراسة يف اأصوات املد العربية، ص 168<br />
5 4رمضان، حمي الدين، يف صوتيات العربية، ص203-202<br />
6 4ابن جني، اخلصائص، 60/1<br />
7 . 29<br />
. 30<br />
. 31<br />
. 32<br />
. 33<br />
. 34<br />
. 35<br />
. 36<br />
. 37<br />
. 38<br />
. 39<br />
. 40<br />
. 41<br />
. 42<br />
. 43<br />
. 44<br />
. 45<br />
. 46<br />
. 47<br />
4املرجع 848 نفسه، . 57/1<br />
. 49<br />
. 50<br />
4سيبويه، كتاب سيبويه، 174/4<br />
9 5برش، كمال، دراسات يف علم اللغة، ص 218<br />
0
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
5 151 املرجع نفسه، ص 220-219 بترصف.<br />
. 52<br />
. 53<br />
. 54<br />
. 55<br />
. 56<br />
. 57<br />
. 58<br />
. 59<br />
. 60<br />
. 61<br />
. 62<br />
5املرجع نفسه، ص 222<br />
2 5ابن جني، اخلصائص، 59/1<br />
3 5اأنيس، اإبراهيم، الأصوات اللغوية، ص 155<br />
4 5النوري حممد جواد، علم اأصوات العربية، ص192<br />
5 5احلمو، اأحمد، حماولة األسنية، يف الإعالل، جملة عامل الفكر، مج20، ع39<br />
6 5اأنيس، اإبراهيم، الأصوات اللغوية، ص158<br />
7 5املرجع نفسه، ص 159<br />
8 5ابن جني، اخلصائص، 125/3<br />
9 6ابن سينا، رسالة اأسباب حدوث احلروف، ص 85<br />
0 6ينظر: حسنني، صالح الدين، املدخل اإىل علم الأصوات دراسة مقارنة، ص 41<br />
1 6عبده، داود، دراسات يف علم الأصوات العربية، ص31<br />
2 6مالربج، برتبل، علم الأصوات.<br />
363 6القرالة، زيد خليل، احلركات يف اللغة العربية، 60-25<br />
4 64 بترصف.<br />
. 65<br />
. 66<br />
. 67<br />
6 868 املرجع نفسه، ص 188-187 بترصف.<br />
6النوري، حممد جواد، علم اأصوات العربية، ص184<br />
5 6اأنيس، اإبراهيم، الأصوات اللغوية، ص 31<br />
6 6النوري حممد جواد، علم اأصوات العربية، ص187<br />
7 6عمر، اأحمد خمتار.، دراسة الصوت اللغوي، ص283-282<br />
969 7 اأيوب عبد الرحمن، اأصوات اللغة، ص 185<br />
070 7استيتة، سمري، ظاهرة الوضوح السمعي يف الأصوات جهاز مبتكر لقياسها، اأبحاث<br />
171 الريموك، مج6، ع 1.<br />
7 ينظر النوري، علم اأصوات العربية، ص 196-192 بترصف<br />
272 7اأنيس، اإبراهيم، الأصوات اللغوية، ص 42<br />
373 7.ينظر املرجع السابق، ص 40-38<br />
474 7شاهني، عبد الصابور، املنهج الصوتي للبنية العربية، ص 30<br />
575
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
7برش، كمال، دراسات يف علم اللغة، ص 71- 72<br />
676 7النوري، حممد جواد، علم اأصوات العربية، ص 132<br />
777 7عبد 878 اجلليل، عبد القادر، علم اللسانيات احلديثة، ص 326- 327 .و الأصوات<br />
اللغوية، ص 108<br />
7النوري، حممد جواد، علم اأصوات العربية، ص323<br />
979 8خمتار، اأحمد عمر، دراسة الصوت اللغوي، ص 330<br />
080 8عبابنة، جعفر، التقاء الساكنني بني احلقيقة والوهم، ص 46<br />
181 8سيبويه، كتاب سيبويه، 176/4<br />
282 8املرجع نفسه، . 442/4<br />
383 8املرجع نفسه، . 176/4<br />
484 . 85<br />
8ابن جني، اخلصائص، 115/1<br />
5 8عبابنة، جعفر، التقاء الساكنني بني احلقيقة والوهم، ص 47<br />
686 8املرجع نفسه، ص51<br />
7 8برش، كمال، دراسات يف علم اللغة، ص 201<br />
888 8شاهني، عبد الصبور، املنهج الصوتي للبنية العربية، ص 35<br />
9 9برش، كمال، دراسات يف علم اللغة، حاشية)11(، ص 55<br />
090 9عبابنة، جعفر، التقاء الساكنني بني احلقيقة والوهم، ص 48<br />
191 9النوري، حممد جواد، فصول يف علم الأصوات، ص -167 166<br />
2 9عبابنة، جعفر، التقاء الساكنني بني احلقيقة والوهم، ص 49<br />
393 9املرجع نفسه، ص . 51<br />
494 . 87<br />
. 89<br />
. 92
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة<br />
املصادر واملراجع:<br />
1الإسرتباذي, رضي الدين حممد بن حسن. ت)686 ه( رشح شافية ابن احلاجب,)حتقيق:<br />
. 1 حممد نور احلسني واآخرين(, بريوت: دار الكتب العلمية، 1982.<br />
2اإستيتيه، سمري)1988 (، ظاهرة الوضوح السمعي يف الأصوات, جهاز مبتكر لقياسها,<br />
. 2 اأبحاث الريموك.<br />
3اأنيس: اإبراهيم)1975( الأصوات اللغوية, ط5 , القاهرة: مكتبة الأجنلو املرصية.<br />
. 3 4اأيوب، عبد الرحمن)1968( اأصوات اللغة, ط2 , مرص: مطبعة الكيالين.<br />
. 4 5باي, ماريو)1998( اأسس علم اللغة,)ترجمة وتعليق: اأحمد خمتار عمر(, ط8<br />
. عامل الكتب.<br />
6برش, كمال)1969 ) دراسات يف علم اللغة, القاهرة, دار املعارف.<br />
. 6 7،)1980(، علم اللغة العام-الأصوات، ط1 , القاهرة: دار املعارف.<br />
. 7 8ابن جني, اأبو الفتح عثمان)392ه()1992( اخلصائص, ط2 , حتقيق: حممد علي<br />
. 8 النجار, بريوت: دار الهدى للطباعة والنرش.<br />
(، رس صناعة الأعراب،)حتقيق: حسن الهنداوي(, دمشق: دار القلم.<br />
9 1احلمو، احمد)1989(، حماولة األسنية يف الإعالل، جملة عامل الفكر، جملد2، عدد39<br />
0 1حسنني, صالح الدين.)1981(. املدخل اإىل علم الأصوات دراسة مقارنة, ط1<br />
1 الحتاد العربي للطباعة والنرش.<br />
الداين, اأبو عمرو عثمان بن سعيد.)د.ت(. املحكم يف نقط املصاحف, حتقيق: عزة<br />
12 حسن, دمشق، 1960.<br />
رمضان, حميي الدين.)د. ت(. يف صوتيات العربية, عمان: مكتبة الرسالة احلديثة.<br />
13 1ابن الرساج, حممد بن سهيل.)ت316ه(, الأصول يف النحو,)حتقيق: عبد احلسني<br />
414 الفتلي(, بريوت: موؤسسة الرسالة، 1985.<br />
السعران, حممود.)د. ت(. علم اللغة, مقدمة للقارىء العربي, بريوت: دار النهضة.<br />
15 1سيبويه, اأبو برش عمرو بن عثمان بن قنرب,)ت 180ه(, كتاب سيبويه,)حتقيق: عبد<br />
616 السالم هارون(, بريوت: عامل الكتب والطباعة والنرش، 1966.<br />
1ابن سينا, احلسني بن عبد اهلل.)ت428ه(, رسالة اأسباب حدوث احلروف,)حتقيق:<br />
717 حممد حسن الطيان, ويحيى مري العلم(, دمشق: دار الفكر، 1983.<br />
1شاهني، عبد الصبور،)1980 (، املنهج الصوتي للبنية العربية, بريوت: موؤسسة الرسالة.<br />
818 1ابن اأبي طالب مكي,)ت 437ه(, الرعاية لتجويد القراءة وحتقيق لفظ التالوة,)حتقيق:<br />
919 , 5 القاهرة:<br />
9,)1985<br />
. . 10<br />
, دار<br />
11 1 2<br />
1 3<br />
1 5
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
اأحمد حسن فرحات(, دار الكتب العربية، 1974.<br />
2عبابنة, 020 جعفر نايف)2004 (، التقاء الساكنني بني احلقيقة والوهم, جملة جممع اللغة<br />
العربية الأردين, عدد 66, كانون ثاين – حزيران.<br />
2عبد 121 التواب، رمضان،)1982 (، املدخل اإىل علم اللغة ومناهج البحث اللغوي, القاهرة<br />
مكتبة اخلاجني.<br />
2عبده، 222 داود،)1970 (، دراسات يف علم الأصوات العربية, الكويت, موؤسسة الصباح.<br />
2عبد 323 اجلليل، عبد القادر،)2002 (، علم اللسانيات احلديثة, عمان: دار الصفاء.<br />
2ابن 424 عصفور، اأبو حسن علي بن موؤمن، املمتع يف الترصيف, ط3 ,)حتقيق: فخر الدين<br />
قباوة(, بريوت: دار الأفاق اجلديدة, 1978.<br />
2عمر, 525 اأحمد خمتار.)1976(.دراسة الصوت اللغوي, ط1 , القاهرة: عامل الكتب.<br />
2الفراء, 626 اأبو زكريا يحيى بن زياد،)ت 207ه(,)1980 (. معاين القراآن, بريوت: عامل<br />
الكتب.<br />
2الفراهيدي، 727 اخلليل بن اأحمد،)ت 175 ه(، العني، سلسلة املعاجم والفهارس،)حتقيق:<br />
مهدي املخزومي، واإبراهيم السامرائي(، بريوت: موؤسسة الأعلمي للمطبوعات<br />
1988<br />
2القرالة, زيد خليل.)2004 ) احلركات يف اللغة العربية, دراسة يف التشكيل الصوتي,<br />
828 اإربد: عامل الكتب احلديثة.<br />
2مالربج، برتيل،)1984 (، علم الأصوات, تعريب ودراسة عبد الصبور شاهني, مكتبة<br />
929 الشباب.<br />
3املربد, اأبو العباس حممد بن يزيد)285ه(. املقتضب,)حتقيق حممد عبد اخلالق<br />
030 عضيمة(, بريوت: عامل الكتب،)د.ت(.<br />
دراسة يف اأصوات املد العربي,<br />
3املطلبي, غالب.)1984(. يف الأصوات اللغوية – 131 العراق: وزارة الثقافة والإعالم.<br />
3النوري، حممد جواد،)1997 (، علم اأصوات العربية, عمان: مطبوعات جامعة القدس<br />
232 املفتوحة.<br />
(، فصول يف علم الأصوات, نابلس: مطبعة النرص التجارية.<br />
33 3ابن يعيش, اأبو البقاء موفق الدين.)ت (، 643 رشح املفصل, بريوت عامل الكتب،<br />
434 القاهرة: مكتبة املنتهى،)د.ت(.<br />
3،)1991 3
احلركات وحروف املد واللني بني القدماء واملحُ ْدَثني<br />
د.سعيد شواهنة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
دور اإلعالم يف دعم عملية التنمية<br />
يف األراضي الفلسطينية<br />
د. أمحد أبو السعيد* د. عماد سعيد لبد**<br />
. *<br />
. **
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
ملخص<br />
تهدف هذه الدراسة اإىل تسليط الضوء على اأهمية دور الإعالم يف دعم عملية التنمية<br />
يف الأراضي الفلسطينية، وخاصة يف ظل تركيز جل اهتمامها على اجلانب السياسي.<br />
وتكمن اأهمية الدراسة يف اأنها توضح مدى اأهمية دور وسائل الإعالم الفلسطينية، وكيفية<br />
قراءتها ودعمها لعملية التنمية الفلسطينية، واأثر ذلك يف تعزيز ثقافة التنمية يف املجتمع<br />
الفلسطيني، ومدى توافق مفهوم التنمية الشامل مع خطط التنمية الفلسطينية وبراجمها.<br />
وقد توصل الباحثان اإىل استنتاج اأن موؤسسات الإعالم والتنمية لدى السلطة الوطنية<br />
الفلسطينية تفتقر اإىل سياسات الإعالم التنموي الفعال، سواء على مستوى الأداء اأم التنسيق<br />
بينها، اإضافة اإىل اأنه ل يوجد لديها خطط وبرامج تنموية فعالة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Abstract:<br />
This study aims to spots light on the importance of the media in<br />
supporting the development process in the Palestinian territories, especially<br />
while media is focusing all its concentration on the political aspect. This<br />
study will focus on a group of main issues, which are:<br />
The historical developments of the development process in Palestine,<br />
which will be divided according to the relative chronicle development within<br />
the Israeli- Palestinian conflict. The impact of the Israeli occupation in<br />
weakening the Palestinian development process. Also we will deal with the<br />
progressing of the meaning of the total development, and to which distance<br />
Thais will go with the Palestinian programs and plans. The importance of<br />
this study comes from that it is illustrating the importance of the Palestinian<br />
mass media and how they deal and support the Palestinian development<br />
process also the effects of this on supporting development culture in the<br />
Palestinian society.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
املبحث األول: اإلطار املنهجي للدراسة<br />
مقدمة.<br />
يتطلب حتقيق اأهداف التنمية يف ظل التطورات املتسارعة يف عامل املعرفة واملعلومات،<br />
صياغة جديدة لدور الإعالم يف جمال التنمية باأنواعها كافة. فالتنمية حق اإنساين من اأبرز<br />
حقوق الإنسان، وهذا احلق اأقره الإعالن العاملي حلقوق الإنسان الذي اعتمدته اجلمعية العامة<br />
لالأمم املتحدة يف الرابع من ديسمرب 1986م، حيث اأكد الإعالن اأن احلق يف التنمية حق<br />
اإنساين غري قابل للترصف، واأنه يتضمن املمارسة الكاملة حلق الشعوب يف تقرير مصريها،<br />
واأن البرش جميعاً منفردين وجمتمعني يتحملون مسوؤولية التنمية.<br />
ومبا اأن التنمية الشاملة تقوم على خطط متكاملة واضحة املعامل، فينبغي اأن تقابلها<br />
خطة اإعالمية متكاملة، تسري مع اخلطة الشاملة جنباً اإىل جنب، وعلى اأن تكون لهذه اخلطة<br />
الإعالمية قاعدة اأساسية تتصل بتخصصاتها، ثم تتسع دائرتها اإىل التنمية الشاملة )1( .<br />
فالإعالم يشهد اليوم ثورة شاملة يف وسائل الإعالم اجلماهريي يف كل املجالت كاأداة<br />
للتعليم والتثقيف والتدريب. واإذا ما شبهنا النشاط التنموي يف اأي جمتمع من املجتمعات<br />
بالدورة الدموية يف جسم الإنسان، فاإننا نشبه الإعالم باجلهاز العصبي يف جسم املجتمع )2( .<br />
ويف الأراضي الفلسطينية، ويف ظل العدوان الإرسائيلي املتواصل واحلصار الشامل<br />
الذي يشل نواحي احلياة كافة، وخاصة يف قطاع غزة اأصبح احلق يف التنمية مفهوماً ما<br />
زال يحتاج اإىل املزيد من العمل املنظم لتحقيق املمارسة الكاملة لكل ما ينطوي عليه، ساأنه<br />
ساأن باقي احلقوق الأساسية لالإنسان الفلسطيني، وخاصةً يف ظل متيز الأوضاع السكانية<br />
يف الأراضي الفلسطينية بعدد من السمات واخلصائص الفريدة التي ل يوجد لها مثيل يف<br />
دول اأخرى. وهذا ما يستوجب من الإعالم الفلسطيني اأن يقوم بتفجري الطاقات اخلالقة<br />
داخل الإنسان الفلسطيني يف الداخل واخلارج، وشحذ جميع الهمم ملرحلة البناء والتنمية يف<br />
الأراضي الفلسطينية.<br />
وتكتسب عملية التنمية واملوؤسسات الإعالمية يف الواقع الفلسطيني، طابعاً خاصاً<br />
ومميزاً بحكم جمموعة من العوامل والظروف، وهي بحد ذاتها تفرض اأن يكون بينها تكامل<br />
وتنسيق يقوم على التميز املستند على الكفاءة واجلودة، ومبا يضمن حتقيق املصلحة الوطنية<br />
العليا، وعلى راأسها البناء السوي لالإنسان الفلسطيني وحترير الأراضي الفلسطينية املحتلة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
مشكلة الدراسة.<br />
توؤكد الأدبيات احلديثة للتنمية، اأن التنمية عملية حضارية شاملة ومستدامة، وتقوم<br />
بالأساس على كاهل الإنسان ومن اأجل الإنسان ذاته. وباعتبار اأن الإعالم ركن مهم يف<br />
عملية التنمية املستدامة والشاملة، فيمكن صياغة مشكلة الدراسة بالسوؤال الآتي: »ما<br />
املشكالت التي تواجه السلطة الوطنية الفلسطينية يف جتسيد مفهوم الإعالم التنموي<br />
وتفعيله، وكيف ميكن اأن تقوم املوؤسسات الإعالمية الفلسطينية الرسمية واخلاصة يف نرش<br />
ثقافة التنمية واملشاركة فيها« ؟<br />
وقد اخرتت هذا املوضوع لإحساسي اأن اأحداً من الباحثني مل يتناول التنمية يف<br />
الأراضي الفلسطينية من زاوية الإعالم التنموي، سواء على مستوى اجلامعات الفلسطينية<br />
اأم مراكز الأبحاث، اإضافة اإىل خصوصية التنمية يف الأراضي الفلسطينية التي ل حتتاج<br />
اإىل الإعالم التنموي الفعال فقط، واإمنا اأن يكون الإعالم التنموي ركناً اأساسياً يف عملية<br />
التنمية الشاملة.<br />
أهمية الدراسة.<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
اإبراز اأهمية دور الإعالم يف دعم عملية التنمية يف الأراضي الفلسطينية.<br />
1 توضيح مدى اأهمية دور الإعالم التنموي يف نرش ثقافة التنمية يف الأراضي الفلسطينية.<br />
2 توضيح مكانة الإعالم التنموي لدى وزارات وموؤسساتها السلطة الوطنية الفلسطينية.<br />
3 اإبراز مدى اأهمية قيام موؤسسات التعليم العايل برفد املجتمع بالكادر الإعالمي<br />
4 املتخصص.<br />
أهداف الدراسة.<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
1 التعرف اإىل التطورات التاريخية لعملية التنمية يف الأراضي الفلسطينية، ومدى توافق<br />
خطط التنمية الفلسطينية وبراجمها مع مفهوم التنمية الشاملة.<br />
2 التعرف اإىل املفاهيم احلديثة لالإعالم التنموي، باعتبارها جزءاً من عملية التنمية<br />
الشاملة.<br />
3 التعرف اإىل موؤسسات الإعالم الفلسطينية ووسائلها، وكيفية قراءتها ومساهمتها يف<br />
عملية التنمية.<br />
4 التوصل اإىل الستنتاجات والقرتاحات التي ميكن من خاللها املساهمة يف تطوير<br />
سياسات الإعالم التنموي يف الأراضي الفلسطينية.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
فرضيات الدراسة.<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
1تفتقر . 1 وزارات وموؤسسات التنمية والإعالم الفلسطينية اإىل الإعالم التنموي الفعال.<br />
2 تفتقر خطط التنمية الفلسطينية وبراجمها اإىل السياسات الإعالمية التنموية الناجحة.<br />
3 ل يتوافر التنسيق الكايف يف جمال الإعالم التنموي بني وزارات السلطة الفلسطينية<br />
وهيئاتها.<br />
4 وسائل الإعالم الفلسطينية ل تقوم بالتغطية الكافية لربامج التنمية الفلسطينية<br />
وخططها، انسجاماً مع الأهداف اخلاصة بها يف هذا املجال.<br />
نوع الدراسة ومنهجيتها.<br />
هذه الدراسة عبارة عن قراءة حتليلية ونقدية خلطط التنمية الفلسطينية وبراجمها،<br />
من زاوية الإعالم التنموي، والهدف منها تقومي جهود وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية<br />
وموؤسساتها يف هذا املجال. وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية، التي يُستخدم فيها<br />
املنهج الوصفي واإجنازاتها القائم على وصف خصائص ظاهرة معينة وجمع املعلومات<br />
عنها، وعدم التحيز اأثناء الوصف، كما يتطلب دراسة احلالة واملسح الشامل، اأو مسح العينة<br />
اإن لزم الأمر.<br />
وقد اعتمدت يف اإعداد هذه الدراسة على املناهج العلمية املتعارف عليها يف البحوث<br />
والدراسات الأكادميية، وهما اأسلوب حتليل املضمون الذي يقوم على املالحظة بشكل<br />
غري مبارش من خالل حتليل املعاين الواضحة للوثائق املتعلقة مبوضوع البحث، واملنهج<br />
الستنباطي الذي يقوم على دراسة النصوص بهدف استخراج مبادئ مدعمة بالأدلة<br />
الواضحة )3( .<br />
الدراسات السابقة:<br />
برامج التنمية وخططها التي وضعتها السلطة الوطنية لفلسطينية كثرية قياساً<br />
بعمرها الزمني، اإل اأن الدراسات والتقارير الفلسطينية التي تناولت هذه اخلطط والربامج<br />
بالدراسة والتحليل من زاوية الإعالم التنموي قليلة جداً، وذلك لأسباب وعوامل خمتلفة،<br />
واأهم الدراسات يف جمال التنمية ما ياأتي:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Ù<br />
أوالً: دراسات حول التنمية:<br />
Ùالسمهوري، Ù حممد، 2001م.<br />
سعت هذه الدراسة اإىل حماولة حتليل الآلية واملنهجية التي اتبعت، وحتليل املناخ العام<br />
والظروف التي وُ ضعت فيها اخلطط والربامج التنموية والستثمارية يف فلسطني واأعدت. وقد<br />
توصل الباحث اإىل اأربعة رشوط لإحداث التغيري املطلوب يف القتصاد واملجتمع الفلسطيني،<br />
وهي: اأن تتعدى اخلطط والربامج كونها طريقة ميكانيكية حلرص املوارد املتاحة وتوزيعها<br />
على القطاعات املختلفة، واأن توفر اخلطط والربامج الآلية لالستغالل الأمثل للموارد املتاحة،<br />
واأل يقترص العمل على الفرتة الزمنية املحددة باخلطة اأو الربنامج، واأن تكون جزءاأً من خطة<br />
اأو برنامج تنموي شامل طويل الأجل وذي اأبعاد اإسرتاتيجية، واأن يتم تبني اخلطط والربامج<br />
من اجلميع، واأن يتم القتناع اأنها اأدوات حقيقية للتغيري والبناء.<br />
Ùلبد، عماد، 2003م.<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة طبيعة املساعدات الدولية املقدمة من الدول املانحة<br />
للسلطة الفلسطينية واأهدافها، واأثرها على القتصاد الفلسطيني بصورة عامة، وعلى تطورات<br />
الأوضاع القتصادية والجتماعية، والتعرف اإىل مدى قدرة السلطة الفلسطينية للتغلب على<br />
املعوقات والصعوبات التي حتول دون الستغالل الأمثل للمساعدات الدولية. واأظهرت الدراسة<br />
اأن املساعدات الدولية املقدمة عرب السلطة الفلسطينية مل حتقق الأهداف املرجوة منها، واأن<br />
العتماد على املساعدات الدولية اأصبح ميثل عبئاً على اجلانب الفلسطيني، وخاصة يف<br />
قدرته على حتقيق استقالله القتصادي والسياسي. واأوصت الدراسة برضورة العمل على<br />
التقومي الشامل للتجربة الفلسطينية يف استغالل املساعدات الدولية املقدمة لها.<br />
Ù م.<br />
Ùجامعة بري زيت – برنامج دراسات التنمية، 2004<br />
سعى الربنامج اإىل بلورة مفاهيم واأطر تنموية تتالءم واحتياجات املجتمع الفلسطيني<br />
املتجددة، واىل نرش الوعي حول التنمية. واأهم اإصدارات الربنامج تقرير التنمية البرشية، و<br />
هو تقرير سنوي صدر منه حتى الآن اأربعة اأعداد، وكان اآخرها تقرير التنمية البرشية، فلسطني<br />
2004 م. واأهم الأهداف اخلاصة بالتقرير الأخري هي تقدمي وجهة نظر موضوعية فلسطينية<br />
حول التمكني كاأساس لتحقيق التنمية والستقالل، ومعتمداً يف ذلك على تقومي التجارب<br />
الرتاكمية يف املجتمع الفلسطيني، والتاأسيس لعالقة عضوية تربط بني مهمَّات التحرير<br />
الوطني والبناء املوؤسسي التنموي، واإبراز املبادرات التنموية الفلسطينية من خالل عرض<br />
عدد منها، وتقدمي العديد من التوصيات كتوجهات عامة ميكن اأن يستفيد منها املعنيون.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
<br />
Ù<br />
Ù<br />
Ùطبارة، رياض، 1989.<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل استعراض الأوضاع السكانية باإيجاز يف العامل العربي, وتناولت<br />
بعض القضايا الرئيسة, ثم اقرتاح الإجراءات التي ميكن اأن يتخذها صانع القرار لإضفاء مزيد<br />
من الرشد والعقالنية يف عملية التنمية يف املنطقة العربية, ومن نتائج الدراسة: اأن جمال<br />
السكان واسع ومعقد وكثرياً ما يجري اخللط بينه وبني تنظيم الأرسة، واأن تنظيم الأرسة ليس<br />
احلد من سياسة اخلصوبة, بل هو حق يجب اأن يكون مكفولً بغض النظر عن اأهداف اخلصوبة,<br />
مبعنى يجب مساعدة الأزواج يف حالة زيادة اخلصوبة اأو العقم، واأنه ل بد من استحداث طرق<br />
علمية جيدة تسمح بتحليل الأوضاع السكانية حتليالً سليماً بالعتماد على البحث العلمي.<br />
Ùالبنك Ù الدويل، . 2003<br />
تدور هذه الدراسة حول النمو يف الدخل والإنتاجية الذي حتتاج اإليه البالد النامية<br />
للتخلص من الفقر بصورة مستدامة من الناحية البيئية والجتماعية, والتحدي الرئيس<br />
للتنمية هو توفري العمل املنتج والتوعية للحياة الأفضل. واستعرضت الدراسة خريطة مسار<br />
التنمية يف العامل عام 2003، فتحدثت عن الإجنازات والتحديات, ثم نوعية املوؤسسات<br />
الواجب توافرها من اأجل التنمية املستدامة, ثم احلصول على الأفضل من املعرفة, وعن<br />
املشكالت العاملية والهموم املحلية.<br />
ثانياً: دراسات حول دور اإلعالم يف التنمية:<br />
Ùالشناوي، فرج، 1990.<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل وضع تصور للتعاون بني اجلماعات الإنسانية لتحقيق<br />
التنمية، ودور الإعالم يف جمال التنمية، مستعرضة الإعالم التعاوين واملشكالت التي تواجه<br />
الإعالم الرسمي يف جمال الإعالم التنموي والتعاوين، ثم استعرض الباحث الآفاق والدور<br />
املنشود لالإعالم التعاوين يف مرص، داعياً اإىل نرش جمموعة من القيم الرتبوية والأخالقية<br />
والقتصادية والجتماعية بغرض خلق روح املشاركة.<br />
. Ù<br />
1991 ،Tobing - sumitaÙ<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة مدى وجود عالقة بني الربامج املذاعة وقضايا التنمية<br />
يف املجتمع الأندونيسي، وهي دراسة حتليلية ملضمون الربامج التلفازية ملدة اأسبوعني<br />
يف تلفاز.(TVRT) ومن نتائج الدراسة اأن املوضوعات املثارة يف الربامج ليس لها عالقة<br />
بالتنمية، لإن معظمها مشغول باحلكومة، وترصيحات اأعضاء احلكومة الندونيسية. كما<br />
اأبرزت الدراسة نتيجة مهمة وهي سيطرة احلكوميني على الأخبار التنموية وغري التنموية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
Ù<br />
Ù<br />
Ù<br />
Ùسليمان، صابر، 1993.<br />
هدفت هذه الدراسة اىل التعرف اإىل دور التمثيلية الإذاعية يف معاجلة مشكالت<br />
املجتمع، حيث قام الباحث بتحليل املضمون الدرامي يف اإذاعة القاهرة، واأفادت نتائج<br />
الدراسة اأن التمثيلية الإذاعية اأداة فعالة توؤثر يف عمليات التغيري، واأنها وسيلة قوية يف<br />
خلق الجتاهات، كما اأن التمثيلية الإذاعية وسيلة مثالية للوصول اإىل قلوب املستمعني<br />
وعقولهم مبا يسهل من عمليات التغيري.<br />
Ùاجلندي، Ù ابتسام، . 1996<br />
تناولت الدراسة دور الربامج التلفازية يف اإمداد املراأة الريفية باملعلومات الصحية،<br />
وهي دراسة جتريبية استخدم فيها اأسلوب جمموعات النقاش املركزة Focus Group<br />
،Discussionومن نتائج الدراسة: اأنه كلما ركزت احللقات على موضوعات تشبع اهتمامات<br />
املراأة الريفية، كلما زاد الهتمام اأو النتباه، واأن عدم الهتمام بالرسالة الإعالمية يوؤدي<br />
اإىل عدم القتناع بها، واأن الفئات الأقل تعلماً هي الأكرث اكتساباً للمعلومات العامة<br />
والتفصيلية، واأن الربامج الصحية استطاعت اأن متد املراأة الريفية باملعلومات الصحية،<br />
واأن اكتساب املعرفة يزداد لدى املراأة الأمية مع املوضوعات التي تشبع احتياجاتها.<br />
Ùمكي، حسن، 1997.<br />
طُ بقت هذه الدراسة على عينة من)100( مفردة، ومن نتائج الدراسة: اأن)%63( من<br />
العينة يقبلون على مشاهدة التليفزيون بتفوق على الإذاعة، و)%50( يشاهدون الربامج<br />
الصحية، و)%59( يقبلون على قراءة املواد الصحية يف صحف الكويت، واأن استخدام<br />
التلفاز للمعلومات الصحية ل يختلف باختالف السن اأو اجلنس اأو املستوى التعليمي.<br />
. 1997 ،Moemeka Andrew AzultageÙ Ù<br />
اأجريت هذه الدراسة بالتطبيق على راديو(o .o) .y املحلي يف نيجرييا، وطبقت على<br />
عينة من)395( مفردة من القرى النيجريية، واأفادت الدراسة اأن املجتمع الريفي يشارك يف<br />
اأنشطة املذياع املوجهة للمستمعني لتحسني العناية الصحية بهم، واأن هذه املشاركة من<br />
اجلمهور يف برامج التوعية الصحية ساعدت يف قبول توصيات الربامج ونتائجها، مما جعل<br />
املجتمع الريفي يدعم هذا النوع من الربامج.<br />
Ùسنو، مي، 1997.<br />
طبقت هذه الدراسة على مشاهدي التلفاز يف بريوت، حيث اأشار)%73( من املشاهدين<br />
اإىل اأن التلفاز ينمي املعلومات السياسية والتاريخية و اجلغرافية، واأنه وسيلة مثالية لتعليم<br />
العديد من املهارات، واأن استعماله يف تكامله مع الوسائل التصالية الأخرى ومع التصال<br />
الشخصي املبارش هو الذي يكفل النجاح يف التنمية.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
Ù<br />
Ùاملرسي، Ù حممد، . 1998<br />
هدفت الدراسة اإىل معرفة دور الإذاعات الإقليمية يف معاجلة قضايا البيئة، وهي<br />
دراسة حتليلية على اإذاعة القاهرة الكربى، من خالل حتليل مضمون الربامج البيئية املذاعة<br />
على موجات هذه الإذاعة، وقد اأشارت الدراسة اإىل اأن هناك)31( برناجماً تناولت قضايا<br />
البيئة باإجمال زمني 630 دقيقة. وقد تناولت مشكالت تلوث الغذاء بنسبة)%14(، وملوثات<br />
الهواء بنسبة)%13(، والرتبة)%10(، والتلوث البيئي)%9(.<br />
Ùمهنا، Ù فريال، 1998م.<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة دور املذياع يف تنمية املجتمع املحلي يف سوريا،<br />
وهي دراسة ميدانية، واأشارت النتائج اإىل ضعف نسبة الستماع اإىل املذياع بصفة دائمة<br />
يف الريف بنسبة)%16.7(، ودائماً)%14(، بينما هناك ارتفاع يف معدل الستماع لإذاعة<br />
مونت كارلو بنسبة)%55.5( يف احلرض، و)%46( يف الريف. وهناك نتيجة بالغة اخلطورة<br />
اأن)%85.5( من الأميني ل يستمعون للمذياع. واختتمت الباحثة بحقيقة موؤملة اأن الربامج<br />
يف الإذاعة السورية ل تخضع لأي خطط تنموية، وليست معدة لتحقيق اأية اأهداف تنموية.<br />
Ùمهنا، Ù فريال، . 1998<br />
طبقت الدراسة على)1502( مفردة من سن)49-15 سنة(، ومن نتائج الدراسة<br />
اأن)%21( من اجلمهور يفضل مشاهدة الربامج الصحية من عينة الريف، واأن)%9( من<br />
الإناث يشاهدون الربامج التنموية، وتشري الدراسة اإىل اأن قضايا التنمية الجتماعية غري<br />
مطروحة متاماً على بساط البحث يف التلفاز السوري، واأن الربامج الرتفيهية ل تتناول<br />
مسائل تنموية.<br />
. 1998 ،Rodriguez. LÙ Ù<br />
هدفت الدراسة اإىل التعرف اإىل دور الدراما يف الإذاعات املحلية باعتبارها شكالً اإذاعياً<br />
يساعد يف توصيل املعلومات للمكسيكيني. وقد استخدمت الدراسة اأداة الستبانة ملعرفة<br />
املعلومات والقضايا املتعددة التي استطاعت الدراما الإذاعية التعبري عنها، ومعرفة قدرة<br />
الدراما الإذاعية على تغيري الأفكار والآراء عن الفالحني يف املكسيك.<br />
.1998 ،Henrikas YushkiavitshusÙ<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل التعرف اإىل مدى فهم الفلبينيني لربنامج الإصالح الزراعي<br />
الذي تنفذه الدولة يف الفلبني، ليدركوا اأهمية الإصالح الزراعي يف الرتفاع باملستوى<br />
القتصادي والجتماعي. وقد اأجريت الدراسة على 250 فلبيني. واأشارت نتائج الدراسة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Ù<br />
اإىل اأن جماهري الريف ل ميكن اأن يتغريوا من الناحية املعرفية بشكل مستقل، اإل اإذا اأخذنا<br />
يف احلسبان عوامل عدة اأخرى كالتعليم واحلالة الجتماعية والقتصادية. واأشارت الدراسة<br />
اإىل نتيجة مهمة موؤداها اأن الأكرث تعلماً اأكرث تعرضاً للمذياع، واأكرث فهماً لربنامج الإصالح<br />
الزراعي.<br />
Ùعلي، Ù حسن، . 2000<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة مدى استخدام الراديو والتلفاز يف التنمية الزراعية<br />
والصحة والبيئة والتنمية السياسية والتعليم. ومن اأهم التوصيات التي خلصت اإليها<br />
الدراسة: الهتمام مبشكالت املجتمع املحلي وخماطبته بلغة يفهمها، واىل مدى اأهمية<br />
تشجيع الثقافة املحلية وصنع جنوم حمليني، واأهمية تخفيف سيطرة احلكومة على الربامج<br />
وزيادة مساحة احلرية.<br />
Ùمظهر بشار، 2003.<br />
هدفت هذه الدراسة اإىل معرفة الدور الذي يقوم به التلفاز اليمني يف نرش املعرفة<br />
الصحية، واستخدم الباحث منهج املسح بالتطبيق على عينة قوامها)450( مفردة، استعان<br />
باأداة استمارة وحتليل املضمون للربامج الصحية يف التلفاز اليمني، ومن اأهم النتائج:<br />
ارتفاع معدل مشاهدة التليفزيون اليمني بنسبة)%93.3(، واحتالل الربامج الصحية<br />
الرتتيب الرابع يف حرص اجلمهور على مشاهدتها.<br />
مناقشة الدراسات السابقة.<br />
من خالل الدراسات التي عرضناها جند اأنها قد ركزت على موضوع التنمية من زوايا<br />
عدة خمتلفة:<br />
•بلورة مفاهيم واأطر تنموية تتالءم واحتياجات جمتمع الدراسة.<br />
•نرش الوعي حول التنمية يف سبيل تعزيز قدرة الأفراد واملوؤسسات على املساهمة<br />
الفعالة يف العملية التنموية.<br />
•اأبرزت اأهمية وسائل الإعالم يف عملية التنمية الصحية والزراعية و التعليمية<br />
وغريها.<br />
اأن الدراسات املتعلقة بدور الإعالم يف جمال التنمية يف فلسطني غري متوافرة، لهذا<br />
تعد هذه الدراسة الأوىل يف هذا املجال.<br />
استفاد الباحثان من الدارسات السابقة يف مناقشة مشكلة التنمية يف فلسطني، وكيف<br />
ميكن استخدام الإعالم الفلسطيني للقيام بواجباته يف تفعيل هذا الدور.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
املبحث الثاني: اإلطار النظري للدراسة<br />
اإلعالم والتنمية.<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
اأولً: الإعالم التنموي.<br />
يعد الإعالم التنموي يف عرصنا الراهن فرعا اأساسياً ومهماً من فروع النشاط<br />
الإعالمي، وتكمن اأهميته يف اإحداث التحول الجتماعي والتغيري والتطوير والتحديث، ويف<br />
احلالة الفلسطينية تكمن اأهمية الإعالم التنموي يف دراسة الدور الذي ميكن اأن تقوم به<br />
وسائل الإعالم الفلسطينية من حتويل املجتمع الفلسطيني من جمتمع استهالكي متخلف<br />
اإىل جمتمع متقدم, قادر على العتماد على نفسه )4( .<br />
وبشكل عام فاإن الإعالم التنموي الفعال يعني وضع النشاطات املختلفة التي تضطلع<br />
بها وسائل الإعالم يف جمتمع ما يف سبيل خدمة قضايا املجتمع واأهدافه العامة. )5( ومبعنى<br />
اآخر هو العملية التي ميكن بوساطتها التحكم باأجهزة الإعالم ووسائل التصال اجلماهريي<br />
داخل املجتمع وتوجيهها بالشكل املطلوب الذي يتفق مع اأهداف العملية التنموية ومصلحة<br />
)6(<br />
املجتمع العليا. ولهذا ميتاز الإعالم التنموي باخلصائص الآتية.<br />
1نشاط . 1 اإعالمي هادف يسعى بالدرجة الأوىل اإيل حتقيق اأهداف وغايات اجتماعية<br />
مستوحاة من حاجات املجتمع الأساسية ومصاحله اجلوهرية.<br />
2 اإعالم يرتبط بخطط التنمية ويدعم جناح هذه اخلطط.<br />
3 واقعي الأسلوب والطرح، ويستند على حجج وبراهني منطقية يف اإقناع الناس كي<br />
يحظى بالقبول والستحسان.<br />
4 اإعالم شامل ومتكامل، متعدد الأبعاد يشمل البعد القتصادي والجتماعي والسياسي<br />
والرتبوي واملايل والإداري.<br />
ويجب اأن ندرك اأن مسارات التنمية يف عاملنا العربي خمتلفة ومتنوعة، وليست<br />
بالرضورة اأن تتم طبقاً للنموذج الغربي الذي يبهر املختصصني يف الدول النامية، ويجعل<br />
كثرياً منهم يسعون لتطبيقه يف بالدهم. وقد شهدت العلوم الجتماعية والتصال اجلماهريي<br />
اهتماماً مكثفاً بدور وسائل التصال يف التنمية. ففي دراسة)Lerner( يفرتض وجود<br />
عالقة بني وسائل التصال اجلماهريي يف املجتمع، اأي اأن التنمية ل تتحقق اإل بزيادة<br />
اتساع املدنية وانتشار التعليم، مما يوؤدي اإىل زيادة استخدام وسائل الإعالم، وبالتايل تزداد<br />
املشاركة املجتمعية والسياسية للمواطنني.)7(. كذلك فان اأجهزة التصال مطالبة بان<br />
متارس اأدواراً عديدة لتحقيق وظائفها مبختلف اأنواعها، ومبا يحقق التنمية املطلوبة )8( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
6 .<br />
7 .<br />
8 .<br />
9 .<br />
10<br />
ففي تقرير لوكالة التنمية الأمريكية حول دور وسائل التصال يف عملية التنمية، اأن<br />
املذياع املحلي مهم يف عملية التنمية، فقد ثبتت فعاليته يف املكسيك يف التعليم البيئي<br />
والتصال الريفي. وثبت كذلك جناحه يف التدريب املهني يف هندوراس، ويف بوليفيا حيث<br />
استخدم يف تعليم الأمور الصحية يف املدارس البتدائية )9( . فان كان هذا هو الدور املنوط<br />
بالإذاعة، فكيف يكون دور كل من الفضائيات والصحافة اللكرتونية وغريها؟. ومن هنا<br />
ميكن القول: اإن الإعالم التنموي املتخصص والفعال عنرص رضوري واأساسي يف تطوير<br />
املجتمع وتنميته، وحتديدا يف ظل مفهوم التنمية الشاملة، فالإعالم التنموي هو عني<br />
احلقيقة التي يجب اأن يرى فيها املواطنون ما يحدث من حولهم، ويوؤثر على مصريهم،<br />
وحتى ل تتحول ثروات الأمة واملواطنني اأنفسهم اإىل سلع يُتاجر بها.<br />
وعليه فان فعالية الإعالم تقاس مبدى قدرته على الوصول باملواطنني اإىل درجة من<br />
املعرفة والقدرة على اإدراك الإجابة على جمموعة من الأسئلة، واأهمها )10( :<br />
1ماذا . 1 تعني احلقوق الدستورية، وخاصة القتصادية والجتماعية منها؟<br />
ما عالقة التنمية باحلكم الرشيد ؟<br />
2 ماذا تعني املوازنة العامة ؟<br />
3 ماذا تعني خطط التنمية وبراجمها ؟<br />
4 ما طبيعة التفاقيات القتصادية والتجارية؟ وما الآثار املرتتبة عليها؟<br />
5 ما طبيعة دور موؤسسات املجتمع املدين، والأحزاب السياسية يف عملية التنمية<br />
6 الشاملة؟<br />
ماذا تعني العدالة القتصادية والجتماعية ؟<br />
7 ماذا يعني وجود اأو عدم وجود النزاهة والشفافية يف املجتمع؟<br />
8 ما دور املواطن يف جتسيد مفاهيم التنمية على اأرض الواقع؟<br />
9 10 كيف ميكن ترسيخ ثقافة التنمية كسلوك منارسه يف حياتنا العامة واخلاصة؟<br />
ثانياً: املهمَّات واملتطلبات الأساسية لنجاح الإعالم التنموي.<br />
يف السطور الآتية توضيح لأهم املهمات و املتطلبات لنجاح الإعالم التنموي )11( .<br />
•توفري املعلومات للسكان عن التنمية ورشوط جناحها وكيفية اإنفاق املال العام<br />
ورشح القوانني وتبسيط الإجراءات، وذلك بتنشيط احلوار وتوسيعه واإتاحة الفرص<br />
اأمام الناس للتعبري عن اآرائهم واأفكارهم حول مشاريع احلكومة، والستماع لأقوالهم<br />
والأخذ بالأقوال والآراء اجلادة منها.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
•اختيار املعلومات بشكل دقيق وجذاب واستخدام اأساليب مشوقة من اجل جذب كل رشائح<br />
املجتمع للتفاعل مع الوسائل الإعالمية يف حتقيق الأهداف التنموية املنوطة بها.<br />
•تعليم الناس املهارات والأساليب الالزمة التي تتطلبها عملية التحديث والتطوير، لسيما<br />
اجلراأة وانتقاد اخلطاأ، وانتقاد املسوؤول الذي يخطئ وعدم اخلوف من املدير اأو الوزير،<br />
لأن كل هوؤلء يخضعون للمساءلة. حيث تعدُّ وسائل الإعالم اأهم سالح يف مساءلة<br />
اخلارجني عن القانون والنظام، وذلك من خالل نرش اأعمالهم واأفعالهم املخالفة للنظام<br />
العام.<br />
•توفري وسائل اإلعالم والتصال املتطورة، فمن خالل هذه الوسائل ميكن تعريف الناس<br />
بحقيقة مشكالتهم ونقل اأفكارهم لتحقيق التطوير املنشود.<br />
•توزيع وسائل الإعالم املتعلقة بالتنمية بشكل جغرايف يتناسب مع مساحة البلد بحيث<br />
تشمل كل املناطق والنواحي، وحتى القرى ذات الكثافة السكانية العالية.<br />
•تاأمني الكادر الإعالمي املتخصص من خالل العتماد على خريجي كليات الإعالم<br />
والصحافة وتقنيي الصناعة الإعالمية وتوفري الكادر الالزم لإعداد الربامج<br />
الإعالمية التنموية.<br />
•توسيع الآفاق الفكرية عند الناس من خالل منظور جديد يتطلب منهم اعتماد وسائل<br />
جديدة اأكرث عرصية، واعتماد اأمناط سلوكية واأساليب عمل اأكرث تطوراً، واإشعارهم باأن<br />
التحديث والتطوير، وما يتضمنه من اأهداف ومبادئ هو الكفيل بتلبية حاجاتهم.<br />
املبحث الثالث: التنمية واجملتمع الفلسطيين.<br />
اأولً: اأهم التطورات القتصادية يف الأراضي الفلسطينية.<br />
من خالل القراءة والتحليل لأهم موؤرشات التنمية القتصادية يف الأراضي الفلسطينية،<br />
نالحظ وبصورة عامة استمرار التدهور لالأوضاع القتصادية واملالية والجتماعية نتيجة<br />
تداخل العديد من العوامل املختلفة، ويف مقدمتها سياسات الحتالل الإرسائيلي جتاه<br />
القتصاد الفلسطيني واحلصار املفروض على الأراضي الفلسطينية من طرف اإرسائيل<br />
واملجتمع الدويل، اإضافة لتداعيات اخلالفات الفلسطينية الداخلية، وما نتج عنها من<br />
اأحداث يونيو 2006م.<br />
و لأجل اإعطاء صورة انتقائية لأهم املوؤرشات الرئيسة وذات العالقة، وبالعتماد على
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
•<br />
•<br />
بيانات وزارة املالية الفلسطينية واجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، واأهمها نوضحه<br />
فيما ياأتي )12( :<br />
شهد العامان)2001، 2002 م( تراجعاً كبرياً يف النشاط القتصادي نتيجة ممارسات<br />
الحتالل الإرسائيلي، وتوقف هذا الرتاجع بعض الشيء يف نهاية العام 2003م.<br />
وسجل العام 2005م معدلً موجباً للنمو حيث كان من املتوقع استمرار هذا النمو<br />
للعام 2006م.<br />
شهد العام 2006 م تراجعاً حاداً نتيجة لتوقف اإرسائيل عن حتويل الإيرادات<br />
الرضيبية واجلمركية التي حتصلها نيابة عن السلطة الوطنية الفلسطينية، اإضافة<br />
لستمرار مقاطعة املجتمع الدويل لها، وامتناع البنوك عن حتويل الأموال اإىل مناطق<br />
السلطة الفلسطينية، وبخاصة املساعدات اخلارجية، مما اأدى اإىل انخفاض نصيب<br />
الفرد من الناجت املحلي الإجمايل مبقدار)%9.7(، عما كان عليه يف العام 2005م،<br />
)13(<br />
وبنسبة)%70.8( عما كان عليه يف العام 1999م.<br />
•تراجعت مساهمة القطاعات الإنتاجية كالصناعة والزراعة والإنشاءات يف الناجت<br />
املحلي الإجمايل، وباملقابل ازدادت مساهمة القطاعات املختصة باخلدمات وحتديدا<br />
املتعلقة بالإدارة العامة والأمن والتجارة.<br />
•زادت معدلت البطالة يف الأراضي الفلسطينية بصورة حادة، موازنة مبا كانت عليه<br />
عام 1999م، حيث جند اأن معدل البطالة قد وصل عام 2006م اإىل نسبة)%23.6(،<br />
)14(<br />
موازنة بنسبة)%11.8( للعام 1999م، وزاد العام 2008 اإىل نحو)%65(.<br />
•زادت معدلت الفقر يف الأراضي الفلسطينية وخاصة يف قطاع غزة وجنوب الضفة<br />
الغربية، حيث بلغ معدل الفقر يف الأراضي الفلسطينية للعام 2007م نحو)%70(<br />
)15(<br />
موازنة بنسبة)%21( للعام 1999م.<br />
•ارتفعت اأسعار السلع واخلدمات بصورة حادة نتيجة جمموعة من العوامل املختلفة، مما<br />
اأثر على مستوى املعيشة للسكان يف الأراضي الفلسطينية، وزاد من معاناة حمدودي<br />
الدخل والعاطلني عن العمل.<br />
•زادت حدة النفقات العامة بصورة كبرية موازنة بالإيرادات نتيجة لتوقف اإرسائيل<br />
عن حتويالت الرضائب الفلسطينية، ووقف املساعدات اخلارجية، وضعف حتصيل<br />
الإيرادات املحلية، مما اأوجد عجزاً مرتاكماً ومتزايداً لدى السلطة الفلسطينية.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
<br />
<br />
<br />
()<br />
<br />
اجلدول)1(<br />
أهم املؤشرات االقتصادية الرئيسة يف األراضي الفلسطينية)1999 – 2006 م(<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
()<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
()<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
()<br />
()<br />
()<br />
()<br />
()<br />
()<br />
www.mof.gov.ps<br />
اجلدول)2(<br />
نسبة مساهمة القطاعات االقتصادية الرئيسة يف الناتج احمللي اإلمجالي)1999 – 2006 م(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
/<br />
/<br />
/<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
www.mof.gov.ps<br />
¡(<br />
<br />
ثانياً: الحتالل الإرسائيلي واستالب التنمية الفلسطينية.<br />
تعد مراحل تطور املجتمع الفلسطيني حتت الحتالل الإرسائيلي مدخالً مهماً لفهم<br />
جتربة التنمية يف فلسطني، وهي جتربة فريدة يف فكرها ومضمونها واأهدافها. ففي بداية<br />
الثمانينيات ظهر شعار »التنمية من اأجل الصمود«، وعقدت حتت هذا الشعار موؤمترات عدة<br />
شاركت فيها معظم املوؤسسات الفلسطينية، وكان اأهم هذه املوؤمترات الذي عقد يف عمان<br />
العام 1986 م حول متويل اخلطط التنموية من اخلارج ومناقشة مصادره )16( .<br />
ويف اإطار التحديات اأدَّت املبادرات الذاتية دوراً مهماً يف بناء املوؤسسات الوطنية،<br />
ويف التخفيف من نتائج النتقال القرسي والرسيع للوضع الذي ساد يف فلسطني بعد حرب<br />
1967م، حيث عملت املوؤسسات التنموية على اإعادة ربط املجتمع الفلسطيني جغرافياً<br />
وتوسيع طاقاته السوقية املحلية واخلارجية. واستفادت جتربة التنمية الفلسطينية، من<br />
دعم املبادرات اخلارجية التي مثلتها الأقطار العربية واملنظمات العربية والإسالمية،<br />
مثل الصندوق العربي لالإمناء القتصادي والجتماعي، وبنك التنمية الإسالمي ومنظمة<br />
املوؤمتر الإسالمي وغريهم، وكذلك نشاط املوؤسسات الدولية وخاصة الأمم املتحدة<br />
واملجموعة الأوروبية. )17( .
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
وقد وفرت املبادرات التنموية اخلارجية عرب نشاطاتها املتعددة تدريباً وسيولة مالية<br />
للمجتمع الفلسطيني، استخدمت يف حتسني اأدائه العام، ولكن من الناحية العملية مل توؤد اإىل تطور<br />
تنموي فلسطيني متكامل، وهذا اأدى اإىل تكييف اأداء معظم املوؤسسات الفلسطينية مع برامج<br />
اجلهات املانحة واملتعددة، اإضافة للمعوقات الناجمة عن ممارسات الحتالل الإرسائيلي.<br />
ويف ظل خصوصية احلالة الفلسطينية متيز املفهوم التنموي يف فلسطني، ولفرتة<br />
طويلة باأهمية توظيف التنمية كاآلية من اآليات حتصيل احلقوق الثابتة للشعب الفلسطيني،<br />
ويف مقدمتها حق تقرير املصري، واكتسبت املفاهيم التنموية يف فلسطني بعداً سياسياً<br />
هدفت اإىل وقف التدهور الناجت عن الحتالل الإرسائيلي، ومقاومة اآليات استالب التنمية.<br />
ومع بداية تسلم السلطة الفلسطينية زمام الأمور عام 1994 م، جتدد املفهوم التنموي<br />
الفلسطيني، ليشمل اأيضاً مهمة اإعادة البناء، وتزامنت مع تلك املرحلة اجتهادات خمتلفة<br />
حول املفهوم التنموي والآليات التنموية الأكرث مالءمة لفلسطني، واأسبقية العمل السياسي<br />
على العمل التنموي، وتوزيع الأدوار بني القطاع العام والقطاع اخلاص واملوؤسسات الأهلية،<br />
وكذلك حول توسيع درجة املشاركة يف اإعداد القرار التنموي ومراقبة تنفيذه ومساءلة<br />
املكلفني به )18( .<br />
وواجهت عملية التنمية يف فلسطني عمليات استالب وتعطيل اأثرت على جميع جوانبها،<br />
فلم يقترص تاأثري الحتالل على تشويه العملية التنموية، بل على وقفها كامالً، وعلى تعطيل<br />
قدرات املجتمع عن القيام بها، اأو العمل على توظيفها خلدمة مصالح القوى الفاعلة، اأو التي<br />
تقف وراء عملية الستالب.<br />
ثالثاً: املبادرات التنموية يف ظل السلطة الوطنية الفلسطينية.<br />
على الرغم من الظروف والتحديات التي مرت بها السلطة الفلسطينية منذ قدومها<br />
وحتى تاريخه، فقد وضعت العديد من اخلطط والدراسات التنموية. وقد بداأت عملية<br />
التخطيط بالتطور تدريجياً من اأول وثيقة اإسرتاتيجية تنموية يف فلسطني عام 1996م،<br />
تالها الربنامج الستثماري الفلسطيني عام 1997م، والذي تبلور عنه اإصدار اأول خطة<br />
تنموية فلسطينية ثالثية)1998 م – 2000م( حيث حً ددت بوساطتها اأهداف التنمية<br />
)19(<br />
الوطنية الشاملة واسرتاتيجياتها على املستوي الوطني.<br />
وقد واجهت اخلطة الثالثية العديد من املعوقات يف تنفيذها، ولعل اأهمها كان عدم<br />
التزام الدول املانحة بتعهداتها، نتيجة ممارسات الحتالل الإرسائيلي، و هذا ما اأدى<br />
اإىل اإعداد خطة التنمية الفلسطينية اخلماسية)1999م-2003 م(، وهي خطة متدحرجة<br />
Plan” ‘‘Rolling رافقتها خطة عمل سنوية)2000م- 2001م( تضمنت الأولويات
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
)20(<br />
الوطنية السنوية، واأهم الربامج واملشاريع القابلة واجلاهزة للتنفيذ<br />
ومع بدء الهجمة الإرسائيلية يف 2000-9-29م، وما ترتب عليها من تطورات سلبية<br />
اأدت اإىل تغيري اأولويات التخطيط، بداأ العمل على اإعداد خطة الإغاثة والطوارئ عام 2000<br />
م، التي تضمنت الحتياجات الآنية الطارئة. ومن ثم خطة الإغاثة والإنقاذ للعام 2001 م،<br />
التي اشتملت يف معظمها على برامج خلق فرص عمل. )21( .<br />
ومع ازدياد الهجمة الإرسائيلية واإعادة الحتالل ملعظم مناطق السلطة الفلسطينية<br />
اأصبح من الرضوري وضع اأولويات جغرافية وقطاعية تتمشى مع الحتياجات الطارئة<br />
والأساسية، وخاصة برامج خلق فرص عمل، وخطة الطوارئ والستثمار العام)2003م<br />
-2004م( التي تضمنت الحتياجات الطارئة للشعب الفلسطيني ملدة عام واحد. )22( .<br />
وهدفت هذه اخلطة يف الأساس اإىل وقف الرتدي احلاصل يف الأوضاع القتصادية<br />
والجتماعية للشعب الفلسطيني، واحلفاظ على احلد الأدنى من مقومات احلياة الأساسية،<br />
مع الأخذ بالعتبار اإعادة اإعمار ما دمِّ ر من طرف قوات الحتالل الإرسائيلي.<br />
ويف ظل تشكيل حكومة السيد: حممود عباس عام 2003م اأعد برنامج التدخل رسيع<br />
الأثر) )QIIP وقدم للدول املانحة يف اجتماع)MEETING (، LACC وكانت مدة هذا<br />
الربنامج ستة اأشهر، وهي الفرتة املمتدة من شهر يوليو اإىل ديسمرب 2003 م، وقد هدف<br />
هذا الربنامج اإىل تقدمي املساعدات الإنسانية للفلسطينيني، واإنعاش القتصاد الفلسطيني<br />
)23(<br />
وبخاصة يف ظل استمرار التدهور احلاد يف خمتلف املوؤرشات العامة.<br />
وبعد ذلك قامت وزارة التخطيط باإعداد خطة التمويل متوسطة املدى 2004م، التي<br />
تعد استمراراً لربنامج التدخل رسيع الأثر، من حيث الأهداف والأولويات، حيث تضمنت<br />
تاأمني املساعدات الإنسانية والجتماعية واإعادة البناء واإصالح البنية التحتية املدمرة،<br />
ودعم القطاع اخلاص وموازنة السلطة الفلسطينية، و بلغ اإجمايل السقف املايل لهذه اخلطة<br />
1.2 مليار دولر اأمريكي.<br />
ويف ظل استمرار الوضع الإنساين املرتدي وسياسات الحتالل الإرسائيلي، وما جنم<br />
عنها من تدهور يف الوضع القتصادي والجتماعي، اأصبح من غري املمكن التفكري يف<br />
وضع خطط تنمية اقتصادية بصورة طبيعية. وعليه قامت السلطة الفلسطينية وبالتعاون<br />
مع األسكوا)اللجنة القتصادية الجتماعية لغرب اأسيا( بوضع اسرتاتيجية تهدف اإىل ربط<br />
الإغاثة بخطط التنمية من خالل خطة التنمية الفلسطينية متوسطة املدى)2005م – 2007<br />
)24<br />
م(، التي حُ دثت اإىل خطة التنمية الفلسطينية متوسطة املدى)2006م – 2008 م(.)<br />
ومع التطورات الفلسطينية الناجمة عن انتخابات املجلس الترشيعي الفلسطيني<br />
الثاين، وتداعيات اخلالفات الفلسطينية الداخلية يف يونيو / حزيران 2007م اأعدت خطة
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
التنمية الفلسطينية متوسطة املدى لالأعوام)2008 – 2010 م(، وخُ صص منها نسبة)%70(،<br />
لتغطية اأجور موظفي السلطة الفلسطينية ورواتبهم، اأما النسبة املتبقية فخصصت لتمويل<br />
املشاريع التطويرية والإمنائية، وخاصة ما دًمرِّ من الحتالل الإرسائيلي. واأهم الركائز التي<br />
قامت عليها هي: فرض النظام والقانون، و اإجراء اإصالحات مالية واإدارية وبناء موؤسسات<br />
)25(<br />
فعالة، واإزالة العراقيل واملعوقات الإرسائيلية، و استمرار تدفق الدعم والعون الدويل.<br />
املبحث الرابع: اإلعالم الفلسطيين.<br />
اأولً: خصوصية الإعالم الفلسطيني.<br />
ميتاز الإعالم الفلسطيني بخصوصيته التي فرضتها الظروف التي مر بها التاريخ<br />
النضايل الفلسطيني، حيث ارتبط العمل الإعالمي يف فلسطني ارتباطاً وثيقاً بالعمل<br />
السياسي و النضايل، و تاأثر بالواقع السياسي الذي عاشه الشعب الفلسطيني. ولهذا تعددت<br />
اأنواع الصحف و املجالت يف فلسطني، فقد انترشت الصحف و املجالت السياسية و الأدبية<br />
والقتصادية والجتماعية و الفنية، وتلك التي تهدف اإىل التسلية. اأما على صعيد الإذاعة<br />
فقد كانت هناك اإذاعتان الأوىل »هنا القدس« التي انشئت عام 1936، والثانية اإذاعة<br />
»الرشق الأدنى« التي اأنشئت يف اأوائل الأربعينات، اإل اأن هاتني الإذاعتني توقفتا عن العمل<br />
يف فلسطني بعد الحتالل الإرسائيلي لفلسطني عام 1948. و بعد عام 1948م اأنشىء عدد<br />
من الإذاعات باسم القضية الفلسطينية ضمن حمطات اإذاعية تابعة لعدد من الدول العربية،<br />
)26(<br />
كانت غالبية براجمها تبث يف اإطار سياسي بحت.<br />
وفيما يتعلق بالتلفاز، فلم يكن هناك اأي حمطة تلفازية فلسطينية. اأما الإنتاج<br />
التلفازي والسينمائي، فقد كانت هناك العديد من الأعمال التلفازية والسينمائية التي<br />
اأخذت طابعاً توثيقياً يف اأغلب الأحيان. و بعد توقيع اتفاق اإعالن املبادئ 1993م سُ مح<br />
مبوجبه للفلسطينيني باإقامة »سلطة لالإذاعة و التلفزيون« التي سميت فيما بعد »هيئة<br />
الإذاعة و التلفزيون الفلسطينية« )26( . ويف مرحلة ما بعد توقيع اتفاق اأوسلو، و اإقامة السلطة<br />
الفلسطينية التي قامت باإنشاء وزارة لالإعالم، تطور الوضع الإعالمي يف فلسطني تطوراً<br />
ملحوظاً، ومل يقترص هذا التطور على الصحافة املكتوبة فحسب، بل يف جمايل املرئي<br />
و املسموع على حد سواء. فقد اأصدرت وزارة الإعالم يف فلسطني، ومنذ تاأسيس السلطة<br />
الفلسطينية، اأكرث من 122 ترخيصاً)80 ملجالت و42 لصحف(، صدرت لأفراد و اأحزاب<br />
وموؤسسات غري حكومية.)اخلطيب، 2001م(.<br />
و يوجد الآن يف فلسطني نحو)31( حمطة تلفزة حملية خاصة، و تلفزيون فلسطني
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
2 .<br />
3 .<br />
احلكومي، وقناة فلسطني الفضائية، اإضافة اإىل فضائية الأقصى التابعة حلركة حماس<br />
التي اأنشئت عام 2006م، كذلك يوجد نحو 50 اإذاعة حملية خاصة تبث براجمها على<br />
موجات ،FM اإضافة اإىل اإذاعة “صوت فلسطني’’ الربنامج الأول الذي يبث براجمه من<br />
مدينة رام اهلل، و الربنامج الثاين الذي تُبث براجمه من مدينة غزة)بطراوي، 2001 م(.<br />
ثانياً: حمددات ومفردات اخلطاب الإعالمي الفلسطيني.<br />
كفل القانون الأساسي الفلسطيني حرية وسائل الإعالم، مبا فيها الإعالم املرئي،<br />
حيث نصت املادة)27( منه على الأتي: )28( .<br />
1 . 1 تاأسيس الصحف وسائر وسائل الإعالم حق للجميع يكفله هذا القانون، وتخضع<br />
مصادر متويلها لرقابة القانون.<br />
2 حرية وسائل الإعالم املرئية واملسموعة واملكتوبة وحرية الطباعة والنرش والتوزيع<br />
والبث، وحرية العاملني فيها، مكفولة وفقاً لهذا القانون الأساسي والقوانني ذات العالقة.<br />
3 حتظر الرقابة على وسائل الإعالم، ول يجوز اإنذارها اأو وقفها اأو مصادرتها اأو اإلغاوؤها<br />
اأو فرض قيود عليها اإل وفقا للقانون ومبوجب حكم قضائي.<br />
وقامت وزارة الإعالم الفلسطينية بوضع حمددات اخلطاب الإعالمي الفلسطيني<br />
ومفرداته، للتعريف على حقيقة ما يدور على اأرض الواقع من منظور فلسطيني بحت،<br />
وبالتايل ترسيخ مفاهيم ثقافية ومصطلحات اإعالمية ومسميات لها دللتها، وسنتطرق<br />
هنا فقط للمفاهيم واملصطلحات ذات الطابع التنموي املبارش، واأهمها: )29( .<br />
•الهتمام بربامج الأطفال، مع الرتكيز على البعد الوطني، والبتعاد عن الصور واملشاهد<br />
والقصص العدوانية، و صياغة قصص اإخبارية حول جمازر الأطفال.<br />
•دعم وتشجيع ورعاية الإبداعات الفلسطينية الشابة يف خمتلف املجالت، وتعميم هذا<br />
الإبداع على كافة الصعد املحلية والعربية.<br />
•تغطية اأنشطة املوؤسسات احلكومية وغري احلكومية املهمة واملفيدة، بهدف الرد على<br />
الأنشطة الثقافية والإعالمية الإرسائيلية وفضحها وجتريدها من مضمونها.<br />
•تشجيع املواطنني على الطالع والقراءة من خالل تعريفهم باآخر الإصدارات يف<br />
املجالت املختلفة، خاصة الإصدارات الفلسطينية.<br />
•تعريف املواطنني باملوؤسسات الإعالمية املعادية, تاريخها واأهدافها و التعامل<br />
بحذر معهما.<br />
•تعزيز دور الإعالم يف حماية النهج واملمارسة الدميقراطية، وتعزيز سيادة القانون، وحماية<br />
اأمن الوطن واملواطن واحلفاظ على املمتلكات، والرتكيز على صمود شعبنا وبطولته.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
6 .<br />
ثالثاً: متطلبات اآنية لتحقيق خطة تنمية اإعالمية يف فلسطني.<br />
من اأجل حتقيق خطة تنمية اإعالمية يف فلسطني، واأجندة للعمل، وحتقيق دور نشط<br />
لوسائل الإعالم الفلسطينية للمشاركة يف التنمية يف فلسطني، لبد من حتقيق الآتي:<br />
1حتديد . 1 املعوقات لدى القائمني بالتصال وحتديد الأدوار لكل شخص قائم بالتصال<br />
وفق خطة اتصالية براجمية حمكمة، ومن ثم حتديد اجلمهور املستهدف من حيث<br />
مناطق توزيعه اجلغرايف وحتليله، ومن ثم التعرف على الوقت املناسب لتحقيق اأهداف<br />
الرسالة التنموية.<br />
2 حتديد احلجج والرباهني والأدلة التصالية والإقناعية مبا يساعد على املشاركة<br />
املجتمعية يف عملية التنمية.<br />
3 حتديد الإمكانات البرشية واملادية الالزمة لإنتاج الرسائل الإعالمية التنموية.<br />
4 التفاق على حتديد الوسائل التصالية، مبا يناسب القائمني بالتصال، ومبا يناسب<br />
اجلمهور املستهدف، ومبا يناسب املضمون التصايل من حيث املصداقية والدقة،<br />
والأخذ بالعتبار الظروف املحيطة الداخلية منها واخلارجية.<br />
5 حتديد حجم وطبيعة مصادر الرثوة املوجودة يف املجتمع الفلسطيني، والبيئة التنموية<br />
املمكن استخدامها، حتى ميكن معرفة حدود العمل الإعالمي.<br />
6 توفري املعلومات والإحصاءات التفصيلية لدى املخططني اأمام الإعالميني وغري<br />
الإعالميني عن املناطق التي خُ طط لتنميتها تنمية الشاملة، مبا يساعد املخطط<br />
الإعالمي على اإعطاء القدر املناسب من الهتمام واملعاجلة الإعالمية الالزمة.<br />
. 7حتديد العادات والتقاليد التي تساهم يف توجيه الرسالة الإعالمية الالزمة لعملية التنمية<br />
8 جتهيز اخلطط وحتديد التوقيت املناسب لتنفيذها، مع مراعاة اأن تكون خاضعة ملبداأ<br />
املرونة، مبا يتناسب مع الظروف والتغريات املتالحقة يف الأراضي الفلسطينية.<br />
9 اأن ترتبط خطط التنمية بخطة اإعالمية ارتباطاً عضوياً، اأي اأن اخلط الذي يوصلنا اإىل<br />
شكل معني من اأشكال التنمية، هو اخلط نفسه الذي يقودنا اإىل اخلطة الإعالمية.<br />
. 7<br />
8 .<br />
9 .<br />
والنقاط الآتية اإذا ما استخدمت جيداً، فاإنها ستساعد على اإيجاد تكامل بني خطة الإعالم<br />
والتنمية يف فلسطني:<br />
. 1 1 رضورة اأن تتسع وسائل الإعالم للتعبري احلقيقي والأحسن عن اآراء الشعب الفلسطيني<br />
وفئاته، واأن تشجع احلوار البناء. فاحلرية ل تتمثل فقط يف عدم الرقابة والقيود على<br />
الصحف، بل تشمل عدم تدخل احلكومة فيما تنرشه الصحف.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
6 .<br />
7 .<br />
8 .<br />
2اإعادة . 2 النظر يف القوانني والترشيعات املنظمة للعمل الإعالمي، مبا يجعلها اأكرث مرونة،<br />
ومبا يشجع املنظمات الإمنائية والنقابات على التعبري بشكل جاد وبناء، ومبا ل يجعل<br />
الترشيعات والقوانني الإعالمية قيوداً حتد من حرية الفكر والتعبري.<br />
3 التطوير املستمر للعاملني يف الإعالم، وذلك بالتدريب ومدهم بالإحصاءات واملعلومات،<br />
واإتاحة الفرصة الكافية اأمامهم للتزود باملعرفة، حتى ميكن نقلها اإىل اجلمهور.<br />
4 مساعدة اأجهزة الإعالم بتطويرها وتدعيمها بالتكنولوجيا، ومع رضورة قيام صناعة<br />
متقدمة لالتصال اجلماهريي وخفض الرسوم على وارداتها من وسائل واأدوات<br />
التصال اجلماهريي، حيث تعد وسائل الإعالم من صحافة واإذاعة وتلفزيون وصحافة<br />
مكتوبة واإلكرتونية من اأكرث الوسائل انتشاراً وتاأثرياً يف هذا العرص، خاصة يف<br />
املجتمع الفلسطيني الذي يعاين حصاراً، وترتفع فيه نسبة الترسب يف املدارس، مبا<br />
يوسع جمالتها ودورها يف التنمية.<br />
5 تخطيط حمالت اإعالمية جلذب روؤوس الأموال العربية والدولية لالستثمار يف فلسطني،<br />
ففي ذلك عمل قومي واإسالمي يف وجه الستيطان الإرسائيلي خاصة يف مدينة القدس<br />
والقرى والأراضي املهددة باملصادرة من قبل الحتالل. واستغالل املناسبات الوطنية،<br />
لإيجاد نوع من التواصل بني فلسطينيي الداخل والشتات.<br />
6 حتقيق التوعية الشعبية التي لن توؤتى ثمارها، اإل اإذا كانت مقرونة بالعمل الصادق<br />
والتجربة الواقعية التي تستطيع اأن تقنع املواطن مبعنى التعاون والتغيري، وحتقيق<br />
حاجاته ومطالبه، وهذا ما ميكن اأن تقوم به وسائل التصال اجلماهريي كالإذاعة<br />
والتلفاز والعروض الفيلمية املحكمة الإنتاج والإخراج، واملجالت والصحافة املكتوبة<br />
والإلكرتونية وغريها.<br />
7 اإن الدور الأكرب يف جمال التنمية يف فلسطني ما يجب اأن تقوم به وسائل الإعالم والتصال<br />
يف املجال الثقايف، حيث تعد التنمية الثقافية بعداً مكمالً واأساسياً للتنمية القتصادية<br />
والجتماعية، باعتبار اأن الثقافة هي املظهر التعبريي للسلوك الإنساين الروحي واملادي.<br />
8 اإن الظروف السيئة التي يعيشها املواطن الفلسطيني تتطلب الهتمام بتوصيل<br />
اخلدمات الثقافية مبختلف وسائل التصال اجلماهريي الشخصي، اإىل املناطق النائية<br />
الفلسطينية واملخيمات، على قدم املساواة مع اخلدمات الأخرى، مما يتطلب ما ياأتي:<br />
•تبني خطة اإعالمية، ميكن من خاللها اإعداد حمارضات وموؤمترات وجمموعات<br />
نقاشية وجولت وزيارات للجمعيات التعاونية والصناعية والتجارية والزراعية....<br />
اإلخ، يصاحبها خطط اإعالمية تساهم فيها جميع وسائل الإعالم بالعمل على نرش
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
الدعوة اإىل التنمية وتعميق اأبعادها الرتبوية والثقافية، والتاأكيد على القيم املثالية<br />
والجتماعية التي تتضمنها، اإىل جانب عرض الإجنازات يف خمتلف اأنواعها املادية<br />
والأدبية للحركة التنموية.<br />
•تنويع جمالت العرض الإعالمي لزيادة جاذبية الربامج التي تعرض الأفكار<br />
والإجنازات، وعلى وجه اخلصوص من خالل الدراما الوظيفية يف القصة املكتوبة<br />
اأوالتمثيليات والأفالم، وكذلك املسابقات الثقافية والربامج اجلماهريية.<br />
•تركيز الهتمام على الأنشطة التنموية املحددة، مبا يحقق التعاون والولء واحرتام اإرادة<br />
الشعب الفلسطيني واستقالليته والعتماد على النفس ونرش التعليم الصناعي والزراعي.<br />
•اأهمية اأن متثل الحتادات الصناعية والزراعية والفكرية يف جمالس املوؤسسات<br />
الإعالمية الفلسطينية، مثل الإذاعات والتلفزيون والصحف واملجالت، مبا يحقق<br />
الرتكيز على اجلوانب التنموية الفلسطينية.<br />
•رضورة اإعداد كوادر اإعالمية فلسطينية متخصصة يف املجالت الصناعية والزراعية<br />
والصحية والثقافية واخلدمية، مبا يوؤكد اأهمية انتشار املعلومات الصناعية والزراعية<br />
والصحية، ومبا يعطي مساحة اأكرب للخريجني للمشاركة يف التنمية الشاملة.<br />
•اأن جتري الحتادات والنقابات الصناعية والتجارية والزراعية والثقافية مواسم<br />
ثقافية يف تخصصاتها، يتحدث من خاللها كبار املسئولني يف الدولة ومشاهري<br />
الكتاب واخلرباء، مبا يحقق اكتساب املواطنني اأفكاراً واآراء جديدة، ومبا يعطي الفرصة<br />
لتعريف املسئول اأو الكاتب بطبيعة النشاط التعاوين ومضمونه الفكري والجتماعي،<br />
ويحقق مساحة اأكرب ملشاركة وسائل الإعالم يف هذه التغطية.<br />
•اأن تعمل وزارة الإعالم على التوجيه لوسائل الإعالم لنرش اإعالنات عن املنتجات<br />
الفلسطينية، واإمكانات التنمية والستثمار باأسعار خمفضة وجماناً يف اأحيان اأخرى.<br />
•اإن التنمية اأولً وقبل كل شيء قضية وطنية تعتمد على جهد الشعب نفسه, وكل مساعدة<br />
خارجية يجب اأن تضاف اإىل هذا اجلهد, ل اأن تكون بديالً عنه، اأو عبئاً عليه.<br />
•وبهذا املفهوم ميكن اأن تتم التنمية يف الإطار القومي والوطني, فال تتحقق التنمية مبجرد<br />
الوعظ والإرشاد, ول مبجرد التثقيف السياسي, بل مبشاركة املواطنني الفلسطينيني يف<br />
الداخل واخلارج, ومبساعدة راأس املال الفلسطيني والعربي يف اإحداث عملية التنمية<br />
يف الأراضي الفلسطينية, خاصة يف حالة استقرار السالم واإقامة الدولة الفلسطينية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
•<br />
•<br />
املبحث اخلامس:<br />
مؤسسات التنمية واإلعالم الفلسطيين وقراءتها لعملية التنمية.<br />
يستعرض الباحثان فيما ياأتي بعض املوؤسسات املنوطة بعملية التنمية يف فلسطني.<br />
1 1. تلفاز فلسطني وقناة فلسطني الفضائية.<br />
اأنشئ تلفاز فلسطني مبوجب قرار السيد الرئيس يارس عرفات الصادر يف تونس بتاريخ<br />
1993/7/6م، وانطلق البث التجريبي له من حمطة الإرسال التي اأنشئت يف معسكر اأنصار<br />
مبدينة غزة بتاريخ 30 اأيلول 1994م، اأما قناة فلسطني الفضائية فقد اأنشئت مبوجب قرار<br />
جملس الوزراء الصادر يف مدينة غزة بتاريخ 1998/7/1م، وبداأ البث التجريبي يف ابريل<br />
عام 1999م، ملدة سبع ساعات، واستمرت على هذا النحو مدة ستة اأشهر، اأصبح البث بعدها<br />
على مدار)24( ساعة. اأما بخصوص الإقبال على التلفاز الفلسطيني فقد اأشارت دراسة<br />
ملنظمة اليونسيف يف الضفة الغربية وقطاع غزة اإىل النتائج الآتية: )30( .<br />
نسبة)29.9 %( من الأرس يف الأراضي الفلسطينية تشاهد تلفاز فلسطني بشكل دائم،<br />
بواقع)%24.3( من الأرس يف الضفة الغربية، و)%40.8( من الأرس يف قطاع غزة،<br />
وان)%46.9( من الأرس تشاهد تلفزيون فلسطني اأحيانا بواقع)%50.7( يف الضفة<br />
الغربية و)%39.3( يف قطاع غزة.<br />
نسبة)23.2 %( من الأرس يف الأراضي الفلسطينية ل تشاهد تلفزيون فلسطني،<br />
بواقع)%25( يف الضفة الغربية و)%19.9( يف قطاع غزة.<br />
اأهداف اإنشاء تلفاز فلسطني وقناة فلسطني الفضائية.<br />
اأ - تلفاز فلسطني) 31( .<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
1 توحيد اخلربات الفلسطينية الإعالمية الإبداعية التي اأفرزها املجتمع الفلسطيني،<br />
والستعانة بها مبا يتالءم واإرادته الوطنية واحلضارية.<br />
2 توثيق عالقات الشعب الفلسطيني وتوطيدها على املستويات كافة.<br />
3 خماطبة الراأي العام الفلسطيني وتكريس حرية الراأي والتعبري، ومناقشة كافة قضايا<br />
املجتمع، السياسية، القتصادية، الثقافية، والجتماعية.<br />
4 اإطالع املواطنني على توجهات وقرارات السلطة الفلسطينية على خمتلف الأصعدة، التنفيذية<br />
والترشيعية والقضائية، ويف خمتلف مناحي احلياة القتصادية والثقافية والسياسية.<br />
5 التمسك بحرية الراأي والتعبري والنرش والبث واحرتام حقوق الإنسان التي تضمنتها التفاقيات<br />
العربية والدولية، والتي وافقت عليها املوؤسسات الترشيعية الدستورية الفلسطينية.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
<br />
1 .<br />
6احلرص . 6 على متيز الشخصية الوطنية الفلسطينية عرب الربامج الجتماعية والثقافية<br />
الهادفة.<br />
7توعية . 7 املواطنني مبا يحيط بهم من اأخطار خاصة فيما يتعلق باملمارسات الإرسائيلية.<br />
ب – اأهداف اإنشاء قناة فلسطني الفضائية )32( .<br />
<br />
<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
1 .<br />
1 اإبراز املعامل الثقافية واحلضارية للشعب الفلسطيني والإسهام يف تطويرها ونرشها<br />
بني ثقافات العامل وحضاراته املختلفة.<br />
2 توثيق عالقات الشعب الفلسطيني يف خمتلف اأماكن تواجده يف العامل وتوطيدها.<br />
3 اإبراز الهوية الوطنية الفلسطينية، وعرض اأبعاد القضية على مستوى العامل ورشحها.<br />
4 فضح ممارسات الحتالل الإرسائيلي ضد اأبناء الشعب الفلسطيني، واإبراز معاناته،<br />
والتاأثري يف الراأي العام العاملي والعربي، من اأجل استقطاب مزيد من املساندين<br />
حلقوق الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص احلق يف بناء دولته وتقرير مصريه.<br />
تقومي اأداء تلفاز وقناة فلسطني الفضائية يف جمال الإعالم التنموي.<br />
مهما كانت الظروف التي مير بها تلفاز وقناة فلسطني الفضائية، فاإن ذلك ل يعني<br />
التقليل من اأهميتهما وحيويتهما، وحتديدا يف ظل استمرار الظروف اخلاصة التي يعيشها<br />
الشعب الفلسطيني. فال شك اأن هناك العديد من الربامج والتغطيات التي قام بها تلفاز<br />
فلسطني وقناة فلسطني الفضائية يف جمال الإعالم التنموي، ولكنها ل تذكر مقارنة مع<br />
الربامج الأخرى، ل من حيث كمية هذه الربامج، ول من حيث نوعيتها.<br />
وعند الرجوع لالإحصائيات اخلاصة بالعاملني يف تلفاز وقناة فلسطني الفضائية<br />
والهيكل التنظيمي لهما، جند اأنه ل يتوافر لديهما دائرة متخصصة بالإعالم التنموي اأو<br />
الكادر املتخصص والعدد الكايف منه. وبالطبع هناك اأعمال ومساهمات متقطعة لتلفزيون<br />
وقناة فلسطني الفضائية تاأتي ضمن السياق العام لالإعالم التنموي واأهمها:<br />
1 اللقاءات اخلاصة التي يُستضاف فيها اأحد اخلرباء اأو املسوؤولني يف جمال ما، وتبعاً<br />
للمناسبات اخلاصة.<br />
2تغطية 2. املوؤمترات العلمية وورشات العمل التي تنظم يف اجلامعات الفلسطينية، مثل:<br />
موؤمتر تنمية واإعادة اإعمار قطاع غزة بعد النسحاب)13 – 15 فرباير 2004م(.<br />
موؤمتر الستثمار والتمويل في فلسطني بني اآفاق التنمية والتحديات<br />
املعاصرة)8 - 9 مايو 2005 م(.<br />
موؤمتر بيت حلم لالستثمار)23-21( مايو 2008م.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
2 .<br />
3 .<br />
4 .<br />
5 .<br />
6 .<br />
7 .<br />
3تقدمي . 3 الربامج اخلاصة بالقضايا املجتمعية يف جمال الصحة العامة والصحة النفسية.<br />
تقدمي بعض الربامج القتصادية على فرتات متقطعة، والتي تعتمد على توافر املعد<br />
واملقدم للربنامج بصورة جمانية، وغالباً ما يقوم بها اأحد الأساتذة اجلامعيني.<br />
)33(<br />
و يف السطور الآتية توضيح لنقاط الضعف يف قناة فلسطني وفضائيتها:<br />
1توضع . 1 اأهداف تلفاز فلسطني وقناة فلسطني الفضائية من املديرين واملسوؤولني املبارشين<br />
الذين يُعينون من قبل رئيس السلطة الفلسطينية، ومل يُرش اإىل هذه الأهداف يف اأي قانون<br />
اأو نظام اأو قرارات رئاسية اأو وزارية.<br />
2 غياب اأي دور لوزارة الإعالم يف حتديد اأو بلورة تلك الأهداف.<br />
3 معظم التعيينات يف تلفاز وفضائية فلسطني تتم بصورة غري مدروسة، ودون وجود حاجة<br />
حقيقية لها، فمعظم التعيينات ل تخضع ملبداأ تكافوؤ الفرص، كما تتم دون وجود شاغر<br />
وظيفي، حيث تتم لعتبارات سياسية اأو حزبية، اأو عائلية.<br />
4 موؤهالت بعض العاملني ل متت بصلة اإىل العمل الإعالمي اأو التنموي.<br />
5 عنيِّ بعض الأشخاص يف مراكز عليا دون اأن يتوافر لديهم اخلربة اأو الكفاءة التي توؤهلهم<br />
لإشغال مثل هذه املناصب.<br />
6 الشرتاك يف الدورات التدريبية ل يتم بناء على املعايري السليمة يف انتقاء املشاركني،<br />
على املحسوبية والعالقات الشخصية.<br />
7 سوء السياسات الإدارية وفسادها اأدى بكثري من املوظفني اإىل التسيب يف العمل،<br />
فمنهم من يحرض ملجرد التوقيع، ومنهم من يعمل لوكالت صحافية خاصة وهو<br />
على راأس عمله، اأضف اإىل ذلك التضخم الوظيفي، وما يرتتب عليه من تداعيات سلبية<br />
على املوؤسسة ذاتها.<br />
املحطات التلفازية والإذاعية اخلاصة يف فلسطني:<br />
على الرغم من وجود ما يزيد عن)80( حمطة اإذاعية وتلفازية خاصة يف فلسطني،<br />
فاإن هذه املحطات قد وجه لها العديد من النقد على مدى السنوات السابقة، حيث اإن هذه<br />
املحطات خارج القانون لعدم حصولها على الرتخيص، والقائمون عليها يديرونها على<br />
اأسس عائلية وحزبية، فقد يديرها صاحب الإذاعة، اأو بعض الأفراد املقربني منه وغري<br />
املوؤهلني. وهذه املحطات قد اعتمدت برامج اإذاعية غري خمططة، بل العديد منها عمل ضمن<br />
اأجندة حزبية ساهمت يف حالة الفلتان الأمني خاصة يف قطاع غزة وساهمت يف تاأزم
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
العالقات بني فتح وحماس. )34( . وميكن التاأكد من النتائج السابقة بالطالع على الدورات<br />
الرباجمية لأهم هذه الإذاعات العاملة يف الأراضي الفلسطينية، وعلى راأسها الإذاعات الآتية:<br />
الأقصى، الإميان، القدس، الشعب، املنار. وقد عُ قد العديد من املوؤمترات وورش العمل لتقومي دور<br />
الإذاعات والصحف يف فلسطني حيث اأكدت على عدم مساهمتها يف جمال التنمية الفلسطينية،<br />
واأن جل تركيز عملها كان حول العمل الإعالين والدعائي ومبا يحقق مصاحلها اخلاصة. )35( .<br />
3وزارة 3. التخطيط<br />
1 .<br />
2 .<br />
3 .<br />
الأهداف العامة لوزارة التخطيط.<br />
تعمل الوزارة على حتقيق الأهداف العامة الآتية: )36( .<br />
1 رفع مستوى معيشة املجتمع الفلسطيني وحتسني نوعيتها، واحلفاظ على موارده<br />
ومقدراته وتطويرها، وتعزيز العدالة الجتماعية، واملشاركة يف بلورة السياسات<br />
القتصادية والجتماعية والسكانية الرضورية لذلك، والربط فيما بينها واإدراجها<br />
ضمن خطط وبرامج تنفيذية.<br />
2 بناء موؤسسات فلسطينية حديثة وفعالة تواكب التطور العاملي، مبوارد برشية<br />
مدربة وذات كفاءة، منسجمة مع الحتياجات والتطلعات املحلية ومع خطط السلطة<br />
الوطنية الفلسطينية.<br />
3 تعزيز العدالة الجتماعية من خالل تقليص الفجوة بني التجمعات السكانية املختلفة،<br />
والفجوة يف النوع الجتماعي على املستوى الوطني، ويف شتى املجالت مبا فيها<br />
القتصادية واخلدماتية الجتماعية، وخدمات البنية التحتية من جهة، وتعزيز<br />
املقومات التنموية من جهة اأخرى، اعتماداً على خصوصية كل موقع واحتياجاته،<br />
ووفق روؤية تنموية شاملة.<br />
اأهم مهمَّات واختصاصات وزارة التخطيط:<br />
2 .<br />
تتمثل اأهم مهمَّات واختصاصات وزارة التخطيط بالآتي: )37( .<br />
1تنسيق . 1 القيام بالدراسات الرضورية لإعداد السياسات القتصادية والجتماعية<br />
والسكانية العامة، وخلق الأدوات القانونية املالية والإدارية الرضورية لتنفيذها.<br />
2 اإعداد خطط فلسطينية طويلة املدى لتنمية املجتمع الفلسطيني وتطويره اقتصادياً<br />
واجتماعياً وبرشياً وثقافيا وبيئياً، وبناء موؤسساته يف ضوء حاجات املجتمع<br />
الفلسطيني القائمة واملتوقعة، ومبا يعزز دوره ومشاركته الفعالة يف املجتمع العربي<br />
والإسالمي والدويل والعاملي.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
4 .<br />
5 .<br />
3تنسيق . 3 املشاريع التي تتقدم بها الوزارات واملوؤسسات املختلفة ومراجعتها يف ضوء<br />
السياسة القتصادية والجتماعية والبيئية التي يقرها جملس الوزراء، وصولً اإىل<br />
اإعداد برامج التنمية الفلسطينية، على اأن تتضمن هذه الربامج واملشاريع التي يتقرر<br />
تنفيذها مراحل زمنية معينة مع حتديد الأولويات فيما بينها.<br />
4 اإنشاء نظام ملتابعة خطة التنمية الشاملة ومشاريع التنمية يف فلسطني وتقوميها<br />
بالتعاون مع املوؤسسات احلكومية، وتقومي مستوى تنفيذ جميع املشاريع، مع الأخذ<br />
بالعتبار املستجدات ومقتضيات التطبيق واإعداد التعديالت املناسبة، وتقدمي تقارير<br />
اإىل جملس الوزراء بذلك.<br />
5 تنفيذ برامج ومشاريع تخطيطية متخصصة تعنى بالتنمية الشاملة واملستدامة،<br />
ومبحاربة الفقر والبطالة وتنمية املواقع والفئات املجتمعية املهمشة، بهدف تقليص<br />
الفجوة بني التجمعات املختلفة، ووضع اخلطط والسياسات والربامج العامة واملحلية،<br />
والإرشاف على تنفيذها لتحقيق التنمية املبنية على اأسس املساواة ضمن التنوع<br />
الجتماعي على املستوى الوطني، وتعزيز فرص مشاركة املراأة يف عملية صنع القرار<br />
على املستويات كافة.<br />
خطط و برامج التنمية الفلسطينية.<br />
بعد الطالع على برامج وزارة التخطيط الفلسطينية وخططها، تبني اأن اأهم الإصدارات<br />
اخلاصة بها يف جمال التنمية هي: )38( .<br />
. 1الربنامج الإمنائي لالقتصاد الوطني الفلسطيني)1996- 2000<br />
م(.<br />
1 2الربنامج . 2 الستثماري 1997م.<br />
م(.<br />
3 م(.<br />
4 م.<br />
5 م(.<br />
6 م(.<br />
7 م(.<br />
8 م(.<br />
9 م(.<br />
10 م(.<br />
11 م(.<br />
12 . 3خطة التنمية الفلسطينية)2000-1998<br />
. 4خطة التنمية الفلسطينية)1999- 2003<br />
. 5خطة املساعدات النقدية والغذائية 2001<br />
. 6خطة الطوارئ والستثمار)2004-2003<br />
. 7برنامج التدخل رسيع الأثر.)يونيو – ديسمرب 2003<br />
. 8خطة الستقرار القتصادي والجتماعي)2004- 2005<br />
. 9خطة التنمية متوسطة املدى)2007-2005<br />
10خطة تنمية قطاع غزة)2005<br />
11خطة التنمية متوسطة املدى)2008-2006<br />
12خطة التنمية متوسطة املدى)2100-2008
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
تقومي اأداء وزارة التخطيط يف جمال الإعالم التنموي.<br />
على الرغم من اجلهد الكبري الذي تبذله وزارة التخطيط يف اإعداد خطط التنمية<br />
الفلسطينية وبراجمها، فاإنه من خالل الطالع على موقع وزارة التخطيط، والهيكل التنظيمي<br />
للوزارة واملهمات والأهداف والختصاصات، ميكن استنتاج الآتي)39(:<br />
• ل توجد دائرة خمتصة بالإعالم التنموي يف وزارة التخطيط.<br />
•هناك دائرة خاصة بالعالقات العامة وتتبع مكتب الوزير مبارشة، وهذه الدائرة تقوم<br />
برتويج بعض النشاطات اخلاصة بالوزارة فقط، و ضمن الصحافة املقروءة فقط، اأي<br />
اأنها ل تقوم بالدور املنوط بالإعالم التنموي.<br />
• ل تتوافر خطط وبرامج التنمية على مشاريع اإعالمية ذات صبغة تنموية.<br />
• ل يوجد تنسيق مشرتك بني وزارة التخطيط وتلفاز فلسطني، يف موضوع الإعالم<br />
التنموي، وخاصة يف التعريف بخطط التنمية الفلسطينية وبراجمها، وتعزيز ثقافة<br />
التنمية واملشاركة املجتمعية فيها، ولهذا نستطيع القول اإن فروض الدراسة توضح اأن<br />
موؤسسات التنمية و الإعالم الفلسطينية تفتقر اإىل خطط وبرامج تنموية، و اإىل سياسات<br />
اإعالمية ناجحة، ول يوجد تنسيق بني هذه املوؤسسات، اإضافة اإىل اأن وسائل الإعالم<br />
مقرصة يف تغطية اجلوانب التنموية يف فلسطني.<br />
4 4. وزارة الإعالم.<br />
من خالل الزيارات املتعددة ملقر وزارة الإعالم الفلسطينية بغزة والطالع على صفحة<br />
الوزارة لدى شبكة املعلومات الدولية، واأهم الإصدارات اخلاصة بها، وطبيعة العالقة بني وزارة<br />
الإعالم وتلفاز فلسطني وقناة فلسطني الفضائية، ووزارة التخطيط، ميكن مالحظة الآتي:<br />
1 . 1 ل يوجد لوزارة الإعالم اأي صالحيات على تلفاز وقناة فلسطني الفضائية، وقد جتسد<br />
ذلك عملياً، مع حتويل مرجعيتهما اإىل مكتب الرئيس مبارشة.<br />
2 . 2 ل توجد اأي تنسيق بني وزارة الإعالم وتلفاز وقناة فلسطني الفضائية بصورة عامة،<br />
ويف جمال الإعالم التنموي بصورة خاصة.<br />
3 . 3 ل يوجد دائرة خمتصة يف وزارة الإعالم تعمل يف جمال الإعالم التنموي، اأو تختص<br />
بالتنسيق مع اجلهات املعنية لدى السلطة الفلسطينية.<br />
. 4 4 ل يوجد لدى وزارة الإعالم اأي تنسيق اأو اأعمال مشرتكة يف جمال الإعالم التنموي مع<br />
وزارة التخطيط. واأعمال وزارة الإعالم كافة ترتكز على اجلانب السياسي بنسبة كبرية،<br />
و ميكن مالحظة ذلك بالطالع على الصفحة الرئيسة لوزارة الإعالم، وحمتوياتها.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
االستنتاجات.<br />
1بالنسبة . 1 لفروض الدراسة بصورة عامة تشري اإىل اأن وزارتي التنمية والإعالم<br />
وموؤسساتهما يف فلسطني تفتقر اإىل اإعالم تنموي فعال، اإضافة اإىل افتقارها اإىل خطط<br />
وبرامج تنموية وسياسات اإعالمية ناجحة.<br />
2اأن . 2 دور وسائل الإعالم الفلسطينية يفتقر اإىل التنسيق الكايف لتغطية برامج التنمية<br />
الفلسطينية وخططها، وبهذا تتاأكد فرضية الدراسة اإىل وجود قصور من وسائل الإعالم،<br />
اإضافة اإىل قصور يف وجود تنسيق بني وزارات وهيئات السلطة ووسائل الإعالم.<br />
3ل . 3 يوجد جتسيد عملي ملفهوم الإعالم التنموي لدى وزارت وموؤسسات السلطة<br />
الفلسطينية، وهذا ما يتجسد فعليا لدى وزارة التخطيط ووزارة الإعالم، حيث ل يتوافر<br />
لديهما الدائرة اأو الكادر املختص.<br />
4على . 4 الرغم من جهود وزارة التخطيط يف اإعداد خطط التنمية الفلسطينية وبراجمها،<br />
فاإنها ل متتلك السياسات الإعالمية اأو التنسيق الفعال يف جمال الإعالم التنموي مع<br />
موؤسسات السلطة ذات العالقة.<br />
5التلفاز . 5 الفلسطيني وقناة فلسطني الفضائية تركز جل اهتمامها الإعالمي على<br />
املوضوعات ذات الطابع السياسي، وتفتقر اإىل الربامج التنموية.<br />
6يقوم . 6 تلفاز فلسطني وقناة فلسطني الفضائية باإعداد وتقدمي بعض الربامج التي ميكن<br />
تصنيفها بصورة عامة ضمن جمال الإعالم التنموي، اإل اأنها تفتقر لالستمرارية<br />
والأهداف التي ميكن من خاللها املساهمة يف دعم عملية التنمية املتواصلة يف<br />
الأراضي الفلسطينية.<br />
7اأغلب . 7 موؤسسات التعليم العايل يف الأراضي الفلسطينية تفتقر اإىل وجود التخصص<br />
الدقيق يف جمال الإعالم التنموي.<br />
. 8 8 املوؤسسات الإذاعية والتلفازية اخلاصة ل تساهم يف عملية التنمية لنشغالها بالعمل<br />
السياسي الدعائي واحلزبي، بل لالأسف تساهم يف تاأجيج الرصاع احلزبي الذي ينعكس<br />
سلباً على عملية التنمية.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
التوصيات:<br />
• استحداث دوائر متخصصة يف جمال الإعالم التنموي لدى وزارات السلطة الفلسطينية<br />
وموؤسساتها العاملة يف جمال التنمية والإعالم، وحتديداً لدى وزارة الإعالم و وزارة<br />
التخطيط، وتلفاز وقناة فلسطني الفضائية.<br />
• تخصيص نسبة حمددة للربامج التنموية لدى تلفاز وقناة فلسطني الفضائية من<br />
ضمن الربامج العامة لهما.<br />
• رضورة تركيز موؤسسات التعليم العايل الفلسطينية على رفد املجتمع الفلسطيني<br />
بالكادر الفعال يف موضوع الإعالم التنموي.<br />
• نرش ثقافة التنمية لدى املجتمع الفلسطيني باعتبار ذلك جزءاً من عملية التنمية<br />
الشاملة، وملا لها من اأهمية يف تعزيز القيم احلميدة يف املجتمع الفلسطيني.<br />
• رضورة العمل على اإيجاد سياسة اإعالمية، تتضمن تنفيذ حمالت اإعالمية جماهريية<br />
متعددة النوعيات، وطويلة النفس، وعميقة املدى مثل:<br />
•حمالت توعية مبفاهيم وقيم متطلبات التنمية يف فلسطني.<br />
•حمالت توعية صحية يف جمال التعاون بني الأطر التنموية املختلفة يف شتى<br />
املجالت، مبا يحقق اخلري للمواطنني الفلسطينيني، والسعي اإىل حتقيق الأمل يف<br />
التغيري وخدمة املجتمع.<br />
•حمالت الرتبية الغذائية والصحية وحمو الأمية لإيجاد جمتمع متعلم مثقف، يستطيع<br />
الدفاع عن قضيته اأمام الحتالل الإرسائيلي.<br />
•حمالت توعية املراأة الفلسطينية وتثقيفها مبساهمة وسائل الإعالم، باعتبار اأن<br />
تنميتها مدخل للتنمية الشاملة يف املجتمع الفلسطيني.<br />
•اإدخال ثقافة تعليم التعامل مع الشبكة الإلكرتونية واإدخالها يف كل منزل، وتوجيه<br />
جهود وسائل الإعالم لتعميم هذه الثقافة بني جميع املواطنني الفلسطينيني.<br />
•اإفساح وسائل الإعالم مساحات كافية ومناسبة لعرض اإجنازات احلركات الفكرية<br />
والتنموية واإبداعاتها يف املجالت الصناعية والزراعية و الثقافية كافة.... الخ،<br />
لتوجيه رسائل اإعالمية اإىل كل رشائح الشعب الفلسطيني مبا يلبي التخصصات<br />
التنموية املختلفة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
اهلوامش:<br />
( )1 ( حممد عبد اهلل، 200 م، »دور الإعالم يف التنمية الزراعية«، جملة الدراسات الإعالمية،<br />
العدد 101، اأكتوبر – ديسمرب 2000م.<br />
( »الإعالم والتنمية الشاملة«، دار الفجر للنرش والتوزيع،<br />
)2 ( حممد منري حجاب، 2001<br />
القاهرة 1998، ص 323.<br />
. (<br />
. (<br />
( جامعة القدس املفتوحة، »مناهج البحث العلمي«، ص11<br />
)3 ( حممد منري حجاب, 2001، مصدر سابق, ص 320<br />
)4 ( تشوري، عبد الرحمن، 2005م، “ الإعالم التنموي الفعال”، احلوار املتمدن، العدد<br />
( )5 1328– 2005/09/25م.<br />
( 6(<br />
( 7(<br />
( املصدر السابق.<br />
( للمزيد من التفصيل ميكن العودة اإىل عواطف عبد الرحمن، قضايا التنمية الإعالمية<br />
والثقافية يف العامل الثالث، عامل املعرفة، القاهرة 1984، وجيهان رشتي، نظم<br />
التصال، الإعالم يف الدول النامية، دار الفكر العربي القاهرة 1984.<br />
( ، »تدعيم عادة القراءة لدى الطفل من خالل الراديو والتلفزيون«،<br />
الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ص 19.<br />
( م، »وسائل التصال اخلاص بدور الراديو التفاعلي<br />
يف الدول النامية«.<br />
)1)1 )منصور اأحمد، 2001م، “التنمية وحقوق الإنسان”، مطبعة الإسكندرية، مرص، ص156.<br />
1)1 ( حممد منري حجاب، 2003م، »سلسلة الدراسات والبحوث الإعالمية «)9<br />
جنوب الوادي، مرص، ص 156.<br />
)1)1 ( معهد اأبحاث السياسات القتصادية الفلسطيني)ماس( 207 م، »املراقب القتصادي<br />
والجتماعي«، العدد رقم)9(، متوز2007م<br />
)1)1 ( اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، “ احلسابات القومية الفلسطينية’’ رام اهلل،<br />
اأيلول 2007م، ص 17.<br />
( اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، مسح القوى العاملة يف الأراضي الفلسطينية،<br />
رام اهلل، ابريل 2008م، ص15.<br />
8( ( منى احلديدي، 1989<br />
)9 ( وكالة التنمية الأمريكية، 1999<br />
( ،) جامعة<br />
(1(1<br />
1(1( ( املصدر السابق، ص . 20<br />
)1)1 ( وزارة التخطيط والتعاون الدويل، 997 م، »الربنامج الستثماري الفلسطيني للعام<br />
1997م«، ص7.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
)1)1 )برنامج الأمم املتحدة الإمنائي، وزارة التخطيط والتعاون الدويل، 2004 م، »تقرير<br />
التنمية العربي الإنساين »، غزة، 2004م، ص 5.<br />
( م، »تقييم اأويل لتجربة التخطيط التنموي يف<br />
فلسطني:)1994 – 1999م(،« اجلمعية العربية للبحوث القتصادية، العدد السادس<br />
والعرشون، القاهرة، مرص.<br />
)1)1 ( وزارة التخطيط والتعاون الدويل، 1998 م. »خطة التنمية الفلسطينية متوسطة<br />
1)1 ( د. حممد السمهوري، 2003<br />
املدى)1998 – ،»)2000 ص .18<br />
2)2 ( د.عماد لبد، 2004م، “<br />
( تقييم جتربة السلطة الوطنية الفلسطينية يف استغالل<br />
املساعدات الدولية 1994– 2003، ‘‘اجلامعة الإسالمية بغزة، املجلد الثاين عرش-<br />
العدد الثاين ربيع اآخر 1425 هجري، حزيران 2004 م’’.<br />
2)2 ( وزارة التخطيط والتعاون الدويل، 2001، “خطة الإغاثة والإنقاذ للعام 2001م”<br />
، (<br />
ص 17.<br />
( م<br />
2)2) وزارة التخطيط والتعاون الدويل، 2003م، »خطة الطوارئ والستثمار العام)2003<br />
-2004م(«، ص11.<br />
2)2 ( وزارة التخطيط، برنامج التدخل رسيع الأثر)QIIP( 2003م، ص 14<br />
2)2 )وزارة التخطيط، 2005م، خطة التنمية الفلسطينية متوسطة املدى لالأعوام)2005م<br />
2007م(، ص 18.<br />
)2)2 ( وزارة التخطيط، 2007م، خطة التنمية الفلسطينية متوسطة املدى لالأعوام)2008<br />
. (<br />
– (<br />
– 2010م( ص 19.<br />
(2(2<br />
( للمزيد من التفصيل ميكن قراءة كتاب الإعالم الفلسطيني للدكتور اأحمد اأبو السعيد،<br />
مكتبة الأمل، غزة 2004م.<br />
2)2 ( وليد البطراوي، 2001م، “واقع املراأة يف العمل التلفزيوين والإذاعي يف فلسطني”<br />
موقع اأمان.<br />
2)2 ( الوقائع الفلسطينية، العدد 56، القانون الأساسي الفلسطيني املعدل، املادة 28<br />
2003 م، ص 201.<br />
)2)2 ( وزارة الإعالم الفلسطينيةhttp://www.minfo.gov.ps<br />
، (<br />
، (<br />
3)3) ( اجلهاز املركزي لالإحصاء الفلسطيني، املسح الأرسي لتكنولوجيا املعلومات<br />
والتصالت، اأب/اأغسطس 2006م، ص 28.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
)3)3 )الهيئة املستقلة حلقوق املواطن، “تلفزيون فلسطني وقناة فلسطني الفضائية –<br />
الإدارة، التمويل، والسياسات الرباجمية’’، سلسلة التقارير اخلاصة)22(، اأيار<br />
2003م، ص 2.<br />
)3)3 ( رضوان اأبوعياش، 1993، موؤمتر صحفي بعنوان « اأهداف التلفزيون الفلسطيني«،<br />
اأرشيف مكتبة التلفزيون الفلسطيني، ص3.<br />
( م، »ورشة عمل بعنوان: حتديد الأهداف والأولويات لقناة<br />
فلسطني الفضائية« اأرشيف مكتبة التلفزيون الفلسطيني، ص 6- 7.<br />
( املوؤمتر الإعالمي الفلسطيني الثاين: الإعالم الفلسطيني سلطة رابعة اأم اأداة يف<br />
تاأجيج الرصاع الداخلي، اأريحا – غزة، 3-1 2008م. / 4 /<br />
)3)3 )ملزيد من التفصيل راجع املوؤمتر العلمي بعنوان ‘‘ اأثر احلصار والحتالل على العالقات<br />
الداخلية الفلسطينية’’، جمعية اأساتذة اجلامعات الفلسطينية، غزة، /200/02م. 29<br />
)3)3 )وزارة التخطيط، املادة)3( من قرار جملس الوزراء رقم)07/06 / م. و / اأ. ق( لسنة<br />
2004 م يف جلسته املنعقدة مبدينة رام اهلل بتاريخ)2004/05/03م( واخلاص<br />
تشكيل نظام وزارة التخطيط.<br />
( املصدر السابق.<br />
3)3 )www.mop.gov.psوزارة التخطيط الفلسطينية، 2006<br />
3(3 ( مكي هشام، 1988<br />
(3(3<br />
(3(3<br />
( م.<br />
(3(3<br />
( هذه الستنتاجات جاءت استناداً على اخلربة العملية التي مت اكتسابها من خالل<br />
عملنا يف وزارة التخطيط، والدراسات والأبحاث السابقة التي مت اإعدادها يف جمال<br />
التنمية الفلسطينية.
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد<br />
املراجع واملصادر العربية.<br />
1د. . 1 حممد السمهوري، 2003م، »تقييم اأويل لتجربة التخطيط التنموي يف<br />
فلسطني:)1994 – 1999م(«، اجلمعية العربية للبحوث القتصادية، العدد السادس<br />
والعرشون، القاهرة، مرص.<br />
2د. . 2 عماد لبد، 2004م، »جتربة السلطة الفلسطينية يف استغالل املساعدات<br />
الدولية)1994 –2003(«، املجلة العلمية املحكمة، عمادة البحث العلمي يف اجلامعة<br />
الإسالمية بغزة، املجلد الثاين عرش، العدد الثاين، 2004م.<br />
3جامعة . 3 بري زيت، 2004م، “تقرير التنمية الفلسطيني، برنامج دراسات التنمية،<br />
2004م’’.<br />
4 . 4 طبارة رياض، 1989م، “ السكان والتنمية يف العامل العربي”، بحث مقدم ملوؤمتر<br />
حماية املستقبل بالتعاون مع صندوق الأمم املتحدة الإمنائي وموؤسسة نور احلسني،<br />
عمان -4 2 اأكتوبر، 1989، جملة الدراسات الإعالمية، العدد 57، اأكتوبر – سبتمرب<br />
1989م.<br />
5البنك . 5 الدويل، 2003م، “ تقرير صادر عن البنك الدويل’’, والذي مت نرشه بالتعاون<br />
مع مركز الأهرام للرتجمة والنرش, حملية الدراسات الإعالمية, العدد)110(, يناير –<br />
مارس 2003.<br />
6فرج . 6 الشناوي، 1990، “ الإعالم التعاوين والتنمية ’’، جملة الدراسات الإعالمية،<br />
العدد 58، القاهرة.<br />
. 7صابر سليمان، 1993م، “ دور التمثيلية الإذاعية يف معاجلة مشكالت املجتمع<br />
دراسة حتليلية للمضمون الإذاعي يف اإذاعتي القاهرة والرياض)رسالة دكتوراه غري<br />
منشورة( جامعة القاهرة، كلية الإعالم 1993.<br />
8ابتسام . 8 اجلندي، 1996م، “دور الربامج التليفزيونية يف اإمداد املراأة الريفية<br />
املعلومات الصحية ’’، جملة الآداب والعلوم الإنسانية، املجد 21، ج1، يوليو<br />
– 7<br />
،1996 ص .204-181<br />
، 9 جملة<br />
الفكر العربي، العدد 89، القاهرة 1997، ص – 177 190.<br />
، 10 دراسة<br />
. 9مي عبد اهلل سنو، 1997م، “ التليفزيون ودوره التنموي يف املدنية والريف”<br />
1 0 حممد املرسي 1998م، “ دور الإذاعات الإقليمية يف معاجلة قضايا البيئة’’<br />
حتليلية على اإذاعة القاهرة الكربى، املجلة املرصية لبحوث الإعالم، العدد الثالث،<br />
سبتمرب 1998، ص 27.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
1فريال 111 مهنا، 1998م، “ الإذاعة والتنمية الجتماعية يف سوريا ’’، املجلة املرصية<br />
لبحوث الإعالم، ديسمرب 1998، ص 180-135.<br />
1حسن 212 علي، 200م، “ الجتاهات احلديثة يف دراسات استخدام الراديو والتليفزيون<br />
يف تنمية املجتمعات املحلية يف الدول النامية ’’، املجلة املرصية لبحوث الإعالم،<br />
كلية الإعالم، جامعة القاهرة، العدد الثامن، اأغسطس / اأكتوبر 2000.<br />
1 3 بشار مظهر، 2003م، ‘‘دور التليفزيون يف اإمداد اجلمهور املعلومات الصحية ’’<br />
رسالة ماجستري غري منشورة)جامعة القاهرة: كلية الإعالم، 2003م(.<br />
، 13<br />
املراجع واملصادر األجنبية<br />
14.<br />
Tobing-sumita, Development Journalism in Indonesia: Content<br />
Analysis of Government Televissionnens, oHio university, 1991.<br />
15. Moemeka Andrew Azultage, Rural Radio Broadcasting and community<br />
Health practices in Nigeria: A case study of Radio O. Y. O on the<br />
Move(The Mobile Rural radio service of the Broad casting corporation<br />
of o-y-o state Nigeria(1947) state University of New-yourk at Albany.<br />
16. Omotoyo, A., Chikwendu, D., and Auto S. J.The use of Radio asource<br />
of Information among Rural women in selected villages in Niggeria.<br />
Journal of Development Communication 8(1): June 1997.pp.27-38.<br />
17. Rodriguez. L., the shoping of Congnitions: How Rural audience<br />
Understood agrarian Reform. Communications: the European Journal<br />
of Com. Research 23 sept. 1998. pp. 299-320.<br />
18. Henrikas Yushkiavitshus, social Imperatives, In http: UNESCO. www.<br />
ITU.TNT/PL web-cai/fast.v.p
دور اإلعالم في دعم عملية التنمية<br />
في األراضي الفلسطينية<br />
د. أحمد أبو السعيد<br />
د. عماد سعيد لبد
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
أحكام القنوت يف الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إمساعيل شندي*
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
ملخص:<br />
يتناول هذا البحث اأحكام القنوت يف الفقه الإسالمي، وقد بني فيه الباحث اآراء الفقهاء<br />
يف حكم القنوت، والصلوات التي يُقنت فيها، وحمل القنوت، وحكم رفع اليدين فيه، ومقدار<br />
القنوت، واألفاظه، واجلهر واملخافتة فيه وما يقوله املاأموم، والصالة على النبي)صلى اهلل<br />
عليه وسلم( فيه، ومسح الوجه باليدين بعده، وحكم من نسي القنوت.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Abstract<br />
This study is concerned with [religious] judgments of the Qunut<br />
Supplication in Islamic Fiqh(jurisprudence). The researcher reviews<br />
Muslim jurists’ opinions and arguments about this type of supplication, the<br />
prayers in which it should be recited, its position [in the prayer], the judgment<br />
of hand-raising during its recitation, its words, whether it should be recited<br />
aloud or silently, reciting prayers on the Prophet Muhammad(PBUH),<br />
face-wiping with hands after recitation and the judgment of who forgets it.
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
املقدمة<br />
احلمد هلل رب العاملني، والصالة والسالم على سيد الأنبياء واملرسلني حممد بن عبد<br />
اهلل وعلى اآله واأصحابه ومن واله، وبعد:<br />
فاإن الإنسان املسلم يحرص على رضا املوىل –جل وعال- يف كل الأعمال التي يقوم<br />
بها، سواء ما كان يتعلق منها بالعبادات، اأو املعامالت، اأو الأحوال الشخصية، …اإلخ،<br />
وبالتايل يحرص املسلم على معرفة حكم الإسالم يف كل هذه الأمور.<br />
ويف هذا البحث يعرض الباحث اآراء فقهائنا الأفاضل يف موضوع يهم الإنسان املسلم<br />
يف جانب العبادات، ويحرص على معرفة حكم الرشع فيه، وهو »اأحكام القنوت يف الفقه<br />
الإسالمي«، وقد جاء بيان هذا املوضوع يف اأحد عرش مبحثاً على النحو التايل:<br />
املبحث الأول: تعريف القنوت.<br />
املبحث الثاين: حكم القنوت.<br />
املبحث الثالث: الصلوات التي يقنت فيها.<br />
املبحث الرابع: حمل القنوت.املبحث اخلامس: رفع اليدين اأثناء القنوت.<br />
املبحث السادس: مقدار القنوت.<br />
املبحث السابع: األفاظ القنوت.<br />
املبحث الثامن: اجلهر واملخافتة يف القنوت وما يقوله املاأموم.<br />
املبحث التاسع: الصالة على النبي، صلى اهلل عليه وسلم، بعد القنوت.<br />
املبحث العارش: مسح الوجه باليدين بعد القنوت.<br />
املبحث احلادي عرش: حكم من نسي القنوت.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املبحث األول<br />
تعريف القنوت:<br />
القُنُوتُ يف اللغة )1( مشتق من الفعل الثالثي قَنَتَ ، ويجمع على قُ نَّت، ويطلق القُنُوتُ يف<br />
اللغة على معانٍ عدة منها:<br />
الإمساك عن الكالم، ومنه قوله –تعاىل-: » « )2( قال زيد بن اأرقم:<br />
كنا نتكلم يف الصالة حتى نزلت »«، فاأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكالم،<br />
فاأمسكنا عن الكالم )3( .<br />
الدعاء يف الصالة.<br />
اخلشوع والإقرار بالعبودية، والقيام بالطاعة التي ليس معها معصية.<br />
القيام، وبهذا جاءت الأحاديث يف قنوت الصالة، لأنه كان يدعو قائماً.<br />
طول القيام، ومنه حديث جابر بن عبد اهلل –رضي اهلل عنه- قال »:<br />
« )4( يريد طول القيام، قال النووي:<br />
»املراد بالقنوت هنا: القيام باتفاق العلماء فيما علمت« )5( ، ومنه كذلك قوله –صلى اهلل<br />
عليه وسلم-: »« )6( .<br />
الطاعة، يقال: قنت اهلل يَقْنُتُهُ: اأطاعه، ومنه قوله –تعاىل-: »« )7( ،<br />
وقوله –تعاىل-: »« )9()8( .<br />
-/<br />
<br />
/<br />
/<br />
.<br />
/<br />
//<br />
/<br />
.<br />
.-/<br />
/<br />
./<br />
)7(<br />
<br />
<br />
<br />
/
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
الذكر، والقانت: الذاكر، ومنه قوله –تعاىل-: » <br />
. )1( »<br />
العبادة، والقانت: العابد، ومنه قوله –تعاىل-: »و « )2( ، اأي من<br />
العابدين.<br />
قال ابن منظور: »و<br />
<br />
<br />
. )3( .»<br />
وذَكَ رَ ابنُ العربي اأن القنوت ورد لعرشة معانٍ ، وقد نظمها زين الدين العراقي<br />
يف ثالثة اأبيات )4( :<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
اأما القنوت يف اصطالح علماء الرشع فهو الدعاء يف الصالة، قال ابن حجر: »<br />
<br />
. )6( »« <br />
املبحث الثاني<br />
حكم القنوت<br />
مذهب الإمام اأبي حنيفة اأن القنوت واجب )7( ، قال الكاساين: »« )8( .<br />
<br />
<br />
./<br />
./<br />
<br />
./)<br />
.//<br />
.273/
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
واختلف مشايخ احلنفية يف حقيقة القنوت الذي هو واجب عند الإمام اأبي حنيفة، قال ابن<br />
عابدين: »<br />
. )2( » )1( <br />
واستدل احلنفية لقول اأبي حنيفة بالوجوب )3( بقوله -صلى اهلل عليه وسلم- للحسن بن<br />
علي –حني علمه القنوت: »اجعل هذا يف وترك« )4( ولكنه مل يثبت، وكذا باملواظبة املفادة من<br />
الأحاديث الواردة )5( . وتُعُقِّبَ باأن هذا متوقف على كونها –اأي املواظبة- غري مقرونة بالرتك<br />
مرة، لكن مطلق املواظبة اأعم من املقرونة به اأحياناً وغري املقرونة، ول دللة لالأعم على<br />
الأخص )6( .<br />
)11(<br />
ومذهب اأبي يوسف وحممد )7( اأنه سنة )8( ، وهو قول املالكية )9( ، والشافعية )10( ، واحلنابلة<br />
والظاهرية )12( ، علماً باأن هوؤلء الفقهاء –سوى ابن حزم- مل يفردوا-يف كتبهم- هذه املساألة<br />
بالبحث، وبالتايل مل يعرضوا لالأدلة على هذا احلكم، واإمنا اكتفوا بالقول مثالً: القنوت يف<br />
الوتر سنة، اأو القنوت يف صالة الصبح سنة، والصحيح الراجح اأن القنوت سنة، لأن النصوص<br />
التي جاءت يف القنوت، ليس فيها ما يدل على الوجوب هذا مع مراعاة اختالف هوؤلء الفقهاء<br />
يف الصلوات التي يقنت فيها ويُعدُّ القنوت فيها سنة، وهو ما نعرض له يف املبحث التايل،<br />
واأما ما اسْ تُدلَّ به لأبي حنيفة على الوجوب فلم يثبت، واهلل اأعلم بالصواب.<br />
.<br />
./<br />
<br />
/ ¡/<br />
/<br />
.-//<br />
<br />
.//<br />
<br />
<br />
<br />
/<br />
<br />
<br />
-//<br />
<br />
.-/<br />
./<br />
./<br />
./<br />
/
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
املبحث الثالث<br />
الصلوات التي يقنت فيها<br />
اأولً: الوتر:<br />
ذهب اأبو يوسف وحممد من احلنفية )1( واحلنابلة )2( اإىل اأن القنوت يف الوتر سنة،<br />
ويكون يف جميع السنة )3( ، وهو قول الشافعية يف رواية )4( ، وبه قال سحنون من املالكية )5( ،<br />
وابن مسعود، واإبراهيم النخعي، واإسحاق، واحلسن البرصي، والثوري، وابن املبارك )6( . قال<br />
الرسخسي: »« )7( وقال ابن قدامة: »<br />
« )8( . واستدلوا مبا ياأتي:<br />
1 .<br />
1 عن اأُبَيّ بن كعب –رضي اهلل عنه- اأن رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم– كان يوتر<br />
فيقنت قبل الركوع )9( .<br />
. 2عن ابن مسعود –رضي اهلل عنه- اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- «<br />
. )10( »<br />
3عن 3. ابن عباس –رضي اهلل عنهما- اأنه قال: »<br />
2<br />
//<br />
<br />
.///<br />
./<br />
/<br />
<br />
./<br />
.//<br />
./<br />
./<br />
/<br />
<br />
/<br />
/<br />
. - / <br />
<br />
/-/<br />
/<br />
.<br />
/ <br />
//<br />
//
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
« )1( . ومثله عن ابن عمر -رضي اهلل عنهما- )2( .<br />
4عن . 4 علي بن اأبي طالب –رضي اهلل عنه- اأن رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- كان<br />
يقول يف اآخر وتره: »<br />
. )3( »<br />
5قول . 5 الرسول –صلى اهلل عليه وسلم- للحسن بن علي –رضي اهلل عنه حني علمه<br />
القنوت-: »« )4( .<br />
ووجه الدللة من النصوص السابقة اأنها اأثبتت القنوت يف الوتر يف جميع السنة، ومل<br />
تفصل بني وتر واآخر.<br />
)5(<br />
. 6ولأنه وتر، فيرشع فيه القنوت كالنصف الآخر من رمضان<br />
)6(<br />
. 7ولأنه ذكر يرشع يف الوتر، فيرشع يف جميع السنة كسائر الأذكار<br />
ومذهب الشافعية )7( اأن القنوت يف الوتر يكون يف النصف الأخري من رمضان، وهو<br />
قول الإمام مالك يف رواية ابن حبيب )8( ، وبه قال الإمام اأحمد يف رواية عنه )9( ، وهو مروي<br />
عن علي بن اأبي طالب، واأبي ابن كعب، وابن عمر )10( –رضي اهلل عنهم- وبه قال قتادة،<br />
وابن سريين، وسعيد بن اأبي احلسن، والزهري، وابن املنذر، ويحيى بن ثابت، والزبريي،<br />
واختاره اأبو بكر الأثرم )11( . قال الرشبيني: »<br />
. 6<br />
. 7<br />
« )12( . واستدلوا مبا يلي:<br />
1<br />
. 1عن عمر بن اخلطاب –رضي اهلل عنه-: «<br />
/ <br />
.- ¡-/<br />
/<br />
/<br />
/<br />
-//<br />
/<br />
//<br />
./<br />
<br />
./<br />
<br />
.//<br />
./)<br />
.//<br />
./<br />
.///<br />
./
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
<br />
. )1( »ُّ<br />
2 .<br />
2 ووجه الدللة من هذا احلديث اأن فعل اأُبَيّ هذا كان مبحرض من الصحابة، ومل ينكر عليه<br />
اأحد منهم فهو كالإجماع )2( .<br />
عن اأنس–رضي اهلل عنه-اأن النبي–صلى اهلل عليه وسلم- كان يقنت يف النصف<br />
الثاين من رمضان )3( .<br />
، 3<br />
)4(<br />
. 3 وعن عبد الرحمن بن الأعرج قال: »«<br />
ول خالف اأن املراد به القنوت )5( .<br />
ووجه الدللة من هذا الأثر -على اأن القنوت يف الوتر يختص بالنصف الثاين من<br />
رمضان- ما ذكر اأن اأُبيّاً صلى بالناس النصف الأول فلم يقنت، ثم مرض، وصلى<br />
مكانه معاذ فقنت، فحصل التفاق منهما ومن سائر الصحابة الذين مل ينكروا على<br />
واحد منهما على اأن القنوت مرشوع يف النصف الآخر دون الأول )6( .<br />
وقد اأَوَّلَ احلنفية )7( حديثي اأُبَيّ واأنس اللذين استدل بهما الشافعية على اأنهما حممولن<br />
على طول القيام، لأن من معاين القنوت طول القيام. قال صاحب فتح القدير يف تعليقه على<br />
حديث اأنس: »<br />
. )8( »<br />
وذهب الشافعية )9( يف رواية اأخرى اإىل القول باأن القنوت يستحب يف الوتر يف جميع<br />
/ <br />
<br />
<br />
./<br />
<br />
- ¡/<br />
<br />
.-/<br />
./<br />
//<br />
<br />
/<br />
<br />
./)<br />
<br />
.<br />
.//)<br />
./)<br />
./
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
رمضان، ونسبه النووي اإىل الإمام مالك اأيضاً)1( .<br />
وروى ابن القاسم وعليّ عن الإمام مالك )2( قوله بنفي القنوت يف الوتر جملة، ووجه<br />
هذه الرواية اأن الوتر صالة، فلم يكن القنوت مرشوعاً فيها كاملغرب )3( ، واملشهور من<br />
مذهب املالكية كراهة القنوت يف الوتر )4( . وعن طاوس اأن القنوت يف الوتر بدعة، وهو<br />
رواية عن ابن عمر )5( .<br />
والراجح-من وجهة نظري واهلل اأعلم-ما ذهب اإليه جمهور الفقهاء باأن القنوت مندوب<br />
يف الوتر يف جميع السنة، للنصوص الصحيحة الرصيحة الواردة عن الرسول –صلى اهلل<br />
عليه وسلم- يف ذلك، اأما القول بتخصيصه يف النصف الثاين من رمضان فضعيف، لضعف<br />
حديثي اأُبيّ واأنس، ول حاجة اإىل تاأويلهما –كما ذهب احلنفية- طاملا ثبت ضعفهما، واأما<br />
ما جاء عن عبد الرحمن بن الأعرج، فهو يستند اإىل حديث اأُبَيّ وهو ضعيف كما سبق، وليس<br />
يف النصوص ما يدل على تخصيص القنوت يف وتر رمضان كما ذهب الشافعية يف رواية،<br />
واأما القول بكراهة القنوت يف الوتر، وكذا اعتباره بدعة، فقولن ل يسعفهما الدليل، بل<br />
النصوص الصحيحة على خالف ذلك.<br />
ثانياً: الفجر )6( :<br />
)8(<br />
اختلف الفقهاء يف مساألة القنوت يف الفجر، ومذهب املالكية )7( يف املشهور عندهم<br />
والشافعية )9( اأن القنوت يف الفجر مستحب، وهو قول ابن اأبي ليلى، واحلسن بن صالح، وهو<br />
مروي عن اأبي موسى الأشعري، وابن عباس، واأبي بكرة )10( ، وحكاه احلازمي عن اأكرث الناس<br />
<br />
./)<br />
)<br />
./<br />
./<br />
<br />
<br />
/<br />
<br />
/<br />
<br />
. -//<br />
.///<br />
<br />
./<br />
./ ¡/<br />
.//
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
من الصحابة والتابعني )1( ، جاء يف منح اجلليل قوله: »<br />
)2( » )3( ، وقال الرشبيني: «<br />
)4( ، واستدلوا مبا ياأتي:<br />
1<br />
. )5( »<br />
. 1عن اأنس بن مالك –رضي اهلل عنه- اأنه قال: «<br />
2عن . 2 اأبي هريرة –رضي اهلل عنه- قال: اأنا اأقربكم صالة برسول اهلل –صلى اهلل عليه<br />
وسلم- فكان اأبو هريرة يقنت يف الركعة الأخرية من صالة الصبح، بعد ما يقول سمع<br />
اهلل ملن حمده، فيدعو للموؤمنني ويلعن الكفار )6( .<br />
3عن . 3 الرباء بن عازب–رضي اهلل عنه- اأن رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- كان<br />
يقنت يف الصبح واملغرب )7( ، ووجه الدللة منه ذِ كر القنوت يف صالة الصبح، قال<br />
النووي: »<br />
. )8( »<br />
4 .<br />
4 عن العوام بن حمزة قال: »ساألت اأبا عثمان عن القنوت يف الصبح قال: بعد الركوع،<br />
قلت: عمن؟ قال: عن اأبي بكر وعمر وعثمان رضي اهلل تعاىل عنهم« )9( .<br />
.//<br />
./<br />
./)<br />
./<br />
¡ ¡/ <br />
¡/<br />
<br />
/ ¡<br />
/<br />
<br />
<br />
<br />
.//<br />
/<br />
<br />
<br />
/ <br />
/ <br />
.<br />
./<br />
/
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
. 5<br />
)1(<br />
. 5عن عبد اهلل بن معقل قال: »قنت علي –رضي اهلل عنه- يف الفجر<br />
)2(<br />
6عن . 6 عمر –رضي اهلل عنه- اأنه كان يقنت يف الصبح وكان ذلك مبحرض من الصحابة<br />
وغريهم )3( .ووجه الدللة من النصوص والآثار السابقة اأنها تثبت القنوت يف صالة<br />
الفجر وتدل على سنيته )4( .<br />
ومذهب احلنفية )5( واحلنابلة )6( اأنه ل قنوت يف الفجر، وهو مروي عن ابن عباس،<br />
وابن عمر، وابن مسعود، واأبي الدرداء وبه قال الثوري، والليث، والشعبي، ويحيى بن يحيى<br />
الأندلسي –صاحب الإمام مالك- )7( قال اأبو سليمان اجلوزجاين: » <br />
» )8( ، وقال ابن قدامة: «<br />
« )9( . واستدلوا مبا ياأتي:<br />
1<br />
. )10( »<br />
. 1عن اأنس–رضي اهلل عنه-: «<br />
2عن . 2 اأبي هريرة –رضي اهلل عنه- »اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- قنت بعد الركوع<br />
. )11( »<br />
3<br />
فقال: «<br />
. 3عن سعد بن طارق الأشجعي قال: «<br />
/<br />
<br />
./<br />
-/<br />
./ ¡ ¡ ¡<br />
./<br />
./<br />
.///<br />
.//<br />
.///<br />
./<br />
./<br />
¡//<br />
<br />
./<br />
/<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
/<br />
.
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
. )1( <br />
4<br />
. )2( <br />
. 4عن ابن مسعود–رضي اهلل عنه- قوله: »م<br />
5عن . 5 اأبي خملد قال: صليت مع ابن عمر–رضي اهلل تعاىل عنهما-الصبح فلم يقنت فقلت<br />
له: األ اأراك تقنت؟ فقال: ما اأحفظه عن اأحد من اأصحابنا )3( .<br />
)4(<br />
6قول . 6 ابن عباس –رضي اهلل عنهما-: »« ، ومثله عن ابن عمر<br />
رضي اهلل عنه )5( .<br />
7عن . 7 اأم سلمة–رضي اهلل عنها-اأن النبي–صلى اهلل عليه وسلم-نهى عن القنوت يف<br />
الصبح )6( .<br />
8عن . 8 جماعة من الصحابة –رضي اهلل عنهم- اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- قنت يف<br />
صالة الفجر شهراً كان يدعو يف قنوته على رِعْ ل )7( وذكوان )8( ويقول: اللهم اشدد طاأتك<br />
/<br />
/<br />
/<br />
¡//<br />
/ <br />
/<br />
<br />
.<br />
/<br />
/<br />
<br />
<br />
./<br />
/<br />
/<br />
<br />
<br />
/<br />
/<br />
/<br />
.//<br />
/<br />
<br />
¡/<br />
.<br />
.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
على مُ رص )1( واجعلها عليهم سنني كسني )2( يوسف )3( .<br />
9 وعن اأبي عثمان النهدي قال: صليت خلف اأبي بكر وخلف عمر كذلك، فلم اأر اأحداً<br />
منهما يقنت يف صالة الفجر )4( .<br />
)5(<br />
10ولأنها صالة مفروضة، فلم يسن القنوت فيها كبقية الصلوات<br />
وقد فهم احلنفية من ترك النبي –صلى اهلل عليه وسلم- القنوت يف الفجر على اأن<br />
القنوت فيه منسوخ، دل عليه اأن الرسول –صلى اهلل عليه وسلم- كان يقنت يف املغرب كما<br />
يف صالة الفجر وذلك منسوخ بالإجماع )6( .<br />
وروي عن قتادة اأنه يُقنتُ يف السنة كلها اإل يف النصف الأول من رمضان )7( ، وذلك<br />
استدللً بخرب اأُبيّ السابق.<br />
وقد اأجاب الشافعية )8( عن اأدلة القائلني بعدم سنية القنوت يف الفجر فقالوا: اأما حديثا<br />
اأنس واأبي هريرة –رضي اهلل عنهما- فاملراد منهما ترك الدعاء على اأولئك الكفار ولعنهم<br />
فقط، وليس ترك القنوت اأو ترك القنوت يف غري الصبح، وهذا التاأويل متعني، لأن حديث اأنس<br />
يف قوله: »« )9( صحيح رصيح، فيجب اجلمع بينهما، وقد<br />
روى البيهقي عن عبد الرحمن بن مهدي قوله: »« )10( كما يوضح هذا التاأويل<br />
اأيضاً رواية اأبي هريرة –رضي اهلل عنه- وهي قوله: »« )11( . واأما اجلواب<br />
عن حديث سعد بن طارق، فهو اأن الذين اأثبتوا القنوت معهم زيادة علم، وهم اأكرث، فوجب<br />
تقدميهم. واأما حديث ابن مسعود فضعيف، ولأنه نفي، وحديث اأنس اإثبات، فقدم لزيادة<br />
العلم، واأما حديث ابن عمر اأنه مل يحفظه اأو نسيه، وقد حفظه اأنس والرباء بن عازب وغريهما<br />
. 10<br />
./<br />
./<br />
<br />
¡/ / <br />
. ¡ ¡ ¡ ¡ ¡/ ¡/ ¡/ ¡/ ¡/<br />
¡/<br />
.// ¡<br />
.//<br />
// ¡ ¡/<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
.//<br />
<br />
. ¡/<br />
<br />
<br />
9 .
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
فقدم من حفظ، واأما حديث ابن عباس فضعيف، كما اأنه روي عنه اأنه قنت يف الصبح، واأما<br />
حديث اأم سلمة فضعيف اأيضاً.<br />
اأما القائلون باأنه ل قنوت يف الفجر اإل يف النوازل، فقد اأجابوا عن اأدلة القائلني<br />
باستحبابه، فقالوا: بالنسبة اإىل حديث اأنس »<br />
« فاإن القنوت فيه حممول على طول القيام، فاإنه يسمى قنوتاً، ول شك<br />
اأن صالة الصبح اأطول الصلوات قياماً، ولذلك فيكون الإشكال نساأ من اشرتاك لفظ القنوت<br />
بني القيام وبني اخلضوع والسكوت والدعاء وغريها، اأو اأنه كان يقنت اإذا دعا لقوم اأو دعا<br />
عليهم، للجمع بينهما )1( ، ويوؤيد هذا القول ما جاء عن اأنس –رضي اهلل عنه- اأن النبي –صلى<br />
اهلل عليه وسلم- كان ل يقنت اإل اإذا دعا لقوم اأو عليهم )2( وهو صحيح )3( . وقد صح اأيضاً عن<br />
اأبي مالك الأشجعي عن اأبيه اأنه قال اأي بني حمُ دث )4( يعني املواظبة واملداومة على قنوت<br />
الصبح )5( ، ثم اإنه قد ورد عن اأنس نفسه اأنه مل يقنت يف الصبح، فقد اأخرج الطرباين عن غالب<br />
بن فرقد الطحان قال: كنت عند اأنس بن مالك –رضي اهلل عنه- شهرين فلم يقنت يف صالة<br />
الغداة )6( ، واأخرج ابن اأبي شيبة عن اأبي بكر وعمر وعثمان –رضي اهلل عنهم- اأنهم كانوا ل<br />
يقنتون يف الفجر )7( ، واأخرج اأيضاً عن علي –رضي اهلل عنه- ملا قنت يف الصبح اأنكر عليه<br />
الناس فقال: استنرصنا على عدونا )8( ، واأخرج عن ابن عباس وابن مسعود وابن عمر وابن<br />
الزبري –رضي اهلل عنهم- اأنهم كانوا ل يقنتون يف صالة الصبح )9( ، واأما حديث اأبي هريرة<br />
فمنسوخ، وذلك استدللً مبا رواه عبد اهلل بن مسعود –رضي اهلل عنه- قال: »<br />
« )10( ، واأما ما جاء<br />
عن عمر –رضي اهلل عنه- اأنه كان يقنت يف الفجر مبحرض من الصحابة وغريهم، فيحمل<br />
على اأن ذلك كان يف اأوقات النوازل )11( .<br />
//<br />
<br />
/<br />
./<br />
<br />
./<br />
// (<br />
¡ ¡ ¡/<br />
. ¡/ ¡//<br />
./ ./ ¡ ¡/<br />
//<br />
//<br />
./
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وباجلملة قالوا: لو كان رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- قنت يف صالة الفجر وكانت<br />
سنة راتبة مل يخف ذلك، ولنقلوه كنقل جهر القراءة، ولذلك فكل ما فعله –صلى اهلل عليه<br />
وسلم- اإن صح فهو حممول على النوازل بالدعاء لقوم اأو على قوم )1( .<br />
وقد علق الإمام ابن القيم على هذه املساألة فقال ما ملخصه: الإنصاف الذي يرتضيه<br />
العامل املنصف اأنه –صلى اهلل عليه وسلم- قنت وترك، وكان تركه للقنوت اأكرث من فعله،<br />
فاإنه اإمنا قنت عند النوازل للدعاء لقوم وللدعاء على اآخرين، ثم تركه ملا قدم من دعا لهم<br />
وخلصوا من الأرس، واأسلم من دعا عليهم وجاءوا تائبني، وكان قنوته لعارض، فلما زال<br />
ترك القنوت، وقال اأيضاً: اإن اأحاديث اأنس كلها صحاح يصدق بعضها بعضاً ول تتناقض،<br />
وحمل قول اأنس على ما زال يقنت حتى فارق الدنيا على اإطالة القيام بعد الركوع، واأجاب<br />
على تخصيصه بالفجر باأنه وقع بحسب سوؤال السائل، فاإنه اإمنا ساأل اأنساً عن قنوت الفجر،<br />
فاأجابه عما ساأله عنه، وباأنه –صلى اهلل عليه وسلم- كان يطيل صالة الفجر دون سائر<br />
الصلوات، وقال: ومعلوم اأنه كان يدعو ربه ويثني عليه وميجده يف هذا العتدال، وهذا<br />
قنوت منه بال ريب، فنحن ل نشك ول نرتاب اأنه مل يزل يقنت يف الفجر حتى فارق الدنيا،<br />
وملا صار القنوت يف لسان الفقهاء واأكرث الناس هو هذا الدعاء املعروف: اللهم اهدين فيمن<br />
هديت… اإلخ وسمعوا اأنه مل يزل يقنت يف الفجر حتى فارق الدنيا، وكذلك اخللفاء الراشدون<br />
وغريهم من الصحابة، حملوا القنوت يف لفظ الصحابة على القنوت يف اصطالحهم، ونساأ<br />
من ل يعرف غري ذلك، فلم يشك اأن رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- واأصحابه كانوا<br />
مداومني على هذا كل غداة، وهذا هو الذي نازعهم فيه جمهور العلماء، وقالوا مل يكن هذا<br />
من فعله الراتب، بل ول يثبت عنه اأنه فعله، وغاية ما روي عنه يف هذا القنوت اأنه علمه<br />
احلسن بن علي )2( .<br />
والذي يرتجح لدَيَّ بعد هذا العرض اأن القنوت يف الفجر ليس سنة راتبة، واأنه يختص<br />
بالنوازل خاصة بعد اأن استفاضت النصوص التي استدل بها القائلون بهذا القول، والتي<br />
تثبت اأن قنوته -صلى اهلل عليه وسلم- كان لسبب، اأما الأدلة التي استدل بها القائلون<br />
باعتبار القنوت يف الفجر سنة، فهي ل تسلم من العرتاضات، لأن غاية ما فيها –اإذا<br />
استثنينا قول اأنس:« ما زال رسول اهلل يقنت حتى فارق الدنيا- اأنها تثبت حصول القنوت<br />
يف الفجر من قبل النبي–صلى اهلل عليه وسلم- والصحابة، وهذا ما ل يجادلهم فيه<br />
الآخرون )3( ، واإمنا اخلالف يف استمراريته كسنة، واأما حديث اأنس فيعكر عليه ما رواه<br />
اخلطيب يف كتاب القنوت من طريق قيس بن الربيع عن عاصم بن سليمان قلنا لأنس: »<br />
.-/<br />
.-/-/<br />
./
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
<br />
)1( ، وميكن اأن يحمل القنوت فيه على طول القيام كما<br />
قال النافون، ويوؤيد هذا ما جاء عن اأنس اأنه كان اإذا رفع راأسه من الركوع انتصب قائماً<br />
حتى يقول القائل قد نسي، واأخربهم اأن هذه صفة صالته صلى اهلل عليه وسلم )2( ، ثم اإن<br />
اأنس نفسه قد روى عن النبي -صلى اهلل عليه وسلم- اأنه مل يكن يقنت اإل اإذا دعا على قوم<br />
اأو دعا لهم، ثم اإن اأنس نفسه اأيضاً قد ترك القنوت يف الفجر، وليس معقولً اأن يكون القنوت<br />
سنة راتبة كان ميارسها النبي –صلى اهلل عليه وسلم- كل يوم والصحابة يشاهدونه ول<br />
ينقلونها )3( ، ثم اإن الصحابة الذين روي عنهم القنوت يف الفجر، قد روي عنهم عدم القنوت<br />
اأيضاً مما يدل –واهلل اأعلم- على اأنهم فهموا اأن القنوت حينما كان يفعل، اإمنا كان يفعل<br />
للنوازل، واهلل تعاىل اأعلم.<br />
ثالثاً: قنوت النوازل )4( :<br />
يجوز القنوت للنازلة حتل باملسلمني يف قول احلنفية )5( والشافعية )6( واحلنابلة )7( ،<br />
ويكون القنوت للنازلة عند احلنفية يف اجلهرية، والذي يقنت هو الإمام )8( ، قال صاحب<br />
الدر املختار يف هذا الصدد: »و <br />
« )9( ويف رواية اأخرى عندهم اأن قنوت النازلة يختص بصالة الفجر دون غريها من<br />
/<br />
./<br />
<br />
<br />
./<br />
¡<br />
<br />
./<br />
. ¡ ¡ ¡ /<br />
.///<br />
<br />
<br />
<br />
./<br />
/<br />
./<br />
./
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الصلوات اجلهرية والرسية )1( ، وعند الشافعية يقنت للنازلة يف جميع الصلوات، قال<br />
النووي: »الصحيح املشهور الذي قطع به اجلمهور، اأنه اإن نزلت باملسلمني نازلة؛ كخوف،<br />
اأو قحط، اأو وباء، اأو جراد، اأو نحو ذلك، قنتوا يف جميعها –اأي الصلوات املكتوبة- واإل<br />
فال« )2()3( الصحيح يف مذهبنا اأنها اإن نزلت –اأي النازلة- قنت يف<br />
جميع الصلوات« )4( ، واستدلوا مبا جاء عن النبي–صلى اهلل عليه وسلم- اأنه قنت شهراً لقتل<br />
القراء رضي اهلل عنهم )5( ، ومبا جاءعن الرباء–رضي اهلل عنه-اأن النبي–صلى اهلل عليه<br />
وسلم- كان يقنت يف الصبح واملغرب )6( ، ويكون القنوت للنازلة عند احلنابلة يف صالة<br />
الفجر، ومن الإمام، فال يقنت اآحاد الناس )7( ، ول يُقنت يف غري الصبح، قال ابن قدامة: »<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
« )8( ، واستدلوا باأن النبي –صلى اهلل عليه<br />
وسلم- قنت شهراً يدعو على حي من اأحياء العرب ثم تركه )9( ، وباأن علياً –رضي اهلل عنه-<br />
قنت وقال: « )10 <br />
<br />
. )11( »<br />
وروي عن اأبي اخلطاب الكلوذاين اأنه قال: يقنت يف الفجر واملغرب، لأنهما صالتا<br />
./<br />
./<br />
<br />
<br />
./-/<br />
./<br />
//<br />
.<br />
<br />
./<br />
./<br />
<br />
<br />
./
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
طريف النهار )1( ، ويف قول اآخر للحنابلة )2( يقنت يف صالة اجلهر كلها، قياساً على الفجر.<br />
قال ابن قدامة: »<br />
« )3( ، وذهب احلنابلة )4( يف قول اآخر اأن الإمام يقنت يف النازلة يف<br />
كل مكتوبة اإل اجلمعة، لالستغناء عنه بالدعاء يف خطبتها.<br />
ول يقنت للنازلة تنزل باملسلمني يف قول املالكية )5( ، جاء يف املدونة قوله: »<br />
<br />
. )6( »<br />
والراجح عندي استحباب القنوت يف النوازل لثبوت ذلك عن النبي –صلى اهلل عليه<br />
وسلم- ويجهر الإمام عندئذ يف كل الصلوات، ملا رواه ابن عباس -رضي اهلل عنهما-<br />
قال: قنت رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- شهراً متتابعاً يف الظهر والعرص واملغرب<br />
والعشاء والصبح يف دبر كل صالة اإذا قال سمع اهلل ملن حمده من الركعة الآخرة يدعو<br />
عليهم على حي من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ويوؤمن من خلفه )7( قال الشوكاين:<br />
»فيه اأن القنوت للنوازل ل يختص ببعض الصلوات، فهو يرد على من خصصه بصالة الفجر<br />
عندها« )8( . اأما املنفرد، فلم اأعرث يف النصوص على ما مينعه من القنوت يف النازلة، والذي<br />
يظهر يل اأنه يجوز له ذلك، ولأن القنوت دعاء، واملنفرد يدعو يف الصالة، واإن قنت فهو<br />
باخليار، فاإما اأن يجهر، واإما اأن يرس، كالقراءة يف الصالة، واأما املاأموم، فاإنه يوؤمّ ن على<br />
ما يقوله الإمام، واهلل اأعلم.<br />
ومل يحدد الفقهاء لفظاً خاصاً للقنوت يف النازلة، والظاهر، كما قال ابن حجر، اأنه<br />
يدعو يف كل نازلة مبا يناسبها )9( ، وهو الراجح، لثبوت ذلك يف السنة النبوية، كما تبني من<br />
خالل النصوص التي سقناها يف هذا املبحث، حيث كان –صلى اهلل عليه وسلم- يدعو يف<br />
كل نازلة مبا يناسبها من الدعاء، واهلل اأعلم.<br />
<br />
<br />
<br />
./<br />
./<br />
<br />
¡//<br />
<br />
./<br />
./<br />
./
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املبحث الرابع<br />
حمل القنوت<br />
مذهب احلنفية )1( واملالكية )2( اأن القنوت يكون قبل الركوع، وهو قول ابن رسيج<br />
من الشافعية )3( يف قنوت الوتر، وهو مروي عن عمر، وعلي، واأُبَيّ بن كعب، وبه قال ابن<br />
مسعود، وابن عباس، واأبي موسى الأشعري، والرباء بن عازب، واأنس، وعمر بن عبد العزيز،<br />
وعبيدة السلماين، وحميد الطويل، وابن سريين، والربيع بن خثيم، واأبي عبد الرحمن السلمي،<br />
واإسحاق، وعبد الرحمن بن اأبي ليلى رضي اهلل عنهم )4( ، جاء يف منح اجلليل قوله: »<br />
« )5( ، واستدلوا مبا ياأتي:<br />
1عن . 1 عاصم الأحول –رضي اهلل عنه- قال: ساألت اأنس بن مالك –رضي اهلل عنه- عن<br />
القنوت يف الصالة فقال: نعم، فقلت: كان قبل الركوع اأو بعده؟ قال: قبله، قلت: فاإن<br />
فالناً اأخربين عنك اأنك قلت بعده، قال: كذب )6( ، اإمنا قنت رسول اهلل –صلى اهلل عليه<br />
وسلم- بعد الركوع شهراً، اأراه كان بعث قوماً يقال لهم القراء، زهاء سبعني رجالً، اإىل<br />
قوم من املرشكني دون اأولئك، وكان بينهم وبني رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم-<br />
عهد، فقنت رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- بعد الركوع شهراً يدعو عليهم )7( قال<br />
الباجي: »« )8( .<br />
2عن . 2 اأبي بن كعب–رضي اهلل عنه-اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم-كان يقنت قبل<br />
الركوع« )9( .<br />
3عن . 3 ابن مسعود –رضي اهلل عنه- اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- قنت يف الوتر قبل<br />
الركوع )10( .<br />
4عن . 4 ابن عمر –رضي اهلل عنه- اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- كان يوتر بثالث<br />
/<br />
./<br />
./<br />
/<br />
./ ¡//<br />
./<br />
./<br />
<br />
./)
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
ركعات ويجعل القنوت قبل الركوع )1( .<br />
)2(<br />
. 5ولأن ذلك مروي عن اأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي اهلل عنهم<br />
6 وهو استدلل من جهة املعنى، وهو اأن القنوت قبل الركوع اأوىل، لأنه سبب لإدراك<br />
صالة بعض من ياأتي ممن سبقه الإمام، فاإذا جعل بعد الركوع مل يكن فيه فائدة )3( .<br />
7 ولأن القنوت يف معنى القراءة، فقوله: اللهم اإنا نستعينك، مكتوب يف مصحف اأبي وابن<br />
)6(<br />
مسعود، يف سورتني )4( ، فالقراءة قبل الركوع فكذلك القنوت )5( . ومذهب الشافعية<br />
واحلنابلة )7( والظاهرية )8( اأن القنوت يكون بعد الركوع )9( ، وهو قول اأبي بكر<br />
الصديق،وعمر،وعثمان، وعلي رضي اهلل عنهم )10( وهو مروي عن اأبي قالبة، واأبي املتوكل،<br />
واأيوب السختياين، وسعيد بن جبري، واختاره ابن املنذر )11( ، وكذا ابن حبيب من املالكية )12( ، قال<br />
النووي: »« )13( «<br />
« )14( . واستدلوا مبا ياأتي:<br />
عن اأبي هريرة –رضي اهلل عنه- « <br />
. )15( »<br />
عن ابن سريين قال: قلت لأنس: قنت رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- يف الصبح؟<br />
قال: نعم بعد الركوع يسرياً)16( .<br />
. 5<br />
6 .<br />
7 .<br />
<br />
.-/<br />
.//)<br />
./<br />
.-/<br />
./ ¡/<br />
//<br />
.///<br />
./<br />
<br />
<br />
./<br />
.486/<br />
.//<br />
./)<br />
./<br />
./<br />
/ <br />
<br />
//<br />
/<br />
./
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وعن اأنس -رضي اهلل عنه- اأن النبي –صلى اهلل عليه وسلم- »<br />
. )2( » )1 <br />
وعن سامل بن عبد اهلل -رضي اهلل عنهما- اأنه سمع رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم-<br />
اإذا رفع راأسه من الركوع يف الركعة الأخرية من الفجر يقول: »ا<br />
. )4()3( »«<br />
وعن خفاف بن اإمياء –رضي اهلل عنه- قال: »<br />
<br />
. )5( »<br />
عن احلسن بن علي رضي اهلل عنهما- قال: »<br />
. )6( »<br />
اإن ذلك مروي عن اخللفاء الراشدين )7( .<br />
وروي عن الإمام مالك قوله بالتخيري يف القنوت قبل الركوع وبعده )8( وهو رواية عند<br />
الشافعية قالها الرافعي )9( وذكره ابن املنذر عن اأنس واأيوب السختياين )10( ، جاء يف املدونة:<br />
»« )11( واستدل لهذا<br />
القول مبا جاء عن حميد اأنه قال: سئل اأنس عن القنوت يف صالة الصبح فقال: »<br />
. )12( »<br />
./<br />
./<br />
.(<br />
/<br />
.<br />
/<br />
./<br />
/<br />
./<br />
. ¡/-//<br />
/<br />
./<br />
./<br />
.//<br />
./<br />
/<br />
/<br />
//<br />
.-/
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
قال ابن حجر: »<br />
<br />
. )1( »<br />
وقد اأجاب احلنفية )2( عن اأدلة القائلني باأن القنوت يكون بعد الركوع، فقالوا: »<br />
<br />
«« )3( وقالوا: ومما يوؤكد ذلك اأن عمل<br />
الصحابة على وفق ما قلناه فقد روى ابن اأبي شيبة عن ابن مسعود واأصحاب النبي –صلى<br />
اهلل عليه وسلم- اأنهم كانوا يقنتون يف الوتر قبل الركوع )4( .<br />
والراجح عندي اأن املكلف خمري، فاإما اأن يقنت قبل الركوع اأو بعده، ويف هذا جمع بني<br />
النصوص الواردة يف هذا املوضوع، واهلل تعاىل اأعلم.<br />
املبحث اخلامس<br />
رفع اليدين اأثناء القنوت<br />
اختلف احلنفية يف ذلك )5( فذكر عن اأبي حنيفة اأنه ل يرفع يديه يف القنوت، واإمنا<br />
يرسلهما اإرسالً، وذكر عن اأبي يوسف اأنه قال: يبسطهما نحو السماء )6( ، وذكر عن حممد اأن<br />
قال: يكفهما، وهو قول اأبي حنيفة يف رواية اأخرى، قال اأبو بكر الإسكاف: »<br />
. )7( »<br />
اأما الشافعية )8( فلهم يف هذه املساألة قولن:<br />
الأول: ل يستحب، وبه قال املالكية )9( ووجهه اأنه دعاء كدعاء السجود والتشهد، والدعاء<br />
يف الصالة ل ترفع له الأيدي.<br />
./<br />
./<br />
<br />
.//<br />
./)<br />
/<br />
<br />
./<br />
./-/<br />
/
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الثاين: يستحب، وهو الصحيح يف املذهب، وبه قال احلنابلة )1( ، قال البيجوري:<br />
«<br />
» )2( وقال البهوتي: «<br />
« )3( ، ووجه هذا القول ما رواه البيهقي عن اأنس -رضي<br />
اهلل عنه- يف قصة القراء الذين قتلوا -رضي اهلل عنهم- قال: لقد راأيت رسول اهلل –صلى<br />
اهلل عليه وسلم- كلما صلى يرفع يديه يدعو عليهم يعني الذين قتلوهم« )4( ، وكذلك مبا جاء<br />
عن ابن عباس –رضي اهلل عنهما- اأن رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- قال: »<br />
« )5( ، ولأن اأعداداً من<br />
الصحابة –رضي اهلل عنهم- رفعوا اأيديهم يف القنوت )6( : فعن اأبي رافع قال: »<br />
» )7( . وجاء عن<br />
علي بن اأبي طالب –رضي اهلل عنه- اأنه كان يفعل ذلك )8( وكذا عن ابن مسعود واأبي هريرة<br />
–رضي اهلل عنهما- يف قنوت الوتر )9( .<br />
والراجح اأنه يستحب رفع اليدين اأثناء القنوت لالآثار الواردة يف ذلك، ويكون الرفع اإىل<br />
الصدر وبطون اليدين نحو السماء، واهلل اأعلم.<br />
وذكر عن حممد بن احلنفية اأنه قال: » <br />
<br />
.//<br />
./<br />
./<br />
/<br />
/<br />
<br />
<br />
/<br />
. ¡ ¡<br />
/<br />
<br />
./<br />
.//<br />
/<br />
<br />
/<br />
<br />
/<br />
/<br />
/
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
<br />
. )1( »<br />
واإذا اأراد اأن يقنت يكرب عند احلنفية )2( ويرفع يديه )3( ثم يقنت، ثم يركع، وهو قول<br />
الشافعية )4( يف رواية على اأن القنوت يف الوتر يكون قبل الركوع، وهو قول للحنابلة )5( يف<br />
الرواية التي جتيز القنوت قبل الركوع، ودليل التكبري يف القنوت ما جاء عن علي بن اأبي<br />
طالب –رضي اهلل عنه- اأنه كان اإذا اأراد القنوت كرب وقنت )6( .<br />
ويقنت بال تكبري عند الإمام مالك )7( وهو الصحيح املشهور من قول الشافعية )8( يف<br />
قنوت الوتر، على رواية اأن القنوت يف الوتر يكون قبل الركوع، جاء يف املدونة قوله: »<br />
» )9( . وقال النووي: «<br />
. )10( »<br />
املبحث السادس<br />
مقدار القنوت<br />
يرى احلنفية )11( اأن مقدار القيام يف القنوت مقدار سورة اإذا السماء انشقت ملا روي عن<br />
النبي–صلى اهلل عليه وسلم- اأنه كان يقراأ يف القنوت : » )12( <br />
)13 <br />
. )14( »<br />
والراجح عندي اأن القنوت غري مقدر مبقدار حمدد من الألفاظ، بحيث ل يجوز الزيادة<br />
./<br />
./()<br />
<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
.//<br />
./<br />
<br />
/
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
عليها، ول النقص منها، اإذ مل يرد ما يدل على وجوب اللتزام بذلك، والفقهاء يُجوِّزون<br />
القنوت بهذا الدعاء وبغريه، وهو ما سيتضح يف املبحث التايل اأثناء حديثنا عن األفاظ<br />
القنوت، واهلل اأعلم بالصواب.<br />
املبحث السابع<br />
األفاظ القنوت<br />
)2(<br />
جاء يف مصادر احلنفية اأنه ليس يف القنوت دعاء موؤقت )1( ، وهو قول الإمام مالك<br />
واحلنابلة )3( ، وبه قالت الشافعية يف الصحيح املشهور من املذهب )4( ، وقد وجَّ ه احلنفية هذا<br />
القول باأنه قد روي عن الصحابة –رضي اهلل عنهم اأدعية خمتلفة يف حال القنوت، ولأن املوؤقت<br />
من الدعاء يجري على لسان الداعي من غري احتياجه اإىل اإحضار قلبه وصدق الرغبة منه اإىل اهلل<br />
–تعاىل- فيبعد عن الإجابة، ولأنه ل توقيت يف القراءة يف شيء من الصلوات، ففي دعاء القنوت<br />
اأوىل )5( ، وقد ذكر عن الإمام حممد بن احلسن اأنه قال: »« )6( ، وقد<br />
فرس فقهاء احلنفية هذا فقالوا باأن املراد منه سوى »«، لأن الصحابة –رضي<br />
اهلل عنهم- اتفقوا على هذا يف القنوت، فالأوىل اأن يقراأه، ولو قراأ غريه جاز، وقالوا: ولو قراأ معه<br />
غريه كان حسناً، والأوىل اأن يقراأ بعده ما علم رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم- احلسن بن علي<br />
–رضي اهلل عنه-: »« )7( .<br />
.///<br />
.//<br />
.//<br />
/<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
./<br />
./<br />
./
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
وذكر عن بعض احلنفية )1( قولهم: الأوىل اأن يكون يف القنوت دعاء موؤقت، لأن الإمام<br />
رمبا يكون جاهالً، فياأتي بدعاء يشبه كالم الناس فيفسد الصالة )2( ، واأولوا ما جاء عن<br />
حممد بن احلسن الشيباين باأنه حممول على اأدعية املناسك.<br />
)5(<br />
ومع ذلك فاملستحب قوله يف القنوت عند فقهاء احلنفية )3( والشافعية )4( واحلنابلة<br />
والظاهرية )6( ، هو ما ذكر عن احلسن بن علي –رضي اهلل عنهما- قال: »<br />
<br />
<br />
« )7( . وهو واإن كان يف صالة الوتر فاإنه يقنت به اأيضاً<br />
يف الصبح عند القائلني به )8( ، فقد اأخرج البيهقي عن حممد بن احلنفية وهو ابن علي بن اأبي<br />
طالب –رضي اهلل عنه- قال: » )9( ¡<br />
<br />
)10 <br />
»« )11( ، ويف رواية« كان يقولها يف<br />
قنوت الليل« )12( ، قال البيهقي: »ف<br />
وقنوت الوتر… وباهلل التوفيق« )13( .<br />
.-/<br />
<br />
.-/<br />
./<br />
./-/<br />
./<br />
./<br />
/<br />
/<br />
<br />
/<br />
//<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
./-/<br />
.//<br />
./<br />
.-/<br />
./<br />
./<br />
/<br />
.- /
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
قال الشافعية: واإن كان اإماماً مل يخص نفسه بالدعاء، بل يعمم، فياأتي بلفظ اجلمع<br />
. )1( »«<br />
ويجوز القنوت عند الشافعية )2( مبا ورد عن عمر بن اخلطاب –رضي اهلل عنه-<br />
وهو:« اللهم اغفر لنا، وللموؤمنني وللموؤمنات، واملسلمني واملسلمات، واألف بني قلوبهم،<br />
واأصلح ذات بينهم، وانرصهم على عدوك وعدوهم، اللهم العن كفرة اأهل الكتاب )3( الذين<br />
يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون اأولياءك، اللهم خالف بني كلمتهم، وزلزل<br />
اأقدامهم، واأنزل بهم باأسك الذي ل ترده عن القوم املجرمني، بسم اهلل الرحمن الرحيم اللهم،<br />
اإنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك، ول نكفرك، ونخلع ونرتك من يفجرك، بسم اهلل الرحمن<br />
الرحيم، اللهم اإياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، واإليك نسعى ونحفد )4( ، ونخشى عذابك، ونرجو<br />
رحمتك، اإن عذابك اجلد )5( بالكفار ملحق )6( » )7( .<br />
)8(<br />
وتختلف صيغة القنوت الوارد عن عمر بن اخلطاب –رضي اهلل عنه- عند احلنابلة<br />
بعض الشيء، فقد جاء يف املغني قوله: »<br />
<br />
<br />
<br />
. )9( »<br />
اأما صيغة القنوت عند املالكية )10( فهي: »ا<br />
<br />
/<br />
<br />
./<br />
.-//<br />
<br />
./<br />
<br />
./<br />
./<br />
<br />
<br />
./<br />
-/<br />
./<br />
.-/<br />
<br />
./
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. )1( »<br />
ويرى الشافعية )2( اأنه ل مانع من اجلمع بني قنوت عمر والقنوت الذي رواه احلسن،<br />
واإن جمع بينهما فالأصح عندهم تاأخري قنوت عمر، ويف وجه اآخر يستحب تقدميه، واإن<br />
اقترص فليقترص على الأول، ومكان استحباب اجلمع بينهما ما اإذا كان منفرداً اأو اإمامَ<br />
حمصورين يرضون بالتطويل.<br />
واإن كان ل يحسن القنوت بالعربية اأو ل يحفظه، ففيه ثالثة اأقوال خمتارة عند<br />
احلنفية )3( ، قيل: يقول يا رب ثالث مرات ثم يركع، وقيل: يقول اللهم اغفر يل ثالث مرات،<br />
وقيل: يقول اللهم ربنا اآتنا يف الدنيا حسنة ويف الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )4( .<br />
املبحث الثامن<br />
اجلهر واملخافتة يف القنوت وما يقوله املاأموم<br />
يرى احلنفية )5( اأن املنفرد باخليار: اإن شاء جهر واأسمع غريه، واإن شاء جهر واأسمع<br />
نفسه، واإن شاء اأرس. اأما اإن كان اإماماً فاإنه يجهر بالقنوت، ولكن دون اجلهر بالقراءة،<br />
والقوم يتابعونه يف ذلك اإىل قول »اإ« واإذا دعا الإمام بعد ذلك فهل<br />
يتابعه القوم؟ للحنفية يف ذلك قولن: الأول: يتابعونه، وهو قول اأبي يوسف، والثاين: ل<br />
يتابعونه ولكن يُوؤَمِّ نون )6( .<br />
وذهب احلنفية )7( يف قول اآخر اإىل القول باإخفاء القنوت يف حق الإمام والقوم جميعاً،<br />
./<br />
./<br />
<br />
/<br />
<br />
./<br />
./<br />
./
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وهو قول املالكية )1( املشهور، واحلنابلة )2( يف الصحيح من املذهب، جاء يف املدونة قول<br />
سحنون:« قلت لبن القاسم: هل يجهر بالدعاء يف القنوت اإماماً كان اأو غري اإمام؟ قال: ل<br />
يجهر، قلت: وهذا قول مالك؟ قال: هذا قويل« )3( ، واستدل لهذا القول بقوله –تعاىل-: »ادعوا<br />
ربكم ترضعاً وخفية«()، وقول النبي –صلى اهلل عليه وسلم-: »خري الدعاء اخلفي« )5( ،<br />
ولأنه دعاء، فيندب الإرسار به حذراً من الرياء » )6( .<br />
اأما الشافعية )7( فقالوا: اإذا كان اإماماً ففي ذلك قولن(): اأحدهما: ل يجهر، كالتشهد<br />
وكسائر الدعوات، والثاين: يستحب، وهو الأصح، ودليله ما جاء يف صحيح البخاري عند<br />
تفسري قوله –تعاىل- » 9( <br />
« )10( ، وبالقياس على ما لو ساأل الرحمة اأو<br />
استعاذ من العذاب يف اأثناء القراءة، فاإن املاأموم يوافقه يف السوؤال ول يوؤمن.<br />
واأما املنفرد، فيرس بالقنوت بال خالف عندهم )11( . وهو رواية عند احلنابلة )12( ، ويف<br />
الأخرى وهي الصحيح من املذهب اأن املنفرد يجهر بالقنوت )13( . وقياس املذهب عندهم اأن<br />
املنفرد يخري بني اجلهر والإخفاء )14( .<br />
واأما املاأموم، فعلى القول اأن الإمام ل يجهر، يقنت رساً، وعلى القول باأن الإمام<br />
يجهر بالقنوت، فاإن كان املاأموم يسمع الإمام فوجهان للشافعية: اأصحهما: اأنه يوؤمن<br />
///<br />
./<br />
./<br />
./<br />
.(<br />
¡//<br />
¡// ¡ ¡ ¡<br />
<br />
/ / <br />
.<br />
./<br />
./<br />
. ¡/<br />
.<br />
./<br />
./<br />
./<br />
<br />
./
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
على دعاء الإمام ول يقنت، وهو قول احلنابلة )1( يف الصحيح من املذهب )2( . والثاين:<br />
يتخري بني التاأمني والقنوت، وعلى القول باأنه يوؤمّ ن: فوجهان للشافعية اأيضاً: اأحدهما<br />
يوؤمن يف اجلميع، والثاين، وهو الأصح، يوؤمن يف الكلمات اخلمس التي هي دعاء، واأما الثناء<br />
فيشاركه يف قوله اأو يسكت، واملشاركة اأوىل، لأنه ثناء وذكر، ل يليق به التاأمني )3( .<br />
واإن كان املاأموم ل يسمع قنوت الإمام، لبعد اأو غريه، فعلى القول باأنه لو سمع لأمّ ن<br />
وجهان اأيضاً: الأول: يقنت، وهو الأصح، والثاين: يوؤمن، وهما كالوجهني يف استحباب<br />
قراءة السورة اإذا مل يسمع قراءة الإمام )4( .<br />
والراجح عندي اأن الأوىل للمنفرد يف القنوت املخافتة ل اجلهر، لقوله -تعاىل-: »ا<br />
)5( »<br />
«<br />
« )6( . اأما بالنسبة لالإمام فالأوىل اجلهر حلديث اأبي<br />
هريرة السابق، وحلديث رافع عن عمر –رضي اهلل عنه- )7( واأما املاأمومون، فياأمنون على<br />
ما يقوله الإمام اإل يف الثناء، فالأوىل اأن يشاركوه فيه، لأنه ثناء وذكر، ول يليق به التاأمني.<br />
واأما زيادة عبارات مثل: »«»«، فهي جمرد نظر، مل يرد شيء منها يف الأثر )8( ،<br />
واأما اإن كان املاأموم ل يسمع قنوت الإمام فالأوىل اأن يقنت، واهلل –تعاىل- اأعلم.<br />
املبحث التاسع<br />
الصالة على النبي –صلى اهلل عليه وسلم- بعد القنوت<br />
للحنفية )9( والشافعية )10( يف ذلك قولن:<br />
الأول: يستحب، وهو قول اأبي الليث السمرقندي من احلنفية، وهو الأوىل عندهم، وهو<br />
الصحيح املشهور عند الشافعية، وبه قال احلنابلة )11( وهو املذهب عندهم، ووجه هذا القول<br />
ما جاء يف رواية من حديث احلسن –رضي اهلل عنه- قال:«علمني رسول اهلل –صلى اهلل<br />
./<br />
./<br />
./<br />
<br />
.(()<br />
./()<br />
()<br />
.)<br />
./<br />
. ¡-/<br />
.//
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
عليه وسلم- هوؤلء الكلمات يف الوتر قال: اللهم اهدين فيمن هديت فذكر الألفاظ الثمانية،<br />
وقال يف اآخرها: تباركت ربنا وتعاليت، وصلى اهلل على النبي حممد وعلى اآل حممد« )1( ، قال<br />
ابن الهمام: »« )2( ، وملا جاء عن علي –رضي اهلل عنه- اأنه<br />
قال: »<br />
. )4( »<br />
والثاين: ل يجوز، واإن فعلها بطلت صالته عند الشافعية، ووجهه اأنه نقل ركناً اإىل غري<br />
موضعه، قال النووي: وهو غلط رصيح. ولأن القنوت ليس موضعها )5( .<br />
والراجح عندي استحباب الصالة على النبي –صلى اهلل عليه وسلم- لالأثر الوارد عن<br />
علي –رضي اهلل عنه- يف ذلك، قال املناوي يف تعليقه عليه: »<br />
<br />
<br />
« )6( . ومما يقوي هذا القول ما<br />
اأخرجه الرتمذي عن عمر بن اخلطاب –رضي اهلل عنه- اأنه قال: » <br />
)7 ، والقنوت دعاء،<br />
فيصلى فيه على النبي -صلى اهلل عليه وسلم-، واهلل اأعلم بالصواب.<br />
/<br />
.-<br />
./<br />
/<br />
/<br />
<br />
//<br />
<br />
.//<br />
./<br />
/<br />
<br />
./<br />
/ <br />
<br />
.
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
املبحث العاشر<br />
مسح الوجه)1( باليدين بعد القنوت؟<br />
على قول الشافعية بعدم رفع اليدين يف القنوت مل يرشع املسح بال خالف )2( ، واأما<br />
على القول برفع اليدين فيه فلهم يف ذلك قولن )3( :<br />
الأول: يستحب، وهو املشهور، وهو قول احلنابلة يف رواية )4( وهي املذهب عندهم،<br />
ووجه هذا القول ما روي عن ابن عباس–رضي اهلل عنهما-: » <br />
<br />
« )5( »<br />
» )6( ، وما روي عن السائب بن يزيد<br />
»اأن الرسول –صلى اهلل عليه وسلم- كان اإذا دعا رفع يديه ومسح وجهه بيديه )7( . ولأنه<br />
دعاء يرفع يديه فيه، فيمسح بهما وجهه، كما لو كان خارجاً عن الصالة، وفارق سائر<br />
الدعاء، فاإنه ل يرفع يديه فيه )8( .<br />
والثاين: ل ميسح، وهو الصحيح عند الشافعية، وهو قول احلنابلة يف رواية )9( . ووجهه<br />
عدم وجود نصوص صحيحة فيه، قال الإمام اأحمد: »« )10( ، وقال البيهقي:<br />
،«<br />
«، وقد روي فيه عن النبي–صلى اهلل عليه<br />
<br />
./<br />
./<br />
. ¡/<br />
.//-/<br />
-/<br />
/<br />
-<br />
.<br />
-/<br />
<br />
<br />
.-/-<br />
//<br />
.<br />
.<br />
.//<br />
.//<br />
./
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وسلم- حديث فيه ضعف، وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصالة، واأما يف الصالة، فهو<br />
عمل مل يثبت بخرب صحيح، ول اأثر ثابت، ول قياس، فالأوىل اأن ل يفعله، ويقترص على ما<br />
فعله السلف –رضي اهلل عنهم- من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه يف الصالة« )1( ، وروى<br />
البيهقي عن علي الباشاين قال: ساألت عبد اهلل –يعني ابن املبارك- عن الذي اإذا دعا مسح<br />
وجهه، <br />
« )2( ، ولأنه دعاء يف الصالة فلم يستحب مسح الوجه فيه كسائر<br />
دعائها )3( .<br />
والقول الراجح عندي هو عدم مسح اليدين بعد القنوت حيث مل يثبت ذلك يف النصوص،<br />
اأما اأدلة القائلني باستحبابه، فهي ضعيفة كما سبق، وبالتايل فال يعوَّل عليها.<br />
املبحث احلادي عشر<br />
حكم من نسي القنوت<br />
نسيان القنوت عند احلنفية )4( يوجب سجود السهو، وذلك على رواية اأن القنوت يف<br />
الوتر واجب، قال الكاساين: »« )5( ،<br />
وقد فصلوا يف قضية الرجوع اإىل القنوت حال تذكره بعد الركوع اأو اأثناءه فقالوا )6( : اإذا<br />
نسي القنوت حتى ركع، ثم تذكر بعدما رفع راأسه من الركوع ل يعود ويسقط عنه القنوت )7( ،<br />
واإن كان يف الركوع فكذلك يف ظاهر الرواية، وروي عن اأبي يوسف اأنه يعود اإىل القنوت،<br />
لأن له شبهاً بالقراءة، فيعود كما لو ترك الفاحتة اأو السورة، ولو تذكر يف الركوع اأو بعد ما<br />
رفع راأسه منه اأنه ترك الفاحتة اأو السورة يعود وينتقض ركوعه، ووجه ظاهر الرواية اأن<br />
الركوع يتكامل بقراءة الفاحتة والسورة، لأن الركوع ل يعترب بدون القراءة اأصالً، فيتكامل<br />
/-/<br />
<br />
./<br />
./<br />
./<br />
.//<br />
./<br />
.-//)<br />
<br />
<br />
<br />
./
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
بتكامل القراءة، وقراءة الفاحتة والسورة على التعيني واجبة، فينتقض الركوع برتكها،<br />
فكان نقض الركوع لالأداء على الوجه الأكمل والأحسن فكان مرشوعاً، فاأما القنوت فليس<br />
مما يتكامل به الركوع، لأنه ل قنوت يف سائر الصلوات، والركوع معترب بدونه، فلن يكون<br />
النقض للتكميل، وذلك لكماله يف نفسه، ولو نقض كان النقض لأداء القنوت الواجب، ول<br />
يجوز نقض الفرض لتحصيل الواجب. ول يجوز اأداء القنوت يف الركوع عند احلنفية )1( ، ولو<br />
تذكر يف الركوع اأنه مل يقراأ فرفع راأسه منه يعود فيقراأ، ويعيد القنوت والركوع يف ظاهر<br />
الرواية، لأن الركوع ههنا حصل قبل القراءة، فلم يعترب اأصالً.<br />
ويباح سجود السهو عند احلنابلة )2( برتك القنوت ول يجب، ودليلهم على ذلك اأن القنوت<br />
سنة ل تبطل الصالة برتكه ولو عمداً، وهو ليس من الأقوال التي تعد اأركاناً وواجبات تبطل<br />
الصالة برتكها عمداً. قال ابن النجار: »<br />
)3 <br />
. )4( »<br />
وقال املالكية )5( والشافعية )6( والظاهرية )7( اأنه ل سجود على من نسي القنوت، جاء<br />
)8(<br />
يف املدونة قول مالك: »«<br />
واستدل الشافعية لقولهم هذا باأن القنوت يف الصالة ليس ركناً من اأركانها، ول بعضاً من<br />
اأبعاضها، واإمنا هو من الهيئات، وهي –اأي الهيئات- السنة التي ل يجرب تركها بسجود<br />
السهو لعدم ورود جربانها به )9( . وعلل ابن حزم مذهبه )10( باأن الأفعال قسمان: فرض يعصي<br />
من تركه، وغري فرض، فال يعصي من تركه، وما كان غري فرض فهو مباح فعله، ومباح<br />
تركه، واإن كان بعضه مندوباً اإليه مكروهاً تركه، وما كان مباحاً تركه فال يجوز اأن يلزم<br />
حكماً يف ترك اأمر اأباح اهلل تعاىل تركه، وعند ابن حزم اأن القنوت من الأمور املباحة واإن<br />
/<br />
<br />
<br />
<br />
.-/<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./<br />
./
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
كان فعله اأفضل.<br />
وذهب املالكية )1( يف رواية اإىل اأن من نسي القنوت قبل الركوع فتذكره يف الركوع<br />
فاإنه يقنت بعد الركوع، ول يرجع من الركوع.<br />
وقال النووي نقالً عن الرافعي: وظاهر كالم الشافعي )2( اأنه لو ترك القنوت يف موضع<br />
استحبابه سجد للسهو، ولو قنت يف موضع عدم استحبابه سجد للسهو اأيضاً)3( .<br />
والراجح عندي قول من قال باأن ترك القنوت ل يوجب سجود السهو، سواء اأكان الرتك<br />
عمداً اأم كان سهواً، لأن القنوت من الأمور املرغب فيها، والتي ل شيء على الإنسان اإذا<br />
تركها، فكيف نلزمه بسجود السهو حال تركها، واهلل اأعلم بالصواب، واإليه املرجع واملاآب.<br />
./<br />
.//<br />
<br />
./
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
اخلامتة:<br />
وفيها اأهم النتائج التي توصلت اإليها من خالل البحث:<br />
1القنوت . 1 واجب عند الإمام اأبي حنيفة سنة عند اجلمهور، والراجح اأنه سنة.<br />
2اختلف . 2 الفقهاء يف حكم القنوت يف الوتر، والراجح اأنه سنة ويكون يف جميع السنة.<br />
3اختلف . 3 الفقهاء يف حكم القنوت يف صالة الفجر؛ فمنهم من قال اإنه مرشوع، ومنهم<br />
قال اإنه منسوخ، ول يكون اإل يف النوازل، وهو ما رجحته.<br />
4يستحب . 4 القنوت يف النوازل، ويكون الدعاء يف كل نازلة مبا يناسبها.<br />
5يرى . 5 بعض العلماء اأن القنوت يكون قبل الركوع، وقال اآخرون بعده، والراجح اأن الإنسان<br />
خمري بني اأن يقنت قبل الركوع اأو بعده.<br />
6يستحب . 6 رفع اليدين يف القنوت يف الراجح من اأقوال الفقهاء.<br />
7يستحب . 7 القنوت بالألفاظ الواردة يف الآثار ول مانع من القنوت بغريها.<br />
8اختلف . 8 الفقهاء يف حكم الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم بعد القنوت والراجح<br />
استحبابها.<br />
9ل . 9 ميُ سح الوجه باليدين بعد القنوت يف الراجح من اأقوال الفقهاء.<br />
10 10 ل يجب سجود السهو برتك القنوت يف الراجح من اأقوال الفقهاء سواء اأكان الرتك عمداً<br />
اأم كانس سهواً.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
قائمة املصادر واملراجع<br />
1 .<br />
* القرآن الكريم.<br />
1 الآبادي، حممد شمس احلق،<br />
عون املعبود رشح سنن اأبي داود،)14-1(، ط1، بريوت، دار الكتب العلمية، 1410ه<br />
-1990م.<br />
. 2ابن الأثري، جمد الدين بن حممد، ت606<br />
النهاية يف غريب احلديث والأثر،)5-1(، حتقيق طاهر الزاوي وحممود الطناحي،)د.ط(،<br />
بريوت، دار الفكر،)د.ت(.<br />
. 3الأصبهاين، اأحمد بن عبد اهلل، ت430<br />
حلية الأولياء،)10-1( ط2، بريوت، دار الكتاب العربي، 1387ه-1967<br />
مسند اأبي حنيفة، حتقيق نظر حممد الفاريابي، ط1 ، الرياض، مكتبة الكوثر،<br />
1415ه.<br />
4 الألباين، حممد نارص الدين،<br />
اإرواء الغليل يف تخريج اأحاديث منار السبيل،)9-1( ط2 ، بريوت، املكتب الإسالمي<br />
1405ه-1985م.<br />
صحيح سنن اأبي داود،)3-1( ط1 ، الرياض، مكتب الرتبية لدول اخلليج العربي،<br />
1409ه-1989م.<br />
صحيح سنن ابن ماجة،)2-1( ط3 ، الرياض، مكتب الرتبية العربي لدول اخلليج<br />
1408ه-1988م.<br />
صحيح سنن النسائي،)3-1( ط1 ، الرياض، مكتب الرتبية العربي لدول اخلليج<br />
1409ه-1988م.<br />
ضعيف اجلامع الصغري وزيادته، ط3، بريوت، املكتب الإسالمي 1410ه-<br />
1990م.<br />
ضعيف سنن اأبي داود، ط1، بريوت، املكتب الإسالمي، 1412ه-1991<br />
ضعيف سنن ابن ماجة، ط1، بريوت، املكتب الإسالمي، 1408ه.<br />
ضعيف سنن النسائي، ط1، بريوت، املكتب الإسالمي، 1411ه-1990<br />
. 5الباجي، سليمان بن خلف، ت494<br />
املنتقى رشح املوطاأ،)7-1(، ط2 ، القاهرة، دار الكتاب الإسالمي،)د.ت(.<br />
. 6البخاري، حممد بن اإسماعيل، ت256<br />
اجلامع الصحيح،)6-1(، حتقيق د. مصطفى ديب البغا، ط3 ، بريوت، دار ابن كثري،<br />
ودار اليمامة، 1407ه-1987.<br />
2 ه،<br />
3 ه،<br />
م.<br />
<br />
4 .<br />
<br />
م.<br />
<br />
م.<br />
5 ه،<br />
<br />
6 ه،
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
،<br />
7 ه،<br />
<br />
8 ه،<br />
<br />
9 ه،<br />
<br />
10 ه،<br />
<br />
11 ه،<br />
12 ه،<br />
13 ه،<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
. 7البزار، اأحمد بن عمرو، ت292<br />
مسند البزار،)9-1(، حتقيق د. حمفوظ الرحمن زين اهلل، ط1 ، بريوت، املدينة املنورة،<br />
موؤسسة علوم القراآن، مكتبة العلوم واحلكم، 1409ه.<br />
. 8البهوتي، منصور بن يونس، ت1046<br />
دقائق اأويل النهى لرشح املنتهى،)3-1(، ط1، بريوت، عامل الكتب، 1414ه-<br />
1993م.<br />
كشاف القناع عن منت الإقناع،)6-1(،)د.ط(، بريوت، دار الفكر، 1402ه-<br />
1982م.<br />
. 9البيهقي، اأحمد بن احلسني، 458<br />
السنن الصغرى، حتقيق د. حممد ضياء الرحمن الأعظمي، ط1 ، املدينة املنورة،<br />
مكتبة الدار، 1410ه-1989م.<br />
السنن الكربى،)10-1( حتقيق حممد عبد القادر عطا، ط1 ، بريوت، دار الكتب العلمية،<br />
1414ه-1994م.<br />
شعب الإميان،)8-1( حتقيق حممد السعيد بن بسيوين زغلول، ط1 ، بريوت، دار الكتب<br />
العلمية، 1410ه.<br />
10الرتمذي، حممد بن عيسى، ت297<br />
اجلامع الصحيح،)5-1 ) حتقيق اإبراهيم عطوة،)د.ط(، بريوت، دار اإحياء الرتاث<br />
العربي،)د.ت(.<br />
اجلامع الصحيح، حكم على اأحاديثه وعلق عليه حممد نارص الدين الألباين، ط1<br />
الرياض، مكتبة املعارف للنرش والتوزيع،)د.ت(.<br />
11احلاكم، حممد بن عبد اهلل، ت405<br />
املستدرك على الصحيحني،)4-1( حتقيق مصطفى عبد القادر عطا، ط1، بريوت،<br />
دار الكتب العلمية، 1411ه-1990م.<br />
12ابن حبان، حممد بن حبان، ت354<br />
صحيح ابن حبان،)18-1(، حتقيق شعيب الأرناوؤوط، ط2، بريوت، موؤسسة الرسالة،<br />
1414ه-1993م.<br />
13ابن احلجاج، مسلم بن احلجاج، ت261<br />
جلامع الصحيح،)5-1(، حتقيق حممد فوؤاد عبد الباقي،)د.ط(، بريوت، دار اإحياء<br />
الرتاث العربي،)د. ت(.<br />
1ابن 414 حجر، اأحمد بن علي، ت852ه،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
<br />
<br />
تقريب التهذيب،)2-1(، حتقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، ط2 ، بريوت، دار املعرفة،<br />
1975م.<br />
خليص احلبري يف تخريج اأحاديث الرافعي الكبري،)4-1 (،)د.ط(، املدينة املنورة<br />
1384ه-1964م.<br />
لدراية يف تخريج اأحاديث الهداية،)2-1 (،)د.ط(، بريوت، دار املعرفة،)د.ت(.<br />
فتح الباري،)12-1 ) حتقيق عبد العزيز بن باز،)د.ط(، بريوت، دار الفكر،)د.ت(.<br />
ابن حزم، علي بن حزم، ت456ه،<br />
) 15 حتقيق جلنة اإحياء الرتاث،)د.ط(، بريوت، دار اجليل ودار الآفاق<br />
اجلديدة،)د.ت(.<br />
1احلصكفي، 6 حممد عالء الدين، ت1088<br />
الدر املختار،)8-1(،)د.ط(، بريوت، دار الفكر، 1399ه-1979<br />
1احلطاب، 7 حممد بن حممد، ت954<br />
مواهب اجلليل رشح خمترص خليل،)6-1(، ط3، بريوت، دار الفكر، 1412ه-<br />
1992م.<br />
1ابن 8 حنبل، اأحمد بن حنبل، ت241<br />
املسند،)6-1 (،)د.ط(، مرص، موؤسسة قرطبة،)د.ت(.<br />
1احلوت، 9 حممد بن السيد درويش، ت1276<br />
اأسنى املطالب يف اأحاديث خمتلفة املراتب، حتقيق خليل امليس، ط2 ، بريوت، دار<br />
الكتاب العربي،)د.ت(.<br />
2اخلرشي، 0 حممد اخلرشي، ت1101<br />
حاشية اخلرشي،)4-1 (،)د.ط(، بريوت، دار الفكر،)د.ت(، .<br />
2ابن 1 خزمية، حممد بن اإسحاق، ت311<br />
صحيح ابن خزمية،)4-1 (، حتقيق د. حممد مصطفى الأعظمي،)د. ط(، بريوت،<br />
املكتب الإسالمي، 1390ه-1970م.<br />
2الدارقطني، 2 علي بن عمر، ت385<br />
سنن الدارقطني،)4-1(،)د.ط(، بريوت، دار اإحياء الرتاث العربي، 1413ه-<br />
1993م.<br />
علل الدارقطني،)9-1(، حتقيق د. حمفوظ الرحمن زين اهلل، ط1 ، الرياض، دار طيبة،<br />
1405ه-1985م.<br />
2الديلمي، 323 شريويه بن شهردار، ت509ه،<br />
<br />
<br />
<br />
1 5 املحلى،)11-1<br />
16 ه،<br />
م.<br />
17 ه،<br />
<br />
18 ه،<br />
<br />
19 ه،<br />
<br />
20 ه،<br />
21 ه،<br />
<br />
22 ه،
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
،<br />
<br />
<br />
الفردوس مباأثور اخلطاب،)5-1(، حتقيق حممد السعيد بن بسيوين زغلول، ط1<br />
بريوت، دار الكتب العلمية، 1986م.<br />
2الذهبي، 4 حممد بن اأحمد، ت748<br />
ميزان العتدال،)4-1( حتقيق علي البجاوي، ط1، بريوت، دار املعرفة، 1382ه-<br />
1963م.<br />
2الرازي، 5 حممد بن عمر بن احلسني، ت606<br />
املحصول يف علم اأصول الفقه،)5-1(، حتقيق طه جابر العلواين، ط1، الرياض،<br />
جامعة الإمام حممد بن سعود الإسالمية، 1400ه.<br />
2الرازي، 6 حممد بن اأبي بكر، ت666<br />
خمتار الصحاح،)د.ط(، بريوت، مكتبة لبنان نارشون،)د.ت(.<br />
2الزركشي، 7 حممد بن بهادر، ت794<br />
التذكرة يف الأحاديث املشتهرة، حتقيق مصطفى عبد القادر عطا، ط1، بريوت، دار<br />
الكتب العلمية،)د.ت(.<br />
2الزيلعي، 8 عبد اهلل بن يوسف، ت762<br />
نصب الراية لأحاديث الهداية،)4-1(،)د.ط(، القاهرة، دار احلديث،)د.ت(.<br />
2السبكي، 9 علي بن عبد الكايف، ت756<br />
الإبهاج يف رشح املنهاج،)2-1( حتقيق جماعة من العلماء، ط1، بريوت، دار الكتب<br />
العمية، 1404ه.<br />
3السجستاين، 0 سليمان بن الأشعث، ت275<br />
سنن اأبي داود،)4-1(،)د.ط(، بريوت، دار اجليل، 1408ه-1988م.<br />
3الرسخسي، 1 حممد بن اأبي سهل، ت490<br />
املبسوط،)30-1(،)د.ط(، بريوت، دار املعرفة، 1409ه-1989م.<br />
3السمرقندي، 2 عالء الدين السمرقندي، ت 539<br />
حتفة الفقهاء،)3-1(، ط1، بريوت، دار الكتب العلمية، 1405ه-1985م.<br />
3السيوطي، 3 واآخرون، ت911<br />
رشح سنن ابن ماجة،)د.ط( كراتشي، قدميي كتب خانة،)د.ت(.<br />
3الشاشي، 4 اأبو سعيد الهيثم بن كليب، ت335<br />
مسند الشاشي،)2-1(، حتقيق د. حمفوظ الرحمن زين اهلل، ط1، املدينة املنورة،<br />
مكتبة العلوم واحلكم، 1410ه.<br />
3الرشبيني، 5 حممد اخلطيب، ت977<br />
مغني املحتاج اإىل معرفة معاين األفاظ املنهاج،)د.ط(، بريوت، دار الفكر،)د.ت(.<br />
24 ه،<br />
25 ه،<br />
26 ه،<br />
27 ه،<br />
28 ه،<br />
29 ه،<br />
30 ه،<br />
31 ه،<br />
32 ه،<br />
33 ه،<br />
34 ه،<br />
35 ه،
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
3الشوكاين، 636 حممد بن علي، ت1250ه،<br />
نيل الأوطار،)9-1(،)د.ط(، بريوت، دار اجليل،)د.ت(.<br />
3الشيباين، 7 حممد بن احلسن، ت189<br />
كتاب الأصل،)5-1( تصحيح اأبي الوفاء الأفغاين، ط1 ، بريوت، عامل الكتب،<br />
1410ه-1990م.<br />
احلجة على اأهل املدينة،)4-1 (، رتب اأصوله وعلق عليه مهدي حسن الكيالين<br />
القادري، ط3 بريوت، عامل الكتب، 1403ه-1983م.<br />
3ابن 8 اأبي شيبة، عبد اهلل بن حممد، ت235<br />
املصنف،)7-1( حتقيق كمال يوسف احلوت، الرياض، ط1، مكتبة الرشد، 1409ه.<br />
37 ه،<br />
<br />
38 ه،<br />
39 ه،<br />
<br />
3الطرباين، 9 سليمان بن اأحمد، ت360<br />
املعجم الأوسط،)10-1( حتقيق طارق بن عوض اهلل، وعبد املحسن بن اإبراهيم<br />
احلسيني،)د.ط(، القاهرة، دار احلرمني، 1415ه.<br />
املعجم الكبري،)20-1( حتقيق حمدي بن عبد املجيد السلفي، ط2، املوصل، مكتبة<br />
العلوم واحلكم، 1404ه-1983م.<br />
40 ه،<br />
4ابن 0 عابدين، حممد اأمني، ت1252<br />
رد املحتار على الدر املختار،)8-1(،)د.ط(، بريوت، دار الفكر، 1399ه-1979م.<br />
4عبد 1 الرزاق، عبد الرزاق بن همام، ت 211<br />
مصنف عبد الرزاق،)11-1( حتقيق حبيب الرحمن الأعظمي، ط2، بريوت، املكتب<br />
الإسالمي، 1403ه.<br />
4العجلوين، 2 اإسماعيل بن حممد، ت1162<br />
كشف اخلفاء،)2-1( حتقيق اأحمد القالش، ط4، بريوت، موؤسسة الرسالة، 1405ه.<br />
4ابن 3 عدي، عبد اهلل بن عدي، ت365<br />
الكامل يف ضعفاء الرجال،)7-1( حتقيق يحيى خمتار غزاوي، ط3، بريوت، دار الفكر،<br />
1409ه-1988م.<br />
4عليش، 4 حممد عليش، ت1299<br />
منح اجلليل رشح خمترص سيدي خليل،)9-1(،)د.ط(، بريوت، دار الفكر،<br />
1409ه-1989.<br />
45 عمرو، حممد،<br />
تبييض الصحيفة باأصول الأحاديث الضعيفة، ط1، مرص، مكتبة التوعية الإسالمية،<br />
1409ه.<br />
41 ه،<br />
42 ه،<br />
43 ه،<br />
44 ه،<br />
4 5
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي<br />
4الغزي، 646 حممد بن حممد، ت1061ه،<br />
اإتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن،)2-1(، حتقيق خليل حممد العربي،<br />
ط1، القاهرة، مكتبة الفاروق احلديثة، 1415ه.<br />
4الفتني، 7 حممد طاهر بن علي، ت986<br />
تذكرة املوضوعات،)د.ط(،)د.ت(.<br />
4الفريوزاآبادي، 8 حممد بن يعقوب، ت817<br />
القاموس املحيط، حتقيق مكتب حتقيق الرتاث يف موؤسسة الرسالة، ط4، بريوت،<br />
موؤسسة الرسالة، 1415ه-1994م.<br />
4ابن 9 قدامة، عبد اهلل بن اأحمد، ت620<br />
املغني،)12-1(،)د.ط(، بريوت، دار الفكر، 1412ه-1992م.<br />
5القرطبي، 0 حممد بن اأحمد، ت671<br />
اجلامع لأحكام القراآن،)22-1(، دون طبعة ول دار نرش.<br />
5ابن 1 القيم، حممد بن اأبي بكر، ت751<br />
زاد املعاد يف هدي خري العباد،)6-1(، حتقيق شعيب الأرناوؤوط وعبد القادر<br />
الأرناوؤوط، ط15، بريوت، موؤسسة الرسالة، 1407ه-1987م.<br />
5الكاساين، 2 عالء الدين بن مسعود، ت587<br />
بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع،)7-1(، ط2، بريوت، دار الكتب العلمية،<br />
1406ه-1986م.<br />
5ابن 3 ماجة، حممد بن يزيد، ت275<br />
سنن ابن ماجة،)2-1(، حتقيق حممد فوؤاد عبد الباقي،)د.ط(، بريوت، دار الفكر،)د.<br />
ت(.<br />
5مالك، 4 مالك بن اأنس، ت179<br />
املدونة الكربى،)6-1(،)د.ط(، بريوت، دار صادر،)د.ت(.<br />
5املرداوي، 5 علي بن سليمان، ت885<br />
الإنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف،)12-1( حتقيق حممد حامد الفقي، ط2،<br />
بريوت، دار اإحياء الرتاث العربي، 1406ه-1986م.<br />
56 مشهور حسن سلمان،<br />
القول املبني يف اأخطاء املصلني، ط2، الدمّ ام، اململكة العربية السعودية، دار ابن<br />
القيم، 1413ه-1993م.<br />
47 ه،<br />
48 ه،<br />
49 ه،<br />
<br />
50 ه،<br />
51 ه،<br />
52 ه،<br />
53 ه،<br />
54 ه،<br />
55 ه،<br />
5 6
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
5املطرزي، نارص بن عبد، ت616ه،<br />
757 املغرب يف ترتيب املعرب،)د.ط(، دار الكتاب العربي،)د.ت(.<br />
5املقدسي، حممد بن عبد الواحد، ت 643<br />
8 الأحاديث املختارة،)10-1(، حتقيق عبد امللك بن عبد اهلل بن دهيش، ط1، مكة<br />
املكرمة، مكتبة النهضة احلديثة، 1410ه.<br />
5املناوي، عبد الروؤوف بن تاج العارفني، ت1031<br />
9 فيض القدير،)6-1( ط1، مرص، املكتبة التجارية الكربى، 1356ه.<br />
6ابن منظور، حممد بن مكرم، ت711<br />
0 لسان العرب،)18-1( نسقه وعلق عليه علي شريي، ط2، بريوت، دار اإحياء الرتاث<br />
العربي وموؤسسة الرتاث العربي، 1412ه-1992م.<br />
6ابن النجار، حممد بن اأحمد، ت972<br />
1 منتهى الإرادات،)2-1(، حتقيق عبد الغني عبد اخلالق،)د.ط(، بريوت، عامل<br />
الكتب،)د.ت(.<br />
6ابن جنيم، زين بن اإبراهيم، ت969<br />
2 البحر الرائق،)8-1( ط3، بريوت، دار املعرفة، 1413ه-1993م.<br />
6النسائي، اأحمد بن شعيب، ت303<br />
3 سنن النسائي،)8-1( ط1، بريوت، دار الفكر، 1348ه-1930م.<br />
6النووي، يحيى بن رشف، ت676<br />
4 صحيح مسلم برشح النووي،)18-1( ط1 ، بريوت، الدار الثقافية العربية،<br />
1347ه-1929م.<br />
مكتبة<br />
جدة، املطيعي،)د.ط(، جنيب حممد حتقيق املجموع،)23-1 ) الإرشاد،)د.ت(.<br />
6ابن الهمام، حممد بن عبد الواحد، ت 861<br />
5 فتح القدير،)10-1( ط2، بريوت، دار الفكر،)د.ت(.<br />
6الهيثمي، علي بن اأبي بكر، ت807<br />
6 جممع الزوائد،)10-1(،)د.ط(، بريوت، دار الكتب العلمية، 1408ه-1988م.<br />
58 ه،<br />
59 ه،<br />
60 ه،<br />
61 ه،<br />
62 ه،<br />
63 ه،<br />
64 ه،<br />
<br />
65 ه،<br />
66 ه،
أحكام القنوت في الفقه اإلسالمي<br />
«دراسة فقهية مقارنة»<br />
د. إسماعيل شندي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
عرض ونقد<br />
د.حافظ اجلعربي*<br />
*
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
امللخص<br />
التفسري هو كشف معاين القراآن، وبيان مراد اهلل من كالمه على وجه التحديد بياناً<br />
مستنداً اإىل اأصولٍ صحيحة معلومة.<br />
لقد كان تفسري القراآن يف الصدر الأول من الإسالم قليالً؛ لأنه نزل بلسانهم، وهم اأهل<br />
العربية والفصاحة، واهلل خاطبهم مبا يفهمونه.<br />
ثم توسعت احلاجة اإليه بعد امتداد الدولة الإسالمية، ودخول العجم وكرثة اللحن. ثم<br />
تطور واتخذ مناهج واجتاهات متنوعة تعود باختصار اإىل اجتاهني، هما: التفسري باملاأثور،<br />
والتفسري بالراأي.<br />
والأول يشمل الأقوال الواردة يف التفسري من حيث: تفسري القراآن بالقراآن، وتفسري<br />
القراآن بالسنة، وتفسري القراآن باأقوال الصحابة والتابعني، ويلحق به املاأثور عمَّن اأسلم من<br />
اأهل الكتاب واملعروف بالإرسائيليات.<br />
والثاين يشمل اإبداء الراأي والجتهاد يف توظيف العلوم املختلفة يف تفسري القراآن<br />
وفق قواعد تتيح للمفرس الوقوف على لغته وبالغته؛ ليبني اإعجازه، وليستنبط منه الأحكام<br />
والعرب وفق اجتاهات تالئم حاجات العرص، ومتطلبات العلم احلديث.<br />
وهذا البحث بعنوان: »حتريق اإبراهيم - عرض ونقد -«، فيه حقيقة ما حصل مع<br />
خليل اهلل من نرص على اأعدائه الكائدين اخلارسين الأسفلني. وفيه تقرير حقيقة املعجزة<br />
التي اأيد اهلل بها خليله، وجناه من عقوبة املوت حرقاً بعد اأن اعتدى على اآلهتهم.<br />
وفيه اأيضاً دراسة تفصيلية لالجتاه الأثري، ولالجتاه العقلي يف حقيقة ما حصل،<br />
والراأي الذي اأختاره حمافظاً على الإعجاز اأولً، واأخذ العربة ثانياً. واهلل اأعلم مبرادهِ، وهو<br />
العليم باأرسار كتابه.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Abstract<br />
Translation means explaining the meaning of the Holy Quranic verses<br />
in accordance with the authentic resources. In the past the translation of<br />
the Holy Quran was not so common between Islamic scholars because<br />
they were linked to the Arabic Language(the language of the Holy Quran),<br />
however, with the passage of time, scholars started the translation in two<br />
approaches:<br />
The first is called factually translation, with depends meanly on<br />
understanding the Quranic verses through the Quran it self or Sunna(saying<br />
of the Prophet Muhammad peace be upon him) or his companion’s<br />
findings.<br />
The second is called considered opinion translation(Ijtihad), it depends<br />
meanly on understanding the Quranic verses in light of other sciences to<br />
determine the miracles and phenomenons of this magnificent Book.<br />
This research entitled as “Burning of Ibraham(peace be upon him), it<br />
summarizes the story of Ibraham with his tribe. It concentrates also on the<br />
miracle that happened to him after he was put on fire and it turned to be safe<br />
for him. The research used the above mentioned translation approaches to<br />
find out exactly the true story of that miracle.
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
مقدمة:<br />
احلمد هلل الذي جعل رُتْبَةَ النُّبُوَّة، ودرجة الرسالة فضالً منه تعاىل ملن يشاء من خَ لْقِهِ، من<br />
لدن اآدم اإىل اأن اأتى بالنبي اخلامت، والرسول القائم، نبينا حممد، اأرسله باأكمل دين،<br />
واأمت نعمة. والصالة والسالم على جميع الأنبياء واملرسلني. اللهم اأرنا احلق حقاً وارزقنا<br />
اتِّباعه، واأرنا الباطل باطالً وارزقنا اجتنابه، واهدنا وسدد اأعمالنا يف طاعتك يا رب<br />
العاملني.<br />
وبعد:<br />
فاإين يف كل مرة اأقراأ فيها قصص الأنبياء يف القراآن الكرمي وتفسريه، ويف السُّ نَّة<br />
الصحيحة ورشحها، اإلَّ توقَّفْت عند قصة حتريق خليل اهلل اإبراهيم يف النار، وقلت يف<br />
نفسي: هل هي من الغموض بحيث ضلَّ املفرسون السبيل اإىل معرفتها؟ فسيطر شعور<br />
قوي على نفسي واأنا اأقراأ كالم اهلل تعاىل يف الآيات والرباهني التي اأيَّد اهلل بها خليله<br />
اأن اأَكْ تُبَ بحثاً يف حتريقه، وبخاصة اأن معظم املفرسين اقترصوا على املنقول من تاريخ<br />
بني اإرسائيل، وعولوا على روايات من اأسلم منهم، ومل يختلفوا يف حرق اإبراهيم يف النار،<br />
بل حصل الإجماع منهم على ذلك.<br />
واإن الذي دعاين اإىل اأن اأعرف حقيقة ما حصل له جملة اأسباب هي:<br />
اإن معظم املفرسين قد عوَّلوا يف تفسري بعض الآيات على ما نُقل اإليهم من تاريخ بني<br />
اإرسائيل، والتاريخُ نَقْلٌ لالأخبار، قلَّما يصل الأمر فيه اإىل اأبعدَ من ظنون.<br />
اإن البحث العلمي – وليس البحث املجرد - هو النافذة التي تطل على ما يستقر يف<br />
النفس، ويخلد اإليه القلب، ويقتنع به العقل. واإن احلقائق العلمية ل تتعارض مع النصوص<br />
الرشعية. واإن الإسالم ل يخشى البحث العلمي، ول ما يتوصل اإليه الباحثون من حقائق<br />
علمية.<br />
الأسئلة التي كنت اأطرحها على نفسي، ول اأجد جواباً شافياً عنها عند املفرسين –<br />
قدامى ومعارصين-، وهي:<br />
الصوؤال الأول: ملاذا قرر قوم اإبراهيم حرقه يف النار وهو مل يُقرّ بالعتداء على<br />
اأصنامهم اأولً؟! ثم مل يكن يف القوم من يشهد عليه اأنه حطَّ مَها ثانياً؟! فاأي رشيعة هذه<br />
التي تعاقب مبجرد السماع باحلرق يف النار؟! وعلى اأي قانون اعتمدوا ؟! وملاذا عاقبوه
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
بالتحريق دون القتل اأو الصلب اأو الرجم املوؤدي اإىل املوت؟!<br />
الصوؤال الثاين: ملاذا جمعوا له كل هذا احلطب؟! ففي الأخبار اأنهم مكثوا شهراً يجمعون<br />
احلطب، وينذرون النذور بجمع احلطب اإنْ هم شُ فوا من مرض، اأو خرجوا من بالء، ويوصون<br />
بعضهم باجلمع، وفيها اأنهم اأرضموا النار سبعة اأيام، وقيل: اأربعني يوماً!! اأمل يكن بالإمكان<br />
اأن يجمعوا له ما يكفي حلرقه، وهو حزمة واحدة كما هو املعهود يف حرق اآدمي واحد؟! كما<br />
هو عند جريانهم الهنود، اأصحاب الديانة الربهمية مثالً، يف حرق موتاهم.<br />
الصوؤال الثالث: ملاذا قذفوه باملنجنيق؟! األيس من املمكن اأن ل يقع يف النار فيموت<br />
من اأثر السقطة فتذهب الفائدة من جمع احلطب واإرضامه؟! اأمل يكن بالإمكان اأن يحمله رجل<br />
اأو رجالن فيلقيانه يف النار– وهو موثق الكتفني والقدمني-؟! وهو فتى– كما ورد يف<br />
القراآن الكرمي على لسانهم– »سمعنا فتى يذكرهم يُقال له اإبراهيم «)الأنبياء 60(، ويُقال<br />
له يف لغة العرب: فتى شارخ، وهو الذي مل تكتمل حليته بعد.<br />
الصوؤال الرابع: ملاذا مل يوؤمن بدعوته اأحد منهم بعد اأن جنَّاه اهلل من النار؟!<br />
األيس مِنْهم رجل رشيد؟! ومعلوم اأنه اإذا ظهرت معجزة على يد مدّعي النبوة فمن القوم من<br />
يستجيب، ومنهم من يرفض الستجابة.<br />
فمثالً، ملا اأظْ هَ رَ اهلل معجزة موسى - وهي العصا- على حبال السحرة، خرّ<br />
السحرة سجداً مستجيبني ملوسى، ومتحدِّين لفرعون بقولهم له: } قالوا لن نوؤثرك على ما<br />
جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما اأنت قاض اإمنا تقضي هذه احلياة الدنيا اإنا اآمنا<br />
بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اأكرهتنا عليه من السحر واهلل خري واأبقى })سورة طه اآية 72،<br />
73( ومثالً، ملا قال الغالم للملك: لستَ بقاتلي حتى جتمع الناس يف صعيدٍ، وتصلبني على<br />
جذع، وتاأخذ سهماً من كنانتي، وتقول: باسم اهلل رب الغالم، ثم ترميني به، فرماه فوقع يف<br />
)1(<br />
صدغه، فوضع يده عليه ومات، فقال الناس: اآمنا برب الغالم.<br />
ومعلوم اأن الإعجاز يف حتريق اإبراهيم يف النار وخروجه منها اأظهر واأعظم، ومع ذلك<br />
مل يقف مع اإبراهيم من ينرصه، ومل نسمع من الناس كلمة: اآمنا برب اإبراهيم.<br />
الصوؤال اخلامس: ملاذا مل ترد قصة اإبراهيم يف الكتاب املقدس عند اليهود، ول<br />
يعرفون عنها شيئاً ؟! علماً باأن اإبراهيم من الأنبياء الآباء، وهو جد اأنبيائهم وملوكهم.<br />
الصوؤال السادس: ملاذا ذهب بعض الكاتبني اإىل اأن اإبراهيم مل يُحرق يف النار؟!<br />
اأمثال الكاتب حممد اأسد ليوبولد فايس « حيث قال: اإن النار اإشارة اإىل نار الضطهاد التي<br />
كان على اإبراهيم اأن يقاسيها، والتي ستصبح بعد ذلك بسبب عنفوانها مصدر قوة روحية،<br />
وسالم باطني«.<br />
واأخريا اأتفق اأين كنت اأستمع اإىل ندوة دينية يف اإحدى املحطات املرئية عن النبوة
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
والأنبياء، فلفت انتباهي قول اأحدهم: اإن اإبراهيم ملّا كان يف مرص، اأوثقوه وربطوه يف<br />
شجرة يسيل الدهن من اأغصانها عند اشتداد احلر. وملّا سال الدهن على بدنه، اأرضموا النار<br />
فيها فاحرتقت، ومل يحرتق اإبراهيم، واإنَّ الذي احرتق منه وثاقه !.<br />
هذا ما لفت انتباهي، ولقناعتي باأن التفسري ليس بضاعة تُعْرض على الناس حتى<br />
يقبلوا ما يفهمون، ويرتكوا ما ل يفهمون، - فهذا الكالم مرفوض غري مقبول – كذلك ليس<br />
يف وسعي اأن اأجتاهل اأقوال املفرسين واأدلتهم، فقد تكون حقاً، بل اأُحسنُ الظن فيهم، فاأقول:<br />
اإنهم قالوا مبا وصل اإليه علمهم عن طريق النقل، واإين اأسرتشد باأقوالهم على اأنهم دالّون<br />
ومبيِّنون – جزاهم اهلل خريا -.<br />
وقد راأيت اأن اأستعرض اأقوالهم، فاأتفحصها، واأتبني مدلولتها ومراميها، منصفاً غري<br />
متحيز، وباحثاً متفهماً غري مدافع ول مهاجم، حتى اإذا حصلتِ النفسُ على املعنى الذي<br />
يغلب على الظن اأنه احلق، وعلى املدلول الذي ل يكون هناك ما هو اأقرب اإىل احلق منه، عُ دت<br />
اإىل املاآخذ والعرتاضات، فاإن وجدت لها سبيالً تدخل منه اإىل هذا املدلول وذلك املعنى<br />
سايرتها وتابعتها، ووقفت اإىل جانبها، واأعلنت موافقتي لها، وانضمامي لأصحابها حُ باً<br />
يف احلق واأهله. اإن وجدتُ غري ذلك اأخذت السبيل عليها، ورددتها على اأعقابها، وبينتُ اأنها<br />
اأرادت ما ل يراد، وتطلعتْ اإىل ما ل سبيل اإليه، اأيضاً حباً يف احلق واأهله. فاإن العلم هو<br />
احلق، ومن فرق بني العلم واحلق فليس هو من العلم ول من احلق يف شيء.<br />
ويف هذه اخلطة رستُ ، وعلى حول اهلل وقوته اعتمدتُ ، وجعلتُ احلق هديف، ل يهمني<br />
هو يف جانب املفرسين الناقلني، اأو يف جانبي، اإذا جاز يل اأن اأتقدم بالرشح والكشف خطوة<br />
من عندي بعد استئذان اأهل العلم الباحثني املختصني؛ لأنها اجتهاد قصدت به الإيضاح<br />
فحسْ ب واأرجو اأن ل اأكون قد اأقحمت نفسي فيما ل ينبغي للمرء اأن يُقحم نفسه فيه، ولكنه<br />
البحث العلمي الذي يُكْرِهُ املرءَ على ما ل يريده – اأحياناً-.<br />
وقد اعتمدتُ منهج التحليل والتاأمل، والستقرار والستنباط، وذلك يف نقد بعض<br />
الأقوال، وتوثيق بعض الأخبار. ومن ثمَّ استنباط احلقائق، والنتائج يف ضوء اأقوال العلماءَ<br />
القدامى واملعارصين، ورتبت البحث على مقدمة، ومبحثني، وخامتة.<br />
اأما املبحث الأول: فقد جعلته لالجتاه الأثري، اأي املنقول عمن اأسلم من علماء بني<br />
اإرسائيل يف حرق اإبراهيم ، وهو اجتاه يسوق اإىل عوام الناس معنى اإلقاء اإبراهيم <br />
يف نار عظيمة مهولة ل قِ بل لأحد اأن يقرتب منها، ومشهد جملجل مروِّع، يصعب تصوُّره.<br />
واأما املبحث الثاين: فقد جعلته لالجتاه التحليلي التاأملي يف حتريق اإبراهيم ،<br />
وهو اجتاه يسوق اإىل اخلاصة معنى اآخر يغاير الجتاه الأول – وهو املقصود من البحث<br />
وهو التفسري بالراأي املجرد الذي هو من اأعظم اخلطر واإن كان يشبه احلق وليس بحق-.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
ويف ختام هذا املبحث بَيَّنْتُ احلق الذي اخرتته، وهو املوافق للكتاب والسنَّة، املخالف<br />
للراأي والهوى.<br />
واأما خامتة البحث: فقد ضمنتها النتائج والتوصيات التي انتهيت اإليها يف حقيقة ما<br />
حصل من حتريقٍ خلليل اهلل اإبراهيم .<br />
وبهذا اأكون قد اأنهيت موضوع البحث الذي اأتقدم به اإىل القارئ الكرمي – اأعني اخلاصة<br />
من اأهل العلم بدين اهلل – واأملي باهلل كبري اأن اأكون قد اأحسنت اختيار البحث،<br />
واأحسنت الكتابة فيه، ووفقت يف النتائج التي توصلت اإليها، ول اأدّعي اأن ما توصلت اإليه<br />
هو اأحسن ما يقال، ول اأنه يجب الأخذ به، وترك ما عداه، بل اأقول:<br />
اإنه راأيٌ مبنيٌ على قواعد واأسس من وضع العلماء، وليس من التفسري بالراأي املذموم،<br />
املبني على غري اأُسّ ، واملستند اإىل غري اأصل من كتاب ول سنة.<br />
واإنه راأي يجوز فهمه، ويجوز الأخذ به، خاصة بعد اأن فَرَّقتِ الإرسائيليات من ياأخذ<br />
بها اإىل مشارب يغص مبائها الوارد، ول يرتوي منها الشارب.<br />
راجياً من املوىل عز وجل اأن يتقبل مني هذا الفهم، واأن ينفع به اأبناء املسلمني،<br />
وراجياً ممن قراأهُ اأن ينصحني مبالحظاته؛ لأنتفع بها، واأصحِّ حَ هُ عن طيب نفس؛ لأنني<br />
جعلت احلق هديف، ل يهمني بعده اأن يكون احلق من جانبي اأو من جانب غريي، فاإن هذا<br />
هو قصدي، واحلق اأحق اأن يُتبع، واحلمد هلل رب العاملني.<br />
املبحث الأول: الجتاه الأثري يف حقيقة حتريق اإبراهيم يف النار.<br />
ذكرت يف املقدمة الباعث الذي دفعني لكتابة هذا البحث، ويف هذا املبحث،<br />
ساأتناول املسائل التالية:<br />
املصاألة الأوىل: عَرْضٌ ملا قيل يف معنى حتريق اإبراهيم <br />
•املصاألة الثانية: مناقشة الأقوال املعروضة.<br />
. •<br />
املسألة األوىل:<br />
يحسن بي يف هذه املساألة اأن اأنقل ما جمعه الإمام الطربي من اأقوال يف تفسري قوله<br />
تعاىل: } قالوا حرّقوه وانرصوا اآلهتكم اإن كنتم فاعلني. قلنا يا نار كوين برداً وسالماً على<br />
اإبراهيم واأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخرسين })سورة الأنبياء، الآيات 70-68(.<br />
قال: قوله تعاىل: } قلنا يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم { يف الكالم مرتوك<br />
اجتزئ بدللة ما ذكر عليه منه وهو فاأوقدوا له ناراً؛ ليحرقوه، ثم القوه فيها. فقلنا للنار: يا<br />
نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم ، وذكر اأنهم ملا اأرادوا حرقه بنوا له بنياناً فحبسوه يف<br />
بيت، وجمعوا له حطباً حتى اإن كانت املراأة لتمرض فتقول: لئن عافاين اهلل لأجمعن حطباً<br />
لإبراهيم .
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
فلما جمعوا له واأكرثوا من احلطب حتى اإن الطري لتمر بها فتحرتق من شدة وهجها.<br />
فعمدوا اإليه فرفعوه على راأس البنيان، فرفع اإبراهيم راأسه اإىل السماء فقالت السماء<br />
والأرض واجلبال واملالئكة: ربنا، اإبراهيم يُحرق فيك، فقال: اأنا اأعلم به واإن دعاكم<br />
فاأغيثوه، وقال اإبراهيم – حني رفع راأسه اإىل السماء: اللهم اأنت الواحد يف السماء واأنا<br />
الواحد يف الأرض، ليس يف الأرض اأحد يعبدك غريي، حسبي اهلل ونعم الوكيل، فقذفوه<br />
يف النار، فناداها، فقال: يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم ، فكان جربيل <br />
هو الذي ناداها. وقال ابن عباس: " لو مل يُتبع بردها سالماً ملات اإبراهيم من شدة<br />
بردها". فلم يبق يومئذ نار يف الأرض اإل طفئت، ظنت اأنها هي تعنى.<br />
فلما طفئت النار، نظروا اإىل اإبراهيم فاإذا هو رجل اآخر معه، واإذا راأس اإبراهيم يف<br />
حجره ميسح عن وجهه العرق، وذُكر اأن ذلك الرجل هو ملك الظل، واأنزل اهلل ناراً، فانتفع<br />
بها بنو اآدم، واأخرجوا اإبراهيم فاأدخلوه على امللك ومل يكن قبل ذلك دخل عليه.<br />
عن كعب، قال: ما اأحرقت النار من اإبراهيم اإلّ وثاقه.<br />
عن قتادة، قوله: قلنا يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم. قال: ذكر لنا اأن كعباً كان<br />
يقول: ما انتفع بها يومئذ اأحد من الناس، وكان كعب يقول: ما اأحرقت النار يومئذ اإل وثاقه.<br />
عن علي بن اأبي طالب ، يف قوله: يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم ، قال: بردت<br />
عليه حتى كادت تقتله حتى قيل: وسالماً، قال: ل تَرصُ ّيه.<br />
عن املنهال بن عمرو قال: قال اإبراهيم خليل اهلل: ما كنت اأياماً – قط- اأنعم مني<br />
من الأيام التي كنت فيها يف النار. عن سعيد قال: ملا اأُلقي اإبراهيم خليل اهلل يف النار، قال<br />
امللك خازن املطر: رب، خليلك اإبراهيم رجا اأن يوؤذن له فريسل املطر. قال: فكان اأمر اهلل<br />
اأرسع من ذلك فقال: يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم . فلم يبق يف الأرض<br />
نار اإل طفئت.<br />
عن اأبي هريرة قال: اإن اأحسن شيء قاله اأبو اإبراهيم – ملا رفع عنه الطبق وهو يف<br />
النار وَجَ دَهُ يرشح جبينه-، فقال عند ذلك: نِعْمَ الربُ ربُك يا اإبراهيم .<br />
عن شعيب اجلبائي قال: اأُلقي اإبراهيم يف النار وهو ابن ست عرشة سنة، وذُبح<br />
اسحق وهو ابن سبع سنني، وولدته سارة وهي ابنة تسعني سنة، وكان مذبحه من بيت<br />
اإيلياء على ميلني، وملا علمت سارة مبا اأراد باإسحق بَطِ نَتْ يومني وماتت اليوم الثالث.<br />
قال ابن جريج: قال كعب الأحبار: ما اأحرقت النار من اإبراهيم شيئاً غري وثاقه<br />
الذي اأوثقوه به.<br />
عن معتمر بن سليمان التيمي عن بعض اأصحابه قال: جاء جربيل اإىل اإبراهيم<br />
عليهما السالم وهو يوثق اأو يُقمط؛ ليُلقى يف النار قال: يا اإبراهيم األك حاجة؟<br />
قال: اأما اإليك فال.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
عن اأرقم اأن اإبراهيم قال حني جعلوا يوثقونه ليلقوه يف النار: ل اإله اإل اأنت،<br />
سبحانك، رب العاملني، لك احلمد، ولك امللك، ل رشيك لك.<br />
عن اأبي العالية يف قوله: قلنا يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم، قال: السالم: ل<br />
يوؤذيه بردها، ولول اأنه قال: وسالماً لكان الربد اأشد عليه من احلر.<br />
عن ابن جريح قوله: برداً: قال: بردت عليه، وسالماً: ل توؤذيه.<br />
عن معمر عن قتادة، قلنا يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم قال: قال كعب:<br />
ما انتفع اأهل الأرض يومئذ بنار، ول اأحرقت النار يومئذ شيئاً اإل وثاق اإبراهيم.<br />
وقال قتادة: مل تاأت يومئذ دابة اإل اأطفاأت عنه النار اإل الوزغ. وقال الزهري: اأمر النبي<br />
بقتله، وسماه فويسقاً.<br />
قوله: واأرادوا به كيداً. يقول تعاىل ذكره: } واأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخرسين {<br />
يعني الهالكني.<br />
عن ابن جريح: واأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخرسين. قال: القوا شيخاً منهم يف النار؛<br />
)2(<br />
لأَنْ يُصيبوا جناته كما جنُ ِّيَ اإبراهيم ، فاحرتق.<br />
كما يحسن بي اأن اأنقل – بترصف كبري- بعض ما قاله املفرسون – قدمياً وحديثاً-<br />
يف قصة حرقه لأبنيِّ عظمة املشهد، والهول والشدة يف هذا احلدث مع الفتى اإبراهيم <br />
– وهو الذي مل تكتمل حليته بعد -.<br />
اأقول: قالوا يف تفسري قوله تعاىل:{ قالوا حرّقوه وانرصوا اآلهتكم اإن كنتم فاعلني}<br />
ذكر اهلل يف هذه الآية اأن نبيه اإبراهيم ملا اأَفحَ م قومه الكفرة بالرباهني واحلجج<br />
القاطعة جلئوا اإىل استعمال القوة؛ لأن املُبطِ ل اإذا اأُفحم بالدليل جلاأ اإىل ما عنده من القوة؛<br />
)3(<br />
ليستعملها ضد احلق، فاختاروا له اأفظع قِ تْلة، وهي الإحراق بالنار.<br />
واختلفوا يف الذي اأشار باإحراقه فقيل:"منرود"، وعن ابن عمر رضي اهلل عنهما قال:<br />
رجل من اأعراب العجم، يريد: الأكراد. وقيل: اإن اسمه "هيزن" وقيل: هريون، وقيل: هينون،<br />
)4(<br />
فخسف اهلل به الأرض فهو يتجلجل فيها اإىل يوم القيامة.<br />
وحني هموا باإحراقه حبسوه، ثم بنوا بيتاً كاحلظرية، وجمعوا شهراً اأصناف احلطب<br />
حتى كان الرجل ميرض فيقول: لئن عافاين اهلل لأجمعن حطباً لإبراهيم ، وكانت<br />
املراأة تنذر – يف بعض ما تطلب – لئن اأصابته لتحطِ نبَّ يف نار اإبراهيم ، وكان الرجل<br />
يوصي برشاء احلطب واإلقائه فيها. وكانت املراأة تغزل وتشرتي احلطب بغزلها فتلقيه فيها<br />
احتساباً، ثم جعلوه يف جوْبة من الأرض واأرضموها ناراً، فكان لها رشر عظيم، ولهب<br />
مرتفع مل توقد نار – قط- مثلها حتى كادت الطري حترتق يف اجلو من وهجها، ثم وضعوه<br />
يف املنجنيق مقيداً مغلولً، فرموا به فيها، فرفع راأسه اإىل السماء فقال: حسبي اهلل ونعم
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
الوكيل. فقذفوه يف النار. وكان ابن ست عرشة سنة. وقيل: وكان ابن ست وعرشين سنة.)5(<br />
والأول اأصوب لأنه معنى الفتى يف لغة العرب.<br />
وملا جمعوا ما اأرادوا، واأشعلوا يف كل ناحية من احلطب النار اأوقدوا عليها سبعة<br />
اأيام. وقيل: اأربعني يوماً. وروي اأنهم مل يعلموا كيف يلقونه فيها فجاء اإبليس فعلمهم عمل<br />
املنجنيق، وقيل: رجل من اأعراب فارس من الأكراد، فعملوه.)6(<br />
وعندما وُ ضِ ع يف املنجنيق، ورُمي به، صاحت السماء والأرض ومن فيهما من<br />
املالئكة وجميع اخللق اإل الثقلني صيحة واحدة: اأيْ ربَّنا، اإبراهيم خليلك يلقى يف النار،<br />
وليس يف اأرضك اأحد يعبدك غريه، فاٌذَنْ لنا يف نرصته، فقال اهلل : اإنه خليلي، ليس يل<br />
غريه خليل، واأنا اإلهه، وليس له اإله غريي. فاإن استغاث بشيء منكم، اأو دعاه، فلينرصه، فقد<br />
اأذنت له يف ذلك، واإن مل يدع غريي، فاأنا اأعلم به، واأنا وليّه، فخلوا بيني وبينه. فلما اأرادوا<br />
اإلقاءه يف النار اأتاه خازن املياه، فقال: اإنْ اأردتَ اأخمدتُ النار، واأتاه خازن الرياح، فقال:<br />
اإن شئت طريت النار يف الهواء. فقال اإبراهيم: ل حاجة يل اإليكم، حسبي اهلل ونعم الوكيل.<br />
وروي عن اأُبيّ بن كعب اأن اإبراهيم قال حني اأوثقوه؛ ليلقوه يف النار، قال: ل اإله اإل<br />
اأنت، سبحانك، رب العاملني، لك احلمد، ولك امللك، ل رشيك لك، ثم رموا به يف املنجنيق اإىل<br />
النار، فاستقبله جربيل فقال: يا اإبراهيم، األك حاجة؟ فقال: اأما اإليك فال. فقال جربيل<br />
: فاساأل ربك. فقال اإبراهيم: حسبي من سوؤايل علمه بحايل.)7(<br />
وقالوا يف تفسري قوله تعاىل: } قلنا يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم}: اأي ذات<br />
برد وسالم، وجاءت العبارة هكذا؛ للمبالغة، واملراد: اأُبْرُدي، فيسلم منك اإبراهيم. اأو اأُبردي<br />
برداً غري ضار.<br />
واختلف كيف بردت النار، فقيل: اأزال اهلل عنها ما فيها من احلر والإحراق، واأبقاها<br />
على الإضاءة والشتعال. وقيل: دفع عن جسم اإبراهيم حرّها واإحراقها مع ترك ذلك فيها.<br />
وقيل: خلق بينه وبينها حائالً. ومعنى السالم: السالمة. وقد روي اأنه لو مل يقل سالماً لهلك<br />
اإبراهيم من الربد.<br />
ومل يبق يومئذ نار يف الأرض اإل طفئت، ظنت اأنها هي تُعنى، فلم يُنتفع يف ذلك اليوم<br />
بنار يف العامل. ولو مل يقل:"على اإبراهيم" لبقيت النار ذات برد اأبداً، فما اأحرقت النار من<br />
اإبراهيم اإل وثاقه.<br />
قالوا: وكان اإبراهيم يف ذلك املوضع سبعة اأيام.)8(<br />
فقذفوه يف النار، فناداها، فقال: " يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم". فكان<br />
)9(<br />
جربيل هو الذي ناداها، وقيل: اهلل تعاىل هو الذي ناداها.<br />
وقال اإبراهيم: ما كنت – قط – اأياماً اأنعم مني من الأيام التي كنت فيها يف النار.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وقيل: اإن اإبراهيم مكث هناك اإما اأربعني، واإما خمسني يوماً، وبعث اهلل ملك الظل<br />
يف صورة اإبراهيم فقعد فيها اإىل جنب اإبراهيم يوؤنسه، قالوا: وبعث اهلل جربيل اإليه<br />
بقميص من حرير اجلنة وطُ نْفُسة، فاألبسه القميص، واأقعده على الطنفسة وقعد معه يحدثه،<br />
وقال جربيل : يا اإبراهيم، اإن ربك يقول لك: اأما علمت اأن النار ل ترض اأحبائي؟.<br />
ثم نظر منرود واأرشف على اإبراهيم من رصح له، فراآه جالساً يف روضة وامللك قاعداً<br />
اإىل جنبه وما حوله نار حترق احلطب، فناداه: يا اإبراهيم، كبريٌ اإلهك الذي بلغتْ قدرته حال<br />
بينك وبني ما اأرى. يا اإبراهيم، هل تستطيع اأن تخرج منها؟ قال: نعم. قال:هل تخش اإن اأقمت<br />
فيها اأن ترضك؟ قال: ل. قال: فقم، فاخرُجْ منها، فقام اإبراهيم ميشي فيها حتى خرج منها.<br />
فلما خرج اإليه، قال له: يا اإبراهيم، مَ ن الرجل الذي راأيته معك يف مثل صورتك قاعداً اإىل<br />
جنبك؟ قال: ذاك ملك الظل، اأرسله اإيلّ ربي؛ ليوؤنسني فيها. فقال منرود: يا اإبراهيم اإين مقرب<br />
اإىل اإلهك قرباناً؛ ملا راأيت من قدرته وعزته فيما صنع بك حيث اأبيت اإل عبادته وتوحيده.<br />
اإين ذابح له اأربعة اآلف بقرة. فقال اإبراهيم: اإذاً ل يقبلها منك ما كنت على دينك حتى تفارقه<br />
اإىل ديني. فقال: ل اأستطيع ترك ملتي وملكي، ولكن سوف اأذبحها. فذبحها له منرود، ثم كف<br />
)10(<br />
عن اإبراهيم، ومنعه اهلل منه. ومل تاأت – يومئذ- دابة اإل اأطفاأت عنه النار اإل الوزغ.<br />
وقالوا يف تفسري قوله تعاىل: } فما كان جواب قومه اإل اأن قالوا اقتلوه اأو حرِّقوه<br />
فاأجناه اهلل من النار اإن يف ذلك لآيات لقوم يوؤمنون })سورة العنكبوت اآية 24(. ملا اأقام<br />
اإبراهيم الربهان على قومه، كان جوابهم جواب املتكرب، فقالوا: ل جتيبوا عن براهينه،<br />
واقتلوه، اأو حرّقوه. وكان ذلك قول بعضهم. لكن ملا قيل فيهم، ورضي به الباقون، اأُسند<br />
اإىل كلِّهم، فاتفقوا على حتريقه، فاأرضموا له النار، فاألقوه فيها، فاأجناه اهلل منها، ومل<br />
)11(<br />
يُسلطها عليه، بل جعلها عليه برداً وسالماً.<br />
وهكذا اأكون قد انتهيت من عرض ما قيل يف معنى حتريق اإبراهيم يف النار. وجملة<br />
ما قاله املفرسون هو: اإما اجتهاد، واإما نقل عن علماء بني اإرسائيل، وليس فيه نص واحد<br />
صحيح عن رسول اهلل غري حديث الوزغ – فيما اأعلم -.<br />
املساألة الثانية: مناقشة الأقوال والنظرة املوضوعية التاأملية يف املواضع التي ذُكِ ر<br />
فيها حتريقه يف القراآن.<br />
اأناقش اأقوال اأصحاب هذا الجتاه فاأقول: اإن غاية ما تعلق به هوؤلء املفرسون – يف<br />
هذا الصدد- هو اأقوال ماأثورة عمن اأسلم من اأهل الكتاب، مثل الذي يُروى عن كعب الأحبار<br />
وغريه، وهي التي فوض العلماء العلم بصحتها اإىل اهلل تعاىل. هذا مع العلم باأن التوراة<br />
عندهم مل تذكر هذه القصة، ومل تُرش اإليها. على جاللة اإبراهيم ، ومكانته عندهم، اإذ هو<br />
النبي الأب لأنبيائهم.<br />
اإذاً هي اأقوال رست اإليهم من علماء بني اإرسائيل، ليس فيها قول واحد صح عن النبي
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
اأنه قاله، وبنيّ فيه كيفية اإلقاء اإبراهيم يف النار. واإن الذي ورد هو: حديث اأم رشيك:<br />
حدثنا عبيد اهلل بن موسى اأو ابن سالم عنه: اأخربنا ابن جريح عن عبد احلميد بن جبري عن<br />
سعيد بن املسيب عن اأم رشيك رضي اهلل عنها اأن رسول اهلل اأمر بقتل الوزغ. وقال: " كان<br />
)12(<br />
ينفخ على اإبراهيم ".<br />
وعن سعيد بن املسيب اأن امراأة دخلت على عائشة وبيدها عكاز فقالت: ما هذا؟ فقالت:<br />
لهذه الوزغ؛ لأن نبي اهلل حدثنا:" اأنه مل يكن شيء اإل يُطفئ على اإبراهيم اإل هذه<br />
)13(<br />
الدابة" فاأمرنا بقتلها.<br />
وعن سائبة – مولة الفاكه بن املغرية – اأنها دخلت على عائشة فراأت يف بيتها رحماً<br />
موضوعاً، فقالت: يا اأم املوؤمنني، ما تصنعني بهذا؟ قالت: نقتل به هذه الأوزاغ، فاإن نبي<br />
اهلل اأخربنا: اأن اإبراهيم ملا اأُلقي يف النار مل تكن يف الأرض دابة اإل اأطفاأت النار غري<br />
)14(<br />
الوزغ، فاإنها كانت تنفخ عليه، فاأمر رسول اهلل بقتله"<br />
قال يعقوب بن سيد علي يف كتابه:)مفاتيح اجلنان رشح رشعة الإسالم(:)واإمنا نفخ؛<br />
لأن جبلتها على اخلبث والإفساد، واأنها بلغت مبلغاً استعملها الشيطان، فحملها على نفخ<br />
النار امللقى فيها اخلليل( )15( ، وهو عني ما قاله البيضاوي يف تفسريه، ول يبدو يل هذا<br />
التفسري مقنعاً، واإل لتوقفت عنده. ول اأجتراأ اأن اأخطو خطوة واحدة تبعدين عنه.<br />
لكني اأقول – برصاحة -: لقد تاأملت يف املواضع التي ورد احلديث عن حتريق<br />
اإبراهيم يف القراآن العظيم، وقد جاءت على ترتيب املصحف يف الأنبياء فالعنكبوت<br />
فالصافات.<br />
ففي الأنبياء: بعد اأن قص اهلل تعاىل حماورة اإبراهيم مع قومه يف ساأن الأصنام،<br />
وحتطيمه لها، ثم جمادلة قومه يف ساأنها، بعد ذلك كله سجل اقرتاح املالأ من قومه فقال:<br />
} قالوا حرِّقوه وانرصوا اآلهتكم اإن كنتم فاعلني قلنا يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم<br />
واأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخرسين وجنيناه ولوطاً اإىل الأرض التي باركنا فيها<br />
للعاملني ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكالً جعلنا صاحلني})الآيات 70-68(.<br />
ويف العنكبوت: سجل مقرتح قومه مرة اأخرى مبزيد من التفصيل فقال: } فما كان<br />
جواب قومه اإل اأن قالوا اقتلوه اأو حرّقوه فاأجناه اهلل من النار اإن يف ذلك لآيات لقوم<br />
يوؤمنون وقال اإمنا اتخذمت من دون اهلل اأوثاناً مودة بينكم يف احلياة الدنيا ثم يوم القيامة<br />
يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً وماأواكم النار وما لكم من نارصين فاآمن له لوط<br />
وقال اإين مهاجرٌ اإىل ربي اإنه هو العزيز احلكيم ووهبنا له اسحق ويعقوب})24 -27(.<br />
ويف الصافات، وبعد اأن رضب اأصنامهم، وجادلهم يف عدم صالحية هذه املنحوتات<br />
للعبادة، لأنها خملوقة من دون اهلل سجل مقرتحهم مرة ثالثة، فقال: } قالوا ابنوا له
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
بنياناً فاألقوه يف اجلحيم فاأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلني، وقال اإين ذاهب اإىل ربي<br />
سيهدين})99-97(. ثم يقص علينا هذا السياق القراآين خرب تبشريه مبولد اإسماعيل<br />
الذبيح، وما كان من فدائه اإضافة اإىل مولد اسحق. وقد ورد ذكر ذلك يف السورتني املتقدمتني<br />
خمترصاً، يف حني مت تفصيله يف الصافات.<br />
اأقول: من الواضح عند التاأمل يف السياقات القراآنية املتقدمة اأنها تتشابه يف عرض<br />
احلقائق الآتية:<br />
احلقيقة الأوىل: جمادلة اإبراهيم لقومه يف عدم صالحية اآلهتهم للعبادة، فهي<br />
ل ترض ول تنفع، ول ترزق، وهي خملوقة هلل منحوتة من البرش، كما هو واضح من خالل<br />
مراجعة سياق القصة يف السور الثالث.<br />
ومن خالل املراجعات العامة يف اآيات القراآن الكرمي، يبدو اأن هذه املحاورات مل تكن<br />
بني اإبراهيم وقومه فحسب، بل كانت مع اأبيه اأيضاً كما هو واضح من خالل سور اأخرى<br />
مثل ما وقع يف الأنعام ومرمي والزخرف واملمتحنة وبراءة التي عقبت على جانب من هذا<br />
)16(<br />
احلدث اأيضاً.<br />
احلقيقة الثانية: والأمر الثاين الذي تتشابه فيه هذه السور: اقرتاح املالأ من قوم<br />
اإبراهيم على بعضهم البعض، والذي يقضي باأن يتم حتريقه يف النار، واإلقاوؤه<br />
فيها- كما هو واضح من السياقات الآنفة الذكر-. ولكن الذي سكت عنه القراآن الكرمي هو:<br />
مساألة التحريق الفعلي لإبراهيم ، فهل اأُلقي يف النار على احلقيقة اأو ل ؟ كل ما هنالك<br />
اأن الآيات السالفة الذكر سجلت مطالبة املالأ من قومه بتحريقه يف النار، اأو قتله- كما<br />
فصل يف ذلك سياق العنكبوت-.<br />
اأما احلقيقة الثالثة التي تشابهت الآيات يف عرضها: تسجيل جناة اإبراهيم من<br />
النار، وذهابه اإىل الأرض املباركة يف فلسطني، وسياحته يف الأرض، وكيف منّ اهلل <br />
عليه بالذرية الصاحلة من اإسماعيل واسحق وباقي ذريته.<br />
والذي سكت عنه القراآن – مرة اأخرى- هل النجاة كانت قبل احلرق بالنار اأو بعده؟.<br />
كل ما يف الأمر اأن السياق القراآين اأوماأ اإمياءة خفيفة باأنه حصل ثمة حتريق، وذلك من<br />
خالل قوله تعاىل يف الأنبياء: } قلنا يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم }. اأي اأن<br />
اهلل نزع منها خصيصة الإحراق – كما قيل -.<br />
والذي فصّ ل يف هذا الأمر املسكوت عنه: الروايات الإرسائيلية التي حتدثت عن<br />
موضوع جمع احلطب والإلقاء يف النار. وقول اإبراهيم :)حسبنا اهلل ونعم الوكيل(. وهذه<br />
الروايات اأوردتها كتب التفسري املختلفة، وملا سكت عنها القراآن الكرمي، وملا مل تكن منه<br />
مبوقع املعارضة ول املناقضة، فنفوض العلم بصحتها اإىل اهلل تعاىل.
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
وختاماً لهذا املبحث اأقول: الواقع اأن معظم الآيات القراآنية يف ساأن اإبراهيم <br />
سكتت عن موضوع التحريق الفعلي بالنار، واكتفت بالقول: اإن احلرق اأو القتل اأو الإلقاء<br />
يف اجلحيم كان من مقرتحات قومه، وبعد ذلك كانت جمادلة اإبراهيم لأبيه وقومه يف<br />
ساأن اآلهتهم – كما وقع يف العنكبوت والصافات – ثم بعد ذلك اعتزل قومه، ووهب اهلل له<br />
الذرية الصاحلة، اإسماعيل واسحق وسائر بنيه من بعده.<br />
واإنه وبناءً على ذلك كله، فاإنني اأنظر يف الجتاه الآخر يف حتريق اإبراهيم بالنار،<br />
وساأعرضه يف املبحث الثاين مفصالً.<br />
واأنبِّهُ يف البداية اأنني ل اأقصد يف عرضه تقريره وتثبيته، اأو القول اإنه احلق الواقع، اأو<br />
واقع احلق يف احلرق، وغاية قصدي يف هذا العرض اأن اأقول: اإن القراآن حمَّال، واإنه ميكن<br />
فهمه على اأكرث من وجه، وخاصة القَصص فيه، رشط املحافظة على الإعجاز والعتبار،<br />
واإن الفهم السليم – فيما اأبحث هنا – هو ما ساأقرره يف نهاية البحث، وهو اإن شاء اهلل <br />
تعاىل احلق الذي ل بُعد فيه، ول عقل يُنافيه، ول جمال فيه للرد اأو العرتاض.<br />
املبحث الثاين: الجتاه العقلي يف حقيقة التحريق بالنار.<br />
لكي اأحيط باأهم جوانب هذا املبحث، ل بد من معاجلة النقاط التالية:<br />
النقطة الأوىل: حقيقة دعوة اإبراهيم <br />
. •<br />
. •<br />
النقطة الثانية: حماكمة اإبراهيم <br />
•النقطة الثالثة: الإعجاز من خالل الأركان املادية املحسوسة الواردة يف النص<br />
القراآين، التي تصور حادثة التحريق.<br />
النقطة األوىل: دعوته.<br />
كان اإبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من املرشكني، دعا قومه اإىل عقيدة التوحيد<br />
اخلالص، الصافية الثائرة على الآلهة الباطلة. وكان هدفه الأسمى هو: حتقيق هذه العقيدة<br />
النقية الساطعة يف ضباب هذه الوثنية السائدة. تلك هي مهمته العظيمة التي حطم بها<br />
اأصنام قومه، واأهان بها اآلهتهم املادية، فاأفسد عليهم اأديانهم وتصوراتهم، وهز نفوسهم<br />
ومشاعرهم هزة عنيفة، وكان قد بداأ دعوته بالإساءة اإىل اآلهتهم بالقول السيئ البليغ الذي<br />
جعل اأقرب الناس اإليه يحذره عقوبة كالمه اإن هو مل ينته عما يقول بالرجم والهجران<br />
والإهانة، قال تعاىل: } قال اأراغب اأنت عن اآلهتي يا اإبراهيم لئن مل تنته لأرجمنك<br />
واهجرين ملياً})مرمي، 46(؛ وذلك متسكاً بتقليد الآباء. وكذلك اأخرب اهلل تعاىل عن اإبراهيم<br />
يف حماجة قومه، بقوله: } ما تعبدون قالوا نعبد اأصناماً فنظل لها عاكفني قال<br />
هل يسمعونكم اإذ تدعون اأو ينفعونكم اأو يرضون قالوا بل وجدنا اآباءنا كذلك يفعلون}<br />
)الشعراء، 74-70(. فحادوا عن اجلواب القاطع عن مورد السوؤال اإىل الستمساك بتقليد
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الآباء. وكان هذا هو قرار قومه منه، يتقدمهم اأبوه يف الإساءة اإليه، ومن الواضح اأنه قرر<br />
اأن يعتزلهم بعد اأن استنفذ كافة السبل يف الإقناع واملحاورة دون جدوى، غري اأن اإبراهيم<br />
مل يكتف بهذا، ومل يقف عند هذا احلد من القول، بل تعداه اإىل اأمرٍ فائقٍ ملعهودهم، وهو<br />
رضب اآلهتهم،، واحلط من كرامتها وعلو قدرها.<br />
النقطة الثانية: حماكمته.<br />
ملا حطم اإبراهيم اآلهتهم –اأصنامهم احلجرية – باستثناء اأكربها اأثناء بعدهم<br />
عنها، عرفوا اأن اإبراهيم هو املشتبه به يف العتداء عليها، بناء على معهودهم السابق<br />
وهو: ما سمعوه عنه قبل ذلك، قال تعاىل: {قالوا من فعل هذا باآلهتنا اإنه ملن الظاملني<br />
قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له اإبراهيم })الأنبياء 60-59(.<br />
وساألوه بعد اأن جاوؤوا به يف مشهد عظيم: } قالوا اأاأنت فعلت هذا باآلهتنا يا اإبراهيم<br />
قال بل فعله كبريهم هذا فاساألوهم اإن كانوا ينطقون})63-62(.<br />
وهنا اأصل اإىل حقيقة مهمة وهي: اأن اإبراهيم مل يقر مبا فعل، ومل يكن يف القوم<br />
من يشهد عليه، فانعدم الدليل، وبقيت شبهة الدليل قائمة، وهي ليست بدليل قطعاً، فلم ميلك<br />
القوم اإل اأن يحاكموه حمكمة كيدية جتُ رِّمه، وتنتهي به اإىل املوت قتالً اأو حرقاً....<br />
ولكن، من اأين لهم اأن يتخلصوا منه على اأعني الناس بال برهان ومن غري بيان؟<br />
لذلك اآثروا اأن يسوقوه اإىل الترشيع املوجب لعقوبة قتله اأو حرقه اإن هو حُ كِ مَ ضده واأُثبت<br />
عليه فعله.<br />
والصوؤال هو: ما الترشيع املوجب لقتله اأو حرقه حتى يتخلص القوم منه؟ ويكون<br />
ذلك على اأعني الناس لعلهم يشهدون.<br />
وللجواب على هذا السوؤال، دخلتُ بولع شديد، اأُحمص الآراء والأقوال، واأُديل بدلوي يف<br />
الدلء، ويف نفس املياه التي يستقي منها غريي، ومل اأخرج عن نطاقها، مضيفاً هذا الراأي<br />
اإىل ما بينته يف املبحث الأول من اأن الآيات القراآنية تركت كيفية هالك اإبراهيم ومل<br />
توضحه، واإن القراآن حمَّال ومن هذا الباب املفتوح اأتقدم ؛ لأَسُ دَّ هذه الثغرة التي توجد<br />
يف ثنايا الراأي الذي بداأه املفرسون، ومل يُتِموه؛ بل اأمتُّوه مبشهدٍ ل يُتَصَ وَّر عقالً من لهيب<br />
نار يُناطح السماء، ورشر يُذَكِّ رُ بالقرص، واجلِ مالت الصُّ فْر، ميالأ الوادي، ول يحتاج من<br />
املخلوقات األّ اإىل الوزغ الصغري ينفُخُ عليه لإشعاله. فاأقول:<br />
من املمكن اأن اإبراهيم ، متت حماكمته حسب ما هو شائع معروف عندهم من<br />
الكيِّ بالنار، وهو وضع النار على لسان املتَّهم بواسطة اآلة حتُ مى يف النار حتى تصري ناراً<br />
حارقة، ثم يُكوى بها لسانه. فاإن كان صادقاً مل ترضه، واإن كان كاذباً اأثَّرت النار فيه اإىل
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
حد يشبه الكيّ . وهذا الذي يسميه اأهلُه والقائمون عليه:)البشعة(، اأو)التلحيس(، والقائم عليه<br />
هو: املُبشع، اأو املُلحس. )17( وهي اإحدى وسائل التحقيق والضغط النفسي على املتهم، والقرار<br />
فيها خاضع ملزاج املبشع امللحس، فاإما اأن يدينه، واإما اأن يربئه. ولعل هذا القانون العريف<br />
)18(<br />
كان سارياً اأيام اإبراهيم حسبما هو مقرر يف رشيعة حمورابي حوايل: )1780 ق.م(.<br />
ولو اأردت اأن اأدخل يف هذا الجتاه واأديل بدلوي فيه غري متجاوز لالإمكان فباستطاعتي<br />
اأن اأقول: هل هذا هو ما حصل لإبراهيم، وهو ما كان يحصل مع غريه من الذين يُتَّهمون<br />
بتهمٍ توجب العقوبة بالقتل اأو احلرق؟!.<br />
ولكن ما حصل مع اإبراهيم مغاير كل املغايرة ملا يكون مع غريه، فما يكون مع<br />
غريه هو حرق ملرة واحدة فحسب. اأما ما كان مع اإبراهيم ، فهو حتريق وليس حرقاً، اإذ<br />
احلرق غري التحريق، فالتحريق صيغة مبالغة، وهي تفيد تكثري الفعل من فاعله، اأيّ حرقٌ<br />
بعده حرقٌ بعده حرق..... وهكذا بداعي الكيد له، حتى توؤثر النار فيه فيستحق عقوبة احلرق<br />
بالإلقاء يف النار اأو القتل.<br />
ولعل هذا يوافق قوله تعاىل: } واأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخرسين }. حقاً، اإنه الكيد<br />
بالتحريق لكن دون جدوى؛ لأنه هنا تتدخل قدرة اهلل يف اإظهار ما هو فائق ملعهود البرش،<br />
ومبطل له، مهما كان التحدي؛ وذلك بسبب سلب اهلل خاصية الإحراق املودعة يف النار،<br />
وجعلها باردة عليه؛وذلك برهان من اهلل يربئ به خليله من التهمة، ويسلمه من العقوبة<br />
التي تنتظره والتي اأعدوا لها عدتها: } قلنا يا نار كوين برداً وسالماً على اإبراهيم <br />
واأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخرسين }.<br />
فههنا اأمران، اأَمَ رَ اهللُ بهما النار – وهي اإحدى جنود اهلل، مثلها مثل الرياح يف غزوة<br />
الأحزاب، ومثل الأمطار يف غزوة بدر-.<br />
الأمر الأول: كوين برداً: اأي باردة ل تكوي. ذلكم الإعجاز!<br />
الأمر الثاين: وسالماً: اأي كوين مُ سَ لِّمة له من التهمة. ذلكم الإعجاز!.<br />
النقطة الثالثة: اإلعجاز.<br />
دعني يف هذه النقطة استعرض الآيات الكرمية التي حتدثت عن ذلك العمل العظيم،<br />
وهو اأن قوماً اأرادوا اأن يتعززوا برشيعتهم العرفية؛ ليغلبوا نبياً على اأمره، ويصلوا اإليه بِرصَ ٍّ<br />
واأذى، فنرصه اهلل عليهم، ورد كيدهم بعد اأن كانوا يف ثقة من حتدّيهم، فلم يُفدهم ذلك شيئاً،<br />
بل اأرغم اهلل اآنافهم، وخيَّب سعيهم، واأضل اأعمالهم، وردهم برش خيبة، وكانوا ضالني،<br />
وكان دينهم عبادة الأوثان. فظهرت قدرة اهلل فوق قدرتهم صيانة لنبيه، وهي نعمة من اهلل<br />
غمر بها خليله.<br />
اأقول: اإن تفسري الآيات الكرمية – على نحو ما سبق - يشتمل على الأركان املادية
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املحسوسة التي وردت يف النص تُصَ ور حدث التحريق، وهي:<br />
•يشتمل على ثبوت)النار( الذي ورد يف النص القراآين حيث اأقول: اإن القوم وضعوا النار<br />
عليه.<br />
• يشتمل على ثبوت)التحريق( الذي ورد يف النص القراآين، حيث اأقول: اإن القوم حرّقوه<br />
وحرقوه، وكرروا وكرثوا وبالغوا يف ذلك وهو معنى التحريق.<br />
• يشتمل على ثبوت)الربد( الذي ورد يف النص القراآين، حيث اأقول: اإن اهلل تعاىل سلب<br />
النار خاصية احلرق فصارت باردة عليه.<br />
• يشتمل على ثبوت)السالم( الذي ورد يف النص القراآين، حيث اأقول: اإن السالم معناه<br />
الرباءة. واملراد براءته من التهمة املوجهة اإليه.<br />
• يشتمل على صريورة القوم خارسين وكانوا قد اأعدوا وجهزوا كل ما يلزم للتخلص منه.<br />
اأقول: وهذه الأمور اخلمسة: النار، التحريق، الربد، السالم، واخلرسان على اأعني الناس،<br />
هي الأركان املادية املحسوسة التي وردت يف النص القراآين. ففي قوله تعاىل: } قلنا يا<br />
نار} ذِكْ ر للنار. ويف قوله تعاىل: } قالوا حرقوه} ذِكْ ر للتحريق. ويف قوله تعاىل: }<br />
كوين برداً وسالماً { ذِكْ ر للربد والسالمة. ويف قوله تعاىل: } واأرادوا به كيداً فجعلناهم<br />
الأخرسين} ذِكْ ر للحدث اخلارس على اأعني الناس وبشهادتهم، وهي النهاية التي انتهى<br />
اإليها قوم اإبراهيم .<br />
وهكذا، اأكون قد ذكرت اأركان الواقعة كما ذكرها القراآن الكرمي من غري اأن اأُنقص منها<br />
شيئاً. وهي نفس الأركان التي ذكرها املفرسون جميعاً، واتَّفقوا على ثبوتها يف احلدث الذي<br />
عظَّ موه وضخَّ موه وهوَّلوه.<br />
ولكن، بقي اأن يقال: كيف هذا؟ ويف قوله تعاىل: } قالوا ابنوا له بنياناً فاألقوه يف<br />
اجلحيم فاأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلني }.<br />
ولكي اأتبنيَّ اجلواب اأعود اإىل الآيات مرة اأخرى؛ لأجد اأن الآيات تركت بيان الإلقاء يف<br />
اجلحيم. وهذا جانب يف الواقعة يتطلع العقل اإىل معرفته؛ لتتم له معرفة الواقعة من جميع<br />
جوانبها، ونحن نتلمس السبيل ملعرفة هذا اجلانب، فاإن الروايات فيه كثرية وخمتلفة، واإن<br />
الأفكار والآراء فيه تتزاحم متواردة على اجلانب الذي ذَكَ رَ اأن الآيات القراآنية مل تبينه.<br />
واإن اختالف الروايات يف اأمر الإلقاء يف النار يدل على اأن الآراء فيه وليدة الجتهاد<br />
يف املنقول عمن ليس السماع عنه حجة ملزمة – اأعني من اأسلم من اأهل الكتاب –.<br />
لعلَّ هذا هو تصوير حادثة حتريق اإبراهيم كما وردت يف القراآن، وهو تصوير<br />
ل يخرج عن نطاق النص القراآين مع ما ورد عن املفرسين يف تفسريه، ليس يل شيء فيه<br />
سوى هذه الإضافة املحتملة املمكنة عقالً التي ربطتْ بها بني ما ورد يف النص، وما
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
يكون قد حدث، وهذه الإضافة هي يف الواقع تفسريٌ من غري الإرسائيليات. اأو هي مثلها<br />
يف الصورة البعيدة عن احلق والواقع، مع علمنا اأنه ل يتوقف ظهور اأثر قدرة اهلل تعاىل يف<br />
قهر قوم اإبراهيم على اأن يكون اإبراهيم يف نار مشتعلة يف حطب ميالأ الوادي،<br />
ويشوي الطيور الطائرة فوق النار، بل تظهر يف عود حطب واحد مشتعل تُسلب منه خاصيته<br />
املحرقة. ذلكم الإعجاز.<br />
وسواءٌ حُ رِقَ اإبراهيم يف النار، اأو حرِّق بالنار، وسواء كانت النار متالأ الوادي، اأو يف<br />
حجم حديدة صغرية، وسواء هذا اأو ذاك، فاإن النتيجة واحدة وهي: اأنهم صاروا بسبب عدم<br />
تاأثري النار يف اإبراهيم هم الأخرسين الأسفلني، وحمى اهلل نبيه وخليله من كيد<br />
الكائدين، وجناه اإىل الأرض املباركة، ووهب له ذرية صاحلة. ذلكم الإعجاز.<br />
ولعل السبب يف هجره اأرض الكلدانيني – اأرض اآبائه واأجداده -، هو تيقن القوم من<br />
اأن اإبراهيم هو الذي فعل ما فعل باآلهتهم - وهو يف الواقع الذي فعل ما فعل -، مما<br />
جعله غري مطمئن اإىل العيش وسط قوم يُكنُّون له الضغينة، ويرتبصون به للنيل منه على<br />
اأي شكل كان، ولعلمه الأكيد اأنهم من القاسية قلوبهم. وقد علم اهلل تعاىل منهم ذلك فنجَّ اه<br />
ولوطا اإىل الأرض املباركة.<br />
االعتقاد الصحيح يف حتريقه:<br />
وحاصل ذلك كله اأقول:<br />
اإن باإمكان املفرس اأن يفرس التحريق على الوجه الذي سبق، لكن هذا التفسري ل يخلو<br />
من العرتاضات واملاآخذ، وهو راأي يف العقيدة النبوية على طريقة عقلية غريبة عجيبة،<br />
تخرج على اإجماع املسلمني، وبدهيات العقيدة الصحيحة.<br />
واإن من يعمد اإىل نصوص القراآن ويفرسها بتفسريات ل تُعقل بحال من الأحوال، ول<br />
حتت اأي ظرف من الظروف، كما هو يف النقل عمن اأسلم من بني اإرسائيل-الإرسائيليات-<br />
اأو يوؤوله بتاأويالت غريبة عجيبة – على نحو ما سبق -، يظلم النصوص، ويتجاوز احلق<br />
والواقع، وواقع احلق يف حتريق اإبراهيم .<br />
وهو يف احلالني يبني ما يشبه اأن يكون حقا على باطل رصِ ف، وكالهما ليس من<br />
احلق يف شيء.<br />
اأما الباطل الرصِ ف فهو القول مبا ل يعقل؛ اأي مبا ينايف العقل من مشاهد التحريق<br />
املهولة، بعيدة التَّصوُّر، واأما ما يشبه احلق وليس بحق فهو القول بالتاأويل البعيد للتحريق.<br />
– وكال القولني بعيد جداً-.<br />
واأما احلق الثابت الذي ل بُعد فيه ول عقل يُنافيه فهو القول مبا يلتقي به العقل<br />
الرصيح مع النص الصحيح وهو ما ندين اهلل تعاىل به، وهو:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
اإن اخلوارق اجلائزة عقال ل مانع من وقوعها بقدرة اهلل تعاىل مع نبي من الأنبياء،<br />
فالأنبياء موؤيدون من العناية الإلهية مبا ل يعهد للعقول ول لالستطاعة البرشية. واإن هذا<br />
الأمر الفائق ملعهود البرش هو املعجزة التي حصلت خلليله، حيث األقي يف البنيان الذي بنوه<br />
له، واأرضموا فيه النار املحرقة، من دون تضخيم للمشهد –كما هو يف الإرسائيليات-،<br />
وكاأن الفتى اإبراهيم خارج عن معهود الإنسان، اأو فوق رتبة البرش. ومن غري تقليل<br />
من ساأنه، اأيضاً بحيث يُقال اإنه جرى عليه ما يجري على غريه من عوام الناس من الكيِّ<br />
والتلحيس بالنار، اأو الربط بشجرة تنبت بالدهن، اأو عدم حصول التحريق اأصالً، كما هو<br />
راأي »حممد اأسد«.<br />
فالسور الكرمية التي ذكرت لنا هذا احلدث العظيم تعلمنا اأن اهلل سبحانه وتعاىل يريد<br />
اأن يذكر املوؤمنني به بعمل عظيم من اأعماله الدالة على عظيم قدرته، واإن كل قدرات البرش<br />
خاضعة لسلطان قدرته، واأنه تعاىل هو القادر القاهر فوق عباده.<br />
ذلك العمل العظيم هو اأن قوم اإبراهيم اأرادوا اأن يغلبوا اإبراهيم على اأمره،<br />
ويصلوا اإليه بالتحريق واملوت املحقق، فاأرضموا له نارا يف بنيان بنوه – مبا هو معتاد<br />
مثله من بناء وجمع حطب يكفي حلرق اإنسان واحد - واألقوه يف النار من غري قذف<br />
باملنجنيق، فرد اهلل كيدهم، واأبطل تدبريهم بعد اأن كانوا يف ثقة من اأمرهم. ونرص اهلل<br />
نبيَّه وصاروا هم الأخرسين.<br />
هذا هو الراأي املختار يف مشهد حرق اإبراهيم ، اأعرضه يف هذا البحث املتواضع،<br />
وهو راأي يجب فهمه، ويجب الأخذ به؛ بل يجب العتقاد به، ملا فيه من تقرير حقيقة املعجزة<br />
التي اأيَّد اهلل بها خليله، وجنَّ اه من احلرق اأوَّل، وملِ ا فيه من العتبار والتِّعاظ املقصود<br />
من القصة ثانيا، ولردِّ ما يُقال من حكايات فيها ما فيها من اإفراط يف وصف املشهد، اأو<br />
تفريط فيه ثالثا فاإن اخلري كل اخلري يف التِّباع، والرش يف البتداع.<br />
هذا هو القول الصواب فيما حصل مع خليل اهلل اإبراهيم ، " واهلل غالب على اأمره<br />
ولكن اأكرث الناس ل يعلمون ")يوسف اآية 21(. صدق اهلل العظيم.
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
اخلامتة:<br />
ويف ختام البحث اأعرض ثالث نتائج هامة توصَّ لت اإليها، واأوصي اأهل العلم بدين اهلل<br />
خاصة بوصية، واأنصحهم بنصيحة، فاإن الدين النصيحة.<br />
النتائج:<br />
من املوؤكد اأن اإبراهيم اأُلقي يف النار وجنَّ اه اهلل منها، ولكن من غري املوؤكد ما ذكر<br />
يف الروايات الإرسائيلية من التهويل والتضخيم ملشهد حرقه. ويكفينا ما تطمئن له النفس،<br />
ويخلد اإليه القلب، ويقتنع به العقل يف هذا احلدث العظيم. وليس لأحد مهما كان سبيلٌ اإىل<br />
جماوزة ما ورد يف القراآن والسنة.<br />
من املوؤكد اأيضاً، اأن اإبراهيم هو من الأنبياء الآباء عند اليهود، ومن املوؤكد اأن التحريف<br />
دخل على التوراة، واأن ما عندهم من الأسفار املقدَّسة حمُ َ رَّف، واإل ملا جتاهلوا هذه القصة<br />
العظيمة مع هذا النبي الأب عندهم. فهم ل يعرفون عنها شيئا، ول اأقل شيء. والغريب<br />
العجيب اأن معظم الروايات يف حتريقه باملشهد املُروِّع هي من مرويّات علماء بني اإرسائيل<br />
– الإرسائيليات - فمن اأين جاءوا مبا قالوا؟.<br />
قساوة قلوب اأهل القرى يف اأرض الكلدانيني، حيث كان اإبراهيم يف مدينة)اأور(<br />
ومل يوؤمن معه اإل لوط، وكان يونس يف مدينة)نينوى(، ومل يوؤمن معه اأحد حتى عاد من<br />
بطن احلوت، وكان نوح يف املنطقة ذاتها يف مدينة بابل)شنغار( – اإحدى نواحي اأرض<br />
الكلدان -، ومل يوؤمن معه اإل القليل القليل حتى جاء الطوفان.<br />
التوصية:<br />
اأوصي اإخواين من اأهل العلم بدين اهلل خاصة، اأن يثبتوا ما اأثبته اهلل يف كتابه<br />
الكرمي الذي ل ياأتيه الباطل من بني يديه ول من خلفه، وما اأثبته النبي يف سنته املرشَّفة،<br />
من غري تاأويل ول تهويل. واأن يقفوا عند مراد اهلل تعاىل، ومراد رسوله .<br />
واأختم بنصيحة اأُذكِّ ر فيها برضورة اأن يتخلصوا من الإرسائيليات التي سيطرت على<br />
عقول وقلوب املسلمني، فاعتقدوا بها جيال بعد جيل، دون وعي اأو تفكري. واأن ل يتجروؤا يف<br />
تفسري النصوص الواضحات املحكمات اإىل حد التكلُّف يف التفسري، واخلروج على اإجماع<br />
املسلمني. فاإن الدين النصيحة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
واأساأل اهلل تعاىل بعد حسن الثناء عليه اأن يوفقني دوما لفهم مراده، والوقوف عنده<br />
من غري غلو ول تقصري. واأن يتقبله مني بقبول حسن.<br />
شاكرا من يقراأ بحثي هذا، وداعيا له بظهر الغيب باأن يقضي اهلل مصلحته، ويوفقه<br />
خلري العمل، ويجزل له الثواب على ما يبديه يل من مالحظات على هذا البحث، مبا قد يكون<br />
فيه من هفوات وزلت واأخطاء، اأعد بتصحيحها، وعزائي يف ذلك اأنني برش، واأن الكمال هلل<br />
وحده، واإن العصمة لالأنبياء عليهم السالم، وكفى بربك هاديا ونصريا.
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
اهلوامش<br />
1الرازي، 1. حممد، تفسري الفخر الرازي املشتهر بالتفسري الكبري ومفاتيح الغيب املجلد 16<br />
صفحة 118.<br />
– 2<br />
3 .<br />
. 2الطربي، حممد، جامع البيان عن تاأويل اآي القراآن جزء 17 ص43 -45 دار الفكر<br />
بريوت – 1405ه.<br />
3 الزخمرشي، حممود، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل يف وجوه التاأويل،<br />
ج3 ص126، دار اإحياء الرتاث العربي – بريوت، وابن كثري، اإسماعيل، تفسري القراآن<br />
العظيم ج3 ص 184 دار الفكر – بريوت 1401ه، والسعدي، عبد الرحمن، تيسري<br />
الكرمي الرحمن يف تفسري كالم املنان ج1 ص725، موؤسسة الرسالة بريوت 1421ه<br />
حتقيق بن عثيمني. اأبو حيان، حممد، تفسري البحر املحيط ج6 ص304، دار الكتب<br />
العلمية – بريوت 1422ه. الثعلبي، اأحمد، الكشف والبيان، ج6 ص282، دار اإحياء<br />
الرتاث العربي- بريوت 1422ه. الشنقيطي، حممد اأضواء البيان يف اإيضاح القراآن<br />
بالقراآن، ج4 ص162، دار الفكر – بريوت 1415ه.<br />
. 4 السمعاين، منصور<br />
. 4الزخمرشي، الكشاف، ج3 ص126. تفسري ابن كثري ج3 ص 184<br />
ج3 ص390، دار الوطن – الرياض، 1418ه. الطربي، ج17 ص43.تفسري الثعلبي<br />
ج6 ص282. تفسري القراآن، اختصار النكت للماوردي، الإمام عز الدين بن عبد السالم،<br />
ج2 ص328، دار ابن حزم- بريوت 1416ه. الشيباين، حممد، الكامل يف التاريخ<br />
ج1 ص75، دار الكتب العلمية – بريوت 1415ه. الطربي، حممد، تاريخ الطربي ج1<br />
ص146، دار الكتب العلمية – بريوت.<br />
5الزخمرشي، 5. الكشاف ج3 ص126، تفسري ابن كثري ج3 ص126، تفسري ابن كثري ج3<br />
ص184، تفسري السمرقندي 431/2، تفسري الطربي 43/17. اجلوزي، عبد الرحمن، زاد<br />
املسري يف علم التفسري، ج5 ص367، دار النرش املكتب الإسالمي- بريوت 1404ه.<br />
تفسري البحر املحيط لأبي حيان ج6 ص304، تفسري الثعلبي ج6 ص 281. تفسري العز<br />
بن عبد السالم، ج2 ص328. البداية والنهاية لبن كثري ج1 ص146، مكتبة املعارف<br />
– بريوت. الكامل يف التاريخ للشيباين ج1 ص75. تاريخ الطربي، ج1 ص147، تفسري<br />
القراآن)تفسري ابن اأبي حامت( عبد الرحمن الرازي ج9 ص 3048، املكتبة العرصية –<br />
صيدا.<br />
6تفسري . 6 ابن كثري ج3 ص ، 184 معامل التنزيل للحسني بن مسعود الفراء البغوي،<br />
ج3 ص250، دار املعرفة – بريوت. تفسري السمرقندي املسمى بحر العلوم، لنرص
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
السمرقندي، ج2 ص431، دار الفكر – بريوت، تفسري الطربي 34/17. زاد املسري<br />
للشوكاين 366/5 تفسري البحر املحيط لأبي حيان 304/6، تفسري الثعلبي 281/6.<br />
. 7تفسري البغوي 250/3. تفسري السمرقندي 432/2. تفسري الطربي 45/17<br />
البحر املحيط 304/6. تفسري الثعلبي 281/6. البداية والنهاية لبن كثري 146/1.<br />
الكامل يف التاريخ للشيباين 76/1. تاريخ الطربي ج1 ص147.<br />
. 8الكشاف للزخمرشي 127/3. تفسري البغوي 251/3. تفسري الطربي 44/17<br />
املسري للشوكاين 367/5. تفسري الثعلبي 281/6. تفسري العز بن عبد السالم 329/2.<br />
تاريخ الطربي 147/1. التسهيل لعلوم التنزيل، للغرناطي حممد، ج3 ص29، دار<br />
الكتاب العربي – لبنان 1403ه. روح املعاين يف تفسري القراآن العظيم والسبع املثاين<br />
لالألوسي ج17ص68، دار اإحياء الرتاث العربي – بريوت. اإرشاد العقل السليم اإىل مزايا<br />
القراآن الكرمي، اأبو السعود العمادي ج6 ص76 – دار اإحياء الرتاث العربي – بريوت.<br />
اأنوار التنزيل واأرسار التاأويل للبيضاوي ج4 ص100، دار الفكر بريوت. تفسري اجلاللني،<br />
املحلي والسيوطي ج1 ص427 دار احلديث – القاهرة. تفسري القرطبي ج11 ص304.<br />
تفسري النسفي)مدارك التنزيل وحقائق التاأويل( اأحمد حممود النسفي ج3 ص86.<br />
. 9تفسري الطربي 44/17. الدر املنثور 305/3. تفسري ابن اأبي حامت ج9 ص3048<br />
10)10( تفسري البغوي 251/3. تفسري الطربي 44/17، زاد املسري 367/5<br />
الثعلبي 282/6. البداية والنهاية لبن كثري 146/1. روح املعاين لالألوسي 68/17.<br />
وقد روى البخاري احلديث عن سعيد بن املسيب عن اأم رشيك اإن رسول اهلل اأمر بقتل<br />
الوزغ وقال:)كان ينفخ على اإبراهيم صحيح البخاري: حممد بن اإسماعيل اأبو عبد<br />
اهلل البخاري اجلعفي 255/3 دار ابن كثري، اليمامة، بريوت ط3، 1407ه، حتقيق د.<br />
مصطفى ديب البغا.<br />
11 التفسري الكبري اأو مفاتيح الغيب، فخر الدين حممد بن عمر التميمي الرازي، دار الكتب<br />
العلمية – بريوت 1421ه - 2000م، ط1، ج25 ص46. اجلامع لأحكام القراآن،<br />
للقرطبي 388/13، دار الشعب – القاهرة. تفسري الطربي، 132/10 تفسري البيضاوي<br />
7 تفسري<br />
8 زاد<br />
. 9<br />
. 10 تفسري<br />
313/1. تفسري النسفي 255/3.<br />
12<br />
11<br />
12 اجلامع الصحيح املخترص، تاأليف حممد بن اإسماعيل اأبو عبد اهلل البخاري اجلعفي، دار<br />
النرش: دار ابن كثري، اليمامة – بريوت 1407 ه - 1987م ط3 حتقيق د. مصطفى البغا.<br />
13النسائي، سنن النسائي، كتاب احلج، باب قتل الوزغ)2844<br />
1414ابن ماجه، سنن ابن ماجة، كتاب الصيد، باب قتل الوزغ)3353 (، قال يف الزوائد:<br />
اإسناد حديث عائشة صحيح رجاله ثقات.<br />
.) 13
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
. 15<br />
،) 16<br />
18<br />
19<br />
15يعقوب بن سيدي علي ت931، مفاتيح اجلنان رشح رشعة الإسالم ص501<br />
16الأنعام، الآيات:)81-74(، مرمي، الآيات:)50-41(، الزخرف، الآيات:)26، 27<br />
املمتحنة، الآيات:)4، 5(، براءة الآية:)114(.<br />
1717صحيفة الرياض السعودية: اخلميس 18 شعبان 1423ه، العدد 12543 نقالً عن<br />
روائع من الشعر النبطي، لعبد اهلل اللويحان.<br />
18 اأركاماين: جملة الآثار والأنرثوبولوجيا السودانية، جملة الكرتونية تهتم بنتائج البحث<br />
الآثاري والنرثوبولوجي، ص16.<br />
19 يف مقال للدكتور اإبراهيم عوض يرد فيه على املسترشق النمساوي)حممد اأسد( ليوبولد<br />
فايس يف راأيه الغريب يف املعجزات وهو قوله:)اإن ما يقوله القراآن ل يزيد عن اأن يكون<br />
اإشارة رمزية اإىل نار الضطهاد التي كان على اإبراهيم اأن يقاسيها والتي ستصبح بعد<br />
ذلك بسبب عنفوانها مصدر قوة روحية وسالم باطني له(..httn://www.alarabnews<br />
com/alshaab/2005/03-06-2005/a4.htm
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
مصادر ومراجع البحث<br />
القرآن الكريم.<br />
1الألوسي، . 1 حممود، روح املعاين يف تفسري القراآن العظيم والسبع املثاين، ج11 ص68 ،<br />
دار اإحياء الرتاث العربي – بريوت.<br />
. 2الأندلسي، حممد، تفسري البحر املحيط، ج 6 ص304، دار الكتب العلمية لبنان–<br />
1422ه - 2001م، الطبعة الأوىل، حتقيق عادل عبد املوجود، وعلي معوض.<br />
. 3ابن عبد السالم، عز الدين، تفسري القراآن/اختصار النكت للماوردي، ج2 ص328<br />
ابن حزم – بريوت 1416ه - 1996م، الطبعة الأوىل، حتقيق الدكتور عبد اهلل بن<br />
اإبراهيم الوهبي.<br />
4ابن . 4 كثري، اإسماعيل، البداية والنهاية، ج1 ص146 ، مكتبة املعارف بريوت.<br />
. 5ابن كثري، اإسماعيل، تفسري القراآن العظيم، ج3 ص184، دار الفكر –<br />
1401ه.<br />
. 6ابن ماجة، سنن ابن ماجة، كتاب الصيد، باب قتل الوزغ)3353<br />
. 7اأبو السعود، حممد، اإرشاد العقل السليم اإىل مزايا القراآن الكرمي، ج6 ص76<br />
الرتاث العربي – بريوت.<br />
. 8البخاري، حممد، اجلامع الصحيح املخترص، 1226/3، دار ابن كثري، اليمامة<br />
بريوت 1407ه - 1987م، الطبعة الثالثة، حتقيق د. مصطفى البغا.<br />
9البغوي، . 9 احلسني، معامل التنزيل، ج3 ص250، دار املعرفة – بريوت، حتقيق خالد<br />
عبد الرحمن العك.<br />
1البيضاوي، 0 عبد اهلل، اأنوار التنزيل واأرسار التاأويل، ج4 ص100، دار الفكر –<br />
1 111 الثعلبي، اأحمد، الكشف والبيان)تفسري الثعلبي(، ج6 ص282 ، دار اإحياء الرتاث<br />
العربي- بريوت، 1422ه-2002م، الطبعة الأوىل، حتقيق حممد بن عاشور.<br />
1 2 اجلاللن، حممد املحلي، عبد الرحمن السيوطي، تفسري اجلاللني، ج1 ص427<br />
احلديث – القاهرة، الطبعة الأوىل.<br />
1اجلوزي، 3 عبد الرحمن، زاد املسري يف علم التفسري، ج5 ص367، املكتب الإسالمي<br />
بريوت، 1404ه - الطبعة الثالثة.<br />
1الرازي، 4 عبد الرحمن، تفسري القراآن)تفسري ابن اأبي حامت(، ج9 ص3048<br />
العرصية – صيدا، حتقيق: اأسعد حممد الطيب.<br />
1)الرازي، 5 حممد، التفسري الكبري اأو مفاتيح الغيب، ج25 ص46، دار الكتب العلمية<br />
بريوت، 1421ه - 2000م، الطبعة الأوىل.<br />
2 بريوت،<br />
، 3 دار<br />
5 بريوت،<br />
.) 6<br />
، 7 دار اإحياء<br />
– 8<br />
10 بريوت.<br />
، 12 دار<br />
– 13<br />
، 14 املكتبة<br />
– 15
حتريق إبراهيم عليه السالم<br />
_ عرض ونقد-<br />
د.حافظ اجلعبري<br />
1 616 الزخمرشي، حممود، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل يف وجوه التاأويل،<br />
3، ص126، دار اإحياء الرتاث العربي – بريوت، حتقيق عبد الرزاق املهديج.<br />
1 7 السعدي، عبد الرحمن، تيسري الكرمي الرحمن يف تفسري كالم املنان، ج1 ص725<br />
موؤسسة الرسالة- بريوت، 1421ه - 2000م، حتقيق ابن عثيمني.<br />
1 8 السمرقندي، نرص، تفسري السمرقندي املسمى بحر العلوم، ج2 ص431، دار الفكر<br />
بريوت، حتقيق الدكتور حممود مطرجي.<br />
1 9 السمعاين، منصور، تفسري القراآن، ج3 ص390، دار الوطن، الرياض، 1418<br />
1997م، الطبعة الأوىل، حتقيق يارس بن اإبراهيم، وغنيم بن عباس بن غنيم.<br />
2 0 الشنقيطي، حممد الأمني، اأضواء البيان يف اإيضاح القراآن بالقراآن، ج4 ص162<br />
الفكر – بريوت، 1415ه -1995م، حتقيق مكتب البحوث والدراسات.<br />
2الشوكاين، 121 حممد، فتح القدير اجلامع بني فني الرواية والدراية من علم التفسري ج4<br />
ص402، دار الفكر – بريوت.<br />
2 2 الشيباين، علي، الكامل يف التاريخ، ج1 ص75، دار الكتب العلمية بريوت، 1415<br />
الطبعة الثانية، حتقيق عبد اهلل القاضي.<br />
2 3 الطربي، حممد، تاريخ الطربي، ج1 ص146، دار الكتب العلمية –<br />
2 4 الطربي، حممد، جامع البيان عن تاأويل اآي القراآن، ج17 ص45-34<br />
بريوت، 1405ه.<br />
2 525 الغرناطي، حممد، التسهيل لعلوم التنزيل، ج3 ص29 ، دار الكتاب العربي-لبنان،<br />
1403ه-1983م، الطبعة الرابعة.<br />
2 6 القرطبي، حممد، اجلامع لأحكام القراآن، ج13 ص338، دار الشعب –<br />
2 7 النسائي، سنن النسائي، كتاب احلج، باب قتل الوزغ)2844<br />
2 8 النسفي، اأحمد، تفسري النفسي “مدارك التنزيل وحقائق التاأويل”، ج3 ص86<br />
، 17<br />
– 18<br />
19 ه-<br />
، 20 دار<br />
22 ه،<br />
بريوت.<br />
23 ، دار الفكر-<br />
24 26 القاهرة.<br />
.) 27<br />
. 28<br />
2 929 الدوريات:<br />
. •<br />
. •<br />
اركاماين جملة الآثار والنرثوبولوجيا السودانية، جملة الكرتونية ص16<br />
صحيفة الرياض السعودية: اخلميس 18 شعبان 1423ه، العدد 12543<br />
•عوض، اإبراهيم، املسترشق النمساوي حممد اأسد وراأيه الغريب يف املعجزات، النرتنت:<br />
http://www.alarabnews.com/slshaab/2005/03-06-2005/a4.htm. 3 030
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الفكر القومي بني متطلبات التجديد<br />
والعودة اىل املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن*
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
ملخص<br />
الهدف الرئيس لهذه الدراسة هوالسعي لتطوير الفكر القومي العربي من خالل تلمس<br />
اإخفاقات التيارات الرئيسة للقوميني العرب منذ بداية النصف الثاين للقرن العرشين يف<br />
ثالثة جمالت اأساسية هي: دور السالم، والسلطة السياسية والوحدة العربية، ولهذا جند<br />
البحث شديد الرتكيز على رضورة حتديث الفكر القومي التقليدي، ومتطلبات هذا التحديث<br />
وماهيته، وذلك لنتاج فكر قومي جديد يزاوج بني متطلبات التجديد والعودة اإىل املنابع<br />
الأصيلة. فقد تعاملت التيارات القومية مع الدين الإسالمي باعتباره تراثا ثقافيا فحسب،<br />
يف حني يعدّ السالم املكون الأساسي للشخصية العربية والثقافة العربية، بل اإن الإسالم<br />
هو صانع الأمة العربية ولأول مرة يف التاريخ يقوم دين بصناعة اأمة.<br />
وسعى القوميون العرب لستالم السلطة يف الأقطار العربية دون اأن يكون لهم فكرة<br />
عن ماهية السلطة التي يريدون اإنشاءها، ول عن بنيتها اأو الفلسفة اأو العقيدة التي تقوم<br />
عليها، فاأقاموا اأنظمة استبدادية اضطهدت مواطنيها العرب اإىل جانب الأقليات العرقية<br />
التي يتمتع اأفرادها باملواطنة، كما نادت التيارات القومية بتحقيق الوحدة العربية دون اأن<br />
تكون لديهم اأيضا روؤية واضحة عن كيفية حتقيقها وبنيتها ومضمونها.<br />
ويعرض الباحث يف سياق بحثه العنارص اجلديدة التحديثية التي يجب اأن ينطوي<br />
عليها الفكر القومي اجلديد.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Abstract<br />
The main goal of this research is to seek modernization of Arab national<br />
thought through the discusion of the positions of main national Arab trends<br />
towards three highly important topics:Role of Islam, Political Authority<br />
and Arab unity since the beginning of the second half of twentieth century<br />
and the collapse thereof. The research concentrates on the necessity for<br />
modernization of tradition Arabic thought and the prerequisite thereof, so<br />
as to produce a new Arabic thought that bridging the necessity of returning<br />
back to the genuine sources and modernization.<br />
Main Arab trends consider Islam as a cultural heritage, while it was<br />
the creator of the Arab Nation and the main formulator of Arabic identity<br />
and Arabic culture.<br />
Arab nationalists also sought for acquisition of the political authority<br />
in Arab countries and to achieve the Arab unity with no vision regarding<br />
the ways of construction nor to the essence and theoretical framework<br />
thereof. Subsequently, they established dictatorship regimes that persecute<br />
their Arab nationals and other ethnical and cultural minorities as well.<br />
The author displays in the context of the research, the new main<br />
conceptions that should be introduced into the traditional Arabic thought<br />
so as to produce new Arabic thought.
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
مقدمة<br />
خاض القوميون العرب على اختالف تياراتهم، يف النصف الثاين من القرن العرشين،<br />
غمار جتربة امتدت ما يزيد على نصف قرن، واأفضت اإىل نتائج كارثية. وبالرغم من مرارة<br />
التجارب التي خاضها البعثيون والقوميون العرب والزعيم الراحل جمال عبد النارص، فاإن<br />
هذا ليعني باأي حال اأن نستدير اإىل الوراء كي نصب اللعنات على صانعي هذه التجارب<br />
الفاشلة، فال ميكن لأحد اأن ينكر اأن هذه القوى متكنت على الأقل من استثارة حمية الشعوب<br />
العربية للدفاع عن كرامتها وجمع اأشالئها، وعززت الوعي بطبيعة املخططات الستعمارية<br />
والصهيونية يف املنطقة العربية، واأهمية حتقيق الوحدة العربية ملواجهتها، بل حيويتها<br />
لوجود العرب ومستقبلهم، واأنعشت كفاح حركات التحرير الوطنية العربية املناضلة ضد<br />
الوجود الستعماري الربيطاين والفرنسي يف الوطن العربي، كما نقل عبد النارص مرص من<br />
الوطنية املرصية الضيقة اإىل القومية العربية الرحبة، واكتسبت احلركة الوطنية املرصية،<br />
يف عهده وبتاأثريه، مضمونا قوميا فاأصبحت حركة وطنية دينية ذات بعد قومي بعد اأن كانت<br />
حركة وطنية دينية رصفة. ومع ذلك، طغت الأخطاء على الإجنازات، بل بهتت هذه الأخرية اإىل<br />
حد التالشي مع تقادم الزمن، وفقدت الثقة يف التيارات القومية والفكر القومي، ويف الأقطار<br />
التي حكمتها غابت الثقة بني احلاكم واملحكوم بسبب فقدان التعاطي الدميقراطي والإخفاق<br />
يف حتقيق الأهداف القومية الكربى، وبالنتيجة انكشفت سوءات الفكر والعمل القوميني.<br />
وحني متكنت تيارات قومية واإسالمية من انتزاع السلطة يف عدد حمدود من الدول<br />
العربية، شهدنا يف كلتا احلالتني، سيادة اأنظمة مستبدة مع غياب تام لدولة القانون<br />
وحقوق الإنسان. ولهذا مل يكن الإنفصال بني العروبة والإسالم سمة خاصة بالفكر السياسي<br />
القومي حرصا، »بل اإن الفكر السياسي الإسالمي املعارص شاطره اأطروحة النفصال، واأعاد<br />
اإنتاجها يف نصوصه واأدبياته، اإذ مل يكن القوميون وحدهم من عرب عن ذلك النفصال<br />
من خالل اإسقاط عامل الدين)الإسالم( يف تكوين الأمة وشخصيتها القومية)العروبة(، بل<br />
فعل الإسالميون الشيء نفسه حني وعوا الإسالم مبعزل عن العروبة، واستصغروا ساأنها،<br />
بل هاجموها وعدوها يف جملة)العصبية اجلاهلية( التي حاربها الإسالم يف ما زعموا،<br />
وبذلك يكون الفريقان، معا، »قد خاضا مضاربة اأيديولوجية يف الهوية غري ذات عالقة<br />
باملوضوعية العلمية، اأو بالواقع التاريخي، الأمر الذي يوسع دائرة النقد بحيث تشمل جممل<br />
)1(<br />
الفكر السياسي العربي املعارصل تيارا بعينه«.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
ومل يكن للتجربة القومية فكرا وممارسة، يف نهاية املطاف، اإل اأن تتمخض عن دروس<br />
خصبة استحوذت على الإجماع، ومتثلت يف اإخفاق الفكر القومي التقليدي، وفقا لتصوره<br />
التقليدي، يف استيعاب دور الإسالم يف حتقيق الوحدة العربية. ورسعان ما بداأت تلوح<br />
يف الأفق مالمح فكر متجدد عربي اإسالمي، واإن كان قد ولد من رحم الفكر القدمي، ورشع<br />
يف اأخذ موقعه على اأنقاض الفكر التقليدي املتاآكل. وما لبث اأن ارتفع منسوب خصوبة<br />
هذا الفكر اجلديد بعد ان تغذى بالدروس التي متخضت عنها التجربة العاملية بعد السقوط<br />
)2(<br />
املذهل للماركسية اللينينية على النطاق العاملي.<br />
والعروبة التي ننشد اليوم هي العروبة احلديثة املتجددة التي ترشع وحتمي حق<br />
الجتهاد والختالف سياسيا وفكريا ودينيا، وتقوم على اأساس التنوع يف اإطار الوحدة<br />
حيث يحظر نفي كل من تختلف معهم يف الراأي، فمثلما ننتمي اإىل موروثنا العقدي والثقايف<br />
والفكري والسياسي والجتماعي، فاإننا ننتمي اأيضا اإىل العرص احلديث والعامل الذي نعيش<br />
فيه، الذي اأصبح اليوم اأشبه ما يكون بقرية اإلكرتونية يتسامع فيها الناس ويرتاوؤون.<br />
ويف سعينا للبحث يف تطوير الفكر القومي سنتلمس اإخفاقاته يف ثالثة جمالت<br />
اأساسية هي:<br />
• الإسالم<br />
•السلطة السياسية<br />
•الوحدة العربية.<br />
1 .1 اإلسالم<br />
وجد العرب اأمة بفضل الإسالم، فقبله كان العرب قبائل متفرقة، متحاربة ومتناحرة،<br />
ولأول مرة يقوم دين سماوي بصناعة اأمة، ويوحد قبائلها املتناحرة، ويوفر لها مقومات<br />
البقاء كافة. فقد اأحل الوحدة حمل التحالفات القبلية، اإذ جاء الإسالم بتحول نوعي، فجذر<br />
عروبة القبائل من خالل رفض الإسالم للقبلية والبداوة وجهها الآخر، وحث قبائل العرب<br />
على التمدن والتحرض وهجر اخليام والتحول نحو البناء احلرضي، كما دعم مقومات الوجود<br />
القومي، فبالإضافة اإىل التاريخ والثقافة املشرتكة عزز الإسالم مكانة اللغة العربية، ثم<br />
جاءت الرشيعة الإسالمية لكي تصبح من اأهم عوامل توحيد القبائل العربية التي تعززت<br />
باإنشاء السلطة الإسالمية املركزية التي شدت بدورها من حلمة اجلماعة العربية املسلمة.<br />
اإن فضل الإسالم على العرب ل حدود له، ومل يسبق لدين سماوي اأن كان له مثل هذا التاأثري<br />
على اأمة ما، كما كان للدين الإسالمي.<br />
لقد فشلت التجارب السابقة على الإسالم يف اإعادة اإنتاج القبائل العربية يف اأمة
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
واحدة، لأن العرب قبل الإسالم افتقروا للبعد العقائدي الذي يحثهم على الوحدة والتحول<br />
اإىل كيان سياسي مستقل عن الآخرين، فالعرب الأنباط الذين اأقاموا دولتهم املمتدة من<br />
غزة اإىل دمشق، واتخذوا من البرتاء عاصمة لها يف القرن الأخري قبل ظهور املسيحية،<br />
مل يتمكنوا من اإقامة دولة عربية حتتضن جميع العرب بقبائلهم املختلفة رغم املكانة<br />
السياسية والإقتصادية التي اأحرزتها دولتهم يف التاريخ السياسي للمنطقة بتجربتها يف<br />
جمال حفظ اأموال التجار والدول واستثمارها، فكانت بحق سويرسا الرشق القدمي التي<br />
األهمت سويرسا الغرب احلديثة فاأصبحت رائدة يف جمال اخلدمات البنكية, اأي حفظ الأموال<br />
والودائع واستثمارها، حيث يشكل النظام البنكي السويرسي اليوم العامل الأهم يف ثروة<br />
بلد لميتلك نفطا ول ثروات معدنية ذات مغزى.<br />
اأما عرب الشام والعراق الذين اأتوا من جزيرة العرب، فقد اأقاموا دولتني خضعتا<br />
لسيطرة الروم والفرس، فدولتا الغساسنة واملناذرة العربيتان املسيحيتان كانتا جمرد<br />
اأداتني يف الرصاع على مناطق النفوذ، ومن اأجل التوسع الإمرباطوري بني الفرس والروم،<br />
فقد كانت اإحداهما تتبع الروم بينما كانت الأخرى تتبع الدولة الفارسية، وكان ملوك<br />
الغساسنة واملناذرة يقدمون الولء واجلزية لقيرص بيزنطة وكرسى فارس كل عام.<br />
لقد كانت عملية توحيد القبائل العربية يف اأمة واحدة اإحدى جتليات عظمة الإسالم<br />
كدين سماوي وكرسالة رشف اهلل العرب بنرشها بني الأمم، وجاءت الفتوحات الإسالمية<br />
لكي تشكل اأداة التوحيد الفعالة للعرب، فحققت هدفني يف وقت واحد هما: تعريب بالد<br />
الشام والعراقوشمال اإفريقيا، وحتقق التاآخي بني اجلماعات العربية بشكل عام وطبقاتها<br />
الدنيا بشكل خاص، وبني جيوش الفتح الإسالمي، ولعل تعاونهم هذا، قبل اأي شيء اآخر، هو<br />
ما يرس الفتوحات الإسالمية، وتقول مصادراأخرى: »اأنهم حثوا قادة املسلمني على التحرك؛<br />
لأن الإسالم غدا رضبا من التنظيم الذي يدفع القومية العربية قدما، وملحمة الفتح مل<br />
تقترص على اإرواء عطش العرب اإىل الغنائم والصعود، بل اأزالت عنهم اأيضا وصمة التابعني<br />
)3(<br />
لالأجانب واخلاضعني لهم«.<br />
مل يكن العرب قبل الإسالم بال تاريخ اأو ثقافة، فهم اإضافة اإىل حماولتهم لإنشاء<br />
الكيانات السياسية غريالقومية اأي القبلية)القطرية اليوم( ودورهم يف تنشيط التجارة،<br />
والتصال مع الشعوب الأخرى، وتنشيط التبادل الثقايف من خالل التجارة، فقد كانت لهم<br />
ثقافة خاصة بهم، ويظل الشعر اجلاهلي اأبرز ماآثر العرب الأدبية التي ل تضاهى، ولكنهم<br />
بالإسالم حتولوا اإىل اأمة عظمى ذات رسالة اإنسانية كربى صنعت اإمرباطورية ذات شوكة<br />
ل تغيب عنها الشمس، وانتجوا ثقافة صهرت سابقتها، ومنظومة معرفية، وصارت لهم<br />
هوية اأخرى اندجمت فيها شخصيتهم القومية مع شخصيتهم الروحية، وباتت عروبتهم
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
مالزمة لإسالمهم، وتعززت عالقة العروبة بالإسالم بلغة الوحي العربية، )اإنا اأنزلناه<br />
قراآنا عربيا( )4( .<br />
ومل يكن الوحي فقط بلسان العرب، بل اإن كل تراث الإسالم الديني كان عربيا، وكل<br />
اأصول الترشيع الإسالمي باللغة العربية، ويالحظ اأن العلوم الدينية الرشعية كانت من<br />
نصيب العرب، فعالوة على كون الرسول نفسه عربيا، كان اخللفاء الراشدون عربا، والفقهاء<br />
الكبار عربا، وكذلك اإمام املذهب اجلعفري.<br />
واليوم، وبعد مرور اأكرث من األف واأربعمائة عام على الدعوة الإسالمية، ما زال الإسالم<br />
يعيش يف رشايني الوعي والالوعي الشعبي، فالإسالم هو العروبة، والعروبة هي الإسالم،<br />
ولول الإسالم ما سمع العامل عن العرب، ومل تدرك التيارات القومية بدرجة كافية الدور<br />
الذي لعبه الإسالم يف حياة العرب، كما مل تدرك، حني استهوتها فكرة القومية املصنعة يف<br />
اأوروبا، والطبعة الأوروبية اخلاصة بفصل الدين عن الدولة، اأن الإسالم ل يعرف تلك السلطة<br />
الدينية التي كانت للبابا عند الأمم املسيحية، عندما كان يعزل امللوك، ويحرم الأمراء<br />
ويفرض الرضائب على املمالك، ويضع لها القوانني الإلهية، ومل تدرك اأن الإسالم مل يعرف<br />
الكهنوت ول الوساطة بني الإنسان واهلل، فاجتهت للبحث عن حلول ملشكالتنا والتحديات<br />
التي تواجهنا يف احلقول اجلدباء املنبتة البعيدة عن واقعنا وتراثنا وعقيدتنا، واإن جرى<br />
ذلك بدرجات متفاوتة. فاملتاأثرون بالفكر القومي الغربي مل يلحظوا مثال اأن اإعالن حقوق<br />
الإنسان واملواطن الذي اأصدرته اجلمعية الوطنية الفرنسية قد استدعى يف ديباجته مفاهيم<br />
دينية باإشارته اإىل)رعاية الكائن الأسمى(، وكذلك فعل نص اإعالن الإستقالل الأمريكي<br />
يف تقريره ل)حقوق الإنسان( باستخدامه مفاهيم دينية رصيحة مثل)اخلالق( و)احلاكم<br />
الأعلى للكون( و)العناية الإلهية(. لقد عمل الإسالم على تاأسيس دعوته على اأسس نظرية<br />
تتطابق مع الأسس نفسها التي نهض عليها مفهوم حقوق الإنسان اليوم. فالإسالم دين<br />
الفطرة التي فطر اهلل الناس عليها، والتي تتطابق مع مفهوم احلقوق الطبيعية لالإنسان.<br />
ويالحظ الصادق املهدي استمراراحلضور الفعال للكنيسة يف الدول الأوروبية، وهي<br />
يف غالبيتها دول علمانية،)ففي بريطانيا امللكة راأس الدولة والكنيسة وجملس اللوردات<br />
وهو جملس ذو دور ترشيعي وقضائي ثلث اأعضائه من رجالت الكنيسة بحكم مناصبهم،<br />
ومعظم دول اأوروبا ترسم الصليب يف اأعالمها الوطنية، وعدد كبري من اأحزابها السياسية<br />
تسمي نفسها دميقراطية مسيحية، ويف اأمريكا العملة الوطنية-الدولر-مكتوب عليها على<br />
اهلل توكلنا، والقسم يف املحاكم على الكتاب املقدس، ويف كل بالد الغرب تقوم الكنائس<br />
)5(<br />
بدور سياسي عن طريق لوبي ديني واضح وهلم جرا(.<br />
ولكن ما عالقة العرب غري املسلمني بغالبية عربية تدين بالإسالم. اإن التشديد على
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
التالزم بني العروبة والإسالم ل يعني اإقامة مطابقة بني الأمة العربية و الأمة الإسالمية،<br />
لأن هذا غري ممكن وغري مربر، اإمنا اأردنا دحض تلك النظرة التي تسقط الدور املركزي<br />
لالإسالم يف تكوين الأمة العربية، اإل اأن هذا ل يعني اإقصاء غري املسلمني)املسيحيني( من<br />
الإنتماء لالأمة العربية، فاملسيحية العربية مبقدار انتمائها لدينها، فهي شديدة الرتباط<br />
بعروبتها، ول ننسى اأن العروبة اتهمت دوما باأنها بدعة املسيحيني العرب نظرا لدور<br />
املفكرين والقادة العرب املسيحيني البارزيف بعث حركة النهوض القومي. فاملسيحيون<br />
العرب يشكلون جزءا من النسيج الجتماعي لالأمة العربية التي حتتل فيها رابطة الإسالم<br />
موقعا مركزيا، وهم يعرتفون باأنهم ينتمون اإىل جمتمع يشكل الإسالم هويته الثقافية<br />
واحلضارية، اإنهم ينتمون اإىل احلضارة العربية الإسالمية الذين هم رشكاء يف صنعها. ول<br />
يجوز التعامل مع املسيحيني العرب باعتبارهم خارج النسيج الإجتماعي واحلضاري لالأمة<br />
العربية، فهم عرب اأصالء لهم معتقداتهم الدينية التي ل متس هويتهم الثقافية والقومية،<br />
وكان للمثقفني العرب املسيحيني دورهم يف الرتقاء بالثقافة واللغة العربية، وعلينا<br />
اأن نعي دوما اأن الأسالم دينا قد امتازتاريخيا يف اإقرار التنوع وحماية املعتقد الديني،<br />
وتعامل مع املسيحيني على اأساس املواطنة الكاملة مع ضمان حريتهم يف الإعتقاد كافراد<br />
وطوائف، يقول جورج حبش يف هذا السياق: »اإن على الأقليات الطائفية اأن تدرك اأنها<br />
جزء اأصيل من اأمتها العربية، وان تعمل على هذا الأساس، وواجبها احلفاظ على هويتها<br />
القومية«. ويرى يف الإسالم، مثله مثل ميشيل عفلق، دين تخطى حدود الشعائر والطقوس<br />
الإميانية اإىل مستوى اعمق واأشمل، اإنه مكون ثقايف حضاري ونفسي وتراثي لهذه الأمة،<br />
وبهذا املعنى فهو اأحد املضامني الأساسية، اإن مل يكن الأهم للقومية العربية، وبهذا املعنى،<br />
اأيضا ميكن القول اإن ثقافة املسيحي العربي هي اإسالمية، فنحن مثالًنستطيع احلديث عن<br />
الإسالم يف باكستان مبعزل عن العروبة، لكننا ل نستطيع احلديث عن الإسالم يف الوطن<br />
العربي مبعزل عن العروبة، كما ل ميكن احلديث عن العروبة مبعزل عن عمقها الإسالمي<br />
الروحي والثقايف واحلضاري، ويعلن حبش بوضوح اأن الرتاث الإسالمي جزء اأصيل من<br />
)6(<br />
بنيتي الفكرية والنفسية، واأنا معني بالإسالم بقدر اأي حركة سياسية اإسالمية«.<br />
ويذكر لنا التاريخ كيف اأن املسيحيني من العرب الغساسنة كانوا ظهريا للعرب<br />
املسلمني ضد الروم املسيحيني يف فتح دمشق. واستمر التاريخ الواحد للمسيحيني<br />
واملسلمني العرب، ومل يكن ما بعد الفتح لفئة دون اأخرى، واإمنا كان تاريخا واحدا، عاش<br />
)7(<br />
املسلمون واملسيحيون العرب خريه، وكامل اأحداثه وكانت لغة اجلميع هي العربية.<br />
ومل يعامل املسيحيون العرب، يف اأي وقت من التاريخ الإسالمي، كاأقلية. وهم الذين<br />
شاركوا يف مقاومة غزوات الفرجنة)احلروب الصليبية(، فكان عيسى ابن العوام)من قرية
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الزبابدة( مساعدا لصالح الدين الأيوبي. وينقل غايل شكري عن خالد حممد خالد قوله يف<br />
هذا السياق، اإن حضارتنا وهويتنا القومية حتتوي على املسيحية والإسالم ولها معان<br />
ليس على صعيد الينبوع والنص الإلهي فحسب، بل على صعيد احلياة الواقعية التي عاشها<br />
املسيحيون واملسلمون جنبا اإىل جنب، وعاش املسلمون واملسيحيون يف اإطار حضارة<br />
واحدة مشرتكة وشعب واحد واأمة واحدة. اإننا مل نعرف حكاية الأقلية والأغلبية هذه اإل<br />
من الإجنليز، بينما احلقيقة اأن املسيحيني حاربوا يف صفوف الشعب الواحد ضد احلمالت<br />
الصليبية، وضد الستعمار الغربي احلديث وضد اإرسائيل واستشهد منهم كثريون. كان<br />
كرومر هو الذي قال: اإن بريطانيا حتمي الأقباط، فكان الأقباط هم الذين لعنوا الإجنليز<br />
وخطب رسجيوس يف الأزهر يقول « لو اأن مرص احتاجت ملليون قبطي لتحريرها ملا تردد<br />
املليون عن الستشهاد. وكان الأقباط هم الذين طلبوا من سعد زغلول األ ينص الدستور على<br />
نسبة متثيلية لهم يف الربملان، وهم الذين هددوا يوسف وهبه باشا رئيس الوزراء القبطي<br />
)8(<br />
وطلبوا منه اأن يستقيل لأنه مرفوض من الشعب«.<br />
و يف العرص احلديث برزت من بينهم قيادات قومية فكرية وسياسية)قسطنطني زريق،<br />
ميشبل عفلق، جورج حبش، وديع حداد، نايف حوامتة، منريشفيق، ناجي علوش وغريهم كرث(.<br />
كان قسطنطني زريق يف اأواخر الثالثينات يرى اأن واجب كل عربي اأن يحيي وميجد<br />
ذكرى حممد صلى اهلل عليه وسلم، واأن يوؤمن باأن مصلحته هي بالدفاع عن الإسالم. وكان<br />
موقف قسطنطني زريق ينبع من متسك املسيحيني الشوام بالقومية العربية، التي وجدوا<br />
)9(<br />
فيها منطلقا سياسيا يحمي جممل مصاحلهم الفكرية والسياسية.<br />
اأما ميشيل عفلق فقد حتدث موضحاً الصلة بني الدين والقومية العربية، فالإسالم<br />
عنده خري مفصح عن نزوع الأمة العربية اإىل اخللود والشمول، فهو اإذن يف واقعه عربي ويف<br />
مراميه املثالية اإنساين، فرسالة الإسالم اإمنا هي خلق اإنسانية عربية...والفكرة القومية يف<br />
الغرب منطقية اإذ تقرر انفصال القومية عن الدين، لأن الدين دخل اأوروبا من اخلارج، فهو<br />
اأجنبي عن طبيعتها وتاريخها... يف حني اأن الإسالم بالنسبة اإىل العرب، ليس عقيدة اأخروية<br />
فحسب، بل هو)املعرب عن شعورهم الكوين ونظرتهم اإىل احلياة، ويف اعتقاده اأن الإسالم<br />
بالنسبة للمسيحيني هو مبثابة الثقافة القومية التي يجب اأن يتشبعوا بها حتى يفهموها<br />
ويحبوها ويحرصوا على الإسالم حرصهم على اأثمن شيء يف عروبتهم()10(. وقد قيل اأن<br />
ميشيل عفلق قاده موقفه الفكري اإىل اإشهار اإسالمه وطلب دفنه باعتباره مسلما.<br />
لقد انغمست التيارات القومية يف املجادلت الفلسفية والكالمية متجاهلة الإسالم،<br />
متاما مثل علماء املسلمني ومفكريهم يف العرص الوسيط الذين انغمسوا يف البحث عن<br />
احلقيقة املجردة يف جمال الفلسفة وعلم الكالم والتفكري يف صفات اهلل وجوهره، فرتكوا
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
البحث يف العلوم الطبيعية والقوانني الكونية التي تفيدهم يف دنياهم ومعاشهم فتاأخرت<br />
جمتمعاتهم، وصار سهال على الآخرين غزوهم، واأغلقوا باب الإجتهاد الفقهي القادر على<br />
الإجابة عن اأسئلة التطور والتنمية.<br />
مل يرفض القوميون الدين رفضاً رصيحاً، بل اعتربوه، على الطريقة الغربية، جمرد عالقة<br />
تربط بني العبد وربه، وبينما اعتربوا الرتاث مقوما مهما من مقومات الوحدة العربية، فاإنهم<br />
حاولوا التنكر لدور الدين الإسالمي يف تكوين العرب كاأمة، اأو باعتباره مكونا من مكونات<br />
الوحدة العربية. وقد لحظ جمدد عربي اإسالمي اأن الفصل الذي اأحدثه القوميون بني الدين<br />
)11(<br />
والرتاث قد »دفع بالبناء الذي حاولت القومية تشييده اإىل السقوط عند اأول هبة ريح«.<br />
ومل يفصح معظم القوميني عن موقفهم جتاه الدين بصورة واضحة كما الفكر التغريبي،<br />
واإمنا تعاملوا معه حسب مستلزمات اخلطاب السياسي لتعبئة اجلماهري يف اأي اجتاه ثوري<br />
)12(<br />
تقدمي اأو رجعي مييني كما درجت التوصيفات العربية يف الستينيات والسبعينيات.<br />
كانت قضية الدين من اأوىل القضايا التي تصدى لها ميشيل عفلق يف حمارضاته<br />
على مدرجات جامعة دمشق، اإذ األقى حمارضة بعنوان)ذكرى الرسول العربي( يف اخلامس<br />
من نيسان/ ابريل 1943، عكست فكرته اجلامعة ما بني العروبة والإسالم، وما بني<br />
الثورة واجلهاد ورفض الإحلاد. وتناول عفلق عالقة العروبة بالإسالم، واعتربها كعالقة<br />
اجلسد بالروح، ونظر لالإسالم مبنظور حضاري، وليس جمرد ممارسة شعائر، وربط بني<br />
الدين والرتاث احلضاري للعرب، فهو ميثل اأروع صورة للغتهم واآدابهم، واأضخم قطعة من<br />
تاريخهم. والإسالم، من وجهة نظره، ميثل جتدد العروبة وتكاملها، وكانت رسالة الإسالم<br />
مفصحة عن يقظة القومية العربية، ولذا مل يتوسع العرب يف فتوحاتهم لغرض اقتصادي،<br />
بل لتاأدية واجب ديني اأساسه الرحمة والعدل وبذل النفس، وقد حشدت الأمة قواها، فاأجنبت<br />
حممدا الذي ميكن للمرء ان يعيش حياته ما دام ينتمي لالأمة التي اأجنبته، ولوبصورة جزئية<br />
)13(<br />
كنسبة احلصاة اإىل اجلبل، والقطرة اإىل البحر.<br />
ويذكر بعثي من الرعيل الأول يف العراق اأنه كان حني يقراأ حمارضة عفلق، ويصل<br />
جملته املشهورة)اإذا كان حممد كل العرب فليكن العرب حممدا( تنتابه قشعريرة، وترسي<br />
)14(<br />
يف عروقه برودة، وكاأنه يسمع الوحي من جديد، وكاأن غار حراء اأصبح الوطن العربي(.<br />
ونظر القوميون النارصيون اإىل الإسالم باعتباره عنرصا فحسب من عنارص تراث<br />
الأمة، فهو براأيهم ل يشكل هوية لأية قومية، اإذ لو صح ذلك لأصبح العامل مقسما اإىل عدد<br />
حمدود من الهويات القومية...ثالث هويات للديانات السماوية املعروفة، وعدد من العقائد<br />
)15(<br />
غري السماوية.<br />
ويرى جمال عبد النارص اأن الأمة العربية تعتز برتاثها الإسالمي، وتعتربه من
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
اأعظم مصادر طاقتها النضالية، وهي يف تطلعها اإىل التقدم ترفض منطق الذين يريدون<br />
تصوير روح الإسالم على اأنها قيد يشد اإىل املاضي، وهي ترى اأن روح الإسالم حافز يدفع<br />
اإىل اقتحام املستقبل على توافق وانسجام كاملني مع مطالب احلرية السياسية واحلرية<br />
الجتماعية واحلرية الثقافية، ويرى اأن الأمة العربية ل ترى اأي تعارض بني قوميتها<br />
)16(<br />
العربية املحددة وبني تضامنها القلبي والأخوي مع الأمم الإسالمية.<br />
ومن املفارقات العجيبة اأن فرتة صعود النارصية حاملة لواء القومية العربية، ترافقت<br />
مع رصاع غري مربر بني التيار القومي النارصي، وبني حركة الإخوان املسلمني يتحمل<br />
مسوؤوليته الطرفان، ولكن السوؤال الذي يتبادر اإىل الذهن دائما هو: هل كان هذا الرصاع<br />
رصاعا سياسيا اأو تعبريا عن موقف من الإسالم؟ وسنجد جزءا من الإجابة يف حقيقة اأن<br />
عبد النارص مل يدخل يف اأي وقت معركة حول اأي عنرص من عنارص العقيدة الإسالمية<br />
ذاتها، وهو يف هذا يختلف عن قيادات ثورات كثرية قامت بتحجيم شديد للموؤسسات الدينية<br />
مثل مصطفى كمال اأتاتورك يف تركيا اأو الثورات الدميقراطية والإشرتاكية يف اأوروبا،<br />
كذلك صدور العديد من الكتب واملجالت الإسالمية ونشاطه الواسع يف املناطق كافة التي<br />
احتاجت فيها الدعوة الإسالمية اإىل رعاية خاصة يف اإفريقيا والرشق الأقصى، كما امتد<br />
الهتمام بالدعوة الإسالمية اإىل تطوير الأزهر من معهد ديني فحسب يقوم على تدريس<br />
)17(<br />
الدين واللغة العربية اإىل جامعة تدرس علوم العرص.<br />
ويف ظل الشكوك املتصاعدة بني التيارين النارصي والإسالمي، انتهى الأمر اإىل<br />
الصدام واستخدام العنف بني الطرفني. فالتناقض الذي حدث يف مفاهيم النظام القومي<br />
النارصي ومواقفه يف مرص يتمثل يف اقرتاب نظام عبد النارص من فكر املجددين<br />
الإسالميني الذي اأصبح يحتل موقعا مركزيا يف الفكر السياسي القومي الإشرتاكي لعبد<br />
النارص، ويف الوقت نفسه كانت عالقته بجماعة الإخوان املسلمني املنتمية اإىل ذلك التيار<br />
عالقات احرتاب ورصاع على متثيل هذا التيار، فزج عبد النارص بقيادة الإخوان يف السجن<br />
واأعدم سيد قطب.<br />
ويرى بعضهم اأن الفكر القومي مل يتاأزم بفعل مبادئه املوؤسسة، بقدر ما تاأزم بفعل<br />
متازجه بالتيارات الآيديولوجية الصاعدة اآنذاك اإىل جانبه، وبفعل حريته وعجزه اأمام ظاهرة<br />
تعاظم جربوت الدولة القطرية، ووقوعه اأسريا للتناقضات الجتماعية التي اأراد النقالب<br />
عليها، اإنها نقمة التاريخ-الذي هو تاريخ انحطاطنا- على الإرادة وعلى املنهج الإرادي<br />
يف التغيري. فباسمه قمعت احلرية وباسمه اأجل التحرر الجتماعي، وقد حاول املفكرون<br />
القوميون البحث عن الأدوات التي متكنهم من معرفة التناقضات الجتماعية والقتصادية
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
اخلاصة باملجتمع العربي والتي وقفوا حائرين اأمامها، وكان حزب البعث هو الأسبق يف<br />
اإدخال البعد الجتماعي يف عملية التحرر القومي، وهذا ما نلمسه يف النصوص الالحقة<br />
مليشيل عفلق، ثم نصوص جمال الأتاسي يف الشرتاكية والرصاع الطبقي، ثم نصوص<br />
التقارير املقدمة اإىل املوؤمترات القومية للحزب يف الستينيات والسبعينيات. وبدل من<br />
الجتاه نحو الذات اجتهت التيارات القومية نحو اخلارج بحثا عن اأسباب الفشل وعن حلول<br />
لالأزمات الكربى. وبعد اأن اتصل الفكر القومي بالأيديولوجيات الأخرى بداأت الرصاعات<br />
الأيديولوجية داخل التيارات القومية، فتوزع القوميون على املواقع الأيديولوجية املختلفة،<br />
لكن غالبيتهم تاأثرت باملاركسية، وحاولت حتضري خلطة فكرية متزج ما بني املاركسية<br />
والفكر القومي، واستهوتهم فكرة الدميقراطية الشعبية التي تاأسست على التماثل ما بني<br />
الشعب والسلطة، والتي انتهت بطبيعة احلال اإىل اإقامة اأنظمة عسكرية استبدادية، واأطيح<br />
بفكرة املجتمع املدين واستقالليته عن الدولة.<br />
وبعد اأن تاأكد خطاأ اقتباس النظرية القومية الأوروبية دون مراجعة اأو متحيص، وهو<br />
اأمر مل يقل به على كل حال حتى املفكرون القوميون العرب الأوائل. كان الالفت لالنتباه<br />
يف اأواخر الستينيات هو توجه تيارات قومية رئيسية نحو تبني النظرية املاركسية اللينينية<br />
بالكامل دون اإدراك حقيقة راسخة، وهي اأننا نعيش على اأرض عربية اإسالمية ل مكان<br />
فيها لهذه الأيديولوجيا، ودون وعي اأن هذه الأيديولوجيا كانت مكرسة للتعامل حرصا مع<br />
املجتمعات الأوروبية الأكرث رقيا وتصنيعا، ودون اإدراك اأن الزمن الذي كان باإمكان هذه<br />
الأيديولوجيا اأن تقدم فيه بعض احللول اأو الوصفات اجلاهزة لقضايا التطور الجتماعي<br />
والسياسي يف هذه الدول قد انقضى بحكم التغيريات النوعية الشاملة واملتالحقة التي<br />
اأصابت مناحي احلياة كافة يف عاملنا املعارص.<br />
ومن املعروف اأن ماركس كان يتوقع قيام الثورة الشيوعية يف اأكرث البلدان الأوروبية<br />
تصنيعا، حيث تكون عالقات النتاج الراأسمايل قد نضجت متاما، ووصل التناقض<br />
ذروته بني قوى الإنتاج وعالقات النتاج الراأسمالية، اأي بني الطبقة العاملة الأكرث وعيا<br />
مبصاحلها، وعالقات النتاج الراأسمالية التي اأنساأتها ومتثلها الطبقة الراأسمالية. ولكن<br />
وقائع احلياة كانت عنيدة فدحضت توقعات ماركس يف اأول اختبار لها، فاإذا بالثورة حتدث<br />
يف احللقة الأضعف بني الدول الراأسمالية ويف اأكرثها تخلفا وهي روسيا، وحاول لينني<br />
جاهدا تربير هذا القصور العضوي يف نظرية ماركس وصديقه اإجنلز وتفسريه. وتعزيزا<br />
ملوقف لينني النظري يف الظروف اجلديدة ومن اأجل توفري املربرات الفكرية لقيام الثورة<br />
الشيوعية يف روسيا، فقد قرر احلزب الشيوعي السوفياتي مع الأممية الشيوعية)الكمنرتن(<br />
اإطالق اسم تطويري جديد على النظرية املاركسية وهو)املاركسية اللينينية(. وجاء انهيار
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الحتاد السوفياتي والنظرية املاركسية اللينينية مع بداية عقد التسعينيات دون حرب،<br />
ودون اأن يخدش لوح زجاج، ودون اأن تكرس نافذة، ليوؤكد بدوره على استحالة بناء نظام<br />
شيوعي حتى يف اأضعف احللقات الراأسمالية واأكرثها تخلفا من حيث الصناعة، وليعلن<br />
اأيضا انهيار النظرية املاركسية اللينينية برمتها. ويبدو اأن القوميني املاركسيني وشبه<br />
املاركسيني كانوا بحاجة اإىل ثالثة عقود ليكتشفوا خطاأ اختياراتهم الأيديولوجية،<br />
ورضورة التفريق بني استخدام املاركسية منهجا للتفكري والتحليل، وبني اعتمادها عقيدة<br />
لتوفري احللول والوصفات اجلاهزة ملشكالتنا والتحديات التي تواجهنا يف الوطن العربي.<br />
بيد اأن املالحظة الأهم تتمثل يف اأن املاركسيني العرب رمبا مل يستوعبوا مالحظات لينيني<br />
النظرية، واملوجهة ملندوبي العامل الثالث يف الكمنرتن، وذلك حني نظر بوضوح اأكرب وقيَّم<br />
مبكرا واقع البلدان املتاأخرة، جازما القول »باأن ل جمال فيها حلركة عمالية رصفة لأن<br />
)18(<br />
السمة املميزة املهمة لهذه البلدان هي كون السيطرة فيها لعالقات ما قبل الراأسمالية«.<br />
اإن تطورا ملموسا وجاريا يف فكر جمتهدي التيار الإسالمي الرئيس، يشكل عامال<br />
قويا وحافزا على تطوير الفكر القومي يف هذا املجال. يقول جمدد اإسالمي هو الشيخ راشد<br />
الغنوشي: »اإنه ل مناص من التسليم مبرجعية اأخالقية عليا بعيدا عن عبث نسبية الأخالق،<br />
سواء اأكان ذلك الإميان بالدين عقيدة الكرثة الكاثرة من جماهري اأمتنا، اأم كان بكانطية<br />
فلسفية تفرتض الإميان اأساسا رضوريا لالأخالق، اأم كان بدافع الشرتاك يف مكون اأساسي<br />
من مكونات ثقافة اأمتنا، األ وهو علو قيم الدين باعتبارها مرجعية عليا لالأخالق والترشيع<br />
والثقافة وسائر جمالت احلضارة، وهو ما كان قد صاغه اأكرث من رمز من رموز النهضة<br />
العربية من ذوي العقيدة النرصانية، اإذ اأكدوا انتماءهم لالإسالم احلضاري واعتزازهم بهذا<br />
الإنتماء. وذاك ما يخرج الإسالم من جمال املزايدة والحتكار لفريق واحد من فرق النخب<br />
املمثلة يف هذا احلقل، ويفسح جمال التفكر والجتهاد فيه يف وجه اجلميع ما دام ل يعرتف<br />
بوجود كنيسة حتتكر النطق باسمه، تاركا الأمر شورى بني الناس، يشارك فيها كل حسب<br />
مبلغه من العلم والعقل مبا يفسح التفكري يف الإسالم وجمال الإصابة واخلطاأ اأمام اجلميع<br />
دون حظر على اأحد، والتسليم بعلوية مرجعية قيم الرشيعة وقدسيتها، فضال عن اأنه يوفر<br />
لأمتنا وشبابنا اأرضية متاسك وتوحد، وعنرص ضبط لالندفاعات، وطاقات رضورية للبناء<br />
و التضحية، تناأى بنا عن الستفزازات العقدية التي متس معتقدات الآخرين مسلمني اأو<br />
نصارى، والتي من ساأنها ان تزج بنا يف معارك ل طائل من ورائها تذكر بفجاجة اخلوض<br />
)19(<br />
يف مساألة خلق القراآن«.<br />
ويف تلك املرحلة من التطور السياسي والإقتصادي والجتماعي والفكري والثقايف التي
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
كانت سائدة يف القرن السابع امليالدي يف اجلزيرة العربية، مثلت الشورى، كركيزة اأساسية<br />
لنظام احلكم يف الإسالم، مرحلة وسيطة بني دميقراطيتني تاريخيتني: الأوىل هي الدميقراطية<br />
الأثينية التي سادت قبل امليالد يف ظل الوثنية، وعرفت يف بدايتها كديقراطية مبارشة يشارك<br />
يف ممارستها الشعب الذي حرصته اأثينا يف النبالء والأرشاف فقط، وحرمت غالبية الشعب من<br />
ممارستها، وانتهت بظهور العنارص الأوىل للدميقراطية النيابية فيها وسيادتها. والثانية هي<br />
الدميقراطية الغربية التقليدية. وميكن القول اإن الشورى يف ذلك الوقت كانت دميقراطية العرب<br />
واملسلمني التي مهدت لظهور الدميقراطية النيابية التقليدية باأشكالها وعنارصها الأوىل،<br />
والتي ما انفكت تتطور اإىل اأن اأخذت اأشكال متباينة من حيث التطبيق مع احتفاظها بجوهر<br />
واحد يقوم على مبادىء العدل واملساواة واملشاركة التي ل تتعارض مع املباديء السامية<br />
والسمحة التي اأتى بها الإسالم.<br />
واإذا كان الفكر القومي العربي قد عجزعن تقدمي منوذج للدولة الدميقراطية، دولة القانون،<br />
فاإن الإسالم وضع الأسس واملبادىء التي ينهض عليها املجتمع الإسالمي، وعالقات املسلمني<br />
بغرياملسلمني يف املجتمع الإسالمي، وجعل من الشورى صورة لنظام احلكم )واأمرهم شورى<br />
)21(<br />
بينهم(. )20( ، بل اأمر اهلل بها رسوله حني خاطبه قائال)وشاورهم يف الأمر(.<br />
وقد جاءت هذه الآية بصيغة الأمر فجعلت الشورى حقا من حقوق املحكومني، يجب<br />
اأن تنظم ممارستها بالصورة التي جتعل منها )شورى دائمة( يف خدمة )العدل(؛ اأي وسيلة<br />
ملراقبة سلوك احلكام مراقبة مستمرة، سلوكهم السياسي، وسلوكهم القضائي، وسلوكهم<br />
القتصادي والإجتماعي. وهذا ما يسمى اليوم بالدميقراطية، فالعدل وهو قرين املساواة<br />
ومالزم لها، وحق من حقوق الدميقراطية الأساسية التي ياأمر اهلل باحرتامه والعمل على<br />
توفريرشوط ممارسته، )22( وهو ما سارت عليه اخلالفة الراشدة. صحيح اأن الإسالم مل<br />
ياأت بنظام مفصل الآليات للشورى، والنبي –صلى اهلل عليه وسلم- مل يعني خليفة بعد<br />
وفاته، ومل يحدد نظاما للشورى اأو البيعة، ولكنه جعلها منهاجا للحكم، بل حتى يف سوؤونه<br />
اخلاصة مثلما حدث اأثناء )حديث الإفك( عن السيدة عائشة رضي اهلل عنها، فقد راح يستشري<br />
بعض اأصحابه يف اأخص سوؤونه، ويف احلرب رضخ لقرار الأغلبية يف غزوة اأحد بالرغم من<br />
تعارضها مع روؤيته. وكان اأبو بكر اخلليفة الأول واعتربت طريقة تنصيبه وقتها منوذجا<br />
لتنصيب احلكام. وحتى عندما كان اأحد اخللفاء الراشدين يوصي لالآخر كما اأوصى اأبو بكر<br />
لعمر باخلالفة، مل يكونوا يبتعدون عن الناس، بل كانت اخلالفة تتم باملبايعة وهي عملية<br />
رشعية تتم عرب الناس، وهذا درس يف الدميقراطية، صحيح اأنه ل يرقى اإىل مستوى ماتفعله<br />
املوؤسسات يف البلدان الدميقراطية اليوم، وذلك لأننا نتحدث عن جتربة سياسية مل يكن<br />
عندها ما تقتدي به قبل اأكرث من اأربعة عرش قرنا.،اأقر اأبو بكر اأن الرشعية التي يكتسبها
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
هي من الشعب، واإل ملا راأى نفسه اأنه ل يعلوهم وليس اأفضلهم »اأما بعد فاإنني وليت عليكم<br />
ولست بخريكم«، وطالب يف خطبته ذاتها الناس اأن يكونوا معه ما كان على حق، فاإن<br />
راأوه انحرف فليحاسبوه »اإذا اأحسنت فاأعينوين، واإذا زغت فقوموين«، وبهذا قدم لنا اأبو بكر<br />
صورة تنصيب احلاكم كما قدم لنا فكرة مراقبته وحماسبته، ويف هذا الدليل على اأن رشعية<br />
)23(<br />
احلاكم مستمدة من الشعب؛ لأن مصدرالسلطة هو مصدر املحاسبة.<br />
وسار عمر بن اخلطاب على النهج ذاته، وهكذا تعلم اخللفاء من النبي، فلم تكن<br />
النصوص ول السيف طريقهم اإىل احلكم اإىل اأن اغتصبه معاوية، فانتهى الإسالم الشوريِ<br />
عندما األغى اخلالفة بالشورى واأحل حملها اخلالفة بالوراثة، فقد كان حكم معاوية بداية<br />
القطيعة مع عرص النبوة واخلالفة الراشدة، بداية املرحلة السوداء يف تاريخ الإسالم فكرا<br />
وممارسة رغم ما شهدته من فتوحات واإجنازات حضارية وعلمية مشهودة. لقد عمد معاوية<br />
اإىل اإقامة اإمرباطورية عربية مستخدما الإسالم، فاأنشا دولة بعيدة كل البعد عن مبادىء<br />
الإسالم، وكلما ابتعد اخللفاء بعد ذلك عن جوهر الإسالم، كلما وجد املسلمون اأنفسهم يبنون<br />
سلطة مستبدة ل تعرف الرحمة، اإىل اأن شاهدنا فشل الدولة العثمانية يف اإقامة نظام يرتكز<br />
على مبادىء العدل واملساواة بني الشعوب املكونة لهذه الدولة.<br />
والستبداد الذي ساد بالد املسلمني منذ ساد نظام الوراثة يف اخلالفة، اإمنا هو جناية<br />
الذين حكموا باسم الدين، وباسم الدين استبدوا بالرعية واأذلوها، ولهذا يجب اأن تفهم الشورى<br />
مبعناها الدميقراطي احلديث، ولكنه ترك الأمر للمجتهدين، مثلها يف ذلك مثل الدميقراطية<br />
وهي الوجه الآخر للشورى، التي مل تعد اليوم متاثل مصدرها الأساسي وهي الدميقراطية<br />
الأثينية. واإذا كان اهلل حرم سيطرة نبيه على خلقه، فمن باب اأوىل األ يجعلها لأحد من<br />
بعده، )24( عمال بقوله تعاىل: )ليس لك من الأمرشيء(، )25( وقوله )لست عليهم مبسيطر(، )26( .<br />
فالنظام الدميقراطي املعارص مل يكن على نحو ما هو عليه اليوم، نظاما سياسيا تعدديا<br />
مفتوحا ينطوي على اأنظمة للتكافل والضمانات الجتماعية، فقد اأصبحت الدميقراطية يف<br />
زمننا احلارض نظاما سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وليس نظاما سياسيا وحسب. وقد<br />
تطورت الدميقراطية لتتشكل على النحو الذي نشاهده اليوم بفعل حتولت موضوعية<br />
تاريخية اجتماعية وسياسية جرى خاللها اإرساء دعائم فكرة احلق املدين يف مواجهة احلق<br />
الإلهي الذي كانت تدعيه الكنيسة والأباطرة، ومقابل استبداد امللوك والأباطرة واحتكارهم<br />
للسلطة واحلكم، جرى اإرساء دعائم نظام سياسي قائم على التعاقد، وعلى حق املواطنني يف<br />
اإدارة السوؤون العامة، وهكذا نهضت فكرة املواطنة ضد اأيديولوجيا الرعية، وفكرة التعاقد<br />
ضد التفويض املطلق للحكم، وفكرة التمثيل ضد وراثة احلكم، ونظام املوؤسسات ضد سلطة<br />
الفرد، وتقييد احلاكم ضد حقه املطلق يف احتكار اإدارة سوؤون الدولة، وبدل من اأن تبقى
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
السياسة والسلطة ساأنا خاصا بامللوك والأمراء وبطانة احلاكمني، صارت ملكية اأعم يحق<br />
)27(<br />
لغري هوؤلء السابق ذكرهم اأن يدخلوا يف عداد املعنيني باأمرها.<br />
وقد خلص الدكتور حممد عمارة املختص بالدراسات الإسالمية اإىل القول: “اإن الإسالم<br />
ينكر اأن تكون طبيعة السلطة احلاكمة دينية، اأي ينكر وحدة السلطتني الدينية والزمنية، ولكنه<br />
)28(<br />
ل يفصل بينهما، فالتمييز، لالفصل، بني الدين والدولة هو موقف الإسالم”.<br />
ولعل ماذهب اإليه عمارة مستخلص من مقاصد الرشيعة الإسالمية يف هذا املجال،<br />
كما عرب عنها الفقيه السلفي ابن القيم اجلوزيه بقوله: “اإن اهلل اأرسل رسله واأنزل كتبه<br />
ليقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به السماوات والأرض، فاإذا ظهرت اإمارات<br />
احلق، وقامت اأدلة العقل واأسفر صبحه باأي طريق، فثم رشع اهلل ودينه ورضاه واأمره...<br />
واهلل تعاىل مل يحرص طرق العدل واأدلته واإماراته يف نوع واحد، واأبطل غريه من الطرق<br />
التي هي اأقوى منه واأدل واأظهر، بل بني مبا رشعه من الطرق اأن مقصده، اإقامة العدل<br />
)29(<br />
واحلق وقيام الناس بالقسط.<br />
اأما عبد الرحمن الكواكبي فقد ذهب اإىل اأبعد مدى حني قال: »ان العروبة اإمنا هي<br />
السبيل لتجديد الإسالم كدين، واإىل توحيد املسلمني، بل شعوب الرشق، لأن العرب هم<br />
الوسيلة الوحيدة جلمع الكلمة الدينية، بل الكلمة الرشقية، اإنهم اأنسب الأقوام لأن يكونوا<br />
)30(<br />
مرجعا يف الدين وقدوة للمسلمني«.<br />
وعلى الرغم من التطور اليجابي امللموس لدى عدد من املفكرين الإسالميني املتاأثرين<br />
بفكر جمال الدين الأفغاين وحممد عبده ورشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي والذي اأدى،<br />
اإىل جانب عوامل اأخرى، اإىل جرس الهوة بني التيارين القومي والإسالمي، بل عبد الطريق<br />
لنشوء فكر قومي عربي اإسالمي موحد، فاإن احلاجة ما زالت ماسة اإىل اجتهادات يف الدين<br />
تتجاوب مع تطور العرص ومتطلباته، ناهيك عن اأن احلفاظ على الدين الإسالمي ل ميكن<br />
اأن يتم اإل باستخدام العقل والعقل وحده. واخلالف يف فروع الدين اأمر ل مفر منه، كما اأشار<br />
الشيخ حسن البنا، فهو يعتقد اأن الإجماع على اأمر واحد يف فروع الدين مطلب مستحيل،<br />
بل هو يتنافى مع طبيعة الدين، واإمنا يريد اهلل لهذا الدين اأن يبقى ويخلد ويساير العصور<br />
)31(<br />
ومياشي الأزمان، وهو لهذا سهل مرن هني ل جمود فيه ول تشديد.<br />
واإذا كان الإسالميون قد اأحدثوا نقلة نوعية يف تفاعل الدين مع حقائق احلياة<br />
واستخدام العقل، فقد اأخذت التيارات القومية بدورها تراجع موقفها اخلاطىء يف التعامل<br />
مع الدين الإسالمي، ويف اإطار هذا التطور املهم يف املوقف من الدين جرى نفي اأي تناقض<br />
بني القومية العربية والإسالم، بل اعترب الأخري الوعاء الذي عربت فيه الأمة العربية عن<br />
ذاتها، واأما التناقض املفتعل بينهما فهو من صنع اأعداء الأمة العربية. والفهم الواعي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
)32(<br />
للتعاليم الإسالمية القائم على التحليل العلمي يوؤدي اإىل التكامل فيما بينهما.<br />
ودعا جورج حبش بدوره باعتباره زعيماً لأحد التيارات القومية الرئيسية اإىل فتح<br />
حوار مع قوى الإسالم السياسي من اأجل الوصول اإىل قواسم مشرتكة للعمل يف الأوضاع<br />
الراهنة واملنظورة، وهذا العمل مرشوط باأن يقوم على اأساس دميقراطي، اأي الإقرار بحرية<br />
العمل الفكري والسياسي والجتماعي والإعالمي والتنظيمي، وترك احلرية كاملة للجماهري<br />
من اأجل النتظام اأو تاأييد اأي حزب اأو فكر تريد، اإضافة اإىل الإقرار بحرية الجتهاد<br />
)33(<br />
والختالف، ونبذ حل التعارضات الداخلية بالعنف.<br />
وحيث جنح الإسالم يف توحيد العرب، فقد اأخفقت التيارات القومية املختلفة يف<br />
حتقيق هذا الهدف العظيم، ومن املفارقات العجيبة اأن جند اليوم جميع القوميات قد<br />
توحدت باستثناء الأمة العربية التي ازدادت ترشذما وانقساما. فالتيارات القومية التي<br />
تاأثرت بالروح القومية املتاأججة يف اأوروبا وجتربتي توحيد اأملانيا واإيطاليا، واستخدمت<br />
القومية العربية للتخلص من احلكم العثماين، ولحقا يف الكفاح ضد الإستعمار، افتتنت<br />
اأيضا بفكرة فصل الدين عن الدولة وفقا للقاعدة التي ارساها السيد املسيح عليه السالم<br />
حني قال:)ما لقيرص لقيرص وما هلل هلل(، فسارعت اإىل تبنيها يف املمارسة اأكرث مما تبنتها<br />
يف الفكر متجاهلة الفروقات بني املسيحية كدين وافد اإىل اأوروبا، وبني الإسالم الذي اأنزل<br />
على العرب، وحملوا راية نرشه يف اأرجاء املعمورة.<br />
اإن العروبة هي املستفيدة من ارتباطها بالإسالم، فهو يزودها بطاقة حيوية ل ميكن<br />
لأي اأيديولوجيا توفريها، واإسقاط الإسالم من احلساب ما هو اإل سذاجة وحمكوم عليه<br />
بالفشل. وبعد اليوم، لميكن احلديث عن فكر قومي مستقل عن تعاليم الإسالم الصحيحة،<br />
فالإسالم هو القادر على استنهاض الشعوب العربية وتوفريالعدل واملساواة للجميع، والفكر<br />
اجلديد هو فكر قومي اإسالمي.<br />
2- السلطة السياسية<br />
قامت جميع الأنظمة السياسية التي اأنتجتها التيارات القومية على اأساس نظام<br />
حكم احلزب الواحد الذي حتول اإىل حكم العائلة الواحدة، ومن ثم اإىل نظام حكم الفرد<br />
الواحد)الرئيس القائد( الذي ل يسمح لأحد مبنافسته. لقد متكن اجليش من اإخضاع احلزب<br />
املدين اأو اإهدار دمه، وبدا اأن اخللفية الفكرية البدوية والساذجة قد حتكمت يف قطاع واسع<br />
من القيادات القومية. وكان من الطبيعي اأن تغيب الدميقراطية عن جدول اأولوياتها،<br />
ففاقد الشىء ل يعطيه، فقد افتقرت هي ذاتها اإىل احلياة الدميقراطية، واأصبحت اأكربمولد<br />
للدكتاتورية والبريوقراطية والفئات الطفيلية، اإضافة اإىل اأن املفهوم الذي تبنته هذه
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
التيارات للدميقراطية قد جعل من الأنظمة السياسية التي اأقامتها دكتاتوريات حقيقية؛<br />
لأنها قامت على رفض التعددية السياسية، ومبداأ التداول على السلطة بحجة اأن اجلهود<br />
يجب اأن تنصب على التنمية القتصادية والجتماعية، ومواجهة التخلف وحتقيق الوحدة<br />
العربية وحترير فلسطني ومواجهة اإرسائيل والصهيونية. ومل يقترص الأمر على رفض<br />
التعددية احلزبية، بل غالبا ما جرت السيطرة على احلزب من طرف حفنة من العسكريني<br />
يتبعها نخبة من املوظفني البريوقراطيني واأصحاب املصالح من املدنيني، ومن ثم جرى<br />
تكميم الأفواه داخل احلزب ذاته قبل اأن تكمم خارجه، وحتول اإىل حزب للزعامات من ذوي<br />
الروؤوس احلامية املتصارعة التي عملت على التنكيل ببعضها بعضا دون رحمة اأوشفقة،<br />
وهذا ما جرى يف عهود البعث املختلفة، يف عهد صدام حسني ويف عهد حافظ اأسد، الذي<br />
ترك رفاقه يهلكون يف السجن، ومن غادره بعد ثالثني عاما قضى من املرض بعد اأشهر<br />
قليلة. لقد اأدت الرصاعات الداخلية واستيالء العسكر على السلطتني احلزبية واحلكومية اإىل<br />
اإنهاك قوى الأحزاب القومية، واإهدار املوارد الوطنية لالأقطار التي حكمتها، وحتول احلزب<br />
يف نهاية املطاف اإىل حزب خادم للرئيس القائد ومل يعد حزبا مناضال حاكما. اأما اأعضاوؤه<br />
فقد حتولوا من مناضلني وطنيني اإىل موظفني بريوقراطيني.<br />
وهكذا قام حكم البعث يف كل من سوريا والعراق على اأساس نظرية احلزب الواحد والزعيم<br />
القائد، اإل اأنه سمح لبعض الأحزاب بالظهور اإىل العلن لكي تشكل ديكورا للنظام السياسي<br />
)34(<br />
القائم من خالل حتالف يضمه مع احلزب احلاكم يسمى باجلبهة الوطنية التقدمية.<br />
لقد عمل حزب البعث على اإحداث تغيري جذري فوري يف الأنظمة السياسية احلاكمة<br />
يف الأقطار العربية، دون اأن يكون للحزب روؤيته اخلاصة حول طبيعة النظام السياسي<br />
املنشود، ولذلك كان ل بد من اإيجاد الوسيلة الفعالة القادرة على قلب اأنظمة احلكم برمشة<br />
عني، اأي بوساطة النقالب العسكري، فوجد احلزب ضالته يف املوؤسسة العسكرية باعتبارها<br />
املوؤسسة الأكرث تنظيما وثقافة من بني موؤسسات الدولة القطرية العربية، على الرغم من<br />
توجه احلزب يف الوقت ذاته الوقت نحو النضال الربملاين حيث متكن اأعضاوؤه من الفوز يف<br />
النتخابات التي جرت يف سوريا والأردن ولبنان، اإل اأن تعويله على دور املوؤسسة العسكرية،<br />
مل يرتاجع، بل ظل مساألة مركزية يف تفكري احلزب يف جميع املراحل، الأمر الذي متخض يف<br />
نهاية املطاف عن استيالء العسكريني على السلطتني احلزبية واحلكومية يف البلدان التي<br />
جنحت فيها انقالبات البعث العسكرية، فتحول حكم البعث اإىل دكتاتورية عسكرية حكمت<br />
باسم احلزب. وهذه النتائج جند جذورها يف دستور حزب البعث الذي اأخذ بنهج التغيري<br />
الثوري اجلذري الذي يصيب مناحي احلياة كافة، وعرب عنه عفلق بالنقالبية، واشرتط<br />
)35(<br />
لتحقيقه وجود احلركة النقالبية التي تسلك سبيل النقالب ل الإصالح التدريجي
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وانسجاما مع هذا التفكري، فقد سعى البعث اإىل المتداد والتغلغل يف قطاع اجليش<br />
باعتباره قطاعا مهما وجزءا من القطاعات الشعبية، وكانت النقالبات العسكرية التي<br />
بداأت منذ عام 1949 يف سوريا بقيادة حسني الزعيم قد كشفت اأهمية اجليش لدى احلركات<br />
السياسية يف الوطن العربي، وزاد على ذلك ظهور دور حركة الضباط الأحرار يف مرص بعد<br />
)36(<br />
انقالب 23 متوز/يوليو 1952.<br />
وبعد اأن متكن العسكريون من السيطرة على احلزب والدولة يف سوريا، حتدث عفلق<br />
اأمام موؤمتر اأطراف حزب البعث املنعقد بدمشق بتاريخ 18 كانون الأول/ديسمرب 1965<br />
وتناولت الصحف حديثه الذي كرسه للهجوم على العسكريني والقطريني ودعا فيه اإىل<br />
الفصل ما بني اجليش والسياسة، وعدم جمع احلزبيني بني وظيفتني واأن ل يقود العسكريون<br />
العاملون يف قطاعاتهم العسكرية حزب البعث، مضيفا اأن هناك اأياد مشبوهة قد دست يف<br />
)37(<br />
صفوف احلزب لتخريبه، ول يستبعد اأن يكون لأعداء الأمة العربية دور فيها.<br />
اأما النظام الذي اأنساأه عبد النارص فقد قام منذ البداية على حترمي الأحزاب،<br />
فالدميقراطية عند عبد النارص تعني النتقال التدريجي للسلطة من مستوى التمركز اإىل<br />
املستويات الأدنى اإىل املستويات املحلية، واستحالة وجود دميقراطية سياسية بدون<br />
دميقراطية اجتماعية فهما جناحان متكامالن للحرية.<br />
لقد ذهب الفكر القومي النارصي اإىل حد الطعن يف جدوى الدميقراطية السياسية<br />
قبل حتقيق الدميقراطية الجتماعية معتربا اإياها واجهة للدميقراطية املزيفة...فال معنى<br />
للدميقراطية السياسية اأو احلرية يف صورتها السياسية من غري الدميقراطية القتصادية اأو<br />
احلرية يف صورتها الجتماعية، كما جاء يف مرشوع امليثاق الذي قدمه جمال عبد النارص<br />
)38(<br />
اإىل املوؤمتر الوطني للقوى الشعبية يف 1962. 5/21/<br />
لقد تضمن ميثاق العمل الوطني صياغات عامة شعارية لاللتفاف على املرتكزات<br />
املعروفة للدولة الدميقراطية مثل حتالف قوى الشعب العامل، واحلديث الإنشائي غري<br />
التطبيقي عن الدميقراطية الجتماعية والدميقراطية السياسية، والنتقال التدريجي للسلطة<br />
من مستوى املركز اإىل املستويات الأدنى، مشاركة العمال يف جمالس اإدارة املصانع<br />
واملوؤسسات والهيئات، متثيل العمال والفالحني بنسبة %50 يف كل املجالس السياسية<br />
املنتخبة، وكل هذا كان مطلوبا تطبيقه يف ظل حكم احلزب الواحد والزعيم القائد، ولذا خال<br />
امليثاق من املعايري واملبادىء الأساسية للدولة الديقراطية مثل سيادة القانون، التعددية<br />
احلزبية، ممارسة احلق يف النتخاب احلر واملبارش والرسي، بل سارع جملس قيادة الثورة<br />
وبتوجيه من عبد النارص اإىل اإصدار قرار يوم 16 كانون الثاين/يناير بحل الأحزاب<br />
السياسية، ولكن عبد النارص اكتشف بعد هزمية حزيران 1967 اأن املجتمع املرصي
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
يسري نحو املجهول يف ظل حكم احلزب الواحد، حيث اأخذ يطرح بنفسه فكرة تكوين )حزب<br />
معارض(. )39( . وترتيبا على ذلك كان عبد النارص يعترب اأي احتجاج اأو اعرتاض اأو نقد اأو<br />
حتى حماولة لتقصي احلقائق ومناقشتها اأو جمرد التنفيس عما بالصدر ثورة مضادة ول<br />
)40(<br />
بد من اإجراءات ملواجهتها.<br />
لقد كان عبد النارص زعيما جماهرييا بال منازع وسياسيا جتريبيا، ولكنه مل يكن<br />
مفكرا، فقد اعتمد عبد النارص على شخصيته الكارزمية القوية وقوة تاأثريه ونفوذه يف<br />
اأوساط اجلماهري العربية، فلم يكن لديه تنظيم شعبي منظم وموحد مبستوى هذا الهدف<br />
الكبري، اأي افتقر اإىل الوسائل الفعالة التي تتكافاأ مع الأهداف العظيمة. ولعل جناح النقالب<br />
الذي قاده السادات عام 1971 على الأهداف العظيمة لعبد النارص بهذه الرسعة والسهولة<br />
يف مرص خري دليل على ذلك.<br />
ويعرتف كاتب نارصي باأن نقطة الضعف الأساسية للتجربة النارصية العمالقة،<br />
متثلت يف العجز عن حل مشكلة الدميقراطية، واملشاركة الشعبية احلقيقية يف القرارات<br />
املصريية والرقابة على تنفيذها، وعجزه عن تنظيم اجلماهري واعتماده على جاذبيته يف<br />
خلق عالقة مبارشة بينه وبني اجلماهري، اإىل جانب اعتماده على جهاز الدولة يف وضع<br />
السياسات، اأما التنظيمات التي ظهرت، ابتداء من هيئة التحرير حتى الإحتاد الإشرتاكي<br />
فكانت صورة هشة، عاجزة عن القيام باأية مبادرة، وكانت عالقة عبد النارص بها ذات<br />
اجتاه واحد من القمة اإىل القاعدة، مما اأدى اإىل تصفية هذه التنظيمات بسهولة غريبة يف<br />
بداية النقضاض على الثورة، بل اندفع العديد من قياداته يف املرحلة اجلديدة نحو تويل<br />
)41(<br />
مناصب قيادية يف النظام النقيض لنظام جمال عبد النارص.<br />
ولعل رس اعتماد عبد النارص على اأجهزة الدولة رغم شعبيته املنقطعة النظري، هي اأن<br />
اأجهزة اأمن الثورة باإرشاف تنظيم الضباط الأحرار، هي التي اأعادت السلطة اإليه وملجلس<br />
قيادة الثورة التي كان جنيب قد استحوذ عليها يف بداية عهد الثورة.<br />
وهكذا تركزت اأهداف الأحزاب القومية على الستيالء على السطة السياسية وعدم<br />
مغادرتها، دون اأن تكون لديها اأية خطة للبناء الدميقراطي وتوفري رشوط احرتام التعددية<br />
الفكرية والسياسية وحماية احلقوق واحلريات. لقد كانت الأحزاب القومية اأكرب مولد للدكتاتورية<br />
واأنظمة القهروسفك الدماء، واأكرب مولد للبريوقراطية والفئات الطفيلية، وظل زعماء النقالبات<br />
العسكرية هم املرشحون الوحيدون لنتخابات الرئاسة، ويف حالت معينة جرى انتخابهم<br />
مدى احلياة، اأو تكريس سلطتهم املادية والروحية دون انتخاب باعتبارهم صانعي الستقالل<br />
الوطني، وباعتبار كل منهم )اأبا الأمة(، فهم اأسمى من اأن يتم القرتاع على انتخابهم.<br />
ومبقدار ما كان مصطلح الثورة يتواتر يف بالغات النقالبات العسكرية القومية مبقدار
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
ما كان قادتها يبتعدون عن الدميقراطية، بل اأصبحت الدميقراطية يف حيز التطبيق العملي<br />
مناقضة للثورة مبفهوم غالبية التيارات القومية، يف حني اأن، »الدميقراطية هي ثورة يف<br />
عالقة الشعب والفرد بالسلطة تستهدف نقله من حالة اخلضوع الكامل اإىل املشاركة الكاملة<br />
يف السلطة باأجهزتها الترشيعية والتنفيذية والقضائية، وهي بهذا املعني متثل الضمان<br />
احلقيقي حلقوق الإنسان وحرياته السياسية يف مواجهة احتمالت انتهاكها يف مرحلة ما<br />
بعد الإستقالل الوطني. ويرقى اإىل مرتبة القانون استحالة انتصار الأهداف النهائية للثورة<br />
)42(<br />
وحتقيق العدالة الإجتماعية اإذا مل تتحقق الدميقراطية الكاملة«.<br />
ورسعان ما تكرست لدى التيارات القومية فكرة احلزب الواحد، وحكم الفرد الواحد<br />
الذي اقتبسته من الأنظمة الشمولية، واخذت تبحث عن تربيرات لالأنظمة القومية اجلديدة<br />
يف الأنظمة الشيوعية )دكتاتورية الربوليتاريا( ، )دكتاتورية العمال والفالحني واجلنود(،<br />
ولكن رسعان ما حتولت هذه النظم اجلديدة من حكم احلزب الواحد اإىل حكم العائلة الواحدة<br />
اإىل حكم الفرد الواحد املستبد فبدت امللكيات اإىل جانبها فردوسا مفقودا.<br />
واإذا كانت الربجوازية الراأسمالية الصناعية قد اأنساأت نظامها الدميقراطي بهدف<br />
تاأمني حكم الطبقة الراأسمالية، ومصاحلها الواحدة ومصاحلها املسيطرة على وسائل الإنتاج<br />
الجتماعي، واملستاأثرة بالرثوة القومية حمليا بوساطة املوؤسسة الترشيعية املنتخبة<br />
واأجهزة السلطة التنفيذية، ولضمان هيمنة الراأسمال على النطاق العاملي بوساطة الغزو<br />
املسلح والسلعي للعامل اخلارجي، فلم يكن هناك اأي مربر تاريخي وموضوعي اأو اأساس علمي<br />
للمناداة باإقامة دكتاتورية الربوليتاريا اأو على الأصح ان يطلق على الدميقراطية اجلديدة<br />
باعتبارها نظام حكم الغالبية )العمال والفالحني واجلنود( دكتاتورية الربوليتاريا، )43( ما<br />
)44(<br />
دامت متثل حسب قول لينني “احلد الأقصى من الدميقراطية للعمال والفالحني”.<br />
اإن سلطة الغالبية مل ولن تكون دكتاتورية يف يوم من الأيام. فال توجد دكتاتورية<br />
شعبية يف التاريخ، ول يوجد مربر لأن تقيم الطبقات الشعبية املنترصة، دكتاتورية ضد<br />
برجوازية مهزومة اأو حتالف طبقي مهزوم )برجوازية، اإقطاع( انهارت سلطته السياسية،<br />
وهي بالتاأكيد لن تقيم دكتاتورية ضد ذاتها اإل اإذا استولت نخبة حمدودة على السلطة<br />
السياسية، وحكمت باسم الغالبية، باسم الطبقة العاملة وحلفائها من الطبقات الشعبية<br />
العريضة، وهنا تصبح الدميقراطية مهددة بالتحول اإىل دكتاتورية النخبة، دكتاتورية<br />
الزعماء، اإن دكتاتورية الربوليتاريا كمضمون للسلطة الشعبية هي صيغة قد عفا عليها<br />
الزمن، ويف ظل التغريات العاملية النوعية واملتسارعة، اأصبحت اأكرث صيغ الفكر املاركسي<br />
)45(<br />
تخلفا وافتقارا لالنسجام اأو التجاوب مع حقائق احلياة احلديثة.<br />
اإن تكريس هذه الأفكار يف الأدب الثوري قد استخدم مادة دعائية مضادة من
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
اأجهزة الدعاية الراأسمالية الضخمة، واملسيطرة على العامل، لإعاقة التحولت الجتماعية<br />
والدميقراطية يف مناطق التحررالوطني، وقطفت الأحزاب الإصالحية الشرتاكية<br />
الدميقراطية نتائج هذا الرصاع الأيديولوجي على النطاق العاملي وتقاسمتها مع اأحزاب<br />
الدميقراطية املسيحية، ولكنها، من جهة اأخرى، اأفضت اإىل قيام بعض اأحزاب الشيوعية<br />
الأوروبية الرئيسة مبراجعة نقدية جريئة لأفكار رئيسة يف اأيديولوجيتها، ويف مقدمتها<br />
دكتاتورية الربوليتاريا وذلك قبل ظهور برنامج الربيسرتويكا بزمن طويل، واأبرز مثال<br />
على ذلك الستخدام اجلريء لسالح النقد من احلزب الشيوعي الإيطايل وزعيمه السابق<br />
برلينغوير يف املراجعة الفكرية الشاملة، واإعادة النظر يف برناجمه السياسي ابتداء من<br />
منتصف السبعينيات، وتواصلت على امتداد الثمانينيات، ومن ثم جلوء عدد من اليساريني<br />
لحقا اإىل تاأسيس حزب الدميقراطية الربوليتارية يف اإيطاليا مبا يتضمنه من دعوة للتنديد<br />
بفكرة دكتاتورية الربوليتاريا، وعدم مال ءمتها للواقع اجلديد واملتغري يف البلدان الراأسمالية<br />
املتطورة، ومن ثم توالت هذه املراجعات حتت تاأثري الفكر اجلديد لغورباتشوف وانهيار<br />
الحتاد السوفياتي لتشمل الأحزاب الشيوعية يف اأوروبا الرشقية والأحزاب املاركسية<br />
اللينينية يف الكونغو وموزامبيق وجنوب اإفريقيا ودول اإفريقية اأخرى.<br />
لقد افرغت الأحزاب والتيارات القومية السلطة السياسية من جوهرها الدميقراطي يف<br />
الأقطار التي حكمتها، وتبعا لذلك غاب الدستور الدميقراطي، اأو غاب التطبيق الدميقراطي<br />
للدساتري التي وضعت يف اأقطار الأنظمة القومية، والذي يصون احلقوق واحلريات ويوزع<br />
الإختصاصات بني السلطات، ومينع احتكار السلطة ويحمي استقالل القضاء وسيادة<br />
القانون، باختصار غابت الدولة الدميقراطية، دولة القانون، كما غابت حرية الراأي والتعبري<br />
وحرية الصحافة والبحث العلمي والتعددية الفكرية والسياسية، وغاب النظام التمثيلي الذي<br />
يتحقق به قيام السلطة الدستورية والترشيعية، كما غابت املمارسة الدميقراطية للحق يف<br />
الرتشيح والنتخاب واملحوط بضمانات دستورية وقانونية تضمن شفافية النتخابات<br />
ونزاهتها، وبشكل عام غاب مبداأ التداول على السلطة.<br />
ومل تفشل النظم القومية يف حتقيق شعاراتها يف الوحدة واحلرية والشرتاكية وحترير<br />
فلسطني فقط، بل فشلت حتى يف التحالف فيما بينها رغم اأنها حتمل الأهداف ذاتها، وتقف<br />
على اأرضية فكرية واحدة، اأما العالقة مع القوى غري القومية التي مل تكن معادية من حيث<br />
اأهدافها على املدى املتوسط على الأقل، فقد اأعملت فيها قتال وترشيدا، فجرى قمع احلركات<br />
الإسالمية حتى ظهرت نتيجة هذه املمارسات التعسفية واحلمقاء يف نكسة حزيران/يونيو<br />
1967 حيث منيت الأنظمة والأحزاب القومية بهزمية منكرة.<br />
ويسجل للتيار الإسالمي السائد مبادرته اإىل تفعيل اجتهاده الفكري فيما يتعلق
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
بالدميقراطية والسلطة السياسية، فقد ذهب الغنوشي اإىل القول برضورة: »التسليم<br />
باملرجعية الدميقراطية اأساسا لإدارة سلطة الدولة بكل ما تتضمنه من مبادىء واآليات<br />
مثل: املساواة بني املواطنني وتقديس حريات الإنسان وحقوقه الأساسية اخلاصة والعامة،<br />
وتقديس الإرادة الشعبية املعرب عنها شوريا من خالل انتخابات دورية تعددية تشارك فيها<br />
كل التيارات غري العنيفة دومنا اأي اإقصاء، اإىل سائر اآليات النظام الدميقراطي التي تيرس<br />
جتدد النخب وتداول السلطة بينها، وهو تداول يف ظل وحدة املرجعية الثقافية واملرشوع<br />
احلضاري املشرتك الذي مييز العدو من الصديق، ويضبط الأهداف املشرتكة، والوسائل<br />
املوصلة اإليها، ول يتحول اإىل عملية رصاع بني الأضداد، وانتقال من النقيض اإىل النقيض،<br />
بقدر ما هو تنافس على حتصيل اأهداف متشابهة جتول داخل نفس العائلة من الشبيه اإىل<br />
)46(<br />
الشبيه، وتلك هي حال الدميقراطيات الناضجة املستقرة«.<br />
وذهب الغنوشي اأبعد من ذلك حني جعل من التضامن بني املظلومني يف العامل بغض<br />
النظر عن انتماءاتهم، ودعم كل حتول دميقراطي اأمرا مرشوعا، وذلك حني دعا اإىل »التنارص<br />
اجلاد على دفع الظامل ومنارصة املظلوم بقطع النظر عن انتمائهما، ودعم موؤسسات<br />
املجتمع املدين واستقاللها عن السلطة اأيا كانت. ودعم كل حتول دميقراطي والوقوف يف<br />
وجه اي نكوص اإىل العنف واإدانة كل سبيل لستخدام القوة سبيال للوصول اإىل السلطة اأو<br />
)47(<br />
للخلود فيها، اأو حلسم ما ينجم من اختالفات فكرية اأو سياسية«.<br />
وقد خلص اأحد املفكرين العرب اإىل القول باأن اخليار يف مصدر املرشوعية ليس بني<br />
اهلل اخلالق، وبني الأمة )وهي اإحدى خملوقات اهلل(، واإمنا بني اإرادة الطغاة واحلاكمني<br />
بالقوة واجلربوت، وبني اإرادة الأمة احلرة الواعية القادرة على حتديد مستقبلها وما ينفعها،<br />
)48(<br />
واأي حتديد غري هذا هو تسرت خلف وهم يراد منه تثبيت اإرادة الطغاة واجلبابرة.<br />
ولقد بداأت التيارات القومية تتلمس طريقها نحو اإحداث التغيري املطلوب ليس يف<br />
الأهداف، واإمنا يف طريقة واآلية حتقيقها ومرحلتها، واأخذت تطور مواقفها من الوحدة<br />
العربية والدولة القطرية والدميقراطية، فهناك اعرتاف بخصوصيات الدولة القطرية، واإن<br />
كانت ناجتة عن التجزئة، التي ل بد من التعامل معها كوجود قائم وتفهمه ووضعه يف<br />
سياقه التاريخي والجتماعي، واأخذنا نقراأ يف اأدبيات هذه التيارات دعوة للقاء التيارات<br />
الفكرية الأساسية الثالثة)القومي والإسالمي والإشرتاكي( على اأرضية قبول الآخر رشيكا<br />
يف بناء مستقبل الوطن لصالح الأكرثية الشعبية، والأخذ بتعدد الأفكار والآراء والتعددية<br />
احلزبية باعتباره مظهرا حضاريا اإنسانيا، فحرية الراأي والتعبري والنهج الدميقراطي اأسلوب<br />
حياة للتقدم احلضاري، اأما سياسة اإلغاء الآخر التي انتهجها النظام العربي، ومارستها بعض<br />
)49(<br />
القوى القومية التي سيطرت على احلكم يف اأقطارها، فقد اأرضت واأساءت للوحدة العربية.
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
لقد اعرتف قادة التيار القومي باأن الدميقراطية واحلاجة امللحة اإليها من اأهم الدروس<br />
املستفادة من جتارب القوميني وجتربة النفصال على وجه التحديد، فال يجوز اأن يكون<br />
هناك اأي شيء على حساب الدميقراطية، وفقا ملراجعة جورج حبش، ول ميكن للشعب اأن<br />
يحقق اأهدافه الكربى اإل من خالل احلياة الدميقراطية، ول ميكن تعبئة اجلماهري اإل من<br />
خالل الدميقراطية والهتمام بقضاياها احلياتية، بل اإن قدرة اجلماهري على القيام بدورها<br />
يف التقدم والدفاع عن اأهدافها ومصاحلها، مرتبطة بحريتها وتفجري طاقاتها واإبداعاتها،<br />
وهذا غري ممكن من دون حياة دميقراطية. )50( بل اأرجع اأسباب هزائم عبد النارص اإىل غياب<br />
الدميقراطية حني قال بوضوح »لوقام نظام عبد النارص على الدميقراطية لتغري الوضع،<br />
)51(<br />
ولو كانت الدميقراطية هي التي حتكم العالقات يف الثورة الفلسطينية لتغري الوضع«.<br />
اإن املطلوب اليوم اأن تبداأ الأحزاب القومية بنفسها، فتعيد بناء ذاتها على اأسس<br />
دميقراطية، اأو لنقل يجب اإنشاء اأحزاب قومية الشكل اإسالمية املضمون وعلى اأسس دميقراطية<br />
لأن فاقد الشيء ل يعطيه، فهناك اأسس فكرية، بل منظومة فكرية كاملة حتفز اإىل مثل هذا<br />
التحول املطلوب يف الفكر القومي. فالأحزاب الدميقراطية هي التي تستطيع بناء الأنظمة<br />
السياسية الدميقراطية التي تقوم على مبداأ سيادة القانون والفصل بني السلطات واستقالل<br />
السلطة القضائية، واعتماد مبداأ التداول على السلطة ومبداأ الإنتخاب العام لعنارص السلطة<br />
الترشيعية والتنفيذية، اأي اأن يكون صندوق الإقرتاع هو احلكم بني اجلميع، والأخذ مببداأ<br />
التعددية الفكرية والسياسية، وتكافوؤ الفرص، وتوفري احلدود الدنيا من احلقوق القتصادية<br />
والجتماعية والثقافية. ولو اعتمدنا الدميقراطية صيغةً لإدارة الرصاع يف املجتمع بوسائل<br />
سلمية من خالل التداول على السلطة عرب صندوق الإقرتاع لوفرنا على اأنفسنا وقتا وجهدا<br />
ودماء وموارد هائلة اأهدرناها طوال عقود بال طائل.<br />
اإن بناء السلطة السياسية الدميقراطية، القائمة على الفصل بني السلطات املحتكمة اإىل<br />
صندوق الإقرتاع وسيادة القانون، واحرتام سلطة القضاء وتعزيز استقالليته هي العنارص<br />
الأهم يف الفكر القومي املجدد، ويرتتب على التيارات القومية تبعا لذلك مغادرة كثري من<br />
املفاهيم واملواقف اخلاطئة سواء تلك التي فرضت عليها، او تلك التي اختارتها بنفسها،<br />
فنظام احلزب الواحد يقود اإىل املجهول، ويكبت الطاقات، ويف عامل اليوم حيث تهب رياح<br />
التغيري والدميقراطية بقوة على كافة اأرجاء املعمورة، فاإن التعددية السياسية اأصبحت اأمرا<br />
واقعا ل مناص منه، فتنافر الأصوات وتعدد الأطياف السياسية والفكرية والإثنية اأمرحمتم<br />
يف الدميقراطية. والستبداد مل ولن يكون يوماً مرادفاً للقوة والفعالية، والنظم التي اأنِساأها<br />
)52(<br />
وقادها املستبدون انهارت وانتهت نهاية ماأساوية.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
لقد عفا الزمن على نظام احلزب الواحد سواء املحصن بوسائل القمع والإكراه، اأم ذلك<br />
املزين بديكورات الدميقراطية املقنعة، واأصبحت التعددية السياسية واحدة من اأهم عوامل<br />
تطوير املجتمع وحتديثه. فالتناوب على السلطة وفقا لختيارات اجلماهري يوفر اأهم ضمانات<br />
الستقرار السياسي الرضوري للتنمية الإقتصادية، وحشد املوارد املادية والبرشية لرفع<br />
)53(<br />
مستوى حياة الشعب، ورفع درجة الوعي باأهمية الدميقراطية وحماية وجودها بحد ذاته.<br />
اإننا بحاجة اإىل قدر كبري من الشجاعة لالعرتاف باأن اجلاذبية التي تتمتع بها<br />
الدميقراطية الغربية يف نظر الغالبية، ل تعود – فحسب- اإىل قوة اأجهزة الدعاية الغربية<br />
وسطوتها وجناحها يف عرضها لدى الكثريين باعتبارها اجلنة املوعودة، بل لأنها احلقيقة<br />
الراسخة يف عامل اليوم، ولأنها متثل رس قوة الدول التي اأخذت بها ومنعتها، وعلينا العرتاف<br />
اأيضا باأنه)ما يزال هناك اأساس قوي لالعتقاد باأن الدميقراطية الربجوازية مل تستنفذ بعد<br />
اأغراضها ول طاقاتها الإبداعية، ومل يول عهدها سياسيا، واإن عهد الربملانية الربجوازية مل<br />
ينطو بعد من وجهة نظر التاريخ العاملي، وتتاأكد هذه احلقيقة من خالل هذا املشهد العاملي<br />
)54(<br />
الذي نلحظ فيه عودة متسارعة اإىل الدميقراطية الربملانية يف بلدان اأوروبا الرشقية(.<br />
ومهما يكن، فقد اأثبتت التجربة اليوم ان الدميقراطية قد باتت رضورة قومية بقدر ما هي<br />
رضورة وطنية قطرية. )55( ؛ اإذ ل مربر لتاجيلها بدعوى اأولوية الوحدة العربية، اأو املعركة القومية<br />
اأو الدميقراطية الجتماعية، التي ل ميكن حتقيقها قبل حتقيق الدميقراطية، فهي وحدها الكفيلة<br />
بتمكني الشعب من حتقيق هذه الأهداف. وقد استخدمت الرشعية الثورية وسيلة، للحيلولة دون<br />
حتقيق الدميقراطية السياسية وتكميم الأفواه، ولكنها مل تعد قادرة على تربير ذاتها.<br />
غري اأن من السذاجة العتقاد اأن الدميقراطية السياسية ميكن لوحدها اأن توفر احلل يف<br />
جمتمعات فقرية وتقليدية، هذه الدميقراطية واإن كان موضوعها سياسيا فاإنها هي قضية<br />
اقتصادية، فهناك عالقة عضوية بني الستبداد السياسي والتخلف الإقتصادي واحلضاري<br />
والتكنولوجي، فكل منهما يساعد على ولدة الآخر، فالستبداد السياسي يولد بالرضورة<br />
التخلف القتصادي واحلضاري والتكنولوجي، وهذا بدوره يوفر الرشوط املثلى لإطالة عمر<br />
)56(<br />
الستبداد السياسي.<br />
3- الوحدة العربية<br />
اإن واقع استمرارنا يف البحث يف هذا املوضوع احليوي، وحماولة تاأصيل فكر عربي<br />
وحدوي جديد دليل على حيوية قضية الوحدة وحيوية الفكر العربي الوحدوي الذي ما زال<br />
يحتل موقعا مركزيا يف الفكرالسياسي العربي املعارص رغم العواصف والنتكاسات التي<br />
هزته بعنف، ويعكس يف الوقت ذاته املعاناة التي جتتاح اجليل العربي اجلديد، وجهاده
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
)57(<br />
بحثا عن احلقيقة املتمثلة يف الوحدة العربية، والوسائل العملية لتجسيدها.<br />
اأجمعت التيارات القومية، يف املاضي واحلارض، على حتقيق الوحدة العربية<br />
باعتبارها الهدف الأسمى لالأمة العربية، واختارت الوحدة الندماجية شكال لهذه الوحدة،<br />
ومل يكن لديها اأدنى استعداد ملناقشة اخلصائص القطرية لأي بلد عربي اأو حتى العرتاف<br />
بوجودها، وترتب على ذلك غياب كامل ملفهوم الوحدة وكيفية اإجنازها واآليات حتقيقها<br />
وطبيعة نظامها وسلطاتها. كان الندفاع عفويا لتحقيق وحدة مرص وسوريا بعد ان اأصبحت<br />
مرص يف اخلمسينات اأثر العدوان الثالثي عليها مثابة النضال القومي، وقد اأسهمت الهبات<br />
الشعبية العربية وتظاهرات اجلماهري املوؤيدة للثورة املرصية يف تشجيع عبد النارص على<br />
املضي قدما باجتاه حتقيق الوحدة العربية، وتاأثر حزب البعث بهذا التاأييد الشعبي العارم<br />
لعبد النارص، فزاد اإحلاحه على توحيد سوريا مع مرص، ونرش عفلق يف تلك الفرتة 15 مقال<br />
)58(<br />
تطالب مرص بالوحدة مع سوريا.<br />
كان اإميان التيارات القومية بالوحدة اإميانا مطلقا وهدفا ل يعلوه هدف اآخر، وخري<br />
دليل على ذلك موافقة حزب البعث على رشوط عبد النارص لإقامة الوحدة مع مرص، ويف<br />
مقدمتها حل الأحزاب، ومبادرة حزب البعث بحل نفسه ولهذا مل يكن النظام الذي اأقيم<br />
بني مرص وسوريا نظام وحدة بل)نظام وحدة انفصالية( ذلك لأن جرثومة النفصال<br />
كانت حارضة يف القلب منذ حلظة التوقيع على قيام النظام اجلديد، هذه اجلرثومة هي<br />
الدكتاتورية. )59( ، وانتقلت اإىل سوريا عدوى حظر الأحزاب التي مل تكن ترفض الوحدة<br />
العربية، بل كانت تشرتط الدميقراطية.<br />
لقد كانت ظاهرة اإطالق اليد ضد احلريات خطرية، سواء اأكان ذلك بعلم الرئيس الراحل<br />
جمال عبد النارص، اأم كان بدون علمه، وشيوع ظاهرة النتقام الفردي وتعذيب الأشخاص<br />
)60(<br />
واإذابة الناس بالأسيد لختالفهم مع النظام يف ظل نظام قومي يقوده زعيم قومي كبري.<br />
كان من الطبيعي، وفقا لفكر عبد النارص التجريبي الذي شكلته الأحداث والأزمات،<br />
اأن يتزايد العتماد على القيادات العسكرية واأجهزة املخابرات باعتبارها القوة الأساسية<br />
التي يعتمد عليها عبد النارص يف معاركه املتصلة ضد اأعداء الثورة يف الداخل واخلارج،<br />
وضد القوى الستعمارية، ول تشذ التجربة الأوىل للوحدة بني مرص وسوريا يف عرصنا<br />
احلديث، واإقامة اجلمهورية العربية املتحدة عن هذا الإطار النظري لتجربة عبد النارص، اإذ<br />
بوساطته ميكن فهم وتفسري الأسلوب الذي سيطر على جتربة الوحدة، فقبل الوحدة كانت<br />
القوى الشعبية يف سوريا قد اكتسبت مواقع مهمة جتسدت يف هزمية منطق النقالبات<br />
العسكرية، واأقامت التيارات السياسية املختلفة اأحزابها املستقلة. ولكن سريا على النهج<br />
الذي اتبعه عبد النارص يف مرص، فقد اشرتط حل الأحزاب السياسية يف سوريا، وتشكيل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
التنظيم الواحد وهو الإحتاد القومي كامتداد لالحتاد القومي يف مرص. وبقدر ما رفضت<br />
التيارات الشعبية هذا املنهج بقوة، فقد رحبت به القوى املضادة للثورة، ومعها بعض<br />
القوى الوطنية القصرية النظر. وبحل الأحزاب السياسية، وتركيز الرصاع ضد القوى<br />
القومية واليسارية، ظهر احلزب الواحد يف سوريا، وسيطرت العقلية العسكرية والبوليسية<br />
على جمرى الأحداث يف سوريا. وعندما اتخذ جمال عبد النارص قراراته الإشرتاكية يف<br />
يوليو 1961 حتركت القوى املضادة للثورة والوحدة، التي رضبت هذه القرارات مصاحلها،<br />
مع املوؤسسة العسكرية التي اعتقد املشري عامر اأنها تخضع لسلطانه، مع الحتاد القومي<br />
يف سوريا برسعة قصوى ضد الوحدة لتنهار برسعة يصعب تصديقها، ومل تستطع القوى<br />
الشعبية الدفاع عنها نتيجة لتصفية تنظيماتها، واعتقال زعمائها وهيمنة النظام العسكري<br />
البوليسي على احلياة السياسية زمن الوحدة.<br />
وبسبب قوة احلركة الشعبية يف العراق، بداأت التقارير العسكرية واملخابراتية تتدفق<br />
على عبد النارصمزورة للحقيقة، حماولة اإقناعه باأن احلركة اجلماهريية القوية يف العراق<br />
هي من صنع الشيوعيني، واأن عبد الكرمي قاسم قد اأصبح األعوبة بايديهم. ويف غمرة<br />
الرصاع الذي اندلع بني القيادة السياسية يف اجلمهورية العربية املتحدة وقتذاك بزعامة<br />
جمال عبد النارص، وبني عبد الكرمي قاسم وحلفائه يف العراق، حتركت العقلية العسكرية<br />
برسعة لإحداث انقالب عسكري ضد السلطة الوطنية يف العراق تزعمه عبد الوهاب الشواف<br />
اأحد قادة اجليش، لكن النقالب فشل، وبعده اشتد الرصاع واكتسب رضاوة رهيبة بني<br />
القيادتني يف القاهرة وبغداد. وهكذا حتول حلم انضمام العراق اإىل الوحدة املرصية<br />
السورية اإىل نكسة خطرية عمقت عوامل انقسام الوطن العربي، ويف هذه الأثناء جاءت<br />
نكسة النفصال لتفاقم عوامل التمزق والنقسام يف الصف القومي العربي. وبطبيعة احلال<br />
جاء رد القوى القومية واليسارية على اأخطاء نظام حكم عبد النارص لكي تعمق الفجوة<br />
بني التيارالنارصي والتيار القومي الثوري والدميقراطي يف سوريا والعراق اإن موقف عبد<br />
النارص املعادي لالأحزاب والتعددية احلزبية قد كرس سيطرة مراكز القوى العسكرية اجلاهلة<br />
والغبية التي تزعمها املشري عامر على احلياة السياسية يف كل من مرص وسوريا، الأمر<br />
الذي قاد يف النهاية اإىل حدوث نكسة النفصال، ومن ثم هزمية حزيران/يونيو 1967<br />
التي تعترباملحصلة النهائية لنهج العداء للدميقراطية ولأزمة النظام السياسي الهزيل يف<br />
مرص الذي سيطر عليه العسكريون الذين مل ياأبهوا حتى لإنذار عبد النارص لهم باأن الهجوم<br />
الإرسائيلي سيحدث يف يوم اخلامس من حزيران/يونيو 1967.<br />
لكن حزب البعث الذي انسحب وزراوؤه من حكومة الوحدة احتجاجا على هذه
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
املمارسات، رسعان ما سار على ذات النهج الدكتاتوري، وانتهاك حقوق الإنسان حني<br />
اأصبح حاكما يف كل من سوريا والعراق. فقد حتول احلزب يف كليهما اإىل جمموعة من<br />
املوظفني البريوقراطيني الذين يخدمون ول يحكمون، ويخدمون ليس احلزب، ولكن الزعيم<br />
القائد الذي اأصبح بديال للحزب القائد احلاكم. فاحلزب الذي بدا وكاأنه يحكم يف كل من<br />
سوريا والعراق رسعان ما تراجع لكي حتل مكانه العشرية كسلطة حاكمة وصول اإىل حكم<br />
الزعيم القائد الذي حكم باسم احلزب مستندا اإىل دعم العشرية. يقول بعثي خمرضم “ل اأنكر<br />
اأن حلزبنا دورا يف حتمل الأخطاء عندما وافق على حل كوادره داخل اإطار دولة الوحدة غري<br />
املدروسة، والدخول فيها واخلروج منها دون فضح الأسباب على اجلماهري العربية، مما زاد<br />
من الرشخ وتعميق النقسامات، واأدى اإىل بروز التناقضات العلنية بني املثالية والواقعية<br />
)61(<br />
واأثرها على القواعد عند اإعادة التنظيم وعودة كوادره اإليه”.<br />
لقد كان عبد النارص جتريبيا يف كل شىء، فلم يكن لديه فلسفة جاهزة ول نظرية<br />
متكاملة ل يف الوحدة العربية، ول يف بناء السلطة السياسية الدميقراطية، وحاول تطوير<br />
اأفكاره التي ضمنها كتابه فلسفة الثورة لعام 1953 يف امليثاق الوطني الوطني الصادر<br />
عام 1962، وبيان 30 مارس/اآذار 1968، فقد بدا مفهوم الوحدة العربية جنينيا قي فلسفة<br />
الثورة حيث حتدث جمال عبد النارص عن الدائرة العربية، وليس الوحدة العربية قائال: «<br />
وما من شك اأن الدائرة العربية هي اأهم هذه الدوائرواأوثقها ارتباطا بنا. فلقد امتزجت معنا<br />
بالتاريخ وعانينا معها نفس املحن، وعشنا نفس الأزمات، وحني وقعنا حتت سنابك خيل<br />
الغزاة، كانوا معنا حتت نفس السنابك«، ثم جاء امليثاق الوطني عام 1962 ليقول فيه: »اإن<br />
الأمة العربية مل تعد يف حاجة اإىل اأن تثبت حقيقة الوحدة العربية بني شعوبها.....اإن الوحدة<br />
العربية ل ميكن، ول ينبغي اأن تكون فرضا، فاإن الأهداف العظيمة لالأمم يجب اأن تتكافاأ<br />
)62(<br />
اأساليبها رشفا مع غاياتها«.<br />
صحيح اأن املرشوع القومي الوحدوي واجه حروبا رشسة عدوانية يف اخلارج)العدوان<br />
الثالثي 1956، عدوان 1967(، وحربا فكرية ومعارضة سياسية يف الداخل، اإذ ل ميكن التقليل<br />
من خطورة التحدي الكبري الذي مثلته قوى الستعمار والقوى املحلية لهدف الوحدة العربية،<br />
ولكن القوى القومية وخاصة تلك التي جنحت يف استالم السلطة مل تكن على مستوى هذا التحدي،<br />
فقد اقترصت على املبالغة يف التشديد على هدف الوحدة دون حتديد اآلية حتقيقها، وبقيت<br />
مثلها مثل قضية السلطة السياسية شعارا جمردا وجتريبيا افتقر اإىل املضمون الدميقراطي، بل<br />
اإىل اأسس النظام الدميقراطي ومبادئه، كما افتقر اإىل اآلية واأدوات التنفيذ الدميقراطية.<br />
وحاول عبد النارص بعد نكسة النفصال استخالص العرب، ولكن هذه املحاولة بقيت
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
قارصة، فميثاق العمل الوطني الذي صدر بعد عام النفصال، اأي بعد عام 1961، والذي<br />
تضمن اأول صياغة للمرشوع القومي النارصي، جاء قارصا عن حتديد روؤية متكاملة<br />
وحقيقية للدميقراطية ولتحقيق الوحدة العربية.<br />
وبلغ انقسام التيارات القومية اأوجه يف حمادثات الوحدة، الثالثية بني مرص وسوريا<br />
والعراق التي بداأت يف 14 اآذار/مارس عام 1963 حيث تباينت الروؤى حول حتقيق الوحدة<br />
وبلغت الشكوك املتبادلة بني الأطراف الثالثة ذروتها، وانتهت املحادثات بالنتيجة اإىل<br />
الإخفاق بعد املحاولة النقالبية الفاشلة التي قام بها الضباط القوميون النارصيون<br />
بقيادة جاسم علوان يف 18 متوز/يوليو 1963، وتبني خالل هذه املحادثات طغيان<br />
الزعامة الفردية وعدم القدرة على استخالص العرب من جتربة الوحدة والنفصال، وكانت<br />
تلك فرتة احتدمت فيها النزاعات بني اأطراف احلركة القومية وحرب النقالبات العسكرية<br />
والإنقالبات املضادة، ومل يستطع عبد النارص توحيد التيارات القومية كما كان منتظرا<br />
منه بحكم كونه الوحيد املوؤهل لتحقيق هذه الغاية، فطغت الشخصانية والزعامة الفردية<br />
على روؤية الواقع املوضوعي والأخطار املحدقة باجلميع.<br />
ومما زاد الوضع تفاقما اأن موؤسسة عبد النارص العسكرية والسياسية واحلزبية<br />
كانت كلها عاجزة وغارقة يف الفساد، وغري موؤهلة لتحقيق الأهداف التي عباأ عبد النارص<br />
اجلماهري العربية حولها وهي الوحدة العربية والشرتاكية العربية وحترير فلسطني، وجاءت<br />
حرب حزيران/يونيو لحقا لتمتحن الأنظمة والقوى السياسية القومية، ويف مقدمتها<br />
النظام النارصي ووسائله التي طاملا كرر عبد النارص القول بساأنها: اإن الوسائل يجب اأن<br />
تتكافاأ رشفا مع غاياتها، معلنة السقوط املدوي لهذه القوى والأنظمة معا كاشفة عجزها<br />
الفاضح عن جمابهة التحدي الإرسائيلي بعد اأن جنحت يف تدمري اآمال الشعوب العربية يف<br />
الديقراطية والوحدة وحترير فلسطني.<br />
واأثبتت التجربة املدعومة بحقائق الواقع املوضوعي اأن الوحدة العربية يف ظل<br />
تكريس الدولة القطرية ل ميكن اأن تفرض بالقوة والقرس، واستخدام اأية وسيلة من هذه<br />
الوسائل هو عمل مضاد للوحدة العربية، وخطر على الوحدة الوطنية داخل كل شعب من<br />
الشعوب العربية.<br />
اإن الذين دعوا اإىل الوحدة الفورية والندماجية قد غاب عن تفكريهم اأولوية العمل من<br />
اأجل تدعيم العوامل القتصادية والجتماعية والسياسية والثقافية للوحدة، واستعاضوا عن<br />
هذه الأولوية بوضع بند دعائي دائم يف جميع بياناتهم والتي غالبا ما حملت رقم)1( وهو<br />
الدعوة للوحدة الفورية وحترير فلسطني دون اأن يوفروا العوامل الالزمة للتحرير والوحدة،<br />
ودون اأن يكونوا على وعي حقيقي مباهية العدو القومي، ودون اأن تتكافاأ الوسائل املعتمدة
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
مع الغايات والأهداف املتوخاة، فكانت النتيجة اأن اأخفقت جميع مشاريع وحماولت<br />
الوحدة والحتاد، وتراجعت شعارات حترير فلسطني ومواجهة العدو.<br />
واإذ اأخذ النموذج البسماركي باألباب بعضهم، فاإن هوؤلء مل يستوعبوا جوهره ومل<br />
يفهموه حق الفهم، فبسمارك حقق فعال وحدة اأملانيا، ولكن حني هزم فرنسا واأملى على<br />
قادتها رشوطه يف قاعة املرايا بقرص فرساي بباريس بعد حرب 1871. ومما زاد العرب<br />
انقساما على انقسام هو استخدام القوة ضد الشقيق وليس ضد العدو لتحقيق الوحدة العربية،<br />
كما حدث يف غزو العراق للكويت، وحرب العراق مع اإيران ملدة ثماين سنوات، فكانت النتيجة<br />
اأن اأصبح هدف الوحدة العربية اأشالء متناثرة يف ساحات الرصاع العربية – العربية.<br />
براأينا اأن منوذج الوحدة العربية املطلوب يجب اأن ل يستوحى من جتربة بسمارك<br />
بطل الوحدة الأملانية، اأو جتربة غاريبالدي بطل الوحدة الأيطالية، وذلك بسبب عدم قابلية<br />
هذين النموذجني للتطبيق يف ظل النظام العربي الرسمي السائد، الذي يتمتع بحماية<br />
النظام الدويل العاملي الذي تهيمن عليه الوليات املتحدة هيمنة مطلقة، وهو ما حسمته<br />
بشكل قاطع عملية الغزو العراقي للكويت التي وضعت حدا نها ئيا لإمكانية استخدام هذا<br />
املنهج لتحقيق الوحدة العربية. ولعل الوحدة الأوروبية بوسائلها واأساليبها ومرحليتها<br />
واأشكالها الدستورية تظل التجربة الأكرث اإلهاما لالحتاد العربي، فالأوروبيون على اختالف<br />
اأنظمتهم الدستورية والسياسية، وتباين لغاتهم املستخدمة بنوا وحدتهم لبنة لبنة، بادئني<br />
يف املجال الأهم الذي ميس حياة السكان وهو املجال الإقتصادي، حيث رشعوا باإقامة<br />
السوق املشرتكة، ومن ثم اإنشاء برملان استشاري، وجملس اأوروبي وحمكمة اأوروبية،<br />
وجواز سفر اأوروبي موحد، وعملة اأوروبية موحدة)اليورو(، وحتقيق اأجنازات تكنولوجية<br />
)63(<br />
مشرتكة كاملفاعل النووي الأوروبي، والطائرة الفضائية الأوروبية-هرمس.<br />
ويعترب جهاز الدولة القطرية اليوم العقبة الرئيسية اأمام حتقيق الوحدة العربية، فقد<br />
ولت صيغة الوحدة الندماجية؛ لأنها تتعارض مع مصلحة جهاز الدولة القطرية، ولذا وجب<br />
البحث عن اأشكال واآليات جديدة لتحقيق الوحدة تبداأ بصيغ الحتاد الستقاليل الكنفدرايل<br />
الذي يقوم على احتفاظ كل دولة باستقاللها اخلارجي وسيادتها الداخلية بكل ما تنطوي<br />
عليه من تطبيق لدساتريها اخلاصة وقوانينها واأنظمتها الداخلية. ففي موؤلف جدير<br />
بالتنويه يقول د. منصف املرزوقي: »اإن الدولة مرحلة من مراحل تطور الشعور اجلماعي<br />
متقدمة على املرحلة القبلية، والطريق الإجباري اإىل مرحلة الشعور القومي، ولها خاصيتها<br />
وزمنها املحدد الذي ل ميكن جتاوزه بالبساطة التي خلناها، مثلما ل ميكن للطفل القفز من<br />
مرحلة التوازن اإىل اجلري الرسيع بدون املرور مبرحلة املشي املرتنح« )64( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
ويف هذا السياق، فاإن منح املواطن العربي دورا يف الرتشيح والنتخاب، ويف الإدارة<br />
واملراقبة واملحاسبة واملساءلة يف اإطار نظام من الالمركزية، وابتداء من البلدية وحتى<br />
الربملان من ساأنه اأن يعوض تعطشه ملمارسة السلطة القبلية من جهة، ويعمل على تشذيبها<br />
وصول اإىل حموها من جهة اأخرى. وبذا ميكن، مبساعدة عوامل اأخرى واأهمها تعامله مع<br />
الآلة احلديثة، جتاوز مرحلة الرعوية والقبلية اإىل مرحلة املواطنة والشعور بالنتماء للوطن<br />
ومن خالله للوطن الأكرب، فمعركة الوحدة العربية ليست معركة خارجية ضد المربيالية<br />
والهيمنة الإستعمارية التي ترعى التجزئة والتخلف يف الوطن العربي فحسب، بل هي<br />
معركة داخلية اأيضا ضد البنى املحلية التي تشكل اأرضية الخرتاق والنفاذ الإمربيايل،<br />
وتوفر الرشوط املثلى لالنقسام واحلروب الأهلية بسبب العقلية املتكلسة، وسيطرة املصالح<br />
الطائفية والعشائرية واملذهبية، وبهذه الصيغة ملفهوم الوحدة العربية يصبح النضال<br />
الوحدوي نضال دميقراطيا، والدميقراطية بقدرما تشكل احلل السياسي والجتماعي<br />
ملعضالت النقسام الطائفي واملذهبي والأمني، اأي ملشكالت الأقليات، بقدرما تسهل<br />
عملية الندماج الإجتماعي والقومي بني اجلماعات املختلفة واملكونة للمجتمع من خالل<br />
صهر متايزاتها الثقافية يف وحدة سياسية عليا، وتفتح الطريق ليس اأمام الوحدة الوطنية<br />
)65(<br />
فحسب بل اأمام الوحدة القومية اأيضا.<br />
ويذهب الطبيب واملفكر العربي منصف املرزوقي اإىل اأن الوحدة العربية لن ترى النور اإل<br />
بعد اإرساء النظام الدميقراطي يف خمتلف الأقطار العربية، سواء اأكان هذا النظام ملكيا دستوريا،<br />
اأم برملانيا، اأم رئاسيا مبارشا، فمن طبيعة الأنظمة الدميقراطية اأن تتفاعل مع حاجات وطلبات<br />
)66(<br />
شعوبها، واأن ل تبحث عن السيطرة والهيمنة والتسلط، واإمنا عن نقاط اللتقاء.<br />
ومن جهة اأخرى، اأحدث الإسالميون حتول نوعيا يف تفكريهم، وغدا التساوؤل حول<br />
اأسباب بقاء جميع الأمم الإسالمية موحدة باستثناء الأمة العربية تساوؤل ثابتا يحتاج اإىل<br />
اإجابة. ولهذا اأصبحت الوحدة العربية هدفا اسرتاتيجيا حيويا بالنسبة اإىل العرب واملسلمني<br />
)67(<br />
وسائر الشعوب املستضعفة اإىل جانب التسليم مببداأ التضامن الإسالمي.<br />
ويشري الصادق املهدي اإىل اأن الأمة الإسالمية تضم قوميات عدة، والإسالم مل ينف<br />
النتماء القومي، بل استصحبه بصورة جعلت العرب يحققون بالإسالم اأجمد اأيامهم، وكذلك<br />
حققت القوميات الأخرى الطورانية والفارسية والهندية بالإسالم اأجمد اأيامها واأفضل<br />
عطائها، وشدد على اأن علينا اأن نعرتف بالنتماء القومي ل سيما على اأساس ثقايف ولغوي<br />
وساليل ل يتعارض مع النتماء الأوسع لالأمة اإل اإذا كانت فيه عصبية، العصبية هي<br />
)68(<br />
الشعور الذي ميقته الإسالم ل القومية.
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
ولكن هل راجع القوميون مطالبهم الوحدوية وجتاربهم الوحدوية الفاشلة. نعم، فهذا<br />
جورج حبش يعرتف قائال اإننا مل نستعمل عقلنا كما يجب، كنا نقاتل بسواعدنا اأول، وبقلوبنا<br />
ثانياً، لأننا على حق. اأما العقل فلم نستعمله مبا فيه الكفاية. نادينا بالوحدة العربية، ولو<br />
اأخذت نرشة )الراأي( التي كانت تصدر يف دمشق لراأيت اأن حركة القوميني العرب نادت<br />
بالوحدة، لكنها مل تقل كيف؟ ماهي العوائق؟ والأمر نفسه فيما يتعلق مبوضوع بفلسطني،<br />
)69(<br />
وبكل القضايا الأخرى.<br />
اأما الدميقراطية فهي اأحد اأهم الدروس التي متخضت عنها جتربة الوحدة املرصية<br />
السورية الفاشلة، والذي انتهى اإىل اعتبار الدميقراطية واحلرية رشطا للسري نحو الوحدة<br />
والتطور والتنمية، واستثمار اإمكانات الأمة يف مواجهة اأعدائها القوميني وليس العكس.<br />
ويضيف اإنني اأفهم الوحدة الآن بصورة اأخرى.<br />
ويف اإطار مراجعته لتجربة حركة القوميني العرب استخلص جورج حبش دروسا<br />
مهمة منها، رضورة اعتماد املراحل ومراكمة الجنازات اسرتاتيجياً، ورضورة الرتابط<br />
بني القومي والقطري، والتشديد على املضمون الجتماعي والدميقراطية، ويقول: »علينا اأن<br />
ناأخذ مبوضوع تراكم العوامل واملراحل وتكاملها، اأي تراكم الإجنازات يف الجتاه الوحدوي<br />
خطوة خطوة، ودعمها وتطويرها، سواء اأكانت اقتصادية اأم اجتماعية اأم ثقافية. ثم اإنني<br />
اأتصور الوحدة الآن-على سبيل املثال- على النحو الآتي: وحدة السودان ومرص، وحدة<br />
دول املغرب العربي، وحدة بالد الهالل اخلصيب، وحدة اجلزيرة واخلليج. وبهذا يتم تقارب<br />
وتوحيد كل منها، من دون اأن يكون هذا مرهونا بخطوات مماثلة على مستوى غريها من<br />
املواقع، ومن دون اأن مينع التفاق على بعض اخلطوات الوحدوية على املستوى القومي،<br />
كحرية التنقل لالأفراد اأو حرية انتقال الكتاب، وتشجيع التبادل التجاري، والتنسيق بني<br />
اجلامعات، وبعض الإجراءات املدنية. ثم بعد ذلك ميكن التقدم خطوة اأخرى اإىل الأمام، من<br />
نوع قيام احتاد بني هذه الوحدات )منوذج الوليات املتحدة الأمريكية(، اإننا يف الواقع،<br />
)70(<br />
سنكون اأمام عملية طويلة ومتداخلة اإىل حد بعيد«.<br />
ويف تشديده على املرحلية يف حتقيق الوحدة العربية، ومبداأ تراكم العوامل واملراحل<br />
وتكاملها، فاإنه يرقى اإىل مرتبة القانون الذي يجب اأن يحكم عملنا، يقول: »ليس بالرضورة<br />
اأن تاأتي الوحدة العربية كاملة دفعة واحدة، ليتم مثال حل موضوع جوازات السفر، اأو<br />
موضوع اقتصادي معني وهكذا، مبعنى الرتاكم والتكامل على خمتلف الصعد الثقافية<br />
)71(<br />
والسياسية والقتصادية«.<br />
ويعلق جورج حبش على احتالل العراق للكويت بقوله: اإننا على قناعة راسخة باأن
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
طريق الوحدة، كهدف نبيل ودائم، هو الطريق الدميقراطي والختيار احلر، وليس العنف، ذلك<br />
باأن تخطي ما جنم عن القطرية من ثقافة ووعي وحقائق اقتصادية وسياسية واجتماعية<br />
عرب مسار تاريخي، ل ميكن اأن يتم بصورة اعتباطية اأو قرسية، واإمنا يحتاج اإىل عمليات<br />
تاريخية متدرجة توؤسس وترسي مقدمات الوحدة القومية بصورة ثابتة وراسخة، ويرى<br />
اأن مردود اأية مغامرة اأو ترسع سيكون عكسيا متاما، وميس جوهر الوحدة يف العمق، وهو<br />
هنا يستحرض دروس النفصال والأرضار التي حلقت بالقضية الفلسطينية عندما كانت<br />
تقدَّم مسوغات لقمع احلركة الشعبية باسم فلسطني، يف الوقت الذي تشرتط مواجهة العدو<br />
)72(<br />
الصهيوين وحترير فلسطني اأعلى درجة من الدميقراطية واحلرية.<br />
ويرى جورج حبش يف نهاية املطاف، اأن ل مفر من الإقرار بواقع التنوع واخلصوصية<br />
القائم اليوم يف الوطن العربي، فالوحدة تاأخذ اأبعادها اخلالقة والإبداعية على قاعدة<br />
الإقرار بالتنوع والفرادة واخلصوصية التي ل معنى جوهريا لها اإل يف الإطار العام املوحد<br />
الذي، بدوره، ل يجد معنى يحفظ رشعيته اإل من خالل اعتباره التنوع واخلصوصيات، على<br />
اأشكالها، مكونا اأصيال من الذات العامة، وبراأيه اأن هذا الفهم يسحب نفسه على فلسطني<br />
اأيضا باعتبارها قضية العرب، فاحلفاظ على خصوصيتها ياأتي يف اإطار مكانها الأصيل<br />
كجزء من الأمة العربية، وخصوصية الشعب الفلسطيني ل تعني فصله عن صدر اأمه، واإمنا<br />
)73(<br />
هي تاأكيد لهويته العربية يف مواجهة نقيضه الصهيوين.<br />
ولكن اخلصوصيات تتحول خارج هذا الناظم اإىل مولد دائم للرصاعات والستنزاف<br />
الداخلي املدمر، كما يتحول العام اإىل قوة كبح تهدف اإىل فرض التجانس املميت، وهكذا<br />
تتاأسس ديناميات اغتيال احلرية والدميقراطية باستمرار. كما تدفع من جهة اأخرى باجتاه<br />
وضع خصوصية الشعب الفلسطيني يف حالة تضاد مع الأمة العربية، الأمر الذي قاد يف<br />
)74(<br />
النهاية اإىل حترير العرب من فلسطني، وصول اإىل كارثة اأوسلو، وهذه قمة املاأساة.<br />
اخلامتة:<br />
حني نتمعن يف جتربتنا الوحدوية املاضية، فاإننا جند اأنفسنا اأمام جتربة فاشلة على<br />
جميع الأصعدة، واإذا كان علينا اأن نبحث عن حلول لأزمتنا احلارض ومستقبلنا يف هذه<br />
التجربة، فاإننا لن نعرث اإل على ركام من الإخفاقات املتتالية التي علينا جتنب تكرارها.<br />
اإن نقطة الإنطالق نحو تاأصيل فكر عربي وحدوي جديد تتمثل يف العرتاف بالواقع<br />
القطري القائم ومعرفة كيفية التعامل معه من اأجل تغيريه مع تسليمنا باأنه من صناعة<br />
الستعمار. ولقد راأينا كيف اأدت سياسة حرق املراحل، والستهانة بالواقع العنيد الذي
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
كرسته الدولة القطرية اإىل اإخفاق الوحدة املرصية السورية عام 1961م، والذي شكل بداية<br />
صعود النزعة القطرية يف العامل العربي، وجتذر الدولة يف مواجهة فكر قومي وحدوي<br />
عفوي اأطنب يف ترديد الشعارات والنداءات من اأجل الوحدة العربية، دون اأن يقدم بيانا<br />
بكيفية حتقيقها ووسائل بناء موؤسساتها.<br />
اإن الدولة القطرية ليست هي الضالة املنشودة للعربي، فكلما تقدم بنا الزمن، كلما<br />
انكشفت عيوبها اأكرث فاأكرث، بل اأصبحت قيداً على احلرية وتقرير املصري، والتحول نحو<br />
اأشكال الحتاد الأوسع اإقليميا وقوميا، والذي اأصبحت تتعلق به حياة الشعوب والأمم<br />
والأفراد ومستقبلها. فقد حتالفت القبيلة مع النظام العربي القطري ضد نشوء الدولة<br />
املدنية للحفاظ على مصاحلها، وشجع السيد الأوروبي والأمريكي هذا التوجه؛ لأنه يكرس<br />
النفوذ الأجنبي على مقدرات الأمة، وقد ورث عرب سايكس بيكو هذا الإرث الستعماري<br />
الثقيل لالأجيال واحلكام، فقام هوؤلء بالزيادة عليه وجعله اأكرث ماأساوية. لقد اأمسى النظام<br />
العربي وجها اآخر للقبيلة ممثلة يف زعامة فرد يحكم باسم الأجنبي رغم ادعائه باأنه يحكم<br />
باسم الشعب. ولكن تغيري هذا الكائن املخيف الذي صنعه الستعمار واملرغوب فيه يف<br />
الوقت نفسه مساألة تتعلق بالزمن ونضوج احلركة املضادة التي سيولدها النظام السياسي<br />
القطري ذاته، والتي ستعمل من اأجل الالمركزية والحتاد الإقليمي يف الوقت ذاته، واإرساء<br />
نظام التشاور واملشاركة الواسعة والتجديد الدميقراطي الدائم للنظام السياسي ذاته.<br />
لقد ربطت التيارات القومية يف الغالب بني هديف الوحدة وحترير فلسطني، وكانت<br />
الوحدة العربية مقصودة لغرض واحد هو حترير فلسطني فحسب، ولتوفريالعامل الأغلب<br />
للتحرير وهو السالح والرجال، دون العمل من اأجلها باعتبارها حاجة موضوعية للعرب<br />
تتطلب عمال على مشارف عديدة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية جتعل من الوحدة<br />
اأمراواقعا، ووحدة كهذه هي الكفيلة بتوفري رشوط حترير فلسطني واأدواته، وليس الفهم<br />
العددي امليكانيكي الذي عربت عنه على النحو الآنف الذكر غالبية التيارات القومية.<br />
ولكن هذه النتائج السلبية املدمرة للسياسات)الوحدوية( اأحدثت، من جانب اآخر،<br />
انعطافا جذريا يف تفكري املواطن العربي، متثل يف اإدراك املواطن بعد هزمية حزيران/<br />
يونيو 1967 لعبثية انتظار حتقيق هدف الوحدة دون العمل على اإصالح الأنظمة السياسية<br />
التي حتكمه وتطويرها لكي تقرتب من الدميقراطية، وتصبح اأكرث قدرة على مواجهة حتديات<br />
العرص، فبداأت مرحلة جديدة من املواجهة بعيدة املدى بني السلطة السياسية يف الدولة<br />
القطرية التي اأصبحت بعبعا استبداديا، وتضخمت باسم القومية العربية والوحدة العربية<br />
يف بعض الدول واحلفاظ على الأمن والستقرار والوحدة الوطنية يف دول اأخرى، وبني
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املجتمع املدين الذي تركزت مطالبه على اإقامة دولة القانون، واحرتام حقوق الإنسان،<br />
والتعددية احلزبية، والتداول على السلطة، وجعل صندوق القرتاع هو احلكم بني التيارات<br />
واخليارات الفكرية والسياسية.<br />
وقد اأسهمت ثورة العلوم والتكنلوجيا املنفلتة من عقالها والثورة يف جمال الإعالم<br />
والتصال يف تكريس هذا التغيري يف اأجندة اهتمامات املواطن العربي حيث تقف قضايا<br />
الدميقراطية وحقوق الإنسان والتنمية يف مقدمة هذه الهتمامات، تليها الوحدة العربية<br />
التي لن تكون اإل وحدة دميقراطية، متليها اإرادة الشعوب العربية املتحررة من العسف<br />
واحليف، ومتليها مصاحلها املادية والروحية.<br />
يجب اأن نكف عن احلديث عن عوامل الوحدة العربية، فلو كان جمرد وجود هذه العوامل<br />
كافيا لتحقيق الوحدة ملا كنا نبحث يف هذا املجال عن اأسباب اإخفاقها، فالوحدة العربية<br />
ورضورتها مل تعد بحاجة اإىل اإثبات، وهي ما زالت هدفا عزيزا واأمال ساكنا يف اأعماق<br />
الوجدان العربي، ولكن علينا اأن نتعلم اأكرث كيفية اإقامة هذه الوحدة بدل من اجرتار الأسس<br />
التي تقوم عليها. اإننا مطالبون بتشخيص الواقع الذي جتاهلناه يف الفكر القومي القدمي،<br />
ومعرفة كيفية تطويعه واستخدامه لدفع مسار الوحدة.<br />
وترتيبا على ماتقدم، يجب اأن نضع اأمامنا الصورة الواقعية للوطن العربي، هذه<br />
الصورة تنم عن وجود مستويات عدة لالنتماء والشعور بالعروبة لدى العربي، وهي النتماء<br />
للقبيلة واجلهة والوطن الصغري، ومن ثم الوطن العربي الكبري، وكذلك النتماء الديني الذي<br />
ما انفك يتعاظم يوما بعد يوم، وكذلك الشعوراملتنامي بالنتماء الثني والطائفي لدى<br />
الأقليات التي تعيش يف الوطن العربي ومطالبها املرشوعة من اأجل املواطنة املتساوية،<br />
وهذا يقتضي تلبية احلاجات املرتتبة على هذه النتماءات، اأو انطالقا منها لتقوية شبكة<br />
العالقات املجتمعية ملختلف مكونات املجتمعات العربية وتقوية شبكة الرتباط بني<br />
اأفراد الأمة العربية وقبائلها وشعوبها. كما يجب اأن ناأخذ بعني العتبار التنوع القليمي<br />
والتفاوت بني اأقطار الوطن العربي يف املساحة وعدد السكان، يف الرثوة واملوارد الطبيعية<br />
واملالية والمكانات الصناعية والتكنولوجية، ودرجة النمو والتطور والكتفاء القطري،<br />
ومستوى منوّ عالقات النتاج وتطور وسائلها واأدواتها، وتقسيم العمل واملوقع يف النظام<br />
القتصادي العاملي، ويف طبيعة التكوين التاريخي، والختالف يف شكل احلكم، وتباين<br />
السياسات والعالقات اخلارجية. هذا التنوع والتباين يجب اأن يوظف كي يصبح مصدر<br />
حيوية واإثراء واإبداعاً، الأمر الذي لن يتاأتى اإل اإذا راأينا الواقع العربي بجميع عنارصه<br />
ومكوناته املتباينة وعالقاته وتناقضاته موظفة توظيفا جيدا وعقالنيا، مدفوعني بالرغبة<br />
يف التغيري نحو الأفضل والتقدم اإىل الأمام.
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
لقد اأصبح واضحا اأن التحديات الكربى ل ميكن مواجهتها اإل جماعياً، ولعل ما يعزز<br />
فرص العرب يف النجاح يف مواجهة هذه التحديات كونهم ينتمون اإىل جمموعة حضارية<br />
وثقافية واحدة ذات شخصية تاريخية مميزة، وذات عقيدة واحدة ومصالح سياسية<br />
واقتصادية واحدة. واإذا كان ضمان حقوق اجلماعات الوطنية اجلهوية والأقليات العرقية<br />
والطائفية والثقافية هو من رشوط جناح الوحدة العربية مبفهومها اجلديد، ل اأن يتم التعامل<br />
معها كما فعل القوميون سابقا كشعوبيني اأو خارجني عن القانون، فاإن الإجماع الوطني<br />
والوحدة الوطنية هي الأخرى رشط ل بد من توافره لنجاح هذه الوحدة، غري اأن الوحدة<br />
الوطنية ل تكون بالإلغاء الكيفي للتعارضات داخل املجتمع، اأو بفرض وصاية قرسية<br />
لرشيحة ما على غالبية املجتمع حتت اأي اسم اأو مفهوم اأو اأي مربر كان، واإمنا تتاأتى من<br />
خالل العرتاف بهذا التمايز بني خمتلف الفئات املجتمعية، والعمل على تنظيمه ودعم<br />
احلوار بني اأطرافه، باعتبار التنوع والتمايز دليل غنى وقوة وليس دليل ضعف، والتعدد<br />
دليل خصوبة وعامل اإثراء وتنوع يف اإطار الوحدة، فالوحدة ل تنفي التعددية، والتعددية<br />
بدورها ل تنفي الوحدة.<br />
علينا اإذا الإنطالق من واقعنا يف التخطيط للمستقبل، واإقامة احتاد عربي كنفدرايل،<br />
ينهض يف الإطار القطري على اإرساء دعائم الدميقراطية والالمركزية وبناء املوؤسسات،<br />
وصول اإىل الكنفدرالية العربية، بعدما ثبت فشل الشعارات القومية القدمية للبعثيني<br />
والنارصيني)وحدة، حرية، اشرتاكية(، وللقوميني العرب)وحدة، حترر، ثاأر(. ولكن الوحدة<br />
لن تقوم اإل اإذا جنحت الشعوب العربية يف اإقامة اأنظمة سياسية دميقراطية، وحررت الإرادة<br />
الوطنية من القيود الأجنبية، فالوحدة العربية لن تكون اإل دميقراطية، وبني الشعوب العربية<br />
التي اثخنت بالهزائم مثلما ملت النتصارات الوهمية، واأصبحت تطالب بدور اأكرث فاعلية<br />
وسط عامل تعصف به رياح التغيري والدميقراطية. والفعالية بحد ذاتها تقتضي اإرشاك اأكرب<br />
عدد ممكن من الناس والعقول يف التقرير والتنفيذ والتقييم واحرتام احلقوق واحلريات<br />
الأساسية لالإنسان. وعلينا اأن ندرك اأن احرتام حقوق الإنسان ليس دليل ضعف اأو سذاجة،<br />
واإمنا على عكس ذلك، مصدر قوة للموؤسسات التي يجب ان يخضع فيها الأفراد لقوانني<br />
التداول على السلطة والتقييم، وجمتمع كهذا هو بالرضورة اأقوى واأكرث متاسكا وتعاضدا،<br />
والنظام السياسي الذي يفرزه اأكرث متانة ورشعية وقدرة على مواجهة خصومه يف الداخل<br />
واخلارج من خالل سيادة القانون واحرتام حقوق الإنسان.<br />
غري اأن من السذاجة العتقاد اأن الدميقراطية السياسية ميكن لوحدها اأن توفر احلل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يف جمتمعات فقرية اأو تقليدية، فبالإضافة اإىل مصادرة الإرادة الوطنية من قبل القوى<br />
الستعمارية الطاغية، فهي ستظل مهددة بفعل قوة العادات والتقاليد املتوارثة، وقوة<br />
الذهنية القبلية، وضعف الوعي والشعور باملسوؤولية الذي يكمن غالبا وراء النقسامات<br />
الوطنية، والنشطارات احلزبية، والرصاع املستدمي بني الأفراد الطاحمني داخل التنظيمات<br />
السياسية مبا يرتتب عليه من شلل للطاقات واملوؤسسات، والتمهيد تلقائيا لعودة اأو تكريس<br />
نظام احلزب الواحد والرجل الواحد والأرسة الواحدة، ولهذا ميكن القول باأن الدميقراطية لن<br />
تعمر طويال بدون نظام ثقايف واقتصادي يقوم على استخدام الآلة احلديثة، واإرساء مبادىء<br />
العدالة الإجتماعية وتكافوؤ الفرص، وعدالة التوزيع والكفاية يف الإنتاج كما ونوعا، ومن<br />
جهة اأخرى فاإن اإحداث تنمية اإقتصادية اإنتاجية لن ينجح اإل يف اإطار موؤسسات دميقراطية،<br />
هذه الدميقراطية التي خلناها موضوعا سياسيا فاإذا هي قضية اقتصادية.<br />
لقد وجدنا كيف وحدت الدميقراطية بني الشعوب الأوروبية املتباينة، يف حني فرقت<br />
الدكتاتورية بني الأمة العربية الواحدة، وليس بني الدول القطرية فحسب، وزجت بها يف<br />
اأتون الإحرتاب والتعصب اجلاهلي والشعوبية.
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
اهلوامش:<br />
1من . 1 ورقة بعنوان)العروبة والإسالم:وصل تاريخي مل ينقطع اإل يف حتصل اأيديولوجي(<br />
مقدمة من عبد الإله بلقزيزاإىل املوؤمتر القومي الإسالمي الثالث املنعقد يف بريوت<br />
23-21 كانون الثاين- يناير 2000، اأنظر، املوؤمتر القومي الإسالمي الثالث، وثائق<br />
ومناقشات وقرارات، الطبعة الأوىل، بريوت، اآذار-مارس 2004.ص.324-323.<br />
2 نافع حسن، يف الوحدة العربية والدولة القطرية والسلطة السياسية، احللقة الأوىل،<br />
صحيفة القدس، القدس، 2000-9-18.<br />
3 عاما، دراسة يف السرية النبوية املحمدية، ترجمة ثائر ذيب، برتا<br />
للنرش والتوزيع، دمشق، 2004، ص.226.<br />
. 4سورة يوسف، الآية)2<br />
5 من ورقة بعنوان)حقوق الإنسان واحلريات العامة(قدمها الصادق املهدي زعيم<br />
حزب الأمة السوداين اإىل موؤمتر الفكر القومي الإسالمي الثالث، اأنظر، املوؤمتر القومي<br />
السالمي الثالث، املصدر السابق ذكره، ص.625-624.<br />
6 اأنظر، حوار شامل مع جورج حبش، اأجراه حممود سويد، موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
<br />
2 .<br />
. 3علي الدشتي، 23<br />
.) 4<br />
5 .<br />
6 .<br />
بريوت ،1998 ص.101، .104 ،103<br />
7 .<br />
7 من ورقة لفائز اأسماعيل اأمني عام حزب الوحدويني الإشرتاكيني يف سوريا<br />
بعنوان)بني الإسالم واملسيحية واملسلمني واملسيحيني( قدمها اإىل املوؤمتر القومي<br />
الإسالمي الثالث املنعقد يف بريوت، 23-21 كانون الثاين-يناير2000. اأنظر<br />
املوؤمتر القومي-الإسالمي الثالث، املرص السابق ذكره، ص. 432.<br />
8 .<br />
9 .<br />
8 غايل شكري، الدين بني العدالة والليربالية، جملة الفكر والفن املعارص، شهرية تصدرها<br />
الهيئة املرصية العامة للكتاب، العدد 160، القاهرة، مارس 1996. ص. 45.<br />
9 من ورقة بعنون)القوميون والإسالميون العرب:اإشكاليات احلارض وحتديات املستقبل(<br />
قدمها عوين فرسخ اإىل املوؤمتر القومي-الإسالمي الثالث املنعقد يف بريوت، 23-21<br />
كانون الثاين-يناير 2000. اأنظر املوؤمتر القومي-الإسالمي الثالث، املصدر السابق<br />
ذكره، ص.544.<br />
، 10 العدد<br />
1 1<br />
1السيد 0 ياسني، حتليل مضمون الفكر القومي العربي، املستقبل العربي، السنة 3<br />
16، بريوت، حزيران- يونيو 1980، ص، 130.<br />
11 نبيل علقم، الثقافة العربية والتجديد الإسالمي، املركز الإسالمي املستقل للدراسات<br />
والنرش سان خوسيه- كاليفورنيا ومركز فلسطني للدراسات والنرش، رام اهلل/البرية،<br />
الطبعة الثانية 2002، ص.214.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
. 12<br />
1 3<br />
1 5<br />
1نبيل 2 علقم، املصدر السابق ذكره، ص. 211<br />
13 ميشيل عفلق، ذكرى الرسول العربي، يف سبيل البعث،، دار الطليعة للطباعة والنرش،<br />
ط17، بريوت 1970، ص. 126-122.<br />
1هاين 414 الفكيكي، اأوكار الهزمية، جتربتي يف حزب البعث، ط1 ، رياض الريس للكتب<br />
والنرش، لندن-قربص، 1993، ص.79.<br />
15 مصطفى طيبة، هل انهار املرشوع القومي النارصي؟! روؤية جديدة للنارصية، املركز<br />
املرصي العربي، القاهرة، دون تاأريخ، ص.69.<br />
1جمال 6 عبد النارص، كلمة يف استقبال خمتار ولد دادة يف 1967/3/27<br />
النارص 1967و1968، القاهرة، مركز الدراسات الإسرتاتيجية-الأهرام، 1973،<br />
: 16 وثائق عبد<br />
ص، 130.<br />
1 7<br />
17 مصطفى طيبة، هل انهار املرشوع القومي النارصي، املصدر السابق ذكره،<br />
ص.46-44.<br />
1لينني، 8 موضوعات من اأجل املوؤمتر الثاين لالأممية الشيوعية، خمتارات 4<br />
موسكو، ص. 156.<br />
19 من رسالة لراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسالمية يف تونس وجهها اإىل املوؤمتر<br />
القومي الإسالمي الثالث الذي عقد يف بريوت 21- 23 كانون الثاين-يناير 2000،<br />
اأنظر، املوؤمتر القومي-الإسالمي الثالث، املصدر السابق ذكره، ص. 590-589(.<br />
2سورة 0 الشورى، الآية)38<br />
2سورة 1 اآل عمران، الآية)159<br />
22 حممد عابد اجلابري، الدميقراطية وحقوق النسان، مركز دراسات الوحدة العربية،<br />
الطبعة الوىل، بريوت، 1994 ص. 242.<br />
23 حسن ابراهيم احمد، الدميقراطية يف دروس مضيعة من تراثنا، الطريق، فكرية سياسية<br />
شهرية، العدد الرابع، متوز-اآب-يوليو-اأغسطس 1998، بريوت، ص.38، 39.<br />
24 من كلمة اآدمي احلبيب الأمني العام حلركة النهضة يف اجلزائراأمام املوؤمتر القومي<br />
الإسالمي الثالث املنعقد يف بريوت من 23-21 كانون الثاين-يناير 2000، اأنظر،<br />
املوؤمتر القومي-الإسالمي الثالث، املصدر السلبق ذكره، ص.204.<br />
2القراآن 5 الكرمي، سورةاآل عمران، الآية 128<br />
2القراآن 6 الكرمي، سورة الغاشية، الآية 22<br />
27 عبد الإله بلقزيز، نحن والدميقراطية الغربية، الطريق، جملة فكرية شهرية، العدد الرابع،<br />
السنة السابعة واخلمسون، بريوت، متوز/يوليو-اآب/اأغسطس 1998، ص. 6.<br />
، 18 دار التقدم،<br />
1 9<br />
.) 20<br />
.) 21<br />
2 2<br />
2 3<br />
2 4<br />
. 25<br />
. 26<br />
2 7
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
. 28<br />
2 9<br />
3 0<br />
2حممد 8 عمارة، الإسالم والسلطة الدينية، دار الثقافة اجلديدة، القاهرة، 1977، ص. 41<br />
29 اأبو عبد اهلل حممد بن اأبي بكر ابن تيم اجلوزيه، اأعالم املوقعني عن رب العاملني،<br />
بريوت، دار اجلليل، 1973، ص.372.<br />
30 عبد الرحمن الكواكبي، الأعمال الكاملة لعبد الرحمن الكواكبي، حتقيق حممد عمارة،<br />
الهيئة املرصية العامة للتاأليف والنرش، القاهرة، 1970، ص. 358<br />
3حسن 1 البنا، جمموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا، ط3<br />
الإسالمية للطباعة والصحافة والنرش، 1984، ص.24-23.<br />
32 اأنظ الكراس الصادر عن التيار القومي العربي يف فلسطني، دون تاأريخ اأو ذكر ملكان<br />
الصدور اأو دار النرش، ص. 14.<br />
33 اأنظر حوار شامل مع جورج حبش، اأجراه حممود سويد، موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
، 31 بريوت، املوؤسسة<br />
3 2<br />
3 3<br />
بريوت ،1998 ص. .88 ،87<br />
3 4<br />
. 35<br />
3 6<br />
3 7<br />
34 عبد الغفار شكر، الدميقراطية يف الفكر السياسي العربي، الطريق، جملة دورية فكرية<br />
سياسية شهرية، العدد الرابع، متوز/يوليو-اآب/اأغسطس 1999. ص. 27.<br />
3دستور 5 حزب البعث العربي الإشرتاكي، ص. 11-10<br />
36 عبد العزيز اأمني موسى عرار، حزب البعث العربي الإشرتاكي يف فلسطني ودوره يف<br />
احلركة الوطنية الفلسطينية، 1982-1948، رسالة ماجستري)غري منشورة( قدمت<br />
يف جامعة النجاح الوطنية، نابلس 2001، ص.50.<br />
37 ميشيل عفلق، نقطة البداية، اأحاديث بعد اخلامس من حزيران، املوؤسسة العربية<br />
للدراسات والنرش، بريوت، 1971، ص. 204-201. كذلك اأنظر احلديث الذي فجر<br />
اأزمة البعث يف سوريا، ميشيل عفلق يروي كيف ديست رشعية احلزب، صحيفة احلياة<br />
اللبنانية، العدد 7000، بريوت، اجلمعة 25 شباط 1966, ص.8-7.<br />
3حممد 8 عابد اجلابري، الدميقراطية وحقوق الإنسان، املصدر السابق ذكره، 1994<br />
، 38<br />
ص. 99.<br />
. 39<br />
4 0<br />
3مصطفى 9 طيبة، املصدر السابق ذكره، ص.79<br />
40 غايل شكري، الدين بني العدالة والليربالية، القاهرة، جملة الفكر والفن املعارص،<br />
شهرية تصدرها الهيئة املرصية العامة للكتاب، العدد 160، القاهرة، مارس 1996،<br />
ص. 35.<br />
. 41<br />
4مصطفى طيبه، املصدر السابق ذكره، ص.123<br />
1 4نافع احلسن، الثورة والدميقراطية، حمارضة األقيت يف 18 حزيران/يونيو يف املندى<br />
242 العاملي الذي انعقد يف ماناغوا عاصمة نيكاراغوا مبناسبة الذكرى العارشة لنتصار
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
الثورة الساندينية، ونرشت لحقا يف الصداقة، جملة فصلية يصدرها احتاد جمعيات<br />
الصداقة الفلسطينية مع الشعوب - منظمة التحرير الفلسطينية، السنة الثالثة، العدد<br />
،9 تونس .1989 ص. 106.375<br />
. 43<br />
. 44<br />
. 45<br />
4 6<br />
4نافع احلسن، الثورة والدميقراطية، املصدر السابق ذكره، ص، 109<br />
3 4لينني، ملناسبة الذكرى الرابعة لثورة اأكتوبر، خمتارات 4، دار التقدم، موسكو، ص 228<br />
4 4نافع احلسن، الثورة والدميقراطية، املصدر السابق ذكره، ص. 109 111،<br />
5 من رسالة للشيخ راشد الغنوشي اإىل املوؤمتر القومي الإسالمي الثالث املنعقد ببريوت،<br />
46 23-21 كانون الثاين/ يناير2000، املوؤمتر القومي-الإسالمي الثالث، املصدر<br />
السابق ذكره، ص.590.<br />
4من رسالة للشيخ راشد الغنوشي، املصدر السابق ذكره، ص. 591<br />
7 من ورقة قدمه املفكر العربي خملص الصيادي اإىل املوؤمتر القومي الإسالمي الثالث،<br />
48 املصدر السابق ذكره، ص.702.<br />
اأنظر الكراس الصادر عن التيار القومي العربي يف فلسطني املصدر السابق ذكره،<br />
49 . 47<br />
4 8<br />
4 9<br />
ص.3، .16 ،15 ،12<br />
. 50<br />
. 51<br />
5 2<br />
5حوار شامل مع جورج حبش اأجراه حممود سويد، املصدر السابق ذكره، ص.20<br />
0 5حوار شامل مع جورج حبش، املصدر السابق ذكره، ص. 97<br />
1 نافع حسن، يف الوحدة العربية والدولة القطرية والسلطة السياسية، احللقة الثالثة،<br />
52 صحيفة القدس، 2000-10-9.<br />
نافع احلسن، الدميقراطية الشعبية والتحديات اجلديدة، الصداقة، جملة فصلية<br />
53 يصدرها احتاد جمعيات الصداقة مع الشعوب- منظمة التحرير الفلسطينية، السنة<br />
الثالثة، العدد العارش، تونس، 1990، ص.102.<br />
5نافع احلسن، الثورة والدميقراطية، املصدر السابق ذكره، ص. 108<br />
4 5املصدر السابق ذاته، ص. 107<br />
5 نافع حسن، يف الوحدة العربية والدولة القطرية والسلطة السياسية، احللقة الرابعة،<br />
56 صحيفة القدس، القدس، 2000-11-3.<br />
5نافع حسن، يف الوحدة العربية والدولة القطرية والسلطة السياسية، احللقة الثالثة،<br />
757 صحيفة القدس، القدس، 2000-10-9.<br />
5ميشيل عفلق، املصدر السبق ذكره، ص. 26-25<br />
8 5غايل شكري، املصدر السابق ذكره، ص.35<br />
9 6عياد املالكي، الفراغ السياسي واآثره على الواقع العربي املعارص، املركز القومي<br />
060 للدراسات العربية، الطبعة الأوىل، دون ذكر املكان، 1998، ص. 35.<br />
. 54<br />
. 55<br />
5 6<br />
<br />
5 3<br />
. 58<br />
. 59
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
. 61<br />
. 62<br />
6عياد املالكي، املصدر السابق ذكره، ص.36<br />
1 6مصطفى طيبه، املصدر السابق ذكره، ص.64<br />
2 6نافع حسن، يف الوحدة العربية والدولة القطرية والسلطة السياسية، احللقة الرابعة،<br />
363 صحيفة القدس، القدس، 2000-11-3<br />
6منصف 464 املرزوقي، دع وطني يستيقظ، نحو احلضارة الرابعة، الطبعة الثانية، دار<br />
النرش للمغرب العربي، تونس، 1988، ص.181.<br />
6بد 5 الإله بلقزيزنحو مضمون دميقراطي للوحدة العربية، جملة الوحدة، العدد 53<br />
، 65<br />
فرباير/شباط 1989، ص. 37.<br />
. 66<br />
. 67<br />
6منصف املرزوقي، دع وطني يستيقظ، املصدر السابق ذكره، ص. 197<br />
6 6من رسالة للشيخ راشد الغنوشي، املصدر السابق ذكره، ص. 590<br />
7 6من ورقة للصادق املهدي زعيم حزب الأمة السوداين بعنوان)نداء املهتدين( قدمها<br />
868 للموؤمتر القومي الإسالمي الثالث، املصدر السابق ذكرهن ص. 644.<br />
6حوار شامل مع جورج حبش، املصدر السابق ذكره، ص.117<br />
9 7 حوار مع جورج حبش، املصدر السابق ذكره، ص. 27 26، 20،<br />
0 7حوار شامل مع جورج حبش، املصدر السابق ذكره، ص. 98<br />
1 7حوار شامل مع جورج حبش، املصدر السابق ذكره، ص.82<br />
2 7حوار مع جورج حبش، املصدر السابق ذكره، ص. 80-79<br />
3 7حوار مع جورج حبش، املصدر السابق ذكره، ص. 80 79، 52،<br />
4 . 69<br />
. 70<br />
. 71<br />
. 72<br />
. 73<br />
. 74
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املصادر واملراجع:<br />
•القراآن الكرمي<br />
اأولً: الكتب<br />
1 .<br />
اآذار/مارس 2004.<br />
. 2علي الدشتي، 23<br />
1 املوؤمتر القومي الإسالمي الثالث، وثائق ومناقشات وقرارات، الطبعة الأوىل، بريوت،<br />
2 عاما، دراسة يف السرية النبوية املحمدية، ترجمة ثائر ذيب، برتا<br />
للنرش والتوزيع، دمشق، 2004.<br />
3 حوار شامل مع جورج حبش، اأجراه حممود سويد، موؤسسة الدراسات الفلسطينية،<br />
3 .<br />
بريوت، 1998.<br />
4 .<br />
4 نبيل علقم، الثقافة العربية والتجديد السالمي، املركز السالمي املستقل للدراسات<br />
والنرش، سان خوسيه-كاليفورنيا، ومركز فلسطني للدراسات والنرش، رام اهلل/البرية،<br />
الطبعة الثانية، 2002.<br />
. 5ميشيل عفلق، يف سبيل البعث، دار الطليعة للطباعة والنرش، ط17، بريوت، 1970<br />
6 ميشيل عفلق، نقطة البداية، احاديث بعد اخلامس من حزيران، املوؤسسة العربية<br />
للدراسات والنرش، بريوت، 1971.<br />
7هاين . 7 الفكيكي، اأوكار الهزمية، جتربتي يف حزب البعث، ط1 ، رياض الريس للكتب<br />
والنرش، لندن-قربص، 1993.<br />
8 مصطفى طيبة، هل انهار املرشوع القومي النارصي، روؤية جديدة للنارصية، املركز<br />
املرصي العربي، القاهرة، دون تاأريخ.<br />
9وثائق . 9 عبد النارص 1967و1968 ، مركز الدراسات السرتاتيجية-الأهرام، القاهرة،<br />
. 5<br />
6 .<br />
8 .<br />
.1973<br />
1 0<br />
1 1<br />
10 لينني، خمتارات، دار التقدم، موسكو، دون تاأريخ.<br />
11 حممد عابد اجلابري، الدميقراطية وحقوق النسان، مركز دراسات الوحدة العربية،<br />
الطبعة الأوىل، بريوت، 1994.<br />
1حممد 2 عمارة، السالم والسلطة الدينية، دار الثقافة اجلديدة، القاهرة، 1977<br />
13 ابو عبد اهلل حممد بن اأبي بكر ابن تيم اجلوزيه، اعالم املوقعني عن رب العاملني،<br />
بريوت، دار اجلليل، 1973.<br />
14 عبد الرحمن الكواكبي، الأعمال الكاملة لعبد الرحمن الكواكبي، حتقيق حممد عمارة،<br />
الهيئة املرصية العامة للتاأليف والنرش، القاهرة، 1970.<br />
1حسن 5 البنا، جمموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا، ط3<br />
للطباعة والصحافة والنرش، بريوت، 1984.<br />
. 12<br />
1 3<br />
، 15 املوؤسسة السالمية<br />
1 4
الفكر القومي بني متطلبات التجديد والعودة<br />
الى املنابع االصلية<br />
د.نافع احلسن<br />
1 7<br />
1 8<br />
1عياد 616 املالكي، الفراغ السياسي واأثره على الواقع العربي املعارص، املركز القومي<br />
للدراسات العربية، الطبعة الوىل، دون ذكر مكان النرش، 1998.<br />
17 منصف املرزوقي، دع وطني يستيقظ، نحو احلضارة الرابعة، الطبعة الثانية، دار<br />
النرش للمغرب العربي، تونس، 1988.<br />
18 التيار القومي العربي يف فلسطني، رضورة الوجود، كراس صادر عن التيار القومي<br />
يف فلسطني، دون ذكر ملكان وتاريخ النرش.<br />
رسالة ماجستري غري منشورة بعنوان، حزب البعث العربي الشرتاكي يف فلسطني ودوره<br />
يف احلركة الوطنية الفلسطينية 1948- 1982، قدمها عبد العزيز امني موسى عرار<br />
يف جامعة النجاح الوطنية، نابلس، 2001.<br />
ثانياً: الدوريات<br />
1جملة . 1 الفكر والفن املعارص، شهرية، تصدرها الهيئة املرصية العامة للكتاب، العدد<br />
160، القاهرة، مارس 1996.<br />
، 2 بريوت، حزيران/<br />
يونيو 1980.<br />
3 .<br />
1998و 1999.<br />
. 4<br />
5 .<br />
. 2املستقبل العربي، دار املستقبل العربي، السنة 3، العدد 16<br />
3 الطريق، جملة فكرية سياسية شهرية، العدد الرابع، متوز/يوليو-اآب/اغسطس<br />
. 4جملة الوحدة، العدد 53، فرباير/شباط 1989<br />
5 الصداقة، جملة فصلية يصدرها احتاد جمعيات الصداقة الفلسطينية مع الشعوب-منظمة<br />
التحرير الفلسطينية، تونس، الأعداد: التاسع، السنة الثالثة 1989؛ العارش، 1999.<br />
ثالثاً: اليوميات<br />
. 6صحيفة القدس، القدس املحتلة، الأعداد الصادرةيف: 2000/9/18؛ 2000/10/9<br />
.2000/11/3<br />
7صحيفة 7. احلياة، بريوت، العدد الصادر يف 25 شباط/فرباير 1966.<br />
6 ؛
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />
للشعب الفلسطيين – 1948 1967<br />
د. أكرم حممد عدوان*
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967<br />
ملخص البحث:<br />
تركز الدراسة على قضية حق العودة لالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم التي<br />
هجروا منها قرساً منذ عام 1948م، وحتى عام 1967م، واملوقف الإرسائيلي الرسمي<br />
وغري الرسمي منها.<br />
وتعود اأهمية الدراسة كونها تركز على قضية مهمة يف تاريخ الشعب الفلسطيني األ<br />
وهي قضية لجيء فلسطني.<br />
وتهدف الدراسة اإىل اإظهار حقيقة رئيسة تتمثل يف اأن اإرسائيل ترفض كل اأشكال<br />
احللول املطروحة سواء على املستوى املحلي اأم الدويل للقضية، بل ترص على روؤيتها حلل<br />
القضية، واملتمثلة يف عدم عودتهم اإىل ديارهم، بل توطينهم يف الأماكن املوجودين فيها<br />
يف الوقت احلارض.<br />
وسيعتمد الباحث يف دراسته على منهجني رئيسني – املنهج التاريخي من حيث<br />
املراجع والوثائق – واملنهج التحليلي يف حتليل املعلومات.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Abstract:<br />
This study focuses on the right of return for Palestinian refugees who<br />
were forced to leave home from 1948 to 1967 in addition to the Israeli<br />
official and non-official position from this issue.<br />
The research discusses an important question in the history of the<br />
Palestinian people-Palestine refugees.<br />
The discussion and results of this study reveal that Israel rejects all<br />
proposals- for the refugees to return back to their homes- at both domestic<br />
and international levels. Meanwhile the Israeli side suggests for the refugees<br />
to stay and settle in the host countries.<br />
The researcher makes use of both historical and analytical<br />
methodology.
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967<br />
مقدمة:<br />
أهمية الدراسة:<br />
تتناول هذه الدراسة موضوعاً مهماً جداً يف تاريخ القضية الفلسطينية احلديث<br />
واملعارص، األ وهو موضوع حق العودة للشعب الفلسطيني، وهي القضية التي مازالت<br />
تراوح مكانها دون اأي حل، وكما نعلم فقد ظهرت هذه القضية منذ عام 1948، اأثر<br />
وقوع حرب 1948، واحتالل اليهود اأجزاء كبرية جداً من اأرض فلسطني، ومن ثم اإعالن<br />
دولة اإرسائيل.<br />
وبالرغم من صدور العديد من القرارات عن هيئة الأمم املتحدة، وعلى راأسها قرار<br />
رقم 194 الذي طالب رصاحة بحل هذه القضية على اأساس عودة الالجئني اإىل ديارهم<br />
وتعويضهم عما حلق بهم من اأذى، فاإن هذه القرارات واملشاريع رفضت رفضاً تاماً<br />
من الدولة الصهيونية، وطالبت اإرسائيل باأن يكون احلل يف توطينهم يف الأماكن التي<br />
هجروا اإليها، ضاربة بعرض احلائط - كعادتها - كل ا لقرارات والأفكار واملشاريع<br />
الدولية جتاه تلك القضية.<br />
من هنا جاءت اأهمية دراسة هذا املوضوع، فهي تناقش قضية مازالت حيَّة ومطروحة<br />
يف كل املشاريع والأفكار السياسية التي حتاول اإيجاد حل مناسب للقضية الفلسطينية،<br />
وهي قضية مازالت تعدُّ من القضايا الرئيسة فيما يطرح من مشاريع يف الوقت احلارض<br />
حلل القضية الفلسطينية0<br />
أهداف الدراسة:<br />
تهدف الدراسة اإىل اإبراز اأهمية قضية حق العودة، وتطورها واإظهار اأهم الأفكار<br />
واملشاريع الإرسائيلية جتاه هذه القضية، خاصة يف املرحلة الواقعة بني عامي 1948م<br />
– 1967م، وهي املرحلة التي اأسست للقضية الفلسطينية بشكل عام، كما تهدف الدراسة،<br />
اإىل اإظهار املوقف الرسمي وغري الرسمي الصهيوين من هذه القضية، خاصة اأن املوقف<br />
الإرسائيلي من هذه القضية، ومنذ نساأتها مل يتغري ومل يتبدل على الإطالق، وهو القاضي<br />
باأن حتل القضية بعيداً عن دولة اإرسائيل.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
منهجية الدراسة:<br />
استخدم الباحث يف دراسته املنهج التاريخي التحليلي، معتمداً على اأهم املراجع<br />
والوثائق التي تناولت هذا املوضوع، مع حتليل املعلومات قدر املستطاع والتعليق عليها.<br />
حدود الدراسة:<br />
متتد الدراسة يف بعدها الزمني من عام 1948م – 1967م، اأما عام 1948م فهو ا<br />
لعام الذي ظهرت فيه القضية عقب احتالل الصهاينة اأجزاء كبرية جداً من اأرض فلسطني<br />
وتنتهي الدراسة عام 1967، وهو العام الذي وقعت فيه احلرب الإرسائيلية العربية الثانية<br />
التي نتج عنها مرة اأخرى هزمية العرب، وظهور مشكلة الالجئني الفلسطينيني التي اأطلق<br />
عليها اسم الالجئني عام 1948م والنازحني عام 1967م.<br />
وانتهى الباحث بوضع خامتة استعرض فيها اأهم ما توصلت اإليه الدراسة من نتائج.<br />
نشأة قضية الالجئني الفلسطينيني:)حق العودة(<br />
كان من اأهم الآثار التي ترتبت على حرب عام 1948، بني العرب والصهاينة، مشكلة<br />
اأو قضية الالجئني الفلسطينيني، فقد كان من اأهم ما نتج عن تلك احلرب، تهجري اأكرث من<br />
900 األف فلسطيني من اأراضيهم، وقد مثلت تلك املشكلة ومازالت، رضبة يف صميم القيم<br />
الإنسانية والقوانني والترشيعات الدولية، وذلك اأمام فشل العامل والأمم املتحدة يف اإيجاد<br />
حل مناسب لها، مما يدل على فشل املنظمات الدولية وعلى راأسها هيئة الأمم املتحدة<br />
التي اأصدرت العديد من القرارات، وعلى راأسها القرار 194*، الذي يدعو اإىل اإيجاد حل لهذه<br />
القضية، ولكن مل تستطع املنظمة الدولية، ول غريها من املنظمات الإنسانية واحلقوقية<br />
حتى هذه اللحظة من تطبيق هذا القرار، ول غريه من الدعوات لإيجاد حل لقضية حق العودة<br />
الذي نادى به ذلك القرار.<br />
ولقد اأدت عمليات الإرهاب الصهيوين التي قامت بها جمموعات منظمة ومدربة من<br />
العنارص املتطرفة والستعمارية يف شكلها، والرجعية يف عقيدتها، والهمجية يف وسائلها<br />
اإىل كارثة حقيقية، جنم عنها تهجري اأكرث من 900 األف شخص من الشعب الفلسطيني كما<br />
ذكرنا، واستيالء الصهاينة على ممتلكاتهم واأموالهم ومساكنهم، واأدى ذلك اإىل هجرتهم اإىل<br />
البالد العربية املجاورة، واإىل بعض املناطق الفلسطينية التي مل يطلها البطش الصهيوين،<br />
فقد وصل منهم ما يقرب من 430.000 اإىل منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة.
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967<br />
املهم يف املوضوع اأن قضية الالجئني الفلسطينيني، اأو ما يطلق عليها اسم قضية حق<br />
العودة مازالت تراوح مكانها حتى هذه اللحظة، وذلك لسبب بسيط جداً هو اأن اإرسائيل، ومنذ<br />
نساأتها عام 1948 ونساأة تلك القضية يف العام نفسه، مازالت ترفض وبشكل قاطع التعامل<br />
مع هذه القضية، وترفض رفضاً تاماً تطبيق القرار 194 الذي يدعو رصاحة اإىل حق العودة<br />
للشعب الفلسطيني، بل تطلب من الدول التي يوجد بها لجئون فلسطينيون اإىل توطينهم<br />
ومنحهم جنسيات تلك الدول، وهو احلل الذي ترى فيه اإرسائيل حالً مناسباً لهذه القضية.<br />
وهنا سنحاول اإلقاء الضوء على املوقف الإرسائيلي، من قضية حق العودة للشعب<br />
الفلسطيني وذلك منذ نساأة هذه القضية عام 1948م، وحتى عام 1967م، وهو العام الذي<br />
وقعت فيه الهجرة الثانية للشعب الفلسطيني وترسخت فيه قضية حق العودة، مع الهزمية<br />
الثانية للعامل العربي، وقيام اإرسائيل يف حينها باحتالل ما تبقى من اأرض فلسطني،<br />
وظهور لجئني جدد من الشعب الفلسطيني.<br />
متحور املوقف الإرسائيلي من قضية حق ا لعودة، حول نقطة رئيسة ومهمة، تتمثل<br />
يف رفض تام ملا يسمى بحق العودة، اأو السماح للمهاجرين من الشعب الفلسطيني بالعودة<br />
اإىل ديارهم مهما كلف ذلك من ثمن، لهذا ومنذ اللحظة الأوىل لوقوع الأزمة، عام 1948،<br />
صدرت العديد من الترصيحات من زعماء احلركة الصهيونية ودولة اإرسائيل، التي ترفض<br />
جملة وتفصيالً اأي دعوة لعودة اأولئك الالجئني، اإىل ديارهم اأو حتى تعويضهم، كما طالبت<br />
الأمم املتحدة يف حينها، بل ميكن القول اإن املوقف الرسمي وغري الرسمي لزعماء دولة<br />
اإرسائيل، متثل يف التغطية على هذه اجلرمية، والدفع مبا ميلكونه من مكانة يف العامل،<br />
لفرض اأمر واقع، يقضي باإنهاء هذه القضية بالطريقة التي يراها زعماء احلركة الصهيونية<br />
. هذه النظرة وهذا املوقف الإرسائيلي جتاه هذه القضية، جاء مطابقاً متاماً للنظرة اأو<br />
للعقيدة التي حملها زعماء احلركة الصهيونية، حتى قبل قيام دولة اإرسائيل على اأرض<br />
فلسطني، فالدعوات الصهيونية لتهجري سكان فلسطني، جاءت قبل عام 1948، اأي قبل قيام<br />
دولة اإرسائيل بالفعل، فلو األقينا نظرة على اأهم منظري احلركة الصهيونية يف هذا املجال،<br />
فسنجد العديد من اأولئك الذين نادوا بهذه الفكرة، وعلى راأسهم البارون« اإدموند روتشيلد«<br />
Edmond Rotchield املمول الرئيس ملشاريع الستيطان الصهيوين يف فلسطني، الذي<br />
اأعرب عن استعدادة لتقدمي الدعم املادي واملعنوي للعرب الذين يقبلون مغادرة اأرض<br />
فلسطني اإىل دول عربية وغربية، واقرتح يف حينها اأن يرحلوا اإىل العراق نهائياً، اأما موؤسس<br />
احلركة الصهيونية الرسمية “ثيودر هرتزل”Herzl ،Thodor فقد اعتمد لإقامة الكيان<br />
الصهيوين على اأرض فلسطني على ثنائية الستيالء على الأرض، وشن حرب اإبادة، باعتبار<br />
اأن اأصحاب البالد الأصليني هم” كائنات اأخرى” ليس لها احلق يف العيش” )1( وهذه اأمثلة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
بسيطة من الدعوات التي نادى بها زعماء احلركة الصهيونية يف هذا املجال، وقد ترسخ<br />
هذا املوقف يف ذهن اأول زعيم للدولة الصهيونية بعد اإنشائها، األ وهو “ديفيد بن غوريون”<br />
David Ben Gurion الذي ظل يعمل طوال حياته السياسية لإجناز هذا الهدف، فقد اأعترب<br />
بنغوريون يف جلسة اإدارة الوكالة اليهودية التي عُ قدت يف حزيران عام 1938، اأن نقطة<br />
النطالق اأو املخرج حلل مساألة العرب يف الدولة اليهودية، تكمن يف ا لتوقيع على معاهدة<br />
)2<br />
مع الدول العربية متهد الطريق لإخراج العرب من الدولة اليهودية اإىل الدول العربية.)<br />
وهكذا نرى اأن تهجري الشعب الفلسطيني كان الفكرة الرئيسة يف اأذهان زعماء ومنظري<br />
احلركة الصهيونية وعقولهم منذ نساأة هذه احلركة، حتى قبل اأن يكون للصهاينة موضع<br />
قدم على هذه الأرض، فما بالنا بعد اأن اأصبح لهوؤلء الصهاينة مكانة وموقع ودولة على<br />
هذه الأرض، الأمر الذي مكنهم من تطبيق تلك الأفكار عملياً على اأرض الواقع بعد عام<br />
1948، وهو الأمر الذي عمل عليه الصهاينة منذ اإنشاء دولتهم وحتى هذه اللحظة.<br />
لهذا فتطبيق الفكرة جاء بشكل منظم ودقيق وخمطط له، وليس بالصدفة كما يعتقد<br />
بعضهم، فمنذ اليوم الأول لقيام دولة اإرسائيل يف 1948/5/14م، عمدت هذه الدولة<br />
اإىل وضع اخلطط املناسبة لتنفيذ هذا العمل على اأكمل وجه، فالأساليب التي استخدمها<br />
الصهاينة مع السكان الأصليني كما ذكرنا كانت من اأسواأ الأساليب الأخالقية والهمجية،<br />
هذا من ناحية، ومن ناحية اأخرى بداأت احلكومة الإرسائيلية تعمل على تنفيذ هذا املخطط<br />
وبدعم مادي ومعنوي كبري جداً، ومن اأمثلة ذلك: تشكيل جلنة ترانسفري )ترحيل( رسمية<br />
حكومية، عُ ينت يف نهاية اآب/ اأغسطس عام 1948، من اأجل التخطيط املنظم لإعادة توطني<br />
الالجئني الفلسطينيني يف الدول العربية. )3( حيث قامت هذه اللجنة منذ تاأسيسها بوضع<br />
مرشوع تضمن النقاط الآتية:<br />
•منع الالجئني الفلسطينيني من العودة اإىل بيوتهم اأو قراهم.<br />
•تدمري القرى العربية.<br />
•توطني اليهود يف القرى والبلدات العربية، وتوزيع الأراضي العربية على املستوطنني<br />
اليهود.<br />
•استدعاء يهود العراق وسوريا.<br />
•البحث عن طرق تضمن استيعاب الالجئني الفلسطينيني يف البالد العربية، مثل سوريا<br />
)4(<br />
والعراق ولبنان والأردن.<br />
اإن قراءة بنود هذا التوجه اأو هذا املرشوع، يعطينا دللة واضحة على ما سبق ذكره<br />
من اأفكار وخمططات صهيونية جتاه الشعب الفلسطيني، فهذا املرشوع يتمحور حول هدف<br />
واضح ورصيح، األ وهو التخلص من الوجود الفلسطيني وباأي شكل من الأشكال، وذلك اإما
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967<br />
عن طريق تدمري قراهم وبيوتهم وتوطني اليهود بدلً منهم، اأو البحث عن اأساليب اأخرى<br />
تكفل استيعابهم يف اخلارج، وتكفل عدم عودتهم اإىل اأراضيهم بشكل قاطع.<br />
وقد تاأكد ذلك املوقف الصهيوين من قضية حق العودة، من خالل العديد من الآراء<br />
والأفكار الصهيونية، التي جاءت خالل هذه املرحلة، لتوؤكد فيما ل يدع جمالً للشك على<br />
املوقف الرسمي الصهيوين من هذه القضية.<br />
فقد جاء التاأكيد من خالل املندوب الإرسائيلي يف هيئة الأمم املتحدة يف حينها “اأبا<br />
اإيبان” عند ما طُ رحت اأمام هيئة الأمم املتحدة اأفكار اإرسائيل حلل هذه القضية التي متثلت<br />
يف النقاط الآتية:<br />
اإن اإرسائيل ل تتحمل اأية مسوؤولية عن وجود قضية الالجئني الفلسطينيني، بل اأن هذه<br />
القضية هي مسوؤولية عربية بحتة.<br />
واقرتح اإعادة اإسكان الالجئني الفلسطينيني يف مناطق واقعة حتت سيطرة حكومة<br />
يكون جوهرها وتقاليدها مطابقة جلوهرهم وتقاليدهم، حيث ميكن استيعابهم فوراً، ومن<br />
دون صدمات.<br />
ورصح اأنه ل يوجد نية لإرسائيل يف اإعادة اليهود اإىل العراق وسوريا ومرص واملغرب<br />
واليمن واإىل بالد عربية اأخرى، كي نستقبل لجئني عرباً مكانهم.<br />
يتضح لنا مما سبق، اأن الأفكار التي رصح بها اأبا اإيبان اأمام الهيئة الدولية تتحدث وبكل<br />
وضوح عن رفض اإرسائيل، وبشكل قاطع، عودة الشعب الفلسطيني املهجر اإىل دياره، بل اأكرث<br />
من ذلك، فهو يدعو اإىل حل قضيتهم على اأساس توطينهم يف الأماكن املتواجدين فيها، واأن<br />
ل مكان لهم على اأرض دولة اإرسائيل املزعومة، وهو بذلك يرضب عرض احلائط القرارات<br />
الدولية الصادرة عن الهيئة الدولية التي يتحدث اأمامها دون اأي خوف اأو مسوؤولية.<br />
وتنفيذاً لهذه السياسة الصهيونية املعلنة بحق قضية الالجئني، عمدت اإرسائيل ومنذ<br />
اليوم الأول لإعالنها قيام دولة اإرسائيل، اإىل استخدام سياسة مفادها، الستيالء على<br />
اأموال وممتلكات الشعب الفلسطيني املنقولة وغري املنقولة، فقد سيطرت اإرسائيل على اأكرث<br />
من 15 مدينة عربية رصفة، واأكرث من 800 قرية فلسطينية، مبا تشتمل عليه هذه املدن<br />
والقرى من اأرض وعقارات واأموال منقولة، مستولية بذلك على اأموال ما يقارب من %90<br />
من جمموع الفلسطينيني املقيمني يف اأراضي عام 1948 الذين جرى تهجريهم منها. اإىل<br />
جانب الستيالء على الأموال التجارية والصناعية والأموال والأمتعة الشخصية. )5( .<br />
وعلى هذا الصعيد، قامت اإرسائيل مبصادره املمتلكات والأموال الشخصية كافة<br />
لأكرث من مليون لجئ، يف سبيل تثبيت يدها على هذه الأموال واملمتلكات. فقد قامت<br />
باإصدار العديد من القوانني والترشيعات، كقانون املناطق املتخلَّى عنها الصادر عام
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
1948، وقانون اأنظمة الأراضي البور لعام 1948، وقانون ممتلكات الغائبني لعام 1948،<br />
وقانون نقل امللكية لهيئة التنمية، وقانون اأنظمة زراعة الأراضي البور لعام 1948م، هذا<br />
بالإضافة اإىل العديد من القوانني والترشيعات، التي اأسهمت يف الستيالء على الأراضي<br />
التي مازال يسكنها بعض املواطنني الفلسطينيني ومل يهاجروا عنها، بذريعة الأمن اأو<br />
التطوير، حيث جرد اأولئك من %80 من الأراضي اململوكة لهم، ومل يبق حتت اأيديهم سوى<br />
200 األف دومن تقريباً اأي ما نسبتة اأقل من %1 من الأراضي اململوكة لهم، وتشري التقديرات<br />
اإىل اأن الأراضي الزراعية التي استولت عليها اإرسائيل تصل مساحتها اإىل)568، 6( 705،<br />
)6(<br />
دومناً.<br />
اإن السياسة الإرسائيلية يف هذه املرحلة واضحة جداً، فهي، يف سبيل اتخاذ كل<br />
الإجراءات السياسية، والقتصادية والقانونية، التي تضمن عدم عودة لجئي فلسطني اإىل<br />
ديارهم، عمدت اإىل اتخاذ هذه الإجراءات، لإعطاء انطباع اأن ل رجعة فيما قررته بخصوص<br />
هذه القضية على الأقل يف هذه املرحلة)1948(.<br />
تطورت الأحداث السياسية، يف هذه املرحلة، وتدخلت الأمم املتحدة عن طريق اإرسال<br />
مبعوث خاص بها لإيجاد حل ملشكلة الرصاع بني الصهاينة والعرب، وقامت بوضع مندوب<br />
لها وهو»الكونت برنادوت« Count Bernadotte الذي جاء ببعض الأفكار حلل قضية<br />
الالجئني، وقام بدعوة اإرصٍ ائيل اإىل السماح بعودة الالجئني اإىل ديارهم، واأكد اأن هيئة الأمم<br />
املتحدة، اأكدت على حق الذين رشدوا من ديارهم بسبب الإرهاب احلايل بالعودة اإىل ديارهم<br />
مرة اأخرى، واأكد اأيضاً، على اأنه يجب اأن تدفع تعويضات عن املمتلكات ملن ل يرغب يف<br />
)7(<br />
العودة اإىل دياره، وذلك حسب ما جاء يف قرار هيئة الأمم املتحدة رقم 191.<br />
رفضت اإرصٍ ائيل هذا املرشوع، بل اأكرث من ذلك قامت باغتيال الكونت برنادوت.<br />
ثم طرحت مرشوعاً بديالً، كان من اأهم ما جاء فيه بخصوص قضية حق العودة، رفض<br />
حكومة اإرسائيل العودة لالجئني، والتاأكيد على اأن احلرب حتى هذه اللحظة مل تنته بعد،<br />
واأن اإرسائيل يجب عليها اأن حتارب باأساليب جديدة واأسلحة جديدة حتى تتحرر كل اأراضي<br />
)8(<br />
فلسطني’’ وذلك كما جاء على لسان ‘‘مناحيم بيغن ’’يف شهر نوفمرب 1948.<br />
فشل برنادوت يف اإقناع دولة اإرسائيل للتجاوب مع مطالب هيئة الأمم وقراراتها<br />
بخصوص قضية حق العودة وكان مصريه القتل، وظل زعماء دولة اإرسائيل على مواقفهم<br />
السابقة واملتعنته بخصوص هذه القضية، بل اأكرث من ذلك بداأ قادة احلركة الصهيونية يف<br />
الداخل ويف اخلارج بوضع تصوراتهم النهائية بخصوص تلك القضية ومن اأمثلة ذلك قيام<br />
اأحد زعماء احلركة الصهيونية وهو “جوزيف سختمان Sigtman’’ ، Joseph وهو اأحد<br />
خرباء الرتانسفري السكاين، بوضع تصور خاص بهذه القضية، وذلك عندما اجتمع مع اأعضاء
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967<br />
جلنة الرتاتسفري احلكومية، اأثناء زيارته لالأراضي املحتلة، يف اأيلول 1948، و اأوكلوا له<br />
مهمة االبحث وتقدمي مقرتحات لهم بخصوص قضية حق العودة، فقام بوضع خطة بعنوان<br />
“قضية التبادل السكاين العربي اليهودي” قدَّمها على شكل دراسة اإىل “اإلياهو اإبشتاين”<br />
سفري اإرسائيل يف واشنطن، وقام هذا بدوره بتقدميها لسكرتري احلكومة الإرسائيلية “زئيف<br />
شارن” ولرئيس جلنة الرتاتسفري يو سف فايتس.)9(<br />
جاءت خطة سختمان على النحو الآتي:<br />
•ترحيل اإجباري لالجئني وغري الالجئني الفلسطينيني، واإعادة توطينهم يف العراق.<br />
•تبادل منظم للسكان بني فلسطني والبالد العربية وبشكل اأساس للعراق، وترحيل<br />
اجلاليات اليهودية يف البالد العربية اإىل اإرسائيل.<br />
•التوطني لبد من تعزيزه مبعاهدة بني حكومة اإرسائيل والعراق، ورمبا دول عربية<br />
)10(<br />
اأخرى.<br />
وناشد سختمان الإدارة الأمريكية، والبيت الأبيض مبارشة لتقدمي الدعم للسياسة<br />
)11(<br />
الإرسائيلية من اأجل اإعادة توطني الفلسطينيني يف العراق.<br />
يوؤكد مرشوع سختمان على وحدانية النظرة الصهيونية لقضية حق العودة، والقاضية<br />
برتحيل اأكرب عدد ممكن من الشعب الفلسطيني، اإن مل يكن كل الشعب الفلسطيني من اأرضه اإىل<br />
اأراضي دول عربية اأخرى، وبخاصة العراق، واستبدال هذا الشعب مبستوطنني صهاينة، مبعنى<br />
عملية اإحالل كاملة كما كانت فرنسا واإيطاليا تفعالن يف اأثناء استعمارهما للجزائر وليبيا.<br />
جاء املوقف الإرسائيلي من قضية حق العودة خالل عام 1948، ثابتاً متفقاً مع<br />
الروؤية الصهيونية العامة لهذه القضية، واملتمثلة يف رفض حق العودة سواء احلق املبدئي<br />
اأو احلق العملي، اأما احلق املبدئي وهو رفض اإرسائيل العرتاف بكونها املسوؤولة عن هذه<br />
القضية منذ البداية، بل بالعكس فهي ترى اأن التبعه تقع كلها على عاتق اجلانب العربي<br />
الفلسطيني، وتعتقد ارسائيل اأن العرب هم الذين دفعوا سكان فلسطني اإىل الهجرة، وان الشعب<br />
الفلسطيني هاجر من اأراضيه مبحض اإرادته. ان اعرتاف اإرسائيل بهذه القضية يحرمها حق<br />
النقض، ويحرمها التحكم يف كمية العائدين.<br />
ظل املوقف الرسمي الإرسائيلي هكذا باستثناء فرتة قصرية الأجل جاءت عام 1949،<br />
وذلك عندما اأبدى رئيس احلكومة الأسبق)دافيد بن غوريون( استعداد اإرسائيل للسماح بعودة<br />
100.000 لجئ، اإىل ديارهم ويبدو اأن هذا العرض جاء فقط لكسب الوقت واملواقف حينها<br />
وبخاصة مع اإرصار هيئة الأمم املتحدة على تنفيذ القرار 194، ووساطة جلنة التوفيق الدولية<br />
يف هذه القضية، وجاء العرض يف مقدمة املناقشة التي دارت يف هيئة الأمم املتحدة لقبول<br />
)12(<br />
اإرسائيل عضواً فيها. اأما على اأرض الواقع حتى هذا العرض مل يكتب له النجاح والتطبيق
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
حاولت اإرسائيل يف عام 1949، كسب ود املجتمع الدويل وتعاطفه، وذلك لقبولها<br />
عضواً يف هيئة الأمم املتحدة، والذي يعني العرتاف بها كدولة رسمياً يف هذه املرحلة،<br />
لهذا طرحت مرشوعها الداعي اإىل استيعاب مائة األف من الالجئني اإل اأن هذا الطرح مل يطبق<br />
فعلياً، خاصة بعد اأن حصلت اإرسائيل بالفعل على عضوية هيئة الأمم املتحدة عام 1949،<br />
وبداأت يف الدخول مع الدول العربية يف مفاوضات الهدنة بل جند اأن اإرسائيل، قد رفضت يف<br />
هذه املرحلة الطرح الأمريكي الذي يقضي باأن تسمح اإرسائيل بعودة ثلث العدد الإجمايل<br />
لالجئني الفلسطينيني، وكانت التقديرات حينها تقول اأن الثلث يقدر ب 200.000 نسمة<br />
تقريباً، على اأن تتحمل الوليات املتحدة الأمريكية، نفقات اإعادة تاأهيل باقي الالجئني،<br />
الذين كان من املفرتض اأن يُستوعبوا يف الدول العربية، وجاء هذا الرفض على لسان)ديفيد<br />
بن غوريون(، رئيس احلكومة الإرسائيلية اآنذاك واقرتح بديالً لذلك، اإنشاء صندوق دويل<br />
يعالج هذا املوضوع على اأن تشرتك اإرسائيل فيه، من دون اأن تتحمل اإرسائيل املسوؤولية،<br />
على اأن جترى معاجلة الأمر على اأساس عمليات اإعادة تاأهيل جماعية، ل تصفية حسابات<br />
)13(<br />
وتعويضات فردية.<br />
شهدت املرحلة املمتدة من عام – 1949 1967 تطورات سياسية كبرية جداً يف اإرسائيل،<br />
كان من اأهمها قبول اإرسائيل عضواً رئيساً يف هيئة الأمم املتحدة، ومن ثم جناحها يف توقيع<br />
اتفاقيات الهدنة مع الدول العربية)اتفاقيات رودس( 1949م، ومن ثم جتميد مناقشة القضية<br />
الفلسطينية داخل اأروقة الأمم املتحدة، واإنشاء وكالة اإغاثة وتشغيل الالجئني الفلسطينيني،<br />
وغريها من الأحداث على املستوى العربي ل داعي حلرصها يف هذا البحث.<br />
وبالرغم من هذه الأحداث ظل املوقف الإرسائيلي من قضية حق العودة، على حاله<br />
دون اأي تغيري، بل ميكن القول اإن القضية اأصبحت حتتل مكانة ثانوية يف املجالني<br />
املحلي والدويل.<br />
واأهم ما طرح من مقرتحات اإرسائيلية بخصوص هذه القضية خالل هذه املرحلة، ما<br />
سمي يف حينه، بالعملية الليبية عام 1950، وهو املقرتح الذي تقدمت به وزارة اخلارجية<br />
الإرسائيلية يف اآذار/ مارس/ 1950، حني عرض »خزقئيل غوردن« مدير قسم املوؤسسات<br />
الدولية لدى وزارة اخلارجية خطة بعنوان »اإعادة توطني العرب يف الصومال وليبيا« اللتني<br />
تسيطر عليهما اإيطاليا يف ذلك الوقت، وقد جرت املوافقة على هذه اخلطة رسمياً يف اجتماع<br />
عقد يوم 13/اأيار/ 1954، مبشاركة الوزراء موشيه شاريت وزير اخلارجيه ووزير املالية<br />
ليفى اأشكول، ووزير الزراعة بريتس نفتايل، ومدير عام وزارة اخلارجيه ومستشار رئيس<br />
الوزراء للسوؤون العربية، يوسف فايتس ممثالً عن الصندوق القومي اليهودي، وبناء على
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967<br />
)14(<br />
هذا الجتماع شكِّلت جلنة تسمى « جلنة الالجئني« ملتابعة اإمكانية تطبيق هذه اخلطة.<br />
وتضمن املرشوع الإرسائيلي املسمى بالعملية الليبية البنود الآتية:<br />
•جمع الأموال لغرض رشاء اأراض زراعية يف ليبيا من املستعمرين الإيطاليني واإسكان<br />
الالجئني الفلسطينيني فيها لزراعتها.<br />
•تبادل ممتلكات العرب يف اإرسائيل مع ممتلكات اليهود يف ليبيا.<br />
•ترحيل 300<br />
خبري زراعي فلسطيني مع عائالتهم اإىل ليبيا، واملرشحون يجب اأن يكونوا<br />
لجئني تخلوا عن ممتلكاتهم يف اإرسائيل كخطوة اأوىل عند بداية التنفيذ.<br />
•رشاء اأراض من مالكني يعيشون يف قرى واقعة يف منطقة احلدود الأردنية)الضفة<br />
)15(<br />
الغربية( لكن اأراضيهم موجودة يف اإرسائيل.<br />
عند قراءة بنود هذا الطرح، نالحظ اأنه يتمحور حول نقطة رئيسية، األ وهي اإعادة<br />
تاأهيل الالجئني الفلسطينيني وتوطينهم ولكن ليس يف فلسطني، بل يف ليبيا الوطن اجلديد<br />
الذي يقرتحه زعماء احلركة الصهيونية بديالً عن الوطن الأم، وذلك من خالل ما يسمى<br />
تبادل السكان والأرض يف فلسطني مع ممتلكات اليهود يف ليبيا.<br />
وهذا يدل على مدى حرص زعماء احلكومة الصهيونية يف هذه املرحلة على اإفراغ<br />
فلسطني من سكانها الأصليني واستبدالهم بصهاينة، وهو ما يعني اإنهاء الوجود الفلسطيني<br />
يف هذه الأرض.<br />
مل تتوقف املقرتحات والأفكار الصهيونية يف هذه املرحلة لإيجاد حل لقضية<br />
الالجئني الفلسطينيني سواء من اأطراف رسمية داخل احلكومة الإرسائيلية، اأو من اأطراف<br />
صهيونية غري رسمية.<br />
ففي عام 1949م قام “عزرا دانني” وهو كبري موظفي وزارة اخلارجية، واملخول<br />
الرئيس يف قضية الالجئني، بطرح اأفكار ظنَّ اأنها جديدة حلل قضية حق العودة للشعب<br />
الفلسطيني وقد جاءت اأفكاره على النحو الآتي:<br />
•العمل على استيعاب اأكرب عدد ممكن من الالجئني الفلسطينيني يف الدول العربية.<br />
•فتح مشاريع اقتصادية خارج فلسطني، لتشغيل الالجئني الفلسطينيني لكي<br />
يُوطنوا هناك.<br />
)16(<br />
•مساهمة اإرسائيل يف اإعادة توطني الالجئني الفلسطينيني يف تلك املنطق.<br />
مازال الرتكيز الإرسائيلي حول قضية حق العودة، يبني على اأساس اإيجاد حلول<br />
خارجية بعيدة عن املسوؤولية الإرسائيلية جتاه حق العودة، توافق اإرسائيل على حلول لهذه<br />
القضية، ولكن دون اأدنى مسوؤولية اإرسائيلية عنها، من خالل العمل على تذويب الالجئني<br />
الفلسطينيني يف املجتمعات التي يعيشون معها يف اخلارج.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وقد طرح دانني فكرة بناء مشاريع كبرية لهذا الغرض، وبخاصة يف جمال النفط<br />
عن طريق رشكة اأرامكو، التي تصل ما بني السعودية ولبنان، وطبقاً لتصوره فاإن مثل<br />
هذه املشاريع ستستوعب اآلف الالجئني من الشعب الفلسطيني، ويف نهاية املطاف سوف<br />
يندجمون ويذوبون يف تلك الأماكن)17(<br />
وقد تكررت الأفكار واملقرتحات الصهيونية السابقة، على لسان اأحد زعماء احلركة<br />
الصهيونية وهو “حنان بار” Hanan Bar اأحد كبار موظفي اإرسائيل، وكان يعمل قنصالً<br />
عاماً يف اأثيوبيا، الذي اقرتح، تاأسيس منظمة يف الوليات املتحدة الأمريكية اأو يف اأمريكيا<br />
الالتينية هدفها تشجيع هجرة الالجئني الفلسطينيني اإىل بلدان العامل املختلفة، مبا يف<br />
ذلك القارة الأمريكية، على اأن تركز تلك املنظمة على قادة املهاجرين العرب يف اأمريكا<br />
الالتينية والوليات املتحدة الأمريكية، وضم عنارص اأخرى مثل رجال الدين املسيحي<br />
وحتى عنارص يهودية غري معروفة اأمام العامة باأنها متعاطفة مع اإرسائيل، وتقوم هذه<br />
املنظمة باإجراء مفاوضات مع حكومات وموؤسسات خمتلفة يف العامل لإيجاد اأماكن<br />
استيعاب يف بالد خمتلفة، مع جمع الأموال الالزمة لإعادة تاأهيل الالجئني الفلسطينيني<br />
)18(<br />
يف البلدان املختلفة.<br />
ثم طرح موشى ديان ،Moshe Dayan اأحد قادة دولة اإٍرسائيل الكبار يف عام 1959،<br />
مرشوعاً لتسوية قضية حق العودة، وقد متحور مرشوعه يف النقاط الآتية:<br />
•رفض عودة الالجئني الفلسطينيني.<br />
•اإعادة تاأهيل وتوطني الالجئني الفلسطينيني من خالل احتاد كونفدراىل مع الأردن.<br />
•اإمكانية توسيع هذا الحتاد ليشمل الأردن.<br />
)19(<br />
•تشجيع الهجرة الصهيونية لزيادة عد سكان دولة اإرسائيل.<br />
القاسم املشرتك يف هذه املقرتحات جميعاً، هو عدم عودة الالجئني الفلسطينيني اإىل<br />
ديارهم باأي حال من الأحوال، والعمل على جعل دول العامل الآخر خاصة الدول العربية<br />
على استيعابهم وتوطينهم، بهدف تذويب هذه القضية والقضاء عليها نهائياً.<br />
ظل املوقف الإرسائيلي من قضية حق العودة، على هذا النحو، بالرغم من التغيريات<br />
السياسية يف املنطقة، وطرحت اأفكار اأخرى ل تختلف كثرياً عن الأفكار السابقة حلل هذه<br />
القضية، ففي عام 1965 قام “ليفى اأشكول” ،Levi Eshkol وهو من اأشهر الشخصيات<br />
الصهيونية واأقواها، وقد شغل العديد من املناصب يف دولة اإٍرسائيل، كان من اأهمها رئاسة<br />
الوزراء ووزارة الدفاع عام 1963، بوضع خمطط جديد واأفكار جديدة حلل قضية حق<br />
العودة، كان من اأهمها:
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967<br />
توجيه جزء من املوارد الضخمة للمنطقة باجتاه اإعادة توطني الالجئني، ودجمهم يف<br />
بيئتهم الوطنية الطبيعية)اأي يف الدول العربية(.<br />
استعداد اإرسائيل للمساهمة املالية، مع الدول الكربى، يف عملية توطني الالجئني<br />
باعتبارها احلل املناسب ملصاحلهم احلقيقية والأساسية، واملناسب اأيضاً ملصالح<br />
)20(<br />
اإرسائيل الأساسية.<br />
ثم جاء مرشوع موشيه ديان الثاين يف حزيران 1967، وكان يشغل يف هذه املرحلة<br />
منصب وزير الدفاع يف الكيان الصهيوين، والذي اشتمل على النقاط الآتية:<br />
•تاأهيل الالجئني الفلسطينيني وتوطينهم خارج حدود دولة اإرسائيل.<br />
•تقدمي مساعدة مالية للعائالت الفلسطينية التي ترغب يف الهجرة.<br />
•رشاء اأراضٍ خارج حدود دولة اإرسائيل، خاصة يف اأمريكيا الالتينية لتوطني الالجئني<br />
الفلسطينيني فيها.<br />
•تسهيل اإجراءات السفر للمهاجرين من خالل السفارات الإرسائيلية يف اخلارج، ومن<br />
خالل مكتب احلاكم العسكري.<br />
ومن اأجل تنفيذ هذا املخطط قام موشى ديان، بتشكيل وحدة بالغة الرسية من ممثلني<br />
من مكتب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، والشاباك، وقد اأطلق على الوحدة اسم “وحدة اأشكول”<br />
نسبة اإىل رئيس الوزراء الإرسائيلي، وقد تولت اللجنة وضع اخلطط الالزمة لتشجيع الهجرة<br />
الفلسطينية من املناطق املحتلة اإىل اأمريكيا الالتينية ومناطق اأخري من العامل. )21( .<br />
يتضح لنا مما سبق، اأن احلكومة الإرسائيلية يف هذه املرحلة، بداأت تضع اخلطط ليس<br />
فقط برفض رجوع الالجئني الفلسطينيني يف اخلارج، بل لإخراج اأكرب عدد ممكن من الشعب<br />
الفلسطيني من اأراضيه اإىل دول اأخرى، وهذا يعترب تطوراً خطرياً يف السياسة الإرسائيلية<br />
جتاه هذه القضية، وهذا يعطي اإشارة واضحة، اأن قضية حق العودة التي بداأت عام 1948،<br />
اأصبحت يف طي النسيان يف السياسة الإرسائيلية، واأن اإرسائيل اأصبحت تبحث عن ما هو<br />
اأخطر من ذلك، وهو طرد اأكرب عدد ممكن ممن بقوا من الشعب الفلسطيني يف اأراضيهم، ومل<br />
يغادروها رغم سياسة القهر والقتل والترشيد، حتى تصبح هذه الأرض صهيونية خالصة.<br />
وعلى اأثر هذه السياسة احلكومية الرسمية الإرسائيلية جتاه قضية حق العودة، جاءت<br />
اأفكار وطروحات اأخرى، من خالل زعماء اإٍرسائيل يف هذه املرحلة، ل تقل خطورة عن تلك<br />
الأفكار التي طرحها موشى ديان اأو ليفي اأشكول، ومن اأهم تلك الأفكار ما طرحه يوسف<br />
فايتس Yusef Vites عام 1967، وهو اأحد زعماء احلركة الصهيونية، ورئيس سابق لدائرة<br />
الأراضي يف الصندوق القومي اليهودي، وهو بالطبع من اأكرب مشجعي سياسة الرتانسفري.<br />
وقد طرح النقاط الآتية:
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
•ترحيل كل العرب اإىل البالد املجاورة، والرتحيل يجب اأن يتم من خالل استيعابهم يف<br />
العراق وسوريا ورشق الأردن.<br />
•تقوم احلكومة الإرسائيلية بتوفري الأموال الالزمة، لإعادة توطني الالجئني.<br />
وكان من اأهم مربرات يوسف فايتس لهذا الطرح، هو اأن البالد ل تتسع لشعبني واإذا<br />
)22(<br />
ما بقي العرب فيها، ستكون البالد ضيقة وحمصورة.<br />
من الواضح من خالل الطرح السابق، اأن الآراء واملقرتحات الصهيونية، اإزاء قضية<br />
حق العودة، اأصبحت اأكرث تطرفاً وعنرصية من سابقاتها، فالرتكيز الآن على طرد اأكرب عدد<br />
ممكن من الشعب الفلسطيني اإىل خارج ما تدعيه دولة اإرسائيل بالوطن القومي اليهودي،<br />
واأكرر هنا اأن الطرح الصهيوين بداأ يركز فقط على كيفية جعل فلسطني خالصة لليهود،<br />
وليس على كيفية اإيجاد حل لقضية حق العودة.<br />
لهذا جاءت معظم مشاريع حل قضية حق العودة من اجلانب الإرسائيلي يف هذه<br />
املرحلة)عام 1967( لرتسم خريطة جديدة لهذه القضية، وبخاصة بعد انتصار اإرسائيل<br />
يف حرب الأيام الستة، واحتاللها لأراضٍ جديدة عربية وفلسطينية)الضفة الغربية وقطاع<br />
غزه(، وتكرار املشكلة القدمية التي حدثت عام 1948، وظهور لجئني جدد من الشعب<br />
الفلسطيني على اأثر هذه احلرب.<br />
هذه اخلارطة تتمثل كما ذكرنا يف السابق، بطي مشكلة لجئي عام 1948، ونسيانهم<br />
نهائياً، والتعامل مع مشكلة لجيء عام 1967، ولكن بالأسس القدمية نفسها التي ترفض<br />
كلياً عودة اأي لجئ فلسطيني اإىل اأراضيه سواء داخل الأرض املحتلة عام 1948، اأو<br />
الأراضي املحتلة عام 1967.<br />
ومما يدلل على هذا احلديث ما طرح من اأفكار جديدة جتاه هذه القضية بعد حرب عام<br />
1967 مبارشة، والتي كان من اأهمها، اأفكار “األيعزر ليفنه” ،Alaaezer Levni وهو<br />
اأحد قادة حركة اإرسائيل الكاملة، وقد اأطلق على مرشوعه اسم ‘‘مرشوع الهجرة” وتضمن:<br />
•ترحيل نصف مليون لجئ فلسطيني من قطاع غزة والضفة العربية، وتوطينهم يف سيناء،<br />
وترحيل جزء اآخر اإىل بالد ما وراء البحار، اأو توطينهم يف بالد جماورة كالأردن.<br />
• يجب اأن توجه الهجرة اإىل جميع البالد التي حتتاج اإىل اأيدي عاملة، مبا فيها الوليات<br />
املتحدة الأمريكية وكندا واسرتاليا واأمريكيا الالتينية.<br />
•تقوم اإرسائيل بتقدمي الدعم املايل للمهاجرين من اأجل مساعدتهم يف الستقرار يف اأماكنهم<br />
)23(<br />
اجلديدة، بحيث يخصص مبلغ 5000 دولر لكل عائلة مكونة من – 6 7 اأشخاص.
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967<br />
وقد تكررت هذه الفكرة اأكرث من مرة يف هذه املرحلة، وبداأ العمل من اجلانب الإرسائيلي<br />
على ترسيخ هذه الأفكار اجلديدة، للقضاء نهائياً على فكرة حق العودة، ولريكز العامل فقط<br />
على الهجرة اجلديدة عام 1967م وعلى ما يتبعها من هجرات قرسية للشعب الفلسطيني من<br />
جراء السياسات الصهيونية ضده، فجاءت يف هذه املرحلة اأفكار من خالل مرشوع«موشي<br />
دوتان« Moshiيف Dotan نوفمرب 1967، وهو اأحد اأعضاء حركة اإرسائيل الكربى، والتي<br />
متثلت يف النقاط الآتية:<br />
•يجب اأن تنفذ سياسة التهجري بدعم وتشجيع من احلكومة الإرسائيلية.<br />
•القيام باتصالت اأولية مع حكومات الدول املنوي الرتحيل لها، ومن ثم عقد اتفاقيات<br />
معها بهذا الساأن.<br />
•الستعانة بالهبات الدولية والقومية للمشاركة يف التخطيط حلل مشكلة الالجئني<br />
الإنسانية.<br />
)24(<br />
•تخصيص مبلغ وقدرة 5000 دولر لهجرة عائلة مكونة من 6 اأفراد.<br />
من الواضح اأنه بعد حرب عام 1967، وما اأسفرت عنه من نتائج ومتغريات على<br />
الأرض، ومن احتالل اإرسائيل ملناطق جديدة شملت كما ذكرنا الضفة الغربية وقطاع<br />
غزة اأي باقي الأرض الفلسطينية، وجدت اإرسائيل نفسها اأمام واقع جديد، واأمام تطورات<br />
سياسية تختلف كلياً عن سابقتها، خاصة فيما يتعلق بقضية حق العودة، لهذا ومنذ ذلك<br />
التاريخ عكفت اإرسائيل يف البحث عن حلول جديدة لهذه القضية التي سبق احلديث عنها،<br />
وقد اختلفت تلك احللول والأفكار من وجهة نظري الشخصية كلياً عن احللول السابقة لهذه<br />
احلرب، فقيل حرب 67، كانت اإرسائيل تطرح مشاريع واأفكاراً تتعلق فقط يف كيفية القضاء<br />
نهائياً على فكرة حق العودة لالجئني عام 1948، لهذا جاءت معظم اأفكارها ومقرتحاتها<br />
سواء على املستوى الرسمي اأو املستوى الشخصي، برفض فكرة عودة الالجئني الفلسطينيني<br />
اإىل اأراضيهم وظلت اإرسائيل طوال تلك املرحلة)1948 – 1965( تراوغ وتساوم من اأجل<br />
رفض اأي مقرتح حلل هذه القضية يعني عودة اأي لجئ فلسطيني اإىل اأرضه، وهذا بالطبع<br />
ثابت من الأفكار واملشاريع التي نوقشت خالل البحث، اأما املقرتحات واملواقف الإرسائيلية<br />
من قضية حق العودة، مع بداية عام 1967 ووقوع حرب عام 1967، والنتائج السياسية<br />
والعسكرية التي ترتبت عليها فنجد اأن هذه املواقف الرسمية وغري الرسمية الإرسائيلية قد<br />
اختلفت نوعاً ما.<br />
فمعظم تلك الأفكار واملواقف اأصبحت تنادي بهجرة اأكرب عدد ممكن من الشعب<br />
الفلسطيني اإىل دول العامل الآخر، والبحث يف كيفية دعم هذه الهجرة واستبدالها بهجرة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
صهيونية معاكسة، وهذا يف اعتقادي يعود يف املقام الأول اإىل النتائج التي ترتبت عليها<br />
حرب عام 1967، وبخاصة يف املجال العسكري، والهزمية التي حلت بالعامل العربي،<br />
التي جعلت اإٍرسائيل اأكرث قوة ومناعة من ذي قبل، ورسخت اأقدام دولة اإرسائيل على اأرض<br />
فلسطني وعلى املناطق املجاورة لها، واأصبحت اإرسائيل يف هذه املرحلة قوة ثابتة ل ميكن<br />
فرض اأي حلول عليها دون موافقتها، خاصة مع الدعم الدويل الأوروبي الأمريكي لها.<br />
خامتة:<br />
نستطيع اأن نوؤكد يف نهاية هذه الدراسة، اأن قضية حق العودة للشعب الفلسطيني،<br />
ستبقى تراوح مكانها، ولن يكون لها اأي حلول، اإزاء الرفض الإرسائيلي لهذه القضية،<br />
فاإرسائيل ترفض كل املشاريع والأفكار واملقرتحات حلل هذه القضية بالطريقة التي<br />
ينادي بها العامل، لأنها تعلم جيداً اأن عودة اأكرث من خمسة ماليني لجئ فلسطيني موزعني<br />
على جميع اأنحاء العامل، تعني القضاء عليها نهائياً، والدليل على ذلك، ما تعانية اإرسائيل<br />
الآن من مشكلة سكانية داخلية وخارجية، واملتمثلة يف الزيادة السكانية املطردة، لعرب اأو<br />
فلسطيني الداخل اأولً، اأو لسكان فلسطني فى الضفة العربية وقطاع غزة من جهة ثانية، اإىل<br />
جانب ما تواجهه الآن من مشكلة رئيسية تتمثل يف الهجرة الصهيونية املعاكسة من دولة<br />
اإرسائيل املزعومة، اإىل دول العامل الآخر نتيجة ما تواجهه اإرسائيل الآن من مشكلة سياسة<br />
وعسكرية خطرية جداً.<br />
لهذا نستنتج اأن قضية حق العودة للشعب الفلسطيني، قضية شائكة ومعقدة ل ميكن<br />
اأن حتل بعيداً عن ما يسمى الأن من حلول نهائية للقضية الفلسطينية، فهي ل تقل اأهمية عن<br />
قضية القدس اأو قضية احلدود اأو غريها من القضايا التي تعاين منها القضية الفلسطينية.<br />
كما نوؤكد اأن ما يطرح الآن من حلول لهذه القضية، سواء من اجلانب الإرسائيلي اأو<br />
الفلسطيني ل ميثل سوى حلول مرحلية القصد منها واأد هذه القضية والقضاء عليها، كونها<br />
متثل عنرصاً رئيسياً من احلل النهائي للقضية الفلسطينية.<br />
لهذا نوؤكد اأن قضية حق العودة للشعب الفلسطيني، هي قضية حمورية وحساسة جداً<br />
ل يستطيع اأي شخص مهما بلغ من اأهمية سياسية، اأن يتنازل عنها، وليس من حق اأي اأحد<br />
يف الداخل اأو يف اخلارج اأن يطرح اأي مرشوع هدفه القضاء على هذه القضية اأو تذويبها اأو<br />
العبث بها، لأن ذلك ميثل خيانة عظمى لقضية حق العودة والالجئني الفلسطينيني.
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967<br />
اهلوامش:<br />
* نص قرار رقم 194 والصادر عن هيئة الأمم املتحدة عام 1948 ويف فقرته رقم<br />
»11« على اأن اجلمعية العامة لالأمم املتحدة تقرر وجوب السماح لالجئني الراغبني يف<br />
العودة اإىل ديارهم والعيش بسالم مع جريانهم باأن يفعلوا ذلك يف اأقرب وقت ممكن عملياً،<br />
ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة، وكذلك عن كل خسارة اأو<br />
رضر اأصاب املمتلكات وتعني، مبقتضى مبادئ القانون الدوىل اأو عمالً بروح الإنصاف،<br />
على احلكومات اأو السلطات املسوؤولة التعويض عنه وتوعز اإىل جلنة التوفيق تسهيل اإعادة<br />
الالجئني وتوطينهم من جديد واإعادة تاأهيلهم القتصادي والجتماعي ودفع التعويضات<br />
لهم، واإقامة عالقات وثيقة مع مدير وكالة الأمم املتحدة لإغاثة الالجئني الفلسطينيني،<br />
ومن خالله مع الأجهزة والوكالة املناسبة يف الأمم املتحدة)انظر قرارات هيئة الأمم<br />
املتحدة قرار رقم 194، موؤسسة الدراسات الفلسطينية، قرارات الأمم املتحدة بساأن فلسطني<br />
املجلد الأول)1948 – 1974( مراجعة وتدقيق، جرورج طعمه، بريوت، 1984.<br />
1 عبده الأسدي، قضية الالجئني الفلسطينيني من املنظور الإرسائيلي، صامد القتصادي،<br />
1 .<br />
العدد 105 اأيلول، 1996، ص 110.<br />
. 2<br />
3 .<br />
. 2املرجع نفسه، ص 112<br />
3 نور مصاحلة اإرسائيل وسياسة النفي، ترجمة عزت الغزاوي، موؤسسة الأيام للنرش، رام<br />
اهلل، فلسطني، ب ط، 2003، ص 78.<br />
44.<br />
Benny Morris «Yosef weitz and the Transfer Committess, 1948– 49»<br />
Middle Eestern Studies, Vol.2(October 1986),PP- 549 – 550.<br />
. 5<br />
6 .<br />
7 .<br />
. 5هرنى كنت، فلسطني يف ضوء احلق والعدل، مكتبة لنبان، بريوت، 1997، ص 82<br />
6 د. جمال نافعه حق الالجئني الفلسطينيني يف العودة اإىل وطنهم يف ضوء قرارات هيئة<br />
الأمم املتحدة، صامد القتصادى، العدد 83، اآذار، 1991، ص 152.<br />
7 مرشوع برنادوت الثاين الوثائق الرسمية للجمعية العامة، الدورة الثالثة، املحلق رقم<br />
11)التقرير املرحلي لوسيط الأمم املتحدة لفلسطني( اجلزء الأول الفصل الثالث. ص<br />
188<br />
8 .<br />
8 عادل حممود رياض الفكر الإرسائيلي وحدود الدولة، معهد البحوث والدراسات العربية،<br />
القاهرة، دار النهضة العربية للطباعة والنرش، بريوت، 1989، ص 127.<br />
99.<br />
Simha Flapan, The Birth of Israel Myths and Realities (New York:<br />
Pantheon book's 1987).p.107.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
10 10Nur Masalha, Expulsion of the Palestinians:the Concept of «Transfer»<br />
in Zionist Political Thought, 1882 – 1948(Washington, DC: Institute<br />
for Palestine, 1992) PP.161 – 165,<br />
1111نور مصاحله اإرسائيل الكربى و الفلسطينيون، موؤسسة الدراسات الفلسطينية، بريوت<br />
النارصة، ط الأوىل، 2001، ص 8.<br />
12 شلومو غازيت، قضية الالجئني الفلسطينيني: احلل الدائم من منظور اإرسائيل، جمله<br />
12<br />
الدراسات الفلسطينية العدد، ،1995 ،22 ص – 86 .87<br />
. 13<br />
. 14<br />
. 15<br />
. 16<br />
17 17Walid Khalike «Plan Dalet: Master for the Conquest of Palestine,»<br />
Jour nal of Palestine Studies 18, nol(Autumn 1988). P.p 4 – 19.<br />
. 18<br />
13املرجع السابق، ص، 89<br />
14مصاحلة، اإرسائيل وسياسة النفي، مرجع سابق، ص 92<br />
15جملة السياسة الدولية، القاهرة، العدد، 72، اإبريل 1983، ص 198<br />
16مصاحله، اإرسائيل وسياسة النفي، مرجع سابق، ص 85<br />
18مصاحله، اإرسائيل وسياسة النفي، مرجع سابق، ص 19<br />
1919نظام بركات، مراكز القوى يف اإرسائيل – 1963 1983 ، دار اجلليل، عمان الأردن،<br />
،1983 ص .62<br />
، 20 حزيران<br />
،1991 ص .136<br />
. 21<br />
. 22<br />
. 23<br />
24 24DIvid Hirst, the Gun and The Olive Branch(London: Faber and<br />
Faber, 1984).p. 378<br />
20جملة صامد القتصادي، دار الكرمل للنرش والتوزيع، عمان، الأردن، العدد، 84<br />
21مصاحلة، اإرسائيل وسياسة النفي، مرجع سابق، ص 119<br />
22املرجع السابق، ص 110<br />
23مصاحلة، اإرسائيل الكربى، مرجع سابق، ص – 54 55
املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب د. أكرم محمد عدوان<br />
الفلسطيني – 1948 1967
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
فايز الزير<br />
)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش*
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
ملخص:<br />
شكلت هجرة اليهود اإىل فلسطني عدوانا صارخا على مستقبل الإنسان الفلسطيني،<br />
اإضافة اإىل املخاطر القتصادية,وذلك بتبني احللم الصهيوين عرب وعد بلفور الشهري يف<br />
20 اإبريل 1936؛ لذا شكلت جلنة قومية يف مدينة نابلس دعت البالد اإىل الإرضاب العام<br />
املستمر، حتى تبدل حكومة النتداب سياساتها، واستجابت البالد للدعوة، وشمل الإرضاب<br />
خمتلف نواحي احلياة.<br />
ويف 25 اإبريل اأجمعت الأحزاب على تشكيل جلنة عربية عليا، بقيادة احلاج اأمني<br />
احلسيني وعضوية ممثلني عنها، ودعت هذه اللجنة اإىل الستمرار يف الإرضاب، حتى تبدل<br />
احلكومة سياستها، وتوقف الهجرة اليهودية اإىل فلسطني، ومتنع انتقال الأراضي اإىل اليهود،<br />
وتقيم حكومة وطنية نيابية، وعمت التظاهرات املدن والقرى الفلسطينية، ووقعت اشتباكات<br />
اندلعت على اأثرها اأحداث 1936م، وتوالت وقائعها.وكانت اللحظة التاريخية وبداية<br />
املسلسل الدموي من اشتباكات مسلحة واإرضاب شامل شمل املدن والقرى الفلسطينية فيما<br />
حملت هذه اخلطوة خماطر جمة على القتصاد الوطني, فسارع الأحرار اإىل تاأييد الثورة<br />
واأخذت اللجان والهيئات زمام املبادرة وقيادة الشارع,وظهرت جمموعات مسلحة اأبرزها<br />
كانت ثورة الشهيد عز الدين القسام، وثوار برزوا يف مواقعهم وقادوا الفصائل، وكان لهم<br />
دور نضايل عريق.<br />
ومن هوؤلء القائد فايز الزير مدار حديثنا يف هذا البحث الذي كان يقود جمموعات<br />
مسلحة يف منطقة سلفيت.حيث حرص فايز على التواصل مع القادة يف املناطق الأخرى<br />
لتوحيد الكلمة واجلهود ليكون العمل منطقيا ومنظما وفعليا.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
Abstract<br />
The Jews immigration to Palestine formed a massive enemy on the future<br />
of Palestinian human, in the addition to the economical risks, mainly by<br />
adopting the Zionists dreams which was embodies by the well known(Belfor<br />
Promise) which was held on 20th April, 1936, a national committee was<br />
formed in Nablus city, which called the country’s regions for general<br />
strikes in order to make the authorities change their policies, the whole<br />
regions responded for the strike, the strike covered all the forms of life. On<br />
25 April, there was parties’ summit for forming a High Arabic Committee<br />
which was leaded by Al Hajj Ameen Alhusaini and other members, the<br />
committee called for the continuation of the strike in order to make the<br />
government change its policy and to stop the Jews immigration to Palestine<br />
and stopping the transmission of lands to Jews, the committee called for<br />
forming a new national government, the protest and protestors covered the<br />
whole Palestinian Regions and there were many serious casualties.<br />
In the year of 1936, new events irrupted and continued again, it was<br />
the beginning of historical moments and bloody serial with arms exchanges,<br />
general strikes, covered the markets and port, this step carried serious risks<br />
on the national economy, the free Palestinian people accelerated to support<br />
the revolution, the committees and associations took new initiatives and<br />
leaded the Palestinian streets. There were many armed groups appeared<br />
on the ground, one of these is the well known one “Ez-aldeen Alqassam<br />
Armed Group”, and some other resistances contributed in a great role in<br />
the Palestinian Revolution.<br />
The core point of this study is the resistant man, the leader Fayez Al-<br />
Zeer, the man who leaded armed groups in Salfeets Region. Fayez was<br />
so cautious and took care of being in continuation with the other leaders<br />
in other parts of the Palestinian regions in order to reunite the efforts,<br />
words so as to form a logical and organized real work of the Palestinian<br />
Revolution.
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
املقدمة:<br />
حاولت القيادة الفلسطينية جاهدة صد العدوان عن الأرض الفلسطينية, وقد وصلت<br />
الأمور اإىل حافة النفجار, اأمام التحيز الربيطاين للمرشوع الصهيوين الرامي اإىل اإقامة وطن<br />
قومي لليهود على حساب الأرض والإنسان الفلسطيني,فاندلعت اأحداث 1936م وتوالت<br />
وقائعها, وكانت اللحظة التاريخية وبداية املسلسل الدموي من اشتباكات مسلحة,واإرضاب<br />
شامل شمل الأسواق وامليناء فيما حملت هذه اخلطوة خماطرة جمة على القتصاد<br />
الوطني,فسارع الأحرار اإىل تاأييد الثورة واأخذت اللجان والهيئات زمام املبادرة وقيادة<br />
الشارع,وظهرت جمموعات مسلحة اأبرزها كانت ثورة الشهيد عزا لدين القسام, وثوار برزوا<br />
يف مواقعهم وقادوا الفصائل وكان لهم دور نضايل عريق.<br />
ومن هوؤلء مدار بحثنا القائد »فايز الزير« الذي كان يقود جمموعات مسلحة من<br />
منطقة سلفيت, حيث حرص فايز على التواصل مع القادة يف املناطق الأخرى لتوحيد<br />
الكلمة واجلهود ليكون العمل منطقيا ومنظما وفعليا, فقد عمل على التصال بالقائد »حممد<br />
لِعْمَرْ« يف منطقة املزارع, والقائد »عارف عبد الرازق«وهو قائد فصيل يف منطقة الطيبة,<br />
والقائد »حمد زواتا« وهو قائد فصيل يف منطقة نابلس والقائد«عبد الرحيم احلاج حممد<br />
القائد العام للثورة« والقائد يوسف اأبو وردة يف منطقة جنني,والقائد »فارس العزوين قائد<br />
فصيل املوت « يف منطقة عزون –قلقيلية, الذي اختلف معه لحقاً بعد اأن ثبت اأن فارس<br />
اأصبح عالة على الثورة بسبب قيامه بجباية مبالغ طائلة من عامة الناس بحجة مساعدة<br />
الثورة, والقائدان الأخوان حافظ وحمفوظ علي الأحمد من كفر الديك اللذيْن كانا يعمالن<br />
يف منطقة بني زيد واملنطقة الغربية.<br />
هذا وقد اخرتت هذه الشخصية املناضلة بالدراسة بالطريقة العلمية التي تعتمد على<br />
املقابالت مع الشخصيات القريبة منه ويتضمن البحث اأموراً عدة:<br />
• مولده ونساأته<br />
• النشاط السياسي واجلهادي<br />
• النشاط التنظيمي واملطاردة<br />
• سفره للعالج<br />
• مرضه ووفاته.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
1.<br />
2.<br />
3.<br />
4.<br />
5.<br />
6.<br />
أهمية البحث:<br />
من الرضورة استقصاء احلقائق التي تكمن يف تسجيل سري اأبطال الثورة, وكتابة سطور<br />
مباء الذهب يف حق قادة خاضوا غمار النضال, فكانوا مثال يحتذى به ويشار اإليهم بالبنان,<br />
وهنا يف بحثنا هذا كان لزاما علينا اأن نعطي هذا القائد« فايز الزير« الصورة التي تليق به و<br />
بنضالته, وان نرسم لوحة ثورية واقعية حيث قام بجملة عمليات قادها مع رفاقه.<br />
أهداف الدراسة:<br />
وكما هو احلال يف اأي زمان, يخرج من صفوفنا عناوين ورموز كان ل بد لنا اأن نسلط<br />
عليها الأضواء ومنها قائدنا فايز الزير الذي كان له دور ريادي يف الرصاع الفلسطيني -<br />
الربيطاين ولنشكل القراءة الصحيحة لسرية هذا القائد الفذ.<br />
واإيفاءً منا لهذا القائد الذي مل يسبق اأن كتب اأحد من الباحثني حول ما قام به من اأعمال<br />
يدفعنا واجبنااإىل اأن نفيه بعض حقه. وبحثنا هذا فيه توثيق للحياة السياسة اإزاء التاريخ,<br />
اأما التاريخ الشفوي فيذهب سدى و ميوت, وتدوين تاريخ الثورة وفصائلها املسلحة يعني<br />
الوعي و اإحياء الذات الوطنية مستقبال.<br />
أسباب اختيار البحث:<br />
طبيعي جدا اأن يرسم معادلة الرصاع من تدفق يف اأعماقهم حبهم وانتماوؤهم لأرضهم,<br />
فكل احتالل ل بد له من مقاوم وثورة تكافح لإزالة هذا الرسطان,ومن حق الأجيال املتعاقبة<br />
اأن تتعلم كيف كان اأجدادها يخوضون معارك طاحنة ضد قوات النتداب الربيطاين, وعليه<br />
فاإن اختيار البحث يعود لأسباب عدة منها:<br />
من قام بواجبه الوطني حني دعاه, وجب اأن يخلده التاريخ<br />
1 لأن هذا البحث سابقة رائعة ومرشفة تستحق الحرتام والتبجيل.<br />
2 ليكون هذا البحث عربة ومدرسة ملن خلف مدرسة الثوار املناضلني.<br />
3 لتعليم الأجيال اأن احلق املسلوب الذي اأخذ بالقوة ل يسرتد اإل بالقوة.<br />
4 اإن درب احلرية طويل وشاق ول بد له من ثمن.<br />
5 6 اإن النضال وسام لصاحبه والعار يلحق باملتخاذلني, وان احلق يبقى والباطل<br />
يذهب هباء.<br />
7 . 7 تعزيز الروح النضالية لدى الأجيال القادمة.
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
مشكلة البحث:<br />
بعد التوجه للسوؤال والستطالع للحصول على املعلومات لالإملام بالأحداث حول<br />
شخصية املناضل فايز الزير, وطرق الأبواب املتاحة فقد وجدنا من اأقربائه استحسانا،<br />
ولكن مع عدم كفاية املعلومات، وعند طرق اأبواب من عايشوا الثورة اإىل جانبه لقينا بعض<br />
العناء حيث حترَّج بعضهم يف الرواية، وقد يعود ذلك اإىل تخوفه من اإحداث اأي رصاع اأو<br />
اإشكالت ونزاعات قد ينجم عنها بعض اخلالفات,لأن نبش املاضي وما كان من خالفات<br />
عائلية فيه حساسية حيث رفض بعضهم باإدلء اأي معلومة رغم معرفته بواقع اأحداث<br />
الثورة وبعض تفاصيلها,ومما يالحظ عرب املقابالت التي اأجريت اأننا مل ناأخذ املعلومات<br />
اإل بعد املجامالت حينا والضغط على راويها حينا اآخر.<br />
اإن البحث عن احلقيقة قد يكون موؤملا لبعضهم، ولكن احلقيقة ل يساوم عليها اأبدا، ول<br />
يسعنا يف هذا املقام اإل اأن نشكر من تعاون وشاركنا يف البحث واإظهار احلقيقة ونعذر من<br />
امتنع واعتذر.<br />
فايز عبد القادر الزير<br />
1898م -1945م<br />
ميالده ونشأته:<br />
ولد »فايز« عبد القادر الزير يف بلدة سلفيت سنة 1898م, درس يف مدرسة سلفيت<br />
البتدائية, كان والده مسوؤولً عن منطقة اجلماعينيات* يف العهد العثماين, وكان اإنسانا<br />
بسيطا,ينتمي اإىل اأرسة عرفت بانتمائها الوطني, حيث كان يرافق والده الذي ترشب منه<br />
الصفات احلميدة ومما عرف عن والده اأنه كان يحرص دائما على اأن يرافقه ابنه يف شتى<br />
املناسبات والجتماعات، وبذلك كان فايز صاحب ثروة اجتماعية، ومعرفة وصيت حسن<br />
يف اأهل بلدته، وحمط احرتام بني عائلته وكبار الناس يف بلدته.<br />
عمل فايز يف بداية حياته يف مطحنة والده الكائنة قرب بيته، ومما عرف عن عائلة<br />
فايز اأنها متتاز بوضع اقتصادي جيد حيث كان والده ميتلك معرصة حجريه لعرص الزيتون<br />
واأمالكاً واأراضي.<br />
ينتمي فايز اإىل عائلة عريقة وله من الأخوة ثالثة هم)حسني وحسن وجميل(، وله من<br />
الأخوات شقيقتان, اأحداهما رضيرة,وتوفيت والدته وهو يف سن اخلامسة عرش من عمره،<br />
وتويف والده وهو يف سن اخلامسة والعرشين<br />
تزوج فايز من اثنتني من النساء اإحداها تدعي)خرييه(, والأخرى تسمى)جميله(, اأما<br />
خريية فقد اأجنبت له ثالثة اأولد هم)شعبان وفايق وعبد القادر(, وبنتا واحده تدعى)رقية(,
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
ومن الأخرى ثالثة اأولد,هم: )رشيف و حمرم ورمضان(, وابنتان هما: )عائشة ورشيفه(,<br />
ومن املعلوم اأن رشيفاً ابنه الأكرب سنا كان يكنى بابي الرشيف, حيث حمل صفات<br />
والده)فايز( اخلْلقية واخلُ لقية، ومل يبق على قيد احلياة منهم حتى الآن سوى ابنه عبد<br />
القادر, الذي يسكن حاليا يف سوريا ويعمل يف الأعمال احلرة,وابنه رمضان)اأبو تيسري(,<br />
الذي يقيم يف سلفيت حاليا وابنته رقية زوجة صالح الدين عودة )1( .<br />
عالقته بأسرته وأبناء عائلته:<br />
امتاز فايز بكرمه املعهود حيث كان يقدم املساعدات املادية العينية)الطحني(،<br />
واملواد التموينية اإىل الأرس الفقرية سواء بالبلدة اأم بالقرى املجاورة. واتصف فايز بهيبة<br />
ووقار متيز بهما بشكل ملحوظ حيث اعتادت النساء اجللوس اأمام بيوتهن، فكانت النساء<br />
يدخلن البيوت مبجرد عبوره شوارع البلده، وذلك حسب رواية ابنته رقية<br />
وكان فايز يتميز مبشية خاصة، رافع الراأس ويداه خلف ظهره، وذلك ينم عن وقار<br />
وهدوء وانشغال ذهن دائم.<br />
وعرف عن فايز انه متتع بحب ليس له نظري من طرف اأبناء عائلته حيث كان يتفقد<br />
عائلته بشكل دائم، ويساأل عن كل فرد من اأفرادها، واإذا ما حصل اأن تعذر قدوم اأحد منهم<br />
للديوان والجتماع يقوم فايز بالسوؤال عنه، وعن سبب عدم جميئه لعله يستطيع تقدمي<br />
العون له. ذكر اأبناء عائلته انه كان يجد اأذناً صاغية من الكبري والصغري، وكلمته لها كل<br />
احرتام ووزن، و كان معروفا عن هذا الرجل اأنه متدين عابد لربه، عُ رف بطاعة اهلل والتزامه<br />
الديني، فقد كان حمافظا على صالته وعبادته. )2( .<br />
اختياره قائداً للثورة:<br />
نتيجة ثورة 1936م، وما قدمه الأهايل من موقف شجاع مناهض لالنتداب الربيطاين<br />
يف حصاره للبلدان، ومن ضمنها سلفيت ملرات كثرية، وفرض عليها نظام منع التجول<br />
لأيام عدة، وملا عرف عن فايز من توجه ثوري يجري يف عروقه، فقد عمل منذ اللحظة<br />
الأوىل على الوقوف مع احلركة الوطنية، وكان اأن قامت القوات الربيطانية مبحارصة البلدة<br />
سنة 1937 م ملدة سبعة عرش يوما مما اأدى اإىل اجتماع اأهايل البلدة والقرى املجاورة<br />
لبحث الأمور وجمرياتها. )3( .<br />
وذات يوم قدم اإىل البلدة رجل يدعى)فارس العزوين(، وطلب اجتماعا مع كبار السن<br />
يف البلدة، وطلب منهم دفع اخلاوة)بحجة متويل الثورة(، وقال اأيضا اإنه يريد تصفية احد<br />
الأشخاص لأنه عميل لربيطانيا، فوقف كبار السن موقفا شجاعا وبطوليا حيث قالوا:)اإذا<br />
كان هناك شخص يستحق القتل بسبب اخليانة، فنحن اأحق به منك ومن غريك(. )4( .
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
وتصدى له فايز مبوقف شجاع، ورفض ما قاله فارس العزوين وقال:)ان سلفيت<br />
اأبناوؤها اأحرار، وهم على قدر من املسوؤولية ونستطيع عالج اخلطاأ باأيدينا( )5( .<br />
وعرب روؤية فايز وملا متتع به من نظرة ثاقبة، فقد قام وكبار السن بدعوة لجتماع<br />
لأهل البلدة، وقد حرض ما يقارب السبعني رجال,وحتدث فايز الزير، واأشار اإىل اأن فارس<br />
العزوين هو جمرم ولص يقوم بالسلب والنهب والقتل ونحن نرفض ذلك )6( .<br />
كانت املرة الأوىل يف البلدة التي يجتمع اأهلها من اأجل مصلحة البلدة والوطن عموما،<br />
ومما هو معلوم عن سلفيت اأن اأبناءها كانوا يقاتلون اإىل جانب القائد)حممد الإعمر النوباين(<br />
ويقدمون خرية اأبنائهم فداءً للوطن اأمثال الشهيد)سامي الرمال( الذي ضحى بنفسه يف<br />
معركة دير غسانه والشهيد البطل)حممد حماد سليم(, لقد استطاع اأهل البلدة، الجتماع<br />
والإقرار برضورة اختيار قائد يتحمل اأعباء املرحلة، ويقبل باإمرته اأبناء بلدته,فقد اجتمع<br />
اأهل البلدة وبدون اأي خالف اأو تعارض اأو امتعاض اتفق على اختيار)فايز عبد القادر الزير(<br />
قائدا للثورة يف منطقة سلفيت الذي قام برشاء بندقية من جيبه اخلاص، ودفع الثوار ثمن<br />
سالحهم من رغيف خبزهم، وفعال التحق فايز بالثورة، وشكل جمموعة من خرية مناضلي<br />
سلفيت واملنطقة وبداأ مبقاومة قوات اجليش الإجنليزي.كان فايز ومن معه يهدفون اإىل<br />
حماية البلدة من الرسقات والفوضى السائدة حيث قامت كل حمولة برشاء عدد من البنادق<br />
لتسليح الشباب, ومتكينهم من املشاركة يف الثورة )7( .<br />
عرف اأهايل البلدة بالشجاعة فكانوا يخرجون بالعصي والفوؤوس ملقاتلة الإجنليز،<br />
وكانوا اأيضا يخرجون خارج البلدة ملقاتلة اجليش وهذا دليل شجاعتهم. وقد شارك اأهايل<br />
سلفيت و رجالها مشاركة حقيقية يف معارك ضد النتداب الربيطاين يف دير غسانه، حيث<br />
جرح العديد منهم هناك )8( .<br />
تأسيس خاليا للثورة يف سلفيت:<br />
قام فايز بتشكيل خاليا مسلحة عدة من خرية اأبناء البلدة ليقاتلوا الأعداء, وقد كان<br />
اأبرزهم: )حسني القحاح وصابر رباح و يوسف اخلياط وموسى دحدول و حممود حممد<br />
الطقطق وابراهيم حسن خرض وراجح غنيم زجال فلسطني، وعبد اهلل اأبوذناب وعيسى قوقر<br />
وذيب اأبو سويدان وذيب خرض ناصيف(.<br />
وبالإضافة اإىل عنارص من املنطقة، فقد رُتبت اأمور الثورة ودراستها، ووضعت خطة<br />
للعمل، وكان خيارفايز ل يقع اإل على النخبة، ومن ثم الإعداد للعمل اجلهادي للكفاح ضد<br />
قوات النتداب، ومن ثم رشاء السالح والتهيئة لعمليات مسلحة )9( .
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
وهنا ل بد من الإشارة اإىل الشيخ اجلليل املناضل طه كرز الذي كان مثال للتضحية<br />
والفداء والرشف, والذي كان له دور كبري يف معركة اأخرى اإىل جانب فايز الزير هي معركة<br />
حوارة التي اندلعت بعد العرص، واستمرت حتى منتصف الليل, حيث راقب الثوار خط مردة,<br />
التي كانت تعرب فيه حافالت الإجنليز، فقام الثوار بزرع الألغام فانفجرت اإحدى احلافالت،<br />
واشتبك الثوار مع الإجنليز مما اأسفر عن جرح وقتل بعضهم، مما اأدى اإىل حصار شامل على<br />
بلدان املنطقة، وتضييق اخلناق على الثوار والناس عامة فقد اأصبحت معاناتهم شديدة<br />
وصعبة للغاية )10( .<br />
وكان فايز قد اأصيب يف يده اليرسى اإصابة غري بالغة وشفي منها بعد ذلك. وبعد<br />
ثالثة شهور كان الثوار قد خططوا بعد اسرتاحة املقاتل, فجهزوا اأنفسهم لعملية اأخرى على<br />
مفرق زعرتة, حيث بداأت املعركة منذ ساعات الصباح الأوىل, عندما حاولت دورية اإجنليزية<br />
الدخول اإىل املنطقة, فقام الثوار بالهجوم على الدورية، واإطالق النار على من فيها, فقام<br />
اجليش الجنليزي بطلب النجدة حيث قدمت طائرة لنجدتهم, وكان اإطالق الرصاص من كل<br />
حدب وصوب, مما اأدى اإىل استشهاد خرية شباب الثورة من اأبناء سلفيت حينها وهم:)عبد<br />
الروؤوف املرصي وعبدا حلافظ اأحمد عودة(, وجرح العديد من الثوار، وانسحب الباقي اإىل<br />
بلداتهم وبحوزتهم الشهداء واجلرحى )11( .<br />
فايز واالتصال مع القادة:<br />
كانت وسائل التصال عن طريق املشي على الأقدام، والتنقل من مكان اإىل اآخر وبطرق<br />
عدة، ومما رواه الراوي)حممود النمر( اأن الثوار كانوا يرسلون اأحد طالب املدرسة من<br />
موقع لآخر، لإخبار قائد معني اأن فايز يريد مشاهدته واجللوس معه حتى ل يثري النتباه<br />
والشكوك، وحدثنا اأحد الرواة)حممود التوفيق اأبوفهمي( كنت اأبلغ من العمر 12 سنة، واعمل<br />
مع والدي يف منطقة البيادر يف موقع يسمى امليادين يف موسم احلصاد، فطلب مني رجل<br />
كبري السن ل اأعلم من هو، وهو ليس من البلدة، فقال يل: خذ هذه العصا واأعطها فايز وقل له<br />
صاحب هذه العصا يريدك فذهبت لوالدي واأخربته القصة فقال: اذهب ول تخف فذهبت اإىل<br />
بيت فايز واأخربت اإحدى زوجتيه عن العصا، وقلت لها ما قاله الرجل يل، فاأخربت زوجها،<br />
ومت اللقاء بني فايز وصاحب العصا يف اخلالء( وبعد وقت عرفت اأن هذا الرجل هو)حممد<br />
الإعمر( من قرية املزارع )12( .
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
اْشهر املعارك اليت خاضها « فايز« ضد قوات اإلجنليز<br />
1.1 عملية مفرق زعرتة:<br />
كان لفايز مواقف بطولية كثرية، فقد كان الناطق باسم الثورة يف منطقة سلفيت،<br />
وكانت له مقولة شهرية:)هكذا تكون الرجال(، وقال اأيضا:)اإن العتداء على اأي صاحب<br />
حق هو اعتداء على فايز(. وكان لأهل سلفيت حينها موقف مرشف عند كل معركة اإذ كانوا<br />
)13(<br />
يتعاونون فيما بينهم، فكانت النساء يخرجن بالطعام والرشاب)الزاد( للثوار ومساندتهم<br />
ومما هو معروف لدينا حسب روايات من عاش تلك املرحلة جنبا اإىل جنب مع فايز, اأنه قد<br />
خرج لعمليات عدة مع جمموعة على مفرق زعرتة، وقام باشتباكات مسلحة عدة، وكانت<br />
املجموعة تقوم بوضع احلواجز واملعوقات الصخرية, اأمام اآليات اجليش الربيطاين<br />
وقد اأعد اأفرادها العدة بالبحث عن الذخائر والقنابل, من خملفات اجليش العثماين،<br />
وكمنوا يف الكمائن, وعندما علم الإجنليز بوجود الثوار, قاموا على الفور مبحارصتهم<br />
واإطالق النار عليهم, وبعد ذلك فر قسم من الثوار اإىل)قرية ياسوف( املجاورة واختباأوا يف<br />
اأماكن ل تكاد العني املجردة تراهم فيها.<br />
وجاء على لسان اأحدهم وهو »حسني القحاح« اأن الرصاص كان قريباً جداً من<br />
اأجسادهم وهم خمتبئون, اإل اأن رعاية اهلل اأحاطتهم بالسالمة, وقدر لهم العودة اإىل بيوتهم<br />
واأولدهم. وعلى اأثر الكثري من املعارك التي دارت رحاها, فقد اشتد احلصار على البلدان<br />
وضيق اخلناق على الثوار والناس عامه, فقد اأصبحت معاناتهم شديدة العناء, وصعبة<br />
)14(<br />
للغاية، وكان فايز قد اأصيب يف يده اليرسى اإصابة غري بالغة وشفي منها بعد ذلك.<br />
وبعد ثالثة شهور كان الثوار قد خططوا بعد اسرتاحة، فجهزوا اأنفسهم لعملية اأخرى<br />
على »مفرق زعرتة« حيث بداأت املعركة منذ ساعات الفجر الأوىل عندما حاولت دوريه<br />
اإجنليزية الدخول اإىل املنطقة, فقام الثوار بالهجوم على الدورية، واإطالق النار على من<br />
فيها، فقام اجليش الإجنليزي بطلب النجدة واملساندة من القوات الإجنليزية, حيث قدمت<br />
طائرة لنجدتهم, وكان اإطالق الرصاص من كل حدب وصوب, مما اأودى بخرية شباب الثورة,<br />
من اأبناء سلفيت حينها وهم »عبد الروؤوف املرصي و عبد احلافظ منر واأحمد عودة « وجرح<br />
العديد من املقاومني، وانسحب الثوار عائدين اإىل بلدانهم وبحوزتهم الشهداء واجلرحى.<br />
2.2معركة مردة:<br />
راقب الثوار خط مردة الذي كانت تعربه حافالت الإجنليز, فقام الثوار بزرع الألغام<br />
فانفجرت اإحدى احلافالت، واشتبك الثوار مع قوات الإجنليز, مما اأسفر عن جرح العديد منهم,<br />
واستشهد من اأبطال هذه املعركة اثنان هما: »ذيب ناصيف اشتية واأحمد البرش«, واأصيب
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
يف هذه املعركة البطل«حسن اأبو دقه«. وكان لأهل سلفيت موقف مرشف عند كل معركة,<br />
اإذ كانوا يتعاونون فيما بينهم, حيث كانت النساء يخرجن بالطعام والرشاب)الزاد( للثوار<br />
ومساندتهم)15(. ومما هو جدير بالذكر اأن سلفيت قدمت من الشهداء نساء خالدات حيث<br />
كانت النساء يحملن الطعام والرشاب للثوار، وهم مطاردون يف اجلبال,فاستشهدت)حنونة<br />
بنت حسن اشتية( و)زهرة حماد اشتية(.<br />
كذلك كان الشيخ اجلليل املناضل طه كرز الذي كان مثال للتضحية والفداء والرشف,<br />
والذي كان له دور كبري يف املعركة اإىل جانب فايز الزير وبعض الثوار التي اندلعت بعد<br />
العرص واستمرت حتى منتصف الليل, والتي اأسفرت عن سقوط العديد من القتلى يف صفوف<br />
العدو وتدمري عرباتهم ويف املعركة نفسها, اأسقطت طائرة اجنليزيه على يد املجاهد)طه<br />
كرز( بسالحه البسيط، وهذه الرواية يعلمها الناس اإىل هذه اللحظة, فقامت الطائرات<br />
مبالحقته حتى مسافات بعيده فعمل على اإخفاء نفسه والحتماء بالأشجار والصخور حتى<br />
اختفى، وجنا من اخلطر املحدق واملوت باأعجوبة )16( .<br />
نتيجة لعملية مردة وما حلق بالأهايل من معاناة خانقه, قرر فايز تهدئة الأمر, وعدم<br />
استمرار الشتباكات للتخفيف عن اأهل البلده, وليقوم بتجميع قوى الثوار, والتخطيط للقيام<br />
بعمليات اأخرى جديدة )17( .<br />
)فايز واملطاردة(:<br />
اإجراءات الحتالل الربيطاين للقضاء على الثورة:<br />
تضايق الحتالل من اأعمال الثوار, وقرر القضاء عليهم باأي ثمن، فماذا فعل لتحقيق<br />
هذه الغاية ؟ قام الإجنليز بسلسلة من املضايقات للسكان وبالعديد من الأعمال التعسفية مثل<br />
اإلقاء املناشري من الطائرات، التي اأخذت حتُ رض السكان ضد الثورة والثوار,كما قاموا بفرض<br />
منع التجوال على السكان مرات عديدة ومتتالية, وبخاصة يف سلفيت والقرى املجاورة لها،<br />
وقد رافقتها حملة قمع وممارسات تعسفية راح ضحيتها عدد من الشهداء واجلرحى.<br />
كانت سلطات الحتالل الربيطاين حريصةً كل احلرص على القضاء على »الثوار«، وقد<br />
اتخذت سبالً عديدة لتطويع القادة كي يخدموا اأغراضها، ويصبحوا طوع اإرادتها، لكنهم<br />
رفضوا التساهل اأو التجاوب مع السلطات الستعمارية )18( .<br />
فايز املطارد الصلب:<br />
انترش اسم فايز علماً من اأعالم املقاومة, واأصبح مطارداً لقوات الجنليز على اأثر<br />
العمليات البطولية، فكانت املداهمات العديدة للبلدة بحثا عنه وعن الثوار، وكلها باءت
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
بالفشل ونتيجة لهذه املالحقة املستمرة واملرهقة لفايز الزير واأهل بلدته, قرر فايز اللجوء<br />
للخالء لالختباء يف الصخر، واإىل القرى املجاورة للتواري عن اأنظار الإجنليز واأعوانهم )19( .<br />
عملت قوات النتداب على تفتيش بيته مرات عدة بحثاً عنه والتهديد بقتله، وقد اختباأ<br />
فايز ورفاقه يف مغارة مطلة على الطريق القريبة من منطقة تسمى الشالل وهي معروفة<br />
لدى اأهايل البلدة والقرى املجاورة حدثنا من كان بصحبته وهو حي حتى هذه اللحظة،<br />
انه كان يحصل على الطعام من القرية املجاورة فرخة, وذلك رغم املشقات والصعوبات<br />
واملخاطر، وقد روى)حسني القحاح( اأنه نتيجة اإقامته الطويلة بالكهوف, اأصبح يعاين من<br />
اأزمة صحية حقيقية, ورغم ذلك فلم يتوان فايز عن الختفاء والسري على الأقدام للوصول<br />
اإىل اأهله وبلدته لالطمئنان عليهم شخصيا )20( .<br />
كان فايز الزير يتعرض للمخاطر الشديدة حني يدخل البلدة، ويدخل اإىل بيته<br />
املراقب من اخلونة واجلواسيس مما اأدى اإىل قيام قوات الحتالل مبحارصة املنزل<br />
والبحث عنه، فكان يختبىء يف مكان ل يعلمه سوى وزوجته واأخته. وذات مرة تنكر بزي<br />
امراأة للتخلص من جيش النتداب الربيطاين، وهذا ما سبب جنوناً لدى املحتل الربيطاين<br />
لعدم معرفتهم اأين ذهب.<br />
حدثتنا ابنته رقيه)اأن اجليش تذرع عند عدم القبض عليه باأن قام اأفراد منه باإتالف<br />
حاجيات البيت وحمتوياته وسكب الطعام والزيت على الأرض( )21( .<br />
تقييم ملسرية القائد فايز الزير النضالية:<br />
على الرغم من حيطة فايز الشديدة على اأن ل يتعامل ال مع الثوار والرشفاء، فاإنه<br />
تعرض ملوقف ل حتمد عقباه، فقد اختار له سكرترياً خاصاً, كان يعمل مديرا للمدرسة<br />
يف البلدة, وهو من بلدة حجه ال اأن هذا الرجل بعد امتالكه كثرياً من الأموال, التي قام<br />
بجبايتها، عمل على الهرب اإىل الأردن، ومعه كل الأموال التي جمعها, وخان فايز، ودليل<br />
ذلك اأن هذا الرجل قام برشاء ارض واإنشاء سوق كامل بالزرقاء يسمى باسمه اإىل هذا<br />
احلني)سوق احلجاوي(، وهذا ما ورد على لسان الراوي)اأبو جنيب القحاح()22(, اإن هذا<br />
اخلطاأ مل يكن لفايز ذنب اأو يد فيه,بل عمل منذ البدايات على التاأسيس التنظيمي السليم<br />
والعمل الصادق, الذي يعرب عن الوعي املتواصلوالدوؤوب وعفة نفس خملصةً يف اختيار<br />
الثوريني النشامى اأصحاب النخوة واملروءة.<br />
فايز وعالقته مبا يسمى فصيل السالم:<br />
ظهر راأيان بساأن الثورة الفلسطينية وانقسم الناس اإىل فريقني اأو حزبني هما: حزب<br />
املجلس الإسالمي الأعلى بزعامة احلاج اأمني احلسيني الذي اأرص على استمرار العمل
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
املسلح, وفريق اآخر يرى اأن القضية الفلسطينية يجب اأن حتُ ل سياسيا حيث اأن الشعب<br />
الفلسطيني ضعيف, ول يستطيع مقارعة بريطانيا واليهود. اإن التصنيف العام لنقسام هذه<br />
املواقف يوضحه السوؤال التايل الذي درج يف تلك الأيام: « هل اأنت جملسي اأو معارض؟«<br />
اأي هل اأنت مع توجه املجلس الإسالمي الأعلى يف احلرب, اأو معارض له, وتتبنى توجه<br />
احلل السياسي ؟. لقد كان يقود املعارضة اآنذاك عدد من الزعامات الفلسطينية الذين يُعدون<br />
من اأعيان املدن والقرى الفلسطينية ويُعتربون زعماء بارزين وخملصني، ويرتبع على<br />
راأس املعارضة السيد فخري بك النشاشيبي من اأعيان القدس الذي اغتيل يف بغداد عام<br />
1939م, واأخوه السيد راغب بيك النشاشيبي واآل عبد الهادي واآل الشقريي والشكعة والسيد<br />
سليمان عبد الرزاق طوقان زعيم مدينة نابلس بال منازع، والذي اغتيل يف بغداد عام<br />
1958م, اأثناء ثورة عبد الكرمي قاسم حيث كان عضواً يف دولة الحتاد العربي الهاشمي<br />
مع اإبراهيم هاشم فقتلهم النقالبيون يف بغداد على يد احدهم رجماً باحلجارة على باب<br />
الفندق. ومن العائالت املعارضة دار عبد الهادي يف عرابة وجنني ودار اأرشيد يف جنني.<br />
وكان املجلسيون يتهمون املعارضة باخليانة ظلما بدون دليل, وذلك اأن روؤيتهم الواقعية<br />
مل تلق القبول والستحسان لدى اجلماهري الفلسطينية الغاضبة, اإذ كان املعارضون يقبلون<br />
بالتقسيم لقتناعهم باأن اليهود اأقوياء, ولن يسمح العامل املتحالف مع الصهيونية بهزمية<br />
اليهود، وكان يدعم روؤيتهم الأمري عبد اهلل بن احلسني اأمري رشق الأردن والأمري عبد الإله بن<br />
الرشيف علي الوصي على العراق ونوري باشا السعيد رئيس ورزاء العراق )23( .<br />
أخطاءالثورة:<br />
ارتكبت الثورة الفلسطينية بعض الأخطاء راح ضحيتها كثري من الأبرياء الذين اتهموا<br />
ظلما وصُ فوا جسديا على اعتبار اأنهم عمالء للمستعمر املحتل. وقد اأرسف بعض قادة الثورة<br />
يف القتل والتصفيات )24( . كان من اأبرز القادة يف هذا املجال القائد عارف عبد الرازق من<br />
بلدة الطيبة جنوب طولكرم واأحد القادة التاريخيني لثورة ال 36. وبالرغم من اأنه اأبلى بالءً<br />
حسنا يف سلسلة من املعارك ضد القوات الإجنليزية وحمل العبء الكبري اإل اأنه انحرف<br />
فيما بعد، واأخذ يفرض على الناس اإتاوات باهظة، فضج الناس وشكوه اإىل القائد العام<br />
للثورة عبد الرحيم احلاج حممد)اأبو كمال( الذي مل ميهله الوقت لتاأديبه حيث جرت بينهما<br />
مكاتبات وتهرب عارف من لقاء القائد العام للثورة حتى استشهد اأبو كمال بعد اأن اأدى<br />
صالة الفجر حيث حارصته القوات الإجنليزية يف بلدة صانور واستشهد وهو على فرسه )25( .<br />
اأما القائد فارس العزوين فكان له تابع حجازي اسمه مسلم، ولأنه من اأهل احلجاز فقد<br />
اأطلق الفلسطينيون عليه اأسم احلاج مسلم، وكان سفاحا قاسيا فاأخذ يفرض على الناس اإتاوات
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
كبرية)من اأجل دعم الثورة( كما يزعم، وكان هذا ممنوعا، ومن كان يتاأخر عن الدفع يقتله احلاج<br />
مسلم ويف نهاية املطاف تبني اأن احلاج مسلم كان يعمل لصالح القوات الربيطانية وجاسوساً<br />
على القائد عارف عبد الرازق وفارس العزوين وهما من القادة املعروفني للثورة )26( .<br />
كذلك كان هنالك خالف بني جماعة الشيخ املفتي)احلاج اأمني احلسيني( الذي كان قائداً<br />
للثوار,والنشا شيبي وهو متعاون مع الإجنليز حيث قام النشاشيبي بتشكيل فصيل السالم,<br />
وحسب ما ذكر يف هذا املضمار)برزت داخل الثورة معارضة مسلحة متخذة اأشكال الثورة<br />
املضادة التي كانت خماطرها الفعلية تفوق املخاطر التي تعرضت لها الثورة يف السابق( )27( .<br />
عمليا متكنت السلطات الربيطانية من استغالل اخلالفات السياسية, فعمدت اإىل زرع<br />
بذور الفتنة, وقامت بتحريك قوى الثورة املضادة,وجنحت جهودها يف هذا الصدد, حيث<br />
تشكلت فصائل السالم, وعمدت فصائل السالم هذه اإىل شن حمالت دعائية واسعة ضد<br />
اللجنة العربية العليا, وحصلت على السالح من السلطات الربيطانية, ومبساعدتها, هكذا<br />
كان احلال يف الوطن بشكل عام، وقد قامت جمموعات اأخرى متعاونة مع قوات النتداب<br />
الربيطاين واأخذت تعمل ضد رجالت الثورة ومنهم فايز الزير ومثال على ذلك القصة التي<br />
كان يتبادلها الناس واأهايل هذه البلدة هي)قصة حافظ وحمفوظ( وهما اأخوان من قرية<br />
كفر الديك، وكان حمفوظ قناصا بارعاً ، وكان واأخوه يعمالن مع فايز ومسوؤولن عن<br />
منطقة غرب قراوة بني زيد حيث قام اأعوان الإجنليز بنصب خدعة خبيثة لالإيقاع بهذين<br />
املناضلني وذلك بزرع خائن بينهما من اإحدى القرى املجاورة)قرية بروقني( ليعمل معهما<br />
على اأنه مناضل, ويف فصيل الثورة، وقد قام هذا بالعمل مع حافظ وحمفوظ والذهاب<br />
معهم يف تنقالتهم لكي يعطياه الأمان, ويف اجلانب الآخر كان مكره وخداعه وخيانته<br />
تنحرص باأن يوصل اأخبارهما اأول باأول اإىل ما يسمى بفصيل السالم, وذات ليله اأخرب<br />
هذا الرجل جماعته باأن حافظ وحمفوظ سيقومان بتناول الطعام يف اإحدى بيوت القرية<br />
املجاورة)بروقني(وقام بوضع اأقراص منومة يف طعامهما مما جعل هوؤلء الثوار ومن<br />
معهما ينامون ليال نوما عميقا, فداهمتهم جمموعة ما يسمى بفصيل السالم, حتت قيادة<br />
عبد الروؤوف عفانة وهو من سلفيت, ومعه عدد من جماعته بلغوا ثمانية اأشخاص, ومن<br />
هوؤلء من ل يعلم اإىل اأين كان ذاهباً، فقامت جماعة)فصيل السالم( باإلقاء القبض على الثوار<br />
جميعا, وهم 12 رجالً حيث قاموا بتوثيقهم والإتيان بهم اإىل سلفيت حتت تهديد السالح,<br />
ووضعهم يف احدى الأماكن التي يعرفها اأهايل البلدة, قال اأحد الرواة اأبو فهمي:)جاءت<br />
اإحدى اأخوات حافظ وحمفوظ وقمن بتقبيل اأيدي واأرجل قائد فصيل السالم, لالإفراج عن<br />
اإخوانها، ال انهذا الرجل رفض ذلك، وقام باإبالغ قوات الإجنليز التي جاءت واعتقلت<br />
هوؤلء املقاومني جميعاً(، ومما هو معلوم لدى اأهايل سلفيت اأن الإجنليز قاموا باإعدام
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
خمسة منهم, وعلى راأسهم حافظ وحمفوظ والسبعة الباقون حكم عليهم بالسجن املوؤبد<br />
يف سجن عكا وعرف منهم)اإبراهيم املرصي وشخص اآخر من بلدة بديا واآخر من كفر<br />
قاسم واآخر من ديار عدس( )28( ، ومن الطبيعي اأن الناس الرشفاء ضجت من هذا املوقف<br />
اللعني, ومل ترض به, ومما هو معلوم لدينا ان فصيل السالم, قام مبطاردة فصيل الثورة<br />
وقتل منهم كثرياً, ومنهم من مت القبض عليه, واخذ سالحه, ومن كان يسلم سالحه يعفى<br />
عنه, ومن رفض اأخذ سالحه و سلموه لالإجنليز,ومعلوم كذلك كيف كانت قوات النتداب<br />
الربيطاين تقوم باإمداد فصيل السالم بالسالح والدعم مقابل اخليانة, واعتقال اأبناء الثورة<br />
الأحرار,فقد استباح هوؤلء الزمرة كل حمرم، واعتدوا بعربدتهم على كل ما طالت اأيديهم,<br />
ومل يراعوا اإلًّ ول ذمة ول حرمة لأحد )29( .<br />
عمل اأبناء فصيل السالم, بدعم اأسيادهم الإجنليز, بكل جد لإسقاط سالح املقاومة,<br />
لكن كان لفايز موقفا حرا ومسوؤولً جتاه فصيل السالم, فلم يقم باحلرب ضدهم خوفا من<br />
الفتنة وللمحافظة على وحدة الشعب, لكنه باملقابل رفض كل ترصفات ونهج رجالت هذا<br />
الفصيل املتخاذل وكشف اأوراقهم وتعاونهم مع الإجنليز, وكان ملواقف فايز الشجاعة تلك<br />
اأن لقيت الرتحاب والتاأييد من اأبناء شعبه )30( .<br />
هدم منزل القائد فايز الزير:<br />
وبعد البحث املضني لقوات الإجنليز عن فايز وعدم القبض عليه كان فايز قد متكن<br />
من الفرار اإىل سوريا للعالج وعاد بعد مدة اإىل اأهله وبيته وتواصلت مطاردته قرابة اإل 8<br />
سنوات، وذات مرة عندما داهم جيش النتداب بيت فايز الزير على اأثر اإخباريات وصلتهم<br />
من فصيل السالم اأنه يف املنزل، فقام اأفراده بتطويق البلدة ومنع التجوال، واأرادوا هدم<br />
منزله ومل يستطع اأحد اإخراج شيء من ممتلكاته اإل القليل, وعلى الفور قام رجال اجليش<br />
بهدم املنزل بعد اأن وجدوا بندقيته فيه, وقد لذ بالفرار بعيدا, ومما تذكره رقية ابنته<br />
الراوية اأن سطح املنزل كان يف ذلك احلني ميتليء بحب الزيتون والزيت مبا يقدر مبائة جرة<br />
زيت, وهو حصاد ذلك املوسم، وكل ذلك ذهب هباء منثورا مع الركام والأنقاض )31( .<br />
عندها سارع اأهل البلدة لروؤية احلادثة، وقد بهر عيونهم ما راأوه وقد مت اعمار البيت<br />
من جديد على نفقة الأهل فدفع حسني الزير نصف تكاليف اإعادة البناء، واأمت اأقاربه بقية<br />
التكاليف, من اجلهد والعمل, ومما جتدر الإشارة اإليه اأن قوات النتداب الربيطاين قامت<br />
بهدم سقيفة الثائر يف فصيل الثورة)موسى رهدل( الكائن يف زقاق الفاخورة, حيث وجدت<br />
يف بيته رصاصة كما قيل, وكانت العقوبات الإجنليزية يف ذلك احلني ان من وجد يف بيته<br />
رصاصة يهدم بيته او سجناً موؤبداً ومن وجدوا بحوزته بندقية يعدم )32( .<br />
اإن سياسة املحتل يف اأي زمان كانت هي القتل والتخويف, اأو هدم البيوت, لإحلاق
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
الهزمية النفسية واملعنوية بالثوار, لكن هذه الإجراءات مل تثن فايز عن القيام بواجبه نحو<br />
اأهله ووطنه، ومل تزده اإل اإرصارا على مواصلة النهج الذي بداأه وارتضاه.<br />
سفره للعالج واعتقاله بعد عودته للوطن:<br />
كان فايز يعاين من املرض الشديد الذي حلق به على اأثر مطاردته ونومه بالكهوف<br />
فخرج متوجها اإىل سوريا للعالج وذهب اإىل اأقربائه هناك وعاد من سوريا يف تلك الفرتة<br />
دون الستفادة من العالج ولو بشكل ملحوظ )33( .ويف اأثناء ذلك تعرض فايز لنكسة صحية<br />
مما دفعه اإىل التوجه اإىل كافة الأطباء يف منطقته,ثم توجه بعدها اإىل مستشفى يافا, حيث<br />
عجز الأطباء, اأمام مرضه ومعاناته, فسافر اإىل سوريا خفية حيث اأن الطب هناك متقدم<br />
لكن رغم كل ذلك مل يستطع الأطباء اأن يشفوه من مرضه )34( .<br />
وبعد انهيار الثورة اأعلن املندوب السامي حينها العفو عن الثوار, وعاد فايز اإىل<br />
فلسطني يحمل اآلمه وجراحه, وعند وصوله اعتقل للتحقيق معه, رغم العفو, مما اأدى اإىل<br />
اعتقاله ثالثة شهور واقتياده اإىل سجن عكا وحلسن حظه مل تستطع قوات النتداب الربيطاين<br />
اأن تثبت عليه اأي اعرتاف مما خفف حكمه, وكان حماميه يف ذلك الوقت)يحيى حمودة(<br />
الرئيس الثاين ملنظمة التحرير الفلسطينية, ومن ثم الإفراج عنه بعد انتهاء حمكوميته, وهو<br />
يف وضع يرثى له )35( .<br />
وفاة القائد فايز الزير:<br />
تفاقم وضع فايز الصحي اأثر املرض الذي اأمل به)الزلل(, مما استدعاه اأن يذهب اإىل<br />
املستشفى يف يافا للعالج, حيث خضع فايز ملرحلة صعبة من العالج,ولعجز الأطباء عن<br />
عالجه فقد اأخرج من املستشفى, بعد اأن طلب من طبيبه اأن يعطيه اإبرة لكي يرى ابناءه<br />
وبعدها ميوت حسب رغبته، وقد شاءت الأقدار اأن يعود لبيته واولده لرياهم للمرة الخرية<br />
حيث تويف بتاريخ 1945/11/13 وفاز فايز برضا ربه وشعبه, ومما يحكى عن حب<br />
الناس له اأن كل من عرفه وسمع عنه حزن حزناً شديداً عليه، ويقال عن اأحد الرواة اإن<br />
اأحد الناس يف القرى املجاورة لبس ثوب احلداد عليه مدة سنه كاملة وهو من قرية فرخة<br />
املجاورة )36( وحزن على فراقه اأبطال الثورة,ومن يعرفه, وجاء على لسان من جاوره يف<br />
فراش موته انه مل يكن يعلم كيف تويف، ويف ذلك دلله على خروج روحه بسهوله, وقد دُفن<br />
يف بلدته سلفيت, يف منزله قرب قرب والده وذلك تنفيذاً لوصية الفقيد فايز الزير )37( .وقد قال<br />
احد رفاق فايز كلمة رثاء على قربه قال فيها )38( :»مثلما كتب للشمس اأن ترشق فجرا كتب<br />
اهلل لها اأن تغيب«.<br />
مالحظة: كل ما ورد يف هذا البحث من قصص هي حقيقية وردت على لسان الرواة.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
نتائج الدراسة:<br />
ضعفت الثورة نتيجة اخلالفات الداخلية بني الثوار، و لتشكيل القوات املضادة للثورة<br />
واملدعومة من قوات النتداب الربيطاين اإضافة اإىل حصول بعض التجاوزات من بعض<br />
الثوار ضد كثري من الشخصيات العتبارية, يف كثري من املناطق, فتحول قسم من الثوار<br />
اإىل قطاع طرق نتيجة سوء التنظيم والعتماد على قيادات غري فلسطينية, مما جعل بعضهم<br />
يفكر بالإثراء من الثورة، وهذا ما حصل فعال ورشد الكثري من بيوتهم ملا تعرضوا له من<br />
اضطهاد وحرمان، وكان لتدهور الثورة واإضعافها وسقوطها عوامل عدة اأهما:<br />
• عدم الوعي الثوري الكامل لدى القيادات.<br />
•جناح فصيل السالم واملشبوهني باإثارة الفتنة وشق الصف.<br />
• العتماد على القيادات غري الفلسطينية.<br />
•عدم وضع خطة بعيدة املدى وتدهور الوضع القتصادي.<br />
جنح بعض العمالء واملشبوهني واملندسني اأو املرتزقة يف التسلل عرب صفوف الثورة<br />
ويعتقد اأنهم كانوا يهودا اأمثال حممد احلاج مسلم احلجازي, الذي استطاع اأن يخرتق<br />
الصفوف الأوىل يف فصيل عارف عبد الرازق, ثم فصيل املوت بقيادة فارس العزوين, وكان<br />
هذا الشخص قاسيا يف ردة فعله جتاه املتهمني بالعمالة لالإجنليز, ورجال املعارضة,<br />
وكاأنه كان يسعر نار الفتنة واخلالفات العائلية ويقسو على الناس يف ممارساته, ويبتز<br />
الأموال منهم بحجة جمعه ملصلحة الثورة.<br />
اخلامتة:<br />
بعد هذا البحث املضني يف كشف معامل احلقيقة وسرب اأغوارها, عرب البحث يف سرية<br />
ونضال القائد)فايز الزير(, لحظنا كيف كانت حياته ومطارداته تشكل حلقة من العطاء<br />
والفداء واللحمة الوطنية البناءة بالرتقاء اإىل رصح املسوؤولية قول وعمال. اإن الناظر لهذا<br />
البحث بسالسة األفاظه ورسده ليجد متعة حقيقية متثل واقعا األيما كانت حتياه ربوع<br />
الوطن, وكيف كان لقوات الحتالل اأن تساند القوى املسلحة املضادة لإسقاط اأي ثورة.
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
املالحق والصور:<br />
املناضل: فايز عبد القادر الزير
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
شهادة ميالد للمناضل فايز الزير صادرة عن مكتب النفوس للدولة العثمانية
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
تابع شهادة ميالد للمناضل فايز الزير صادرة عن مكتب النفوس للدولة العثمانية
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
اأغراض كان فايز قد طلبها من اأهله وهو يف السجن
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
القائد عبد الرحمن صالح احلمد. امللقب باأبي عمر. يف منطقة جنني)1961-1936)
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
القائد العسكري عارف عبد الرازق يتوسط حمد داود زواتا وحممد عمر النوباين.<br />
<br />
,<br />
<br />
,<br />
,
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
حافظ وحمفوظ على الأحمد)اخوان(
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
مصادر الدراسة:<br />
1الفتاش, . 1 اإبراهيم،اأوراق خاصة يف احلركة الوطنية الفلسطينية )1986 (،ل.ن<br />
. 2الفتاش, اإبراهيم تاريخ قضاء سلفيت اجلماعينيات, )1987<br />
2 (م،ل.ن.<br />
3جريدة . 3 احلياة اجلديدة – 2006/6/17 .<br />
4شبيب,سميح,الثورة . 4 الغربية الكربى يف فلسطني )1939-1936 (,هيئة التوجيه<br />
السياسي والوطني,رام اهلل,فلسطني,1997.<br />
5 . 5 عياش, عدنان, فارس العزوين”قائد فصيل املوت”, بحث قدم ملوؤمتر التاريخ<br />
الشفوي, اجلامعة الإسالمية 2006.غزة.<br />
الرواة:<br />
1اأحمد . 1 ذيب علقم,80 عاما,مزارع,سلفيت،اأجرى اللقاء كمال دحدول.<br />
2الأستاذ . 2 خميس حمد,76 عاما, مدير مدرسة متقاعد,سلفيت،اأجرى اللقاء كمال<br />
دحدول.<br />
3 . 3 احلاج حسن حسني الزير,83 عاما,سلفيت, رئيس بلدية سلفيت السابق. اأجرى اللقاء<br />
عبري حممد عرباسي<br />
4 عاما, صديق فايز الزير اأثناء مطاردته,سلفيت،اأجرى اللقاء كمال<br />
دحدول.<br />
5رقيه . 5 فايز الزير,68 عاما,سلفيت،اأجرى اللقاء عبري عرباسي.<br />
6رمضان . 6 فايز الزير,68 عاما,موظف متقاعد, سلفيت،اأجرى اللقاء عبري عرباسي<br />
7 . 7 عبد الروؤف زهد,78 عاما,سلفيت،اأجرى اللقاء عبري حممد عرباسي.<br />
8عمران . 8 عبد احلافظ فاتوين,80 عاما,سلفيت،اأجرى اللقاء عبري عرباسي.<br />
9غازي . 9 فريد الزير,70 عاما,سلفيت،اأجرى اللقاء عبري عرباسي.<br />
1 010 حممود توفيق املرصي,85 عاما,سلفيت،اأجرى اللقاء حممد حسني املرصي.<br />
1 111 حممود منر املرصي,84 عاما,متقاعد,سلفيت،اأجرى اللقاء حممد حسني املرصي.<br />
1موسى 212 ذيب ناصيف, 71 سنة,مزارع, اأجرى اللقاء كمال دحدول.<br />
. 4 حسني القحاح,83
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
التعريف بشخصيات الرواة:<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
احلاج حسن حسني الزير،اأبو فاروق,مواليد مدينة سلفيت عام 1923 م,يبلغ من<br />
العمر الآن 85 سنة, عمل مدرسا ملادتي التاريخ واجلغرافيا,ثم مديرا لبعض مدارس<br />
منطقة سلفيت, عام 1966 انتخب رئيسا لبلدية سلفيت, وبقي يف هذا املنصب حتى<br />
عام 1997م,ثم عمل رئيسا للجنة الإصالح يف املحافظة التي شكلتها منظمة التحرير<br />
الفلسطينية, وعضو جلنة الزكاة املركزية يف حمافظة سلفيت., ابن اأخ فايز الزير.<br />
ويحتفظ مبجموعة من الوثائق التي تخص اأبناء العائلة بصفته عميد العائلة.<br />
حسني القحاح, 85 سنة من مواليد سلفيت عام 1923 م, مزارع, صديق حمزة الزير<br />
ابن اأخ فايز الزير, عارص فايز الزير ولزمه فرتة املطاردة اأثناء الثورة وجرح عدة<br />
مرات, اأصبح فيما بعد من قيادات احلزب الشيوعي يف املنطقة, سجن لفرتات طويلة<br />
يف سجن اجلفر الصحراوي يف الأردن وهو ل يزال شيوعيا.<br />
الأستاذ خميس احلمد, اأبو جمال مواليد مدينةسلفيت عام 1930 م, عمل مدرسا ثم<br />
مديرا للعديد من مدارس املحافظة متقاعد حاليا,عارص الثورة,كان عضوا بارزا<br />
يف احلزب الشيوعي,سجن لدى الحتالل الإرسائيلي يف النتفاضة الأوىل )انتفاضة<br />
احلجارة(.<br />
عبد الرءوف زهد, 80 سنة من سلفيت , مزارع من عائلة القائد فايز, وينتمي اإىل ساللة<br />
العباسيني وكل « اآل زهد« التي هي فرع من عائلة الزير..<br />
حممود توفيق املرصي, 86 سنة , مزارع من سلفيت وكان ميتلك معرصة لعرص الزيتون<br />
يف وسط البلد, عارص الثورة سنة1936,نقل لنا الكثري من اأخبار القائد فايز.<br />
عمران عبد احلافظ فاتوين, من سلفيت 80 سنة وعضو سابق يف احلزب الشيوعي<br />
الفلسطيني,مزارع.<br />
رمضان فايز الزير, 74 سنة , موظف متقاعد, ابن فايز الزير, عضو سابق يف احلزب<br />
الشيوعي الفلسطيني.<br />
رقية فايز الزير, ابنة فايز الزير 63 سنة - عضو يف جمعية سلفيت النسائية اخلريية.<br />
غازي فريد الزير, 74 سنة- مزارع سلفيت- يكون القائد فايز الزير عم والدة فريد.<br />
موسى ذيب ناصيف, 71 سنة,مزارع, كان عضوا يف احلزب الشيوعي.
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009<br />
اهلوامش:<br />
<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•<br />
مقابلة مع احلاج حسن حسني الزير,83 عام.<br />
مقابلة مع عبد االروؤوف زهد,78 سنة<br />
•الفتاش, اإبراهيم,اجلماعينيات,ص 64<br />
مقابلة مع حسني القحاح,83 سنة<br />
•الفتاس،اإبراهيم،اأوراق خاصة,ص58<br />
•الفتاش,اجلماعينيات,ص66<br />
خميس احلمد,مقابلة,76 سنة<br />
•حسني القحاح,مقابلة, وكذلك موسى ذيب ناصيف.<br />
•احلاج حسن حسني الزير,مقابلة<br />
•خميس احلمد,مقابلة<br />
عمران عبد احلافظ فاتوين80 سنة<br />
حممود توفيق املرصي,85 سنة<br />
حممود النمر,84 سنة<br />
•حسني القحاح,مقابلة<br />
احمد ذيب علقم,80 سنة<br />
•الفتا ش,اجلماعينيات,ص67<br />
•حسني القحاح,مقابلة<br />
•شبيب, سميح,الثورة العربية الكربى يف فلسطني,ص11<br />
•عبد الروؤوف زهد,مقابلة<br />
•حسني القحاح,مقابلة<br />
رقية بنت فايز الزير,68 سنة<br />
•حسني القحاح,مقابلة<br />
•شبيب, مصدر سبق ذكره<br />
•الفتاش, اجلماعينيات<br />
•عياش, عدنان, فارس العزوين,بحث فدم يف موؤمتر التاريخ الشفوي,اجلامعة الإسالمية.<br />
غزة<br />
•املصدر نفسه<br />
غازي فريد الزير,مقابلة,70 سنة<br />
•حممود النمر,مقابلة
فايز الزير)دراسة شفوية وثائقية(<br />
د.عدنان عياش<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•حسني القحاح,مقابلة<br />
رمضان الزير,مقابلة,68 سنة<br />
•رقية فايز الزير,مقابلة<br />
•احلاج حسن الزير,مقابلة<br />
•رقية فايز الزير,مقابلة<br />
•خميس احلمد,مقابلة<br />
مصطفى صالح سليم,80 سنة,مقابلة<br />
•حسني القحاح,مقابلة<br />
عمران فاتوين,مقابلة,80 سنة<br />
•حسني القحاح,مقابلة
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس عشر - حزيران 2009