05.06.2014 Views

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

قواعد النشر والتوثيق<br />

تنشر اجمللة البحوث والدراسات األصلية املرتبطة بالتخصصات العلمية ألعضاء اهليئة التدريسية والباحثني<br />

يف جامعة القدس املفتوحة وغريها من اجلامعات احمللية والعربية والدولية،‏ مع اهتمام خاص بالبحوث املتعلقة<br />

بالتعليم املفتوح والتعليم عن بعد،‏ وتقبل أيضا األحباث املقدمة إىل مؤمترات علمية حمكمة واملراجعات والتقارير<br />

العلمية وترمجات البحوث.‏<br />

يرجى من األخوة الباحثني الراغبني يف نشر حبوثهم االقتداء بقواعد النشر والتوثيق االتية:‏<br />

‏.‏‎1‎قبل 1 األحباث باللغتني العربية واإلجنليزية.‏<br />

‏.‏‎2‎أن 2 ال يزيد حجم البحث عن 35 صفحة « 8000 » كلمة تقريبا مبا يف ذلك اهلوامش واملراجع.‏<br />

‏.‏‎3‎أن 3 يتسم البحث باألصالة وميثل إضافة جديدة إىل املعرفة يف ميدانه.‏<br />

‏.‏‎4‎يقدم 4 الباحث حبثه منسوخا على ‏»قرص مرن Disk/ A أو » CD مع ثالث نسخ مطبوعة منه،‏ غري<br />

مسرتجعة سواء نشر البحث أم مل ينشر.‏<br />

‏.‏‎5‎يرفق 5 مع البحث خالصة مركزة يف حدود »100 - 150 » كلمة.‏ ويكون هذا امللخص باللغة اإلجنليزية<br />

إذا كان البحث باللغة العربية ويكون باللغة العربية إذا كان البحث باللغة اإلجنليزية.‏<br />

‏.‏‎6‎ينشر 6 البحث بعد إجازته من حمكمني اثنني على األقل ختتارهم هيئة التحرير بسرية تامة من بني أساتذة<br />

خمتصني يف اجلامعات ومراكز البحوث داخل فلسطني وخارجها على أن ال تقل رتبة احملكم عن رتبة<br />

صاحب البحث.‏<br />

‏.‏‎7‎أن 7 يتجنب الباحث أي إشارة قد تشري أو تدلل على شخصيته يف أي موقع من البحث.‏


‏.‏‎8‎يزود 8 الباحث الذي نشر حبثه خبمس نسخ من العدد الذي نشر فيه،‏ باإلضافة إىل ثالث مستالت منه.‏<br />

‏.‏‎9‎تدون 9 اإلحاالت املرجعية يف هناية البحث وفق النمط اآلتي:‏ إذا كان املرجع أو املصدر كتابا فيثبت<br />

اسم املؤلف،‏ عنوان الكتاب أو البحث،‏ اسم املرتجم أو احملقق ‏)مكان النشر،الناشر،‏ الطبعة،‏ سنة<br />

النشر(‏ اجلزء أو اجمللد،‏ رقم الصفحة،‏ أما إذا كان املرجع جملة فيثبت املؤلف،‏ عنوان البحث،‏ اسم<br />

اجمللة،‏ عدد اجمللة وتارخيها،‏ رقم الصفحة.‏<br />

‎10‎ترتب 10 املراجع واملصادر يف هناية البحث ‏»الفهرس«‏ حسب احلروف األجبدية لكنية / عائلة املؤلف ثم يليها<br />

اسم املؤلف،عنوان الكتاب أو البحث،‏ ‏)مكان النشر،الناشر،‏ الطبعة،‏ سنة النشر(‏ اجلزء أو اجمللد.‏<br />

111 بإمكان الباحث استخدام منط » APA» Style يف توثيق األحباث العلمية والتطبيقية،‏ حيث يشار<br />

إىل املرجع يف املنت بعد فقرة االقتباس مباشرة وفق الرتتيب التايل:‏ ‏»اسم عائلة املؤلف،سنة النشر،رقم<br />

الصفحة«.‏<br />

جميع األفكار في المجلة تعبّر عن آراء كاتبيها وال تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المجلة


المحتويات<br />

األحباث<br />

تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام اهلل والبيرة في<br />

ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف .........................................................................................................11<br />

درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني<br />

الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان..................................................................................................‏‎45‎<br />

أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في التحصيل،‏ ودافع اإلجناز،‏ ومفهوم الذات،‏<br />

وقلق االختبار،‏ واالحتفاظ لدى طلبة الصف التاسع في الفيزياء مبحافظة نابلس<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده ..................................................................................... .....77<br />

معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة اجلزائرية ونظيرتها<br />

الفرنسية )1956- ‎1962‎م(‏<br />

د.‏ يوسف قاسمي .....................................................................................................123<br />

املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب الفلسطيني ‎1948‎م - ‎1967‎م<br />

د.‏ أكرم محمد عدوان ...............................................................................................147


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د.‏ محمود حسني الوادي،‏ د.‏ رضوان محمد العناتي .............................................167<br />

منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش .........................................................................................187<br />

حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏ تأْليف شمس الدين محمَّد بن<br />

حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ.د.‏ حسن محمد عبد الهادي ..................................................................................249<br />

شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د.مشهور احلبّازي .......................................................................................................293<br />

رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَالّمة مُحيي الدّ‏ ين محمّ‏ د بن بير علي البركويّ‏<br />

املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب ...................................................................................329


الأبحاث


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

تقويم مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية<br />

يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ضوء إدارة<br />

اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني<br />

أ.‏ شادية خملوف<br />

مدير دائرة الجودة في جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

11 11


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

ملخص:‏<br />

هدفت الدراسة اإىل التعرف اإىل درجة تقومي مستوى اخلدمات التي تقدمها مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية من وجهة نظر العاملني فيها يف<br />

‏ضوء معايري اإدارة اجلودة الشاملة.‏ وقياس مدى دور بعض املتغريات ذات الصلة وتاأثريها<br />

على مستوى نوعية هذه اخلدمات.‏ واستخدمت الباحثة لتحقيق ذلك املنهج الوصفي امليداين<br />

من خالل اإجراء مسح ميداين ‏شمل عينة من )50 عامالً(،‏ اأخذت عشوائياً‏ من جمتمع الدراسة<br />

الذي يبلغ )70( عامال.‏ واأعدت استبانة مكونة من )60( فقرة موزعة على خمسة جماالت<br />

اختبار،‏ حيث اأخضعت ملقياس معامل الثبات كرونباخ األفا alpha( )cronbach للتثبت من<br />

‏سالمة االأداة املستخدمة،‏ وقد استخدم للتثبت من الفرضيات حتليل التباين االأحادي one(<br />

،)way analysis of variance واختبار ت test( -t( للعينات املستقلة واختبار ‏شيفية<br />

test( .)scheffe وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن اخلدمات املقدمة يف مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية من وجه نظر العاملني فيها يف ‏ضوء<br />

معايري اإدارة اجلودة الشاملة ذات مستوى نوعي متوسط،‏ بناءً‏ على نتائج الدراسة اأوصت<br />

الباحثة برضورة دعم الدولة للجهود املبذولة يف تطبيق معايري اجلودة يف مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية.‏ وتشكيل جلنة متخصصة ملراجعة وتقومي<br />

املؤسسات العاملة يف جمال اخلدمة االجتماعية وفق معايري اإدارة اجلودة الشاملة.‏ واإجراء<br />

املزيد من الدراسات والبحوث على مؤسسات اخلدمة االإجتماعية لتغطية كافة اجلوانب التي<br />

تتعلق مبؤسسات اخلدمة االجتماعية يف فلسطني كافة.‏<br />

12


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

The present study aimed at evaluating the level of services offered by the<br />

governmental social establishments in Ramallah and Al-Bireh governorate.<br />

in the light of the total quality management criteria, and also to find out the<br />

role and impact of some related variables on it.<br />

To achieve this objective, the researcher used the field-descriptive and<br />

analytical method. The population of the study consisted of 70 workers.<br />

The researcher built a questionnaire of 60 items covering five areas,<br />

which was subjected to a reliability test by using Cronbach alpha coefficient.<br />

To analyze data, the researcher used one-way analysis of variance (ANOVA),<br />

t-test on the independent samples, and Scheffe test.<br />

The results of the study referred to the average degree level of the service<br />

quality provided by the governmental social work establishments in Ramallah<br />

and Al-Bireh governorate.<br />

Based on the results of the study, the researcher submitted some<br />

recommendations that are necessary to support the efforts to apply the<br />

standards of quality in the social work establishments in Ramallah and Al-<br />

Bireh governorate, thereof:<br />

1.<br />

2.<br />

Formation a specialized committee to review and evaluate the<br />

establishments of social work based on the standards of quality<br />

control.<br />

More researches and studies on the establishments of social work<br />

are recommended to cover all aspects related to social work<br />

establishments in Palestine.<br />

13


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

مقدمة:‏<br />

تتميز اخلدمة االجتماعية عن غريها من املهن املساعدة يف جمال تقدمي اخلدمات،‏<br />

الأنها تركز على العالقات بني االأفراد اأو الوحدات االجتماعية االأخرى كاالأرسة على ‏سبيل<br />

املثال،‏ وبني البيئة االجتماعية التي نساأت فيها هذه العالقات،‏ وتؤكد اخلدمة االجتماعية يف<br />

تقدمي اخلدمات على القيم،‏ وحتقيق العدالة االجتماعية،‏ واالقتصادية،‏ والتقدير واحلكمة لدى<br />

االأشخاص،‏ واأهمية العالقات االإنسانية،‏ والنزاهة،‏ واجلدارة يف املمارسة (Julia,2003:( 4-5.<br />

وتاأتي اأنشطة اخلدمة االجتماعية على ‏شكل ممارسة مبارشة وتنظيم املجتمع<br />

واالإرشاف وتقدمي املشورة واالإدارة واملدافعة والعمل االجتماعي والسياسي،‏ وتنمية<br />

السياسات وتنفيذها والتعليم والبحث والتقومي،‏ ويعمل االأخصائيون االجتماعيون على<br />

تدعيم الرعاية العامة للمجتمع بدءاً‏ من املستويات املحلية حتى املستويات العاملية،‏<br />

وتنمية االأفراد وجمتمعاتهم املحلية Lorilester,2001): 3-53). Robert and<br />

وتعول اخلدمة االجتماعية كثرياً‏ على املؤسسات،‏ وعلى الدور املهم الذي تؤديه<br />

يف عهد ما بعد احلداثة،‏ والذي اأدى اإىل حدوث تغريات وتطورات ‏شملت جوانب احلياة<br />

االجتماعية كافة:‏ كما يذكر بينا )Penna( و اأوبرياين )o’brien( اأن هذا العهد متيزه<br />

عالمات التحول من جمتمع حديث اإىل جمتمع ما بعد احلداثة الذي يتضمن تعزيز التحديث،‏<br />

مبعنى زيادة يف العقالنية والتباين يف التخصصات وحتجيم التقليدية،‏ فاملؤسسات كما<br />

يذكر كليجج)‏Clegg,1990‎‏(.‏ تستوعب هذه العمليات وتتوىل اإدارة النتائج والوسائل التي<br />

من خاللها تنجز هذه العمليات،‏ كما ‏شملت التطورات احلالية،‏ ‏صعود املذاهب االإدارية<br />

يف ‏سياق العمليات االأربع االأكرث عمومية لعهد ما بعد احلداثة وهي الالمركزية السياسية<br />

واالقتصادية واملحلية والالجمتمعية،‏ ومتخضت تلك التطورات عن تقليص دور الدولة<br />

باعتبارها املانح االأساسي للخدمات االجتماعية،‏ كما اأدى رفض مركزية نسق الرعاية<br />

االجتماعية اإىل التوكيد على تقدمي اخلدمات التي تتسم باملرونة واالستجابة لالحتياجات،‏<br />

املحلية،‏ مما حدا مبؤسسات اخلدمة االجتماعية اإىل حتديد احتياجات السكان املحليني<br />

وتضمني متلقي اخلدمة يف تصميم اخلدمات.(‏Johnlawler,2000:3-4‎ .(Elizabeth and<br />

وتواجه عملية تقدمي اخلدمات يف املؤسسات االجتماعية احلكومية يف اأيامنا هذه<br />

اأزمات يف معظم دول العامل،‏ حيث اأشار مالكوم هاربري اإىل اأن اخلدمات االجتماعية التي<br />

تقدمها احلكومات تبدو غري مالئمة بدرجة كبرية،‏ وبصفة خاصة اخلدمات التي تقدم<br />

للفقراء،‏ وهي اخلدمات التي يطلق عليها العامة اخلدمات احلكومية التي تتوىل تقدميها<br />

14


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

احلكومات الوطنية اأو املحلية،‏ اأو من خالل املرشوعات احلكومية،‏ وذلك بسبب الشعور<br />

السائد لدى متلقي اخلدمة يف بعض طرق تقدمي هذه اخلدمات باأنهم مضطرون اإىل قبولها<br />

كحق خمصص لهم،‏ وليس هناك خيار متاح اأمامهم يف الرفض اأو القبول يقوم على اأساس<br />

الصالحية اأو االأفضلية )2001:14 .)Banks,<br />

حتدد مهنة اخلدمة االجتماعية بطرقها املهنية اأهدافها يف ‏ضوء االأهداف العامة<br />

للمجتمع،‏ اإال اأن هذه االأهداف تتغري وفقاً‏ لظروف املجتمعات واجتاهات منظماتها القائمة،‏<br />

وتشري اأغلب الدراسات اىل اأن هذه االأهداف تتبلور يف هدفني رئيسني االأول:‏ معنوي ويتعلق<br />

بالتغريات االإجتماعية املقصودة يف البرش اأنفسهم من خالل تنمية قدرات اأهايل املجتمع كي<br />

يستطيعوا حل مشكالتهم باأنفسهم من خالل مشاركتهم واإكسابهم خربات يف ذلك،‏ والهدف<br />

الثاين:‏ مادي يرتكز على مساعدة املجتمعات على اإشباع احتياجاتها وحل مشكالتها،‏ ومن<br />

خالل اإيجاد حلول للمشكالت التي يواجهها املجتمع.‏ ‏)قاسم،‏ 2006:150(.<br />

وتعد املؤسسات االإجتماعية بصفة عامة واملؤسسات االإجتماعية االأهلية خاصة<br />

اإحدى االآليات والبناءات االأساسية لتحقيق اأهداف اخلدمة االإجتماعية باعتبارها بناءً‏<br />

اجتماعياً‏ هادفاً‏ ينشئها اأهايل املجتمع عندما يشعرون باأن هناك احتياجات معينة اأو<br />

مشكالت ال يستطيعون مواجهتها،‏ وبالتايل فاإنهم يسعون اإىل تكوين مثل هذه املؤسسات<br />

يف حدود القوانني السائدة يف املجتمع اإال اأن هذه املؤسسات-‏ يف اأغلب االأحوال-‏ تتعرض<br />

لعوامل داخلية وخارجية تؤثر فيها وتتاأثر بها،‏ وتعمل هذه املؤسسات على التوافق مع<br />

هذه العوامل عن طريق ميكانيزمات توجدها لتحقيق ذلك التوافق مع بقية اأنساق املجتمع.‏<br />

‏)قاسم-‏ 2006:133(.<br />

فقد اأدت التطورات العاملية احلالية اإىل قيام جمعيات اأهلية وغري اأهلية بدور اأكرث<br />

فعالية يف جماالت غري تقليدية،‏ مثل التاأثري يف ‏صناعة السياسات،‏ تبني قضايا مثل<br />

املحاسبية والدفاع يف مواجهة املؤسسات احلكومية،‏ والقيام بدور الرشيك يف املسائل<br />

املتعلقة بقضايا التنمية البرشية.‏ كل هذه املتغريات اأدت اإىل ‏رضورة االهتمام بتطوير<br />

اأداء املؤسسات االأهلية يف الواقع العربي،‏ ذلك اأن تلك االأدوار اجلديدة ال حتتاج اإىل قدرات<br />

حمدودة للجمعيات االأهلية،‏ واإمنا اإىل تطوير ‏شامل يدعمها وميكنها من اأداء االأدوار اجلديدة<br />

بكفاءة وفعالية.)قنديل،‏ 20(. 2002:<br />

ومع ما تشهده املؤسسات االجتماعية االأهلية اليوم من جملة تغريات من اأبرزها<br />

ارتفاع تكلفة الرعاية،‏ واالعتماد املتزايد على التقنية املتطورة واملتغرية بشكل متسارع،‏<br />

اإضافة اإىل زيادة الضوابط والضغوط اخلارجية التي متارسها جهات التمويل والرتخيص<br />

واالعتماد بهدف تخفيض التكلفة وحتسني اجلودة للخدمات،‏ كما تشهد هذه املؤسسات<br />

15


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

تغيرياً‏ ملحوظاً‏ يف ‏سلوك املستفيدين من اخلدمات،‏ يتمثل يف الرغبة يف املشاركة يف<br />

حيثيات الرعاية واخلدمات االجتماعية واملطالبة بتحسني جودتها،‏ ويف ظل تلك التغريات<br />

تزايد االهتمام بسبل رفع كفاءة املؤسسات االجتماعية،‏ وحتسني جودة اخلدمات التي<br />

تقدمها.‏ ‏)االأحمدي،‏ ) 409 ،2001<br />

وتعد اإدارة اجلودة الشاملة اأحد املفاهيم واالأساليب االإدارية احلديثة التي تهدف اإىل<br />

تطوير االأداء يف املؤسسات االجتماعية االأهلية من اأجل حتسني جودة اخلدمة،‏ حيث متثل<br />

اإدارة اجلودة اأسلوباً‏ يتميز بالشمولية حيث اإنها تشمل كل جزء من اأجزاء املنظمة،‏ وتستند<br />

اإىل اأفكار ومبادئ ينبغي على املؤسسات االإجتماعية التي تنشد حتقيق التميز يف االأداء،‏<br />

وحتقيق رضا املتعاملني اأو ما يفوق توقعاتهم اأن تتبنى تلك املبادئ،‏ فاإدارة اجلودة<br />

الشاملة يف الوقت احلارض تعد اأهم عوامل النجاج للمؤسسات،‏ الأن هدفها هو التحسني<br />

املستمر وجودة اخلدمات وتوفريها من خالل التجديد واالبتكار ‏)عبود،‏ 2003،50(.<br />

وذلك من خالل اإدخال العديد من املتغريات على االأساليب واملفاهيم التنظيمية السائدة<br />

باملؤسسات واملتعلقة باالأهداف واالإجراءات واأساليب التعامل مع املستفيدين،‏ والتدريب<br />

الكايف،‏ والتعديل يف نظام االإدارة والسلطة ونظام العمل،‏ والتشغيل ليجعل املؤسسات اأكرث<br />

قدرة وتنافسية مع املؤسسات االأخرى sherry), 252-1998) Easton and<br />

ويصبح الهدف من تطبيق اإدارة اجلودة الشاملة يف املؤسسات هو التحسني املستمر،‏<br />

والوصول اإىل االأفضل من اخلدمات باملصادر نفسها اأو باأقل منها،‏ كما ميكن من خاللها<br />

تضييق الفجوة بني املصادر واحلاجات واإدارة الربامج التي تقوم املؤسسات بتنفيذها،‏ ويف<br />

ظل ذلك يحدث حتفيز للموظفني واالإدارة،‏ ويتمكنون من اأداء اأعمالهم لشعورهم بالنجاح<br />

من نتائج ‏ضبط واإدارة اجلودة،‏ كما ميكنهم احلصول على رضا العمالء اأو املستفيدين من<br />

اخلدمات املقدمة اإليهم ‏)ستيفن،‏ ورونالد،‏‎1997‎‏،‏ 35(.<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

تبلورت مشكلة الدراسة احلالية يف الكشف عن الغموض الذي يحيط مبؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية حول مدى توافر اإدارة اجلودة الشاملة يف هذه املؤسسات،‏ واملتمثلة يف<br />

اخلصائص البنائية والتنظيمية واملعلومات املتاحة للمستفيدين من اخلدمات،‏ وخصائص<br />

العاملني واأسلوب االإدارة يف التقومي واملتابعة واالإرشاف،‏ وغريها من املؤرشات الدالة على<br />

اجلودة ونوع اخلدمات التي تؤديها فعليا،‏ ويف ‏ضوء ما تقدم فاإن مشكلة الدراسة تنحرص<br />

يف االإجابة عن االأسئلة االآتية:‏<br />

16


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎1‎ما . 1 درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف<br />

‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة؟<br />

‎2‎هل . 2 يختلف تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية<br />

يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة باختالف اجلنس،‏ واملؤهل العلمي،‏ والتخصص،‏ وسنوات<br />

اخلربة،‏ وعدد العاملني،‏ ومعدل الدخل؟<br />

‎3‎هل . 3 يختلف تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية<br />

يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة باختالف حماور الدراسة؟<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

‎1‎ال . 1 توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى الداللة )α =0.05 ) يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري اجلنس.‏<br />

‎2‎ال . 2 توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى الداللة )α =0.05 ) يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري املؤهل العلمي.‏<br />

‎3‎ال . 3 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α =0.05 ) يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري التخصص.‏<br />

‎4‎ال . 4 توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى الداللة )α =0.05 ) يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري ‏سنوات اخلربة.‏<br />

‎5‎ال . 5 توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى الداللة )α =0.05 ) يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري عدد العاملني.‏<br />

) 6 تقومي مؤسسات<br />

. ‎6‎ال توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى الداللة )α =0.05<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري معدل الدخل.‏<br />

17


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

تهدف هذه الدراسة اإىل:‏<br />

1 التعرف اإىل درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل<br />

والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

2 معرفة دور بعض املتغريات مثل اجلنس،‏ واملؤهل العلمي،‏ وسنوات اخلربة وعدد<br />

العاملني،‏ ومعدل الدخل،‏ والتخصص على درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية<br />

احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

3 التعرف على اأكرث حماور الدراسة تاأثرياً‏ يف درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية<br />

احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تكمن اأهمية هذه الدراسة من كونها اأوىل الدراسات-‏ يف حدود علم الباحثة-‏ التي<br />

اأجريت يف تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية الفلسطينية بشكل عام،‏ ومؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية بشكل خاص.‏ كما تكمن اأهمية<br />

هذه الدراسة من اأهمية موضوعها واملتمثل يف تقومي مؤسسات اخلدمة يف ‏ضوء اإدارة<br />

اجلودة الشاملة.‏<br />

حدود الدراسة:‏<br />

‏سوف تلتزم الدراسة باملحددات االآتية:‏<br />

1 احلدود املكانية:‏ ‏سوف تقترص هذه الدراسة على مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية<br />

يف حمافظة رام اهلل.‏<br />

. ‎2‎احلدود الزمانية:‏ اأجريت الدراسة خالل الفرتة الواقعة ما بني 2009/10-2009/7<br />

3 احلدود البرشية:‏ ‏سوف تقترص هذه الدراسة على جميع العاملني يف مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية.‏<br />

4 تقترص هذه الدراسة على االستبانة وحماورها اخلمسة واملتمثلة يف ‏)التحسني املستمر<br />

والرتكيز على العاملني،‏ واتخاذ القرارات بناء على املعلومات،‏ ودعم االإدارة العليا،‏<br />

والرتكيز على املستفيدين(‏<br />

5 تقترص هذه الدراسة على مدى ‏صدق اأداة الدراسة وثباتها.‏<br />

. 2<br />

3 .<br />

18<br />

1 .<br />

4 .<br />

5 .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

مصطلحات الدراسة:‏<br />

.1 التقومي Evaluation<br />

جمموعة االأحكام التي يجب اأن نتعرف من خاللها اإىل اأداء مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية واملتعلقة بتنفيذ املهمات التي تؤديها املؤسسات وفقاً‏ الأداة الدراسة،‏ وحتديد<br />

مواطن القوة والضعف فيها،‏ وذلك يف ‏ضوء اآراء العاملني يف مؤسسات اخلدمة االجتماعية،‏<br />

ووفق معايري اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

.2 اخلدمات الجتماعية Social Services<br />

هي االأنشطة التي تقدم للمستفيدين يف مؤسسات اخلدمة االجتماعية،‏ وتهدف اإىل<br />

مساعدتهم على االأداء االإجتماعي االأفضل،‏ وعلى تقوية قدراتهم وتلبية حاجاتهم،‏ مما يؤثر<br />

اإيجابياً‏ على حتقيق الرفاهية االجتماعية لالأفراد واالأرس واملجتمعات.‏<br />

.3 اإدارة اجلودة الشاملة Management( )Total Quality<br />

اإسرتاتيجية اإدارية ترتكز اإىل جمموعة من القيم،‏ وتستمد طاقة حركتها من املعلومات<br />

التي تتمكن يف اإطارها من توظيف مواهب العاملني،‏ واستثمار قدراتهم الذاتية يف خمتلف<br />

مستويات التنظيم،‏ والعمل على نحو اإبداعي لتحقيق التحسني املستمر ملؤسسات اخلدمة<br />

االإجتماعية وبتكلفة منخفضة<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

من خالل االطالع على االأدبيات التي تناولت موضوع اإدارة اجلودة الشاملة يف جمال<br />

اخلدمة االجتماعية،‏ لوحظ اأن املوضوع جديد الطرح يف املجتمع الفلسطيني،‏ وقد تبني<br />

للباحثة عدم وجود اأي دراسة فلسطينية حاولت البحث يف موضوع تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية،‏ مما اأدى اىل قلة االأدبيات التي تناولت هذا املوضوع،‏ وستقسم الدراسات<br />

السابقة اإىل قسمني:‏ القسم االأول دراسات عربية،‏ والقسم الثاين دراسات اأجنبية،‏ وفيما<br />

ياأتي عرض ذلك:‏<br />

اأول:‏ الدراسات العربية:‏<br />

19<br />

دراسة منصورة اأمل)‏‎2009‎‏(:هدفت الدراسة اإىل حتديد اأهم املعايري التي يجب اأن


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

تتوافر يف الربامج املرتبطة بالعمل مع جماعات الشباب،‏ والسعي نحو تكوين االرتباط<br />

بني معايري ‏ضمان اجلودة واملراحل املختلفة التي متر بها الربامج كالتصميم والتنفيذ<br />

وغريها،‏ وخلصت نتائج الدراسة اإىل ‏رضورة وضع حمتوى الربنامج لضمان اجلودة<br />

ومعايري ممارسة الربنامج واملعايري االأساسية اخلاصة بالوسائل واالإمكانات اخلاصة<br />

بربامج جماعات الشباب،‏ وكذلك ‏رضورة اأخذ املعايري اخلاصة بجودة تطوير الربنامج،‏<br />

ومعايري ‏ضمان جودة الربامج كاستخدام وسائل واإمكانات الربنامج،‏ واالهتمام مبعايري<br />

املحتوى،‏ ومعايري التقومي،‏ اإضافة اإىل ‏رضورة توافر معايري جودة املمارسة،‏ ومعايري<br />

توافر تصميم الربنامج.‏<br />

اأما الدراسة التي اأجرتها ‏سمرية حسن)‏‎2008‎‏(‏ فهدفت اإىل حتديد مدى تاأثري جهود<br />

املؤسسات غري احلكومية يف حمو اأمية املراأة املعيلة لتمكينها من املشاركة يف تنمية<br />

املجتمع املحلي،‏ وخلصت نتائج الدراسة اإىل اأن معظم االأعضاء العاملني باملؤسسات غري<br />

احلكومية من الذكور،‏ وغالبيتهم تقع اأعمارهم يف الفئة العمرية 40 ‏سنة،‏ ونسبة كبرية<br />

منهم حاصلون على مدخالت عليا،‏ كما اأشارت النتائج اإىل اأن اأهم االأهداف التي تسعى<br />

اإليها املؤسسات حتقيق حمو اأمية املراأة املعيلة بنسبة %85.33 وتنمية قدراتها وتوظيف<br />

مهاراتها،‏ واأشارت النتائج اأيضا اإىل اأن اأغلب النساء املعيالت يقعن يف الفئة العمرية 35<br />

‏سنة،‏ واأن معظم النساء املعيالت يعملن ويحصلن على دخل مناسب.‏<br />

ويف دراسة العناتي وغنيم)‏‎2007‎‏(‏ هدفت الدراسة اإىل قياس مدى تطبيق مؤسسات<br />

العون االجتماعي التطوعية يف لواء عني الباشا يف االأردن ملعايري اإدارة اجلودة الشاملة،‏<br />

ومن ثم قياس فاعلية تلك املؤسسات يف ‏ضوء تلك املعايري.‏ وتوصلت الدراسة اإىل:عدم وجود<br />

خطط ‏سنوية لدى مؤسسات العون االجتماعي التطوعية يف لواء عني الباشا،‏ ووجود رقابة<br />

روتينية على االأداء،‏ وعدم وجود رقابة جودة لدى مؤسسات الدراسة،‏ وضعف التنسيق بني<br />

مؤسسات العون االجتماعي التطوعية يف منطقة الدراسة،‏ وعدم وجود اأنظمة اإدارية حمددة<br />

وواضحة املعامل لدى مؤسسات العون االجتماعي التطوعية يف منطقة الدراسة،‏ وضعف<br />

فاعلية مؤسسات الدراسة من منظور اإدارة اجلودة الشاملة.‏ حيث مل تتجاوز)‏‎%46.6‎‏(،‏<br />

وتفاوت نسب تطبيق معايري اإدارة اجلودة الشاملة ملؤسسات الدراسة جمتمعة.‏<br />

اأما دراسة حممد القرين)‏‎2006‎‏(‏ فهدفت اإىل تقومي اخلدمات االإيوائية باجلمعيات<br />

اخلريية يف اململكة العربية السعودية،‏ ومعرفة مستوى رضا املستفيدين واأرائهم حول مدى<br />

كفاءة وفعالية اخلدمات االإيوائية يف تلبية احتياجاتهم.وخلصت الدراسة اإىل جمموعة من<br />

20


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

النتائج اأهمها االعتماد على البحث العلمي يف تطوير العمل االجتماعي داخل اجلمعيات<br />

اخلريية،‏ وابتكار اأساليب علمية يف زيادة متويل الربامج واملشاريع واالهتمام باجلوانب<br />

االإنسانية يف تقومي اخلدمات االإيوائية،‏ اإضافة اإىل زيادة الوعي لدى اأعضاء جمالس االإدارات<br />

حول اأساليب العمل االجتماعي،‏ وكيفية تقنني اخلدمات االجتماعية مبا يضمن تقومي اخلدمات<br />

االجتماعية،‏ والرتكيز على تدريب العاملني،‏ واإكسابهم املهارات املهنية الالزمة.‏<br />

ويف دراسة اأجراها يوسف اإبراهيم )2006( هدفت اإىل التعرف على مدى تطبيق مؤسسات<br />

رعاية وتاأهيل املعاقني ذهنياً‏ بوالية اخلرطوم ملعايري اجلودة،‏ وقد خلصت الدراسة اإىل اأن<br />

الدرجة الكلية للجودة الشاملة ملؤسسات رعاية وتاأهيلهم املعاقني ذهنياً‏ بوالية اخلرطوم<br />

متوسطة بينما خدمات الدعم النفسي واالجتماعي للمنتفعني يف املؤسسات تتقدم وتتطور<br />

مبرور السنوات،‏ اأما عن درجة تطبيق املعايري باملباين واالأثاث يف املؤسسة،‏ فقد جاءت<br />

‏ضعيفة باالإضافة اإىل الربامج الثقافية،‏ اأما املعايري املتعلقة بالتاأهيل املهني فكانت قليلة.‏<br />

ويف دراسة قام بها عاطف,‏ مكاوي )2006( هدفت اإىل التعرف اإىل درجة تقومي<br />

مراكز حماية واستضافة املراأة،‏ وقد اأظهرت نتائج الدراسة اأن حماية املراأة من العنف<br />

املوجه اإليها هي مسؤولية احلكومات عن حماية مواطنيها من االنتهاكات،‏ ولهذا ينبغي<br />

تنظيم حمالت قومية حتث فيها احلكومة املواطنني عرب وسائل االإعالم مبشاركة االأحزاب<br />

والنقابات ومؤسسات املجتمع املدين وحقوق االإنسان على تغيري الصورة السلبية للمراأة<br />

يف املجتمع ودعم احلقوق االقتصادية واالجتماعية للمراأة الفقرية،‏ وتنفيذ برامج تربوية<br />

خاصة تهدف اإىل تاأهيل الفتاة و اإعطائها الثقة بالنفس،‏ ومتكنها من تقوية احرتامها لذاتها<br />

باالإضافة اإىل تعزيز ثقافة احلوار واحرتام االآخر داخل االأرس من خالل برامج توجه لالأرسة<br />

وللمقبلني على الزواج.‏<br />

ويف دراسة اأجراها املطريي )2003( هدفت اإىل اإجراء عملية تقومي ملعرفة فعالية<br />

خدمات الرعاية االجتماعية وبراجمها املقدمة يف املؤسسات االإصالحية،‏ وكان من اأهم<br />

النتائج التي توصلت اإليها الدراسة:‏ اأن املستوى التعليمي املقدم للنزالء متوسط من وجهة<br />

نظرهم بنسبة )%69(. واأن مستوى اخلدمات الطبية املقدمة للنزالء من قبل املؤسسة<br />

االإصالحية مقبول،‏ على الرغم من وجود نقص يف االأطباء املتخصصني بنسبة )%57(.<br />

وتبني اأيضا اأن هناك ‏ضعفا يف مستوى خدمات الرعاية الرياضية وبراجمها املقدمة<br />

للنزالء من قبل املؤسسة بنسبة )%61.6(. وتبني اأن مستوى الربامج واخلدمات املهنية<br />

كان مقبوال من وجهة نظر النزالء بنسبة )%69.4(.<br />

21


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

اأما دراسة اأفنان عبد اللطيف )2002 ) فهدفت اإىل التعرف اإىل العوامل التي تؤثر<br />

على ممارسات وركائز اإدارة اجلودة الشاملة،‏ وقد اأظهرت الدراسة نتائج ذات داللة تركزت<br />

يف عدم استخدام االأساليب الكمية يف اتخاذ القرارات،‏ واأن نسبة %82 من العينة مل يتوافر<br />

لديهم اإدارة خاصة باجلودة،‏ باالإضافة اإىل نسبة %60 من املؤسسات مل يشاركوا يف دورات<br />

تدريبية اأو تعريفية باإدارة اجلودة الشاملة،‏ كما بينت الدراسة اأن معايري ‏ضمان اجلودة مل<br />

تكن ‏ضمن اأولويات املؤسسات،‏ واأن اخلدمة تقرتن دائماً‏ باأخطاء متنوعة يف املرحلة االأوىل،‏<br />

اإضافة اإىل عدم اهتمام تلك املؤسسات اخلدماتية الفلسطينية بالبيئة والصحة العامة.‏<br />

اأما اآل ‏سعود )2001( فاأعد دراسة هدفت اإىل استعراض اأهم الربامج التاأهيلية يف<br />

املؤسسات االإصالحية واملعوقات التي تعرتض تنفيذ تلك الربامج التاأهيلية.‏ وقد توصلت<br />

الباحثة اإىل جمموعة من النتائج كان من اأهمها:‏ اأن الربامج التاأهيلية االجتماعية تتضمن<br />

اأنشطة اجتماعية،‏ ورياضية،‏ ودينية،‏ وثقافية،‏ وفنية.‏ ويقدم لنزالء املؤسسات االإصالحية<br />

برامج تاأهيلية،‏ وتعليمية،‏ وتدريبية،‏ مهنية،‏ وتاأهيلية دينية،‏ وبرامج رعاية ‏صحية،‏ وبرامج<br />

الرعاية الالحقة.‏ كما اأن هناك معوقات عديدة تعرتض تنفيذ الربامج التاأهيلية ومن اأهمها:‏<br />

نقص الكفاءات البرشية الفنية،‏ واالإدارية،‏ وضعف كفاءات بعض املوجودين على راأس العمل يف<br />

الوقت احلارض،‏ وقلة خربة وكفاءة القيادة االإدارية التي تتوىل اإدارة املؤسسات االإصالحية.‏<br />

الدراسات األجنبية:‏<br />

اأعدَ،‏ Barden واآخرون)‏‎2008‎‏(‏ دراسة حول تقومي اخلدمات االجتماعية لالجئني<br />

وبرامج منح املساعدات ومن اأهم نتائج الدراسة:‏ وجود ‏شبكة مكثفة من مقدمي اخلدمة<br />

ذوي اخلربة والدعم املجتمعي لالجئني الكوبيني الذين لديهم تاريخ طويل يف منطقة<br />

ميامي.وهناك تركيز قوي على التوظيف يف جميع اخلدمات املمولة خلدمات الالجئني على<br />

الرغم من اأن مزودي اخلدمة مبا فيهم موظفو خدمات التوظيف يعاجلون قضايا اجتماعية<br />

خمتلفة.‏ كما اأن معظم الالجئني الذين يتلقون خدمتهم من قبل اخلدمات االجتماعية<br />

املستهدفة وبرنامج املساعدات يف ميامي لديهم حتصيل علمي عالٍ‏ نسبياً‏ مبعدل يفوق<br />

%70 من القادمني للعام 2000 حتى عام 2004 ممن انهوا 12 ‏سنة دراسية كما تبني اأن<br />

متلقي اخلدمة االجتماعية وبرنامج املساعدات راضون جداً‏ عن اخلدمات حيث ان %30<br />

منهم اأشاروا باأنها ممتازة يف حني اأشار %51 اأنها جيدة.‏<br />

22


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اأما الدراسة التي اأجراها Gibbons واآخرون )1978( فهدفت اإىل تقومي خدمة العمل<br />

االجتماعي ملرضى التسمم الذاتي.‏ واأشارت النتائج اإىل اأن اأوضاع املرضي اخلاضعني<br />

للمتابعة قد حتسنت يف ‏ضوء التدابري املتخذة ملعاجلة املزاج املكتئب،‏ واملشكالت<br />

االجتماعية.‏ اإال اأن املرضى من املجموعة االأوىل اأظهروا مزيدا من التغيري على ‏صعيد<br />

املشكالت االجتماعية وكانوا اأكرث رضا عن مستوى اخلدمة التي تلقوها.‏<br />

ويف دراسة قام بها Pussel واآخرون)‏‎1999‎‏(‏ حول بحوث تقومي الربامج الربيطانية<br />

ملواجهة عنف الرجال.‏ اأشارت نتائج البحث اإىل اأنه بعد اثني عرش ‏شهرا من تدخالت العدالة<br />

اجلنائية،‏ فاإن نسبة كبرية من الرجال اخلاضعني للربنامج يف وقت الحق مل يكونوا عنيفني<br />

على ‏رشيكاتهم،‏ وذلك على النقيض من الرجال الذين واجهوا عقوبات بطرق اأخرى،‏ اإذ كانوا<br />

اأقل استجابة يف تغيري ‏سلوكهم العنيف.‏<br />

التعليق على الدراسات السابقة:‏<br />

يظهر من الدراسات السابقة اأن موضوع تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف ‏ضوء<br />

اإدارة اجلودة الشاملة من املوضوعات احلديثة حيث تبني اأن تاريخ بداية الدراسات يف هذا<br />

املجال يعود اإىل حوايل عقدٍ‏ من الزمان حيث كانت اأوىل الدراسات العربية يف هذا املجال<br />

دراسة اآل ‏سعود )2001( حتت عنوان:‏ ‏»الربامج التاأهيلية يف املؤسسات االإصالحية-‏ االأنواع<br />

واملعوقات واحللول«،‏ اأما يف جمال الدراسات االأجنبية،‏ فكانت دراسة قام بها pussel<br />

واآخرون )1999( حول بحوث تقومي الربامج الربيطانية ملواجهة عنف الرجال،‏ كما نالحظ<br />

اأن اأحدث دراسة عربية كانت دراسة منصورة اأمل )2009( وهدفت الدراسة اإىل حتديد اأهم<br />

املعايري التي يجب اأن تتوافر يف الربامج املرتبطة بالعمل مع جماعات الشباب والسعي<br />

نحو تكوين االرتباط بني معايري ‏ضمان اجلودة واملراحل املختلفة التي متر بها الربامج<br />

كالتصميم والتنفيذ وغريها.وتعد الدراسة احلالية من الدراسات احلديثة يف هذا املجال.‏<br />

كما تبني اإن جميع الدراسات السابقة استخدمت املنهج الوصفي امليداين كمنهج<br />

للدراسة،‏ حيث اإن الدراسة احلالية اتفقت مع الدراسات السابقة يف اأنها استخدمت املنهج<br />

نفسه يف البحث،‏ كما اأن جميع الدراسات السابقة استخدمت االستبانة اأداة جلمع البيانات<br />

وهذا ما اتفقت به الدراسة احلالية مع الدراسات السابقة.‏<br />

23


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

واستفادت الدراسة احلالية من الدراسات السابقة من املراجع االأصلية يف املوضوع،‏<br />

ومن اأدوات الدراسات السابقة،‏ حيث بنيت اأداة الدراسة بناء على االأدوات املستخدمة يف<br />

هذه الدراسات.‏<br />

واختلفت الدراسة احلالية عن باقي الدراسات السابقة يف اأنها تناولت مراكز للخدمة<br />

االجتماعية مل يتم التطرق اإىل دراستها ‏سابقا،‏ حيث اإنها اأخذت وجهة نظر العاملني يف<br />

مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل واملستفيدين من اخلدمة،‏ كما اأنها تناولت<br />

متغريات مل تتناولها الدراسات السابقة.‏<br />

منهجية الدراسة:‏<br />

يشتمل هذا اجلزء على وصف لكل من منهج الدراسة وجمتمع الدراسة وعينتها،‏ اإضافة<br />

اإىل وصف خطوات بناء اأداة الدراسة واإجراءات تطبيقها واملعاجلات االإحصائية.‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

استخدمت الباحثة املنهج الوصفي امليداين وذلك ملناسبته لطبيعة هذه الدراسة<br />

واأهدافها،‏ وهو املنهج الذي يهتم بتحديد الوضع احلايل للمشكلة،‏ ومن ثم العمل على<br />

وصفها وحتليلها وتفسريها وربطها بالظواهر االأخرى ‏)عبيدات،‏‎1997‎‏،‏ 157(.<br />

جمتمع وعينة الدراسة:‏<br />

تكون جمتمع الدراسة من جميع العاملني يف املؤسسات التابعة لوزارة الشؤون<br />

االجتماعية:‏ مركز حماية الطفولة،‏ ودار االأمل للمالحظة والرعاية االجتماعية،‏ ومركز<br />

رونالدو لتاأهيل الشبيبة-‏ ومديرية الشؤون االجتماعية يف مدينة رام اهلل والبرية،‏ حيث بلغ<br />

عددهم )70( عامالً‏ وعاملة حسب مصادر وزارة الشؤون اجلتماعية للعام 2008-2007،<br />

ووزعت الباحثة اأداة الدراسة املتمثلة يف االستبانة عليهم،‏ وقد اسرتجع)‏‎54‎‏(‏ استبانة،‏ وبعد<br />

تدقيق االستبانات تبني اأن عدد االستبانات الصاحلة للتحليل هي )50( استبانة ‏شكلت<br />

عينة الدراسة،‏ وفيما ياأتي وصف خلصائص عينة الدراسة حسب متغرياتها:‏<br />

24


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الجدول رقم )1(<br />

توزيع أفراد عينة الدراسة حسب المتغيرات المستقلة<br />

املتغريات<br />

ذكر<br />

العدد<br />

النسبة املئوية<br />

70.0<br />

35<br />

30.0<br />

15<br />

اجلنس<br />

اأنثى<br />

100.0<br />

50<br />

املجموع<br />

82.0<br />

41<br />

بكالوريوس فاقل<br />

18.0<br />

9<br />

املؤهل العلمي<br />

ماجستري فاأعلى<br />

100.0<br />

50<br />

املجموع<br />

20.0<br />

10<br />

خدمة اجتماعية<br />

26.0<br />

13<br />

علم اجتماع<br />

16.0<br />

8<br />

التخصص<br />

علم نفس<br />

38.0<br />

19<br />

اأخرى<br />

100.0<br />

50<br />

املجموع<br />

24.0<br />

12<br />

اقل من 5 ‏سنوات<br />

46.0<br />

23<br />

من 5 ‏سنوات اإىل اقل من 10<br />

20.0<br />

10<br />

‏سنوات اخلربة<br />

من 10 ‏سنوات اإىل اقل من 15<br />

10.0<br />

5<br />

اأكرث من 15 ‏سنة<br />

100.0<br />

50<br />

املجموع<br />

34.0<br />

17<br />

اقل من 2000 ‏شيقل<br />

56.0<br />

10.0<br />

28<br />

5<br />

معدل الدخل<br />

من‎2000‎‏-‏ 3000 ‏شيقل<br />

اأكرث من 3000 ‏شيقل<br />

100.0<br />

14.0<br />

46.0<br />

28.0<br />

12.0<br />

100.0<br />

50<br />

7<br />

23<br />

14<br />

6<br />

50<br />

عدد العاملني يف<br />

املؤسسة<br />

املجموع<br />

اقل من 10 عمال<br />

من 10 اإىل 20 عامل<br />

من ‎21‎اىل 30 عامل<br />

اأكرث من 30 عامل<br />

املجموع<br />

25


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

أداة الدراسة:‏<br />

بعد اطالع الباحثة على عدد من الدراسات السابقة واالأدوات املستخدمة فيها كدراسة<br />

‏)العمري،‏ اأبوالنجا،‏‎2005‎‏(،‏ ودراسة ‏)الرببري،‏ احمد،‏ 2006(، ودراسة ‏)الشحات،‏ الهام<br />

2006( ودراسة ‏)منصور ‏سمري 2006( طورت استبانة من اأجل تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ وقد تكونت<br />

االأداة يف ‏صورتها النهائية من جزئني رئيسني،‏ تضمن االأول منهما بيانات ومعلومات عامة<br />

عن املستجيبني،‏ اأما اجلزء الثاين فقد متثل يف الفقرات التي تقيس تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ حيث<br />

بلغ عدد هذه الفقرات )61(، فقرة وزعت على خمسة حماور رئيسة وهي التحسني املستمر،‏<br />

والرتكيز على العاملني،‏ واتخاذ القرارات بناء على املعلومات،‏ ودعم االإدارة العليا،‏ والرتكيز<br />

على املستفيدين.‏ وقد ‏صممت استبانة الدراسة على اأساس مقياس ليكرت Scale( )Likert<br />

خماسي االأبعاد،‏ وقد بنيت الفقرات باالجتاه االإيجابي،‏ واأعطيت االأوزان للفقرات كما ياأتي:‏<br />

تنطبق بدرجة كبرية جداً:‏ خمس درجات،‏ وتنطبق بدرجة كبرية:‏ اأربع درجات،‏ وتنطبق بدرجة<br />

متوسطة:‏ ثالث درجات وال تنطبق:‏ درجتان،‏ وال تنطبق متاما:‏ درجة واحدة وبذلك تكون<br />

اأعلى درجة يف املقياس =5× ‎310=62‎‏،وتكون اأقل درجة = 1× 62= 62.<br />

صدق األداة:‏<br />

للتحقق من ‏صدق االستبانة ومعرفة مدى مالءمة الفقرات من حيث الطول والقرص<br />

والوضوح والغموض،‏ باالإضافة اإىل مدى مالءمة الفقرات للفئة املستهدفة،ومدى انتماء<br />

الفقرة للبعد الذي تقيسه،‏ واحتمال الفقرة الواحدة الأكرث من معنى،‏ وسالمة اللغة املستخدمة<br />

يف الفقرات،‏ والإضافة اأي فقرات مناسبة،‏ اأو حذف بعضها،‏ قامت الباحثة بعرض االستبانة<br />

على عدد من املحكمني املختصني وعددهم )5( حمكمني،‏ يحملون درجة الدكتوراة يف<br />

جمال اخلدمة االجتماعية والقياس والتقومي واللغة العربية واالإدارة.‏ وبناء على اآراء<br />

املحكمني ومالحظاتهم واقرتاحاتهم،‏ قامت الباحثة بتعديل بعض الفقرات وحذف فقرتني،‏<br />

واإضافة فقرتني جديدتني،‏ حيث كانت نسبة االتفاق بني املحكمني على الفقرات املعتمدة<br />

%80، وبعد ذلك اعتمدت االستبانة بصورتها النهائية،واعتربت هذه االإجراءات كافية لتاأكيد<br />

‏صدق حمتوى االستبانة،‏ وتكونت االستبانة يف ‏صورتها النهائية من)‏‎61‎‏(‏ فقرة،‏ وللتاأكد<br />

من الصدق الداخلي لالستبانة قامت الباحثة باستخراج معامل االرتباط بني كل حمور من<br />

حماور الدراسة والدرجة الكلية للمحاور واجلدول االآتي يوضح ذلك:‏<br />

26


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الرقم<br />

الجدول )2(<br />

معامل االرتباط بيرسون بين محاور الدراسة والدرجة الكلية<br />

مستوى الدللة<br />

معامل الرتباط املحور<br />

التحسني املستمر<br />

الرتكيز على العاملني<br />

اتخاذ القرارات بناء على املعلومات<br />

دعم االإدارة العليا<br />

الرتكيز على املستفيدين<br />

000<br />

000<br />

000<br />

000<br />

000<br />

0.90<br />

0.95<br />

0.96<br />

0.90<br />

0.94<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

ثبات األداة:‏<br />

من اأجل استخراج معامل الثبات لالأداة،‏ استخدمت الباحثة معادلة كرونباخ األفا من<br />

اأجل حتديد االتساق الداخلي لفقرات االستبانة،‏ واجلدول االآتي يوضح ذلك:‏<br />

الرقم<br />

الجدول )3(<br />

نتائج معادلة كرونباخ-‏ الفا لمحاور الدراسة والدرجة الكلية.‏<br />

قيمة الفا<br />

املحور<br />

التحسني املستمر<br />

الرتكيز على العاملني<br />

اتخاذ القرارات بناء على املعلومات<br />

دعم االإدارة العليا<br />

الرتكيز على املستفيدين<br />

الدرجة الكلية<br />

0.95<br />

0.97<br />

0.96<br />

0.95<br />

0.93<br />

0.98<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

#<br />

تشري القيم الواردة يف اجلدول اإىل اأن االأداة تتمتع بدرجة ثبات مناسبة،‏ وتفي باأغراض<br />

هذه الدراسة.‏<br />

املعاجلات اإلحصائية:‏<br />

بعد جمع بيانات الدراسة،‏ قامت الباحثة مبراجعتها متهيداً‏ الإدخالها للحاسوب،‏<br />

ومعاجلتها اإحصائيا باستخدام الربنامج االإحصائي للعلوم االإنسانية ،)spss( وقد<br />

اأدخلت اإىل احلاسوب باإعطائها اأرقاماً‏ متسلسلة،‏ وحتويل االإجابات اللفظية اإىل رقمية،‏<br />

وقد استخدمت التكرارات،‏ والنسب املئوية،‏ واملتوسطات احلسابية،‏ واالنحرافات املعيارية<br />

و اختبار ت test( -t( للعينات املستقلة،‏ واختبار حتليل التباين االأحادي way( one<br />

،)analysis of variance واختبار ‏شيفية test( ،)scheffe- ومعامل الثبات كرونباخ األفا<br />

alpha( ،)cronbach ومعامل االرتباط بريسون.‏<br />

27


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

نتائج الدراسة ومناقشتها:‏<br />

اأول:‏ النتائج املتعلقة بشوؤال الدراسة الرئيس:‏<br />

ما درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية<br />

يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة ؟<br />

ومن اأجل االإجابة عن هذا السؤال استخرجت املتوسطات احلسابية واالنحراف<br />

املعياري لكل فقرة من فقرات االستبانة،‏ ولكل حمور من حماور الدراسة والدرجة الكلية<br />

للمحاور،‏ وفيما ياأتي بيان ذلك:‏<br />

اأول:‏ حمور التحسني املستمر:‏<br />

رقم<br />

الفقرة<br />

الجدول )4(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لكل فقرة من فقرات تقويم مؤسسات الخدمة<br />

االجتماعية في محافظة رام اهلل والبيرة على محور التحسين المستمر حسب أهميتها<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

الفقرات<br />

تقدم املؤسسة تقارير دورية عن طبيعة ‏سري العمل فيها.‏<br />

يوجد يف املؤسسة نظام لتقسيم العمل وتوزيع املسؤوليات.‏<br />

يوجد باملؤسسة نظام لالإرشاف والتوجيه للعمل.‏<br />

تعتمد املؤسسة اإجراءات واضحة تبني كيفية اإجناز العمل.‏<br />

تتيح املؤسسة للجهات املعنية االطالع على حمارض جلسات االإدارة.‏<br />

يوجد يف املؤسسة نظام للمتابعة والتقومي يف العمل.‏<br />

تعتمد املؤسسة على التحسني املستمر كمنهج عمل.‏<br />

1.143<br />

1.338<br />

1.146<br />

1.074<br />

1.229<br />

1.274<br />

1.329<br />

3.80<br />

3.62<br />

3.56<br />

3.52<br />

3.40<br />

3.36<br />

3.30<br />

28<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

تعمل املؤسسة على حتديث خطط العمل بشكل مستمر.‏<br />

1.107<br />

3.20<br />

.9<br />

يوجد باملؤسسة نظام للعقاب واجلزاءات للعاملني.‏<br />

1.143<br />

3.20<br />

.10<br />

تعمل املؤسسة على حتديث معايري اختيار املستفيدين اجلدد.‏<br />

تستخدم املؤسسة اللجان املتخصصة يف حتسني اخلدمات التي<br />

تقدمها للمستفيدين.‏<br />

يتوافر يف املؤسسة مكان جلوس مناسب الأداء اخلدمات بصورة<br />

مناسبة ‏)اإضاءة و تهوية...(.‏<br />

يتوافر يف املؤسسة مكان عمل مناسب من حيث االإضاءة والتهوية.‏<br />

1.129<br />

1.220<br />

1.525<br />

1.617<br />

3.10<br />

3.02<br />

2.86<br />

2.72<br />

.11<br />

.12<br />

.13<br />

.14<br />

توفر املؤسسة املواد الالزمة لعملها.‏<br />

1.091<br />

2.56<br />

.15<br />

يوجد باملؤسسة نظام للثواب واملكافاآت.‏<br />

1.373<br />

2.44<br />

.16<br />

#<br />

يتوافر يف املؤسسة االإمكانات الالزمة للعمل ‏)املادية والفنية(.‏<br />

الدرجة الكلية للمحور<br />

1.147<br />

0.96<br />

2.30<br />

3.12<br />

درجة<br />

التقومي<br />

كبرية<br />

كبرية<br />

كبرية<br />

كبرية<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

قليلة<br />

قليلة<br />

متوسطة<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق ان درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور التحسني


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املستمر،‏ كانت كبرية على الفقرات ‏)‏‎4-1‎‏(،فقد تراوحت املتوسطات احلسابية عليها ما بني<br />

)3.52-3.8(، بينما كانت درجة التقومي متوسطة على الفقرات )5- 14(، فقد تراوحت<br />

املتوسطات احلسابية عليها ما بني)‏‎2.56-3.40‎‏(،‏ يف حني كانت درجة التقومي قليلة على<br />

الفقرتني )15، 16(، فكانت املتوسطات احلسابية عليها على التوايل)‏‎2.44‎‏،‏ 2.30(، وفيما<br />

يتعلق بالدرجة الكلية لتقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء<br />

اإدارة اجلودة الشاملة على حمور التحسني املستمر كانت متوسطة،‏ فقد بلغ املتوسط احلسابي<br />

عليها)‏‎3.12‎‏(.‏ وتشري هذه النتيجة اإىل اأن درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة<br />

رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور التحسني املستمر متوسطة.‏<br />

ثانيا:‏ حمور الرتكيز على العاملني<br />

الجدول )5(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لكل فقرة من فقرات تقويم مؤسسات الخدمة<br />

االجتماعية في محافظة رام اهلل والبيرة على محور التركيز على العاملين حسب أهميتها<br />

رقم<br />

الفقرة<br />

الفقرات<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

درجة<br />

التقومي<br />

تشجع اإدارة املؤسسة العاملني على التعاون فيما بينهم الإجناز االأعمال املشرتكة.‏<br />

1.278 كبرية<br />

3.60<br />

.1<br />

تعمل اإدارة املؤسسة على بث روح العمل اجلماعي بني العاملني.‏<br />

1.281 متوسطة<br />

3.46<br />

.2<br />

يتم اأخذ اآراء العاملني يف اخلدمات التي ميكن تقدميها.‏<br />

1.328 متوسطة<br />

3.46<br />

.3<br />

توفر املؤسسة نظام تامني ‏صحي يفي باحتياجات العاملني.‏<br />

1.249 متوسطة<br />

3.46<br />

.4<br />

تشجع املؤسسة العاملني على االأداء املتميز.‏<br />

1.161 متوسطة<br />

3.40<br />

.5<br />

يجري حتفيز طواقم املؤسسة على حضور الدورات التدريبية.‏<br />

1.287 متوسطة<br />

3.34<br />

.6<br />

تطبق اإدارة املؤسسة نظام اتصال فعاالً‏ بني املستويات االإدارية املختلفة.‏<br />

1.189 متوسطة<br />

3.34<br />

.7<br />

تستخدم املؤسسة نظاما فاعال لدمج العاملني اجلدد يف العمل.‏<br />

1.253 متوسطة<br />

3.32<br />

.8<br />

تدفع املؤسسة مستحقات العاملني بشكل دائم.‏<br />

1.236 متوسطة<br />

3.32<br />

.9<br />

تعمل اإدارة املؤسسة على التنسيق بني دوائر املؤسسة.‏<br />

1.275 متوسطة<br />

3.26<br />

.10<br />

تنظم املؤسسة دورات تدريبية لصقل قدرات العاملني فيها.‏<br />

1.217 متوسطة<br />

3.22<br />

.11<br />

تسعى املؤسسة اإىل حتقيق اأهدافها من خالل ربطها باأهداف العاملني فيها.‏<br />

1.125 متوسطة<br />

3.14<br />

.12<br />

يتم حتفيز العاملني على اإيجاد اأساليب مبتكرة يف اأداء العمل.‏<br />

1.266 متوسطة<br />

3.10<br />

.13<br />

تعتمد املؤسسة ‏سياسة تفويض السلطات والصالحيات للعاملني فيها.‏<br />

1.199 متوسطة<br />

3.10<br />

.14<br />

تركز الربامج التدريبية على حتقيق اأهداف املؤسسة.‏<br />

1.277 متوسطة<br />

3.04<br />

.15<br />

تهتم املؤسسة بقياس رضا العاملني فيها.‏<br />

1.293 متوسطة<br />

3.04<br />

.16<br />

تعزز اإدارة املؤسسة املمارسات النقابية لدى العاملني.‏<br />

1.015 متوسطة<br />

2.70<br />

.17<br />

يعترب اجتياز الدورات التدريبية ‏رشطا للرتقية.‏<br />

1.234 قليلة<br />

2.22<br />

.18<br />

الدرجة الكلية للمحور<br />

1.023 متوسطة<br />

3.19<br />

29


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق اأن درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور الرتكيز<br />

على العاملني،‏ كانت كبرية على الفقرة االأوىل،‏ فقد بلغ املتوسط احلسابي عليها)‏‎3.60‎‏(،‏<br />

بينما كانت درجة التقومي متوسطة على الفقرات )17-2( فقد تراوحت املتوسطات<br />

احلسابية عليها ما بني)‏‎2.70-3.46‎‏(،‏ يف حني كانت درجة التقومي قليلة على الفقرة)‏‎18‎‏(‏<br />

فبلغ املتوسط احلسابي عليها)‏‎2.22‎‏(،‏ وفيما يتعلق بالدرجة لتقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور الرتكيز<br />

على العاملني كانت متوسطة فقد بلغ املتوسط احلسابي عليها)‏‎3.19‎‏(.‏<br />

وتشري هذه النتيجة اإىل اأن درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام<br />

اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور الرتكيز على العاملني متوسطة<br />

رقم<br />

الفقرة<br />

ثالثا:‏ اتخاذ القرارات بناء على املعلومات:‏<br />

الجدول )6(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لكل فقرة من فقرات تقويم مؤسسات الخدمة االجتماعية في<br />

محافظة رام اهلل والبيرة على محور اتخاذ القرارات بناء على المعلومات حسب أهميتها<br />

الفقرات<br />

30<br />

.1<br />

تقوم املؤسسة برصد اأنشطتها اأوال باأول.‏<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.70<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

1.199<br />

.2<br />

حترص املؤسسة على االستفادة من مصادر املعلومات املتوافرة<br />

يف املجتمع املحلي.‏<br />

1.093<br />

3.50<br />

.3<br />

تضع املؤسسة خططاً‏ ‏سنوية جلمع املعلومات عن الفئات املستهدفة.‏<br />

1.052<br />

3.42<br />

.4<br />

تقوم املؤسسة بتوظيف املعلومات املتاحة يف اأنشطتها.‏<br />

1.105<br />

3.38<br />

.5<br />

تعمل املؤسسة على توفري بيانات عن اجلهات الرسمية املعنية<br />

بذات اأهدافها.‏<br />

حترص املؤسسة على تبادل املعلومات حول املشكالت واملوارد<br />

املجتمعية مع املؤسسات االأخرى.‏<br />

تقوم املؤسسة بتحديث معلوماتها عن االأعضاء اأوال باأول.‏<br />

1.096<br />

1.147<br />

1.360<br />

3.32<br />

3.30<br />

3.22<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

تقوم املؤسسة بجمع معلومات عن العاملني فيها.‏<br />

1.325<br />

3.20<br />

.9<br />

تضع املؤسسة نظاماً‏ دوريا للتاأكد من ‏صالحية املعلومات.‏<br />

1.050<br />

3.20<br />

.10<br />

تستخدم املؤسسة التقنيات احلديثة يف حفظ املعلومات.‏<br />

1.315<br />

3.16<br />

11<br />

تستعني املؤسسة ببعض اخلرباء يف جمال املعلومات.‏<br />

الدرجة الكلية للمحور<br />

1.038<br />

0.98<br />

3.06<br />

3.31<br />

درجة<br />

التقومي<br />

كبرية<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق اأن درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور اتخاذ<br />

القرارات بناء على املعلومات،‏ كانت كبرية على الفقرة االأوىل،‏ فقد بلغ املتوسط احلسابي<br />

عليها)‏‎3.70‎‏(،‏ بينما كانت درجة التقومي متوسطة على الفقرات )11-2(، فقد تراوحت<br />

املتوسطات احلسابية عليها ما بني)‏‎3.06-3.50‎‏(،‏ وفيما يتعلق بالدرجة الكلية لتقومي<br />

مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

على حمور اتخاذ القرارات بناء على املعلومات،‏ كانت متوسطة فقد بلغ املتوسط احلسابي<br />

عليها)‏‎3.31‎‏(.‏<br />

وتشري هذه النتيجة اإىل اأن درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام<br />

اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور اتخاذ القرارات بناء على املعلومات<br />

متوسطة.‏<br />

رقم<br />

الفقرة<br />

.1<br />

رابعاً:‏ دعم الإدارة العليا:‏<br />

الجدول )7(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لكل فقرة من فقرات تقويم مؤسسات الخدمة<br />

االجتماعية في محافظة رام اهلل والبيرة على محور دعم اإلدارة العليا حسب أهميتها.‏<br />

الفقرات<br />

ترشك اإدارة املؤسسة العاملني يف ‏صناعة القرارات<br />

املرتبطة باأعمالهم.‏<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.02<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

1.332<br />

.2<br />

تؤكد االإدارة العليا على االأهمية االإسرتاتيجية للجودة.‏<br />

1.078<br />

3.02<br />

درجة<br />

التقومي<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

1.245<br />

حترتم االإدارة العليا يف املؤسسة االإجنازات املتميزة.‏ 2.96<br />

متوسطة<br />

.3<br />

1.096<br />

2.94<br />

تعتمد االإدارة العليا يف املؤسسة خطة اسرتاتيجيه<br />

حمدثة واضحة املعامل توجه املؤسسة نحو تطبيقات<br />

اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

متوسطة<br />

.4<br />

1.155<br />

1.055<br />

2.82<br />

2.70<br />

تواكب االإدارة العليا يف املؤسسة عمليات اإدارة التغيري<br />

بصورة ناجحة.‏<br />

توفر االإدارة العليا يف املؤسسة التسهيالت املادية<br />

الالزمة لتطبيق نظام اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

.5<br />

.6<br />

الدرجة الكلية للمحور<br />

1.05 متوسطة<br />

2.91<br />

31


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق اأن درجة تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور<br />

دعم االإدارة العليا،‏ كانت متوسطة على جميع الفقرات،‏ فقد تراوحت املتوسطات احلسابية<br />

عليها)‏‎2.70-3.02‎‏(،‏ وفيما يتعلق بالدرجة الكلية لتقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية<br />

يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور دعم االإدارة العليا<br />

كانت متوسطة،‏ فقد بلغ املتوسط احلسابي عليها)‏‎3.31‎‏(.‏<br />

وتشري هذه النتيجة اإىل اأن درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام<br />

اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور دعم االإدارة العليا متوسطة.‏<br />

خامساً:‏ الرتكيز على املستفيدين:‏<br />

الجدول )8(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لكل فقرة من فقرات تقويم مؤسسات الخدمة<br />

االجتماعية في محافظة رام اهلل والبيرة على محور التركيز على المستفيدين حسب أهميتها<br />

رقم<br />

الفقرة<br />

الفقرات<br />

تقوم املؤسسة بالتسجيل الدقيق جلميع البيانات املتعلقة<br />

بحالة املستفيد من اخلدمة.‏<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

درجة<br />

التقومي<br />

1.161 كبرية<br />

3.60<br />

.1<br />

1.147<br />

حترص املؤسسة على اأن تكون اخلدمة مقبولة لدى املستفيد.‏ 3.54<br />

كبرية<br />

.2<br />

1.111<br />

3.50<br />

تقدم املؤسسة اخلدمة للمستفيد باأقل التكاليف.‏<br />

متوسطة<br />

.3<br />

1.199<br />

تعالج املؤسسة الشكاوي املقدمة من املستفيدين.‏ 3.46<br />

متوسطة<br />

.4<br />

1.110<br />

3.44<br />

تبسط املؤسسة االإجراءات الالزمة حلصول املستفيد على<br />

اخلدمة.‏<br />

تهتم املؤسسة يف اختصار وقت حصول املستفيد على<br />

اخلدمة.‏<br />

تنظم املؤسسة ندوات لرشح مدى االستفادة من اخلدمات<br />

املقدمة للمستفيدين.‏<br />

توفر املؤسسة اأماكن مناسبة الستقبال املستفيد عند<br />

احلصول على اخلدمة.‏<br />

تتجنب املؤسسة اختالف الطرق التي تؤدى فيها اخلدمة<br />

للمستفيد.‏<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

1.223<br />

1.147<br />

1.378<br />

1.088<br />

3.12<br />

3.10<br />

3.02<br />

3.00<br />

تستخدم املؤسسة اأجهزة حديثة لتقدمي اخلدمة للمستفيدين.‏<br />

متوسطة<br />

1.082 متوسطة<br />

2.82<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

.10<br />

0.93<br />

3.26<br />

32<br />

الدرجة الكلية للمحور<br />

متوسطة


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق اأن درجة تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور<br />

الرتكيز على املستفيدين،‏ كانت كبرية على الفقرة االأوىل والثانية،‏ فقد بلغت املتوسطات<br />

احلسابية عليها على التوايل )3.60()3.54(، بينما كانت درجة التقومي متوسطة على<br />

الفقرات )11-3(، فقد تراوحت املتوسطات احلسابية عليها ما بني)‏‎2.82-3.50‎‏(،‏ وفيما<br />

يتعلق بالدرجة الكلية لتقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية<br />

يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور الرتكيز على املستفيدين كانت متوسطة فقد بلغ<br />

املتوسط احلسابي عليها)‏‎3.26‎‏(.‏<br />

وتشري هذه النتيجة اإىل اأن درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام<br />

اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على حمور الرتكيز على املستفيدين متوسطة.‏<br />

ترتيب حماور الدراسة حسب اأهميتها:‏<br />

رقم<br />

املحور<br />

الجدول )9(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمحاور الدراسة<br />

املحور<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

النحراف<br />

املعياري<br />

0.98<br />

0.93<br />

1.023<br />

0.96<br />

1.05<br />

اتخاذ القرارات بناء على املعلومات<br />

الرتكيز على املستفيدين<br />

الرتكيز على العاملني<br />

التحسني املستمر<br />

دعم االإدارة العليا<br />

3.31<br />

3.26<br />

3.19<br />

3.12<br />

2.91<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

0.92<br />

3.16<br />

الدرجة الكلية<br />

.6<br />

يتبني من اجلدول السابق ترتيب حماور تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف<br />

حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ فقد جاء حمور اتخاذ القرارات بناء<br />

على املعلومات يف املرتبة االأوىل،‏ فقد بلغ املتوسط احلسابي عليه)‏‎3.31‎‏(،‏ وجاء يف املرتبة<br />

الثانية حمور الرتكيز على املستفيدين،فبلغ املتوسط احلسابي عليه)‏‎3.26‎‏(‏ يف حني جاء<br />

حمور الرتكيز على العاملني يف املرتبة الثالثة فبلغ املتوسط احلسابي عليه)‏‎3.19‎‏(‏ بينما جاء<br />

حمور التحسني املستمر يف املرتبة الرابعة حيث بلغ املتوسط احلسابي عليه)‏‎3.12‎‏(‏ وجاء يف<br />

املرتبة اخلامسة واالأخرية حمور دعم االإدارة العليا فبلغ املتوسط احلسابي عليه )2.91(.<br />

33


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

وفيما يتعلق بدرجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية<br />

يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة على جميع حماور الدراسة والدرجة الكلية،‏ فقد كانت<br />

متوسطة،‏ وهذه النتيجة تشري اإىل اأن درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة<br />

رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني متوسطة،‏<br />

ويظهر من خالل هذه النتيجة اأن اتخاذ القرارات بناء على املعلومات يف مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية من اأكرث االأمور التي يركز عليها يف مؤسسات اخلدمة االجتماعية<br />

يف حمافظة رام اهلل والبرية،‏ ويتمثل ذلك يف قيام املؤسسات برصد اأنشطتها اأول باأول،‏<br />

واحلرص على االستفادة من مصادر املعلومات املتوافرة يف املجتمع املحلي،‏ وهذا يدل<br />

على مدى اهتمام املؤسسات باملصادر املتوافرة واملتاحة لها وعالقتها االيجابية مع<br />

مؤسسات املجتمع املحلي،‏ ومن خالل النظر اإىل نتائج الدراسات السابقة نالحظ اأن هذه<br />

النتيجة اتفقت مع نتيجة دراسة املطريي)‏‎2003‎‏(‏ التي توصلت اإىل اأن مستوى الربامج<br />

واخلدمات املهنية كان مقبوال من وجهة نظر النزالء.كما اتفقت نتائج هذه الدراسة مع ما<br />

توصل اليه القرين)‏‎2007‎‏(‏ يف الرتكيز على تدريب العاملني واإكسابهم املهارات املهنية<br />

الالزمة،‏ والرتكيز على البحث العلمي يف تطوير العمل االجتماعي داخل املؤسسات<br />

و اختلفت نتائج هذه الدراسة مع دراسة منصورة)‏‎2009‎‏(‏ التي اأكدت على ‏رضورة<br />

وضع معايري لضمان جودة الربامج كاستخدام وسائل واإمكانات الربنامج واالهتمام<br />

مبعايري املحتوى ومعايري التقومي باالإضافة اإىل ‏رضورة توافر معايري جودة املمارسة<br />

ومعايري توافر تصميم الربنامج،‏ كما تختلف هذه النتيجة مع ما توصل اإليه العناتي،‏<br />

وغنيم)‏‎2007‎‏(‏ يف عدم وجود اأنظمة اإدارية حمددة وواضحة املعامل لدى مؤسسات العون<br />

االجتماعي التطوعية يف منطقة الدراسة،‏ وضعف فاعلية مؤسسات الدراسة من منظور<br />

اإدارة اجلودة الشاملة.‏ حيث مل تتجاوز)‏‎46.6‎‏%(،و تفاوت نسب تطبيق معايري اإدارة اجلودة<br />

الشاملة ملؤسسات الدراسة جمتمعة.‏<br />

ثانيا:‏ النتائج املتعلقة بفرضيات الدراسة:‏<br />

اأولً:‏ النتائج املتعلقة بالفرضية الأوىل وتنص على:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α =0.05( يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري اجلنس.‏<br />

ومن اأجل فحص ‏صحة الفرضية املتعلقة مبتغري اجلنس،‏ فقد استخدم اختبار ‏)ت(‏<br />

للعينات املستقلة،‏ ونتائج اجلدول االآتي توضح ذلك:‏<br />

34


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الجدول )10(<br />

نتائج اختبار ‏)ت(‏ لداللة الفروق بين محاور الدراسة حسب متغير الجنس<br />

اجلنس<br />

املحور<br />

درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية<br />

املتوسط<br />

ذكر<br />

االنحراف<br />

املتوسط<br />

اأنثى<br />

االنحراف<br />

قيمة<br />

‏)ت(‏<br />

1.93<br />

1.00<br />

2.78<br />

0.85<br />

3.32<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

0.08<br />

* ‏)دال إحصائيا عند مستوى الداللة الفا = 0.05(<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق عدم وجود فروق ذات داللة<br />

اإحصائية بني متوسطات استجابات اأفراد عينة الدراسة على درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة تعزى<br />

ملتغري اجلنس)ذكر،‏ اأنثى(.‏<br />

ويتبني من هذه النتيجة اأنه ال يوجد اأي فرق بني جنس املجيب ‏)ذكر،‏ اأنثى(‏ يف<br />

تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة<br />

اجلودة الشاملة،‏ حيث اأن كال اجلنسني يهتم بتقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية باالأهمية<br />

نفسها وهذا يؤكد اأن هناك اتفاقاً‏ بني اأراء الذكور واالإناث يف اجلوانب االإدارية املطبقة يف<br />

مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية.وتشري هذه النتيجة اإىل اأن جنس<br />

املستجيب ال يؤثر على تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل<br />

والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

ثانيا:ً‏ النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية وتنص على:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α =0.05( يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري املؤهل العلمي<br />

ومن اأجل فحص ‏صحة الفرضية املتعلقة مبتغري املؤهل العلمي،‏ فقد استخدم اختبار<br />

‏)ت(‏ للعينات املستقلة،‏ ونتائج اجلدول االآتي توضح ذلك:‏<br />

الجدول )11(<br />

نتائج اختبار ‏)ت(‏ لداللة الفروق بين محاور الدراسة حسب متغير الجنس<br />

املوؤهل العلمي<br />

درجة تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية<br />

بكالوريوس فاقل<br />

املتوسط<br />

النحراف<br />

35<br />

ماجستري فاأعلى<br />

املتوسط<br />

النحراف<br />

قيمة<br />

‏)ت(‏<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.89<br />

0.13<br />

1.26<br />

3.12<br />

0.90<br />

3.16<br />

* ‏)دال إحصائيا عند مستوى الداللة ألفا = 0.05(


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق عدم وجود فروق ذات داللة<br />

اإحصائية بني متوسطات استجابات اأفراد عينة الدراسة على درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ تعزى<br />

ملتغري املؤهل العلمي،‏ وهذه النتيجة تشري اإىل قبول الفرضية العدمية،‏ يف اأنه ال توجد<br />

فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α = 0.05( يف تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة تعزى<br />

ملتغري املؤهل العلمي.‏<br />

ويتبني من هذه النتائج اأنه ال يوجد اأي فرق بني مستويات املؤهل العلمي للمجيب يف<br />

تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة<br />

اجلودة الشاملة،‏ ويظهر اأن درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة<br />

رام اهلل والبرية ال تتاأثر باملؤهل العلمي للعامل يف هذه املؤسسات،‏ وهذا يؤكد اأن جميع<br />

العاملني يف مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية لديه اإدراك لطبيعة<br />

عمله بغض النظر عن املؤهل العلمي،‏ وتؤكد هذه النتيجة اأن املؤهل العلمي للعاملني يف<br />

مؤسسات اخلدمة االجتماعية ال يؤثر على درجة تقوميها يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

ثالثا:‏ ً النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة وتنص على:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α =0.05( يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري التخصص.‏<br />

ومن اأجل فحص ‏صحة الفرضية املتعلقة مبتغري التخصص،‏ فقد استخدم الباحث<br />

حتليل التباين االأحادي،‏ ونتائج اجلدول االآتي توضح ذلك:‏<br />

الجدول )12(<br />

نتائج تحليل التباين األحادي لداللة الفروق بين محاور الدراسة حسب متغير التخصص<br />

املحور<br />

مصدر التباين<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجة<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة)ف(‏<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.39<br />

1.026<br />

0.88<br />

3<br />

بني املجموعات 2.647<br />

0.86<br />

46<br />

داخل املجموعات 39.560<br />

49<br />

املجموع 42.207<br />

* دال إحصائيا عند مستوى الداللة)‏α = 0.05(<br />

36


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق،‏ عدم وجود فروق ذات داللة<br />

اإحصائية بني متوسطات استجابات اأفراد عينة الدراسة على درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ تعزى<br />

ملتغري التخصص على جميع املحاور والدرجة الكلية،‏ وهذه النتيجة تشري اإىل قبول الفرضية<br />

العدمية يف اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α = 0.05( يف تقومي<br />

مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة<br />

الشاملة تعزى ملتغري التخصص على جميع حماور الدراسة،والدرجة الكلية.‏<br />

ويتبني من هذه النتائج اأنه ال يوجد اأي فرق بني مستويات التخصص للمجيب يف<br />

تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة<br />

اجلودة الشاملة،‏ حيث اإن ذوي مستويات التخصص املختلفة يعطون تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية االأهمية نفسها.‏ ويبدو من ذلك اأن تخصص املوظف ال يوجد<br />

له تاأثري يف تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف<br />

‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

رابعاً:‏ النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة وتنص على<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α =0.05( يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري ‏سنوات اخلربة.‏<br />

ومن اأجل فحص ‏صحة الفرضية املتعلقة مبتغري ‏سنوات اخلربة،‏ فقد استخدم الباحث<br />

حتليل التباين االأحادي،‏ ونتائج اجلدول االآتي توضح ذلك:‏<br />

الجدول )13(<br />

نتائج تحليل التباين األحادي لداللة الفروق بين محاور الدراسة حسب متغير سنوات<br />

الخبرة<br />

املحور<br />

درجة تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية<br />

احلكومية<br />

مصدر التباين<br />

بني<br />

املجموعات<br />

داخل<br />

املجموعات<br />

املجموع<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجة<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة)ف(‏<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.095<br />

2.25<br />

1.80<br />

0.80<br />

3<br />

46<br />

5.40<br />

36.81<br />

42.20<br />

* دال إحصائيا عند مستوى الداللة)‏α = 0.05(<br />

49<br />

37


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق عدم وجود فروق ذات داللة<br />

اإحصائية بني متوسطات استجابات اأفراد عينة الدراسة على درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ تعزى<br />

ملتغري ‏سنوات اخلربة،‏ وهذه النتيجة تشري اإىل قبول الفرضية العدمية يف اأنه ال توجد<br />

فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α = 0.05( يف تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة تعزى<br />

ملتغري ‏سنوات اخلربة<br />

ويتبني من هذه النتائج اأنه ال يوجد اأي فرق بني مستويات ‏سنوات اخلربة للمجيب يف<br />

تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة<br />

اجلودة الشاملة،‏ حيث اإن ذوي مستويات ‏سنوات اخلربة املختلفة يعطون تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية االأهمية نفسها،‏ وهذه النتيجة تؤكد على اأن اخلربة ال تؤثر<br />

على تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية،‏ وقد يعود ذلك اإىل<br />

طبيعة النظام االإداري املطبق يف هذه املؤسسات حيث اإن غالبية العاملني فيها يعود<br />

التاريخ الوظيفي له اإىل عهد السلطة الوطنية الفلسطينية،‏ فهناك نظام اإداري ثابت يف هذه<br />

املؤسسات قامت وزارة الشؤون االجتماعية بتطبيقه على هذه املؤسسات.‏<br />

خامساً:‏ النتائج املتعلقة بالفرضية اخلامسة وتنص على:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α =0.05( يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري معدل الدخل.‏<br />

ومن اأجل فحص ‏صحة الفرضية املتعلقة مبتغري معدل الدخل فقد استخدم الباحث<br />

حتليل التباين االأحادي،‏ ونتائج اجلدول االآتي توضح ذلك:‏<br />

الجدول )14(<br />

نتائج تحليل التباين األحادي لداللة الفروق بين محاور الدراسة حسب متغير معدل الدخل<br />

املحور<br />

مصدر التباين<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

درجة<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة)ف(‏<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.86<br />

0.14<br />

0.13<br />

0.89<br />

2<br />

47<br />

49<br />

0.25<br />

41.94<br />

42.20<br />

تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

* دال إحصائيا عند مستوى الداللة )α = 0.05(<br />

38


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق عدم وجود فروق ذات داللة<br />

اإحصائية بني متوسطات استجابات اأفراد عينة الدراسة على درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ تعزى<br />

ملتغري معدل الدخل على جميع املحاور والدرجة الكلية،‏ وهذه النتيجة تشري اإىل قبول<br />

الفرضية العدمية يف اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α = 0.05(<br />

يف تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة<br />

اجلودة الشاملة،‏ تعزى ملتغري معدل الدخل على جميع حماور الدراسة،‏ والدرجة الكلية.‏<br />

ويتبني من هذه النتائج اأنه ال يوجد اأي فرق بني مستويات معدل الدخل للمجيب يف<br />

تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة<br />

اجلودة الشاملة،‏ حيث اإن ذوي مستويات معدل الدخل املختلفة يعطون تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية االأهمية نفسها،‏ وتشري هذه النتيجة اإىل اأن مستوى دخل املوظف ‏سواء<br />

كان مرتفع اأو منخفض اأو متوسط ال يوجد له تاأثري على درجة اإدراكه للنظام املطبق يف هذه<br />

املؤسسات،‏ وتؤكد هذه النتيجة اأن مستوى الدخل ال يؤثر على درجة تقومي مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

‏سادساً:‏ النتائج املتعلقة بالفرضية السادسة وتنص على:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α =0.05( يف تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة<br />

تعزى ملتغري عدد العاملني.‏<br />

ومن اأجل فحص ‏صحة الفرضية املتعلقة مبتغري عدد العاملني،‏ فقد استخدم الباحث<br />

حتليل التباين االأحادي،‏ ونتائج اجلدول )15( واجلدول )16( تبني ذلك:‏<br />

الجدول )15(<br />

المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمحاور الدراسة حسب متغير عدد العاملين<br />

املحور<br />

عدد العاملني<br />

العدد<br />

املتوسط احلسابي<br />

االنحراف املعياري<br />

تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية<br />

اقل من ‎10‎عمال<br />

0.06<br />

0.79<br />

0.60<br />

0.88<br />

0.92<br />

3.4470<br />

3.4835<br />

2.3160<br />

3.5588<br />

3.1605<br />

7<br />

23<br />

14<br />

6<br />

50<br />

39<br />

20 -10 عامل<br />

30- 21 عامل<br />

اأكرث من 30 عامل<br />

املجموع<br />

يظهر من خالل اجلدول السابق اأن هناك فروقاً‏ حقيقة بني مستويات متغري عدد<br />

العاملني،‏ ولتحديد فيما اإذا كانت الفروق دالة اإحصائيا،‏ استخدمت الباحثة حتليل التباين<br />

االأحادي،‏ ونتائج اجلدول االآتي توضح ذلك:‏


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

الجدول )16(<br />

نتائج تحليل التباين األحادي لداللة الفروق بين محاور الدراسة حسب متغير عدد العاملين<br />

مستوى<br />

جمموع درجة متوسط<br />

قيمة)ف(‏<br />

الداللة*‏<br />

املربعات احلرية املربعات<br />

مصدر التباين<br />

املحور بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

تقومي مؤسسات<br />

اخلدمة االجتماعية<br />

املجموع<br />

*0.000<br />

7.53<br />

4.63<br />

0.61<br />

3<br />

46<br />

49<br />

13.91<br />

28.29<br />

42.20<br />

* دال إحصائيا عند مستوى الداللة )α = 0.05(<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق وجود فروق ذات داللة اإحصائية<br />

بني متوسطات استجابات اأفراد عينة الدراسة على درجة تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية<br />

احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ تعزى ملتغري عدد العاملني،‏<br />

وهذه النتيجة تشري اإىل رفض الفرضية العدمية يف اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند<br />

مستوى الداللة )α = 0.05( يف تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام<br />

اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ تعزى ملتغري عدد العاملني.‏ ويتبني من هذه النتائج<br />

اأنه توجد فروق بني مستويات عدد العاملني للمجيب يف تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية<br />

احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة اجلودة الشاملة،‏ حيث اإن مستويات عدد<br />

العاملني املختلفة ال يعطون تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية االأهمية نفسها،‏<br />

ولتحديد مصدر الفروق بني مستويات عدد العاملني استخدمت الباحثة اختبار ‏شيفيه للمقارنات<br />

البعدية،‏ ونتائج اجلدول االآتية توضح الفروق بني مستويات متغري عدد العاملني:‏<br />

الجدول )17(<br />

نتائج اختبا ر شيفية للمقارنات البعدية في درجة تقويم مؤسسات الخدمة االجتماعية الحكومية<br />

في محافظة رام اهلل والبيرة في ضوء إدارة الجودة الشاملة حسب متغير عدد العاملين<br />

عدد العاملني<br />

اقل من 10 عمال<br />

30-21 عامل<br />

*1.13<br />

40<br />

20-10 عامل<br />

-0.036<br />

اأكرث من 30 عامل<br />

-0.11<br />

-0.07<br />

*1.24<br />

*1.16<br />

20-10 عامل<br />

30-21 عامل<br />

نالحظ من خالل البيانات الواردة يف اجلدول السابق اأن هناك فروقاً‏ ذات داللة يف<br />

تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية يف حمافظة رام اهلل والبرية يف ‏ضوء اإدارة<br />

اجلودة الشاملة تعزى ملتغري عدد العاملني فقد كانت الفروق بني:‏<br />

. ‎1‎اأقل من 10 عمال و‎30-21‎ عامل،‏ ولصالح اأقل من 10<br />

. 20-102 عامل و‎30-21‎ عامالً‏ ولصالح 20-10<br />

. 30-213 عامالً‏ واكرث من 30 عامالً‏ ولصالح 30-21<br />

عمال.‏<br />

1 عامالً.‏<br />

2 عامالً.‏<br />

3


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

ويبدو من خالل هذه النتيجة اأن عدد العاملني يف مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف<br />

حمافظة رام اهلل والبرية له تاأثري على درجة تقوميها،‏ ونالحظ اأن درجة تقومي املؤسسات<br />

التي يبلغ عدد العاملني فيها ما بني ‏)‏‎30-21‎‏(عامل اأفضل من املؤسسات التي يقل عدد<br />

العاملني فيها عن ذلك اأو يزيد،‏ فيظهر اأن عدد العاملني املناسب لهذه املؤسسات يرتاوح ما<br />

بني )30-21( عامالً.‏<br />

التوصيات:‏<br />

يف ‏ضوء النتائج التي توصلت اإليها هذه الدراسة خلصت الباحثة اإىل التوصيات االآتية:‏<br />

1 ‏رضورة دعم الدولة للجهود املبذولة يف تطبيق معايري اجلودة مبؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية يف حمافظة رام اهلل والبرية.‏<br />

2 تصميم مباين املؤسسات بطريقة تراعى اإمكانية االإضاءة والتهوية واملساحات<br />

املناسبة وفق معايري اجلودة حتى تساعد املؤسسات يف تقدمي اخلدمات االجتماعية<br />

للمستفيدين بصورة مريحة.‏<br />

3 تشكيل جلنة متخصصة ملراجعة وتقومي املؤسسات العاملة يف جمال اخلدمة<br />

االجتماعية وفق معايري اإدارة اجلودة الشاملة.‏<br />

4 اأن يعنينِّ‏ العاملون يف املؤسسة على اأساس اخلربة و التخصص والكفاءة.‏<br />

5 زيادة اهتمام وزارة الشؤون االجتماعية بتطوير مهارات العاملني بهذه املؤسسات،‏<br />

واأن تتيح فرص التدريب لرفع اداء العاملني.‏<br />

6 اإجراء املزيد من الدراسات والبحوث على مؤسسات اخلدمة االجتماعية حتى تُغطى<br />

اجلوانب كافة التي تتعلق مبؤسسات اخلدمة االجتماعية يف فلسطني.‏<br />

7 العمل على تطوير االختبارات واملقاييس التي تهتم بتقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية<br />

يف ‏ضوء معايري اإدارة اجلودة الشاملة..‏<br />

8 تشجيع املؤسسات العاملة يف جمال اخلدمة االجتماعية على االلتزام بروح اجلماعة،‏<br />

واأن تبتعد عن االإدارة االأحادية.‏<br />

9 استخدام املنهج التجريبي يف الدراسات املستقبلية املتعلقة بتطبيق اإدارة اجلودة<br />

الشاملة يف مؤسسات اخلدمة االجتماعية الفلسطينية.‏<br />

10 تطبيق هذه الدراسة على مستوى مؤسسات اخلدمة االجتماعية يف فلسطني حتى تدعم<br />

اجلهود املبذولة يف هذا املجال.‏<br />

11 توفري العدد الكايف من االأخصائيني النفسيني واالجتماعيني يف مؤسسات اخلدمة<br />

االجتماعية التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية الفلسطينية.‏<br />

41<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

4 .<br />

5 .<br />

6 .<br />

7 .<br />

8 .<br />

9 .<br />

10<br />

11


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوال - املراجع العربية:‏<br />

‎1‎اإبراهيم،‏ . 1 يوسف.‏ )2006 (. اجلودة الشاملة ملؤسسات رعاية وتاأهيل املعاقني ذهنياً‏<br />

بوالية اخلرطوم،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة اأم درمان االإسالمية،‏ ام درمان،‏<br />

السودان.‏<br />

‎2‎االأحمدي،‏ . 2 حنان.)‏‎2000‎ (. التحسن املستمر للجودة،‏ املفهوم وكيفية التطبيق يف<br />

املؤسسات الصحية،‏ معهد االإدارة بالرياض-‏ اململكة العربية السعودية.‏<br />

‎3‎اآل . 3 ‏سعود،‏ ‏سارة بنت حممد بن ‏سعود.)‏‎2001‎ (. الربامج التاأهيلية يف املؤسسات<br />

االإصالحية)االأنواع واملعوقات واحللول(،‏ بحث مقدم لندوة االإصالح والتاأهيل،‏ وزارة<br />

الداخلية،‏ الرياض.‏<br />

‎4‎اأماين . 4 قنديل.)‏‎2002‎ (. التقرير السنوي االول للمنظمات االأهلية العربية،‏ الشبكة العربية<br />

للمنظمات االأهلية،‏ القاهرة،‏ ‏ص 21-20.<br />

‎5‎الرببري،‏ . 5 اأحمد.)‏‎2006‎ (. دراسة استطالعية ملراكز اأداء اخلدمات اجلماهريية كرتتيبات<br />

اجتماعية يف ‏ضوء متطلبات اجلودة من منظور طريقة تنظيم املجتمع يف اخلدمة<br />

االجتماعية.‏ م)‏‎7‎‏(‏ / حلوان / مرص.ص ‏ص:‏ 3371-3310.<br />

6 . 6 حسن،‏ ‏سمرية.)‏‎2008‎ (. تقومي جهود املؤسسات غري احلكومية يف حمو اأمية املراأة<br />

املعيلة لتمكينها من املشاركة يف تنمية املجتمع املحلي،‏ املؤمتر العلمي الدويل<br />

احلادي والعرشون للخدمة االجتماعية.‏ م)‏‎11‎‏(،ع)‏‎21‎‏(‏ جامعة حلوان/مرص/مارس.‏<br />

‏ص ‏ص:‏‎2359-2251‎<br />

‎7‎‏ستيفن . 7 كوهن،‏ ورونالد،‏ براند.)‏‎1997‎ (. ادارة اجلودة الكلية يف احلكومة-‏ دليل عملي<br />

لواقع حقيقي،‏ ترجمة عبد الرحمن هيجان،‏ معهد االدارة العامة،‏ الرياض،‏ اململكة<br />

العربية السعودية.‏<br />

‎8‎‏سناء،‏ . 8 حجازي.‏ )2006 (. العالقة بني متطلبات بناء القدرات التنظيمية وحتقيق جودة<br />

مرشوعات اجلمعيات االأهلية.‏ بحث مقدم للمؤمتر العلمي التاسع عرش لكلية اخلدمة<br />

االجتماعية،‏ حلوان م)‏‎5‎‏(،‏ ‏ص ‏ص:‏‎2604-2560‎‏.‏<br />

‎9‎عاطف,‏ . 9 مكاوي.)‏‎2006‎ (. تقومي مراكز حماية واستضافة املراأة,‏ جملة دراسات يف<br />

اخلدمة االجتماعية والعلوم االإنسانية,‏ جامعة حلوان،‏ مرص,ع)‏‎20‎‏(،‏ ابريل.‏<br />

‎1010‎عبد اللطيف،‏ اأفنان.)‏‎2002‎ (. تقييم تطبيق اإدارة اجلودة الشاملة يف املؤسسات<br />

42


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اخلدماتية غري احلكومية يف الضفة الغربية.‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة<br />

القدس،‏ القدس،‏ فلسطني.‏<br />

‎1111‎عبيدات،‏ ذوقان،‏ واآخرون.)‏‎1997‎ (. البحث العلمي:‏ مفهومه/اأدواته/اأساليبه.ملكاوي،‏<br />

الرياض.‏<br />

‎1212‎علي اأحمد ثاين بن عبود.)‏‎2003‎ (. اإدارة اجلودة الشاملة-‏ مدخل متكامل لتطوير االأداء<br />

بالدوائر املحلية بحكومة دبي،‏ رسالة دكتوراة غري منشورة،‏ كلية التجارة،‏ جامعة عني<br />

‏شمس،‏ مرص.‏<br />

‎1313‎العمري،‏ اأبو النجا.‏ )2006 (. استخدام مناذج اإدارة اجلودة الشاملة يف حتسني اأداء<br />

اخلدمات باجلمعيات االأهلية.‏ بحث مقدم للمؤمتر العلمي التاسع عرش لكلية اخلدمة<br />

االإجتماعية،‏ حلوان/مرص<br />

‎1414‎العناتي،‏ رضوان حممد،‏ وغنيم،‏ عثمان حممد.)‏‎2007‎ (: ‏»فاعلية مؤسسات العون<br />

االجتماعي التطوعية يف لواء عني الباشا من منظور اإدارة اجلودة الشاملة«.‏ جملة علوم<br />

اإنسانية،‏ عدد)‏‎35‎‏(،‏ )5(، ‏ص ‏ص 22- 34.<br />

‎1515‎قاسم،‏ حممد رفعت.)‏‎2006‎ (. تنظيم املجتمع-‏ منظمات وتطبيقات،‏ بدون نارش.‏<br />

‎1616‎قاسم،‏ اأبو النرص.)‏‎2005‎ (. مناذج تقييم وتقومي املؤسسات االإجتماعية«.‏ جملة دراسات<br />

يف اخلدمة االإجتماعية والعلوم االإنسانية،‏ جامعة حلوان،ع)‏‎19‎‏(‏ ج )2(.<br />

‎1717‎القرين,‏ حممد.)‏‎2006‎ (. تقومي اخلدمات االيوائية باجلمعيات اخلريية يف اململكة<br />

العربية السعودية جملة دراسات يف اخلدمة االجتماعية والعلوم االإنسانية،‏ جامعة<br />

حلوان,‏ ع)‏‎20‎‏(,‏ ابريل.‏<br />

‎1818‎املطريي،‏ منيف.)‏‎2003‎ (. تقييم خدمات الرعاية االجتماعية وبراجمها يف املؤسسات<br />

االإصالحية من وجهة نظر النزالء.‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ جامعة نايف العربية<br />

للعلوم االأمنية،الرياض،‏ اململكة العربية السعودية.‏<br />

‎1919‎منصور،‏ ‏سمري.)‏‎2006‎ (. مقياس جودة االأداء املهني لالأخصائي االجتماعي باملجال<br />

املدرسي.‏ بحث مقدم للمؤمتر العلمي التاسع عرش لكلية اخلدمة االجتماعية املجلد<br />

الثاين/‏ حلوان مرص.‏<br />

(. 20 معايري ‏ضمان جودة الربنامج,‏ روؤية مهنية لالأخصائيني<br />

‎20‎منصورة،‏ اأمل.‏ )2009<br />

االجتماعيني يف مراكز الشباب دراسة مطبقة على مراكز الشباب مبدينة اأسوان,‏ جملة<br />

دراسات يف اخلدمة االجتماعية والعلوم االإنسانية , جامعة حلوان / مرص،ع)‏‎26‎‏(.‏<br />

43


تقومي مؤسسات اخلدمة االجتماعية احلكومية في محافظة رام<br />

اهلل والبيرة في ضوء إدارة اجلودة الشاملة من وجهة نظر العاملني.‏<br />

أ.‏ شادية مخلوف<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

8.<br />

9.<br />

ثانياً‏ - املراجع األجنبية:‏<br />

Barden B., Henderson E.& Mueller M.(2008). The Evaluation of the<br />

Refugee Social Service (RSS) and Targeted Assistance Formula Grant.<br />

Miami: Department of Health and Human Services Office of Refugee<br />

Resttlement.<br />

Easton ,George and Shery, Jarrell.(1998). The effect of total quality<br />

management an corporate performance: An Empirical investigation,<br />

Journal of Business, vol (71), No(2) ,pp:252-260.<br />

ELIZABETH HARLOW and JOHNLAWLER: Management, Social Work<br />

and Change (UK, Aldeshot: Ashgate Publishing Limited, 2000).<br />

Gibbons, JS, BUTLER, j, Urwin P& Gibbons JL (1978). “Evaluation of a<br />

Social Work Service for Self-Poisoning Patients”. The British Journal of<br />

Psychiatry 133:111-118. The Royal College of Psychiatrists.<br />

JULIA M.NORLIN et al: Human Behavior and the Social Environment,<br />

Social System theory (USA, Boston:4 th edition, Education, Inc, 2003).<br />

Robert L. Schneider and Lori Lester (2001). Social Work Advocacy.<br />

Resource Center,http://www.statepolicy.org/Newsletter%20Archives/<br />

Newsletter/Spring%202003.html.<br />

ROBERT L.SCHNEIDER and LORILESTER: Social Work Advocacy ,A<br />

New Framework for Action (Australia: wadsworth , Brooks/Cole,2001).<br />

Russell P.P.Dobash, R. DOBASH E, Cavanagh K.and Lewis R. (1999),”A<br />

Research Evaluation of British Program for Violent Men” in Jnl Soc<br />

Pol.,28,205,-233, Cambridge University Prss.<br />

Sarah Banks: Ethics and Values in Social Work (USA, New York:2th<br />

edition Palgrave, 2001).<br />

44


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس<br />

وكالة غوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني<br />

يف حمافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

أستاذ مساعد،‏ مشرف أكاديمي غير متفرغ،‏ منطقة نابلس التعليمية،‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

45 45


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

ملخص:‏<br />

هدفت الدراسة اإىل معرفة درجة الذكاء االنفعايل،‏ لدى معلمي مدارس وكالة الغوث<br />

يف حمافظة نابلس،‏ وحتديد اأثر اجلنس،‏ و حجم املدرسة،‏ واملؤهل العلمي،‏ وسنوات اخلدمة<br />

على درجة الذكاء االنفعايل.‏<br />

تكوَّن جمتمع الدراسة من ‏)‏‎298‎‏(معلمًا ومعلمة،‏ موزعني على )12( مدرسة،‏ واأجريت<br />

الدراسة على عينة قوامها )120( من كال اجلنسني،وقد تكونت اأداة الدراسة من )43( فقرة<br />

وزعت على )5( جماالت هي:‏ الوعي الذاتي،‏ واإدارة االنفعاالت والتنظيم الذاتي،‏ والدافعية<br />

الشخصية،‏ والتعاطف مع االآخرين،‏ واملهارات االجتماعية.‏<br />

كشفت الدراسة عن وجود درجة كبرية للذكاء االنفعايل لدى املعلمني،‏ واحتل جمال<br />

التعاطف مع االآخرين املرتبة االأوىل،‏ وبينت الدراسة اأن هناك فروقًا ذات داللة اإحصائية يف<br />

جماالت الوعي الذاتي،‏ واإدارة االنفعاالت،‏ والدافعية الشخصية،‏ تبعا ملتغري اجلنس لصالح<br />

الذكور،‏ كما بينت الدراسة وجود فروق ذات داللة اإحصائية لسنوات اخلدمة على جمال<br />

الوعي الذاتي،‏ ومل تظهر الدراسة اأية فروق ذات داللة اإحصائية حلجم املدرسة،‏ واملؤهل<br />

العلمي على درجة الذكاء االنفعايل.‏<br />

46


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

Study aimed at identifying the degree of emotional intelligence among<br />

school teachers of the UNRWA in Nablus governor, and defining the effect of<br />

gender, size school ,the scientific qualification, and ,experience years on the<br />

degree of emotional intelligence.<br />

The study revealed the existence of a significant degree of emotional<br />

intelligence among teachers, and occupies the area of empathy with others<br />

ranked first, the study showed that there were statistically significant differences<br />

on the areas of self-awareness, managing emotions, personal motivation and<br />

variable depending on the sex in favour of males, the study also showed the<br />

existence of significant differences Statistical experience years to the area of<br />

self-awareness.<br />

There were no differences of statistical significance among variables due<br />

to variable of scientific qualification and size school.<br />

47


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

مقدمة:‏<br />

يعدّ‏ الذكاء االنفعايل ‏صمامً‏ ا مهمًا لضمان تطبيق اآلية االإدارة املدرسية،‏ واالإدارة<br />

الصفية،‏ وركنًا اأساسيًا يف ‏شخصية املعلم كقائد،‏ ذلك الأن القائد الناجح هو القائد القادر<br />

على اإدارة انفعاالته،‏ وفهمه لها يعني فهمه للعمل االإداري داخل املؤسسة)املدرسة(،‏ وداخل<br />

غرفة الصف،‏ والذكاء االنفعايل هو اإدارة املعلم القائد لعاطفته بشكل ‏سليم واإيجابي،‏ وبه<br />

تتجلى قدرته على السيادة الكاملة على الذات،‏ واإدارة العاطفة هي خالصة معرفتنا بذواتنا،‏<br />

والقدرة على حل املشكالت مع الذات ومع االآخرين،‏ وامتالك السبل املتعددة واملختلفة<br />

للتعامل معها،‏ واملرونة الكاملة يف التعامل مع االأحداث،‏ وتفهم دوافعنا الذاتية ودوافع<br />

االآخرين،‏ وتوليد احلاالت النفسية وحتفيزها على النجاح يف االأشياء،‏ والقيام بها بتوقع<br />

وتسلسل وتدرج وجناح،‏ ومن جوانب احلكم على قدرات القائد،‏ مالحظة انفعاالته املتفاعلة<br />

مع منط اإدارته وطريقتها.‏<br />

و الذكاء الوجداين كما يراه (2001 , Miller (Bourey & ميثل ‏شكال متكامال من ذكائنا<br />

العام،‏ فبينما يحتاج الناس اإىل قدر من معامل )Q I( الذكاء،‏ لكي يترصفوا بطريقة جيدة،‏<br />

فاإن الذكاء االنفعايل هو الذي مييز القادة البارزين،‏ وهو اأيضا مييز املعلمني املتميزين.‏<br />

اإلطار النظري والدراسات السابقة:‏<br />

48<br />

الذكاء :(Intelligence)<br />

تعددت التعريفات التي تناولت الذكاء بشكل خاص،‏ وذلك تبعا للمدارس الفكرية،‏<br />

والنظريات املتعددة التي تبناها العديد من العلماء،‏ فقاموس English( Oxford<br />

)Dictionary, 2006 عرف الذكاء باإنه القدرة على اكتساب املعرفة،‏ وتطبيق املهارات،‏<br />

وعرَّفه قاموس)‏Dictionary )Word Central Student باأنه القدرة على التعلم و الفهم،‏<br />

وحل املشكالت،‏ واعترب جاردنر )1993 Gardner, ) الذكاء باأنه القدرة على حل املشكالت،‏<br />

وعرَّفه روبرت ‏سترينربغ )2000 Sternberg, ) باأنه القدرة على التكيف الذاتي مع املواقف<br />

اجلديدة نسبيا.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اأما عدس وتوق )1993( فقدَّما تعريفا خمترصا للذكاء،‏ على اأنه الشيء الذي تقيسه<br />

فحوص الذكاء،‏ وهو التعريف ذاته الذي قدمه )1923 ،)Boring, يف حني عرَّفه ‏ستودرد<br />

)Stoddard( على اأنه قدرة الفرد على القيام باالأنشطة،‏ التي تتميز بالصعوبة والتعقيد<br />

والتجريد،‏ والتوجه نحو هدف له اإبداع وقيمة اجتماعية،‏ واحلفاظ على هذه االأنشطة حتت<br />

ظروف تتطلب تركيز اجلهد ومقاومة القوى االنفعالية،‏ واعترب ‏سبريمان )Spearman( من<br />

ناحيته اأن الذكاء ليس عملية معينة كالتذكر،‏ اأو التعلم،‏ اأو االستدالل،‏ بل هو عامل عام<br />

اأو قدرة عامة،‏ تؤثر يف جميع العمليات اأو النشاطات املعرفية،‏ واعترب اأن الذكاء جوهر<br />

النشاط العقلي كله،‏ ولكنه يظهر بنسب خمتلفة،‏ وعرَّف اأندرسون )Anderson( الذكاء باأنه<br />

ذاك املظهر العقلي الذي يعرب عن القدرة على التفكري وحل املشكالت،‏ واأوضح ثورندايك<br />

)Thorndike( اأن الذكاء يتكون من جمموعة من العوامل املتعددة املنفصلة،‏ ولكنها-‏ رغم<br />

هذا االنفصال-‏ تشرتك مع بعضها يف العديد من النشاطات،‏ وقد طالب ثورندايك باستبعاد<br />

مفهوم الذكاء العام،‏ واستبداله بصورة نوعية للذكاء تعتمد تصنيفاً‏ ثالثياً:‏ الذكاء املجرد،‏<br />

والذكاء املادي،‏ والذكاء االجتماعي،‏ ويرى رميوند كاتل )Cattelle( اأن الذكاء يتكون من<br />

منطني هما:‏ الذكاء املرن الذي يعتمد على االأبنية الفيزيولوجية،‏ التي تعزز السلوك العقلي<br />

وتدعمه،‏ والذكاء املبلور الذي يتاأثر بعوامل البيئة،‏ والتعلم يف منوه وتطوره،‏ خالل مراحل<br />

النمو املختلفة.‏<br />

ويالحظ اأن عدداً‏ من العلماء،‏ واإن اختلف فهمهم للذكاء وتفسريهم له،‏ اتفقوا على اأن<br />

الذكاء ال يشكل وحدة واحدة،‏ وال يتكون من قدرة واحدة،‏ بل يتكون من جمموعة من القدرات<br />

املختلفة،‏ االأمر الذي حقق نظرة تكاملية،‏ قادت اإىل ظهور العديد من اأنواع الذكاء،‏ ومنها<br />

الذكاء االنفعايل الذي هو موضوع الدراسة،‏ فما هو الذكاء االنفعايل ؟<br />

الذكاء النفعايل Intelligence) :(Emotional<br />

ظهر مصطلح الذكاء العاطفي ‏»الوجداين«‏ يف اأوائل التسعينيات من القرن املاضي،‏ عندما<br />

نرش دان يل غوملان »Golman,D« كتابه بعنوان ‏»الذكاء االنفعايل ‏»الوجدان«:‏ ملاذا قد يكون<br />

اأكرث من نسبة الذكاء التقليدي؟.‏ ويغطي مفهوم الذكاء االنفعايل،‏ جمموعة واسعة من املهارات،‏<br />

واالستعدادات،‏ التي تخرج عن نطاق قدرات الذكاء التقليدي،‏ وميكن تعريف ذكاء الوجدان باأنه<br />

‏»القدرة على اإدراك االنفعاالت ومضمونها،‏ والتعبري عنها بشكل دقيق وتوافقي،‏ مبا يف ذلك<br />

قيم املشاعر واإنتاجها،‏ التي تسهل االأنشطة االأخرى،‏ كما يتضمن تنظيم االنفعاالت لدى الفرد<br />

واالآخرين،‏ وفهم املعلومات اخلاصة باالنفعاالت،‏ والقدرة على اإدراك هذه البنية املعرفية<br />

يف الذات واالآخرين«.‏ وبالتايل فاإن الذكاء االنفعايل يتضمن قدرة الشخص على التعرف اإىل<br />

مشاعره وانفعاالته،‏ وعلى التعامل مع املشاعر السلبية:‏ كالشعور باالإحباط،‏ وتراكم ‏ضغوط<br />

احلياة،‏ بحيث يتمكن من استخدام املشاعر وتوظيفها للوصول اإىل قرارات ‏سلمية.‏<br />

49


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

وعرَّف جوملان )Goleman,1995( الذكاء االنفعايل باأنه قدرة الفرد علي حتفيز<br />

نفسه،‏ واأن يثابر جتاه االإحباط،‏ واأن يسيطر على اندفاعه،‏ وتاأجيل رغباته،‏ كما يشمل تنظيم<br />

املزاج،‏ والقدرة علي التفكري دون الغرق يف االأحزان،‏ والتعاطف واالأمل،‏ وعرَّف يسنجر<br />

)Weisinger,1998( الذكاء على اأنه االستخدام الذكي لالنفعاالت،‏ باعتماد الفرد على اإدارة<br />

انفعاالته بنجاح،‏ لتساعده يف توجيه ‏سلوكه وتفكريه بطرق تعزز نتائجه،‏ وعرَّف جورج<br />

(2000 ‏,‏George‏)الذكاء االنفعايل على اأنه القدرة على اإدراك املشاعر من خالل التفكري،‏<br />

وفهم املعرفة االنفعالية،‏ وتنظيم املشاعر،‏ بحيث يستطيع الفرد اأن يؤثر يف مشاعر االآخرين.‏<br />

اأما ماير وسالويف Salovey.1993) ‏.‏Mayer‏)فقد & عرفا الذكاء االنفعايل على انه قدرة<br />

الفرد على اإدراك انفعاالته،‏ للوصول اإىل تعميم ذلك االنفعال،‏ ليساعده على التفكري،‏ والفهم،‏<br />

ومعرفة انفعال االآخرين،‏ بحيث يؤدي اإىل تنظيم النمو الذهني املتعلق بتلك االنفعاالت<br />

وتطويره.‏ وكما نرى يُعرف بعضهم الذكاء االنفعايل باأنه الذكاء يف تفعيل الوجدان،‏ ويعرفه<br />

اآخرون باأنه االنتباه اإىل االنفعاالت ومنطقتها،‏ اأو الوعي باملشاعر والوجدان،‏ بينما يرى<br />

اآخرون اأنه القدرة على املشاركة الوجدانية مع االآخرين.‏<br />

وال ميكن القول اإنه ال يوجد للذكاء االنفعايل عالقة بالذكاء االأكادميي Intelligent(<br />

)Quotient الذكاء العام،‏ فقد اتضح مما ‏سبق،‏ اأن الذكاء يتكون من جمموعة من العوامل<br />

التي تتداخل يف اأداء النشاطات،‏ اإضافة اإىل اأن جوملان يعترب اأن لدى الفرد عقلني هما:‏ العقل<br />

الوجداين،‏ والعقل املنطقي،‏ والتنسيق بينهما يتصف بالدميومة،‏ واأشارت بعض الدراسات<br />

اإىل اأن الذكاء العام وحده ال يضمن جناح الفرد،‏ وتفوقه،‏ واإمنا يحتاج الفرد اإىل الذكاء<br />

الوجداين،‏ الذي يعد مفتاح النجاح يف املجاالت العلمية والعملية،‏ فقد اأوضح )Golman( اأن<br />

الذكاء املعريف يسهم على اأعلى تقدير بنسبة )20 %( يف جناح الفرد يف حياته،‏ بينما تسهم<br />

العوامل االأخرى واأهمها الذكاء الوجداين بنسبة )80%(، كذلك برهنت دراسات كاتل,‏ )193(<br />

وايزنك,‏ )1967 ) وارديل ورويس)‏‎1978‎‏(،‏ على وجود ارتباط قوي بني مقاييس الشخصية<br />

باملعنيني الوجداين،‏ واملعريف،‏ ومع هذا فاإنه ليس بالرضورة ملن يوصف باأنه ذو ذكاء<br />

انفعايل مرتفع،‏ اأن يكون ‏صاحب ذكاء اأكادميي مرتفع اأيضا )Q I(، هذا اإذا ما اأخذنا بعني<br />

االعتبار نظرية الذكاء املتعدد ل جاردنر )1993(، و نستطيع القول عن الذكي انفعاليا هو<br />

من يتحكم بنفسه،‏ و بطريقة اأخرى يفهم نفسه.‏<br />

يشمل الذكاء االنفعايل مهارة التواصل الناجح مع:‏ الذات،‏ واالآخرين،‏ فالذكاء االنفعايل<br />

‏»الوجداين«،‏ يتضمن القدرة على التمييز بني مصادر االإحباط والتعامل معها،‏ وبالتايل فاإن<br />

الفرد يحافظ على واقعية تعرفه باملشكلة التي يحاول معاجلتها،‏ ويشعر اأنه ليس يف طريق<br />

مسدود،‏ كما يتضمن الذكاء االنفعايل حساسية الفرد وقدرته على فهم مشاعر االآخرين،‏<br />

وتوقع ردود فعلهم،‏ واملهارات االجتماعية الالزمة لبناء عالقات جيدة معهم،‏ مبا يف ذلك<br />

قدرة االستماع واالستيعاب واالإقناع والقيادة.‏<br />

50


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

أبعاد الذكاء االنفعالي:‏<br />

حدد غوملان يف كتابه الشهري بعنوان ‏»الذكاء االنفعايل«‏ عام 1995، اأبعادا خمسة<br />

للذكاء االنفعايل،‏ وقد وضعها يف مقياس اأسماه مقياس الكفاية االنفعالية Emotional(<br />

)efficiency حيث تقدر الكفاية االنفعالية للشخص،‏ من خالل االستجابة اإىل فقرات الختبار<br />

من قبل االآخرين،‏ ويتكون هذا االختبار من خمسة اأبعاد:‏<br />

: 1 ويعني قدرة االإنسان على فهم مشاعره،‏ وميوله،‏<br />

واجتاهاته،‏ نتيجة وعي ومتابعة وتقومي وتوجيه مستمر لها.‏<br />

: 2 ويشمل قدرة االإنسان على عرض<br />

مشاعره،‏ والتعبري عنها بطريقة مقبولة اجتماعيا،‏ بعيدة عن االستفزاز،‏ واحلدة يف<br />

اإصدار االأحكام على ‏سلوك االآخرين،‏ وبالتايل قدرة الفرد على التحكم يف مشاعره.‏<br />

: 3 ويعني قدرة االإنسان على استخدام املشاعر وتوظيفها<br />

لتحقيق االأهداف.‏<br />

: 4 ويعني قدرة االإنسان على فهم مشاعر االآخرين،‏ والتجاوب<br />

معها بدفء وحنان.‏<br />

: 5 ويشمل القدرة على التعامل مع االآخرين يف<br />

خمتلف املواقف االجتماعية،‏ ويعني ذلك التبادلية،‏ من حيث االإصغاء واالستجابة<br />

لالآخر،‏ ويف مناخ ودود وصادق.‏<br />

كما حدد ‏سالويف وماير .Mayer & Salovey اأربعة اأبعاد لذكاء الوجدان وهي:‏<br />

51<br />

. ‎1‎بعد الوعي بالذات Self- Awareness<br />

. 2 بعد اإدارة االنفعاالت Managing Emotions<br />

. ‎3‎بعد الدافعية Motivation<br />

. ‎4‎بعد التعاطف Empathy<br />

. ‎5‎بعد املهارات االجتماعية Social Skills<br />

‎1‎اإدراك . 1 املشاعر والتعبري عنها : Emotional Perception and expression<br />

ويشمل القدرة على التعرف اإىل املشاعر الشخصية،‏ ومشاعر االآخرين،‏ والقدرة على<br />

التعبري عن املشاعر بشكل دقيق ومالئم اجتماعيا.‏<br />

. ‎2‎وضوح التفكري من خالل التحكم يف املشاعر Emotional facilitation of thought<br />

وفيه تصبح املشاعر جزءا من العملية املعرفية:كاالإبداع اأو حل املشكالت،‏ اأو الذاكرة<br />

واتخاذ القرار،‏ اأي توظيف املشاعر للتاأثري يف وضوح عمليات التفكري،‏ واإضفاء املناخ<br />

االنفعايل الإدارة العقل للمشاعر.‏<br />

: 3 ويشمل االإمكانات املعرفية يف معاجلة<br />

املعلومات االنفعالية،‏ وتتضمن القدرة على الفهم من خالل استبصار العالقات<br />

بني اأنواع املشاعر املختلفة،‏ الوقوف على اأسباب هذه االنفعاالت وعواقبها،‏ وكذلك<br />

استيعاب االنفعاالت،‏ والتغريات التي حتدث حلظة االنفعاالت لدى الفرد واجلماعات.‏<br />

، 2<br />

. ‎3‎فهم االنفعاالت Emotional understanding


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

‎4‎اإدارة . 4 االنفعاالت : Emotional management وتشمل القدرة على تنظيم االنفعاالت،‏<br />

ومراقبتها وضبطها،‏ وتوجيهها لدى الشخص يف املواقف االجتماعية املتنوعة مع<br />

االآخرين،‏ وقد اأصبح هذا البعد يدرس االآن يف علم النفس،‏ فيما يطلق عليه ‏»امليتا<br />

انفعالية Met؛ Emotion اأي الوعي باالنفعاالت واإدارتها.‏<br />

وقد قسم بارون –on( 1999( Bar الذكاء النفعايل اإىل ‏سبعة اأبعاد هي:‏<br />

البعد الشخصي,‏ وبعد تكوين العالقات مع االآخرين،‏ والتكيف،‏ والتحكم يف الضغوط،‏<br />

واملزاج العام،‏ واالنطباع االإيجابي،‏ والدرجة الكلية.‏<br />

واعترب ديلوكس وهيجز Higgs1999( )Dulewics & اأن الذكاء االنفعايل يتكون من<br />

خمسة عوامل هي:‏<br />

1 الوعي بالذات:‏ معرفة الفرد ملشاعره واستخدامها يف اتخاذ قرارات واثقة.‏<br />

2 تنظيم الذات:‏ اإدارة الفرد النفعاالته بشكل يساعده وال يعوقه،‏ والقدرة على تاأجيل<br />

اأشياع احلاجات.‏<br />

3 حفز الذات:‏ استخدام الفرد لقيمه وتفضيالته العميقة ؛ الأجل حتفيز ذاته وتوجيهها<br />

لتحقيق اأهدافها.‏<br />

4 التعاطف:‏ االإحساس مبشاعر االآخرين،‏ والقدرة على فهمها،‏ وعلى اإدارة نزاعات االآخرين<br />

وانفعاالتهم.‏<br />

5 املهارات االجتماعية:‏ قدرة الفرد على قراءة واإدارة انفعاالت االآخرين،‏ من خالل ‏شبكة<br />

عالقات ناجحة،‏ والعمل يف فريق بصورة اإيجابية فاعلة.‏<br />

52<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

4 .<br />

5 .<br />

كما ذكر ليفنسون )1999, )Levinson اأبعاد الذكاء االنفعايل على النحو االآتي:‏<br />

‎1‎االإدراك . 1 االنفعايل:‏ اأي القدرة على معرفة االنفعاالت التي تشعر بها،‏ مع توضيح العالقة<br />

بني مشاعرنا،‏ وما نفكر فيه،‏ وما نفعله،‏ وما نقوله.‏<br />

‎2‎التحكم . 2 يف املشاعر:‏ وتعني اإدارة املشاعر املندفعة،‏ والتفكري الواضح.‏<br />

3 . 3 الثقة والضمري احلي:‏ اأي املحافظة على التكامل،‏ وحتمل املسئولية لالأداء الشخصي.‏<br />

4 . 4 فهم االآخرين:‏ اأي احلساسية ملشاعرهم،‏ وانفعاالتهم،‏ واآرائهم،‏ واالأخذ بها مع االهتمام<br />

النشط جتاههم.‏<br />

‎5‎احلساسية . 5 الحتياجات منو االأفراد االآخرين،‏ ومساندتهم مع تدعيم قدراتهم.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

الدراسات العربية:‏<br />

1- دراسة فاروق عثمان وحممد عبد السميع )1998(:<br />

استهدفت هذه الدراسة اإعداد مقياس للذكاء االنفعايل وتقنينه،‏ مع حتديد اأبعاده<br />

وعوامله،‏ واعتمدت الدراسة على عينة بلغ حجمها )136( طالبًا وطالبة،‏ وقد اأظهرت<br />

نتائجها:‏ اأن الذكاء االنفعايل يتكون من خمسة عوامل هي:‏ اإدارة االنفعاالت،‏ و التعاطف،‏<br />

و تنظيم االنفعاالت،‏ و املعرفة االنفعالية،‏ والتواصل االجتماعي،‏ وتعد هذه الدراسة من<br />

الدراسات االأوىل يف البيئة العربية.‏<br />

2- دراسة السمادوين )2001(:<br />

قام السيد السمادوين بدراسة موضوع الذكاء االنفعايل للمعلم،‏ وتوافقه املهني،‏ وقد<br />

هدفت الدراسة اإىل فحص العالقة بني الذكاء االنفعايل للمعلم،‏ و توافقه املهني،‏ و اأثره<br />

النسبي يف توافق املعلم املهني،‏ كما هدفت اإىل الكشف عن اأثر جنس املعلم واختصاصه<br />

االأكادميي،‏ و ‏سنوات اخلربة على الذكاء االنفعايل لديه،‏ و قد استخدم الباحث عينة قوامها<br />

)360( معلماً‏ و معلمة،‏ وتوصلت الدراسة اإىل و جود عالقة ارتباطية موجبة دالة اإحصائية<br />

بني درجات مقياس الذكاء االنفعايل للمعلم،‏ و التوافق املهني لديه يف الدرجة الكلية،‏ و<br />

الدرجات الفرعية،‏ وقد بينت النتائج اأنه ميكن التنبؤ بالتوافق املهني للمعلم،‏ و اأبعاده<br />

املختلفة،‏ من خالل درجاته على مقياس الذكاء االنفعايل يف الدرجة الكلية،‏ و اأبعاده<br />

املختلفة،‏ و كذلك اأوضحت الدراسة و جود فروق اجلنسية يف الذكاء االنفعايل و اأبعاده<br />

الفرعية بصفة عامة،‏ لصالح املعلمني،‏ كما اأظهرت الدراسة وجود فروق بني االختصاصات<br />

االأكادميية للمعلمني يف الدرجة الكلية للذكاء االنفعايل،‏ وبعد تناول العالقات فقط،‏ واأشارت<br />

النتائج اأيضا اإىل وجود تاأثري لسنوات اخلربة على الدرجة الكلية للذكاء االنفعايل،‏ و بعد<br />

التعاطف و تناول العالقات.‏<br />

3- دراسة عبد العال عجوة )2002(:<br />

هدفت الدراسة اإىل معرفة العالقة االرتباطية بني الذكاء الوجداين،‏ وكل من الذكاء<br />

املعريف،‏ والعمر والتحصيل الدراسي،‏ والتوافق النفسي،‏ وتكونت العينة من 64 طالبًا و‎194‎<br />

طالبة،‏ وقد اأشارت النتائج اإىل عدم وجود عالقة دالة اإحصائيا،‏ بني الذكاء الوجداين وكل<br />

من الذكاء املعريف،‏ والتحصيل الدراسي،‏ يف حني كشفت النتائج عن وجود عالقة دالة<br />

اإحصائيا،‏ بني الذكاء الوجداين والتوافق النفسي،‏ كما اأظهرت النتائج عدم وجود فروق بني<br />

البنني والبنات على مقاييس الذكاء الوجداين الثالثة،‏ وكذلك كشفت الدراسة عن عدم وجود<br />

فروق بني ذوي االختصاصات العلمية،‏ واالأدبية،‏ على مقاييس الذكاء الوجداين الثالثة.‏<br />

53


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

‎4‎‏-دراسة رشا الديدي )2005(:<br />

هدفت الدراسة اإىل فحص العالقة بني الذكاء االنفعايل باأبعاده املختلفة،‏ واضطرابات<br />

الشخصية،‏ وقد بلغ اإجمايل العينة )91 ) طالبا وطالبة،‏ وقد كشفت النتائج عن وجود عالقة<br />

ارتباطية دالة بني اأبعاد الذكاء االنفعايل من اإعدادها،‏ كما كشفت النتائج عن وجود عالقة<br />

ارتباطية دالة بني اأبعاد الذكاء االنفعايل وبني عدد من اضطرابات الشخصية،‏ وخلصت<br />

النتائج اإىل اأنه كلما ارتفعت معدالت الذكاء االنفعايل،‏ كلما انخفضت اضطرابات الشخصية،‏<br />

كما كشفت النتائج عن وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني الذكور واالإناث،‏ يف متوسط<br />

درجات مقياس املشاركة الوجدانية،‏ ومعاجلة العالقات الشخصية املتبادلة يف اجتاه<br />

االإناث،‏ بينما كانت الفروق يف املجموع الكلي يف اجتاه الذكور.‏<br />

‎5‎‏-دراسة زيدان والإمام )2002(:<br />

هدفت الدراسة اإىل الكشف عن العالقة بني الذكاء االنفعايل،‏ وكل من اأساليب التعليم،‏<br />

واأبعاد الشخصية،‏ وتكونت العينة من 355 طالبا وطالبة،‏ موزعني على ‏ستة تخصصات<br />

دراسية خمتلفة،‏ وقد تراوحت اأعمارهم بني 23-21، وقد طبق مقياس الذكاء االنفعايل،‏<br />

واأساليب التعليم واأبعاد الشخصية،‏ اأظهرت نتائج الدراسة وجود عالقة دالة،‏ بني الذكاء<br />

االنفعايل،‏ واأساليب التعلم،‏ وكان اأعالها ارتباطا اأسلوب التعلم احلس ‏–حركي،‏ كما وجدت<br />

عالقة موجبة دالة،‏ بني الذكاء االنفعايل واالنبساط،‏ وبينت الدراسة عالقة بني الذكاء<br />

االنفعايل والعصبية،‏ وقد بينت الدراسة وجود فروق دالة،‏ بني الطالب ذوي التخصصات<br />

املختلفة يف بعض اأبعاد الذكاء االنفعايل،‏ وكذلك يف اأساليب التعليم.‏<br />

6- دراسة عبد العظيم ‏سليمان املصدر )2007(:<br />

هدف البحث اإىل دراسة العالقة بني الذكاء االنفعايل،‏ وجمموعة من املتغريات االنفعالية<br />

متثلت يف وجهة الضبط،‏ وتقدير الذات،‏ واخلجل،‏ ومتثلت مشكلة البحث يف التساوؤل الرئيس<br />

االآتي:‏ ما عالقة الذكاء االنفعايل ببعض املتغريات االنفعالية االآتية:‏ وجهة الضبط وتقدير<br />

الذات واخلجل ؟،‏ ومتثلت فروض البحث يف ‏سبع فرضيات اأجيب من خاللها على تساوؤالت<br />

الدراسة،‏ وبلغ حجم العينة 219 طالبًا وطالبة من طالب املستوى الثالث،‏ يف كلية الرتبية<br />

بجامعة االأزهر بغزة،‏ استخدمت جمموعة من املقاييس؛ للحصول على البيانات من اأفراد<br />

العينة،‏ وهي مقياس الذكاء االنفعايل،‏ ومقياس وجهة الضبط،‏ و مقياس اخلجل،‏ ومقياس<br />

تقدير الذات،‏ كما استخدمت جمموعة الوزن النسبي النسبة املئوي،‏ وحتليل )T.test( من<br />

االأساليب االإحصائية:‏ منها اختبارات االنحدار املتعدد،‏ وقد توصل الباحث اإىل جمموعة<br />

من النتائج اأهمها:‏<br />

54


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎1‎وجود . 1 فروق ذات داللة اإحصائية بني الذكور واالإناث يف الذكاء االنفعايل لصالح<br />

الذكور.‏<br />

2 وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني مرتفعي ومنخفضي الذكاء االنفعايل يف تقدير<br />

الذات لصالح ذوي الذكاء االنفعايل املرتفع.‏<br />

3 عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني مرتفعي ومنخفضي الذكاء االنفعايل يف<br />

وجهة الضبط واخلجل.‏<br />

4 وجود تاأثري دال اإحصائيا للذكاء االنفعايل على كل من وجهة الضبط،‏ وتقدير الذات<br />

واخلجل.‏<br />

55<br />

2 .<br />

3 .<br />

4 .<br />

الدراسات األجنبية:‏<br />

-1 دراسة جوملان 1997( )Goleman, Mark<br />

هدفت الدراسة اإىل الكشف عن دور املعسكرات يف تنمية تقدير الذات،‏ والذكاء الوجداين،‏<br />

وتوضح اأهميتها يف تنمية تقدير الذات،‏ والذكاء الوجداين،‏ لدى رواد املعسكرات،‏ عن طريق<br />

تنمية االأمن البدين،‏ وبناء االأمان الوجداين،‏ وخلق ‏شعور بالهوية،‏ وتنمية الشعور باالنتماء،‏<br />

وتعزيز الكفاية،‏ وحتقيق الشعور باملهمة،‏ واإىل جانب هذا توصلت الدراسة اإىل اأنه ميكن<br />

حتقيق هذا الهدف،‏ من خالل تعاون الوالدين مع اللجنة القائمة على التدريب.‏<br />

-2 دراسة لينديل 2001( )Lindely<br />

هدفت الدراسة اإىل توضيح العالقة بني الذكاء الوجداين،‏ و بعض املتغريات ‏)الشخصية،‏<br />

االنبساطية،‏ التكيف ‏)و تكونت عينة الدراسة من 105 طالب،‏ 211 طالبة(،‏ وطبقت الدراسة<br />

قائمة جوملان للكفاءات،‏ وبعض مقاييس الشخصية،‏ وقد اأظهرت الدراسة بوساطة<br />

معامالت االرتباط )ECI( الوجدانية وجود عالقات موجبة دالة بني الذكاء الوجداين،‏ و<br />

بعض املتغريات الشخصية ‏)االنبساطية(‏ كفاءة الذات،‏ تقدير الذات،‏ التفاوؤل،‏ ووجهة الضبط<br />

الداخلية والتكيف(‏ بينما توجد عالقة ‏سالبة دالة مع ‏سمة العصبية،‏ كما اأظهرت الدراسة<br />

اأيضا اأنه ال توجد فروق دالة بني الطلبة و الطالبات يف الذكاء الوجداين.‏<br />

‎3‎‏-دراسة 2004( )Burbach, Mark<br />

تناولت الدراسة اأثر تطبيق مقياس الذكاء االنفعايل للتنبؤ باأساليب القيادة املختلفة،‏ وقد<br />

فُ‏ حص اأثر االأسلوب القيادي املعتدل،‏ واالجتاه املعريف الداخلي واخلارجي،‏ وطُ‏ بق املقياس على<br />

694 من القادة،‏ حيث تبني وجود عالقة بني اأمناط القيادة كاملة والذكاء االنفعايل،‏ اإضافة<br />

اإىل مفهوم الذات والتصورات الذاتية،‏ ووجود عالقة بني الذكاء االنفعايل والقيادة التحويلية.‏


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

‎4‎‏-دراسة 2005) Elizabeth, (Stubbs,<br />

قام الباحث بدراسة العالقة بني كفاءة الذكاء االنفعايل لدى قائد الفريق،‏ ومستويات<br />

الذكاء االنفعايل لدى الفريق،‏ وبني واالأداء اجلماعي،‏ وافرتضت الدراسة اأن كفاءة الذكاء<br />

االنفعايل لدى القائد تؤثر على مستويات الذكاء االنفعايل لدى املجموعة كلها،‏ واأن هناك<br />

تاأثريا اإيجابيا على فعالية الفريق،‏ وقد جمعت البيانات من )477( فردا،‏ واأظهرت النتائج<br />

اأن هناك داللة ايجابية للذكاء االنفعايل لدى قائد الفريق،‏ على اأداء املجموعة.‏<br />

-5 دراسة(‏‎2006‎ (Gottleib, Michael<br />

بينت الدراسة اأن تسارع التكنولوجيا،‏ والعوملة،‏ والتغري الدميغرايف جعلت احلاجة<br />

ملحة اإىل قيادة قادرة على مواجهة حتديات القرن احلادي والعرشين.‏ كما اأوضحت اأنه<br />

بعد التدقيق يف ممارسات القيادة،‏ وجد اأن ما نسبته من ٪ 40 اإىل ٪ 90 من جهود التغيري<br />

التنظيمي لديها،‏ باءت بالفشل،‏ واأن التعلم التنظيمي،‏ واتباع نهج النظم،‏ واإدارة التغري<br />

برزت كوسائل ملعاجلة عدم االستقرار،‏ كما اأن تعزيز التعليم،‏ والقيادة االإنسانية،‏ وتطوير<br />

ثقافة املؤسسة اأساس لهذه االأمور،‏ وقد كان الغرض االأساسي من الدراسة هو معرفة الذكاء<br />

االنفعايل لدى القيادة االإنسانية،‏ وعالقتها بفرق التعلم التنظيمي،‏ وقد ‏شملت عينة الدراسة<br />

31 مديرا،‏ وقائد فريق من العاملني يف الصناعات الدفاعية،‏ وقد وجدت الدراسة اأن هناك<br />

عالقة ذات داللة اإحصائية بني الذكاء االنفعايل والتعلم التنظيمي.‏<br />

تعقيب:‏<br />

يتضح من الدراسات التي عرضت،‏ اأنها تناولت الذكاء االنفعايل،‏ وجماالته،‏<br />

وخصائصه،‏ وحتديد اأبعاده،‏ كما تناولت الذكاء االنفعايل،‏ وعالقته مع متغريات اجلنس،‏ و<br />

التحصيل،‏ واالضطرابات الشخصية،‏ واأساليب التعلم،‏ واأبعاد الشخصية،‏ وقد كان هناك قلة<br />

يف الدراسات التي تتناول الذكاء االنفعايل لدى املعلمني،‏ لهذا يحاول البحث التعرف على<br />

الذكاء االنفعايل،‏ واأبعاده لدى املعلمني،‏ وتاأثري متغريات اجلنس،‏ و حجم املدرسة،‏ واملؤهل<br />

العلمي وسنوات اخلدمة.‏<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

يعدّ‏ الذكاء االنفعايل من اأهم املكونات للقدرات واملهارات،‏ التي جتعل املعلم قادرا<br />

على التعامل مع املواقف اليومية والضغوط التي يتعرض لها،‏ كما اأنه دافع اأساسي نحو<br />

56


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

النجاح،‏ فهو يجعل املعلم قادراً‏ على فهم ذاته واإدراكه للمحيط والتعامل معه،‏ وبالتايل<br />

تتطور لديه اآلية متجددة،‏ الستثمار الطاقات الذاتية بناء على اأهداف واضحة مدفوعة بجهود<br />

حقيقية،‏ ملقاومة العقبات واكتساب اخلربات،‏ والذكاء االنفعايل يتجلى يف ممارسات تعرب<br />

عن ‏شكل االإدارة ومنطها،‏ واالأسلوب الذي يتبعه املعلم داخل غرفة الصف،‏ ومن خالل ما مت<br />

عرضه،‏ ومن خالل االطالع على الدراسات املحلية،‏ نرى ‏رضورة البحث يف موضوع الذكاء<br />

االنفعايل وجماالته بشكل اأوسع واأشمل،‏ وحتديداً‏ يف البيئة الرتبوية الفلسطينية،‏ ومن هنا<br />

تتشكل مشكلة البحث احلايل،‏ يف الكشف عن درجة الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس<br />

وكالة غوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني يف حمافظة نابلس،‏ ملا للموضوع من اأهمية<br />

يف حتديد االأسس التدريبية التطويرية الالزمة للمعلمني.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

ميكن اإيجاز اأهمية الدراسة بالنقاط االآتية:‏<br />

‎1‎تهتم . 1 الدراسة يف درجة الذكاء االنفعايلّ،‏ لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني<br />

يف حمافظة نابلس،‏ وهي االأوىل التي تقيس هذا املوضوع يف مدارس وكالة الغوث.‏<br />

‎2‎‏ستعطي . 2 الدراسة تصوراً‏ واضحاً‏ عن واقع الذكاء االنفعايلّ‏ لدى معلمي وكالة الغوث،‏<br />

االأمر الذي ‏سيدفع املسؤولني واملعنيني بالساأن الرتبوي،‏ اإىل االإعداد لربامج االإثراء<br />

والتدريب املتعلقة يف هذا املجال.‏<br />

‎3‎‏ستسهم . 3 الدراسة يف حتديد متغريات اجلنس،‏ واملؤهل العلمي،‏ وعدد املعلمني على درجة<br />

الذكاء االنفعايل لدى املديرين يف املدارس التابعة لوكالة الغوث يف حمافظة نابلس.‏<br />

‎4‎‏ستفتح . 4 الدراسة الباب لدراسة الذكاء االنفعايل من جوانب متعددة،‏ وسيكون لها اأثر يف<br />

ميالد بحوث اأخرى.‏<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

‏سعت الدراسة اإىل حتقيق عدد من االأهداف على النحو االآتي:‏<br />

1 التعرف اإىل درجة الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني<br />

يف حمافظة نابلس.‏<br />

2 بحث اأثر متغريات اجلنس،‏ و حجم املدرسة،‏ واملؤهل العلمي،‏ وسنوات اخلدمة،‏ على درجة<br />

الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس.‏<br />

57<br />

1 .<br />

2 .


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

أسئلة الدراسة:‏<br />

‎1‎ما . 1 درجة الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف<br />

حمافظة نابلس؟<br />

‎2‎هل . 2 هناك فروق ذات داللة اإحصائية يف درجة الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس<br />

وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس،‏ تعزى ملتغريات اجلنس،‏ وحجم<br />

املدرسة،‏ واملؤهل العلمي،‏ وسنوات اخلدمة ؟<br />

فروض الدراسة:‏<br />

‏سعت الدراسة اإىل فحص الفرضيات الصفرية االآتية:‏<br />

‎1‎ال . 1 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )0.05 α (، يف درجة الذكاء<br />

االنفعايل،‏ لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس،‏ تعزى<br />

ملتغري اجلنس.‏<br />

‎2‎ال . 2 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )0.05 α (، يف درجة الذكاء<br />

االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس،‏ تعزى<br />

ملتغري حجم املدرسة.‏<br />

‎3‎ال . 3 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )0.05 α (، يف درجة الذكاء<br />

االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس،‏ تعزى<br />

ملتغري املؤهل العلمي.‏<br />

‎4‎ال . 4 توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )0.05 α (، يف درجة الذكاء<br />

االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس،‏ تعزى<br />

ملتغري ‏سنوات اخلدمة.‏<br />

حمددات الدراسة:‏<br />

) مدرسة.‏<br />

58<br />

•<br />

املحدد املكاين:‏ مدارس وكالة الغوث يف حمافظة نابلس والبالغ عددها)‏‎12‎<br />

‏•املحدد البرشي:‏<br />

جميع املعلمني العاملني يف املدارس املحددة يف املحدد املكاين.‏<br />

‏•املحدد الزماين:‏ اأجريت هذه الدراسة يف الفصل الثاين من العام الدراسي 2008-2007 .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

مصطلحات الدراسة:‏<br />

الذكاء النفعايل:‏<br />

الذكاء االنفعايل مييز االأفراد الذين يحاولون التحكم يف مشاعرهم،‏ ومراقبة مشاعر<br />

االآخرين،‏ وتنظيم انفعاالتهم وفهمها،‏ وهذا ميكنهم من استخدام اسرتاتيجيات جيدة للتحكم<br />

الذاتي يف املشاعر واالنفعاالت.‏ ‏سالويف واآخرون )125-159 al, ,1995 (Salovey et<br />

التعريف الإجرائي:‏<br />

درجة استجابة املعلمني على استبانة الذكاء االنفعايل.‏<br />

وكالة الغوث:‏<br />

هي منظمة اأممية ترشف على رعاية الالجئني الفلسطينيني يف خمتلف املجاالت،‏<br />

ومنها التعليمية يف الضفة والقطاع،‏ ودول الطوق،‏ اأسست يف العام 1949.<br />

الطريقة واإلجراءات:‏<br />

منهج الدراسة:‏<br />

استخدم الباحث املنهج الوصفي التحليلي،‏ لوصف الظاهرة موضوع الدراسة،‏ وحتليل<br />

بياناتها.‏<br />

اجملتمع األصلي للدراسة:‏<br />

يشمل املجتمع االأصلي للدراسة جميع املعلمني يف مدارس وكالة الغوث يف حمافظة<br />

نابلس،‏ والبالغ عددهم )298( معلما ومعلمة.‏<br />

الجدول )1(<br />

توزيع مجتمع الدراسة تبعا لمتغير المدرسة<br />

عدد املعلمات<br />

املدرسة عدد املعلمني املدرسة 13<br />

بنات نابلس االأساسية 14 ذكور نابلس االأساسية 23<br />

بنات رقم 1 االأساسية 22 ذكور رقم 1 االأساسية 29<br />

بنات بالطة االأساسية االأوىل 32 ذكور بالطه االأساسية االأوىل 30<br />

بنات بالطة االأساسية الثانية 26 ذكور بالطه االأساسية الثانية 32<br />

بنات عسكر االأساسية االأوىل 24 ذكور عسكر االأساسية االأوىل 25<br />

بنات عسكر االأساسية الثانية 28 ذكور عسكر االأساسية الثانية 298<br />

املجموع الكلي 59


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

عينة الدراسة:‏<br />

تكونت عينة الدراسة من )40 %( من املجتمع االأصلي،‏ حيث بلغ حجم العينة اإىل<br />

)120 ) معلما ومعلمة،‏ اختريوا بطريقة عشوائية،‏ وقد اسرتجعت )115 ) استبانة منها.‏<br />

أداة الدراسة:‏<br />

اطَّ‏ لع الباحث على جمموعة من مقاييس الذكاء االنفعايل،‏ التي تستخدم لقياس الذكاء<br />

االنفعايل وجماالته،‏ ومن تلك املقاييس جوملان )1995(، عثمان وعبد السميع )1998(،<br />

وزيدان واالإمام )2002(، وصمنِّمت فقرات االأداة حيث بلغت )43( فقرة موزعة على )5(<br />

جماالت.‏<br />

الجدول )2(:<br />

توزيع مجاالت األداة وعدد الفقرات<br />

عدد الفقرات<br />

البعد<br />

7<br />

الوعي الذاتي<br />

7<br />

اإدارة االنفعاالت والتنظيم الذاتي<br />

9<br />

الدافعية الشخصية<br />

8<br />

التعاطف مع االآخرين<br />

12<br />

املهارات االجتماعية<br />

43<br />

املجموع<br />

صدق األداة:‏<br />

عرضت االأداة على )5( حمكمني،‏ وقد اأجمعوا على الفقرات األ )43( بعد اأن حذفت )3(<br />

فقرات،‏ ثم طبقت االأداة على عينة من )20( معلماً‏ ومعلمة،‏ وحُ‏ ‏سب معامل ارتباط بريسون،‏<br />

ملجاالت االأداة،‏ والدرجة الكلية،‏ حيث كانت دالة على كافة املجاالت.‏<br />

ثبات األداة:‏<br />

حُ‏ ‏سب معامل الثبات ‏)كورنباخ الفا ) لكافة املجاالت وللدرجة الكلية حيث بلغ ثبات<br />

االأداة 0.81( .)<br />

املعاجلة اإلحصائية:‏<br />

1 التكرارات واملتوسطات احلسابية والنسب املئوية.‏<br />

1 .<br />

‎2‎اختبار . 2 ت لداللة الفروق sample( ) T. test independent<br />

‎3‎حتليل 3. التباين االأحادي ANOVA( ،)One Way ثم تال ذلك اختبار ‏شيفيه “sheffe”<br />

الإيجاد الفروق بني املتوسطات..‏<br />

4 معامل ارتباط بريسون.‏<br />

5 معامل ارتباط كرونباخ الفا.‏<br />

60<br />

4 .<br />

5 .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الرقم<br />

نتائج الدراسة:‏<br />

اأوال:‏ النتائج املتعلقة بالسؤال االأول:‏<br />

ما درجة الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف<br />

حمافظة نابلس ؟<br />

من اأجل االإجابة عن السؤال استخدمت املتوسطات احلسابية،‏ والنسب املئوية لكل<br />

جمال من جماالت الذكاء االنفعايل،‏ وللدرجة الكلية،‏ كما هو مبني يف اجلداول:‏ )3( و)‏‎4‎‏(‏<br />

و)‏‎5‎‏(‏ و)‏‎6‎‏(‏ و)‏‎7‎‏(‏ واجلدول )8( يبني ترتيب املجاالت تبعًا للدرجة.‏<br />

ومن اأجل تفسري النتائج اعتمدت النسب املئوية االآتية:‏<br />

)%80 فاأكرث درجة فاعلية كبرية جداً‏ ) )%59.5-50 درجة فاعلية قليلة (.<br />

)%70- %79.5 درجة فاعلية كبرية ) ‏)اقل من %50 درجة فاعلية قليلة جداً‏ (.<br />

)%69.5-60 درجة فاعلية متوسطة (.<br />

الجدول )3(:<br />

المتوسطات الحسابية والوزن النسبي لكل فقرة من فقرات المجال األول ‏)الوعي بالذات(:‏<br />

Self –Awareness<br />

الفقرة<br />

61<br />

1<br />

لدى وعي مبا اأشعر به<br />

متوسط<br />

الستجابة<br />

3.72<br />

الوزن<br />

النسبي<br />

74.55<br />

2<br />

اأفهم اإىل اأي درجة تؤثر مشاعري على ‏سلوكي واأدائي<br />

84.61<br />

4.23<br />

3<br />

لدي فكرة جيدة عن نقاط القوة والضعف يف ‏شخصيتي<br />

84.24<br />

4.21<br />

4<br />

اأحلل االأشياء التي حتدث يل واعكسها على االأشياء التي حدثت بالفعل<br />

80.61<br />

4.03<br />

5<br />

لدي استعداد كبري لالستفادة من االآخرين<br />

85.70<br />

4.28<br />

6<br />

ابحث عن الفرص التي تعطيني فكرة اأكرث عن نفسي<br />

82.67<br />

4.13<br />

7<br />

اأضع اأخطائي يف االعتبار<br />

الدرجة الكلية<br />

81.33<br />

81.88<br />

4.06<br />

4.09<br />

الدرجة<br />

كبرية<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

يتضح من اجلدول )3( اأن درجة الذكاء االنفعايل لفقرات جمال الوعي الذاتي،‏ كانت<br />

كبرية جدا على الفقرات )2، 6،7(، 4،5 3، حيث تراوحت النسبة املئوية لالستجابة عليها<br />

بني )81.33 %- 85.70 %(، وكانت كبرية على الفقرة )1(، حيث وصلت النسبة املئوية<br />

لالستجابة اإىل )%74.55(، وفيما يتعلق بالدرجة الكلية للمجال،‏ كانت متوسطة حيث<br />

وصلت النسبة املئوية لالستجابة اإىل)‏‎81.88‎ %(.


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

الرقم<br />

الجدول )4(:<br />

المتوسطات الحسابية والوزن النسبي لكل فقرة من فقرات المجال الثاني ‏»إدارة االنفعاالت والتنظيم الذاتي«‏<br />

الفقرة<br />

62<br />

8<br />

اأستطيع اأن احتفظ بهدوئي وقت االأزمات<br />

متوسط الستجابة<br />

الوزن النسبي<br />

66.60<br />

3.33<br />

9<br />

اأفكر برتكيز واأظل متاأمالً‏ عندما اأكون حتت ‏ضغط<br />

85.09<br />

4.25<br />

10<br />

اأنظر نظرة كلية ‏)شاملة(‏ جلميع ما اأقوم به من اأعمال<br />

78.79<br />

3.93<br />

11<br />

يثق االأفراد بي ‏)يستطيعوا االعتماد على كلياً(‏<br />

77.70<br />

3.88<br />

12<br />

اأصمم على ما اأقتنع به ‏شخصياً‏<br />

76.73<br />

3.83<br />

13<br />

اأتعامل مع الغري بصورة جيدة<br />

80.36<br />

4.01<br />

14<br />

الرقم<br />

اأكون مرناً‏ عند مواجهتي للمصاعب<br />

الدرجة الكلية<br />

76.24<br />

77.25<br />

3.81<br />

3.86<br />

15<br />

الدرجة<br />

متوسطة<br />

كبرية جدا<br />

كبرية<br />

كبرية<br />

كبرية<br />

كبرية جدا<br />

كبرية<br />

كبرية<br />

يتضح من اجلدول )4( اأن درجة الذكاء االنفعايل لفقرات جمال ‏»اإدارة االنفعاالت<br />

والتنظيم الذاتي«،‏ كانت كبرية جدا على الفقرات )9، 13(، حيث تراوحت النسبة املئوية<br />

لالستجابة عليها بني )80.36 %- 85.09 %(، وكانت كبرية على الفقرات )10،11،12،14(،<br />

حيث تراوحت النسبة املئوية لالستجابة بني )%76.24- 78.79(، وكانت متوسطة على<br />

الفقرة )8(، وفيما يتعلق بالدرجة الكلية للمجال كانت كبرية،‏ حيث وصلت النسبة املئوية<br />

لالستجابة اإىل)‏‎77.25‎ %(.<br />

الجدول )5(:<br />

المتوسطات الحسابية والوزن النسبي لكل فقرة من فقرات المجال الثالث ‏»الدافعية الشخصية«‏<br />

اأضع اأهداف ‏صعبة املنال<br />

الفقرة<br />

متوسط<br />

الستجابة<br />

الوزن<br />

النسبي<br />

76.61<br />

3.83<br />

16<br />

اأحتمل املسئولية واأحتدى املخاطر من اأجل اإجناز االأهداف<br />

73.09<br />

3.65<br />

17<br />

اأهتم بنتائج االأمور<br />

86.42<br />

4.32<br />

18<br />

ابحث عن معلومات عن كيفية حتقيق اأهدايف،وتطوير اأدائي<br />

86.67<br />

4.33<br />

19<br />

اأهتم بكل كبرية وصغرية تطلب مني.‏<br />

82.06<br />

4.10<br />

20<br />

ابحث دائماً‏ عن فرص لكي اأعمل اأشياء جديدة<br />

75.88<br />

3.79<br />

21<br />

اختار االجتاه االإيجابي حتى عندما اأواجه بعقبات<br />

81.21<br />

4.06<br />

22<br />

اأركز على النجاح اأكرث من الرتكيز على الفشل<br />

80.12<br />

4.00<br />

23<br />

ال األوم نفسي كثرياً‏ على اأخطائي الشخصية<br />

الدرجة الكلية<br />

82.67<br />

80.46<br />

4.13<br />

4.02<br />

الدرجة<br />

كبرية<br />

كبرية<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

كبرية<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا<br />

كبرية جدا


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

يتضح من اجلدول )5( اأن درجة الذكاء االنفعايل لفقرات جمال ‏»الدافعية الشخصية«‏<br />

كانت كبرية جدا على الفقرات )17، 23،22( 21،19 18، حيث تراوحت النسبة املئوية<br />

لالستجابة عليها بني )81.33 %- 86.67 %( وكانت كبرية على الفقرات )15،16،20(<br />

حيث تراوحت النسبة املئوية لالستجابة بني )%73.09- 76.61 %(، وفيما يتعلق<br />

بالدرجة الكلية للمجال فقد كانت كبرية جدا حيث وصلت النسبة املئوية لالستجابة<br />

اإىل)‏‎80.46‎ %(.<br />

الجدول )6(:<br />

المتوسطات الحسابية والوزن النسبي لكل فقرة من فقرات المجال الرابع ‏»التعاطف مع<br />

اآلخرين«‏<br />

الرقم<br />

الفقرة<br />

متوسط<br />

االستجابة<br />

الوزن<br />

النسبي<br />

الدرجة<br />

اأهتم مبشاعر وردود اأفعال االآخرين<br />

91.40 كبرية جداً‏<br />

4.57<br />

24<br />

اأحرتم الراأي االآخر و لو مل يكن يتفق مع راأي<br />

87.76 كبرية جداً‏<br />

4.38<br />

25<br />

اأنا حساس مع االآخرين<br />

87.76 كبرية جدا<br />

4.38<br />

26<br />

اأقدم املساعدة واأحاول اأن اأساعد االآخرين الإجناز اأعمالهم<br />

90.42 كبرية جداً‏<br />

4.52<br />

27<br />

اأكون مرسور لنجاح االآخرين<br />

88.36 كبرية جداً‏<br />

4.41<br />

28<br />

اأنا مستعد لتدريب وتوجيه االآخرين<br />

87.15 كبرية جداً‏<br />

4.35<br />

29<br />

اأحرتم االأفراد الذين ينتمون اإىل اأخالقيات متنوعة<br />

85.21 كبرية جداً‏<br />

4.26<br />

30<br />

اأرتبط باالأفراد املختلفني معي ارتباط كبري<br />

64.01 متوسطة<br />

3.20<br />

31<br />

الدرجة الكلية<br />

85.17 كبرية جداً‏<br />

4.25<br />

يتضح من اجلدول )6( اأن درجة الذكاء االنفعايل لفقرات جمال ‏»الدافعية الشخصية«‏<br />

كانت كبرية جدا على الفقرات )24، (، 30،29،28 27،26 25، حيث تراوحت النسبة املئوية<br />

لالستجابة عليها بني )85.21 %- %91.40(، وكانت كبرية على الفقرة )31(، حيث وصلت<br />

النسبة املئوية لالستجابة اإىل )64.01 %(، وفيما يتعلق بالدرجة الكلية للمجال،‏ كانت<br />

كبرية جدا،‏ حيث وصلت النسبة املئوية لالستجابة اإىل)‏‎85.17‎ %(.<br />

63


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

الجدول )7(:<br />

المتوسطات الحسابية والوزن النسبي لكل فقرة من فقرات المجال الخامس ‏»المهارات<br />

االجتماعية«‏<br />

الرقم<br />

الفقرة<br />

متوسط<br />

االستجابة<br />

الوزن<br />

النسبي<br />

الدرجة<br />

اأمتتع مبهارة االندماج مع االآخرين<br />

74.06 كبرية<br />

3.70<br />

32<br />

اأستطيع االتصال بفاعلية وشفافية<br />

70.42 كبرية<br />

3.52<br />

33<br />

اأنا مستمع جيد<br />

73.82 كبرية<br />

3.69<br />

34<br />

اأستطيع اأن اأقنع االآخرين بوجهه نظري.‏<br />

73.82 كبرية<br />

3.69<br />

35<br />

اأستطيع التعامل مع االأفراد املشككني باأسلوب معني<br />

72.24 كبرية<br />

3.61<br />

36<br />

اأشجع املناقشات احلرة واملتخصصة،‏ عندما تظهر<br />

االختالفات<br />

70.18 كبرية<br />

3.50<br />

37<br />

اأحل املشاكل بناء على املكسب للجميع<br />

74.67 كبرية<br />

3.73<br />

38<br />

اأبني عالقات ‏شخصية مع االآخرين<br />

76.73 كبرية<br />

3.83<br />

39<br />

اأساعد على تاأسيس مناخ اإيجابي يف العمل<br />

74.06 كبرية<br />

3.70<br />

40<br />

اأقدم منوذج جيد للجماعة مثل ‏)االحرتام،‏ املساعدة،‏<br />

التعاون )<br />

70.42 كبرية<br />

3.52<br />

41<br />

اأشجع السياسة الضابطة التي حتكم املؤسسة<br />

73.82 كبرية<br />

3.69<br />

42<br />

اأشجع املشاركة من كل فرد عندما اأعمل يف فريق<br />

73.82 كبرية<br />

3.69<br />

43<br />

الدرجة الكلية<br />

73.11 كبرية<br />

3.65<br />

يتضح من اجلدول )7( اأن درجة الذكاء االنفعايل لفقرات جمال ‏"املهارات االجتماعية"،‏<br />

كانت كبرية جداً‏ على جميع فقرات هذا املجال )32-43(، حيث تراوحت النسبة املئوية<br />

لالستجابة عليها بني )70.18 %- %74.06(، و فيما يتعلق بالدرجة الكلية للمجال،‏ كانت<br />

كبرية اأيضا،‏ حيث وصلت النسبة املئوية لالستجابة اإىل)‏‎73.11‎ %(.<br />

والإجمال النتائج قام الباحث بحساب جمموع املتوسطات،‏ والوزن النسبي،‏ والرتتيب<br />

لكل بعد من اأبعاد االستبانة،‏ واجلدول )8( يوضح ذلك.‏<br />

64


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

االأبعاد<br />

الجدول )8(:<br />

مجموع المتوسطات والوزن النسبي والترتيب<br />

املتوسط<br />

الوزن النسبي<br />

الدرجة<br />

الرتتيب<br />

2<br />

81.88<br />

4.09<br />

الوعي بالذات<br />

كبرية جدا<br />

4<br />

77.25<br />

اإدارة االنفعاالت والتنظيم الذاتي 3.86<br />

كبرية<br />

3<br />

80.46<br />

4.02<br />

الدافعية الشخصية<br />

كبرية جدا<br />

1<br />

85.17<br />

4.25<br />

التعاطف مع االآخرين<br />

كبرية جداً‏<br />

5<br />

73.11<br />

3.65<br />

املهارات االجتماعية<br />

كبرية<br />

الدرجة الكلية<br />

79.48 كبرية<br />

3.97<br />

يتضح من اجلدول )8( اأن املجال الرابع ‏"التعاطف مع االآخرين"،‏ احتل املرتبة االأوىل<br />

بوزن نسبي قدره )%85.17( بدرجة كبرية جداً،‏ يلي ذلك املجال االأول ‏"الوعي الذاتي"،‏<br />

فقد احتل املرتبة الثانية بوزن نسبي قدره )%81.88( بدرجة كبرية جدا،‏ ثم جاء املجال<br />

الثالث ‏"الدافعية الشخصية"،‏ فقد احتل املرتبة الثالثة بوزن نسبي قدره )%80.46( بدرجة<br />

كبرية جدا،‏ ثم جاء املجال الثاين ‏“اإدارة االنفعاالت والتنظيم الذاتي”،‏ فقد احتل املرتبة<br />

الرابعة بوزن نسبي قدره )%77.25( بدرجة كبرية،‏ واأخريا جاء املجال اخلامس ‏"املهارات<br />

االجتماعية"،‏ فقد احتل املرتبة اخلامسة بوزن نسبي قدره )%73.11( بدرجة كبرية.‏<br />

ثانيا:‏ النتائج املتعلقة بالفرضية األوىل ونصها:‏<br />

‏»ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α≤ 0.05(، يف درجة<br />

الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس،‏<br />

تعزى ملتغري اجلنس ‏)ذكر،‏ اأنثى(.‏<br />

وللتحقق من ‏صحة هذه الفرضية قام الباحث باستخدام اختبار test" " .T<br />

65


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

الجدول )9(:<br />

المتوسطات واالنحرافات المعيارية وقيمة ‏“ت”‏ الستبانة الذكاء االنفعالي تبعا لمتغير<br />

الجنس ‏)ذكر،‏ أنثى(‏<br />

االأبعاد<br />

اجلنس<br />

العدد<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

قيمة ‏»ت«‏<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

2.989<br />

5.448<br />

41.514<br />

38.277<br />

58<br />

57<br />

الوعي بالذات<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

دالة<br />

4.167<br />

2.096<br />

6.414<br />

29.340<br />

27.811<br />

58<br />

57<br />

اإدارة االنفعاالت<br />

والتنظيم الذاتي<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

دالة<br />

3.597<br />

3.672<br />

5.360<br />

31.277<br />

29.919<br />

58<br />

57<br />

الدافعية الشخصية<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

دالة<br />

3.139<br />

1.81<br />

5.201<br />

35.319<br />

33.189<br />

58<br />

57<br />

التعاطف مع االآخرين<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

غري دالة<br />

3.324<br />

1.85<br />

3.441<br />

38.514<br />

35.277<br />

58<br />

57<br />

املهارات االجتماعية<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

غري دالة<br />

4.232<br />

3.993<br />

5.172<br />

35.198<br />

32.894<br />

58<br />

57<br />

الدرجة الكلية<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

دالة<br />

3.691<br />

يتضح من اجلدول )9( اأن قيمة ‏“ت”‏ املحسوبة،‏ اأكرب من قيمة ‏“ت”‏ اجلدولية على<br />

الدرجة الكلية لالستبانة،‏ وعلى جماالت الوعي واإدارة االنفعاالت الذاتية،‏ والدافعية<br />

الشخصية لصالح الذكور،‏ بينما مل تكن هناك فروق ذات داللة اإحصائية على جمايل<br />

التعاطف مع االآخرين،‏ واملهارات االجتماعية.‏<br />

ثالثا:‏ النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية ونصها:‏<br />

ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α≤ 0.05( يف درجة الذكاء<br />

االنفعايل لدى معلمي وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس تعزى ملتغري حجم<br />

املدرسة.‏<br />

66


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الجدول )10(:<br />

المتوسطات واالنحرافات المعيارية وقيمة ‏»ت«‏ الستبانة درجة الذكاء االنفعالي لدى<br />

معلمي مدارس وكالة الغوث في محافظة نابلس تبعا لمتغير حجم المدرسة<br />

االأبعاد<br />

حجم املدرسة<br />

العدد<br />

املتوسط<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

قيمة ‏»ت«‏<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

1.34<br />

5.6<br />

3.5<br />

3.2<br />

40<br />

75<br />

الوعي بالذات<br />

اأقل من 25 معلم<br />

غري دالة<br />

4.1<br />

25 فاأكرث<br />

0.94<br />

6.4<br />

2.9<br />

2.7<br />

40<br />

75<br />

اإدارة االنفعاالت<br />

والتنظيم الذاتي<br />

اأقل من 25 معلم<br />

غري دالة<br />

3.8<br />

25 فاأكرث<br />

1.54<br />

5.5<br />

3.8<br />

3.5<br />

40<br />

75<br />

الدافعية الشخصية<br />

اأقل من 25 معلم<br />

غري دالة<br />

4.1<br />

25 فاأكرث<br />

1.34<br />

5.02<br />

4.1<br />

3,2<br />

40<br />

75<br />

التعاطف مع االآخرين<br />

اأقل من 25 معلم<br />

غري دالة<br />

3.8<br />

25 فاأكرث<br />

1.14<br />

5.6<br />

3.05<br />

3.2<br />

40<br />

75<br />

املهارات االجتماعية<br />

اأقل من 25 معلم<br />

غري دالة<br />

4.1<br />

25 فاأكرث<br />

1.23<br />

5.6<br />

3.47<br />

3.16<br />

40<br />

75<br />

الدرجة الكلية<br />

اأقل من 25 معلم<br />

غري دالة<br />

3.9<br />

25 فاأكرث<br />

يتضح من اجلدول )10( اأن قيمة ‏»ت«‏ املحسوبة اأقل من قيمة ‏»ت«‏ اجلدولية يف جميع<br />

االأبعاد،‏ والدرجة الكلية لالستبانة،‏ وهذا يدل على عدم وجود فروق ذات داللة اإحصائية<br />

للذكاء االنفعايل،‏ تعزى ملتغري حجم املدرسة.‏<br />

رابعا:‏ النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة ونصها:‏<br />

‏"ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α≤ 0.05(، يف درجة<br />

الذكاء االنفعايل،‏ لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس،‏<br />

تعزى ملتغري املؤهل العلمي"‏ ‏)دبلوم،‏ بكالوريوس،‏ ماجستري فاأكرث(.‏<br />

67<br />

وللتحقق من ‏صحة هذه الفرضية،‏ استخدم الباحث اأسلوب حتليل التباين االأحادي<br />

.one way ANOVA


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

الجدول )11(:<br />

المتوسطات واالنحرافات المعيارية وقيمة ‏»ف«‏ الستبانة الذكاء االنفعالي لمتغير المؤهل<br />

العلمي ‏)دبلوم،‏ بكالوريوس،‏ ماجستير فأكثر(‏<br />

االأبعاد<br />

مصدر التباين<br />

جمموع املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة ‏»ف«‏<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

0.204<br />

0.20<br />

2<br />

0.60<br />

89.47<br />

90.07<br />

الوعي بالذات<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.35<br />

112<br />

114<br />

1.587<br />

0.42<br />

2<br />

1.37<br />

46.48<br />

47.76<br />

اإدارة االنفعاالت<br />

والتنظيم الذاتي<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.18<br />

112<br />

114<br />

1.115<br />

0.43<br />

2<br />

0.13<br />

53.27<br />

53.40<br />

الدافعية<br />

الشخصية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.21<br />

112<br />

114<br />

1.424<br />

0,97<br />

2<br />

2.93<br />

45.63<br />

48.56<br />

التعاطف مع<br />

االآخرين<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.18<br />

112<br />

114<br />

0.743<br />

0.33<br />

2<br />

1.00<br />

48.71<br />

49.72<br />

املهارات<br />

االجتماعية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.192<br />

112<br />

114<br />

1.212<br />

1.02<br />

2<br />

0.30<br />

24.88<br />

25.18<br />

الدرجة الكلية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

9.76<br />

112<br />

114<br />

يتضح من اجلدول )11( اأن قيمة “ ف”‏ املحسوبة،‏ اأقل من قيمة ‏“ف”‏ اجلدولية عند<br />

مستوى داللة )0.05( على جميع جماالت الذكاء االنفعايل ‏)الوعي الذاتي،‏ اإدارة االنفعاالت،‏<br />

والتنظيم الذاتي،الدافعية الشخصية،‏ والتعاطف مع االآخرين،‏ واملهارات االجتماعية(‏<br />

والدرجة الكلية،‏ اأي اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف هذه االأبعاد تعزى ملتغري<br />

املؤهل العلمي.‏<br />

68


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

خامسا:‏ النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة ونصها:‏<br />

‏"ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α≤ 0.05( يف درجة<br />

الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس<br />

تعزى ملتغري ‏سنوات اخلدمة " دون ‎5‎‏سنوات،‏ )10-5 ) ‏سنوات،‏ اأكرث من 10 ‏سنوات(‏<br />

وللتحقق من ‏صحة هذه الفرضية،‏ استخدم الباحث اأسلوب حتليل التباين االأحادي<br />

.one way ANOVA<br />

الجدول )12(:<br />

المتوسطات واالنحرافات المعيارية وقيمة ‏»ف«‏ الستبانة درجة الذكاء االنفعالي تعزى<br />

لمتغير سنوات الخدمة<br />

االأبعاد<br />

مصدر التباين<br />

جمموع املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة ‏»ف«‏<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

3.204<br />

0.205<br />

2<br />

1.316<br />

25.415<br />

26.731<br />

الوعي بالذات<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.250<br />

112<br />

114<br />

0.362<br />

0.454<br />

2<br />

0.103<br />

39.167<br />

39.272<br />

اإدارة االنفعاالت<br />

والتنظيم الذاتي<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.339<br />

112<br />

114<br />

0.568<br />

0.403<br />

2<br />

1.251<br />

44.780<br />

46.031<br />

الدافعية الشخصية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.363<br />

112<br />

114<br />

0.818<br />

0.156<br />

2<br />

1.486<br />

53.131<br />

54.617<br />

التعاطف مع<br />

االآخرين<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.408<br />

112<br />

114<br />

0.383<br />

0.625<br />

2<br />

1.239<br />

33.389<br />

34.628<br />

املهارات<br />

االجتماعية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.383<br />

112<br />

114<br />

1.212<br />

0.510<br />

2<br />

1.486<br />

54.124<br />

55.610<br />

الدرجة الكلية<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات<br />

املجموع<br />

غري دالة<br />

اإحصائيا<br />

0.339<br />

112<br />

114<br />

69


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

يتضح من اجلدول )12( اأن قيمة ‏»ف«‏ املحسوبة،‏ اأقل من قيمة ‏»ف«‏ اجلدولية عند<br />

مستوى داللة )0.05( على جماالت ‏)الوعي الذاتي،‏ واإدارة االنفعاالت والتنظيم الذاتي،‏<br />

والدافعية الشخصية،‏ والتعاطف مع االآخرين(‏ والدرجة الكلية،‏ اأي اأنه ال توجد فروق ذات<br />

داللة اإحصائية يف هذه االأبعاد،‏ تعزى ملتغري ‏سنوات اخلدمة،‏ بينما كانت هناك فروق على<br />

جمال الوعي الذاتي،‏ ومن اأجل حتديد الفروق بني فئات ‏سنوات اخلدمة،‏ اأتبع حتليل التباين<br />

االأحادي باختبار ‏شفيه Test( )Scheffe حيث كانت الفروق بني من هم دون خمس ‏سنوات،‏<br />

وبني ‏سنوات خدمتهم 5- 10 ‏سنوات لصالح من ‏سنوات خدمتهم )5- 10 ‏سنوات(.‏<br />

مناقشة النتائج:‏<br />

اأول:‏ مناقشة النتائج املتعلقة بالشوؤال الأول ونصه:‏<br />

ما درجة الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف<br />

حمافظة نابلس ؟.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول)‏‎8‎‏(‏ اأن درجة الذكاء االنفعايل الكلية كانت كبرية،‏ حيث وصلت<br />

النسبة املئوية لالستجابة اإىل )%79.48(، ويعزو الباحث هذه النتيجة،‏ اإىل اأن الذكاء<br />

االنفعايل مرتبط يف املهارات اليومية التي اكتسبها املعلمون من احتكاكهم اليومي مع<br />

بعضهم بعضاً،‏ ومن خالل الدورات املختلفة التي يتعرضون لها،‏ االأمر الذي يجعلهم يطورون<br />

اآليات تكيفية يف التحكم يف انفعاالتهم واإدارتها،‏ وهذا عوضا عن ارتباط الذكاء االنفعايل<br />

بالقدرات الذاتية،‏ واالجتماعية للفرد،‏ والتي من خاللها يتفاعل مع حميطه االجتماعي.‏<br />

ويرى الباحث اأن حصول جمال التعاطف مع االآخرين على املرتبة االأوىل،‏ جاء<br />

منسجما مع ثقافة املجتمع الفلسطيني من جهة،‏ بصفته جمتمعاً‏ قائماً‏ على التعاون من<br />

جهة،‏ وكونه عاطفيا من جهة اأخرى،‏ وهذا االأمر نتيجة طبيعية لروح العمل اجلماعي داخل<br />

املدارس،‏ التي تشكل االأساس يف العمل الرتبوي،‏ ويرى الباحث اأنه ما زالت هناك حاجة<br />

لتطوير مفهوم الذكاء االنفعايل،‏ من خالل دورات تدريبية،‏ وبخاصة يف موضوعي الوعي<br />

الذاتي،‏ واملهارات االجتماعية.‏<br />

ثانيا:‏ مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الأوىل ونصها:‏<br />

‏"ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة ( α≤ 0.05(، يف درجة<br />

الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس"،‏<br />

تعزى ملتغري اجلنس ‏)ذكر،‏ اأنثى(.‏<br />

70


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )9( اأن قيمة ‏»ت«‏ املحسوبة،‏ اأكرب من قيمة ‏»ت«‏ اجلدولية<br />

على الدرجة الكلية لالستبانة،‏ وعلى جماالت الوعي،‏ واإدارة االنفعاالت الذاتية،‏ والدافعية<br />

الشخصية لصالح الذكور،‏ بينما مل تكن هناك فروق ذات داللة اإحصائية على جمايل<br />

التعاطف مع االآخرين،‏ واملهارات االجتماعية.‏<br />

ويرى الباحث اأن الذكور اأكرث قدرة على التعامل مع املواقف اليومية وذلك بفعل ثقافة<br />

املجتمع الذي ما زال مينح الفرصة للذكر اأكرث من منحها لالأنثى،‏ وبالتايل فقد اكتسب الذكر<br />

القدرة على اإدارة انفعاالته بشكل اكرب من االإناث بفعل ما مينحه املجتمع من امتيازات،‏<br />

وبحكم الرصيد الرتاكمي للمواقف التي اأكسبته حصانة مكنته من اإدارة انفعاالته،‏ وحفزه<br />

لنفسه للقيام باالأمور التي تهمه،‏ االأمر الذي يعني ‏رضورة االلتفات لتدريب املعلمات على<br />

كيفية اإدارة االنفعال وحث الدافعية الشخصية.‏<br />

ثالثا:‏ مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية:‏<br />

‏"ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α≤ 0.05( يف درجة<br />

الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس<br />

تعزى ملتغري حجم املدرسة"‏ ‏)اأقل من 25 معلم،‏ 25 معلم فاأكرث(.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )10( اأن قيمة ‏“ت”‏ املحسوبة تبعا ملتغري حجم املدرسة اأقل<br />

من قيمة ‏“ت”‏ اجلدولية يف جميع االأبعاد والدرجة الكلية لالستبانة،‏ وهذا يدل على عدم<br />

وجود فروق ذات داللة اإحصائية للذكاء االنفعايل تعزى ملتغري حجم املدرسة.‏<br />

ويرى الباحث اأن حجم املدرسة قد يؤثر على جمال اإدارة االنفعاالت ‏سلبا اأو اإيجابا،‏<br />

ولكن ال يؤثر حجم املدرسة على جممل الذكاء االنفعايل ودرجته الكلية،‏ ومع اأن النتائج<br />

اأظهرت عدم وجود فروق على اأي جمال من املجاالت،‏ منها اإدارة االنفعاالت حتديداً،‏ فهذا<br />

يعني اأن العالقات يسودها نوع من الهدوء واالنسجام،‏ واأن املدارس تسري وفق نظام مفهوم<br />

وواضح للجميع،‏ ال يتاأثر بزيادة عدد املعلمني.‏<br />

رابعا:‏ مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة:‏<br />

‏"ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α≤ 0.05(، يف درجة الذكاء<br />

االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس"،‏ تعزى<br />

ملتغري املؤهل العلمي ‏)دبلوم،‏ بكالوريوس،‏ ماجستري فاأكرث(.‏<br />

71


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )11( اأن قيمة ‏“ف”‏ املحسوبة،‏ اأقل من قيمة ‏“ف”‏ اجلدولية،‏<br />

عند مستوى داللة )0.05(، على جميع جماالت الذكاء االنفعايل ‏)الوعي الذاتي،‏ واإدارة<br />

االنفعاالت والتنظيم الذاتي،‏ والدافعية الشخصية،‏ و التعاطف مع االآخرين،‏ واملهارات<br />

االجتماعية(‏ والدرجة الكلية،‏ اأي اأنه ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية يف هذه االأبعاد،‏<br />

تعزى ملتغري املؤهل العلمي.‏<br />

يرى الباحث اأن اإدراك املعلمني لرضورة السيطرة على االنفعاالت،‏ وتفهم االآخرين<br />

والتحكم بردات الفعل وصقلها يف منظومة العمل الرتبوي والعالقات االجتماعية التي تشكل<br />

ذكاءه االنفعايل،‏ كان السبب يف هذه النتيجة،‏ فالكل يدرك اأهمية االإدارة الذاتية،‏ والكل<br />

يحاول الوصول اإىل اأهدافه ‏ضمن ما يراه مناسباً،‏ وبدوافع يحددها املعلم نفسه،‏ اإضافة اإىل<br />

اأن هذا النوع من الذكاء يختلف عن الذكاء االأكادميي،‏ فقد يكون هناك معلم يتفاوت مع اآخر<br />

يف مؤهله العلمي،‏ ولكن هذا ال يجعله بالرضورة متفاوتاً‏ معه بالذكاء االنفعايل.‏<br />

خامسا:‏ مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة:‏<br />

‏"ال توجد فروق ذات داللة اإحصائية عند مستوى الداللة )α≤ 0.05(، يف درجة<br />

الذكاء االنفعايل لدى معلمي مدارس وكالة غوث وتشغيل الالجئني يف حمافظة نابلس،‏<br />

تعزى ملتغري ‏سنوات اخلدمة ‏)دون ‎5‎‏سنوات،‏ )10-5 ) ‏سنوات،‏ اأكرث من 10 ‏سنوات(.‏<br />

اأظهرت نتائج اجلدول )12( اأن قيمة ‏“ف”‏ املحسوبة اأقل من قيمة ‏“ف”‏ اجلدولية عند<br />

مستوى داللة )0.05( على جماالت ‏)الوعي الذاتي،‏ واإدارة االنفعاالت والتنظيم الذاتي،‏<br />

والدافعية الشخصية،‏ و التعاطف مع االآخرين(‏ والدرجة الكلية،‏ اأي اأنه ال توجد فروق ذات<br />

داللة اإحصائية يف هذه االأبعاد،‏ تعزى ملتغري ‏سنوات اخلدمة،‏ بينما كانت هناك فروق على<br />

جمال الوعي الذاتي،‏ ومن اأجل حتديد الفروق بني فئات ‏سنوات اخلدمة،‏ اأُتبع حتليل التباين<br />

االأحادي باختبار ‏شفيه Test( ،)Scheffe حيث كانت الفروق بني من هم دون خمس ‏سنوات،‏<br />

ومن ‏سنوات خدمتهم 5- 10 ‏سنوات،‏ لصالح من ‏سنوات خدمتهم )5- 10 ‏سنوات(.‏<br />

ويرى الباحث اأن من ‏سنوات خدمتهم )5- 10( ‏سنوات اأصبحوا اأعلى تقبال للحياة<br />

املدرسية ويومياتها واملواقف الصفية املختلفة التي حتصل معهم،‏ وبالتايل اأصبحوا اأكرث<br />

قدرة على ممارسة ذكائهم االنفعايل مع املواقف التعليمية واالأنظمة املدرسية واحليثيات<br />

املتكررة التي اأصبحت جزءاً‏ من عملهم اليومي،‏ بعكس املعلمني الذين ‏سنوات خدمتهم اأقل<br />

من خمس ‏سنوات،‏ فهم ما زالوا يف بداية مشوارهم التعليمي ووحديثي العهد يف عملهم،‏ وما<br />

يرافقه من تفاصيل يحتاجون الأن يتقنوا التعامل معها انفعاليا.‏<br />

72


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

التوصيات:‏<br />

يوصى الباحث مبا ياأتي:‏<br />

‎1‎اإعطاء . 1 العديد من الدورات والتدريبات اخلاصة يف تنمية الذكاء االنفعايل للمعلمني<br />

والطلبة على حد ‏سواء.‏<br />

‎2‎االهتمام . 2 بتدريب املعلمات على نواحي اإدارة االنفعاالت وتنظيمها.‏<br />

‎3‎تشجيع . 3 االبتكارات الذاتية التي تعمق الذكاء االنفعايل لدى املعلمني.‏<br />

. 4 4 القيام باأبحاث اأخرى تتناول عالقة الذكاء االنفعايل باالأداء والتحصيل الدراسي،‏<br />

وجوانب تتعلق بالشخصية واأمناطها.‏<br />

73


درجة الذكاء االنفعالي لدى معلمي مدارس وكالة غوث<br />

وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في محافظة نابلس<br />

د.‏ حسن نبيل رمضان<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوال - املراجع العربية:‏<br />

‎1‎اأبو . 1 ناشئ،‏ منى ‏سعيد ‏)‏‎2002‎الذكاء الوجداين(‏ وعالقته بالذكاء العام واملهارات<br />

االجتماعية والشخصية ‏)دراسة عامليه(‏ املجلة املرصية للدراسات النفسية العدد<br />

)35( املجلد الثاين عرش،‏ اإبريل ‏ص -188. 145<br />

‎2‎الديري،‏ . 2 رشا )2005 ) الذكاء االنفعايل وعالقته باضطرابات الشخصية لدى عينة من<br />

طالب علم النفس،‏ جملة علم النفس العربي املعارص،‏ املجلد االأول ع)‏‎1‎‏(‏ ‏ص)‏‎113-69‎‏(.‏<br />

‎3‎السمادوين،‏ . 3 اإبراهيم )2001 ) الذكاء الوجداين والتوافق املهني للمعلم،‏ دراسة ميدانية<br />

على عينة من املعلمني واملعلمات بالتعليم الثانوي العام،‏ جملة عامل الرتبية،‏ ع )3(<br />

االأوىل ‏ص.‏‎151‎ –61<br />

‎4‎املصدر،‏ . 4 عبد العظيم ‏سليمان )2008 (، الذكاء االنفعايل و عالقته ببعض املتغريات<br />

االنفعالية لدى طلبة اجلامعة جملة اجلامعة االإسالمية،‏ ‏سلسلة الدراسات االإنسانية<br />

‏)املجلد السادس عرش(،‏ العدد االأول،‏ ‏ص - 587 ‏ص 632.<br />

‎5‎زيدان،‏ . 5 عصام و االإمام،‏ كمال ‏)‏‎2002‎الذكاء االنفعايل(‏ وعالقته باأساليب التعلم<br />

وبعض اأبعاد الشخصية لدى طالب كلية الرتبية النوعية،‏ جملة البحوث النفسية<br />

والرتبوية بجامعة املنوفية ع )3( السنة السابعة عرش ‏ص.‏ )41 - 3(<br />

‎6‎عبد . 6 الغفار،‏ اأنور )2003 ) الذكاء الوجداين واإدارة الذات وعالقتها بالتعلم املوجه ذاتيا<br />

لدى طلبة الدراسات العليا،‏ كلية الرتبية جامعة املنصورة،‏ العدد ‏)‏‎31‎‏(اجلزء الثاين ‏ص<br />

.)67-13(<br />

‎7‎عدس،عبد . 7 الرحمن وتوق،‏ حمي الدين )1993( مدخل اإىل علم النفس،ط ، 3 مركز الكتب<br />

االأردين<br />

‎8‎عجوة،‏ . 8 عبد العال )2002 ) الذكاء االنفعايل وعالقته بكل من الذكاء املعريف والعمر<br />

والتحصيل الدراسي والتوافق النفسي لدى طالب اجلامعة،‏ جملة كلية الرتبية<br />

باالإسكندرية،‏ املجلد الثالث عرش،‏ ع )1( ‏ص –250. 344<br />

) 9 الذكاء االنفعايل،‏ مفهومه،‏ قياسه،جملة<br />

. ‎9‎عثمان،‏ فاروق ورزق،‏ حممد عبد السميع)‏‎1998‎<br />

كلية الرتبية،‏ جامعة املنصورة،العدد الثامن والثالثون،‏ ‏ص)‏‎31-1‎‏(.‏<br />

74


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

ثانياً‏ - املراجع األجنبية:‏<br />

10. Boring E,G,(1923). Intelligence as the tests test it. New Republic, 35:35–37.<br />

11. Burbach, Mark E (2004) Testing the relationship between emotional<br />

intelligence and full-range leadership as moderated by cognitive style<br />

and self-concept. THE UNIVERSTIY OF NEBRASKA – LINCOLN- http://<br />

www.eiconsortium.org/dissertation_abstracts/burbach_m.htm<br />

12. Emmerling, R. J., Shanwal, V. K., & Mandal, M. K. (Eds.) (2008).<br />

Emotional intelligence: Theoretical and cultural perspectives. Nova<br />

Science Publishers.<br />

13. Gardner, H. (1993). Multiple Intelligences. New York: Basic Books.<br />

14. Goleman, D. (1995). Emotional intelligence. New York: Bantam Books.<br />

15. Goleman. D , (1997) Beyond IQ: developing the leadership Competencies<br />

of emotional Intelligence , Paper Presented of the (2’nd) International<br />

Competency Conference , London.<br />

16. Gottleib, Michael F.(2006) Humanistic Leadership: Emotional Intelligence<br />

and Team Learning, UNIVERSITY OF PHOENIX. www.eiconsortium.<br />

org/dissertation_abstracts/gottleib_m.htm.<br />

17. George , J.M. (2000) Emotions and Leadership: The role of emotional<br />

Intelligence. Human Relations , 53,8, 1027 –1055.<br />

18. Greenberg, M.T., Kusche, C.A., Cook, E.T. & Quamma, J.P. (1995).<br />

Promoting emotional competence in school-aged children: The effects of<br />

the PATHS curriculum. Development and Psychopathology, 7, -136-117.<br />

19. Gardner H. 1993. Frames of Mind: Theory of multiple intelligences.<br />

Fontana Press.<br />

20. Levenson , M. H(1999) Working with emotional Intelligence: E T C: A<br />

Revew of General Semantics ,56,1, 103 – 104.<br />

21. Mayer, J.D. & Salovey, P. (1993). The intelligence of emotional<br />

intelligence. Intelligence, 17, 442-433.<br />

22. Ruisel, I. (1992). Social intelligence: Conception and methodological<br />

problems. Studia Psychologica, 34(4-5), 281- 296.<br />

23. Salovey, P. & Mayer, J.D. (1990). Emotional intelligence. Imagination,<br />

Cognition, and Personality, 9(1993), 185-211.<br />

24. Sternberg R. J, 2000 ,. Handbook of Intelligence. Cambridge University Press.<br />

25. Stubbs, Elizabeth C.(2005) Emotional Intelligence Competencies in the Team and<br />

Team Leader: a Multi-level Examination of the Impact of Emotional Intelligence<br />

on Group Performance. CASE WESTERN RESERVE UNIVERSITY.<br />

75


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

أثر استخدام املخططات اخلوارزمية يف<br />

التحصيل،‏ ودافع اإلجناز ومفهوم الذات،‏ وقلق<br />

االختبار،‏ واالحتفاظ لدى طلبة الصف التاسع<br />

يف الفيزياء مبحافظة نابلس<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

كلية العلوم التربوية جامعة النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ فلسطين.‏<br />

77 77


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

ملخص:‏<br />

هدف هذا البحث اإىل تقصي اأثر استخدام طريقة املخططات اخلوارزمية يف حتصيل<br />

طلبة الصف التاسع يف وحدة ‏"الكهرباء املتحركة"،‏ ودافع اإجنازهم ومفهوم ذاتهم وقلق<br />

االختبار واالحتفاظ بها يف املدارس احلكومية مبحافظة نابلس.‏ ولالإجابة عن اأسئلة البحث،‏<br />

واختبار فرضياته،‏ اختريت مدارس عينة البحث قصديا،‏ واملكونة من )164( طالبا وطالبة،‏<br />

موزعني على اأربع ‏شعب اختريت عشوائيا،‏ واختريت ‏شعبتان منها ‏)شعبة ذكور،‏ وشعبة اإناث(‏<br />

بطريقة عشوائية متثالن ‏شعبتني جتريبيتني،‏ درستا الوحدة بطريقة املخططات اخلوارزمية،‏<br />

والشعبتان االأخريان درستاها بالطريقة التقليدية.‏ وطبقت على عينة البحث اأدواته املعدة<br />

الأغراضه.‏ وحللت البيانات بتحليل التباين متعدد املتغريات التابعة بطريقة هوتلنج،‏ وحتليل<br />

التباين االأحادي،‏ واختبار)ت(‏ للعينات املرتبطة،‏ واختبار ‏)ت(‏ للعينات املستقلة.‏<br />

واأظهر البحث عند مستوى داللة )0.01( النتائج االآتية:‏ توجد فروق دالة اإحصائية بني<br />

متوسطات عالمات جمموعات الطلبة يف:‏ التحصيل؛ ودافع االإجناز؛ ومفهوم الذات؛ وقلق<br />

االختبار تعزى لطريقة التدريس،‏ والفارق لصالح املخططات اخلوارزمية.‏ وتوجد فروق دالة<br />

اإحصائية بني متوسطات عالمات طالب وطالبات الصف التاسع على اختبار التحصيل،‏<br />

وكان الفارق يف املتغريات التابعة الذي يعزى لصالح االإناث.‏ وتوجد فروق دالة اإحصائية<br />

بني متوسطات عالمات الطلبة على مقاييس دافع االإجناز:‏ التوجه للنجاح،‏ والتوجه للعمل،‏<br />

واحلاجة للتحصيل،‏ والطموح االأكادميي،‏ واحلافز املعريف.‏ بينما ال توجد فروق لكل من:‏ اإعالء<br />

االأنا،‏ واحلاجة اإىل االنتماء،‏ والنزعة الوصولية-االنتهازية،‏ واالستقرار العاطفي.‏ وتوجد<br />

فروق دالة اإحصائية بني متوسطات عالمات الطلبة على مقاييس مفهوم الذات:‏ االأكادميية،‏<br />

والنفسية،‏ واالجتماعية،‏ بينما ال توجد فروق للذات اجلسمية.‏ واأظهر البحث اأنه ال توجد فروق<br />

دالة اإحصائية بني متوسطات عالمات جمموعات الطلبة على كل من:‏ مقياس دافع االإجناز،‏<br />

ومقياس مفهوم الذات،‏ ومقياس قلق االختبار تعزى للزمن،‏ اأي اأن التحسن يف بعض اأبعاد<br />

دافع االإجناز وثالثة من اأبعاد مفهوم الذات،‏ والتدين يف قلق االختبار مل يكن عابرا،‏ واإمنا<br />

احتفظ به الطلبة خالل الفرتة الواقعة بني تطبيقي االأدوات التي استمرت ‏شهراً‏ من الزمن.‏<br />

واستنادا اإىل نتائج البحث يوصي الباحث بتشجيع املعلمني على استخدام طريقة<br />

املخططات اخلوارزمية لفاعليتها الكبرية،‏ ويوصي الباحثني باإجراء مزيد من البحوث<br />

عليها،‏ واأثرها على ‏سمات ‏شخصية اأخرى.‏<br />

78


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

This study was aimed at investigating the impact of using flowcharts<br />

teaching method on immediate and Postponded scientific achievement and<br />

achievement motive, self-concept and test anxiety of(9th) grade students in<br />

Physics(Electricity) in governmental schools in Nablus governorate.<br />

To answer the questions of the study and test its hypotheses, the<br />

researcher conducted this study on subjects of the study consists of (164)<br />

males and females in public school in Nablus. The students of the study were<br />

distributed into four sections. Two sections, one for males and one for females,<br />

were chosen randomly and these two sections represented the experimental<br />

section, the two section were taught by using flowcharts, where as the other<br />

two section taught according to traditional method.<br />

The tools prepared for the purposes of this study were applied on the<br />

study sample. Data was analyzed by using Multivariate analysis of variance<br />

for multi-dependent variables by used Hotelling method to examine the<br />

impact of treatment on the dependent variables. variance analysis, and t-test<br />

for dependent and independent samples were applied.<br />

The study findings were: There were statistical significant differences<br />

between each of the following: scientific achievement, achievement motive, self<br />

concept and test anxiety of the students means towards physics, experimental<br />

and control group, in favor of experimental. There were no statistical<br />

significant differences between each of the following: scientific achievement,<br />

achievement motive, self–concept and test anxiety of the students means<br />

towards physics due to time. There were statistical significant differences<br />

between each of the following: scientific achievement, achievement motive,<br />

self concept and test anxiety means of the students means towards physics,<br />

due to gender, in favor of female. In accordance with the findings of this<br />

study it was recommended to encourage teachers adopting the flowchart<br />

method for its effectiveness, and calls the researchers to conduct further<br />

studies concerning with flowcharts teaching method.<br />

79


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

مقدمة:‏<br />

ميتاز عرصنا احلارض بنمو املعرفة االإنسانية برسعة فائقة،‏ وتتطلب حياة املجتمعات<br />

النامية واملتطورة معارف علمية تنترش برسعة كبرية يف جميع اأنحاء العامل،‏ بسبب تعدد<br />

وسائل االتصال وتطورها الهائل،‏ مما جعل مسئولية املعلمني تكرب يوما بعد يوم،‏ مما تطلب<br />

ابتكار طرائق حديثة يف تعليم العلوم،‏ بغية الوصول اإىل تعلم ذي معنى وبفاعلية عالية.‏<br />

ويعد املحتوى التعليمي ملادة العلوم عنرصا جوهريا من عنارص العملية التعليمية<br />

التعلمية،‏ الأنه يراعي اأهدافه التعليمية مبجاالتها الثالثة:‏ املعريف،‏ واالنفعايل،‏ والنفس<br />

حركي،‏ والقدرات العقلية للمتعلمني وحاجاتهم وحاجات املهمة التعليمية املستهدفة،‏ مما<br />

يسهم يف تنوع مواقف التعلم،‏ والربط بني النظرية والتطبيق،‏ وانتقال اأثر التعلم والتدريب،‏<br />

واالحتفاظ باملادة املتعلمة.‏<br />

وقد تؤدي طريقة تعليم معينة دورا فاعال يف مساعدة الطالب على تعلم موضوع معني<br />

يف العلوم،‏ بينما تكون غري فاعلة يف تعلم موضوع اآخر.‏ فمثال،‏ طريقة العرض وطريقة<br />

التدريب واملران واللعب،‏ تصلح ملساعدة الطالب على تذكر احلقائق والرموز واملهارات،‏<br />

بينما تكون غري مفيدة يف تعلم املفاهيم واملبادئ املركبة)‏Padran,1993‎‏(.‏<br />

ويصنف املحتوى الفيزيائي اإىل:‏ حقائق،‏ ومفاهيم،‏ وتعميمات،‏ ومبادئ،‏ وقواعد،‏<br />

وقوانني،‏ ونظريات.‏ ويعترب حل املسائل واأداء املهارات العلمية باأنواعها املختلفة ‏)العقلية،‏<br />

والعملية،‏ واالجتماعية(.‏ ويتفق الباحثون يف الرتبية العلمية على وجوب تدريب الطالب<br />

على التفكري املنظم باتباع خطوات ‏صحيحة ومتسلسلة،‏ والتي تعترب ‏رضورية الأداء مهمة<br />

معينة باأعلى اإتقان واأقل وقت وجهد)املهارة(،‏ اأو حل مشكالت معينة وتبسيطها عرب خطوات<br />

‏صحيحة ومنطقية متثل عمليات تفكري الطالب يف حل تلك املشكالت ‏)اخلوارزمية(.‏ وهنا<br />

تظهر العالقة بني اخلوارزمية واملهارة)‏Minicucci,1996‎‏(.‏<br />

وحدد بلقيس)‏‎1988‎‏(‏ خطوات حمددة يف تعليم املهارة،‏ تتمثل يف اجلهود التي يقوم<br />

بها املعلم بوصفه منظما للتعلم،‏ واملتعلم يسعى اإىل تلبية حاجة معينة،‏ مستعدا لبذلِ‏<br />

اجلهد والوقت الالزمني.‏ لذا،‏ يرى بلقيس اأن تعليم املهارة يهدف اإىل مساعدة الطالب يف<br />

احلصول على املعلومات واملفاهيم واملبادئ النظرية املتعلقة باملهارة املستهدفة بطريقة<br />

80


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املناقشة والعرض،‏ ومتثيل املهارة ذهنيا من خالل رسم خمططات عقلية واضحة تبني<br />

عنارصها والسياق املنطقي لتتابع خطواتها،‏ واملمارسة العملية املصحوبة بتوجيه<br />

واإرشاد وتدريب على اأداء املهارة عمليا حتت اأرشاف املعلم،‏ وتكرار املحاوالت الصحيحة<br />

املستقلة واإتقانها واإدماجها يف بنائه املعريف الذهني وتكاملها مع ما لديه من خربات<br />

Davision,1993). )Reyhner and ويتم االهتمام باستدعاء املهارة من الذاكرة بعد مرور<br />

فرتة من الزمن بطرق تذكرها،‏ ومالحظة اختالف طرق التذكر واالحتفاظ مبا يتم تعلمه<br />

من فرد الآخر،‏ فبعضهم يحفظ اآليا،‏ وبعضهم يربطها باأن يتذكر يف قالب لفظي،‏ واآخرون<br />

من خالل املمارسة العملية للمهارة اإذا اكتشفها بنفسه،‏ مع وجوب مساعدة الطالب على<br />

االحتفاظ باملهارات التي تعلمها من الفهم ‏)عبيد واملفتي،‏ 1992(.<br />

و حتُ‏ لل املهارة اأو املشكلة بخوارزمية رياضية معينة متثل اخلطوات املتتابعة يف<br />

تسلسل منطقي مرتب استنادا اإىل مفاهيم وتعميمات مناسبة ومساندة للخطوات التي توصل<br />

الطالب اإىل املهمة املطلوبة ‏)ياسني،‏‎1997‎‏(.‏ ويتضمن حتليل اخلوارزمية ‏سمات هي:‏ تنظيم<br />

اخلطوات الالزمة الأي عمل يف تتابع معني،‏ واإمكانية التدرب على كل خطوة بشكل مستقل<br />

عن اخلطوات االأخرى،‏ وتكون خمرجات كل خطوة مدخالت للخطوة التي تليها)جامعة<br />

القدس املفتوحة،‏‎1995‎ (.<br />

ومن خالل مراجعة االأدب الرتبوي وواقع تعليم العلوم عامة والفيزياء خاصة يف<br />

مدارسنا الفلسطينية يف املرحلتني االأساسية والثانوية،‏ الحظ الباحث وجود ‏ضعف يف<br />

اكتساب الطلبة الأهم املهارات العلمية يف مادة العلوم وتطبيقها،‏ ومفهوم الذات ودافع<br />

االإجناز املتدنيني وقلق االختبار املرتفع،‏ وقد يعزى ذلك اإىل الضعف الناجم عن استخدام<br />

الطريقة التقليدية يف التدريس املتبعة يف مدارسنا الفلسطينية،‏ كما اأظهرته نتائج دراسة<br />

االجتاهات الدولية يف العلوم والرياضيات التي اأجريت عام )2008( على )45( دولة<br />

يف العامل منها فلسطني،‏ وكانت نتيجة فلسطني يف املرتبة الثانية واالأربعني United(<br />

Programmes، 2007 ،)Nations Development واإختبار اأوملبيات العلوم والرياضيات<br />

الذي جتريه اليونيسكو ‏سنويا والذي طبق على )35( دولة احتلت فلسطني فيها املرتبة<br />

االأخرية)‏‎2006‎ center، .)International study ولذا،‏ ‏سعى البحث اإىل تقصي اأثر طريقة<br />

املخططات اخلوارزمية على حتصيل ودافع اإجناز ومفهوم الذات وقلق االختبار لطلبة<br />

الصف التاسع االآين واملؤجل يف الفيزياء يف املدارس احلكومية مبحافظة نابلس.‏<br />

81


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

اإلطار - النطري:‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

اُستخدمت كلمة اخلوارزمية يف القرن املاضي،‏ بشكل واسع يف اأوروبا والواليات<br />

املتحدة االأمريكية،‏ وتعني الوصف الدقيق لتنفيذ مهمة من املهمات،‏ اأو حل مساألة من<br />

املسائل،‏ واشتق الغربيون هذه الكلمة من اسم العامل العربي حممد بن موسى اخلوارزمي.‏<br />

وتستخدم كلمة خوارزميات على نطاق واسع يف علوم الرياضيات واحلاسوب،‏ اإذ تعرف<br />

باأنها:‏ جمموعة اخلطوات اأو التعليمات املرتبة لتنفيذ عمليات حسابية اأو منطقية اأو غريها<br />

بشكل تتابعي متسلسل ومنظم .)Davis,1996(<br />

وتتكون اخلوارزمية من خطوات مرتبة،‏ بعضها اإثر بعض،‏ وكل خطوة تعد بنفسها وحدة<br />

من وحدات البناء الكامل للخوارزمية،‏ ويختلف حجم هذه اخلطوات باختالف اخلوارزميات،‏<br />

واختالف االأشخاص،‏ الذين ‏سيقومون بتنفيذ تلك اخلطوات ‏)منصور وحاللشة،‏ 1992(.<br />

وعرف ‏)ياسني،‏‎1997‎‏(‏ اخلوارزمية تعريفات،‏ منها:‏ هي جمموعة خطوات متتالية<br />

تطبق على جمموعة بيانات الأداء مهمة معينة اأولهما ‏صفة التكرار يف مواقف مماثلة،‏ اأو<br />

طريقة روتينية للقيام بعمل ما،‏ اأو طريقة عمل اإجرائية منظمة اخلطوات تطبق يف مواقف<br />

مشابهة،‏ اأو الوصول اإىل نتيجة مهمة مطلوبة باإتباع خطوات منظمة اعتمادا على املفاهيم<br />

والتعميمات والقوانني والنظريات املناسبة.‏<br />

وتنبع اأهمية املخططات اخلوارزمية من فوائدها يف جمال تعليم الفيزياء،‏ منها:‏<br />

تعطي ‏صورة متكاملة للخطوات املطلوبة حلل املساألة يف ذهن املصمم التي متكنه<br />

من االإحاطة الكاملة بكل اأجزاء املساألة من بدايتها وحتى نهايتها،‏ وتساعد املعلم على<br />

تشخيص االأخطاء التي تقع عادة يف االإجراءات املتبعة يف احلل خاصة االأخطاء املنطقية<br />

منها،‏ والتي يعتمد اكتشافها على وضع التسلسل املنطقي خلطوات حل املساألة لدى املعلم،‏<br />

وتيرس له اأمر اإدخال اأي تعديالت يف اأي جزء من اأجزاء املساألة برسعة دون احلاجة الإعادة<br />

دراستها برمتها من جديد،‏ وتساعد املعلم يف املسائل التي تكرث فيها االحتماالت والتفرعات<br />

ملتابعة دقائق التسلسل الذي يعترب اأمرا ‏شاقا عليه اإذا مل يستعن مبخطط تظهر فيه خطوات<br />

احلل الرئيسة بشكل واضح،‏ وتعترب رسوم املخططات اخلوارزمية يف تصميم حلول بعض<br />

املسائل مرجعا حلل مسائل اأخرى مماثلة،‏ ومفتاحا حلل مسائل جديدة لها عالقة باملسائل<br />

القدمية املحلولة .)Duch,1995(<br />

وتصنف املخططات اخلوارزمية اإىل اأربعة اأنواع رئيسة ظهرت جميعها يف املسائل التي<br />

‏صممها الباحث لبحثه ليس بالنسبة نفسها واإمنا بنسب متقاربة،‏ وهي(‏‎2006‎ :)Wheatley,<br />

82


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎1‎خمططات . 1 التتابع البسيط:ترتب خطوات احلل لهذا النوع من املخططات،‏ بشكل ‏سلسلة<br />

مستقيمة،‏ من بداية املساألة حتى نهايته،‏ اإذ تنعدم فيها اأية تفرعات على الطريق،‏<br />

وتخلو من اأي دورانات مما هو موجود يف االأنواع االأخرى من املخططات.‏<br />

‎2‎خمططات . 2 ذات الفروع:‏ ويكون اأي تفرع يف املخطط بسبب احلاجة التخاذ قرار،‏ اأو<br />

مفاضلة بني اختبارين اأو اأكرث،‏ فيسري كل اختيار يف طريق مستقل عن االأخر.‏<br />

‎3‎خمططات . 3 الدوران الواحد:‏ نحتاج هذه املخططات الإعادة عملية اأو جمموعة من<br />

العمليات يف املساألة عددا حمدودا،‏ اأو غري حمدود من املرات.‏<br />

‎4‎خمططات . 4 الدورانات املتعددة اأو املتداخلة:‏ توجد اأكرث من حلقة دوران واحدة،‏ وتكون<br />

دورانات داخل بعضها بعضاً‏ بحيث ال تتقاطع،‏ ويوجد دورانان من هذا النوع،‏ دوران<br />

داخلي،‏ وخارجي.‏<br />

وتناول البحث احلايل موضوع ‏»الكهرباء املتحركة«‏ من علم الفيزياء بينما تناولت<br />

الدراسات والبحوث االأخرى يف جمال استخدام املخططات اخلوارزمية موضوعات يف<br />

الرياضيات،‏ وطبقت الدراسات والبحوث االأخرى يف جمتمعات غربية واأمريكية،‏ بينما<br />

طبق هذا البحث يف املجتمع الفلسطيني ومناهجه اجلديدة.‏ واقترصت الدراسات والبحوث<br />

االأخرى على متغري مستقل واحد هو طريقة التدريس،‏ ومتغريين تابعني هما:‏ التحصيل اأو<br />

االجتاهات اأو كالهما معا،‏ بينما تناول هذا البحث متغريات اأخرى:‏ متغري معدل كاجلنس<br />

الذي اأدخل يف تصميم البحث كمتغري مستقل ثانوي،‏ ومتغريات تابعة كاالحتفاظ،‏ ودافع<br />

االإجناز،‏ ومفهوم الذات وقلق االختبار.‏<br />

واأجرى ديكابريو )Decaprio,2007( دراسة تناولت استخدام املخططات اخلوارزمية<br />

مع طلبة مرحلتي التعليم االأساسي املتوسطة والعليا)الصفني السابع والثامن(،‏ ومن يعانون<br />

من ‏صعوبات التعلم،‏ ومتثيل املسائل اللفظية بالرسم.‏ واستخدم طريقة املخططات اخلوارزمية<br />

كتقنية حلل املسائل اللفظية ومسائل املنطق،‏ ومساعدة الطلبة لتطوير اأمناط التفكري املتسلسل<br />

بوضوح.‏ ويحتاج الطلبة لتفسري طريقة حلهم ملسائل ذات خطوات متعددة لتعليم زمالئهم.‏<br />

واأظهر الطلبة من خالل املخططات اخلوارزمية تطوير اأسس تصنيف البيانات واملعلومات<br />

وتخطيطها وتفسريها وتوضيحها يف جمموعات مدخالت وخمرجات وعمليات بيانات<br />

وقرارات،‏ وتعلم الطلبة طريقة مواجهة تقنيات حل مسائلهم،‏ واختيار الطريقة املثلى النهاء<br />

حل املساألة.‏ واأظهرت الدراسة اأن تدريب الطلبة على وضع خطوات املخططات اخلوارزمية<br />

بالتفصيل يساعدهم على اأداء املهمات اليومية حلصص الفيزياء،‏ ووضع املخططات السليمة،‏<br />

والعمليات الرصيحة والضمنية حلل املسائل الفيزيائية اللفظية.‏<br />

83


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

وهدفت دراسة روسبولت )Rusbult,2002( اإىل تقصي فوائد استخدام املخططات<br />

اخلوارزمية يف تعليم العلوم.‏ واأظهرت الدراسة اأن استخدام املخططات اخلوارزمية يساعد<br />

الطالب يف:‏ تصميم اأمناط حل للمشكالت املركبة،‏ واإثرائه بتفصيالت عميقة عن املادة<br />

املتعلمة،‏ وتطوير وتعميق فهمه للمادة املتعلمة،‏ واإتقان تعلمها،‏ وتسهل تعلمه وتركز<br />

انتباهه على ديناميات الظاهرة املتعلمة من خالل استخدام خمطط خاص جزئي،‏ يركز<br />

الضوء على املفاهيم املفتاحية للمادة املتعلمة.‏<br />

واأجرى دوملني )Domelen,2002( دراسة هدفت اإىل تقصي اأثر استخدام طريقة<br />

املخططات اخلوارزمية باأنواعها املختلفة بعد تكييفها من الرياضيات حلل مسائل كيميائية.‏<br />

واأظهرت الدراسة اأن طريقة املخططات اخلوارزمية مكنت الطلبة من اإتقان تقنيات استيعاب<br />

املقروء،‏ وتعميق فهمهم للمفاهيم والظواهر،‏ وساعدت املعلم يف تصميم مقررات الكيمياء<br />

عالية املستوى،‏ وحسنت تعليمها،‏ ومكنت الطلبة من احلصول على عالمات مرتفعة تصل<br />

اأحيانا اإىل درجة االإتقان،‏ وعززت توفري خربات ونشاطات ‏ساعدت الطلبة الكتساب املهارات<br />

العقلية مبستوياتها املختلفة.‏ بينما تناول البحث احلايل موضوع الكهرباء املتحركة.‏<br />

واأجرى ‏سيشمي و تيالرو Telaro,2003( )Schmi and دراسة لتقصي مدى مناسبة<br />

استخدام املخططات اخلوارزمية كاإسرتاتيجية تدريسية يف حتسني حتصيل بيولوجيا<br />

املرحلة الثانوية العليا يف اأوهايو.‏ واأظهرت الدراسة اأن اإسرتاتيجية املخططات اخلوارزمية<br />

اأدت اإىل زيادة دالة اإحصائيا يف حتصيل طلبة العينة للمفاهيم البيولوجية.‏<br />

واأجرى اسيوبو وسويبو Soyibo,2005) (Esiobu and دراسة على اأثر استخدام<br />

املخططات اخلوارزمية واخلرائط املخروطية على اأمناط تعلم الطلبة وحتصيلهم املعريف<br />

يف علمي البيئة والوراثة.‏ واأظهرت الدراسة وجود اأثر دال اإحصائيا يف التحصيل وتنوع<br />

اأمناط تعلم الطلبة للبيئة.‏<br />

اأما فرانسسكو ورفاقه al,2005) (Francisco et فقد تقصوا اأثر تكامل طرق اخلرائط<br />

املفاهيمية واخلرائط املخروطية واملخططات اخلوارزمية يف حتصيل الكيمياء العامة<br />

للصف احلادي عرش يف والية ميتشيغان.‏ واأظهرت الدراسة اأن استخدام طريقة املخططات<br />

اخلوارزمية تكاملت مع<br />

الطرق االأخرى املستخدمة يف الدراسة مما اأدى اإىل حتسن ملحوظ يف حتصيل الطلبة<br />

يف الكيمياء.‏<br />

84


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

واأجرى اأوكيبوكوال (Okebukola,2005) دراسة لتقصي فاعلية استخدام املخططات<br />

اخلوارزمية يف وصول طلبة الصف احلادي عرش اإىل التعلم ذي املعنى يف علم البيئة يف<br />

والية كاليفونيا.‏ واأظهرت الدراسة اأن استخدام املخططات اخلوارزمية اأدى اإىل اإحداث التعلم<br />

ذي املعنى للمفاهيم البيئية لدى طلبة العينة.‏<br />

واأجرى كووبال (Coopla,2006) دراسة ملقارنة اأثر استخدام اسرتاتيجيات اخلرائط<br />

املفاهيمية واخلرائط املخروطية واملخططات اخلوارزمية على حتصيل مادة كيمياء السنة<br />

اجلامعية االأوىل يف جامعة ميتشغان.‏ واأظهرت الدراسة تفوق اإسرتاتيجية املخططات<br />

اخلوارزمية على االسرتاتيجيات االأخرى املستخدمة يف الدراسة يف اإحداث زيادة دالة<br />

اإحصائيا يف حتصيل الطلبة ملادة الكيمياء.‏<br />

وتقصى هريميي و باور (2006 Bower, (Hirumi and اأثر استخدام املخططات<br />

اخلوارزمية يف تعزيز دافعية الطلبة واكتسابهم للمفاهيم متعددة االأبعاد يف اأوهايو.‏<br />

واأظهرت الدراسة اأن استخدام املخططات اخلوارزمية اأحدثت حتسنا داال اإحصائيا يف<br />

دافعية الطلبة،‏ وحتصيلهم يف مادة العلوم العامة للصف العارش.‏<br />

واأجرى اأوكيبوكوال )Okebukola,2005( دراسة تساءلت عن اأن الطالب الذي يضع<br />

املخططات اخلوارزمية اجليدة هو حال جيد للمسائل العلمية يف والية مينيسوتا.‏ واأظهرت<br />

الدراسة اأن الطالب الذي ميكنه وضع خمططات خوارزمية متطورة هو حال جيد للمسائل<br />

العلمية.‏<br />

اأما هورتن )2007 )Horton, فقد درس مدى فاعلية استخدام املخططات اخلوارزمية<br />

كطريقة تدريسية يف تعليم مفاهيم علم احلياة.‏ واأظهرت الدراسة اأن طريقة املخططات<br />

اخلوارزمية فاعلة يف اإحداث حتسن دال اإحصائيا يف حتصيل الطلبة ملادة علم احلياة.‏<br />

وتقصى جيجيدي ورفاقه al,2007( )Jegede et اأثر استخدام املخططات اخلوارزمية<br />

يف حتصيل الطلبة وقلق االختبار لديهم يف مادة االأحياء يف مينيسوتا.‏ واأظهرت الدراسة اأن<br />

الستخدام املخططات اخلوارزمية اأثراً‏ داالً‏ اإحصائيا يف زيادة حتصيل الطلبة يف االأحياء،‏<br />

وتدنياً‏ داالً‏ اإحصائيا يف قلق االختبار لديهم.‏<br />

واأجرى كليربن وجوزيف )2007 Joseph, )Cliburn and دراسة لتقصي اأثر<br />

املخططات اخلوارزمية يف اإحداث التعلم ذي املعنى للمفاهيم البيولوجية للصف العارش يف<br />

والية كاليفونيا.‏ واأظهرت الدراسة وجود اأثر دال اإحصائيا الستخدام املخططات اخلوارزمية<br />

يف اإحداث التعلم ذي املعنى للمفاهيم البيولوجية.‏<br />

85


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

مشكلة البحث وهدفه:‏<br />

توجه انتقادات عديدة اإىل االأساليب املستخدمة يف التدريس عامة،‏ وتدريس الفيزياء<br />

خاصة،‏ السيما بعد االنفجار املعريف والتقني الرسيع،مما اأوجد فجوة واسعة بني املعرفة<br />

وطريقة تدريسها،‏ اإذ ركزت اأساليب التدريس التقليدية على التعلم االستظهاري للمعلومات،‏<br />

وبصورة جمزاأة غري مرتابطة على حساب وضوح املعنى والفهم السليم كاظم وزكي)‏‎107‎‏-‏<br />

.)2003 ،103<br />

ومبا اأن تعلم املفاهيم والقوانني يقع يف ‏صلب تعلم الفيزياء،‏ والتعلم ذي املعنى<br />

هو هدف للرتبية العلمية.‏ اأدرك الباحث اأهمية تدريس املفاهيم والقوانني والنظريات<br />

الفيزيائية بشكل يسهل على الطلبة متثلها وفهمها واالحتفاظ بها،‏ على اأساس يكون فيه<br />

تكوين املفاهيم وفق نظام منطقي تكون فيه اخلربات اجلديدة مبنية على اخلربات السابقة<br />

لها ومتهد خلربات الحقة،‏ خاصة اأن تكوين املفاهيم ومنوها ال يقف عند حد معني،‏ واإمنا<br />

يزداد عمقا واتساعا كلما منا الطالب وازدادت املعارف واخلربات لديه ‏)زيتون)‏‎89-90‎‏:‏<br />

1996(، وصواحلة)‏‎1990‎‏(.‏<br />

لذا،‏ هدف البحث اإىل تقصي اأثر طريقة املخططات اخلوارزمية يف حتصيل طلبة<br />

الصف التاسع وحدة ‏»الكهرباء املتحركة«‏ من كتاب العلوم كتقنية للتغلب على ‏صعوبات<br />

تعلمها،‏ ورفع مستوى حتصيلها،‏ ملا قدمته بحوث عديدة من تدين مستوى حتصيل الطلبة<br />

يف موضوعات الفيزياء املختلفة اإىل اأبعد احلدود،‏ عامليا،‏ وعربيا وحمليا،‏ وملختلف مراحل<br />

الدراسة.‏ اإضافة اإىل،‏ اإحصائية الباحث عن مستوى طلبة الصف التاسع يف الفيزياء يف<br />

السنوات العرش االأخرية يف املدارس احلكومية مبحافظة نابلس بالرجوع اإىل ‏سجالتها،‏<br />

التي اأظهرت تدنياً‏ يف حتصيل الطلبة ملادة الفيزياء.‏ واأظهرت مقابالت قصرية اأجراها<br />

الباحث مع عدد من طلبة املدارس وطالباتها وجود قلق ‏شديد من التقدم الختبارات<br />

الفيزياء،‏ وتوقعهم الفشل اأكرث من النجاح يف تعلم الفيزياء،‏ وتدين ثقتهم باأنفسهم نحو<br />

تعلمها.‏ اإضافة اإىل نتائج امتحانات اليونيسكو يف موضوعي العلوم والرياضيات التي<br />

اأجريت قبل عامني على طلبة الصفني التاسع والعارش يف )35( دولة منها فلسطني،‏ وكانت<br />

نتائج فلسطني يف املرتبة )35( ‏)وزارة الرتبية والتعليم العايل الفلسطينية،‏ 2006(.<br />

وراأى الباحث من خالل مالحظاته،‏ ويف حدود خربته يف التعليم،‏ واطالعه على االأدب<br />

الرتبوي اأن معلم الفيزياء يف العامل عامة،‏ وفلسطني خاصة يهتم فقط بالطلبة املتفوقني،‏<br />

ويعطي الفئات االأخرى من االهتمام النزر اليسري،‏ رغم معرفته باأن كل ‏صف يحتوي طلبة ذوي<br />

اهتمامات،‏ ومشكالت ومواهب خمتلفة،‏ واأن مهمة ما قد تكون ‏صعبة جدا على بعض الطلبة،‏<br />

وسهلة على بعضهم االأخر يف الصف الواحد)زيتون،‏ 1996: ‏ص 118( و ‏)زيتون،‏ 68(. 2000:<br />

86


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

واختري الصف التاسع لتطبيق البحث،‏ الأن املخططات اخلوارزمية تعد من اأساليب<br />

التدريس التي تتطلب تفكرياً‏ منطقياً‏ جمرداً،‏ والذي يصل اإليه الطالب ‏-كما توصل اإليه<br />

بياجيه-‏ يف مرحلة العمليات املجردة ما بني)‏‎15-11‎‏(‏ ‏سنه.‏ واختريت وحدة الكهرباء<br />

املتحركة نظرا الأهمية املوضوع،‏ اإذ اإن موضوع الكهرباء املتحركة ‏شائع االستخدام يف<br />

احلياة اليومية،‏ ويف الوقت عينه يعاين الطلبة من ‏صعوبات كثرية يف تعلمه.‏<br />

ومتثلت مشكلة البحث على وجه التحديد بتقصي اأثر استخدام طريقة املخططات<br />

اخلوارزمية يف التحصيل ودافع االإجناز ومفهوم الذات وقلق االختبار لدى طلبة الصف<br />

التاسع يف الفيزياء يف املدارس احلكومية مبحافظة نابلس.‏ ولذا،‏ حاول هذا البحث االإجابة<br />

عن السؤال الرئيس التايل:‏ ما اأثر استخدام طريقة املخططات اخلوارزمية يف التحصيل<br />

ودافع االجناز ومفهوم الذات وقلق االختبار لدى طلبة الصف التاسع يف وحدة ‏»الكهرباء<br />

املتحركة«‏ من مادة العلوم واالحتفاظ باملادة املتعلمة يف املدارس احلكومية مبحافظة<br />

نابلس؟<br />

أسئلة البحث:‏<br />

حاول هذا البحث االإجابة عن االأسئلة الفرعية االآتية املنبثقة عن ‏سؤاله الرئيس،‏ وهي:‏<br />

‎1‎هل . 1 توجد فروق دالة اإحصائيا عند مستوى داللة )α =0.01 ) بني متوسطات حتصيل<br />

طلبة الصف التاسع الذين تعلموا وحدة الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات<br />

اخلوارزمية ونظرائهم الذين تعلموها بالطريقة التقليدية؟ وما نسبة املردود التعليمي<br />

يف حتصيل الطلبة العائد اإىل تدريس الفيزياء باملخططات اخلوارزمية؟<br />

‎2‎هل . 2 توجد فروق دالة اإحصائيا عند مستوى داللة)‏α =0.01 ) بني متوسطات حتصيل<br />

طالب وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة؟<br />

‎3‎هل . 3 توجد فروق دالة اإحصائيا عند مستوى داللة )α =0.01 ) بني متوسطات حتصيل<br />

طلبة الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة تعزى للتفاعل بني طريقة التدريس<br />

وجنس الطالب؟<br />

‎4‎هل . 4 توجد فروق دالة اإحصائيا عند مستوى داللة )α =0.01 ) بني متوسطات حتصيل طلبة<br />

الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الفوري واملؤجل)االحتفاظ باملادة املتعلمة(.‏<br />

‎5‎هل . 5 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات حتصيل طالب وطالبات الصف<br />

التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة؟<br />

87


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

88<br />

7 .<br />

8 .<br />

9 .<br />

10<br />

11<br />

12<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

‎6‎هل . 6 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات دافع اجناز طالب وطالبات<br />

الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة؟<br />

7 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي مفهوم الذات لطالب وطالبات الصف<br />

التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة؟<br />

8 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات قلق االختبار لطالب وطالبات<br />

الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة؟<br />

9 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات حتصيل طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس؟<br />

10 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات دافع اجناز طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس؟<br />

11 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات مفهوم ذات طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس؟<br />

12 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات قلق االختبار لدى طلبة الصف التاسع<br />

الذين تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني<br />

طريقة التدريس واجلنس؟<br />

13 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات حتصيل طلبة الصف التاسع الذين تعلموا<br />

الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى لالحتفاظ باملادة املتعلمة؟<br />

14 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات دافع اجناز طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى لالحتفاظ بتحسن<br />

دافع االجناز؟<br />

15 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات مفهوم ذات طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى لالحتفاظ بتحسن<br />

مفهوم الذات؟<br />

16 هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات قلق االختبار لطلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى لالحتفاظ بتدين قلق<br />

االختبار؟


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

فرضيات البحث:‏<br />

89<br />

حاول هذا البحث اختبار الفرضيات الصفرية االآتية عند مستوى الداللة )α=0.01(:<br />

‎1‎ال . 1 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات حتصيل طلبة الصف التاسع الذين تعلموا<br />

الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم الذين تعلموها بالطريقة<br />

التقليدية.‏<br />

‎2‎ال . 2 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات دافع اجناز طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم الذين تعلموها<br />

بالطريقة التقليدية.‏<br />

‎3‎ال . 3 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات مفهوم ذات طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم الذين تعلموها<br />

بالطريقة التقليدية.‏<br />

‎4‎ال . 4 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات قلق االختبار لطلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم الذين تعلموها<br />

بالطريقة التقليدية.‏<br />

‎5‎ال . 5 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات حتصيل طالب وطالبات الصف<br />

التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة.‏<br />

‎6‎ال . 6 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات دافع اجناز طالب وطالبات الصف<br />

التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة.‏<br />

‎7‎ال . 7 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي مفهوم الذات لطالب وطالبات الصف التاسع<br />

يف وحدة الكهرباء املتحركة.‏<br />

‎8‎ال . 8 توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات قلق االختبار لطالب وطالبات<br />

الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة.‏<br />

. 9 9 ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات حتصيل طلبة الصف التاسع الذين تعلموا<br />

الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس.‏


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

‎1010‎ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات دافع اجناز طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس.‏<br />

‎1111‎ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات مفهوم ذات طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس.‏<br />

‎1212‎ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات قلق االختبار لدى طلبة الصف التاسع<br />

الذين تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني<br />

طريقة التدريس واجلنس.‏<br />

‎1313‎ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات حتصيل طلبة الصف التاسع الذين تعلموا<br />

الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى لالحتفاظ باملادة املتعلمة.‏<br />

‎1414‎ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات دافع اجناز طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى لالحتفاظ بتحسن<br />

دافع االجناز.‏<br />

‎1515‎ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات مفهوم ذات طلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى لالحتفاظ بتحسن<br />

مفهوم الذات.‏<br />

‎1616‎ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات قلق االختبار لطلبة الصف التاسع الذين<br />

تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى لالحتفاظ بتدين قلق<br />

االختبار.‏<br />

حدود البحث:‏<br />

تتحدد نتائج هذا البحث مبحددات،‏ هي:‏ اقتصاره على عينة مكونة من اأربع ‏شعب<br />

من طلبة الصف التاسع يف املدارس احلكومية مبحافظة نابلس يف الفصل الثاين من<br />

العام)‏‎2006‎م/‏‎2007‎م(،‏ واستخدام طريقة املخططات اخلوارزمية يف تعليم وحدة<br />

‏»الكهرباء املتحركة«من كتاب العلوم املقرر من وزارة الرتبية الفلسطينية للصف التاسع،‏<br />

وتتحدد نتائجه مبدى ‏صدق االأدوات املستخدمة فيه وثباتها.‏<br />

90


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

أهمية البحث:‏<br />

تنبع اأهمية البحث من حماولته االإجابة عن االأسئلة التي تصدى لها،‏ وبخاصة اأن املسح<br />

الذي قام به الباحث بوساطة مركز املعلومات عن املواد الرتبوية يف واشنطن"‏ERIC‏”،‏<br />

وملخص اأطروحات الدكتوراة حتى اأول نيسان )2007(، ومركز اإيداع الرسائل اجلامعية<br />

يف اجلامعة االأردنية،‏ اأظهر ندرة البحوث املماثلة،‏ اأو ذات الصلة فيها عامليا وعربيا،‏ وال<br />

توجد بحوث على املستوى املحلي.‏<br />

تبني مما ‏سبق،‏ اأن استخدام طريقة املخططات اخلوارزمية لها اأهمية كربى يف<br />

جماالت عديدة،‏ منها:‏ رفد االأدب الرتبوي ذي الصلة باأساليب الرتبية احلديثة،‏ مبا يفيد<br />

الباحثني والدارسني،‏ ويفتح الباب اأمامهم ملزيد من البحوث والدراسات،‏ ويثري اهتمام<br />

املسؤولني واملرشفني على برامج املعلمني واإعدادهم قبل ويف اأثناء اخلدمة بكليات الرتبية<br />

يف اجلامعات الفلسطينية والعربية،‏ وحفز واضعي املناهج الفلسطينية والعربية الإعادة<br />

النظر يف املناهج احلالية،‏ وما يرافقها من اإعداد معلمي ومعلمات الفيزياء قبل ويف اأثناء<br />

اخلدمة،‏ واالإفادة من نتائجها وتوصياتها يف تطوير التعليم ورفع مستوى حتصيل الطلبة<br />

يف الفيزياء خاصة،‏ واملوضوعات االأخرى عامة،‏ وحتسني بعض ‏سمات الشخصية.‏<br />

التعريفات اإلجرائية ملصطلحات البحث:‏<br />

اشتمل هذا البحث على املصطلحات التالية:‏<br />

1 املادة التعليمية:املادة التعليمية متعلقة مبوضوع ‏»الكهرباء املتحركة«،‏ والواردة يف<br />

كتاب الصف التاسع للفصل الثاين من العام الدراسي)‏‎2007/2006‎‏(‏ مبدارس فلسطني<br />

احلكومية.‏<br />

2 التحصيل:‏ التقدم الذي يحرزه الطالب يف حتقيق اأهداف املادة التعليمية املستهدفة،‏ ومت<br />

قياسه اإجرائيا بعالمة الطالب على اختبار اأعده الباحث لقياس ‏»الكهرباء املتحركة«‏<br />

من علوم الصف التاسع.‏<br />

3 اختبار املعرفة القبلية:‏ جمموعة فقرات اأعدها الباحث عن املعرفة العلمية املتعلقة<br />

بالكهرباء املتحركة من الصفوف السابقة للصف التاسع،‏ للتحقق من مدى تفاوت<br />

اأفراد العينة يف املعرفة القبلية الالزمة لتعلم حمتوى وحدة الكهرباء املتحركة.‏<br />

4 التحصيل االآين:‏ مدى تقدم الطالب يف حتقيق اأهداف وحدة الكهرباء املتحركة،‏ ويقاس<br />

اإجرائيا بعالمته على اختبار التحصيل الذي تعرض له مبارشة بعد انتهاء التجربة.‏<br />

91<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

4 .


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

‎5‎التحصيل . 5 املؤجل)االحتفاظ(:‏ مدى تقدم الطالب يف حتقيق اأهداف وحدة الكهرباء<br />

املتحركة،‏ ويقاس اإجرائيا بعالمته على اختبار التحصيل الذي تعرض له بعد ‏شهر من<br />

انتهاء التجربة.‏<br />

‎6‎الطريقة . 6 التقليدية:‏ طريقة تعليم املادة التعليمية،‏ التي نص عليها دليل معلم العلوم<br />

الصادر من وزارة الرتبية الفلسطينية،وتقوم هذه الطريقة على:املناقشة الشفوية،‏<br />

واأسلوب عرض املواد التعليمية الأغراض التثبت من نتاجات التعلم،‏ وطرح اأسئلة<br />

للتقومي الصفي،‏ وواجب بيتي،‏ وينحرص دور الطالب بالتلقي واالستماع.‏<br />

‎7‎طريقة . 7 املخططات اخلوارزمية:‏ تعرف اخلوارزمية باأنها جمموعة اخلطوات االإجرائية<br />

املتتالية واملنظمة،‏ والتعليمات التي تطبق على جمموعة من البيانات اأو املعلومات<br />

الأداء مهمة معينة،‏ وتطبق يف املواقف املشابهة،‏ وتؤدي اإىل الوصول اإىل نتيجة املهمة<br />

املطلوبة باتباع خطوة خطوة اعتمادا على املفاهيم اأو التعميمات اأو القوانني اأو<br />

النظريات املناسبة،‏ لتنفيذ عمليات حسابية،‏ اأو منطقية خاصة مبسائل يف الكهرباء<br />

املتحركة الواردة يف كتاب التاسع املعتمد لدى وزارة الرتبية والتعليم الفلسطينية.‏<br />

‎8‎دافع . 8 االإجناز:‏ حالة داخلية لدى الطالب تدفعه بقوة لالنتباه للموقف التعليمي،‏ واالإقبال<br />

عليه بنشاط موجه،‏ واالستمرار فيه،‏ لتحقيق التعلم من خالل:‏ توافر ظروف مالئمة عملت<br />

على اإثارة اهتمامه مبوضوع التعلم،‏ واملحافظة على االهتمام واالنتباه املتمركز حول<br />

نشاطات التعلم املرتبطة مبوضوع التعلم واستمراريته،‏ وشجعت اإسهامه الفاعل يف<br />

حتقيق الهدف،‏ وعززت،‏ وحفزت الطالب لالإسهام يف النشاط املوجه نحو حتقق الهدف<br />

اآيو)‏Au,1998‎‏(،‏ وكيلي ورفيقها al.,1998( ،)Kelly et وقيس اإجرائيا يف هذا البحث<br />

بعالمته على مقياس دافع االإجناز املستخدم فيه.‏<br />

‎9‎مفهوم . 9 الذات العام:‏ ما يستجيب به الطالب عن ‏سؤال من اأنا؟،‏ وما يتضمنه من جوانب<br />

الذات اجلسمية واالجتماعية واالأكادميية والنفسية،‏ وقيس اإجرائيا بعالمة الطالب على<br />

مقياس مفهوم الذات.‏<br />

10 10 ‏.قلق االختبار:‏ حالة نفسية تصيب الطالب خالل التعلم واالختبار،‏ تنساأ عن خوفه<br />

الرسوب يف االختبار،‏ اأو عدم حصوله على نتيجة مرضية له،‏ ولتوقعات االآخرين منه،‏<br />

وتؤثر حالته على عملياته العقلية كاالنتباه والرتكيز والتفكري والتذكر.‏ وقيس اإجرائيا<br />

هنا بعالمة الطالب على مقياس قلق االختبار املستخدم فيه.‏<br />

92


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الطريقة واإلجراءات:‏<br />

تتضمن الطريقة واالإجراءات البنود االآتية:‏<br />

منهج البحث:‏<br />

اتبع يف هذا البحث املنهج ‏شبه التجريبي الذي يستخدم التجربة الختبار الفرضيات،‏<br />

وجمموعتني ‏ضابطة درست وحدة ‏»الكهرباء املتحركة«‏ املختارة بالطريقة التقليدية،‏<br />

وجتريبية درستها باملخططات اخلوارزمية ‏ضمن ‏سلسلة اإجراءات لضبط العوامل االأخرى<br />

غري العامل التجريبي)طريقة التدريس(،‏ بهدف تقومي اأثر طريقة املخططات اخلوارزمية يف<br />

تعليم مادة تعليمية من منهاج علوم الصف التاسع.‏<br />

جمتمع البحث:‏<br />

تكون اأفراد البحث من جميع طلبة الصف التاسع يف املدارس احلكومية مبحافظة<br />

نابلس يف الفصل الثاين للعام الدراسي)‏‎2007/2006‎‏(م،‏ البالغ عددهم )3685( طالب<br />

وطالبة منها )1881( ذكر و)‏‎1804‎‏(اأنثى،‏ موزعني يف )73( مدرسة منها)‏‎34‎‏(‏ مدرسة<br />

ذكور و)‏‎32‎‏(‏ مدرسة اإناث و)‏‎7‎‏(‏ مدارس خمتلطة،‏ و)‏‎111‎‏(‏ ‏شعب منها)‏‎51‎‏(‏ ‏شعبة ذكور<br />

و)‏‎48‎‏(‏ ‏شعبة اإناث و)‏‎12‎‏(‏ ‏شعبة خمتلطة.‏<br />

عينة البحث:‏<br />

اشتملت عينة البحث على اأربع ‏شعب،‏ ‏ضمت)‏‎164‎‏(‏ طالبا وطالبة من طلبة الصف<br />

التاسع،‏ منهم )78( طالباً،‏ و)‏‎86‎‏(‏ طالبة،‏ مكونة من جمموعتني ‏ضابطة وجتريبية.‏ وحُ‏ ‏سب<br />

الوسط احلسابي لعدد الطلبة يف الشعبة الواحدة،‏ والذي اعترب احلد االأدنى لعدد اأفراد املجموعة<br />

الواحدة يف الدراسات التجريبية ‏)عودة وملكاوي،‏ 168( 2005: الذكور،‏ و)‏‎31‎‏(‏ طالبة<br />

لشعب االإناث تقريبا.‏ واختريت املجموعة الضابطة عشوائيا من الشعب االأربع املوجودة يف<br />

املدرسة،‏ واشتملت ‏شعبة الذكور على)‏‎42‎‏(‏ طالبا،‏ وشعبة اإناث واختريت عشوائيا من الشعب<br />

الثالثة املوجودة يف املدرسة واشتملت على )40( طالبة.‏ اأما املجموعة التجريبية فمكونة<br />

من ‏شعبة ذكور)‏‎36‎‏(‏ طالبا اختريت عشوائيا من الشعبتني املوجودتني يف املدرسة،‏ وشعبة<br />

اإناث اختريت عشوائيا من الشعب الثالثة املوجودة يف املدرسة وتاألفت من)‏‎46‎‏(‏ طالبة.‏<br />

واختريت املدارس بطريقة قصدية نظرا ملا اأبدت اإداراتها واملعلمون املعنيون فيها<br />

ترحيب وتعاون يف تطبيق البحث يف مدارسهم،‏ وسهولة االتصال مع الطلبة واملعلمني<br />

واإمكانية التطبيق واملتابعة،‏ وتنفيذ اإجراءاته بدقة،‏ واختريت املجموعتان الضابطة<br />

والتجريبية بطريقة عشوائية.‏<br />

93


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

املادة التعليمية وفق طريقة املخططات اخلوارزمية:‏<br />

قسم الباحث املادة التعليمية اإىل قسمني،‏ هما:‏<br />

الأول:‏ املادة التعليمية التمهيدية:‏ وتتناول جماالت عامة ال تخص الفيزياء<br />

فقط،‏ لتدريب الطلبة على كيفية استخدام املخططات اخلوارزمية بصورة عامة،‏ واالإفادة<br />

منها بشكل جيد لبيان الرموز املستخدمة يف هذه املخططات،‏ وكيفية تتبع املسارات<br />

اخلاصة بكل منها،‏ وفق جدول زمني معد مسبقاً‏ قبل الرشوع بتنفيذ املخططات الرئيسة<br />

بوحدة الكهرباء املتحركة املنتقاة من منهاج علوم التاسع املقرر من وزارة الرتبية والتعليم<br />

الفلسطينية.‏<br />

الثاين:‏ املادة التعليمية املشتملة على وحدة الكهرباء املتحركة:‏<br />

موزعة على )11( درساً‏ غطتها )33( حصة ‏صفية،‏ لكل منها خمططاتها اخلاصة املناسبة،‏<br />

واالأهداف اخلاصة بها.‏ وقام الباحث بتحضري املادة التعليمية تبعا لطريقة املخططات<br />

اخلوارزمية ‏ضمن خطة زمنية حمددة،‏ بعد حتليل وحدة الكهرباء املتحركة ووضع جدول<br />

مواصفات لها،‏ وحددت منه االأهداف املراد حتقيقها مبستوياتها املختلفة.‏ واشتمل كل<br />

درس على ثالثة اأقسام:‏ االأول ‏شمل اأهم املفاهيم واملبادئ والتعميمات والقوانني،‏ والثاين<br />

‏ضم االأهداف السلوكية املستهدفة من وراء تدريس كل درس منها،‏ والثالث ‏ضم طريقة<br />

التدريس املقرتحة تبعا للمخططات اخلوارزمية التي اأعدها الباحث خصيصا ملادة الكهرباء<br />

املتحركة والوسائل املستخدمة وطريقة التنفيذ.‏ واأعدت مذكرات خاصة باحلصص الصفية<br />

الالزمة لتعليم وحدة الكهرباء املتحركة.‏<br />

ومت التحقق من ‏صدق املادة التعليمية باملحكمني،‏ والتحقق من ثباتها من خالل<br />

عرضها على جلنة حمكمني متخصصني،‏ زودوا باملخططات اخلوارزمية املعدة من وحدة<br />

الكهرباء املتحركة،‏ وطلب منهم اإبداء مالحظاتهم حول ‏صحة املخططات املعدة،‏ واأخذت<br />

مالحظاتهم حولها،‏ وعدلت املخططات اخلوارزمية وفق مالحظات املحكمني.‏<br />

أدوات البحث:‏<br />

استخدمت يف هذا البحث االأدوات االآتية:‏<br />

الأوىل:‏ اختبار املعرفة القبلية:‏ اأعد الباحث اختبارا للمعرفة القبلية يف حمتوى<br />

املادة التعليمية يف الصفوف السادس والسابع والثامن التي تعدُّ‏ متطلباً‏ ‏سابقاً‏ لتعلم<br />

حمتوى وحدة الكهرباء املتحركة من كتاب علوم الصف التاسع،‏ بعد حتليل حمتوى تلك<br />

94


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املادة التعليمية املمثلة للمعرفة القبلية،،‏ وحُ‏ ددت االأهداف العامة،‏ وصُ‏ مم جدول مواصفات<br />

خاص بها،‏ واستنادا اإليه وصمم اختبار املعرفة القبلية،‏ ووضع اإجابات منوذجية له.‏<br />

تكون االختبار يف ‏صورته النهائية من )50( فقرة من نوع االختيار من متعدد باأربع<br />

بدائل.وهدف هذا االختبار لقياس حتصيل الطلبة يف املجموعات االأربع،‏ ليتم التعرف على<br />

متوسط وتباين عالمات كل جمموعة من املجموعات االأربع.‏ وطبق االختبار على اأفراد<br />

املجموعتني الضابطة والتجريبية قبيل بدء التجربة للتاأكد من تكافؤهما يف املعرفة<br />

السابقة يف الوحدة املختارة.‏ واستخدم اختبار)ت(‏ للعينات املستقلة،‏ اإذ بلغت قيمة)ت(‏<br />

املحسوبة)‏‎1.14‎‏(،‏ وهي اأقل من قيمتها احلرجة)‏‎2.608‎‏(،‏ مما دل على عدم وجود فروق دالة<br />

اإحصائية عند )α=0.01( بني اأفراد املجموعتني قبيل تطبيق التجربة،‏ واأنهما متكافئتان.‏<br />

ومت التحقق من ‏صدق االختبار باملحكمني،‏ ومن ثباته مبعادلة كودر-‏ ريتشاردسون)‏‎20‎‏(،‏<br />

اإذ بلغت قيمة معامل ثباته)‏‎0.91‎‏(‏ على عينة البحث.‏<br />

الثانية:‏ اختبار التحصيل:‏ اأعد اختبار التحصيل لقياس حتصيل طلبة الصف<br />

التاسع يف موضوع ‏»الكهرباء املتحركة«،‏ وتاألف يف ‏صورته االأولية من)‏‎68‎‏(‏ فقرة،‏ من<br />

نوع االختيار من متعدد ذي البدائل االأربعة.‏ ومت التحقق من ‏صدقه باملحكمني،‏ ومن ثباته<br />

بطريقتني:‏ االختبار واإعادة االختبار،‏ اإذ بلغ معامل ثباته )0.88( للعينة االستطالعية.‏<br />

وطريقة االتساق الداخلي باستخدام معادلة كودر-ريتشاردسون)‏‎20‎‏(،‏ اإذ بلغت قيمة<br />

معامل ثباته )0.89( للعينة االستطالعية.‏<br />

وغُ‏ ربلت فقرات اختبار التحصيل بحساب معامل ‏صعوبة كل فقرة من فقراته،‏ اإذ<br />

تراوحت قيم معامل الصعوبة للعينة االستطالعية،‏ )0.65-0.20(، و)‏‎0.63-0.21‎‏(‏<br />

للعينة النهائية.‏ وحسب معامل متييز الفقرات،‏ اإذ تراوحت قيمته)‏‎0.89-0.18‎‏(للعينة<br />

االستطالعية،‏ و)‏‎0.89-0.20‎‏(‏ للعينة النهائية.‏ واستبقيت الفقرات ذات معامالت الصعوبة<br />

املناسبة التي تراوحت قيمها بني)‏‎0.75-0.25‎‏(،‏ والتمييز التي قيمها اأكرب من )0.3(.<br />

وعليه،‏ تكون العالمة الكاملة على االختبار)‏‎60‎‏(عالمة بدال من)‏‎68‎‏(عالمة.‏ واإعيد حساب<br />

معامل الثبات بعد تقلص عدد الفقرات،‏ وبلغت قيمته باالتساق الداخلي)‏‎0.86‎‏(.‏<br />

الثالثة:‏ مقياس دافع الإجناز:‏ استخدم مقياس دافع االإجناز يف الفيزياء<br />

لعبده ورداد )2000(، وتكون املقياس من)‏‎69‎‏(‏ فقرة موزعة على اأبعاد دافع االإجناز،‏ على<br />

النحو االآتي:‏ مستوى الطموح االأكادميي)‏‎8‎‏(‏ فقرات،‏ والتوجه للنجاح)‏‎7‎‏(‏ فقرات،‏ والتوجه<br />

95


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

للعمل)‏‎7‎‏(،‏ والتوجه للتحصيل)‏‎9‎‏(،‏ واإعالء االأنا)‏‎8‎‏(،‏ واحلافز املعريف)‏‎7‎‏(،‏ واحلاجة اإىل<br />

االنتماء)‏‎7‎‏(،‏ والنزعة الوصولية-االنتهازية)‏‎7‎‏(،‏ واالستقرار العاطفي)‏‎9‎‏(.‏ ومت التحليل على<br />

مستوى املجاالت،‏ وللمقياس ككل.‏<br />

ودُرنِّج املقياس وفق ‏سلم ليكرت اخلماسي،‏ وطبق على العينة ثالث مرات،‏ االأوىل<br />

قبيل تنفيذ التجربة مبارشة،‏ للتحقق من تكافؤ الضابطة والتجريبية يف دافع اإجنازهم<br />

بالفيزياء،‏ والثانية بعد انتهاء التجربة مبارشة لقياس دافع اإجنازهم الفوري،‏ والثالثة بعد<br />

‏شهر من التطبيق الثاين لقياس دافع اإجنازهم املؤجل.‏<br />

الرابعة:‏ مقياس مفهوم الذات العام:‏ استخدم مقياس ‏)صواحلة،‏‎1990‎‏(‏<br />

ملفهوم الذات العام،‏ املكون من )90( فقرة باأربع اأبعاد رئيسة.‏ وقام الباحث بالتحقق<br />

من ‏صدقه باملحكمني.‏ واستخرج معامل ثبات املقياس باستخدام معادلة)كرونباخ-‏ الفا(‏<br />

كمؤرش لالتساق الداخلي لكل بعد من اأبعاده على انفراد،‏ ولالأداة ككل.‏ ويبني اجلدول)‏‎1‎‏(‏<br />

قيم معامل ثبات املجال وعدد عباراته،‏ ومعامل ارتباطه مع املقياس الكلي.‏<br />

الجدول)‏‎1‎‏(:‏<br />

قيم ثبات المجاالت،‏ وعدد العبارات فيه وقيمة معامل ارتباطه مع المقياس الكلي.‏<br />

الرقم<br />

املجال<br />

معامل الثبات<br />

عدد العبارات<br />

معامل الرتباط مع املقياس<br />

1<br />

اجلسمي<br />

0.81*<br />

14<br />

0.75<br />

2<br />

االجتماعي<br />

*0.84<br />

22<br />

0.87<br />

3<br />

النفسي<br />

*0.85<br />

19<br />

0.85<br />

4<br />

االأكادميي<br />

الكلي<br />

*0.80<br />

17<br />

0.81<br />

0.94<br />

‏*دالة إحصائيا على مستوى الداللة)‏‎0.01‎‏(‏<br />

72<br />

يتبني من اجلدول)‏‎1‎‏(‏ اأن جميع معامالت ارتباط جماالت املقياس دالة اإحصائية<br />

عند )α=0.01(. واأعطيت االأوزان التالية لالستجابات على الفقرات املوجبة:‏ ال ينطبق<br />

علي اأبدا)‏‎1‎‏(،‏ ال ينطبق علي)‏‎2‎‏(،‏ ينطبق علي نادرا)‏‎3‎‏(،‏ ينطبق علي اأحيانا)‏‎4‎‏(،‏ وينطبق علي<br />

دائما)‏‎5‎‏(.‏ ويعكس التدريج للفقرات السالبة.‏<br />

96


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اخلامسة:‏ مقياس قلق الختبار:‏ يعدّ‏ املقياس االأصلي لسوين من مقاييس<br />

التقرير الذاتي لطلبة مرحلتي التعليم العام االأساسي والثانوي،‏ ويتكون من )50( فقرة لكل<br />

منها خمسة بدائل،‏ ويتمتع بدرجة مقبولة من الصدق والثبات يف البيئة االأمريكية،‏ اإذ بلغت<br />

درجة ‏صدقه )0.6(، وثباته)‏‎0.8‎‏(.‏<br />

استخدم الباحث ‏صورة معربة ملقياس ‏سوين لقلق االختبار بعد تعريبه وتعديله من<br />

قبل الزغل )1983( ليناسب البيئة االأردنية،‏ وتكون من)‏‎45‎‏(‏ فقرة،‏ ثم عدله الباحث ليناسب<br />

البيئة الفلسطينية،‏ واأصبح مؤلفا من )40( فقرة مدرجة تبعا لتدريج ليكرت اخلماسي،‏ تشري<br />

كل منها اإىل موقف يتوقع اأن يسبب اضطراباً‏ اأو قلقاً‏ للطالب من االختبار،‏ اإذ يعطى يف<br />

كل فقرة خمسة احتماالت ‏)دائما،غالبا،‏ اأحيانا،نادرا،‏ اأبدا(.‏ وتعكس االإجابة دائما درجة<br />

عالية جدا من القلق،‏ واالإجابة اأبدا تعكس درجة منخفضة جدا منه.‏ واشتملت االستبيانة<br />

على قسمني:‏ االأول يحتوي على فقرات عن متغريات البحث وتعليمات االإجابة عن فقراتها،‏<br />

والثاين يحتوي على فقرات املقياس.‏<br />

وحتقق الباحث من ‏صدق ترجمته،‏ ومالءمة فقراته للبيئة الفلسطينية باملحكمني،‏<br />

وحسب معامل ‏صدقه التالزمي اإذ بلغت قيمته )0.87(. ومت التحقق من ثبات املقياس<br />

بطريقة االختبار واإعادة االختبار،‏ اإذ عرض املقياس على عينة استطالعية مؤلفة من)‏‎30‎‏(‏<br />

طالباً‏ وطالبة،‏ واأعيد عرضه عليهم بعد اأسبوعني من التطبيق االأول،‏ وحُ‏ ‏سب معامل ارتباط<br />

بريسون،‏ اإذ بلغ معامل ثباته )0.90(.<br />

وصحح املقياس اإذ اأعطي الطالب)‏‎5‎‏(‏ عالمات عن كل فقرة يجيب عنها باالإجابة)دائما(،‏<br />

و)‏‎4‎‏(‏ عالمات على االإجابة غالبا،‏ و)‏‎3‎‏(عالمات على االإجابة اأحيانا،‏ وعالمتني على االإجابة<br />

نادرا،‏ وعالمة واحدة على االإجابة اأبدا للفقرات املوجبة،‏ ويعكس التدريج للفقرات السالبة.‏<br />

وقسم الطلبة يف ثالث جمموعات تبعا لدرجة قلقهم املتمثلة بعالمتهم الكلية على املقياس.‏<br />

واعترب الطالب منخفض القلق اإذا وقعت عالمة بني)‏‎95-60‎‏(،‏ ومتوسط القلق اإذا وقعت<br />

بني)‏‎95‎‏-‏ 135(، ومرتفع القلق اإذا وقعت بني )200-135(، وهو التقسيم الذي وضعه<br />

‏سوين يف تعليمات االختبار االأصلي،‏ و)الزيود،‏‎2002‎‏(.‏<br />

إجراءات البحث:‏<br />

نفذ هذا البحث باإتباع اخلطوات االآتية:‏<br />

‎1‎اأعدت)‏‎33‎‏(‏ . 1 حصة تشتمل املادة التعليمية معدة تبعا للمخططات اخلوارزمية،‏ والتقومي.‏<br />

97


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

‎2‎نسق . 2 الباحث مع وزارة الرتبية والتعليم لتطبيق البحث يف مدارسها.‏ وزار الباحث<br />

مدارس عينة البحث،‏ لتوضيح اأهداف البحث الإداراتها،‏ وملعلمي ومعلمات العلوم<br />

فيها،‏ الذين اأبدوا استعدادا وتعاونا كبريا يف تسهيل اإجراءات التجربة،‏ ونسق معهم<br />

حول خطوات تنفيذ البحث ومراحله والفرتة الزمنية الالزمة لتطبيقه.‏ وحددت الشعب<br />

التجريبية والضابطة يف املدارس االأربع عشوائيا.‏<br />

‎3‎طبقت . 3 اأدوات البحث على عينة استطالعية،‏ اشتملت على:‏ ‏شعبة ذكور حجمها)‏‎35‎ )<br />

طالبا،‏ وشعبة اإناث حجمها)‏‎41‎‏(‏ طالبة،‏ من خارج عينة البحث النهائية.‏ ودرست<br />

‏شعبتا العينة االستطالعية وحدة الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية،‏<br />

اإذ بدء التطبيق يوم )2007/1/15( يف الفصل الثاين لعام)‏‎2007/2006‎‏(،‏ وانتهى<br />

يف)‏‎2007/1/25‎‏(،‏ بواقع)‏‎6‎‏(،‏ وحصص لكل ‏شعبة بواقع)‏‎4‎‏(‏ حصص اأسبوعيا،‏ ‏رشحت<br />

فيها مفاهيم اأو تعميمات اأو قوانني من حمتوى وحدة الكهرباء املتحركة باملخططات<br />

اخلوارزمية،‏ وسجلت وقائعها على اأرشطة ‏صوتية لغايات التاأكد من وضوح اأدوات<br />

البحث،‏ ومالمتها للمرحلة االإمنائية لطلبة عينة البحث،‏ وتسجيل استفساراتهم حول<br />

حمتواها،‏ وحتديد الزمن الالزم لتطبيق اختباري املعرفة القبلية واختبار التحصيل،‏<br />

وحساب معامالت الصعوبة والتمييز لكل فقرة من فقرات اختبار التحصيل لغربلتها،‏<br />

والتخلص من الفقرات التي معاملتا ‏صعوبتها ومتيزها غري مالئمة ‏ضمن معايري<br />

القياس والتقومي،‏ وحساب معامل ثبات اأدوات البحث.‏ واأجريت تعديالت يف املادة<br />

التعليمية واأدوات البحث يف ‏ضوء التغذية الراجعة من امليدان عند تطبيقهما على<br />

العينة االستطالعية حتى خرجت االأدوات يف ‏صورتها النهائية.‏<br />

‎4‎طبقت . 4 اأدوات البحث االأربع قبيل بدء تطبيق التجربة على املجموعتني الضابطة<br />

والتجريبية،‏ للتاأكد من تكافؤهما،‏ والتي تعمل كمتغري دخيل يحول دون عزو الفروق<br />

االإحصائية يف التابع اإىل التجريبي.‏<br />

ولتحديد ما اإذا كانت هناك وفروق دالة اإحصائية يف اأداء طلبة الضابطة والتجريبية،‏<br />

قبيل تنفيذ التجربة على متغريات:‏ املعرفة القبلية،‏ ودافع االإجناز،‏ ومفهوم الذات،‏ وقلق<br />

االختبار،‏ طبق اختبار)ت(‏ للبيانات املستقلة على البيانات.‏ واأظهر اجلدول)‏‎2‎‏(‏ االأوساط<br />

احلسابية واالنحرافات املعيارية وقيم ‏)ت(‏ املحسوبة،‏ والقيمة احلرجة يف حاشية<br />

اجلدول.‏<br />

98


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املتغري<br />

التحصيل<br />

دافع االإجناز<br />

مفهوم الذات<br />

قلق االإختبار<br />

الجدول)‏‎2‎‏(:‏<br />

نتائج اختبار)ت(‏ للمقارنة بين متوسطات مجموعتي البحث على أدواته.‏<br />

املجموعة<br />

التجريبية<br />

الضابطة<br />

التجريبية<br />

الضابطة<br />

التجريبية<br />

الضابطة<br />

التجريبية<br />

الضابطة<br />

العدد<br />

80<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

29.84<br />

النحراف املعياري<br />

8.23<br />

درجات احلرية<br />

162<br />

قيمة)ت(‏<br />

1.157<br />

0.928<br />

0.897<br />

1.411-<br />

162<br />

162<br />

162<br />

8.95<br />

8.84<br />

7.79<br />

10.71<br />

9.56<br />

8.96<br />

9.78<br />

27.81<br />

190.34<br />

188.85<br />

155.87<br />

154.45<br />

151.84<br />

154.91<br />

84<br />

80<br />

84<br />

80<br />

84<br />

80<br />

84<br />

‏*دال إحصائيا على مستوى الداللة)‏‎2.33=)0.01‎<br />

يظهر اجلدول)‏‎2‎‏(‏ اأن قيم ‏)ت(‏ املحسوبة على متغريات املعرفة القبلية ودافع االجناز<br />

ومفهوم الذات وقلق االختبار اأصغر من قيمته احلرجة)ت=‏‎2.33‎‏(،‏ مما يدل على اأنه ال يوجد<br />

فروق دالة اإحصائيا بني املجموعتني يف املعرفة القبلية ودافع االجناز ومفهوم الذات وقلق<br />

االختبار يف الفيزياء قبيل البدء يف تنفيذ التجربة،‏ اأي اأن التجريبية والضابطة متكافئتان<br />

يف املتغريات التابعة قبيل البدء بالتجربة.‏<br />

‎5‎طبق . 5 البحث يف الفصل الثاين للعام)‏‎2007/2006‎ (، اإذ بدء التدريس بتاريخ<br />

)2007/1/27( وانتهى يف)‏‎2007/3/11‎‏(،‏ مبعدل اأربع حصص اأسبوعية لكل<br />

جمموعة،‏ درسها الباحث بنفسه لضمان ‏سالمة وتنفيذ طريقة املخططات اخلوارزمية<br />

ودقتها،‏ ودرس الباحث املجموعة الضابطة واملجموعة التجريبية الستبعاد احتمال<br />

تدخل اأثر املعلم كمتغري دخيل يف التجربة.‏<br />

‎6‎طبقت . 6 اأدوات البحث على طلبة الضابطة والتجريبية بعد انتهاء التجربة بني )12-<br />

2007/3/16(، لقياس حتصيل ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق اختبار الطلبة الفوري.‏<br />

وطبقت اأدوات البحث على الضابطة والتجريبية بعد ‏شهر من انتهاء التجربة،‏ لقياس<br />

التحصيل ودافع االإجناز ومفهوم الذات وقلق االختبار املؤجل.‏<br />

99


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

‎7‎وضع . 7 مفتاح اإجابة منوذجية الختبار التحصيل واختبار املعرفة القبلية،‏ وعرض<br />

مفتاح االإجابة النموذجية على حمكمني تخصص فيزياء للتحقق من ‏صحة االإجابات<br />

النموذجية لالختبارين،‏ واأعطي لكل فقرة ‏صحيحة عالمة واحدة.‏ وصححت االختبارات<br />

واملقاييس،‏ وجمعت نتائج الطلبة عليها،‏ ورصدت يف جداول خاصة،‏ للتحليل االإحصائي<br />

واالإجابة عن اأسئلة البحث.‏<br />

تصميم البحث:‏<br />

اشتمل البحث على متغري مستقل هو:‏ طريقة التدريس،‏ ولها مستويان:‏ ‏)املخططات<br />

اخلوارزمية،‏ والتقليدية(،‏ ومتغري معدل اجلنس)‏Gender‏(،‏ وله مستويان:‏ ‏)ذكر،‏ واأنثى(.‏ اأما<br />

املتغريات التابعة:‏ التحصيل،‏ ودافع االجناز،‏ ومفهوم الذات،‏ وقلق االختبار لدى الطلبة يف<br />

الفيزياء،‏ واالحتفاظ.‏ فيعرب على تصميم البحث بالرموز:‏<br />

O4 O3 O2 X O1 O4 O3 O2 O1 G1<br />

O4 O3 O2 O1 O4 O3 O2 O1 G2<br />

املعاجلة اإلحصائية:‏<br />

اأعطيت جمموعات البحث اختبارا لقياس معرفتهم القبلية قبيل تطبيق التجربة،‏<br />

واستخدم اختبار ‏)ت(‏ للعينات املستقلة للتاأكد من تكافؤها.‏ واستخدم حتليل التباين متعدد<br />

املتغريات بطريقة هوتلينج الختبار اأثر طريقة التدريس،‏ واجلنس على:‏ حتصيل ودافع اجناز<br />

ومفهوم ذات وقلق اختبار الطلبة يف الفيزياء كل على حدة،‏ الذين تعلموا الوحدة بطريقة<br />

املخططات اخلوارزمية مقارنة مع من تعلموها بالطريقة التقليدية.‏ واستخدم اختبار)ت(‏<br />

للعينتني املرتابطتني الختبار االحتفاظ.‏<br />

نتائج البحث:‏<br />

هدف هذا البحث اإىل تقصي اأثر استخدام طريقة املخططات اخلوارزمية يف حتصيل الطلبة<br />

يف الفيزياء ومفهوم ذاتهم،‏ ودافع اإجنازهم،‏ وقلقهم نحو االختبار مقارنة بالطريقة التقليدية.‏<br />

ولتحقيق اأهداف البحث،‏ اختريت اإحدى الشعبتني عشوائيا كمجموعة ‏ضابطة درست<br />

املوضوع بالطريقة التقليدية،‏ واالأخرى جتريبية درسته باملخططات اخلوارزمية.‏ وطبقت<br />

مقاييس:‏ مفهوم الذات،‏ ودافع االإجناز،‏ وقلق االختبار،‏ واختبار املعرفة القبلية قبيل تنفيذ<br />

التجربة،‏ وبعد انتهاء تنفيذها مبارشة،‏ وبعد ‏شهر من انتهاء تنفيذها.‏ ومتخض البحث عن<br />

نتائج عديدة،‏ وتسهيال لعرضها ‏صنفت يف فئات،‏ هي:‏<br />

100


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اأول:‏ النتائج املتعلقة باأثر طريقة التدريس على املتغريات التابعة:‏<br />

ولتقصي اأثر املعاجلة على املتغريات التابعة،‏ ولفحص اأثر طريقة التدريس واجلنس<br />

على كل من:‏ التحصيل،‏ ومفهوم الذات باأبعاده االأربعة،‏ ودافع االإجناز باأبعاده التسعة،‏<br />

وقلق االختبار،‏ استخدم حتليل التباين متعدد املتغريات بطريقة هوتلينج)‏T2‎ .)Hotelling<br />

واجلدول)‏‎3‎‏(‏ يلخص نتائج حتليل التباين متعدد املتغريات لعالمات الطلبة على اختبار<br />

التحصيل،‏ ومقياس مفهوم الذات،‏ ومقياس دافع االجناز،‏ ومقياس قلق االختبار.‏<br />

مصدر التباين<br />

التفاعل بني<br />

املتغريات التابعة<br />

طريقة التدريس)‏A‏(‏<br />

اجلنس)‏B‏(‏<br />

الجدول )3(:<br />

ملخص نتائج تحليل التباين متعدد المتغيرات لعالمات الطلبة على أدوات البحث.‏<br />

101<br />

Hotelling<br />

T2<br />

363.98<br />

« ف«‏<br />

احلقيقية<br />

9687.432*<br />

درجات احلرية<br />

املفرتضة<br />

4<br />

درجات<br />

احلرية اخلطاأ<br />

157<br />

الدللة<br />

الإحصائية<br />

0.00<br />

0.00<br />

0.00<br />

0.13<br />

157<br />

157<br />

157<br />

4<br />

4<br />

4<br />

47.20*<br />

18.36*<br />

2.60<br />

0.987<br />

0.533<br />

0.054<br />

تفاعل )A×B(<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

4 .<br />

* ذات داللة إحصائية على مستوى الداللة )α=0.01(<br />

واأظهر اجلدول)‏‎3‎‏(‏ على مستوى داللة )α=0.01( النتائج االآتية:‏<br />

1 توجد فروق دالة اإحصائيا لكل من طريقة التدريس،‏ واجلنس على املتغريات التابعة،‏<br />

وهي:‏ التحصيل،‏ ومفهوم الذات،‏ ودافع االجناز،‏ وقلق االختبار.‏<br />

2 ال توجد فروق دالة اإحصائيا للتفاعل الثنائي بني طريقة التدريس واجلنس على<br />

املتغريات التابعة،‏ وهي:‏ التحصيل،‏ ومفهوم الذات،‏ ودافع االجناز،‏ وقلق االختبار.‏<br />

3 توجد فروق دالة اإحصائيا الأثر طريقة التدريس على التفاعل بني املتغريات التابعة،‏<br />

وهي:‏ التحصيل،‏ ومفهوم الذات،‏ ودافع االجناز،‏ وقلق االختبار.‏<br />

4 توجد فروق دالة اإحصائيا للجنس على التفاعل بني املتغريات التابعة،‏ وهي:‏ التحصيل،‏<br />

ومفهوم الذات،‏ ودافع االجناز،‏ وقلق االختبار.‏<br />

ومن اأجل معرفة اأثر املتغري املستقل،‏ وهو طريقة التدريس على املتغريات التابعة<br />

للبحث،‏ وهي:‏ التحصيل،‏ ودافع االجناز،‏ ومفهوم الذات،‏ وقلق االختبار،‏ استخدم حتليل<br />

التباين متعدد املتغريات Effects( .)Test of Between-Subject واجلدول)‏‎4‎‏(‏ يلخص<br />

نتائج حتليل التباين متعدد املتغريات لعالمات الطلبة على اختبار التحصيل،‏ ومقياس<br />

مفهوم الذات،‏ ودافع االجناز،‏ وقلق االختبار.‏


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

املتغريات<br />

التحصيل<br />

دافع االجناز<br />

مفهوم الذات<br />

قلق االختبار<br />

الجدول)‏‎4‎‏(:‏<br />

ملخص نتائج تحليل التباين متعدد المتغيرات على متغيرات البحث التابعة.‏<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

عدد درجات<br />

احلرية<br />

102<br />

1<br />

295.14<br />

متوسط جمموع<br />

املربعات<br />

295.14<br />

ف<br />

املحسوبة<br />

31.67*<br />

مستوى الداللة<br />

0.000*<br />

0.001*<br />

0.000*<br />

0.000*<br />

57.38*<br />

38.79*<br />

16.62*<br />

18896.31<br />

19767.54<br />

8559.65<br />

1<br />

1<br />

1<br />

18896.31<br />

19767.54<br />

8559.65<br />

* ذات داللة إحصائية على مستوى الداللة )α=0.01(<br />

‏)اأ(‏ اأثر طريقة التدريس يف حتصيل طلبة الصف التاسع ملادة الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال االأول:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا عند مستوى داللة<br />

)α =0.01( بني متوسطات حتصيل طلبة الصف التاسع الذين تعلموا وحدة الكهرباء املتحركة<br />

بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم الذين تعلموها بالطريقة التقليدية؟ وما نسبة املردود<br />

التعليمي يف حتصيل الطلبة العائد اإىل تدريس الفيزياء باملخططات اخلوارزمية؟<br />

اأظهر اجلدول)‏‎4‎‏(‏ اأنه توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات حتصيل طلبة الصف<br />

التاسع الذين تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم الذين<br />

تعلموها بالطريقة التقليدية.‏ ومبا اأن متوسط اأداء التجريبية)‏‎49.21‎‏(‏ اأكرب من متوسط اأداء<br />

الضابطة )31.61(، مما يدل على وجود اأثر اإيجابي لطريقة املخططات اخلوارزمية على<br />

حتصيل الفيزياء.‏<br />

اأما نسبة املردود التعليمي)التحسن يف التحصيل(‏ يف حتصيل طلبة عينة البحث العائد<br />

اإىل تدريس الفيزياء باستخدام طريقة املخططات اخلوارزمية فحسبت من املعادلة التالية:‏<br />

املردود التعليمي = ‏})م ت – م ‏ض(‏ ⁄ م ‏ض{‏ %100 x<br />

‏)م ت(‏ متوسط عالمات املجموعة التجريبية،‏ ‏)م ‏ض(‏ متوسط عالمات املجموعة<br />

الضابطة،‏ اإذ بلغت قيمته)‏‎%74.42‎‏(،‏ مما يدل على اأن هذه الطريقة قد حققت زيادة عامة<br />

قدرها)‏‎%50.91‎‏(،‏ علما باأن الزمن االإضايف الذي احتاجه تطبيقها،‏ مل يتجاوز)‏‎%23.51‎‏(‏<br />

من الزمن املستغرق لتدريس املحتوى نفسه بالتقليدية.‏<br />

‏)ب(‏ اأثر طريقة التدريس يف دافع اجناز طلبة الصف التاسع يف الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال الثاين:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا عند مستوى<br />

داللة )α =0.01( بني متوسطات دافع اجناز طلبة الصف التاسع الذين تعلموا وحدة الكهرباء<br />

املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية،‏ وبني نظرائهم الذين تعلموها بالطريقة التقليدية؟


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اأظهر اجلدول)‏‎4‎‏(‏ اأنه يوجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات دافع اجناز طلبة الصف<br />

التاسع الذين تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم الذين<br />

تعلموها بالطريقة التقليدية.‏ ومبا اأن متوسط اأداء التجريبية )263.1( اأكرب من متوسط اأداء<br />

الضابطة )203.4(، مما يدل على وجود اأثر اإيجابي لطريقة املخططات اخلوارزمية على<br />

دافع اإجناز الطلبة.‏<br />

وملعرفة اأي مستويات دافع االإجناز الفوري كان ذا داللة اإحصائية استخدم حتليل التباين<br />

متعدد املتغريات)‏Effects .)Test of Between-Subject ويبني اجلدول)‏‎5‎‏(‏ ملخص نتائج<br />

حتليل التباين متعدد املتغريات على مستويات دافع االإجناز الفوري،‏ وهي:‏ الطموح االأكادميي،‏<br />

والتوجه للنجاح،‏ والتوجه للعمل،‏ والتوجه للتحصيل،‏ واحلافز املعريف،‏ واإعالء االأنا،‏ واحلاجة<br />

اإىل االنتماء،‏ والنزعة الوصولية – االنتهازية،‏ واالستقرار العاطفي عند )α=0.01(.<br />

الجدول)‏‎5‎‏(:‏<br />

ملخص نتائج تحليل التباين متعدد المتغيرات على مستويات دافع اإلنجاز،‏ وهي:‏ الطموح<br />

األكاديمي،‏ والتوجه للنجاح،‏ والتوجه للعمل،‏ والتوجه للتحصيل،‏ والحافز المعرفي،‏ وإعالء<br />

األنا،‏ و الحاجة إلى االنتماء،‏ و النزعة الوصولية ‏–االنتهازية،‏ و االستقرار العاطفي .<br />

املتغريات<br />

الطموح االأكادميي<br />

التوجه للنجاح<br />

التوجه للعمل<br />

التوجه للتحصيل<br />

احلافز املعريف<br />

اإعالء االأنا<br />

احلاجة اإىل االنتماء<br />

النزعة الوصولية –<br />

االنتهازية<br />

االستقرار العاطفي<br />

جمموع املربعات<br />

عدد درجات<br />

احلرية<br />

103<br />

1<br />

3511.74<br />

متوسط جمموع<br />

املربعات<br />

3511.74<br />

‏»ف«‏<br />

املحسوبة<br />

19.98*<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.000*<br />

0.003*<br />

0.000*<br />

0.001*<br />

0.005*<br />

0.167<br />

0.253<br />

0.389<br />

0.198<br />

15.42*<br />

17.76*<br />

15.88*<br />

14.82*<br />

2.23<br />

1.32<br />

1.17<br />

1.43<br />

2687.85<br />

3104.86<br />

2789.71<br />

2462.56<br />

312.43<br />

167.21<br />

84.51<br />

96.15<br />

1<br />

1<br />

1<br />

1<br />

1<br />

1<br />

1<br />

1<br />

2687.85<br />

3104.86<br />

2789.71<br />

2462.56<br />

312.43<br />

167.21<br />

84.51<br />

96.15<br />

* ذات داللة إحصائية على مستوى الداللة )α=0.01(<br />

واأظهر اجلدول)‏‎5‎‏(‏ وجود فروق دالة اإحصائيا لكل من:‏ الطموح االأكادميي،‏ والتوجه<br />

للنجاح،‏ والتوجه للعمل،‏ والتوجه للتحصيل،‏ واحلافز املعريف،‏ بينما ال يوجد فروق دالة<br />

اإحصائياً‏ لكل من:‏ اإعالء االأنا،‏ واحلاجة اإىل االنتماء،‏ والنزعة الوصولية – االنتهازية،‏<br />

واالستقرار العاطفي عند )α=0.01(.


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

‏)ج(‏ اأثر طريقة التدريس يف مفهوم الذات العام لطلبة الصف التاسع نحو الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال الثالث:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا عند مستوى<br />

داللة )α =0.01( بني متوسطات مفهوم ذات طلبة الصف التاسع الذين تعلموا وحدة الكهرباء<br />

املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم الذين تعلموها بالطريقة التقليدية؟<br />

اأظهر اجلدول)‏‎4‎‏(‏ اأنه توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات مفهوم الذات لطلبة<br />

الصف التاسع الذين تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم<br />

الذين تعلموها بالطريقة التقليدية.‏ ومبا اأن متوسط اأداء التجريبية)‏‎253.4‎‏(‏ اأكرب من متوسط<br />

اأداء الضابطة )179.8(، مما يدل على وجود اأثر اإيجابي لطريقة املخططات اخلوارزمية على<br />

مفهوم ذات الطلبة نحو الفيزياء.‏<br />

وملعرفة اأي مستويات مفهوم الذات الفوري كان ذا داللة اإحصائية استخدم حتليل<br />

التباين متعدد املتغريات)‏Effects .)Test of Between-Subject ويبني اجلدول)‏‎6‎‏(‏ ملخص<br />

نتائج حتليل التباين متعدد املتغريات على مستويات مفهوم الذات الفوري،‏ وهي:‏ مفهوم الذات<br />

االأكادميي،‏ ومفهوم الذات االجتماعي،‏ ومفهوم الذات النفسي،‏ ومفهوم الذات اجلسمي.‏<br />

الجدول)‏‎6‎‏(:‏<br />

ملخص نتائج تحليل التباين متعدد المتغيرات على مستويات مفهوم الذات الفوري،‏ وهي:‏ مفهوم<br />

الذات األكاديمي،‏ ومفهوم الذات االجتماعي،‏ ومفهوم الذات النفسي،‏ ومفهوم الذات الجسمي.‏<br />

املتغريات<br />

االأكادميي<br />

االجتماعي<br />

النفسي<br />

اجلسمي<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

عدد درجات<br />

احلرية<br />

متوسط جمموع<br />

املربعات<br />

1312.26<br />

104<br />

1<br />

1312.26<br />

ف املحسوبة<br />

26.67*<br />

مستوى الداللة<br />

0.000*<br />

0.001*<br />

0.003*<br />

0.654<br />

19.96*<br />

17.55*<br />

1.32<br />

2745.34<br />

1034.56<br />

56.67<br />

1<br />

1<br />

1<br />

2745.34<br />

1034.56<br />

56.67<br />

* ذات داللة إحصائية على مستوى الداللة )α=0.01(<br />

‏)د(‏ اأثر طريقة التدريس يف قلق الختبار لدى طلبة الصف التاسع الأساسي يف الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال الرابع:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا عند مستوى<br />

داللة )α =0.01( بني متوسطات قلق االختبار طلبة الصف التاسع الذين تعلموا وحدة الكهرباء<br />

املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم الذين تعلموها بالطريقة التقليدية؟<br />

اأظهر اجلدول)‏‎4‎‏(‏ اأنه توجد فروق دالة اإحصائياً‏ بني متوسطات اأداء املجموعتني<br />

التجريبية والضابطة على مقياس قلق االختبار،‏ اإذ كان متوسط اأداء التجريبية )125.9(<br />

اأصغر من متوسط اأداء الضابطة)‏‎173.8‎‏(،‏ مما يدل على وجود اأثر اإيجابي لطريقة املخططات<br />

اخلوارزمية على تدين قلق االختبار لدى طلبة الصف التاسع يف الفيزياء.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

ثانيا:‏ النتائج املتعلقة باأثر اجلنس على متغريات البحث التابعة:‏<br />

وملعرفة ما اإذا وجدت فروق دالة اإحصائيا يف اأداء عينة البحث على متغرياته التابعة،‏<br />

واستخدم اختبار ‏)ت(‏ للعينات املستقلة.‏ ويبني اجلدول)‏‎7‎‏(‏ نتائج اختبار)ت(‏ لعالمات<br />

الطلبة على اأدوات البحث.‏<br />

الجدول)‏‎7‎‏(:‏<br />

نتائج اختبار ‏)ت(‏ للمقارنة بين متوسطات طالب وطالبات العينة البحث على أدوات البحث.‏<br />

املتغري<br />

التحصيل<br />

دافع االإجناز<br />

مفهوم الذات<br />

القلق االأكادميي<br />

اجلنس<br />

اأنثى<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

ذكر<br />

اأنثى<br />

ذكر<br />

العدد<br />

متوسط حسابي<br />

105<br />

58.96<br />

86<br />

انحراف معياري<br />

9.18<br />

درجات احلرية<br />

162<br />

قيمة)ت(‏<br />

*6.892<br />

*18.780<br />

*11.980<br />

*15.94-<br />

162<br />

162<br />

162<br />

10.81<br />

17.58<br />

13.89<br />

15.61<br />

16.18<br />

14.83<br />

13.27<br />

48.11<br />

268.83<br />

221.75<br />

265.83<br />

235.89<br />

96.63<br />

131.67<br />

78<br />

86<br />

78<br />

86<br />

78<br />

86<br />

78<br />

‏*دال إحصائيا على مستوى الداللة)‏‎2,33=)0,01‎<br />

وميكن عرض نتائج اجلدول)‏‎7‎‏(‏ على النحو االآتي:‏<br />

‏)اأ(‏ اأثر اجلنس يف حتصيل طلبة الصف التاسع ملادة الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال اخلامس:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني<br />

متوسطي عالمات حتصيل طالب وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة<br />

الذين تعلموها باملخططات اخلوارزمية؟<br />

اأظهر اجلدول)‏‎7‎‏(‏ اأنه توجد فروق دالة اإحصائياً‏ بني متوسطي حتصيل طالب وطالبات<br />

الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة ممن تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية،‏<br />

اإذ كان متوسطاً‏ حتصيل االإناث)‏‎39.4‎‏(‏ اأكرب من متوسط حتصيل الذكور)‏‎31.8‎‏(،‏ مما يدل<br />

على اأن الفارق لصالح االإناث.‏<br />

‏)ب(‏ اأثر اجلنس يف دافع اجناز طلبة الصف التاسع يف الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال السادس:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني<br />

متوسطي عالمات دافع اإجناز طالب وطالبات الصف التاسع يف الكهرباء املتحركة بطريقة<br />

املخططات اخلوارزمية؟


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

اأظهر اجلدول)‏‎7‎‏(‏ اأنه توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي دافع اإجناز طالب<br />

وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الذين تعلموها بطريقة املخططات<br />

اخلوارزمية،‏ اإذ كان متوسط حتصيل االإناث )243.42( اأكرب من متوسط دافع اإجناز<br />

الطالب)‏‎211.87‎‏(،‏ مما يدل على اأن الفارق لصالح االإناث.‏<br />

‏)ج(‏ اأثر اجلنس يف مفهوم الذات لدى طلبة الصف التاسع يف الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال السابع:‏ هل يوجد فروق دالة اإحصائيا بني<br />

متوسطي عالمات مفهوم ذات طالب وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة<br />

الذين تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية؟<br />

اأظهر اجلدول)‏‎7‎‏(‏ اأنه يوجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي مفهوم ذات طالب<br />

وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الذين تعلموها بطريقة املخططات<br />

اخلوارزمية،‏ اإذ كان متوسط مفهوم ذات االإناث )223.24( اأكرب من متوسط مفهوم ذات<br />

الطالب)‏‎202.18‎‏(،‏ مما يدل على اأن الفارق لصالح االإناث.‏<br />

‏)د(‏ اأثر اجلنس يف قلق الختبار لطلبة الصف التاسع يف الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال الثامن:‏ هل يوجد فروق دالة اإحصائيا بني<br />

متوسطي عالمات قلق االختبار لدى طالب وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء<br />

املتحركة الذين تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية؟<br />

اأظهر اجلدول)‏‎7‎‏(‏ اأنه يوجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي قلق االختبار لدى طالب<br />

وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الذين تعلموها بطريقة املخططات<br />

اخلوارزمية،‏ اإذ كان متوسط مفهوم ذات االإناث )112.67( اأصغر من متوسط قلق االختبار<br />

لدى الطالب)‏‎143.53‎‏(،‏ مما يدل على اأن الفارق لصالح االإناث.‏<br />

ثالثا:‏ النتائج املتعلقة باأثر التفاعل بني طريقة التدريس واجلنس<br />

يف املتغريات التابعة للبحث:‏<br />

اُستخِ‏ دم حتليل التباين متعدد املتغريات ملعرفة اأثر التفاعل بني طريقة التدريس<br />

واجلنس على متغريات البحث التابعة،‏ وهي:‏ التحصيل،‏ ودافع االجناز،‏ ومفهوم الذات،‏<br />

وقلق االختبار على طلبة الصف التاسع االأساسي،‏ وتبني اجلداول )8(، و)‏‎9‎‏(،‏ و)‏‎10‎‏(،‏ و)‏‎11‎‏(‏<br />

ملخص نتائج اأثر التفاعل بني طريقة التدريس واجلنس على املتغريات التابعة للبحث.‏<br />

106


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الجدول)‏‎8‎‏(:‏<br />

ملخص نتائج تحليل التباين متعدد المتغيرات لعالمات الطلبة على اختبار التحصيل تبعا<br />

لمتغيرات طريقة التدريس،‏ والجنس،‏ والتفاعل بينهما.‏<br />

مصدر التباين<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

عدد درجات<br />

احلرية<br />

متوسط جمموع<br />

املربعات<br />

‏»ف«‏<br />

املحسوبة<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.000*<br />

31.67*<br />

295.14<br />

1<br />

295.14<br />

طريقة التدريس )A(<br />

0.001*<br />

13.78*<br />

128.45<br />

1<br />

اجلنس)‏B‏(‏ 128.45<br />

0.998<br />

1.33<br />

12.42<br />

1<br />

تفاعل)‏A×B‏(‏ 12.42<br />

9.32<br />

160<br />

اخلطاأ 1491.08<br />

163<br />

املجموع الكلي 1927.09<br />

‏*دال إحصائيا على مستوى الداللة)‏‎6.63=)0,01‎<br />

اأظهرت النتائج اأنه ال يوجد فروق دالة اإحصائيا يف حتصيل طلبة الصف التاسع<br />

يف الفيزياء الذين تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس،‏ حيث اأن مستوى الداللة للتفاعل )0.998(، وهي اأعلى من مستوى<br />

الداللة)‏‎0.01‎‏(.‏<br />

الجدول)‏‎9‎‏(:‏<br />

ملخص نتائج تحليل التباين متعدد المتغيرات لعالمات الطلبة على مقياس دافع االنجاز تبعا<br />

لمتغيرات طريقة التدريس،‏ والجنس،‏ والتفاعل بينهما.‏<br />

مصدر التباين<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

عدد درجات<br />

احلرية<br />

متوسط جمموع<br />

املربعات<br />

‏»ف«‏<br />

املحسوبة<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.000*<br />

57.38*<br />

18896.31<br />

1<br />

18896.31<br />

طريقة التدريس )A(<br />

0.003*<br />

13.78*<br />

4538.03<br />

1<br />

اجلنس)‏B‏(‏ 4538.03<br />

0.572<br />

1.22<br />

402.52<br />

1<br />

تفاعل)‏A×B‏(‏ 402.52<br />

329.32<br />

160<br />

اخلطاأ 52691.00<br />

163<br />

املجموع الكلي 76527.86<br />

‏*دال إحصائيا على مستوى الداللة)‏‎6.63=)0,01‎<br />

اأظهرت النتائج اأنه ال يوجد فروق دالة اإحصائيا يف دافع اإجناز طلبة الصف التاسع<br />

يف الفيزياء الذين تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس،‏ حيث اأن مستوى الداللة للتفاعل )0.572(، وهي اأعلى من مستوى<br />

الداللة)‏‎0.01‎‏(.‏<br />

107


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

الجدول)‏‎11‎‏(:‏<br />

ملخص نتائج تحليل التباين متعدد المتغيرات لعالمات الطلبة على مقياس مفهوم الذات<br />

تبعا لمتغيرات طريقة التدريس،‏ والجنس،‏ والتفاعل بينهما.‏<br />

مصدر التباين<br />

طريقة التدريس )A(<br />

اجلنس)‏B‏(‏<br />

تفاعل)‏A×B‏(‏<br />

اخلطاأ<br />

املجموع الكلي<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

19916.73<br />

عدد درجات<br />

احلرية<br />

1<br />

متوسط جمموع<br />

املربعات<br />

19916.73<br />

‏»ف«‏<br />

املحسوبة<br />

38.79*<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.000*<br />

0.003*<br />

0.352<br />

9.65*<br />

1.09<br />

4954.79<br />

559.66<br />

513.45<br />

1<br />

1<br />

160<br />

163<br />

4954.79<br />

559.66<br />

82152.00<br />

107583.18<br />

‏*دال إحصائيا على مستوى الداللة)‏‎6.63=)0,01‎<br />

اأظهرت النتائج اأنه ال يوجد فروق دالة اإحصائيا يف مفهوم ذات طلبة الصف التاسع يف<br />

الفيزياء الذين تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة التدريس<br />

واجلنس،‏ حيث اأن مستوى الداللة للتفاعل )0.352(، وهي اأعلى من مستوى الداللة)‏‎0.01‎‏(.‏<br />

الجدول)‏‎12‎‏(:‏<br />

ملخص نتائج تحليل التباين متعدد المتغيرات لعالمات الطلبة على مقياس قلق االختبار تبعا<br />

لمتغيرات طريقة التدريس،‏ والجنس،‏ والتفاعل بينهما.‏<br />

مصدر التباين<br />

طريقة التدريس )A(<br />

اجلنس)‏B‏(‏<br />

تفاعل)‏A×B‏(‏<br />

اخلطاأ<br />

املجموع الكلي<br />

جمموع<br />

املربعات<br />

عدد درجات<br />

احلرية<br />

108<br />

1<br />

6469.00<br />

متوسط جمموع<br />

املربعات<br />

6469.00<br />

‏»ف«‏<br />

املحسوبة<br />

16.62*<br />

مستوى<br />

الدللة<br />

0.000*<br />

0.006*<br />

0.234<br />

7.89*<br />

1.09<br />

3071.02<br />

424.26<br />

389.23<br />

1<br />

1<br />

160<br />

163<br />

3071.02<br />

424.26<br />

62276.80<br />

72241.08<br />

‏*دال إحصائيا على مستوى الداللة)‏‎6.63=)0,01‎<br />

اأظهرت النتائج اأنه ال يوجد فروق دالة اإحصائيا يف قلق االختبار لدى طلبة الصف<br />

التاسع يف الفيزياء الذين تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني<br />

طريقة التدريس واجلنس،‏ حيث اأن مستوى الداللة للتفاعل )0.234(، وهي اأعلى من مستوى<br />

الداللة)‏‎0.01‎‏(.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

رابعا:‏ النتائج املتعلقة بالفروق بني جمموعتي البحث بعد تنفيذ<br />

التجربة بشهر)الحتفاظ(:‏<br />

وملعرفة ما اإذا وجدت فروق دالة اإحصائية يف اأداء املجموعتني االآين واملؤجل على<br />

املتغريات التابعة،‏ استخدم اختبار)ت(‏ للعينات املرتابطة.‏ ويبني اجلدول)‏‎13‎‏(‏ نتائج<br />

اختبار)ت(‏ للعينات غري املستقلة)املزاوجة(.‏<br />

املتغري<br />

التابع<br />

التحصيل<br />

مفهوم الذات<br />

دافع االإجناز<br />

قلق االختبار<br />

املجموعة<br />

التجريبية<br />

الضابطة<br />

التجريبية<br />

الضابطة<br />

التجريبية<br />

الضابطة<br />

التجريبية<br />

الضابطة<br />

الجدول)‏‎8‎‏(:‏<br />

نتائج اختبار)ت(‏ لعالمات الطلبة على أدوات البحث.‏<br />

الزمن<br />

اآين<br />

مؤجل<br />

اآين<br />

مؤجل<br />

اآين<br />

مؤجل<br />

اآين<br />

مؤجل<br />

اآين<br />

مؤجل<br />

اآين<br />

مؤجل<br />

اآين<br />

مؤجل<br />

اآين<br />

مؤجل<br />

العدد<br />

متوسط حسابي<br />

27.24<br />

24.86<br />

25.69<br />

19.11<br />

213.53<br />

211.32<br />

225.29<br />

219.66<br />

255.19<br />

251.67<br />

173.43<br />

146.55<br />

109.67<br />

107.57<br />

157.68<br />

139.54<br />

109<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

82<br />

انحراف<br />

معياري<br />

8.77<br />

9.85<br />

8.11<br />

7.97<br />

14.13<br />

16.29<br />

10.99<br />

10.23<br />

15.67<br />

14.19<br />

11.54<br />

10.56<br />

12.99<br />

14.45<br />

11.17<br />

11.75<br />

درجات<br />

احلرية<br />

81<br />

قيمة ‏)ت(‏<br />

1.126<br />

*6.145<br />

1.421<br />

*8.421<br />

1.128<br />

*10.862<br />

1.346<br />

*9.782<br />

81<br />

81<br />

81<br />

81<br />

81<br />

81<br />

81<br />

وميكن عرض نتائج اجلدول)‏‎8‎‏(‏ على النحو االآتي:‏<br />

‏)اأ(‏ اأثر استخدام طريقة املخططات اخلوارزمية على احتفاظ طلبة الصف التاسع مبادة<br />

الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال الثالث عرش:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني<br />

متوسطي عالمات التحصيل الفوري واملؤجل لطلبة الصف التاسع يف وحدة الكهرباء<br />

املتحركة الذين تعلموها باملخططات اخلوارزمية ؟


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

اأظهر اجلدول)‏‎8‎‏(‏ اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائياً‏ بني متوسطي التحصيل الفوري<br />

واملؤجل لدى طلبة الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الذين تعلموها بطريقة<br />

املخططات اخلوارزمية،‏ مما يدل على احتفاظ الطلبة باملادة املتعلمة خالل ‏شهر بني<br />

التطبيقني الفوري واملؤجل الختبار التحصيل على عينه البحث.‏<br />

‏)ب(اأثر طريقة املخططات اخلوارزمية على احتفاظ الطلبة بتحسن دافع اإجنازهم يف<br />

مادة الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال الرابع عرش:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا بني<br />

متوسطي عالمات دافع االجناز الفوري واملؤجل لدى طلبة الصف التاسع يف وحدة الكهرباء<br />

املتحركة الذين تعلموها باملخططات اخلوارزمية؟<br />

اأظهر اجلدول)‏‎8‎‏(‏ اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائية بني متوسطي دافع االجناز الفوري<br />

واملؤجل لدى طلبة الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الذين تعلموها بطريقة<br />

املخططات اخلوارزمية،‏ مما يدل على احتفاظ الطلبة بتحسن دافع اإجنازهم يف املادة املتعلمة<br />

خالل ‏شهر بني التطبيقني الفوري واملؤجل ملقياس دافع االجناز على عينه البحث.‏<br />

‏)ج(‏ اأثر طريقة املخططات اخلوارزمية على احتفاظ الطلبة بتحسن مفهوم ذاتهم نحو<br />

الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال اخلامس عرش:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا<br />

بني متوسطي عالمات مفهوم ذاتهم الفوري واملؤجل لدى طلبة الصف التاسع يف وحدة<br />

الكهرباء املتحركة الذين تعلموها باملخططات اخلوارزمية؟<br />

اأظهر اجلدول)‏‎8‎‏(‏ اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائية بني متوسطي مفهوم الذات الفوري<br />

واملؤجل لدى طلبة الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الذين تعلموها بطريقة<br />

املخططات اخلوارزمية،‏ مما يدل على احتفاظ الطلبة بتحسن مفهوم ذاتهم نحو املادة املتعلمة<br />

خالل ‏شهر بني التطبيقني الفوري واملؤجل ملقياس مفهوم الذات االختبار على عينه البحث.‏<br />

‏)د(‏ اأثر طريقة املخططات اخلوارزمية على احتفاظ الطلبة بتدين قلق الختبار يف<br />

مادة الفيزياء:‏<br />

حاول هذا البند االإجابة عن السؤال السادس عرش:‏ هل توجد فروق دالة اإحصائيا<br />

بني متوسطي عالمات قلق االختبار الفوري واملؤجل لدى طلبة الصف التاسع يف وحدة<br />

الكهرباء املتحركة الذين تعلموها باملخططات اخلوارزمية؟<br />

اأظهر اجلدول)‏‎8‎‏(‏ اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائياً‏ بني متوسطي قلق االختبار<br />

الفوري واملؤجل لدى طلبة الصف التاسع يف الكهرباء املتحركة ممن تعلموها بطريقة<br />

املخططات اخلوارزمية،‏ اإذ كان متوسط اأداء التجريبية )125.9( اأصغر من متوسط اأداء<br />

110


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الضابطة)‏‎173.8‎‏(،‏ مما يدل على وجود اأثر اإيجابي للمخططات اخلوارزمية على تدين قلق<br />

االختبار لديهم.‏ مما يدل على احتفاظ الطلبة بتدين قلق االختبار لديهم يف املادة املتعلمة<br />

خالل ‏شهر بني التطبيقني الفوري واملؤجل ملقياس قلق االختبار على عينه البحث.‏<br />

مناقشة نتائج البحث:‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية األوىل:‏<br />

اأظهرت النتائج املتعلقة بالفرضية اخلامسة وجود فروق دالة اإحصائياً‏ بني متوسط<br />

عالمات الطلبة على اختبار التحصيل يف الفيزياء ممن تعلموها باملخططات اخلوارزمية،‏<br />

وبني متوسط عالمات من تعلموها بالطريقة التقليدية.‏ وتعزى زيادة حتصيل طلبة التجريبية<br />

عن نظرائهم يف الضابطة اإىل اأن طريقة املخططات اخلوارزمية:‏ تطور بنيتهم املفاهيمية<br />

التي اأظهرتها املخططات اخلوارزمية املتشعبة ومتعددة الدورانات التي استخدمها الطلبة<br />

يف حل املسائل املقدمة لهم،‏ وحملهم مسئولية مفاهيم املادة املتعلمة مما عزز اإتقانهم<br />

لتعلمها،‏ وتوفري تغذية راجعة فورية بعد اإجراء كل معاجلة،‏ مما وفر فرصاً‏ اأفضل لتعلم<br />

الطلبة،‏ ومتكني املعلم من حتليل اأدائهم اأوالً‏ باأول مما حسن حتصيلهم يف الفيزياء،‏ واأن هذه<br />

الطريقة اإرشادية تشخيصية تقوميية،‏ مما ولد لديهم رغبة وحماسة التباعها يف التعلم،‏ اإذ<br />

اأكسبتهم قدرة كبرية على الرتكيز واالنتباه،‏ وعزز ثقتهم باأنفسهم مما انعكس اإيجابيا على<br />

حتصيلهم.‏ واتفقت هذه النتيجة مع دراسات كل)‏Rusbult,2002‎‏)‏ ،)Domelen,2002)،<br />

و)‏Telaro,2003‎ ،)Schmi and و)‏Soyibo,2005‎ ،)Esiobu and و)‏et Francisco<br />

(Cliburn and Joseph, و.(‏‎2007‎ ،)Horton, و)‏‎2007‎ ،)Coopla, و)‏‎2006‎ ،)al,2005<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية:‏<br />

اأظهرت النتائج املتعلقة بالفرضية السادسة وجود فروق دالة اإحصائياً‏ بني متوسط<br />

عالمات الطلبة على مقياس دافع االجناز يف الفيزياء ممن تعلموها باملخططات اخلوارزمية،‏<br />

وبني متوسط عالمات من تعلموها بالطريقة التقليدية.‏ ويعزى حتسن دافع االجناز ومفهوم<br />

الذات وتقليل قلق االختبار اإىل اأن:‏ مدة استخدام طريقة املخططات اخلوارزمية اأطول مما<br />

حسن اجلانب املعريف لطلبة التجريبية،‏ وعزز تعلمهم ورفع مستوى حتصيلهم،‏ واأشعرهم<br />

باهتمام املعلم باالأهداف التي مل يحققوها،‏ وشعورهم بجهد املعلم الإفهامهم ورفع<br />

حتصيلهم،‏ مما جنبهم كثرياً‏ من الضغوط النفسية واالجتماعية،‏ وحسن مستوى ‏صحتهم<br />

العقلية،‏ ورفع معنوياتهم،‏ وجعلهم اأكرث تفاوؤال وتوقعا للنجاح.‏ وتتفق نتيجة هذا البحث<br />

مع دراسة 2006( Bower, )Hirumi and<br />

111


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة:‏<br />

اأظهرت نتائج البحث اأنه يوجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطات مفهوم الذات لطلبة<br />

الصف التاسع الذين تعلموا الكهرباء املتحركة بطريقة املخططات اخلوارزمية ونظرائهم<br />

الذين تعلموها بالطريقة التقليدية.‏ ومبا اأن متوسط اأداء التجريبية)‏‎253.4‎‏(‏ اأكرب من متوسط<br />

اأداء الضابطة )179.8(، مما يدل على وجود اأثر اإيجابي لطريقة املخططات اخلوارزمية<br />

على مفهوم ذات الطلبة نحو الفيزياء.‏ وتعزى هذه النتيجة اإىل تركيز طريقة املخططات<br />

اخلوارزمية على العمل يف جمموعات مما يعطي الطلبة فرصة التعاون،‏ واالنسجام،‏ والتحدث<br />

مع اأقرانهم دون خوف اأو خجل،‏ واعتمادهم على اأنفسهم يف التوصل اإىل املعلومات مما<br />

يعزز ثقتهم بها وباأنفسهم من حيث القدرة على تعلمها،‏ واإعطائهم فرصة تصحيح اأخطائهم<br />

واأخطاء زمالئهم الطلبة مما مينحهم فرصة التعبري بالشكل السليم.‏ وتتفق هذه النتيجة مع<br />

دراسة al,2007( .)Jegede et<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة:‏<br />

اأظهرت نتائج البحث اأنه يوجد فروق دالة اإحصائياً‏ بني متوسطات اأداء املجموعتني<br />

التجريبية والضابطة على مقياس قلق االختبار،‏ مما يدل على وجود اأثر اإيجابي لطريقة<br />

املخططات اخلوارزمية على تدين قلق االختبار لدى طلبة الصف التاسع يف الفيزياء.‏ وتعزى<br />

هذه النتيجة اإىل نسبة الرسوب املنخفضة،‏ والتي تبلغ)‏‎%5‎‏(‏ واملعتمدة من وزارة الرتبية<br />

والتعليم العايل،‏ مما قلل من قلق االختبار لدى معظم الطلبة.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية اخلامسة:‏<br />

اأظهر البحث اأنه ال يوجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات حتصيل<br />

طالب وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الذين تعلموها باملخططات<br />

اخلوارزمية.‏ ويعزى تفوق االإناث على الذكور الأسباب عديدة،‏ منها:‏ تفاعل الطالبات ايجابيا<br />

مع طريقة التدريس اجلديدة التي اأعطت للتدريس ‏شكال جديدا ودافعا وحافزا الإبداء اأفضل<br />

ما عندهن للحصول على تفوق واضح،‏ وترصف الطالبات وقتا اأكادمييا يف التعلم اأكرث من<br />

الطالب بحكم طبيعة املجتمع الذي يفرض عليهن قضاء معظم وقتهن يف البيت مما يدفعهن<br />

الستثماره يف التعلم الإثبات ذاتهن،‏ وتعزيز دورهن االأرسي واالجتماعي يف جمتمع الرجال<br />

الذي يعشن فيه،‏ وتوفر لهن دافعية قوية للتعلم اأكرث من الطالب.‏ وتختلف هذه النتيجة مع<br />

نتيجة دراسة دوملني)‏Domelen,2002‎‏(‏ التي اأظهرت اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائياً‏ يف<br />

حتصيل الطلبة الذين تعلموا باإسرتاتيجية اإتقان التعلم تعزى للجنس.‏ وتعزى هذه النتيجة<br />

112


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اأيضا اإىل اأن دافعية الطالبات للتعلم اأكرث من دافعية الطالب،‏ اإذ اأتيحت الفرصة اليوم لالإناث<br />

للحصول على اأعلى الدرجات العلمية،‏ واقتحمت املجاالت التي كانت حتى وقت وجيز تعترب<br />

قارصة على الذكور دون االإناث.‏<br />

وتتفق نتائج هذا البحث مع نتائج بعض الدراسات التي استخدمت طرائق حديثة<br />

يف تدريس العلوم عدا طريقة املخططات اخلوارزمية،‏ كدراسة كلبونه)‏‎2003‎‏(‏ واملرصي<br />

)2003(، بينما اختلفت مع دراسة رداد )2000(.<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية السادسة:‏<br />

اأظهرت نتائج البحث اأنه توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي دافع اجناز طالب<br />

وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الذين تعلموها بطريقة املخططات<br />

اخلوارزمية،‏ وكان الفارق لصالح االإناث.‏ وتعزى هذه النتيجة اإىل اأن طلبة املجموعة<br />

التجريبية من االإناث كانت مشاركتهن فاعلة يف الوصول اإىل املعلومات وحل املشكالت<br />

واملسائل اأكرث بكثري من مشاركة الذكور،‏ من خالل حل املسائل املقدمة لهن،‏ وتصحيح<br />

اإجاباتهن،‏ وربط املعلومات اجلديدة مبعرفتهن السابقة بشكل منظم ومتسلسل،‏ وربطها<br />

يف حياتهن اليومية،‏ وممارستهن لبعض االأنشطة نظريا وعمليا،‏ وظهر ذلك بشكل واضح<br />

يف املخططات اخلوارزمية التي وضعوها،‏ مما ‏ساهم يف جعل االإناث اأكرث فهما وتركيزا<br />

وتنظيما للمعلومات وتعلمها تعلما نشطا من الذكور.‏ اإضافة اإىل اأن طلبة املجموعة الضابطة<br />

ذكورا واإناثا تلقوا املعلومات بطريقة تلقينية دون املشاركة الفاعلة يف الوصول اإليها اأو<br />

املمارسة النشطة لهذه املعلومات،‏ مما جعلهم يبذلون جهدا اأكرب من اأفراد التجريبية يف<br />

حفظها،‏ واسرتجاعها،‏ واحلصول على املستوى نفسه من التحصيل.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية السابعة:‏<br />

اأظهرت نتائج البحث اأنه توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي مفهوم ذات طالب<br />

وطالبات الصف التاسع يف وحدة الكهرباء املتحركة الذين تعلموها بطريقة املخططات<br />

اخلوارزمية،‏ وكان الفارق لصالح االإناث.‏ وتعزى هذه النتيجة اإىل اأن طالبات املجموعة<br />

التجريبية اأكرث من الطالب يف فرص املشاركة الفاعلة يف التوصل اإىل املعلومات العلمية<br />

يف اأثناء مناقشة اإجابات زمالئهم،‏ ومنحهم فرصة اإجراء التجارب،‏ والعمل يف جمموعات،‏<br />

وتفسري اأوراق العمل املطلوبة يف تنفيذ االأنشطة،‏ بينما طلبة املجموعة الضابطة تلقوا<br />

املعلومات بالتلقني،‏ ومل يكن لديهم دور كبري يف حتليل وتفسري الظواهر العلمية املدروسة<br />

والتوصل اإىل املعلومة العملية وربطها بخرباتهم السابقة.‏<br />

113


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثامنة:‏<br />

اأظهر نتائج البحث اأنه توجد فروق دالة اإحصائية بني متوسطات اأداء الطالب<br />

والطالبات على مقياس قلق االختبار،‏ وكان الفارق لصالح االإناث.‏ وتعزى هذه النتيجة<br />

اإىل تداخل جمموعة من العوامل:‏ منها اأن االإناث اأكرث حساسية من الناحية االنفعالية،‏<br />

وتاأثرا باملواقف الصعبة كموقف االختبار،‏ وقد يكون ذلك راجعا اإىل كونهن اأكرث اإحساسا<br />

باملسؤولية التي يقتضيها موقف االختبار والرغبة يف النجاح،‏ اأو اأنهن اأبدين استعدادا اأكرب<br />

للتعبري عن قلقهن من الذكور الذين يقاومون االعرتاف بقلقهم ‏رصاحة،‏ الأن ذلك ينتقص<br />

من مركزهم كرجال يف جمتمع ذكوري،اأو للمرحلة العمرية)املراهقة(‏ حيث تواجه االإناث<br />

‏صعوبات ومشكالت يف البلوغ اأكرث من الذكور،‏ اأو املرحلة اجلديدة التي يعايشنها ‏)اإثبات<br />

الوجود(‏ وحتقيق الذات من خالل تعليمهن،‏ واكتسابهن لالأدوار اجلديدة امللقاة على عاتقهن<br />

فهن يسعني اإىل فرض املساواة مع الذكور،‏ وحتسني مستقبلهن التعليمي،‏ واملهني،‏ واالأرسي<br />

مما يجعلهن اأكرث قلقا يف مواقف التقومي،‏ وبهذا فهن يعايشن كثرياً‏ من اخلربات املحبطة،‏<br />

واأسلوب الرتبية يف جمتمعنا العربي الذي يؤثر على كيفية اإدراكهن للمواقف عامة،‏ ومواقف<br />

االختبار خاصة.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية التاسعة:‏<br />

اأظهرت النتائج اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائيا يف حتصيل طلبة الصف التاسع<br />

يف الفيزياء الذين تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية العاشرة:‏<br />

اأظهرت النتائج اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائيا يف دافع اإجناز طلبة الصف التاسع<br />

يف الفيزياء الذين تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية احلادية عشرة:‏<br />

اأظهرت النتائج اأنه ال يوجد فروق دالة اإحصائيا يف مفهوم ذات طلبة الصف التاسع<br />

يف الفيزياء الذين تعلموها بطريقة املخططات اخلوارزمية تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس.‏<br />

114


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثانية عشرة:‏<br />

اأظهرت النتائج اأنه ال توجد فروق دالة اإحصائيا يف قلق االختبار لدى طلبة الصف<br />

التاسع يف الفيزياء الذين تعلموها باملخططات اخلوارزمية،‏ تعزى اإىل التفاعل بني طريقة<br />

التدريس واجلنس.‏<br />

وال توجد دراسات وبحوث ‏سابقة يف حدود اطالع الباحث تقارن معها نتائج<br />

الفرضيات التاسعة والعارشة واحلادية عرشة والثانية عرشة من حيث االتفاق واالختالف<br />

مع هذه النتيجة.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة عشرة:‏<br />

واأظهر البحث انه ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات طلبة الصف<br />

التاسع الذين تعلموا الفيزياء بطريقة املخططات اخلوارزمية على اختباري التحصيل<br />

الفوري واملؤجل.‏ ويعزى احتفاظ الطلبة مبحتوى مادة الفيزياء اإىل اأن طريقة املخططات<br />

اخلوارزمية:‏ تعطي فرصا عديدة لالستجابة،‏ وتوفر وقتا للمعلم الإرشاك الطلبة بفاعلية<br />

عالية يف عملية التعلم واالإفادة من خرباتهم السابقة،‏ وتقيس اأدائهم على نحو منظم ومستمر<br />

مما ميكنهم من التعلم ذي معنى،‏ الأنها تعالج نقاط الضعف،‏ وتعزز نقاط القوة اأوالً‏ باأول،‏<br />

فتكون لدى الطلبة بنية معرفية ‏سليمة وراسخة ومتماسكة،‏ مما مكنهم من التغلب على<br />

‏صعوبات تعلم الفيزياء،‏ واالحتفاظ باملعلومات املتعلمة الأطول فرتة ممكنة)توق ورفيقه،‏<br />

.)126 :1999<br />

ويعزى احتفاظ الطلبة مبحتوى مادة الفيزياء اإىل اأن طريقة املخططات اخلوارزمية:‏<br />

تعطي فرصا عديدة لالستجابة،‏ وتوفر وقتا للمعلم الإرشاك الطلبة بفاعلية عالية يف عملية<br />

التعلم واالإفادة من خرباتهم السابقة،‏ وتقيس اأدائهم على نحو منظم ومستمر مما ميكنهم<br />

من التعلم ذي معنى،‏ الأنها تعالج نقاط الضعف،‏ وتعزز نقاط القوة اأول باأول،‏ فتكون لدى<br />

الطلبة بنية معرفية ‏سليمة وراسخة ومتماسكة،‏ مما مكنهم من التغلب على ‏صعوبات تعلم<br />

الفيزياء،‏ واالحتفاظ باملعلومات املتعلمة الأطول فرتة ممكنة)توق ورفيقه،‏‎1999‎‏(.‏ وال<br />

توجد دراسات وبحوث ‏سابقة يف حدود اطالع الباحث تقارن معها هذه النتيجة من حيث<br />

االتفاق واالختالف مع هذه النتيجة.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية الرابعة عشرة:‏<br />

واأظهر البحث انه ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات طلبة الصف<br />

التاسع الذين تعلموا الفيزياء بطريقة املخططات اخلوارزمية على مقاييس دافع االجناز يف<br />

الفيزياء الفوري واملؤجل.‏ وتعزى هذه النتيجة اإىل اأن استخدام املخططات اخلوارزمية متكن<br />

115


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

الطالب من املادة املتعلمة،‏ وتكسبهم بنية مفاهيمية اأكرث متاسكا وثباتا،‏ وقد كشف عن<br />

ذلك استخدام الطالب خمططات خوارزمية مركبة واأكرث تنظيما وتفرعا ومنطقية،‏ ومكنتهم<br />

من ترتيب اأفكارهم وجدولتها جدولة عملية مما عزز لديهم القدرة على الرتابط املنطقي،‏<br />

وتسلسل املفاهيم بشكل ذي معنى،‏ وزيادة اإملامهم ومتكنهم من املحتوى املفاهيمي،‏<br />

واألفتهم له،‏ االأمر الذي اأدى اإىل التعلم ذي املعنى،‏ وتذويت املادة املتعلمة،‏ ويساعدهم<br />

على استنباط االأفكار اجلديدة والتنبؤ بعالقات مل يكونوا يعرفونها من قبل،‏ مما ‏ساعد على<br />

رسوخ املفاهيم لدى الطالب واالحتفاظ بها،‏ واسرتجاعها وتذكرها باأقل جهد ممكن،‏ مما<br />

اأسهم يف تقليل مستوى التوتر والقلق لديهم،‏ وعزز التذكر واالحتفاظ بدافع اإجنار مرتفع.‏<br />

وتعزى هذه النتيجة اأيضا اإىل اأن استخدام املخططات اخلوارزمية ‏ساعد الطلبة<br />

على روؤية العلم من وجهة النظر البنائية كوسيلة مفيدة للتعلم،‏ مما انعكس ايجابيا على<br />

تفاعلهم مع طريقة املخططات اخلوارزمية،‏ واأكد على دورهم يف العملية التعليمية التعلمية،‏<br />

االأمر الذي اأشبع حاجاتهم املتمثلة يف اإثبات الذات،‏ ورفع من مستوى تقديرهم لذواتهم،‏<br />

واأوجد عندهم ‏شعوراً‏ من الراحة واالستقرار،‏ والرضا النفسي،‏ وعزز دوافعهم الداخلية نحو<br />

الفيزياء.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية اخلامسة عشرة:‏<br />

واأظهر البحث انه ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات طلبة الصف<br />

التاسع الذين تعلموا الفيزياء بطريقة املخططات اخلوارزمية على مقياس مفهوم الذات نحو<br />

مادة الفيزياء الفوري واملؤجل.‏ وتعزى هذه النتيجة اإىل اأن استخدام طريقة املخططات<br />

اخلوارزمية ‏سهل عليهم تعلم الفيزياء واالحتفاظ بها،‏ وساعدهم على تعلم كيف يتعلمون،‏<br />

مما اأدى اإىل تنمية مهارتهم العقلية،‏ وزاد من قدرتهم على التفكري،‏ مما زاد من مفهوم<br />

ذاتهم عامة ومفهوم ذاتهم االأكادميي واالجتماعي والنفسي،‏ فلوحظ زيادة يف اإقبالهم على<br />

دراسة الفيزياء وتفاعلهم معها،‏ خاصة اأن هذه االإسرتاتيجية مكنتهم من التمثيل البرصي،‏<br />

والسيطرة والتحكم يف فهمهم للمفاهيم اجلديدة والعالقات بينها.وتتعارض هذه النتيجة<br />

مع دراسات كل من رداد)‏‎200‎‏(‏ واملرصي)‏‎2003‎‏(.‏<br />

مناقشة النتائج املتعلقة بالفرضية السادسة عشرة:‏<br />

واأظهر البحث انه ال توجد فروق دالة اإحصائيا بني متوسطي عالمات طلبة الصف<br />

التاسع الذين تعلموا الفيزياء بطريقة املخططات اخلوارزمية على مقياس قلق االختبار يف<br />

مادة الفيزياء الفوري واملؤجل.‏ وتعزى هذه النتيجة اإىل استخدام املخططات اخلوارزمية<br />

مكن الطلبة من ترتيب اأفكارهم وجدولتها جدولة عملية مما عزز لديهم القدرة على الرتابط<br />

116


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املنطقي،‏ وتسلسل املفاهيم بشكل ذي معنى،‏ وزيادة اإملامهم ومتكنهم من املحتوى<br />

املفاهيمي،‏ والفتهم له،‏ االأمر الذي اأدى اإىل التعلم ذي املعنى،‏ وتذويت املادة املتعلمة،‏<br />

وساعدهم على استنباط االأفكار اجلديدة والتنبؤ بعالقات مل يكونوا يعرفونها من قبل،‏ مما<br />

‏ساعد على رسوخ املفاهيم لدى الطالب واالحتفاظ بها،‏ واسرتجاعها وتذكرها باأقل جهد<br />

ممكن،‏ مما اأسهم يف تقليل مستوى التوتر والقلق لديهم،‏ وعزز التذكر واالحتفاظ بدافع اإجنار<br />

مرتفع.‏<br />

التوصيات:‏<br />

استنادا اإىل نتائج هذا البحث التي اأظهرت وجود اأثر لطريقة املخططات اخلوارزمية<br />

يف حتسن حتصيل الطلبة ودافع اإجنازهم ومفهوم ذاتهم واالحتفاظ باملادة املتعلمة،‏<br />

وتدين قلق االختبار،‏ يوصي الباحث واضعي املناهج ومطوريها بتبني طريقة املخططات<br />

اخلوارزمية يف بناء املادة التعليمية وتنظيمها يف املنهج،‏ وكذلك تتحقق من اإتقانهم<br />

للمادة اأوالً‏ باأول مستخدمة تقومياً‏ بنائياً‏ نشطاً‏ ومنظماً‏ ومستمراً.‏ ويوصي مديرية التدريب<br />

والتاأهيل واالإرشاف الرتبوي بعقد دورات تدريبية مستمرة ملعلمي ومعلمات ومرشيف<br />

ومرشفات الفيزياء خاصة والعلوم الطبيعية عامة يف طرائق تدريسية جديدة،‏ ومنها<br />

املخططات اخلوارزمية.‏<br />

117


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً‏ - املراجع العربية:‏<br />

118<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

بلقيس،‏ اأحمد)‏‎1988‎ (. حتليل االأداء املاهر.‏ االأنروا،‏ اليونسكو،‏ عمان االأردن.‏<br />

توق،‏ حمي الدين،‏ وعدس،‏ عبد الرحمن)‏‎1990‎ ‏(.اأساسيات علم النفس الرتبوي،‏ عمان:‏<br />

مركز الكتب االأردين.‏<br />

جامعة القدس املفتوحة)‏‎1995‎ (. طرائق التدريس والتدريب العامة،‏ القدس:‏ فلسطني.‏<br />

زيتون،‏ عايش حممود)‏‎1996‎ (. اأساليب التدريس اجلامعي،‏ عمان:‏ دار الرشوق للنرش<br />

والتوزيع.‏<br />

زيتون،‏ كمال عبد احلميد)‏‎2000‎ (. تدريس العلوم من منظور البنائية،‏ االإسكندرية:‏<br />

املكتب العلمي للكمبيوتر والنرش والتوزيع.‏<br />

الزيود،‏ غسان عبد الكرمي)‏‎2002‎ (. فاعلية برنامج اإرشادي جمعي لتخفيض قلق<br />

االمتحان لدى عينة من طلبة الصف االأول الثانوي يف مدارس حمافظة الزرقاء،رسالة<br />

ماجستري غري منشورة،‏ اجلامعة الهاشمية،‏ الزرقاء،االأردن.‏<br />

‏صواحله،‏ حممد اأحمد)‏‎1990‎ ‏(.عالقة مستوى مفهوم الذات وشكل التغذية الراجعة<br />

بفاعلية تعلم مفاهيم علمية لدى طالب الصف الثاين االإعدادي يف االأردن،‏ رسالة<br />

دكتوراه غري منشورة،جامعة عني ‏شمس،‏ القاهرة،‏ جمهورية مرص العربية.‏<br />

عبيد،‏ وليد،‏ واملفتي جمدي)‏‎1992‎ ‏(.تربويات الرياضيات،‏ مكتبة االأجنلو املرصية،‏<br />

القاهرة،‏ مرص.‏<br />

عوده،‏ اأحمد ‏سليمان،‏ وملكاوي،‏ فتحي حسن)‏‎2005‎ (. اأساسيات البحث العلمي يف<br />

الرتبية والعلوم االإنسانية،‏ مكتبة الكتاين،‏ اربد.‏<br />

كاظم،‏ اأحمد خريي،‏ وزكي،سعد يس)‏‎2003‎ (. تدريس العلوم،‏ دار النهضة العربية،‏<br />

القاهرة.‏<br />

كلبونه،‏ غادة روحي)‏‎2003‎ (، اأثر استخدام املنحى التفسريي على حتصيل طلبة الصف<br />

التاسع يف الكيمياء ومفهوم الذات لديهم يف املدارس احلكومية مبحافظة نابلس،‏<br />

رسالة ماجستري غري منشورة،‏ نابلس،‏ فلسطني.‏<br />

املرصي،‏ حياة ‏صبحي)‏‎2003‎ (. اأثر استخدام اإسرتاتيجية اخلرائط املخروطية على<br />

حتصيل طلبة الصف التاسع يف مادة علم احلياة ودافع االجناز لديهم يف املدارس التابعة<br />

لوكالة الغوث يف حمافظة نابلس،‏ رسالة ماجستري غري منشورة،‏ نابلس،‏ فلسطني.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

منصور،‏ عوض،‏ حاللشة،‏ قاسم)‏‎1992‎‏(.‏ املرجع الشامل يف برجمة بيسك،‏ ط‎1‎ ، مكتبة<br />

البشائر للنرش والتوزيع،‏ عمان،‏ االأردن.‏<br />

ياسني،‏ ‏صالح الدين)‏‎1997‎ (. املهارات واخلوارزميات،‏ مادة غري منشورة،‏ جامعة<br />

النجاح الوطنية،‏ نابلس،‏ فلسطني.‏<br />

119<br />

•<br />

•<br />

ثانياً‏ - املراجع اإلجنبية:‏<br />

• Au, K. (1998). Conceptual change from the perspective of multicultural<br />

education. In Guzzetti, B., and Hynd, C.(Eds), Perspectives on conceptual<br />

change: Multiple ways to understand knowledge and learning in a<br />

complex world, pp.117-132, Mahwah, New Jersy: Lawrence Erlbaum<br />

Association.<br />

• Cliburn, J. Jack ,and Joseph , W. (2007). Flowchart to promote meaning<br />

ful learning. Journal of College Science Teaching ,31(4),212-217.<br />

• Coopla, B. P (2006). The university of michgan undergraduate chemistery<br />

curriculum: Instructional strategies and assessment. Journal of Chemical<br />

Education,88,(1),84-94.<br />

• Davis, J. and Jack L. (1996). Problem-Solving Maps: An Integrated<br />

Approach to Teaching the Process of Engineering Problem-Solving.<br />

Unpublished paper, submitted to ASEE Journal of Engineering<br />

Education.<br />

• Decaprio, Sh.A. (2007). Flowcharting: A Method of Problem Solving<br />

,Vol.(VI), Yale-New Haven Teachers Institute.<br />

• Domelen, D.V.(2002). Problem-Solving Strategies: Mapping and<br />

prescriptive methods. ADV Physics Education 26: 204-209.<br />

• Duch, B. (1995). Problem-Based Learning in Physics: The Power of<br />

Students Teaching Students. University of Delaware: About Teaching,<br />

no. 47, p 3.<br />

• Esiobu, G.O. and Soyibo, K.(2005). Effects of flowchart aVee mapping<br />

under three learning modes on students cognitive achievement in ecology<br />

and genetics. Journal of Research in Science Teaching, 44(2),971-995.<br />

• Francisco, J. Nicoll, and Trautmann, M.(2005). Integrating multiple<br />

teaching methods into a general chemistry classroom, Lournal of Chemical<br />

Education,85(5),210-213.


أثر استخدام اخملططات اخلوارزمية في حتصيل<br />

ودافع اجناز ومفهوم ذات وقلق االختبار واالحتفاظ<br />

أ.‏ شحادة مصطفى عبده<br />

• Hirumi, A. and Bower, D.(2006). Enhancing motivation and acquisition<br />

of coordinate concepts by using flowchart. Journal of educational<br />

Research,105(5),273-279.<br />

• Horton,Ph.(2007). An Investigation of effectiveness of flowchart as an<br />

instructional tool. Science Education, 99(1),95-104.<br />

• Jegede, O. , Alaigemole, F. ,and Okebakola, P.(2007). The effects of<br />

flowchart on student Anxiety and Achievement in Biology. Journal of<br />

Research in Science Teaching,52(7),951-960.<br />

• Kelly, G., and Green, J. (1998). The social natural of knowing: toward<br />

a Sociocultural perspective on conceptual change and knowledge<br />

construction. In Guzzetti, B., and Hynd, C.(Eds), Perspectives on<br />

conceptual change: Multiple ways to understand knowledge and learning<br />

in a complex world, pp.145-181, Mahwah, New Jersy: Lawrence Erlbaum<br />

Association.<br />

• Minicucci, C. (1996). Learning science and English: How school reform<br />

advances scientific learning for limited English proficient middle school<br />

students. Santa Cruz, CA: National Center for Research on Cultural<br />

Diversity and Second Language Learning.<br />

• Okebukola, P. (2006). Attaining meaningful learning of concepts in<br />

genetics and ecology: an examination of the potency of the flowchart<br />

technique, Jounal of Research in Science Teaching, 48(5), 493-504.<br />

• Okebukola, P. (2007). Can good flowcharters be good problem solvers in<br />

Science? Jounal of Research in Science Teaching, 52(6), 567-574.<br />

• - Padron, Y.N. (1993). Teaching and learning risks associated with<br />

limited cognitive mastery in science and mathematics for limited English<br />

proficient students. Proceedings of the third national research symposium<br />

on LEP student issues: Focus on middle and high school issues. (Volume<br />

II). Washington, DC: U.S. Department of Education, Office of Bilingual<br />

Education and Minority Languages Affairs.<br />

Reyhner, J., & Davison, D.M. (1993).<br />

• Improving mathematics and science<br />

instruction for LEP middle and high school students through language<br />

activities. Proceedings of the third national research symposium on<br />

LEP student issues: Focus on middle and high school issues. (Volume<br />

II). Washington, DC: U.S. Department of Education, Office of Bilingual<br />

Education and Minority Languages Affairs.<br />

120


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

• Rusbult, C.(2002). Strategies for effective teaching, and essential in<br />

models. http// www.asa3.org/ASA/ education/think/Coping.htm<br />

• Schmid, R. and Telaro, G.(2003). Flowchart as instructional strategy for<br />

high school bilogy, Journal of Educational Research, 109(2), 78-85.<br />

• Schmidt , W.H. ,et al. (1996). Splintered vision: An investigation of U.S.<br />

science and mathemat ics education. (Executive Summary) Lansing, MI:<br />

U.S. National Research Center for the Third International Mathematics<br />

and Science Study, Michigan State University.<br />

• Distribution of students Science Achievement (2007). United Nations<br />

Development Programmes Human Development Report ,<br />

• Weatley, Grayson H.(2006), “ Image Maker”, Teaching Children<br />

Mathematics, Florida, USA.<br />

121


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني<br />

احلكومة املؤقتة اجلزائرية ونظريتها<br />

الفرنسية ‏)‏‎1956‎م - ‎1962‎م(‏<br />

د.‏ يوسف قامسي<br />

أستاذ التاريخ المساعد،‏ جامعة قالمة - الجزائر.‏<br />

123 123


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

ملخص:‏<br />

مثلت الثورة اجلزائرية نقطة انعطاف تاريخي يف حياة الشعب اجلزائرية خاصة<br />

واالأمة العربية عامة،‏ اإىل جانب باقي ‏شعوب العامل املكافحة يف ‏سبيل حريتها وسيادة<br />

اأوطانها.‏ تعود اأسباب ذلك اإىل جمموع املبادئ والقيم االإنسانية التحررية التي حملتها؛<br />

مما جعلها مثاال حيا يف تغذية القيم الفكرية والسياسية العاملية،‏ واإثراء الرتاث االإنساين...‏<br />

وقد مكنها ذلك من اأن حتظى بالتقدير واالإجالل على غرار باقي الثورات العاملية الكربى.‏<br />

ومما ‏شد انتباه املراقبني واملحللني يف هذه الثورة اإىل جانب ملحمة البطولة والتضحية<br />

فصول املعركة الدبلوماسية التي قادتها احلكومة املؤقتة اجلزائرية ‏ضد نظريتها الفرنسية<br />

العتيدة،‏ ثم قدرتها على اخلروج مبكاسب ‏ضمنت لها حتقيق اأهدافها؛ ممثلة اأساسا يف ‏ضمان<br />

االعرتاف الفرنسي بحقوق الشعب اجلزائري يف حتقيق مصريه بحرية ثم االستقالل.‏ يف هذه<br />

الورقة متابعة لفصول هذه املعركة،‏ جذورها،‏ ومراحلها،‏ ونتائجها وكذا مكاسبها...‏<br />

124


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

The Algerian revolution represented a turning point in the life of the<br />

Algerian people particularly and the Arab nations generally in addition to all<br />

other world nations seeking their countries freedom and authority.<br />

This is due to the principles and liberation human values that it contained<br />

which made it stand as a living example in enriching the international<br />

intellectual and political values and the human cultural heritage. All this<br />

made the Algerian revolution gain appreciation and respect similar to the<br />

other great international revolutions. Furthermore, what interested observers<br />

and analysts in this revolution, in addition to its being an epic of heroism and<br />

sacrifice, is the political straggle, that the Algerian temporary government<br />

led against its French counterpart and its ability to obtain gains from this<br />

battle. This guaranteed the realization of its objectives represented in getting<br />

the French acknowledgement of the rights of the Algerian people in the<br />

realization of their freedom and political independence. This paper tries to<br />

follow the chapters of this battle its roots, stages, results and gains.<br />

125


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

مقدمة:‏<br />

لقد مثلت ثورة اأول نوفمرب ترشين الثاين‎1954‎م نقطة انعطاف نوعي يف نضال<br />

الشعب اجلزائري،‏ من اأجل استعادة حريته واستقالله املصادرين.‏ و كانت هذه الثورة مثاالً‏<br />

حياً‏ ومنوذجاً‏ فريداً‏ من حيث تنوع قيمها واأبعادها التحررية،‏ وثراء مضمونها الفكري<br />

والسياسي...‏ االأمر الذي جعلها حمط االأنظار واالإعجاب،‏ ومثال االقتداء والتاأسي لكثري<br />

من ‏شعوب العامل واأحراره ورشفائه.‏ ولعل اأهم جانب ‏شد اهتمام املراقبني،‏ والباحثني،‏<br />

واملحللني - اإىل جانب معركة البطولة والتضحية وروح االستشهاد - تلك املعركة<br />

الدبلوماسية الرضوس التي خاضتها جبهة التحرير الوطني عرب هيئاتها القيادية<br />

السياسية والدبلوماسية؛ ممثلة بشكل خاص يف احلكومة اجلزائرية املؤقتة ‏ضد احلكومة<br />

الفرنسية ودبلوماسيتها العتيدة - ‏صاحبة السطوة والقدم الراسخ يف العالقات الدولية-‏<br />

ومن االأدوات املستعملة يف اإدارة الرصاع،‏ على ‏سبيل املثال ال احلرص:‏ احلرب النفسية و<br />

االستخباراتية،‏ والدعاية االإعالمية،‏ والرصاع الفكري واحلضاري...‏ وغريها.‏<br />

وعلى الرغم من اختالل ميزان القوة وعدم التكافؤ بني الطرفني؛ عدة وعتادا وحلفاء،‏<br />

فاإن االأصالة الثورية التي استندت عليها الدبلوماسية اجلزائرية،‏ وااللتفاف اجلماهريي،‏<br />

وسلسلة االنتصارات العسكرية يف امليدان،‏ ناهيك عن االأخالقية العالية وعدالة القضية<br />

واإنسانيتها،‏ فضال عن دعم االأشقاء العرب،‏ وتعاطف االأصدقاء والرشفاء...‏ كل هذه العوامل<br />

واملحفزات؛ اأهلت دبلوماسية احلكومة اجلزائرية املؤقتة الأن تكسب الرهان،‏ وحتقق<br />

االنتصار ‏ضد اأعتى قوة غاشمة عرفها التاريخ االستعماري احلديث واملعارص ‏!!؟<br />

يف هذه الورقة ‏سيرتكز احلديث والبحث على رصد مراحل نساأة دبلوماسية الثورة<br />

وتطورها،‏ وبيان اأهم اخلطوات واملراحل التي قطعتها يف ‏سبيل تدويل القضية اجلزائرية،‏<br />

من خالل متابعة تاريخية علمية،‏ وحتليل موضوعي،‏ لفصول هذه املنازلة السياسية<br />

الدبلوماسية بني الطرفني يف الفرتة بني )1962-1956( م.‏ معتمدا املنهج التاريخي<br />

التحليلي يف املعاجلة.‏ فما اأهم نقاط القوة التي اأهلت احلكومة املؤقتة اجلزائرية الفتكاك<br />

االعرتاف الفرنسي بحق الشعب اجلزائري يف تقرير مصريه؟ وكيف اأدارت معركة التدويل<br />

واملفاوضات االأخرية باقتدار؛ لصالح اإقرار االستقالل الوطني،‏ وضمان ‏سيادة كامل<br />

االأرض،‏ ووحدة الشعب؟..‏<br />

126


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وقد قسمنا الدراسة اإىل اأربعة مباحث جاءت على النحو االتى:‏<br />

1- ظروف تاأسيس احلكومة اجلزائرية املؤقتة واأهميتها.‏<br />

2- مراحل العمل الدبلوماسي للحكومة املؤقتة...‏<br />

3- دبلوماسية احلكومة املؤقتة...‏ وتدويل القضية اجلزائرية.‏<br />

– 4 معركة املفاوضات...‏ واالستقالل )1962-1960( م<br />

اآمل اأن يجد دارسو التاريخ،‏ واملهتمني بالثورة التحريرية اجلزائرية،‏ وكذا املكافحني<br />

يف ‏سبيل حقوقهم وحريتهم يف الوطن العربي وخارجه...‏ يف هذه الدراسة املتواضعة ما<br />

يساعدهم على فهم طبيعة هذه املعركة،‏ ووسائل الرصاع واأطرافه اخلفية؛ احلائلة دون<br />

نهضة االأمة،‏ وحقها املرشوع يف احلرية والرقي واالزدهار...‏ ماضيا وحارضا.‏<br />

املبحث األول:‏<br />

تأسيس احلكومة اجلزائرية املؤقتة )19 سبتمرب أيلول ‎1958‎م(‏<br />

1- ظروف النشاأة:‏<br />

اإن من االأحداث املهمة يف تاريخ الثورة اجلزائرية انعقاد مؤمتر الصومام يوم 20<br />

اآب اأغسطس ‎1956‎م؛ ذلك اليوم الذي ‏شهد قبل ‏سنة خلت الهجومات الكاسحة التي ‏شنها<br />

جيش التحرير الوطني على معظم مدن و قرى الشمال القسنطيني يف املنطقة الثانية،‏ بقيادة<br />

البطل الشهيد زيغود يوسف،‏ وكان قادة الثورة الذين فجروا الفاحت من نوفمرب‎1954‎م قد<br />

اتفقوا على اللقاء يف اأول فرصة ‏سانحة لدراسة انطالقة الثورة وتقومي نتائجها،‏ والتخطيط<br />

ملا ياأتي من املراحل القادمة..،‏ ومل تتحقق لهم هذه االأمنية يف عام ‎1955‎م؛ نظرا للظروف<br />

)1(<br />

الصعبة التي واجهتها الثورة يف امليدان،‏ لكن العام املوايل كان مناسبا.‏<br />

يف ‏سياق املتابعة ملؤمتر الصومام ‎1956‎م والتطرق لنتائجه واأثرها على السياسة<br />

التي اتبعتها جبهة التحرير الوطني يف قيادة الثورة التحريرية...‏ يطرح التساوؤل الذي<br />

يتبادر اإىل االأذهان وهو:‏ هل كانت نتائج مؤمتر الصومام ‎1956‎م بداية التاأسيس للحكومة<br />

اجلزائرية املؤقتة ؟ من املؤكد اأن املؤمتر املذكور اأنساأ املجلس الوطني للثورة اجلزائرية؛<br />

الذي حدد التوجهات الكربى للثورة واآفاقها،‏ كما اأرسى قاعدة املؤسسات الوطنية التنفيذية<br />

ولواحقها املؤطرة للثورة،‏ واملهياأة لتسيري البلد يف ظل دولة االستقالل القادمة،‏ كما اأنساأ<br />

127


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

جلنة ‏سميت:‏ جلنة التنسيق والتنفيذ.)‏ (، بذلك بدا املؤمتر الهيئة الوحيدة القادرة على اإقرار<br />

وقف اإطالق النار.‏ وقد اأنيطت بلجنة التنسيق والتنفيذ مهمة تنسيق العمل و تنفيذ قرارات<br />

املجلس الوطني للثورة،‏ اإىل جانب التزام قادة الواليات كمسئولني اأمامها،‏ وهي بدورها<br />

)2(<br />

مسؤولة اأمام املجلس الوطني املذكور.‏<br />

لقد ظلت فكرة تاأسيس حكومة مؤقتة جزائرية تراود النفوس وتختمر يف االأذهان منذ<br />

العام ‎1956‎م؛ ويف ‏سنة ‎1957‎م طرحت القضية للنقاش بصورة جدية،‏ فاتخذ املجلس<br />

الوطني للثورة اجلزائرية يف 27 من ‏شهر اآب اأغسطس ‎1957‎م،‏ قراراً‏ فوض مبوجبه للجنة<br />

التنسيق والتنفيذ تاأليف حكومة جزائرية مؤقتة.‏ )3( مؤكدا باأن كون الدولة اجلزائرية يف<br />

حالة حرب ال يغري من وجهة نظر القانون الدويل ‏شيئاً‏ يف وجودها الرسمي كدولة،‏ اإىل<br />

جانب استناده يف ذلك اإىل اأن املستعمرات تتمتع طبقا مليثاق االأمم املتحدة مبركز خاص،‏<br />

و ليست جزءا من امليرتوبول.)‏ ) على اعتبار اأن حروب تصفية االستعمار هي مبثابة<br />

حروب دولية.‏ ولذا فانه وطبقا لكل ذلك تعترب اجلزائر قد اأعيدت اإىل الوجود مبوجب الترصيح<br />

الذي اأصدرته جلنة التنسيق والتنفيذ بتلقيها تفويضا للسلطات من املجلس الوطني للثورة<br />

اجلزائرية يف 19 ‏سبتمرب اأيلول ‎1958‎م؛ وقد تضمن هذا االأخري االإعالن عن عودة احلكومة<br />

)4(<br />

املؤقتة للجمهورية اجلزائرية ملزاولة مهماتها الوطنية.‏<br />

فهل كانت هذه هي االنطالقة والبداية الفعلية الإنشاء احلكومة املؤقتة اجلزائرية ؟ اأم<br />

اأن هناك دوافع وخلفيات اأخرى ‏ساعدت على ظهورها ؟ وما مالبسات نساأة هذه احلكومة ؟<br />

وما االأدوار التي اضطلعت بها ؟<br />

يف منتصف عام ‎1958‎م،‏ كان الوضع العام للثورة مصدر قلق متزايد لقيادات<br />

اجلبهة؛ بفعل مستجدات كثرية على الساحة:‏ قيادات عاجزة عن اتخاذ املبادرات الالزمة،‏<br />

وبحث حلول ناجعة للمشكالت املطروحة،‏ وقدرة اجليش الفرنسي على التكيف مع حرب<br />

العصابات،‏ والزج بوحدات اأكرث فعالية ملقاومة جيش التحرير الوطني...‏ االأمر الذي جعل<br />

كرمي بلقا ‏سم – رئيس الدائرة احلربية بالثورة – يغري من موقفه،‏ معرتفاً‏ بخطورة الوضع.‏<br />

يف الفرتة نفسها ‏شهدت الساحة الفرنسية اأحداثا مهمة للغاية:‏ توجت بعودة اجلرنال ‏شارل<br />

ديغول اإىل احلكم وتسلمه السلطة يف 01 جوان يونيو‎1958‎ م...‏ هذه االأوضاع واملستجدات<br />

دفعت قيادة الثورة اإىل اتخاذ مبادرة جديدة لتحرير العمل الثوري من املاأزق الذي اآل اإليه،‏<br />

وبات من الالزم على اجلبهة،‏ وكذا جلنة التنسيق والتنفيذ؛ اأن يضعا كل ذلك يف االعتبار<br />

)5(<br />

لتحديد مهماتهما وتوجهاتهما املستقبلية.‏<br />

128


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

2 من جلنة التنسيق والتنفيذ...‏ اإىل احلكومة اجلزائرية املوؤقتة<br />

تورد املصادر التاريخية اأنه يف املؤمتر الثاين للمجلس الوطني للثورة الذي انعقد يف<br />

اآب اأغسطس ‎1957‎م اتخذ قرار يقضي برفع عدد اأعضاء املجلس من 34 اإىل 54 عضوا،‏<br />

وعدد اأعضاء جلنة التنسيق والتنفيذ من 5 اإىل 14- منهم فرحات عباس كعضو اأساسي،‏<br />

وبوضياف،‏ واأحمد بن بله،‏ ورابح بيطاط،‏ وحسني اآيت اأحمد كاأعضاء ‏رشفيني.هذه اللجنة<br />

اأنشئت بتفويض من جملس احلكومة املؤقتة للجمهورية اجلزائرية بتاريخ 19 ‏سبتمرب-‏<br />

اأيلول ‎1958‎م برئاسة فرحات عباس.‏ ويف اجتماعها بالتاريخ نفسه،‏ اأعلنت جلنة التنسيق<br />

و التنفيذ–‏ التي متثل السلطة التنفيذية للثورة-‏ تنفيذ قرار الهيئة الترشيعية « املجلس<br />

الوطني للثورة اجلزائرية.‏ « وذكر يف ‏ضبط اجللسة املذكورة اأن احلضور هم السادة:‏ فرحات<br />

عباس،‏ واالأخرض بن طوبال،‏ وعبد احلفيظ بوصوف،‏ وحممود الرشيف،‏ وكرمي بلقا ‏سم،‏<br />

)6(<br />

وحممد االأمني دباغني،‏ وعبد احلميد مهري،‏ و عمر اأعمران...‏ وغريهم.‏<br />

اأما املسالة املطروحة يف االجتماع فهي تاأسيس حكومة جزائرية...‏ و بعد مناقشة<br />

وفحص للموقف السياسي والعسكري،‏ وحتليل معمق لتطورات الساحة السياسة الفرنسية،‏<br />

وكذا استعراض للظرف الدويل املرافق...‏ قررت اللجنة باالإجماع االإعالن يف اأقرص مهلة<br />

ممكنة عن قيام حكومة مؤقتة للجمهورية اجلزائرية.)‏‎6‎مكرر(‏ كما ‏ضم التقرير بنوداً‏ عدة<br />

تعترب تشكيل احلكومة املؤقتة هو مبوقع االستكمال ملؤسسات الثورة،واإعادة بناء للدولة<br />

اجلزائرية احلديثة.‏ بذلك جاء االإعالن عن تاأسيسها ليضع حدا ملا تدعيه احلكومة الفرنسية<br />

‏-يف مناسبات عدة-‏ من اأنها ال جتد اأمامها ممثال حقيقيا رسميا تفاوضه؛ الإيجاد حل<br />

)7(<br />

للقضية اجلزائرية.‏<br />

فكان يوم 19 ‏سبتمرب اأيلول ‎1958‎م؛ هو يوم االإعالن الرسمي عن ميالد احلكومة<br />

املؤقتة؛ حيث اجتمع رجال الصحافة وخمتلف ممثلي وكاالت الصحف االأجنبية بقاعة يف<br />

عمارة بشارع مديرية التحرير بالقاهرة،‏ بحضور ‏سفري جمهورية العراق الشقيقة االأستاذ<br />

رفيق السامرائي،‏ ليتلو فرحات عباس قرار التاأليف باللغة الفرنسية،‏ ثم ياأخذ بعده الكلمة<br />

اأحمد توفيق املدين مُ‏ عرنِّبا القرار للحارضين.‏ ثم اأذيع باأن حكومة اجلمهورية العربية املتحدة<br />

تعرتف بهذه احلكومة الوليدة.‏ كما قدم السفري العراقي السامرائي بيانا قرئ على مسامع<br />

احلارضين؛ تضمن اعرتافا من جمهورية العراق باحلكومة اجلزائرية،‏ تاله مبارشة اعرتاف<br />

‏سفري ليبيا باحلكومة رسميا،‏ ثم ‏سفري دولة باكستان...‏ هكذا،‏ فبني الساعة الواحدة وخمس<br />

دقائق والساعة الواحدة وعرش دقائق،‏ اعرتفت خمس دول باجلمهورية اجلزائرية وحكومتها<br />

)8(<br />

املؤقتة،‏ ويف حدود الساعة السادسة مساء جاء اعرتاف دولة اليمن الشقيق بها اأيضا.‏<br />

129


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

يف اليوم نفسه ‏صدر اأول ترصيح لرئيس احلكومة املؤقتة السيد فرحات عباس حمددا<br />

ظروف نساأتها وجاءت هذه احلكومة ‏–بحسبه-‏ تنفيذا لقرارات املجلس الوطني،‏ واجنازا<br />

لالأهداف املسطرة من قبله.‏ وقد عرفت الثورة اجلزائرية منذ عام 1958 اإىل ‎1962‎م ثالث<br />

تشكيالت حكومية.‏ )9( ويف املذكرة التي وزعت على العديد من الدول؛ املتضمنة االإعالن<br />

عن اإنشاء احلكومة املؤقتة جاء ما ياأتي:‏ ‏»اإن الدولة واحلكومة اجلزائرية اللتان يرشفنا<br />

طلب االعرتاف بهما،‏ ال تشكالن كيانات قانونية جديدة،‏ ولكنهما مؤسستان قدميتان بعثتا<br />

من جديد،‏ فال يتعلق االأمر باالعرتاف بدولة جديدة واإمنا بتكريس االإحياء الرشعي للدولة<br />

)10(<br />

‏سابقة الوجود.«‏<br />

وهكذا كان يوم تاأسيسها مصادفا لليوم 1416 من عمر الثورة التحريرية،‏ وقد ورد<br />

بيان تشكيلها كاالآتي:‏ بسم اهلل الرحمن الرحيم،‏ بسم الشعب اجلزائري،‏ نظرا للسلطات التي<br />

خولها املجلس الوطني للثورة اإىل جلنة التنسيق و التنفيذ – الئحة 28 اأوت 1957- فاإن<br />

)11(<br />

جلنة التنسيق والتنفيذ قد قررت تكوين حكومة مؤقتة للجمهورية اجلزائرية.‏<br />

من خالل ما ‏سبق عرضه بخصوص ظروف ومالبسات نساأة احلكومة اجلزائرية<br />

املؤقتة،‏ والتاأكيد على كونها جاءت يف ‏سياق استكمال ‏سياسات جبهة التحرير الوطني،‏<br />

وسعيا من قيادتها لتوفري اأسباب جناح مرشوعها التحريري...‏ فاإننا نقف اأمام تساوؤل<br />

موضوعي يدور حول موقف السلطات الفرنسية االستعمارية:‏ هل ‏ستحافظ على ‏سياستها<br />

السابقة يف مواجهة الثورة وحصارها،‏ اأم اأنها ‏ستتجه اإىل اأسلوب اآخر ملواجهة ‏»املولود<br />

اجلديد«،‏ وهو احلكومة املؤقتة ؟ ثم كيف ‏ستضطلع هذه احلكومة بدورها الدبلوماسي يف<br />

معركة التدويل للقضية اجلزائرية باخلارج ؟...‏ تلك اأسئلة واأخرى ‏ستكون حمور اإشكالية<br />

املبحث االآتي.‏<br />

املبحث الثاني:‏ النشاط الدبلوماسي للحكومة اجلزائرية املؤقتة...‏<br />

يف اأول ترصيح اأدلت به احلكومة املؤقتة يف القاهرة يف 26 ‏سبتمرب اأيلول‎1958‎م،‏<br />

كانت قد حرصت على التوضيح اأنه:‏ ‏»مبجرد حترير الوطن،‏ فان الكلمة ‏ستعود اإىل الشعب،‏<br />

فاإليه واإليه وحده يعود حق ‏صياغة وتشكيل االأوضاع النهائية لدولة اجلزائر.«‏ كما نقراأ<br />

يف ترصيحها الصادر يف 28 من الشهر نفسه؛ حيث قبلت عرض ‏»تقرير املصري«‏ الذي<br />

اأعلنه اجلرنال ديغول.‏ وجاء فيه:‏ ‏»اإن احلكومة املؤقتة للجمهورية اجلزائرية هي املؤمتنة<br />

)12(<br />

والضامنة حلقوق الشعب اجلزائري،‏ اإىل اأن يعرب عن راأيه بحرية.«‏<br />

130


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وتعترب كالً‏ من جبهة التحرير الوطني واملجلس الوطني للثورة اجلزائرية مبثابة<br />

مؤسسات حرب خاصة؛ حرب حترير ‏ضد االستعمار.‏ يف الوقت نفسه فاحلكومة املؤقتة<br />

للجمهورية اجلزائرية،‏ ليست بالضبط حزباً‏ وبرملاناً‏ وحكومة من النمط التقليدي،‏ اإمنا<br />

هي مؤسسات حرب؛ بل هي على االأخص حرب استيالء ثوري على احلكم من قبل الشعب<br />

واسرتجاع لرشعيته املغتصبة.‏ )13( ومن املعروف اأن جبهة التحرير الوطني ناضلت منذ<br />

تاأسيسها بهدف اإقرار جمتمع حر يف اجلزائر - يف ‏سبيل اأن يستقر على اأرض اجلزائر-‏<br />

قائم على الدميقراطية السياسية واالجتماعية،‏ ومازالت تناضل لتضمن للشعب اجلزائري<br />

)14(<br />

استغالل ثروات بالده واإدارتها،‏ والتمتع بها كشعب ‏صاحب ‏سلطة وسيادة.‏<br />

اأما بالنسبة لفرنسا االستعمارية فان حكوماتها املتعاقبة يف باريس منذ 1954<br />

م مل تبد الرغبة اجلدية،‏ كما مل حتاول اأبدا مبارشة مفاوضات حقيقية للوصول اإىل حل<br />

عادل للمشكلة اجلزائرية.‏ اإىل اأن جاء اجلرنال ديغول اإىل السلطة مطلع ‏صيف عام 1958 م؛<br />

ليلجاأ – تكتيكا يف البداية - اإىل هذه الصيغة ويعمل على تفعيلها الحقا...‏ جنباً‏ اإىل جنب<br />

مع مشاريعه السياسية والعسكرية االأخرى،‏ الرامية اإىل القضاء على الثورة واخرتاق ‏صفها<br />

حلسم املعركة لصاحلة؛ يف اإطار ما عرف باملشاريع الديغولية للقضاء على الثورة.(‏<br />

ويذكر اجلرنال ديغول يف مذكراته اأن زعماء جبهة التحرير الوطني كانوا مستعدين<br />

مبدئيا للدخول يف مفاوضات ولكنهم ال يبارشونها،‏ الأنهم منغمسون يف جو يسوده عدم<br />

الثقة واملزايدات واالنقسامات...‏ يف املقابل ال يستطيع مؤيدو فكرة ‏»اجلزائر فرنسية«‏ اأن<br />

يفرضوا اإبقاء احلالة الراهنة.‏ )15( من جانب اآخر فقد قدم وفد جبهة التحرير الوطني يف<br />

اجتماع اللجنة السياسية للجامعة العربية املنعقد يف ‏شهر ‏سبتمرب اأيلول ‎1958‎م بيانا<br />

تناولوا فيه تطورات القضية اجلزائرية من جميع النواحي.‏ جاء ذلك على اثر االأحداث<br />

املتوالية لتكون احلكومة اجلزائرية املؤقتة برئاسة فرحات عباس؛ هذه االأخرية اأعلنت<br />

استعدادها لفتح مفاوضات مع فرنسا من اأجل وضع حد للحرب،‏ بصفتها املمثل الرشعي<br />

الوحيد للشعب اجلزائري.‏ اأمام هذه التطورات عرضت القضية اجلزائرية للمرة الرابعة على<br />

هيئة االأمم املتحدة،‏ حيث قدم السيد حممد يزيد - وزير االأخبار يف احلكومة املؤقتة<br />

ومندوبها يف هيئة االأمم املتحدة - مذكرة اإىل السكرتري العام للهيئة؛ مذكراً‏ اإياه باأن فرنسا<br />

مل تلب اأية الئحة خاصة بالتفاوض،‏ الأجل ذلك فهي ترى ‏رضورة تدخل الهيئة حلل االأزمة<br />

)16(<br />

بني اجلزائر وفرنسا.‏<br />

بذلك اأستطاع الوفد اجلزائري يف االأمم املتحدة خالل دورتها الثالثة عرشة اأن يحقق<br />

االأهداف التي كانت قد رسمتها احلكومة املؤقتة؛ والتي من بينها االعرتاف باحلكومة<br />

املؤقتة ولو ‏ضمنيا يف املؤسسات الدولية،‏ وكذا االعرتاف بحق الشعب اجلزائري يف تقرير<br />

131


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

مصريه،‏ ثم وجوب التفاوض بني الطرفني.‏ كما ‏صوتت اجلمعية العامة باأغلبية الثلثني<br />

لصالح حق الشعب اجلزائري يف االستقالل،‏ واأوصت بالتفاوض من اأجل السالم...‏ بهذا<br />

وجدت فرنسا نفسها يف وضع دبلوماسي حرج؛ بسبب املعارضة التي لقتها ‏سياستها يف<br />

اجلزائر من قبل اأثنني و خمسني دولة،‏ بينما مل يصوت لصالح موقفها ‏سوى ثمانية عشر<br />

دولة ‏ساندتها يف ‏سياستها االستعمارية.‏ )17( وقد مثل ذلك – يف نظرنا - انتصارا ‏سياسيا<br />

ودبلوماسيا للثورة وللجبهة ممثلتني باحلكومة املؤقتة اجلزائرية.‏<br />

تواصلت بعد ذلك االستعدادات السياسية والعسكرية يف الداخل الإسناد معركة<br />

التفاوض ‏ضد العدو على الطاولة باخلارج؛ عرب تعزيز مبداأ املقاومة قوالً‏ وعمالً‏ وتسعري<br />

معركة الداخل؛ كسند يعضد فرص التفاوض من موقع القوة ال الضعف واالستجداء.‏ ونظرا<br />

النشغال احلكومة املؤقتة اجلزائرية بواقع العمل العسكري والكفاح املسلح بالداخل،‏ فقد<br />

اتخذت قرارا يقضي بتعيني وزارة لشؤون التسليح والعالقات العامة،‏ من اأبرز وظائفها<br />

ومهماتها:‏ متوين الثورة اجلزائرية باالأسلحة والذخرية الالزمة لضمان جناح هجوماتها<br />

العسكرية...‏ كما عينت اإدارة للمخابرات واالتصاالت السلكية،‏ لتتيح الفرصة للحكومة<br />

املؤقتة الأن تكون على اتصال دائم بجيش التحرير الوطني،‏ حيثما كان يف اأرض الوطن،‏<br />

ويف مساحة معركة امليدان املتواصلة.‏<br />

عززت احلكومة املؤقتة من زمام مبادراتها؛ بتقوية وتوسيع عمل جيش التحرير<br />

وتنشيط عملياته امليدانية يف اجلزائر،‏ ثم نقلها داخل االأرض الفرنسية نفسها؛ اأي يف قلب<br />

امليرتوبول)فرنسا(‏ بباريس.‏ فماذا اإذن عن دور احلكومة املؤقتة وعملها يف ‏سبيل تدويل<br />

القضية اجلزائرية ؟<br />

دبلوماسية احلكومة املوؤقتة...‏ و تدويل للقضية اجلزائرية<br />

ميكننا اأن نعترب مؤمتر باندونغ اأبريل نيسان ‎1955‎م هو مبثابة ‏شهادة ميالد<br />

دبلوماسية جبهة التحرير الوطني؛ بالفعل فقد ‏سجلت اجلبهة ‏-بحضورها املؤمتر-‏ اأول<br />

انتصار دويل لها،‏ حيث قبلت كمالحظ ‏ضمن وفد مشرتك يضم البلدان املغاربية الثالث.‏<br />

وكان اتصالها مع 29 بلدا اأفرو-‏ اأسيويا،‏ واإقناعهم بعدالة قضيتها كفيال مبساندة القضية<br />

اجلزائرية،‏ ومنحها دعمها املادي والسياسي.‏ ليتخذ املؤمترون قرارا تاريخيا مبساندة<br />

اجلزائر ودعمها يف كفاحها التحرري،‏ وقد جاء هذا الدعم عن طريق رسالة موجهة من<br />

املؤمترين اإىل االأمني العام لالأمم املتحدة اآنذاك؛ موقعة من قبل ممثلي 14 بلدا مشاركا.‏<br />

وكانت نتيجة النقاش لصالح القضية اجلزائرية،‏ حيث ‏سجلت يف جدول اأعمال املؤمتر،‏<br />

)18(<br />

االأمر الذي دفع الوفد الفرنسي اإىل االحتجاج ثم مغادرة قاعة اجللسات.‏<br />

132


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

استمر طرح ومناقشة القضية اجلزائرية يف اأروقة االأمم املتحدة ‏ست دورات بعد ذلك؛<br />

اأي منذ الدورة العارشة للجمعية العامة عام ‎1955‎م اإىل الدورة السادسة عرش لعام‎1960‎<br />

م؛ حيث طالبت الدورة االأخرية من طريف النزاع ‏رضورة مبارشة االتصال والتفاوض،‏ ومن<br />

ثم التوصل اإىل اإقرار يقضي بحق الشعب اجلزائري يف تقرير مصريه،‏ ‏ضمن اإطار االحرتام<br />

للوحدة والسيادة االإقليمية للجزائر.‏ بهذا تردد ودوى اسم اجلزائر يف كل االجتماعات،‏<br />

واملؤمترات،‏ والتظاهرات االإقليمية والدولية عرب العامل،‏ وقد كتب الشهيد العربي بن مهيدي<br />

بهذا اخلصوص قائال:‏ )... اإن الدبلوماسية اجلزائرية بداأت من االأخوة الكبرية والدعم<br />

)19(<br />

الالمتناهي للشعوب العربية االأسيوية.‏ )<br />

اأصبحت القضية اجلزائرية واحدة من املعضالت الدولية الكربى،‏ وتعددت مناقشتها<br />

يف االأمم املتحدة ‏–كما اأسلفنا-‏ وزاد حجم التعاطف الدويل لها،‏ يف املقابل مت تسجيل<br />

تراجع هيبة الدبلوماسية الفرنسية:‏ عسكريا،‏ وسياسيا،‏ واإعالميا...‏ وقد نظم قادة الثورة<br />

زيارات لعدد من دول العامل يطلبون االعرتاف بحكومة الثورة؛ فلم ميض ‏شهر واحد على<br />

تشكيلها حتى اعرتفت بها اأربعة عرشة دولة،‏ واعتربت املمثل واملفاوض الرشعي الوحيد<br />

)20(<br />

للشعب اجلزائري مع فرنسا واأمام دول العامل اخلارجي كلها.‏<br />

وبدت العالقات الدبلوماسية بني احلكومة املؤقتة والبالد االأجنبية،‏ حتمل من الصفات<br />

النوعية للثورة اجلزائرية الكثري؛ فلقد طلبت دول عدة عقد عالقات دبلوماسية عادية مع<br />

احلكومة املؤقتة؛ مما اأجربها – متاشيا مع املتغريات الدولية التي كانت لصاحلها - على<br />

اإنشاء متثيل دبلوماسي من نوع خاص قوامه بعثات دائمة،‏ وان كانت هذه التسمية ال تنم<br />

)21(<br />

عما يف هذا التمثيل من اأصالة تاريخية وقانونية.‏<br />

لقد رفضت احلكومة املؤقتة تعيني ‏سفراء لها يف اخلارج قبل حترير الوطن واإعالن<br />

االستقالل،‏ لتمثيل الدولة اجلزائرية؛ بل اكتفت باتخاذ قرار يف السادس من فيفري ‏شباط<br />

‎1960‎م ينص على اإنشاء بعثات لها يف اخلارج.‏ وجاء يف املادة االأوىل من القرار:‏ ‏)اإن متثيل<br />

اجلزائر وحكومتها املؤقتة يف البالد االأجنبية يؤمنه وفد دائم واحد،‏ يدعى حسب الظروف<br />

املوضعية:‏ ‏»بعثة احلكومة اجلزائرية املؤقتة«‏ اأو ‏»وفد جبهة التحرير الوطني«،‏ وتخضع<br />

هذه البعثات والوفود لرقابة وزير الشؤون اخلارجية،‏ تعتمد البعثات يف البالد التي اعرتفت<br />

باحلكومة اجلزائرية املؤقتة،‏ اأما وفود جبهة التحرير الوطني،‏ التي تتكلم عنها فيما بعد،‏<br />

فاإنها تعمل يف البالد االأخرى بناءً‏ على موافقة حكومتها الرصيحة اأو الضمنية(‏ )22( .<br />

فالنشاط الدبلوماسي للحكومة املؤقتة يف املؤمترات االإفريقية والعربية،‏ واالفرو اأسيوية،‏<br />

كان قد ‏ساهم بفعالية يف توسع جمال تدخالت املبعوثني اجلزائريني يف اخلارج،‏ للدفاع عن<br />

)23(<br />

قضية اجلزائر التحررية.‏ ولعل من بني هذه املؤمترات الدولية على ‏سبيل الذكر ال احلرص:‏<br />

133


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

‎1‎مؤمتر . 1 اأكرا بغانا 01 اأبريل نيسان 1958 م<br />

‎2‎ . 2 مؤمتر طنجة « باملغرب«‏ من 27 اىل‎30‎ اأبريل نيسان ‎1958‎م<br />

3 . 3 مؤمتر تونس من 17 اإىل 20 جوان يونيو 1958 م<br />

‎4‎مؤمتر . 4 القاهرة من‎26‎ ديسمرب كانون االأول اإىل 01 جانفي كانون الثاين ‎1958‎م<br />

‎5‎مؤمتر . 5 مرنوفيا ‏»بليبرييا«‏ من 04 اإىل 08 اآب اأغسطس ‎1959‎م<br />

‎6‎مؤمتر . 6 القاهرة من 25 اإىل 31 مارس اآذار‎1961‎ م.‏<br />

وقد ‏شكلت قضية ‏»فصل الصحراء«‏ عن الشمال اجلزائري حمور مناقشات مؤمتر<br />

الشعوب االإفريقية،‏ حيث دافع السيد اأحمد بومنجل ‏-ممثل احلكومة املؤقتة-‏ بشدة عن<br />

قضية ‏»وحدة الرتاب اجلزائري«.‏ بهذا الساأن قرر مؤمتر القاهرة مارس–‏ اأذار‎1961‎م دعمه<br />

الكامل ملوقف احلكومة املؤقتة اجلزائرية املتعلق بالصحراء؛ كجزء مكمل للرتاب الوطني<br />

اجلزائري،‏ الذي ال ميكن فصله اأو التنازل عن ‏شرب منه مهما كلف ذلك من ثمن.‏<br />

اإجماال فاإن النشاط الدبلوماسي للحكومة املؤقتة اجلزائرية،‏ ‏سجل اأثناء هذه املرحلة<br />

جناحا دبلوماسيا الفتا.‏ واإذا كانت فرنسا قد فقدت اعتبارها اأمام هيئة االأمم املتحدة بسبب<br />

عنادها يف رفض تطبيق مبداأ ‏»حق الشعوب يف تقرير املصري«‏ على اجلزائريني؛ فاإنها ويف<br />

)24(<br />

اأفريقيا حتديدا قد اتهمت باملناورة جتاه مسالة الصحراء والقضية اجلزائرية بشكل عام<br />

جعلها ذلك تتعرض حلالة من االنكماش الدبلوماسي يف العامل؛ ومن ثم زيادة عدد وقاعدة<br />

املعارضني لسياستها املطبقة يف اجلزائر خاصة،‏ ويف باقي املستعمرات عامة.‏ هذا ما<br />

‏سبب لها حرجاً‏ كبرياً‏ ناهيك عن الضغط املعنوي واالإعالمي الذي اأربك مؤسساتها وهياآتها<br />

الدبلوماسية يف كامل اأنحاء العامل.‏ وسيدفعها ذلك اإىل اأن تعيد قراءة حساباتها حيال<br />

القضية اجلزائرية.‏ وستجربها معركة امليدان واإجنازاتها بالداخل،‏ وما ذكرناه على مستوى<br />

اخلارج؛ من اأن ترضخ مكرهة ملنطق التفاوض،‏ واجللوس ‏صاغرة لبحث تسوية مرشفة<br />

للقضية تقيها من ‏رش هزمية دبلوماسية تضاف اإىل الهزمية العسكرية يف امليدان ال تقل<br />

يف وقعها وتاأثريها عن هزمية ديان بيان فو ‏سنة ‎1954‎م ؟<br />

فماذا عن اخليار اجلديد وفصوله ؟ كيف قابلته احلكومة املؤقتة اجلزائرية ؟ وماذا<br />

اأعدت للمعركة اجلديدة من وسائل؟...‏ ذلك هو حمور حديثنا يف املبحث االأخري من هذه<br />

الدراسة.‏<br />

134


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املبحث الثالث:‏ معركة املفاوضات...‏ واالعرتاف باالستقالل ‏»‏‎1962-1960‎‏«م<br />

خرج اجلزائريون عن طواعية يف مظاهرات 11 ديسمرب كانون االول‎1960‎م التي<br />

اتسع نطاقها يف اجلزائر،‏ وشملت خمتلف املدن اجلزائرية،‏ وبخاصة مدن:‏ اجلزائر العاصمة،‏<br />

ووهران،‏ وقسنطينة،‏ وعنابه...‏ وغريها؛ رافضني الهيمنة االستعمارية؛ وقد ‏ساهمت بقوة يف<br />

استعطاف ‏ضمري الشعوب،‏ كما دفعت حكومات عديدة يف العامل ويف فرنسا نفسها اإىل دعم<br />

التيار املطالب بتحقيق السلم عن طريق التفاوض الرسيع ومساندته لتقرير مصري الشعب<br />

اجلزائري.‏ وهو املطلب الذي طاملا نادت به املؤسسات القيادية للثورة،‏ ويف مقدمتها<br />

احلكومة املؤقتة،‏ ومتسك به الشعب اجلزائري طيلة مراحل كفاحه الوطني.‏ وقد مرت عملية<br />

التفاوض مبسارات معقدة ميكن اإيجازها يف اأربع مراحل كربى هي:‏ االتصاالت الرسية<br />

وجس النبض،‏ املفاوضات الرسمية،‏ ومفاوضات موالن،‏ واأخريا مفاوضات اأيفيان )25( وهذا<br />

ملخص عن كل مرحلة:‏<br />

135<br />

‏.‏‎1‎االتصاالت 1 السرية:‏<br />

بداأت احلكومات الفرنسة املتعاقبة - بعد مرور قرابة السنة ونصف على اندالع الثورة<br />

املسلحة-‏ تسعى خفية الأجل االتصال بجبهة التحرير الوطني قبل تاأسيس احلكومة املؤقتة،‏<br />

و قد مت لها ذلك فعال؛ حيث جرى اأول اتصال يف القاهرة يف 12 اأبريل - نيسان ‎1956‎م،‏<br />

جمع بني رئيس البعثة اخلارجية جلبهة التحرير السيد ‏»حممد خيرض«‏ مع مبعوث احلكومة<br />

الفرنسية ‏»جوزيف بيغارا«.‏ مثل هذا اللقاء ‏»جس النبض«‏ بني الطرفني.‏ )26( يف حني جاء<br />

االتصال الثاين يف 25 جويلية-‏ يوليو ‎1956‎م ببلغراد بني ‏»حممد يزيد«‏ والدكتور ‏»احمد<br />

فرانسيس«‏ عن جبهة التحرير،‏ و«بيري كومني Pierre( )Commune نائب الكاتب العام<br />

للحزب االشرتاكي الفرنسي،‏ و ‏»بيري هريبوت«‏ Herbât« »Pierre عن اجلانب الفرنسي.‏<br />

ثم حدث اتصال جديد يف روما يف 02 ‏سبتمرب اأيلول 1956 م،‏ تبعه لقاء بني ‏»خيرض«‏<br />

و«كومني«‏ بالقاهرة،‏ واآخر يف بريوين بيوغسالفيا فيما بعد تباعا...‏ وهذا اإضافة اإىل مؤمتر<br />

بلدان املغرب العربي الذي انعقد بتونس،‏ واألغي بسبب اختطاف طائرة الزعماء اخلمسة يوم<br />

)27(<br />

22 اأكتوبر ترشين االأول ‎1956‎م؛ من قبل الطريان احلربي الفرنسي.‏<br />

غري اأن املفاوضات مل تتقدم لتصبح حقيقية اإال بعد خطاب اجلرنال ديغول يف 14<br />

جوان-‏ يونيو‎1960‎م حول تقرير املصري؛ حيث عرفت املفاوضات بني الطرفني منذ تلك<br />

اللحظة منعطفات والتواءات عديدة وكثرية؛ خاصة من طرف املفاوض الفرنسي الذي مل<br />

يظهر جدية ومسؤولية بهذا اخلصوص.‏


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

2- مفاوضات موالن:‏<br />

األقى اجلرنال ديغول خطابا يف يوم 14 جوان-‏ يونيو ‎1960‎م دعا فيه قادة الثورة<br />

للقدوم اإىل باريس للتفاوض،‏ جاء فيه:‏ ‏»اأنني اأتوجه باسم فرنسا اإىل قادة االنتفاضة اأعلن<br />

لهم اأننا ننتظرهم هنا لكي جند معهم حال مرشفا للمعارك التي ال تزال جارية،‏ ونفصل<br />

يف مصري االأسلحة ونضمن اأمال املحاربني،‏ ثم بعد ذلك يسهل كل ‏شيء لكي يقول الشعب<br />

اجلزائري كلمته يف هدوء،‏ ولن يكون هناك قرار اإال قراره.«‏ )28( تاله رد واإجابة احلكومة<br />

املؤقتة يف العرشين من نفس الشهر بقبولها العرض؛ واإرسال مبعوثني لذات املهمة،‏ وقد<br />

حددت مدينة ‏»موالن«‏ الفرنسية مكاناً‏ للقاء.‏ مثَّل احلكومة املؤقتة يف هذه املفاوضات<br />

السيد ‏»احمد بومنجل«‏ و ‏»حممد الصديق بن يحي«‏ يف حني مثل احلكومة الفرنسية ‏»روجي<br />

موريس Maurice« - Roger الكاتب العام للمندوبية العامة للحكومة الفرنسية باجلزائر-‏<br />

واجلرنال ‏»هومريدي كاسني Humer‏«؛ de Kachine واستمرت املحادثات من‎29-25‎<br />

جوان يونيو ‎1960‎م )29( .<br />

وقد اكتشف املتفاوضوت اأنهم اأمام ‏رشوط وقيود حددها ‏سلفا اجلانب الفرنسي<br />

مبفرده،‏ مؤكدا اأنه ال يقبل بساأنها نقاشا اأو تفاوضا ‏!؟ مما اضطر الوفد اجلزائري املفاوض<br />

اإىل اإيقاف املحادثات والعودة اإىل تونس.‏ على اأثر ذلك اأصدرت احلكومة الفرنسية بالغا<br />

اأشارت فيه اإىل اأنها اأحاطت مبعوثيها بالرشوط الفرنسية التي ميكن اأن جتري وتنظم فيها<br />

املحادثات،‏ بغية الوصول اإىل نهاية القتال طبقا القرتاحات اجلرنال ديغول.‏ )30( ليتم بعده<br />

لقاء اأخر مبدينة ‏»لورسان«‏ السويرسية،‏ كلف الرئيس الفرنسي اأحد اأصدقائه ‏-الذي يتمتع<br />

بذكاء و قدرة وكفاءة عالية للتفاوض-‏ هو ‏»جورج بومبيدو«،‏ فيما كان كل من ‏»احمد<br />

بومنجل«،‏ و»الطيب بوحلروف«‏ ممثلني عن احلكومة املؤقتة يف هذه اجلولة.‏ )31( ظهرت<br />

نقاط اختالف ‏رصيحة يف اأطروحات الطرفني؛ متمثلة باخلصوص يف االآتية:‏<br />

‎1‎‏سعى . 1 الوفد الفرنسي الإعطاء اجلزائر حكماً‏ ذاتياً‏ ومتسكه بذلك.‏<br />

‎2‎مطالبة . 2 الوفد اجلزائري بالسيادة الكاملة.‏<br />

‎3‎رغبة . 3 فرنسا بعزل الصحراء وفصلها عن الشمال باعتبارها ‏»ملكاً‏ مشاعاً‏ !! - حسب<br />

ما تدعيه.‏<br />

‎4‎رفض . 4 الوفد اجلزائري كل تخلٍ‏ عن اأي جزء من االأرض اجلزائرية.‏<br />

‎5‎متسك . 5 الطرف الفرنسي مبائدة مستديرة تضم كالً‏ من:‏ جبهة التحرير الوطني،‏ حركة<br />

136


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

مصايل احلاج،‏ احلزب الشيوعي،‏ بني ميزاب،‏ القبائل،‏ واالأوروبيون...‏ وغريهم.‏<br />

‎6‎التزام . 6 املفاوض اجلزائري بصيغة،‏ بل مبداأ وجود مفاوض واحد وشعب واحد هو الشعب<br />

اجلزائري،‏ مع االعرتاف بجود اأقلية اأوروبية خمرية.‏<br />

‎7‎مطالبة . 7 الوفد الفرنسي بهدنة.‏<br />

)32(<br />

‎8‎اإرصار 8. املفاوض اجلزائري على وقف القتال وتقرير املصري.‏<br />

يتضح للمتتبع من خالل هذا التناقض يف االأطروحات بني الطرفني،‏ اأن كل طرف قد<br />

اجتهد يف اأن يتعرف على نوايا الطرف االأخر،‏ مما انعكس ‏سلبا على تقدم مسار التفاوض؛<br />

لتنتهي اإىل واقع التعرث الذي اأفضى ‏-بعد مداولة بني الطرفني املتفاوضني-‏ اإىل طريق<br />

مسدود.‏ ومع تسارع االأحداث التي مل تكن يف ‏صالح فرنسا خاصة،‏ اأرغم اجلرنال ديغول<br />

على التخلي عن فكرة التفاوض مع احلركة الوطنية املصالية،‏ ليدعو اإىل فتح مفاوضات<br />

رسمية بغري ‏رشوط مسبقة،‏ كما قبل التفاوض مع جبهة التحرير الوطني كممثل وحيد<br />

للشعب اجلزائري؛ لتبداأ بذلك مرحلة املفاوضات اجلدية يف اأيفيان يف جولتها االأوىل من<br />

‎20‎مايو-‏ اأيار اإىل ‎13‎جوان ‏-يونيو ‎1961‎م.‏ تركز التفاوض يف اليوم االأول:‏ من قبل اجلانب<br />

اجلزائري حول ‏رشوط وقف اإطالق النار،‏ واإطالق ‏رساح املسجونني السياسيني اجلزائريني<br />

مبا فيهم الوزراء اخلمسة املحتجزين يف فرنسا.‏ حيث وافق اجلانب الفرنسي على اإعطاء<br />

‏ضمانات لالنفراج مفادها:‏ اإطالق ‏رساح ‏ستة اآالف معتقل يف ظرف ‏شهر،‏ وحتسني وضعية<br />

الوزراء اخلمسة بنقلهم اإىل ‏»قرص تور«،‏ مع وقف اإطالق النار ملدة ‏شهر ابتداء من 2 مايو-‏<br />

)33(<br />

اأيار‎1961‎م...‏ الخ.‏<br />

يف 27 مايو-‏ اأيار ‎1961‎م دار النقاش حول نقاط كانت تدل على جدية كبرية يف<br />

التفاوض،‏ واأصبح املطلب االستقاليل يفرض نفسه بقوة.‏ واإذا كان الوفد اجلزائري قد متسك<br />

‏»بوحدة الرتاب اجلزائري«‏ يف ظل السيادة التامة،‏ فقد كان اجلانب الفرنسي يرضب بقوة<br />

‏»بورقة الصحراء«‏ على طاولة املفاوضات بعد حماولة الطرف الفرنسي حرص االستقالل<br />

يف القسم الشمايل من الوطن فقط ‏!؟ اأما الصحراء – حسب املفاوض الفرنسي-‏ فستكون لها<br />

جلسات تفاوضية اأخرى بعد االستقالل !! وبقيت قضية الصحراء حمل نقاش واختالف يف<br />

االجتماعات املوالية،‏ اإضافة اإىل مشكلة االأقليات االأوروبية،‏ وكيفية اإجراء تنفيذ الهدنة...‏<br />

هذه النقاط الثالث كانت دافعا اأساسيا لتعليق املفاوضات اإىل اإشعار اآخر،‏ مثلما بقيت اأزمة<br />

)34(<br />

الصحراء حجر عرثة اأمام التوصل اإىل اتفاق بني الطرفني.‏<br />

137


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

3- لقاء ‏»لوفران«‏<br />

اعتربت فرنسا الصحراء اجلزائرية بحراً‏ داخلياً‏ لكل الدول املجاورة احلق فيه؟!!‏ االأمر<br />

الذي فجر اأزمة بني حكومة اجلمهورية اجلزائرية املؤقتة واحلكومة الفرنسية؛ فما كان من<br />

احلكومة املؤقتة اإال التحرك دبلوماسيا الإقناع الدول االإفريقية وكذا الدول الصديقة بحجم<br />

املؤامرة الفرنسية املدبرة وخطورتها؛ وباأن فرنسا تسعى لتحقيق نفوذها يف الصحراء بعد<br />

الفشل يف جتزئتها عن القسم الشمايل من اجلزائر.‏ )35( اأمام تشدد مواقف احلكومة املؤقتة<br />

بخصوص التنازالت التي طالبت بها فرنسا،‏ ‏سعت هذه االأخرية اإىل اعتماد اأسلوب املناورة<br />

من جديد،‏ والبحث عن طرف اآخر ليقدم لها التنازالت التي تطمح اإليها ! يف هذا االإطار عقد<br />

املندوب السامي الفرنسي العام باجلزائر ندوة ‏صحفية يوم 16 جوان-‏ يونيو ‎1961‎م اأشار<br />

فيها اإىل اإمكانية اإقامة جملس تنفيذي؛ يف حماولة يائسة من فرنسا الستخدام ‏شخصيات<br />

جزائرية اأمثال ‏»حمزة بوبكر«-‏ اأحد اأبناء عائلة اأوالد ‏سيدي الشيخ...‏ وغريه-‏ يف خطة<br />

مكشوفة الإشعار الراأي العام العاملي باأن هناك قوة ثالثة ميكن بل يجب التفاوض معها<br />

كممثل للشعب اجلزائري ‏!؟..‏ لكن املثري لالنتباه اأن برملانيني فرنسيني عربوا عن ‏رضورة<br />

التفاوض مع وفد احلكومة املؤقتة؛ باعتبارها الوحيدة القادرة على وضع حد للماأساة<br />

الدائرة يف اجلزائر.‏ بذلك اأحبطت واأفشلت املناورة الفرنسية مرة اأخرى،‏ لتجرب مرة اأخرى<br />

على العودة اإىل طاولة املفاوضات مع ممثلي اجلبهة ووفد احلكومة املؤقتة دون ‏سواهم.‏<br />

استؤنفت املفاوضات يف ‏»لوفران«‏ باإيفيان ‏-للمرة الثانية-‏ ويف ‎17‎جويلية-‏<br />

يوليو‎1961‎م،‏ لكن تشبث الوفد الفرنسي بفصل الصحراء عاد ليخيم على اأجواء املفاوضات<br />

بالفشل من جديد؛ خاصة بعد اأن هددت فرنسا بتقسيم اجلزائر،‏ وهو ما دفع الوفد اجلزائري<br />

اإىل طلب توقيف املفاوضات رسميا،‏ يف حني بدا الوفد الفرنسي متمسكا باستئنافها.‏ )36( ويف<br />

29-28 اأكتوبر-‏ ترشين االول‎1961‎ م التقى الطرفان ‏رسيا)‏ ) يف مدينة ‏»بال«‏<br />

السويرسية؛ حيث ركز الوفد اجلزائري يف نقاشه على قضية الصحراء،‏ والتمسك بالوحدة<br />

الرتابية للجزائر...‏ هذا الذي اأجرب وفد احلكومة الفرنسية على الرتاجع عن مطالبه املتشددة<br />

والرضوخ ملطالب املمثلني اجلزائريني.‏ وقد جاء يف رده:‏ اأنه فيما يتعلق بالسيادة الوطنية<br />

لن يكون هناك غموض،‏ اإذا متت على اأساس ‏سياسة عامة للتعاون.‏ لكن الوفد مل يوضح موقفه<br />

حول استفتاء ‏شامل يطبق على جمموع الرتاب الوطني مبا يف ذلك الصحراء،‏ كما اأثار الوفد<br />

)37(<br />

الفرنسي فكرة معاملة الدولة اجلزائرية املقبلة للجزائريني الذين تعاونوا مع فرنسا.‏<br />

كان رد الوفد اجلزائري على املقرتحات الفرنسية يف‎09‎ نوفمرب-‏ ترشين الثاين<br />

‎1961‎م كما ياأتي:‏<br />

138


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

بالنسبة لالأقلية االأوروبية فقد رفضت احلكومة املؤقتة ازدواجية اجلنسية،‏ واأعطت<br />

لهم حق االختيار بني اإحدى اجلنسيتني:‏ الفرنسية اأو اجلزائرية،‏ كما ‏سمحت لهم باملشاركة<br />

يف املجالس املنتخبة.‏ اأما بالنسبة للجانب العسكري فقد قبلت احلكومة املؤقتة تاأجري<br />

املرسى الكبري وفقا لرشوط معينة ملدة قابلة للتجديد،‏ واإنهاء التجارب النووية يف<br />

الصحراء،‏ مع عدم استعمال القواعد العسكرية ‏ضد االأفارقة واإجالء اجليش الفرنسي وفق<br />

تريب زمني يحدد فيما بعد.‏ وفيما يخص املرحلة االنتقالية فقد حددت مدتها بستة اأشهر<br />

على االأكرث،‏ يراأس هيئتها التنفيذية مسلم جزائري ال فرنسي.‏ )38( ، ويف هذا اللقاء اأعلن عن<br />

اإرضاب الوزراء املعتقلني اخلمسة عن الطعام،‏ فاتخذ الوفد اجلزائري ذلك االإرضاب كورقة<br />

‏ضغط و ذريعة الإيقاف املفاوضات اأمام االإحلاح الفرنسي على استئنافها.‏<br />

يف لقاء اأخر جرى يف ‏»بلروس«‏ من‎11‎ اإىل 19 فرباير-‏ ‏شباط ‎1962‎م قبل الفرنسيون<br />

يف النهاية جميع اأطروحات احلكومة املؤقتة مبا فيها وقف اإطالق النار؛ الذي تشبث<br />

الطرف اجلزائري بعدم جدواه اإال بعد االتفاق النهائي على جميع النقاط،‏ واإبرام االتفاقيات<br />

)39(<br />

السياسية والعسكرية...‏<br />

وبعد االنتهاء وقبول الطرفني لكل ما اتفق عليه،‏ استدعي املجلس الوطني للثورة<br />

لرتجع اإليه ‏صالحية املصادقة على االتفاق املتوصل اإليه؛ باعتباره ميثل الهيئة القيادية<br />

العليا للثورة ‏صاحبه القرار يف حسم القضايا املصريية.‏ كما عرضت نتائج مسودة االتفاق<br />

عليه يف االجتماع املنعقد من 22 اىل‎27‎ فرباير-‏ ‏شباط 1962 م،‏ و متت املصادقة عليها؛<br />

وبخاصة واأن الدستور الفرنسي كان يعترب اأن اجلزائر جزء ال يتجزاأ من فرنسا !!<br />

عاود الطرفان اللقاء يف اأيفيان ( ) ملناقشة اإجراءات تنفيذ االتفاق<br />

املتضمن:‏ تنظيم فرتة االنتقالية واالستفتاء،‏ االأمن،‏ املساجني،‏ وتبادل االأرسى...الخ.‏ ويف<br />

يوم 18 مارس-‏ اآذار مت التوصل اإىل توقيع وثيقة وقف القتال،‏ ليحدد تاريخ ‏رسيانها بيوم<br />

19 مارس-اآذار ‎1962‎م.‏ )40( وقد وجه اجلرنال ديغول خطابا لالأمة الفرنسية يف يوم 16<br />

اأبريل-‏ نيسان ‎1962‎م،‏ طلب فيه من الشعب الفرنسي التصويت بنعم الستقالل اجلزائر !<br />

ويف الفاحت جويلية مت ذلك فعال؛ حيث نظم االستفتاء يف اجلزائر،‏ وقد ‏صوت اجلزائريون<br />

بنسبة %97.5 بنعم لصالح االستقالل والتعاون.‏ وبتاريخ 03 جويلية-‏ يوليو‎1962‎ م<br />

اعرتف ديغول رسميا باستقالل اجلزائر.‏ )41( ومت حتديد يوم 05 جويلية-‏ يوليو‎1962‎م<br />

عيدا لالستقالل الوطني؛ لتسقط بذلك اأخر معاقل االستعمار الفرنسي بشمال اإفريقيا،‏<br />

وليوقف النزيف الدموي بني الطرفني اجلزائري والفرنسي.‏<br />

139


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

بذلك ينهي اجلرنال ديغول فصال ‏سوداويا خمزيا من ‏سياسته يف اجلزائر و اإفريقيا<br />

كلها؛ استعدادا ملواجهة الواليات املتحدة االأمريكية،‏ ورغبة يف ‏ضمان زعامة فرنسا<br />

الأوربا والعامل اجلديد بعد اخلسارة الكبرية التي اأحلقتها به ثورة املليون ونصف املليون<br />

‏شهيد.‏ هكذا تبخر مرشوع حلم ‏»الفردوس الفرنسي«‏ يف اجلزائر؛ الذي طاملا راوده وسابقيه<br />

من غالة وزبانية االستعمار من عهد:‏ امللك املغامر ‏شارل العارش مرورا بالسفاح بيجو،‏<br />

فالكاردينال الفيجري،‏ املنظر االستعماري جول فريي،‏ كليمنصو،‏ املجدد بلوم-‏ فيوليت،‏<br />

السياسي املحنك منديس فرنس،‏ واملراوغ جاك ‏سوستيل...‏ وغريهم.‏ وانتهاء باالأحالم<br />

الزائفة للجمهورية اخلامسة؛ التي اأرسي قواعدها اجلرنال ديغول نفسه،‏ ونسفها اأبطال<br />

الثورة اجلزائرية اإىل غري رجعة...‏ فهل من معترب ؟ !!<br />

ويتضح مما ‏سبق ذكره اأن خطة احلكومة املؤقتة يف تدويل القضية اجلزائرية يف<br />

املحافل الدولية،‏ كانت قد تاأسست على اإسرتاتيجية داخلية وخارجية متكاملة وحمكمة؛<br />

فبعد العمل على اإيصال كلمة جبهة التحرير الوطني اإىل كامل ربوع الرتاب اجلزائري،‏<br />

واإقناع اجلزائريني برضورة وحدة املوقف واملصري...‏ اجتهدت يف اإخراج القضية اجلزائرية<br />

العادلة وتفعيل حضورها يف كل املحافل الدولية.‏ و مت لها ذلك من خالل املشاركة يف<br />

جل املؤمترات الدولية بدءا من مؤمتر باندونغ‎1955‎م،‏ مرورا باأكرا،‏ وطنجة،‏ والقاهرة...‏<br />

وغريها.‏ فشكلت هذه االأخرية يف جمملها منابر مبارشة لعرض قضية الكفاح الوطني يف<br />

‏سبيل احلرية واالستقالل،‏ وكانت املحصلة االيجابية ازدياد حجم االعرتاف الدويل بقضيتنا<br />

العادلة.‏ لقد بدت املفاوضات اجلزائرية الفرنسية بني احلكومة املؤقتة اجلزائرية والسلطات<br />

االستعمارية الفرنسية؛ نتيجة حتمية وحمصلة طبيعية الإجنازات الثورة على اأرض املعركة<br />

بالداخل،‏ ومكسب التدويل للقضية اجلزائرية باخلارج.‏<br />

خامتة:‏<br />

بعد عمل ‏شاق ودءوب قامت به كل فعاليات الشعب اجلزائري وقيادته الثورية،‏ متكنت<br />

اجلزائر من النتزاع االعرتاف الفرنسي بحق تقرير املصري،‏ واإجناز االستقالل الوطني يف<br />

05 جويلية-‏ يوليو‎1962‎ م.‏ ومل يكن ذلك عطاء فرنسيا،‏ وال هبة ديغولية - كما يدعي<br />

بعض املشككني واملغرضني هنا وهناك-‏ بل جاء ثمرة لتضحيات جسام قدمها الشعب<br />

اجلزائري املجاهد قل نظريها يف التاريخ املعارص بال ‏شك.‏ كما كان ذلك تتويجا لنجاحات<br />

حققتها دبلوماسية الثورة اجلزائرية بقيادة احلكومة املؤقتة؛ التي متكنت من اأن تهزم<br />

الدبلوماسية العريقة لفرنسا االستعمارية،‏ واأرغمتها ‏-اأمام ‏ضغط الراأي العام الدويل:‏<br />

140


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الشعبي،‏ واالإعالمي،‏ والرسمي-‏ على اأن تقر بحق الشعب اجلزائري يف تقرير مصريه،‏<br />

وتذهب ‏صاغرة اإىل طاولة املفاوضات !! لتبداأ جولة جديدة من فصول الرصاع حول ‏رشوط<br />

التفاوض وطبيعة االستقالل!‏ ؟ بذلك اأكد كل من جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير<br />

الوطني؛ استحقاقهما ثقة اجلزائريني،‏ بقدرتهما الواقعية والسياسية على قيادة مرشوع<br />

التحرير الوطني يف معركة فاصلة مكلفة كثريا،‏ واأمام عدو ‏رشس متمرس يحظى بكثري من<br />

مقومات القوة والنجاح والغطرسة.‏<br />

غري اأن السؤال الوجيه الذي يتبادر اإىل االأذهان اليوم ‏-بعد حصول اجلزائر على<br />

االستقالل-‏ هو:‏ هل ‏سيتمكن بحق اجلزائريون من التحرر من بقايا االإرث االستعماري<br />

الثقايف،‏ اللغوي،‏ والسلوكي...‏ املتجذر يف حياتهم على مدى قرن وربع القرن ؟ وهل يكفي<br />

جمرد خروج عساكر املحتل ورفع الراية الوطنية واإعالن االستقالل؛ لنكون اأسياد اأنفسنا<br />

؟ !.. اأسئلة جديرة بالبحث لها عن اأجوبة مقنعة من وحي واقع وصريورة املرشوع الثوري<br />

الوطني واآفاقه من جانب،‏ ومن حال الدولة وتطلعات الشعب اجلزائري من جانب اآخر.‏<br />

لكن يف املقابل اإذا كان درس الثورة اجلزائرية الذي قدمته باالأمس للشعوب املقاومة<br />

يف ‏سبيل حريتها واستقاللها؛ فعاال اأتى اأكله بتحرير معظم ‏شعوب القارة االإفريقية مبارشة<br />

مع انتصار واستقالل اجلزائر عام ‎1962‎م،‏ واأصبح كفاح الشعب اجلزائري وملحمة االنتصار<br />

التي اأجنزها مثاال ورمز لالقتداء من قبل االأحرار يف كل مكان؛ فهل يا ترى ‏سيجد فيه اأحرار<br />

العرب والعامل اليوم يف:‏ فلسطني،‏ والعراق ومناطق اأخرى من العامل...‏ ما يستلهمون منه من<br />

دروس يف كفاحهم املرشوع يف ‏سبيل حريتهم واستقالل اأوطانهم ؟<br />

141


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎يحي . 1 بوعزيز،‏ موضوعات وقضايا من تاريخ اجلزائر والعرب,‏ ج ، 2 دار الهدى اجلزائر<br />

،2004 ‏ص 480<br />

( ) اأعضاء اللجنة هم السادة:‏ بن يوسف بن خده،‏ كرمي بلقا ‏سم،‏ العربي بن مهيدي،‏<br />

عبان رمضان،‏ وسعد دحلب.‏<br />

‎2‎‏سعيد 2. بوالشعري،‏ النظام السياسي،‏ ط‎1‎ دار الهدى اجلزائر السنة ؟ ‏ص 20<br />

( ) انظر الفصل 11 من املادة 73 من ميثاق االأمم املتحدة.‏ اإىل جانب ذلك فان<br />

اجلزائر متتعت ‏–دائما-‏ يف القانون الفرنسي مبركز مميز.‏<br />

‎3‎حممد . 3 بجاوي،‏ ترجمة على اخلشب،‏ الثورة اجلزائرية والقانون،‏ ط ؟ دار اليقظة العربية،‏<br />

القاهرة 1961، ‏ص 118<br />

‎4‎االأمني . 4 ‏رشيط،‏ التجربة احلزبية يف جتربة احلركة الوطنية)‏‎1962-1919‎‏(،‏ ط‎1‎ ، دار<br />

املطبوعات اجلامعية،‏ اجلزائر 1998 ‏ص‎102‎<br />

‎5‎‏صالح 5. بلحاج،‏ املرجع السابق ‏ص 27- 28<br />

‎6‎حممد 6. بجاوي،‏ املرجع السابق ‏ص‎119‎<br />

‎7‎الذاكرة،‏ . 7 جملة تاريخية تصدر عن املتحف الوطني للمجاهد،‏ اجلزائر،‏ العدد الثالث<br />

1995، ‏ص‎224‎<br />

وانظر كذلك:‏<br />

Abbes(F): Autopsie d’une guerre, Editions Garnier frères, 19 Rue des plantes,<br />

Paris 1980. P 31<br />

8.<br />

http://www.islamon line.net/Arabic/history/1422/12/article27.shtmt.<br />

‎9‎االأمني 9. ‏رشيط،‏ املرجع السابق ‏ص 103<br />

‎1010‎‏صالح بلحاج،‏ املرجع السابق ‏ص . 31 وكذلك:‏ وليام.ب.كواندت،‏ الثورة والقيادة<br />

السياسية اجلزائرية )1968-1954(، ترجمة ونرش مركز الدراسات واالأبحاث<br />

العسكرية،‏ ط‎1‎‏،‏ دمشق‎1981‎‏،‏ ‏ص‎172‎<br />

‎1111‎بن يوسف بن خده،‏ ترجمة حلسن زغدار وحمل العني جبايل،‏ اتفاقيات اأيفيان،‏ ط‎1‎ ،<br />

املؤسسة الوطنية للكتاب،‏ اجلزائر؟ ‏ص 10<br />

142


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

12 12 املرجع نفسه،‏ ‏ص‎129‎ ، وانظر كذلك:‏ د.حممد العربي الزبريي،‏ تاريخ اجلزائر املعارص،‏<br />

ج‎2‎‏،‏ ط‎1‎‏،‏ دار هومة،‏ اجلزائر‎2000‎ ، ‏ص‎141‎<br />

‎1313‎بجاوي،‏ املرجع نفسه،‏ ‏ص‎133‎ .<br />

( ) انظر تفصيال اأكرث عن ‏سياسة ديغول يف:‏ رمضان بورغدة،‏ اجلرنال ديغول<br />

والثورة اجلزائرية،‏ رسالة دكتوراه غري منشورة نوقشت بقسم التاريخ،‏ جامعة منتوري<br />

قسنطينة ‏سنة‎2007‎‏،‏ ‏صص 240 292<br />

‎1414‎بن يوسف بن خده،‏ املرجع السابق،ص‎14‎‏،‏ ‏ص‎15‎ .<br />

‎1515‎‏شارل ديغول،‏ ترجمة الدكتور ‏سموحي فوق العادة،‏ مذكرات االأمل،‏ التجديد ‎1958‎‎1962‎<br />

م،‏ ط‎1‎‏،‏ منشورات عويدات،‏ بريوت،‏ 1971، ‏ص‎95‎<br />

‎1616‎حممد بجاوي،‏ املرجع السابق،ص 153<br />

1717<br />

نفس املرجع،‏ ‏ص 167<br />

18 18 حممد قنطاري،‏ الثورة اجلزائرية و قواعدها اخللفية باجلبهة الغربية والعالقة اجلزائرية<br />

املغربية اإبان الثورة مقال:‏ الذاكرة،‏ جملة يصدرها املتحف الوطني للمجاهد،‏ اجلزائر،‏<br />

السنة الثالثة،‏ العدد الثالث،‏‎1995‎‏،‏ ‏صص 170-123<br />

1919 حممد بجاوي،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص 154<br />

2020 املرجع نفسه ‏ص 90<br />

‎2121‎بسام العسلي،‏ اأيام جزائرية خالدة،‏ دار النفائس،بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ 1986، ‏ص 9<br />

(22)<br />

22. http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/12/article27.shtml<br />

‎2323‎حممد البجاوي،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص‎187‎<br />

2424 املرجع نفسه،ص 191<br />

‎2525‎فوزية بوسباك،‏ الثورة اجلزائرية يف املحافل الدولية ) مقال)،‏ الذاكرة،‏ جملة تاريخية<br />

يصدرها املتحف الوطني للمجاهد اجلزائر،‏ السنة الثانية،‏ العدد الثالث،‏‎1995‎‏،‏ ‏ص 166<br />

(26)<br />

26. El moudjahid, n : 15,01Janvier 1958, P256.<br />

، 27 املؤسسة الوطنية<br />

‎27‎الزغيدي حممد حلسن،‏ مؤمتر الصومام وتطور الثورة التحريرية،‏ ط‎1‎<br />

للكتاب،‏ اجلزائر‎1988‎ ‏ص 261<br />

143


معركة التدويل للقضية اجلزائرية بني احلكومة املؤقتة<br />

اجلزائرية ونظيرتها الفرنسية )1956- 1962 ‏(م<br />

د.‏ يوسف قاسمي<br />

‎2828‎عثمان الطاهر علية،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص‎189‎ .<br />

‎2929‎بن يوسف بن خده،‏ اتفاقيات اأيفيان،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص 15<br />

‎3030‎الزغيدي حممد حلسن،‏ املرجع السابق،ص 261<br />

‎3131‎عثمان الطاهر علية،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص‎189‎<br />

‎3232‎بن يوسف بن خده،‏ اتفاقيات اأيفيان،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص 15<br />

‎3333‎اجلرنال ديغول،‏ املصدر السابق،‏ ‏ص 100<br />

‎3434‎يحي بوعزيز،‏ املرجع السابق،‏ ‏ص 327<br />

3535 املرجع نفسه،‏ ‏ص 197-196<br />

3636<br />

بن يوسف بن خده،‏ املصدر السابق،‏ ‏ص 23<br />

http://www.M-moudjahidine.dz.histoir/evenementeii.htm3737<br />

http://www.M-moudjahidine.dz.histoir/evenementeii.htm3838<br />

‎3939‎يحي بوعزيز،‏ املرجع نفسه،‏ ‏ص ‏ص‎340-338‎<br />

‎4040‎املرجع نفسه،‏ ‏ص 341<br />

( ) كان الوفد اجلزائري مكونا من السادة:‏ حممد يزيد،‏ رضا مالك.‏ يقابله عن اجلانب<br />

الفرنسي:‏ برونو دولوس،‏ وكلود ‏شابيز<br />

- 41<br />

1956 Ridha Malek, l’Algérie à Evian, histoire de négociations secret41<br />

p180,1962<br />

144


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوال - املراجع العربية:‏<br />

‎1‎االأمني . 1 ‏رشيط،‏ التجربة احلزبية يف جتربة احلركة الوطنية)‏‎1962-1919‎‏(،‏ ط‎1‎ ، دار<br />

املطبوعات اجلامعية،‏ اجلزائر 1998 ‏ص‎102‎‏.‏<br />

‎2‎بسام . 2 العسلي،‏ اأيام جزائرية خالدة،‏ دار النفائس ‏،بريوت،‏ ط‎2‎‏،‏ 1986، ‏ص . 9<br />

‎3‎بن . 3 يوسف بن خده،‏ ترجمة حلسن زغدار وحمل العني جبايل،‏ اتفاقيات اأيفيان،‏ ط‎1‎ ،<br />

املؤسسة الوطنية للكتاب،‏ اجلزائر؟ ‏ص 10.<br />

بجاوي،‏ املرجع نفسه،‏ ‏ص‎133‎‏.‏<br />

‎4‎رمضان . 4 بورغدة،‏ اجلرنال ديغول والثورة اجلزائرية،‏ رسالة دكتوراه غري منشورة نوقشت<br />

بقسم التاريخ،‏ جامعة منتوري قسنطينة ‏سنة‎2007‎ ، ‏صص 240 292.<br />

‎5‎الزغيدي . 5 حممد حلسن،‏ مؤمتر الصومام وتطور الثورة التحريرية،‏ ط‎1‎ ، املؤسسة الوطنية<br />

للكتاب،‏ اجلزائر‎1988‎ ‏ص . 261<br />

‎6‎‏سعيد 6. بوالشعري،‏ النظام السياسي،‏ ط‎1‎ دار الهدى اجلزائر السنة ؟ ‏ص 20<br />

‎7‎‏شارل 7. ديغول،‏ ترجمة الدكتور ‏سموحي فوق العادة،‏ مذكرات االأمل،‏ التجديد ‎1958‎‎1962‎<br />

م،‏ ط‎1‎‏،‏ منشورات عويدات ، بريوت ، 1971 ، ‏ص‎95‎‏.‏<br />

‎8‎حممد . 8 بجاوي،‏ ترجمة على اخلشب،‏ الثورة اجلزائرية والقانون،‏ ط ؟ دار اليقظة العربية،‏<br />

القاهرة ، 1961 ‏ص . 118<br />

‎9‎د.حممد . 9 العربي الزبريي،‏ تاريخ اجلزائر املعارص،‏ ج‎2‎‏،‏ ط‎1‎‏،‏ دار هومة،‏ اجلزائر‎2000‎ ،<br />

‏ص‎141‎‏.‏<br />

‎1010‎وليام.ب.كواندت،‏ الثورة والقيادة السياسية اجلزائرية )1968-1954 ) ، ترجمة ونرش<br />

مركز الدراسات واالأبحاث العسكرية ، ط‎1‎ ، دمشق‎1981‎ ، ‏ص‎172‎‏.‏<br />

، 11 دار الهدى اجلزائر<br />

‎11‎يحيى بوعزيز،‏ موضوعات وقضايا من تاريخ اجلزائر والعرب,‏ ج 2<br />

، 2004 ‏ص .480<br />

145


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

ثانياً‏ - الدوريات:‏<br />

1 الذاكرة،‏ جملة تاريخية تصدر عن املتحف الوطني للمجاهد،‏ اجلزائر،‏ العدد الثالث<br />

1 .<br />

1995، ‏ص‎224‎‏.‏<br />

http://www.M-moudjahidine.dz.histoir/evenementeii.htm .2<br />

1.<br />

2.<br />

ثالثاً‏ - مواقع إلكرتونية:‏<br />

Abbes(F) : Autopsie d’une guerre, Editions Garnier frères, 19 Rue des<br />

plantes, Paris 1980 . P 31.<br />

Ridha Malek, l’Algérie à Evian, histoire de négociations secret 1956-<br />

1962,p180.<br />

146


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة للشعب<br />

الفلسطيين ‎1948‎م–‏ ‎1967‎م<br />

د.‏ أكرم حممد عدوان<br />

أستاذ مشارك في التاريخ الحديث والمعاصر،‏ قسم التاريخ واآلثار،‏ كلية اآلداب،‏ الجامعة<br />

االسالمية،‏ غزة،‏ فلسطين.‏<br />

147 147


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

ملخص:‏<br />

تركز الدراسة على قضية حق العودة لالجئني الفلسطينيني اإىل ديارهم التي هجروا<br />

منها قرساً‏ منذ عام ‎1948‎م،‏ وحتى عام ‎1967‎م،‏ واملوقف االإرسائيلي الرسمي وغري<br />

الرسمي منها.‏<br />

وتعود اأهمية الدراسة كونها تركز على قضية مهمة يف تاريخ الشعب الفلسطيني اأال<br />

وهي قضية الجئي فلسطني.‏<br />

وتهدف الدراسة اإىل اإظهار حقيقة رئيسة تتمثل يف اأن اإرسائيل ترفض كل اأشكال<br />

احللول املطروحة ‏سواء على املستوى املحلي اأم الدويل للقضية،‏ بل ترص على روؤيتها حلل<br />

القضية،‏ واملتمثلة يف عدم عودتهم اإىل ديارهم،‏ بل توطينهم يف االأماكن املوجودين فيها<br />

يف الوقت احلارض.‏<br />

وسيعتمد الباحث يف دراسته على منهجني رئيسني – املنهج التاريخي من حيث<br />

املراجع والوثائق – واملنهج التحليلي يف حتليل املعلومات.‏<br />

148


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

This study focuses on the right of return for Palestinian refugees who<br />

were forced to leave home from 1948 to 1967 in addition to the Israeli official<br />

and non-official position from this issue.<br />

The research discusses an important question in the history of the<br />

Palestinian people-Palestine refugees.<br />

The discussion and results of this study reveal that Israel rejects all<br />

proposals- for the refugees to return back to their homes- at both domestic<br />

and international levels. Meanwhile the Israeli side suggests for the refugees<br />

to stay and settle in the host countries.<br />

The researcher makes use of both historical and analytical<br />

methodology.<br />

149


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

مقدمة:‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

تتناول هذه الدراسة موضوعاً‏ مهماً‏ جداً‏ يف تاريخ القضية الفلسطينية احلديث<br />

واملعارص،‏ اأال وهو موضوع حق العودة للشعب الفلسطيني،‏ وهي القضية التي مازالت تراوح<br />

مكانها دون اأي حل،‏ وكما نعلم فقد ظهرت هذه القضية منذ عام 1948، اأثر وقوع حرب<br />

1948، واحتالل اليهود اأجزاء كبرية جداً‏ من اأرض فلسطني،‏ ومن ثم اإعالن دولة اإرسائيل.‏<br />

وعلى الرغم من ‏صدور العديد من القرارات عن هيئة االأمم املتحدة وعلى راأسها قرار رقم<br />

194 الذي يطالب ‏رصاحة بحل هذه القضية على اأساس عودة الالجئني اإىل ديارهم وتعويضهم<br />

عما حلق بهم من اأذى،‏ فاإن هذه القرارات واملشاريع رفضت رفضاً‏ تاماً‏ من الدولة الصهيونية،‏<br />

وطالبت اإرسائيل باأن يكون احلل يف توطينهم يف االأماكن التي هجروا اإليها،‏ ‏ضاربه بعرض<br />

احلائط - كعادتها - كل ا لقرارات واالأفكار واملشاريع الدولية جتاه تلك القضية.‏<br />

من هنا جاءت اأهمية دراسة هذا املوضوع،‏ فهي تناقش قضية مازالت حيَّة ومطروحة<br />

يف كل املشاريع واالأفكار السياسية التي حتاول اإيجاد حل مناسب للقضية الفلسطينية،‏<br />

وهي قضية مازالت تعدُّ‏ من القضايا الرئيسة فيما يطرح من مشاريع يف الوقت احلارض<br />

حلل القضية الفلسطينية‎0‎<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

تهدف الدراسة اإىل اإبراز اأهمية قضية حق العودة،‏ وتطورها واإظهار اأهم االأفكار<br />

واملشاريع االإرسائيلية جتاه هذه القضية،‏ خاصة يف املرحلة الواقعة بني عامي ‎1948‎م<br />

– ‎1967‎م،‏ وهي املرحلة التي اأسست للقضية الفلسطينية بشكل عام،‏ كما تهدف الدراسة،‏<br />

اإىل اإظهار املوقف الرسمي وغري الرسمي الصهيوين من هذه القضية،‏ خاصة اأن املوقف<br />

االإرسائيلي من هذه القضية،‏ ومنذ نساأتها مل يتغري ومل يتبدل على االإطالق،‏ وهو القاضي<br />

باأن حتل القضية بعيداً‏ عن دولة اإرسائيل.‏<br />

منهجية الدراسة:‏<br />

استخدم الباحث يف دراسته املنهج التاريخي التحليلي،‏ معتمداً‏ على اأهم املراجع<br />

والوثائق التي تناولت هذا املوضوع،‏ مع حتليل املعلومات قدر املستطاع والتعليق عليها.‏<br />

150


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

حدود الدراسة:‏<br />

متتد الدراسة يف حدها الزمني من عام – 1948 1967، اأما عام 1948 فهو ا لعام<br />

الذي ظهرت فيه القضية عقب احتالل الصهاينة اأجزاء كبرية جداً‏ من اأرض فلسطني وتنتهي<br />

الدراسة عام 1967، وهو العام الذي وقعت فيه احلرب االإرسائيلية العربية الثانية التي نتج<br />

عنها مرة اأخرى هزمية العرب،‏ وظهور مشكلة الجئني فلسطينيني،‏ اأطلق عليها اسم الجئ<br />

عام ‎1984‎م ونازح عام ‎1967‎م.‏<br />

وانتهى الباحث بوضع خامتة استعرض فيها اأهم ما توصلت له الدراسة من نتائج‎0‎<br />

نشأة قضية الالجئني الفلسطينيني:‏ ‏)حق العودة(‏<br />

كان من اأهم االآثار التي ترتبت على حرب عام 1948، بني العرب والصهاينة،‏ مشكلة<br />

اأو قضية الالجئني الفلسطينيني،‏ فقد كان من اأهم ما نتج عن تلك احلرب،‏ تهجري اأكرث من<br />

‎900‎األف فلسطيني من اأراضيهم،‏ وقد مثلت تلك املشكلة ومازالت،‏ ‏رضبة يف ‏صميم القيم<br />

االإنسانية والقوانني والترشيعات الدولية،‏ وذلك اأمام فشل العامل واالأمم املتحدة يف اإيجاد<br />

حل مناسب لها،‏ مما يدل على فشل املنظمات الدولية وعلى راأسها هيئة االأمم املتحدة<br />

التي اأصدرت العديد من القرارات وعلى راأسها القرار ، 194 الذي يدعو اإىل اإيجاد حل لهذه<br />

القضية،‏ ولكن مل تستطع املنظمة الدولية،‏ وال غريها من املنظمات االإنسانية واحلقوقية<br />

حتى هذه اللحظة من تطبيق هذا القرار،‏ وال غريه من الدعوات الإيجاد حل لقضية حق العودة<br />

الذي نادى به ذلك القرار.‏<br />

ولقد اأدت عمليات االإرهاب الصهيوين التي قامت بها جمموعات منظمة ومدربة من<br />

العنارص املتطرفة واالستعمارية يف ‏شكلها،‏ والرجعية يف عقيدتها والهمجية يف وسائلها<br />

اإىل كارثة حقيقية،‏ جنم عنها تهجري اأكرث من 900 األف ‏شخص من الشعب الفلسطيني كما<br />

ذكرنا،‏ واستيالء الصهاينة على ممتلكاتهم واأموالهم ومساكنهم،‏ واأدى ذلك اإىل هجرتهم اإىل<br />

البالد العربية املجاورة واإىل بعض املناطق الفلسطينية التي مل يطلها البطش الصهيوين،‏<br />

فقد وصل منهم ما يقرب من 430.000 اإىل منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة.‏<br />

املهم يف املوضوع اأن قضية الالجئني الفلسطينيني،‏ اأو ما يطلق عليها اسم قضية<br />

حق العودة مازالت تراوح مكانها حتى هذه اللحظة،‏ وذلك لسبب بسيط جداً‏ هو اأن اإرسائيل،‏<br />

ومنذ نساأتها عام ‎1948‎م ونساأة تلك القضية يف العام نفسه،‏ مازالت ترفض وبشكل قاطع<br />

التعامل مع هذه القضية،‏ وترفض رفضاً‏ تاماً‏ تطبيق القرار 194 الذي يدعو ‏رصاحة اإىل حق<br />

العودة للشعب الفلسطيني،‏ بل تطلب من الدول التي يوجد بها الجئون فلسطينيون اإىل توطينهم<br />

ومنحهم جنسيات تلك الدول،‏ وهو احلل الذي ترى فيه اإرسائيل حالً‏ مناسباً‏ لهذه القضية.‏<br />

151


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

وهنا ‏سنحاول اإلقاء الضوء على املوقف االإرسائيلي،‏ من قضية حق العودة للشعب<br />

الفلسطيني،‏ وذلك منذ نساأة هذه القضية عام ‎1948‎م،‏ وحتى عام ‎1967‎م،‏ وهو العام الذي<br />

وقعت فيه الهجرة الثانية للشعب الفلسطيني وترسخت فيه قضية حق العودة،‏ مع الهزمية<br />

الثانية للعامل العربي،‏ وقيام اإرسائيل يف حينها باحتالل ما تبقى من اأرض فلسطني،‏<br />

وظهور الجئني جدد من الشعب الفلسطيني.‏<br />

متحور املوقف االإرسائيلي من قضية حق ا لعودة،‏ حول نقطة رئيسة ومهمة،‏ تتمثل<br />

يف رفض تام ملا يسمى بحق العودة،‏ اأو السماح للمهاجرين من الشعب الفلسطيني بالعودة<br />

اإىل ديارهم مهما كلف ذلك من ثمن،‏ لهذا ومنذ اللحظة االأوىل لوقوع االأزمة،‏ عام 1948،<br />

‏صدرت العديد من الترصيحات من زعماء احلركة الصهيونية ودولة اإرسائيل،‏ التي ترفض<br />

جملة وتفصيالً‏ اأي دعوة لعودة اأولئك الالجئني،‏ اإىل ديارهم اأو حتى تعويضهم،‏ كما طالبت<br />

االأمم املتحدة يف حينها،‏ بل ميكن القول اإن املوقف الرسمي وغري الرسمي لزعماء دولة<br />

اإرسائيل،‏ متثل يف التغطية على هذه اجلرمية،‏ والدفع مبا ميلكونه من مكانة يف العامل،‏<br />

لفرض اأمر واقع،‏ يقضي باإنهاء هذه القضية بالطريقة التي يراها زعماء احلركة الصهيونية<br />

يف حينه،‏ هذه النظرة وهذا املوقف االإرسائيلي جتاه هذه القضية،‏ جاء مطابقاً‏ متاماً‏<br />

للنظرة اأو للعقيدة التي حملها زعماء احلركة الصهيونية،‏ حتى قبل قيام دولة اإرسائيل<br />

على اأرض فلسطني،‏ فالدعوات الصهيونية لتهجري ‏سكان فلسطني،‏ جاءت قبل عام 1948،<br />

اأي قبل قيام دولة اإرسائيل بالفعل،‏ فلو األقينا نظرة على اأهم منظري احلركة الصهيونية<br />

يف هذا املجال،‏ فسنجد العديد من اأولئك الذين نادوا بهذه الفكرة،‏ وعلى راأسهم البارون«‏<br />

اإدموند روتشيلد«‏ Edmond Rotchield املمول الرئيس ملشاريع االستيطان الصهيوين<br />

يف فلسطني،‏ الذي اأعرب عن استعدادة لتقدمي الدعم املادي واملعنوي للعرب الذين يقبلون<br />

مغادرة اأرض فلسطني اإىل دول عربية وغربية،‏ واقرتح يف حينها اأن يرحلوا اإىل العراق<br />

نهائياً،‏ اأما مؤسس احلركة الصهيونية الرسمية ‏)ثيودر هرتزل(‏ ،Thodor Herzl فقد اعتمد<br />

الإقامة الكيان الصهيوين على اأرض فلسطني على ثنائية االستيالء على االأرض،‏ وشن حرب<br />

)1(<br />

اإبادة،‏ باعتبار اأن اأصحاب البالد االأصليني هم كائنات اأخرى ‏)ليس لها احلق يف العيش(‏<br />

وهذه اأمثلة بسيطة من الدعوات التي نادى بها زعماء احلركة الصهيونية يف هذا املجال،‏<br />

وقد ترسخ هذا املوقف يف ذهن اأول زعيم للدولة الصهيونية بعد اإنشائها،‏ اأال وهو ‏)ديفيد<br />

بن غوريون(‏ David Ben Gurion الذي ظل يعمل طوال حياته السياسية الإجناز هذا الهدف،‏<br />

فقد اأعترب بني غوريون يف جلسة اإدارة الوكالة اليهودية التي عُ‏ قدت يف حزيران عام 1938،<br />

اأن نقطة االنطالق اأو املخرج حلل مساألة العرب يف الدولة اليهودية،‏ تكمن يف ا لتوقيع<br />

على معاهدة مع الدول العربية متهد الطريق الإخراج العرب من الدولة اليهودية اإىل الدول<br />

152<br />

)2(<br />

العربية.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وهكذا نرى اأن تهجري الشعب الفلسطيني كان الفكرة الرئيسة يف اأذهان زعماء ومنظري<br />

احلركة الصهيونية وعقولهم منذ نساأة هذه احلركة،‏ حتى قبل اأن يكون للصهاينة موضع<br />

قدم على هذه االأرض،‏ فما بالنا بعد اأن اأصبح لهؤالء الصهاينة مكانة وموقع ودولة على<br />

هذه االأرض،‏ االأمر الذي مكنهم من تطبيق تلك االأفكار عملياً‏ على اأرض الواقع بعد عام<br />

1948، وهو االأمر الذي عمل عليه الصهاينة منذ اإنشاء دولتهم وحتى هذه اللحظة.‏<br />

لهذا فتطبيق الفكرة جاء بشكل منظم ودقيق وخمطط له،‏ وليس بالصدفة كما يعتقد<br />

بعضهم،‏ فمنذ اليوم االأول لقيام دولة اإرسائيل يف ‎1948/5/14‎م،‏ عمدت هذه الدولة<br />

اإىل وضع اخلطط املناسبة لتنفيذ هذا العمل على اأكمل وجه،‏ فاالأساليب التي استخدمها<br />

الصهاينة مع السكان االأصليني كما ذكرنا كانت من اأساأ االأساليب االأخالقية والهمجية،‏<br />

هذا من ناحية،‏ ومن ناحية اأخرى بداأت احلكومة االإرسائيلية تعمل على تنفيذ هذا املخطط<br />

وبدعم مادي ومعنوي كبري جداً،‏ ومن اأمثلة ذلك:‏ تشكيل جلنة ترانسفري ‏)ترحيل(‏ رسمية<br />

حكومية،‏ عُ‏ ينت يف نهاية اآب/‏ اأغسطس عام 1948، من اأجل التخطيط املنظم الإعادة توطني<br />

الالجئني الفلسطينيني يف الدول العربية.‏ )3( حيث قامت هذه اللجنة منذ تاأسيسها بوضع<br />

مرشوع تضمن النقاط االآتية:‏<br />

‎1‎منع . 1 الالجئني الفلسطينيني من العودة اإىل بيوتهم اأو قراهم.‏<br />

153<br />

‎2‎تدمري . 2 القرى العربية.‏<br />

‎3‎توطني . 3 اليهود يف القرى والبلدات العربية،‏ وتوزيع االأراضي العربية على املستوطنني<br />

اليهود.‏<br />

‎4‎استدعاء . 4 يهود العراق وسوريا.‏<br />

‎5‎البحث . 5 عن طرق تضمن استيعاب الالجئني الفلسطينيني يف البالد العربية،‏ مثل ‏سوريا<br />

)4(<br />

والعراق ولبنان واالأردن.‏<br />

اإن قراءة بنود هذا التوجه اأو هذا املرشوع،‏ يعطينا داللة واضحة على ما ‏سبق ذكره<br />

من اأفكار وخمططات ‏صهيونية جتاه الشعب الفلسطيني،‏ فهذا املرشوع يتمحور حول هدف<br />

واضح ورصيح،‏ اأال وهو التخلص من الوجود الفلسطيني وباأي ‏شكل من االأشكال،‏ وذلك اإما<br />

عن طريق تدمري قراهم وبيوتهم وتوطني اليهود بدالً‏ منهم،‏ اأو البحث عن اأساليب اأخرى<br />

تكفل استيعابهم يف اخلارج،‏ وتكفل عدم عودتهم اإىل اأرضيهم بشكل قاطع.‏<br />

وقد تاأكد ذلك املوقف الصهيوين من قضية حق العودة،‏ من خالل العديد من االآراء<br />

واالأفكار الصهيونية،‏ التي جاءت خالل هذه املرحلة،‏ لتؤكد فيما ال يدع جماالً‏ للشك على<br />

املوقف الرسمي الصهيوين من هذه القضية.‏


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

فقد جاء التاأكيد من خالل املندوب االإرسائيلي يف هيئة االأمم املتحدة يف حينها ‏“اأبا<br />

اإيبان”‏ عند ما طُ‏ رحت اأمام هيئة االأمم املتحدة اأفكار اإرسائيل حلل هذه القضية التي<br />

متثلت يف النقاط االآتية:‏<br />

154<br />

‏•اأن اإرسائيل ال تتحمل اأية مسؤولية عن وجود قضية الالجئني الفلسطينيني،‏ بل اأن<br />

هذه القضية هي مسؤولية عربية بحتة.‏<br />

‏•واقرتح اإعادة اإسكان الالجئني الفلسطينيني يف مناطق واقعة حتت ‏سيطرة حكومة<br />

يكون جوهرها وتقاليدها مطابقة جلوهرهم وتقاليدهم،‏ حيث ميكن استيعابهم<br />

فوراً،‏ ومن دون ‏صدمات.‏<br />

‏•ورصح اأنه ال يوجد نية الإرسائيل يف اإعادة اليهود اإىل العراق وسوريا ومرص<br />

واملغرب واليمن واإىل بالد عربية اأخرى،‏ كي نستقبل الجئني عرباً‏ مكانهم.‏<br />

يتضح لنا مما ‏سبق،‏ اأن االأفكار التي ‏رصح بها اأبا اإيبان اأمام الهيئة الدولية تتحدث وبكل<br />

وضوح عن رفض اإرسائيل،‏ وبشكل قاطع،‏ عودة الشعب الفلسطيني املهجر اإىل دياره،‏ بل اأكرث<br />

من ذلك،‏ فهو يدعو اإىل حل قضيتهم على اأساس توطينهم يف االأماكن املتواجدين فيها،‏ واأن<br />

ال مكان لهم على اأرض دولة اإرسائيل املزعومة،‏ وهو بذلك يرضب عرض احلائط القرارات<br />

الدولية الصادرة عن الهيئة الدولية التي يتحدث اأمامها دون اأي خوف اأو مسؤولية.‏<br />

وتنفيذاً‏ لهذه السياسة الصهيونية املعلنة بحق قضية الالجئني،‏ عمدت اإرسائيل ومنذ<br />

اليوم االأول الإعالنها قيام دولة اإرسائيل،‏ اإىل استخدام ‏سياسة مفادها،‏ االستيالء على<br />

اأموال وممتلكات الشعب الفلسطيني املنقولة وغري املنقولة،‏ فقد ‏سيطرت اإرسائيل على اأكرث<br />

من 15 مدينة عربية ‏رصفة،‏ واأكرث من 800 قرية فلسطينية،‏ مبا تشتمل عليه هذه املدن<br />

والقرى من اأرض وعقارات واأموال منقولة،‏ مستولية بذلك على اأموال ما يقارب من %90<br />

من جمموع الفلسطينيني املقيمني يف اأراضي عام 1948 الذين جرى تهجريهم منها.‏ اإىل<br />

جانب االستيالء على االأموال التجارية والصناعية واالأموال واالأمتعة الشخصية )5( .<br />

وعلى هذا الصعيد،‏ قامت اإرسائيل مبصادره املمتلكات واالأموال الشخصية كافة الأكرث<br />

من مليون الجئ،‏ يف ‏سبيل تثبيت يدها على هذه االأموال واملمتلكات.‏ فقد قامت باإصدار<br />

العديد من القوانني والترشيعات،‏ كقانون املناطق املتخلَّى عنها الصادر عام 1948،<br />

وقانون اأنظمة االأراضي البور لعام 1948، وقانون ممتلكات الغائبني لعام 1948، وقانون<br />

نقل امللكية لهيئة التنمية وقانون اأنظمة زراعة االأراضي البور لعام ‎1948‎م،‏ هذا باالإضافة<br />

اإىل العديد من القوانني والترشيعات،‏ التي اأسهمت يف االستيالء على االأراضي التي مازال<br />

يسكنها بعض املواطنني الفلسطينيني ومل يهاجروا عنها،‏ بذريعة االأمن اأو التطوير،‏ حيث


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

جرد اأولئك من %80 من االأراضي اململوكة لهم،‏ ومل يبق حتت اأيديهم ‏سوى 200 األف دومن<br />

تقريباً‏ اأي ما نسبتة اأقل من %1 من االأراضي اململوكة لهم،‏ وتشري التقديرات اإىل اأن االأراضي<br />

)6(<br />

الزراعية التي استولت عليها اإرسائيل تصل مساحتها اإىل )568، 6( 705، دومناً.‏<br />

اإن السياسة االإرسائيلية يف هذه املرحلة واضحة جداً،‏ فهي،‏ يف ‏سبيل اتخاذ كل<br />

االإجراءات السياسية،‏ واالقتصادية والقانونية،‏ التي تضمن عدم عودة الجئي فلسطني اإىل<br />

ديارهم،‏ عمدت اإىل اتخاذ هذه االإجراءات،‏ الإعطاء انطباع اأن ال رجعة فيما قررته بخصوص<br />

هذه القضية على االأقل يف هذه املرحلة )1948(.<br />

تطورت االأحداث السياسية،‏ يف هذه املرحلة،‏ وتدخلت االأمم املتحدة عن طريق اإرسال<br />

مبعوث خاص بها الإيجاد حل ملشكلة الرصاع بني الصهاينة والعرب،‏ وقامت بوضع<br />

مندوب لها وهو ‏)الكونت برنادوت(‏ Count Bernadotte الذي جاء ببعض االأفكار حلل<br />

قضية الالجئني،‏ وقام بدعوة اإرضٍ‏ ائيل اإىل السماح بعودة الالجئني اإىل ديارهم،‏ واأكد اأن<br />

هيئة االأمم املتحدة،‏ اأكدت على حق الذين ‏رشدوا من ديارهم بسبب االإرهاب احلايل بالعودة<br />

اإىل ديارهم مرة اأخرى،‏ واأكد اأيضاً،‏ على اأنه يجب اأن تدفع تعويضات عن املمتلكات ملن ال<br />

)7(<br />

يرغب يف العودة اإىل دياره،‏ وذلك حسب ما جاء يف قرار هيئة االأمم املتحدة رقم 191.<br />

رفضت اإرضٍ‏ ائيل هذا املرشوع،‏ بل اأكرث من ذلك قامت باغتيال الكونت برنادوت.‏<br />

ثم طرحت مرشوعاً‏ بديالً،‏ كان من اأهم ما جاء فيه بخصوص قضية حق العودة،‏ رفض<br />

حكومة اإرسائيل العودة لالجئني،‏ والتاأكيد على اأن احلرب حتى هذه اللحظة مل تنته بعد،‏<br />

واأن اإرسائيل يجب عليها اأن حتارب باأساليب جديدة واأسلحة جديدة حتى تتحرر كل اأراضي<br />

)8(<br />

فلسطني وذلك كما جاء على لسان مناحيم بيغن يف ‏شهر نوفمرب 1948.<br />

فشل برنادوت يف اإقناع دولة اإرسائيل للتجاوب مع مطالب هيئة االأمم وقراراتها<br />

بخصوص قضية حق العودة وكان مصريه القتل،‏ وظل زعماء دولة اإرسائيل على مواقفهم<br />

السابقة واملتعنته بخصوص هذه القضية،‏ بل اأكرث من ذلك بداأ قادة احلركة الصهيونية يف<br />

الداخل ويف اخلارج بوضع تصوراتهم النهائية بخصوص تلك القضية ومن اأمثلة ذلك قيام<br />

اأحد زعماء احلركة الصهيونية وهو ‏“جوزيف ‏سختمان Joseph Sigtman وهو اأحد خرباء<br />

الرتانسفري السكاين،‏ بوضع تصور خاص بهذه القضية،‏ وذلك عندما اجتمع مع اأعضاء جلنة<br />

الرتاتسفري احلكومية،‏ اأثناء زيارته لالأراضي املحتلة،‏ يف اأيلول 1948، و اأوكلوا له مهمة<br />

القيام ببحوث وتقدمي مقرتحات لهم بخصوص قضية حق العودة،‏ فقام بوضع خطة بعنوان<br />

‏“قضية التبادل السكاين العربي اليهودي”‏ قدَّمها على ‏شكل دراسة اإىل ‏)اإلياهو اإبشتاين(‏<br />

‏سفري اإرسائيل يف واشنطن،‏ وقام هذا بدوره بتقدميها لسكرتري احلكومة االإرسائيلية ‏)زئيف<br />

)9(<br />

‏شارن(‏ ولرئيس جلنة الرتاتسفري يو ‏سف فايتس.‏<br />

155


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

جاءت خطة ‏سختمان على النحو االآتي:‏<br />

‏•ترحيل اإجباري لالجئني وغري الالجئني الفلسطينيني،‏ واإعادة توطينهم يف<br />

العراق.‏<br />

‏•تبادل منظم للسكان بني فلسطني والبالد العربية وبشكل اأساس للعراق،‏ وترحيل<br />

اجلاليات اليهودية يف البالد العربية اإىل اإرسائيل.‏<br />

‏•التوطني البد من تعزيزه مبعاهدة بني حكومة اإرسائيل والعراق،‏ ورمبا دول عربية<br />

)10(<br />

اأخرى.‏<br />

وناشد ‏سختمان االإدارة االأمريكية،‏ والبيت االأبيض مبارشة لتقدمي الدعم للسياسة<br />

)11(<br />

االإرسائيلية من اأجل اإعادة توطني الفلسطينيني يف العراق.‏<br />

يؤكد مرشوع ‏سختمان على وحدانية النظرة الصهيونية لقضية حق العودة،‏ والقاضية<br />

برتحيل اأكرب عدد ممكن من الشعب الفلسطيني،‏ اإن مل يكن كل الشعب الفلسطيني من اأرضه<br />

اإىل اأراضي دول عربية اأخرى،‏ وبخاصة العراق،‏ واستبدال هذا الشعب مبستوطنني ‏صهاينة،‏<br />

مبعنى عملية اإحالل كاملة كما كانت فرنسا واإيطاليا تفعالن يف اأثناء استعمارهما للجزائر<br />

وليبيا.‏<br />

جاء املوقف االإرسائيلي من قضية حق العودة خالل عام 1948، ثابتاً‏ متفقاً‏ مع<br />

الروؤية الصهيونية العامة لهذه القضية،‏ واملتمثلة يف رفض حق العودة ‏سواء احلق املبدئي<br />

اأو احلق العملي،‏ اأما احلق املبدئي وهو رفض اإرسائيل االعرتاف بكونها املسؤولة عن هذه<br />

القضية منذ البداية،‏ بل بالعكس فهي ترى اأن التبعة تقع كلها على عاتق اجلانب العربي<br />

الفلسطيني،‏ وتعتقد ارسائيل اأن العرب هم الذين دفعوا ‏سكان فلسطني اإىل الهجرة،‏ وان<br />

الشعب الفلسطيني هاجر من اأراضيه مبحض اإرادته.‏ اإن اعرتاف اإرسائيل بهذه القضية<br />

يحرمها حق النقض،‏ ويحرمها التحكم يف كمية العائدين.‏<br />

ظل املوقف الرسمي االإرسائيلي هكذا باستثناء فرتة قصرية االأجل جاءت عام 1949،<br />

وذلك عندما اأبدى رئيس احلكومة االأسبق ‏)دافيد بن غوريون(‏ استعداد اإرسائيل للسماح<br />

بعودة 100.000 الجئ،‏ اإىل ديارهم ويبدو اأن هذا العرض جاء فقط لكسب الوقت واملواقف<br />

حينها وبخاصة مع اإرصار هيئة االأمم املتحدة على تنفيذ القرار 194، ووساطة جلنة<br />

التوفيق الدولية يف هذه القضية،‏ وجاءت يف مقدمة املناقشة التي دارت يف هيئة االأمم<br />

املتحدة لقبول اإرسائيل عضواً‏ فيها.‏ اأما على اأرض الواقع حتى هذا العرض مل يكتب له<br />

)12(<br />

النجاح والتطبيق.‏<br />

156


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

حاولت اإرسائيل يف عام 1949، كسب ود املجتمع الدويل وتعاطفه،‏ وذلك لقبولها<br />

عضواً‏ يف هيئة االأمم املتحدة،‏ والذي يعني االعرتاف بها كدولة رسمياً‏ يف هذه املرحلة،‏<br />

لهذا طرحت مرشوعها الداعي اإىل استيعاب مائة األف من الالجئني اإال اأن هذا الطرح مل يطبق<br />

فعلياً،‏ خاصة بعد اأن حصلت اإرسائيل بالفعل على عضوية هيئة االأمم املتحدة عام 1949،<br />

وبداأت يف الدخول مع الدول العربية يف مفاوضات الهدنة بل جند اأن اإرسائيل،‏ قد رفضت يف<br />

هذه املرحلة الطرح االأمريكي الذي يقضي باأن تسمح اإرسائيل بعودة ثلث العدد االإجمايل<br />

لالجئني الفلسطينيني،‏ وكانت التقديرات حينها تقول اأن الثلث يقدر ب 200.000 نسمة<br />

تقريباً،‏ على اأن تتحمل الواليات املتحدة االأمريكية،‏ نفقات اإعادة تاأهيل باقي الالجئني،‏<br />

الذين كان من املفرتض اأن يُستوعبوا يف الدول العربية،‏ وجاء هذا الرفض على لسان ‏)ديفيد<br />

بن غوريون(،‏ رئيس احلكومة االإرسائيلية اآنذاك واقرتح بديالً‏ لذلك،‏ اإنشاء ‏صندوق دويل<br />

يعالج هذا املوضوع على اأن تشرتك اإرسائيل فيه،‏ من دون اأن تتحمل اإرسائيل املسؤولية،‏<br />

على اأن جترى معاجلة االأمر على اأساس عمليات اإعادة تاأهيل جماعية،‏ ال تصفية حسابات<br />

)13(<br />

وتعويضات فردية.‏<br />

‏شهدت املرحلة املمتدة من عام ‎1949‎م – ‎1967‎م تطورات ‏سياسية كبرية جداً‏ يف<br />

اإرسائيل،‏ كان من اأهمها قبول اإرسائيل عضواً‏ رئيساً‏ يف هيئة االأمم املتحدة،‏ ومن ثم جناحها<br />

يف توقيع اتفاقيات الهدنة مع الدول العربية ‏)اتفاقيات رودس(‏ ‎1949‎م،‏ ومن ثم جتميد<br />

مناقشة القضية الفلسطينية داخل اأروقة االأمم املتحدة،‏ واإنشاء وكالة اإغاثة وتشغيل الالجئني<br />

الفلسطينيني،‏ وغريها من االأحداث على املستوى العربي ال داعي حلرصها يف هذا البحث.‏<br />

وبالرغم من هذه االأحداث ظل املوقف االإرسائيلي من قضية حق العودة،‏ على حاله دون<br />

اأي تغيري،‏ بل ميكن القول اإن القضية اأصبحت حتتل مكانة ثانوية يف املجالني املحلي والدويل.‏<br />

واأهم ما طرح من مقرتحات اإرسائيلية بخصوص هذه القضية خالل هذه املرحلة،‏ ما<br />

‏سمي يف حينه،‏ بالعملية الليبيه عام 1950، وهو املقرتح الذي تقدمت به وزارة اخلارجية<br />

االإرسائيلية يف اآذار/‏ مارس/‏ 1950، حني عرض ‏“خزقئيل غوردن”‏ مدير قسم املؤسسات<br />

الدولية لدى وزارة اخلارجية خطة بعنوان“اإعادة توطني العرب يف الصومال وليبيا”‏ اللتني<br />

تسيطر عليهما اإيطاليا يف ذلك الوقت،‏ وقد جرت املوافقة على هذه اخلطة رسمياً‏ يف اجتماع<br />

عقد يوم ‎13‎‏/اأيار/‏ 1954، مبشاركة الوزراء موشيه ‏شاريت وزير اخلارجيه ووزير املالية<br />

ليفى اأشكول،‏ ووزير الزراعة بريتس نفتايل،‏ ومدير عام وزارة اخلارجيه ومستشار رئيس<br />

الوزراء للشؤون العربية،‏ يوسف فايتس ممثالً‏ عن الصندوق القومي اليهودي،‏ وبناء على<br />

)14(<br />

هذا االجتماع ‏شكنِّلت جلنة تسمى “ جلنة الالجئني”‏ ملتابعة اإمكانية تطبيق هذه اخلطة<br />

157


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

وتضمن املرشوع الإرسائيلي املسمى بالعملية الليبية البنود الآتية:‏<br />

‏•جمع االأموال لغرض ‏رشاء اأراض زراعية يف ليبيا من املستعمرين االإيطاليني،‏ واإسكان<br />

الالجئني الفلسطينيني فيها لزراعتها.‏<br />

‏•تبادل ممتلكات العرب يف اإرسائيل مع ممتلكات اليهود يف ليبيا.‏<br />

خبري زراعي فلسطيني مع عائالتهم اإىل ليبيا،‏ واملرشحون يجب اأن يكونوا<br />

الجئني تخلوا عن ممتلكاتهم يف اإرسائيل كخطوة اأوىل عند بداية التنفيذ.‏<br />

‏•رشاء اأراض من مالكني يعيشون يف قرى واقعة يف منطقة احلدود االأردنية ‏)الضفة<br />

)15(<br />

الغربية(‏ لكن اأراضيهم موجودة يف اإرسائيل.‏<br />

عند قراءة بنود هذا الطرح،‏ نالحظ اأنه يتمحور حول نقطة رئيسية،‏ اأال وهي اإعادة<br />

تاأهيل الالجئني الفلسطينيني وتوطينهم ولكن ليس يف فلسطني،‏ بل يف ليبيا الوطن اجلديد<br />

الذي يقرتحه زعماء احلركة الصهيونية بديالً‏ عن الوطن االأم،‏ وذلك من خالل ما يسمى<br />

تبادل السكان واالأرض يف فلسطني مع ممتلكات اليهود يف ليبيا.‏<br />

وهذا يدل على مدى حرص زعماء احلكومة الصهيونية يف هذه املرحلة على اإفراغ<br />

فلسطني من ‏سكانها االأصليني واستبدالهم بصهاينة،‏ وهو ما يعني اإنهاء الوجود الفلسطيني<br />

يف هذه االأرض.‏<br />

مل تتوقف املقرتحات واالأفكار الصهيونية يف هذه املرحلة الإيجاد حل لقضية<br />

الالجئني الفلسطينيني ‏سواء من اأطراف رسمية داخل احلكومة االإرسائيلية،‏ اأو من اأطراف<br />

‏صهيونية غري رسمية.‏<br />

ففي عام 1949 قام ‏“عزرا دانني”‏ وهو كبري موظفي وزارة اخلارجية،‏ واملخول<br />

الرئيس يف قضية الالجئني،‏ بطرح اأفكار اعتقد اأنها جديدة حلل قضية حق العودة للشعب<br />

الفلسطيني وقد جاءت اأفكاره على النحو االآتي:‏<br />

‏•العمل على استيعاب اأكرب عدد ممكن من الالجئني الفلسطينيني يف الدول العربية.‏<br />

‏•فتح مشاريع اقتصادية خارج فلسطني،‏ لتشغيل الالجئني الفلسطينيني لكي يُوطنوا هناك.‏<br />

)16(<br />

‏•مساهمة اإرسائيل يف اإعادة توطني الالجئني الفلسطينيني يف تلك املنطق.‏<br />

مازال الرتكيز االإرسائيلي حول قضية حق العودة،‏ يبني على اأساس اإيجاد حلول<br />

خارجية بعيدة عن املسؤولية االإرسائيلية جتاه حق العودة،‏ توافق اإرسائيل على حلول لهذه<br />

القضية،‏ ولكن دون اأدنى مسؤولية اإرسائيلية عنها،‏ من خالل العمل على تذويب الالجئني<br />

الفلسطينيني يف املجتمعات التي يعيشون معها يف اخلارج.‏<br />

158<br />

‏•ترحيل 300


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وقد طرح دانني فكرة بناء مشاريع كبرية لهذا الغرض،‏ وبخاصة يف جمال النفط<br />

عن طريق ‏رشكة اأرامكو،‏ التي تصل ما بني السعودية ولبنان،‏ وطبقاً‏ لتصوره فاإن مثل<br />

هذه املشاريع ‏ستستوعب اآالف الالجئني من الشعب الفلسطيني،‏ ويف نهاية املطاف ‏سوف<br />

يندجمون ويذوبون يف تلك االأماكن )17( .<br />

وقد تكررت االأفكار واملقرتحات الصهيونية السابقة،‏ على لسان اأحد زعماء احلركة<br />

الصهيونية وهو ‏“حنان بار”‏ Hanan Bar اأحد كبار موظفي اإرسائيل،‏ وكان يعمل قنصالً‏<br />

عاماً‏ يف اأثيوبيا،‏ الذي اقرتح،‏ تاأسيس منظمة يف الواليات املتحدة االأمريكية اأو يف اأمريكيا<br />

الالتينية هدفها تشجيع هجرة الالجئني الفلسطينيني اإىل بلدان العامل املختلفة،‏ مبا يف<br />

ذلك القارة االأمريكية،‏ على اأن تركز تلك املنظمة على قادة املهاجرين العرب يف اأمريكا<br />

الالتينية والواليات املتحدة االأمريكية،‏ وضم عنارص اأخرى مثل رجال الدين املسيحي<br />

وحتى عنارص يهودية غري معروفة اأمام العامة باأنها متعاطفة مع اإرسائيل،‏ وتقوم هذه<br />

املنظمة باإجراء مفاوضات مع حكومات ومؤسسات خمتلفة يف العامل الإيجاد اأماكن<br />

استيعاب يف بالد خمتلفة،‏ مع جمع االأموال الالزمة الإعادة تاأهيل الالجئني الفلسطينيني<br />

)18(<br />

يف البلدان املختلفة.‏<br />

ثم طرح موشى ديان ،Moshe Dayan اأحد قادة دولة اإٍرسائيل الكبار يف عام 1959،<br />

مرشوعاً‏ لتسوية قضية حق العودة،‏ وقد متحور مرشوعه يف النقاط االآتية:‏<br />

‏•رفض عودة الالجئني الفلسطينيني.‏<br />

‏•اإعادة تاأهيل وتوطني الالجئني الفلسطينيني من خالل احتاد كونفدراىل مع االأردن.‏<br />

‏•اإمكانية توسيع هذا االحتاد ليشمل االأردن.‏<br />

)19(<br />

‏•تشجيع الهجرة الصهيونية لزيادة عد ‏سكان دولة اإرسائيل.‏<br />

القاسم املشرتك يف هذه املقرتحات جميعاً،‏ هو عدم عودة الالجئني الفلسطينيني اإىل<br />

ديارهم باأي حال من االأحوال،‏ والعمل على جعل دول العامل االآخر خاصة الدول العربية<br />

على استيعابهم وتوطينهم،‏ بهدف تذويب هذه القضية والقضاء عليها نهائياً.‏<br />

ظل املوقف االإرسائيلي من قضية حق العودة،‏ على هذا النحو،‏ بالرغم من التغيريات<br />

السياسية يف املنطقة،‏ وطرحت اأفكار اأخرى ال تختلف كثرياً‏ عن االأفكار السابقة حلل هذه<br />

القضية،‏ ففي عام 1965 قام ‏“ليفى اأشكول”‏ ،Levi Eshkol وهو من اأشهر الشخصيات<br />

الصهيونية واأقواها،‏ وقد ‏شغل العديد من املناصب يف دولة اإٍرسائيل،‏ كان من اأهمها رئاسة<br />

الوزراء ووزارة الدفاع عام 1963، بوضع خمطط جديد واأفكار جديدة حلل قضية حق<br />

العودة،‏ كان من اأهمها:‏<br />

159


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

160<br />

‏•توجيه جزء من املوارد الضخمة للمنطقة باجتاه اإعادة توطني الالجئني،‏ ودجمهم يف<br />

بيئتهم الوطنية الطبيعية ‏)اأي يف الدول العربية(.‏<br />

‏•استعداد اإرسائيل للمساهمة املالية،‏ مع الدول الكربى،‏ يف عملية توطني الالجئني<br />

باعتبارها احلل املناسب ملصاحلهم احلقيقية واالأساسية،‏ واملناسب اأيضاً‏ ملصالح<br />

)20(<br />

اإرسائيل االأساسية.‏<br />

ثم جاء مرشوع موشيه ديان الثاين يف حزيران 1967، وكان يشغل يف هذه املرحلة<br />

منصب وزير الدفاع يف الكيان الصهيوين،‏ والذي اشتمل على النقاط االآتية:‏<br />

‏•تاأهيل الالجئني الفلسطينيني وتوطينهم خارج حدود دولة اإرسائيل.‏<br />

‏•تقدمي مساعدة مالية للعائالت الفلسطينية التي ترغب يف الهجرة.‏<br />

‏•رشاء اأراضٍ‏ خارج حدود دولة اإرسائيل،‏ خاصة يف اأمريكيا الالتينية لتوطني الالجئني<br />

الفلسطينيني فيها.‏<br />

‏•تسهيل اإجراءات السفر للمهاجرين من خالل السفارات االإرسائيلية يف اخلارج،‏ ومن<br />

خالل مكتب احلاكم العسكري.‏<br />

ومن اأجل تنفيذ هذا املخطط قام موشى ديان،‏ بتشكيل وحدة بالغة الرسية من ممثلني<br />

من مكتب رئيس الوزراء،‏ ووزير الدفاع،‏ والشاباك،‏ وقد اأطلق على الوحدة اسم ‏“وحدة اأشكول”‏<br />

نسبة اإىل رئيس الوزراء االإرسائيلي،‏ وقد تولت اللجنة وضع اخلطط الالزمة لتشجيع الهجرة<br />

الفلسطينية من املناطق املحتلة اإىل اأمريكيا الالتينية ومناطق اأخرى من العامل )21( .<br />

يتضح لنا مما ‏سبق،‏ اأن احلكومة االإرسائيلية يف هذه املرحلة،‏ بداأت تضع اخلطط ليس<br />

فقط برفض رجوع الالجئني الفلسطينيني يف اخلارج،‏ بل الإخراج اأكرب عدد ممكن من الشعب<br />

الفلسطيني من اأراضيه اإىل دول اأخرى،‏ وهذا يعترب تطوراً‏ خطرياً‏ يف السياسة االإرسائيلية<br />

جتاه هذه القضية،‏ وهذا يعطي اإشارة واضحة،‏ اأن قضية حق العودة التي بداأت عام 1948،<br />

اأصبحت يف طي النسيان يف السياسة االإرسائيلية،‏ واأن اإرسائيل اأصبحت تبحث عن ما هو<br />

اأخطر من ذلك،‏ وهو طرد اأكرب عدد ممكن ممن بقوا من الشعب الفلسطيني يف اأراضيهم،‏ ومل<br />

يغادروها رغم ‏سياسة القهر والقتل والترشيد،‏ حتى تصبح هذه االأرض ‏صهيونية خالصة.‏<br />

وعلى اأثر هذه السياسة احلكومية الرسمية االإرسائيلية جتاه قضية حق العودة،‏ جاءت<br />

اأفكار وطروحات اأخرى،‏ من خالل زعماء اإٍرسائيل يف هذه املرحلة،‏ ال تقل خطورة عن تلك<br />

االأفكار التي طرحها موشى ديان اأو ليفي اأشكول،‏ ومن اأهم تلك االأفكار ما طرحه يوسف<br />

فايتس Yusef Vites عام 1967، وهو اأحد زعماء احلركة الصهيونية،‏ ورئيس ‏سابق لدائرة<br />

االأراضي يف الصندوق القومي اليهودي،‏ وهو بالطبع من اأكرب مشجعي ‏سياسة الرتانسفري.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وقد طرح النقاط االآتية:‏<br />

‏•ترحيل كل العرب اإىل البالد املجاورة،‏ والرتحيل يجب اأن يتم من خالل استيعابهم يف<br />

العراق وسوريا ورشق االأردن.‏<br />

‏•تقوم احلكومة االإرسائيلية بتوفري االأموال الالزمة،‏ الإعادة توطني الالجئني.‏<br />

وكان من اأهم مربرات يوسف فايتس لهذا الطرح،‏ هو اأن البالد ال تتسع لشعبني واإذا<br />

ما بقي العرب فيها،‏ ‏ستكون البالد ‏ضيقة وحمصورة.‏ )22(<br />

من الواضح من خالل الطرح السابق،‏ اأن االآراء واملقرتحات الصهيونية،‏ اإزاء قضية<br />

حق العودة،‏ اأصبحت اأكرث تطرفاً‏ وعنرصية من ‏سابقاتها،‏ فالرتكيز االآن على طرد اأكرب عدد<br />

ممكن من الشعب الفلسطيني اإىل خارج ما تدعيه دولة اإرسائيل بالوطن القومي اليهودي،‏<br />

واأكرر هنا اأن الطرح الصهيوين بداأ يركز فقط على كيفية جعل فلسطني خالصة لليهود،‏<br />

وليس على كيفية اإيجاد حل لقضية حق العودة.‏<br />

لهذا جاءت معظم مشاريع حل قضية حق العودة من اجلانب االإرسائيلي يف هذه<br />

املرحلة ‏)عام 1967( لرتسم خريطة جديدة لهذه القضية،‏ وبخاصة بعد انتصار اإرسائيل<br />

يف حرب االأيام الستة،‏ واحتاللها الأراضٍ‏ جديدة عربية وفلسطينية ‏)الضفة الغربية وقطاع<br />

غزه (، وتكرار املشكلة القدمية التي حدثت عام 1948، وظهور الجئني جدد من الشعب<br />

الفلسطيني على اأثر هذه احلرب.‏<br />

هذه اخلارطة تتمثل كما ذكرنا يف السابق،‏ بطي مشكلة الجئي عام 1948، ونسيانهم<br />

نهائياً،‏ والتعامل مع مشكلة الجيء عام 1967، ولكن باالأسس القدمية نفسها التي ترفض<br />

كلياً‏ عودة اأي الجئ فلسطيني اإىل اأراضيه ‏سواء داخل االأرض املحتلة عام 1948، اأو<br />

االأراضي املحتلة عام 1967.<br />

ومما يدلل على هذا احلديث ما طرح من اأفكار جديدة جتاه هذه القضية بعد حرب عام<br />

1967 مبارشة،‏ والتي كان من اأهمها،‏ اأفكار ‏“األيعزر ليفنه”‏ ،Alaaezer Levni وهو<br />

اأحد قادة حركة اإرسائيل الكاملة،‏ وقد اأطلق على مرشوعه اسم”مرشوع الهجرة”‏ وتضمن:‏<br />

ترحيل نصف مليون الجئ فلسطيني من قطاع غزة والضفة العربية،‏ وتوطينهم يف<br />

‏سيناء،‏ وترحيل جزء اآخر اإىل بالد ما وراء البحار،‏ اأو توطينهم يف بالد جماورة كاالأردن.‏<br />

يجب اأن توجه الهجرة اإىل جميع البالد التي حتتاج اإىل اأيدي عاملة،‏ مبا فيها الواليات<br />

املتحدة االأمريكية وكندا واسرتاليا واأمريكيا الالتينية.‏<br />

تقوم اإرسائيل بتقدمي الدعم املايل للمهاجرين من اأجل مساعدتهم يف االستقرار<br />

يف اأماكنهم اجلديدة،‏ بحيث يخصص مبلغ 5000 دوالر لكل عائلة مكونة من – 6 7<br />

161<br />

)23(<br />

اأشخاص


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

وقد تكررت هذه الفكرة اأكرث من مرة يف هذه املرحلة،‏ وبداأ العمل من اجلانب االإرسائيلي<br />

على ترسيخ هذه االأفكار اجلديدة،‏ للقضاء نهائياً‏ على فكرة حق العودة،‏ ولريكز العامل فقط<br />

على الهجرة اجلديدة عام ‎1967‎م وعلى ما يتبعها من هجرات قرسية للشعب الفلسطيني من<br />

جراء السياسات الصهيونية ‏ضده،‏ فجاءت يف هذه املرحلة اأفكار من خالل مرشوع«موشي<br />

دوتان«‏ Moshi Dotan يف نوفمرب 1967، وهو اأحد اأعضاء حركة اإرسائيل الكربى،‏ والتي<br />

متثلت يف النقاط االآتية:‏<br />

‏•يجب اأن تنفذ ‏سياسة التهجري بدعم وتشجيع من احلكومة االإرسائيلية.‏<br />

162<br />

‏•القيام باتصاالت اأولية مع حكومات الدول املنوي الرتحيل لها،‏ ومن ثم عقد اتفاقيات<br />

معها بهذا الساأن.‏<br />

‏•االستعانة بالهبات الدولية والقومية للمشاركة يف التخطيط حلل مشكلة الالجئني<br />

االإنسانية.‏<br />

)24(<br />

‏•تخصيص مبلغ بواقع 5000 دوالر لهجرة عائلة مكونة من 6 اأفراد.‏<br />

من الواضح اأنه بعد حرب عام 1967، وما اأسفرت عنه من نتائج ومتغريات على<br />

االأرض،‏ ومن احتالل اإرسائيل ملناطق جديدة ‏شملت كما ذكرنا الضفة الغربية وقطاع<br />

غزة اأي باقي االأرض الفلسطينية،‏ وجدت اإرسائيل نفسها اأمام واقع جديد،‏ واأمام تطورات<br />

‏سياسية تختلف كلياً‏ عن ‏سابقتها،‏ خاصة فيما يتعلق بقضية حق العودة،‏ لهذا ومنذ ذلك<br />

التاريخ عكفت اإرسائيل يف البحث عن حلول جديدة لهذه القضية التي ‏سبق احلديث عنها،‏<br />

وقد اختلفت تلك احللول واالأفكار من وجهة نظري الشخصية كلياً‏ عن احللول السابقة لهذه<br />

احلرب،‏ فقيل حرب 67، كانت اإرسائيل تطرح مشاريع واأفكاراً‏ تتعلق فقط يف كيفية القضاء<br />

نهائياً‏ على فكرة حق العودة لالجئني عام 1948، لهذا جاءت معظم اأفكارها ومقرتحاتها<br />

‏سواء على املستوى الرسمي اأو املستوى الشخصي،‏ برفض فكرة عودة الالجئني الفلسطينيني<br />

اإىل اأراضيهم وظلت اإرسائيل طوال تلك املرحلة )1948 – 1965( تراوغ وتساوم من اأجل<br />

رفض اأي مقرتح حلل هذه القضية يعني عودة اأي الجئ فلسطيني اإىل اأرضه،‏ وهذا بالطبع<br />

ثابت من االأفكار واملشاريع التي نوقشت خالل البحث،‏ اأما املقرتحات واملواقف االإرسائيلية<br />

من قضية حق العودة،‏ مع بداية عام 1967 ووقوع حرب عام 1967، والنتائج السياسية<br />

والعسكرية التي ترتبت عليها فنجد اأن هذه املواقف الرسمية وغري الرسمية االإرسائيلية قد<br />

اختلفت نوعاً‏ ما.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

فمعظم تلك االأفكار واملواقف اأصبحت تنادي بهجرة اأكرب عدد ممكن من الشعب<br />

الفلسطيني اإىل دول العامل االآخر،‏ والبحث يف كيفية دعم هذه الهجرة واستبدالها بهجرة<br />

‏صهيونية معاكسة،‏ وهذا يف اعتقادي يعود يف املقام االأول اإىل النتائج التي ترتبت عليها<br />

حرب عام ‎1967‎م،‏ وبخاصة يف املجال العسكري،‏ والهزمية التي حلت بالعامل العربي،‏<br />

التي جعلت اإٍرسائيل اأكرث قوة ومناعة من ذي قبل،‏ ورسخت اأقدام دولة اإرسائيل على اأرض<br />

فلسطني وعلى املناطق املجاورة لها،‏ واأصبحت اإرسائيل يف هذه املرحلة قوة ثابتة ال ميكن<br />

فرض اأي حلول عليها دون موافقتها،‏ خاصة مع الدعم الدويل االأوروبي االأمريكي لها.‏<br />

خامتة:‏<br />

نستطيع اأن نؤكد يف نهاية هذه الدراسة،‏ اأن قضية حق العودة للشعب الفلسطيني،‏<br />

‏ستبقى تراوح مكانها،‏ ولن يكون لها اأي حلول،‏ اإزاء الرفض االإرسائيلي لهذه القضية،‏<br />

فاإرسائيل ترفض كل املشاريع واالأفكار واملقرتحات حلل هذه القضية بالطريقة التي<br />

ينادي بها العامل،‏ الأنها تعلم جيداً‏ اأن عودة اأكرث من خمسة ماليني الجئ فلسطيني موزعني<br />

على جميع اأنحاء العامل،‏ تعني القضاء عليها نهائياً،‏ والدليل على ذلك،‏ ما تعانية اإرسائيل<br />

االآن من مشكلة ‏سكانية داخلية وخارجية،‏ واملتمثلة يف الزيادة السكانية املطردة،‏ لعرب اأو<br />

فلسطيني الداخل اأوالً،‏ اأو لسكان فلسطني فى الضفة الغربية وقطاع غزة من جهة ثانية،‏ اإىل<br />

جانب ما تواجهه االآن من مشكلة رئيسة تتمثل يف الهجرة الصهيونية املعاكسة من دولة<br />

اإرسائيل املزعومة،‏ اإىل دول العامل االآخر نتيجة ما تواجهه اإرسائيل االآن من مشكلة ‏سياسة<br />

وعسكرية خطرية جداً.‏<br />

لهذا نستنتج اأن قضية حق العودة للشعب الفلسطيني،‏ قضية ‏شائكة ومعقدة ال ميكن<br />

اأن حتل بعيداً‏ عن ما يسمى االأن من حلول نهائية للقضية الفلسطينية،‏ فهي ال تقل اأهمية عن<br />

قضية القدس اأو قضية احلدود اأو غريها من القضايا التي تعاين منها القضية الفلسطينية.‏<br />

كما نؤكد اأن ما يطرح االآن من حلول لهذه القضية،‏ ‏سواء من اجلانب االإرسائيلي اأو<br />

الفلسطيني ال ميثل ‏سوى حلول مرحلية القصد منها واأد هذه القضية والقضاء عليها،‏ كونها<br />

متثل عنرصاً‏ رئيسياً‏ من احلل النهائي للقضية الفلسطينية.‏<br />

لهذا نؤكد اأن قضية حق العودة للشعب الفلسطيني،‏ هي قضية حمورية وحساسة جداً‏<br />

ال يستطيع اأي ‏شخص مهما بلغ من اأهمية ‏سياسية،‏ اأن يتنازل عنها وليس من حق اأي اأحد<br />

يف الداخل اأو يف اخلارج اأن يطرح اأي مرشوع هدفه القضاء على هذه القضية اأو تذويبها اأو<br />

العبث بها،‏ الأن ذلك ميثل خيانة عظمى لقضية حق العودة والالجئني الفلسطينيني.‏<br />

163


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

اهلوامش:‏<br />

نص قرار رقم 194 الصادر عن هيئة االأمم املتحدة عام 1948 ويف فقرته رقم<br />

»11« على اأن اجلمعية العامة لالأمم املتحدة تقرر وجوب السماح لالجئني الراغبني يف<br />

العودة اإىل ديارهم والعيش بسالم مع جريانهم باأن يفعلوا ذلك يف اأقرب وقت ممكن عملياً،‏<br />

ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة،‏ وكذلك عن كل خسارة اأو<br />

‏رضر اأصاب املمتلكات وتعني،‏ مبقتضى مبادئ القانون الدوىل اأو عمالً‏ بروح االإنصاف،‏<br />

على احلكومات اأو السلطات املسؤولة التعويض عنه وتوعز اإىل جلنة التوفيق تسهيل اإعادة<br />

الالجئني وتوطينهم من جديد واإعادة تاأهيلهم االقتصادي واالجتماعي ودفع التعويضات<br />

لهم،‏ واإقامة عالقات وثيقة مع مدير وكالة االأمم املتحدة الإغاثة الالجئني الفلسطينيني،‏<br />

ومن خالله مع االأجهزة والوكالة املناسبة يف االأمم املتحدة ‏)انظر قرارات هيئة االأمم<br />

املتحدة قرار رقم 194، مؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ قرارات االأمم املتحدة بساأن فلسطني<br />

املجلد االأول )1948 – 1974( مراجعة وتدقيق،‏ جرورج طعمه،‏ بريوت،‏ 1984.<br />

‎1‎عبده . 1 االأسدي،‏ قضية الالجئني الفلسطينيني من املنظور االإرسائيلي،‏ ‏صامد االقتصادي،‏<br />

العدد 105 اأيلول،‏ 1996، ‏ص 110.<br />

164<br />

‎2‎املرجع . 2 نفسه،‏ ‏ص . 112<br />

‎3‎نور . 3 مصاحلة اإرسائيل وسياسة النفي،‏ ترجمة عزت الغزاوي،‏ مؤسسة االأيام للنرش،‏ رام<br />

اهلل،‏ فلسطني،‏ ب ط،‏ 2003، ‏ص 78.<br />

Benny Morris “Yosef weitz and the Transfer Committess, 1948 – 49”4 .4<br />

.Middle Eestern Studies, Vol.2 (October 1986),PP- 549 – 550<br />

‎5‎هرنى . 5 كنت،‏ فلسطني يف ‏ضوء احلق والعدل،‏ مكتبة لنبان،‏ بريوت،‏ 1997، ‏ص . 82<br />

‎6‎د.‏ . 6 جمال نافعه حق الالجئني الفلسطينيني يف العودة اإىل وطنهم يف ‏ضوء قرارات<br />

هيئة االأمم املتحدة،‏ ‏صامد االقتصادى،‏ العدد 83، اآذار،‏ 1991، ‏ص 152.<br />

‎7‎مرشوع 7. برنادوت الثاين الوثائق الرسمية للجمعية العامة،‏ الدورة الثالثة،‏ املحلق رقم 11<br />

‏)التقرير املرحلي لوسيط االأمم املتحدة لفلسطني(‏ اجلزء االأول الفصل الثالث.ص 188<br />

‎8‎عادل . 8 حممود رياض الفكر االإرسائيلي وحدود الدولة،‏ معهد البحوث والدراسات العربية،‏<br />

القاهرة،‏ دار النهضة العربية للطباعة والنرش،‏ بريوت،‏ 1989، ‏ص 127.<br />

9.<br />

Simha Flapan, The Birth of Israel Myths and Realities (New York:<br />

Pantheon book’s 1987).p.107.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

10. Nur Masalha, Expulsion of the Palestinians:the Concept of “Transfer”<br />

in Zionist Political Thought, 1882 – 1948 (Washington, DC: Institute for<br />

Palestine, 1992) PP.161 – 165,<br />

‎1111‎نور مصاحله اإرسائيل الكربى و الفلسطينيون،‏ مؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ بريوت<br />

النارصة،‏ ط االأوىل،‏ 2001، ‏ص 8.<br />

‎1212‎‏شلومو غازيت،‏ قضية الالجئني الفلسطينيني:‏ احلل الدائم من منظور اإرسائيل،‏ جملة<br />

الدراسات الفلسطينية العدد،‏ ،1995 ،22 ‏ص – 86 .87<br />

‎1313‎املرجع السابق،‏ ‏ص،‏ . 89<br />

‎1414‎مصاحلة،‏ اإرسائيل وسياسة النفي،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 92<br />

‎1515‎جملة السياسة الدولية،‏ القاهرة،‏ العدد،‏ 72، اإبريل 1983، ‏ص . 198<br />

‎1616‎مصاحله،‏ اإرسائيل وسياسة النفي،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 85<br />

Walid Khalike “Plan Dalet: Master for the Conquest of Palestine,”1717<br />

.Jour nal of Palestine Studies 18, nol (Autumn 1988). P.p 4 – 19<br />

‎1818‎مصاحله،‏ اإرسائيل وسياسة النفي،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 19<br />

‎1919‎نظام بركات،‏ مراكز القوى يف اإرسائيل – 1963 1983 ، دار اجلليل،‏ عمان االأردن،‏<br />

،1983 ‏ص .62<br />

‎2020‎جملة ‏صامد االقتصادي،‏ دار الكرمل للنرش والتوزيع،‏ عمان،‏ االأردن،‏ العدد،‏ ، 84 حزيران<br />

،1991 ‏ص .136<br />

‎2121‎مصاحلة،‏ اإرسائيل وسياسة النفي،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص . 119<br />

‎2222‎املرجع السابق،‏ ‏ص . 110<br />

‎2323‎مصاحلة،‏ اإرسائيل الكربى،‏ مرجع ‏سابق،‏ ‏ص – 54 55 .<br />

24. DIvid Hirst, the Gun and The Olive Branch (London: Faber and Faber,<br />

1984).p. 378<br />

165


املوقف اإلسرائيلي من قضية حق العودة<br />

للشعب الفلسطيني – 1948 1967<br />

د.أكرم محمد عدوان<br />

املراجع:‏<br />

أوالً‏ - املراجع العربية:‏<br />

)11(<br />

‎1‎الوثائق . 1 الرسمية للجمعية العامة،‏ الدورة الثالثة،‏ امللحق رقم ‏)التقرير املرحلي<br />

لوسيط االإمم املتحدة لفلسطيني اجلزء االأول،‏ الفصل الثالث.‏<br />

2 نور مصاحلهن اإرسائيل وسياسة النفي،‏ ترجمة عزت الغزاوي،‏ مؤسسة االأيام للنرشن<br />

رام اهلل ن فلسطني،‏ ب ط،‏ 2003.<br />

. ‎3‎هذى كنت،‏ فلسطني يف ‏ضوء احلق والعدل،‏ مكتبة لبنان،‏ بريوت،‏ 1970<br />

4 عادل حممود رياض،‏ الفكر االإرسائيلي وحدود الدولةن معهد البحوث والدراسات<br />

العربية،‏ القاهرة دار ا لنهضة العربية للطباعة وةالنرش،‏ بريوت،‏ 1989.<br />

5 نور مصاحله،‏ اإرسائيل الكربى والفلسطينيون،‏ مؤسسة الدراسات الفلسطينية،‏ بريوت<br />

القاهرة،ط االأوىل،‏ 2001.<br />

‎6‎نظام . 6 بركات،‏ مراكز القوى يف اإرسائيل 1963 ، 1983 دار اجلليل،‏ عمان<br />

االأردن،‏‎1983‎‏.‏<br />

. 3<br />

4 .<br />

2 .<br />

5 .<br />

‎7‎الدوريات:‏ . 7<br />

. 8<br />

. 9<br />

. 10<br />

. ‎8‎جملة ‏صامد االقتصادي،‏ االأعداد،‏ 83،84،105<br />

. ‎9‎جملة الدراسات الفلسطينية،‏ االأعداد،‏‎22‎<br />

‎10‎جملة السياسة الدولية،‏ االأعداد،‏‎72‎<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

ثانياً‏ - املراجع األجنبية:‏<br />

Benny Morris» o sef weitzand the trtansfer committees. 1948 – 49 middle<br />

Eestern studies,uol, 22bo4, 1986.<br />

Simha fapan, the birth of Israel myths and Realities (new yoris; 1987.<br />

Nur masalha, expulsion of the Palestinians; the goncept of “transfer”<br />

in Zionist political thought, 1982 – 1948, washing ton Dc;Institutc for<br />

Palestine.1992.<br />

Walid Khalike , plan dalet; mastter for the conguest of palostine, souralnal<br />

of Palestine studies f18, nol (a utuwn 1988).<br />

D Ivid hirst, the cun and the olive braneh loudon; faberand faber, 1984.<br />

166


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

آلية عملية حلل مشكلة الفقر<br />

يف األردن<br />

أ.‏ د.‏ حممود حسني الوادي<br />

د.‏ رضوان حممد العناتي<br />

أستاذ،‏ عميد كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية،‏ جامعة الزرقاء الخاصة،‏ الزرقاء،‏ المملكة<br />

األردنية الهاشمية.‏<br />

أستاذ مساعد في قسم المحاسبة،‏ جامعة الزرقاء الخاصة،‏ المملكة األردنية الهاشمية.‏<br />

167 167


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د محمود حسني الوادي<br />

د.رضوان محمد العناتي<br />

ملخص:‏<br />

هدفت هذه الدراسة اإىل حتليل مدى وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني استهالك<br />

الفرد السنوي باالأسعار احلقيقية بني االأقاليم التنموية الثالثة:الوسط،الشمال،واجلنوب من<br />

جهة وبني االأردن من جهة اأخرى،ولتحقيق اأهدافها اعتمدت الدراسة املنهج الوصفي يف<br />

حتليل البيانات واإعداد اجلداول البسيطة واملركبة واإعداد االأشكال البيانية،‏ وقد استخدم<br />

اأسلوب مربع كاي ( 2 X( يف اختبار فرضية الدراسة االأوىل.‏<br />

توصلت الدراسة اإىل وجود فروق ذات داللة اإحصائية بني استهالك الفرد السنوي<br />

باالأسعار احلقيقية بني االأقاليم التنموية الثالثة من جهة وبني االأردن من جهة اأخرى<br />

اإن من اأهم النتائج التي توصلت اإليها الدراسة احتساب خط فقر جديد بعد حترير<br />

اأسعار املشتقات النفطية حيث بلغ ‎322.5‎دينار لالأرسة التي عدد اأفرادها ‏ستة،‏ اأما خط<br />

الفقر اجلديد للفرد ‏سنوياً‏ فكان 645 ديناراً.‏<br />

وقد خلصت الدراسة الأغراض حل مشكلة الفقر يف االأردن لتوصيات اأهمها:‏ جتسري<br />

الفجوة بني دخول املواطنني وتبني االآلية العملية املشار اإليها يف الدراسة حلل مشكلة<br />

الفقراإضافة اإىل جمموعة توصيات اأخرى ميكن الرجوع اإليها.‏<br />

168


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

The main aim of this study is to derive a new poverty line in Jordan; To<br />

achieve this objective, the study used (X Square) to test the first hypothesis<br />

besides using descriptive and analytical approach to test the second and the<br />

third hypotheses.<br />

There are significant variances between the three development regions<br />

and Jordan as a whole regarding per-capita yearly consumption; a new<br />

poverty line for Jordan is 645JD per year.<br />

To bridge the gap among rich and poor people a practical mechanism was<br />

developed: a new poverty assessment to determine poverty line, computerised<br />

database, using a national number as a primary key, to determine income for<br />

every citizen to take rational decision to subsidise the poor people.<br />

169


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د محمود حسني الوادي<br />

د.رضوان محمد العناتي<br />

مقدمة:‏<br />

اإن من اأهم القضايا االقتصادية املعارصة التي تؤرق املجتمعات كافة،‏ ومنها االأردن<br />

مشكلة الفقر التي متتاز بالتعقيد الرتباطها مبشكالت اقتصادية اأخرى كالتضخم والبطالة<br />

من جهة،وملا لها من اآثار اجتماعية ‏سلبية من جهة اأخرى،‏ حيث جتد اأن الفقري يشعر بالظلم<br />

وقد يولد ذلك احلقد على جمتمعه،كما قال االإمام علي بن اأبي طالب رضي اهلل عنه:‏ ‏»الفقر<br />

يف الوطن غربة،‏ والغنى يف الغربة وطن«.‏<br />

اعرتف االإعالن العاملي حلقوق االإنسان يف املادة )25( بحق احلصول على مستوى<br />

معيشي مالئم،‏ حيث نص ‏»لكل ‏شخص احلق يف مستوى معيشي الئق اأو مناسب له اأو<br />

الأرسته يوفر لهم حاجتهم من الغذاء والكساء واملاأوى،‏ والتحسني املتواصل لظروف<br />

املعيشة،‏ ويرتبط بهذا احلق التحرر من اجلوع«‏ ‏)االإعالن العاملي حلقوق االإنسان(.‏ كما<br />

اأكدت)اأسكوا،‏‎1997/1996‎‏(‏ اأن الفقر بصورة عامة حالة قادرة على التكاثر الذاتي اإذا مل<br />

يتدخل اأحد لكبح جماحها،فاإذا مل يحدث تدخل خارجي،‏ اأو تغري يف اأحوال الفقراء،‏ اأو عجزوا<br />

عن احلصول على اأصول اقتصادية.‏<br />

ومبا اأن موضوع الفقر من املوضوعات الشائكة اقتصادياً‏ واجتماعياً‏ وسياساً،‏ وهو<br />

اآفة عاملية توسعت رقعته لتمس معظم الدول النامية،‏ فال بد من السعي الإيجاد حلول عملية<br />

لهذه املشكلة اقتصادية املعارصة،‏ لذا جاءت هذه الدراسة لتسهم يف حتديد خط جديد للفقر<br />

يف االأردن،‏ وبخاصة يف ظل حترير اأسعار املشتقات النفطية منذ مطلع عام 2008، وكذلك<br />

لتطوير اآلية عملية تنبثق منها حلول عملية لهذه املشكلة.‏<br />

اإلطار النظري للدراسة:‏<br />

لقد حاول العامل مبؤسساته ومنظماته املختلفة مكافحة الفقر بالطرق كافة،‏ اإال<br />

اأن جلَّ‏ هذه املحاوالت – حتى االآن-‏ باءت بالفشل.‏ واستناداً‏ لتصنيف البنك الدويل،‏ فاإن<br />

عدد السكان الذين يندرجون يف فئة الفقراء فقراً‏ مطلقاً‏ قد ارتفع اإىل اأكرث من 1.3 مليار يف<br />

التسعينيات،يعيشون على اأقل من دوالر يومياً‏ لكل فرد،‏ ومليار و 800 مليون اآخرين يعيشون<br />

على اأقل من دوالرين،‏ وينم هذا املستوى من الفقر عن كارثة اإنسانية تفاقمت يف اآخر عرش<br />

‏سنوات.كما اأشار تقرير البنك الدويل اإىل اأن اأكرث من مليارىْ‏ نسمة-ثلث ‏سكان العامل-‏ ال يتوافر<br />

لديهم الغذاء الكايف ويعيشون على االسترياد واملعونات اخلارجية.كما اأن %20 من ‏سكان العامل<br />

هم االأقل دخالً،وال يتجاوز دخلهم %1.1 من جمموع الدخل العاملي وميثلون ‏سكان)‏‎44‎‏(‏ دولة<br />

من دول العامل،‏ وهي جميعاً‏ من البلدان النامية.)‏Bank,2000‎ .)The World<br />

170


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اأظهر تقرير لصندوق النقد الدويل ‏صدر حديثاً‏ بعنوان:‏ ‏»حركة اأسعار السلع وتباطؤ<br />

النمو العاملي«‏ اأن االرتفاع الكبري الذي طراأ على العديد من السلع خالل الفرتة من كانون اأول<br />

2006، وحتى كانون اأول 2007 ‏سببه الضغوط التضخمية،‏ وبنيَّ‏ التقرير اأن ارتفاع مؤرش<br />

اأسعار السلع للصندوق خالل تلك الفرتة حوايل %30، يف حني اأصبح مع بداية العام 2008<br />

حوايل ‎10‎‏%؛ واأكد التقرير اأن اأكرث اأسعار السلع زيادة القمح ‏)تقرير ‏صندوق النقد الدويل،‏<br />

حركة اأسعار السلع وتباطؤ النمو العاملي،‏‎2008‎‏(‏ على الرغم من اأن احلكومة االأردنية ما<br />

زالت حمافظة على ‏سعر اخلبز العادي،‏ فاإنها قد تضطر الحقاً‏ لرفع ‏سعره اأو تعوميه،‏ وحيث<br />

اإن االأردن بلد مستورد فهذا يعني اأن التضخم العاملي هو من اأهم اأسباب التضخم يف االأردن<br />

وبالتايل فاإن ارتفاع اأسعار السلع ‏سوف يؤدي اإىل ارتفاع الكلف على املنتجني،‏ وبالتايل<br />

يولد نوعاً‏ من التضخم يعرف بتضخم ارتفاع الكلف Inflation( ،)Cost-Push والذي يف<br />

النهاية ‏سيضعف القوة الرشائية للمواطنني،‏ مما يزيد من االأعباء عليهم،‏ وبخاصة الفقراء<br />

منهم واإضافة اإىل الضغوط االجتماعية.‏<br />

ذهب ‏سريز )seers( عام 1969 اإىل اأن التنمية عملية موجهة للحد من الفقر والبطالة<br />

والفوارق االقتصادية واالجتماعية املكانية على الصعيدين البيني ‏)بني االأقاليم داخل<br />

الدولة الواحدة(،‏ اأو الضمني ‏)بني مناطق االأقليم الواحد(‏ ‏)غنيم،‏ 1999، ‏ص‎55‎‏(.‏<br />

واإذا كانت االتصاالت واملعلومات بصورتها التقليدية قد ‏شكلت يف ذلك الوقت بنى<br />

حتتية اأساسية Infrastructure لعملية التنمية،‏ فقد اصبحت يف وقتنا احلارض ‏)عرص<br />

اقتصاد املعرفة(‏ تشكل اأدوات االإنتاح ومادته الرئيسة التي يقوم عليها االقتصاد اجلديد<br />

والتنمية املعارصة،‏ ولعل هذا يدفعنا اإىل اسرتجاع اأهداف التنمية التي اأشار اإليها دي<br />

‏سوجا Souja( )De عام ‎1974‎م عندما ‏شدّد على اأن التنمية ليست فقط جمرد عملية تسعى<br />

لتحسني مستويات املعيشة واإشباع احلاجات االأساسية للسكان،‏ واإمنا اأيضاً‏ هي عملية<br />

تقود،‏ بل يجب اأن تقود اإىل تعلّم مهارات مفيدة وتطوير العقل وحفزه على اإبداع افكار<br />

جديدة ونافعة ‏)احلداد،‏ 1993، ‏ص 11(.<br />

يقصد بالفجوة الرقمية Digital Divide تلك املسافة التي تفصل بني من ميلك املعرفة<br />

واأدوات تطبيقها وتوظيفها يف جماالت احلياة املختلفة،‏ وبني من ال ميلك ذلك.‏ ومن منظور<br />

تنموي فاإن هذه الفجوة مركبة الأنها حمصلة ونتاج ملجموعة من الفجوات االقتصادية<br />

واالجتماعية والعلمية التي اأهمها:‏ الفجوة التقنية والعلمية،‏ فجوة الترشيعات والقوانني،‏<br />

فجوات الدخل وفجوة الفقر واحلاجات االأساسية وفجوة البنى التحتية ‏)علي وحجازي،‏<br />

،2005 ‏ص .)13-12<br />

171


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د محمود حسني الوادي<br />

د.رضوان محمد العناتي<br />

اأظهر تقرير (IFAD,1997) بعنوان ‏)الفقر يف املناطق الريفية يف االأردن(‏ اأن حوايل<br />

%20 من ‏سكان االأردن يقطنون يف املناطق الريفية حيث الفقر اأشد يف هذه املناطق من<br />

املناطق احلرضية،وقد ‏صُ‏ نف %19 من ‏سكان املناطق الريفية فقراء يعيشون ظروفاً‏ ‏صعبة<br />

ميكن اإيجازها فيما ياأتي:‏<br />

‎1‎قلة . 1 توافر مصادر بديلة للدخل.‏<br />

‎2‎قلة . 2 فرص تنويع املحاصيل الزراعية لشح املياه،‏ وتدين خصوبة الرتبة.‏<br />

‎3‎عدم . 3 ملكية البعض الأراضٍ‏ زراعية،‏ وقلة الراغبني يف االستثمار طويل االأمد يف الزراعة.‏<br />

‎4‎كرب . 4 حجم العائلة يف تلك املناطق تسعة اأفراد فاأكرث علماً‏ باأن متوسط عدد اأفراد االأرسة<br />

يف االأردن عام ‎1997‎م هو ‏ستة اأفراد.‏<br />

بلغ خط الفقر املطلق لالأرسة االأردنية املكونة من ‏ستة اأفراد )191( ديناراً‏ ‏شهرياً‏ يف<br />

حني اإن خط الفقر املطلق للفرد ‏سنوياً‏ )313( دينارا وذلك عام ‎1997‎م.‏<br />

اأظهرت دراسة)الشوربجي،‏‎2008‎‏(‏ بعنوان”اأثر االستثمارات االأجنبية املبارشة على<br />

احلد من الفقر يف الدول النامية”‏ التي اأجريت على تسع وعرشين دولة نامية خالل الفرتة<br />

)2001-1965( وجود اأثر موجب مبارش لالستثمارات االأجنبية املبارشة على احلد من<br />

الفقر،‏ واأوصت واضعي السياسات يف هذه الدول بتحقيق االآتي:‏<br />

‎1‎تطبيق . 1 ‏سياسات اقتصادية تساعد على اجتذاب االستثمارات االأجنبية املبارشة<br />

وتوجيهها نحو الصناعات كثيفة العمالة.‏<br />

‎2‎العمل . 2 على زيادة رصيد راأس املال البرشي من خالل االهتمام بالتعليم والتدريب من<br />

اأجل حتسني جودة القوة العاملة.‏<br />

3 . 3 تطبيق ‏سياسات اقتصادية اأكرث حتررية لزيادة درجة االنفتاح االقتصادي من ناحية،‏<br />

وزيادة دور القطاع اخلاص يف التنمية االقتصادية من ناحية اأخرى.‏<br />

كانت اآخر دراسة حول تقومي الفقر يف االأردن عام 2004 عن طريق البنك الدويل<br />

بالتعاون مع حكومة اململكة االأردنية الهاشمية،‏ وميكن اإيجاز اأهم النتائج على النحو االآتي:‏<br />

172<br />

‎1‎نسبة . 1 الفقراء يف االأردن %. 14<br />

‎2‎لدى . 2 ‏سكان املناطق الريفية فقر اأعلى من ‏سكان املناطق احلرضية بنسبة %. 50<br />

‎3‎زاد . 3 الفقر يف حمافظة الزرقاء من %16 عام 1997 اإىل %22 عام 2002 بالرغم من<br />

انخفاض النسبة على مستوى االأردن من %21 عام ‎1997‎م اإىل %14 عام 2002..


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎4‎يوجد . 4 يف االأردن فقر ‏شديد يف 12 منطقة من اأصل 73 تصل اأعلى نسبة فقر فيها اإىل<br />

%75 من ‏سكان تلك املنطقة.‏<br />

وتظهر اآخر االإحصائيات الرسمية حول مشكلة الفقر يف االأردن،‏ والتي ‏صدرت عن<br />

وزارة التخطيط والتعاون الدويل يف نهاية عام 2004 االأرقام االآتية:‏<br />

‎1‎يعد . 1 االأردن من الدول منخفضة الدخل حيث بلغ معدل دخل الفرد عام ‎2004‎م ،<br />

1515.6 ديناراً.‏<br />

‎2‎يعيش . 2 770 األف مواطن حتت خط الفقر.‏<br />

‎3‎يعاين . 3 % 14 من السكان من نقص ‏شديد يف االإمكانيات وتلبية االحتياجات االأساسية<br />

للحياة.‏<br />

‎4‎تصنف . 4 عرشون منطقة رسمياً‏ كجيوب فقر يف االأردن.‏<br />

‎5‎تقسيم . 5 حاالت املواطنني الذين يعيشون حتت خط الفقر اإىل ثالث فئات رئيسة،‏ ترتاوح<br />

ما بني الفقر والفقر املتوسط والفقر املدقع.‏<br />

‎6‎بلغت . 6 نسبة الفقر يف بعض التجمعات السكانية يف اململكة‎80‎ %.<br />

‎7‎نسبة . 7 الفقر اأعلى بني االأرس التي تراأسها نساء منفصالت عن اأزواجهن،‏ وكذلك املطلقات،‏<br />

ويتبعها االأرامل،وتوجه الدراسة اإىل ‏رضورة اإعطاء االأولوية ملثل هذه االأرس يف عمليات<br />

التنمية واإجراءات املحاسبة االجتماعية على مستوى االأردن.‏<br />

‎8‎خط . 8 الفقر الرسمي هو )26( ديناراً‏ للشخص يف الشهر وذلك نهاية عام . 2004<br />

‎9‎تظهر . 9 االإحصاءات جميعها اأن الفقراء يعانون من مشكالت عديدة باالإضافة اإىل<br />

الفقر،منها النقص يف التعليم،‏ وقلة الرعاية الصحية،‏ وازدياد يف معدالت االأطفال<br />

املعالني عما هو احلال يف باقي طبقات املجتمع.‏<br />

بعد هذه االإحصائية زادت اأسعار املحروقات ثالث مرات،‏ وارتفعت معها اأسعار السلع<br />

ومستلزمات احلياة االأخرى كافة،‏ ومنها املواد الغذائية االأساسية،‏ وعليه كان حتما ازدياد<br />

اأعداد الذين يعيشون حتت خط الفقر،‏ اإال اأنه مل تصدر اأي اإحصاءات حتدد خط الفقر اجلديد،‏<br />

اأو تتعامل مع نسب التضخم.‏<br />

ومما يجدر ذكره،‏ اأن دائرة االإحصاءات العامة يف االأردن بداأت جتري يف ‏شهر اآذار<br />

2008 مسحاً‏ لالأرس والدخول وتتوقع االنتهاء منه يف ‏شهر حزيران القادم.‏<br />

173


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د محمود حسني الوادي<br />

د.رضوان محمد العناتي<br />

مشكلة الدراسة:‏<br />

‏•تكمن مشكلة الدراسة يف عدم وجود حلول عملية متكاملة ملشكلة الفقر يف االأردن،‏<br />

اإضافة اإىل عدم حتديد خط فقر جديد بعد عام 2004، لذا حتاول هذه الدراسة حتديد<br />

هذا اخلط،‏ اإضافة لتطوير اآلية عملية الإيجاد احللول املناسبة لهذه املشكلة من خالل<br />

حماولة االإجابة عن السؤالني االآتيني:‏<br />

هل ميكن حتديد خط فقر جديد لالأردن؟<br />

1 هل ميكن تطوير اآلية عملية حلل مشكلة الفقر يف االأردن؟<br />

2 174<br />

1 .<br />

2 .<br />

فرضيات الدراسة:‏<br />

X<br />

n<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

لتحقيق اأهداف الدراسة اعتمدت الفرضيات العدمية ‏)الصفرية(‏ االآتية:‏<br />

1 ال يوجد فروق ذات داللة اإحصائية يف جمال استهالك الفرد السنوي باالأسعار احلقيقية<br />

للفرتة ‎2002‎م-‏‎2003‎م بني االأقاليم التنموية الثالثة واململكة.‏<br />

2 ال توجد اإمكانية الحتساب خط فقر جديد لالأردن.‏<br />

3 ال توجد اإمكانية لتطوير اآلية عملية الإيجاد احللول ملشكلة الفقر يف االأردن.‏<br />

منهجية الدراسة:‏<br />

اعتمدت الدراسة بشكل رئيس على بيانات مسح الفقر يف االأردن لعام ‎2004‎م،‏<br />

والصادرة عن البنك الدويل واحلكومة االأردنية واإحصاءات وزارة التخطيط والتعاون الدويل،‏<br />

اإضافة اإىل بعض البيانات الثانوية املنشورة يف بعض التقارير والنرشات والدراسات<br />

املتخصصة ذات العالقة مبوضوع الدراسة.‏ اأما املصادر االأولية للبيانات فكانت من عمل<br />

الباحثني،‏ كما ‏سيتضح يف حينه.‏<br />

اعتمد املنهج الوصفي لتحقيق اأهداف الدراسة،‏ حيث عُ‏ رضت البيانات وحللت،‏<br />

واختريت الفرضية االأوىل باستخدام اختبار كاي تربيع ( 2 Chi-squre X) الحتساب<br />

الفروق يف جمال توزيع الدخول بني االأقاليم التنموية واململكة.‏<br />

وقد استخدم يف ‏سبيل ذلك القانون االآتي ‏)اأبو زيد،‏ 2005(:<br />

2 −<br />

= ∑<br />

1<br />

( F0<br />

F ) t<br />

F t<br />

حيث اأن:‏ X: 2 مربع كاي،‏ F0: التكرار املشاهد الفعلي،‏ :Ft التكرار النظري


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

استخدمت برجمية SPSS يف تنفيذ خطوات اختبار مربع كاي،‏ حيث حدد مستوى<br />

املعنوية عند )α =%5( وقورن مستوى داللة االختبار )Sig( مع مستوى املعنوية املحدد،‏<br />

ويف احلالة التي يكون فيها مستوى داللة االختبار اأقل من مستوى املعنوية املطلوب ترفض<br />

فرضية العدم ‏)الصفرية(،‏ وعندما ياأخد مستوى داللة االختبار قيمة اأكرب اأو تساوي مستوى<br />

املعنوية املطلوب تقبل فرضية العدم.‏ اأما الفرضيتان الثانية والثالثة فقد مت العمل على<br />

اختبارهما عملياً‏ باإمكانية القيام بهما اأو ال؟ فاإن اأمكن القيام مبا هو موجود بنص الفرضية،‏<br />

ترفض فرضية العدم ‏)الصفرية(،‏ وعندما ال ميكن القيام بذلك تقبل فرضية العدم.‏<br />

حمددات الدراسة:‏<br />

اإن البطالة والفقر متالزمان مع االإنتاجية والدخل ومستوى املعيشة،اإال اأن الباحثني ركزا<br />

على مستوى املعيشة،‏ وحتديد خط جديد للفقر وتطوير اآلية عملية الإيجاد حلول ملشكلة الفقر،‏<br />

وهذا من حمددات الدراسة،‏ اإذ يصعب تناول جميع هذه االأمور ‏ضمن ورقة بحثية واحدة.‏<br />

نظراً‏ لعدم اإمكانية القيام مبسح ‏شامل للدخول يف االأردن؛ الأن ذلك يتطلب جهداً‏ وطنياً‏<br />

وتكاليف باهظة،فقد استخدم الباحثان معدل استهالك الفرد السنوي للسلع الغذائية وغري<br />

الغذائية للفرتة ‎2002‎م ‏-‏‎2003‎م باالأسعار احلقيقية واملوجودة ‏ضمن اآخر دراسة حول<br />

تقومي الفقر يف االأردن عام ‎2004‎م،‏ واملشار اإليها اأعاله،‏ وذلك الأغراض اختبار فرضية البحث<br />

االأوىل.‏<br />

اختبار الفرضيات:‏<br />

1- الفرضية الأوىل:‏<br />

تنص هذه الفرضية على اأنه:‏ ‏)ال يوجد فروق ذات داللة اإحصائية يف جمال استهالك<br />

الفرد االأردين باالأسعار احلقيقية للفرتة 2003-2002 بني االأقاليم التنموية الثالثة وبني<br />

اململكة(.‏<br />

دلت نتائج حتليل توزيع استهالك الفرد السنوي باالأسعار احلقيقية يف االأقاليم<br />

التنموية واململكة على اأن مستوى داللة اختبار كاي تربيع ‏)‏sig‏(هو)‏‎0.108‎ ) اأكرب من<br />

مستوى املعنوية وهو )0.05(، وهذا يعني رفض فرضية العدم،‏ وقبول الفرضية البديلة<br />

التي تؤكد وجود فروق ذات داللة اإحصائية يف توزيع استهالك الفرد السنوي باالأسعار<br />

احلقيقية يف االأقاليم التنموية،‏ والذي يظهر جلياَ‏ من اجلدول )1( والشكل )1( االآتيني:‏<br />

175


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د محمود حسني الوادي<br />

د.رضوان محمد العناتي<br />

الجدول )1(<br />

توزيع استهالك الفرد السنوي باألسعار الحقيقية للفترة ‎2002‎م - ‎2003‎م بالدينار األردني<br />

البيان<br />

استهالك الفرد السنوي<br />

اإقليم اجلنوب<br />

اإقليم الشمال<br />

اإقليم الوسط<br />

اململكة<br />

913<br />

962<br />

786<br />

802<br />

المصدر:الوسط المرجح المحتسب من واقع دراسة تقييم الفقر في األردن،‏ 2004، ص<br />

24<br />

الشكل)‏‎1‎‏(‏<br />

التوزيع النسبي الستهالك الفرد السنوي في األقاليم التنموية والمملكة للفترة ‎2002‎م ‏-‏‎2003‎م<br />

913<br />

962<br />

1000<br />

800<br />

600<br />

400<br />

786<br />

802<br />

200<br />

0<br />

اإقليم اجلنوب<br />

اإقليم الشمال<br />

اإقليم الوسط<br />

اململكة<br />

المصدر:‏ عمل الباحثين<br />

2. الفرضية الثانية:‏<br />

تنص هذه الفرضية على اأنه:‏ ال توجد اإمكانية الحتساب خط فقر جديد لالأردن.‏<br />

اعتمدت دراسة تقومي الفقر يف االأردن التي قام بها البنك الدويل عام 2004 كمية<br />

السعرات احلرارية )Calories( التي يحتاجها الفرد ومن ثم كلفتها،‏ وبالتايل مت التوصل<br />

اإىل خط الفقر الغذائي السنوي للفرد،‏ فكان للفرتة 2003-2002 بالدنانري 187 ديناراً،اأما<br />

خط الفقر الالغذائي فكان 205 ديناراً،وعليه فاإن خط الفقر السنوي للفرد بشكل عام 392<br />

ديناراً،ومبعدل ‏شهري 32.67 ديناراً،ولو ‏رضبنا هذا املعدل الشهري مبتوسط عدد اأفراد<br />

االأرسة االأردنية وهو 6 اأفراد لكان خط الفقر الشهري لالأرسة االأردنية 196 ديناراً،‏ وذلك<br />

176


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

يف عام ‎2003‎م اأي قبل اأربع ‏سنوات وثالثة ‏شهور.‏<br />

اعتمد الباحثان الأغراض حتديد خط الفقر احتساب جمموع كلفة االحتياجات االأساسية<br />

املعيشية الدنيا على النحو االآتي:‏<br />

‎1‎كلفة . 1 الطعام والرشاب:‏ لتحديد كلفة الطعام والرشاب استخدم الباحثان كمية الطاقة<br />

املستمدة من الغذاء بحيث توفر احلد االأدنى من السعرات احلرارية للوجبات املتوازنة<br />

التي قدرها اأخصائيو التغذية بحوايل 3000-2500 ‏سعر حراري،علماً‏ باأن هذه السعرات<br />

قدرت يف دراسة البنك الدويل ب )2317( ‏سعر حراري،‏ وذلك مبتوسط اأسعار السوق<br />

السائدة حالياً‏ فكانت النتيجة 186 ديناراً‏ ‏شهريا كما يف اجلدول رقم )2( اأدناه:‏<br />

البيان<br />

مونه<br />

حلوم<br />

خضار وفواكه<br />

االإجمايل<br />

الجدول )2(<br />

كلفة الطعام والشراب ألسر األقاليم التنموية والمملكة شهرياً‏ بالدينار<br />

األردني<br />

اإقليم اجلنوب<br />

اإقليم الشمال<br />

56<br />

177<br />

42<br />

اإقليم الوسط<br />

60<br />

اململكة<br />

55<br />

41<br />

90<br />

186<br />

52<br />

108<br />

220<br />

35<br />

69<br />

160<br />

20<br />

77<br />

139<br />

‎2‎اأما . 2 فيما يتعلق بكلفة الوقود وخدمات النقل:والذي يشمل الغاز،‏ فتمثلت باحلد االأدنى<br />

بواقع ثالث اسطوانات غاز ‏شهرياً)‏‎3x6.5‎‏(‏ مضافاً‏ اإليها احلد االأدنى لفاتورة الكهرباء<br />

باستهالك 160 كيلوواط ‏)ثمانية دنانري(،‏ اأما تكلفة خدمات النقل-‏ بافرتاض عدم<br />

امتالك ‏سيارة خاصة-‏ فهي 30 دينار ‏شهرياً،‏ وعليه فاإن حمصلة تكلفة الوقود -<br />

دون تقدير تكلفة الوقود الأغراض التدفئة يف الشتاء لصعوبة تقديرها على اأسس علمية<br />

عملية حيث تعتمد على وسيلة التدفئة اإضافة اإىل اأنها موسمية–‏ ‏سبعة وخمسون ديناراً‏<br />

وخمسمائة فلس.‏<br />

‎3‎اأما . 3 تكلفة خدمات السكن واملياه،‏ فقد تباينت االأرس االأردنية بني مالك يدفع ‏رضيبة<br />

االأبنية واملسقفات ومصاريف الصيانة الدورية،‏ وبني مستاأجر باإيجارات متباينة<br />

حسب املنطقة واملساحة وغريها،‏ لذا وجد الباحثان اأن من االأنسب اعتماد احلد االأدنى<br />

لالإيجار املوجود حالياً‏ يف جميع اأنحاء اململكة،‏ والذي بلغ ‏ستون ديناراً‏ مضافاً‏ اإليها<br />

خمسة دنانري مياه ‏شهرياً.‏


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د محمود حسني الوادي<br />

د.رضوان محمد العناتي<br />

‎4‎ومبا . 4 اأن الغالبية العظمى من االأرس االأردنية مغطاة بتاأمني ‏صحى ‏سواءً‏ كانوا موظفني<br />

مدنيني اأم عسكريني يف القطاع العام،‏ اأو حتى نسبة جيدة ممن يعملون يف القطاع<br />

اخلاص،‏ اإضافة لشمول احلكومة االأردنية ممن هم دون ‏سن السادسة بالتاأمني الصحي<br />

احلكومي اإضافة ملن هم فوق الستني بالتاأمني مقابل مبلغ ‏ستة دنانري ‏شهرياً،لذا وجد<br />

الباحثان اأن اأفضل تقدير لتكلفة اخلدمات الصحية يف حدها االأدنى هي االقتطاع<br />

الشهري من رواتب العاملني يف القطاع العام وبنسبة %3 من اإجمايل الراتب،ومبا اأن<br />

املتوسط احلسابي الذي قدنِّر للرواتب هو 300 دينار-الذي اعتمدته احلكومة االأردنية<br />

لتحديد مقدار الزيادة يف الرواتب للعاملني يف القطاع العام لتعويضهم عن االآثار<br />

االقتصادية السلبية لقرار حترير اأسعار املحروقات-‏ فاإن احلد االأدنى لتكلفة اخلدمات<br />

الصحية الشهرية = 300* %3 = 9 دنانري مضافاً‏ اإليها اأثمان االأدوية عن طريق وزارة<br />

الصحة التي قدرت مبعدل 5 دنانري ‏شهرياً،‏ اأي ‏ستون ديناراً‏ ‏سنوياً‏ حيث اإن ثمن الدواء<br />

الواحد للمؤمن هو 250 فلساً.‏<br />

جمموع تكلفة الحتياجات الأساسية املعيشية الدنيا = 186 + 57.5 + 65 + 14<br />

= 322.5 ديناراً‏ ‏شهرياً.‏<br />

وعليه فاإن خط الفقر لالأرسة االأردنية 322.5 ديناراً‏ ‏شهرياً،‏ وميكن حتديد خط الفقر<br />

للفرد ‏سنويا على النحو االآتي:‏<br />

خط الفقر السنوي للفرد = 322.5( * 12 ‏شهر ) / 6 اأفراد = 645 ديناراً.‏<br />

ويف ‏ضوء هذه النتائج العملية نرفض الفرضية العدمية التي تنص على اأنه:‏ ال توجد<br />

اإمكانية الحتساب خط فقر جديد لالأردن ونقبل الفرضية البديلة باأنه ميكن احتساب خط<br />

فقر جديد لالأردن.‏<br />

ومما يعزز ‏صحة هذا اخلط وواقعيته اأمور ثالثة:‏<br />

الأول:‏ اإن اأرقام دائرة االإحصاءات العامة لعام 2006 قدرت خط الفقر العام للفرد يف<br />

االأردن ب)‏‎504‎‏(‏ دنانري ‏سنوياً،‏ وبزيادة مقدارها %28.6 عما كان عليه نهاية عام 2003<br />

)392( ديناراً.علماً‏ باأن اآخر دراسة لتقومي الفقر يف االأردن هي دراسة عام 2004.<br />

الثاين:‏ اإن احلكومة االأردنية اتخذت قرارها باعتماد الراتب الشهري 300 دينار اأساساً‏<br />

لتقدير التعويض الشهري نتيجة حترير اأسعار املحروقات مطلع العام 2008، حيث منحت<br />

من تقل رواتبهم االإجمالية الشهرية عن هذا املبلغ خمسني ديناراً‏ ‏شهرياً،‏ ومن تزيد عن هذا<br />

املبلغ خمسة واأربعني دينار ‏شهرياً.‏<br />

178


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الثالث:‏ قابل الباحثان عينة عشوائية من ‏سكان خمتلف املناطق ومت ‏سؤالهم عن<br />

املبالغ الشهرية التي حتتاجها االأرسة االأردنية املكونة من ‏ستة اأفراد كتكلفة االحتياجات<br />

االأساسية املعيشية الدنيا من طعام ورشاب،‏ ووقود وخدمات نقل،‏ واخلدمات الصحية،‏<br />

والسكن واملياه فكان الوسط احلسابي الإجاباتهم على النحو االآتي:‏<br />

البيان<br />

اإقليم اجلنوب<br />

قليم الشمال<br />

اإاإقليم الوسط<br />

اململكة<br />

الوسط احلسابي<br />

النسبة يف العينة<br />

%20<br />

%30<br />

%50<br />

272 ديناراً‏<br />

294 ديناراً‏<br />

346 ديناراً‏<br />

316 ديناراً.‏<br />

ومن اجلدير بالذكر اأنه مت احلصول على هذا النموذج من وزارة التخطيط والتعاون<br />

الدويل حيث ميتاز بالسهولة،‏ كما اأنه من اأكرث النماذج قابلية للتطبيق والقياس،‏ اآخذين<br />

بعني االعتبار اأن متوسط عدد اأفراد االأرسة االأردنية 5.49، وقد اعتمد العدد ‏ستة الأغراض<br />

هذا البحث.‏<br />

اآلثار النامجة عن مشكلة الفقر:‏<br />

وميكن تلخيص اأهم االآثار الناجمة عن هذه املشكلة فيما ياأتي:‏<br />

‏•عدم التوافق النفسي واالجتماعي،‏ وعدم ‏شعور الفقراء بالرضا والسعادة مما يعني<br />

اإصابتهم باأمراض نفسية كحالة االكتئاب،‏ مما يزيد نسبة اجلرمية كالرسقة واالحتيال<br />

وممارسة الفساد كالرشوة وغريها.‏<br />

‏•ضعف االنتماء للوطن وكراهية املجتمع،‏ مما يؤدي اأحياناً‏ اإىل ممارسة العنف واالإرهاب<br />

‏ضده.‏<br />

‏•هجرة الكفاءات االأردنية التي يصعب توفريها،‏ وذلك عند عدم حصولها على الفرص<br />

املناسبة داخل البلد.‏<br />

179


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د محمود حسني الوادي<br />

د.رضوان محمد العناتي<br />

الصعوبات اليت تواجه املساهمة يف حل مشكلة الفقر:‏<br />

‎1‎غياب . 1 املعلومات املوثوقة واالإحصاءات الدقيقة عن حجم الفقر واأسبابه وحتديد خط<br />

واضح للفقر.‏<br />

‎2‎غياب . 2 التنسيق بني املؤسسات املعنية يف املساهمة يف حل مشكلة الفقر،‏ وكذلك عدم<br />

وجود ‏سياسات مدروسة ومتكاملة توزع االأدوار بني هذه املؤسسات.‏<br />

‎3‎االرتفاع . 3 املستمر يف االأسعار،‏ مما اأضعف القدرة الرشائية للعديد من االأرس،‏ مما جعل<br />

بعضها يندرج حتت خط الفقر.‏<br />

الربامج واإلجراءات املتخذة ملكافحة الفقر يف األردن:‏<br />

‎1‎اإن . 1 عالج مشكلة الفقر وتدين مستوى معيشة املواطن يف االأردن عملية ‏صعبة<br />

ومعقدة،ويعود ذلك الأسباب كثرية منها تفشي البطالة،‏ وعدم تناسب الدخل املتاأتي<br />

للعاملني مع مستوى تكلفة املعيشة،‏ اإضافة اإىل منو السكان وعدم جناح جهود التنمية<br />

االإقتصادية واالإجتماعية بالشكل املاأمول بسبب املديونية وعجز املوازنة وعجز ميزان<br />

املدفوعات....‏<br />

‎2‎وقبل . 2 الرشوع يف السعي لتطوير اآلية عملية الإيجاد حلول ملشكلة الفقر نرى لزاماً‏ بيان<br />

الربامج واالإجراءات املتخذة ملكافحة الفقر يف االأردن:‏<br />

‎3‎حتسني . 3 توزيع خدمات البنية التحتية يف مناطق جيوب الفقر،‏ مما يخفض االأعباء على<br />

مواطني تلك املناطق بحيث يرصد ‏سبعني مليون دينار ‏ضمن املوازنات الراأسمالية<br />

للوزارات املعنية للفرتة 2008-2006.<br />

‎4‎حتسني . 4 اإنتاجية املجتمعات املستهدفة من خالل حزمة من املشاريع واالأنشطة الرامية<br />

اإىل خلق بؤر اقتصادية يف تلك املناطق،‏ وبتكلفة اإجمالية تصل اإىل عرشة ماليني<br />

دينار.‏<br />

‎5‎تعزيز . 5 قدرات املجتمع املدين واملنظمات غري احلكومية يف املساعدة يف حل مشكلة<br />

الفقر.‏<br />

. 6 6 متويل املشاريع الصغرية عرب ‏صناديق عدة خمصصة لهذه الغاية،‏ منها ‏صندوق<br />

التنمية والتشغيل،‏ وصندوق اإقراض املراأة.‏<br />

180


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎7‎اإعداد . 7 برامج توعوية وتدريبية لتاأهيل االأرس الفقرية يف اإدارة املشاريع الصغرية.‏<br />

‎8‎اإن . 8 عدم كفاية وفاعلية ‏شبكات العون االجتماعي وبراجمها،دفع لتاأسيس الهيئة<br />

التنسيقية للتكافل االجتماعي مبوجب النظام رقم )67( لسنة ‎2006‎م،‏ وتهدف<br />

اإىل تنسيق جهود املؤسسات العاملة يف جمال التكافل االجتماعي وتكافلها منعاً‏<br />

لالزدواجية وتبديد املوارد واالإمكانات.‏<br />

‎9‎اأنشئت . 9 قاعدة بيانات يف ‏صندوق املعونة الوطنية حول الفقر والفقراء،‏ والعمل جار<br />

على اإنشاء قاعدة اأخرى يف وزارة التنمية االجتماعية،كما وُ‏ ‏ضعت معادلة الستهداف<br />

الفقراء من قبل ‏صندوق املعونة الوطنية بالتعاون مع البنك الدويل ورشاكة وزارة<br />

التنمية االجتماعية.‏<br />

‎1010‎قامت وزارة التنمية االإجتماعية خالل العام ‎2006‎م،‏ باإنشاء عدد من املساكن لالأرس<br />

الفقرية وصيانة اأعداد اأخرى،‏ منها بناء 98 مسكناً‏ مبعدل 34 مرتاً‏ مربعاً،‏ و‎145‎ مسكناً‏<br />

مبعدل 56 مرتاً‏ مربعاً،ورشاء 43 مسكناً.‏<br />

‎1111‎بلغ عدد احلاالت التي تستفيد من ‏صندوق املعونة الوطنية )73( األف حالة عام 2006<br />

ومبخصصات اإجمالية )60( مليون دينار.‏<br />

‎1212‎يقدم ‏صندوق الزكاة رواتب ‏شهرية حلوايل)‏‎1750‎ ‏(اأرسة ومساعدات نقدية طارئة ل<br />

)7000 ‏(حمتاج،‏ ومساعدات عينية تشمل طرود اخلري والتمور واحلقائب املدرسية،كما<br />

يكفل الصندوق ‏)‏‎832‎‏(يتيماً،‏ ويدعم )107( اأرس عن طريق متكينهم من احلصول على<br />

مشاريع تاأهيلية،ويتبع للصندوق ‏)‏‎10‎‏(مستوصفات طبية تقدم الرعاية الصحية<br />

حلوايل 10 اآالف حمتاج.‏<br />

3- الفرضية الثالثة:‏<br />

تنص هذه الفرضية على اأنه:‏ ‏)ال توجد اإمكانية لتطوير اآلية عملية الإيجاد احللول<br />

ملشكلة الفقر يف االأردن(.‏<br />

يسعى البحث من جراء اختباره لهذه الفرضية اإىل تطوير اآلية عملية الإيجاد احللول<br />

ملشكلة الفقر يف االأردن ‏ضمن اإسرتاتيجية وطنية ‏شاملة ملكافحة الفقر من اأجل اأردن اأقوى.‏<br />

يالحظ اأن جميع الربامج واالإجراءات املتخذة اأعاله ينقصها الشمولية والتنسيق<br />

والتكامل،‏ مما يجعل ثمارها ال تضع حلوالً‏ جذرية وعملية ملشكلة الفقر يف االأردن.‏<br />

181


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د محمود حسني الوادي<br />

د.رضوان محمد العناتي<br />

182<br />

وميكن بيان االآلية العملية الإيجاد احللول ملشكلة الفقر على النحو التسلسلي االآتي:‏<br />

‎1‎حتديد . 1 خط الفقر يف االأردن بشكل عام،‏ ولكل حمافظة بشكل خاص،‏ وذلك عن طريق<br />

اإجراء دراسة ‏شاملة لتقومي الفقر يف خمتلف مناطق االأردن،‏ وحلني القيام بذلك ميكن<br />

اعتماد ما حدده هذا البحث كخط للفقر ب 645 ديناراً‏ للفرد ‏سنوياً،‏ ومببلغ 322.5<br />

دينار لالأرسة التي عدد اأفرادها ‏ستة اأفراد.‏<br />

‎2‎اإنشاء . 2 قاعدة بيانات مركزية تعتمد الرقم الوطني اأساساً‏ لها،‏ حلرص دخول جميع<br />

املواطنني اآلياً،‏ وبحيث تكون مربوطة مبالية الدولة واجلهاز املرصيف واملؤسسة<br />

العامة للضمان االجتماعي،‏ ومؤسسة تنمية اأموال االأيتام.مما يتيح توفري املعلومات<br />

الالزمة عن دخول جميع مواطني اململكة االأردنية الهاشمية.‏<br />

‎3‎ربط . 3 ‏صندوق املعونة الوطنية وجلان الزكاة واملؤسسات التطوعية االأخرى بالهيئة<br />

التنسيقية للتكافل االجتماعي،‏ التي تقرر ‏رصفها للمساعدات يف ‏ضوء قاعدة القرار<br />

االآتية واملنبثقة من البندين)‏‎1‎‏(‏ و )2( املشار اإليهما اأعاله:‏<br />

قاعدة قرار ‏رصف املساعدة اأو ل<br />

القرار:‏ ترصف املساعدة للأرسة التي تقل دخولها يف قاعدة البيانات عن<br />

خط الفقر،‏ ومبا يوصل هذه الأرسة اإىل خط الفقر على الأقل.‏ اأما اإذا كانت دخول<br />

الأرسة اأكرب من خط الفقر فل يرصف لها مساعدة من اأي جهة كانت،‏ وحتت طائلة<br />

املساءلة القانونية.‏<br />

اإن هذه االآلية تتيح ما ياأتي:‏<br />

‏•توحيد جهود املؤسسات التي تقدم العون االجتماعي،‏ بحيث يوجه الدعم اإىل<br />

مستحقيه فعالً‏ دون وساطة اأو حمسوبية،حيث لوحظ اأن هناك العديد من االأرس<br />

تتقاضى من اأكرث من جهة الختالف معايري الدراسات االجتماعية،‏ وعدم التنسيق<br />

بني هذه املؤسسات،وباملقابل يوجد اأرس ال تتقاضى من اأي جهة.‏<br />

‏•حتقيق العدالة بني اأبناء االأردن بحيث توجه املساعدات والدعم ملستحقيه فعالً)الفئات<br />

املستهدفة(،‏ وبالتايل االنتقال مستقبالً‏ اإىل االرتقاء مبستوى معيشة املواطن.‏<br />

‏•العدالة يف فرض الرضائب وحتصيلها مما يخفف من التهرب الرضيبي بشتى<br />

اأشكاله،‏ حيث اإن قاعدة البيانات املركزية املشار اإليها اأعاله تبني دخل كل<br />

مواطن.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

التوصيات:‏<br />

‎1‎بناء . 1 على ما ‏سبق بيانه،‏ فاإنه البد من العمل على تبني منهجية ومرجعية موحدة<br />

لقياس الفقر يف اململكة تكون ‏ضمن اإسرتاتيجية اأردنية ‏شاملة للتصدي ملشكلة الفقر،‏<br />

تتوالها املؤسسات العامة واخلاصة كافة باأعلى درجات التنسيق فيما بينها،‏ وتكون<br />

نواتها برضورة تبنى االآلية العملية السالفة الذكر.‏ كما يوصي الباحثان باالآتي )1( :<br />

)2(<br />

‎2‎جرس . 2 فجوات الدخل وفجوة الفقر واحلاجات االأساسية بني اأبناء اململكة االأردنية<br />

الهاشمية،‏ وذلك عن طريق اعتماد ‏سياسات اأردنية تكفل عدم تخلف فئات اجتماعية<br />

ومناطق معينة عن ركب مسرية النمو االقتصادي واالجتماعي االأردين،‏ على اأن يكون<br />

اأساس هذه السياسات العدل يف توزيع مكاسب التنمية،‏ ويف ‏ضوء جهد كل فرد حتى ال<br />

نتحول اإىل الشيوعية،‏ مما يقتل روح االإنتاجية واالإبداع.‏<br />

‎3‎تفعيل . 3 دور الوقف االإسالمي يف خدمة الفقراء والعجزة بتاأهيلهم وتدريبهم وتوفري<br />

فرص عمل لهم تتناسب وقدراتهم وترتقي بهم من الفقر.‏<br />

‎4‎رفع . 4 القدرة املؤسسية ملؤسسات القطاع التعاوين ومنظمات املجتمع املدين التنموية<br />

باعتبارها ‏رشيكاً‏ اأساسياً‏ يف تنفيذ الربامج يف مناطق جيوب الفقر بشكل خاص،‏<br />

وحتقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية يف االأردن بشكل عام.‏<br />

‎5‎توجيه . 5 الدعم اإىل املواطن املستحق بحيادية وعدالة،‏ وليس اإىل السلعة اأو اخلدمة.‏<br />

‎6‎توسيع . 6 ‏سبل كسب الرزق بصورة مستدامة،‏ وزيادة فرص العمل،‏ واأن تكون هذه السبل<br />

مؤدية اإىل اإنتاجية حقيقية تنعكس اإيجاباً‏ على االقتصاد الوطني.‏<br />

‎7‎توظيف . 7 وسائل االإعالم يف خلق راأي عام وثقافة جمتمعية باجتاه اإقامة ‏رشاكات<br />

حقيقية بني املستثمرين واملجتمعات واالأفراد يستفيد منها الطرفان.‏<br />

‎8‎تنمية . 8 دور الرشكات املساهمة االأردنية يف املسؤولية االجتماعية لتضطلع بدورها يف<br />

حل مشكلة الفقر.‏<br />

اإعادة النظر يف قانون الزكاة بحيث يُصاغ قانون اإسالمي عرصي ليحل تدريجياً‏<br />

حمل قوانني ‏رضيبة الدخل،‏ ومن ثم الرضائب االأخرى الحقاً،‏ وذلك ملا للزكاة من حصيلة<br />

اأعلى من الرضائب وانعكاسها االإيجابي على احلد من الفقر.‏<br />

183


آلية عملية حلل مشكلة الفقر في األردن<br />

أ.د محمود حسني الوادي<br />

د.رضوان محمد العناتي<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎متثل . 1 غالبية هذه التوصيات ثمرات ثانوية products( ) By- توصل اإليها الباحثان،‏<br />

وتبقى التوصيات الرئيسة مدرجة ‏ضمن االآلية العملية حلل مشكلة الفقر.‏<br />

2 حول الفقر واملساواة اأن كل نسبة مئوية النخفاض النمو تقابلها<br />

. ‎2‎بني Gary S. Filds<br />

زيادة يف الفقر مبقدار نسبتني مئويتني يف املتوسط.‏<br />

184


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

أوالً‏ - املراجع العربية:‏<br />

‎1‎اململكة . 1 االأردنية الهاشمية،‏ )2015-2006 (، االأجندة الوطنية،‏ عمان.‏<br />

‎2‎االسكوا،املجمعة . 2 االإحصائية،العدد)‏‎20‎‏(،ديسمرب . 2000<br />

‎3‎‏شوربجي،جمدي:اأثر . 3 االستثمارات االأجنبية املبارشة على احلد من الفقر يف الدول<br />

النامية،بحث مقدم اإىل املؤمتر العلمي الدويل السادس لكلية االقتصاد والعلوم<br />

االإدارية,جامعة الزرقاء اخلاصة.‏‎2008‎‏.‏<br />

‎4‎عثمان . 4 حممد غنيم،‏ )1999 (، مقدمة يف التخطيط التنموي االإقليمي،‏ دار ‏صفاء،‏ عمان.‏<br />

‎5‎عوض . 5 احلداد،‏ )1993 (، االأوجه املكانية للتنمية االإقليمية،‏ دار االأندلس،‏ القاهرة.‏<br />

‎6‎‏“حممد . 6 خري”‏ اأبو زيد،‏ )2005( اأساليب التحليل االإحصائي باستخدام برجمية ، SPSS<br />

دار ‏صفاء،‏ عمان.‏<br />

‎7‎اإحصائيات . 7 وزارة التخطيط والتعاون الدويل،‏ ، 2004 عمان.‏<br />

‎8‎دائرة . 8 االحصاءات العامة،‏‎2006‎ ‏،عمان.‏<br />

‎9‎مراجعة . 9 نقدية لسياسات احلد من الفقر يف االأردن،االسكوا،‏‎1999‎ .<br />

‎101010‎‏-االإعالن العاملي حلقوق االإنسان.‏<br />

‎111111‎‏-املؤمتر الوطني ملكافحة الفقر والبطالة،‏ 7-6 اأيلول . 2004<br />

1.<br />

2.<br />

3.<br />

4.<br />

5.<br />

6.<br />

7.<br />

ثانياً‏ - املراجع األجنبية:‏<br />

Gary S. Filds,”Growth and income distribution”, Oxford United Kingdom<br />

Press, 1991.<br />

Jordan Poverty Assessment, Main Report, Volume 2, World Bank, 2004.<br />

Rural Poverty in Jordan, IFAD, www.rural poverty portal.org<br />

Sustainable Development Network Program, Jordan.4)<br />

The World Bank,” A world free of poverty”, 2000.<br />

Mop@msn.com<br />

www.mfa.go.jo<br />

185


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

منهج اإلسالم يف حتقيق األمن الغذائي<br />

ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ حممد حممد الشلش<br />

أستاذ مساعد،‏ مشرف اكاديمي متفرغ،‏ منطقة دورا التعليمية،‏ جامعة القدس المفتوحة.‏<br />

187 187


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

ملخّص:‏<br />

اإنّ‏ مكافحة الفقر واملجاعة وحتقيق االأمن الغذائي للبرش مطلب اأساس تعمل كل دولة<br />

على حتقيقه،‏ بل هو هدف مُ‏ لنِّح تسعى االأرسة الدولية باأرسها اإىل الوصول اإليه وبخاصّ‏ ة<br />

يف هذا الوقت الذي نشهد فيه ركوداً‏ اقتصادياً‏ عاملياً،‏ وتتواىل فيه االأزمات املالية التي<br />

تعصف بسالمة العامل واستقراره،‏ وترتك خلفها ماليني الفقراء واجلياع الذين يبحثون عن<br />

مصدر رزق يوفّر لهم لقمة العيش واالأمن،‏ وهذا البحث يتناول اأسباب انتشار ظاهرة اجلوع<br />

والفقر ونقص الغذاء يف كثري من املجتمعات املعارصة،‏ كما يبنيّ‏ منهج االإسالم يف احلد<br />

من هذه الظاهرة التي يعاين منها ماليني البرش وفق اإحصائيات املنظمات الدولية العاملة<br />

يف هذا املجال.‏ وتتكوّن خطّ‏ ة البحث من مقدّمة وثالثة مباحث وخامتة وتوصيات،‏ حتدّثت<br />

يف املقدّمة عن اأهمية البحث واأهدافه وخطّ‏ ته والدراسات السابقة يف املوضوع،‏ وتناولت يف<br />

املبحث االأول معنى اجلوع واأسمائه وسنة االبتالء به،‏ وبينت فيه مفهوم االأمن الغذائي يف<br />

االإسالم واالقتصاد الوضعي،‏ كما وضّ‏ حت يف املبحث الثاين فوائد اجلوع وفضائله واأرضار<br />

الشبع واآفاته،‏ ثمّ‏ تناولت يف املبحث الثالث اأسباب انتشار املجاعات ومنهج االإسالم يف<br />

مكافحتها واأساليبه يف حتقيق االأمن الغذائي وحماربة الفقر وقد عرضت بعض الترشيعات<br />

الفقهية واالأساليب االقتصادية التي تساهم يف حل هذه املشكلة اأو احلد منها،‏ وختمت<br />

البحث بخامتة خلّصت فيها نتائج البحث،‏ وذكرت بعض التوصيات الهامّ‏ ة للفائدة.‏<br />

188


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

Fighting against poverty and hunger and achieving food security for<br />

mankind is not only a fundamental demand of each State, but also a basic<br />

goal for the international community to access especially at this critical<br />

time which is characterized by global economic recession and major<br />

financial crisis that endanger or jeopardize the safety and stability of the<br />

world and leave millions of poor and hungry people struggling for a source<br />

of income which provide them with basic food and security. This research<br />

addresses the causes of widespread of hunger, poverty and food shortages<br />

in many contemporary societies. It clarifies how Islam deals with these hot<br />

issues that cause troubles for millions of people according to statistics of<br />

international organizations working in this field. The research plan consists<br />

of: introduction, three pivotal parts, conclusion, and recommendations. The<br />

introduction covers the importance of research, its objectives, the research<br />

plan and previous studies. In part one, the meaning of famine, its various<br />

names, consequences and reasons that stand behind and the concept of food<br />

security in Islam and man made economics are verified and clarified. In part<br />

two, Positive impacts of lack of food and negative influence of its surplus<br />

or abundant are highlighted. In part three, causes of the spread of famine,<br />

Islamic legislations as tools that reduce or contribute to solutions for this<br />

matter from Islamic and economic perspectives are extensively discussed.<br />

Finally the researcher summarizes the research results and presents some<br />

important recommendations of interest.<br />

189


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

مقدمة:‏<br />

احلمد هلل،‏ والصالة والسالم على رسوله االأمني وبعد:‏<br />

فقد كرث احلديث يف االآونة االأخرية عن املجاعة واالأمن الغذائي،‏ حيث اأضحت هذه<br />

القضية من الكوارث التي تقض مضاجع املجتمعات واحلكومات؛ الأنّ‏ العامل يشهد نقصاً‏ كبرياً‏<br />

يف اإنتاج الغذاء وخمزونه،‏ وقد تولّد عن ذلك جماعات كربى خاصّ‏ ة يف اإفريقيا،‏ ممّا ‏سبب القلق<br />

والقالقل،‏ والدّمار واخلراب،ال لتلك الدول املنكوبة فحسب،‏ بل لالأمن العاملي برمته.‏<br />

اإنّ‏ اجلوع ونقص الغذاء وما يرتتّب عليهما من الفقر وسوء التغذية واالأمراض ومن ثمّ‏<br />

املوت من اأهم التحديات واملشكالت االقتصادية التي تواجه العامل املعارص؛ ولهذا اأطلق<br />

عليه بعضهم ‏»طاعون العرص«،‏ ويستفحل هذا اجلوع يف دول القرن االأفريقي،‏ وبعض الدول<br />

االآسيوية واأمريكا الالتينية،‏ وتشري االإحصائيات الصادرة عن برنامج الغذاء العاملي اإىل<br />

اأنّ‏ )850( مليون ‏شخص يعانون من اجلوع املزمن وانعدام االأمن الغذائي يف العامل،‏ كما<br />

اأنّ‏ اجلوع يحصد نحو عرشين األف من اأرواح االأطفال كل يوم بسبب اجلفاف وقلة االأمطار<br />

والكوارث الطبيعية املتكرّرة والفيضانات املدمّ‏ رة والزالزل واأحوال املناخ القاسية،‏ اإضافة<br />

اإىل القالقل واحلروب الدولية واالإقليمية،‏ وكذلك الرصاع القبلي واحلروب االأهلية يف كثري<br />

من دول العامل،‏ االأمر الذي اأدى اإىل نزوح املاليني عن قراهم ومدنهم تاركني اأرضهم بال<br />

)1(<br />

زراعة اأو استغالل،‏ وهذا العدد يفوق عدد الذين ميوتون بسبب االإيدز والسل واملالريا.‏<br />

اإنّ‏ االإسالم ال ينكر اأنّ‏ اجلوع مصيبة من املصائب،‏ وماأساة من املاآسي،‏ يقض<br />

مضاجع من يحل يف اأرضه،‏ ويورث اخلراب والدّمار واملوت،‏ وينرش اجلرائم واملنكرات؛<br />

ولهذا كان النبي عليه السالم يستعيذ باهلل منه،‏ فهو القائل:‏ ‏)اللهمّ‏ اإينّ‏ اأعوذ بك من اجلوع<br />

فاإنّه بئس الضجيع(.‏ )2( كما كان يتعوّذ من الفقر وذلّ‏ املساألة،‏ فعن مسلم بن اأبي بكرة<br />

قال:‏ كان اأبي يقول يف دبر الصالة:‏ اللهمّ‏ اإينّ‏ اأعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القرب.‏ فكنت<br />

اأقولهن.‏ فقال اأبي:‏ اأي بني عمّن اأخذت هذا؟ قلت:‏ عنك.‏ قال:‏ اإنّ‏ رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم-‏ كان يقولهنّ‏ يف دبر الصالة.‏ )3( وروي عن اأبي ذر-‏ رضي اهلل عنه-‏ قوله:‏ ‏»عجبت<br />

ملن ال يجد القوت يف بيته كيف ال يخرج على الناس ‏شاهراً‏ ‏سيفه«.‏ )4( ويف هذا االأثر ما<br />

يربر ثورة الفقراء على االأغنياء الذين ال يؤدّون ما عليهم من حقوق نحو الفقراء،‏ فيتقلّبون<br />

يف األوان النعيم،‏ وياأكلون ما لذ وطاب من الطعام والرشاب،‏ ويلقون بالفائض منه للقطط<br />

والكالب،‏ اأو يف حاويات القمامة،‏ ومنهم من يسقي اأزهاره باحلليب بدالً‏ من املاء،‏ ومنهم<br />

من يقيم املهرجانات السنوية التي يتم فيها اإفساد االأطنان من الفواكه واخلرضاوات يف<br />

الشوارع،‏ ومنهم من ينفق مليارات الدوالرات ‏سنوياً‏ على التدخني واملخدّرات واحلفالت<br />

وسائر الكماليات،‏ بينما ال يجد غريهم ما يطفئ به نار اجلوع وحرارته.‏<br />

190


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

لقد قرّر االإسالم حق االإنسان يف احلياة،‏ وجعل حفظ النفس من مقاصده واأهدافه العليا،‏<br />

ورشع من الترشيعات الفقهية وغريها ما يحقّق هذا املقصد الرضوري،‏ فاأمر بتناول الغذاء<br />

والدواء وارتداء الكساء،‏ قال تعاىل:‏ ‏)يَا بَنِي اآدَمَ‏ خُ‏ ذُوا زِينَتَكُ‏ مْ‏ عِ‏ نْدَ‏ كُ‏ لنِّ‏ مَ‏ ‏سْ‏ جِ‏ دٍ‏ وَكُ‏ لُوا وَارضْ‏ ‏َبُوا وَالَ‏<br />

تُرضْ‏ ‏ِفُ‏ وا اإِنَّهُ‏ الَ‏ يُحِ‏ بُّ‏ املْ‏ ‏ُرضْ‏ ‏ِفِ‏ نيَ(.‏ )5( كما بنيّ‏ االإسالم حقوق اجلياع والفقراء واملحتاجني واأمر<br />

بتاأديتها،‏ ووضع االآليات واالسرتاتيجيات الكفيلة بتحقيق التنمية واالزدهار االقتصادي<br />

ومكافحة املجاعات،‏ فحثّ‏ على عمارة االأرض وزراعتها واستصالحها،‏ كما اأمر مبساعدة<br />

اجلائع واإغاثة امللهوف فرضاً‏ ونفالً،‏ وحثّ‏ على العمل واالنتشار يف االأرض واملشي يف<br />

مناكبها،‏ ونهى عن القعود والتّكاسل وسؤال الناس،‏ كما رسم اخلطط الكفيلة مبحاربة<br />

البطالة والتدهور االقتصادي،‏ ودعا اإىل حتقيق االكتفاء الذاتي من االأغذية،‏ وحتقيق<br />

التكامل االقتصادي بني االأمّ‏ ة العربية واالإسالمية؛ ملا متلكه من مقومات كفيلة بتحقيق<br />

النمو االقتصادي والتنمية يف جميع املجاالت،‏ وعدم االعتماد على املساعدات اخلارجية<br />

املرشوطة واملسيّسة التي تنال من ‏سيادة الدول واستقالها وكرامتها،‏ وتعمق جذور التبعية<br />

للغرب،‏ وحتقق اأهدافه اخلبيثة على حساب احلقوق الذاتية والكرامة الوطنية،‏ كما ‏رشع<br />

الزكاة الواجبة وزكاة الفطر والكفّارات والفدية والهدايا والضحايا والنذور،‏ وغري ذلك من<br />

الترشيعات الفقهية التي تساهم يف مكافحة اجلوع واستئصال الفقر واأسبابه.‏<br />

اإنّ‏ انتشار ظاهرة اجلوع والفقر دعت دول العامل اإىل حتالف دويل ملكافحة اجلوع عن<br />

طريق حشد اجلهود العاملية خللق اإرادة ‏سياسة تهدف اإىل القضاء عليه،‏ كما عُ‏ قدت املؤمترات<br />

واأنشئت املنظمات الدولية واالإقليمية التي تعمل على خفض اأعداد اجلياع يف العامل وتقليص<br />

الفقر،‏ وحتقيق االأمن الغذائي العاملي،‏ وتخفيف املصاعب التي تواجهها الدول الفقرية،‏<br />

ومكافحة البطالة وتوفري فرص العمل والتوظيف،‏ وذلك للتعايف من التدهور االقتصادي<br />

اخلطري فيها،‏ فقد اأصدر املؤمتر العاملي لالأغذية املنعقد يف روما عام )1974( توصيات<br />

عدّة منها:‏ اإنّ‏ على جميع احلكومات اإزالة بالء اجلوع وسوء التغذية الذي يصيب ماليني<br />

)6(<br />

البرش،‏ وعمل نظام لالأمن الغذائي عن طريق االحتفاظ مبخزون دائم من املواد الغذائية.‏<br />

ومن املنظمات التي تعمل على مكافحة اجلوع منظمة االأغذية والزراعة التابعة لالأمم<br />

املتحدة التي اأنشئت يف السادس عرش من اأكتوبر/ترشين االأول عام )1945(، وحُ‏ دنِّد هذا<br />

اليوم يوماً‏ عاملياً‏ ملكافحة الفقر واجلوع،‏ كما ‏شُ‏ كل برنامج الغذاء العاملي وجلنة االأمن<br />

الغذائي العاملي التابعة ملنظومة االأمم املتحدة،‏ وذلك الستعراض السياسات اخلاصة<br />

)7(<br />

باالأمن الغذائي العاملي ومتابعتها،‏ مبا يف ذلك اإنتاج االأغذية واحلصول عليها.‏<br />

ومن املنظمات االإقليمية التي تعمل على حتقيق االأمن الغذائي هيئة االإغاثة<br />

االإسالمية العاملية التي تنترش يف اأرجاء العامل االإسالمي،‏ وجتمع املعونات والتربعات<br />

الإغاثة امللهوفني والفقراء املسلمني،‏ ومتكينهم من العيش بعزة وكرامة.‏<br />

191


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

أهمية البحث:‏<br />

تكمن اأهمية البحث فيما ياأتي:‏<br />

‎1‎اإنّه . 1 يعالج قضية مهمة تشغل بال العامل باأرسه،‏ وتهدّد املاليني من البرش بالفناء واملوت.‏<br />

‎2‎يتطرّق . 2 لالأسباب الكامنة وراء تفشّ‏ ي اجلوع واستفحاله يف كثري من اأقطار العامل.‏<br />

‎3‎يقدّم . 3 الوسائل الرشعية واالقتصادية التي ميكن-‏ بحول اهلل وقدرته-‏ اأن حتدّ‏ من<br />

انتشار الفقر واأن تعالج اجلوع بعد وقوعه.‏<br />

خطة البحث:‏<br />

املبحث الأول:‏ معنى اجلوع واأسماوؤه وسنة البتلء به.‏<br />

املطلب الأول:‏ معنى اجلوع يف اللغة والصطلح.‏<br />

املطلب الثاين:‏ مفهوم الأمن الغذائي.‏<br />

املطلب الثالث:‏ اأسماء اجلوع.‏<br />

املطلب الرابع:‏ البتلء باجلوع.‏<br />

املطلب اخلامس:‏ جوع الأنبياء.‏<br />

املطلب السادس:‏ جوع الصحابة.‏<br />

املبحث الثاين:‏ فضائل اجلوع وفوائده واآفات الشبع.‏<br />

املطلب الأول:‏ فضائل اجلوع وفوائده.‏<br />

املطلب الثاين:‏ اآفات الشبع.‏<br />

املبحث الثالث:‏ منهج الإشلم يف حتقيق الأمن الغذائي ومكافحة املجاعة.‏<br />

املطلب الأول:‏ اأسباب املجاعة.‏<br />

املطلب الثاين:‏ علج املجاعة ومكافحتها وسبل حتقيق الأمن الغذائي.‏<br />

الدراسات السابقة:‏<br />

تناول العلماء والباحثون هذا املوضوع بالبحث والدراسة،‏ ومن ذلك كتاب ‏»فقه االأمن<br />

الغذائي«‏ للدكتور يوسف القرضاوي،‏ وكتاب ‏»االأمن الغذائي يف االإسالم«‏ لالأستاذ وهبة<br />

192


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

الزحيلي،‏ وكتاب ‏»االأمن الغذائي يف االإسالم«‏ للمؤلف اأحمد العيادي وغريها،‏ وقد اقترصت<br />

بعض املؤلفات يف هذا املوضوع على كيفية حتقيق االأمن الغذائي وواقعه يف دولة معينة<br />

من الدول االإسالمية،‏ ومن ذلك كتاب:‏ ‏»قضية االأمن الغذائي يف مرص«‏ لعادل حممد غامن،‏<br />

وتناول بعض الباحثني ذلك يف العامل االإسالمي بشكل عام،‏ ومن ذلك ورقة عمل مقدّمة<br />

لندوة التنمية من منظور اإسالمي يف عمان ‏سنة )1991( بعنوان:‏ ‏)االأمن الغذائي والتنمية<br />

يف العامل االإسالمي(‏ للباحث عبد الرحمن يرسي اأحمد.‏ كما تناوله بعضهم من خالل<br />

واقعة معينة يف التاريخ االإسالمي،‏ ومن ذلك بحث بعنوان:‏ ‏)معاجلة اخلليفة عمر ملشكلة<br />

املجاعة يف عام الرمادة(‏ للباحث ‏صالح حمودي،‏ وحتدّثت بعض املؤلفات للدكتور يوسف<br />

القرضاوي واالأستاذ حسني ‏شحاتة عن مشكلة الفقر وكيف عاجلها االإسالم بشكل عام دون<br />

اخلوض املفصّ‏ ل يف املجاعات واأسبابها وطرق عالجها كما هو عليه هذا البحث.‏<br />

واهلل اأساأل اأن يجعل عملي هذا خالصاً‏ لوجهه الكرمي.‏<br />

املبحث األول<br />

معنى اجلوع وأمساؤه وسنة االبتالء به<br />

املطلب األول - معنى اجلوع يف اللغة واالصطالح:‏<br />

اجلوع يف اللغة:‏ من جوع،‏ ‏ضِ‏ دُّ‏ السشِّ‏ بَعِ‏ . )8( قال تعاىل:‏ ‏»وَلَنَبْلُوَنَّكُ‏ مْ‏ بِشَ‏ يْ‏ ءٍ‏ مِ‏ نْ‏ اخلْ‏ ‏َوْفِ‏<br />

)9(<br />

وَاجلْ‏ ‏ُوعِ‏ وَنَقْصٍ‏ مِ‏ نْ‏ االْ‏ أَمْ‏ وَالِ‏ وَاالْ‏ أَنفُسِ‏ وَالثَّمَرَاتِ‏ وَبَرضنِّ‏ ِ الصَّ‏ ابِرِينَ‏ «.<br />

وقال الشاعر اأبو البِجَ‏ اد:‏<br />

)11(<br />

فوَيلُ‏ الرَّكْبِ‏ اإِذْ‏ اآبُوا جِ‏ ياعاً‏ ول يَدرُون ما حتَ‏ تَ‏ البِجَ‏ اد )10( .<br />

واجلوع يف االصطالح:‏ اسْ‏ مٌ‏ جامِ‏ عٌ‏ لِلْمَخْ‏ مَصَ‏ ة،‏ وهو ‏ضِ‏ دُّ‏ السشِّ‏ بَع.‏ )12( واملجاعة:‏ عامٌ‏ فيه<br />

جوع.‏ )13( وهذا املعنى قريب من املعنى اللغوي.‏<br />

املطلب الثاني - مفهوم األمن الغذائي:‏<br />

االأمن الغذائي مصطلح حديث ظهر يف بداية السبعينيات،‏ وشاع استخدامه يف البالد<br />

)14(<br />

النامية حيث النقص الكبري يف خمزون الغذاء،‏ ممّا زاد من تبعيتها للخارج لتاأمني الغذاء<br />

وساأحتدّث عن مفهوم االأمن الغذائي الوضعي والرشعي.‏<br />

193


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

1. الأمن الغذائي يف املفهوم الوضعي:‏ يعرّف االأمن الغذائي يف املفهوم الوضعي باأنّه:‏<br />

احلالة التي يتحقق عندها االكتفاء الذاتي من الغذاء حملياً.‏ )15( وقيل:‏ هو مدى ما يتوفر لبلد<br />

من خمزون معني من املواد الغذائية االأساسية،‏ بحيث يستطيع هذا البلد اللجوء اإىل خمزونه<br />

حال حدوث كوارث طبيعية تقلّل من اإنتاج الغذاء،‏ اأو يف حال تعذر احلصول على الغذاء<br />

)16(<br />

املطلوب باالسترياد الأسباب ‏سياسية مع البلد املصدنِّر.‏<br />

2. الأمن الغذائي يف املفهوم الإشلمي:‏ اإنّ‏ املفهوم االإسالمي لالأمن الغذائي يركّ‏ ز على<br />

البعد العقائدي الذي ال ميكن اإغفاله،‏ وهو اأنّ‏ اهلل تعاىل هو الرازق ولن يرتك خملوقاً‏ يطويه<br />

اجلوع،‏ واأنّ‏ االستغفار والدعاء يجلبان الرزق،‏ واأنّ‏ تقوى اهلل تنمّيه وتزيده.‏ )17( وبناءً‏ عليه<br />

فاإنّ‏ املفهوم االإسالمي لالأمن الغذائي هو ‏ضمان احلد االأدنى من الرضورات الغذائية جلميع<br />

)18(<br />

اأفراد املجتمع يف اأي فرتة من الزمن.‏<br />

وعرّفه اآخرون باأنّه:‏ ‏ضمان استمرار تدفق املستوى املعتاد من الغذاء احلالل الالزم<br />

)19(<br />

الستهالك املجتمع يف اأي فرتة من الزمن.‏<br />

وقد ربط اهلل تعاىل يف كتابه العزيز بني االأمن الشخصي واالأمن الغذائي من جهة<br />

والعبادة من جهة اأخرى،‏ وجعل كالً‏ منهما ‏سبباً‏ يف حتقيق االآخر،‏ فال اأمان الأمّ‏ ة تعاين<br />

اجلوع واحلرمان،‏ كما ال يتحقّق االأمن الغذائي والرخاء االقتصادي والرفاه االجتماعي<br />

واالستقرار الأمّ‏ ة تفتقد اإىل طاعة اهلل تعاىل،‏ وتعاين من احلروب واالضطرابات الداخلية<br />

والفوضى،‏ قال تعاىل:‏ ‏»الَّذِي اأَطْ‏ عَمَهُ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ جُ‏ وعٍ‏ وَاآمَ‏ نَهُ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ خَ‏ وْفٍ‏ «. )20( اأي نهاهم عن الرحلة<br />

واأمرهم اأن يعبدوا رب هذا البيت وكفاهم املؤنة.‏ )21( وقال ابن كثري:‏ تفضّ‏ ل عليهم باالأمن<br />

والرخص،‏ فليفردوه بالعبادة وحده ال ‏رشيك له.‏ )22( وقال تعاىل:‏ « كَ‏ انَتْ‏ اآمِ‏ نَةً‏ مُ‏ طْ‏ مَئِنَّةً‏<br />

يَاأْتِيهَ‏ ا رِزْقُ‏ هَ‏ ا رَغَ‏ دًا مِ‏ نْ‏ كُ‏ لنِّ‏ مَ‏ كَان فَكَفَرَتْ‏ بِاأَنْعُمِ‏ اهللَّ‏ ِ فَاأَذَاقَهَ‏ ا اهللَّ‏ ُ لِبَاسَ‏ اجلْ‏ ‏ُوعِ‏ وَاخلْ‏ ‏َوْفِ‏ مبِ‏ ‏َا<br />

)24(<br />

كَ‏ انُوا يَصْ‏ نَعُون«َ.‏ )23( وقال اأيضاً:‏ ‏»اأَوَملَ‏ ْ منُ‏ ‏َكنِّنْ‏ لَهُ‏ مْ‏ حَ‏ رَمً‏ ا اآمِ‏ نًا يُجْ‏ بَى اإِلَيْهِ‏ ثَمَرَاتُ‏ كُ‏ لنِّ‏ ‏شَ‏ يْ‏ ءٍ‏ «.<br />

فيفهم من ‏سياق االآيتني اأنّ‏ االإميان كان ‏سبباً‏ يف جلب االأرزاق وكرثة اخلريات ممّا زاد من<br />

االطمئنان والسالم واالأمان يف هذا املكان الطاهر.‏ وقد اأشار القراآن اإىل العالقة بني االأمن<br />

الشخصي واالأمن الغذائي يف قوله تعاىل:‏ ‏»رَبنِّ‏ اجْ‏ عَلْ‏ هَ‏ ذَا بَلَدًا اآمِ‏ نًا وَارْزُقْ‏ اأَهْ‏ لَهُ‏ مِ‏ نْ‏ الثَّمَرَاتِ‏ .«<br />

)25( واملراد بهذا االأمن ثالثة اأقوال:‏ اأحدها:‏ اأنّه ‏ساأله االأمن من القتل.‏ والثاين:‏ من اخلسف<br />

والقذف.‏ والثالث:‏ من القحط واجلدب.‏ )26( فقد جمعت االأقوال الثالثة بني االأمن الشخصي<br />

واالأمن الغذائي،‏ وهذا دليل على تالزمهما.‏<br />

وممّا يدل على هذا التالزم اأنّ‏ االإسالم جعل االأمن الغذائي واالأمن الشخصي اأحد حماور<br />

ثالثة حتقّق السعادة والرخاء للمسلم يف دنياه واآخرته.‏ وهذه املحاور هي:‏ االأمن الشخصي،‏<br />

والصحة اجلسدية،‏ واالأمن الغذائي.قال رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:«من اأصبح منكم<br />

)27(<br />

اآمناً‏ يف ‏رسبه،‏ معافى يف جسده،‏ عنده قوت يومه،‏ فكاأمنّ‏ ا حيزت له الدنيا«.‏<br />

194


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املطلب الثالث - أمساء اجلوع:‏<br />

ورد اجلوع يف القراآن الكرمي باألفاظ واأسماء عديدة كما ياأتي:‏<br />

1. فقد ‏سمّاه القراآن مصيبة يف قوله تعاىل:‏ ‏»مَ‏ ا اأَصَ‏ ابَ‏ مِ‏ نْ‏ مُ‏ ‏صِ‏ يبَةٍ‏ يفِ‏ االْ‏ أَرْضِ‏ وَالَ‏ يفِ‏<br />

اأَنْفُسِ‏ كُ‏ مْ‏ اإ ‏ِالَّ‏ يفِ‏ كِ‏ تَابٍ‏ «. )28( فاإنّ‏ املقصود باملصيبة يف االآية السابقة اجلدب واآفات الزروع<br />

)29(<br />

والثمار وقلة النبات.‏<br />

2. ومن اأسمائه الرض،‏ قال تعاىل:‏ ‏»قَالُوا يَا اأَيُّهَ‏ ا الْعَزِيزُ‏ مَ‏ ‏سَّ‏ نَا وَاأ ‏َهْ‏ لَنَا الرضُّ‏<br />

اأيضاً:‏ ‏»وَلَوْ‏ رَحِ‏ مْنَاهُ‏ مْ‏ وَكَ‏ ‏شَ‏ فْنَا مَ‏ ا بِهِ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ ‏رضُ‏ ٍّ لَلَجُّ‏ وا يفِ‏ طُ‏ غْيَانِهِ‏ مْ‏ يَعْمَهُ‏ ونَ‏ «. )31( فالرض<br />

)32(<br />

الوارد يف االآيتني اجلدب والقحط وقلة الطعام واجلوع.‏<br />

.» )30( وقال<br />

3. وسمّاه ‏سيئة يف االآية:‏ ‏»وَاإ ‏ِنْ‏ تُصِ‏ بْهُ‏ مْ‏ ‏سَ‏ ينِّئَةٌ‏ يَقُولُوا هَ‏ ذِهِ‏ مِ‏ نْ‏ عِ‏ نْدِكَ‏ «. )33( ويف قوله<br />

تعاىل:‏ ‏»وَاإِنْ‏ تُصِ‏ بْهُ‏ مْ‏ ‏سَ‏ ينِّئَةٌ‏ يَطَّ‏ ريَّ‏ ‏ُوا مبِ‏ ‏ُوسَ‏ ى وَمَ‏ نْ‏ مَ‏ عَهُ«.‏ )34( فالسيئة:اجلدب والقحط والرضر<br />

)35(<br />

يف اأموالهم.‏<br />

4. كما ‏سمّاه عذاباً‏ يف قوله تعاىل:‏ ‏»وَاإِيننِّ‏ اأَخَ‏ افُ‏ عَ‏ لَيْكُ‏ مْ‏ عَ‏ ذَابَ‏ يَوْمٍ‏ حمُ‏ ِ يطٍ‏ «. )36( قال<br />

)37(<br />

جماهد:‏ العذاب هو القحط واجلدب.‏<br />

وعنه يف قوله تعاىل:‏ ‏»سَ‏ نُعَذنِّبُهُ‏ مْ‏ مَ‏ رَّتَنيْ‏ ِ«. )38( قال:‏ اجلوع والقتل.‏ )39( وقال تعاىل:‏<br />

‏»وَلَنُذِيقَنَّهُ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ الْعَذَابِ‏ االْ‏ أَدْنَى دُونَ‏ الْعَذَابِ‏ االْ‏ أَكْ‏ ربَ‏ لَعَلَّهُ‏ مْ‏ يَرْجِ‏ عُونَ‏ «. )40( والعذاب االأدنى:‏ هو<br />

)41(<br />

ما كان يف الدنيا من بالء اأصابهم،‏ اإمّ‏ ا ‏شدّة من جماعة اأو قتل اأو مصائب يصابون بها<br />

وممّا يؤكّ‏ د اأنّ‏ اجلوع عقاب وعذاب من اهلل تعاىل االآية:‏ ‏»حَ‏ تَّى اإِذَا فَتَحْ‏ نَا عَ‏ لَيْهِ‏ مْ‏ بَابًا ذَا<br />

عَ‏ ذَابٍ‏ ‏شَ‏ دِيدٍ‏ اإِذَا هُ‏ مْ‏ فِ‏ يهِ‏ مُ‏ بْلِسُ‏ ونَ‏ «. )42( فعن ابن عباس اأنّ‏ هذه االآية نزلت على رسول اهلل -<br />

)43(<br />

‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ يف قصة املجاعة التي اأصابت قريشاً‏ بدعائه عليهم.‏<br />

5. ومن اأسمائه الدائرة،‏ قال تعاىل:‏ ‏»نَخْ‏ ‏شَ‏ ى اأَنْ‏ تُصِ‏ يبَنَا دَائِرَةٌ«.‏ )44( وتفسري ذلك كما<br />

)45(<br />

قال ابن عباس:‏ نخشى اأن يدور علينا الدهر مبكروه يعنون اجلدب.‏<br />

6. ومن اأسمائه الباأساء الرضاء،‏ فاإنّ‏ املقصود يف الباأساء والرضاء يف االآيات:‏ ‏»مَ‏ ‏سَّ‏ تْ‏ هُ‏ مْ‏<br />

الْبَاأْسَ‏ اءُ‏ وَالرضَّ‏ ‏َّاءُ«.‏ )46( ‏»فَاأَخَ‏ ذْنَاهُ‏ مْ‏ بِالْبَاأ ‏ْسَ‏ اءِ‏ وَالرضَّ‏ ‏َّاءِ‏ لَعَلَّهُ‏ مْ‏ يَتَرضَ‏ ‏َّعُ‏ ونَ‏ «. )47( ‏»وَالصَّ‏ ابِرِينَ‏ يفِ‏<br />

)49(<br />

الْبَاأْسَ‏ اءِ‏ وَالرضَّ‏ ‏َّاءِ«.‏ )48( اجلدب قاله الضحاك.‏ وقيل:‏ الفقر والشدّة.‏<br />

7. وذكر القراآن الكرمي من اأسمائه اأيضاً‏ السنني يف قوله تعاىل:‏ ‏»وَلَقَدْ‏ اأ ‏َخَ‏ ذْنَا اآلَ‏ فِ‏ رْعَ‏ وْنَ‏<br />

)51(<br />

بِالسنِّ‏ نِنيَ‏ وَنَقْصٍ‏ مِ‏ نْ‏ الثَّمَرَاتِ‏ لَعَلَّهُ‏ مْ‏ يَذَّكَّ‏ رُونَ‏ «. )50( قال ابن مسعود:‏ السنني:‏ اجلوع.‏<br />

195


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

املطلب الرابع - االبتالء باجلوع:‏<br />

االبتالء باجلوع ‏سنة من ‏سنن اهلل يف خلقه،‏ ابتلى به اأنبياءه واأصفياءه،‏ قال<br />

تعاىل:‏ ‏»وَلَنَبْلُوَنَّكُ‏ مْ‏ بِشَ‏ يْ‏ ءٍ‏ مِ‏ نْ‏ اخلْ‏ ‏َوْفِ‏ وَاجلْ‏ ‏ُوعِ‏ وَنَقْصٍ‏ مِ‏ نْ‏ االْ‏ أَمْ‏ وَالِ‏ وَاالْ‏ أَنفُسِ‏ وَالثَّمَرَاتِ‏ وَبَرضنِّ‏ ْ<br />

)53(<br />

الصَّ‏ ابِرِينَ‏ «. )52( فاأخرب عزّ‏ وجل اأنّه يبتلي عباده ويختربهم وميتحنهم به.‏<br />

وحمنة اجلوع اأعظم من حمنة القتل،‏ اأما ترى اأنّ‏ االإنسان اإذا حبس للقتل وشبع نام،‏<br />

ولو بات جائعاً‏ ذهب عنه نومه.‏ )54( وكان رسول اهلل عليه السالم يقول:‏ ‏»اللهم اإينّ‏ اأعوذ بك<br />

من اجلوع فاإنّه بئس الضجيع«.‏ )55( وقال الشاعر خليل مطران:‏<br />

)56(<br />

فعلَ‏ اجلوعُ‏ يف النفوسِ‏ فعالً‏ عادَ‏ منها الأحرارُ‏ كالأوغادِ.‏<br />

وقدمياً‏ قالوا يف املثل:‏ ‏»رماه اهلل بداء الذئب«.‏ يعنون اجلوع.‏ )57( وجاء يف وصية اأمامة<br />

)58(<br />

بنت احلارث البنتها اأم اإياس:‏ ‏»اإنّ‏ حرارة اجلوع ملهبة،‏ وتنغيص النوم مغضبة«.‏<br />

املطلب اخلامس - جوع األنبياء عليهم السالم:‏<br />

لقد ابتلى اهلل تعاىل اأنبياءه باجلوع واالأمراض والقتل،‏ فنبيّنا حممد-‏ ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم-‏ القى من اجلوع واالأذى وكدر العيش ما هو معروف،‏ فقد حورص هو ومن معه يف<br />

الشعب ثالث ‏سنوات ال يجدون ما ياأكلونه،‏ لكنّهم ‏صربوا وثبتوا.‏ وكان النبي عليه السالم<br />

يعصب على بطنه احلجر من ‏شدّة اجلوع،‏ كما كان متقلّالً‏ من متعة الدنيا كلها،‏ وقد اأعطاه<br />

اهلل مفاتيح خزائن االأرض،‏ فاأبى اأن ياأخذها،‏ واختار االآخرة عليها.‏ )59( ويف هذا عربة<br />

للمؤمنني وعظة للمتقني اأالّ‏ يتكالبوا على دنيا فانية وحياة قصرية زائلة،‏ فالدنيا وضعت<br />

)60(<br />

للبالء،‏ فينبغي للعاقل اأن يوطّ‏ ن نفسه على الصرب يف مثل هذه املواطن.‏<br />

قال الشاعر اأبو احلسن التهامي:‏<br />

طبعت على كدر واأنت تريد<br />

ومكلف الأيام ‏شد طباعه<br />

196<br />

‏صفواً‏ من الأقذاء والأكدار.‏<br />

)61(<br />

متطلب في املاء جذوة نار.‏<br />

وقد تضافرت االأحاديث التي تبنيّ‏ جوع النبي عليه السالم ومعاناته وصربه،‏ فعن<br />

اأنس بن مالك قال:‏ ‏»راأيت رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ ياأكل متراً‏ مقعياً)‏‎62‎‏(‏ من<br />

اجلوع«‏ )63( ومن االأحاديث حديث جابر ‏»راأيتُ‏ بالنبي - ‏صلى اهللّ‏ عليه وسلم-‏ خَ‏ مْصاً)‏‎64‎‏(‏<br />

‏شديداً.«‏ )65( وعن ابن عباس قال:‏ ‏»كان رسول - اهلل ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ يبيت الليايل<br />

املتتابعة طاوياً)‏‎66‎‏(‏ واأهله ال يجدون العشاء.‏ وكان عامّ‏ ة خبزهم خبز الشعري.«‏ )67( وعن جابر<br />

قال:‏ ‏»ملا حفر النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ واأصحابه اخلندق اأصابهم جهد ‏شديد حتى<br />

)68(<br />

ربط النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ على بطنه حجراً‏ من اجلوع.«‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وهناك اأحاديث كثرية تظهر معاناة النبي عليه السالم وجوعه وصربه على ذلك ال جمال<br />

لذكرها.‏ كما لقي ‏سائر االأنبياء ما لقيه رسولنا عليه السالم من اجلوع،‏ فقد قيل ليوسف عليه<br />

السالم:‏ مل جتوع ويف يديك خزائن االأرض؟ فقال:‏ ‏»اأخاف اأن اأشبع فاأنسى اجلائع«.‏ )69( وقال<br />

)70(<br />

يونس عليه السالم:‏ ‏»ما ‏شبعت قط اإال عصيت اأو هممت مبعصية«.‏<br />

املطلب السادس - جوع الصحابة رضي اهلل عنهم:‏<br />

‏سار الصحابة رضوان اهلل عليهم على نهج االأنبياء والرسل،‏ فقد عانوا من اجلوع<br />

وذاقوا مرارته،‏ فصربوا ومل يجزعوا،‏ وتعلّقوا باالآخرة،‏ وزهدوا يف الدنيا،‏ واختاروا االإسالم<br />

على ما فيه من البالء والشدّة،‏ حتى اإنّ‏ الرجل منهم كان يعصب احلجر على بطنه ليقيم به<br />

‏صلبه من اجلوع،‏ وكان الرجل يتخذ احلفرية يف الشتاء ما له دثار غريها.‏ )71( ففي اأثرعن<br />

اخلليفة اأبي بكر اأنّه خرج يف الهاجِ‏ رة اإىل املسجد فقيل له:‏ ما اأخْ‏ رَجك ؟ قال:‏ ‏»مَ‏ ا اأخرجَ‏ نِي<br />

اإالَّ‏ ما اأجِ‏ د من حَ‏ اقنِّ‏ اجلُوع اأي ‏شِ‏ دّته«.‏ )72( ويف حديث فَضالة:‏ كان يَخِ‏ رُّ‏ رِجَ‏ الٌ‏ من قَامَ‏ تِهم<br />

يف الصالة من اخلَصَ‏ اصَ‏ ة.‏ )73( اأي اجلُوع والضَّ‏ عف.‏ )74( وعن ‏سعد بن اأبي وقاص-‏ رضي اهلل<br />

)75(<br />

عنه-:‏ كنا نغزو مع النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ وما لنا طعام اإال ورق الشجر.‏<br />

ويقول الصحابي اجلليل اأبو هريرة:‏ كنت األزم رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏<br />

بشبع بطني حني ال اآكل اخلمري )76( وال األبس احلبري )77( ، وال يخدمني فالن وال فالنة،‏ وكنت<br />

األصق بطني باحلصباء )78( من اجلوع.‏ )79( وعن اأبي طلحة قال:‏ ‏شكونا اإىل رسول اهلل - ‏صلى<br />

اهلل عليه وسلم-‏ اجلوع،‏ ورفعنا عن بطوننا عن حجر،‏ فرفع رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم-‏ عن حجرين.‏ )80( ويف عام الرمادة اأصاب الناس جوع باملدينة وما حولها،‏ فاأهلكهم،‏<br />

حتى جعلت الوحش تاأوي اإىل االإنس،‏ وحتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها واإنّه<br />

ملقفر )81( .<br />

اإنّ‏ هذه االأحاديث واالآثار يف جمموعها تبنيّ‏ ما لقيه الصحابة من فاقة وفقر وجوع<br />

يف حياتهم،‏ لكنّ‏ ذلك مل يفت يف عضدهم،‏ ومل ينل من عزائمهم،‏ ومل يحرفهم عن الرصاط<br />

السوي املستقيم.‏ وممّن ابتلي باجلوع قوم فرعون قال تعاىل:‏ ‏»وَلَقَدْ‏ اأَخَ‏ ذْنَا اآلَ‏ فِ‏ رْعَ‏ وْنَ‏<br />

بِالسنِّ‏ نِنيَ‏ وَنَقْصٍ‏ مِ‏ نْ‏ الثَّمَرَاتِ‏ لَعَلَّهُ‏ مْ‏ يَذَّكَّ‏ رُونَ‏ «. )82( واملعنى:‏ اأخذهم اهلل بالسنني واجلوع<br />

واجلدوب والقحط عاماً‏ فعاماً.‏ )83( كما ابتلى اهلل تعاىل به اأهل مكة.‏ قال تعاىل:‏ ‏»وَرضَ‏ ‏َبَ‏<br />

اهللَّ‏ ُ مَ‏ ثَالً‏ قَرْيَةً‏ كَ‏ انَتْ‏ اآمِ‏ نَةً‏ مُ‏ طْ‏ مَئِنَّةً‏ يَاأْتِيهَ‏ ا رِزْقُ‏ هَ‏ ا رَغَ‏ دًا مِ‏ نْ‏ كُ‏ لنِّ‏ مَ‏ كَانٍ‏ فَكَفَرَتْ‏ بِاأَنْعُمِ‏ اهللَّ‏ ِ فَاأَذَاقَهَ‏ ا<br />

اهللَّ‏ ُ لِبَاسَ‏ اجلْ‏ ‏ُوعِ‏ وَاخلْ‏ ‏َوْفِ‏ مبِ‏ ‏َا كَ‏ انُوا يَصْ‏ نَعُون«َ.‏ )84( فقد ‏سلّط عليهم اجلوع ‏سنني متوالية<br />

)86(<br />

بدعاء رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ عليهم حتى اأكلوا العِ‏ لْهِ‏ ز )85( واجليف.‏<br />

197


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

املبحث الثاني<br />

فضائل اجلوع وآفات الشبع<br />

املطلب األول - فضائل اجلوع:‏<br />

على الرغم من مساوئ اجلوع الكثرية التي ذكرناها يف السياق،‏ فاإن للجوع فضائل<br />

وفوائد كثرية حتدّث عنها اأهل السلف والعلماء،‏ واأقصد هنا اجلوع اجلزئي والرضا بالقليل<br />

وعدم الشبع،‏ اأمّ‏ ا اجلوع املطلق والدائم حيث ال طعام،‏ فال ريب اأنّه مصيبة وبلية تعرتيها<br />

كثري من املخاطر.ومن هذه الفضائل:‏<br />

1. اجلوع فيه نقاء القلب والرسيرة،‏ ويورث العلم واملعارف،‏ قال برش بن احلارث:‏ اإنّ‏<br />

اجلوع يصفّي الفؤاد ويورث العلم الدقيق.‏ )87( وقال ‏سهل بن عبد اهلل:‏ وضعت احلكمة والعلم<br />

)88(<br />

يف اجلوع،‏ ووضعت املعصية واجلهل يف الشبع.‏<br />

2. اجلوع ‏سبب يف الرب واالإكثار من اخلري،‏ ومينع من التوسّ‏ ع يف لذائذ الدنيا وشهواتها.‏<br />

قال حممد بن النرض احلارثي:‏ اجلوع يبعث على الرب كما تبعث البطنة على االأرش.‏ )89( وعن<br />

‏سليمان الداراين:‏ مفتاح الدنيا الشبع،‏ ومفتاح االآخرة اجلوع،‏ والأنْ‏ اأدع من عشائي لقمة<br />

)90(<br />

اأحب اإيلّ‏ من اأن اآكلها،‏ واأقوم من اأول الليل اإىل اآخره.‏<br />

وقال الشاعر:‏<br />

)91(<br />

جتوع فاإنّ‏ اجلوع يورث اأهله مشادر بر خريها الدهر دائم.‏<br />

3. اجلوع يحرّر النفس من الغفلة والنسيان،‏ ويذكّ‏ ر االإنسان بخالقه ‏سبحانه وتعاىل،‏<br />

ويدفع اإىل التقوى.قال ابن اجلوزي:‏ اأعظم االأسباب يف توليد الغفلة اأمران:‏ اأحدهما<br />

امتالء البطون،‏ واالآخر معارشة الباطلني،‏ فعليك باجلوع والعزلة اإن اأردت العتق من رق<br />

الغفلة )92( .<br />

4. اجلوع فيه االأجر والثواب،‏ والصرب عليه ‏سبب يف غفران الذنوب ونيل رضا اهلل<br />

تعاىل،‏ قال تعاىل:‏ ‏»ذَلِكَ‏ بِاأَنَّهُ‏ مْ‏ الَ‏ يُصِ‏ يبُهُ‏ مْ‏ ظَ‏ مَاأٌ‏ وَالَ‏ نَصَ‏ بٌ‏ وَالَ‏ خمَ‏ ْ مَصَ‏ ةٌ‏ يفِ‏ ‏سَ‏ بِيلِ‏ اهللَّ‏ ِ وَالَ‏<br />

يَطَ‏ ئُونَ‏ مَ‏ وْطِ‏ ئًا يَغِ‏ يظُ‏ الْكُ‏ فَّارَ‏ وَالَ‏ يَنَالُونَ‏ مِ‏ نْ‏ عَ‏ دُوٍّ‏ نَيْالً‏ اإِالَّ‏ كُ‏ تِبَ‏ لَهُ‏ مْ‏ بِهِ‏ عَ‏ مَلٌ‏ ‏صَ‏ الِحٌ‏ «. )93( فاأخرب<br />

تعاىل اأنّه يكتب لهم عمل ‏صالح مبا يصيبهم من التعب واجلوع والعطش ونحو ذلك الذي<br />

حصل لهم بسبب اجلهاد يف ‏سبيل اهلل عزّ‏ وجل،‏ فهذه االأمور يغفر اهلل بها خطاياه ويؤجر<br />

)94(<br />

عليها.‏<br />

وقد خلّص االإمام الغزايل يف كتابه ‏»اإحياء علوم الدين«‏ فوائد اجلوع وفضائله )95( ،<br />

وحاصلها اأنّ‏ اجلوع مفتاح للخري مغالق للرش،‏ واأنّ‏ الشبع يورث اخلطايا واملعاصي<br />

والذنوب،‏ ويفتح اآفاق الرش واجلهل والفساد.‏<br />

198


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املطلب الثاني - آفات الشبع:‏<br />

ندب النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ اإىل التقليل من االأكل فقال:‏ ‏»ما مالأ اآدمي وعاءً‏<br />

‏رشاً‏ من بطنه،‏ حسب االآدمي لقيمات يقمن ‏صلبه،‏ فاإن غلبت االآدمي نفسه،‏ فثلث للطعام،‏<br />

وثلث للرشاب،‏ وثلث للنفًس«.‏ )96( وقد كان النبي-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ واأصحابه يجوعون<br />

كثرياً،‏ وال يرشبون كثرياً،‏ يتقلّلون من اأكل الشهوات،‏ واإن كان ذلك لعدم وجود الطعام اإال<br />

اأن اهلل ال يختار لرسوله اإال اأكمل االأحوال واأفضلها.‏ )97( ولهذا كان ابن عمر يتشبّه به يف ذلك<br />

مع قدرته على الطعام.‏ )98( ويف ‏صحيح مسلم عن عمر اأنّه خطب،‏ فذكر ما اأصاب الناس<br />

من الدنيا،‏ فقال:‏ ‏»لقد راأيت رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ يظل اليوم يلتوي ما يجد<br />

)100(<br />

دقالً)‏‎99‎‏(‏ ميالأ به بطنه«.‏<br />

وقد ذكرت االآثار اآفات الشبع ومساوئه،‏ منها ما قاله عمر-‏ رضي اهلل عنه-:‏ ‏»اإياكم<br />

)101(<br />

والبطنة يف الطعام والرشاب فاإنّها مفسدة للجسد،‏ مورثة للسقم،‏ مكسلة عن الصالة«‏<br />

وقال لقمان البنه:‏ ‏»يا بني اإذا امتالأت املعدة نامت الفكرة،‏ وخرست احلكمة،‏ وقعدت<br />

االأعضاء عن العبادة«.‏ )102( واأشار اأبو ‏سليمان الداراين اإىل ‏ست اآفات من الشبع فقال:‏ ‏)من<br />

‏شبع دخل عليه ‏ست اآفات:‏ فقد حالوة املناجاة،‏ وتعذر حفظ احلكمة،‏ وحرمان الشفقة على<br />

اخللق؛ الأنّه اإذا ‏شبع ظن اأنّ‏ اخللق كلهم ‏شباع،‏ وثقل العبادة،‏ وزيادة الشهوات،‏ واأنّ‏ ‏سائر<br />

)103(<br />

املؤمنني يدورون حول املساجد والشباع يدورون حول املزابل(.‏<br />

فهذه االآثار الواردة عن اأهل العلم والتجربة تظهر بجالء اأنّ‏ الشبع عدو من اأعداء<br />

االإنسان،‏ ملا فيه من اأرضار مفسدة للجسم والعقل والدين.‏ وقد خلّص االإمام الغزايل يف<br />

)104(<br />

كتابه ‏»اإحياء علوم الدين«‏ اآفات الشبع واأرضاره فلريجع اإليها.‏<br />

املبحث الثالث<br />

منهج اإلسالم يف حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

املطلب األول - أسباب اجملاعة:‏<br />

ميكن تصنيف اأسباب املجاعة اإىل اأسباب دينية وسياسية واقتصادية.‏<br />

اأولً.‏ الأسباب الدينية:‏<br />

وهذه االأسباب لها عالقة بسلوك االإنسان وترصفاته،‏ ومدى خمالفة هذه الترصفات<br />

لعقيدته ودينه،‏ اأو قد تكون حلكمة اإلهية يريدها اهلل عزّ‏ وجل من هذا االبتالء،‏ ويعتقد بعض<br />

الكتاب املهتمني بدراسة التنمية االقتصادية من وجهة النظر االإسالمية اأنّ‏ مشكلة اجلوع<br />

واالأمن الغذائي ترجع اأساساً‏ اإىل التخلّي عن القيم والسلوكيات االإسالمية املؤثرة يف اإنتاج<br />

الغذاء واستهالكه،‏ وذلك بسبب عدم االلتزام باملبادئ االإسالمية منهاجاً‏ وتطبيقاً.‏ )105( وقد<br />

199


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

ذكر القراآن الكرمي بعضاً‏ من هذه االأسباب كما ياأتي:‏<br />

1. الكفران واجلحود بنعم اهلل تعاىل،‏ فاإذا كفرت االأمة بنعم اهلل ومل تشكره عليها،‏ ‏سلّط<br />

اهلل عليها الفقر واجلوع واجلوائح.‏ قال تعاىل:‏ ‏»وَرضَ‏ ‏َبَ‏ اهللَّ‏ ُ مَ‏ ثَالً‏ قَرْيَةً‏ كَ‏ انَتْ‏ اآمِ‏ نَةً‏ مُ‏ طْ‏ مَئِنَّةً‏<br />

يَاأْتِيهَ‏ ا رِزْقُ‏ هَ‏ ا رَغَ‏ دًا مِ‏ نْ‏ كُ‏ لنِّ‏ مَ‏ كَانٍ‏ فَكَفَرَتْ‏ بِاأَنْعُمِ‏ اهللَّ‏ ِ فَاأَذَاقَهَ‏ ا اهللَّ‏ ُ لِبَاسَ‏ اجلْ‏ ‏ُوعِ‏ وَاخلْ‏ ‏َوْفِ‏ مبِ‏ ‏َا كَ‏ انُوا<br />

يَصْ‏ نَعُونَ‏ «. )106( ومعنى ‏»كفرت«‏ اأي كفر اأهلها باأنعم اهلل.‏ )107( وقوله:‏ ‏»مبِ‏ ‏َا كَ‏ انُوا يَصْ‏ نَعُونَ‏ » اأي<br />

الكفر باأنعم اهلل وجحود اآياته وتكذيب رسوله.‏ )108( وعن قتادة يف قوله:‏ ‏»فَاأَذَاقَهَ‏ ا اهللَّ‏ ُ لِبَاسَ‏<br />

اجلْ‏ ‏ُوعِ‏ وَاخلْ‏ ‏َوْفِ‏ » ‏.قال:‏ ‏»فاأخذهم اهلل باجلوع واخلوف والقتل«.‏ )109( وعن احلسن قال:‏ ‏»كان<br />

اأهل قرية من بني اإرسائيل قد وسّ‏ ع اهلل عزّ‏ وجل عليهم حتى جعلوا يستنجون باخلبز،‏ فبعث<br />

)110(<br />

اهلل عز وجل عليهم اجلوع«.‏<br />

2. الطغيان وعدم االإميان باالآخرة والتمرّد على اهلل تعاىل،‏ قال تعاىل:‏ ‏»وَلَوْ‏ رَحِ‏ مْنَاهُ‏ مْ‏<br />

وَكَ‏ ‏شَ‏ فْنَا مَ‏ ا بِهِ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ ‏رضُ‏ ٍّ لَلَجُّ‏ وا يفِ‏ طُ‏ غْيَانِهِ‏ مْ‏ يَعْمَهُ‏ ونَ‏ «. )111( وتفسري ذلك اأنّه لو رحمنا هؤالء<br />

الذين ال يؤمنون باالآخرة،‏ ورفعنا عنهم ما بهم من القحط واجلدب ورض اجلوع والهزال،‏<br />

للجّ‏ وا يف عتوهم وجراأتهم على ربهم.‏ )112( والذي يفهم من هذه االآية اأنّ‏ السبب يف عدم رحمة<br />

اهلل لهم استمرارهم يف الطغيان وعدم االإميان.‏<br />

3. ومن االأسباب التي تؤدي اإىل املجاعات ظهور الفساد يف الرب والبحر،‏ وانتشار<br />

املعاصي والذنوب،‏ والفساد هو الكفر والعمل باملعصية.‏ )113( وقد يدخل يف االإفساد جميع<br />

املعاصي،‏ وذلك اأنّ‏ العمل بها اإفساد يف االأرض.‏ )114( قال تعاىل:‏ ‏»ظَ‏ هَ‏ رَ‏ الْفَسَ‏ ادُ‏ يفِ‏ الْربَ‏ نِّ‏<br />

وَالْبَحْ‏ رِ‏ مبِ‏ ‏َا كَ‏ ‏سَ‏ بَتْ‏ اأَيْدِي النَّاسِ‏ «. )115( واملعنى:‏ ظهر اجلدب يف الرب والبحر بذنوب الناس.قال<br />

)116(<br />

جماهد:‏ اأي يبتلون بالسنة واجلدب.‏<br />

وممّا يؤكد اأنّ‏ اجلوع عقاب من اهلل تعاىل قوله:‏ ‏»حَ‏ تَّى اإِذَا فَتَحْ‏ نَا عَ‏ لَيْهِ‏ مْ‏ بَابًا ذَا عَ‏ ذَابٍ‏<br />

‏شَ‏ دِيدٍ‏ اإِذَا هُ‏ مْ‏ فِ‏ يهِ‏ مُ‏ بْلِسُ‏ ونَ‏ «. )117( يعني اجلوع،‏ فاإنّه اأشد من القتل واالأرس.‏ )118( وعن ابن عباس<br />

اأنّ‏ هذه االآية نزلت على رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ يف قصة املجاعة التي اأصابت<br />

قريشاً‏ بدعائه عليهم.‏ )119( وكذلك ترى اأنّ‏ اهلل تبارك وتعاىل مل يذكر يف القراآن اجلوع اإال يف<br />

)120(<br />

موضع العقاب اأو يف موضع الفقر املدقع والعجز الظاهر.‏<br />

4. انتشار املحرّمات كالربا والزنا والرشوة وغري ذلك،‏ فعن رسول اهلل - ‏صلى اهلل<br />

)121(<br />

عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»ما ظهر يف قوم الزنى والربا اإال اأحلوا باأنفسهم عقاب اهلل جال وعال«‏<br />

قال احلرايل:‏ ‏»اأكرث باليا هذه االأمة حتى اأصابها ما اأصاب بني اإرسائيل من الباأس الشنيع<br />

200


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

واالنتقام بالسنني اإمنّ‏ ا هو من عمل الربا«.‏ )122( وال يخفى على عاقل كم من املصارف<br />

والبنوك التجارية واملؤسسات االقتصادية يف زماننا متارس هذه املعصية وجتاهر بها.‏<br />

وعن عبد اهلل بن عمر قال:‏ اأقبل علينا رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ فقال:‏ ‏»يا<br />

معرش املهاجرين خمس اإذا ابتليتم بهن واأعوذ باهلل اأن تدركوهن:‏ مل تظهر الفاحشة يف قوم<br />

قط حتى يعلنوا بها اإال فشا فيهم الطاعون واالأوجاع التي مل تكن مضت يف اأسالفهم الذين<br />

مضوا،‏ ومل ينقصوا املكيال وامليزان اإال اأخذوا بالسنني وشدة املئونة وجور السلطان عليهم،‏<br />

)123(<br />

ومل مينعوا زكاة اأموالهم اإال مُ‏ نعوا القطر من السماء،‏ ولوال البهائم مل ميطروا«.‏<br />

5. قد يبتلي اهلل االأمة وميتحنها باجلوع؛ ليخترب اإميانها وقدرتها على الصرب والتحمّل<br />

والثبات،‏ وهذا من االأسباب اخلارجة عن اإرادة االإنسان وقدرته،‏ بدليل قوله تعاىل:‏ ‏»وَلَنَبْلُوَنَّكُ‏ مْ‏<br />

بِشَ‏ يْ‏ ءٍ‏ مِ‏ نْ‏ اخلْ‏ ‏َوْفِ‏ وَاجلْ‏ ‏ُوعِ‏ وَنَقْصٍ‏ مِ‏ نْ‏ االْ‏ أَمْ‏ وَالِ‏ وَاالْ‏ أَنفُسِ‏ وَالثَّمَرَاتِ‏ وَبَرضنِّ‏ ْ الصَّ‏ ابِرِينَ‏ «. )124( .<br />

يعني املجاعة باجلدب والقحط يف قول ابن عباس وقيل:‏ ‏»اجلوائح املتلفة«.‏ )125( والبالء<br />

)126(<br />

اأصله املحنة،‏ ومعنى نبلونكم:‏ منتحنكم لنختربكم هل تصربون على القضاء اأم ال ؟<br />

وقال عز وجل:‏ ‏»وَبَلَوْنَاهُ‏ مْ‏ بِاحلْ‏ ‏َسَ‏ نَاتِ‏ وَالسَّ‏ ينِّئَاتِ‏ لَعَلَّهُ‏ مْ‏ يَرْجِ‏ عُونَ‏ «. )127( اأي واختربناهم<br />

بالشدّة والرخاء واخلصب واجلدب.‏ )128( ويف قوله تعاىل:‏ ‏»قُ‏ لْ‏ لَنْ‏ يُصِ‏ يبَنَا اإِالَّ‏ مَ‏ ا كَ‏ تَبَ‏ اهللَّ‏ ُ<br />

لنا«.‏ )129( اإشارة اإىل اأنّ‏ اهلل تعاىل اأعلم عباده باأنّ‏ ما يصيبهم يف الدنيا من الشدائد واملحن،‏<br />

)130(<br />

والضيق واخلصب واجلدب من فعله ليبتليهم باخلري والرش.‏<br />

ثانياً.الأسباب السياسية:‏<br />

قد يكون اجلوع انعكاساً‏ اأو مظهراً‏ لعدم االستقرار السياسي وفوضى احلروب<br />

الدولية واالأهلية التي ال نهاية لها،‏ ممّا يشكل حجر عرثة يف ‏سبيل التنمية واالزدهار<br />

االقتصادي،‏ ذلك اأنّ‏ االستقرار السياسي ‏سبب يف االستقرار االقتصادي والعكس ‏صحيح.‏<br />

ولقد ثبت دينياً‏ وتاريخياً‏ اأنّ‏ املجاعات ترضب بجذورها يف زمن التناحر والرصاع<br />

واالختالف.‏ واأنّ‏ الرخاء واالأمن واالطمئنان وليد الوفاق واالتفاق قال تعاىل:‏ ‏)كَ‏ انَتْ‏ اآمِ‏ نَةً‏<br />

)131(<br />

مُ‏ طْ‏ مَئِنَّةً‏ يَاأْتِيهَ‏ ا رِزْقُ‏ هَ‏ ا رَغَ‏ دًا مِ‏ نْ‏ كُ‏ لنِّ‏ مَ‏ كَانٍ‏ (.<br />

وقد تلجاأ الدول القوية اإىل ‏صناعة اجلوع والفقر يف العامل من خالل ‏سياساتها<br />

العنرصية والعدوانية كورقة ‏ضغط تهدف من خاللها اإىل حتقيق اأهدافها االستعمارية.‏<br />

اأو عقاباً‏ لكل دولة ترفض التبعية وتنشد االستقالل،‏ وهذا ما يفهم من تهديد ‏»هرني<br />

كيسنجر«‏ وزير اخلارجية االأمريكي خالل احلظر النفطي العربي عام )1973( بقدرة الغرب<br />

على استعمال ‏سالح اجلوع ‏ضد االأمة العربية،‏ وهي ما زالت تستخدمه الإضعاف االأمة<br />

اسرتاتيجياً‏ واإخضاعها ‏سياسياً‏ وتصفية مرشوعها التنموي.‏ )132( ومثال ذلك ما يحدث<br />

يف السودان،‏ حيث يحارص هذا البلد املسلم اقتصادياً‏ منذ ‏سنوات بهدف تركيعه وتقسيمه<br />

201


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

ونهب ثرواته وخرياته.‏ وتلجاأ هذه الدول اإىل منع املساعدات املالية عن كثري من الدول<br />

الفقرية التي تعارض ‏سياساتها،‏ اأو قد تلجاأ اإىل احلصار االقتصادي وسياسة املعونات<br />

املرشوطة التي من خاللها تذل الناس وحتني روؤوسهم،‏ و تخضع رقابهم وجترهم اإىل<br />

حظرية التبعية االآثمة،‏ كما هو احلال مع فلسطني واإيران وكوريا الشمالية.‏<br />

ومنهج االإسالم يف هذه احلالة مقاومة هذه السياسات وعدم التنازل عن احلقوق<br />

والثوابت والكرامة الوطنية،‏ فاإنّ‏ النبي عليه السالم حورص مع اأهله ثالث ‏سنوات يف الشعب<br />

ال يصل اإليهم ‏شي،‏ حتى كان يسمع اأصوات ‏صبيانهم يتضاغون من وراء الشعب من اجلوع،‏<br />

)133(<br />

ومع ذلك مل يتنازل عن دينه وثوابته.‏<br />

ثالثاً‏ - الأسباب القتصادية:‏<br />

وتتمثّل يف ‏سياسة احلصار والعوملة،‏ حيث متتنع كثري من الدول الغنية اقتصادياً‏<br />

عن تقدمي يد العون واخلربات لكثري من الدول الفقرية،‏ حتى تظل ‏سوقاً‏ استهالكية لترصيف<br />

منتجاتها،‏ ورمبا تلجاأ اإىل منع هذه الدول من االعتماد على نفسها يف حتقيق التنمية<br />

الزراعية والصناعية والتجارية،‏ وذلك بوضع العراقيل اأمام اأي حماولة للتقدم االقتصادي<br />

والنهوض الذاتي،‏ ثمّ‏ تلجاأ بعدها اإىل تزويد هذه الدول بالسلع الغذائية باأقل من ‏سعر التكلفة<br />

املحلية؛ لتبقى هذه لدول معتمدة عليها طوال الوقت،‏ ال تقوى على املنافسة والنهوض<br />

واالستقالل االقتصادي،‏ ومثال ذلك اأنّ‏ اململكة العربية السعودية حاولت اأن تكتفي زراعياً،‏<br />

فتدخلت الواليات املتحدة االأمريكية،‏ وعرضت عليها القمح باأسعار اأقل من ‏سعر التكلفة،‏<br />

فاأرصت اململكة على حتقيق االكتفاء الذاتي،‏ واأصبحت مكتفية فعالً‏ من املحاصيل<br />

الزراعية وخاصة القمح،‏ بل اأصبحت دولة مصدّرة بعد اأن كانت مستوردة.‏ وهذا ما فعله<br />

السودان اأيضاً،‏ ولو اأنّ‏ هذه الدول استجابت للضغوط االأمريكية؛ لظلت اأسرية ‏سياساتها<br />

ورشوطها املذّلة املهينة؛ ولهذه االأسباب عمل النبي عند قدومه املدينة على بناء ‏سوق<br />

خاصة باملسلمني،‏ كما اشرتى اخلليفة عثمان بن عفان ‏-رضي اهلل عنه-‏ بئر رومة من<br />

اليهود بعرشين األف درهم وسبلها للمسلمني؛ منعاً‏ من احتكارهم لها؛ وكخطوة على طريق<br />

)134(<br />

االستقالل االقتصادي عن اليهود يف املدينة املنورة.‏<br />

وميكن اجلزم باأنّ‏ الدول الغنية تساهم يف اإيجاد اجلوع لتحقيق اأغراض اقتصادية،‏<br />

ومن ذلك اأنّها تلجاأ اإىل اإهدار الكثري من املواد الغذائية واإتالفها يف البحار واملحيطات<br />

للحيوانات البحرية بدالً‏ من توزيعها على الدول الفقرية اجلائعة،‏ اأو بيعها لها باأسعار<br />

زهيدة،‏ فجبال الشعري والقمح والزبدة واالأجبان املدّخرة يف اأوروبا واأمريكا وكندا تغذّي<br />

عامل املجاعة واأكرث،‏ ولكنّ‏ االأسواق العاملية وسياسة العوملة ال تسمح باأن يُعطى اجلائع<br />

202


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

والفقري طعاماً؛ وذلك حفاظاً‏ على القيمة الرشائية واالأسعار الباهظة التي يحددها السوق<br />

احلر للسلع.‏ )135( وهذا يؤكد اأنّ‏ كثرياً‏ من املجاعات يف العامل هي من هندسة الدول الغنية<br />

لفرض ‏سياسة العوملة االقتصادية من جهة والهيمنة السياسية من جهة اأخرى،‏ كما يؤكد<br />

اأنّ‏ املال عند هذه الوحوش البرشية اأغلى من االإنسان وحياته.‏<br />

املطلب الثاني:‏ عالج اجملاعة ومكافحتها وسبل حتقيق األمن الغذائي<br />

يتوافر االأمن الغذائي عندما يحصل جميع الناس يف جميع االأوقات على ما يكفي<br />

من اأغذية اآمنة ومغذية لتلبية احتياجاتهم التغذوية الالزمة ملمارسة حياة ملؤها النشاط<br />

والصحة.‏ وميكن عالج اجلوع ومكافحته بالقضاء على اأسبابه؛ الأنّ‏ معرفة اأسباب الداء<br />

تساعد يف وصف الدواء والشفاء بعون اهلل تعاىل،‏ وقد تعرّفنا على االأسباب املوجبة للمجاعة<br />

والقحط يف االأمة،‏ وعليه فاإنّ‏ منعها وعالجها يكون بالقضاء على اأسبابها،‏ والوسائل التي<br />

ميكن بها منع اجلوع اأو معاجلته اأو احلد من وقوعه هي وسائل دينية واقتصادية تنموية.‏<br />

اأولً.‏ الوسائل الدينية:‏<br />

من املهم يف هذا السياق اأن اأشري اإىل بعض الوسائل والترشيعات الفقهية والدينية<br />

التي ميكن بها احلد من املجاعة وحتقيق التضامن والتكافل وسد حاجة الفقري ومنها:‏<br />

‎1‎ترشيع . 1 العبادات وسائر الطاعات:‏ حيث اإنّ‏ كثرياَ‏ من العبادات تساهم يف احلد من<br />

اجلوع ومكافحته،‏ ومن ذلك ما ياأتي:‏<br />

الزكاة الواجبة:‏ • واالأصل يف اإخراجها قوله تعاىل:‏ ‏»خُ‏ ذْ‏ مِ‏ نْ‏ اأَمْ‏ وَالِهِ‏ مْ‏ ‏صَ‏ دَقَةً‏ تُطَ‏ هنِّرُهُ‏ مْ‏<br />

وَتُزَكنِّ‏ يهِ‏ مْ‏ بِهَ‏ ا«.‏ )136( وهي واجبة يف االأموال النقدية كالذهب والفضة،‏ والعينية كاالأنعام والزروع<br />

والثمار وعروض التجارة متى بلغت النصاب الرشعي.‏ )137( والقصد منها كفاية الفقري وحتقيق<br />

العدالة االجتماعية والتوازن االجتماعي كما جاء يف قول النبي ملعاذ بن جبل:‏ ‏»فاأعلمهم اأنّ‏ اهلل<br />

)138(<br />

افرتض عليهم ‏صدقة يف اأموالهم تؤخذ من اأغنيائهم وترد على فقرائهم«‏<br />

وعن اأبي هريرة قال:‏ ‏سمعت رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ يقول:‏ ‏»اأميّ‏ ا رجل كانت<br />

له اإبل ال يعطي حقها يف جندتها ورسلها،‏ قالوا:يا رسول اهلل ما جندتها ورسلها ؟ قال:‏ ‏»يف<br />

عرسها ويرسها،‏ فاإنّها تاأتي يوم القيامة كاأغذ ما كانت واأسمنه واآرشه )139( ، يبطح لها بقاع<br />

قرقر )140( فتطؤه باأخفافها،‏ اإذا جاءت اأخراها اأعيدت عليه اأوالها يف يوم كان مقداره خمسني<br />

األف ‏سنة حتى يقضى بني الناس«.‏ )141( فاملراد بالنجدة الشدة واجلدب وبالرسل الرخاء<br />

واخلصب؛ الأنّ‏ الرسل اللنب،‏ واإمنّ‏ ا يكرث يف حال الرخاء واخلصب،‏ فيكون املعنى اأنّه يخرج حق<br />

)142(<br />

اهلل يف حال الضيق والسعة واجلدب واخلصب،‏ وهذا هو املوافق للتفسري الذي يف احلديث.‏<br />

203


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

والزكاة لها دور كبري يف عالج مشكلة الفقر وحتقيق التنمية االقتصادية،‏ حيث يُعطى<br />

الفقري ما يكفيه طوال عمره،‏ بحيث يتمكّن من التكسّ‏ ب يف املستقبل،‏ ويكون ذلك بتوفري ما<br />

يلزمه من راأس مال واأدوات واآالت لصناعته وجتارته وزراعته.‏ فدور الزكاة دور تنموي قبل اأن<br />

يكون دوراً‏ اإغاثياً.‏ ومن احلِ‏ كم يف ذلك ما جاء يف املثل الصيني:‏ « ال تعطني ‏سمكة ولكن علمني<br />

كيف اأصطاد«؛ ولهذا لو طبّق نظام الزكاة على االأرض ملا بقي عليها فقري معدوم ذو حاجة.‏<br />

204<br />

•<br />

)143(<br />

‏صدقة الفطر:‏ وهي فرض عند اجلمهور.‏ قال ابن املنذر:‏ ‏)اأجمع كل من نحفظ<br />

عنه من اأهل العلم على اأنّ‏ ‏صدقة الفطر فرض (. )144( ودليلهم ما روي عن ابن عمر - رضي<br />

اهلل عنهما-‏ قال:‏ فرض رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ زكاة الفطر ‏صاعاً‏ من متر اأو<br />

‏صاعاً‏ من ‏شعري على العبد واحلر والذكر واالأنثى والصغري والكبري من املسلمني واأمر بها اأن<br />

)145(<br />

تؤدى قبل خروج الناس اإىل الصالة.‏<br />

‏•الصوم:‏ وذلك اأنّ‏ فيه توفرياً‏ للموارد الغذائية،‏ وهو مدرسة تعوّد االإنسان على<br />

•<br />

الصرب يف مواطن اجلوع والقحط؛ ولهذا املعنى ‏رشع اهلل الصيام،‏ وقد كان النبي يواصل يف<br />

‏صيامه اأياماً‏ فال ياأكل وال يرشب،‏ فاإذا ‏سئل عن ذلك يقول:‏ « اإينّ‏ لست كهيئتكم اإينّ‏ يطعمني<br />

ربي ويسقني«.‏ )146( يشري اإىل اأنّه يستغني عن قوت جسده مبا مينحه اهلل من قوت روحه عند<br />

)147(<br />

اخللوة به واالأنس بذكره ومناجاته كما قيل:‏<br />

)148(<br />

لها اأحاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام وتلهيها عن الزاد.‏<br />

وعن ابن عباس يف قوله:‏ ‏»الإيالف قريش«.‏ )149( قال:‏ نهاهم عن الرحلة،‏ واأمرهم اأن<br />

يعبدوا رب هذا البيت،‏ وكفاهم املؤنة.‏ )150( وقوله تعاىل:‏ ‏»الذي اأطعمهم من جوع«‏ معناه:‏ اأنّ‏<br />

)151(<br />

اأهل مكة قاطنون بواد غري ذي زرع عرضة للجوع واجلدب لوال فضل اهلل عليهم.‏<br />

)152(<br />

‏شلة الستسقاء:‏ االستسقاء لغة طلب ‏سقي املاء.‏ ورشعاً:‏ طلبه من اهلل تعاىل<br />

)153(<br />

عند حصول اجلدب على وجه اخلصوص.‏<br />

وصالة االستسقاء ‏سنة مؤكدة ثابتة بسنة رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ وخلفائه -<br />

رضي اهلل عنهم-.‏ )154( ففي ‏صحيح البخاري خرج النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ يستسقي<br />

وحوّل رداءه.‏ )155( فاإذا اأجدبت االأرض،‏ واحتبس القطر،‏ خرج الناس مع االإمام،‏ فكانوا يف<br />

خروجهم متواضعني متبذّلني متخشّ‏ عني متذلّلني مترضّعني.‏<br />

ومن السنة الدعاء عند احلاجة اإىل الغيث عند اجلدب،‏ قال تعاىل:‏ « وَهُ‏ وَ‏ الَّذِي يُنَزنِّلُ‏<br />

الْغَيْثَ‏ مِ‏ نْ‏ بَعْدِ‏ مَ‏ ا قَنَطُ‏ وا وَيَنرضُ‏ ُ رَحْ‏ مَتَهُ‏ وَهُ‏ وَ‏ الْوَيلِ‏ ُّ احلْ‏ ‏َمِ‏ يدُ«.‏ )156( قال بعض اأهل العلم:‏ اإنّ‏<br />

االآية نزلت بسبب رفع القحط عن قريش بدعوة النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ بهم بذلك بعد<br />

اأن دام عليهم القحط ‏سبع ‏سنني.‏ )157( ويف ‏صحيح البخاري:‏ فاأتاه اأبو ‏سفيان فقال:‏ يا حممد<br />

)158(<br />

اإنّك تاأمر بطاعة اهلل وبصلة الرحم،‏ واإنّ‏ قومك قد هلكوا،‏ فادع اهلل لهم.‏<br />

‏•الستغفار والدعاء:‏ فقد اأخرب اهلل تعاىل باأنّ‏ االستغفار والدعاء ‏سبب يف زيادة الرزق


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

205<br />

•<br />

واخلريات،‏ قال تعاىل:‏ ‏»وَيَا قَوْمِ‏ اسْ‏ تَغْفِرُوا رَبَّكُ‏ مْ‏ ثُمَّ‏ تُوبُوا اإِلَيْهِ‏ يُرْسِ‏ لِ‏ السَّ‏ مَاءَ‏ عَ‏ لَيْكُ‏ مْ‏ مِ‏ دْرَارًا<br />

وَيَزِدْكُمْ‏ قُوَّةً‏ اإِىلَ‏ قُوَّتِكُمْ‏ وَالَ‏ تَتَوَلَّوْا جمُ‏ ‏ْرِمِنيَ«.‏ )159( وقال تعاىل:‏ « فَقُلْتُ‏ اسْ‏ تَغْفِرُوا رَبَّكُ‏ مْ‏ اإِنَّهُ‏<br />

كَ‏ انَ‏ غَ‏ فَّارًا،‏ يُرْسِ‏ لِ‏ السَّ‏ مَاءَ‏ عَ‏ لَيْكُ‏ مْ‏ مِ‏ دْرَارًا«.‏ )160( ومعنى االآيتني:‏ اإنْ‏ تبتم اإىل اهلل واستغفرمتوه<br />

واأطعتموه كرث الرزق عليكم،‏ واأنبت لكم الزرع،‏ واأدرّ‏ لكم الرضع،‏ واأعطاكم االأموال واالأوالد،‏<br />

)161(<br />

وجعل لكم جنات فيها اأنواع الثمار.‏<br />

ويف احلديث:‏ ‏»من لزم االستغفار جعل اهلل له من كل هم فرجاً،‏ ومن كل ‏ضيق خمرجاً،‏<br />

ورزقه من حيث ال يحتسب«.‏ )162( وعن احلسن البرصي اأنّ‏ رجالً‏ ‏شكا اإليه اجلدب،‏ فقال:‏<br />

استغفر اهلل.‏ وشكا اإليه اآخر الفقر،‏ فقال:‏ استغفر اهلل.‏ وشكا اإليه اآخر جفاف بستانه،‏ فقال:‏<br />

استغفر اهلل.‏ )163( اإنّ‏ متسّ‏ ك املجتمع بالدعاء واالستغفار يعطي الفرد املسلم السكينة والهدوء<br />

)164(<br />

التي متكنّه من العمل جللب قوته وطعامه.‏<br />

‏•صدقات التّطوع:‏ فالواجب على املسلم اأن ينظر اإىل الفقراء بعني العطف والرحمة<br />

وخاصة يف املجاعات،‏ واأن يكرث من االإنفاق والتربع وصدقات التطوّع،‏ وقد حثّت االآيات<br />

الكرمية على ذلك قال تعاىل:‏ ‏»وَممِ‏ ‏َّا رَزَقْنَاهُ‏ مْ‏ يُنفِقُونَ‏ «. )165( واالأحاديث التي حتثّ‏ على<br />

التصدّق كثرية منها قول رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ ‏»والصدقة تطفئ اخلطيئة<br />

كما يطفئ املاء النار«.‏ )166( ومنها قوله:‏ ‏»فتنة الرجل يف اأهله وماله وجاره تكفّرها الصالة<br />

والصدقة واالأمر باملعروف والنهي عن املنكر«.‏ )167( فهذان احلديثان يعزّزان مفهوم التكافل<br />

ويحثّان عليه.‏ وممّا يعزّزه اأيضاً‏ االأضحية والعقيقة والنذر والهدي والكفارات والصدقات<br />

باأنواعها وغري ذلك من الشعائر التعبدية التي ‏رشعت يف مصلحة البؤساء والفقراء.‏ ومن<br />

مظاهر التصدّق العرايا وهي عطية ثمر النخل دون الرقبة،‏ كان العرب يف اجلدب يتطوّع<br />

اأهل النخل بذلك على من ال ثمر له،‏ كما يتطوّع ‏صاحب الشاة اأو االإبل باملنيحة وهي عطية<br />

)168(<br />

اللنب دون الرقبة.‏<br />

)169(<br />

الكفّارات:‏ وسميت كفّارة؛ الأنّها تكفّر الذنب اأي تسرته.‏ وهي ملحقة بالصدقات،‏<br />

واحلِ‏ كم من مرشوعيتها كثرية منها اإعانة الفقري واملسكني،‏ ومن ذلك كفارة احلنث باليمني<br />

يف قوله تعاىل:‏ ‏»الَ‏ يُؤَاخِ‏ ذُكُ‏ مُ‏ اهللّ‏ ُ بِاللَّغْوِ‏ يفِ‏ اأَميْ‏ ‏َانِكُ‏ مْ‏ وَلَكِ‏ ن يُؤَاخِ‏ ذُكُ‏ م مبِ‏ ‏َا عَ‏ قَّدمتُّ‏ ُ االأَميْ‏ ‏َانَ‏<br />

فَكَفَّارَتُهُ‏ اإِطْ‏ عَامُ‏ عَ‏ ‏رضَ‏ ‏َةِ‏ مَ‏ ‏سَ‏ اكِ‏ نيَ‏ مِ‏ نْ‏ اأَوْسَ‏ طِ‏ مَ‏ ا تُطْ‏ عِ‏ مُ‏ ونَ‏ َ اأ هْ‏ لِيكُ‏ مْ‏ اأَوْ‏ كِ‏ ‏سْ‏ وَتُهُ‏ م....«.‏ )170( ومنها<br />

كفّارة الظهار وهو اأن يقول لزوجته:‏ ‏»اأنت عليّ‏ كظهر اأمّ‏ ي«،‏ فاملظاهر يحرم عليه وطء<br />

امراأته قبل اأن يكفّر )171( قال تعاىل:‏ ‏»فَمَن ملَّ‏ ْ يَجِ‏ دْ‏ فَصِ‏ يَامُ‏ ‏شَ‏ هْرَيْنِ‏ مُ‏ تَتَابِعَنيْ‏ ِ مِ‏ ن قَبْلِ‏ اأَن يَتَمَاسَّ‏ ا<br />

فَمَن ملَّ‏ ْ يَسْ‏ تَطِ‏ عْ‏ فَاإِطْ‏ عَامُ‏ ‏سِ‏ تنِّنيَ‏ مِ‏ ‏سْ‏ كِ‏ ينا«ً.‏ )172( ومنها كفارة من جامع اأهله يف رمضان وهو<br />

‏صائم،‏ )173( فعن عن اأبي هريرة - رضي اهلل عنه-‏ قال:‏ جاء رجل اإىل رسول اهلل - ‏صلى<br />

اهلل عليه وسلم-‏ فقال:‏ هلكت.‏ فقال:‏ ‏»وما ذاك«.‏ قال:‏ وقعت باأهلي يف رمضان قال:‏ ‏»جتد<br />

رقبة«.‏ قال:‏ ال قال:‏ ‏»فهل تستطيع اأن تصوم ‏شهرين متتابعني«.‏ قال:‏ ال.‏ قال:‏ ‏»فتستطيع


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

2 واالأصل<br />

•<br />

اأن تطعم ‏ستني مسكيناً«.‏ قال:‏ ال.‏ قال فجاء رجل من االأنصار بعرق والعرق املكتل فيه متر<br />

فقال:‏ ‏»اذهب بهذا فتصدّق به«.‏ قال:‏ على اأحوج منّا يا رسول اهلل.‏ والذي بعثك باحلق ما<br />

بني البتيها )174( اأهل بيت اأحوج منّا قال:‏ « اذهب فاأطعمه اأهلك«.‏ )175( واالأفضل يف اإخراج<br />

الكفارة اأن تعطى ملسلم،‏ قال االإمام مالك:‏ واإطعام املساكني يف الكفّارات ال ينبغي اأن يطعم فيها<br />

)176(<br />

اإال املسلمون،‏ وال يُطعم فيها اأحد على غري دين االإسالم.‏<br />

الهدايا والضحايا:‏ وهي كالكفارات والصدقات تساهم يف مساعدة الفقري واملحتاج،‏<br />

قال تعاىل:‏ ‏»لِيَشْ‏ هَ‏ دُوا مَ‏ نَافِ‏ عَ‏ لَهُ‏ مْ‏ وَيَذْكُ‏ رُوا اسْ‏ مَ‏ اهللَّ‏ ِ يفِ‏ اأَيَّامٍ‏ مَّ‏ عْلُومَ‏ اتٍ‏ عَ‏ لَى مَ‏ ا رَزَقَهُ‏ م منِّ‏ ن<br />

)177(<br />

بَهِ‏ يمَةِ‏ االْ‏ أَنْعَامِ‏ فَكُ‏ لُوا مِ‏ نْهَ‏ ا وَاأَطْ‏ عِ‏ مُ‏ وا الْبَائِسَ‏ الْفَقِري«.‏<br />

ويجب الهدي اأو الكفّارة على من تعمّد قتل الصيد وهو حمرم.‏ )178( قال تعاىل:‏ ‏»يَا<br />

اأَيُّهَ‏ ا الَّذِينَ‏ اآمَ‏ نُواْ‏ الَ‏ تَقْتُلُواْ‏ الصَّ‏ يْدَ‏ وَاأَنتُمْ‏ حُ‏ رُمٌ‏ وَمَ‏ ن قَتَلَهُ‏ مِ‏ نكُ‏ م مُّ‏ تَعَمنِّداً‏ فَجَ‏ زَاء منِّ‏ ثْلُ‏ مَ‏ ا قَتَلَ‏ مِ‏ نَ‏<br />

النَّعَمِ‏ يَحْ‏ كُ‏ مُ‏ بِهِ‏ ذَوَا عَ‏ دْلٍ‏ منِّ‏ نكُ‏ مْ‏ هَ‏ دْياً‏ بَالِغَ‏ الْكَعْبَةِ‏ اأَوْ‏ كَ‏ فَّارَةٌ‏ طَ‏ عَامُ‏ مَ‏ ‏سَ‏ اكِ‏ ني....«.‏ )179( ويجب<br />

الهدي اأيضاً‏ على من حتلّل باالإحصار يف قول اأكرث اأهل العلم.‏ )180( لقوله تعاىل:‏ ‏»وَاأ ‏َمتِ‏ ‏ُّواْ‏ احلْ‏ ‏َجَّ‏<br />

)181(<br />

وَالْعُ‏ مْرَةَ‏ هللِ‏ ّ ِ فَاإِنْ‏ اأُحْ‏ ‏رضِ‏ ‏ْمتُ‏ ْ فَمَا اسْ‏ تَيْرضَ‏ َ مِ‏ نَ‏ الْهَ‏ دْيِ‏ «.<br />

)183(<br />

واأمّ‏ ا االأضحية فهي واجبة على املياسري من الناس عند احلنفية.‏ )182( وعند املالكية<br />

والشافعية )184( واحلنابلة )185( ‏سنة مؤكدة وليست بواجبة؛ ملا روي اأنّ‏ اأبا بكر وعمر - رضي<br />

اهلل عنهما-‏ كانا ال يضحيان خمافة اأن يرى ذلك واجباً.‏ )186( ويسن التصدّق بثلثها،‏ واإهداء<br />

ثلثها الأقربائه وجريانه وياأكل الثلث الباقي.‏ والدليل على ذلك قوله تعاىل:‏ ‏»فَكُ‏ لُوا مِ‏ نْهَ‏ ا<br />

)187(<br />

وَاأَطْ‏ عِ‏ مُ‏ وا الْبَائِسَ‏ الْفَقِريَ«.‏<br />

‏•ترشيع الفدية:‏ فتجب الفدية على من عجز عن الصيام لكرب اأو مرض ال يرجى<br />

بروؤه )188( قال تعاىل:‏ ‏»وَعَ‏ لَى الَّذِينَ‏ يُطِ‏ يقُونَهُ‏ فِ‏ دْيَةٌ‏ طَ‏ عَامُ‏ مِ‏ ‏سْ‏ كِ‏ نيٍ‏ «. )189( كما جتب على من حلق<br />

راأسه لعذر وهو حمرم،‏ قال تعاىل:‏ ‏»وَالَ‏ حتَ‏ ْ لِقُواْ‏ رُوؤُوسَ‏ كُ‏ مْ‏ حَ‏ تَّى يَبْلُغَ‏ الْهَ‏ دْيُ‏ حمَ‏ ِ لَّهُ‏ فَمَن كَ‏ انَ‏<br />

مِ‏ نكُ‏ م مَّ‏ رِيضاً‏ اأَوْ‏ بِهِ‏ اأَذًى منِّ‏ ن رَّاأْسِ‏ هِ‏ فَفِدْيَةٌ‏ منِّ‏ ن ‏صِ‏ يَامٍ‏ َ اأوْ‏ ‏صَ‏ دَقَةٍ‏ اأ ‏َوْ‏ نُسُ‏ ك«.ٍ)‏‎190‎‏(‏<br />

وعن كعب بن عجرة - رضي اهلل عنه-‏ عن رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ اأنّه<br />

قال:‏ ‏»لعلك اآذاك هوامك«.‏ قال:‏ نعم.‏ فقال رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ ‏»احلق راأسك،‏<br />

)191(<br />

وصم ثالثة اأيام،‏ اأو اأطعم ‏ستة مساكني،‏ اأو انسك بشاة«.‏<br />

)192(<br />

. ‎2‎الفيء والغنيمة:‏ الغنيمة ما يؤخذ من اأموال العدو عن طريق القتال.‏<br />

يف ذلك قوله تعاىل:‏ ‏»وَاعْ‏ لَمُ‏ واْ‏ اأَمنَّ‏ ‏َا غَ‏ نِمْتُم منِّ‏ ن ‏شَ‏ يْ‏ ءٍ‏ فَاأَنَّ‏ هللِ‏ ّ ِ خُ‏ مُ‏ ‏سَ‏ هُ‏ وَلِلرَّسُ‏ ولِ‏ وَلِذِي الْقُرْبَى<br />

وَالْيَتَامَ‏ ى وَاملْ‏ ‏َسَ‏ اكِ‏ نيِ‏ وَابْنِ‏ السَّ‏ بِيلِ‏ «.ٍ)193( فيعطى كل ‏صنف منهم من ذلك على قدر حاجتهم<br />

)194(<br />

وكرثتهم،‏ فيزاد اأهل الكرثة واحلاجة،‏ وينقص اأهل القلّة وحسن احلال.‏<br />

206


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

واأمّ‏ ا الفيء فهو ما يؤخذ من العدو بغري قتال.‏ )195( واالأصل فيه قوله تعاىل:‏ ‏»مَّ‏ ا اأَفَاء<br />

اهللَّ‏ ُ عَ‏ لَى رَسُ‏ ولِهِ‏ مِ‏ نْ‏ اأَهْ‏ لِ‏ الْقُرَى فَلِلَّهِ‏ وَلِلرَّسُ‏ ولِ‏ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَ‏ ى وَاملْ‏ ‏َسَ‏ اكِ‏ نيِ‏ وَابْنِ‏ السَّ‏ بِيلِ‏<br />

كَ‏ يْ‏ الَ‏ يَكُ‏ ونَ‏ دُولَةً‏ بَنيْ‏ َ االْ‏ أَغْ‏ نِيَاء«.ٍ)‏‎196‎‏(‏ قال االإمام الشافعي:‏ ‏)الغنيمة والفئ يجتمعان يف<br />

اأنّ‏ فيهما معاً‏ اخلمس من جميعهما ملن ‏سمّاه اهلل تعاىل له (. )197( واأمّ‏ ا ‏سهم املساكني<br />

من الغنيمة والفيء فهو لكل حمتاج من الفقراء واملساكني؛ الأنّه اإذا اأفرد املساكني تناول<br />

)198(<br />

الفريقني.‏<br />

‎3‎اإقامة . 3 حدود اهلل يف الأرض:‏ يجب اإقامة حدود اهلل على من فعل موجبها،‏ وثبتت عليه،‏<br />

حلديث النبي عليه السالم:‏ ‏»اإقامة حد باأرض خري الأهلها من مطر اأربعني ‏صباحاً«‏ )199( وهذا<br />

يعني اأنّ‏ يف اإقامتها زجراً‏ للخلق عن املعاصي،‏ وسبباً‏ لفتح اأبواب السماوات باملطر،‏ ويف<br />

التهاون فيها انهماكاً‏ لهم يف االإثم،‏ وسبباً‏ الأخذهم باجلدب والسنني واإهالك اخللق )200( .<br />

‎4‎ترشيع . 4 الرخص:‏ من ‏سمات الرشيعة االإسالمية التيسري ورفع احلرج عن الناس،‏<br />

ومن مظاهر هذا التيسري ترشيع الرخص يف زمن املجاعة للحد منها ومن ذلك:‏<br />

‏•اأكل امليتة،‏ فقد اأباح االإسالم للمضطر اأن ياأكل من امليتة والنجاسات،‏ واأن يرشب<br />

ممّا ال يحل ‏رشبه من اخلمر والبول وغري ذلك بقدر ما يقيم اأوده،‏ ويحفظ حياته دون اإرساف.‏<br />

قال ابن تيمية:‏ ويباح حلم اخلنزير لدفع املجاعة ورضورة العطش الذي يرى اأنّه يهلكه<br />

اأعظم من ‏رضورة اجلوع؛ ولهذا يباح ‏رشب النجاسات عند العطش بال نزاع،‏ فاإن اندفع<br />

)201(<br />

العطش واإال فال اإباحة يف ‏شيء من ذلك.‏<br />

وجاء يف املغني البن قدامة:‏ وتباح املحرمات عند االضطرار اإليها يف احلرض والسفر<br />

جميعاً،‏ وسبب االإباحة احلاجة اإىل حفظ النفس عن الهالك،‏ لكون هذه املصلحة اأعظم من<br />

مصلحة اجتناب النجاسات والصيانة عن تناول املستخبثات.‏ )202( والدليل على االإباحة<br />

قوله تعاىل:‏ ‏»فَمَنْ‏ اضْ‏ طُ‏ رَّ‏ يفِ‏ خمَ‏ ْ مَصَ‏ ةٍ‏ غَ‏ ريْ‏ َ مُ‏ تَجَ‏ انِفٍ‏ الِ‏ إِثْمٍ‏ فَاإِنَّ‏ اهللَّ‏ َ غَ‏ فُورٌ‏ رَحِ‏ يمٌ«.‏ )203( فعن ابن<br />

عباس يف تفسريها:‏ اضطرَ‏ اإىل ما حرّم ممّا ‏سمّى يف ‏صدر هذه االآية.‏ ومعنى ‏»غَ‏ ريْ‏ َ مُ‏ تَجَ‏ انِفٍ‏<br />

)204(<br />

الِ‏ إِثْمٍ‏ «: غري متعمّد الإثم.‏<br />

وقال تعاىل:‏ ‏»وَقَدْ‏ فَصَّ‏ لَ‏ لَكُ‏ مْ‏ مَ‏ ا حَ‏ رَّمَ‏ عَ‏ لَيْكُ‏ مْ‏ اإِالَّ‏ مَ‏ ا اضْ‏ طُ‏ رِرْمتُ‏ ْ اإِلَيْهِ«.‏ )205( يعني ممّا حرم<br />

عليكم،‏ فاإنّه حالل لكم يف حال الرضورة اأي ‏شدة املجاعة اإىل اأكله.‏ )206( ويف احلديث قالوا:‏<br />

يا رسول اهلل اإنّا باأرض تصيبنا بها املخمصة فمتى حتل لنا بها امليتة؟ فقال:‏ ‏»اإذا مل<br />

تصطبحوا )207( ، ومل تغتبقوا )208( ، ومل حتتفئوا )209( بها بقالً‏ فساأنكم بها«.‏ )210( وروي اأنّ‏ رجالً‏<br />

من االأعراب اأتى النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ يستفتيه يف الذي حرّم اهلل عليه والذي اأحل<br />

له،‏ فقال النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ ‏»يحلّ‏ لك الطيبات،‏ ويحرّم عليك اخلبائث اإال اأن<br />

)211(<br />

تفتقر اإىل طعام فتاأكل منه حتى تستغني عنه«.‏<br />

)212(<br />

وعن احلسن قال:‏ اإذا اضطر الرجل اإىل امليتة اأكل منها قوته يعني:‏ مسكته.‏<br />

207


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

‏•اإسقاط حد الرسقة:‏ اإذا ‏رسق ‏شخص يف عام قحط وشدّة فال قطع عليه باتفاق اأهل<br />

العلم،‏ والسبب يف اإسقاط حد الرسقة يف زمن القحط واجلدب اأنّه حالة ‏رضورة.‏ )213( وقد<br />

استدلوا على ذلك بالكتاب واالأثر:‏<br />

1 فمن الكتاب:‏ قوله تعاىل:‏ ‏»فَمَنْ‏ اضْ‏ طُ‏ رَّ‏ يفِ‏ خمَ‏ ْ مَصَ‏ ةٍ‏ غَ‏ ريْ‏ َ مُ‏ تَجَ‏ انِفٍ‏ الِ‏ إِثْمٍ‏ فَاإِنَّ‏ اهللَّ‏ َ غَ‏ فُورٌ‏<br />

رَحِ‏ يم«.‏ )214( والسارق عام املجاعة مضطر فال اإثم عليه وال حد.‏<br />

2 . 2 ومن االأثر استدلوا مبا ياأتي:‏<br />

208<br />

1 .<br />

)216(<br />

اأ.‏ ما روي عن عمر - رضي اهلل عنه-‏ اأنّه قال:‏ ‏»ال يقطع يف عَ‏ ذْق )215( وال يف عام ‏سنة«‏<br />

ب.‏ وروي اأنّ‏ رقيقاً‏ ‏رسقوا ناقة لرجل من مزينة فانتحروها،‏ فاأمر عمر اأن تقطع اأيديهم،‏<br />

ثمّ‏ قال عمر لسيدهم:‏ ‏»واهلل اإين الأراك جتيعهم،‏ ولكن الأغرمنك غرماً‏ يشق عليك«.‏ ثمّ‏ قال<br />

)217(<br />

للمزين:‏ ‏»كم ثمن ناقتك؟«‏ قال:‏ اأربعمائة درهم.‏ قال عمر:‏ ‏»اأعطه ثمامنائة درهم«.‏<br />

‎5‎املواساة . 5 والتكافل الجتماعي:‏ حثّ‏ االإسالم على التضامن والتكافل واالإيثار<br />

وخاصة يف زمان احلاجة والفاقة والضيق،‏ كما مدح املؤثرين واأثنى عليهم يف قراآن يتلى<br />

اإىل يوم القيامة،‏ قال تعاىل:‏ ‏»وَيُؤْثِرُونَ‏ عَ‏ لَى اأَنْفُسِ‏ هِ‏ مْ‏ وَلَوْ‏ كَ‏ انَ‏ بِهِ‏ مْ‏ خَ‏ ‏صَ‏ اصَ‏ ةٌ«.‏ )218( و روى<br />

الشيخان اأنّ‏ رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»ترى املؤمنني يف تراحمهم وتوادهم<br />

)219(<br />

وتعاطفهم كمثل اجلسد اإذا اشتكى عضو تداعى له ‏سائر جسده بالسهر واحلمى«.‏<br />

وذكر اأهل العلم اأنّ‏ الصدقة زمن املجاعة ال يعدلها ‏شيء،ال ‏سيما اجلار وخاصّ‏ ة<br />

)222(<br />

القرابة )220( فعنه - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»ردوا السائل ولو بظلف )221( حمرق«.‏<br />

قال الباجي:‏ حضّ‏ بذلك - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ على اأن يعطي املسكني ‏شيئاً‏ وال يرده<br />

خائباً،‏ واإن كان ما يعطاه ظلفاً‏ حمرقاً‏ وهو اأقل ما ميكن اأن يُعطى،‏ وال يكاد يقبله املسكني،‏<br />

وال ينتفع به اإال وقت املجاعة والشدة.‏ )223( واالأحاديث يف الباب كثرية.‏<br />

وقد حثّ‏ النبي عليه السالم على التعاون واالشرتاك يف ملكية ما هو ‏رضوري حلياة<br />

املسلمني كاملاء والعشب وموارد الطاقة،‏ ونهى عن االستئثار به ومنع الناس منه،‏ فعن<br />

)224(<br />

النبي – ‏صلى اهلل عليه وسلّم-:‏ ‏»املسلمون ‏رشكاء يف ثالث:‏ املاء والكالأ والنار«.‏<br />

وقد حذّر النبي عليه السالم من التقصري يف اإغاثة املسلم مع القدرة على تقدمي يد<br />

العون له،‏ واأنّ‏ اهلل تعاىل قد ترباأ من هذا الصنف من الناس.‏ ومن ذلك قوله - ‏صلى اهلل عليه<br />

)225(<br />

وسلم-:‏ ‏»ال يشبع الرجل دون جاره«.‏<br />

وقد ‏رضب املسلمون وخاصة املهاجرون واالأنصار اأروع االأمثلة يف التضامن وقت


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املحن واأيام املجاعة،‏ ومن الصور املرشقة يف ذلك اأنّ‏ عجوزاً‏ وقفت على قيس بن ‏سعد<br />

فقالت:‏ اأشكو اإليك قلة اجلرذان.‏ فقال قيس:‏ ما اأحسن هذه الكناية!‏ اإمالأوا بيتها خبزاً‏ وحلماً‏<br />

وسمناً‏ ومتراً.‏ )226( وعن يحيى بن ‏سعيد قال:‏ ‏»كان قيس بن ‏سعد بن عبادة يطعم الناس<br />

يف اأسفاره مع النبي ‏-صلى اهلل عليه وسلم-،‏ وكانت لقيس بن ‏سعد ‏صحفة )227( يدار<br />

بها حيث دار.قال:‏ وكان اإذا نفذ ما معه تديّن،‏ وكان ينادي يف كل يوم:‏ هلموا اإىل اللحم<br />

والرثيد«‏ )228( .<br />

وميكن حتقيق هذا التكافل بوسائل متعدّدة منها:‏<br />

‏•نفقة االأقارب وصلة الرحم:‏ فمن حق القريب على قريبه اأن يصله،‏ واأن يحسن معاملته،‏<br />

ويجب اأن ينفق عليه عند احلاجة اإىل النفقة باتفاق اأهل العلم.‏ )229( وهذا من ‏ساأنه اأن يؤدي<br />

اإىل التكافل االجتماعي وصلة الرحم وتوثيق اأوارص املحبة بني الناس،‏ وفيه جتسيد ملعنى<br />

الشفقة والرحمة واملواساة.‏ )230( قال تعاىل:‏ ‏»وَاآتِ‏ ذَا الْقُرْبَى حَ‏ قَّهُ«.‏ )231( ولقوله عليه السالم<br />

للسائل عمّن يرب؟ قال له:‏ « اأمّ‏ ك،‏ ثمّ‏ اأمّ‏ ك،‏ ثمّ‏ اأمّ‏ ك،‏ ثمّ‏ اأباك،‏ ثمّ‏ االأقرب فاالأقرب.«‏ )232( ويف رواية<br />

)233(<br />

ثانية:‏ « اأمّ‏ ك واأباك،‏ واأختك واأخاك،‏ وموالك الذي يلي ذاك،‏ حق واجب ورحم موصولة«.‏<br />

وقد حذَّر االإسالم من جرمية قطع الرحم؛ ملا لها من اأرضار وخيمة على االأمة،‏ فهي<br />

تنرش الفساد يف االأرض،‏ كما تدب فيها الفقر والفاقة،‏ وتؤدي اإىل الشتات والفرقة،‏ واملسلم<br />

مطالب بصلة من قطعوه دفعاً‏ بالتي هي اأحسن.‏<br />

‏•نظام التوارث:‏ وهو مظهر من مظاهر التكافل االجتماعي واالقتصادي الذي دعا<br />

اإليه القراآن الكرمي يف كثري من اآياته،‏ وفلسفة هذا النظام تقوم على تفتيت الرثوة،‏ ونقل<br />

ملكية املال من ‏شخص اإىل اآخر؛ لينتفع به الفقراء من االآباء واالأبناء واالأزواج واالأقارب،‏<br />

واستثمار ما ورثوه يف خدمة املجتمع والدولة واالإنسانية.قال تعاىل:‏ ‏»لنِّلرنِّجَ‏ الِ‏ نَصيِبٌ‏ ممنِّ‏ ‏َّا<br />

تَرَكَ‏ الْوَالِدَانِ‏ وَاالأَقْرَبُونَ‏ وَلِلننِّسَ‏ اء نَصِ‏ يبٌ‏ ممنِّ‏ ‏َّا تَرَكَ‏ الْوَالِدَانِ‏ وَاالأَقْرَبُونَ‏ ممِ‏ ‏َّا قَلَّ‏ مِ‏ نْهُ‏ اأَوْ‏ كَ‏ رثُ‏ َ<br />

)234(<br />

نَصِ‏ يباً‏ مَّ‏ فْرُوضاً«.‏<br />

وتطبيق هذا النظام يساهم يف مكافحة الفقر والبطالة،‏ وسد احلاجة وتبادل الرثوات،‏<br />

وحتقيق العدالة االجتماعية والتوازن االجتماعي،‏ وعدم تطبيقه مدعاة اإىل الفقر واحلرمان<br />

والبخل.قال رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ حمذراً‏ من منعه:‏ ‏»من قطع مرياثاً‏ فرضه<br />

)235(<br />

اهلل قطع اهلل مرياثه من اجلنة«.‏<br />

‏•التعاون بني الدول االإسالمية:‏ بحيث تغيث الدول الغنية الفقرية منها،‏ كما تغيث<br />

التي تعاين من اجلفاف الشديد بسبب انحباس املطر،‏ ففي عام الرمادة استطاع اخلليفة<br />

209


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

عمر-رضي اهلل عنه-اأن يقضي على املجاعة بتعاون جميع االأمصار،حيث جلب الطعام<br />

من بعض االأمصار االإسالمية ذات الفائض الغذائي،‏ وكان يرشف بنفسه على توزيع الغذاء<br />

)236(<br />

واإطعام املسلمني.‏<br />

‏•تفعيل دور املوائد اجلماعية:‏ قال رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ ‏»طعام االثنني<br />

كايف الثالثة،‏ وطعام الثالثة كايف االأربعة،‏ فاإنّ‏ الربكة يف اجلماعة«.‏ )237( قال ابن حجر:‏<br />

فيؤخذ منه اأنّ‏ الكفاية تنساأ عن بركة االجتماع،‏ واأنّ‏ اجلمع كلما كرث ازدادت الربكة )238( .<br />

وجاء يف ‏صحيح البخاري عن جابر بن عبد اهلل - رضي اهلل عنهما-‏ اأنّه قال:‏ بعث<br />

رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ بعثاً‏ قبل الساحل فاأمر عليهم اأبا عبيدة بن اجلراح وهم<br />

ثالثمائة واأنا فيهم،‏ فخرجنا حتى اإذا كنا ببعض الطريق فني الزاد،‏ فاأمر اأبو عبيدة باأزواد<br />

ذلك اجليش،‏ فجمع ذلك كلّه،‏ فكان مزودي متر،‏ فكان يقوتنا كل يوم قليالً‏ حتى فني،‏ فلم<br />

يكن يصيبنا اإال مترة مترة،‏ فقلت:‏ وما تغني مترة ؟ فقال:‏ لقد وجدنا فقدها حني فنيت،‏ قال:‏<br />

ثمّ‏ انتهينا اإىل البحر،‏ فاإذا حوت مثل الظرب )239( فاأكل منه ذلك اجليش ثماين عرشة ليلة،‏<br />

ثمّ‏ اأمر اأبو عبيدة بضلعني من اأضالعه،‏ فنصبا،‏ ثمّ‏ اأمر براحلة فرحلت،‏ ثمّ‏ مرت حتتهما فلم<br />

)240(<br />

تصبهما.‏<br />

ويستفاد من احلديث السابق اأنّ‏ املواساة واجبة بني املسلمني بعضهم على بعض اإذا<br />

)241(<br />

خيف على البعض التلف،‏ فواجب اأن يرمقه ‏صاحبه مبا يرد مهجته ويشاركه فيما بيده.‏<br />

‏•اإطعام الطعام:‏ فقد حثّت االآيات واالأحاديث عليه،‏ وجعلت ذلك من مكارم االأخالق<br />

التي تدخل ‏صاحبها يف اجلنة قال تعاىل:‏ « اأَوْ‏ اإِطْ‏ عَامٌ‏ يفِ‏ يَوْمٍ‏ ذِي مَ‏ ‏سْ‏ غَبَة«ٍ‏ . )242( كما حذّرت<br />

من عواقب البخل واالأنانية وعدم التعاطف مع املساكني،‏ قال تعاىل:‏ ‏»مَ‏ ا ‏سَ‏ لَكَكُ‏ مْ‏ يفِ‏ ‏سَ‏ قَرَ،‏<br />

)243(<br />

قَالُوا ملَ‏ ْ نَكُ‏ مِ‏ نَ‏ املُصَ‏ لنِّنيَ،‏ وملَ‏ ْ نَكُ‏ نُطْ‏ عِ‏ مُ‏ املِسْ‏ كِ‏ نيَ«.‏<br />

واأمّ‏ ا االأحاديث التي حتثّ‏ على هذا الواجب فكثرية منها قول رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم-:‏ ‏»فكوا العاين )244( واأطعموا اجلائع،‏ وعودوا املريض«.‏ )245( ومنها قوله عليه السالم<br />

لعائشة:‏ ‏»كلي هذا واأهدي فاإنّ‏ الناس اأصابتهم جماعة«.‏ )246( وعنه-‏ ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏<br />

)247(<br />

اأنّه قال:‏ ‏»اأفشوا السالم،‏ واأطعموا الطعام،‏ وكونوا اإخواناً‏ كما اأمركم اهلل«.‏<br />

6 اختلف اأهل العلم يف معناه فقيل:‏ هو اأن ال حتزن على ما فاتك<br />

. ‎6‎الزهد والتقشّ‏ ف:‏<br />

من الدنيا،‏ وال تفرح مبا اأتاك منها.‏ )248( وقيل:‏ اإسقاط الرغبة عن الشيء بالكلية،‏ واإيثار<br />

االآخرة على الدنيا.‏ )249( قال تعاىل:‏ ‏»قُ‏ لْ‏ مَ‏ تَاعُ‏ الدُّنْيَا قَلِيلٌ‏ وَاالْ‏ آخِ‏ رَةُ‏ خَ‏ ريْ‏ ٌ ملِ‏ ‏َنْ‏ اتَّقَى وَالَ‏ تُظْ‏ لَمُ‏ ونَ‏<br />

فَ‏ تِ‏ ي الً‏ » )250( والزهد يف الدنيا زينة املتقني.‏ )251( و كان رسول اهلل اإذا ‏صلى بالناس يخر رجال<br />

210


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

من قامتهم يف الصالة من اخلصاصة وهم اأصحاب الصفّة،‏ حتى يقول االأعراب هؤالء<br />

جمانني.فاإذا ‏صلى رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ انرصف اإليهم فقال:‏ ‏»لو تعلمون ما<br />

)252(<br />

لكم عند اهلل تعاىل الأحببتم اأن تزدادوا فاقة وحاجة«.‏<br />

وقد اأتى النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ رجل فقال:‏ يا رسول اهلل دلني على عمل اإذا اأنا<br />

عملته اأحبني اهلل واأحبني الناس.‏ فقال رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ ‏»ازهد يف الدنيا<br />

يحبك اهلل،‏ وازهد فيما يف اأيدي الناس يحبوك«.‏ )253( وكان الصحابة اأيام املجاعة يزدادون<br />

زهداً،‏ فقد روي اأنّ‏ عمر بن اخلطاب مل ياأكل ‏سمناً‏ وال ‏سميناً‏ حتى اأحيا الناس.‏ وعن اأنس بن<br />

مالك قال:‏ تقرقر بطن عمر بن اخلطاب وكان ياأكل الزيت عام الرمادة،‏ وكان حرّم عليه السمن،‏<br />

فنقر بطنه باإصبعه وقال:‏ تقرقر تقرقرك اإنّه ليس لك عندنا غريه حتى يحيا الناس.‏ )254( وقيل<br />

الأبي ذر:‏ اأال تتخذ اأرضاً‏ كما اتخذ فالن وفالن؟ فقال:‏ وما اأصنع باأن اأكون اأمرياً‏ واإمنّ‏ ا<br />

)255(<br />

يكفيني كل يوم ‏رشبة من ماء اأو لنب،‏ ويف اجلمعة قفيز من قمح.‏<br />

وليس الزهد فقد املال،‏ واإمنّ‏ ا الزهد فراغ القلب عنه،‏ ولقد كان ‏سليمان عليه السالم يف ملكه<br />

)257(<br />

من الزهّ‏ اد.‏ )256( والرضا اأفضل من الزهد يف الدنيا؛ الأنّ‏ الراضي ال يتمنّى فوق منزلته.‏<br />

)258(<br />

‎7‎القناعة 7. والعفاف:‏ القناعة:‏ هي الرضا بالقسم.‏ يقال قنع الرجل قناعة اإذا رضي<br />

قال اأبو ذوؤيب الهذيل:‏<br />

)259(<br />

والنفس راغبة اإذا رغبتها واإذا ترد اإىل قليل تقنع.‏<br />

والقناعة ‏سبب يف توفري املوارد وعدم تبديدها،‏ وهي تعني على الصرب والتحمّل يف<br />

اأوقات احلاجة والضيق،‏ فعن النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»اليد العليا خري من اليد<br />

السفلى،‏ وابداأ مبن تعول،‏ وخري الصدقة عن ظهر غني،‏ ومن يستعفف يعفه اهلل،‏ ومن يستغن<br />

)260(<br />

يغنه اهلل«.‏<br />

وعن عبداهلل بن عمرو بن العاص اأنّ‏ رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»قد اأفلح<br />

من اأسلم،‏ ورزق كفافاً،‏ وقنعه اهلل مبا اآتاه«.‏ )261( وعنه اأيضاً:‏ ‏»اأجملوا الطلب يف الدنيا،‏ فكل<br />

ميرضّ‏ ملا كتب اهلل عز وجل له منها«.‏ )262( وقال اأكثم بن ‏صيفي:‏ ‏»من رضي بالقسم طابت<br />

معيشته،‏ ومن قنع مبا هو فيه قرت عينه«.‏ )263( وقال بكر بن عبد اهلل املزين:‏ يكفيك من الدنيا<br />

)264(<br />

ما قنعت به ولو كف متر ورشبة ماء.‏<br />

‎8‎الصرب . 8 والتحمّل:‏ فاإنّ‏ على املسلم اأن يتحمّل اجلوع ويصرب عليه؛ ملا يف ذلك من<br />

االأجر والثواب يف االآخرة،‏ وقد مدح اهلل تعاىل الصابرين واأثنى عليهم يف قوله تعاىل:‏<br />

‏»وَالصَّ‏ ابِرِينَ‏ يفِ‏ الْبَاأْسَ‏ اءِ‏ وَالرضَّ‏ ‏َّاءِ«.‏ )265( والباأساء الفقر والرضاء املرض.‏ )266( ويف حديث<br />

211


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

جابر - رضي اهلل تعاىل عنه-‏ دخل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ على فاطمة وهي تطحن<br />

بالرحى وعليها كساء من وبر االإبل،‏ فلما نظر اإليها بكى وقال:‏ ‏»يا فاطمة جترعي مرارة<br />

)268(<br />

الدنيا لنعيم االأبد«.‏ فاأنزل اهلل عليه:‏ ‏»ولسوف يعطيك ربك فرتضى«.‏ )267( .<br />

وممّا يدل على ‏شدّة ‏صرب النبي وتعلّقه باالآخرة حديث مرسوق عن عائشة قلت:‏ يا<br />

رسول اهلل اأال تستطعم ربك فيطعمك ؟ قالت:‏ وبكيت ملا راأيت به من اجلوع.‏ فقال:‏ ‏»يا عائشة<br />

اإنّ‏ اهلل مل يرض الأويل العزم من الرسل اإال الصرب«.‏ )269( وسلك الصحابة هذا املسلك،‏ فقد<br />

كانوا يؤثرون على اأنفسهم،‏ وياأكلون دون الشبع،‏ و يصربون اإذا مل يجدوا.‏ )270( وهكذا كانت<br />

عادة النساء يف السلف،‏ كان الرجل اإذا خرج من منزله تقول له امراأته اأو ابنته:‏ اإياك وكسب<br />

احلرام،‏ فاإنّا نصرب على اجلوع والرض وال نصرب على النار.‏ )271( وقال بعض السلف حاثاً‏<br />

)272(<br />

على الصرب يف املجاعات:‏ ‏ضع على قروح اجلوع مرهم الصرب.‏<br />

وصدق ابن طاهر يف قوله:‏<br />

)273(<br />

الصرب واجلوع يطرد بالرغيف اليابس فعلم تكرث حرستي ووساوسي.‏<br />

‎9‎ترشيد . 9 الستهلك وعدم الإرساف:‏ نهى االإسالم عن االإرساف والتبذير واأمر برتشيد<br />

االستهالك يف كل ‏شيء؛ الأنّ‏ يف التبذير اإنفاقاً‏ للمال يف غري مصلحة ‏رشعية،‏ كما اأنّ‏ فيه<br />

تبديداً‏ للرثوات واإهداراً‏ للموارد،‏ وهذا من ‏ساأنه اأن يساعد على انتشار الفقر واملجاعة،‏<br />

قال تعاىل:‏ « وَالَ‏ تُبَذنِّرْ‏ تَبْذِيرًا.«‏ )274( . وقال تعاىل:‏ « وَكُ‏ لُوا وَارضْ‏ ‏َبُوا وَالَ‏ تُرضْ‏ ‏ِفُ‏ وا اإِنَّهُ‏ الَ‏ يُحِ‏ بُّ‏<br />

املْ‏ ‏ُرضْ‏ ‏ِفِ‏ نيَ.«.‏ )275( اأي ال ترسفوا يف االأكل؛ ملا فيه من مرضة العقل والبدن.‏ )276( ومن االإرساف<br />

االأكل بعد الشبع،‏ قال لقمان البنه:‏ « يا بني ال تاأكل ‏شبعاً‏ فوق ‏شبع،‏ فاإنّك اإن تنبذه للكلب<br />

)277(<br />

خري من اأن تاأكله«.‏<br />

وقد كان النبي يقتصد يف عيشه غاية االقتصاد مع ما فتح اهلل عليه من الدنيا وامللك،‏<br />

ومات ومل يشبع من خبز.‏ ومن االأحاديث االأخرى التي حتثّ‏ على التدبري واالقتصاد يف<br />

العيش ما ياأتي:‏<br />

‏•عن اأبي هريرة - رضي اهلل عنه-‏ قال:‏ قال رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ ‏»املسلم<br />

)278(<br />

ياأكل يف معي واحد والكافر يف ‏سبعة اأمعاء«.‏<br />

‏•قال ابن حجر:‏ واإمنّ‏ ا هو مثل ‏رضب للمؤمن وزهده يف الدنيا،‏ والكافر وحرصه على<br />

)279(<br />

التشبع من ‏شهواتها التي من جملتها تنوع املاآكل واملشارب واالمتالء منها.‏<br />

‏•وعن رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»ما مالأ اآدمي وعاء ‏رشاً‏ من بطن بحسب<br />

ابن اآدم اأكيالت يقمن ‏صلبه،‏ فاإن كان ال حمالة،‏ فثلث لطعامه،‏ وثلث لرشابه،‏ وثلث<br />

)280(<br />

لنفسه«.‏<br />

212


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‏•وقال ابن عباس:‏ ‏»كل ما ‏شئت،‏ والبس وارشب ما ‏شئت ما اأخطاأتك اثنتان:‏ ‏رسف اأو<br />

)282(<br />

خميلة«‏ )281( .<br />

‏•وروي عن اأبي اأمامة - رضي اهلل عنه-‏ قال:‏ قال رسول اهلل ‏-صلى اهلل عليه وسلم-:‏<br />

‏سيكون رجال من اأمتي ياأكلون األوان الطعام،‏ ويرشبون األوان الرشاب،‏ ويلبسون األوان<br />

)283(<br />

الثياب،‏ ويتشدّقون يف الكالم،‏ فاأولئك ‏رشار اأمتي«.‏<br />

وظاهر االأحاديث السابقة يف جمملها النهي عن االإرساف؛ ملا فيه من ‏رضر فادح على<br />

النفس واملال والدين.‏<br />

10 10 الشكر على النعم:‏ فالشكر مظهر من مظاهر العبادة واالإميان،‏ وبه تدوم النعم وتربو،‏<br />

)284(<br />

وال تتحوّل عن ‏صاحبها ما دام ‏شاكراً‏ حامداً‏ هلل.قال تعاىل:‏ « لَئِنْ‏ ‏شَ‏ كَرْمتُ‏ ْ الَ‏ أَزِيدَنَّكُ‏ م«.ْ‏<br />

قال القرطبي:‏ االآية نص يف اأنّ‏ الشكر ‏سبب املزيد.‏ )285( وعن احلسن وغريه:‏ اأي لئن ‏شكرمت<br />

)286(<br />

نعمتي عليكم الأزيدنكم منها.‏<br />

وقال تعاىل:‏ ‏»وَرضَ‏ ‏َبَ‏ اهللَّ‏ ُ مَ‏ ثَالً‏ قَرْيَةً‏ كَ‏ انَتْ‏ اآمِ‏ نَةً‏ مُ‏ طْ‏ مَئِنَّةً‏ يَاأْتِيهَ‏ ا رِزْقُ‏ هَ‏ ا رَغَ‏ دًا مِ‏ نْ‏ كُ‏ لنِّ‏<br />

مَ‏ كَانٍ‏ فَكَفَرَتْ‏ بِاأَنْعُمِ‏ اهللَّ‏ ِ فَاأَذَاقَهَ‏ ا اهللَّ‏ ُ لِبَاسَ‏ اجلْ‏ ‏ُوعِ‏ وَاخلْ‏ ‏َوْفِ‏ مبِ‏ ‏َا كَ‏ انُوا يَصْ‏ نَعُونَ‏ . )287( قوله:‏<br />

‏»مبا كانوا يصنعون«‏ اأي مبا كانوا يصنعون من الكفر باأنعم اهلل ويجحدون اآياته ويكذبون<br />

رسوله.‏ )288( فيفهم من هذه االآية اأنّ‏ النعم ال تتحوّل عن ‏صاحبها وهو ‏شاكر هلل تعاىل اأبداً،‏<br />

كما يفهم اأنّ‏ اجلوع قد يكون عقاباً‏ من اهلل لكل اأمّ‏ ة تكفر بنعمه وتنكر خرياته،‏ وال تعبده حق<br />

عبادته ‏شكراً‏ له عليها.‏<br />

‎1111‎تقوى اهلل والتوكل عليه واخلوف منه:‏ اإنّ‏ تقوى اهلل ‏سبب يف انبساط الرزق ووفرة<br />

اخلري،‏ قال تعاىل:‏ ‏»وَلَوْ‏ اأَنَّهُ‏ مْ‏ اأَقَامُ‏ وا التَّوْرَاةَ‏ وَاالْ‏ إِجنِ‏ يلَ‏ وَمَ‏ ا اأُنزِلَ‏ اإِلَيْهِ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ رَبنِّهِ‏ مْ‏ الَ‏ أَكَ‏ لُوا مِ‏ نْ‏<br />

فَوْقِ‏ هِ‏ مْ‏ وَمِ‏ نْ‏ حتَ‏ ْ تِ‏ اأَرْجُ‏ لِهِ‏ مْ«.‏ )289( قال ابن عباس وغريه:‏ يعني املطر والنبات،‏ وهذا يدل<br />

على اأنّهم كانوا يف جدب.‏ )290( وقال ابن كثري:‏ ‏»عنى بذلك كرثة الرزق النازل عليهم من<br />

السماء والنابت لهم من االأرض«.‏ )291( وقال الطربي يف قوله تعاىل:‏ ‏»وَمَ‏ نْ‏ يَتَّقِ‏ اهللَّ‏ َ يَجْ‏ عَلْ‏ لَهُ‏<br />

)293(<br />

خمَْرًَجا » )292( اأي يسبب له اأسباب الرزق من حيث ال يشعر وال يعلم.‏<br />

وقال تعاىل:‏ ‏»وَلَوْ‏ اأَنَّ‏ اأَهْ‏ لَ‏ الْقُرَى اآمَ‏ نُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْ‏ نَا عَ‏ لَيْهِ‏ مْ‏ بَرَكَ‏ اتٍ‏ مِ‏ نْ‏ السَّ‏ مَاءِ‏ وَاالْ‏ أَرْضِ‏<br />

وَلَكِ‏ نْ‏ كَ‏ ذَّبُوا فَاأَخَ‏ ذْنَاهُ‏ مْ‏ مبِ‏ ‏َا كَ‏ انُوا يَكْسِ‏ بُونَ‏ «. )294( ‏.قال القرطبي:‏ جعل تعاىل التقى من اأسباب<br />

الرزق.‏ )295( وقال ابن كثري:‏ اأي قطر السماء ونبات االأرض.‏ )296( ويف قوله تعاىل:‏ ‏»وَاأَلَّوْ‏<br />

اسْ‏ تَقَامُ‏ وا عَ‏ لَى الطَّ‏ رِيقَةِ‏ الَ‏ أَسْ‏ قَيْنَاهُ‏ مْ‏ مَ‏ اءً‏ غَ‏ دَقًا«.‏ )297( قال النسفي وغريه:‏ لو اآمنوا لوسعنا<br />

)298(<br />

عليهم الرزق.‏<br />

وقيل الأبي حازم الزاهد:‏ اإنّك لتشدّد يعني يف العبادة ؟ فقال:‏ ‏»و كيف ال اأشدّد و قد ترصد<br />

يل اأربعة عرش عدواً.‏ قيل له:‏ لك خاصة ؟ قال:‏ بل جلميع من يعقل.‏ قيل له:‏ و ما هذه االأعداء<br />

213


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

قال:‏ اأمّ‏ ا اأربعة:‏ فمؤمن يحسدين،‏ و منافق يبغضني،‏ و كافر يقاتلني،‏ و ‏شيطان يغويني و<br />

يضلني.‏ و اأمّ‏ ا العرشة:‏ فاجلوع و العطش و احلر والربد و العري واملرض و الفاقة والهرم<br />

)299(<br />

واملوت والنار،‏ وال اأطيقهن اإال بسالح تام،‏ و ال اأجد لهن ‏سالحاً‏ اأفضل من التقوى.«‏<br />

وقال رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ « لو اأنّكم كنتم توكلون على اهلل حق توكله<br />

)300(<br />

لرزقتم كما يرزق الطري تغدو خماصاً‏ وتروح بطاناً«.‏<br />

‎1212‎التوسّ‏ ل بالأنبياء والصاحلني:‏ يسن اأيام املجاعات واجلدب التوسّ‏ ل باالأنبياء<br />

والصاحلني االأحياء وليس االأموات،‏ وكذلك حني يقع املسلم يف ‏ضيق ‏شديد،‏ اأو حتل به<br />

مصيبة كبرية،‏ ويعلم من نفسه التفريط يف جنب اهلل تبارك وتعاىل،‏ فيجب اأن ياأخذ بسبب<br />

قوي اإىل اهلل،‏ فيذهب اإىل رجل يعتقد فيه الصالح والتقوى اأو الفضل والعلم بالكتاب والسنة.‏<br />

فيطلب منه اأن يدعو له ربه ليفرج عنه كربه ويزيل عنه همه،‏ فهذا من التوسّ‏ ل املرشوع دلت<br />

)301(<br />

عليه الرشيعة املطهّرة واأرشدت اإليه.‏<br />

فعن اأنس بن مالك اأنّ‏ رجالً‏ دخل يوم اجلمعة من باب،‏ كان وجاه املنرب ورسول اهلل<br />

- ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قائم يخطب،‏ فاستقبل رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قائماً‏<br />

فقال:‏ يا رسول اهلل هلكت املواشي وانقطعت السبل فادع اهلل يغيثنا.قال:‏ فرفع رسول اهلل<br />

يديه فقال:‏ « اللهم اسقنا،‏ اللهم اسقنا،‏ اللهم اسقنا«.قال اأنس:‏ ال واهلل ما نرى يف السماء<br />

من ‏سحاب وال قزعة )302( وال ‏شيئاً،وما بيننا وبني ‏سلع )303( من بيت وال دار.قال:‏ فطلعت من<br />

)304(<br />

ورائه ‏سحابة مثل الرتس،‏ فلمّا توسطت السماء انترشت ثمّ‏ اأمطرت.‏<br />

وكان عمر بن اخلطاب - رضي اهلل عنه-‏ اإذا قحط الناس استسقى بالعباس بن<br />

عبد املطلب.فقال:‏ ‏»اللهم اإنّا كنا نتوسّ‏ ل اإليك بنبينا فتسقينا،‏ واإنّا نتوسّ‏ ل اإليك بعم نبينا<br />

)305(<br />

فاسقنا«.قال:‏ فيسقون.‏<br />

والصحابة - رضي اهلل عنهم-‏ ال ‏سيما اأهل السوابق منهم كاخللفاء الراشدين،‏ مل ينقل<br />

عن اأحد منهم،‏ وال عن غريهم اأنّهم اأنزلوا حاجاتهم بالنبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ بعد<br />

)306(<br />

وفاته حتى يف اأوقات اجلدب.‏<br />

ثانياً.الوسائل القتصادية:‏<br />

وهي وسائل استثمارية وتنموية،‏ فمن واجب الدولة املسلمة اأن تضع اخلطط<br />

واالسرتاتيجيات االستثمارية والتنموية لتحريك عجلة االقتصاد وحتقيق التنمية الشاملة<br />

عن طريق االستخدام االأمثل للموارد االقتصادية املتاحة،‏ والقيام بالنشاطات االقتصادية<br />

املتنوّعة التي تؤدّي اإىل زيادة االإنتاج ومنو الدخل القومي وتوفري الغذاء الكايف للرعية.‏<br />

ومن الوسائل التي ميكن اأن تساهم يف حتقيق هذه االأهداف ما ياأتي:‏<br />

214<br />

‎1‎التنمية . 1 الزراعية:‏ وذلك عن طريق تشجيع الزراعة واملحافظة على املزروعات،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وتشجيع االستثمار الزراعي عن طريق املزارعة )307( ، واملساقاة )308( واملضاربة )309( ،<br />

واستصالح االأراضي البور،‏ ودعم املزارعني مادياً‏ بالقروض املناسبة واالأدوات واملعدات<br />

واملبيدات الكيماوية،‏ واطالعهم على االأبحاث والنرشات مبا يكفل حتسني السالالت النباتية<br />

وحتسني االإنتاج وزيادته.‏<br />

وقد حثّ‏ االإسالم على الزراعة وحبّب املسلمني فيها،‏ وجعلها بعض العلماء من اأطيب<br />

املكاسب )310( ؛ ملا لها من اأهمية يف حتقيق االأمن الغذائي،‏ وتوفري الغذاء والكساء والدواء،‏<br />

ثمّ‏ اإنّ‏ الزراعة تقوم عليها الكثري من الصناعات،‏ وهي ‏سبب يف ازدهار التجارة واالقتصاد<br />

بشكل عام.‏ فعن اأنس - رضي اهلل عنه-‏ قال:‏ قال رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ ‏"ما<br />

من مسلم يغرس غرساً،‏ اأو يزرع زرعاً،‏ فياأكل منه طري اأو اإنسان اأو بهيمة اإال كان له به<br />

)312(<br />

‏صدقة"‏ )311( قال ابن حجر:‏ يف احلديث فضل الغرس والزرع واحلض على عمارة االأرض.‏<br />

وقال عليه الصالة والسالم:‏ ‏»اإنْ‏ قامت الساعة ويف يد اأحدكم فسيلة فاإن استطاع اأن ال يقوم<br />

)313(<br />

حتى يغرسها فليغرسها«.‏<br />

وقد نهى االإسالم عن تقطيع االأشجار وعقرها لغري حاجة؛ ملا فيها من منافع للدواب<br />

خاصّ‏ ة اأيام اجلدب واملجاعة.‏ قال رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ ‏»ال تقطعوا الشجر<br />

فاإنّه عصمة للمواشي يف اجلدب«.‏ )314( كما اأمر باستصالح االأراضي الزراعية ومكافحة<br />

التصحّ‏ ر،‏ وهو ما يعرب عنه باإحياء االأرض املوات يف الفقه االإسالمي،‏ ومن االأحاديث يف<br />

ذلك قوله - ‏صلى اهلل عليه وسلم-:‏ ‏»من عمّر اأرضاً‏ ليست الأحد فهو اأحق بها«.‏ )315( اإنّ‏ االأرض<br />

ثروة اسرتاتيجية ال بد من العمل على حمايتها وتنميتها بالوسائل املتاحة كافة )316( .<br />

‎2‎التنمية . 2 الصناعية:‏ حثّ‏ االإسالم على االهتمام بالقطاع الصناعي،‏ وشجّ‏ ع على<br />

االحرتاف والصناعة وتدريب االأفراد عليها،‏ وجعلها عبادة يتقرّب بها العبد اإىل ربه،‏ فعن<br />

رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»ما اأكل اأحد طعاماً‏ قط خرياً‏ من اأن ياأكل من عمل<br />

يده،‏ واإنّ‏ نبي اهلل داود عليه السالم كان ياأكل من عمل يده«.‏ )317( ويقول الشيخ الشعراين:‏<br />

)318(<br />

‏)وما اأجمل اأن يجعل اخلياط اإبرته ‏سبحته،‏ ويجعل النجار منشاره ‏سبحته(.‏<br />

ونهى االإسالم عن النظرة الدونية اإىل بعض احلرف اليدوية والصناعية؛ الأنّ‏ ذلك<br />

مدعاة اإىل تركها والعزوف عنها،‏ وبهذا تتعطّ‏ ل مصالح الناس وتنترش البطالة والفقر.وممّا<br />

يجدر ذكره اأنّ‏ كثرياً‏ من االأنبياء كانوا ‏صناعاً،‏ فعنه - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»كان<br />

زكريا جناراً«.‏ )319( وقد عرف كثري من اأهل العلم باأسماء حرفهم التي عملوا بها،‏ كالزّجاج<br />

)320(<br />

واجلصّ‏ اص واخليّاط وغري ذلك.‏<br />

‎3‎حتقيق . 3 التكامل القتصادي:‏ وذلك عن طريق حتقيق الرشاكة والتعاون وتبادل<br />

اخلربات بني الدول العربية واالإسالمية،‏ واالأصل يف ذلك قوله تعاىل:‏ ‏»وَتَعَاوَنُوا عَ‏ لَى الْربِ‏ نِّ‏<br />

215


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

وَالتَّقْوَى«.‏ )321( فبعض هذه الدول ميلك االأيدي العاملة واملساحات الشاسعة من االأراضي<br />

الزراعية،‏ كما ميلك وفرة يف املياه،‏ ولديه خصوبة يف الرتبة،‏ كالسودان والعراق وسورية<br />

والصومال وتركيا،‏ لكنّه ال ميلك راأس املال الالزم لتحقيق النمو االقتصادي،‏ وهذا املال<br />

يفيض عند دول اأخرى تشح فيها املياه والرتبة والعمالة كدول اخلليج العربي،‏ فبتعاون<br />

هذه الدول يتحقّق التكامل االقتصادي،‏ ويزيد االإنتاج،‏ وتتحرّر هذه الدول من التبعية<br />

السياسية واالقتصادية للغرب،‏ فيعم اخلري على اجلميع.‏ يفهم هذا من حديث النبي عليه<br />

السالم الذي يحث فيه املسلمني على التعاون واملواساة يف الزراعة والثمرة بغية حتقيق<br />

التكامل االقتصادي بينهم:‏ ‏»من كانت له اأرض فليزرعها،‏ اأو ليمنحها اأخاه فاإن اأبى فليمسك<br />

اأرضه«.‏ )322( وقال اأيضاً:‏ ‏»من كان معه فضل ظهر فليعد به على من ال ظهر له،‏ ومن كان له<br />

فضل من زاد فليعد به على من ال زاد له«.‏ )323( وبهذا تتحقّق الغاية من خلق االإنسان:‏ ‏»هُ‏ وَ‏<br />

اأَنشَ‏ اأَكُ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ االْ‏ أَرْضِ‏ وَاسْ‏ تَعْمَرَكُ‏ مْ‏ فِ‏ يهَ‏ ا«.‏ )324( وممّا يساعد يف حتقيق هذه االأهداف اإنشاء ‏سوق<br />

اإسالمية مشرتكة على غرار السوق االأوروبية،‏ تقوم هذه السوق بتشجيع االستثمار،‏ ودعم<br />

الدول الفقرية ومساعدتها على حتقيق التنمية والنهوض االقتصادي،‏ واإقامة املشاريع<br />

االقتصادية،‏ وحماربة البطالة،‏ وزيادة الدخل القومي.‏ كما يجب على هذه الدول تاأسيس<br />

‏صندوق نقد اإسالمي على غرار ‏صندوق النقد الدويل،‏ بحيث يوفّر القروض الالزمة للدول<br />

الفقرية التي تتطلع اإىل النمو االقتصادي،‏ والتحرّر من ‏سياسة الغرب يف احتكار السوق<br />

)325(<br />

واملوارد.‏ ويف ذلك يقول تعاىل:‏ ‏»واإن كان ذو عرسة فنظرة اإىل ميرسة«.‏<br />

اإنّ‏ السوق العربية املشرتكة كما يقول اخلرباء االقتصاديون هي طوق النجاة النتشال<br />

االقتصادات العربية من الترشذم والتنافس اإىل التنسيق والتكامل،‏ ومن الضعف اإىل القوة،‏<br />

ومن التبعية اإىل حتقيق االستقالل االقتصادي.‏ )326( يقول الدكتور يوسف ‏صايغ:‏ اإنّ‏ االأمن<br />

القومي العربي بحاجة اإىل قاعدة اقتصادية ‏صلبة ال توفرها اإال التنمية الشاملة التي تتحقق<br />

)327(<br />

بالتنسيق والتكامل واالندماج بني مسرياتها االإمنائية.‏<br />

‎4‎الهتمام . 4 بالرثوة احليوانية والسمكية:‏ فهذه الرثوة لها اأهمية بالغة يف ‏سد النقص<br />

الذي قد يحدث بسبب قلة االإنتاج الزراعي والصناعي،‏ كما تقوم على هذه الرثوة كثري من<br />

الصناعات،‏ وهي بذلك تعمل على توفري فرص عمل كثرية للعاطلني عن العمل،‏ وتساهم يف<br />

مكافحة البطالة والفقر.قال تعاىل:‏ « وَمِ‏ نْهَ‏ ا تَاأْكُ‏ لُونَ‏ «. )328( وقال اأيضاً:‏ ‏»وَمِ‏ نْ‏ كُ‏ لٍّ‏ تَاأ ‏ْكُ‏ لُونَ‏<br />

حلَ‏ ‏ْمًا طَ‏ رِيًّا«.‏ )329( فالقراآن الكرمي ينبّه املسلمني اإىل االهتمام بهذه الرثوة ورعايتها والعمل<br />

على توفريها كي ينتفع بها الناس.‏ ويجب عدم استنزاف هذه الرثوات،‏ وذلك عن طريق<br />

اإعطاء الفرصة لها بالتكاثر الطبيعي،‏ بحيث ينظّ‏ م ‏صيدها يف اأزمان واأماكن خاصة،‏ حتى<br />

ال يحدث خلل يف التوازن البيئي.‏<br />

216


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎5‎حتلية . 5 مياه البحر وبناء السدود:‏ والهدف من ذلك حجز املياه واالستفادة منها يف<br />

اأيام اجلفاف.قال عليه السالم يف بيان طهارة ماء البحر وصالحيته:‏ ‏»هو الطهور ماوؤه احلل<br />

ميتته«.‏ )330( واأشري هنا اإىل وجوب استخدام الطاقة النووية يف حتقيق هذا الهدف؛ ملا توفّره من<br />

ماليني الدوالرات التي ميكن ‏رصفها للفقراء اأو اإقامة املشاريع االقتصادية املتنوّعة.‏<br />

‎6‎الدخار . 6 والتوفري:‏ االدخار والتوفري يف اأيام اخلري والربكات والغدق عامل مهم<br />

يف عالج اجلوع،‏ فاالأيام دول،‏ والدهر قلّب،‏ فقد نشبع يوماً،‏ وجنوع اأياماً،‏ ومعاجلة الفقر<br />

واجلوع ال يكون فقط عند وقوعه،‏ بل جتب املعاجلة االستباقية قبل الوقوع،‏ بدليل قوله<br />

تعاىل:‏ ‏»وَلَوْ‏ كُ‏ نتُ‏ اأَعْ‏ لَمُ‏ الْغَيْبَ‏ الَ‏ ‏سْ‏ تَكْرثَ‏ ‏ْتُ‏ مِ‏ نْ‏ اخلْ‏ ‏َريْ‏ ِ وَمَ‏ ا مَ‏ ‏سَّ‏ نِي السُّ‏ وءُ«.‏ )331( روي عن ابن<br />

عباس اأنّه قال يف تفسريها:‏ لو اأينّ‏ اأعلم ‏سنة القحط واجلدب لهياأت لها ما يكفيني.‏ )332( ثمّ‏<br />

اإنّ‏ االآيات واالأحاديث التي تنهى عن االإرساف والتبذير تصب يف ‏صالح هذا الغرض.‏<br />

وقد جاءت النصوص القراآنية حتث على االدخار والتوفري لوقت املجاعات واحلاجات<br />

وهذا النهج يدل على حكمة اقتصادية تساهم يف توفري املوارد االقتصادية وحتقيق التنمية،‏<br />

ومتكّن من عالج االأزمات االقتصادية اخلانقة التي قد تعصف بالدولة بسبب انحباس<br />

االأمطار و الفيضانات واالآفات الزراعية واحلروب وظروف احلصار وكوارث الطبيعة،‏ وهذه<br />

احلكمة انتهجها ‏سيدنا يوسف عليه السالم يف عالج املجاعة التي حلّت باأهل مرص،‏ قال<br />

تعاىل:‏ ‏»فَمَا حَ‏ ‏صَ‏ دْمتُ‏ ْ فَذَرُوهُ‏ يفِ‏ ‏سُ‏ نْبُلِهِ‏ اإِالَّ‏ قَلِيالً‏ ممِ‏ ‏َّا تَاأْكُ‏ لُونَ‏ «. )333( فاأمرهم باالدخار وعدم<br />

االإرساف وقت الرخاء لينتفعوا مبا ادخروه يف السبع الشداد.‏ )334( وقال البغوي:‏ اأمرهم بحفظ<br />

)335(<br />

االأكرث،‏ واالأكل بقدر احلاجة.‏<br />

واالدخار يكون اأيام اخلصب والرخاء فيما زاد عن االستهالك،‏ اأما اأيام اجلدب فاملواساة<br />

والتكافل وسد احلوائج وقضاء املصالح اأوىل،‏ قال عليه السالم يف ‏ساأن االأضاحي،‏ وكان<br />

قد نهى عن ادخارها ثمّ‏ اأمر به:‏ « كلوا واأطعموا وادخروا،‏ فاإنّ‏ ذلك العام كان بالناس جهد<br />

)336(<br />

فاأردت اأن تعينوا فيها«.‏<br />

‎7‎استكفاء . 7 الأمناء وتقليد الأكفاء والستعانة باخلرباء:‏ تلجاأ الدول يف زمن االأزمات<br />

االقتصادية اإىل االستعانة باخلرباء االقتصاديني،‏ لوضع اسرتاتيجيات وخطط تساعد يف<br />

مكافحة اجلوع واحلصار االقتصادي وندرة املوارد،‏ وهذا واجب على احلاكم املسلم بسبب<br />

مسئوليته عن توفري الغذاء لالأمة وحتقيق الرفاه االقتصادي لها،‏ فعليه اأن يستعني باأهل التقوى<br />

من اخلرباء،‏ واأن يستبعد من عرف بالفساد واالختالس وقلة املعرفة وسوء االإدارة،‏ وبهذا يستطيع<br />

اأن يواجه االأزمات،‏ ويعالج القضايا الطارئة،ويحفظ اأموال االأمة من الضياع،‏ وهذا ما نستفيده<br />

من تقليّد ‏سيدنا يوسف املسؤولية عن تخزين الطعام وحفظ االأموال يف زمن العزيز حاكم مرص،‏<br />

وكان ‏سبب اختياره ما توافر فيه من حكمة ونفاذ روؤية وبصارة باالأمور،‏ واستطاع بهذه اخلربة<br />

217


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

والكفاءة اأن يقدّم العالج الناجع لسنني استفحل فيها اجلدب والقحط واجلوع.‏ يفهم هذا من<br />

قوله تعاىل:‏ ‏»قَالَ‏ اجْ‏ عَلْنِي عَ‏ لَى خَ‏ زَائِنِ‏ االْ‏ أَرْضِ‏ اإِيننِّ‏ حَ‏ فِيظٌ‏ عَ‏ لِيمٌ«.‏ )337( اأي ملا استودعتني عليه من<br />

)338(<br />

الطعام واملال،‏ عليم بسنني املجاعة<br />

8 فمن حق الدولة التدخل يف رسم السياسات السوقية<br />

. ‎8‎التدخل يف السوق عند الرضورة:‏<br />

عند احلاجة،‏ ومثاله التسعري اأيام الغالء،‏ والتسعري:‏ اأن ياأمر السلطان اأو نوابه اأو كل من ويل<br />

من اأمور املسلمني اأمراً‏ اأهل السوق اأن ال يبيعوا اأمتعتهم اإال بسعر كذا،‏ فيمنع من الزيادة عليه<br />

اأو النقصان ملصلحة.‏ )339( وقد اأجازه احلنفية،‏ )340( واملالكية،‏ )341( والليث بن ‏سعد،‏ و ربيعة،‏<br />

ويحيى بن ‏سعيد،‏ اإذا خيف من التجار اأن يفسدوا اأسواق املسلمني ويغلوا اأسعارهم؛الأنّ‏ فيه<br />

)342(<br />

منعاً‏ من استغالل املحتاجني ورحمة بهم،‏ فاإنّ‏ الرضر العام يدفع عن الناس.‏<br />

جاء يف كتاب ‏»اإرشاد السالك«‏ البن ‏شهاب املالكي:‏ اأمّ‏ ا تسعري السلع والبضائع اإذا<br />

اقتضته املصلحة،‏ فهو جائز برشط اأن يجمع االإمام وجوه اأهل السوق،‏ ويحرض غريهم<br />

)343(<br />

استظهاراً‏ على ‏صدقهم،‏ ويحدد ‏سعراً‏ يكون فيه مصلحة لهم وللجمهور.‏<br />

وقال اجلمهور:‏ )344( ال يحل للسلطان التسعري ولو يف وقت الغالء؛ ملا روى اأنس -<br />

رضي اهلل عنه-‏ قال:‏ غال السعر على عهد رسول اهلل فقال الناس:‏ يا رسول اهلل ‏سعّر لنا.‏ فقال<br />

عليه الصالة والسالم:‏ ‏»اإن اهلل هو القابض والباسط والرازق واملسعّر،‏ واإينّ‏ الأرجو اأن األقى<br />

اهلل وليس اأحد يطالبني مبظلمة يف نفس وال مال«.‏ )345( وظاهر احلديث يدل على عدم جواز<br />

التسعري؛ والأنّ‏ يف التسعري تضييقاً‏ على الناس يف اأموالهم؛ )346( والأنّه ظلم للبائع باإجباره<br />

على بيع ‏سلعته بغري حق،‏ اأو منعه من بيعها مبا يتفق عليه املتعاقدان.‏ وهو من اأسباب<br />

)347(<br />

الغالء؛ الأنّه يقطع اجللب ومينع الناس من البيع فريتفع السعر.‏<br />

واأجيب عن ذلك باأنّ‏ امتناع النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ عن التسعري بعد قول<br />

الصحابة له ‏سعّر لنا ال يدل على حرمته،‏ بل هو حممول على عدم احلاجة اإليه اإذ ذاك مع<br />

االإرشاد اإىل ‏سلوك طريق الورع واالحتياط،؛ فمثل هذا قد ال يخلو من اإجحاف بالتجار اأو<br />

باجلمهور،‏ بدليل قوله - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ « واإينّ‏ الأرجو اأن األقى اهلل وليس اأحد منكم<br />

)348(<br />

يطالبني مبظلمة يف دم وال مال«.‏<br />

والراجح جواز التسعري للحاجة ودفع الرضر العام عن الناس،‏ خاصة يف زمان اجلوع<br />

والقحط وندرة املال واملوارد وتفشّ‏ ي البطالة ورضب احلصار؛ الأنّ‏ احلاجة تقتضي مثل<br />

هذا االإجراء حلفظ مصالح الناس احليوية ودفع الرضر عنهم؛ وملا فيه من منع للتجار من<br />

استغالل حاجة الناس الإشباع جشعهم املحموم.‏<br />

218


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎9‎منع . 9 الحتكار وحماربته:‏ يعرّف االحتكار باأنّه:‏ اأن يشرتي طعاماً‏ يف بلد،‏ و ميتنع<br />

عن بيعه مع حاجة الناس اإليه،‏ و ذلك يرض بالناس.‏ )349( وهو فعل حمرّم؛ الأنّ‏ فيه اإرضاراً‏<br />

)350(<br />

بالعامة،‏ وهذا ظلم ال ترضاه الرشيعة الغراء.‏<br />

وقد وردت اأحاديث كثرية تنهى عن هذا الفعل الشنيع املخالف لالأخالق االإسالمية<br />

التي حتثّ‏ على االإيثار والتكافل االجتماعي واملواساة،‏ ومن هذه االأحاديث ما رواه مسلم<br />

اأنّ‏ رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»من احتكر فهو خاطئ«.‏ )351( وعن اأبي اأمامة<br />

اأنّ‏ النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ نهى اأن يحتكر الطعام.‏ )352( وروى ‏سعيد بن املسيب اأنّ‏<br />

النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ قال:‏ ‏»ال يحتكر اإال خاطئ«.‏ )353( قال اأبو داود:‏ وساألت اأحمد<br />

ما احلكرة ؟ قال ما فيه عيش الناس.‏ )354( وعن ‏صفوان بن ‏سليم قال:‏ قال رسول اهلل - ‏صلى<br />

)356(<br />

اهلل عليه وسلم-:‏ ‏»ال يحتكر اإال اخلوانون«.‏ )355( اأي اخلاطئون االآثمون.‏<br />

قال االإمام مالك:‏ ال يجوز احتكار الطعام يف ‏سواحل املسلمني؛ الأنّ‏ ذلك يرض بهم<br />

ويزيد يف غالء ‏سعرهم،‏ ومن اأرض بالناس حيل بينه وبني ذلك.‏ وقال اأيضاً:‏ ال يخرج الطعام<br />

من ‏سوق بلد اإىل غريه اإذا كان ذلك يرض باأهله،‏ فاإن مل يرض بهم فال باأس اأن يشرتيه كل<br />

)357(<br />

من احتاج اإليه.‏<br />

10 10 احلث على العمل ومكافحة البطالة:‏ حثّ‏ االإسالم على العمل ورغّ‏ ب فيه،‏ وجعل عمل<br />

االإنسان يف معاشه عبادة ما مل يؤد اإىل حمظور ‏رشعي،‏ والعمل هو السبيل الرشعي لكسب<br />

الرزق واحلصول على املال الالزم لرشاء ما يحتاجه االإنسان من ‏رضورات احلياة،‏ وهو<br />

داعم قوي لالقتصاد والتنمية؛ الأنّه ‏سبب يف زيادة االإنتاج والدخل الشخصي والقومي.‏<br />

ومن االآيات التي حتث على العمل قوله تعاىل:‏ ‏»فَاإِذَا قُ‏ ‏ضِ‏ يَتْ‏ الصَّ‏ الَ‏ ةُ‏ فَانتَرضِ‏ ‏ُوا يفِ‏<br />

االْ‏ أَرْضِ‏ «. )358( وقوله:‏ « هُ‏ وَ‏ الَّذِي جَ‏ عَلَ‏ لَكُ‏ مْ‏ االْ‏ أَرْضَ‏ ذَلُالً‏ فَامْ‏ ‏شُ‏ وا يفِ‏ مَ‏ نَاكِ‏ بِهَ‏ ا وَكُ‏ لُوا مِ‏ نْ‏ رِزْقِ‏ هِ‏<br />

وَاإِلَيْهِ‏ النُّشُ‏ ورُ«.‏ )359( ومن االأحاديث قوله عليه السالم:‏ ‏»والذي نفسي بيده الأنْ‏ ياأخذ اأحدكم<br />

)360(<br />

حبله فيحتطب على ظهره خري له من اأن ياأتي رجالً‏ فيساأله اأعطاه اأو منعه«.‏<br />

ويجب على الدولة توفري العمل والطعام الأفرادها،‏ كما يجب عليها مكافحة البطالة<br />

عن طريق خلق فرص عمل اإضافية بتشجيع االستثمار،‏ ومنح القروض املالية،‏ واإقامة<br />

املصانع واملشاريع التنموية،‏ واحلث على الزراعة واستصالح االأراضي،‏ وبناء االأسواق<br />

التجارية واإقامة عالقات اقتصادية وجتارية مع الدول املجاورة وغري ذلك.‏ )361( فقد كان<br />

اخلليفة عمر-‏ رضي اهلل عنه-‏ يطوف الليل يتحسّ‏ ‏س اأحوال الناس ليوفّر لهم ما يحتاجون،‏<br />

فمن وجده جائعاً‏ حمل له الدقيق على ظهره.‏ )362( ويف عام الرمادة كان ال ياأكل اإال اخلبز<br />

)363(<br />

والزيت حتى اسود جلده ويقول:‏ ‏»بئس الوايل اإن ‏شبعت والناس جياع«.‏<br />

219


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

‎1111‎التشغيل الكامل للمال:‏ نهى االإسالم عن كنز املال وادخاره وتعطيل ريعه،‏ ودعا<br />

اإىل االستثمار االأمثل له؛ الأنّ‏ كنزه مدعاة اإىل اخلمول والتكاسل،‏ ومن ثمّ‏ تعطيل النمو<br />

االقتصادي،‏ وانتشار الفقر.‏ قال تعاىل:‏ ‏»وَالَّذِينَ‏ يَكْنِزُونَ‏ الذَّهَ‏ بَ‏ وَالْفِضَّ‏ ةَ‏ وَالَ‏ يُنفِقُونَهَ‏ ا يفِ‏<br />

‏سَ‏ بِيلِ‏ اهللَّ‏ ِ فَبَرضنِّ‏ ‏ْهُ‏ مْ‏ بِعَذَابٍ‏ اأَلِيمٍ‏ «. )364( وعن عمر - رضي اهلل عنه-‏ قال:‏ ‏»اجتروا يف اأموال<br />

اليتامى ال تاأكلها الزكاة«.‏ )365( وهذه االأدلة تبنيّ‏ اأهمية استغالل املال واستثماره باإقامة<br />

املشاريع التي تدر االأرباح،‏ وتستوعب االأيدي العاملة،‏ مبا يساهم يف مكافحة البطالة<br />

والفقر ودفع عجلة االقتصاد اإىل االأمام يف حني اأن تكديس هذه االأموال يف بنوك اليهود<br />

والنصارى كما يفعل اأغنياء هذه االأمة يجعلها تعيش اإىل اإشعار اآخر يف فقر وهوان وذلّة.‏<br />

هذه بعض الوسائل التي يعالج بها اجلوع والفقر ‏رشعاً‏ وعرفاً،‏ اإذا عملت بها االأمّ‏ ة<br />

‏سعدت يف الدنيا واالآخرة.‏<br />

خامتة:‏<br />

ميكن اأن نلخّ‏ ‏ص نتائج الدراسة وفوائدها يف النقاط االآتية:‏<br />

اجلوع والفقر مصيبة من املصائب التي ينبغي للمسلم اأن يستعيذ باهلل منها واالبتالء<br />

1 بهما يوجب الصرب والتحمّل.‏<br />

ابتلى اهلل تعاىل باجلوع اأنبياءه واأصفياءه من خلقه.‏<br />

2 للجوع فضائل وحماسن كما اأنّ‏ للشبع اأرضاراً‏ واآفات.‏<br />

3 يعمل االإسالم على مكافحة اجلوع وحتقيق االأمن الغذائي بوسائل وترشيعات ناجعة.‏<br />

4 يعالج اجلوع بعالج اأسبابه ودواعيه.‏<br />

5 220<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

4 .<br />

5 .<br />

التوصيات:‏<br />

‎1‎‏سعادة . 1 البرشية واأمنها ورخاوؤها يف طاعة اهلل والتزام دينه ومنهجه.‏<br />

‎2‎تشكيل . 2 التحالفات القطرية والدولية الرامية اإىل مواجهة الفقر واجلوع.‏<br />

‎3‎العمل . 3 اجلاد على حتقيق التكامل االقتصادي بني االأقطار العربية واالإسالمية.‏<br />

‎4‎اإنشاء . 4 ‏صندوق نقد اإسالمي تودع فيه التربعات واالأموال ملواجهة املجاعات الطارئة.‏<br />

‎5‎تطبيق . 5 نظام الزكاة وجمع الرضائب وتوزيعها على املستحقني من اجلياع والفقراء<br />

واملعدمني.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎6‎العمل . 6 على حتقيق االستقالل االقتصادي عن الغرب حفاظاً‏ على السيادة الوطنية<br />

واالستقالل السياسي.‏<br />

‎7‎ترشيد . 7 االستهالك ونبذ االإرساف والعمل على ‏صون الرثوات الطبيعية من الهدر<br />

والضياع.‏<br />

‎8‎دعم . 8 جلان االإغاثة االإسالمية املنترشة يف العامل االإسالمي مادياً‏ ومعنوياً.‏<br />

‎9‎اإنشاء . 9 ‏سوق اإسالمية مشرتكة تتوىل وضع االسرتاتيجيات واخلطط االقتصادية للعامل<br />

االإسالمي مبا يحقّق له الرخاء واالزدهار.‏<br />

10 10 اإدارة برامج وطنية مركزّة لالأمن الغذائي حسنة التخطيط ومن خالل العمل بصورة<br />

وثيقة مع املنظمات االقتصادية االإقليمية والدولية.‏<br />

221


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

اهلوامش:‏<br />

) 1<br />

. ‎1‎انظر املوقع االإلكرتوين:‏www.wfp.org‏،‏ حتت عنوان:‏ ملاذا ما زال هناك )400<br />

مليون طفل جائع؟<br />

. ‎2‎رواه اأبو داود،‏ جماع اأبواب فضائل القراآن،‏ باب يف االستعاذة،سنن اأبي داود‎483/1‎<br />

‏سنن اأبن ماجة،‏‎1113/2‎‏.‏ ‏سنن النسائي،‏‎263/8‎‏.‏ قال الشيخ االألباين:)حسن ‏(.اجلامع<br />

الصغري وزيادته لالألباين ‏ص‎217‎‏.‏<br />

. ‎3‎رواه النسائي،‏ كتاب الصالة،‏ باب التعوذ يف دبر الصالة.‏ ‏سنن النسائي‎73/3‎<br />

الشيخ االألباين:‏ ‏صحيح االإسناد.اإرواء الغليل لالألباين 356/3.<br />

. 4 االألباين،‏ تخريج اأحاديث مشكلة الفقر ‏ص‎13‎<br />

)31(<br />

. ‎5‎‏سورة االأعراف االآية<br />

. 6 غامن عادل،قضية االأمن الغذائي يف مرص ‏ص‎3‎<br />

‎7‎انظر . 7 املوقع االإلكرتوين:‏www.fao.org ، حتت عنوان:‏ العمل معاً‏ الإقامة حتالف دويل<br />

‏ضد اجلوع.‏<br />

. ‎8‎الفريوزاآبادي،‏ القاموس املحيط ‏ص‎918‎‏.‏ الفيومي،‏ املصباح املنري‎115/1‎<br />

تاج العروس‎5169/1‎‏.الرازي،‏ خمتار الصحاح ‏ص‎119‎‏.‏<br />

. ‎9‎‏سورة البقرة االآية)‏‎155‎<br />

البِجاد:‏ كساءٌ‏ خمطط من اأَكسية االأَعراب.ابن منظور،‏ لسان العرب‎77/3‎<br />

‎11‎الزبيدي،تاج العروس‎1879/1‎‏.ابن منظور،‏ لسان العرب‎77/3‎<br />

‎12‎الزبيدي،تاج العروس‎5169/1‎‏.الفراهيدي،كتاب العني‎185/2‎<br />

13 الفراهيدي،كتاب العني‎185/2‎<br />

14 الرسبتي،االأمن الغذائي والتنمية االقتصادية ‏ص‎1‎<br />

‎15‎املصدر السابق ‏ص‎10‎<br />

16 القاسم ‏صبحي،‏ مشكلة الغذاء يف البلدان العربية نقالً‏ عن كتاب الثقافة االأدبية واللغوية<br />

تاأليف:‏ خليل الشيخ واآخرون ‏ص 89. الرسبتي،االأمن الغذائي والتنمية االقتصادية ‏ص‎10‎‏.‏<br />

17 الرسبتي،االأمن الغذائي والتنمية االقتصادية ‏ص‎29‎<br />

18 املصدر السابق ‏ص‎35‎<br />

19 احمد عبد الرحمن،اأسلوب االأمن الغذائي والتنمية يف العامل االإسالمي،‏ ورقة مقدمة<br />

. 2<br />

3 ‏.قال<br />

. 4<br />

. 5<br />

. 6<br />

8 ‏.الزبيدي،‏<br />

.) 9<br />

. 10 10<br />

. 11<br />

. 12<br />

. 13<br />

. 14<br />

. 15<br />

16<br />

. 17<br />

. 18<br />

19<br />

222


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

لندوة التنمية من منظور اإسالمي،‏ عمان،‏ االأردن ‏ص 2.<br />

‎20‎‏سورة قريش االآية)‏‎4‎<br />

21 الشوكاين،فتح القدير‎710/5‎<br />

22 تفسري ابن كثري 717/4<br />

23 ‏سورة النحل االآية)‏‎112‎<br />

)57(<br />

24 ‏سورة القصص االآية<br />

25 ‏سورة البقرة االآية)‏‎126‎<br />

‎26‎ابن اجلوزي،زاد املسري‎143/1‎<br />

27 رواه الرتمذي،كتاب الزهد عن رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم ‏-.سنن الرتمذي‎574/4‎<br />

قال االألباين:صحيح.السلسلة الصحيحة‎408/5‎‏.‏<br />

)22(<br />

‎28‎‏سورة احلديد االآية<br />

29 تفسري القرطبي‎220/17‎‏.‏ تفسري البغوي ‏ص‎40‎‏.الشوكاين،فتح القدير‎333/5‎<br />

اجلوزي،زاد املسري‎173/8‎‏.‏ تفسري النسفي 219/4. تفسري اأبي السعود 211/8.<br />

الزخمرشي،الكشاف‎1229/1‎‏.‏<br />

)88(<br />

30 ‏سورة يوسف االآية<br />

)75(<br />

31 ‏سورة املؤمنون االآية<br />

‎3232‎الصابوين،خمترص ابن كثري‎369/2‎‏.‏ تفسري الطربي‎285/7‎ ‏.االآلوسي،‏ روح املعاين<br />

‎81/13‎‏.الشوكاين،فتح القدير 71/3. السيوطي،الدر املنثور 111/6. تفسري اأبي<br />

السعود ‎145/6‎‏.الواحدي،الوجيز ‏ص‎751‎‏.‏<br />

)78(<br />

‎33‎‏سورة النساء االآية<br />

34 ‏سورة االأعراف االآية)‏‎131‎<br />

35 الصابوين،خمترص ابن كثري‎304/1‎‏.‏ تفسري الطربي 30/6. تفسري القرطبي 233/7<br />

الشوكاين،فتح القدير 345/2. تفسري اأبي السعود 264/3.<br />

)84(<br />

‎36‎‏سورة هود االآية<br />

37 ابن اجلوزي،زاد املسري‎247/4‎<br />

.) 20<br />

. 21<br />

. 22<br />

.) 23<br />

. 24<br />

.) 25<br />

. 26<br />

. 27<br />

. 28<br />

29 ‏.ابن<br />

223<br />

. 30<br />

. 31<br />

. 33<br />

.) 34<br />

. 35<br />

. 36<br />

. 37<br />

)21(<br />

38 38 ‏سورةالتوبة االآية .<br />

. 39<br />

‎39‎تفسري الطربي 29/6. السيوطي،الدر املنثور ‎274/4‎‏.الشوكاين،فتح القدير‎581/2‎


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

40 ‏سورةالسجدة االآية)‏‎101‎<br />

41 تفسري الطربي 245/10. تفسري جماهد 511/2. تفسري اجلاللني ‏ص‎547‎<br />

)77(<br />

42 ‏سورة املؤمنون االآية<br />

43 تفسري الطربي 236-235/9. السيوطي،الدر املنثور 111/6<br />

)52(<br />

44 ‏سورة املائدة االآية<br />

45 ابن اجلوزي،زاد املسري‎379/2‎‏.‏ تفسري القرطبي 204/6<br />

46 ‏سورة البقرة االآية)‏‎214‎<br />

)42(<br />

47 ‏سورة االأنعام االآية<br />

48 ‏سورة البقرة االآية)‏‎177‎<br />

49 ابن اجلوزي،زاد املسري‎18/4‎‏.الوجيز للواحدي ‏ص‎404‎‏.‏ تفسري النسفي 322/1<br />

الزخمرشي،تفسري الكشاف‎359/1‎‏.‏ النحاس،معاين القراآن 423/2.<br />

50 ‏سورة االأعراف االآية)‏‎130‎<br />

51 الشوكاين،فتح القدير‎347/2‎‏.‏ تفسري الطربي‎29/6‎‏.تفسري البغوي ‏ص‎268‎<br />

52 ‏سورة البقرة االآية)‏‎155‎<br />

53 تفسري ابن كثري‎269/1‎‏.تفسري الطربي‎29/6‎‏.‏ الشوكاين،فتح القدير 347/2<br />

54 اأبو طاهر السلفي،جممع السفر ‏ص‎407‎<br />

55 ‏سبق تخريجه.‏<br />

56 قبش،‏ اأحمد،‏ جممع احلكم واالأمثال جزء‎1‎<br />

57 العسكري،‏ جمهرة االأمثال‎332/1‎<br />

‎58‎ابن اأبي الدنيا،قرى الضيف‎476/1‎‏.‏ االأبشيهي،املستطرف‎479/2‎<br />

جمهرة االأمثال‎572/1‎‏.‏<br />

.) 40<br />

. 41<br />

. 42<br />

. 43<br />

. 44<br />

. 45<br />

.) 46<br />

. 47<br />

.) 48<br />

. 49<br />

.) 50<br />

. 51<br />

.) 52<br />

. 53<br />

. 54<br />

55<br />

. 56<br />

. 57<br />

58 ‏.العسكري،كتاب<br />

59 59 البعلي،املطلع‎420/1‎ .<br />

. 60<br />

60 ابن اجلوزي،‏ ‏صيد اخلاطر‎369/1‎‏.ابن اجلوزي،تلبيس اإبليس 439/1<br />

61 61 ابن اجلوزي،‏ ‏صيد اخلاطر‎393/1‎‏.ابن اجلوزي،املدهش ‏ص‎353‎ ‏.ابن اجلوزي،الثبات<br />

عند املمات ‏ص‎26‎‏.‏<br />

62 مُ‏ قْعِ‏ ياً:‏ اأَراد اأَنه كان يجلس عند االأكل على وركيه مستوفزاً‏ غري متمكن.‏ لسان العرب،‏<br />

224<br />

62<br />

.191/15


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎6363‎البيهقي،‏ ‏شعب االإميان،‏ 107/5 ‏.ورواه الدارمي،‏ كتاب االأطعمة،‏ باب يف التمر،سنن<br />

الدارمي‎142/2‎‏،حديث رقم)‏‎2062‎‏(.قال حسني ‏سليم اأسد:‏ اإسناده ‏صحيح.نفس املرجع<br />

والصفحة.‏<br />

‎64‎من خمص،واخلُمْصان:ُ‏ اجلائعُ‏ الضامرُ‏ البطنِ‏ ‏.ابن منظور،لسان العرب 29 7/<br />

الفريوزاآبادي،القاموس املحيط ‎797/1‎‏.الزبيدي،تاج العروس‎4441/1‎‏.‏<br />

65 متفق عليه،‏ رواه البخاري،‏ كتاب املغازي،‏ باب غزوة اخلندق،‏ ‏صحيح البخاري<br />

1503/4. ورواه مسلم،‏ كتاب االأرشبة،باب جواز استتباعه غريه اإىل دار من يثق برضاه<br />

بذلك ويتحققه حتققاً‏ تاماً‏ واستحباب االجتماع على الطعام،‏ ‏صحيح مسلم‎1610/3‎‏.‏<br />

‎66‎طوى:‏ طَ‏ واهُ‏ يطويه طَ‏ يَّا فانْطَ‏ وَى و الطَّ‏ وَى اجلوع.‏ الرازي،‏ خمتار الصحاح ‏ص‎403‎<br />

. 64<br />

. 66<br />

67<br />

225<br />

65<br />

68<br />

67 رواه الرتمذي،‏ كتاب الزهد،‏ باب ما جاء يف معشية النبي)صلى اهلل عليه وسلم(‏ واأهله،‏<br />

‏سنن الرتمذي 578/4، حديث رقم)‏‎2360‎‏(.‏ ‏صحيح ابن حبان ‎92/12‎‏.مسند االإمام<br />

احمد 373. 1/ ‏سنن ابن ماجة،‏ ‎1111/2‎‏.قال االألباين:‏ حديث حسن.االألباين،السلسلة<br />

الصحيحة 154/5. االألباين،اجلامع الصحيح وزيادته ‏ص‎903‎‏.‏<br />

68 رواه االإمام احمد.‏ قال ‏شعيب االأرنؤوط:اإسناده ‏صحيح ورجاله ثقات.‏ مسند اأحمد بن<br />

حنبل مذيل بتعليق ‏شعيب االأرنؤوط 301/3.<br />

69 الغزايل،اإحياء علوم الدين 81/5<br />

. 69<br />

70 70 املرجع السابق . 81/5<br />

. 71<br />

72<br />

. 73<br />

74<br />

75<br />

‎71‎تفسري الطربي 39/12<br />

72 ‏سبق تخريجه.‏<br />

73 اخلَصَ‏ اصة:اجلوع.‏ ابن منظور،لسان العرب‎24/7‎<br />

74 رواه الرتمذي،‏ كتاب الزهد،باب ما جاء يف معيشة اأصحاب النبي)صلى اهلل عليه وسلم(،‏<br />

‏سنن الرتمذي،‏‎581/4‎‏،‏ حديث رقم)‏‎2368‎‏(.مسند االإمام اأحمد 18/6. الطرباين،املعجم<br />

الكبري 310/18. قال االألباين:‏ حديث ‏صحيح.‏ االألباين،السلسلة الصحيحة‎202/5‎‏.‏<br />

االألباين،صحيح الرتغيب والرتهيب‎158/3‎‏.‏<br />

75 رواه البخاري،‏ كتاب فضائل الصحابة،باب مناقب ‏سعد بن اأبي وقاص الزهري.‏<br />

‏صحيح البخاري‎1364/3‎‏.‏<br />

76 اخلَمِ‏ ريُ:اخلُبْزُ.ابن منظور،لسان العرب 254/4<br />

77 ثَوْبٌ‏ حَ‏ بِريٌ:ناعِ‏ مٌ‏ جديدٌ.الزبيدي،تاج العروس‎2648/1‎<br />

. 76<br />

. 77


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

79<br />

80<br />

‎7878‎احلَصْ‏ باءُ:‏ احلَصى الذي يُحْ‏ ‏صَ‏ بُ‏ به.ابن منظور،لسان العرب‎351/1‎ . الفريوزاآبادي،‏<br />

القاموس املحيط ‏ص‎95‎‏.‏<br />

79 رواه البخاري،‏ كتاب فضائل الصحابة،‏ باب مناقب جعفر بن اأبي طالب الهاشمي<br />

‏)رضي اهلل عنه(،‏ ‏صحيح البخاري‎1359/3‎‏.حديث رقم)‏‎3505‎‏(.‏<br />

80 رواه الرتمذي،‏ كتاب الزهد،‏ باب ما جاء يف معيشة اأصحاب النبي)صلى اهلل عليه<br />

وسلم(،‏ ‏سنن الرتمذي،‏‎585/4‎‏،‏ حديث رقم)‏‎2371‎‏(.‏ قال اأبو عيسى:‏ هذا حديث غريب ال<br />

نعرفه اإال من هذا الوجه.‏ ‏سنن الرتمذي،‏‎585/4‎‏.‏<br />

81 تاريخ الطربي‎508/2‎‏.‏ تاريخ ابن خلدون‎553/2‎<br />

82 ‏سورة االأعراف االآية)‏‎130‎<br />

83 تفسري ابن كثري‎269/1‎‏.تفسري الطربي‎29/6‎‏.‏ الشوكاين،فتح القدير‎347/2‎<br />

84 ‏سورة النحل االآية)‏‎112‎<br />

85 العِ‏ لْهِ‏ زَ:‏ هو ‏شيءٌ‏ يتخذونه يف ‏سني املجاعة يخلطون الدم باأَوبار االإِبل ثم يَشْ‏ وُونه<br />

بالنار وياأْكلونه.‏ ابن منظور،لسان العرب‎381/5‎‏.‏<br />

86 تفسري الطربي‎655/7‎<br />

87 ابن اجلوزي،صفة الصفوة 332/2<br />

88 الغزايل،اإحياء علوم الدين‎83/3‎<br />

89 ابن اجلوزي،صفة الصفوة ‎160/3‎‏.االأرضَ‏ ُ: البَطَ‏ رُ.الزبيدي،‏ تاج العروس‎2457/1‎<br />

90 ابن اجلوزي،صفة الصفوة 223/4. ابن رجب احلنبلي،رشح حديث لبيك ‏ص‎66‎<br />

91 ابن اجلوزي،صفة الصفوة 334/4<br />

92 ابن اجلوزي،‏ التذكرة يف الوعظ ‏ص‎102‎<br />

93 ‏سورة التوبة االآية)‏‎120‎<br />

‎9494‎املنبجي،‏ تسلية اأهل املصائب 224/1. تفسري النسفي . 114/2 تفسري اجلاللني ‏ص<br />

263. تفسري ابن كثري 526/2<br />

95 لالستزادة انظر:‏ اإحياء علوم الدين للغزايل 88-84/3<br />

. 81<br />

. .) 82<br />

. 83<br />

.) 84<br />

85<br />

. 86<br />

. 87<br />

. 88<br />

. 89<br />

. 90<br />

. 91<br />

. 92<br />

.) 93<br />

. 95<br />

96<br />

96 رواه ابن ماجة،‏ كتاب االأطعمة،باب االقتصاد يف االأكل وكراهة الشبع،‏ ‏سنن ابن<br />

ماجه‎1111/2‎‏،‏ حديث رقم)‏‎3349‎‏(.سنن النسائي الكربى‎177/4‎‏.‏ ‏صحيح ابن حبان<br />

41/12. قال االألباين:‏ ‏صحيح.االألباين،صحيح ابن ماجة 237/2.<br />

226


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

97 ابن رجب احلنبلي،جامع العلوم واحلكم،‏ ‏ص 428<br />

98 املرجع السابق ‏ص 428<br />

الدقل:اأَرداأُ‏ التمر.ابن منظور،‏ لسان العرب‎116/3‎<br />

‎1‎رواه 0 مسلم،‏ كتاب الزهد والرقائق،‏ ‏صحيح مسلم‎2270/4‎<br />

‎1‎الهندي،كنز 0 العمال‎696/15‎‏.الغزايل،اإحياء علوم الدين‎82/3‎<br />

‎1‎الغزايل،اإحياء 0 علوم الدين‎82/3‎<br />

‎1‎املرجع 0 السابق‎87/3‎<br />

10 لالستزادة انظر:‏ اإحياء علوم الدين للغزايل‎88-84/3‎<br />

‎1‎الرسبتي،االأمن 0 الغذائي والتنمية االقتصادية ‏ص‎1‎<br />

‎1‎‏سورة 0 النحل االآية)‏‎112‎<br />

10 تفسري اأبي السعود‎145/5‎<br />

‎1‎تفسري 0 الطربي‎655/7‎‏.‏ تفسري القرطبي 129/12. تفسري اأبي السعود 146/6<br />

السيوطي،‏ الدر املنثور‎260/6‎‏.‏ تفسري البيضاوي ‏ص‎163‎‏.‏<br />

‎1‎السيوطي،الدر 0 املنثور‎174/5‎<br />

‎1‎الشوكاين،‏ 1 فتح القدير ‎333/2‎‏.ابن اأبي الدنيا،اإصالح املال ‏ص‎102‎<br />

. 97<br />

. 98<br />

. 99 99<br />

. 100<br />

. 101<br />

. 102<br />

. 103<br />

. 104<br />

. 105<br />

.) 106<br />

. 107<br />

. 108<br />

. 109<br />

. 110<br />

)75(<br />

11111 ‏سورة املؤمنون االآية .<br />

112 ‏.الواحدي،الوجيز<br />

‎1‎السيوطي،الدر 1 املنثور 111/6. تفسري اأبي السعود 145/6<br />

‏ص‎751‎‏.‏<br />

11113 تفسري الطربي‎158/1‎ .<br />

. 114<br />

)41(<br />

11115 ‏سورة الروم االآية .<br />

. 116<br />

)77(<br />

11117 ‏سورة املؤمنون االآية .<br />

. 118<br />

. 119<br />

. 120<br />

12<br />

‎1‎املصدر 1 السابق‎328/2‎<br />

‎1‎النحاس،معاين 1 القراآن‎269/3‎‏.‏ تفسري النسفي ‎92/2‎‏.الواحدي،الوجيزص‎467‎<br />

11 تفسري البيضاوي ‏ص‎164‎<br />

11 تفسري الطربي 236-235/9. تفسري البيضاوي ‏ص‎164‎<br />

‎1‎اجلاحظ،البيان 2 والتبيني ‏ص‎26‎<br />

121 رواه ابن حبان،‏ باب الزنى وحده،‏ ذكر استحقاق القوم عقاب اهلل جل وعال عند ظهور<br />

227


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

228<br />

الزنى والربا فيهم.‏ قال ‏شعيب االأرنؤوط:‏ حديث حسن لغريه.‏ ‏صحيح ابن حبان<br />

258/10 حديث رقم)‏‎4410‎‏(.ورواه احلاكم بلفظ ‏)عذاب(‏ بدل ‏)عقاب(‏ وقال:هذا<br />

حديث ‏صحيح االإسناد و مل يخرجاه.احلاكم،‏ املستدرك على الصحيحني‎43/2‎‏.‏<br />

‎1‎املناوي،‏ 2 فيض القدير 494/5<br />

. 122<br />

. 123<br />

‎1‎رواه 2 ابن ماجة،‏ كتاب الفنت،‏ باب العقوبات،‏ ‏سنن ابن ماجة 1332/2<br />

احلاكم،املستدرك 582/4. الطرباين،‏ مسند الشاميني 390/2. قال االألباين:‏ احلديث<br />

‏صحيح.‏ االألباين،السلسلة الصحيحة 219/1. االألباين،‏ ‏صحيح الرتغيب والرتهيب<br />

187/1. االألباين،‏ اجلامع الصغري وزيادته ‏ص‎1394‎‏.االألباين،‏ تخريج اأحاديث<br />

مشكلة الفقر ‏ص‎39‎‏.‏ االألباين،‏ ‏صحيح ابن ماجة ‎370/2‎‏.ابن حجر،تلخيص احلبري<br />

96/2. الزيلعي،نصب الراية 484/4.<br />

.) 124<br />

. 125<br />

. 126<br />

.) 127<br />

. 128 تفسري<br />

‎1‎‏سورة 2 البقرة االآية)‏‎155‎<br />

‎1‎تفسري 2 القرطبي‎169/2‎‏.الشوكاين،‏ فتح القدير‎246/1‎<br />

‎1‎تفسري 2 القرطبي‎169/2‎‏.الشوكاين فتح القدير‎246/1‎<br />

‎1‎‏سورة 2 البقرة االآية)‏‎168‎<br />

‎1‎النحاس،معاين 2 القراآن‎98/3‎‏.‏ تفسري الطربي‎104/6‎‏.‏ تفسري ابن كثري‎345/2‎<br />

القرطبي‎272/7‎‏.‏ تفسري الثعالبي 63/2.<br />

)51(<br />

‎1‎‏سورة 2 التوبة االآية<br />

‎1‎تفسري 3 النسفي ‎92/2‎‏.الواحدي،الوجيز ‏ص‎467‎‏.العيني،عمدة القاري‎162/23‎<br />

‎1‎‏سورة 3 النحل االآية)‏‎112‎<br />

‎1‎وزان 3 ‏صالح،‏ تنمية الزراعة العربية الواقع واملمكن ‏ص‎37‎<br />

واملاء يف عامل املسلمني الفقراء ‏ص‎11‎‏.‏<br />

‎1‎ابن 3 كثري البداية والنهاية‎86/3‎‏.‏ تاريخ ابن خلدون‎412/2‎<br />

‎1‎ابن 3 كثري،‏ البداية والنهاية‎192/7‎‏.حممد اأمني الضناوي،‏ عثمان بن عفان ‏ص‎29‎<br />

‎1‎انظر 3135 املوقع االإلكرتوين:‏www.libya-nfsl.org حتت عنوان:املجاعة التي ال<br />

مربر لها،‏ بقلم:‏ بشري رجب االصيبعي.‏<br />

‎1‎‏سورة 3 التوبة االآية)‏‎103‎<br />

‎1‎القرضاوي،‏ 3 فقه الزكاة 630/2<br />

‎1‎متفق 3 عليه.‏ رواه البخاري،كتاب الزكاة،باب وجوب الزكاة.‏ ‏صحيح البخاري‎470/1‎<br />

. 129<br />

. 130<br />

.) 131<br />

. 132 الطويل نبيل،الغذاء<br />

. 133<br />

. 134<br />

.) 136<br />

. 137<br />

. 138


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

ورواه مسلم،‏ كتاب االإميان،‏ باب الدعاء اإىل الشهادتني ورشائع االإسالم.‏ ‏صحيح<br />

مسلم‎48/1‎‏.‏<br />

اآرضَ‏ ‏ِه:ِ‏ اأَي اأَبْطَ‏ رِه واأَنْشَ‏ طِ‏ ه.ابن منظور،لسان العرب‎20/4‎<br />

قرقر:اأَملس.ابن منظور،لسان العرب‎173/6‎<br />

‎1‎رواه 4 النسائي،كتاب الزكاة،باب التغليظ يف حبس الزكاة.‏ ‏سنن النسائي‎12/5‎<br />

الهيثمي:رجاله ثقات.‏ الهيثمي،جممع الزوائد‎202/3‎‏.‏<br />

‎1‎حاشية 4 السندي على النسائي 12/5. ‏رشح السيوطي لسنن النسائي‎12/5‎<br />

‎1‎الكاساين،‏ 4 البدائع 203/2. ابن رشد،‏ بداية املجتهد 421/1<br />

املحتاج،‏‎401/1‎‏.‏ ابن قدامة،‏ املغني 646/2.<br />

‎1‎ابن 4 قدامة،‏ املغني 646/2<br />

145 متفق عليه.‏ رواه البخاري،‏ كتاب الزكاة،‏ باب فرض ‏صدقة الفطر.‏ ‏صحيح<br />

البخاري‎547/2‎‏.ورواه مسلم،‏ كتاب الزكاة،‏ باب زكاة الفطر على املسلمني من التمر<br />

والشعري.‏ ‏صحيح مسلم‎677/2‎‏.‏<br />

146 متفق عليه.رواه البخاري،‏ كتاب الصوم،‏ باب النهي عن الوصال،‏ ‏صحيح<br />

البخاري‎693/2‎‏.‏ واأخرجه مسلم يف الصيام،‏ باب النهي عن الوصال يف الصوم،‏<br />

‏صحيح مسلم 776/2 حديث رقم )1105(.<br />

‎1‎ابن 4 رجب احلنبلي،رشح حديث لبيك ‏ص 66<br />

‎1‎املرجع 4 السابق ‏ص‎66‎<br />

‎1‎‏سورة 4 قريش االآية)‏‎1‎<br />

‎1‎تفسري 5 الطربي‎700/12‎<br />

. 13139<br />

. 14140<br />

141 ‏.قال<br />

. 142<br />

. 143 الرشبيني،‏ مغني<br />

229<br />

. 144<br />

14<br />

. 147<br />

. 148<br />

.) 149<br />

. 150<br />

15151 تفسري الثعالبي . 443/4<br />

. 152<br />

. 153<br />

15<br />

14<br />

15<br />

15 ابن منظور،لسان العرب‎390/14‎<br />

‎1‎املباركفوري،‏ 5 حتفة االأحوذي‎103/3‎‏.ابن قدامة،املغني 283/2<br />

154 رواه البخاري،كتاب االستسقاء،باب االستسقاء وخروج النبي - ‏صلى اهلل عليه<br />

وسلم-‏ يف االستسقاء.‏ ‏صحيح البخاري‎351/1‎‏.‏<br />

155 رواه البخاري،‏ كتاب االستسقاء،‏ باب ‏سؤال الناس االإمام االستسقاء اإذا قحطوا.‏<br />

‏صحيح البخاري‎342/1‎‏.‏<br />

)28(<br />

‎1‎‏سورة 5 الشورى االآية<br />

‎1‎ابن 5 عاشور،التحرير والتنوير ‏ص‎3871‎<br />

. 156<br />

. 157


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

‎15158‎رواه البخاري،كتاب االستسقاء،‏ باب دعاء النبي - ‏صلى اهلل عليه وسلم-‏ ‏)اجعلها<br />

عليهم ‏سنني كسنني يوسف (. ‏صحيح البخاري‎341/1‎‏.‏<br />

)52(<br />

‎1‎‏سورة 5 هود االآية<br />

‎1‎‏سورة 6 نوح االآية)‏‎11-10‎<br />

‎1‎تفسري 6 القرطبي‎7/9‎‏.تفسري ابن كثري‎546/4‎‏.‏ تفسري النسفي 292/1<br />

‏ص‎230‎‏.ابن اجلوزي،زاد املسري‎370/8‎‏.السيوطي،الدر املنثور‎443/4‎‏.تفسري ابن<br />

كثري‎590/2‎‏.‏<br />

‎1‎رواه 6 ابن ماجة،‏ كتاب االأدب،‏ باب يف االستغفار.‏ ‏سنن ابن ماجه‎1254/2‎<br />

‎1‎ابن 6 حجر،فتح الباري‎9/11‎<br />

‎1‎‏شحاتة 6 حسني،مشكلة الفقر وكيف عاجلها االإسالم ‏ص‎90‎<br />

‎1‎‏سورة 6 البقرة االآية)‏‎3‎<br />

‎1‎رواه 6 الرتمذي،كتاب االإميان،‏ باب ما جاء يف حرمة الصالة.سنن الرتمذي‎11/5‎<br />

167 رواه البخاري،‏ كتاب املناقب،باب عالمات النبوة يف االإسالم،‏ ‏صحيح<br />

البخاري‎1503/4‎‏.‏<br />

‎1‎املباركفوري،‏ 6 حتفة االأحوذي 437/4<br />

‎1‎ابن 6 حجر،‏ فتح الباري‎514/11‎<br />

)89(<br />

‎1‎‏سورة 7 املائدة االآية<br />

‎1‎ابن 7 قدامة،‏ املغني،‏‎9/8‎<br />

‎1‎‏سورة 7 املجادلة االآية)‏‎4‎<br />

‎1‎الشافعي،‏ 7 كتاب االأم 146/4<br />

‎1‎الّالبةُ:‏ 7 احلَرَّة يريد بذلك طريف املدينة.الزبيدي،‏ تاج العروس 948/1<br />

175 رواه البخاري،‏ كتاب الهبة وفضلها،‏ باب اإذا وهب هبة فقبضها االآخر ومل يقل قبلت،‏<br />

‏صحيح البخاري 918/2، حديث رقم،)‏‎2460‎‏(.‏<br />

‎1‎مالك،‏ 7 املوطاأ،‏‎778/2‎<br />

. 159<br />

.) 160<br />

. 161 تفسري البغوي<br />

. 162<br />

. 163<br />

. 164<br />

.) 165<br />

. 166<br />

16<br />

. 168<br />

. 169<br />

. 170<br />

. 171<br />

.) 172<br />

. 173<br />

. 174<br />

17<br />

. 176<br />

)28(<br />

17177 ‏سورة احلج االآية .<br />

. 178<br />

. 179<br />

‎1‎الكاساين،‏ 7 البدائع 430/2. الشافعي،االأم 282/2. ابن قدامة،‏ املغني،‏‎549/3‎<br />

)95(<br />

‎1‎‏سورة 7 املائدة االآية<br />

230


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎1‎الكاساين،‏ 8180 البدائع 246/2. ابن رشد،‏ بداية املجتهد 486/1 ‏.الرشبيني،‏ مغني<br />

املحتاج 532/1. ابن قدامة،‏ املغني،‏‎373/2‎‏.‏<br />

‎1‎‏سورة 8 البقرة االآية)‏‎196‎<br />

‎1‎الكاساين،‏ 8182 البدائع 388/2. الرسخسي،‏ املبسوط . 171/6 الغنيمي،اللباب يف ‏رشح<br />

231<br />

.) 181<br />

الكتاب 56/3.<br />

. 183<br />

. 184<br />

. 185<br />

18<br />

‎1‎ابن 8 رشد،‏ بداية املجتهد 597/1<br />

‎1‎الرشبيني،‏ 8 مغني املحتاج،‏‎282/4‎<br />

‎1‎ابن 8 قدامة،‏ املغني 95/11<br />

186 رواه البيهقي،‏ كتاب الضحايا،‏ باب االأضحية ‏سنة نحب لزومها ونكره تركها.‏ البيهقي،‏<br />

السنن الكربى،‏ 264/9. قال االألباين:‏ ‏صحيح.‏ اإرواء الغليل لالألباين،‏ 355/4.<br />

)28(<br />

‎1‎‏سورة 8 احلج االآية<br />

‎1‎ابن 8 رشد،‏ بداية املجتهد 440/1. ابن قدامة،‏ املغني،‏‎80/3‎<br />

‎1‎‏سورة 8 البقرة االآية)‏‎184‎<br />

‎1‎‏سورة 9 البقرة االآية)‏‎196‎<br />

191 رواه البخاري،‏ كتاب احلج،‏ باب قول اهلل تعاىل فمن كان منكم مريضاً‏ اأو به اأذى<br />

من راأسه ففدية من ‏صيام اأو ‏صدقة اأو نسك،‏ ‏صحيح البخاري،‏ 644/2، حديث<br />

رقم)‏‎1719‎‏(.‏<br />

‎1‎الشافعي،‏ 9 االأم ‎146/4‎‏.الرشبيني،‏ مغني املحتاج 92/3<br />

)41(<br />

‎1‎‏سورة 9 االأنفال االآية<br />

19 حماد البغدادي،‏ تركة النبي ‏ص‎87‎<br />

19 الشافعي،‏ االأم ‎146/4‎‏.الرشبيني،‏ مغني املحتاج 92/3<br />

‎1‎‏سورة 9 احلرش االآية)‏‎7‎<br />

‎1‎الشافعي،‏ 9 كتاب االأم ‎108/2‎‏.االآبي،‏ الثمر الداين ‏ص 304<br />

. 187<br />

. 188<br />

.) 189<br />

.) 190<br />

19<br />

. 192<br />

. 193<br />

. 194<br />

. 195<br />

.) 196<br />

. 197<br />

‎1‎النووي،‏ 9198 املجموع . 370/19<br />

‎1‎‏صحيح 9199 ابن حبان‎243/10‎ ‏.قال ‏شعيب االأرنؤوط:‏ رجاله ثقات.املرجع نفسه<br />

243/10. وقد روي احلديث بروايات متعدّدة.انظر االألباين،صحيح الرتغيب<br />

والرتهيب‎295/2‎‏.‏ ‏صحيح ابن ماجة 78/2.


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

. 200<br />

. 201<br />

. 202<br />

.) 203<br />

. 204<br />

.) 205<br />

. 206<br />

. 207<br />

. 208<br />

20<br />

‎2‎السيوطي 0 واآخرون،رشح ‏سنن ابن ماجه ‏ص 182<br />

‎2‎ابن 0 تيمية،جمموع الفتاوى‎471/14‎<br />

‎2‎ابن 0 قدامة،املغني‎74/11‎<br />

‎2‎‏سورة 0 املائدة االآية)‏‎3‎<br />

‎2‎تفسري 0 الطربي‎417/4‎<br />

20 ‏سورة االأنعام االآية)‏‎119‎<br />

‎2‎الشوكاين،فتح 0 القدير‎227/2‎‏.تفسري البغوي ‏ص‎182‎‏.الوجيز للواحدي ‏ص‎372‎<br />

‎2‎مل 0 تصطبحوا:‏ مل تاأكلوا اأكل الصبوح.ابن منظور،‏ لسان العرب‎502/2‎<br />

‎2‎مل 0 تغتبقوا:‏ تاأكلوا اأكل العشاء.ابن منظور،لسان العرب‎502/2‎<br />

209 مل حتتفئوا:‏ احتفاء البقل اأخذه باأطراف االأصابع من قرصه وقلته.‏ الزبيدي،تاج<br />

العروس‎8348/1‎‏.‏ ابن منظور،لسان العرب 186/14.<br />

21210 مسند اأحمد بن حنبل 218/5 ‏.تعليق ‏شعيب االأرنؤوط:‏ حديث حسن بطرقه<br />

وشواهده.املرجع نفسه‎218/5‎‏.سنن الدارمي‎120/2‎‏.احلاكم،املستدرك 139/4.<br />

الطرباين،املعجم الكبري‎251/3‎‏.قال الهيثمي:‏ رجاله ثقات.الهيثمي،‏ جممع<br />

الزوائد.‏‎70/5‎‏.‏<br />

‎2‎الطرباين،املعجم 1211 الكبري‎257/7‎ ‏.قال الهيثمي:‏ اإسناده حسن.‏ الهيثمي،جممع<br />

الزوائد‎291/4‎‏.‏<br />

‎2‎تفسري 1 الطربي‎417/4‎<br />

‎2‎الرسخسي،‏ 1 املبسوط 140/9. ابن الهمام،‏ ‏رشح فتح القدير 367/5<br />

مواهب اجلليل 421/8. ‏رشح الزرقاين على املوطاأ 192/4. احلصني،‏ كفاية<br />

االأخيار 190/2. الرشبيني،‏ مغني املحتاج ‎162/4‎‏.ابن قدامة،‏ املغني 284/10.<br />

. 212<br />

213 ‏.احلطاب،‏<br />

املرداوي،االإنصاف 277/10.<br />

.) 214<br />

. 215 مادة ‏)عذق(.‏<br />

21<br />

‎2‎‏سورة 1 املائدة االآية )3<br />

21 العذق:‏ النخل.‏ ابن منظور،لسان العرب 238/10<br />

216 رواه ابن اأبي ‏شيبة،‏ كتاب احلدود،‏ باب يف الرجل يرسق التمر والطعام،‏ مصنف<br />

ابن اأبي ‏شيبة ‎521/5‎‏،اأثر رقم )28586(. مصنف عبد الرزاق 242/100، اأثر رقم<br />

232<br />

.)18990(<br />

21<br />

217 رواه عبد الرزاق يف مصنفه،‏ كتاب احلدود،‏ باب ‏رسقة العبد،‏ مصنف عبد الرزاق<br />

238/10. اأثر رقم )18977( مسند االإمام الشافعي ‏ص‎224‎‏.‏<br />

21218 ‏سورة احلرش االآية)‏‎9‎ (.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎21219‎متفق عليه.رواه البخاري،كتاب االأدب،‏ باب رحمة الناس والبهائم،صحيح<br />

البخاري‎2238/5‎‏.‏ ورواه مسلم،كتاب الرب والصلة واالآداب،‏ باب تراحم املؤمنني<br />

وتعاطفهم وتعاضدهم.‏ ‏صحيح مسلم‎1999/4‎‏.‏<br />

‎2‎املرداوي،‏ 2 االإنصاف‎265/3‎<br />

221 الظنِّ‏ لْفُ‏ بالكًَرضْ‏ ‏ِ:ظُ‏ فُرُ‏ كُ‏ لنِّ‏ ما اجْ‏ رتَ‏ َّ وهو للبَقَرةِ‏ والشّ‏ اةِ‏ والظَّ‏ بْي وشِ‏ بْهِ‏ ها مبنْزِلَةِ‏ القَدَمِ‏ لنا.‏<br />

الزبيدي،تاج العروس‎6004/1‎‏.‏<br />

‎2‎رواه 2222 النسائي،‏ كتاب الزكاة،‏ باب رد السائل.‏ ‏سنن النسائي‎81/5‎ ‏.قال الشيخ<br />

االألباين:)صحيح (. االألباين،‏ اجلامع الصغري وزيادته ‏ص‎582‎‏.‏<br />

22 مالك،املوطاأ - رواية حممد بن احلسن‎424/3‎<br />

224 رواه مالك يف املوطاأ،‏ كتاب الرصف،‏ باب الصلح يف الرشب وقسمة املاء،‏<br />

املوطاأ‎277/3‎‏.‏ مسند االإمام احمد،‏‎364/5‎‏.الطرباين،املعجم الكبري‎80/11‎‏.‏<br />

22225 البخاري،االأدب املفرد ‏ص‎52‎‏.مسند اأحمد بن حنبل‎54/1‎ ‏.قال الهيثمي:‏ رجاله رجال<br />

الصحيح اإال اأن عباية بن رفاعة مل يسمع من عمر.الهيثمي،جممع الزوائد‎306/8‎‏.‏<br />

تعليق الذهبي يف التلخيص:‏ ‏سنده جيد.‏ احلاكم،املستدرك على الصحيحني‎185/4‎‏.‏<br />

‎2‎االأنصاري،خمترص 2 تاريخ دمشق ‏ص‎2841‎<br />

‎2‎الصَّ‏ 2 حْ‏ فة:القَصْ‏ عة.ابن منظور،لسان العرب‎139/1‎<br />

‎2‎االأنصاري،‏ 2 خمترص تاريخ دمشق ‏ص‎2841‎<br />

‎2‎ابن 2 جنم،‏ البحر الرائق ‎365/4‎‏.ابن قدامة،‏ املغني 370/9<br />

‎2‎عقلة،حممد.نظام 3 االأرسة يف االإسالم 490/3<br />

)26(<br />

‎2‎‏سورة 3 االإرساء االآية<br />

‎2‎رواه 3 اأبو داود،‏ كتاب االأدب،باب يف بر الوالدين.سنن اأبي داود‎757/2‎<br />

‎2‎رواه 3 اأبو داود،كتاب االأدب،باب يف بر الوالدين.سنن اأبي داود‎757/2‎<br />

‎2‎‏سورة 3 النساء االآية)‏‎7‎<br />

235 رواه ‏سعيد بن منصور،‏ باب من قطع مرياثاً‏ فرضه اهلل.‏ ‏سنن ‏سعيد بن<br />

منصور‎96/1‎‏.‏<br />

236 حمودي ‏صالح،‏ معاجلة اخلليفة عمر بن اخلطاب ملشكلة املجاعة يف عام الرمادة<br />

‏ص‎90‎‏.‏<br />

233<br />

. 220<br />

22<br />

. 223<br />

22<br />

. 226<br />

. 227<br />

. 228<br />

. 229<br />

. 230<br />

. 231<br />

. 232<br />

. 233<br />

.) 234<br />

23<br />

23<br />

23<br />

237 رواه مسلم،‏ كتاب االأرشبة،باب فضيلة املواساة يف الطعام القليل واأن طعام االثنني<br />

يكفي الثالثة ونحو ذلك.صحيح مسلم‎1630/3‎‏.‏<br />

23238 ابن حجر،فتح الباري ‎535/9‎‏.املناوي،فيض القدير‎44/5‎ .


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

‎23239‎الظَّ‏ رِب:ُ‏ بكرس الراءِ‏ كلُّ‏ ما نَتاأَ‏ من احلجارة وحُ‏ دَّ‏ طَ‏ رَفُ‏ ه.‏ وقيل:‏ هو اجلَبَل املُنْبَسِ‏ ط.‏ وقيل:‏<br />

الرَّوابي الصغار واجلمعُ‏ ظِ‏ رابٌ‏ . ابن منظور،‏ لسان العرب‎569/1‎‏.‏ الفريوزاآبادي،‏<br />

القاموس املحيط ‏ص‎142‎‏.‏<br />

240 رواه البخاري،‏ كتاب الرشكة،‏ باب الرشكة يف الطعام والنهد والعروض،‏ ‏صحيح<br />

24<br />

البخاري 879/2.<br />

. 241<br />

. 242<br />

.) 243<br />

. 244<br />

. 245<br />

24<br />

24 ابن عبد الرب،‏ التمهيد‎12/23‎<br />

)14(<br />

‎2‎‏سورة 4 البلد االآية<br />

24 ‏سورة املدثر االآية)‏‎44-42‎<br />

‎2‎العاين:‏ 4 االأسري.ابن منظور،‏ لسان العرب 101/15<br />

‎2‎رواه 4 البخاري،‏ كتاب املغازي،‏ باب فكاك االأسري،‏ ‏صحيح البخاري‎1106/3‎<br />

246 رواه البخاري،‏ كتاب املغازي،‏ باب غزوة اخلندق وهي االأحزاب،‏ ‏صحيح<br />

البخاري‎1503/4‎‏.‏<br />

‎2‎رواه 4 ابن ماجة،كتاب االأطعمة،باب اإطعام الطعام.سنن ابن ماجه 1083/2<br />

الشيخ االألباين:صحيح.‏ السلسلة الصحيحة لالألباين‎3/4‎‏.‏ ورواه الرتمذي بلفظ<br />

قريب،كتاب ‏صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم،‏<br />

‏سنن الرتمذي‎652/4‎‏.‏<br />

247 ‏.قال<br />

. 248<br />

. 249<br />

. 250<br />

. 251<br />

25<br />

‎2‎ابن 4 االأعرابي،‏ الزهد وصفة الزاهدين ‏ص‎20‎<br />

‎2‎الهروي،منازل 4 السائرين ‏ص 30<br />

)77(<br />

‎2‎‏سورة 5 النساء االآية<br />

‎2‎الزهد 5 البن حنبل ‏ص‎65‎<br />

252 رواه الرتمذي،‏ كتاب الزهد عن رسول اهلل ‏)صلى اهلل عليه وسلم(،‏ باب ما جاء يف<br />

معيشة اأصحاب النبي ‏)صلى اهلل عليه وسلم(.‏ ‏سنن الرتمذي ‎549/4‎‏.قال االألباين:‏<br />

‏صحيح.اجلامع الصغري وزيادته.ص‎940‎‏.‏<br />

‎2‎رواه 5 ابن ماجة،‏ كتاب الزهد،‏ باب الزهد يف الدنيا.سنن ابن ماجه‎1373/2‎<br />

‎2‎الهندي،كنز 5 العمال 830/12. االأصبهاين،حلية االأولياء 48/1<br />

الكربى‎313/3‎‏.‏<br />

25 الهناد بن الرسي،‏ الزهد ‏ص‎315/1‎<br />

‎2‎الغزايل،اإحياء 5 علوم الدين‎27/1‎<br />

25 ابن تيمية،الزهد والورع والعبادة ‏ص‎119‎<br />

‎2‎الدينوري،القناعة 5 ‏ص‎40‎<br />

. 253<br />

. 254 ابن ‏سعد،الطبقات<br />

. 255<br />

. 256<br />

. 257<br />

. 258<br />

234


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

235<br />

. 259<br />

26<br />

25 املرجع السابق ‏ص‎40‎<br />

260 رواه البخاري،‏ كتاب الزكاة،‏ باب ال ‏صدقة اإال عن ظهر غني.‏ ‏صحيح<br />

البخاري‎517/2‎‏.‏<br />

‎2‎رواه 6 مسلم،‏ كتاب الزهد والرقائق،‏ باب يف الكفاف والقناعة.صحيح مسلم 730/2<br />

262 رواه الرتمذي،كتاب الزهد عن رسول اهلل ‏-صلى اهلل عليه وسلم ‏-.سنن<br />

الرتمذي‎574/4‎‏.قال االألباين:صحيح.السلسلة الصحيحة‎408/5‎‏.‏<br />

‎2‎ابن 6 اأبي الدنيا،القناعة والعفاف ‏ص‎59‎<br />

26 املرجع السابق ‏ص‎62‎<br />

‎2‎‏سورة 6 البقرة االآية)‏‎177‎<br />

. 261<br />

26<br />

. 263<br />

. 264<br />

.) 265<br />

26266 الوجيز للواحدي ‏ص . 146<br />

.) 267<br />

. 268<br />

. 269<br />

. 270<br />

. 271<br />

. 272<br />

. 273<br />

. 274<br />

. 275<br />

. 276<br />

. 277<br />

27<br />

26 ‏سورة الضحى االآية)‏‎5‎<br />

‎2‎االأبشيهي،املستطرف‎106/2‎‏.‏ 6 العراقي،‏ تخريج اأحاديث االإحياء‎114/4‎<br />

26 العراقي،‏ تخريج اأحاديث االإحياء 1/1<br />

27 ابن اجلوزي،‏ ‏صيد اخلاطر ‏ص 220<br />

27 الغزايل،اإحياء علوم الدين‎58/2‎<br />

27 ابن اجلوزي،‏ املدهش‎382/1‎<br />

27 الغزايل،‏ اإحياء علوم الدين‎58/2‎<br />

)26(<br />

‎2‎‏سورة 7 االإرساء االآية<br />

)31(<br />

‎2‎‏سورة 7 االأعراف االآية<br />

‎2‎تفسري 7 ابن كثري‎243/2‎<br />

‎2‎تفسري 7 القرطبي‎167/7‎<br />

278 متفق عليه،رواه البخاري،كتاب االأطعمة،باب املؤمن ياأكل يف معي واحد.صحيح<br />

البخاري 2061/5. واأخرجه مسلم يف كتاب االأرشبة،‏ باب املؤمن ياأكل يف معي<br />

واحد.‏ ‏صحيح مسلم‎1631/3‎‏.‏<br />

‎2‎ابن 7 حجر،فتح الباري‎538/9‎<br />

280 ‏سبق تخريجه.‏<br />

‎2‎خمَ‏ 8281 ِ يلة:‏ كرب.الرازي،خمتار الصحاح‎196/1‎<br />

28 رواه البخاري تعليقاً،‏ كتاب اللباس.صحيح البخاري‎2180/5‎<br />

‎2‎رواه 8 الطرباين،‏ الطرباين،املعجم الكبري‎107/8‎‏.‏ البيهقي،‏ ‏شعب االإميان 33/5<br />

االأصبهاين،‏ حلية االولياء‎90/6‎‏.‏ قال الشيخ االألباين:حسن لغريه.االألباين،‏ ‏صحيح<br />

الرتغيب والرتهيب 247/2.<br />

. 279<br />

28<br />

. 282<br />

. 283


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

‎2‎‏سورة 8 اإبراهيم االآية)‏‎7‎<br />

.) 284<br />

28285 تفسري القرطبي‎292/9‎ .<br />

286 ‏.تفسري<br />

‎2‎تفسري 8 اأبي السعود‎35/5‎‏.تفسري ابن كثري‎689/2‎‏.‏ تفسري الطربي‎419/7‎<br />

القرطبي ‎166/2‎‏.الشوكاين،فتح القدير‎140/3‎‏.‏ تفسري البيضاوي‎339/1‎‏.‏<br />

‎2‎‏سورة 8 النحل االآية)‏‎112‎<br />

‎2‎تفسري 8 القرطبي‎172/10‎‏.تفسري الطربي‎655/7‎<br />

)66(<br />

‎2‎‏سورة 8 املائدة االآية<br />

‎2‎تفسري 9 القرطبي‎277/6‎<br />

‎2‎تفسري 9 ابن كثري‎104/2‎<br />

‎2‎‏سورة 9 الطالق االآية)‏‎2‎<br />

‎2‎تفسري 9 الطربي‎130/12‎<br />

)96(<br />

‎2‎‏سورة 9 االأعراف االآية<br />

‎2‎تفسري 9 القرطبي‎227/6‎<br />

29 تفسري ابن كثري‎312/2‎<br />

.) 287<br />

. 288<br />

. 289<br />

. 290<br />

. 291<br />

.) 292<br />

. 293<br />

. 294<br />

. 295<br />

. 296<br />

)16(<br />

29297 ‏سورة اجلن االآية .<br />

. 298<br />

‎2‎السيوطي،الدر 9 املنثور‎305/8‎‏.‏ تفسري الطربي‎268/12‎‏.تفسري النسفي‎288/4‎<br />

الشوكاين،فتح القدير‎432/5‎‏.‏<br />

‎2‎ابن 9 رجب احلنبلي،‏ لطائف املعارف ‏ص 356<br />

300 رواه الرتمذي،‏ كتاب الزهد عن رسول اهلل - ‏صلى اهلل عليه وسلم-،‏ باب يف التوكل<br />

على اهلل.‏ ‏سنن الرتمذي‎573/4‎‏.‏ قال االألباين:صحيح.السلسلة الصحيحة‎620/1‎‏.‏<br />

. 299<br />

30<br />

30301 االألباين،التوسل ‏ص‎38‎ .<br />

. 302<br />

. 303<br />

30<br />

30 قَزَعةٌ:‏ قِ‏ طْ‏ عةٌ‏ من الغيم.ابن منظور،لسان العرب‎271/8‎<br />

‎3‎‏سلع:‏ 0 جبل معروف باملدينة.‏ الزبيدي،تاج العروس‎6084/1‎<br />

304 رواه البخاري،‏ كتاب االستسقاء،‏ باب االستسقاء يف املسجد.‏ ‏صحيح<br />

البخاري‎343/1‎‏.‏<br />

305 رواه البخاري،‏ كتاب االستسقاء،‏ باب ‏سؤال الناس االإمام االستسقاء اإذا قحطوا.‏<br />

‏صحيح البخاري‎342/1‎‏.‏<br />

236<br />

30


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎3‎ابن 0306 عبد الوهاب،‏ تيسري العزيز احلميد ‏ص‎661‎ .<br />

‎30307‎وهي املعاملة على االأرض ببعض ما يخرج منها برشوط معروفة.‏ الكاساين،بدائع<br />

الصنائع‎269/5‎‏.‏<br />

‎30308‎وهي دفع الشجر اإىل من يصلحه بجزء من ثمر.‏ الغنيمي،اللباب يف ‏رشح الكتاب<br />

.71/2<br />

30309 هي عقد على الرشكة مبال من اأحد الرشيكني وعمل من االآخر.املرجع السابق<br />

.35/2<br />

31310 ‏رشح النووي على مسلم . 213/10<br />

‎31311‎متفق عليه،‏ رواه البخاري،‏ كتاب املزارعة،باب فضل الزرع والغرس اإذا اأكل منه.‏<br />

‏صحيح البخاري‎817/2‎‏.ورواه مسلم،كتاب املساقاة،باب فضل الغرس والزرع.‏<br />

‏صحيح مسلم‎1189/3‎‏.‏<br />

‎3‎ابن 1312 حجر،فتح الباري‎4/5‎ .<br />

‎3‎الهندي،كنز 1313 العمال‎1460/3‎‏.مسند عبد بن حميدص‎366‎ . قال الهيثمي:‏ رجاله<br />

اأثبات ثقات.‏ الهيثمي،‏ جممع الزوائد 108/4. مسند اأحمد بن حنبل‎191/3‎‏.‏<br />

‎31314‎رواه عبد الرزاق يف املصنف،‏ باب عقر الشجر باأرض العدو.‏ مصنف عبد الرزاق<br />

.201/5<br />

‎31315‎رواه البيهقي،‏ كتاب اإحياء املوات،‏ باب من اأحيا اأرضاً‏ ميتة ليس الأحد.السنن الكربى<br />

للبيهقي‎141/6‎‏.‏ حديث رقم)‏‎11551‎‏(.‏<br />

‎3‎وزان 1316 ‏صالح،‏ تنمية الزراعة العربية الواقع واملمكن ‏ص‎93‎ .<br />

‎3‎رواه 1317 البخاري،‏ كتاب البيوع،‏ باب كسب الرجل وعمله بيده.‏ ‏صحيح البخاري . 730/2<br />

‎3‎القرضاوي،‏ 1318 مشكلة الفقر وكيف عاجلها االإسالم،‏ ‏ص . 44<br />

‎31319‎رواه مسلم،كتاب فضائل الصحابة - رضي اهلل تعاىل عنهم-،باب من فضائل<br />

زكرياء عليه السال م.‏ ‏صحيح مسلم 1846/4.<br />

‎3‎كايد 2320 قرعوش واآخرون،‏ النظام االقتصادي يف االإسالم ‏ص‎280‎ .<br />

‎3‎‏سورة 2321 املائدة االآية)‏‎2‎ (.<br />

237


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

‎32322‎متفق عليه.رواه البخاري،كتاب املزارعة،باب ما كان اأصحاب النبي ‏)صلى اهلل عليه<br />

وسلم(‏ يواسي بعضهم بعضاً‏ يف الزراعة والثمرة.صحيح البخاري‎825/2‎‏.ورواه<br />

مسلم،كتاب البيوع،‏ باب كراء االأرض.صحيح مسلم‎1172/3‎‏.‏<br />

323 رواه مسلم،كتاب اللقطة،باب استحباب املواساة بفضول املال.‏ ‏صحيح<br />

مسلم‎1354/3‎‏.‏<br />

)61(<br />

‎3‎‏سورة 2 هود االآية<br />

)61(<br />

‎3‎‏سورة 2 البقرة االآية<br />

‎3‎املنذري،السوق 2 العربية املشرتكة يف عرص العوملة ‏ص‎6‎<br />

327 ‏صايغ يوسف،‏ التكامل االقتصادي العربي،‏ ورقة عمل بعنوان:«‏ اسرتاتيجية العمل<br />

االقتصادي العربي املشرتك«.مطبوعة يف كتاب قضايا عربية يف الوحدة العربية<br />

وقضايا املجتمع العربي ‏ص‎7‎‏.‏<br />

‎3‎‏سورة 2 النحل االآية)‏‎5‎<br />

)12(<br />

‎3‎‏سورة 2 فاطر االآية<br />

‎3‎رواه 3 اأبو داود،كتاب الطهارة،‏ باب الوضوء مباء البحر.‏ ‏سنن اأبي داود‎69/1‎<br />

االألباين:‏ ‏صحيح.‏ ‏صحيح اأبي داود‎19/1‎‏.‏<br />

33 ‏سورة االأعراف االآية)‏‎188‎<br />

‎3‎تفسري 3 الطربي‎140/6‎‏.تفسري ابن كثري‎369/2‎‏.النحاس،معاين القراآن‎1/3‎<br />

. 324<br />

. 325<br />

. 326<br />

32<br />

.) 328<br />

. 329<br />

‏.قال<br />

330 .) 331<br />

. 332<br />

)47(<br />

33333 ‏سورة يوسف االآية .<br />

. 334<br />

. 335<br />

33<br />

238<br />

32<br />

‎3‎تفسري 3 ابن كثري‎631/2‎<br />

‎3‎تفسري 3 البغوي ‏ص‎247‎<br />

336 رواه البخاري،كتاب االأضاحي،‏ باب ما يؤكل من حلوم االأضاحي وما يتزود منه.‏<br />

‏صحيح البخاري‎2115/5‎‏.ورواه مسلم،‏ كتاب االأضاحي،‏ باب بيان ما كان من<br />

النهي عن اأكل حلوم االأضاحي بعد ثالث.‏ ‏صحيح مسلم‎1558/3‎‏.‏<br />

)55(<br />

‎3‎‏سورة 3 يوسف االآية<br />

‎3‎تفسري 3 الطربي‎241/7‎‏.السيوطي،الدر املنثور‎552/4‎‏.الشوكاين،فتح القدير‎51/3‎<br />

33 العظيم اآبادي،عون املعبود ‎229/9‎‏.الشوكاين،‏ نيل االأوطار 248/5<br />

34 ابن جنيم،االأشباه والنظائرص‎109‎<br />

34 ‏شهاب الدين املالكي،اإرشاد السالك ‏ص‎189‎<br />

. 337<br />

. 338<br />

. 339<br />

. 340<br />

. 341


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

. 342<br />

. 343<br />

. 344 السيوطي،االأشباه<br />

34 ابن عبد الرب،االستذكار‎412/6‎‏.‏ ابن جنيم،االأشباه والنظائر‎109‎<br />

34 ‏شهاب الدين املالكي،اإرشاد السالك ‏ص‎189‎<br />

‎3‎الشريازي،‏ 4 املهذب‎61/2‎‏.‏ الرشبيني،‏ مغني املحتاج‎35/2‎<br />

والنظائر ‏ص 793. البهوتي،‏ ‏رشح منتهى االرادات‎26/2‎‏.‏ ابن قدامة،الكايف‎22/2‎‏.‏<br />

املرداوي،‏ االنصاف‎337/4‎‏.‏<br />

‎3‎رواه 4 الرتمذي،‏ كتاب البيوع،‏ باب ما جاء يف التسعري،‏ ‏سنن الرتمذي‎605/3‎<br />

عيسى:‏ هذا حديث حسن ‏صحيح.املرجع نفسه‎605/3‎‏.‏ قال الشيخ االألباين:‏ ‏صحيح.‏<br />

اجلامع الصغري وزيادته لالألباين ‏ص‎273‎‏.‏<br />

‎3‎الرشبيني،‏ 4 مغني املحتاج‎35/2‎<br />

. 345 قال اأبو<br />

. 346<br />

34347 ابن قدامة،الكايف‎22/2‎ .<br />

34<br />

. 349<br />

35350 املرجع السابق‎308/4‎ .<br />

. 351<br />

. 352<br />

. 353 قال<br />

348 ‏سبق تخريجه.‏<br />

‎3‎الكاساين،بدائع 4 الصنائع‎308/4‎<br />

‎3‎رواه 5 مسلم،كتاب البيوع،باب حترمي االحتكار يف االأقوات.‏ ‏صحيح مسلم‎1227/3‎<br />

35 رواه البيهقي،فصل يف ترك االحتكار.البيهقي،شعب االإميان‎524/7‎<br />

‎3‎رواه 5 اأبو داود،كتاب البيوع،باب يف النهي عن احلكرة.‏ ‏سنن اأبي داود‎292/2‎<br />

الشيخ االألباين:‏ ‏صحيح.‏ املرجع نفسه‎292/2‎‏.‏<br />

‎3‎املرجع 5 السابق‎292/2‎<br />

‎3‎مصنف 5 عبد الرزاق‎204/8‎<br />

‎3‎املرجع 5 السابق‎204/8‎<br />

‎3‎ابن 5 عبد الرب،االستذكار‎373/8‎<br />

)10(<br />

‎3‎‏سورة 5 اجلمعة االآية<br />

)15(<br />

‎3‎‏سورة 5 امللك االآية<br />

‎3‎رواه 6 البخاري،كتاب الزكاة،باب االستعفاف عن املساألة.صحيح البخاري‎535/2‎<br />

‎3‎لالستزادة 6361 انظر:‏ الرساحنة،‏ مشكلة البطالة وعالجها ‏ص‎240‎ وما بعدها.‏<br />

36 ابن كثري،البداية والنهاية‎136/7‎<br />

. 354<br />

. 355<br />

. 356<br />

. 357<br />

. 358<br />

. 359<br />

. 360<br />

239<br />

. 362<br />

36363 املصدر السابق‎135/7‎ .<br />

)34(<br />

36364 ‏سورة التوبة االآية .<br />

36<br />

365 رواه االإمام مالك كتاب الزكاة،باب زكاة اأموال اليتامى والتجارة لهم فيه.املوطاأ<br />

‎251/1‎‏.الطرباين،املعجم االأوسط 264/4.


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

1 القراآن الكرمي،‏ كتاب اهلل عز وجل.‏<br />

2 االأبشيهي،‏ ‏شهاب الدين حممد بن اأحمد اأبي الفتح،‏ ‏»املستطرف يف كل فن مستظرف«،‏<br />

حتقيق:‏ د.مفيد حممد قميحة،‏ دار الكتب العلمية،‏ الطبعة الثانية،‏ بريوت،‏ بال تاريخ.‏<br />

3 اأبن اأبي ‏شيبة،‏ اأبو بكر عبد اهلل بن حممد،‏ ‏»املصنف يف االأحاديث واالآثار«،‏ حتقيق:‏<br />

‏سعيد حممد اللحام،‏ الطبعة االأوىل،‏ دار الفكر،‏ ‎1409‎ه.‏<br />

4 اأبو الرسي،‏ هناد بن الرسي التميمي الكويف،‏ ‏»الزهد يف الدنيا«،‏ حتقيق:‏ عبد<br />

الرحمن عبد اجلبار الفريوائي،‏ دار اخللفاء للكتاب االإسالمي،‏ الكويت،‏ الطبعة االأوىل،‏<br />

‎1406‎ه.‏<br />

5 اأبو السعود،حممد بن حممد بن مصطفى العمادي،‏ ‏»اإرشاد العقل السليم اإىل مزايا<br />

القراآن الكرمي«،دار اإحياء الرتاث العربي،‏ بريوت،‏ بال تاريخ.‏<br />

6 اأبو العال،‏ حممد عبد الرحمن بن عبد الرحيم املباركفوري،‏ ‏»حتفة االأحوذي برشح<br />

جامع الرتمذي«،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت.‏<br />

7 اأبو داود،‏ ‏سليمان بن االأشعث السجستاين االأزدي،‏ ‏»سنن اأبي داود«،‏ حتقيق:‏ حممد<br />

حميي الدين عبد احلميد،‏ دار الفكر،‏ بريوت،‏ لبنان.‏<br />

8 اأبو طاهر السلفي،‏ اأحمد بن حممد،‏ ‏»معجم السفر«،‏ حتقيق:‏ عبداهلل عمر البارودي،‏<br />

املكتبة التجارية،مكة املكرمة.‏<br />

9 االآبي،‏ ‏صالح عبد السميع االأزهري،‏ ‏»الثمر الداين ‏رشح رسالة القريواين«،‏ املكتبة<br />

الثقافية،‏ بريوت،‏ لبنان.‏<br />

10 االأصبحي،‏ اأبو عبد اهلل مالك بن اأنس،‏ ‏»املوطاأ«،‏ حتقيق:‏ حممد فؤاد عبد الباقي،‏ دار<br />

اإحياء الرتاث العربي،‏ مرص.‏<br />

11 االأصبهاين،‏ اأبو نعيم اأحمد بن عبد اهلل،‏ ‏»حلية االأولياء وطبقات االأصفياء«،‏ دار<br />

الكتاب العربي،‏ بريوت،‏ الطبعة الرابعة،‏ ‎1405‎ه.‏<br />

12 االألباين،‏ حممد نارص الدين االألباين،‏ ‏»اإرواء الغليل يف تخريج اأحاديث منار السبيل«،‏<br />

الطبعة الثانية،‏ املكتب االإسالمي،‏ بريوت،‏ 1985.<br />

13 االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏»السلسلة الصحيحة«،‏ مكتبة املعارف،‏ الرياض.‏<br />

14 االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏»تخريج اأحاديث مشكلة الفقر وكيف عاجلها االإسالم«،‏<br />

الطبعة االأوىل املكتب االإسالمي،‏ بريوت،‏‎1984‎م.‏<br />

240<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

4 .<br />

5 .<br />

6 .<br />

7 .<br />

8 .<br />

9 .<br />

1 0<br />

1 1<br />

1 2<br />

1 3<br />

1 4


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎1‎االألباين،‏ 515 حممد نارص الدين،‏ ‏»صحيح الرتغيب والرتهيب«،‏ مكتبة املعارف،‏ الرياض،‏<br />

الطبعة اخلامسة،بال تاريخ.‏<br />

16 االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏»صحيح وضعيف اجلامع الصغري وزيادته«،‏ املكتب<br />

االإسالمي،‏ بريوت.‏<br />

17 االألباين،‏ حممد نارص الدين،‏ ‏»خمترص اإرواء الغليل يف تخريج اأحاديث منار السبيل«،‏<br />

املكتب االإسالمي،‏ بريوت،‏ الطبعة الثانية،‏‎1985‎‏.‏<br />

18 االآلوسي،اأبو الفضل حممود بن عبد اهلل احلسيني،»روح املعاين يف تفسري القراآن<br />

العظيم والسبع املثاين«،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ بريوت.‏<br />

19 ابن اأبي الدنيا،‏ عبداهلل بن حممد بن عبيد بن ‏سفيان بن قيس،»اإصالح املال«،بال.‏<br />

20 ابن اأبي الدنيا،‏ عبداهلل بن حممد بن عبيد بن ‏سفيان بن قيس،»القناعة والعفاف«،بال<br />

تاريخ.‏<br />

21 ابن اأبي الدنيا،‏ عبداهلل بن حممد بن عبيد بن ‏سفيان بن قيس،‏ ‏»قرى الضيف«،‏<br />

حتقيق:عبداهلل بن حمد املنصور،‏ اأضواء السلف،الرياض،‏ الطبعة االأوىل،‏‎1997‎‏.‏<br />

22 ابن االأعرابي،اأحمد بن حممد بن زياد بن برش بن درهم،‏ ‏»الزهد وصفة الزاهدين«،‏<br />

حتقيق:‏ جمدي فتحي السيد،‏ دار الصحابة للرتاث،‏ طنطا،‏ الطبعة االأوىل،‏‎1408‎‏.‏<br />

23 ابن اجلوزي،‏ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن حممد القرشي البغدادي،‏ ‏»زاد<br />

املسري يف علم التفسري«،‏ املكتب االإسالمي،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ الطبعة الرابعة،‏‎1987‎‏.‏<br />

24 ابن اجلوزي،‏ عبد الرحمن بن علي بن حممد اأبو الفرج،‏ ‏»صفة الصفوة«،‏ حتقيق:‏<br />

حممود فاخوري،‏ د.حممد رواس قلعجي،‏ دار املعرفة – بريوت،‏ الطبعة الثانية،‏<br />

241<br />

1 6<br />

1 7<br />

1 8<br />

1 9<br />

2 0<br />

2 1<br />

2 2<br />

2 3<br />

2 4<br />

.1979 – 1399<br />

2 5<br />

2 6<br />

2 7<br />

25 ابن اجلوزي،‏ عبد الرحمن بن علي بن حممد اأبو الفرج،‏ ‏»التذكرة يف الوعظ«،‏ حتقيق:‏<br />

اأحمد عبد الوهاب فتيح،‏ دار املعرفة،‏ بريوت،‏ الطبعة االأوىل،‏ 1986.<br />

26 ابن اجلوزي،‏ عبد الرحمن بن علي بن حممد اأبو الفرج،‏ ‏»الثبات عند املمات«،‏ حتقيق:‏<br />

عبد اهلل الليثي االأنصاري،‏ مؤسسة الكتب الثقافية،‏ بريوت،‏ الطبعة االأوىل،‏‎1406‎‏.‏<br />

27 ابن اجلوزي،‏ عبد الرحمن بن علي بن حممد اأبو الفرج،»املدهش«،‏ حتقيق:د.مروان<br />

قباين،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ الطبعة الثانية،‏‎1985‎‏.‏<br />

28 ابن اجلوزي،‏ عبد الرحمن بن علي بن حممد اأبو الفرج،‏ ‏»صيد اخلاطر«،‏ بال تاريخ.‏<br />

29 ابن تيمية،‏ اأحمد بن عبد احلليم احلراين اأبو العباس،‏ ‏»جمموع الفتاوى«،‏ بال تاريخ.‏<br />

30 ابن تيمية،‏ اأحمد بن عبد احلليم،‏ ‏»الزهد والورع والعبادة«،‏ مكتبة املنار،االأردن،‏<br />

الطبعة االأوىل،‏ ‎1407‎ه.‏<br />

2 8<br />

2 9<br />

3 0


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

‎3‎ابن 131 حبان،‏ حممد بن حبان بن اأحمد اأبو حامت البستي التميمي،‏ ‏»صحيح ابن حبان<br />

برتتيب ابن بلبان«،‏ حتقيق:‏ ‏شعيب االأرنؤوط،‏ مؤسسة الرسالة - بريوت،‏ الطبعة<br />

242<br />

الثانية،‏ – 1414 .1993<br />

3 2<br />

3 3<br />

3 4<br />

3 5<br />

3 6<br />

3 7<br />

3 8<br />

3 9<br />

32 ابن حجر،‏ اأحمد بن علي اأبو الفضل العسقالين،‏ ‏»تلخيص احلبري يف اأحاديث الرافعي<br />

الكبري«،‏ حتقيق:‏ السيد عبداهلل هاشم اليماين املدين،‏ املدينة املنورة،‏ – 1384 1964.<br />

33 ابن حجر،‏ ‏شهاب الدين اأحمد بن علي العسقالين،‏ ‏»فتح الباري ‏رشح ‏صحيح البخاري«،‏<br />

الطبعة الثانية،‏ دار املعرفة،‏ بريوت،‏ ‎1390‎ه.‏<br />

34 ابن خلدون،‏ عبد الرحمن بن خلدون احلرضمي ‏»تاريخ ابن خلدون«،‏ دار اإحياء الرتاث<br />

العربي،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ الطبعة االأوىل،‏‎1999‎م.‏<br />

35 ابن رجب احلنبلي،‏ عبد الرحمن بن اأحمد البغدادي،‏ ‏»جامع العلوم واحلكم«،‏ الطبعة<br />

االأوىل،‏ دار املعرفة،بريوت،‏‎1408‎ه.‏<br />

36 ابن رجب احلنبلي،‏ عبد الرحمن بن اأحمد البغدادي،‏ ‏»رشح حديث لبيك اللهم لبيك«،‏<br />

حتقيق:‏ د.‏ وليد عبد الرحمن حممد اآل فريان،‏ دار عامل الفوائد،مكة املكرمة،‏ الطبعة<br />

االأوىل،‏‎1417‎ه.‏<br />

37 ابن رجب احلنبلي،‏ عبد الرحمن بن اأحمد البغدادي،‏ ‏»لطائف املعارف فيما ملواسم<br />

العام من الوظائف«،‏ بال تاريخ.‏<br />

38 ابن رشد،‏ حممد بن اأحمد بن حممد القرطبي،‏ ‏»بداية املجتهد ونهاية املقتصد«،‏ دار<br />

املعرفة،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ ط‎4‎‏،‏ 1978.<br />

39 ابن ‏سعد،‏ حممد بن منيع اأبو عبداهلل البرصي الزهري،‏ ‏»الطبقات الكربى«،‏ دار ‏صادر،‏<br />

بريوت.‏<br />

40 ابن عاشور،‏ الطاهر،التحرير والتنوير،‏ بال تاريخ.‏<br />

41 ابن عبد الرب،‏ اأبو عمر يوسف بن عبد اهلل النمري،‏ ‏»االستذكار«،‏ حتقيق:‏ ‏سامل حممد<br />

عطا حممد علي معوض،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ الطبعة االأوىل،‏ 2000.<br />

42 ابن عبد الوهاب،‏ ‏سليمان بن عبداهلل بن حممد،‏ ‏»تيسري العزيز احلميد يف ‏رشح كتاب<br />

التوحيد«،‏ مكتبة الرياض احلديثة،‏ الرياض.‏<br />

43 ابن قدامة،‏ اأبو حممد موفق الدين عبد اهلل بن احمد،‏ ‏»الكايف يف فقه االإمام املبجل<br />

اأحمد بن حنبل«،‏ بال تاريخ.‏<br />

44 ابن قدامة،‏ اأبو حممد موفق الدين عبد اهلل بن احمد،‏ ‏»املغني«،‏ حتقيق:‏ جماعة من<br />

العلماء،‏ دار الكتاب العربي،‏ بريوت.‏<br />

45 ابن كثري،‏ اإسماعيل بن عمر الدمشقي اأبو الفداء،‏ ‏»تفسري القراآن العظيم«،‏ بال تاريخ.‏<br />

4 0<br />

4 1<br />

4 2<br />

4 3<br />

4 4<br />

4 5


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎4‎ابن 646 كثري،‏ اإسماعيل بن عمر الدمشقي اأبو الفداء،‏ ‏»البداية والنهاية«،‏ مكتبة املعارف،‏<br />

بريوت.‏<br />

47 ابن ماجه،‏ حممد بن يزيد اأبو عبد اهلل القزويني،‏ ‏»السنن الكربى«،‏ حتقيق:‏ حممد فؤاد<br />

عبد الباقي،‏ دار الفكر،‏ بريوت.‏<br />

48 ابن منظور،‏ عبد اهلل بن حممد بن مكرم بن اأبي احلسن بن اأحمد،‏ ‏»خمترص تاريخ<br />

دمشق«،بال تاريخ.‏<br />

49 ابن منظور،‏ حممد بن مكرم االأفريقي املرصي،‏ ‏»لسان العرب«،‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏<br />

الطبعة االأوىل،‏ بال تاريخ.‏<br />

50 ابن جنيم،‏ زين الدين بن اإبراهيم بن حممد بن حممد بن بكر احلنفي،‏ ‏»البحر الرائق<br />

‏رشح كنز الدقائق«،‏ دار املعرفة،‏ بريوت.‏<br />

51 احمد،‏ عبد الرحمن يرسي،‏ ‏»االأمن الغذائي والتنمية يف العامل االإسالمي«،ورقة مقدمة<br />

لندوة التنمية من منظور اإسالمي،‏ عمان،االأردن،‏‎1991‎‏.‏<br />

52 البخاري،‏ حممد بن اإسماعيل اأبو عبداهلل اجلعفي،‏ ‏»اجلامع الصحيح املخترص«،‏<br />

حتقيق:‏ د.‏ مصطفى ديب البغا،‏ دار ابن كثري،‏ اليمامة،‏ بريوت،‏ الطبعة الثالثة،‏<br />

‎1407‎ه.‏<br />

53 البعلي،‏ حممد بن اأبي الفتح احلنبلي اأبو عبد اهلل،‏ ‏»املطلع على اأبواب الفقه«،‏ حتقيق:‏<br />

حممد بشري االأدلبي،املكتب االإسالمي - بريوت،‏‎1981‎‏.‏<br />

54 البغدادي،‏ حماد بن اإسحاق بن اإسماعيل،‏ ‏»تركة النبي والسبل التي وجهها فيها«،‏<br />

حتقيق:‏ اأكرم ‏ضياء العمري،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1404‎ه.‏<br />

55 البغوي،‏ اأبو حممد احلسني بن مسعود الفراء،‏ ‏»معامل التنزيل«،‏ بال تاريخ.‏<br />

56 البهوتي،‏ منصور بن يونس بن اإدريس،‏ ‏»رشح منتهى االإرادات«،‏ دار الفكر،‏ بال.‏<br />

57 البيضاوي،‏ عبد اهلل بن عمر بن حممد بن علي الشريازي،‏ ‏»اأنوار التنزيل واأرسار<br />

التاأويل«،‏ بال تاريخ.‏<br />

58 البيهقي،‏ اأحمد بن احلسني بن علي بن موسى اأبو بكر،‏ ‏»سنن البيهقي الكربى«،‏ حتقيق:‏<br />

حممد عبد القادر عطا،‏ مكتبة دار الباز،‏ مكة املكرمة،‏ 1414–1994.<br />

59 الرتمذي،‏ حممد بن عيسى اأبو عيسى السلمي،‏ ‏»اجلامع الصحيح ‏)سنن الرتمذي(«،‏<br />

االأحاديث مذيلة باأحكام االألباين عليها،‏ حتقيق:‏ اأحمد حممد ‏شاكر واآخرون،‏ دار<br />

اإحياء الرتاث العربي،‏ بريوت.‏<br />

60 الثعالبي،‏ عبد الرحمن بن حممد بن خملوف،‏ ‏»اجلواهر احلسان يف تفسري القراآن«،‏<br />

مؤسسة االأعلمي للمطبوعات،‏ بريوت.‏<br />

243<br />

4 7<br />

4 8<br />

4 9<br />

5 0<br />

5 1<br />

5 2<br />

5 3<br />

5 4<br />

5 5<br />

5 6<br />

5 7<br />

5 8<br />

5 9<br />

6 0


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

، 62 حتقيق:‏ طاهر<br />

244<br />

6 3<br />

6 4<br />

6 5<br />

6 6<br />

6 7<br />

6 8<br />

6 9<br />

7 0<br />

7 1<br />

7 2<br />

7 3<br />

7 4<br />

‎6‎اجلاحظ،‏ 161 اأبو عثمان عمرو بن بحر،‏ ‏»البيان والتبيني«،‏ حتقيق:‏ املحامي فوزي عطوي،‏<br />

دار ‏صعب،بريوت،‏ الطبعة االأوىل،‏‎1968‎‏.‏<br />

‎6‎اجلزري،اأبو 2 السعادات املبارك بن حممد،‏ ‏»لنهاية يف غريب احلديث واالأثر«‏<br />

اأحمد الزاوى - حممود حممد الطناحي،‏ املكتبة العلمية،‏ بريوت،‏ ‎1399‎ه - ‎1979‎م.‏<br />

63 احلاكم،‏ اأبو عبداهلل حممد بن عبداهلل النيسابوري،‏ ‏»املستدرك على الصحيحني«،‏<br />

حتقيق:‏ د.‏ يوسف املرعشلي،‏ دار املعرفة،‏ بريوت،‏‎1406‎ه.‏<br />

64 احلصني،‏ تقي الدين اأبو بكر بن حممد الشافعي،‏ ‏»كفاية االأخيار يف حل غاية<br />

االختصار«،‏ دار اإحياء الكتب العربية،‏ القاهرة.‏<br />

65 احلطاب،‏ اأبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرحمن الرعيني،‏ ‏»مواهب اجلليل لرشح<br />

خمترص خليل«،‏ الطبعة االأوىل،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت،‏‎1216‎‏.‏<br />

66 حمودي،‏ ‏صالح التيجاين،‏ ‏»معاجلة اخلليفة عمر بن اخلطاب ملشكلة املجاعة يف عام<br />

الرمادة«،‏ بحث منشور يف جملة امللك عبد العزيز،‏ املجلد االأول،‏ جدة،‏‎1989‎‏.‏<br />

67 الدارمي،‏ عبداهلل بن عبدالرحمن اأبو حممد،‏ ‏»سنن الدارمي«،‏ دار الكتاب العربي،‏<br />

بريوت،‏ الطبعة االأوىل‎1407‎ه.‏<br />

68 الدينوري،االإمام احلافظ اأبي بكر اأحمد بن حممد بن اإسحاق،‏ ‏»القناعة«،‏ حتقيق:‏ عبد<br />

اهلل بن يوسف اجلديع،‏ مكتبة الرشد،الرياض،الطبعة االأوىل،‏ ‎1409‎ه.‏<br />

69 الرازي،‏ حممد بن اأبي بكر بن عبد القادر،‏ ‏»خمتار الصحاح«،‏ حتقيق:‏ حممود<br />

خاطر،طبعة جديدة،‏ مكتبة لبنان،‏ بريوت،‏ –1995. 1415<br />

70 الزبيدي،‏ حمب الدين اأبي الفيض السيد حممد مرتضى احلسيني،»تاج العروس من<br />

‏رشح القاموس«،‏ مكتبة احلياة،‏ بريوت.‏ لبنان،‏ )1407(.<br />

71 الزرقاين،‏ حممد بن عبد الباقي بن يوسف،‏ ‏»رشح الزرقاين على موطاأ مالك«،‏ دار<br />

الكتب العلمية بريوت،‏ الطبعة االأوىل،‏‎1411‎ه.‏<br />

72 الزيلعي،‏ عبداهلل بن يوسف اأبو حممد احلنفي،‏ ‏»نصب الراية الأحاديث الهداية«،‏<br />

حتقيق:‏ حممد يوسف البنوري،‏ دار احلديث،‏ مرص،‏ 1357.<br />

73 السجستاين،‏ ‏سليمان بن االأشعث اأبو داود االأزدي،‏ ‏»سنن اأبي داود«،‏ حتقيق:‏ ‏سعيد<br />

حممد اللحام،‏ الطبعة االأوىل،‏ دار الفكر،‏ بريوت،‏ 1990-1410.<br />

74 الرساحنة،‏ جمال حسن،‏ مشكلة البطالة وعالجها،‏ اليمامة للطباعة والنرش،‏ دمشق،‏<br />

الطبعة االأوىل،‏‎2000‎‏.‏<br />

‎7‎الرسبتي،‏ 575 حممد،‏ ‏»الأمن الغذائي والتنمية االقتصادية«،‏ دار اجلامعة اجلديدة،‏ . 2000


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎7‎الرسخسي،‏ 676 اأبو بكر حممد بن اأحمد بن اأبي ‏سهل،‏ ‏»املبسوط«،‏ دار املعرفة،‏<br />

بريوت،لبنان،الطبعة الثانية.‏<br />

‎7‎‏سعيد 7 بن منصور،‏ ‏»كتاب السنن«،‏ دار العيصمي،‏ الرياض،‏ الطبعة االأوىل،‏ 1414<br />

78 السندي،‏ نور الدين بن عبد الهادي اأبو احلسن،‏ ‏»حاشية السندي على النسائي«،‏<br />

حتقيق:‏ د.‏ عبد الفتاح اأبو غدة،‏ دار الكتاب العلمية،‏ بريوت،‏ الطبعة الثانية،‏ 1986.<br />

79 السيوطي حممد بن اأحمد،‏ املحلي عند الرحمن بن اأبي بكر،‏ ‏»تفسرياجلاللني«،‏ دار<br />

احلديث،‏ القاهرة،‏ الطبعة االأوىل،بال تاريخ.‏<br />

80 السيوطي،‏ جالل الدين عبد الرحمن بن الكمال،‏ ‏»الدر املنثور يف التفسري باملاأثور«،‏<br />

دار الفكر،‏ بريوت،‏‎1993‎‏.‏<br />

81 السيوطي،‏ عبد الرحمن بن اأبي بكر اأبو الفضل،‏ ‏»رشح ‏سنن النسائي«،‏ حتقيق:‏<br />

عبدالفتاح اأبو غدة،‏ مكتب املطبوعات االإسالمية،حلب،‏ الطبعة الثانية،‏ – 1406<br />

77 ه.‏<br />

7 8<br />

245<br />

7 9<br />

8 0<br />

8 1<br />

.1986<br />

8 2<br />

82 السيوطي،‏ عبدالرحمن بن اأبي بكر اأبو الفضل،‏ عبدالغني،‏ فخر احلسن الدهلوي،‏ ‏»رشح<br />

‏سنن ابن ماجه«،‏ قدميي كتب خانة،كراتشي.‏<br />

83 الشافعي،‏ حممد بن اإدريس اأبو عبد اهلل،‏ ‏»مسند الشافعي«،‏ دار الكتب العلمية،بريوت.‏<br />

‎8‎الشافعي،‏ 4 حممد بن اإدريس،‏ ‏»االأم«،‏ دار املعرفة،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ ط‎2‎‏،‏ 1393<br />

85 ‏شحاتة،‏ حسني،‏ ‏»مشكلة الفقر وكيف عاجلها االإسالم«،‏ دار الوفاء،املنصورة،‏ الطبعة<br />

8 3<br />

84 ه.‏<br />

8 5<br />

االأوىل،‏ 1989.<br />

8 6<br />

8 7<br />

8 8<br />

8 9<br />

الرشبيني،‏ حممد اخلطيب،‏ ‏»مغني املحتاج اإىل معرفة معاين األفاظ املنهاج«،‏ دار<br />

86 اإحياء الرتاث العربي،‏ بريوت،‏ 1958-1377.<br />

الشعراين،عبد الوهاب بن اأحمد،‏ ‏»لواقح االأنوار القدسية يف العهود املحمدية«،‏ بال<br />

87 تاريخ.‏<br />

‏شهاب الدين،‏ عبد الرحمن بن حممد بن عسكر البغدادي املالكي،‏ اإرشاد السالك اإىل<br />

88 ارشف املسالك،‏ حتقيق:‏ طه الزيني،‏ بال تاريخ.‏<br />

الشوكاين،‏ حممد بن علي بن حممد،‏ ‏»نيل االأوطار ‏رشح منتقى االأخبار«،‏ مطبعة<br />

89 مصطفى احللبي.‏ الطبعة الثالثة،)‏‎1961‎‏(.‏<br />

الشوكاين،‏ حممد بن علي،‏ ‏»فتح القدير«،‏ دار الفكر،‏ بريوت،‏ لبنان.‏<br />

90 الشيباين،‏ اأحمد بن حنبل اأبو عبد اهلل،‏ ‏»املسند«،‏ مؤسسة قرطبة،‏ القاهرة.‏<br />

91 الشيباين،اأحمد بن حنبل اأبو عبد اهلل،‏ ‏»الزهد«،‏ بال تاريخ.‏<br />

92 9 0<br />

9 1<br />

9 2


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

93 الشريازي،‏ اإبراهيم بن علي بن يوسف،‏ ‏»املهذبّ‏ «، دار الفكر،‏ بريوت.‏<br />

94 الصابوين،‏ حممد علي،‏ ‏»خمترص تفسري ابن كثري«،‏ بال تاريخ.‏<br />

95 ‏صايغ،‏ يوسف عبد اهلل،‏ ‏»قضايا عربية يف الوحدة العربية وقضايا املجتمع<br />

العربي«،من منشورات املؤسسة العربية للدراسات والنرش،‏ بريوت،‏ الطبعة<br />

االأوىل،‏‎1993‎‏.‏<br />

96 الصنعاين،‏ اأبو بكر عبد الرزاق بن همام،‏ ‏»مصنف عبد الرزاق«،‏ حتقيق:‏ حبيب الرحمن<br />

االأعظمي،‏ املكتب االإسالمي،‏ بريوت،‏ الطبعة الثانية،‏ ‎1403‎ه.‏<br />

97 الضناوي،‏ حممد اأمني،‏ ‏»عثمان بن عفان«،‏ بال تاريخ.‏<br />

98 الطرباين،‏ اأبو القاسم ‏سليمان بن اأحمد،‏ ‏»املعجم االأوسط«،‏ حتقيق:‏ طارق بن عوض<br />

اهلل احلسيني،‏ دار احلرمني،‏ القاهرة،‏ ‎1415‎ه.‏<br />

99 الطرباين،‏ ‏سليمان بن اأحمد بن اأيوب اأبو القاسم،‏ ‏»املعجم الكبري«،‏ حتقيق:‏ حمدي<br />

بن عبد املجيد السلفي،‏ مكتبة العلوم واحلكم،‏ املوصل،‏ الطبعة الثانية،‏ 1404<br />

246<br />

9 3<br />

9 4<br />

9 5<br />

9 6<br />

9 7<br />

9 8<br />

9 9<br />

.1983–<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

100 الطرباين،‏ ‏سليمان بن اأحمد بن اأيوب اأبو القاسم،‏ ‏»مسند الشاميني«،‏ حتقيق:‏ حمدي بن<br />

عبد املجيد الطبعة االأوىل،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بريوت،‏ – 1405 1984.<br />

101 الطربي،‏ اأبو جعفر حممد بن جرير،‏ ‏»جامع البيان عن تاأويل اآي القراآن«،‏ دار الفكر،‏<br />

بريوت،‏ لبنان،‏ 1988.<br />

102 الطويل،‏ نبيل ‏صبيح،‏ ‏»الغذاء واملاء يف عامل املسلمني الفقراء«،مؤسسة الرسالة،‏<br />

بريوت،‏ الطبعة االأوىل،‏ 1988.<br />

103 العراقي،‏ اأبو الفضل عبد الرحيم بن احلسني،‏ ‏»املغني عن حمل االأسفار يف االأسفار<br />

يف تخريج ما يف االإحياء من االأخبار«،‏ بال تاريخ.‏<br />

104 العسكري،‏ اأبو هالل،‏ ‏»جمهرة االأمثال«،‏ حتقيق:‏ حممد اأبو الفضل اإبراهيم وعبد املجيد<br />

قطامش،‏ دار الفكر،‏ الطبعة الثانية،‏ 1988.<br />

105 العظيم اآبادي،‏ حممد ‏شمس احلق،‏ ‏»عون املعبود يف ‏سنن اأبي داود«،‏ دار الكتاب<br />

العلمية،‏ بريوت،‏ الطبعة الثانية،‏ ‎1415‎ه.‏<br />

106 العيني،‏ بدر الدين اأبي حممد حممود بن اأحمد،‏ ‏»عمدة القاري ‏رشح ‏صحيح البخاري«،‏<br />

دار الفكر،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ 1979.<br />

107 غامن،‏ عادل حممد خليفة،‏ ‏»قضية االأمن الغذائي يف مرص«،‏ منساأة املعارف،‏<br />

االإسكندرية،‏‎1997‎‏.‏<br />

‎10108‎الغزايل،‏ حممد بن حممد اأبو حامد،‏ ‏»اإحياء علوم الدين«،‏ دار املعرفة،‏ بريوت.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎10109‎الغنيمي،‏ عبد الغني الدمشقي احلنفي،‏ ‏»اللباب يف ‏رشح الكتاب«،‏ املكتبة العلمية،‏<br />

بريوت،‏ لبنان،‏ 1980.<br />

110 الفراهيدي،‏ اأبو عبد الرحمن اخلليل بن اأحمد،‏ ‏»العني«،‏ حتقيق:‏ د.مهدي املخزومي<br />

ود.اإبراهيم السامرائي،‏ دار ومكتبة الهالل،‏ بال تاريخ.‏<br />

111 الفريوزاآبادي،‏ حممد بن يعقوب،‏ ‏»القاموس املحيط«،‏ بال تاريخ.‏<br />

112 الفيومي،‏ اأحمد بن حممد بن علي،‏ ‏»املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري للرافعي«،‏<br />

حتقيق:‏ فواز اأحمد زمريل،‏ خالد السبع العلمي،‏ املكتبة العلمية،‏ بريوت.‏<br />

113 قبش،اأحمد،‏ ‏»جممع احلكم واالأمثال«،‏ دمشق،‏ بال تاريخ.‏<br />

114 القرضاوي،‏ يوسف،‏ مشكلة الفقر وكيف عاجلها االإسالم،‏ بريوت،‏ مؤسسة الرسالة،‏<br />

ط‎9‎‏،‏ 1991. القرضاوي،‏ يوسف،‏ فقه الزكاة،‏ بريوت،‏ مؤسسة الرسالة،‏ ط‎3‎‏،‏ 1977.<br />

115 القرطبي،‏ اأبو عبد اهلل حممد بن اأحمد بن اأبي بكر بن فرح،‏ ‏»اجلامع الأحكام القراآن«،‏<br />

دار اإحياء الرتاث العربي،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ 1985.<br />

116 الكاساين،‏ عالء الدين اأبي بكر بن مسعود احلنفي،‏ ‏»البدائع يف ترتيب الرشائع«،‏ دار<br />

الفكر،‏ بريوت،‏ لبنان،‏ الطبعة االأوىل،‏ ‎1996‎م.‏<br />

117 الكسي،‏ عبد بن حميد بن نرص اأبو حممد،‏ ‏»املنتخب من مسند عبد بن حميد«،‏ حتقيق:‏<br />

‏صبحي البدري السامرائي،‏ حممود حممد خليل الصعيدي،‏ مكتبة السنة،‏ القاهرة،‏<br />

247<br />

11<br />

11<br />

11<br />

11<br />

11<br />

11<br />

11<br />

11<br />

الطبعة االأوىل،‏‎1408‎ – 1988.<br />

11<br />

12<br />

12<br />

12<br />

12<br />

12<br />

118 املتقي الهندي،‏ عالء الدين علي املتقي بن حسام الدين،‏ ‏»كنز العمال«،‏ حتقيق:‏ ‏صفوة<br />

السقا،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بريوت،‏ لبنان.‏<br />

‎1‎جماهد،‏ 1119 جماهد بن جرب املكي،‏ ‏»تفسري جماهد«،‏ جممع البحوث االإسالمية،‏ اإسالم اآباد.‏<br />

120 املرداوي،عالء الدين اأبي احلسن علي بن ‏سليمان،‏ ‏»االإنصاف يف معرفة الراجح من<br />

اخلالف«،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ بريوت،‏ لبنان.‏<br />

121 مسلم،‏ مسلم بن احلجاج اأبو احلسني القشريي النيسابوري،‏ ‏»صحيح مسلم«،‏ حتقيق:‏<br />

حممد فؤاد عبد الباقي،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ بريوت.‏<br />

122 املناوي،‏ عبد الروؤوف،‏ ‏»فيض القدير ‏رشح اجلامع الصغري«،‏ املكتبة التجارية<br />

الكربى،‏ مرص،‏ الطبعة االأوىل،‏ ‎1356‎ه.‏<br />

123 املنبجي،‏ اأبو عبد اهلل حممد احلنبلي،‏ ‏»تسلية اأهل املصائب«،‏ بال تاريخ.‏<br />

124 املنذري،‏ ‏سليمان،‏ ‏»السوق العربية املشرتكة يف عرص العوملة«،‏ مكتبة مدبويل،‏<br />

القاهرة،‏ الطبعة االأوىل،‏‎1999‎‏.‏


منهج اإلسالم في حتقيق األمن الغذائي ومكافحة اجملاعة<br />

د.‏ محمد محمد الشلش<br />

12<br />

‎12125‎النحاس،‏ اأبو جعفر اأحمد بن حممد بن اإسماعيل املرادي،‏ ‏»معاين القراآن«،‏ حتقيق حممد<br />

علي الصابوين،‏ منشورات جامعة اأم القرى،‏ مكة املكرمة،‏ الطبعة االأوىل،‏‎1409‎ه.‏<br />

126 النسائي،‏ اأحمد بن ‏شعيب اأبو عبد الرحمن،‏ ‏»سنن النسائي الكربى«،‏ حتقيق:‏ د.عبد<br />

الغفار ‏سليمان البنداري،‏ ‏سيد كرسوي حسن،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ الطبعة<br />

االأوىل،‏‎1411‎ – .1991<br />

12<br />

12<br />

12<br />

127 النسفي،‏ اأبو الربكات عبد اهلل بن احمد بن حممود،‏ ‏»تفسري النسفي«،‏ بال تاريخ.‏<br />

128 النووي،‏ اأبو زكريا يحيى بن ‏رشف بن مري،‏ ‏»املنهاج ‏رشح ‏صحيح مسلم بن<br />

احلجاج«،‏ دار اإحياء الرتاث العربي،‏ بريوت،‏ الطبعة الثانية،‏‎1392‎ه.‏<br />

129 النووي،‏ اأبو زكريا يحيى بن ‏رشف بن مري،‏ ‏»املجموع ‏رشح املهذب«،‏ دار الفكر،‏<br />

بريوت،‏ الطبعة االأوىل،‏ ‎1996‎م.‏<br />

‎1‎الهروي،‏ 3 عبد اهلل االأنصاري،‏ ‏»منازل السائرين«،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ 1408<br />

، 130<br />

.1988<br />

13<br />

13<br />

13<br />

131 الهيثمي،‏ نور الدين علي بن اأبي بكر،‏ ‏»جممع الزوائد ومنبع الفوائد«،‏ دار الفكر،‏<br />

بريوت،‏ 1412 ه.‏<br />

132 الواحدي،‏ اأبو احلسن علي بن اأحمد النيسابوري،‏ ‏»الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز«،‏<br />

بال تاريخ.‏<br />

133 وزان،‏ ‏صالح،‏ ‏»تنمية الزراعة العربية الواقع واملمكن«،‏ مركز دراسات الوحدة<br />

العربية،بريوت،الطبعة االأوىل،‏‎1998‎‏.‏<br />

املواقع االلكرتونية:‏<br />

.www.wfp.org1 . 1 حتت عنوان:‏ ‏»ملاذا ما زال هناك )400 ) مليون طفل جائع؟«‏<br />

. www.fao.org2 . 2 حتت عنوان:‏ ‏»العمل معاً‏ الإقامة حتالف دويل ‏ضد اجلوع«.‏<br />

‎3‎االصيبعي،‏ 3. بشري رجب،‏ مقالة بعنوان:‏ املجاعة التي ال مربر لها:‏ www.libya-nfsl.org.<br />

248


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

حاشية على قصيدة<br />

ضياء الدين اخلزرجي ‏)ت ‎626‎ه(‏<br />

لشمس الدين حممَّد بن حسن النواجي<br />

‏)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ.د.‏ حسن حممد عبد اهلادي<br />

أستاذ،‏ قسم اللغة العربية كلية اآلداب،‏ جامعة الخليل فلسطين.‏<br />

249 249


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

ملخص:‏<br />

البحث هو حتقيق حلاشية على قصيدة ‏ضياء الدين اخلزرجي)ت‎626‎ه(يف العروض،‏<br />

الأبي عبد اهلل ‏شمس الدين حممد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي ‏)ت‎859‎ه(.‏<br />

وفيه قام النواجي باحلديث عن اأنواع الواو مع ذكر الشواهد الشعرية،‏ وموازنة ذلك<br />

باآراء النحاة املعتمدين،واأشار اإىل بعض الزحافات والعلل التي تقع نادرة،‏ و حتدث عن<br />

القافية،‏ واأنواعها وحركاتها وعيوبها،‏ وساق اأمثلة ‏شعرية من نظمه ونظم غريه على ذلك،‏<br />

وحتدث عن البحور الشعرية التي اختزلها هو وغريه يف مقطوعات ‏شعرية ليسهل حفظها.‏<br />

وقد حقَّقت احلاشية وفق منهج علمي،وقدم للتحقيق بدراسة خمترصة عن حياة<br />

النواجي ومكانته بني االأدباء،‏ اإضافة اإىل مؤلفاته يف علوم العربية.‏ و اأنهيت هذا البحث<br />

برتاجم االأعالم وبثبت للمصادر واملراجع.‏<br />

250


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

This research is concerned with editing of Hashiatun <br />

Al-din Al-Khazraji (died 626 A.H.) on prosody by Abi Abdillah Shams Moh>d<br />

bin Hasan bin Ali bin Othman Al-Nawaji (died 859 A.H). In this manuscript,<br />

Al-Nawaji explored types of Alwaw (and), supplying poetic examples and<br />

comparing them with the opinions of renowned syntacticians. He also pointed<br />

out some changes in batching poetic verses. He also discussed the rhythm and<br />

its kinds, diacritics, and flaws, supplying poetic examples composed by himself<br />

and other poets. He also investigated poetic meters which he and other poets<br />

shortened in poetic batches to be easily memorized. The researcher edited<br />

Al Hashiah scientifically. He started his study by a brief introduction about<br />

Al-Nawaji’s life, status among literary men and his writings on the sciences<br />

of Arabic. The research is concluded with biography of scholars and index<br />

of resources.<br />

251


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

نشأة النواجي وتكوينه الفكري:‏<br />

هو ‏شمس الدين حممد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي الشافعي املرصي )1( ، وقد<br />

انتهى عدد مَ‏ نْ‏ دونوا تراجم املصنفني اإِىل اأَنَّ‏ الشمس النواجي قاهري ‏شافعي مرصي.‏<br />

اأََمَّ‏ ا النسبةِ‏ االأُوىل فتدلُّ‏ على اأَنَّ‏ النواجيَّ‏ كانَ‏ عربيًا مِ‏ ‏رصيًا اأَصيالً،ومل يكن من العنرص<br />

اململوكي،واأَنَّه ‏شافعي املذهب،قالَ‏ يف ذلك مضمِ‏ نًا ‏]الطويل[:‏<br />

لَئِنْ‏ قلَّدَ‏ الناسُ‏ الأئمةَ‏ اإِنَّني لفي مذهبِ‏ احلَربْ‏ ِ ابنِ‏ اإ ‏ِدريسَ‏ راغبُ‏<br />

اأقلِّدُ‏ فتواه واأَعْ‏ ‏شقُ‏ قولَه وللنَّاس فيما يعشقون مذاهبُ‏ )2(<br />

اختلفت املصادرُ‏ يف حتديد املكان الذي ولِدَ‏ فيه النواجي،فذكرَ‏ بعضُ‏ املؤلفني اأَنَّه<br />

ولدَ‏ يف قرية نواج مركز طنطا يف مرص )3( واأَشار اآخرونَ‏ اإِىل اأَنَّه ولد يف القاهرة )4( واختلفت<br />

املصادرُ‏ يف حتديد السنة التي ولد فيها،فقال بعضُ‏ املؤلفني اإِنَّه ولد ‏سنة ‎785‎ه )5( وقال<br />

اآخرون اإِنَّه ولد ‏سنة ‎788‎ه.‏<br />

واالأَخبارُ‏ قليلةٌ‏ عن اأُرسة ‏شاعرِنا،‏ ويُفْهمُ‏ منها اأَنَّه تزوجَ‏ ورُزقَ‏ عدةَ‏ اأ ‏َبناءِ.‏ وقد اأَفادتْه<br />

مهنةُ‏ الكتابة والتدريس اإِفادةً‏ كبريةً‏ يف اخلطنِّ‏ والثقافةِ‏ والشعرِ‏ والنرثِ،واأَتاحتْ‏ له االطالع<br />

على الكُ‏ تبِ‏ وجمالسةِ‏ العُلماءِ،‏ وجندُ‏ يف كتبه اإِشاراتٍ‏ غريَ‏ قليلةٍ‏ اإِىل اأَسماءَ‏ كتب قراأَها،واأَسماءَ‏<br />

علماءَ‏ مِ‏ ن الذين عارصوه اأَو ‏سبقوا عرصه )6( .<br />

كما جند اأَسماءَ‏ الكتبِ‏ التي كان يستعريُها اأَوْ‏ يقتنيها،وكانَ‏ يُواظبُ‏ على قراءةِ‏ الدواوين،‏<br />

واملجاميع الشعريةِ‏ التي اأَفادته يف التاأْليف،‏ وكانت له عالقةٌ‏ مع علماء عرصِه وقضاتهِ‏ من<br />

اأَمثال ‏رساج الدين البلقيني ‏)‏‎805‎ه(،‏ وابن حجر العسقالين)ت‎852‎ه(،وبدر الدين حممود<br />

العيني)ت‎855‎ه(.‏<br />

وقد اأَخذَ‏ النواجي عن كثريٍ‏ من الشيوخ،‏ ودرَس عليهم الفقهَ‏ واللغةَ‏ واحلديث واالأُصول<br />

واملعقوالت والنحو والبالغة والعروض والشعر والنرث )7( .<br />

اشتغاله بالكتابة والتدريس:‏<br />

مارسَ‏ النواجي مهنةَ‏ الكتابة التي اتخذها مصدرًا للرزق،وكان حسن اخلط جيد<br />

الضبط )8( ثُمَّ‏ زاول مهنة التدريس بعدَ‏ اأَنْ‏ حفظَ‏ القراآن والعُ‏ مدة يف الفقه البن قدامة<br />

اجلماعيلي ‏)ت‎600‎ه(،‏ والتنبيه يف الفقه الأَبي اإِسحاق الشريازي ‏)ت‎476‎ه(،‏ والشاطبية<br />

‏)حرز االأَماين(،‏ وهي قصيدة يف القراءات للرعيني الشاطبي)ت‎509‎ه(،‏ ودرَّس يف مدارس<br />

القاهرة،‏ فاأُسندتْ‏ ِ اإليه وظيفةُ‏ تدريس احلديث باجلَمَّالية واحلسينية،‏ ودرَّس اللغة والعروض<br />

والفقه واالأَدب،‏ وتخرَّج عليه عددٌ‏ من علماء العرص )9( وتروي كتب االأَدب والتاريخُ‏ اأَنَّه مارس<br />

مهنة التجارة والوالية على بعض البالد.‏<br />

252


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

تالميذه:‏<br />

اأََمَّ‏ ا تالميذُ‏ النواجي فقد كانوا على درجة مميزة من العلم والثقافة،وممن عرفناه من<br />

تالميذه:‏ الشهاب بن اأَسد،‏ والبدر البلقيني،‏ وابن تغري بردي وغريهم )10( ، واملالحظ اأَنَّ‏ بعضَ‏<br />

هؤالء التالميذ درسوا فن العروض على النواجي،وقد برع يف علم العروض،وما طرحه من<br />

اآراء يف هذا الفن تستوقف الباحث املدقق من خالل كتابه ‏»الفوائد العروضية«‏ )11( .<br />

مؤلفاته:‏<br />

جاءت مؤلفات النواجي على النحو االآتي:‏<br />

اأ يف البلغة والنقد:‏<br />

1 احلجة يف ‏رسقات ابن حجة حمقق خمطوط رسالة ماجستري يف اجلامعة االأُردنية.‏<br />

.2 الدر النفيس فيما زاد على جنان اجلناس للصفدي،‏ واأَجناس التجنيس للحلي <br />

خمطوط يف دار الكتب املرصية،‏ ومنه نسخة مصورة لدى الباحث،‏ وقد حقق باسم<br />

‏»روضة املجالسة وغيضة املجانسة«‏ وهو اسمه احلقيقي،‏ باإِرشاف اأ.د.حسن حممد<br />

عبد الهادي كلية الرتبية جامعة عني ‏شمس.‏<br />

‏.‏‎3‎الشفاء يف بديع االكتفاء حققه الباحث،وطبع يف دار الينابيع عمان ‎2005‎<br />

4 مقدمة يف ‏صناعة النظم والنرث حتقيق:حممد بن عبد الكرمي،وطبع يف بريوت.‏<br />

3 م.‏<br />

4.<br />

253<br />

1.<br />

ب يف العروض:‏<br />

1 .<br />

1 رسالة تتعلق بالقوايف خمطوط يف املكتبة العاشورية يف تونس.‏<br />

. 2 ‏رشح اخلزرجية يف العَروض خمطوط يف مكتبة اإِسعاف النشاشيبي يف القدس،ونحن<br />

يف ‏سبيل حتقيقه.‏<br />

‎3‎الفوائد . 3 العَروضية،حققه الباحث جملة اجلامعة االإِسالمية غزة.‏<br />

ج يف اللغة )12( والنحو:‏<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

بعض حاشية على اجلاربردي مفقود.‏<br />

1 حاشية على التوضيح البن هشام مفقود.‏<br />

2 االأُصول اجلامعة حلكم حرف املضارعة موضوع البحث.‏<br />

3 . 4 الفوائد العلمية يف فنون من اللغات خمطوط،ونحن يف ‏سبيل حتقيقه.‏


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

د يف املناسك والتاريخ وغريهما:‏<br />

)13(<br />

‎1‎الغيث . 1 املنهمر فيما يفعله احلاج واملعتمر/مفقود .<br />

‎2‎نزهة . 2 االأَخيار يف حماسن االأَخبار خمطوطٌ‏ يف برلني،ومنه نسخة لدى الباحث.‏<br />

‎3‎رسالة . 3 يف مدح النبي ‏صلى اهلل عليه وسلم،‏ خمطوط يف مدينة استانبول.‏<br />

ه املجموعات الأَدبية:‏<br />

تاأْهيل الغريب حققه د.اأَحمد حممد عطا طبع يف القاهرة.‏<br />

1 حتفة االأَديب خمطوط يف برلني.‏<br />

2 254<br />

1 .<br />

2 .<br />

6 .<br />

7 .<br />

8 .<br />

11<br />

12<br />

13<br />

14<br />

)14(<br />

‎3‎تذكرة . 3 النواجي خمطوط يف برلني،‏ ومنه نسخةٌ‏ مصورةٌ‏ لدى الباحث .<br />

. 4 حلبة الكميت طبع يف الهيئة العامة لقصور الثقافة مبرص.‏<br />

. 5 خلع العذار يف وصف العذار خمطوط يف دار الكتب املرصية،ومنه نسخة باليد<br />

لدى الباحث.‏<br />

6 رسالة يف االأَلغاز مطبوع يف بريوت.‏<br />

7 رياض االأَلباب وحماسن االآداب خمطوط يف االأَزهر،ومنه نسخة باليد لدى<br />

الباحث.‏<br />

8 زهر الربيع يف املثل البديع،طبع يف بريوت وطنطا.‏<br />

. 9 الصَّ‏ بوح والغَبوق خمطوط يف برلني،‏ ومنه نسخة مصورة لدى الباحث.‏<br />

.10 ‏صحائف احلسنات يف وصف اخلال حققه الباحث،ونرشته دار الينابيع يف عمَّان<br />

‏سنة ‎2000‎م.‏<br />

11 الطراز املوشى يف االإِنشاء خمطوط يف معهد اإِحياء املخطوطات العربية يف<br />

القاهرة،ومنه نسخة مصورة لدى الباحث.‏<br />

12 نزهة االأَلباب يف اأَخبار ذوي االأَلباب خمطوط يف برلني،‏ ومنه نسخة مصورة لدى<br />

الباحث.‏<br />

13 عقود الالآل يف املوشحات واالأَزجال مطبوع يف بغداد،‏ والقاهرة.‏<br />

14 مراتع الغزالن يف وصف احلِ‏ ‏سان من الغِ‏ لمان خمطوط يف معهد اإِحياء<br />

املخطوطات<br />

.15 العربية يف القاهرة،‏ ومنه نسخةٌ‏ مصورة لدى الباحث.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

و املجموعات الشعرية:‏<br />

‎1‎ديوان . 1 ‏شعر ‏شمس الدين النواجي حققه الباحث،خمطوط رسالة دكتوراه جامعة<br />

القاهرة كلية دار العلوم ‎1980‎م.‏<br />

‎2‎ديوان . 2 املطالع الشمسية يف املدائح النبوية حققه الباحث ونرشته دار الينابيع<br />

يف عمَّان ‏سنة ‎1999‎م.‏<br />

عالقاته:‏<br />

التقى النواجي عددًا كبريًا من ‏شعراء عرصِه،تاأَثر كل منهم من االآخر،ممَّا اأَدى اإِىل<br />

نشاطٍ‏ يف ميدان االأَدب يف عرص املماليك،والنتاح االأَدبي الناجت من العالقات الشخصية<br />

كثريًا ما ترتاءى يف ‏شتى العواطف والروابط االإِنسانية.‏<br />

تطالعنا املصادر االأَدبية القدمية وجود مساجالت ومطارحات تعرب عن احلب<br />

والصداقة،‏ اأَو منافسة مع النواجي والذين تخريهم من الشعراء )15( وقد يكون طابع هذه<br />

املطارحات وديًا يعربنِّ‏ ُ عن احلبنِّ‏ والصداقة اأَو يكونُ‏ منافسةً،والعداء يكون مظهرًا لها اأَوسببًا<br />

من اأَسبابِها.‏<br />

ومل تذكرْ‏ املصادرُ‏ اأَيةَ‏ عالقةٍ‏ لشاعرنا بالسالطني،خالفًا للوزراء؛فقد كان للنواجي<br />

اتصاالت ببعض الوزراء )16( مثل ‏سعد الدين بن كاتب جكم الذي وُ‏ زنِّرَ‏ للملك االأَرشف بربساي<br />

‏سنة ‎838‎ه.‏<br />

واتصل النواجي بعدد من كتاب االإِنشاء يف عرصه،وممن اتصل بهم من كتاب الرس<br />

نارص الدين ابن البارزي كاتب االأَرسار الرشيفة بالديار املرصية واملمالك االإِسالمية،وكانَ‏<br />

له اتصالٌ‏ باأُرسة ابنِ‏ حجي،واأُرسة ابن مزهر )17( .<br />

وفاته:‏<br />

تويف االأَديب ‏شمس الدين النواجي يف القاهرة ‏سنة ‎859‎ه،ورثاه الشاعر ‏شهاب الدين<br />

املنصوري بهذين البيتني]‏ الرَمل[:‏<br />

رحم اهلل النواجي فقدْ‏ فَقَدَ‏ الدنيا واأ ‏َبقى ما روى<br />

)18(<br />

وانطوى يف ‏شقة البني فيا حرسةَ‏ العشاق من بعد النوا/جي<br />

255


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

املخطوط:‏ حاشية قصيدة ضياء الدين اخلزرجي<br />

وهو ‏رشحُ‏ القصيدة اخلزرجية املقصورة املعروفة ب ‏»الرامزة الشافية يف علم العَروض<br />

والقافية«‏ اأَو القصيدة اخلزرجية يف علم العَروض،‏ نظم ‏ضياء الدنِّين اأَبو حممَّد عبد اهلل بن<br />

عثمان االأَنصاري اخلزرجي االأَندلسي ‏)ت ‎626‎ه(.‏<br />

القصيدة اخلزرجية منظومة يف العَروض والقافية )19( ، نصُّ‏ ها مثبتٌ‏ يف كتاب ‏»جمموع<br />

مهمات املتون«‏ ‏ص:‏ ‎475‎ 480، عدد اأَبياتِها ثمانيةٌ‏ وتسعون بيتًا.‏ مطلعها ‏]الطويل[:‏<br />

ويسْ‏ اَلُ‏ عبد اهلل ذا اخلزرجي مِنْ‏<br />

256<br />

مُطالِعها اإِحتافَه منه بالدِّعا<br />

وقد اتفق املصنفون)‏‎20‎‏(‏ على تسمية ‏رشح النواجي لهذه القصيدة باالسم املذكور،‏ اإِال<br />

اإِسماعيل البغدادي الذي ‏سماه ‏»رشح الرَّمزة يف العروض«‏ )21( .<br />

وقد اأَشار النواجي يف ديوانه اإِىل ‏صاحب القصيدة اخلزرجية يف العَروض بقوله<br />

‏]الطويل[:‏<br />

‏سقى اهللُ‏ عهدَ‏ اخلزرجي فقد جَ‏ ل<br />

تغرِّدُ‏ اأ ‏َطيارُ‏ املعاين بطرسِ‏ ها<br />

عقيلةَ‏ فِكرٍ‏ بالأَعاريس مشهوره<br />

)22(<br />

ومل ل،وقد اأَضحت على احلسن مقصوره<br />

واإِشارة اأُخرى اأَوردها النواجي يف كتابه « الفوائد العلمية يف فنون اللغات « اإِىل القصيدة<br />

اخلزرجية،فقد قال ما نصه:‏ ‏»بحورُ‏ السشِّ‏ عر على راأي اخلليل بن اأَحمدَ‏ خمسةَ‏ عرشَ:‏ الطَّ‏ ويل واملديد<br />

والبسيط والوافر والكامل والهَ‏ زج والرَّجَ‏ ز والرَّمل والرضَّ‏ يع واملُنرسح واخلَفيف واملضارع<br />

واملقتضب واملُجتث واملتقارب،وقد نظمتها يف بيتني اإِمَّ‏ ا برصيح االسم واإِما باالشتقاق وزدتهما<br />

يف اأَصل اخلزرجية،]‏ الطويل [:<br />

طويل مديد والبسيط ووافر<br />

‏رسيعُ‏ انرساحٍ‏ والخفيفُ‏ مضارعٌ‏<br />

وكامل اهزج وارجتز رملً‏ تل<br />

)23(<br />

مقتشب املجتث قرِّبْ‏ تنل عُل<br />

وقد اأَشار السَّ‏ خاوي )24( يف معرض ترجمته لبدر الدين البلقيني)‏‎25‎‏(،تلميذ النواجي<br />

اإِىل اأَنَّ‏ بدرًا هذا قراأَ‏ اخلزرجية،وعروض ‏»ابن القطاع«‏ على الشمس النواجي.‏<br />

حتدث النواجي يف مقدمة حاشية يف اأَنواع الواو:‏ العاطفة،‏ واالستئنافية،وواو<br />

احلال،‏ وواو رُبَّ‏ ، واهتم بذكر الشواهد الشعرية التي ناقش فيها ما طرحه اأَئمة النحو يف<br />

هذا املجال،‏ من خالل كتب املعاين،مثل كتاب ‏»رصف املباين ‏»للمالقي«،‏ ‏»واجلنى الداين«‏<br />

للمرادي،‏ وكتاب ‏»مغني اللبيب«‏ البن هشام االأَنصاري،‏ وقد اأَفرد العالئي كتابه ‏»الفصول<br />

املفيدة يف الواو املزيدة«‏ عن الواو،ومن يرتتب عليها من قضايا نحوية،‏ واأَحكامٍ‏ فقهية،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

واهتمام النواجي بالقضايا النحوية يفتح الباب اأَمام الباحثني يف رصد القضايا النحوية<br />

وتتبعها يف مؤلفات النواجي عامة،‏ وهذا املخطوط،موضوع دراسة،‏ خاصة؛ لبيان منهجه<br />

ودراسة املوضوعات التي حتدث عنها موازنة بكتب النحاة املعتمدين.‏<br />

‎1‎االإِشارة . 1 اإِىل بعض الزحافات والعلل التي تقع نادرةً،واأَنَّ‏ الرتكَ‏ فيها اأَوىل،‏ اأَو اأَنَّ‏<br />

استخدامَ‏ ها قبيحٌ‏ ‏،ومثَّلَ‏ على ذلك استخدام ‏»الكف«‏ يف البحر الطويل،وهو حذف النون<br />

من ‏»مفاعيلن«‏ فتصريُ‏ اإِىل ‏»مفاعيلُ‏ «.<br />

‎2‎حتدث . 2 عن القافية واأَنواعها وحركاتها وعيوبها،وساق اأَمثلةً‏ ‏شعرية من نظمه ونظم<br />

غريِه مورنِّيًا باملصطلحات العروضية كاالأَسباب واالأَوتاد،والتقطيع والكف وغريها.‏<br />

‎3‎حتدث . 3 عن البحور الشعرية،فقد جمع النواجي وغريه البحور؛ ليسهلَ‏ حفظها وتردادها<br />

من الناشئة.‏<br />

وصف النسخة املعتمدة،‏ والعمل فيها:‏<br />

اعتمدنا يف حتقيق هذه املخطوطة على ‏صورةٍ‏ وحيدةٍ‏ ‏،حصلنا على ‏صورةٍ‏ ورقيةٍ‏<br />

منها من مكتبة دار اإِسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون واالآداب يف القدس الرشيف،ضمن<br />

جمموع،‏ رقمها ‏)‏‎615‎ 109 ب ) العروض.‏<br />

عنوان املخطوط:‏ حاشية على قصيدة ‏ضياء الدين اخلزرجي ‏)ت ‎626‎ه(‏<br />

املوؤلف:‏ ‏شمس الدين اأَبو عبد اهلل حممد بن حسن بن علي النواجي ‏)ت ‎859‎ه(.‏<br />

عدد اأَوراق املخطوطة:‏ )9 (، تبداأ من الرقم:‏ ‎6‎و اأ ‎104‎ب.‏<br />

عدد الأَسطر:‏ ‎7‎ا ‏سطرًا،يف كلنِّ‏ ‏سطر نحو )9( كلمات،غري اأَنَّ‏ برتًا وقع فيها مبقدار ورقة مل ينتبه له<br />

مفهرسو املكتبة.‏<br />

نوع اخلط:‏ نسخ عادي واضح.‏<br />

ناسخ املخطوطة:‏ حممد بن اأَحمد اأالأَسدي.‏<br />

تاريخ نسخها:‏ ‏سنة 1034.<br />

اعتنينا بتحقيق النَّص،‏ وتخريج االآيات القراآنية،واالأَبيات الشعرية،‏ ورشح ما استغلق<br />

من املصطلحات النحوية والعَروضية والقوايف،والرُّجوع اإِىل املظاننِّ‏ ؛ الستخراج اأَقوال<br />

العلماء،‏ وترجمة االأَعالم الذين وردوا يف النَّص.‏<br />

257


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

وجد خبط الشيَّخ مشس الدين النواجي رمحه اهلل تعاىل ما صورته:‏<br />

قال الشيخ ‏ضياء الدين اخلزرجي رحمه اهلل تعاىل [ الطويل[:‏<br />

)26(<br />

وللشعر ميزانٌ‏ تسمى عَروضَ‏ ه ................................<br />

اأَقولُ‏ : الواو عاطفةٌ‏ على جملة مناسبة للمقام،اأَيْ‏ ‏:من جملة حماسن الكالم الشعرُ.‏<br />

‏»وللشعر ميزانٌ‏ تسمى عَ‏ روضَ‏ ه«‏ وال يجوز اأَنْ‏ تكونَ‏ ابتدائية؛ الأَنَّ‏ االبتدائية عندَهم هي<br />

واوُ‏ احلال الداخلة على اجلملة االسمية )27( ، نحو:‏ ‏»جاء زيدٌ‏ والشَّ‏ مسُ‏ طالعةٌ«،‏ وقوله تعاىل:‏<br />

‏)يغشى طائفةً‏ منْكُ‏ م وَطَ‏ اآئِفَةٌ‏ قَدْ‏ اأ ‏َهَ‏ مَّتْهُ‏ مْ‏ اأ ‏َنفُسُ‏ هُ‏ مْ(‏ )28( ، اأَو الفعلية املصدرة مباض،‏ واالأَكرث<br />

حينئذ اقرتانُه بقد،‏ نحو:‏ قد جاء زيدٌ‏ وقد طلعت الشمسُ‏ ، اأَو مبضارع منفي،‏ كقوله )29( :<br />

باأَيدي رجالٍ‏ مل يشيموا ‏سيوفَهم وملْ‏ تكرث القتلى بها حنيَ‏ ‏سُ‏ لَّت<br />

ولو قدَّرتَ‏ هنا عاطفةً‏ الستحالَ‏ املدحَ‏ هَ‏ جْ‏ وًا )30( ، وال اأَنْ‏ تكونَ‏ استئنافيةً؛ الأَنَّ‏ االستئنافية<br />

هي الواو التي يكونُ‏ بعدَها جملةٌ‏ غريُ‏ متعلقة مبا قبلها يف املعنى،‏ وال مشاركة لها يف<br />

االإعراب اسمية كانت،‏ كقوله تعاىل:‏ ‏)ثُمَّ‏ قَضَ‏ ى اأَجَ‏ الً‏ وَاأَجَ‏ لٌ‏ مُّ‏ ‏سمًّى عِ‏ ندَهُ(‏ )31( اأَو فعلية،وهو<br />

كثريٌ،‏ كقوله تعاىل:‏ ‏)لنِّنُبَنينِّ‏ َ لَكُ‏ مْ‏ وَنُقِرُّ‏ يفِ‏ االْ‏ أَرْحَ‏ امِ‏ مَ‏ ا نَشَ‏ اء(‏ )32( ، ‏)وَاتَّقُواْ‏ اهللّ‏ َ وَيُعَلنِّمُ‏ كُ‏ مُ‏ اهللّ‏ ُ( )33( ،<br />

‏)مَ‏ ن يُضْ‏ لِلِ‏ اهللّ‏ ُ فَالَ‏ هَ‏ ادِيَ‏ لَهُ‏ وَيَذَرُهُ‏ مْ(‏ )34( فيمن رفعَ‏ ، ونحو:‏ ‏»ال تاأْكل السمك و ترشب اللنبَ«،‏<br />

فيمن رفعَ‏ اأَيضّ‏ ا )35( ، وقوله [ الطويل[:‏<br />

عَلى احلَكَمِ‏ املَاأتِيِّ‏ يَومًا اإِذا قَضى قَضِ‏ يَّتَهُ‏ اأَنْ‏ ل يَجُ‏ ورَ‏ وَيَقصِ‏ دُ)‏‎36‎‏(‏<br />

ولو قدرت هنا عاطفة لزم التناقض ‏رضورة اشرتاك املعطوف واملعطوف عليه يف النفي.‏<br />

وقد علمت بذلك اأَنَّ‏ كالً‏ من هاتني الواوين يستدعي ‏سبق جملة،كما راأيته،‏ وهي هنا<br />

ليست كذلك،على اأَنَّ‏ ابنَ‏ قاسم قال يف اجلنى الداين:ويقال لالستئنافية ابتدائية اأَيضً‏ ا،‏<br />

واقترص على تسمية الواو االأُوىل بواو احلال.‏ وقالَ‏ يف اآخر الكالم على واو االستئناف الظاهر:‏<br />

اإمنَّ‏ ا هيَ‏ الواوُ‏ التي تعطفُ‏ اجلملَ‏ التي الحملَّ‏ لها من االإعراب ملجرد الرَّبط،‏ قال:‏ واإِمنَّ‏ ا ‏سميت<br />

واو االستئناف؛ لئال يتوهمَ‏ اأَنَّ‏ ما بعدَها من املفردات معطوفٌ‏ على ما قبلها )37( ، انتهى.‏<br />

فاإِذن هي راجعةٌ‏ اأَيضً‏ ا اإىل واو العطف.‏<br />

واعلمْ‏ اأَنَّ‏ اأَئمةَ‏ النحاة ‏رصَّحوا بجواز حذف املعطوف عليه )38( . قال يف اخلالصة<br />

[ الرجز[:‏<br />

)39(<br />

وَحَ‏ ذفَ‏ مَتبُوعٍ‏ بَدَا هُنا استَبِحْ‏ ..........................<br />

ومثَّل له الرضُّ‏ اح بقول العرب:‏ وبك اأَهالً‏ وسهالً،جوابًا ملن قالَ‏ ‏:مرحبًا،وعطفَ‏ عليه:‏<br />

اأَهالً‏ وسهالً.‏<br />

258


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وقوله تعاىل:‏ ‏)فَلَن يُقْبَلَ‏ مِ‏ نْ‏ اأَحَ‏ دِهِ‏ م منِّ‏ لْ‏ ءُ‏ االأرْضِ‏ ذَهَ‏ باً‏ وَلَوِ‏ افْتَدَى بِهِ(‏ )40( ، اأَيْ‏ : لو ملَكه<br />

وافتدى به )41( ، وقوله:‏ ‏)وَلِتُصْ‏ نَعَ‏ عَ‏ لَى عَ‏ يْنِي(‏ )42( ، اأَيْ‏ ‏:لرتحمِْ‏ ولتصنعْ‏ )43( .<br />

وقوله:‏ ‏)اأَنِ‏ ارضْ‏ ‏ِب بنِّعَصَ‏ اكَ‏ احلْ‏ ‏َجَ‏ رَ‏ فَانفَجَ‏ رَتْ‏ مِ‏ نْهُ‏ اثْنَتَا عَ‏ ‏رضْ‏ ‏َةَ‏ عَ‏ يْنًا(‏ )44( ، اأَي‎97‎‏/‏<br />

)45(<br />

فرضب/‏ فانفجرت.‏<br />

وجعلَ‏ منه الزخمرشي قوله:‏ ‏)اأَفَلَمْ‏ تَكُ‏ نْ‏ اآيَاتِي تُتْلَى عَ‏ لَيْكُ‏ م(‏ )46( ، اأَي:‏ اأَملْ‏ ياأْتكم فلم تكن<br />

اآياتي تُتلى عليكم )47( .<br />

فاإنْ‏ قلتَ‏ ‏:احلذفُ‏ يف هذه االأَمثلةُ)‏‎48‎‏(‏ لدليلٌ‏ بخالف ما نحنُ‏ فيه.‏ قلت:‏ ال نسلّم،‏ بل وجود<br />

العاطف دليلٌ‏ اأَنَّ‏ هناكَ‏ معطوفًا عليه،‏ واإذا مل يكن مذكورًا،‏ وجبَ‏ اأَنْ‏ يكونَ‏ مقدرًا من جنسِ‏<br />

املذكور،‏ فاإنْ‏ قلتَ‏ : هو يف االأَمثلة واقعٌ‏ يف وسط الكالم دونَ‏ اأَوله بخالف ما نحنُ‏ فيه،‏ فهو<br />

مردودٌ‏ بعدَم النظري.‏<br />

قلتُ‏ : قال اأَبو علي الفارسي يف تذكرته:اعلم اأَنَّ‏ الدالئل اإذا دلت على ‏شيء فال يرضُّك<br />

اأَنْ‏ ال يكونَ‏ له نظريٌ،فقال له تلميذُه اأَبو الفتح بن جني:يا ‏سيدي اأَلهذا نظري ؟ فقال:قد قلتُ‏ لك<br />

ال يرضُّك اأَنْ‏ ال يكونَ‏ له نظريٌ)‏‎49‎‏(‏ . انتهى.‏<br />

وعلى تقدير اشرتاط النظري،فنظريه اأَنَّ‏ املربد والكوفيني ذهبوا اإىل اأَنَّ‏ واو ربَّ‏ يف نحو<br />

قوله [ الطويل[:‏<br />

)50(<br />

وَلَيلٍ‏ كَمَوجِ‏ البَحرِ‏ اأَرخى ‏سُ‏ دولَهُ‏ ...............................<br />

حرف جرّ‏ لنيابها عن ‏»ربَّ‏ «، واأَنَّ‏ اجلرَ‏ بها ال ب ‏»ربَّ‏ » املحذوفة )51( ، وقد احتجوا<br />

بافتتاح القصائد بها،كقوله [ الرجز[:‏<br />

)52(<br />

وقاتِ‏ الأَعْ‏ ماقِ‏ خاوِي املُخْ‏ رتََ‏ قْ‏ ...........................<br />

وخالفهم اجلمهور،فقالوا:‏ اجلر ب«ربَّ‏ » املحذوفة،ال بالواو،‏ وهي عاطفة.‏ واأَجابوا عن<br />

ذلك بتقدير جواز العطف على ‏شيء يف نفس املتكلم.قالوا:ويوضح كونها عاطفةً‏ اأَنَّ‏ واو<br />

العطف ال تدخل عليها كما تدخل واو القسم يف قوله]الطويل[:‏<br />

)53(<br />

فواهلل لول متره ما جنيته .............................<br />

فليقل مثله هنا،‏ فاإنه نظريه،‏ بل عينه.‏ فاإنْ‏ قلت:‏ اإذا كانت وال بدَّ‏ عاطفةً،‏ فهال قدَّرتها<br />

عاطفةً‏ على جملة البسملة،‏ واستغنيتَ‏ عن التقدير؟ قلت:‏ قال علماء املعاين:‏ ‏رشط كون<br />

العطف مقبوالً‏ اأَنْ‏ يكونَ‏ بني املتعاطفني جهة جامعة،‏ نحو:‏ ‏»زيد يكتب ويشعر،‏ اأَو يعطي<br />

ومينع«‏ )54( ، ولهذا عيب على اأَبي متام قوله [ الكامل[:‏<br />

ل وَالَّذي هُوَ‏ عاملِ‏ ٌ اأَنَّ‏ النَوى ‏صَ‏ ربِ‏ ٌ وَاأَنَّ‏ اأَبا احلُسَ‏ نيِ‏ كَرميُ)‏‎55‎‏(‏<br />

واهلل اأَعلم.‏<br />

259


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

راأَيتُ‏ بخط الشَّ‏ يخ ‏شمس الدين النواجي رحمه اهلل تعاىل ما ‏صورته لكاتبه يف هذه<br />

القصيدة املقصورة املسماة باخلزرجية [ الطويل[:‏<br />

‎1‎ ‏سقى اهللُ‏ عهدَ‏ اخلزرجي فقدْ‏ جَ‏ ل<br />

‎2‎ تغرِّدُ‏ اأ ‏َطيارُ‏ املعاين بِطْرسها<br />

عقيلة فكر بالأَعاريس مشهوره<br />

)56(<br />

ومل ل،‏ وقداأَضْ‏ حتْ‏ علىاحلُسنِ‏ مقصورة<br />

راأَيتُ‏ بخط الشَّ‏ يخ ‏شمس الدين النواجي رحمه اهللُ‏ تعاىل على هامش نسخته ‏رشح<br />

اخلزرجية ما ‏صورتُه:ما اأَحسنَ‏ قولَ‏ ابن نباتة [ املجتث[:‏<br />

من منصفي من اأنا سٍ‏<br />

وزنوه<br />

درهمًا ل بشعرٍ‏<br />

‏سمعتم وهل ذهني<br />

حتريَّ‏ فيهم مني<br />

الشعرّ‏ وحاولوا )57(<br />

ياأتي على غري وزنِ‏<br />

يعجبني قولُ‏ الشَّ‏ يخ زينِ‏ الدين بنِ‏ الوردي،اأََوْ‏ الشيخ ‏شمس الدين بن الصائغ مُ‏ لغزًا يف<br />

جبل ‏]املديد[:‏<br />

‎1‎ يا عَروضيًا له فطنٌ‏<br />

2 اأَميَّ‏ ا اشم وضْ‏ عُه وتدٌ‏<br />

‎3‎ ويُرى يف احلَال فاصلةً‏<br />

ما اأَحسنَ‏ قولَ‏ الرضَّ‏ اج الوراق]‏ الكامل[:‏<br />

بحرُها بالفِكر يضطرب<br />

وهو اإِنْ‏ ‏صَ‏ حَّ‏ فته ‏سبب<br />

)58(<br />

‏ساكنٌ‏ حتريكُه عجبُ‏<br />

‎1‎ ماىل ونظمُ‏ الشِّ‏ عر بانت ‏صبوتي<br />

‎2‎ اأَاأَقولُه عبثًا بل ‏سببٍ‏ له<br />

والناسُ‏ قد رغبوا عن الآداب<br />

)59(<br />

والشّ‏ عر مبنيٌّ‏ على الأَسباب<br />

‏ساأَلَ‏ الشُّ‏ يخ جنمُ‏ الدين اأَبو احلسن علي بن داود القحفازي )60( بعضَ‏ طلبتِه عَ‏ نْ‏ قولِ‏<br />

القائل ‏]جمزوء الكامل[:‏<br />

يَا اأَيُّها احلَبْرُ‏ الذي<br />

اأَبْن لنا دائرة<br />

علمُ‏ العَروس به امتز ‏ْج<br />

فيها بسيطٌ‏ وهَزجْ‏ )61(<br />

ففكَّرَ‏ الطالبُ‏ ‏ساعةً،ثُمَّ‏ قالَ‏ ‏:الظَّ‏ اهر اأَنَّ‏ هذا يف الساقية،واأَنَّه اأََرادَ‏ بالبسيط املاءَ؛ الأَنَّه<br />

اأَحدُ‏ البسائط،‏ وبالهَ‏ زج الصوت،‏ فقال له الشيخ:‏ ‏صدقت،‏ اإِالَّ‏ اأَنَّك دُرتَ‏ فيها زمانًا حتَّى<br />

عرفتَها،‏ انتهى.‏<br />

260


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وهذا مِ‏ نَ‏ الشَّ‏ يخ يف غايةِ‏ اللطفِ‏ ‏،بل هو اأََظرفُ‏ من اللغز،واأَحلى من احلل.‏ يُعجبني قولُ‏<br />

بعضِ‏ هم يف هذا املعنى ‏]الكامل[:‏<br />

‏سببٌ‏ خفيفٌ‏ خرشهُ‏ ووراءه<br />

مل يُجمَع النوعان يف تركيبها<br />

من ردفه ‏سببٌ‏ ثقيلٌ‏ ظاهرُ‏<br />

ل لأَنَّ‏ احلشنَ‏ فيه ظاهرُ)‏‎62‎‏(‏<br />

وقال عندَ‏ قول الشاعر]‏ الطويل[:‏<br />

لِكُلِّ‏ اأ ‏ُناسٍ‏ مِن مَعَدٍّ‏ عِ‏ مارَة عَروسٌ‏ اإِلَيها يَلجَ‏ اأونَ‏ وَجانِبُ‏ )63(<br />

البيتُ‏ للتغلبي،‏ والعمارة ‏)بكرس العني(:القبيلة والعشرية،‏ و«عمارة«:‏ جمرورٌ‏ على<br />

اأَنَّه«بدلٌ‏ من اأُناس،‏ ذكر ذلك كله اجلوهري.‏ ويف القاموس والنهاية:‏ العمارة ‏)بالفتح<br />

والكرس(،‏ قال:‏ وهيَ‏ فوقَ‏ البطن من القبائل،‏ اأَولها الشعب ثم القبيلة،‏ ثم العمارة،‏ ثم البطن،‏<br />

ثم الفخذ.‏ وقيل:‏ العمارة:‏ احلي العظيم،‏ ميكنه االإنفراد بنفسه،‏ فمنْ‏ فتحَ‏ فاللتفاف بعضهم<br />

على بعض،‏ كالعمارة،‏ وهي العمامة.ومن كرسَ‏ فالأَنَّ‏ بهم عمارة االأَرض،‏ انتهى.‏<br />

وقالَ‏ االأَخفش علي بن ‏سليمان:‏ رُوي عمارة باخلفض والرفع.‏<br />

قاعدة:‏<br />

اإذا وقعتْ‏ ‏»اأَيْ‏ » التفسريية بعدَ‏ تقول،وقبل فعل مسند للضمري حكي الضمري،‏ نحو:‏ تقول:‏<br />

استكتمته احلديث،‏ اأَيْ‏ : ‏ساأَلته كتمانه،اأَيْ‏ : بضم التاء،ولو جئتَ‏ ب ‏»اإذا«‏ مكان ‏»اأيْ‏ » فتحتَ‏<br />

فقلتَ‏ اإذا ‏ساألت ؛ الأَن ‏»اإذا«‏ ظرفٌ‏ لتقول،وقد نظم بعضهم ذلك،‏ فقال]‏ البسيط[:‏<br />

فشم تاءك فيه ‏ضَ‏ مَّ‏ مُعرتف<br />

‎1‎ اإذا كنيت باأي فعلً‏ تفرسه ففتحة التاء اأمرٌ‏ غريُ‏ خمتلف<br />

‎2‎ واإن تكن باإذا يوماً‏ تفرسه )64(<br />

ذكره يف املغني يف بحث«اأَي«.‏ انتهى.‏<br />

وقالَ‏ يف كالم الشارح عند قول الناظم [ الطويل [:<br />

)65(<br />

واإسقاط جزاأيه وشطر فوقه.......................................................الخ<br />

اعلم اأَنَّ‏ اجلَزء )66( يكونُ‏ يف اثني عرضَ‏ ‏ًا بحرًا،خمسة منها وجوبًا،‏ وهي:‏ املجتث،‏ واملديد،‏<br />

واملضارع،‏ واملقتضب،‏ والهزج،‏ وسبعةٌ‏ جوازًا،‏ وهي:‏ البسيط،‏ والكامل،‏ والرجز،‏ والرَمل،‏<br />

والوافر،‏ واملتقارب،‏ واخلفيف،‏ والشطر،‏ والنهك،‏ ال يكونان اإال جائزين،‏ لكن الشطر خاص<br />

بالرسيع والرجز،‏ والنهك بالرجز واملنرسح )67( .<br />

وقد نظمَ‏ ‏شيخُ‏ نا بدرُ‏ الدنِّين بن الدماميني يف بيتني،‏ واأَدخلهما يف هذه القصيدة،‏ فقال<br />

[ الطويل[:‏<br />

‎1‎ للأَول حتما نبل موف فاإنْ‏ تُرِدْ‏ جوازًا فجهز حدس كفْ‏ ء اأَخا هدي<br />

)68(<br />

‎2‎ وجوّز ثان بالسريع وسابع ونهك بزي وهو نزر متى اأتى<br />

261


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

فَرمزَ‏ بالنون،‏ والباء،‏ والالم،‏ وامليم،‏ والوو،‏ من ‏»نبل موف«‏ الأَشطار اجلزء الواجب<br />

وباجليم،‏ والهاء،‏ والزاي،‏ واحلاء،‏ والدال،‏ والسني،‏ والكاف من ‏»فجهز حدس كَ‏ فْ‏ ء«‏ الأَشطار<br />

اجلزء اجلائز،‏ واأَتى بالرسيع،ولفظه ‏سابعٌ،‏ وهو الرَّجز،‏ فاأَفاد اأَنَّهما البحران اللذان يقعُ‏ فيها<br />

الشَّ‏ طرُ،‏ ورمزَ‏ بالزاي والياء من ‏»بزي«‏ لشطري النَّهك.‏ وستاأْتي اأَمثلةُ‏ ذلك وشواهدُه مفصلةً‏<br />

عندَ‏ الكالم على البحور اإنْ‏ ‏شاءَ‏ اهلل تعاىل.‏<br />

وتَلخَّ‏ ‏صَ‏ من جميع ما تقدمَ‏ اأَنَّ‏ الطويلَ‏ ال يكونُ‏ اإال وافيًا،‏ وهي ‏صفةٌ‏ اختصَ‏ بها،‏ واملديدُ‏<br />

والهَ‏ زَجُ‏ ، واملضارعُ‏ ، واملقتضبُ‏ ، واملجتثُ‏ ال تكونُ‏ اإال جمزوءات،‏ والبسيط،‏ والوافر،والرَمل،‏<br />

واخلفيف،‏ واملتقارب ال تكونُ‏ اإال وافيات،‏ اأَو جمزوءات )69( ، والكامل ال يكونُ‏ اإال تامً‏ ا اأَو وافيًا،‏<br />

اأَو جمزوءًا،‏ والرسيع ال يكونُ‏ اإال وافيًا اأَو مشطورًا،‏ واملنرسح ال يكونُ‏ اإال وافيًا اأَو منهوكً‏ ا،‏<br />

والرجزُ‏ يكونُ‏ تامً‏ ا،‏ ووافيًا،‏ وجمزوءًا،‏ ومشطورًا،‏ ومنهوكً‏ ا،‏ وهو ‏شئ مل يجتمع لغريه )70( .<br />

وقدْ‏ نظمتُ‏ ذلك يف بيتني ذيَّلتُ‏ بهما كالمَ‏ ‏شيخنا مشريًا اإىل البحور بحروف الرمز على<br />

طريقة اخلزرجية،‏ فقلت ‏]الطويل[:‏<br />

262<br />

جَ‏ وازاً‏ فَجِّ‏ هز حَ‏ دْسَ‏ كفءٍ‏ اأخى ذَكا<br />

‎1‎ فلِلجَ‏ زء حَ‏ تْمًا وَبلُ‏ مَنٍّ‏ فاإنْ‏ تُرِدْ‏ عَريِاً‏ عن اجلزء الذي فيه قد جَ‏ رَى<br />

‎2‎ ومعناه اأنّ‏ البحرَ‏ ميكن نظُمُه يكونُ‏ بباقي النَّظم حتمًا بل مِرَا<br />

‎3‎ ولكنْ‏ اإذا مَا حَ‏ لَّ‏ بيتاً‏ فاإنهُ‏ وجوّز اأيضً‏ ا نَهكَ‏ زيغٍ‏ ذوُو الهُدى<br />

‎4‎ ويف ‏سابعٍ‏ والتاسع الشطرُ‏ ‏سائغٌ‏ )72(<br />

‎5‎ وما مِنْهما عندَ‏ العروضيِّ‏ واجبٌ‏ فكُنْ‏ فَطِ‏ نًا،‏ واترك ‏سبيلَ‏ مَنْ‏ اعتَدى<br />

انتهى ما ذكره الشَّ‏ يخُ‏ بدرُ‏ الدين رحمه اهلل تعاىل من االأَبيات،‏ وذكر ‏رشحهم فلرياجع.‏<br />

اأََنشدَ‏ لسانُ‏ الدين ابنُ‏ اخلطيب يف االإحاطة بتاريخ غرناطة لبعض االأَندلسيني [ الكامل[:‏<br />

‎1‎ يا كاملً‏ ‏شوقي اإليه وافر<br />

‎2‎ عاملتَ‏ اأَسبابي لديْك بقطْعِها<br />

اأَبو فراس بن حمدان [ خملع البسيط[:‏<br />

‎1‎ تَناهَسَ‏ الناسُ‏ للمعاين<br />

‎2‎ تكلّفوا املكرمات كَدًا<br />

الشيخ بهاء الدين السبكي]‏ الطويل[:‏<br />

‎1‎ اإذا كنتَ‏ ذا طبع ‏سليم فل متلْ‏<br />

‎2‎ فكل امرئ عانى العَروضَ‏ فاإنَّ‏ ا<br />

اآخر ‏]اخلفيف[:‏<br />

وبسيط وجدي يف هواه عزيزُ‏<br />

والقطعُ‏ يف الأسباب ليسَ‏ يجوزُ)‏‎73‎‏(‏<br />

ملَ‏ ‏َّا رَاأ ‏َوْا نحوَها نُهوشي<br />

تَكلُفَ‏ النظم للعَرُوس<br />

)74(<br />

ِ<br />

لعلم العروض يوقع القلبَ‏ يف كرب<br />

)75(<br />

تعرضَ‏ للتقطيع وانساق للرضب


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎1‎ وبروحي من الهموم مديد<br />

‎2‎ مل اأكن عاملاً‏ بذاك اإىل اأن<br />

ولبعض االأَندلسيني [ الكامل[:‏<br />

‎1‎ كففت عن الوصال طويلَ‏ ‏شوقي<br />

2 وكفك للطويل فدتك نفسي<br />

وللنواجي من قصيدة مطولة [ البسيط[:‏<br />

263<br />

وبسيطٌ‏ ووافرٌ‏ وطويل<br />

قطَّ‏ ع الليلَ‏ بالفراق اخلليلُ)‏‎76‎‏(‏<br />

اإليك واأنت للروح اخلليل<br />

)77(<br />

قبيحٌ‏ ليس يرضاه اخلليل<br />

يومَ‏ النوى،‏ وهو بالأَشجان مذبو ‏ُل<br />

‎1‎ وارحمتاه لصب قلَّ‏ ناصرُه مضنى الفوؤاد،نحيل اجلسم،‏ مهزول<br />

‎2‎ بادي الغرامَ‏ حليف الوجد مكتئب ول تَصوره وهمٌ‏ وتخييل<br />

3 اأَوْدى به السقمُ‏ حتى ما له ‏شبحٌ‏ وقلبه بسيوف اللحظ مقتول؟<br />

‎4‎ ملَ‏ ل يسيلُ‏ جنيعًا فيضَ‏ عربته مذ ميموا غريَ‏ دمع العني تغسيل<br />

5 مكفنٌ‏ يف ثياب السُّ‏ قم ليس له )78(<br />

مقطَّ‏ عٌ‏ عملت فيه التفاعيل<br />

‎6‎ كانَّه بيتُ‏ ‏شعر يف عروض جفا للشيخ تقي الدين بن حجة من قصيدة [ اخلفيف [:<br />

)79(<br />

ما اأَفادتْ‏ قلبي ‏شوى التقطيع<br />

‎1‎ يف بحور اجلفا بحورُ‏ دموعي الشيخ برهان الدين القرياطي ‏]اخلفيف[:‏<br />

‎1‎ ومليحُ‏ علمِ‏ العَروض يعاين<br />

2 رمْتُ‏ وشلً‏ منه،فقال حلاظي<br />

ابنُ‏ حجاج رحمه اهلل تعاىل ‏]خملع البسيط[:‏<br />

‎1‎ مستفعلن فاعلن فعولن<br />

2 قد كان ‏شعرُ‏ الورى ‏صحيحً‏ ا<br />

ليته لو غدا خليلَ‏ خليع<br />

)80(<br />

ناطقات باأَحرف التقطيع<br />

هذا لعمري هو الفشول<br />

)81(<br />

من قبل اأَنْ‏ يخلق اخلليل<br />

يحكى اأَنَّ‏ يونس كانَ‏ يختلف اإىل اخلليل بن اأَحمد؛لياأْخذ عنه العروض،‏ فلم يفتح عليه<br />

فيه،‏ فقال له اخلليل يومً‏ ا:‏ من اأي بحر قول الشاعر]الوافر[:‏<br />

‎1‎ اإذا مل تستطع ‏شيئاً‏ فدعه<br />

وجاوزه اإىل ما تستطيعُ‏<br />

فَفَطِ‏ نَ‏ يونسُ‏ اإىل ما اأَراده اخلليلُ‏ ، وترك العروض واالشتغال به )82( .<br />

واأَنشدَ‏ الزَّخمرشي قبله [ الوافر[:‏<br />

‎1‎ اأَمِن رَيحانَةَ‏ الدَّاعي السميعُ‏ يُوؤرّقني،‏ واأَصحابي هُجوعُ)‏‎83‎‏(‏


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

قال السهيلي:‏ وهما لعمرو بن معدي كرب،قالهما يف اأُخته ريحانةَ‏ ملَّا اأَصابها خالدُ‏ ابنُ‏<br />

‏سعيد بن العاص يف ‏سبيٍّ‏ ‏سباه،‏ فلمَّا ‏سمعهما خالدٌ‏ اأ ‏ََطلقَ‏ ريحانةَ،‏ فوهبه عمروٌ‏ ‏صمصامَ‏ تَه<br />

املعروفة،‏ الصمصامة،‏ بالفتح،‏ السيف الصارم الذي ال ينثني.‏ ونسبَ‏ البيتَ‏ االأَول يف حياة<br />

احليوان يف الكالم على االأَفعى لصالح بن عبد القدوس )84( .<br />

ونسبهما يف االستيعاب )85( ، واأُسد الغابة )86( لعمرو اأَيضً‏ ا من غري تعرض لسبي خالد<br />

اأُخته،وال الإعطائه الصمصامة.‏<br />

قالَ‏ اأَبو عبدِ‏ اهلل ياقوت الرومي )78( .... بغرناطةَ‏ حماها اهلل وثغور املسلمني اأَنشدين<br />

‏شيخنا الشيخ ‏شهاب الدين املنصوري ملَّا فرغت من قراءة هذا الرشح عليه بيتني لنفسه<br />

)88(<br />

يدعو للناظم رحمهما اهلل تعاىل وذلك يف ثامن ‏شوال ‏سنة ‎883‎ه<br />

264<br />

[ الطويل[:‏<br />

‎1‎ ‏سقى اهللُ‏ عهدًا ‏ضمَّه عهْدُ‏ رحمة<br />

‎2‎ فتىً‏ ثقُلتْ‏ ميزانَه حسناتُه<br />

ورقَّاه يف الفردوس اأَرفع مرتقى<br />

)89(<br />

ومن وزنه بالقسط دام له البقا<br />

وكتبهما يف اآخر نسخته ‏رشح اخلزرجية بخطه تغمده اهللُ‏ برحمته.‏<br />

اأَنشدين ‏شيخُ‏ نا الشيخُ‏ جنَ‏ ْ م الدين قاضي عجلون رحمه اهللُ‏ تعاىل ‏شاهدين من<br />

‏شواهد التحريد )90( ، االأَول من املديد،فرضبه االأَول حمذوف،والثاين اأَبرت )91( ، وهو ‏]املديد[:‏<br />

‎1‎ ما كليبُ‏ مهدرٌ‏ دَمُه<br />

‎2‎ يالبكر اأَميَّ‏ ا رجلٌ‏<br />

فخذوا احلربَ‏ اأَو فذروا<br />

)92(<br />

مُسْ‏ لمٌ‏ للحرب اإذ فرَّوا<br />

والثاين من البسيط،‏ فرضبه االأَول خمبون كالعروض،‏ والثاين مقطوع )93( ، وهو<br />

‏]البسيط[:‏<br />

‎1‎ ليسَ‏ العظيمُ‏ عظيمَاجلسم بل رجلٌ‏<br />

2 ل يعرف العُذرَ‏ يف اللأواء اإنْ‏ نزلتْ‏<br />

انتهى.‏<br />

واأَنشدين اأَيضً‏ ا لنفسه رحمه اهلل تعاىل [ الوافر[:‏<br />

‎1‎ رويُّ‏ الوصل عندَ‏ خروج ردْف<br />

2 ومن جمرى النفاذ حذوتُ‏ رسًَّ‏ ا<br />

واأَنشدين اأَيضً‏ ا لنفسه يف حدود القوايف [ الكامل[:‏<br />

‏شاو ينبَّلُ‏ منه احلادث اجللل<br />

به العفاة،ول يف وعْ‏ ده مَطَلُ)‏‎94‎‏(‏<br />

اأَخافُ‏ عليه تاأْسيسَ‏ الدخيل<br />

)95(<br />

باإشباع وتوجيه رذيل


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎1‎ اإنَّ‏ القوايف قد اأَتى بحدودها دربٌ‏ باأَشعار الأَوائل عارف<br />

)96(<br />

‎2‎ هيَ‏ خمسةٌ:‏ متكاوسٌ‏ ، مرتاكبٌ‏ متداركٌ،‏ متواترٌ،‏ مرتادفُ‏<br />

راأيتُ‏ بخط الشيخ ‏شمس الدين النواجي يف عيوب القوايف على هامش نسخته ‏رشح<br />

اخلزرجية للسيد رحمه اهلل تعاىل حكى الشيخ ‏شمس الدين بن الصائغ يف ‏رشح الربدة<br />

عندَ‏ قوله [ البسيط[:‏<br />

............................... مِنْ‏ نُقْطَة العِلْمِ‏ اأ ‏َوْ‏ مِنْ‏ ‏شَ‏ كْلَةِ‏ احلِكَمِ)‏‎97‎‏(‏<br />

اأَنَّ‏ بعضَ‏ املغفلني من االأَدباء جاء لبعض الفضالء يعرضُ‏ عليه ‏شعرَه،‏ فاأنشده ‏]خملع<br />

البسيط[:‏<br />

‎1‎ ما العيسُ‏ اإل معَ‏ احلبيب اإذا تلقاك من قريب<br />

فساأَله عنه،‏ فقال:‏ حسن،‏ فاأردفه بقوله]خملع البسيط[:‏<br />

‎1‎ اإذا تاأملته طويلً‏ اأ ‏َكادُ‏ منْ‏ حُ‏ بّه اأَموتُ‏<br />

وساأَل عنه،فقال له:‏ كيفَ‏ هذا ؟ روي البيت االأَول باءٌ،وروي الثاين تاءٌ،فقال:‏ ال تنقط ‏شيئًا،‏<br />

قال:‏ االأَول جمرور،‏ والثاين مرفوع،‏ فقال:‏ ‏سبحان اهلل،‏ اأَنا اأَقولُ‏ لك:‏ ال تنقط،واأَنت تُشَ‏ كّل؟!‏<br />

وراأيتُ‏ بخطه يف القوايف عند قول الناظم [ الطويل[:‏<br />

)98(<br />

وفتحة قبل الرَّسّ‏ بعدَ‏ الدخيل..........................................‏ الخ<br />

تلخَّ‏ ‏ص اأَنَّ‏ جميعَ‏ ما تشتملُ‏ عليه القوايف من احلروف ‏ستةٌ،جمعها بعضهم يف بيتني،‏<br />

فقال]‏ الطويل[:‏<br />

‎1‎ اإنَّ‏ القوايف قد اأَتى بحدودها<br />

‎2‎ رويٌّ‏ ووشلٌ‏ واخلروجُ‏ وردفُه<br />

ليقصرَ‏ فيها الأَمرُ‏ فهو طَ‏ وي ‏ُل<br />

ومن قبله التاأسيسُ‏ ثمَّ‏ دخيلُ)‏‎99‎‏(‏<br />

قال كاتبه حممد النواجي عفا اهلل عنه وقد نظمتُهن اأَيضً‏ ا مع زيادة يف التورية<br />

باأَسماء اجلميع وسكبها يف قالب التغزل يف هذين البيتني،فقلت]‏ الطويل[:‏<br />

‎1‎ اأَل جُ‏ دْ‏ بِرشفٍ‏ يا رويَّ‏ رضابِه<br />

‎2‎ ويا ردف عجّ‏ ل باخلروج لوصله<br />

بتاأْسيس جسمي يف هواك علي ‏ُل<br />

)100(<br />

فما اأَنا يف دعوى الغرام دخيل<br />

ثمَّ‏ غريتُهما اإىل هذا الرتكيب؛ وذلك مع بديع التورية اأَيضً‏ ا باالأَسماء الستة،‏<br />

وترشيحها بست نكت اأَدبية ال تخفى على مَ‏ نْ‏ له اأَدنى ذوق،‏ فقلت [ الطويل[:‏<br />

‎1‎ حثثتُ‏ القوايف يف روي رضابه<br />

‎2‎ فاأَطنبَ‏ ردفٌ‏ يف اخلروج لوصله<br />

بتاأْسيس نظم ما نحاه خلي ‏ُل<br />

واأَوجز خرش يف الوفاء دخيلُ)‏‎101‎‏(‏<br />

265


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

وراأيتُ‏ بخطه عندَ‏ قول الناظم [ الطويل[:‏<br />

)102(<br />

‎1‎ بذا وبتاأسيس وحذو وردفها وتوجيهها...............الخ<br />

تلخَّ‏ ‏ص اأَنَّ‏ جميع ما تشتمل عليه القافية ‏ست،نظمها بعضهم يف هذين البيتني،‏ فقال<br />

‏]الكامل[:‏<br />

‎1‎ اإِنَّ‏ القَوايف عِ‏ ندَنا حَ‏ رَكاتُها<br />

‎2‎ رَسٌّ‏ وَاإِشباعٌ‏ وَحَ‏ ذوٌ‏ ثُمَّ‏ تَو ‏)م(‏<br />

ونظمها غريه على ترتيب الناظم،‏ فقال]‏ الطويل[:‏<br />

‎1‎اإِدا ماالقَوايفاستبهمتْ‏ حَ‏ رَكاتُها<br />

‎2‎ هيالست جمرى والنفاذُ‏ وحذوها<br />

‏سِ‏ تٌّ‏ عَلى نَسَ‏ قٍ‏ بِهِنَّ‏ يُل ‏ُذ<br />

جيهٌ‏ وَجمَ‏ مجَرى بَعدَهُ‏ وَنَفاذُ)‏‎103‎‏(‏<br />

عَليك بهذا البيت ياأتيك من هادي<br />

)104(<br />

رَسٌّ‏ وَاإِشباعٌ‏ وتوجيهه البادي<br />

وراأيتُ‏ بخطه عندَ‏ قول الشاعر ‏]املتقارب [:<br />

اإِذا كُنتَ‏ يف حاجَ‏ ةٍ‏ مُرسِ‏ لً‏ ‏...............................................الخ،‏<br />

يف االأَغاين الأَبي الفرج االأَصفهاين )105( ، قال حمَّاد الرواية:‏ اأَنشدتُ‏ اأَبا عطاء السندي<br />

‏]املتقارب[:‏<br />

‎1‎ اإذا كنت يف حاجة مرشلً‏ فاأرشل حكيماً‏ ول توشه<br />

فقال:‏ بئس ما قال!‏ فقلت:‏ كيف تقول اأنت؟ قال:‏ اأقول:‏<br />

‎1‎ اإذا اأَرسلتَ‏ يف اأمر رسولً‏<br />

2 واإن ‏ضيَّعتَ‏ ذاك فل تلمْه<br />

فاأفهمْه واأَرسله اأَديبا<br />

)106(<br />

على اأَنْ‏ مل يكنْ‏ عَلمَ‏ الغيوبا<br />

ويف تاريخ ابن خلكان الأَحمد بن فارس اللغوي ‏صاحب اجلمل]‏ املتقارب[:‏<br />

‎1‎ اإذا كنتَ‏ يف حاجة مُرشل<br />

‎2‎ فاأرشلْ‏ حكيمًاول توصه<br />

واأنتَ‏ بها كَلِفٌ‏ مغرم<br />

)107(<br />

وذاك احلكيمُ‏ هو الدِّرهم<br />

وفيه اأَيضً‏ ا الأَبي بكر حممَّد الطرطوشي،‏ قال ذكرها احلافظ عبد العظيم املنذري يف<br />

الرتجمة التي جمعها له [ املتقارب[:‏<br />

‎1‎ اإذا كنت يف حاجة مرشل<br />

‎2‎ فاأرشل باأكمه خلبة<br />

‎3‎ ودع عنك كلَّ‏ رسول ‏سوى<br />

واأنت باإجنازها مغر ‏ُم<br />

به ‏صممٌ‏ اأغطسُ‏ اأبك ‏ُم<br />

رشولٌ‏ يقال له الدرهمُ)‏‎108‎‏(‏<br />

266


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وراأيتُ‏ بخطه اأَيضً‏ ا عندَ‏ قول الناظم [ الطويل[:‏<br />

)109(<br />

وردف بالسكنني حَ‏ دًا وبني ذا ‏....................................................األخ<br />

‏]الكامل[:‏<br />

‎1‎ اإنَّ‏ القوايف للقريض حوافرٌ‏ حُ‏ ‏سْ‏ نُ‏ القريض بحسنها متضاعفُ‏<br />

‎2‎ وحدودها متكاوسٌ‏ ، مرتاكبٌ‏ متدراكٌ،‏ متواترٌ،‏ مترادفُ‏<br />

عيوبُ‏ القوايف خمسة نظمها بعضهم،‏ فقال [ الكامل[:‏<br />

‎1‎ اإنَّ‏ القوايف للقريض قواعد<br />

‎2‎ وعيوبُها الإكفاء،‏ والإقواء،‏<br />

ثم ‏سناد الرساج الوراق رحمه اهلل تعاىل [ اخلفيف [:<br />

‎1‎ قلتُ‏ ‏:صلني؛ فقد تقيدتُ‏ يف احلُب<br />

2 قالَ:‏ يا مَنْ‏ يجيدُ‏ علمَ‏ القوايف<br />

االأَسعد بن مماتي يصفُ‏ قصيدة مقيدة [ الرسيع[:‏<br />

‎1‎ تبكي قوايف الشعر لميةً‏<br />

2 ملا عل وسواسُ‏ األفاظها<br />

الصفدي فيمن يرسق ‏شعره [ الرسيع [:<br />

‎1‎ اإنْ‏ كانَ‏ موليَ‏ ل بدَّ‏ اأَنْ‏<br />

2 قافيةَ‏ البيت اطرحْ‏ لفظها<br />

يبنى عليها البيتُ‏ حنيَ‏ يشا ‏ُد<br />

وال ‏)م(‏ اإيطاء،والتضمني<br />

‏)م(‏ ب به،والإشار يف احلب ذل<br />

)110(<br />

ل تُغالط ما للمقيد وصل<br />

بَيَّضْ‏ تَهَا جهل فسَ‏ وَّدْتَهَا<br />

)111(<br />

ظننتَها جُ‏ نَّتْ‏ فقيدْتَهَا<br />

267<br />

تاأْخذَ‏ ‏شعري جملةً‏ كافيه<br />

)112(<br />

وقُمْ‏ خذ الكلَّ‏ بل قافية<br />

كتبَ‏ بعضُ‏ اأدباء االأندلس اإىل الفقيه اأَبي عبد اهلل املارزي مُ‏ لْغزًا [ اخلفيف[:‏<br />

تلتوي تارة لهم وتلني<br />

‎1‎ رُمبا عالج القوايف رجال وعصتهم نون ونون ونون<br />

‎2‎ طاوعتهم عني وعني وعني واأَجاب عنه الشيخ جمال الدين اأَبو عمر بن احلاجب بعدَ‏ اأ ‏َربعني ‏سنةً،‏ فقال ‏]اخلفيف[:‏<br />

‎1‎ اأيُّ‏ غد مع ٍ يدِ‏ دد ذو حروف<br />

‎2‎ ودواةٌ‏ واحلوتُ‏ والنون نونا ‏)م(‏<br />

طاوعت يف الروي،وهي عيونُ‏<br />

)113(<br />

ت عصتهم واأمرها مستبني<br />

قالَ‏ الشيخُ‏ ‏شهاب الدين اخلواص يف قوايف عروضه:‏ وسناد احلذو:اختالف حركة ما<br />

قبل الرّدف،كقوله [ الوافر[:‏


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

‎1‎ فقد األجُ‏ اخلباءَ‏ على جوار<br />

‎2‎ كاأين بني خافيتي عُقابٍ‏<br />

كاأنَّ‏ عيونهنَّ‏ عيونُ‏ ع ‏ِني<br />

يريدُ‏ حمامةً‏ يف يوم غني<br />

تذكرتُ‏ بهذين البيتني ما نظمه الشيخ جمال الدين ابن نباته يف اجلناس املصحف<br />

فقط،‏ وليس فيهما عيبٌ‏ من عيوب القوايف كالبيتني املتقدمني [ املديد[:‏<br />

‎1‎ ‏سادتي ما كان اأجمع ‏شملي<br />

2 يا لها عنيُ‏ رقيبٍ‏ اأصابتْ‏<br />

فاأصاب ذلك الشمل عني<br />

)114(<br />

فمتى اأبرصُها وهي غني<br />

اأَنشدنا ‏شيخنا ‏شهاب الدين املنصوري لنفسه رحمه اهلل [ الوافر[:‏<br />

‎1‎ رويُّ‏ الوصل عندَ‏ خروج ردْف<br />

2 ومن جمرى النفاذ حذوتُ‏ رسًَّ‏ ا<br />

واأَنشدين اأَيضً‏ ا لنفسه يف حدود القوايف [ الكامل[:‏<br />

‎1‎ اإنَّ‏ القوايف قد اأَتى بحدودها<br />

‎2‎ هيَ‏ خمسةٌ:‏ متكاوسٌ‏ ، مرتاكبٌ‏<br />

اأَخافُ‏ عليه تاأْسيسَ‏ الدخيل<br />

)115(<br />

باإشباع وتوجيه رذيل<br />

دربٌ‏ باأَشعار الأَوائل عار ‏ُف<br />

)116(<br />

متداركٌ،‏ متواترٌ،‏ مرتادفُ‏<br />

انتهى ما وجد يف النسخة املنقول عنها هذه بخط بعض االأَفاضل رحمه اهلل تعاىل.‏<br />

268


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎ينظر:دراسة . 1 ‏شعر ‏شمس الدين النواجي مع حتقيق ديوانه:اأ.د.حسن عبد الهادي رسالة<br />

دكتوراه كلية العلوم جامعة القاهرة ‎1980‎م.‏<br />

‎2‎الفوائد . 2 العلمية يف فنون من اللغات برقم)‏‎516‎‏(‏ لغة،ورقة:‏‎14‎ظ.‏<br />

‎3‎املنهل . 3 الصايف)خمطوط(غري مرقم اللوحات،وحوادث الدهور)خمطوط(:‏‎1‎م‎357‎ .<br />

‎4‎اإِعجام . 4 االأَعالم:‏‎193‎‏،معجم املطبوعات العربية املعربة:‏‎1872/2‎ .<br />

هدية العارفني:‏‎200/2‎‏،تاريخ االأَدب العربي:بروكلمان)االأَملانية(:‏‎69/2‎<br />

القسم السادس‎10‎‎211:)11‎<br />

5 . 5 ‏،املطبوع(‏<br />

ينظر:دراسة ‏شعر ‏شمس الدين النواجي مع حتقيق ديوانه،‏ املقطوعات اأَرقام:‏‎114‎<br />

، 6 . 6<br />

225 ،189،190،205،208<br />

269<br />

‎7‎الضوء . 7 الالمع:‏‎229/7‎ .<br />

‎8‎الضوء . 8 الالمع:‏‎231/7‎ . 232<br />

‎9‎املصدر . 9 نفسه:‏‎232/7‎ .<br />

‎1010‎املصدر نفسه:‏‎232/7‎ .<br />

12<br />

13<br />

‎1111‎ينظر هذه االآراء يف املخطوطة املذكورة التي حققها الباحث،ونرشت يف جملة اجلامعة<br />

االإِسالمية غزة العدد 2 ‎1998‎م.‏<br />

12 نقل الزبيدي عن ‏شمس النواجي اأَشياء يف اللغة.ينظر تاج العروس:‏ ‏)جتب،حنج،منذج(.‏<br />

13 حج الشاعر الفقيه حممد بن حسن النواجي القاهري-‏ املتوفى ‏سنة تسع وخمسني<br />

وثمامنائة - مرتني.‏<br />

وحكى كما اأورده يف منسكه الذي ‏سماه ‏)الغيث املنهمر فيما يفعله احلاج واملعتمر(‏ اأنه<br />

راأى ‏شخصاً‏ من اأعيان<br />

14 14 القضاة الشافعية بالديار املرصية اأراق دماً‏ على جبل عرفات،فقال له:‏ ما هذا ؟ فقال:‏<br />

دم متتع،‏ فقال:اإنه غري جمزئ هنا،‏ قال:ومل ؟ قال:‏ الأن ‏رشطه اأن يذبح يف اأرض احلرم<br />

وعرفات ليست من احلرم،فقال كاملنكر عليه:‏ هذا املكان العظيم ليس من احلرم،فقال:‏<br />

فقلت له:‏ نعم وال يقدح هذا يف ‏رشفه،‏ قال:‏ اإذا مل تكن عرفات من احلرم فما بقي يف<br />

الدنيا حرم انتهى.‏ املرجع:املختار املصون من اأعالم القرون للدكتور حممد موسى<br />

الرشيف )508/1(


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

‎1515‎ذكرها الزبيدي يف مادة)حنج(.‏<br />

‎1616‎ينظر:دراسة ‏شعر ‏شمس الدين النواجي،‏ املقطوعات اأَرقام:‏‎102‎‏،‏ . 181،214 107،<br />

‎1717‎ينظر:حسن املحارضة:‏‎228/2‎‏،النجوم الزاهرة:‏‎175/6‎ . 176<br />

، 18 18<br />

164 ،163 ،156 ،128<br />

270<br />

ينظر:دراسة ‏شعر ‏شمس الدين النواجي،‏ املقطوعات اأَرقام:‏‎51،59‎‏،‏ 127 102، 61،<br />

‎1919‎بدائع الزهور)ط بوالق(:‏‎36،2/2‎‏،‏ ‎49/2‎‎50‎ ، نزهة االأَخيار يف حماسن االأَخبار ‏)غري<br />

مرقم اللوحات(.‏ ويال حظ االكتفاء يف قوله:النوى،والنواجي.‏<br />

‎2020‎ذكر بروكلمان اأَنَّ‏ لها نسخً‏ ا عديدة يف دول العامل،واأَنَّ‏ لها ‏سبعةً‏ وعرشين ‏رشحً‏ ا<br />

وحاشية.‏ ينظر:‏ تاريخ االأَدب العربي،القسم الثالث )5 ‎6‎‏(،ص 358 362.<br />

‎2121‎ينظر:‏ الضوء الالمع:‏ 230، 7/ والنو الساطع‎576‎‏،والقبس احلاوي‎2‎‏/‏ ، 177 والبدر<br />

الطالع‎2‎‏/‏ 156، واخلطط التوفيقية 13/17.<br />

‎2222‎ينظر:‏ اإِيضاح املكنون يف الذيل على كشف الظنون 546/1، هدية العارفني . 200/2<br />

‎2323‎املقطوعة يف ديوان النواجي،‏ ‏ص 284، مقطوعة رقم)‏‎231‎ (، وكتاب مؤلفات ‏شمس<br />

الدين النواجي ‏ص 142، وخمطوط حاشية على اخلزرجية،ق 97.<br />

‎2424‎ينظر:الكتاب،)‏‎4‎ ظ(‏<br />

‎2525‎ينظر:‏ الذيل على رفع االإِرص،‏‎325‎ .<br />

‎2626‎هو حممد بن عبد الرحمن الكناين البُلقيني الشافعي ‏)‏‎821‎ 890 ه ) ينظر:‏ الذيل على<br />

رفع االإِرص،‏‎322‎‏.‏<br />

‎2727‎عجز البيت:‏ بها النقص والرُّجحان يدريهما الفتى.‏ ينظر:الرامزة،جمموع مهمات<br />

املتون،‏‎475‎‏.‏<br />

‎2828‎قال العالئي الصفدي عن واو احلال:‏ ‏)وتسمى اأيضا واو االبتداء وهي الداخلة على اجلملة<br />

التي تقع حاال،‏ وكل ما ‏صح من اجلمل اأن يكون خربًا ملبتداأ اأو ‏صلة ملوصول اأو ‏صفة<br />

‏صحَّ‏ اأنْ‏ تقع حاالً(‏ الفصول املفيدة يف الواو املزيدة:‏ 155، وسيبويه واالأَقدمون يقدرون<br />

هذه الواو ب ‏)اإذ(،‏ قال ابن هشام:‏ ‏)والثالثة مبعنى واحد(‏ مغني اللبيب:‏ 414 2/ ‎415‎‏،‏<br />

ينظر:‏ ابن جني:‏ ‏رس ‏صناعة االإعراب:‏‎2‎‏/‏ 640، املرادي:‏ اجلنى الداين:‏‎163‎‏.‏<br />

‎2929‎‏سورة اآل عمران،من االآية:‏‎154‎


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎3030‎قائله الفرزدق،ينظر:رشح ديوان الفرزدق:‏‎1‎‏/‏ ، 139 وراه ابنُ‏ رشيق:‏ ‏»اأُولئك قومٌ‏ مل<br />

يشيموا ‏سيوفَهم«‏ ينظر:العمدة:‏‎2‎‏/‏ ‎871‎‏،والبيتُ‏ من ‏شواهد ابن يعيش:‏‎2‎‏/‏ 67، ومغني<br />

اللبيب:‏‎2‎‏/‏ 415، رقم)‏‎582‎‏(.‏<br />

‎3131‎قال ابنُ‏ هشام:‏ ‏)ولو قدَّرتَها عاطفةً‏ النقلب املدحُ‏ ذمً‏ ا(.‏ ينظر:‏ املغني:‏ 415 2/ ‏،وعلل<br />

الدماميني ذلك بقوله:‏ “ وذلكَ‏ الأَنَّ‏ مرادَ‏ الشاعر مدحَ‏ هؤالء،,ووصفهم بالشجاعة<br />

واالإكثار من قتل اأعدائهم فاإذا جعلت اجلملة حالية كانت قيدًا لعاملها،ويصريُ‏ النفي<br />

متسلطً‏ ا على ذلك القيد،‏ ويتبني اأَصل املعنى فيحصل الغرض،وبيانه اأَنَّ‏ الشاعرَ‏ يكونُ‏<br />

على هذا التقدير قد اأَخرب اأَنهم مل يشيموا ‏سيوفهم اأَي:مل يغمدوها يف حالة عدم كرثة<br />

القتلى بها،فيفيد ذلك اأَنهم اأَغمدوها يف حالة كرثة القتلى بها،‏ وال ‏شك اأَنَّ‏ هذا مدحٌ‏<br />

بالشجاعة،وحصول املراد من نكاية االأعداء باإثخان القتلى فيهم”‏ ينظر:‏ حتفة الغريب:‏<br />

لوحة:‏ 238.<br />

‎3232‎االآية:‏ ‏)هُ‏ وَ‏ الَّذِي خَ‏ لَقَكُ‏ م منِّ‏ ن طِ‏ نيٍ‏ ثم...‏ ) ‏سورة االأَنعام،من االآية:‏‎2‎<br />

‎3333‎‏سورة احلج،من االآية:‏‎5‎ ، قراأَ‏ اجلمهور بالرفع على االستئناف،‏ ويف رواية عن عاصم<br />

بالنصب)ونقرَّ(.‏ ينظر:‏ العكربي:التبيان يف اإعراب القراآن:‏‎2‎‏/‏ 933، اأَبو حيَّان النحوي:‏<br />

البحر املحيط:‏ 352. 6/<br />

‎3434‎‏سورة البقرة،من االآية:‏‎282‎<br />

35 ‏سورة االأَعراف،من االآية:‏‎186‎ ، قراأ اأَبو عمرو بالرفع،وقراأ حمزة والكسائي باجلزم،‏<br />

فالرفع على االستئناف واجلزم على موضع ‏)فَالَ‏ هَ‏ ادِيَ‏ لَهُ(.ينظر:‏ السبعة:‏ ‎297‎ 298،<br />

ومكي بن اأَبي طالب:‏ مشكل اإعراب القراآن:‏‎292‎‏.‏<br />

271<br />

35<br />

‎3636‎اأَي:‏ ترشبُ‏ ‏،بالرفع،والفعل ‏)ترشب(‏ يحتمل عند النحاة الرفع والنصب واجلزم،وقد حُ‏ دد<br />

لكل عالمة من هذه العالمات معنى.ينظر:الدماميني:‏ حتفة الغريب:لوحة:‏ 237<br />

37 37 البيت من ‏شواهد املغني:‏ 214/2، رقم)‏‎581‎ (، ومن ‏شواهد البغدادي يف حاشيته على<br />

‏رشح بانت ‏سعاد:‏‎2‎‏/‏ ‎355‎‏،قائله مع اأَبيات اأُخرى اأَبو اللحام التغلبي اجلاهلي،‏ ورد<br />

يف الكتاب:‏‎56/3‎‏،‏ والسريايف:‏ ‏رشح اأَبيات الكتاب:‏‎2‎‏/‏ 182، واملفصل:‏‎252‎‏،‏ والتخمري:‏<br />

‎241/3‎‏،ورشح الرضي:‏‎4‎‏/‏ 74، وحتفة الغريب لوحة:‏‎237‎‏،‏ وخزانة االأَدب)ط بوالق(‏‎3‎‏/‏<br />

‎613‎ 615، ‏شاهد)‏‎669‎‏(.‏<br />

قال ‏سيبويه:‏ ‏)ويجوزُ‏ الرَّفع يف هذه احلروف التي تُرشك يف هذا املثال(‏ ينظر:‏ الكتاب:‏<br />

.52/3


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

272<br />

50<br />

الشاهد فيه:‏ اأَنَّه مل ينصب ‏)يقصد(‏ ؛الأَنه مل يحتمل مع النصب اأَنْ‏ يكونَ‏ معطوفًا على<br />

‏“يحور”‏ املنفي،فيكون املعنى:على احلكم اأَنْ‏ ال يجور وال يقصد،وهو تناقضٌ‏ ‏،فلذلك<br />

رُفعَ‏ على القطع،‏ اأَي:هو يقصد،‏ وعلى هذا اليجوز اأَنْ‏ يقولَ‏ عليه ترك القصد.‏<br />

ينظر:‏ االإيضاح يف ‏رشح املفصل:‏ 34/2، الرشيف اجلرجاين:‏ ‏رشح اأَبيات املفصل<br />

واملتوسط ‏:‏‎515‎ 516.<br />

‎3838‎النص بلفظه من كتاب ‏)اجلنى الداين(‏ 163<br />

3939 ينظر:‏ الفصول املفيدة يف الواو املزيدة:‏ 56<br />

‎4040‎وعجزه:‏ وَعَ‏ طفُكَ‏ الفِعلَ‏ علَى الفِعلِ‏ يَصِ‏ حّْ‏ . ينظر:‏ ‏رشح االأشموين:‏ ، 399 2/ ورشح ابن<br />

طولون على اأَلفية ابن مالك:‏ 97، 2/ يقول ابنُ‏ طولون:‏ “ كما يحذف املعطوف بالفاء<br />

والواو،‏ يحذف املعطوف عليهما بهما،‏ وهو املتبوع.فمنه قبل الفاء ما ‏سبق من قوله:‏<br />

‏)اأَنِ‏ ارضْ‏ ‏ِب بنِّعَصَ‏ اكَ‏ الْبَحْ‏ رَ‏ فانفَلَقَ‏ ) ‏)الشعراء:‏ 63(، فاإن املحذوف كما هو معطوف،‏ فهو<br />

معطوف عليه،‏ ومنه قبل الواو قولك:«‏ بلى وزيدٌ«‏ ملن قال:‏ ‏»ما جاء عمْروٌ‏ ‏»،تقديره:‏ بلى<br />

جاء عمرو وزيدٌ.‏<br />

‎4141‎‏سورة اآل عمران،من االآية:‏‎91‎<br />

‎4242‎ينظر:‏ اأَبو حيَّان النحوي:‏ البحر املحيط:‏ . 352 6/<br />

‎4343‎‏سورة طه،من االآية:‏‎39‎<br />

44 44 ينظر:‏ التبيان يف اإعراب القراآن:‏‎2‎‏/‏ ‎891‎‏،وفيه:‏ “ لتحبَّ‏ ولتصنع ”<br />

‎4545‎‏سورة البقرة،من االآية:‏‎60‎<br />

46 46 ينظر:‏ مغني اللبيب ‏)باب حذف املعطوف عليه(‏ . 722 2/<br />

‎4747‎‏سورة اجلاثية،من االآية:‏‎31‎<br />

‎4848‎اأَيْ‏ ‏:حمذوف املعطوف عليه،وهو ‏)اأَمل ياأتكم(.‏ ينظر:‏ ‏رشح ابن عقيل:‏ . 243 3/<br />

‎4949‎اأَيْ‏ : االأَمثلة التي جتيزُ‏ حذفَ‏ املعطوفَ‏ عليه.‏<br />

50 كتاب التذكرة من مصنفات اأَبي علي الفارسي ‏)ت ‎377‎ه(،وهو تفسريٌ‏ لبعض اأَبيات<br />

عويصة،‏ ومنه نسخة خمطوطة يف ‏)زجنان(‏ اإيران،ينظر:‏ جملة لغة العرب:‏‎6‎‏/‏ 92،<br />

وقد ‏صنَّفَ‏ اأَبو حممد االأَسود االأَعرابي كتابه ‏“نزهة االأَديب “ يف الرد على اأَبي علي<br />

‏“التذكرة”.ينظر:‏ تاريخ االأَدب العربي:بروكلمان:‏ 250/1.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

51 51 قوله)وليل(‏<br />

وعجزه:)‏ عَ‏ لَيَّ‏ بِاأَنواعِ‏ الهُ‏ مومِ‏ لِيَبتَلي (، ديوان امرئ القيس:‏‎18‎‏،‏ قال السيوطي:”‏<br />

على اإضمار ‏)رُبَّ‏ ‏(،اأَيْ‏ ‏:وربَّ‏ ليل.‏ ينظر:‏ ‏رشح ‏شواهد املغني:‏ 575/2.<br />

اخلالف يف جر االسم الواقع بعد واو ‏»ربَّ‏ » ينظر:‏ االأُصول يف النحو:‏ 417 1/<br />

يف مسائل اخلالف ‏)املساألة 55(.<br />

53 قائله روؤبة بن العجاج،‏ وهو من الشواهد الشعرية،ورد يف ديوانه:‏‎55‎‏،والكتاب:‏ 4<br />

210، ورشح اأَبيات الكتاب:‏ 383، 2/ واجلنى الداين:‏‎154‎‏...قال املرادي:‏ ‏“والصحيح<br />

اأَنَّ‏ اجلرَ‏ ب”ر بَّ‏ ‏“املحذوفة،ال بالواو”.‏ ‏)وبقية البيت:(‏ مُ‏ ‏شْ‏ تَبِه االأَعْ‏ المِ‏ ملَ‏ ‏ّاعِ‏ اخلَفَقْ‏<br />

‏»وعجزه:«‏ ولو كان اأدنى من عُ‏ بيد ومُ‏ ‏رشقِ‏ ‏»وقبله بيت:‏ اأحب اأبا مروان من حب متره<br />

واأعلم اأن الرفق باجلار اأرفق ورد عجزالبيت يف االشتقاق:‏‎38‎‏«،‏ وقد نسب ابنُ‏ منظور<br />

البيتني لغيالن بن ‏شجاع النهشلي،‏ وفيه:‏ ‏»من حُ‏ بّ‏ متره«‏ وورد دونَ‏ نسبة يف اأَمايل<br />

اليزيدي:‏‎65‎‏،وفيه ‏)الغضبان(‏ بدل)مروان(،‏ ويف الكشاف:‏‎1‎‏/‏ ‎424‎‏)ثروان(.‏ ويف الكامل<br />

للمربد:‏‎1‎‏/‏ ‎252‎‏)اأُقسم(‏ بدل:‏ وواهلل....‏ وكان عياض منه اأَدنى ومرشق<br />

، 52 52 االإنصاف<br />

/ 53<br />

54 من هؤالء اخلطيب القزويني الذي اأشار اإِىل ذلك بلفظه.ينظر:االإيضاح يف علم<br />

املعاين:‏‎149‎‎150‎<br />

55 البيت من قصيدة ميدح بها اأَبا احلسني حممد بن الهيثم بن ‏شبانة،مطلعها:‏<br />

اأَسقى طُ‏ لولَهُ‏ مُ‏ اأ ‏َجَ‏ ‏شُّ‏ هَ‏ زميُ‏ وَغَ‏ دَت عَ‏ لَيهِ‏ م نَرضَةٌ‏ وَمُ‏ قيمُ‏<br />

ينظر:ديوانه:‏ ‎149‎‎150‎<br />

وعلق ‏صاحب االإيضاح على البيت قائالً:‏ ‏»اإذ ال مناسبة بني كرم اأبي احلسني ومرارة<br />

النوى وال تعلق الأحدهما باالآخر«‏ ينظر:‏ دالئل االإعجاز:‏ 225، والفصول املفيدة:‏<br />

55،129، ومعاهد التنصيص:‏ 270/1.<br />

،) 56<br />

، 57<br />

273<br />

54<br />

55<br />

‎56‎املقطوعة يف دراسة ‏شعر ‏شمس الدين النواجي مع حتقيق ديوانه:‏‎284‎‏،‏ رقم)‏‎231‎<br />

قال النواجي:‏ ‏»وكتبتُ‏ على القصيدة املقصورة املسماة باخلزرجية يف علم العَروض«‏<br />

وردت املقطوعة يف كتاب ‏»مؤلفات النواجي«‏ ‎142‎‏،ويف املصدرين:‏ ‏»عقيلة خدر«.‏<br />

‎57‎ديوان ابن نباتة:‏‎530‎‏،‏ والغيث املمسجم،وقطر الغيث املسجم:‏‎31‎‏،‏ املسلك السهل:‏ 138<br />

والتذكرة االأَيوبية،ق:‏‎35‎‏.‏<br />

‎5858‎الغيث املسجم:‏‎58/1‎ ، قال الصفدي:‏ ‏»ذكرتُ‏ هذا لغزًا اأَنشدنيه بعض االأَصحاب لشمس<br />

الدين بن الصائغ احلنفي ‏»البيت‎2‎‏:يرى يف الوزن«،‏ ينظر:‏ تعليق الصفدي على هذا اللغز،‏<br />

وردت املقطوعة يف روض االآداب ‏)خمطوط(‏ البن الصائغ:ص:‏ ‎282‎ 283، يف البيت<br />

2 ‏»ما اسم ‏شيء«‏ ‏.يف البيت 3: ‏»ويرى يف الوزن«.ووردت يف كتاب ‏»الذيل على كتاب


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

274<br />

‏سري اأًعالم النبالء«‏ 161 16/ يف البيت 1 ‏»سحرها بالفكر«،‏ ووردت كذلك يف كتاب<br />

‏»نزهة اجلليس البن الصائغ البيت‎2‎‏:«‏ ‏»يرى يف الوزن«.يف البيت‎1‎‏:‏ ‏»بحرها كاملوج«.‏<br />

واملقطوعة غري موجودة يف ديوان زين الدين عمربن الوردي<br />

‎5959‎الغيث املسجم:‏‎58/1‎‏،‏ والتذكرة للنواجي:ق:‏‎16‎‏،‏ واملسلك السهل:‏ ، 138 وقطر الغيث<br />

املسجم:‏ 31 والتذكرة االأَيوبية،ق:‏‎35‎‏.‏<br />

يف االأَصل ‏»القحفيزي«،‏ وهو كذلك يف تاريخ اأَبي الفداء:‏‎4‎‏/‏ 142<br />

الوايف بالوفيات:‏ 83، 21/ رقم)‏‎46‎‏(،‏ واملنهل الصايف:‏‎8‎‏/‏ ‎73‎‏،رقم)‏‎1586‎‏(،وبغية<br />

الوعاة:‏ ،166 /2 رقم .)1704(<br />

، 60 60 والتصحيح من<br />

63<br />

61 61 املقطوعة يف الغيث املسجم:‏ 59/1، مبا فيه احلكاية،والوايف بالوفيات:‏‎21‎‏/‏ ، 84<br />

وقد علَّق حمقق هذا اجلزء قائالً:‏ ‏»خرجَ‏ الشيخُ‏ على قاعدتي النحو والعروض؛ ليتمحل<br />

لغزًا،فما كان اأَغناه عنه،‏ ويف البيت الثاين)ابني(.‏ وخزانة االأَدب:‏‎2‎‏/‏ 79، وحلبة<br />

الكميت:)ط مرص(‏ ‎1276‎ه:‏ 291، وروض االآداب:‏ 283، واملنهل الصايف:‏ 74. 8/<br />

62 62 املقطوعة يف نفح الطيب:‏‎2‎‏/‏ 680، واملسلك السهل:‏ ، 136 ونسبا البن جابر االأَندلسي.‏<br />

البيت‎1‎‏:‏ ‏»خرصها«،‏ ‏»من ردفها«.البيت‎2‎‏:‏ ‏»يف تركيبها«،‏ يف املراتع واملسلك:‏ ‏»احلسن<br />

فيه وافر«.‏ وتزيني االأَسواق:‏ 166، 2/ ونَسبَ‏ البيتني البن جابر االأَندلسي.البيت‎1‎‏:‏ ‏»من<br />

خرصها«،من ردفها«.‏ البيت‎2‎‏:‏ ‏»تركيبها«.‏ وطراز احللة:‏‎294‎‏.البيت‎1‎‏:‏ ‏»خرصها«،‏<br />

البيت‎2‎‏:‏ ‏»تركيبها«،‏ ‏»فيه وافرُ«.‏<br />

63 البيت لالأَخنس بن ‏شهاب التغلبي ‏)‏‎69‎ق.ه(،‏ يتصل نسبه ببكر بن معاوية بن تغلب بن<br />

وائل . والشاهد من قصيدة اأَولها:‏<br />

فَمَن يَكُ‏ اأَمسى يف بِالدِ‏ مُ‏ قامَ‏ ةٍ‏ يُسائِلُ‏ اأَطالالً‏ لها ال جتُ‏ اوِ‏ بُ‏<br />

ينظر:‏ ديوان احلماسة:‏ 205، املفضليات:‏ ‎95‎ 96، والغيث املسجم:‏ 53، 1/ ولتوضيح<br />

املعنى اللغوي،وتقسيم اأَنساب العرب،‏ ينظر:‏ الصحاح ‏)عمر(،‏ والنهاية يف غريب<br />

احلديث واالأَثر:‏‎3‎‏/‏ ‎199‎‏،والقاموس املحيط:‏ ‏)عمر(،‏ وتاج العروس ‏)عمر(‏ ‎121‎ 13/<br />

122، والفوائد العلمية للنواجي:‏ ق‎122‎‏.‏ وعلق حمقق املشوف املعلم:‏‎1‎‏/‏ « 523<br />

واخلفض يف عمارة على البدل من اأُناس،‏ واملعنى:‏ لكلّ‏ حي حرز اإال بني تغلب فاإن<br />

حرزهم السيوف«.‏<br />

‎6464‎القاعدة والبيتان وردا يف املغني البن هشام : 1/ 90


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎6565‎عجزه ‏»هو اجلَزء ثم الشطر والنَّهك اإنْ‏ طرا«‏ ينظر:‏ العيون الغامزة على خبايا الرامزة:‏<br />

74، التنبيهات الزينية على الغفالت العينية:‏ االإشعايف:‏ ق:‏ ‎18‎‏،وهذا البيت يتحدث فيه<br />

الناظم عن بيت الشعر واأجزائه.ينظر:‏ حسني عبد اجلليل يوسف،‏ علم العروض ودراسة<br />

الأَوزان الشعر وحتليل واستدراك:‏‎20‎<br />

‎6666‎اجلزء ‏)بفتح اجليم(:هو حذف التفعيلة االأَخرية من ‏صدر البيت التام ومن عجزه.‏ ينظر:‏<br />

التنبيهات الزينية على الغفالت العينية:ق:‏‎18‎ 19.<br />

‎6767‎عما يحدث لهذه البحور،وما يحدث لتفعيالتها.‏ ينظر:‏ د.عمر االأَسعد:‏ معامل العروض<br />

والقافية:‏‎82‎‏،‏ د.عمر خليفة بن اإدريس:‏ يف العروض والقافية:‏ 21 ‎22‎‏.‏<br />

‎6868‎ينظر:‏ جمموعة مهمات املتون،‏ الرامزة:‏ ، 476 التنبيهات الزينية على الغفالت العينية:‏<br />

ق:‏‎19‎‏.‏<br />

‎6969‎يالحظ اأَنَّ‏ النواجي مل يذكر البحر املتدارك الذي يستعمل تامً‏ ا اأَو جمزوءًا.‏<br />

‎7070‎ينظر:‏ بدر الدين الدماميني:‏ العيون الغامزة على خبايا الرامزة:‏ ‎75‎ . 76<br />

‎7171‎مل اأَعرث على املقطوعة فيما توفر يل من املصادر.‏<br />

72 72 <br />

االأَبيات يف العيون الغامزة على خبايا الرامزة:‏ ‎75‎ 76، ينظر التعليق عليها:‏ 75<br />

76 املقطوعة يف االإِحاطة‎1‎‏/‏ 231، وقائلها اأحمد بن اإبراهيم بن اأحمد بن ‏صفوان<br />

املالقي ‏)ت ‎763‎ه(،البيت ‎1‎‏»وبسيط خدي«،‏ البيت 2: ‏»لديك فقطعتها«‏<br />

‎7373‎العيون الغامزة:‏ 108، واالإرشاد الشايف:‏‎53‎‏،‏ ومستويف الداواوين:‏‎1‎‏/‏ ، 324 ونسبا<br />

للفقيه النرصي ‏)ت ‎701‎ه(،وال يكونُ‏ القطعُ‏ اإال يف وتد،وال يكونُ‏ اإال يف ‏رضب اأَو<br />

عروض.ينظر:‏ اجلامع يف العروض:‏‎111‎<br />

ديوان اأَبي فراس:‏‎178‎‏،البيت 2: ‏»تكلف الشعر«،وهما يف الغيث املسجم:‏ 55 1/<br />

واخرتاع اخلراع:‏‎91‎‏،‏ والعيون الغامزة:‏ 232، وحتكيم العقول ‏)خمطوط ‏(:ق:‏‎30‎‏.‏<br />

، 74 74<br />

75 75 املقطوعة يف االإرشاد الشايف:‏‎35‎‏،ويف املسلك السهل:‏ 130، البيت‎1‎ : ‏»ذا فكر ‏سهل«.‏<br />

البيت‎2‎‏:‏ ‏»واشتاق للرضب«،ويف العيون الغامزة:‏‎42‎ ‏»يف الكرب«‏<br />

،) 76 76 وقطر الغيث<br />

نسبه ابن حجة يف خزانة االأَدب ‏)‏‎311/1‎‏(،والعاملي يف الكشكول)‏‎482‎<br />

)88( البن نرص الفقيه املرصي،و دون نسبة مع اختالف يف لفظ بعض الكلمات يف<br />

العيون الغامزة:‏ 41، ونسب خطاأ يف مستوفى الداووين )2/ 252( اإىل ابن النبيه<br />

املرصي وهو خطاأ ومل اأَجده يف ديوانه.ينظر:‏ معاهد التنصيص:‏ 151/3، البيت‎1‎‏:«‏<br />

وبقلبي من الفراق«.‏<br />

275


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

‎7777‎املقطوعة يف االإحاطة:‏‎1‎‏/‏ 231 ‏،وقائلها اأحمد بن اإبراهيم بن اأحمد بن ‏صفوان.‏<br />

78 االأَبيات يف ديوان النواجي:‏‎17‎‏،‏ قصيدة رقم)‏‎17‎ ‏(،وانظر مصادر التخريج هناك.والبيت<br />

السادس مضمن من بيت ابن نباتة املرصي الذي يقول فيه:‏<br />

كاأنه بيتُ‏ ‏شعر يف عروض جفا دارت عليهِ‏ بال ذنبٍ‏ دوائرُه.‏ ينظر:ديوانه:‏ 198<br />

يف االأَصل « نور الدين«‏ ‏،وهو خطاأ من الناسخ،‏ والبيت يف ديوانه املخطوط:‏ ق‎247(12‎<br />

‏شعر تيمور(.‏<br />

‎8080‎املقطوعة يف مطلع النَّريين للقرياطي:ق:‏‎111‎ ، مع اختالف يف بعض الكلمات،والعيون<br />

الغامزة:‏ 26، واملسلك السهل:‏ 133، وروضة املجالسة:‏‎179‎ ‎180‎‏،ومراتع<br />

الغزالن:ق‎32‎<br />

‎81‎املقطوعة يف الغيث املسجم:‏‎55/1‎‏،‏ البيت‎1‎‏:‏ ‏»مسائل كلُّها فضول«،وحتكيم العقول،ق‎3‎<br />

وانظر:‏ تعليق الصفدي والدماميني واالأَقربسي حولها.‏<br />

‎8282‎احلكاية والبيت يف العيون الغامزة:‏‎165‎ ‏،والبيت يف ديوان عمرو بن معدي كرب الزبيدي:‏<br />

142، الزخمرشي:‏ القسطاس:‏ ‎85‎‏.احلكاية والبيت يف العيون الغامزة:‏‎165‎‏،والبيت يف<br />

ديوان عمرو بن معدي كرب الزبيدي:‏ ‎142‎‏،الزخمرشي:القسطاس:‏ 85.<br />

‎83‎ديوان عمرو بن معد يكرب الزبيدي:‏ 136<br />

ينظر:الدمريي:‏ حياة احليوان:‏‎1‎‏/‏ 43، ينظر:‏ الروض االأُنف:‏ 60/1<br />

‎8585‎ينظر:ابن عبد الرب:‏ 1204 3/<br />

ينظر:‏ ابن االأَثري اجلزري ‏)عز الدين(:‏ اأُسد الغابة يف معرفة الصحابة:‏ 134/4<br />

87 وقع هنا خَ‏ رمٌ‏ هنا مبقدار ورقة.‏<br />

‎8888‎يف املخطوط:‏ ‏سنة ‎983‎ه،وهو ‏سهوٌ‏ من الناسخ،والصحيح ما اأَثبتناه؛ الأَنَّ‏ ‏شهاب الدين<br />

املنصوري تويف:‏ ‏سنة ‎887‎ه.‏<br />

89 مل اأَعرث على البيتني فيما توفر لدي من املصادر.‏<br />

90 قال الناظم ‏ضياء الدين اخلزرجي:‏<br />

91 واالإقعاد تنويع العروض بكامل وقلْ‏ مثلُه التحريدُ‏ يف الرضب حيث جا<br />

واالإقعاد:هو اختالف يف عروض بحر الكامل،وهومن عيوب الشعر،‏ ومنه قول امرئ<br />

القيس [ الكامل [: وَاهللَ‏ ُ اأَجنَ‏ حُ‏ ما طَ‏ لَبتَ‏ بِهِ‏ وَالربِ‏ ُّ خَ‏ ريُ‏ حَ‏ قيبَةِ‏ الرَّحلِ‏<br />

ينظر:‏ ديوان امرئ القيس:‏‎236،238‎‏،‏ العيون الغامزة:‏ ‎273‎ 274.<br />

والتجريد:وهو اختالف الرضوب،واالإتيان بها على وجوه متبانية اليجوزُ‏ اجلمع<br />

بينها،‏ وهو من عيوب الشعر.‏ ينظر:‏ التربيزي:‏ الكايف يف العروض والقوايف:‏ ‎167‎<br />

168، العيون الغامزة:‏ 276.<br />

. 81<br />

276<br />

78<br />

7979<br />

. 83<br />

8484<br />

. 86 86<br />

87<br />

89<br />

90<br />

91


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

العروض الثانية من البحر املديد حمذوفة « فاعال ب ه«،‏ وتنقل اإىل ‏)فاعلن(‏ خلفتها،‏<br />

ولها ثالثة اأَرضب:‏ اأ ‏رضبٌ‏ مقصورٌ‏ ‏»فاعالتْ‏ ب ه«‏ ‏»ب ‏رضب حمذوف«‏ فاعال <br />

ب « ج ‏رضب اأَبرت » فاعلْ‏ ، وتنقل اإىل ‏»فَعْلنْ‏ «.<br />

‎9292‎مل اأَهتد اإىل تخريج القطعة.‏<br />

‎9393‎العروض االأُوىل خمبونة،وهي:فعلن،‏ واملفروض اأَنْ‏ تاأتي على ‏»فاعلن ب «، لكنها<br />

جاءت على « فَعلن ب ب «... ينظر:‏<br />

‎9494‎مل اأَهتد اإىل تخريج القطعة.‏<br />

ملعرفة اأَنواع القوايف وحروف القافية وحركاتها ينظر:‏ خمترص القوايف:‏ ‎202‎ 217<br />

الفوائد العلمية يف فنون من اللغات ‏)خمطوط ‏ضمن ديوان النواجي:‏ ق:‏ ‎332‎ 333(.<br />

، 95 95<br />

96 ملعرفة حدود هذه املصطلحات،ينظر:االأَخفش:‏ القوايف:‏‎12‎ ، التنوخي:‏ كتاب القوايف:‏<br />

277<br />

96<br />

‎60‎ 61.<br />

9797 وصدره:‏ ووَاقِ‏ فُونَ‏ لَدَيْهِ‏ عندَ‏ حَ‏ دنِّهِ‏ مِ‏ ‏،ديوان البوصريي:‏ 241<br />

‎9898‎البيت هو:‏ وفتحة قبل الرَّسّ‏ بعدَ‏ الدخيل حر ‏)م(‏ ركوه باإشباع فمن ‏ساند اعتدى.‏<br />

ينظر:‏ العيون الغامزة:‏ 206، وجمموعة مهمات املتون ‏)اخلزرجية(:‏‎480‎‏.‏<br />

‎9999‎وردت يف الفوائد العلمية يف فنون من اللغات ‏)خمطوط ‏ضمن ديوان النواجي:‏ ‏ص:‏<br />

.)333<br />

‎1‎املقطوعة 0100 يف دراسة ‏شعر ‏شمس الدين النواجي مع حتقيق ديوانه:‏‎358‎ ، مقطوعة<br />

.)22(<br />

‎1‎املقطوعة 0101 يف دراسة ‏شعر ‏شمس الدين النواجي مع حتقيق ديوانه:‏‎358‎ ، مقطوعة<br />

)23(، والفوائد العلمية ‏)خمطوط ) ق:‏‎3‎‏،‏ وخالصة االأَثر:‏ 304. 2/ البيت‎1‎‏:‏ ‏»يف طريق<br />

رضائه«.‏<br />

‎1‎بقية 0102 البيت:‏ وتوجيهها مثلُ‏ ارتدعْ‏ وَرُعْ‏ فشا.‏ ينظر:‏ العيون الغامزة:‏ ، 262 وجمموعة<br />

مهمات املتون ‏)اخلزرجية(:‏‎480‎‏.‏<br />

‎1‎ديوان 0103 ‏صفي الدين احللي،ص 620<br />

‎10104‎مل اأهتد اإىل قائل هذه املقطوعة.‏<br />

‎10105‎اخلرب واالأَبيات يف االأَغاين:‏ . 241 17/


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

‎1‎جاء 0106 اخلرب يف كتاب حياة احليوان للدمريي:‏‎2‎‏/‏ 27 ‏،كما ياأتي:«‏ ‏سمع اأبو االأسود<br />

رجالً‏ ينشد [ املتقارب[:‏<br />

فاأرسل حكيماً‏ وال توصه<br />

اإذا كنت يف حاجةٍ‏ مرسالً‏ فشاور حكيماً‏ وال تعصه<br />

واإن باب اأمر عليك التوى فال تباعده وال تقصه<br />

واإن ناصح عنك يوماً‏ دنا فقال:‏ قد اأساء قائل هذا،‏ اأيعلم الغيب؟ اإذا لو يوصه كيف يعلم ما يف نفسه؟ هال قال<br />

فاأفهمه واأرسله اأديبا<br />

[ الوافر[:‏ اإذا اأرسلت يف اأمر رسوالً‏ واإن هو كان ذا عقل اأريبا<br />

وال تترك وصيته بشيء على اأن مل يكن علِم الغيوبا «<br />

واإن ‏ضيعت ذاك فال تلمه ينظر:التذكرة احلمدونية:‏<br />

املقطوعة يف وفيات االأَعيان:،‏ يتيمة الدهر:‏ 470، 3/ معجم االأُدباء:‏‎1‎‏/‏ 413<br />

املقطوعة يف وفيات االأَعيان:‏ ‏)ترجمة الطرطوشي....؟؟؟(‏ ، ومراآة اجلنان:‏ 226 3/<br />

ويف ‏شذرات الذهب 63، 4/ البيت 2: " اأَفطس اأَبك"‏<br />

مبا دون خمس حركت فصلوا ابتدا فواتر ودارك<br />

ورودف بالسكنني حدا وبني ذا 109 وتضمينها اخراج معنى كذا وذا ينظر العيون الغامزة:‏<br />

راكب حدا اجف تكاوسا 267، وجمموعة مهمات املتون ‏)اخلزرجية(:‏‎480‎‏.‏<br />

‎1‎املقطوعة 1110 يف الغيث املسجم:‏ 63/1، البيت‎1‎ ‏»يف باأَرس،‏ واالأَرس يف احلب ذل«،‏<br />

والعيون الغامزة:‏‎248‎‏،‏ ونزهة اجلليس:‏‎1‎‏/‏ 123، واالإِرشاد الشايف،‏ 183.<br />

. 10107<br />

، 10108<br />

278<br />

10<br />

‎1‎املقطوعة 1111 يف الغيث املسجم:‏ 63/1 ‏.قال القفطي:‏ ‏»وكان السديد اأَبو القاسم الكاتب<br />

يف ديوان االإِنشاء من فضالء املترصفني،قد عمل قصيدة الميةً‏ مقيدةً،‏ فقال فيها<br />

االأَسعد هذا:تبكي قوايف....‏ «. البيت‎1‎‏:‏ ‏»بيَّضتها من حيثُ‏ ‏سوَّدتها«‏ ينظر:‏ اإِنباه الرواة:‏<br />

269 /1<br />

‎1‎املقطوعة 1112 يف الغيث املسجم:‏ ، 63/1 وجاء الشطر االأَول من البيت االأَول هكذا:‏ ‏»اإِنْ‏<br />

كان ال بدَّ‏ ملوالي اأَنْ‏ » واملناسبة هنا:‏ ‏»وقلتُ‏ ‏)الصفدي(:‏ اأُخاطب اأَمرد يرسق نظمي.‏<br />

ينظر:‏ خزانة االأَدب:‏‎2‎‏/‏ 165، وروضة املجالسة،‏ 497، واحلجة يف ‏رسقات ابن حجة،‏<br />

287، وكشف اللثام،‏ 90، ومستوفى الداووين،‏‎3‎‏/‏ 179.<br />

‎1‎املقطوعة 1113 يف الغيث املسجم:‏ 61/1 ، 62 وردت االأَبيات االأَربعة،‏ مع اختالف يف<br />

املقطوعة االأُوىل،‏ وفيها:‏ ‏»وغدٌ‏ مع يدٍ‏ هي حروفٌ‏ » وبهذه الرواية يختلُ‏ وزنُ‏ الشعر.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

واحلكاية واالأَبيات االأَربعة يف ‏»روضة املجالسة«:‏ ‎204‎ 205، وجاء فيه:‏ ‏»فاأَجابه<br />

الفقيه اأَبو عبد اهلل بقوله:‏ طاوعتهم العُجْ‏ مَةُ‏ والعيُّ‏ والعجزُ‏ ‏،وعصاهم اللسان واجلنانُ‏<br />

والبيانُ‏ «.<br />

‎1‎ديوان 1114 ابن نباتة،‏ ‏ص:‏ ‎535‎‏،البيت : 1 ‏»فاأَصاب ‏»،وبهذه الرواية يختل وزن البيت.‏<br />

‎1‎‏سبق 1115 ذكر املقطوعة:‏ ق:‏ 102<br />

‎1‎‏سبق 1116 ذكر املقطوعة:‏ ق:‏ 101<br />

تراجم األَعالم<br />

‏•خالد بن ‏سعيد بن العاص بن اأُمية بن عبد ‏شمس،اأَبو ‏سعيد:‏ ‏صحابي،من الوالة الغُزاة،‏<br />

هاجرَ‏ اإِىل احلبشة،شارك يف عدة وقائع اإِسالمية،‏ كان يكتبُ‏ للنبي،مات ‏شهيدًا يف<br />

وقعة ‏سنة ‏)‏‎13‎ه(.‏ ينظر:‏ الوايف بالوفيات 252، 13/ االستيعاب 420/2، اأُسد الغابة<br />

.82/2<br />

‏•صالح بن عبد القدوس،اأَبو الفضل،شاعر حكيم،‏ كان زنديقًا متكلمًا،قتله املهدي على<br />

الزندقة ‏شيخً‏ ا كبريًا.له جمموعٌ‏ ‏شعري مطبوع،تويف ‏سنة ‏)‏‎160‎ه (. ينظر:‏ الوايف<br />

بالوفيات 260/16، فوات الوفيات 116. 2/<br />

• اأَفلح بن يسار السندي،اأَبو عطاء:شاعر فحل قوي البديهة،كان عبدًا اأَسودَ،من خمرضمي<br />

الدولتني االأُموية والعباسية.‏ نساأَ‏ بالكوفة،وتشَّ‏ يع لالأُمويني،‏ تويف ‏سنة ‏)‏‎180‎ه (.<br />

فوات الوفيات ‏)ط حميي الدين(‏ 134. 1/ ينظر:الوايف بالوفيات 299، 9/<br />

‏•يونس بن حبيب البرصي،‏ اأَبو عبد الرحمن النحوي،روى عن ‏سيبويه،‏ بارع يف النحو،‏<br />

له مذاهب يتفردُ‏ بها،‏ تويف ‏سنة ‏)‏‎182‎ه (. ينظر:اإِنباه الرواة 68، 4/ الوايف بالوفيات<br />

،380 /29 بغية الوعاة .365 /2<br />

• احلسن بن اأَحمد بن حممد،‏ اأَبو عبد اهلل الكاتب الشاعر،ذو املجون واخلالعة والسخف<br />

يف ‏شعره،له ديوان ‏شعر خمطوط،‏ تويف ‏سنة ‏)‏‎391‎ه (.<br />

ينظر:الوايف بالوفيات 331، 12/ ‏شذرات الذهب 136. 3/<br />

‏•حممد بن الوليد بن اأَيوب الفهري الطرطوشي،‏ اأَبو بكر،نسبة اإِىل طرطوشة بلدة يف<br />

االأَندلس،‏ كان اإِمامً‏ ا عادالً،‏ رحل اإِىل املرشق،‏ تويف ‏سنة ‏)‏‎520‎ه (.<br />

ينظر:‏ الصلة يف تاريخ علماء االأَندلس 449، الوايف بالوفيات 175. 5/<br />

279


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

280<br />

‏•حممد بن علي،‏ اأَبو عبد اهلل املازري،‏ كان اإِمامً‏ ا حمُ‏ دثًا،اأَصله من مازر يف ‏صقلية.‏ له<br />

تاآليف منها:‏ املُعْلِم بفوائدِ‏ مُ‏ ‏سلم،وكتاب ‏رشح التلقني،‏ تويف ‏سنة ‏)‏‎536‎ه (.<br />

262. 2/ ينظر:الوايف بالوفيات 151، 4/ النجوم الزاهرة<br />

‏•اأَسعد اأَبو املكارم بن املهذب بن زكريا املعروف بابن ممَ‏ ‏َّاتي،الكاتب الشَّ‏ اعر،كان ناظرَ‏<br />

الدواوين بالدنِّيار املرصية.له مصنفات منها:‏ قوانني الدواوين،والفاشوش يف اأَحكام<br />

قراقوش تويف ‏سنة ‏)‏‎606‎ه (.<br />

ينظر:‏ الوايف بالوفيات‎9‎‏/‏ 19، معجم االأُدباء 635 2/<br />

‏•ضياء الدين اأَبو حممد عبد اهلل بن عثمان اخلزرجي،اأَحد علماء االأَندلس،ناظم اخلزرجية،‏<br />

التي ‏سميت بالرامِ‏ زة تارةً،‏ واخلزرجية تارة اأُخرى،‏ نسبة اإِىل لقبه،تويف ‏سنة)‏‎626‎ه(.‏<br />

ينظر:‏ العيون الغامزة على خبايا الرامزة،ص 4، تاريخ االأَدب العربي لربوكلمان،‏ القسم<br />

الثالث ‏)‏‎5‎‎6‎‏(،ص 358.<br />

‏•عبد العظيم بن عبد القوي،زكي الدين،‏ اأَبو حممد املنذري.له كتاب:‏ التكملة لوفيات<br />

النقلة تويف ‏سنة)‏‎656‎ه(.‏ ينظر:الوايف بالوفيات 14، 19/ فوات الوفيات 116. 2/<br />

‏•علي بن داود،اأَبو املحسن،جنم الدين القحفازي،شاعر كاتب،‏ له اشتغال بعلوم خمتلفة.‏<br />

تويف ‏سنة)‏‎745‎ه(.‏ ينظر:الوايف بالوفيات 83، 21/ فوات الوفيات 23. 2/<br />

‏•شمس الدين بن الصائغ،حممد بن عبد الرحمن احلنفي،شاعر واأَديب،له مؤلفات عديدة.تويف<br />

‏سنة)‏‎776‎ه(.‏ ينظر:الذيل على كتاب ‏سري اأَعالم النُبالء 160، 16/ بغية الوعاة 155. 1/<br />

‏•برهان الدين القرياطي،‏ اإِبراهيم بن عبد اهلل.شاعرٌ‏ من اأَعيان القاهرة.له ديوان ‏شعر<br />

‏سماه ‏)مطلع النريين(‏ مطبوع.‏ تويف ‏سنة)‏‎781‎ه(.‏<br />

‏•شهاب الدين اخلواص،اأَبو العباس اأَحمد بن عباد بن ‏شعيب القنائي،له رسالة يف<br />

العروض والقوايف ‏سماها:‏ ‏)الكايف يف علمي العروض والقوايف(‏ ‏رشحت مِ‏ رارًا.تويف<br />

‏سنة)‏‎858‎ه(.‏ ينظر:‏ االإِرشاد الشايف،ص 185، جمموعة مهمات املتون،‏ ‏ص‎461‎‏.‏<br />

‏•ابن قاضي عجلون حممد بن عبد اهلل بن عبد الرحمن الدمشقي،جنم الدين،له تصانيف،‏<br />

منها:‏ املغني يف تصحيح املنهاج،والتحرير يف زوائد الروضة على املنهاج،‏ تويف ‏سنة<br />

‏)‏‎876‎ه (. ينظر:‏ الضوء الالمع 96/8، نظم العقيان ‏ص 150.<br />

‏•شهاب الدين املنصوري الهائم،اأَحمد بن حممد،شاعر القرن التاسع،من ذرية العباس بن<br />

مرداس الصَّ‏ حابي.له ديوان ‏شعرٍ‏ مطبوع بالقاهرة،حتقيق:‏ د.قرشي عباسي دندراوي.‏<br />

تويف ‏سنة)‏‎887‎ه(.‏ (. ينظر:‏ الضوء الالمع 150/2، نظم العقيان ‏ص 77.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

1 االإِحاطة يف اأَخبار غرناطة ‏)‏‎1‎‎4‎‏(‏ لسان الدين بن اخلطيب ‏)ت‎776‎ه(،حققه:‏ حممد<br />

عبد اهلل عنان،مكتبة اخلاجني،ط‎2‎‏،القاهرة،‏‎1393‎ه ‎1973‎م.‏<br />

اأَحمد بن فارس حياته،‏ ‏شعره،اآثاره هالل ناجي،مطبعة املعارف،‏ بغداد،‏ 1970<br />

3 اأَخبار وتراجم اأَندلسية مستخرجة من معجم السفر للسلفي ‏)ت ‎576‎ه(‏ د.‏ اإِحسان<br />

عباس،دار الثقافة،ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏‎1979‎م = ‎1405‎ه ‎1985‎م.‏<br />

4 اخرتاع اخلراع يف خمالفة النقل والطباع ‏صالح الدين خليل بن اأَيبك الصفدي ‏)ت<br />

‎764‎ه(،‏ حتقيق وتعليق:‏ حممد عايش،دار عمار للنرش والتوزيع،‏ ط‎1‎‏،‏ عمَّان،‏ 1425<br />

ه ‎2004‎م.‏<br />

5 االإِرشاد الشايف على منت الكايف يف علمي العروض والقوايف،‏ اأَبو العباس اأَحمد بن<br />

‏شعيب القنائي السيد حممد الدمنهوري،رشكة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي احللبي،‏<br />

ط‎2‎‏،‏ القاهرة،‏‎1377‎ه ‎1957‎م.‏<br />

6 االستيعاب يف معرفة االأَصحاب ‏)‏‎1‎‎4‎ ) اأَبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن عبد الرب ‏)ت<br />

‎463‎ه(‏ ، حتقيق:‏ علي حممد البجاوي،‏ دار اجليل،ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏‎1412‎ه ‎1992‎م.‏<br />

7 اأُسد الغابة يف معرفة الصحابة ‏)‏‎1‎ (، 5 عز الدين اأَبو احلسن الشيباين املعروف بابن<br />

االأَثري اجلزري ‏)ت ‎606‎ه(،‏ انتشارات اإسماعيليان طهران.‏<br />

االشتقاق اأَبو بكر حممد بن احلسن بن دريد ‏)ت‎321‎ه(‏ حتقيق:‏ عبد السالم هارون،ط‎3‎<br />

مكتبة اخلاجني،‏ القاهرة.‏<br />

. ‎9‎االأصول يف النحو)‏‎1‎‎3‎‏(،اأبو بكر حممد بن ‏سهل بن الرساج البغدادي)ت‎316‎<br />

حتقيق:عبد احلسني الفتلي،‏ مؤسسة الرسالة،‏ ط‎1405،1‎ ه ‎1985‎م<br />

‎10‎االأعالم ‏)‏‎1‎ 8( خري الدين الزركلي ‏)ت‎1976‎م ) دار العلم للماليني،ط 14<br />

‎1425‎ ‎2004‎م.‏<br />

االأَغاين ‏)‏‎1‎‎25‎ ) اأَبو الفرج االأَصفهاين،علي بن احلسني ‏)ت ت‎356‎<br />

حتقيق:‏ د.اإِحسان عبَّاس،د.اإِبراهيم السعافني،‏ بكر عبَّاس،دار ‏صادر،ط‎1‎‏،بريوت 1420<br />

ه ‎2004‎م.‏<br />

االأَمايل اليزيدي،‏ حممد بن العباس،‏ اأَبو عبد اهلل ‏)ت ‎310‎ه(،‏ دائرة املعارف<br />

العثمانية،مطبعة جمعية دائرة املعارف،حيد اأباد الدكن،الهند،‏‎1367‎ه ‎1947‎ه<br />

= ط‎2‎‏،بريوت،عامل الكتب،‏ القاهرة،‏ مكتبة املتنبي،)د.ت(‏ مصورة عن طبعة حيدر اأباد.‏<br />

2 . 2 م.‏<br />

3 .<br />

، 8 . 8<br />

9 ه )<br />

10 ‏،بريوت،‏<br />

11 11 ه(‏<br />

1212<br />

281<br />

1 .<br />

4 .<br />

5 .<br />

6 .<br />

7 .


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

13 اأَنباء الهرص باأَبناء العرص علي بن داود اجلوهري الصرييف)ت ‎900‎ه(،‏ حتقيق:‏ حسن<br />

حبشي،دار الفكر العربي ‏،مطبعة املدين،القاهرة،‏‎1970‎م.‏<br />

اإِِنباه الرواة على اأَنباه النحاة ‏)‏‎1‎ 4( اأَبو احلسن علي بن يوسف القفطي ‏)ت‎624‎<br />

حتقيق:حممد اأَبو الفضل اإبراهيم دار الفكر العربي القاهرة،ومؤسسة الكتب الثقافية<br />

بريوت ط‎1‎ ‎1406‎ه / ‎1986‎م.‏<br />

15 االإِنصاف يف مسائل اخلالف ‏)‏‎1‎ 2( اأَبو الربكات االأنباري ‏)ت ‎577‎ه(،‏ ومعه<br />

االنتصاف من االإنصاف حممَّد حميي الدين عبد احلميد،‏ دار الباز للنرش والتوزيع<br />

مبكة املكرمة ‏)د.‏ ت(‏ = ‏)‏‎2-1‎‏(،قدم له ووضع هوامشه:حسن حمد دار الكتب العلمية،‏<br />

ط‎1‎‏،بريوت،‏ ‎1418‎ه ‎1998‎م.‏<br />

16 االإيضاح يف ‏رشح املفصل اأَبو عمرو عثمان بن عمر املعروف بابن احلاجب النحوي<br />

‏)ت ‎646‎ه ) حتقيق:‏ موسى بناي العليلي منشورات وزارة االأوقاف العراقية،‏ بغداد<br />

14 14 ه )<br />

282<br />

13<br />

15<br />

16<br />

‏)د.ت (.<br />

17<br />

19 19 ه )<br />

21 ه(‏<br />

18<br />

20<br />

17 االإِيضاح يف علوم البالغة اخلطيب القزويني جالل الدين اأَبو عبد اهلل حممد بن عبد<br />

الرحمن ‏)ت ‎739‎ه ) حتقيق:‏ حممد عبد القادر الفاضلي،‏ املكتبة العرصية ‏صيدا <br />

بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1422‎ه ‎2001‎م.‏<br />

18 اإيضاح املكنون يف الذيل على كشف الظنون اإسماعيل باشا بن حممد الباباين البغدادي،‏<br />

‏)ت ‎1920‎ه ‏(،وكالة املعارف اجلليلة،املطبعة البهية،استانبول،‏‎1364‎ ‎1366‎ه.‏<br />

البحر املحيط)‏‎1‎ ‎8‎‏(،حممد بن يوسف الشهريب ‏)اأَبي حيَّان(‏ االأندلُسي)ت 745<br />

‏شارك يف حتقيقه:‏ عادل اأَحمد عبد املوجود واآخرون دار الكتب العلمية ط‎1‎ بريوت<br />

‎1413‎ه / ‎1993‎م.‏<br />

20 بدائع الزهور يف وقائع الدهور حممَّد بن اإِياس احلنفي ‏)ت ‎930‎ه(‏ مطبعة بوالق،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ ‎1311‎ه.‏<br />

‎21‎البدر الطالع مبحاسن مَ‏ نْ‏ بعد القرنِ‏ السابع،‏ حممَّد بن علي الشوكاين)ت‎1250‎<br />

مطبعة السعادة،ط‎1‎‏،‏ مرص،‏‎1348‎‏.‏<br />

‎2222‎بغية الوعُ‏ اة يف طبقات اللغويني والنُّحاة)‏‎1‎‎2‎ ‏(،جالل الدين عبد الرحمن السيوطي<br />

‏)ت‎911‎ ه(،‏ املكتبة العرصية ‏صيدا بريوت،‏ ‎1419‎ه ‎1998‎م.‏<br />

‎2323‎تاج العروس من جواهر القاموس ‏)‏‎1‎ ) 40 حممَّد مرتضى احلسيني الزبيدي ‏)ت<br />

‎1206‎ه(ج:‏ 13 حتقيق:‏ د.حسني نصار،مطبعة حكومة الكويت،‏ وزارة االإِعالم<br />

‎1394‎ه ‎1974‎م.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

24 تاريخ االأَدب العربي ‏)‏‎1‎ ) 10 كارل بروكلمان اأَرشف على الرتجمة:حممود فهمي<br />

حجازي ‏)القسم الثالث)‏‎5‎ 6(، نقله اإِىل العربية:رمضان عبد التواب،‏ الهيئة العامة<br />

للكتاب القاهرة ‎1993‎م.‏<br />

‎2525‎التبيان يف اإعراب القراآن اأبو البقاء عبد اهلل بن احلسني العُ‏ كربي ‏)ت 616 ه(‏ حتقيق:‏<br />

علي حممد البجاوي،‏ طبع بدار اإحياء الكتب العربية،‏ القاهرة.‏<br />

26 حتفة الغريب ‏رشح مغني اللبيب ‏)احلاشية الهندية(‏ حممَّد بن اأبي بكر الدماميني ‏)ت<br />

‎827‎ه ) خمطوطات املكتبة البديرية بالقدس)رقم:‏ 400(. 2/<br />

27 حتكيم العقول باأَقوال البدر يف النزول عالء الدين بن اأَقربس ‏)ت ‎862‎ه(‏ خمطوط<br />

يف مكتبة تشسرتبتي دبلن اإِيرلندا ‏)رقم:‏ ‎2‎‏(،ومنها 4320/ ‏صورة لدى الباحث.‏<br />

28 التذكرة االأَيوبية موسى بن خالد بن يوسف بن اأَيوب االأَنصاري النعماين الشافعي،‏<br />

‏رشف الدين)ت ‎1002‎ه(،‏ خمطوط يف مكتبة االأَسد الوطنية ‏)رقم:‏ 7814( اأَدب،‏ ومنها<br />

نسخة لدى الباحث.‏<br />

‎2929‎التذكرة ‏شمس الدين حممد بن حسن النواجي)ت‎859‎ه(،خمطوط يف مكتبة برلني<br />

الوطنية)رقم:‏ ‎8400‎‏(،ومنها ‏صورة لدى الباحث.‏<br />

تزيني االأَسواق بتفصيل اأَشواق العُشاق)‏‎1‎ 2( داود بن عمر االأَنطاكي ‏)ت 1008<br />

دراسة وحتقيق وتعليق:‏ اأَمين عبد اجلبار البحريي،القدس للدراسات والبحوث،دار الكتب<br />

العلمية،دار البيان العربي،‏ القاهرة،‏‎1422‎ه/‏ ‎2002‎م.‏<br />

31 التنبيهات الزينية على الغفالت العينية زين الدين اأَحمد علي بن احلسني احللبي<br />

االإِشعايف ‏)ت ‎1042‎ه(،خمطوط يف مكتبة تشسرتبتي دبلن اإِيرلندا)رقم:‏‎4841‎‏(.‏<br />

‎32‎توشيح الديباج وحلية االبتهاج بدر الدين حممد بن يحيى القُرايف ‏)ت 1008<br />

حتقيق وتقدمي:‏ اأَحمد الشتيوي،دار الغرب االإِسالمي،‏ بريوت،‏ ‎1983‎م.‏<br />

33 اجلامع يف العَروض والقَوايف اأَبو احلسن اأَحمد بن حممد العَروضي ‏)ت ‎342‎ه(‏ حققه<br />

وقدَّم له:‏ زهري غازي زاهد،هالل ناجي،دار اجليل،ط‎1‎‏،بريوت،‏‎1416‎ ‎1996‎م.‏<br />

‎34‎اجلنى الداين يف حروف املعاين ‏صنعة:احلسن بن قاسم املُرادي )749<br />

الدين قباوة،حممد ندمي فاضل دار االآفاق اجلديدة ط‎2‎ ‎1403‎ه ‎1983‎م=‏ دار الكتب<br />

العلمية،بريوت،‏‎1413‎ه ‎1992‎م.‏<br />

‎3535‎اجلواهر املضية يف طبقات احلنفية ‏)‏‎1‎‎2‎ ) عبد القادر بن حممد اأَبي الوفا القرشي<br />

احلنفي املرصي)‏‎775‎ه(،‏ ط‎1‎‏،‏ حيدر اآباد الدكن،الهند،‏‎1322‎ه.‏ = ‏)‏‎1‎‎5‎‏(‏ حتقيق:‏<br />

عبد الفتاح احللو،‏ مؤسسة الرسالة،‏ هجر للطباعة والنرش والتوزيع واالإِعالن،‏ ط‎2‎‏،‏<br />

القاهرة،‏‎1413‎ه ‎1994‎م.‏<br />

30 30 ه(‏<br />

32 ه(،‏<br />

34 ه ) حتقيق:فخر<br />

283<br />

24<br />

26<br />

27<br />

28<br />

31<br />

33


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

‎3636‎حاشية على ‏رشح بانت ‏سعاد البن هشام)‏‎1‎‎2‎ ‏( تاأْليف:عبد القادر بن عمرالبغدادي<br />

‏)ت ‎1093‎ه ) حتقيق:‏ نظيف حمرَّم خواجه دار النرش فرانز ‏شتايرن بفيسبادن،‏<br />

‏شتوتغارت،‏ اأَملانيا،ج‎1،1400‎ه / 1980، ج‎2‎‏،‏ 1410 ه ‎1990‎م.‏<br />

‎3737‎حاشية على قصيدة ‏ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎549‎ه(‏ ‏شمس الدين حممد بن حسن<br />

النواجي ‏)ت‎859‎ه(،‏ خمطوط يف مكتبة اإسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون واالآداب<br />

‏)رقم:‏ ‎109‎م 615/ ب العروض(.‏<br />

حسن املحارضة يف اأَخبار مرصَ‏ والقاهرة)‏‎1‎‎2‎‏(‏ جالل الدين السيوطي ‏)ت 911<br />

حتقيق:‏ حممد اأَبو الفضل اإِبراهيم،دار اإِحياء الكتب العربية،عيسى البابي احللبي،ط‎1‎‏،‏<br />

القاهرة،‏ ‎1387‎ه ‎1967‎م.‏<br />

‎3939‎حلبة الكميت ‏شمس الدين حممد بن حسن النواجي ‏)ت‎859‎ه(،مطبعة اإِدارة الوطن<br />

‏)د.ط(،‏ القاهرة،‏ ‎1299‎ه.=الهيئة العامة لقصور الثقافة،القاهرة،‏‎1998‎ م<br />

40 حوادث الدهور يف مدى االأَيام والشهور جمال الدين يوسف بن تغري بردي االأتابكي<br />

‏)ت 874 ه ‏(.ج‎1‎ خمطوط مصور على ميكروفيلم يف معهد املخطوطات العربية<br />

‏)رقم:‏‎221‎‏(‏ تاريخ.‏<br />

‎4141‎حياة احليوان ‏)‏‎1‎‎2‎‏(،‏ كمال الدين الدمريي ‏)ت‎808‎ه(،دار القاموس احلديث للطباعة<br />

والنرش،مصور عن الطبعة املرصية،‏‎1309‎ه.‏<br />

38 38 ه(‏<br />

42 42 ه(،‏<br />

284<br />

40<br />

44<br />

45<br />

خزانة االأدب وغاية االأَرب ‏)‏‎1‎‎2‎‏(،تقي الدين اأَبو بكر علي بن حجة احلموي ‏)ت 837<br />

‏رشح عصام ‏شعيتو،دار مكتبة الهالل،ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏ ‎1991‎م.‏ ‏)‏‎1‎‎2‎‏( مكتبة ومطبعة<br />

مصطفى البابي احللبي،ط‎4‎‏،‏ القاهرة،‏ ‎1389‎ه ‎1969‎م.‏<br />

‎4343‎خزانة االأدب ولُبُّ‏ لُباب لسان العرب ‏)‏‎1‎ 13( عبد القادر بن عمرالبغدادي ‏)ت 1093<br />

ه(‏ حتقيق ورشح:عبد السَّ‏ الم حممَّد هارون،‏ مكتبة اخلاجنيبالقاهرة،ج 8 ط‎2‎<br />

1409 ه / ‎1989‎م = ‏)‏‎1‎‎4‎‏(‏ دار ‏صادر،‏ بريوت،‏ مصور عن مطبعة بوالق مبرص،‏<br />

‎1299‎ه.‏<br />

44 اخلصائص اأَبو الفتح عثمان بن جننِّي)ت ‎392‎ه(‏ حتقيق:‏ حممَّد علي النَّجار املكتبة<br />

العلمية بريوت ‏)د.ت(‏<br />

45 خالصة االأَثر يف اأَعيان القرن احلادي عرش ‏)‏‎1‎‎4‎ ) حممد اأَمني بن فضل اهلل املحبي)ت<br />

‎1111‎ه(،‏ املطبعة الوهبية يف مرص،‏‎1284‎ه = مصورة دارصادر،‏ بريوت،عن<br />

املطبعة املرصية.‏<br />

‎4646‎الدارس يف تاريخ املدارس)‏‎1‎ 2( عبد القادر حممد النعيمي)ت ‎927‎ه ) حتقيق:‏<br />

جعفر احلسني مطبوعات املجمع العلمي العربي بدمشق،مطبعة الرتقي،دمشق،)ج 1(<br />

‎1367‎ه ‎1948‎م،)ج 2( ‎1370‎ه ‎1951‎م.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎4747‎دراسة ‏شعر ‏شمس الدين النواجي مع حتقيق ديوانه حسن حممد عبد الهادي رسالة<br />

دكتوراه كلية دار العلوم قسم الدراسات االأَدبية جامعة القاهرة ‎1980‎م.‏<br />

48 دالئل االإِعجاز عبد القاهر اجلرجاين)ت ‎471‎ه ‏( حتقيق:حممود حممَّد ‏شاكر مكتبة<br />

اخلاجني بالقاهرة ط‎2‎ ‎1410‎ه / ‎1989‎م.‏<br />

‎49‎الدنِّيباج املذّهب يف اأعيان علماء املذهب ‏)‏‎1‎‎2‎‏(‏ ابن فرحون املالكي)ت‎799‎<br />

حتقيق:حممد االأحمدي اأبو النور دار الرتاث،‏ القاهرة،‏‎1972‎م.‏<br />

ديوان اأَبي متام برشح اخلطيب التربيزي ‏)‏‎1‎‎4‎‏(‏ حتقيق:‏ حممد عبده عزام،)ج‎3‎<br />

املعارف مبرص،‏ 1957 م.‏<br />

ديوان امرئ القيس حتقيق:‏ حممَّد اأَبو الفضل اإِبراهيم دار املعارف مبرص ط‎4‎<br />

‎1984‎م.‏<br />

ديوان البورصي ‏رشف الدين اأَبو عبد اهلل حممد بن ‏سعيد البوصريي ‏)ت 696<br />

حتقيق:حممد ‏سيد كيالين،‏ ‏رشكة مكتبة ومطبعة البابي احللبي،ط‎2‎‏،‏ القاهرة،‏ ‎1393‎ه<br />

‎1973‎م.‏<br />

ديوان روؤبة بن العجَّ‏ اج)ت ‎145‎ه(‏ جمموع اأَشعار العرب،ليبزج،‏‎1903‎<br />

54 ديوان ‏صفي الدين احللي دار ‏صادر للطباعة والنرش دار للطباعة والنرش،‏ بريوت،‏<br />

‎1383‎ه ‎1962‎م.‏<br />

ديوان عُ‏ بيد بن االأَبرص ‏)ت 25 ق.ه(‏ حتقيق:‏ حسني نصار،ط‎1‎<br />

‏صادر،بريوت،‏‎1958‎م.‏<br />

‎5656‎ديوان عمرو بن معد يكرب الزبيدي ‏)ت ‎21‎ه(‏ ‏صنعة:‏ هاشم الطعان،وزارة الثقافة<br />

واالإِعالم مديرية الثقافة العامة،بغداد،‏‎1970‎م.‏<br />

‎5757‎ديوان القرياطي)ت ‎781‎ه(‏ ‏)مطلع النريين(‏ خمطوط مصور على ميكروفيلم يف معهد<br />

املخطوطات العربية ‏)رقم:‏‎770‎‏(‏ اأَدب،‏ مصورة عن مكتبة اأَحمد الثالث برتكيا،ونسخة<br />

اأُخرى مصورة على ميكروفيلم باجلامعة االأُردنية ‏)رقم:‏ 784(.<br />

‎5858‎ديوان ابن نباتة املرصي ‏)ت ‎768‎ه(،‏ دار اإِحياء الرتاث العربي،نرشه حممد القلقيلي<br />

بريوت ‏)د.ت(.‏<br />

ديوان ابن النبيه ‏)ت ‎619‎ه(،‏ حتقيق:‏ عمر االأَسعد،‏ دار الفكر،ط‎1‎‏،‏ دمشق،‏ 1969<br />

‎6060‎ديوان ابن الوردي،‏ زين الدين عمر ‏)‏‎749‎ه(،‏ حققه وعلق عليه وجمع ملحقه:‏ اأَحمد<br />

فوزي الهيب،‏ دار القلم للنرش والتوزيع،‏ ط‎1‎‏،‏ الكويت،‏ ‎1407‎ه ‎1986‎م.‏<br />

49 ه(‏<br />

) 50 50 دار<br />

51 51 <br />

52 52 ه(‏<br />

53 53 م.‏<br />

54<br />

55 55 ‏،القاهرة.‏ = دار<br />

59 59 ه.‏<br />

285<br />

48


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

61 الذيل على رفع االإِرص ‏شمس الدين السخاوي ‏)ت ‎902‎ه(‏ حتقيق:جوده هالل وحممَّد<br />

حممود ‏صبيح،الدار املرصية للتاأليف والرتجمة،والنرش،القاهرة،‏ ‎1966‎م.‏<br />

62 الذيل على كتاب ‏سري اأَعالم النبالء،‏ املسمى تعريف ذوي العُ‏ ال مبن مل يذكره الذهبي من<br />

النبال تقي الدين اأَبو الطيب حممد بن اأَحمد احلسني الفاسي ‏)ت ‎832‎ه(‏ ‏)املجلد 16(،<br />

دار الكتب العلمية،ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ ‎1425‎ه ‎2004‎م.‏<br />

63 روض االآداب ‏شهاب الدين اأَحمد بن حممد ‏)ت ‎875‎ه(،‏ نسخة مصورة على ميكروفيلم<br />

عن نسخة دار الكتب املرصية ‏)رقم:‏‎83‎‏(‏ اأَدب تيمور،وهي لدى الباحث.‏ نسخة اأُخرى<br />

خمطوطة يف دار الكتب املرصية ‏)رقم:‏‎1437‎‏(‏ اأَدب.‏<br />

64 الروض االأُنف يف تفسري السرية النبوية البن هشام ‏)‏‎1‎‎4‎ ) اأَبو القاسم عبد الرحمن ابن<br />

عبد اهلل السهيلي)ت ‎581‎ه ‏(،علق عليه وضبطه:‏ طه عبد الروؤوف ‏سعد،‏ مؤسسة خمتار<br />

للنرش والتوزيع،مكتبة الكليات االأَزهرية،‏ القاهرة،‏ 1971 ‎1973‎م<br />

65 الروض الباسم والعرف الناسم اأَبو الصفاء ‏صالح الدين الصفدي خليل بن اأَيبك<br />

الصفدي ‏)ت ‎764‎ه(،حتقيق:‏ حممد عبد املجيد الشني،دار االآفاق العربية،‏ ط‎1‎‏،القاهرة،‏<br />

‎1425‎ه ‎2005‎م.‏<br />

‎66‎روضة املجالسة وغيضة املجانسة ‏شمس الدين حممَّد بن حسن النواجي)ت‎859‎<br />

رسالة دكتوراه،اإِعداد:بسام عبد العفو القواسمي،اإِرشاف:حسن حممد عبد الهادي كلية<br />

الرتبية جامعة عني ‏شمس،‏ ‎2002‎م.‏<br />

67 ‏رس ‏صناعة االإِعراب ‏)‏‎1‎ 2( اأَبو الفتح عثمان بن جني ‏)ت ‎392‎ه(‏ دراسة وحتقيق:حسن<br />

هنداوي،دار القلم،دمشق،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1405‎ه ‎1985‎م.‏<br />

68 ‏سمط الالآيل ‏رشح اأَمايل القايل ‏)‏‎1‎‎2‎‏( اأَبو عبيد البكري االأوْنَبيّ‏ ‏)ت‎487‎ه(‏ حققه:عبد<br />

العزيز امليمني مطبعة جلنة التاأْليف والرتجمة النرش،القاهرة،‏‎1354‎ه ‎1936‎م.‏<br />

‏سري اأَعالم النبالء ‏)‏‎1‎‎25‎‏(‏ ‏شمس الدين الذهبي ‏)ت ‎748‎ه ) ‏)ج 19<br />

االأَرنؤوط،‏ ط‎1‎‏،بريوت ‎1419‎ه / ‎1998‎م<br />

‎7070‎‏شجرة النور الزكية يف طبقات املالكية حممد بن حممد بن خملوف ‏)ت ‎1354‎ه(‏ دار<br />

الكتاب العربي،‏ طبع باالأُوفست عن الطبعة االأُوىل يف املطبعة السلفية ومكتبتها ‎1394‎ه.‏<br />

‏شذرات الذهب يف اأَخبارٍ‏ من ذهب ‏)‏‎1‎‎8‎‏(‏ ابن العماد احلنبلي ‏)ت‎1089‎<br />

القدسي للطبع والنرش والتوزيع،القاهرة،)د.ت(‏ ‏=دار االآفاق اجلديدة،بريوت<br />

72 ‏رشح اأَبيات ‏سيبويه اأَبو حممَّد يوسف اأَبو ‏سعيد السريايف ‏)ت ‎385‎ه (، حتقيق:‏ حممَّد<br />

علي ‏سلطاين دار املاأْمون للرتاث ‎1979‎م.‏<br />

66 ه(،‏<br />

،) 69 69 حتقيق:‏ ‏شعيب<br />

71 71 ه ) مكتبة<br />

286<br />

61<br />

62<br />

63<br />

64<br />

65<br />

67<br />

68<br />

72


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎7373‎‏رشح االأشموين على األفية ابن مالك قدمّ‏ له:حسن حمد،دار الكتب العلمية بريوت،‏ ط‎1‎ ،<br />

‎1419‎ه ‎1998‎م.‏<br />

‎7474‎‏رشح األفية ابن مالك ابن الناظم بدر الدين بن مالك ‏)ت‎686‎ه ) حتقيق:عبد احلميد<br />

السيد حممد عبد احلميد،‏ دار اجليل،‏ بريوت.‏<br />

‎7575‎‏رشح جمل الزجاجي ‏)الرشح الكبري(‏ ابن عُ‏ ‏صفور االإشبيلي ‏)ت ‎669‎ه(‏ حتقيق:‏<br />

‏صاحب اأبو جناح،‏ بغداد،‏ ‎1402‎ه ‎1982‎م.‏<br />

‏رشح حماسة اأَبي متام ‏)‏‎1‎ 2( اخلطيب التربيزي،اأبو زكريا يحيى بن علي ‏)ت 502<br />

عامل الكتب،‏ بريوت،‏ مصورة عن الطبعة املرصية،‏ ‎1296‎ه.‏<br />

‎7777‎‏رشح الرَّضي على كافية ابن احلاجب رضي الدين االإسرتاباذي ‏)ت ‎686‎ه(‏ تصحيح<br />

وتعليق:يوسف حسن عمر،مؤسسة الصادق،طهران،‏ ‎1398‎ه ‎1978‎م.‏<br />

‎78‎‏رشح ديوان الفرزدق عبد اهلل الصَّ‏ اوي،القاهرة،‏ 1936<br />

‎7979‎‏رشح ابن عقيل بهاء الدين عبد اهلل بن عقيل العقيلي ‏)ت ‎769‎ه(،حتقيق:‏ حممد حميي<br />

الدين عبد احلميد،‏ ط‎2‎‏،‏ دمشق،‏ ‎1985‎م.‏<br />

‎8080‎‏رشح املفصل موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش النحوي ‏)ت ‎643‎ه ) اإدارة<br />

الطباعة املنريية مبرص ‏)د.ت(.‏<br />

81 ‏رشح املفصل يف ‏صنعة االإعراب املوسوم ب ‏)التخمري( ‏صدر االأفاضل القاسم بن<br />

76 76 ه(،‏<br />

78 م.‏<br />

287<br />

81<br />

83<br />

84<br />

85<br />

‎8282‎احلسني اخلوارزمي)ت 617 ه(‏ حتقيق:عبد الرحمن العثيمني،دار الغرب االإسالمي<br />

بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1999‎م.‏ الصَّ‏ حاح ‏)تاج اللغة وصَ‏ حاح العربية ‏()‏‎1‎‎6‎‏(،اإِسماعيل بن حمَّاد<br />

اجلوهري ‏)ت ‎393‎ه(‏ حتقيق:‏ اأَحمد عبد الغفور عَ‏ طَّ‏ ار،‏ دار العلم للماليني،‏ ط‎2‎‏،‏ بريوت،‏<br />

‎1399‎ه ‎1979‎م.‏<br />

83 ‏رصف العني)‏‎1‎‎2‎‏( اأَبو الصفاءخليل بن اأَيبك الصفدي)ت‎764‎ه(‏ حتقيق:‏ حممد عبد<br />

املجيد الشني،‏ دار االآفاق العربية،‏ ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ ‎1425‎ه ‎2003‎م.‏<br />

84 الضوء الالمع الأَهل القرن التاسع ‏شمس الدين حممَّد بن عبد الرحمن السخاوي ‏)ت<br />

‎902‎ه ) دار مكتبة احلياة بريوت.‏<br />

85 علم العروض ‏)دراسة الأَوزان الشعر،وحتليل واستدراك(‏ حسني عبد اجلليل،‏ مؤسسة<br />

املختار للنرش والتوزيع،ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ ‎1424‎ه ‎2005‎م.‏<br />

العمدة يف حماسن الشعر واآدابه)‏‎1‎‎3‎‏(‏ اأَبو احلسن بن رشيق القريواين)ت 456<br />

حتقيق:‏ حممد قرقزان،دار املعرفة،ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏‎1408‎ه ‎1988‎م.‏<br />

86 86 ه(‏


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

89 ه(،‏<br />

(، 90 اإِعداد:‏ بشري<br />

91 ه(،‏<br />

، 94<br />

288<br />

93<br />

96<br />

97<br />

‎8787‎العيون الغامزةعلى خبايا الرامزة بدرالدين الدماميني ‏)ت ‎827‎ه ) حتقيق:‏ احلساين<br />

حسن عبد اهلل،مكتبة اخلاجني بالقاهرة،‏ ط ‎1415‎ه 2، ‎1994‎م.‏<br />

‎8888‎الغيث املسجم يف ‏رشح المية العجم)‏‎1‎‎2‎ ) ‏صالح الدين خليل بن اأَيبك الصفدي ‏)ت<br />

‎764‎ه(،‏ دار الكتب العلمية،‏ بريوت،‏ ط‎1990،2‎م.‏<br />

‎89‎الفصول املفيدة يف الواو املزيدة ‏صالح الدين خليل بن كيكلدي العالئي ‏)ت 761<br />

حتقيق:حسن موسى الشاعر،دار البشري للنرش والتوزيع،‏ عمان،‏ ط‎1‎ ‎1410‎ه <br />

‎1990‎م.‏<br />

‎90‎فهرس خمطوطات مكتبة دار اإسعاف النشاشيبي للثقافة واالآداب)‏‎1‎‎2‎<br />

عبد الغني بركات،مؤسسة دار الطفل العربي،‏ القدس،‏ ‎1423‎ه ‎2002‎م.‏<br />

‎91‎الفوائد العلمية يف فنون من اللغات ‏شمس الدين حممد بن حسن النواجي ‏)ت‎859‎<br />

خمطوط يف دار الكتب املرصية رقم )516( لغة،‏ ومنها نسخة باليد لدى الباحث.‏<br />

‎9292‎فوات الوفيات ‏)‏‎1‎‎5‎‏(‏ حممَّد بن ‏شاكر الكتبي)ت ‎764‎ه(،‏ حتقيق:اإِحسان عبَّاس دار<br />

الثقافة،‏ بريوت،‏‎1973‎م.‏<br />

93 يف العروض والقافية ‏)دراسة حول الشعر العمودي وشعر التفعيلة(‏ عمر خليفة بن<br />

اإدريس،‏ ط‎1‎‏،‏ بنغازي،‏ ليبيا،‏ ‎2003‎م.‏<br />

‎94‎يف العروض والقافية يوسف بكار دار املناهل للطباعة والنرش والتوزيع،‏ ط‎2‎<br />

بريوت،‏ ‎1990‎م.‏<br />

‎9595‎القاموس املحيط جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوز اآبادي)‏‎817‎ه(،‏ اإِرشاف حممد<br />

نعيم العرقسوسي،ط‎6‎‏،‏ بريوت،‏‎1419‎ه ‎1998‎م.‏<br />

96 القسطاس يف علم العروض جار اهلل اأَبو القاسم حممود بن عمرالزَّخمرشي ‏)ت<br />

‎538‎ه(،‏ حتقيق:‏ فخر الدين قباوة،‏ مكتبة املعارف،‏ ط‎2‎‏،بريوت،‏‎1410‎ه ‎1998‎م.‏<br />

97 قطر الغيث املسجم على المية العجم ‏)على حاشية نفحات االأَزهار على نسمات االأَسحار<br />

يف مدح النبي املختار للنابلسي(‏ عبد الرحمن العلواين احللبي الشافعي الطبيب،‏ عامل<br />

الكتب،‏ ط‎3‎‏،‏ بريوت،‏ ‎1404‎ه ‎1984‎م،‏ مكتبة املتنبي،‏ القاهرة،‏ مصورة عن طبعة<br />

بوالق،‏ ‎1299‎ه.‏<br />

الكامل يف اللغة واالأدب ‏)‏‎1‎‎4‎‏( اأَبو العباس حممد بن يزيد املربد)ت 285<br />

حممد اأبوالفضل اإبراهيم،‏ الكتبة العرصية،بريوت،ط‎1‎ ‎1418‎ه ‎1997‎م.‏<br />

‎9999‎الكتاب)كتاب ‏سيبويه( اأبو برش عمرو بن عثمان بن قنرب)ت 180 ه (، حتقيق عبد<br />

السالم حممد هارون الهيئة املرصية العامة للكتاب،ط‎2‎ ‎1977‎م.‏<br />

98 98 ه ) حتقيق:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

289<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

‎10100‎كتاب اأَحكام كل وما عليه تدل تقي الدين اأَبو احلسن علي بن عبد الكايف السبكي<br />

الشافعي ‏)ت ‎756‎ه(،‏ حققه:‏ جمال الدين عبد املعطي خممري،ط‎1‎‏،‏ القاهرة،‏ مطبعة<br />

حسان،‏ ‎1406‎ه ‎1985‎م.‏<br />

101 كتاب التكملة اأَبو علي الفارسي ‏)ت ‎377‎ه(،‏ حتقيق ودراسة:‏ كاظم بحر مرجان<br />

باإِرشاف:‏ حسني نصار،‏ اجلمهورية العراقية،مطابع مديرية دار الكتب للطباعة<br />

والنرش جامعة املوصل،‏ بغداد،‏ ‎1401‎ه ‎1981‎م.‏<br />

102 كتاب الصلة يف تاريخ علماء االأَندلس اأَبو القاسم خلف بن عبد امللك بن بشكوال<br />

‏)ت ‎578‎ه(،حققه:‏ ‏صالح الدين الهواري،‏ املكتبة العرصية،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1423‎ه<br />

‎2003‎م.‏<br />

103 كتاب طراز احللة وشفاء الغلة اأَبو جعفر ‏شهاب الدين اأَحمد بن يوسف الرعيني<br />

الغرناطي ‏)ت ‎779‎ه(،رشح السريا يف خري الورى ‏)بديعية نظمها ‏شمس الدين<br />

اأَبو عبد اهلل حممد بن جابر االأَندلسي ‏)‏‎780‎ه(،‏ حققته وقدمت له:‏ رجاء السيد<br />

اجلوهري،مؤسسة الثقافة اجلامعية،‏ االإسكندرية،‏ ‎1410‎ه ‎1990‎م.‏<br />

104 كتاب العروض وخمترص القوايف ‏صنعة اأَبي الفتح عثمان بن جني ‏)ت ‎392‎ه(،‏ دار<br />

املعرفة اجلامعية،‏ االإسكندرية،‏ ‎2003‎م.‏<br />

105 كتاب الكايف يف علم القوايف،ومعه كتاب ‏)املعيار يف اأَوزان االأَشعار(‏ اأَبو بكر حممد<br />

بن الرساج الشنرتيني االأُندلسي ‏)ت ‎550‎ه(،‏ حتقيق:‏ حممد رضوان الدَّاية،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

بريوت،‏ ‎1388‎ه ‎1968‎م.‏<br />

‎1‎كتاب 0106 املخالة بهاء الدين حممد بن حسني العاملي ‏)ت ‎1031‎ه(،‏ دار الفكر للجميع،‏<br />

‏)د.ت ) ‏)د.‏ ط(.‏<br />

107 الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون االأَقاويل يف وجوه التاأْويل)‏‎1‎‎4‎ ) جار اهلل<br />

الزَّخمرشي)ت ‎538‎ه (، ‏رشكة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي احللبي،‏ القاهرة،‏<br />

‎1385‎ه ‎1966‎م.‏<br />

‎1‎الكشكول 0108 بهاء الدين حممد بن حسني العاملي ‏)ت ‎1031‎ه(‏ دار الكتاب اللبناين،‏<br />

مكتبة املدرسة،‏ ط‎1‎‏،بريوت،‏ ‎1403‎ه ‎1983‎م.‏<br />

‎1‎جملة 0109 اجلامعة االإسالمية غزة،‏ املجلد‎6‎‏،‏ العدد،‏ ‎1419‎ه ‎1998‎م.‏ الفوائد العَروضية<br />

‏شمس الدين حممد بن حسن النواجي ‏)ت‎859‎ه(‏ دراسة وحتقيق:‏ حسن حممد عبد<br />

الهادي،‏ ‏ص 138 166.<br />

املجمل يف اللغة ‏)‏‎1‎‎2‎‏(‏ اأَبو احلسني اأَحمد بن فارس بن زكريا اللغوي ‏)ت 395<br />

دراسة وحتقيق:‏ زهري عبد املحسن ‏سلطان،مؤسسة الرسالة،‏ ط‎2‎‏،‏ بريوت ‎1406‎ه <br />

‎1986‎م.‏<br />

11110 ه(،‏


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

‎1‎جمموع 1111 مهمات املتون،‏ جمهول اجلامع دار الكتب العلمية،‏ ط‎1‎‏،بريوت،‏ ‎1414‎ه <br />

‎1994‎م.‏<br />

املخترص يف تاريخ البرش)‏‎1‎‎4‎‏(‏ اأَبو الفداء،‏ امللك املؤيد اإسماعيل ‏)ت 732<br />

‏)د.ط(،‏ القاهرة،‏ ‎1325‎ه.‏<br />

113 مدح الثغور البواسم لتاج املجامع واملعاجم ورساج االأَعارب واالأَعاجم ‏شهاب الدين<br />

اأَبو حامد اإسماعيل بن حامد االأَنصاري اخلزرجي القوصي ‏)ت ‎653‎ه (، خمطوط يف<br />

مكتبة تشسرتبيتي دبلن،اإِيرلندا،رقم ‏)‏‎3346‎‏(،ومنه مصورة لدى الباحث.‏<br />

‎1‎مراآة 1114 اجلنان وعربة اليقظان ‏)‏‎1‎‎4‎ ) اأَبو حممد عبد اهلل بن اأَسعد بن علي بن ‏سليمان<br />

اليافعي)ت ‎768‎ه(،الفاروق احلديثة للطباعة والنرش،‏ دار الكتاب االإِسالمي،ط‎2‎‏،‏<br />

القاهرة،‏ ‎1413‎ه ‎1993‎م.‏<br />

‎1‎مراتع 1 الغزالن يف وصف احلِ‏ ‏سان ‏شمس الدين حممد بن حسن النواجي ‏)ت‎859‎<br />

خمطوط يف مكتبة االأسكوريال ‏)رقم:‏ ‎339‎‏(،وعنها مصورة يف اجلامعة اأالأُردنية،‏<br />

وهي لدى الباحث برقم )61، ‎1‎ع ) 8 )688(.<br />

املرجع يف علم العَروض والقوايف حممد اأَحمد قاسم جروس برس،‏ ط‎1‎<br />

لبنان،‏ ‎2002‎م.‏<br />

117 مستوفى الدواوين حممد عبد اهلل االأَزهري ‏)ت ‎905‎ه(‏ ‏)ج‎1‎ ‏(،حتقيق:‏ زينب<br />

القوصي،وفاء االأَعرص،مطبعة دار الكتب والوثائق القومية،‏ القاهرة،‏‎1424‎ه<br />

‎2003‎م.‏ ‏)ج‎2‎‏(،‏ ‎1325‎ه ‎2004‎م،)ج 3( ‎1426‎ه ‎2006‎م.‏<br />

املسلك السهل يف ‏رشح توشيح ابن ‏سهل حممد ‏صغري االأَفراين ‏)ت‎1138‎<br />

وتقدمي:حممد العمري،امللكة املغربية،وزارة االأَوقاف والشئون االإسالمية،مطبعة<br />

فضالة املحمدية،‏ ‎1418‎ه ‎1997‎م..‏<br />

119 مشاهري الشعراء والكتاب يف املرشق واالأَندلس واملغرب،وهو كتاب:‏ نثري اجلُمان يف نظم<br />

فحول الزمان االأَمري اأَبو الوليد اإسماعيل بن يوسف بن االأَحمر الغرناطي االأَندلسي،حققه<br />

وقدَّم له:‏ حممد رضوان الداية،‏ عامل الكتب،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ ‎1406‎ه ‎1986‎م.‏<br />

‎1‎مشكل 2120 اإعراب القراآن مكي بن اأبي طالب القيسي)ت ‎437‎ه(،حتقيق:ياسني حممد<br />

السواس،اليمامة للطباعة والنرش،‏ دمشق،‏ ط‎2،1421‎ه ‎2000‎م.‏<br />

11112 ه(‏<br />

115 ه(‏<br />

، 11116 طرابلس،‏<br />

11118 ه(،حتقيق<br />

290<br />

11<br />

11<br />

11<br />

‎1‎املشوف 2121 املعلم يف ترتيب االإصالح على حروف املعجم ‏)‏‎1‎‎2‎ ) اأبو البقاء عبد اهلل بن<br />

احلسني العُ‏ كربي ‏)ت 616 ه(‏ حتقيق:‏ ياسني حممد السواس،جامعة اأُم القُرى،‏ مركز<br />

البحث العلمي واإِحياء الرتاث االإِسالمي،كلية الرشيعة والدراسات االإِسالمية،‏ مكة<br />

املكرمة،‏‎1403‎ه ‎1983‎م.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

، 12122 الزرقاء،‏<br />

معامل العروض والقافية عمر االأَسعد،الوكالة العربية للتوزيع والنرش،ط‎1‎<br />

االأُردن،‏ ‎1404‎ه ‎1984‎م.‏<br />

معاهد التنصيص على ‏شواهد التلخيص)‏‎1‎‎4‎‏(‏ عبد الرحيم بن اأَحمد العباسي ‏)ت 963<br />

حققه:‏ حممَّد حميي الدين عبد احلميد،‏ عالم الكتب،‏ بريوت،‏ ‎1367‎ه ‎1948‎م.‏<br />

124 معجم االأُدباء،‏ اإرشاد االأَريب يف معرفة االأَديب ‏)‏‎1‎ ) 7 ياقوت احلموي الرومي ‏)ت<br />

‎626‎ه (، حتقيق:‏ اإِحسان عبَّاس،‏ دار الغرب االإِسالمي،‏ ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ ‎1993‎م.‏<br />

125 معجم السفر احلافظ اأَبو طاهر اأَحمد بن حممد السلفي ‏)ت ‎576‎ه(،حتقيق:‏ عبد اهلل<br />

عمر البارودي،دار الفكر للطباعة والنرش،‏ املكتبة التجارية،‏ مكة املكرمة)د.ت(‏<br />

126 معجم املطبوعات العربية واملعرَّبة يوسف اإلياس ‏رسكيس،مطبعة ‏رسكيس،‏ القاهرة<br />

‎1346‎ه ‎1928‎م.‏<br />

معجم مقاييس اللغة)‏‎1‎‎6‎‏(‏ اأَبو احلسني اأَحمد بن فارس بن زكريا ‏)ت 395<br />

السالم هارون،رشكة ومطبعة مصطفى البابي احللبي،ط‎2‎‏،‏ القاهرة،‏ ‎1971‎م.‏<br />

128 مغني اللبيب عن كتب االأَعاريب ‏)‏‎1‎‎2‎‏(‏ ابن هشام االأَنصاري)ت ‎761‎ه(،‏ عبد اهلل<br />

بن يوسف،حتقيق:‏ حممد حميي الدين عبد احلميد،املكتبة العرصية صيدا بريوت،‏<br />

‎1411‎ه ‎1991‎م.‏<br />

‎1‎املفصل 2129 يف علم العربية،جار اهلل حممود بن عمر الزخمرشي)‏‎538‎ ه(،‏ دراسة وحتقيق:‏<br />

فخري ‏صالح قدارة،دار عمار للنرش والتوزيع،‏ عمان،ط‎1‎‏،‏ ‎1425‎ه ‎2004‎م.‏<br />

‎1‎املنهل 3130 الصايف واملستوفى بعد الوايف)‏‎1‎‎13‎ ‏(،ابن تغري بردي االأتابكي جمال<br />

الدين اأبو املحاسن)ت ‎874‎ه(،حتقيق:حممد حممد اأمني،الهيئة العامة للكتاب)ج<br />

‎1994)7‎م ‏)ج‎8‎‏(،‏ مطبعة دار الكتب املرصية،‏ القاهرة،‏ ‎1999‎م.‏<br />

‎1‎النجوم 3131 الزاهرة يف ملوك مرص والقاهرة ‏)‏‎1‎‎16‎ ‏( جمال الدين اأبو املحاسن يوسف<br />

بن تغري بردي االأتابكي)ت 874 ه(،االأَجزاء)‏‎13‎ 16( مطابع الهيئة املرصية<br />

العامة للكتاب،القاهرة،‏ 1970 ‎1972‎م.‏<br />

132 نزهة االأَخبار يف حماسن االأَخيار ينسب لشمس الدين حممد بن حسن النواجي<br />

‏)ت‎859‎ه(،‏ مصورة على ميكروفيلم يف معهد املخطوطات العربية بالقاهرة،‏ برقم<br />

12123 ه(،‏<br />

12127 ه ) حتقيق:عبد<br />

291<br />

12<br />

12<br />

12<br />

12<br />

13<br />

)2119( تاريخ.‏<br />

13<br />

133 نزهة اجلليس ومنية االأَديب االأَنيس ‏)‏‎1‎‎2‎ ) العباس بن علي بن نور الدين احلسيني<br />

املوسوي ‏)‏‎1180‎ه(‏ منشورات املطبعة احليدرية النجف االأَرشف،‏‎1387‎ه ‎1967‎م.‏<br />

‎1‎نظم 3134 العقيان يف اأعيان االأعيان جالل الدين السيوطي ‏)ت‎911‎ ه ‏(،حرره:‏ فليب<br />

حتي املطبعة السورية االأَمريكية نيويورك،‏ 1927 م.‏


حاشية على قصيدة ضياء الدين اخلزرجي)ت ‎626‎ه(‏<br />

تأْليف شمس الدين محمَّ‏ د بن حسن النواجي)ت ‎859‎ه(‏<br />

أ ‏.د . حسن محمد عبد الهادي<br />

13<br />

13<br />

13<br />

13<br />

‎1‎نفح 3135 الطيب ‏)‏‎1‎‎8‎‏(،‏ ‏شهاب الدين اأحمد بن حممد املقري التلمساين ‏)ت ‎1041‎ه(،‏<br />

حتقيق:‏ اإِحسان عبَّاس،دار ‏صادر،‏ بريوت،‏‎1388‎ه ‎1968‎م.‏<br />

136 النهاية يف غريب احلديث واالأَثر)‏‎1‎ ) 5 جمد الدين اأَبو السعادات املبارك بن حممد<br />

اجلزري ابن االأَثري ‏)ت‎606‎ه(،‏ حتقيق:‏ اأَحمد الزاوي وحممود حممد الطناحي،دار<br />

اإحياء الكتب العربية القاهرة ‏)د.ت (.<br />

137 النور الساطع املُلتقط من الضوء الالمع اأَبو العباس ‏شهاب الدين اأَحمد بن حممد<br />

القسطالين ‏)ت ‎923‎ه(،‏ مصورة على ميكروفيلم يف معهد املخطوطات العربية<br />

بالقاهرة،‏ برقم )2153( تاريخ.‏<br />

138 نيل االبتهاج بتطريز الديباج اأَحمد بابا التنبكتي ‏)ت ‎1036‎ه (، اإِرشاف وتقدمي:‏ عبد<br />

احلميد عبد اهلل الهرامة،منشورات،كلية الدعوة االإِسالمية،طرابلس ليبيا،‏ ‎1989‎م.‏<br />

139 هدية العارفني باأَسماء املؤلفني واآثار املصنفني اإسماعيل باشا البغدادي ‏)ت<br />

‎1920‎م(‏ وكالة املعارف اجلليلة،‏ املطبعة البهية،‏ اإستانبول،‏‎1955‎م.‏<br />

الوايف بالوفيات ‏)‏‎1‎‎30‎‏( ‏صالح الدين الصفدي خليل بن اأَيبك الصفدي)ت 764<br />

‎1‎‏)ج‎4‎‏(‏ 4141 باعتناء:‏ هلموت ريرت،‏‎1381‎ه ‎1961‎م ‏)ج ) 19 باعتناء:رضوان السيد دار<br />

النرش فرانز ‏شتايرن،شتوتغارت،‏ اأملانيا ‎1413‎ه ‎1993‎م.‏ ‏)ج 21( حتقيق:‏ حممد<br />

احلجريي،‏ ‎1408‎ه ‎1988‎م.‏<br />

142 وجيز الكالم يف الذيل على دول االإسالم ‏شمس الدين حممد بن عبد الرحمن<br />

السخاوي)ت ‎902‎ه(‏ حتقيق:بشار عواد معروف،عصام فارس احلرستاين واأَحمد<br />

اخلطيمي،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‎1416‎ه ‎1995‎م.‏<br />

143 وفيات االأَعيان واأَنباء اأَبناء الزمان)‏‎1‎ ) 8 ‏شمس الدين اأَحمد بن حممَّد بن خلكان<br />

‏)ت ‎681‎ه ‏(،حققه:اإِحسان عبَّاس دار ‏صادر بريوت،‏ ‎1968‎م.‏<br />

14140 ه(‏<br />

14<br />

14<br />

‎1‎يتيمة 4144 الدهر يف حماسن العرص ‏)‏‎1‎‎5‎ ‏(،اأَبو منصور عبد امللك الثعالبي النيسابوري<br />

‏)ت ‎429‎ه(،‏ ‏رشح وحتقيق:‏ مفيد قمحية،دار الكتب العلمية،ط‎1‎‏،‏ بريوت،‏ ‎1403‎ه<br />

‎1983‎م.‏<br />

292


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

شعر هجاء املدن واألقاليم يف زمن حروب<br />

الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د.مشهور احلبّازي<br />

أستاذ مشارك،‏ قسم اللغة العربية،‏ كلية اآلداب،‏ جامعة القدس،‏ القدس،‏ فلسطين.‏<br />

293 293


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

ملخّص:‏<br />

درست يف هذا البحث ‏شعر هجاء املدن واالأقاليم يف زمن حروب الفرجنة دراسة<br />

موضوعية،‏ وجاءت دراستي يف ثالثة حماور:‏<br />

االأول،‏ عرّفت فيه بفن الهجاء لغة واصطالحا،‏ وبيّنت مكانته يف فنون الشعر العربي<br />

بعامة،‏ ويف فرتة الدراسة بخاصة،‏ ثم وضّ‏ حت االأسباب التي اأدت اإىل ظهوره وفقاً‏ ملا توافر<br />

لدي من اأشعار.‏ والثاين،‏ درست فيه املدن التي هجاها الشعراء،‏ ورتّبتها ترتيبا األفبائيا.‏<br />

والثالث،‏ درست فيه االأقاليم التي هجاها الشعراء،‏ ورتّبتها اأيضا ترتيبا األفبائيا.‏<br />

وقد دفعني لهذه الدراسة اأمران:‏ االأول،‏ كرثة ما قاله الشعراء يف هذا املوضوع يف فرتة<br />

الدراسة.‏ والثاين،‏ اأنّ‏ اأيّا من الباحثني الذين درسوا فن الهجاء يف هذه الفرتة ‏-يف حدود<br />

معرفتي-‏ مل يعطه حقّه،‏ بل جعله جزءا من فن الهجاء،‏ وكتب فيه ‏–على االأكرث-‏ ما ال يزيد<br />

عن ‏صفحتني من القطع املتوسط.‏ وقد استخدمت يف دراستي املنهج الوصفي.‏<br />

294


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

This study investigates satiric poems (hijja) on cities and provinces<br />

during huroub al firinja (Crusades). It is threefold: first, the art of satire is<br />

dealt with both linguistically and idiomatically, and the importance of satire<br />

in relation to Arab poetry is highlighted. The reasons behind the emergence of<br />

satire are then expounded, hinging on the availability of poems; secondly, the<br />

cities satirised by poets are minutely examined and arranged in alphabetical<br />

order; thirdly, the provinces satirised by poets are classified and organised<br />

alphabetically.<br />

The study is carried out basically for two reasons: first, much has been<br />

written on the topic during crusades era and secondly, to the best of the<br />

researcher’s knowledge, none of the scholars who have studied satiric poems<br />

has paid due attention to cities and provinces as such. The poets further<br />

consider these as a part of the art of a satire. Literature written on such<br />

kind of satire -at best- is thin and unsatisfactory. I adopted the descriptive<br />

approach in the study.<br />

295


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

اهلجاء يف اللغة:‏<br />

هجاه يهجوه هجواً‏ وهجاءً‏ وتهجاءً:‏ ‏شتمه بالشعر،‏ وهو خالف املدح.‏ وقيل:‏ الوقيعة<br />

)1(<br />

يف االأشعار،‏ واملراأة تهجو زوجها:‏ تذمّ‏ ه،‏ وتشكو ‏صحبته.‏<br />

اهلجاء يف االصطالح:‏<br />

هو تعبري عن عاطفة السخط والغضب جتاه ‏شخص اأو جماعة تنقم منها.‏ )2( وهو اإحصاء<br />

للعيوب واملثالب التي هي يف احلقيقة عيوب املجتمع ومثالبه،‏ بهدف تطهري املجتمع من<br />

نقائصها واستنقاذه من براثنها )3( . وهو فن يتناول الفضائل النفسية،‏ فيسلبها الشعراء من<br />

)4(<br />

اأصحابها الذين يهجونهم.‏<br />

مكانة اهلجاء يف موضوعات الشعر:‏<br />

الهجاء موضوع من موضوعات الشعر العربي التقليدية التي قال فيها الشعراء العرب<br />

على مرّ‏ العصور،‏ الأسباب عديدة،‏ وباأساليب متنوعة،‏ وبكميات متفاوتة،‏ من عرص اإىل<br />

عرص،‏ ومن ‏شاعر اإىل ‏شاعر.‏<br />

وقد اختلف القدماء يف حتديد مكانة الهجاء بالنسبة ملوضوعات الشعر العربي،‏ وظهر<br />

ذلك االختالف فيما اأورده ابن رشيق القريواين يف عمدته من اآراء كثرية منها،‏ ‏»قال عبد<br />

الكرمي:‏ الشعر اأربعة اأصناف:‏ الزهد وهو خري كله،‏ والوصف والنعوت والتشبيه وهو ظرف<br />

كله،‏ والهجاء وما ترسّع به الشاعر اإىل اأعراض الناس،‏ وهو ‏رشّ‏ كله،‏ وشعر يتكسب به )5(« .<br />

وقال بعض العلماء بهذا الساأن:‏ ‏»بني الشعر على اأربعة اأركان،‏ وهي:‏ املدح،‏ والهجاء،‏<br />

والنسيب،‏ والرثاء.‏ وقال قوم:‏ الشعر كله نوعان:‏ مدح وهجاء،‏ وجعل الهجاء ‏ضد املدح«‏ )6( .<br />

وراأى ابن حجّ‏ ة احلموي اأن الهجاء بيت من بيوت الشعر العربي االأربعة،‏ وقال:‏ ‏»قيل<br />

)7(<br />

اإن بيوت الشعر اأربعة:‏ فخر،‏ ومديح،‏ وهجاء،‏ ونسيب«.‏<br />

أفضل اهلجاء:‏<br />

يف ‏ضوء ما ‏سبق من حتديد مكانة الهجاء بني موضوعات الشعر العربي،‏ حاول كثري من<br />

الدارسني وضع مقاييس،‏ ومعايري للهجاء اجليد،‏ وقد اختلفوا يف ذلك،‏ فمنهم من راأى اأنّ‏ اأشدّ‏<br />

الهجاء،‏ واأقذعه هو:‏ ما قام على عنرص املفاضلة واملخايرة.‏ حتى قيل:‏ اإنّ‏ اخلليفة الراشد عمر<br />

بن اخلطاب رضي اهلل عنه نهى احلطيئة الشاعر عن الهجاء املقذع،‏ فساأله:‏ وما املقذع؟ فاأجابه:‏<br />

)8(<br />

اأن تقول هؤالء اأفضل من هؤالء،‏ واأرشف.‏ وتبني ‏شعراً‏ على مدح لقوم وذم ملن تعاديهم.‏<br />

وقال خلف االأحمر:‏ ‏»اأشدُّ‏ الهجاء ما عفّ‏ لفظه،‏ وصدق معناه«‏ وقال اأبو عمرو بن<br />

العالء:«‏ خري الهجاء ما تنشده العذراء يف خدرها فال يقبح مبثلها«‏ )9( . فاملراد من ذلك<br />

‏صياغة الهجاء برتاكيب جميلة واضحة،‏ ومعان عميقة،‏ وبذلك فاإنها تؤذي املهجو باأسلوب<br />

طريف عن طريق جتاهله اأو التشكيك به )10( .<br />

296


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

والهجاء عند جرير بن عطية اخلطفي هو:‏ املضحك،‏ وكان يوصي بقوله:‏ ‏»اإذا هجوتَ‏<br />

فاأضحك«.‏ )11( والهجاء عند ابن حمدون:‏ ‏»مرهبة للكرمي،‏ وحملبة من اللئيم،‏ وهو على الشاعر<br />

)12(<br />

اأجدى من املديح املرضْ‏ ‏ِع،‏ فلذلك بالغ فيه من جعله الذريعة اإىل نيل مباغيه«.‏<br />

أسلوب اهلجاء:‏<br />

راأى بعض الدارسني اأنّ‏ للهجاء اأساليب متنوعة،‏ لكن من املهم اأن يتوافر يف اأسلوب<br />

الهجاء الذي يلقى قبوالً‏ عند الناس؛ عامتهم وخاصتهم االآتي:‏ الوضوح،‏ والبساطة،‏ وقلّة<br />

)13(<br />

الصنعة والتكلّف،‏ والتلميح.‏<br />

وراأى اآخر اأن الشعراء كانوا مييلون اإىل اجلد يف هجائهم فيعمدون اإىل انتقاص املهجو<br />

ببيان تخلّفه يف ميادين الشجاعة والكرم يف عبارة رصينة،‏ مع ميل اإىل التهكم،‏ والسخرية،‏<br />

واحلفاظ عل التعفّف عن نهش االأعراض،‏ وتتبع العورات،‏ واعتماد التّلويح خري من الترصيح،‏<br />

)14(<br />

واملزاح اأعذب من اجلدّ.‏<br />

ملكة الشاعر اهلجّاء:‏<br />

ال بدّ‏ لكل ‏شاعر يريد االإبداع يف الهجاء،‏ والتفوق على غريه،‏ اأن تكون له عني ناقدة،‏<br />

دقيقة املالحظة بحيث تلتمس العيوب،‏ وحتسن اختيار مواطن الضعف،‏ وتعرف اأين ترمي<br />

فريستها،‏ ومتى.‏ كما ال بد اأن يتوافر له لسان لذع يلمح اإىل فكرته يف لياقة،‏ ويسخر من<br />

)15(<br />

فريسته مداعباً...‏ فيسعى اإىل اإضحاك املتلقي عن طريق اأذنه قبل تطريب عقله.‏<br />

وملا كان فن الهجاء مرتبطاً‏ بواقع احلياة،‏ فاإنّه قادر على اإكمال ما فيه من فجوات<br />

تاريخية )16( من خالل نقده لالأفراد،‏ واملجتمعات،‏ واأماكن وجودهم،‏ وتصويره جوانب<br />

الضعف والنقص فيها كلها.‏<br />

أنواع اهلجاء:‏<br />

توجد اأنواع عديدة من الهجاء،‏ منها:‏ الهجاء الشخصي لالأفراد اأواجلماعات،‏ والهجاء<br />

السياسيّ‏ ، والهجاء الدّينيّ‏ ، والهجاء االجتماعيّ‏ ، والهجاء الأماكن السكن واملرافق العامة.‏<br />

وقد اأبدع بعض الشعراء يف هجائهم حيث ‏صوّروا مهجويهم تصويراً‏ هزلياً‏ ‏ساخراً،‏ وضخّ‏ موا<br />

عيوبهم اجلسدية واملعنوية،‏ بحيث بدا هجاوؤهم وكاأنه اأقرب ما يكون اإىل ما يسمى اليوم فن<br />

الكاريكاتري.‏ وهذه االأنواع فيما اأعلم درسها الدارسون على مرّ‏ العصور دراسات متفاوتة.‏<br />

لكن هناك نوع من الهجاء مل يعطه الدارسون فيما اأعلم حقّه يف دراستهم وهو هجاء<br />

املدن واالأقاليم.‏ ولذلك فاإنني اخرتت الكتابة فيه يف هذا البحث.‏<br />

297


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

تعريف هجاء املدن واألقاليم:‏<br />

من خالل ما استعرضته من ‏شعر يف هجاء املدن واالأقاليم يف زمن حروب الفرجنة<br />

ميكنني تعريف هذا النوع من اأنواع الهجاء باأنّه:‏ تعبري عن الغضب،‏ وعدم الرضى،‏ والتشاوؤم،‏<br />

جتاه املدينة،‏ اأو االإقليم املهجو،‏ فيلجاأ بذلك الشاعر اإىل ذكر عيوب املدينة،‏ اأو االإقليم،‏ اأو<br />

اأهلها،‏ اأو كليهما،‏ بهدف فضحها والنيل منها،‏ ومن اأهلها.‏<br />

نشوء هجاء املدن واألقاليم،‏ وتطوّره:‏<br />

ميكن القول اإنّ‏ هجاء املدن واالأقاليم ظهر يف القرن الثاين الهجري/الثامن امليالدي،‏<br />

وذلك اأن حممد هدّارة عدّ‏ هجاء املدن اجتاهاً‏ جديداً‏ يف الهجاء،‏ وجعله مقابالً‏ ملديح املدن،‏<br />

وقال اإن اأمثلة الهجاء للمدن يف القرن الثاين الهجري كثرية )17( منها هجاء اأبي نواس ملدينته<br />

)18(<br />

البرصة يف قصيدتني؛ واحدة وردت يف ديوانه بعنوان ‏“الفخار فنون”،‏ قال فيها:‏<br />

األ كلُّ‏ برشيّ‏ يرى اأنّ‏ ا العل<br />

واإن اأكُ‏ برصيّاً‏ فاإنّ‏ مُهاجري<br />

جماورُ‏ قومٍ‏ ليس بيني وبينهم<br />

298<br />

مكمّهة ‏سحقٌ‏ لهنّ‏ جري ‏ُن<br />

دمشقُ‏ ولكنّ‏ احلديثُ‏ ‏شجو ‏ُن<br />

ِ ُ اأوارش اإلّ‏ دعوةٌ‏ وظنو ‏ُن<br />

فاأبو نواس يقلنِّل من طموح البرصيّ‏ ، ويجعل العال الذي يسعى اإليه هو النخيل وخزين ثماره،‏<br />

واأنه لو كان برصياً‏ لهاجر اإىل دمشق،‏ واإن من يجاورهم ال تربطه بهم اإال الشكوك والظنون.‏<br />

وثانية بعنوان ‏»رشبنا ماء بغداد،‏ وهي اأخفّ‏ من االأوىل يف الهجاء لكنه يفضل<br />

)19(<br />

فيها بغداد على البرصة يف نواح كثرية.‏<br />

ويف القرن اخلامس الهجري/‏ احلادي عرش امليالدي كان هجاء املدن اجتاهاً‏ من<br />

اجتاهات ‏شعر الهجاء التي ظهرت بجانب هجاء االأشخاص؛ عامتهم وخاصتهم،‏ وهذا<br />

االجتاه هو االجتاه الغالب.‏ واالجتاه الثاين هجاء املجتمع،‏ الذي متثل يف لزوميات اأبي العالء<br />

املعريّ‏ املتوفى ‏سنة 1058/449. واالجتاه الثالث كان هجاء املدن،‏ لكنّه كان قليالً‏ يف<br />

‏شعر ‏شعراء الشام،‏ وبعضه موجود يف ديوان اأبي اإسحق الغزّي،‏ اإبراهيم بن عثمان املتوفى<br />

)20(<br />

‏سنة 1130/524، والذي عدّه عبد اجلليل عبد املهدي اأكرث ‏شعراء الشام هجاءً‏ يف فرتته.‏<br />

ويف عرص حروب الفرجنة اختلفت نظرة الدارسني لشعر الهجاء،‏ فبعض الدارسني<br />

اأشاروا اإىل اأن الشعراء اأكرثوا من القول فيه مع وجود اختالف يف طابعه،‏ وخصائصه،‏<br />

ومادته عن الهجاء التقليدي.‏ )21( وبعضهم االآخر اأشار اإىل اأنّ‏ فن الهجاء اتسع يف هذا العرص<br />

لكنّه اأشار اأيضاً‏ اإىل اأنّ‏ ما بقي من ‏شعر الهجاء قليل بالنسبة ملا هو معروف من اتساع هذا<br />

)22(<br />

الفن يف العصور املتاأخرة.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وقد جاء حديث الفريقني قصرياً‏ وغري موف بالغرض اإال حديث ‏شفيق الرقب فقد<br />

اأعطى اإىل حدّ‏ ما ‏صورة جيدة عن ‏شعر الهجاء،‏ لكنّ‏ من اأشار اإىل هجاء املدن واالأقاليم من<br />

الدارسني جاءت اإشارته غري موفية بالغرض،‏ فمحمد زغلول ‏سالم قال:‏ ‏»وقد تعرض الهجاء<br />

لالأشخاص والبالد واالأشياء االأخرى كاحلمامات واملساكن،‏ بل اإنّ‏ بعضهم هجا ‏صحن<br />

حالوة«‏ )23( . وخالد يوسف يف كتابه ‏»الشعر العربي اأيام املماليك ومن عارصهم من ذوي<br />

السلطان«‏ حتدث عن هجاء االأقاليم والبلدان يف اأقل من ‏صفحتني )24( ، وحتدث ‏شفيق الرقب<br />

يف بحثه ‏»شعر الهجاء يف بالد الشام زمن احلروب الصليبية«‏ عن هجاء املدن والبلدان يف<br />

‏صفحتني ونصف تقريباً)‏‎25‎‏(‏ . واحلديث كله مل يكن كافياً،‏ وال يعطي ‏صورة واضحة عن هجاء<br />

املدن واالأقاليم يف هذه الفرتة الزمنيّة.‏<br />

وقد اخرتت الكتابة يف هذا االجتاه من ‏شعر الهجاء يف هذه الفرتة الزمنية العتقادي<br />

اأنّ‏ هذا االجتاه،‏ وعلى الرغم من ظهوره يف القرن الثاين الهجري/الثامن امليالدي اإالّ‏ اأنّه<br />

ما زال جديداً‏ اأمام الدارسني،‏ فلم يوفه اأحد منهم فيما اأعلم حقّه،‏ كما اأنّ‏ من قال فيه من<br />

الشعراء يف فرتة الدراسة مل يقل فيه كثرياً،‏ ومل يتخذه على اأنّه اجتاه مستقل من اجتاهات<br />

‏شعر الهجاء يوازي هجاء االأشخاص،‏ اأو الهجاء السياسي،‏ اأو الهجاء االجتماعي وغريها.‏<br />

لذلك فاإنّني حاولت استقصاء ما اأمكنني من ‏شعر قيل يف هجاء املدن واالأقاليم،‏ ومعرفة<br />

املدن واالأقاليم التي هجاها الشعراء،‏ وملاذا هجوها.‏<br />

أسباب هجاء املدن واألقاليم:‏<br />

االأسباب التي دعت الشعراء اإىل هجاء املدن واالأقاليم يف هذه الفرتة عديدة،‏ وقبل<br />

اخلوض فيها،‏ اأودّ‏ اإيراد ما قاله ‏صاحب التذكرة احلمدونية يف الباب الثالث والعرشين الذي<br />

جعله للهجاء واملذمّ‏ ة فقال:‏ ‏»وقد يهجى االإنسان بهتاً‏ وظلماً،‏ اأو تقرّباً‏ اإىل عدّو،‏ اأو عبثاً،‏<br />

اأو اإرهاباً‏ ملن يخشى الشاعر ‏سطوته فيجنب عن هجائه،‏ وقد يهجى جزاء عن فعل خصّ‏<br />

الهاجي ومل يُعمّ«‏ )26( .<br />

واحلقيقة اأن ما ذكره ابن حمدون ليس بعيداً‏ عن اأسباب الهجاء للمدن واالأقاليم كما<br />

حدّدتها من خالل هذه الدراسة،‏ والتي ميكن توضيحها يف االآتي:‏<br />

‎1‎الهجاء . 1 جراء عدم احلصول على العطاء املاأمول من اأهل املدينة وحاكمها،‏ اأو املكانة<br />

العلمية واالأدبية التي ‏سعى اإليها الشاعر،‏ اأو ما كان ياأمله فيها من العيش الرغد االآمن<br />

املستقر،‏ اأو لرفض احلاكم االستماع للشاعر،‏ اأو يكون هجاء ظلم وبهتان،‏ وعبث.‏<br />

2 ‏شعور بعض الشعراء بالغربة يف املدن التي هاجروا اإليها،‏ وكاأنّهم بهجائهم ملكان<br />

299<br />

2 .


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

اإقامتهم املؤقت يجدون الأنفسهم حوافز للعودة اإىل مدنهم االأوىل،‏ وهم يف هذا املجال<br />

يحنّون اإىل موطنهم،‏ ويتشوّقون اإليه،‏ ويقلّلون من مكانة املدينة التي هم فيها.‏<br />

3 الهجاء جرّاء مناخ املدينة اأو االإقليم،‏ وعدم مالءمته للحياة،‏ وما يالقيه فيه الشاعر<br />

من اأمل ومعاناة.‏<br />

4 هجاء ذو دوافع مذهبيّة ‏شيعيّة،‏ وسنيّة،‏ وهو قليل.‏<br />

5 هجاء ردّة الفعل الرسيعة التي تاأتي جرّاء معاناة ‏شاعر عابر ‏سبيل،‏ وبحيث يكون<br />

الهجاء كاأمنّ‏ ا هو نفثة مصدور عن حادث خاص.‏<br />

6 هجاء على ‏سبيل الدعابة القاسية والساخرة.‏<br />

7 هجاء مدينة اأو اإقليم وسيلة ملدح مدينة اأو اإقليم اآخر،‏ اأو وسيلة ملدح اأشخاص خارج<br />

املدينة.‏<br />

8 هجاء التخويف،‏ والتهديد بالرحيل عن املدينة التي هو فيها،‏ وكاأمنّ‏ ا هو يبتزّ‏ اأهلها<br />

باأن يحقّقوا له ما يريد اأو بعضه.‏<br />

ومن خالل استقصائي للشعر الذي قيل يف هجاء املدن واالأقاليم يف زمن حروب<br />

الفرجنة،‏ استطعت دراسة هذا الشعر على النحو االآتي:‏<br />

300<br />

3 .<br />

4 .<br />

5 .<br />

6 .<br />

7 .<br />

8 .<br />

اأولً هجاء املدن<br />

هجا الشعراء يف زمن حروب الفرجنة عدداً‏ غري قليل من املدن التي عاشوا فيها،‏ اأو وفدوا<br />

اإليها الأَمرٍ‏ ما،‏ اأو عربوها خالل تنقلهم يف البلدان مع االأخذ بعني االعتبار اأنّهم كانوا يكرثون<br />

من التنقل يف البلدان يف زمن حروب الفرجنة جراء كرثة احلروب،‏ وسقوط البلدان والثغور،‏ اأو<br />

بحثاً‏ عن العطايا،‏ اأو طلباً‏ للعلم،‏ اأو تنفيذاً‏ حلكم حاكم،‏ اأو هرباً‏ من اأهل بلد،‏ اأو جوّها،‏ اأو بحثاً‏<br />

عن مكانة علمية اأو اجتماعية وغريها.‏ فضالً‏ عن اأن بعضهم كانت لديه الرغبة يف التنقل<br />

)27(<br />

والرتحال،‏ وكاأمنّ‏ ا هو يتمثل قول االإمام اجلويني املتوفى ‏سنة 1085/478:<br />

‎1‎اإربل:‏ . 1<br />

بلدُ‏ اهلل واسعةٌ‏ فضاها<br />

فقلْ‏ للقاعدين على هوانٍ‏<br />

ورزقُ‏ اهلل يف الدنيا فسي ‏ُح<br />

اإذا ‏ضاقت بكم اأرسٌ‏ فسيحوا<br />

وساأحتدّث عن املدن املهجوة وفق الرتتيب الهجائي الأسمائها،‏ وذلك على النحو االآتي:‏<br />

قلعة حصينة،‏ ومدينة كبرية،‏ يف فضاء من االأرض واسع بسيط،‏ وهي يف طرف من<br />

املدينة،‏ وفيها اأسواق ومنازل،‏ وهي ‏شبيهة بقلعة حلب اإال اأنها اأكرب واأوسع رقعة.‏ وهي من<br />

اأعمال املوصل،‏ ويف ربضها زمن ياقوت احلموي مدينة كبرية )28( .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

وقد هجاها اأبو حممد عبد الرحمن بن اأبي القاسم الكناين،‏ املعروف بابن املسجَّ‏ ف<br />

)29(<br />

العسقالين املتوفى ‏سنة 1237/635، فقال:‏<br />

اإربلُ‏ دارُ‏ الفشق حقّاً‏ فل<br />

لو مل تكُنْ‏ دارَ‏ فشوقٍ‏ ملَا<br />

301<br />

يعتمدُ‏ العاقلُ‏ تَعْزيزَها<br />

اأصبحَ‏ بيت النارِ‏ دهليزها<br />

فهو يجعل اإربل دار فسق،‏ وياأتي بدليل على ذلك قربها من قرية بيت النار التي هي<br />

اإحدى قراها.‏ وقد ورّى الشاعر تورية حسنة يف اسم القرية.‏<br />

‎2‎اأَرْثَخْ‏ . 2 ‏شُ‏ مِيْثَنُ:‏<br />

َ<br />

ِ<br />

وهي مدينة كبرية من اأعمال خوارزم،‏ قدم اإليها ياقوت احلموي املتوفى ‏سنة 1228/626<br />

‏صاحب معجم البلدان ‏سنة 1219/616 من مَ‏ رو حيث لقي ومن معه من اأمل الربد،‏ وجمود نهر<br />

جيحون على السفينة التي كان بها،‏ ما كاد يقتلهم،‏ لكنّ‏ اهلل جلّت قدرته فرّج عليهم باأن<br />

اأوصلهم ‏ساملني،‏ وسكنوا خاناً‏ يف املدينة فكتب ياقوت على حائطه يذم اأَرْثَخْ‏ ‏شُ‏<br />

)30(<br />

ما القاه فيها قبل رحيله اإىل اجلرجانية التي هي على مسافة ثالثة اأيام منها،‏ قال:‏<br />

ذَمَ‏ ‏ْنا رَخْ‏ ‏شَ‏ مِيثَنَ‏ اإذ حَ‏ لَلْنا بساحاتها،‏ لشدّة ما لقينا<br />

مفلسينا<br />

للشقاوةِ،‏ فَعُدْنا،‏ اأتيناها،‏ ونحنُ‏ ذوو يشارٍ‏ وكم ذُلًّ،‏ وخُ‏ ‏رساناً‏ مُبيْنَا<br />

فكم برداً‏ لقيتُ‏ بل ‏سَ‏ لمٍ‏ وشمسَ‏ الأُفقِ‏ حتَ‏ ‏ْذَرُ‏ اأنْ‏ تَبيْنا<br />

راأيتُ‏ النارَ‏ تُرعَدُ‏ فيه برداً‏ وثلجاً‏ تقطرُ‏ العينان منه ووحلً‏ يُعجِ‏ زُ‏ الفيلَ‏ املتينا<br />

وكالأنعام اأَهلً،‏ يف كلمٍ‏ ويف ‏سَ‏ مْتٍ‏ واأفعالً‏ وَدِيْنا<br />

اإذا خاطبتهم قالوا:‏ بفسّ‏ ا وكم من غُصَّ‏ ةٍ‏ قَدْ‏ جَ‏ رَّعونا<br />

فاأَخْ‏ رِجنا،‏ اأيا ربّاه!‏ منها فاإن عُدْنا،‏ فاإنّا ظاملونا<br />

عجيبٌ‏ اأن جنونا ‏ساملينا<br />

وليس الشاأن يف هذا،‏ ولكن بُعيدَ‏ العُرشْ‏ ، مِنْ‏ يُرش يَ‏ ‏ِليْنا<br />

ولشتُ‏ بيائسٍ‏ ، واهلل اأرجو ِ مْيثَنَ‏ ، ويذكر<br />

فياقوت يف هذه االأبيات هجا مدينة اأرثخشميثن جراء ما القاه يف الطريق اإليها،‏<br />

وخالل ‏سكناه يف اأحد خاناتها،‏ وهجوه مل يكن حقيقياً‏ بل جاء ردّة فعل على معاناته،‏<br />

واستعجاله يف اخلروج من هذه املعاناة الشديدة،‏ ولذلك جنده يعقّب على هذه القصيدة<br />

بقوله:‏ ‏»واأما ذمي لذلك البلد واأهله اإمنّ‏ ا كان نفثة مصدور اقتضاها ذلك احلادث املذكور،‏<br />

واإالّ‏ فالبلد واأهله باملدح اأوىل،‏ وبالتقريظ اأحقُّ‏ واأحرى«‏ )31( .


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

3 . 3 اأَصفهان ‏)اأصبهان(:‏<br />

مدينة عظيمة مشهورة من اأعالم املدن واأعيانها،‏ وقيل اسم لالإقليم باأرسه،‏ كانت<br />

مدينتها اأوال جيّا ثم ‏صارت اليهودية.‏ )32( وهي اليوم مدينة يف جمهورية اإيران االإسالمية.‏<br />

وقد هجاها كثري من الشعراء،‏ وممّن هجاها من ‏شعراء عرص حروب الفرجنة الشاعر عبد<br />

الرحيم بن اأحمد الشيباين املتوفى ‏سنة 605 اأو 1208/606 اأو 1209، قال )33( :<br />

ما اأصفهانُ‏ ملن اأملَّ‏ بها وطنٌ‏ يعيسُ‏ به،‏ ول بل ‏ُد<br />

اإرمٌ..‏ ولكنْ‏ ما بها اأرمٌ‏ حدٌّ..‏ ولكنْ‏ ما بها اأحَ‏ ‏ُد<br />

ما ‏شئتَ‏ من نعمٍ‏ لدى نعمٍ‏ ل الصَّ‏ فْدُ‏ يثنيهم ول الصَّ‏ فَ ‏ُد<br />

فالشاعر هنا يذم اصفهان جرّاء ما لقيه فيها،‏ فيقول:‏ اإنها ال تصلح الأن تتخذ موطناً،‏<br />

وهي مثل اإرم ذات العماد لكن ال ‏شيء فيها يؤكل اأو يعضُّ‏ عليه ‏)يتمسك به(‏ وهي ترصف<br />

اأهلها عن فعل اخلري،‏ فال جتد اأحداً‏ فيها يُعارش،‏ وهي مليئة باخلريات لكنّ‏ اأهلها ال يردعهم<br />

القيد وال العطاء.‏<br />

4. بخارى:‏<br />

من اأعظم مدن ما وراء النهر،‏ واأجلّها،‏ وهي قدمية كثرية البساتني،‏ وقد هجاها ‏شعراء كرث،‏<br />

وكرهوا املقام بها،‏ واستخدموا تصحيف اسمها يف هجائها.‏ )34( وممن هجاها يف عرص حروب<br />

)35(<br />

الفرجنة الشاعر ابن عنني حممد بن نرص االأنصاري املتوفى ‏سنة 1234/630، فقال:‏<br />

اآليتُ‏ ل اآتي بُخارى بعدَها ولَوَ‏ انَّها يف ِ الأرس دارُ‏ خلو ‏ِد<br />

فلقد حللتُ‏ بها حنيفاً‏ مسلماً‏ ورحلتُ‏ عنها باعتقادِ‏ يهودي<br />

فابن عنني بعد ما ‏سكنها فرتة،‏ ياأخذ على نفسه عهداً‏ اأن ال يعود اإليها ثانية ولو كانت<br />

دار خلود،‏ الأنّه حلّها مسلماً‏ حنيفاً،‏ ورحل عنها يعتقد باعتقاد اليهود،‏ وذلك دليل على فساد<br />

)36(<br />

معتقد اأهلها.‏ وقال:‏<br />

ل رعى اهلل ليلتي يف بُخارى ذكرُها ما حييتُ‏ حشوَ‏ ‏ضمريي<br />

طرَقتني الضيوفُ‏ فيها وقد بِ‏ تُّ‏ من اجلوعِ‏ يف عذاب السع ‏ِري<br />

ليس يف منزيل ‏سوى قحف اإبري قٍ‏ وباقي قطيعةٍ‏ من حص ‏ِري<br />

اأتقرَّى التجارَ‏ يف ‏سائر اخلا ناتِ‏ ظُهراً‏ عندَ‏ استواءِ‏ القدو ‏ِر<br />

فاإذا فاتني كرميٌ‏ يُغَدّي ني تعشّ‏ يتُ‏ قُرْصةً‏ من ‏شع ‏ٍري<br />

302


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

فهو يذم ليلة قضاها يف بخارى ال ينساها ما حيي،‏ اإذ جاءه ‏ضيوف وهو يتعذّب من<br />

‏شدّة جوعه،‏ وال ‏شيء يف منزله ‏سوى بعض ماء يف اإبريق،‏ وقطعة حصري،‏ وكان يطلب طعامه<br />

من جتار اخلانات وقت الظهر،‏ واإن مل يجد اأحداً‏ يطعمه طعام الغداء،‏ فاإنه يتعشى قرص ‏شعري،‏<br />

وذلك ذم وحتقري الأهل بخارى باأنهم ال يكرمون الضيف،‏ وال يفتحون اأبوابهم الستقباله.‏<br />

5. برصى الشام:‏<br />

مدينة من اأعمال دمشق،‏ وهي قصبة كورة حوران،‏ ذكرها كثري من الشعراء يف<br />

‏شعرهم )37( . وقد هجاها الشاعر هبة اهلل بن جعفر املعروف بابن ‏سناء امللك املتوفى ‏سنة<br />

)38(<br />

1214/608، فقال:‏<br />

اأيا بَرشَ‏ ِ ي ل تنظرَنَّ‏ اإىل بُرشْ‏ ‏َى فاإِينّ‏ اأَرى الأحبابَ‏ يف بلْدةٍ‏ اأُخرى<br />

وما بلدّةٌ‏ مل يسكُنوها ببلدةٍ‏ ولو اأنّها بنيَ‏ السِّ‏ ماكنيِْ‏ والشِّ‏ عْرَى<br />

فابن ‏سناء امللك هجا برصى الشام وسيلة للشوق اإىل بلده مرص ال الأنها تستحقّ‏<br />

الهجاء،‏ فهو عندما وصل برصى الشام يف طريقه اإىل دمشق قادماً‏ من موطنه مرص اشتاق<br />

ملرص واأهله فيها،‏ فقلّل من مكانة برصى الأنها ليست موطن اأهله ومن يحبهم،‏ واأَيّ‏ بلد ال<br />

يسكنه اأهله ومن يحبهم ال قيمة لها يف نظره،‏ واإن كانت ذات مكانة عالية.‏<br />

303<br />

6. بغداد<br />

اأُم الدنيا،‏ وسيّدة البالد،‏ اأول من مرضّ‏ ها،‏ وجعلها مدينة،‏ اخلليفة العباسي الثاين،‏<br />

املنصور باهلل،‏ اأبو جعفر عبد اهلل بن حممد،‏ انتقل اإليها من الهاشمية التي اختطّ‏ ها اأخوه اأبو<br />

العباس السفاح قرب الكوفة،‏ فبداأ بناءها ‏سنة 762/145، وسكنها بعد اأربع ‏سنوات،‏ وهي<br />

اليوم عاصمة اجلمهورية العراقية،‏ وقد اأورد ياقوت احلموي اشعاراً‏ كثرية يف مدحها وذمّ‏ ها<br />

)39(<br />

منذ اأنشئت.‏<br />

وقد هجا بغداد من ‏شعراء فرتة الدراسة عدد غري قليل من الشعراء بعضهم من اأهلها،‏<br />

وبعضهم رحل اإليها لغرض ما،‏ وبعضهم ‏ساقه اإليها القدر ومل يفدوا اإليها رغبة منهم،‏ وممّن<br />

هجوا بغداد:‏<br />

‎1‎ اأبو الفتح حممد بن عبد اهلل املعروف بسبط ابن التعاويذي املتوفى ‏سنة 1187/583<br />

وهو ولد يف بغداد ونساأ بها،‏ وقد هجاها،‏ وهجا اأهلها،‏ واأهم املعاين التي هجاها بها هي:‏


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

)40(<br />

اأ.‏ اأنها بلد يعمّه الظلم،‏ قال:‏<br />

يا قاصداً‏ بغدادَ‏ جُ‏ زْ‏ عن بلدةٍ‏<br />

اإنْ‏ كنتَ‏ طالبَ‏ حاجةٍ‏ فارْجع فقد<br />

للجورِ‏ فيها زخرةٌ‏ وعبا ‏ُب<br />

‏سُ‏ دَّت على الرّاجي بها الأبوا ‏ُب<br />

فهو يحذر كلّ‏ ‏صاحب حاجة باأن ال يقصد بغداد لقضاء حاجته،‏ واأن يجتازها اإىل<br />

غريها من البلدان،‏ اإذ الظلم واجلور فيها عام كعباب البحر،‏ واأبواب قضاء احلاجات مغلقة.‏<br />

ب.‏ تغري اأحوال اأهلها واأخلقهم:‏<br />

ويعزو ‏سبب هذا احلال الذي تعيشه بغداد يف عهده ‏)اأي القرن السادس الهجري/الثاين<br />

عرش امليالدي(‏ اإىل وزيرها الذي غريّ‏ حالها وحال اأهلها،‏ فبعد اأن كانت يف العهود السابقة<br />

عامرة بالطالب،‏ ويفد اإليها ‏سادات الناس وعظماوؤهم،‏ اأصبحت اأحوال اأهلها كاأمنّ‏ ا هم يف<br />

)41(<br />

يوم القيامة ال اأنساب بينهم،‏ قال:‏<br />

ليشت وما بَعُدَ‏ الزمانُ‏ كعهدها<br />

ويحلُّها الرشَّ‏ واتُ‏ من ‏ساداتها<br />

والفضلُ‏ يف ‏سوق الكرامِ‏ يباعُ‏ بال<br />

بادتْ‏ واأهلُوها معاً‏ فبيوتُهُمْ‏<br />

وارتهُمُ‏ الأجداثُ‏ اأحياءً‏ تُها<br />

فهُمُ‏ خلودٌ‏ يف حمابسهِمْ‏ يُصَ‏ بْ<br />

ل يُرجتى منها اإيابهُمُ‏ وهلْ‏<br />

والناسُ‏ قد قامتْ‏ قيامتُهُمْ‏ ول<br />

واملرءُ‏ يُسلمُهُ‏ اأبوهُ‏ وعِ‏ رسُ‏ هُ‏<br />

ل ‏شافعٌ‏ تغني ‏شفاعَتُهُ‏ ول<br />

‏شَ‏ هِدوا معادَهُمُ‏ فعادَ‏ مصدّقاً‏<br />

حرشٌ‏ وميزانٌ‏ وعرسُ‏ جرائدٍ‏<br />

وبها زبانيةٌ‏ تُبَثُّ‏ على الورى<br />

ما فاتَهُمْ‏ من كُلِّ‏ ما وُعِ‏ دوا بِهِ‏<br />

304<br />

اأيامَ‏ يعمرُ‏ ربْعَها الطُّل ‏ُب<br />

واجللّةُ‏ الرّوؤشاءُ‏ والكتّا ‏ُب<br />

غايل من الأثمانِ‏ والآدا ‏ُب<br />

ببقاءِ‏ موْلنا الوزيرِ‏ خرَا ‏ُب<br />

لُ‏ جنادلٌ‏ من فوقها وتُرا ‏ُب<br />

بُ‏ عليهمُ‏ بعدَ‏ العذابِ‏ عذا ‏ُب<br />

يُرجى لشكّان القُبورِ‏ اإيا ‏ُب<br />

اأنشابَ‏ بينهُم ول اأسبا ‏ُب<br />

ويخونُهُ‏ القُرباءُ‏ والأصحا ‏ُب<br />

جانٍ‏ لهُ‏ مِ‏ ‏ّا جناهُ‏ مَتا ‏ُب<br />

منْ‏ كان قبْلُ‏ ببعثهِ‏ يرتابُ‏<br />

وصحائفٌ‏ منشورةٌ‏ وحشا ‏ُب<br />

وسَ‏ لسِ‏ لٌ‏ ومقامِعٌ‏ وعذا ‏ُب<br />

يف احلرشِ‏ اإلّ‏ راحمٌ‏ وهّا ‏ُب<br />

ج.‏ موقف اأهل بغداد منه:‏<br />

ويف قصيدة ثانية يقرّع اأهل بغداد يف اإعراضهم عنه،‏ فيتساءل اإن كانوا وهم<br />

املعروفون باجلود والكرم يقبلون باأن يرحل عن بلدهم،‏ يجوب البالد طلباً‏ للعطاء،‏ اآمالً‏ اأن


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‏ُد<br />

‏ُد<br />

‏ُد<br />

‏ُد<br />

‏ُد<br />

‏ُد<br />

َ<br />

يحرّك املجد البغدادي اأحدهم فيمن عليه بعطايا يحوز بها ‏شكره،‏ ويستعبده،‏ ويصلح اأمره،‏<br />

مشرياً‏ اإىل اأنّ‏ اأدبه بينهم اأصبح عيباً‏ كما يعاب الغالم االأمرد بني اأترابه،‏ ويرفض اعرتافهم<br />

بشاعريته،‏ ومدحهم املعنويّ‏ له باأنّ‏ ‏شعره رقيق،‏ وخاطره جيد،‏ فهو ليس بحاجة للمديح<br />

)42(<br />

املعنوي بل للمادي،‏ قال:‏<br />

وعنكمْ‏ حديثُ‏ النّدى يسن<br />

اأجوبُ‏ البلدَ‏ واأسرتفِ<br />

يُحركُهُ‏ املجدُ‏ والسُّ‏ ود<br />

اأترشونَ‏ يا اأهلَ‏ بغداذَ‏ يل<br />

باأَينّ‏ اأرحلُ‏ عن اأَرْضِ‏ كُمْ‏<br />

األ رجلٌ‏ منكُمُ‏ واحدٌ‏<br />

بها حُ‏ رَّ‏ ‏شُ‏ كري ويستعب<br />

يشرتقُّ‏ منَّةً‏ يُقلدُين يعودُ‏ بها املُصلحَ‏ املُفسِ‏<br />

كما ‏شنيَ‏ باللّحيةِ‏ الأمر<br />

رقيقٌ‏ وخاطِ‏ رُهُ‏ جيّدُ«‏<br />

ويغشبُ‏ يل غضبةً‏ مرّةً‏<br />

لقدْ‏ ‏شانني اأدبي بينكمْ‏<br />

اأَمَا يلِ‏ مِنكُمْ‏ ‏سِ‏ وى ‏»شِ‏ عرُهُ‏<br />

ثم ميضي يف ترشيح موقف اأهل بغداد منه،‏ وكاأنه يفضحهم،‏ ويرصّح لهم مبا يريد،‏<br />

فيقول:‏ اإنهم يرسّون بغناء ‏شعره،‏ ويطربون النشاده،‏ لكنه ال يريد ذلك فحسب بل يريد رغيف<br />

خبزه الذي هو عنده اأفضل من مديح ‏شعره.‏ واأنهم ال يدعونه يرِدُ‏ اخلريَ‏ الذي يردونه،‏ وهم<br />

يبعدون خريهم عنه،‏ وال يفعلون ذلك يف ‏رشهم.‏ ويحرض يوم خوفهم وحربهم،‏ وال يعطونه<br />

فياأه،‏ وميدحهم فال يثيبونه،‏ ويعمل معروفه فيهم فال يحصد ثمره،‏ ويبيع مديحه وكتبه من<br />

)43(<br />

اأجلهم وال ميدون اأَيديهم اإليه.‏ والدهر يظلمه بحوادثه كما املِربْ‏ ‏َدُ‏ فال يعينه اأحد.‏ قال:‏<br />

يرشُ‏ ‏ّكمُ‏ اأن يُغنّى بهِ‏<br />

واأُقشمُ‏ اأنَّ‏ رغيفاً‏ لديَّ‏<br />

اأرى البحرَ‏ مُعرتشاً‏ دونكمْ‏<br />

ويبعدُ‏ خريكُمُ‏ اإنْ‏ دنوتُ‏<br />

واأشهدُ‏ يف الروع يومَ‏ اللقاءِ‏<br />

واأغرسُ‏ مدحي فل اأجتني<br />

اأبيعُ‏ ثنائي وكُتبي ول<br />

ويوسعني الدَّهرُ‏ ظلماً‏ ول<br />

زمانٌ‏ يحنِّقُني ‏رشَ‏ ‏ْفُهُ‏<br />

ويُطربكُمْ‏ اأنّهُ‏ يُنشَ‏ ‏ُد<br />

منْ‏ قولكُم جيداً‏ جي ‏ُد<br />

وما يل على ‏سيفِهِ‏ مَوْر ‏ُد<br />

عنّي والرشَّ‏ ُّ ل يبع ‏ُد<br />

واإنْ‏ قُسِ‏ مَ‏ الفيءُ‏ ل اأشه ‏ُد<br />

واأزرعُ‏ ‏شُ‏ كري ول اأحش ‏ُد<br />

ميَ‏ ‏ُدُّ‏ اإيلَّ‏ برفدٍ‏ يَ ‏ُد<br />

اأُعانُ‏ عليه ول اأُجن ‏ُد<br />

كاأنَّ‏ حوادثَهُ‏ مِربَْ‏ ‏ُد<br />

305


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

ثم يستحثهم على اسعافه مهدّداً‏ اإيّاهم بالرحيل عن بلدهم اإىل بلد يجد مكانه الذي<br />

يليق به فيها.‏ موضحاً‏ احلياة التي يرغب فيها واملكانة التي يسعى اإليها.‏<br />

د.‏ ذم بغداد والدعاء عليها:‏<br />

وبعد ذلك ينتقل اإىل ذمّ‏ بغداد،‏ فيدعو اهلل اأن يبيد بغداد موطناً‏ الأنّه ال مكان للمكرمات<br />

فيه،‏ فحياته مل تكن منعمه،‏ وزمانه ليس ناعماً‏ ورقيقاً،‏ ونسيم املحبني فيها بارد،‏ وسوق<br />

الشعر هابط،‏ وعلى الرغم من اأن اأخالق ‏سكانها ‏صافية اإالّ‏ اأنهم بخالء،‏ فاأيديهم مقبوضة،‏<br />

واجلود فيهم معبس،‏ وسحبه ال متطر،‏ ونريان الظلم ال تخمد،‏ ويسمو فيها ‏سفلة الناس<br />

)44(<br />

باستمرار،‏ وال مكان فيها للسؤدد واالأصل والنسب،‏ قال:‏<br />

حلا اهللُ‏ بغداذَ‏ منْ‏ موطنٍ‏<br />

هيَ‏ الدارُ‏ ل ظلُّ‏ عيشي بها<br />

نسيمُ‏ الهواء بها باردٌ‏<br />

واأخلقُ‏ ‏سكانها كالزُّللِ‏<br />

فكفُّ‏ العوارفِ‏ مقبوضةُ‏ ال<br />

وسحبُ‏ املكارم ل تستهلُّ‏<br />

يُرى كلَّ‏ يومٍ‏ بها ‏سِ‏ فْلةٌ‏<br />

يُناشلُ‏ منْ‏ دونه وفرُهُ‏<br />

ويُعجبُهُ‏ طيبُ‏ اأثوابهِ‏<br />

ه.‏ حاله يف بغداد:‏<br />

به كل مكرُمةٍ‏ تفق ‏ُد<br />

ظليلٌ‏ ول زمني اأَغْ‏ يَ ‏ُد<br />

وشوقُ‏ القريسِ‏ بها اأَبْرَ‏ ‏ُد<br />

ولكنَّ‏ اأيديهم جلمَ ‏ُد<br />

بنانِ‏ ووجهُ‏ النّدى اأرْب ‏ُد<br />

ونارُ‏ املظامل ل تخم ‏ُد<br />

يشودُ‏ وملْ‏ يَنْمِهِ‏ ‏سُ‏ ودَ‏ ‏ُد<br />

ويخذُلُهُ‏ الأشلُ‏ واملحتِ ‏ُد<br />

وقد خبُثَ‏ الأشلُ‏ واملول ‏ُد<br />

وبعد ذلك يصل اإىل القول باأنّ‏ مقامه يف بغداد كمقام احلجر االأسود عند القرمطي<br />

)45(<br />

عندما اختطفه،‏ وكاأنه املريض مرضاً‏ مزمناً‏ اأقعده عن الرحيل اإىل غريها،‏ قال:‏<br />

حللتُ‏ بها كارهاً‏ ل اأحُ‏ لُّ‏<br />

كما حلّ‏ يف قبشةِ‏ القرمطيَّ‏<br />

كاأينّ‏ ملا لزمتُ‏ اجللو سَ‏<br />

و.‏ ذمّ‏ بغداد بربدها،‏ وبخل اأهلها:‏<br />

اإذا الناسُ‏ حلّوا ول اأعقُ ‏ُد<br />

حتيّاتهِ‏ احلجرُ‏ الأشو ‏ُد<br />

باأكنافِها زَمِنٌ‏ مقع ‏ُد<br />

و ‏سبط ابن التعاويذي ال ميلّ‏ ‏شتيمة اأهل بغداد،‏ وذمّ‏ هم،‏ ففي قصيدة كتبها اإىل عماد<br />

)46(<br />

الدين حممد بن حامد ميدحه،‏ ويستهديه فروة دمشقيّة،‏ يقول:‏<br />

306


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

بخلِ‏ اأمشتْ‏ دارَ‏ دعو ‏ْه<br />

اإنَّ‏ بغداذَ‏ الّتي لل رثُ‏ اأهلِ‏ الأرس جفو ‏ْه<br />

اأك فهُمُ‏ وبنوها ‏شتوةً‏ منْ‏ بعدِ‏ ‏شتو ‏ْه<br />

قد اأقامَ‏ الثَّلجُ‏ فيها وغدوَ‏ ‏ْه<br />

نواحيها يف فهو يغزونا مشاءً‏ ينِ‏ يف الأعداءِ‏ غَزْو ‏ْه<br />

مثلَ‏ ما يُتْبِعُ‏ نورُ‏ الدْ‏ يا اأخا اجلُودِ‏ بِفرو ‏ُه<br />

فَافْرِ‏ عنْ‏ جسمي اأذاهُ‏ كُسْ‏ و ‏ْه<br />

مِثْلُكَ‏ يَها فروةً‏ تصلحُ‏ اأن يهد ‏شَ‏ هو ‏ْه<br />

بغداد يف فَفِرا جِ‏ لّقَ‏ عند النّاس فهو كاأمنّ‏ ا اتخذ مهاجمة اأهل بغداد وسيلة الستجداء الفروة،‏ فبغداد دار الدعوة للبخل،‏<br />

واأَهلها اأكرث الناس جفاء،‏ وهو يقاسي من الربد،‏ معاناة الفرجنة من غزوات نور الدين زنكي،‏<br />

وهو يريد بذلك من ممدوحه اأن يشفي جسمه من معاناته بهذه الفروة.‏<br />

ويلحّ‏ الشاعر على فضح ظلم اأهل بغداد له،‏ وعدم تقديرهم لشاعريته ومكانته،‏ فهو<br />

فيهم كاملسجد املهجور يف حي الكرخ،‏ وعلى الرغم من ظمئه لعطاياهم اإال اأنّهم مينعونها<br />

)47(<br />

عنه،‏ ويهدون لغريه الثياب والدنانري،‏ قال:‏<br />

يا اأهلَ‏ بغداذَ‏ مايل بنيَ‏ اأظهُرِكُمْ‏<br />

خمُ‏ ‏َلّ‏ أٌٌ‏ عن عطاياكُمْ‏ على ظماأ<br />

كاأنّني مسجدٌ‏ بالكرْخِ‏ مهجو ‏ُر<br />

تُهدى الثيابُ‏ لغريي والدّنانريُ‏<br />

ز.‏ هجاء اأهل بغداد باجلهل،‏ والبخل،‏ وسيلة ملدح مدوحه:‏<br />

ولشعوره العميق بظلم اأهلها له،‏ جعل هجاءها،‏ واأهلها وسيلة السرتفادِ‏ مبعوث نور<br />

)48(<br />

الدين زنكي اإليها،‏ قال:‏<br />

حللتَ‏ حُ‏ لول الغيثِ‏ يف البلدِ‏ املحْ‏ لِ‏ واإن جلَّ‏ ما تويل يداكَ‏ عن املث ‏ِل<br />

وفارقتَ‏ اأرضَ‏ الشاأم ل عن مَلمةٍ‏ ول اأنّ‏ فيها عن فراقِكَ‏ ما يُسْ‏ لي<br />

ولكن ليستشفي البلدَ‏ واأهلها بفضلك من داء اجلهالة والبخ ‏ِل<br />

فبغداد بلد ممحل ال خري فيه،‏ جاءها مبعوث نور الدين ليشفيها،‏ واأهلها من اأمراضها<br />

ممثلة يف اجلهل والبخل.‏<br />

)49(<br />

‎2‎ ابن عنني،‏ حممد بن نرص الأنصاري املتوفى ‏سنة 1232/630، قال:‏<br />

307<br />

‏شاأرحلُ‏ عن بغداد يف طلب العل<br />

اإىل بلدةٍ‏ فيها الكلبُ‏ تَخالُها<br />

اإىل بلدة يحنو عليَّ‏ اأَمريُها<br />

نوراً‏ وما رُدّتْ‏ اإليها اأمورها


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

فابن عنني مكث يف بغداد مدّة،‏ فلم يحصل على مبتغاه من حكامها،‏ ال يف املال<br />

وال يف املكانة العالية يف املجتمع،‏ وملّا مل يقدّره اأهلها،‏ وحكامها،‏ فاإنه يعلن عزمه على<br />

الرحيل اإىل بلدة اأخرى يجد فيها مبتغاه.‏<br />

7. جُ‏ رجان:‏<br />

مدينة مشهورة عظيمة بني طربستان وخراسان،‏ اأول من اأحدث بناءها يزيد بن املهلب<br />

ابن اأبي ‏صفرة )50( . وقد ذمَّ‏ اأكرث من ‏شاعر هواء املدينة،‏ ومناخها بشكل عام،‏ قال كايف<br />

)51(<br />

الكفاة حممد بن احلسن املتوفى 1167/562 يف هجائها:‏<br />

نحنُ‏ واهللِ‏ من هوائك،‏ يا جُ‏ ر<br />

حرُّها ينضجُ‏ اجللودَ،‏ فاإن هَبْ<br />

كحبيبٍ‏ منافقٍ‏ ، كلّما همَّ‏<br />

308<br />

جانُ،‏ يف خطّة،‏ وكربٍ‏ ‏شدي ‏ِد<br />

بَتْ‏ ‏شمالً‏ تكدّرتْ‏ بركو ‏ِد<br />

بوشلٍ‏ اأحالَهُ‏ بالصُّ‏ دُو ‏ِد<br />

فهو يذم جرجان باأنها اأرض ال يصيبها املطر،‏ فتصيب ‏سكانها بكرب،‏ وهم ‏شديد<br />

جرّاء حرّها الذي ينضج جلودهم،‏ واإذا ما هبَّت عليها ريح ‏شمال ‏رسعان ما تركد.‏ فحالها<br />

بذلك حال املنافق من املحبني.‏<br />

8. حرّان:‏<br />

مدينة مشهورة من جزيرة اأقور،‏ قصبة ديار مرض،‏ بينها وبني الرّها يوم،‏ وبني الرّقة<br />

يومان،‏ وهي على طريق املوصل والشام والروم )52( . هجاها الشاعر علي بن حممد بن احلسن<br />

املعروف بابن النبيه املرصي املتوفى ‏سنة 1222/619، وذلك عندما مرّ‏ مع امللك االأرشف<br />

ابن العادل بن اأيوب،‏ يف يوم ‏شديد احلرّ‏ على مقابر بظاهر حرّان،‏ فكان لها اأهداف طوال على<br />

)53(<br />

حجارة كاأنّها الرجال القيام،‏ فساأله امللك االأرشف:‏ باأينِّ‏ ‏شيء تشبهها؟،‏ فقال:‏<br />

هواءٌ‏ حرّانكم غليظ<br />

كاأنّ‏ اأجداثها جحيم<br />

مكدّرٌ‏ مُفرط احلرارَ‏ ‏ْه<br />

وقودها الناسُ‏ واحلجار ‏ْه<br />

فابن النبيه الشاعر هجا حرّان مبناخها احلار جداً،‏ حتى كاأنّها حتّ‏ ول قبور اأهلها<br />

مبا عليها من حجارة واقفة وحتتها من جثث جهنم تستعر،‏ وما يزيد استعارها هو اجلثث<br />

وحجارة القبور.‏<br />

9. حصن الطّوبان:‏<br />

وهو من اأعمال حمص اأو حماة )54( ، قال اأسامة بن منقذ االأمري الشاعر املتوفى ‏سنة<br />

)55(<br />

1188/584، يهجو احلصن واأهله على ‏سبيل الدعابة القاسية والساخرة:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

متى اأرى الطوبانَ‏ قد مَهَّدت<br />

ما فيهِ‏ اإلّ‏ ريحُ‏ عادٍ،‏ واأج<br />

حيطانَهُ‏ السُّ‏ ودَ‏ املحاري ‏ُث<br />

لفٌ‏ طَ‏ غامٌ‏ وبراغي ‏ُث<br />

فهو يدعو على احلصن اأن تهدم حيطانه السوداء،‏ وحترثها املحاريث،‏ الأنّه ال يضم اإالّ‏<br />

ريح عاد،‏ واأوغاد الناس،‏ والرباغيث.‏<br />

10. حلب:‏<br />

وهي مدينة عظيمة واسعة كثرية اخلريات،‏ طيبة الهواء،‏ ‏صحيحة االأدمي واملاء،‏ وكانت<br />

اأيام ياقوت احلموي قصبة جند قنّرسين )56( . وهي اليوم ثاين اأكرب املدن يف اجلمهورية<br />

العربية السورية.‏ وقد هجاها الشاعر اأبو املحاسن حممد بن نرص االأنصاري املشهور بابن<br />

)57(<br />

عنني واملتوفى ‏سنة 1232/630، فقال:‏<br />

ل عادَ‏ يف حلبٍ‏ زمانٌ‏ مرَّ‏ يل<br />

‏سِ‏ يّانِ‏ يف عرصاتها راأدُ‏ الضّ‏ حى<br />

يف معرش لعنوا عتيقاً‏ ل ‏سُ‏ قُوا<br />

قومٌ‏ عهودُ‏ رجالهم حملولةٌ‏<br />

مِنْ‏ كلِّ‏ مائشة القوامِ‏ رشيقةٍ‏<br />

خطيّة اخلطواتِ‏ يثني قدَّها<br />

واإذا علها راكبٌ‏ رقشتْ‏ به<br />

ومقطّع الأَرماج ليس لدائه<br />

ما زال ينتفُ‏ ‏شعرَ‏ خدّيه اإىل<br />

ولشوفَ‏ اأُعربُ‏ عن غريب ‏صفاتهم<br />

309<br />

ما الصبحُ‏ فيه من املشاءِ‏ باأَمْث ‏ِل<br />

عندي ودَ‏ يْجورُ‏ الظّلمِ‏ املُسْ‏ بَ ‏ِل<br />

‏شوبَ‏ الغمامِ‏ ومعرشٍ‏ لعنوا علي<br />

اأبداً‏ وعهدُ‏ نسائهم مل يُحْ‏ لَ ‏ِل<br />

رُودِ‏ الشبابِ‏ كَدُميةٍ‏ يف هيك ‏ِل<br />

مَرحٌ‏ فيهزاأ بالوشيجِ‏ الذُبَّ ‏ِل<br />

رقس ِ القلوس براكب مستعج ‏ِل<br />

راق واأعيا الداءَ‏ داءُ‏ الأَسْ‏ ف ‏ِل<br />

اأنْ‏ اأصبحتْ‏ وجناتُهُ‏ كاملنْخُ‏ ‏ِل<br />

مستاأنفاً‏ ما فات يف املستقب ‏ِل<br />

فهو يهجو حلب واأهلها من خالل جتربته الشخصية،‏ وسبب الهجاء ‏شخصي هو عدم<br />

اهتمامهم به،‏ وسوء حاله يف حلب،‏ فيدعو باأن ال يعود الزمن الذي قضاه يف حلب،‏ حيث<br />

تساوى فيه الصباح واملساء،‏ كما تساوى يف ‏ساحاتها رونق الضحى وانبساطه مع ‏شدّة<br />

الظالم،‏ وانقسم اأهلها بني ‏شيعة يلعنونَ‏ الصدّيق فال يستحقون الرحمة،‏ وقسم يلعنونَ‏ عليّاً،‏<br />

وهم كلهم ال يحفظون عهداً،‏ فيما عهود نسائهم يف السوء ال تُنقض،‏ فهنَّ‏ عاهرات اأُصِ‏ نبْ‏ َ<br />

ومن يضاجعن بالداء يف اأسافلهم حيث ال ‏شفاء.‏ والقوادون اأيضاً‏ اأو رمبا اللوطيون يزينِّنون<br />

اأنفسهم.‏ وبعد هذا الهجاء الذي يرتقي اإىل ذكر الصفات الفاضحة املخجلة واملخزية يتوعّ‏ د<br />

اأهل حلب مبزيد من الفضح يف املستقبل.‏


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

11. حماة:‏<br />

مدينة كبرية عظيمة كثرية اخلريات،‏ رخيصة االأسعار،‏ واسعة الرقعة،‏ حفلة<br />

االأسواق،‏ يحيط بها ‏سور حمكم،‏ وفيها جامع مفرد مرشف على نهرها املعروف بالعاصي،‏<br />

)58(<br />

وعليه نواعري تستقي املاء منه فتسقي بساتينها،‏ وتصب اإىل بركة جامعها<br />

وقد استخدم الشاعر عبد الرحمن بن اأبي القاسم العسقالين املعروف بابن املسجنِّ‏ ف<br />

العسقالين املتوفى ‏سنة 1237/635 طبيعة املدينة؛ نهرها العاصي،‏ وقرونها ‏)جبالها(‏<br />

وسيلة للهجاء،‏ قال يف هجاء ‏صاحبها امللك املنصور حممد بن تقي الدين عمر املتوفى<br />

)59(<br />

‏سنة 1220/617:<br />

ما كان يصلح اأن يكون حممدٌ‏ بشوى حماة،‏ لقلّة يف دينه<br />

قد اأشبهت منه الصفات:‏ فنهرها من جنشه،‏ وقرونها كقرونه<br />

فاأهلها عرفوا بقلة الدين لذلك ال يصلح مهجوه حاكماً‏ اإال لها،‏ وهو عاص كنهرها<br />

العاصي،‏ وله قرون كقرون حماة،‏ وهي قلّتان متقابلتان تشكالن جبالً‏ يرشف عليها وعلى<br />

نهرها العاصي.‏<br />

وهجاها اأمني الدين احللبي،‏ عبد املحسن بن حمود املتوفى ‏سنة 1245/643،<br />

)60(<br />

وكان كاتباً‏ ووزيراً‏ لعز الدين اأيبك ‏صاحب ‏رصخد،‏ فقال:‏<br />

عمَّ‏ البِغَا حَ‏ مُو حمَاةَ‏ فمُرْدُها ونساوؤُها ورجالهنَّ‏ جمَيْعَا<br />

‏شِ‏ بْهَ‏ النَّواعري التي يَهْدُونَها مِنْ‏ مَسِّ‏ هِ‏ العاشي يَدُورُ‏ مُطيْعَا<br />

فاأمني الدين هنا هجا حماة،‏ واأهلها بالبغاء واملعصية التي اكتسبوها من نهر<br />

العاصي الذي ميرّ‏ ببلدهم حماة.‏<br />

12. دمشق:‏<br />

قصبة الشام،‏ وهي جنة االأرض بال خوف حلسن عمارة،‏ ونضارة بقعة،‏ وكرثة فاكهة،‏<br />

ونزاهة بقعة،‏ وكرثة مياه )61( . وهي اليوم عاصمة اجلمهورية العربية السورية.‏ مدحها كثري<br />

من الشعراء على مرّ‏ العصور،‏ وذمّ‏ ها واأهلها عدد قليل،‏ ومن خالل تتبعي ملا قيل يف هجائها<br />

ميكن اإيراد ما قيل يف هجائها من اشعار وفق االآتي:‏<br />

‎1‎ اأحمد بن مفلح الطرابلسي،‏ املعروف بابن منري الطرابلسي املتوفى ‏سنة<br />

1153/548، هجاها ‏ضمن قصيدة قالها للرشيف املرتضى املوسوي انتقد فيها الشيعة،‏<br />

)62(<br />

وذكر حياته يف دمشق مع اأهل السنة حيث هجاهم وهجا مدينتهم دمشق،‏ فقال:‏<br />

310


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

واأعنتُ‏ ‏شللَ‏ الشاآ<br />

واأطعتهم وطعنت يف ال<br />

وسكنتُ‏ جلّق واقتدَي<br />

وهواوؤُهم كهوائهم<br />

وعَليمُهم مُسْ‏ تَجْ‏ هلٌ‏<br />

بقرٌ‏ تَرى برئيسِ‏ هِم<br />

وخفيُْفُهم مُسْ‏ تَثْقَلٌ‏<br />

وطباعُهم كجبالِهم<br />

311<br />

مِ‏ على الشللِ‏ املشته ‏ْر<br />

خَ‏ ربَِ‏ املُعَنَّعنِ‏ والأَث ‏ْر<br />

تُ‏ بهم واإنْ‏ كانوا بق ‏ْر<br />

وخَ‏ ليْطُ‏ مَائهم القذ ‏ْر<br />

واأَخُ‏ و الديانةِ‏ حمُ‏ ْ تَقَ ‏ْر<br />

طيْسَ‏ الظَّ‏ ليمِ‏ اإذا نفَ ‏ْر<br />

وصَ‏ وابُ‏ قولِهمْ‏ هَذَ‏ ‏ْر<br />

طُبِعَتْ‏ وقُدَّتْ‏ مِنْ‏ حَ‏ جَ‏ ‏ْر<br />

فابن منري يصف اأهل الشام بالضالل،‏ وانكار االأخبار واالأحاديث الصحيحة،‏ فهم<br />

بقر،‏ وهوى مدينتهم فاسد،‏ وحياتهم قذرة،‏ والعامل فيهم منكر،‏ وذو الدين حمتقر،‏ ورئيسهم<br />

طائش غري حكيم،واأقوالهم كالهذر ال فائدة منها،‏ وطباعهم قاسية كجبال بالدهم.‏<br />

‎2‎ احلسن بن ‏صايف امللقب مبلك النحاة املتوفى ‏سنة 1173/568، هجا دمشق،‏<br />

)63(<br />

واأهلها الأنه مل يجد فيها املكانة والتقدير اللذين كان يسعى اإليهما،‏ فقال:‏<br />

لأرحلنَّ‏ مطيّتي عن بلدةٍ‏ ‏شعثاء يكرَهُ‏ ماوؤُها وهواوؤُها<br />

ولأرمنيَّ‏ دمشقَ‏ غري حمُ‏ جّ‏ ف بفواقرِ‏ الْتبَسَ‏ تْ‏ لَها اأ<br />

ولأزجرنّ‏ العيسَ‏ عنها مُعْرِضاً‏ اإنْ‏ اأقْدَرتني دَوْلةٌ‏ وِلواوؤُها<br />

فاإلمَ‏ اأُغضي يف دمشقَ‏ على قَذًى والأرسُ‏ نازحةٌ‏ بها اأرجاوؤُها<br />

َ بناوؤُها<br />

فالشاعر عزم على الرحيل من دمشق مكروهة املاء والهواء،‏ ويتهدّدها باأن يرميها<br />

بدواهٍ‏ ، ومصائب حتار منها اأبناوؤها،‏ مؤكداً‏ اأنه ‏سيعرض عنها،‏ ولن يستمرّ‏ يف حتمل االأذى<br />

فيها،‏ فاأرض اهلل واسعة.‏<br />

‎3‎ اأبو احلسن،‏ علي بن رستم بن هردوز،‏ املعروف بابن الساعاتي املتوفى ‏سنة<br />

1207/604، ذمّ‏ حاله يف دمشق؛ مسقط راأسه وموطنه،‏ الذي مل يجد فيه ما كان ياأمله من<br />

حياة هانئة مستقرّة،‏ واأكد اأنه ما هجر دمشق اإالّ‏ ‏سعياً‏ للعيش الكرمي،‏ ال بحثاً‏ عن بديل لها<br />

من االأوطان،‏ لكنّه اأشار اإىل اأنه مل يحصّ‏ ل العال فيها،‏ ولذلك فال بد له اأن ينتقل يف بالد اهلل<br />

‏ساأنه يف ذلك ‏ساأن اأصحاب الفضل،‏ حيث ‏سيجد مكانته متاماً‏ كالدّرنِّ‏ ال تظهر قيمته اإال بعد<br />

)64(<br />

خروجه من الصدف،‏ قال:‏<br />

ما ‏رستُ‏ عن جلّقاأَبْغيالبديلَ‏ بها<br />

طولُ‏ املقامِ‏ لأَهْ‏ لِ‏ الفَضْ‏ لِ‏ مَنْقَصَ‏ ةٌ‏<br />

لَوْ‏ ملْ‏ جتُ‏ رَّدْ‏ ‏سيوفُ‏ الهندِ‏ ما رُهبَتْ‏<br />

لول طلبي حملًّ‏ للعُل قَذْفا<br />

واملِسْ‏ كُ‏ لول النَّوى ما اأَدْرَكَ‏ الرشَّ‏ ‏َفا<br />

والدُّرُّ‏ ما جلّ‏ حتى فارَقَ‏ الصَّ‏ دَفا


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

ويف اأبيات اأخرى ظهر طموحه،‏ وتطلّعه اإىل املسجد،‏ والرثّ‏ اء بحيث الحت يف معانيه<br />

روح املتنبي )65( ، وطموحه وفخره باأدبه،‏ ونفسه،‏ واعتزازه بهما،‏ واأنه هو الذي يرشّف البلد<br />

)66(<br />

الذي يتوطنه ال العكس،‏ قال:‏<br />

فاإنْ‏ بلدٌ‏ مل اأغدُ‏ فيه مكرَّما نَهشتُ‏ فاأعلمتُ‏ اجلديليّة البُدْنا<br />

فاإينّ‏ كعودِ‏ الهنْدِ‏ هنيْ‏ َ بِدَوْحِ‏ هِ‏ وقَدْ‏ عبّقتْ‏ اأنفاسُ‏ هُ‏ السَّ‏ هل واحلزَنا<br />

‎4‎ هبة اهلل بن جعفر املعروف بابن ‏سناء امللك املرصي املتوفى ‏سنة 1214/608،<br />

كان ‏شاعراً‏ كثري الهجاء حتى اأنه هجا اأهله،‏ وذمّ‏ الزمان والدنيا،‏ ويف قصيدة رائية له،‏ ذكر<br />

)67(<br />

اأهله،‏ ووطنه وهو يف دمشق،‏ ثم ختمها بذمّ‏ دمشق واأهلها،‏ فقال:‏<br />

دمشقُ‏ قربُ‏ الدّينِ‏ كَمْ‏ منكَرٍ‏ فيها ولكِنْ‏ ما عليه نك ‏ُري<br />

فدمشق عنده ال دين فيها؛ اإذ هي مليئة باملنكرات،‏ وال اأحد من اأهلها ينكرها اأو ينهى عنها.‏<br />

‎5‎ يحيى بن مطروح،‏ جمال الدين،‏ املتوفى ‏سنة 1251/649، ‏شعره يف الهجاء اأغلبه<br />

مقطعات،‏ وقد عرثت على نتفتني له يف ذم دمشق وهجائها،‏ قال يف االأوىل عندما اأمر<br />

)68(<br />

بالسفر من دمشق:‏<br />

يقولون:‏ ‏سافر من دمشق ول تَقُمْ‏ وذاك اأمرٌ‏ ما عليَّ‏ به باأُس<br />

فقلتُ‏ : على عَيْنِي وسَ‏ مْعاً‏ وطاعةً‏ فما جلّقُ‏ الدُّنيا،‏ ول اأنْتُمُ‏ النّا‏ ‏ُس<br />

فابن مطروح يف هذه النتفة يرى اأنه اإن غادر دمشق لن يخرس ‏شيئاً‏ كثرياً،‏ فليست هي<br />

الدنيا التي يرغبها البرش،‏ وليس اأهلها الناس الذين ياأنس بهم،‏ ويرتاح فيهم.‏<br />

اأما الثانية فهجا فيها اأهل دمشق بعد ما قام بينهم زمناً‏ خربهم فيه جيداً،‏ فوصفهم<br />

باأنّهم كاليهود اتخذوا السبت عيداً‏ لهم،‏ ويرشبون ماءهم من نهر يزيد املنتسب اإىل يزيد بن<br />

)69(<br />

معاوية ابن اأبي ‏سفيان،‏ املتهم برشب اخلمر،‏ قال:‏<br />

تَخِ‏ ذْتُ‏ السَّ‏ بْتَ‏ يومَ‏ عيْدٍ‏<br />

وكانَ‏ يكفيكُم ‏شللً‏<br />

312<br />

وهَذهِ‏ ‏سُ‏ نَّةُ‏ اليهو ‏ِد<br />

‏رشُ‏ ‏ْبُكم املاءَ‏ مِنْ‏ يزيْ ‏ِد<br />

.13 دُنَيرشِ‏ :<br />

بلدة عظيمة مشهورة من نواحي اجلزيرة قرب ماردين )70( ، قال حممد بن جعفر املنقوشيّ‏<br />

)71(<br />

املتوفى ‏سنة 1225/622، يهجو رجالً‏ من اأهلها اسمه مقبل:‏<br />

عجبتُ‏ ملن ‏سمّى اللئيمَ‏ ابنَ‏ مُقبلٍ‏<br />

ولو مل يكن من عرتْ‏ ‏َةِ‏ اللوؤمِ‏ واخلنا<br />

وما هو اإل مُدْبرٌ‏ وابنُ‏ مُدْب ‏ِر<br />

كفته املخازي اأنّه من دَنيْ‏ ‏ِرس<br />

هنا الشاعر هجا مقبالً‏ باأنه مدبر وابن مدبر،‏ واأصله لئيم ‏ضعيف،‏ وفوق ذلك اأنه من<br />

اأهل دنيرس ما يزيد يف هجائه.‏ وكاأنَّ‏ دنيرس ال يسكنها اإال اأمثاله.‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

14. دهلك:‏<br />

وهي جزيرة يف بحر اليمن،‏ ومرسى بني بالد اليمن واحلبشة،‏ بلدة ‏ضيقة حرجة حارة،‏<br />

كان بنو اأمية اإذا ‏سخطوا على اأحد نفوه اإليها )72( . وقد ركب الشاعر نرص اهلل بن عبد اهلل<br />

بن قالقس االسكندري امللقب بالقاضي االأعز املتوفى ‏سنة 1171/567 البحر ويف اأثناء<br />

ركوبه البحر غرق مركبه عند جزيرة الناموس قرب دهلك،‏ وعانى معاناة ‏شديدة قبل اأن<br />

)73(<br />

يخرج ‏ساملاً،‏ فقال يهجو دهلك،‏ وحاكمها مالك بن الشدّاد:‏<br />

واأقبحْ‏ بدَهْ‏ لكَ‏ منْ‏ بلدةٍ‏<br />

كفاكَ‏ دليلً‏ على اأنّها<br />

فكلُّ‏ امرئ حلَّها هال ‏ُك<br />

جحيمٌ‏ وخازنُها مال ‏ُك<br />

15. زبيد:‏<br />

مدينة مشهورة باليمن،‏ اأُحدثت يف اأيام اخلليفة العباسي املاأمون بن هارون<br />

الرشيد )74( ، هجاها الشاعر املبارك بن كامل بن علي بن منقذ الكناينّ،‏ ‏سيف الدولة املتوفى<br />

‏سنة 1193/589، وذلك اأنه كان يف مرص،‏ ومن املقرّبني من امللك املعظم توران ‏شاه<br />

بن اأيوب اأخي ‏صالح الدين االأيوبي حاكم اليمن،‏ الذي عاد اإىل مرص ‏سنة 1175/571،<br />

واستناب على اليمن عدداً‏ من النواب،‏ منهم املبارك بن منقذ؛ اإذ والّه حكم زبيد،‏ واأعمالها،‏<br />

وجميع تهامه،‏ فاأحسَّ‏ بفرق احلياة واملعيشة بني مرص وزبيد يف جوانب عديدة،‏ فقال نفثة<br />

)75(<br />

مصدور معربّ‏ اً‏ عن عدم رضاه عن هذه الوظيفة التي اأسندت اإليه،‏ قال:‏<br />

واإذا اأرادَ‏ اهللُ‏ ‏رشّ‏ اً‏ بامرئٍ‏<br />

اأغراهُ‏ بالرتِّحالِ‏ عنْ‏ مرص بل<br />

واأرادَ‏ اأنْ‏ يُحْ‏ ييهِ‏ غريَ‏ ‏سعي ‏ِد<br />

‏سبب وسكّنه ِ باأرس زبي ‏ِد<br />

فاملبارك هنا اعترب السكنى باأرض زبيد بعد مرص عقاباً‏ من اهلل جلّت قدرته،‏ وحكم<br />

عليه بالتعاسة يف حياته.‏<br />

16. ‏سنجار:‏<br />

مدينة مشهورة من نواحي اجلزيرة،‏ بينها وبني املوصل ثالثة اأيام،‏ يف وسطها نهر<br />

جار،‏ وهي يف حلف جبل عال )76(. وقد هجاها بكر بن حبيب بن عمرو احلمداين،‏ املتوفى ‏سنة<br />

:)77(<br />

1205/602، وكان ‏شاعراً‏ مبسوط اللسان هجاءً،‏ فقال<br />

متى اأرى ‏سنجارَ‏ قد زُلْزِلتْ‏<br />

وتصبحُ‏ النّشوانُ‏ من اأهلها<br />

قدْ‏ ملّت الأنفسُ‏ من دولةٍ‏<br />

ومالَ‏ اأعلها على الأَسْ‏ ف ‏ِل<br />

حوارشاً‏ يف ‏سِ‏ كَكِ‏ املوش ‏ِل<br />

تُسَ‏ اسُ‏ بالأرذلِ‏ فالأرذ ‏ِل<br />

313


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

314<br />

17. نيسابور:‏<br />

مدينة عظيمة ذات فضائل،‏ قال ياقوت احلموي اإنّه مل ير مدينة مثلها فيما طوّف من<br />

البلدان )78( .<br />

)79(<br />

وقد هجاها علي بن اأبي زيد،‏ اأبو احلسن االسرتاباذي املتوفى ‏سنة 1122/516، فقال:‏<br />

ل قدّسَ‏ اهلل نيسابورَ‏ مِنْ‏ بلدٍ‏<br />

ميوتُ‏ فيها الفتَى جُ‏ وعاً‏ وبرُّهمُ‏<br />

‏سوق النّفاق مبغنَاها على ‏سا ‏ِق<br />

والفضلُ‏ ما ‏شئتَ‏ من خريٍ‏ واأرزا ‏ِق<br />

فاالسرتاباذي يدعو على نيسابور بعدم املباركة من اهلل،‏ ويقول اإنها ‏سوق للنفاق،‏<br />

واأهلها بخالء على الرغم من غناهم حتى اأنّ‏ من ينزلها ميوت جوعاً.‏<br />

)80(<br />

كما هجاها علي بن احلسن بن عساكر املتوفى ‏سنة 1175/571، فقال:‏<br />

ل قدّسَ‏ اهللُ‏ نيسابورَ‏ منْ‏ بلدٍ‏ ما فيه منْ‏ ‏صاحبٍ‏ يُسلي ول ‏سَ‏ كَ‏ ‏ِن<br />

لَوْل اجلحيمُ‏ الذي يف القلبِ‏ من حُ‏ رَقٍ‏ لفرقةِ‏ الأهلِ‏ والأحبابِ‏ والوَطَ‏ ‏ِن<br />

ملتُّ‏ من ‏شدّةِ‏ الربدِ‏ الذي ظهرَتْ‏ اآثارُ‏ ‏شِ‏ دَّتهِ‏ يف ظاهرِ‏ البَدَ‏ ‏ِن<br />

فابن عساكر هنا يدعو اأيضاً‏ باأن ال يبارك اهلل نيسابور،‏ ويرصّح باأنه ال يوجد فيها<br />

ما يسلي االإنسان؛ ال ‏صديق وال ‏سكن،‏ واأنه كاد ميوت من ‏شدّة بردها الذي ظهرت اآثاره على<br />

بدنه لوال ما يختزنه قلبه من حرقة على فراق اأهله،‏ واأحبابه،‏ ووطنه.‏<br />

ثانياً‏ هجاء األقاليم:‏<br />

هجا عدد من الشعراء يف عرص حروب الفرجنة اأقاليم وبلداناً‏ كاملة،‏ واأهم االأقاليم<br />

التي متكنت من العثور على هجاء لها لعدد من الشعراء،‏ اأربعة اأقاليم،‏ وقد درستها مرتبة<br />

على حروف الهجاء،‏ وفق االآتي:‏<br />

1. بلد الشام:‏<br />

على الرغم مما مدحت به بالد الشام من ‏شعر على مدى العصور،‏ وعلى الرغم من<br />

وجود مقدّسات كثرية فيها،‏ ومن كتابة كثري من الكتب يف فضائلها،‏ وفضائل عدد من<br />

مدنها ومنها:‏ بيت املقدس،‏ واخلليل،‏ ودمشق،‏ وعسقالن،‏ وغزة وغريها كثري،‏ اإال اأن بعض<br />

الشعراء راأوا يف مرحلة ما ال بل يف حلظة ما،‏ وتعبرياً‏ عن حالة نفسية وشخصية غري ذلك،‏<br />

فهجوا الشام الأمور ‏شخصية خاصة بهم،‏ ومن اأهم من هجا الشام،‏ الشاعر والوزير اأبو<br />

)81(<br />

الغارات امللك الصالح طالئع بن رزيك املتوفى ‏سنة 1161/556، قال:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

كَره الشامَ‏ اأهلهُ‏ فهو حمقو قٌ‏ باألّ‏ يقيمَ‏ فيه لبي ‏ُب<br />

اإنْ‏ جتلّت عنه احلروبُ‏ قليلً‏ خلّفتها زلزلٌ‏ وخطو ‏ُب<br />

رقشتْ‏ اأَرضُ‏ ها عشيّة غنّى الر عدُ‏ يف اجلو،‏ والكرميُ‏ طرو ‏ُب<br />

وتثنّت حيطانُه فاأمالت ها ‏شمالٌ‏ بزمْرِها،‏ وجنو ‏ُب<br />

ل هبوبَ‏ لنائمٍ‏ من اأماني هِ‏ وللعاصفاتِ‏ فيها هبو ‏ُب<br />

واأرى الربقَ‏ ‏شامتاً‏ ‏ضاحكَ‏ السنِّ‏ وللجوِّ‏ بالغيومِ‏ قُطو ‏ُب<br />

ذكروا اأنه تذوبُ‏ به السُّ‏ ح بُ‏ فما للصُّ‏ خورِ‏ اأيشاً‏ تذو ‏ُب<br />

اأَبذَنْبٍ‏ اأصابَها قدَّرَ‏ الل هُ‏ ِ فللأَرْس كالأنامِ‏ ذُنو ‏ُب<br />

فابن زريك يبنيّ‏ اأنّ‏ اأهل الشام كرهوها،‏ وهم حمقّون يف ذلك اإذ ال عاقل يقيم فيها؛<br />

ذلك اأنّها دائمة املكاره فاإذا ما هداأت احلروب،‏ حلّت الزالزل واملصائب،‏ واأرضها دائمة<br />

الرتاقص جراء الزالزل،‏ وهي زالزل كارثية االآثار،‏ فضالً‏ عن اأن ريحها عواصف مدمّ‏ رة،‏<br />

وبرقها لشدّته يذيب ‏صخرها،‏ وهي باالإجمال بالد كاأمنّ‏ ا اهلل ‏سبحانه وتعاىل قدّر عقابها<br />

بالذنوب التي تقرتفها،‏ فجعلها تقرتف الذنوب كما يقرتفها البرش.‏<br />

وهجاها الشاعر هبة اهلل بن جعفر املعروف بابن ‏سناء امللك الشاعر املرصي املتوفى<br />

)82(<br />

‏سنة 1214/608، عندما مكث فيها فرتة من الزمن فحنّ‏ اإىل وطنه مرص،‏ قال:‏<br />

اأَاأَهْ‏ بطُ‏ من مرشْ‏ ٍ وقدْماً‏ قد اشْ‏ تهى على اهللِ‏ اأَقوامٌ‏ فقالَ:‏ اهبطُوا مِرشْ‏ ا<br />

فكم يل بها دينارُ‏ وجهٍ‏ تركتُهُ‏ ورائي فعيْني بعدَه تشْ‏ تكي الفَقرا<br />

فَو اهللِ‏ ما اأَرشْ‏ ِ ي الشاآمَ‏ وملكَهُ‏ وغوطته اخلرضا بِشربينِ‏ من ‏شُ‏ ربْ‏ ا<br />

يف هذه االأبيات واضح اأن احلنني والشوق اإىل اأرض مرص قد ملكَ‏ قلب الشاعر وعقله<br />

بحيث جعله يستشهد على حبه لها مبا ورد يف القراآن الكرمي من قوله تعاىل:‏ ‏)اهبطوا مرصاً‏<br />

فاإن لكم ما ‏شاألتم(‏ )83( . وبجمال اأهلها الذين تشبه وجوههم الدنانري،‏ يشتاق لروؤيتها يف<br />

الشام،‏ حتى اأنّه اأقسم باأنه ال يشرتي الشام،‏ وملكه مبا فيه الغوطة اخلرضاء بشرب من اأرض<br />

‏شُ‏ ربْ‏ ا بالقاهرة.‏<br />

2. العراق:‏<br />

هجا عدد من الشعراء العراق،‏ واأهله جرّاء عوامل ‏شخصيّة،‏ فكما هجوا بغداد هجوا<br />

العراق بكساد بضاعتهم الشعرية فيه،‏ اإذ مل يحصلوا على ما كانوا ياأملونه من عطايا اأو<br />

مكانة اجتماعية،‏ وسياسية،‏ وثقافية،‏ كما اأن بعضهم هجوه الأسباب اأخرى.‏ وممّن استطعت<br />

الوقوف على اأشعار لهم يف هجاء العراق ‏شاعران،‏ هما:‏<br />

315


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

اأ.‏ حممد بن عبيد اهلل املعروف بسبط ابن التعاويذي املتوفى يف ‏سنة 1188/584،<br />

)84(<br />

وهو من اأهل العراق،‏ وذم العراق وعاصمته بغداد كثرياً،‏ ومما قاله يف هجاء العراق:‏<br />

حلَ‏ ا اهللُ‏ ليلً‏ يف العراق ِ ‏سَ‏ هرتُهُ‏ اأُنقِّحُ‏ يف مدحِ‏ اللئام القَصائدا<br />

واأَنسجُ‏ مِنْ‏ وشْ‏ يِ‏ القَوايف حبائراً‏ واأُخرجُ‏ من نظمِ‏ املعَايل فَرائدا<br />

فلما نضا عنّي الظّلمُ‏ رداءَهُ‏ تيمّمتُ‏ ‏سوقاً‏ للمدائحِ‏ كاسِ‏ دا<br />

فسبط ابن التعاويذي هنا يدعو على العراق والوقت الذي اأمضاه فيه يحربّ‏ القصائد<br />

وينسجها ليزيّن بها ممدوحيه اللئام،‏ وملا اأنشدهم تلك القصائد املنقحة،‏ واملوشاة مل يجد<br />

ما كان يطمح اإليه من عطايا.‏<br />

)85(<br />

ب.‏ حممد بن نرص اهلل الأنصاري املعروف بابن عنني املتوفى ‏سنة 1234/632، قال:‏<br />

حوَى قصبَ‏ السَّ‏ بْقِ‏ اأَهْ‏ لُ‏ العراقِ‏ وعطّرَ‏ ذكرَهُم الأنديَ ‏ْه<br />

واأيُّ‏ خطيبٍ‏ يُجاريهمُ‏ وقد خطَبَتْ‏ فيهمُ‏ الأَجديَ ‏ْه<br />

فابن عنني هنا وعلى الرغم من اعرتافه بحيازه اأهل العراق قصب السبق يف املعارف،‏<br />

واأن النوادي االأدبية تتعطّ‏ ر بذكر ‏شعرائهم وعلمائهم اإال اأنّه يستنكر عليهم اأنهم كانوا<br />

يسمحون لهذا اخلطيب املدعو باجلدي باأن يخطب فيهم.‏<br />

3. ما وراء النهر:‏<br />

يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان،‏ وهو من اأنزه االأقاليم،‏ واأخصبها،‏ واأكرثها<br />

خرياً،‏ وعلى الرغم من مدح ياقوت احلموي لها والأهلها )86( ، اإال اأن ابن عنني،‏ حممد بن نرص<br />

االأنصاري املتوفى ‏سنة 1232/630، وهو الشاعر املطرود من دمشق الباحث عن مكان<br />

)87(<br />

يناسب طموحه واآماله،‏ مل يطب له املقام فيها،‏ فقال يهجوها:‏<br />

اأحنُّ‏ ومن وراءِ‏ النَّهرِ‏ داري حننيَ‏ العُودِ‏ اأَوثَقَهُ‏ العِراُس<br />

ٍ باأرس ل الكلبُ‏ بها كلبٌ‏ ول الناسُ‏ الرشُّ‏ اةُ‏ هناكَ‏ نا‏ ‏ُس<br />

فكيفَ‏ تبيتُ‏ تطمعُ‏ يف مديحي رجاءَ‏ نَوالها العجمُ‏ اخلِسا‏ ‏ُس<br />

ولو اأينّ‏ مدحتُ‏ ملوكَ‏ قومي تراغَتْ‏ حويلَ‏ النَّعَمُ‏ الدِّحا‏ ‏ُس<br />

فاإنّ‏ الناسَ‏ يف طُرقِ‏ املعايل لهم تبَعٌ،‏ وهم للناسِ‏ را‏ ‏ُس<br />

ملوك داأْبُهم ‏رشفٌ‏ وجمدٌ‏ وداأبُ‏ ‏سِ‏ واهُم طَ‏ ربٌ‏ وكاُس<br />

فابن عنني يف هذه االأبيات يحنُّ‏ اإىل موطنه دمشق،‏ حنني االإبل املسن املوثق الرباط<br />

اإىل ماضيه،‏ وكاأنه يسرتجع يف هذه البالد ماضيه يف دمشق،‏ فريى اأنه ‏ضلّ‏ الطريق يف<br />

مغادرة دمشق،‏ وتطواف البالد،‏ فهو يف بالد العجم ال يرى اأنه ينتمي اإليها،‏ وال اإىل اأهلها<br />

316


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‏سواء اأكانوا من اأراذل الناس اأم من ‏رساتهم،‏ ويصف اأهلها باخلسّ‏ ة،‏ واأنه كان عليه اأن يقف<br />

مديحه على ملوك وطنه بني اأيوب.‏<br />

4. مرص:‏<br />

كانت مرص يف هذه الفرتة مقرّ‏ اخللفاء الفاطميني،‏ ثم مقرّ‏ حكم ‏صالح الدين االأيوبي،‏<br />

وبني اأيوب من بعده،‏ وكانت يف اأغلب االأوقات وافرة اخلريات،‏ ومدحها كثري من الشعراء<br />

ملا فيها من خريات،‏ ومنتزهات،‏ وملا وجدوه لدى حكّامها من عناية بالشعراء،‏ واإكرام لهم،‏<br />

لكنّ‏ عدداً‏ ممّن وفد على مرص من الشعراء،‏ ومل يجدوا مبتغاهم ‏سياسياً،‏ واجتماعياً،‏ ومادياً‏<br />

اأو تعرض للسجن واالإهمال،‏ هجا مرص ببعض املقطعات الشعرية وممّن هجا مرص من<br />

‏شعراء عرص حروب الفرجنة:‏<br />

اأ اأمية بن عبد العزيز الأندلسي،‏ اأبو الصلت،‏ املتوفى ‏سنة 1135/529، وهو ‏شاعر<br />

اأندلسي رحل اإىل مرص،‏ واستقّر بها عرشين ‏سنة،‏ ‏سجن خاللها مدّة من الزمن باأمر االأمري<br />

االأفضل ‏شاهنشاه اأحمد بن بدر اجلمايل،‏ قائد جيش اخلليفة الفاطمي املستعلي باأمر اهلل،‏<br />

ثم نفي اإىل االسكندرية،‏ ومنها خرج هارباً‏ اإىل القريوان،‏ وجرّاء ما مرّ‏ به من اأحداث ‏سيئة<br />

)88(<br />

يف مرص،‏ قال يف هجائها:‏<br />

وكم متنيتُ‏ اأنْ‏ اأَلقى بها اأحداً‏ يُسلي من الهمِّ‏ اأو يُعدي على النُّو ‏ِب<br />

فما وجدتُ‏ ‏سوى قومٍ‏ اإذا ‏صَ‏ دَقوا كانت موَاعيدهم كالآلِ‏ يف الكَذ ‏ِب<br />

فاأبو الصلت يشكو من معاملة اأهل مرص له،‏ فهو كثرياً‏ ما متنّى اأن يلقى فيها<br />

مواطناً‏ يساعده يف اإزالة همومه،‏ اأو يف التغلب على مصائب الدهر،‏ من غري جدوى،‏ ومل يجد<br />

فيها ‏سوى الكذابني وغري الصادقني يف مواعيدهم،‏ بل اإن مواعيدهم كاذبة كالرضّ‏ اب.‏<br />

ب حممد بن عبدوس الواسطي املتوفى ‏سنة 1204/601، وكان من الشعراء<br />

املجيدين،‏ وقد انتقل اإىل مرص وبها تويف،‏ لكنّه اأكرث من هجائها،‏ وذمّ‏ اأهلها،‏ وممّا هجاها<br />

)89(<br />

به،‏ قوله:‏<br />

مرشاً‏ بل بُرْها ‏ِن<br />

يا اأهلَ‏ مرشَ‏ مدحتمْ‏ اإنشا ‏ِن<br />

بل نعَمْ‏ وقلتمُ‏ هيَ‏ عنيٌ‏ الإحشا ‏ِن<br />

عوارفَ‏ اأرسٌ‏ عَدِمْنا لديها اللّشا ‏ِن<br />

يف فاإنّهُ‏ تَراهُ‏ بِرٍّ‏ وكلَّ‏ مِهرجاين<br />

جعلتُهُ‏ يَوْمَ‏ ارحتايل عنها 317


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

فالواسطي القادم اإىل مرص من العراق مل يجد يف مرص ما كان يسمعه من مديح<br />

لها على لسان اأهلها،‏ لذلك جعل مديحهم اأقواالً‏ حتتاج اإىل اإثبات،‏ وهو حسبما عرف مرص،‏<br />

فاإنّها عني عمياء،‏ واأرض خالية من االإحسان واجلود،‏ وكلّ‏ ما فيها هو كالم ال فعل،‏ لذلك<br />

فاإنه جعل يوم رحيله عنها يوم عيد ومِ‏ هرجان.‏<br />

ج اأبو الفضل جعفر بن الفضل بن زيد القرشي امللقب باملهذَّب ‏شَ‏ لَعْلَعْ‏ . هجا مرص<br />

)90(<br />

والشام معاً‏ ومدح العراق،‏ فقال:‏<br />

ماذا حواهُ‏ الشامُ‏ من ‏شاعرٍ‏ جتُ‏ نى اإليه ثمراتُ‏ العراق ِ<br />

وشاعرٌ‏ يف مرشَ‏ مل يستطعْ‏ بنيَ‏ بنيْها مضغةً‏ من عُراق ِ<br />

فهو يهجو الشام ومرص،‏ ويفضل عليها العراق،‏ فالشام ال خريَ‏ فيها،‏ وتعطي<br />

‏شعراءها من ثمار العراق،‏ والثانية،‏ ال يستطيع ‏شعراوؤها اأن يحصلوا حتى على مضغة من<br />

عظم قد اأُكلَ‏ حلمه.‏<br />

د حممد بن يوسف بن مسعود التلعفري املتوفى ‏سنة 1276/675، كان يلعب القمار،‏<br />

)91(<br />

ومل يحالفه احلظ فطرده امللوك،‏ واالأعيان من مرص،‏ فقال دوبيتا يف هجائها:‏<br />

مَايل وَملِرشْ‏ َ ل ‏سقاها ربّي غيثاً‏ غَدقا مِنْ‏ ‏سارياتِ‏ السُّ‏ ح ‏ِب<br />

بالرّوحِ‏ دخلتُها وبالقَلْبِ‏ فَل بالرُّوحِ‏ خَ‏ رَجْ‏ تُ‏ ل ول بالقل ‏ِب<br />

فالتلعفري يدعو على مرص باأن ال يسقيها اهلل الغيث،‏ اإذ دخلها وروحه،‏ وقلبه يف<br />

جسمه لكنّه خرج منها من دونهما،‏ وذلك جرّاء عدم اهتمام اأهلها به،‏ وعدم اعطائه املكانة<br />

التي يرى اأنه اأهل لها.‏<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ه هجا مرص وثمرها الشاعر الأمري اأسامة بن منقذ املتوفى ‏سنة 1188/584،<br />

)92(<br />

فقال:‏<br />

اآكلهُ‏ ‏شاخِ‏ ‏سٌ‏ من الغُصَ‏ ‏ س<br />

ذُرَةٌ‏ كاأنّه مرشَ‏ رُمّانُ‏ اأساغَهُ‏ املرءُ‏ كان بالنّغ س<br />

والرِّيقُ‏ فيها،‏ فدَعْ‏ ‏شواهُ،‏ اإذا فيها،‏ ولكنْ‏ زُريقُ‏ يف القَفَ س<br />

وليس يرضَ‏ ى اللبيبُ‏ عيشَ‏ تَهُ‏ فابن منقذ الذي مل يعتد الهجاء ملكانته العالية،‏ وعلى الرغم من اأنه وجد يف مرص<br />

اأول وصوله اإليها ‏سنة 1144/539 كل ما كان يتمناه من رفعة ومال وجاه اإال اأن االأزمات<br />

السياسية التي مرّت به يف مرص كانت متالأ ‏صدره بالهمّ،‏ والنقمة على الزمن الذي دفع به<br />

اإليها )93( ، ولعلّ‏ هذه االأبيات كانت يف حلظات امتالأ فيها ‏صدره بالهمّ‏ واحلزن يف مرص،‏<br />

318


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

فراأى يف رمانها ‏سبباً‏ للغصّ‏ ة،‏ والريق ينغص احلياة،‏ لذلك فاإن العاقل ال يقبل العيش فيها،‏<br />

لكن حاله حال الطائر يف القفص فال يستطيع مغادرتها اإال باإذن والة االأمور.‏<br />

و اأبو احلسن علي بن رستم املعروف بابن الساعاتي املتوفى ‏سنة 1207/604،<br />

)94(<br />

هجا مرص،‏ فقال:‏<br />

وها مِرصَ‏ ل يُقْضَ‏ ى بها حَ‏ اجُ‏ طالبٍ‏ بغاها،‏ ول ميُ‏ ‏ْضَ‏ ى لذي اأَمَلٍ‏ حُ‏ كْ‏ ‏ُم<br />

لأبحرَ‏ منها النيلُ‏ وهو جمُ‏ اجَ‏ ةٌ‏ مِنَ‏ البُخلِ،‏ ل بل اأظلمَ‏ القمرُ‏ الت ‏ُّم<br />

فابن الساعاتي يهجو مرص الأنّ‏ اأهلها مل يقدّروه حقّ‏ قدره،‏ وقد بالغ يف هجائه حتى<br />

جعله يشتمل على هجاء النيل الذي تفخر به مرص وبجوده عليها،‏ فوصفه بالبخل.‏<br />

ز اأبو عمرو عثمان بن عمر املعروف بابن احلاجب،‏ املتوفى ‏سنة 1247/646، هجا<br />

)95(<br />

مرص واأهلها الأنه مل يلق فيها ما كان ياأمله من اأهلها،‏ فقال:‏<br />

يا اأهلَ‏ مرصٍ‏ وجدتُ‏ اأيديكمْ‏<br />

ملا عدمتُ‏ القِرى باأَرْضِ‏ كمُ‏<br />

يف بذْ‏ ‏ِلها بالسَّ‏ خاءِ‏ مُنْقبضَ‏ ‏ْه<br />

اأكلتُ‏ كُتْبي كاأَننَّي اأَرَضَ‏ ‏ْه<br />

فابن احلاجب يف هذين البيتني يهجو اأهل مرص بالبخل،‏ اإذ مل يجد يف مرص من<br />

يحسن ‏ضيافته حتى اإنّه اضطر اإىل بيع كتبه لياأكل بثمنها،‏ وهو بذلك ‏شبّه عمله بعمل<br />

االأرضة التي تاأكل الكتب.‏<br />

5. الهند:‏<br />

هجاها ابن عنني،‏ حممد بن نرص االأنصاري املتوفى ‏سنة 1232/630، وذلك اأنّ‏<br />

‏صالح الدين االأيوبي نفاه من دمشق،‏ فطوّف بالداً‏ كثرية منها الهند،‏ ومل تطب له احلياة يف<br />

اأي من البالد التي طوّفها،‏ فهجا عدداً‏ منها،‏ وتشوّق كثرياً‏ اإىل دمشق،‏ قال يف هجاء الهند<br />

من قصيدة بعث بها اإىل ‏صديق له،‏ كان اجتمع به يف بالد العجم )96( :<br />

يا اأهلَ‏ وُدّي بالشاآمِ‏ حتيّةً‏<br />

واإذا ‏سقى اهللُ‏ البلدَ‏ فل ‏سَ‏ قَى<br />

قد غريّ‏ تْ‏ غِ‏ ريَُ‏ الليايل كلَّ‏ حا<br />

من نازحٍ‏ مل يبقَ‏ فيه ‏شوى ذَمَا<br />

بلدَ‏ الهُنودِ‏ ‏شوَى الصَّ‏ واعقِ‏ والدِّما<br />

لتي،‏ وشَ‏ وقي والغَرامُ‏ هُمَا هُمَا<br />

هنا ابن عنني يهجو الهند يف اطار ‏شوقه اإىل الشام،‏ ويدعو على الهند – التي يبدو<br />

واضحاً‏ اأنه ملّ‏ املقام بها-‏ بالدمار ‏سواء بالصواعق اأو احلروب.‏<br />

319


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

اخلامتة:‏<br />

بناء على ما ‏سبق،‏ ميكنني القول اإِنّ‏ هجاء املدن واالأقاليم يف عرص حروب الفرجنة<br />

كان نوعا مهماً‏ من اأنواع الهجاء التي ‏سادت يف فرتة الدراسة،‏ فقد قال فيه عدد غري قليل<br />

من الشعراء،‏ وهجيت ‏سبع عرشة مدينة،‏ كان اأكرثها تعرضا للهجاء بغداد،‏ وخمسة اأقاليم<br />

كان اأكرثها تعرضاً‏ للهجاء مرص.‏<br />

اأما االأسباب التي اأدت اإىل انتشار هذا النوع من الهجاء،‏ وشيوعه،‏ فبلغت ثمانية اأسباب<br />

تراوحت بني عدم حصول الشاعر على مبتغاه من املدينة،‏ اأو االإقليم،‏ ونفثة املصدور،‏ والظلم<br />

والبهتان.‏<br />

اإنّ‏ هذه الدراسة-‏ فيما اأرى-‏ من املمكن اأن تبنى عليها دراسة اأوسع لهذا النوع من<br />

الهجاء،‏ دراسة تتناول نساأته،‏ وتطوره عرب العصور،‏ مع اإمكانية اأن يضاف اإليه اأماكن<br />

السكن،‏ واملرافق العامة باعتبارها جزءا من الوطن اخلاص والعام الأفراد املجتمع.‏<br />

320


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

اهلوامش:‏<br />

1 .<br />

. 2<br />

. 3<br />

. 4<br />

. 5<br />

. 6<br />

. 7<br />

. 8<br />

. 9<br />

. 10<br />

. 11<br />

. 12<br />

. 13<br />

. 14<br />

. 15<br />

. 16<br />

. 17<br />

. 18<br />

. 19<br />

. 20<br />

1 انظر:‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ مادة هجا.‏<br />

. ‎2‎انظر:‏ يحيى اجلبوري،‏ الشعر اجلاهلي،‏ ‏ص 339<br />

. ‎3‎انظر:‏ ‏شوقي ‏ضيف،‏ فصول يف الشعر،‏ ‏ص‎20‎<br />

. ‎4‎انظر:‏ عبد اجلليل عبد املهدي،‏ احلياة االأدبية،‏ ‏ص‎100‎<br />

. ‎5‎انظر:‏ ابن رشيق،‏ العمدة،‏ 118/1<br />

. ‎6‎انظر:ابن رشيق،‏ م.ن.،‏ 121-120/1<br />

. ‎7‎ابن حجّ‏ ة احلموي،‏ ثمرات االأوراق،‏ ‏ص‎77‎<br />

. ‎8‎انظر:‏ يحيى اجلبوري،‏ م.س.،‏ ‏ص‎341‎<br />

. ‎9‎ابن رشيق،‏ م.س.،‏ 171/2<br />

‎10‎يحيى اجلبوري،‏ م.س.،‏ ‏ص‎350‎<br />

‎11‎ابن رشيق،‏ م.س.،‏ 172/2<br />

‎12‎ابن حمدون،‏ التذكرة،‏ 92/5<br />

‎13‎انظر:‏ يحيى اجلبوري،‏ م.س.،‏ ‏ص 361<br />

‎14‎انظر:‏ الكفراوي،‏ الشعر العربي،‏ ‏ص 133<br />

‎15‎خالد يوسف،‏ الشعر العربي اأيام املماليك،‏ ‏ص‎472‎<br />

‎16‎انظر:‏ حممد حسني،‏ الهجاء،‏ ‏ص‎30‎<br />

‎17‎انظر:‏ حممد هدارة،‏ اجتاهات الشعر،‏ ‏ص‎433-430‎<br />

‎18‎اأبو نواس،‏ الديوان،‏ ‏ص‎546‎<br />

‎19‎انظر:‏ اأبو نواس،‏ م.ن.‏ ‏ص‎547‎<br />

‎20‎انظر:‏ عبد اجلليل عبد املهدي،‏ م.س.،‏ ‏ص‎100‎<br />

‎2121‎انظر:‏ حممد زغلول ‏سالم،‏ االأدب يف العرص االأيوبي،‏ ‏ص 238-236 ؛ اأحمد بدوي،‏ احلياة<br />

االأدبية يف عرص احلروب الصليبية،‏ ‏ص‎83-80‎؛ خالد يوسف،‏ م.س.،‏ ‏ص‎492-470‎؛<br />

‏شفيق الرقب،‏ ‏شعر الهجاء يف بالد الشام،‏ ‏ص 158-107.<br />

‎2222‎انظر:‏ حممد الهريف،‏ ‏شعر اجلهاد،‏ ‏ص‎78-76‎ .<br />

‎2323‎حممد زغلول ‏سالم،‏ م.س.،‏ ‏ص‎236‎ .<br />

321


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

. 24<br />

. 25<br />

. 26<br />

. 27<br />

. 28<br />

‎24‎انظر:‏ خالد يوسف،‏ م.س.،‏ ‏ص 480-479<br />

‎25‎انظر:‏ ‏شفيق الرقب،‏ م.س.،‏ ‏ص‎124-122‎<br />

‎26‎ابن حمدون،‏ م.س.،‏ 93-92/5<br />

‎27‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ معجم البلدان،‏ 136/1<br />

‎28‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.ن.،‏ 138/1<br />

‎2929‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.ن.،‏ 523-522/1 ؛ ابن ‏سعيد االندلسي،‏ النجوم الزاهرة،‏<br />

‏ص‎352‎‏.‏<br />

‎30‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 142-141/1<br />

31 ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 142/1<br />

‎32‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 206/1<br />

‎33‎العماد االأصفهاين،‏ خريدة القرص:‏ قسم ‏شعراء العراق،‏ 38/3<br />

‎34‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 354/1<br />

‎35‎ابن عنني،‏ الديوان،‏ ‏ص 211<br />

‎36‎ابن عنني،‏ م.ن.،‏ ‏ص 145-144<br />

‎37‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 441/1<br />

‎38‎ابن ‏سناء امللك،‏ الديوان،‏ 581/2<br />

‎39‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 467-456/1<br />

‎40‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ الديوان،‏ ‏ص 47<br />

‎41‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ م.ن.،‏ ‏ص‎48-47‎<br />

‎42‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ م.ن.،‏ ‏ص 139<br />

‎43‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ م.ن.،‏ ‏ص 139<br />

‎44‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ م.ن.،‏ ‏ص 140<br />

‎45‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ م.ن.،‏ ‏ص‎141‎<br />

. 30<br />

. 31<br />

. 32<br />

. 33<br />

. 34<br />

. 35<br />

. 36<br />

. 37<br />

. 38<br />

. 39<br />

. 40<br />

. 41<br />

. 42<br />

. 43<br />

. 44<br />

. 45<br />

‎4646‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ م.ن.،‏ ‏ص . 455<br />

‎4747‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ م.ن.،‏ ‏ص . 217<br />

‎4848‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ م.ن.،‏ ‏ص . 337<br />

322


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎49‎ابن عنني،‏ م.س.،‏ ‏ص 234<br />

‎50‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 19/2<br />

‎51‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 120/2<br />

‎52‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 235/2<br />

‎53‎ابن النبيه،‏ الديوان،‏ ‏ص‎455‎؛ وانظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 235/2<br />

‎54‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 46/4<br />

‎55‎ابن منقذ،‏ الديوان،‏ ‏ص 157<br />

‎56‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 282/2<br />

‎57‎ابن عنني،‏ م.س.،‏ ‏ص 231-230<br />

‎58‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 300/2<br />

‎59‎ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 300/2<br />

‎60‎ابن الشحنة،‏ الدرّ‏ املنتخب،‏ ‏ص 274-273<br />

‎61‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 463/2<br />

‎62‎ابن منري الطرابلسي،‏ ‏شعر ابن منري،‏ ‏ص 117<br />

‎63‎العماد االأصفهاين،‏ خريدة القرص،‏ قسم ‏شعراء العراق،‏ 124/3<br />

‎64‎ابن الساعاتي،‏ الديوان،‏ ‎23/2‎؛ حممد ‏سالم،‏ م.س.،‏ ‏ص 303<br />

‎65‎انظر:‏ حممد زغلول ‏سالم،‏ م.س.،‏ ‏ص 303<br />

‎66‎ابن الساعاتي،‏ م.س.،‏ 115/2<br />

‎67‎ابن ‏سناء امللك،‏ الديوان،‏ 583/2<br />

‎68‎عوض الصالح،‏ جمال الدين بن يحيى،‏ ‏ص 401<br />

‎69‎عوض الصالح،‏ م.ن.،‏ ‏ص‎338‎<br />

‎70‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 478/2<br />

‎71‎ابن الشعار،‏ قالئد اجلمان،‏ 109/6<br />

‎72‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 492/2<br />

‎73‎ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 492/2<br />

‎74‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 131/3<br />

. 49<br />

. 50<br />

. 51<br />

. 52<br />

. 53<br />

. 54<br />

. 55<br />

. 56<br />

. 57<br />

. 58<br />

. 59<br />

. 60<br />

. 61<br />

. 62<br />

. 63<br />

. 64<br />

. 65<br />

. 66<br />

. 67<br />

. 68<br />

. 69<br />

. 70<br />

. 71<br />

. 72<br />

. 73<br />

. 74<br />

323


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

‎75‎ابن واصل،‏ مفرج الكروب،‏ 469/3<br />

‎76‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 262/3<br />

‎77‎ابن الشعار،‏ م.ن.،‏ 111/6<br />

‎78‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ م.س.،‏ 331/5<br />

‎79‎ياقوت احلموي،‏ معجم البلدان،‏ 332/5<br />

‎80‎ياقوت احلموي،‏ معجم االأدباء،‏ 87/13<br />

‎81‎علي اأحمد ‏سعيد،.‏ ديوان الشعر العربي،‏ 91/3<br />

‎82‎ابن ‏سناء امللك،‏ م.س.،‏ 304/1<br />

. 75<br />

. 76<br />

. 77<br />

. 78<br />

. 79<br />

. 80<br />

. 81<br />

. 82<br />

‎8383‎البقرة،‏ . 61/2<br />

. 84<br />

. 85<br />

. 86<br />

. 87<br />

. 88<br />

. 89<br />

‎84‎‏سبط ابن التعاويذي،‏ م.س.،‏ ‏ص‎142‎<br />

‎85‎ابن عنني،‏ م.س.،‏ ‏ص‎140-139‎<br />

‎86‎انظر:‏ ياقوت احلموي،‏ معجم البلدان،‏ 45/5<br />

‎87‎ابن عنني،‏ م.س.،‏ ‏ص‎33-32‎<br />

‎88‎اأبو الصلت،‏ الرسالة املرصية،‏ ‏ص‎13‎<br />

‎89‎ياقوت احلموي،‏ معجم البلدان،‏ 45/5<br />

‎9090‎العماد االأصفهاين،‏ خريدة القرص:‏ قسم ‏شعراء مرص،‏ . 129/2 ومل اأهتد اإىل ‏سنة وفاة<br />

الشاعر ‏شلعلع،‏ لكنه من ‏شعراء القرن السادس الهجري/الثاين عرش امليالدي،‏ قال<br />

العماد االأصفهاين يف ترجمته:‏ ‏“من اأهل عرصنا هذا”:‏ العماد االصفهاين،‏ خريدة<br />

القرص:‏ قسم ‏شعراء مرص،‏ 124/2.<br />

‎9191‎التلعفري،‏ الديوان،‏ ‏ص‎7‎ . والدوبيت:‏ لفظ فارسي مكوّن من مقطعني،‏ دو:‏ معناها اثنان،‏<br />

وبيت:‏ معناها بيت.‏ وهو وزن فارسي،‏ له اأنواع خمتلفة االأسماء واالأشكال واأشهرها<br />

الرباعي املعرّج الذي يكون روي الشطر الثالث فيه خمالفاً‏ لرويّ‏ االأشطر الثالثة<br />

االأخرى.‏ وسمّاه العرب الرباعي.‏ انظر:‏ ممدوح حقي،‏ العروض الواضح،‏ ‏ص‎164‎‏.‏<br />

‎92‎اأسامة بن منقذ،‏ م.س.،‏ ‏ص 158<br />

‎93‎انظر:‏ اأسامة بن منقذ،‏ م.س.،‏ ‏ص‎5‎‎15‎<br />

‎94‎ابن الساعاتي،‏ م.س.،‏ 70/2<br />

‎95‎املحبي،‏ خالصة االأثر،‏ 304/1<br />

‎9696‎ابن عنني،‏ الديوان،‏ ‏ص‎79‎‏.‏<br />

324<br />

. 92<br />

. 93<br />

. 94<br />

. 95


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

325<br />

. أاملصادر:‏<br />

1 .<br />

1 القراآن الكرمي.‏<br />

‎2‎ابن . 2 حجة احلموي،‏ علي بن عبد اهلل ‏)ت‎1434/837‎ (، ثمرات االأوراق،‏ حتقيق حممد اأبو<br />

الفضل اإبراهيم،‏ ط‎3‎‏،‏ بريوت:‏ دار اجليل،‏ 1997/1417.<br />

‎3‎ابن . 3 حمدون،‏ حممد بن احلسن ‏)ت‎1166/562‎ (، التذكرة،‏ حتقيق اإحسان عباس وزميله،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ بريوت:‏ دار ‏صادر،‏ ‎1996‎‏،م‎2‎‏.‏<br />

‎4‎ابن . 4 رشيق القريواين،‏ احلسن بن رشيق)ت‎1063/456‎ (، العمدة يف حماسن الشعر<br />

واآدابه ونقده،‏ حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد،‏ ط‎3‎ ‏]متتاز بدقة الضبط والزيادة<br />

يف الرشح والتفصيل[،‏ القاهرة:‏ املكتبة التجارية الكربى،‏ 1963/1383، جزءان.‏<br />

‎5‎ابن . 5 الساعاتي،‏ علي بن رستم ‏)ت‎1207/604‎ (، الديوان،‏ حتقيق اأنيس املقدسي،‏<br />

بريوت:املطبعة االأمريكانية،‏ 1939، ج‎2‎‏،‏ ‏)اجلامعة االأمريكية،‏ منشورات كلية العلوم<br />

واالآداب،‏ ‏سلسلة العلوم الرشقية:‏ احللقة السادسة عرشة(.‏<br />

‎6‎‏سبط . 6 ابن التعاويذي،‏ حممد بن عبيد اهلل ‏)ت (، 1187/583 الديوان،‏ اعتنى بنسخه<br />

وحتقيقه د.س.مرجليوث،‏ مرص:‏ مطبعة املقتطف،‏ 1903.<br />

‎7‎ابن . 7 ‏سعيد االأندلسي،‏ علي بن موسى ‏)ت (، 1286/685 النجوم الزاهرة يف حلى حرضة<br />

القاهرة:‏ القسم اخلاص بالقاهرة من كتاب املغرب يف حلى املغرب،‏ حتقيق حسني<br />

نصّ‏ ار،‏ ط‎2‎‏،‏ القاهرة:‏ مطبعة دار الكتب املرصية،‏ 2000، ‏)دار الكتب والوثائق القوميّة:‏<br />

مركز حتقيق الرتاث(.‏<br />

‎8‎ابن . 8 ‏سناء امللك،‏ هبة اهلل بن جعفر ‏)ت‎1214/608‎ (، الديوان،‏ حتقيق حممد اإبراهيم<br />

نرص وزميله،‏ القاهرة:‏ دار الكاتب العربي للطباعة والنرش،‏ 1969/1388، جزءان<br />

‏)وزارة الثقافة:‏ املكتبة العربية(.‏<br />

‎9‎ابن . 9 الشحنة،‏ حممد بن الشحنة ‏)ت‎1485/890‎ (، الدّر املنتخب يف تاريخ مملكة حلب،‏<br />

تقدمي عبد اهلل الدرويش،‏ ‏سورية،‏ دمشق:‏ دار الكتاب العربي،‏ عامل الرتاث،‏ 1984/1404،<br />

‏)سلسلة تواريخ املدن السورية:‏‎1‎‏(.‏<br />

‎1010‎ابن الشعّار املوصلي،‏ كمال الدين املبارك )1256/654 (، قالئد اجلمان يف فرائد<br />

‏شعراء هذا الزمان:‏ املشهور بعقود اجلمان يف ‏شعراء هذا الزمان،‏ حتقيق كامل اجلبوري،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ بريوت:‏ دار الكتب العلمية،‏ 2005/1426، ج‎6‎‏.‏


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

‎1111‎اأبو الصلت،‏ اأمية بن عبد العزيز ‏)ت‎1133/528‎ (، الرسالة املرصية،‏ حتقيق عبد السالم<br />

هارون،‏ ط‎1‎‏،‏ القاهرة:‏ مطبعة جلنة التاأليف والرتجمة والنرش،‏ 1951/1370، ‏)نوادر<br />

326<br />

املخطوطت:‏ 1(.<br />

‎1212‎العماد االأصفهاين،‏ حممد بن حممد ‏)ت‎1200/597‎ (، خريدة القرص وجريدة<br />

العرص:‏ قسم ‏شعراء الشام،‏ حتقيق ‏شكري فيصل،‏ دمشق:‏ املطبعة الهاشمية،‏ ج‎2‎‏،‏<br />

‎1959/1378‎‏،ج‎3‎‏،‏ 1964/1383، ‏)مطبوعات املجمع العلمي العربي بدمشق(.‏<br />

خريدة القرص وجريدة العرص،‏ قسم ‏شعراء مرص،‏ نرشه اأحمد اأمني وزمياله،‏ ج‎1‎‏،‏<br />

1951/1370، ج‎2‎‏،‏ ال.ت.‏ ‏)جلنة التاأليف والرتجمة والنرش(.‏<br />

‎13‎ابن عنني،‏ حممد بن نرص ‏)ت‎1232/630‎‏(،‏ الديوان،‏ حتقيق خليل مردم بك،‏ ط‎2‎<br />

بزيادات بخط املؤلف[،‏ بريوت:‏ دار ‏صادر،‏ ال.ت.‏<br />

‎1414‎املحبي،‏ حممد اأمني ‏)ت (، 1699/1111 خالصة االأثر يف اأعيان القرن احلادي عرش،‏<br />

القاهرة:‏ املطبعة الوهبية،‏ 1284، ج‎1‎‏.‏<br />

‎1515‎ابن منظور،‏ حممد بن مكرم ‏)ت‎1153/711‎ (، لسان العرب،‏ بريوت:‏ دار ‏صادر،‏<br />

13 ‏]متتاز<br />

.1968/1388<br />

‎1616‎ابن منقذ،‏ اأسامة بن منقذ ‏)ت‎1188/584‎ (، الديوان،‏ حتقيق وتقدمي اأحمد بدوي وزميله،‏<br />

القاهرة:‏ املطبعة االأمريية،‏ 1953 ‏)وزارة املعارف العمومية،‏ االإدارة العامة للثقافة،‏<br />

اإدارة نرش الرتاث العربي (.<br />

17 17 ابن منري الطرابلسي،‏ اأحمد بن مفلح ‏)ت‎1153/548‎ (، ‏شعر ابن منري الطرابلسي،‏ جمع<br />

وحتقيق وتقدمي ‏سعود حممود عبد اجلابر،‏ ط‎1‎‏،‏ الكويت:‏ دار القلم،‏ 1982/1402.<br />

‎1818‎ابن النبيه املرصي،‏ علي بن حممد )1222/619 (، الديوان،‏ حتقيق عمر حممد االأسعد،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ دار الفكر،‏ 1969.<br />

‎1919‎اأبو نواس،‏ احلسن بن هاين)ت‎812-810/197-195‎ (، الديوان،‏ حتقيق اأحمد عبد<br />

املجيد الغزايل،‏ بريوت:‏ دار الكتاب العربي،‏ ال.‏ ت.‏<br />

‎2020‎ابن واصل،‏ حممد بن ‏سامل ‏)ت (، 1297/697 مفرج الكروب يف اأخبار بني اأيوب،‏ حتقيق<br />

جمال الدين الشيال،‏ القاهرة:‏ اإدارة احياء الرتاث القدمي،‏ وزارة املعارف املرصية،‏ اإدارة<br />

الثقافة العامة،‏ 1953، ج‎3‎‏.‏<br />

‎21‎ياقوت احلموي،‏ ياقوت بن عبد اهلل ‏)ت‎1228/626‎<br />

اإرشاد االأريب اإىل معرفة االأديب املعروف مبعجم االأدباء،‏ ط‎3‎ [ منقحة ومصححة<br />

وفيها زيادات[،‏ دار الفكر للطباعة والنرش والتوزيع،‏ 1980/1400، جملد‎7‎‏،‏ ج‎13‎‏.‏<br />

‏•معجم البلدان،‏ بريوت:‏ دار ‏صادر،‏ ال.ت.‏ 5 اأجزاء.‏<br />

،) 21<br />


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

ب املراجع:‏<br />

، 1 القاهرة:‏<br />

. ‎1‎بدوي ‏)اأحمد(،‏ احلياة االأدبية يف عرص احلروب الصليبية مبرص والشام،‏ ط‎2‎<br />

دار نهضة مرص للطبع والنرش،‏ 1979.<br />

‎2‎اجلبوري . 2 ‏)يحيى(،‏ الشعر اجلاهلي؛ خصائصه وفنونه،‏ ط‎1‎ ، بريوت:‏ مؤسسة الرسالة،‏<br />

.1983/1403<br />

‎3‎حسني . 3 ‏)حممد(،‏ الهجاء والهجاوؤون يف اجلاهلية،‏ ط‎3‎ ، بريوت:‏ دار النهضة العربية،‏<br />

.1970<br />

‎4‎‏سعيد . 4 ‏)علي اأحمد(،‏ ديوان الشعر العربي،‏ ط‎1‎ ، ‏صيدا وبريوت:‏ املكتبة العرصية للطباعة<br />

والنرش،‏ 1968، ج‎3‎‏.‏<br />

. ‎5‎حقّي ‏)ممدوح(،‏ العروض الواضح،‏ ط‎14‎‏،‏ بريوت:‏ دار مكتبة احلياة،‏ 1970<br />

. ‎6‎‏سالم ‏)حممد زغلول(،‏ االأدب يف العرص االأيوبي،‏ القاهرة:‏ دار املعارف،‏ 1967<br />

. ‎7‎الصالح ‏)عوض حممد(،‏ جمال الدين يحيى بن مطروح،‏ حياته وشعره،‏ ط‎1‎<br />

منشورات جامعة قاريونس،‏ 1995.<br />

. ‎8‎‏ضيف ‏)شوقي(،‏ فصول يف الشعر ونقده،‏ مرص:‏ دار املعارف،‏ 1971<br />

. ‎9‎عبد املهدي ‏)عبد اجلليل(،‏ احلياة االأدبية يف الشام يف القرن اخلامس الهجري،‏ ط‎1‎<br />

عمان:‏ مكتبة االأقصى،‏ 1977/1397.<br />

101010. الكفراوي)حممد(،‏ الشعر العربي بني اجلمود والتطور،‏ ط‎4‎ ، القاهرة:‏ دار نهضة<br />

مرص للطبع والنرش،‏ 1969.<br />

1111. هدارة ‏)حممد(،‏ اجتاهات الشعر العربي يف القرن الثاين الهجري،‏ ط‎2‎<br />

املعارف،‏ ال.‏ ت،‏ ‏)مكتبة الدراسات االأدبية:‏ 29(.<br />

1212. الهريف ‏)حممد(،‏ ‏شعر اجلهاد يف احلروب الصليبية يف بالد الشام،‏ ط‎3‎<br />

مؤسسة الرسالة،‏ 1980/1400.<br />

1313. يوسف ‏)خالد(،‏ الشعر العربي اأيام املماليك ومن عارصهم من ذوي السلطان،‏ ط‎1‎<br />

بريوت:‏ دار النهضة العربية،‏ 2003.<br />

. 5<br />

. 6<br />

، 7 بنغازي:‏<br />

. 8<br />

، 9<br />

، 11 القاهرة:‏ دار<br />

، 12 بريوت:‏<br />

، 13<br />

ج الدوريات:‏<br />

الرقب ‏)شفيق(،‏ ‏شعر الهجاء يف بالد الشام زمن احلروب الصليبية،‏ جملة جممع اللغة<br />

العربية االأردين،‏ العدد 55، السنة الثانية والعرشون،‏ ذو القعدة 1418 ربيع االآخر 1419/<br />

متوز-‏ كانون االأول 1998، ‏ص‎165-107‎‏.‏<br />

327


شعر هجاء املدن واألقاليم في زمن<br />

حروب الفرجنة؛ دراسة موضوعية<br />

د . مشهو ر ا حلبّا ز ي<br />

328


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

رِسالةٌ‏ يفِ‏ أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف<br />

للعَالّمة حمحُ‏ يي الدّين حممّد بن بري علي الربكويّ‏<br />

املحُتوفّى )981 ه(‏<br />

د.‏ ياسر حممّد خليل احلروب<br />

أستاذ مساعد،‏ قسم اللغة العربية،‏ كلية اآلداب،‏ جامعة الخليل،‏ الخليل فلسطين.‏<br />

329 329


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

محُلخّص:‏<br />

تُعدُّ‏ رسالةُ‏ العامل العالّ‏ مة حمُ‏ يي الدّين الربكوي ‏)‏‎926‎ه ‎981‎ه(‏ يف ‏"اأَمثلة التَّرصيف"‏<br />

مِ‏ نَ‏ الرَّسائلِ‏ الرضّ‏ فية القينِّمة؛ ملِ‏ ‏َا اشتملتْ‏ عليه مِ‏ ن مباحثَ‏ ‏رصفيَّةٍ‏ عُ‏ وجلتْ‏ ونُوقشتْ‏ مبنهجٍ‏<br />

فريدٍ‏ عزَّ‏ مالحظة مثيلهُ‏ يف مُ‏ ‏صنفات ومباحثَ‏ ‏رصفيَّةٍ‏ اأُخرى؛ اإذْ‏ راأَى الربكويُّ‏ اأَنْ‏ يتناولَ‏<br />

املباحثَ‏ الرصفيَّةَ‏ التي عَ‏ رضَ‏ لها يف رسالته هذه وَفق املُتَّفق واملُخْ‏ تلف يف تلك املباحث؛<br />

اإِذْ‏ فصلَ‏ بني دراسةِ‏ املباحث التي تتفقُ‏ يف اشتقاقاتها،‏ واملباحث التي تختلف،‏ حيثُ‏ جاءَ‏<br />

بحثُ‏ الربكوينِّ‏ لتلك االأمثلةِ‏ الرصفيَّة جمرَّدًا ممّا ميْكنُ‏ اأَنْ‏ يُستغنى عنه يف الترصيفِ‏ ، وكانت<br />

دراستُه لتلك املباحث واالأَمثلة الرضَّ‏ فيَّة،‏ تاأويليّة تفسرييّة اأكرث منها جمُ‏ َ رَّد عَ‏ رْض منَ‏ ‏َطيّ‏<br />

ملباحثَ‏ ‏رصفيَّة تناولها النُّحاةُ‏ والرصفيُّون قبلَه،‏ مُ‏ ‏ضيفًا اإليها بعضَ‏ املقارنات بنيَ‏<br />

املصطلحاتِ‏ الرصفيّة العربيّة،‏ وما يُقابلها يف اللغة الرتكيّة.‏<br />

330


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

Abstract:<br />

The thesis of the famous scholar Muhyee El-Deen El-Barkawy (926-981)<br />

in «Examples of Derivation» is considered one of the most valuable theses in<br />

the field of derivation.<br />

The thesis of the scholar El-Barkawy included specific topics in derivation,<br />

which discussed the science of derivation in a unique methodology. El-<br />

Barkawy>s methodology resembled no other methodologies in the field.<br />

El-Barkawy decided to deal with the topics of derivation according<br />

to what is different or similar about them. He also distinguished between<br />

studying similar and different derivations.<br />

El-Barkawy’s research with his derived examples came clear from what<br />

so ever useless additions in deriving certain words. His study came also with<br />

clear-cut explanations and illustrations, which are different from other earlier<br />

studies that only used the conventional routine narrations by other scholars.<br />

El-Barkawy added more comparisons between Arabic derivations and their<br />

equivalents in the Turkish language.<br />

331


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

مقدمة:‏<br />

ال ‏شكَّ‏ يف اأَنَّ‏ علمَ‏ الرضَّ‏ فِ‏ اأرشفُ‏ ‏شطريّ‏ العربيّة واأدَقّها،‏ لذلك حَ‏ رَص العلماءُ‏ االأوًائل<br />

على بحثه ودراستِهِ،‏ فجاءت دراستُهم مستقلَةً‏ حينًا وخمُ‏ تلطةً‏ مبباحثِ‏ النَّحو اأَحيانًا اأُخرى.‏<br />

وجاءت رسالةُ‏ الربكوي هذه لتكونَ‏ حلقةً‏ يف ‏سلسلة ذخائر الرتاث العربي التي حَ‏ رَص<br />

العلماءُ‏ والباحثون املحدثون على خدمتها واإِخراجها يف طبعات حديثةٍ‏ واضحةٍ‏ تالئمُ‏ روحَ‏<br />

العرصِ‏ ومستويات املُتعلمني واملتاأَدبني املختلفة،‏ باالإضافة اإِىل االإسهام يف حفظها مِ‏ نَ‏<br />

الضَّ‏ ياع،‏ ونرشها لتعمّ‏ الفائدة،‏ وتُهّذب بها ‏سالئقُ‏ املتكلمني واملتاأَدّبني.‏<br />

وتكمنُ‏ اأَهميةُ‏ رسالةِ‏ الفاضل الربكوي يف«‏ اأمثلة التَّرصيف«،‏ يف اأنّ‏ مؤلّفها ركَّ‏ زَ‏ على<br />

مسائلَ‏ خاصّ‏ ةٍ‏ تتعلقُ‏ مبباحثَ‏ مُ‏ تفقةٍ‏ واأُخرى خمُ‏ تلفة من حيثُ‏ االتفاقُ‏ يف اأُسس االأَبنية<br />

اأَوْ‏ اختالفها؛ اإِذْ‏ بداأَ‏ الربكويُّ‏ الرسالةَ‏ ببيان حدّ‏ الرضَّ‏ ف وتعريفه،‏ وتوضيح هذا التعريف<br />

توضيحً‏ ا معلّالً‏ مفيدًا،‏ اإِذْ‏ اأَشار اإِىل املوضوعات التي تُبحثُ‏ حتت باب التَّرصيف.‏ ووقف عند<br />

موضوع علم الرضَّ‏ ف،‏ وبَنيَّ‏ َ اأنََّه يتعلقُ‏ باأبنية املفردات باعتبار حركاتِها وسكناتِها يف غريِ‏<br />

اآخرها،‏ واأصولها،‏ وزوائدها.‏ ثُمَّ‏ بنيَّ‏ الغاية من دراسةِ‏ علم الرضّ‏ ف،‏ وفصَّ‏ لَ‏ القولَ‏ وتعمَّق يف<br />

بحثِ‏ موضوعِ‏ الرَّسالة االأساسي،‏ وهو:‏ ‏»بيان اأبنية املوضوعات النّوعيّة االشتقاقيّة املسمّاة<br />

‏»باالأمثلة املختلفة«،وما يتعلقُ‏ بها،‏ ثم بيان اأَبنية املوضوعات املُسمّاة ‏»باالأمثلة املتّفقة«،‏<br />

كعالمات التثنية واجلمع يف االأسماء واالأفعال،واحلديث عن اأقسام اجلموع جمع املُذكّ‏ ر وجَ‏ مْع<br />

املُؤنّث السّ‏ امل منها واملُكرضَّ‏ ، وما يلحقُ‏ بهذه اجلموعِ‏ من تغريّ‏ ات قياسيَّة اأو ‏سماعيَّة.‏<br />

اأَمَّ‏ ا عملي يف هذه الرسالةِ‏ املخطوطة فجاء على قسمني القسم االأول:‏ عرَّفت باملؤلف<br />

‏»الفاضل الربكويّ‏ » تعريفاً‏ موجرًا،‏ واأرشت اإىل منزلته العلميّة الرّفيعة،واأهم مُ‏ ‏صنفاته<br />

املختلفة،‏ ثم وثّقتُ‏ نسبةَ‏ الرسَ‏ الةِ‏ اإِىل مؤلِفها،‏ ووصفتُ‏ املخطوطةَ‏ وعنوانها،‏ ثم بّينتُ‏<br />

جوانبَ‏ املنهجِ‏ الذي اتبعتُه يف حتقيقها ودراستِها.‏<br />

والقسم الثاين:‏ عَ‏ رضتُ‏ فيه نصَّ‏ الرنِّسالةِ‏ مضبوطً‏ ا وحمُ‏ ققًا،وال اأَدَّعي الكمالَ‏ يف ذلك،‏<br />

وحسبي اأَنّني بَذلتُ‏ جَ‏ هدي،‏ واهللَ‏ اأَساألُ‏ اأَنْ‏ يوفقَنا ويهدينا ‏سواءَ‏ السبيلِ‏ . وال يفوتني اأَنْ‏<br />

اأَشكرَ‏ القائمني على دار اإِسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون واالآداب ملِ‏ ا قدّموا يل مِ‏ نْ‏ عَ‏ وْنٍ‏<br />

ومساعدةٍ‏ يف توفري النُّسخة القيّمة لهذه املخطوطة،‏ وتصويرها يل،‏ فجزاهم اهللُ‏ عني خريَ‏<br />

جزاء.‏<br />

332


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

القسم األول:‏ دراسة حول املؤلف والرّسالة:‏<br />

اأولً‏ التعريف باملوؤلّف:‏<br />

هو حمُ‏ يي الدنِّين حممَّد بن بري عَ‏ لي الربَ‏ ‏ْكوي اأَوْ‏ الربَ‏ كلي اأو الربَ‏ ‏ْجَ‏ لي الشّ‏ هري)بريكيلو(،‏<br />

تركيّ‏ االأَصْ‏ ل،‏ وُ‏ لِدَ‏ ‏سَ‏ نة ‎926‎ه،‏ كان اأَبوه رَجالً‏ عاملًا من اأصْ‏ حاب الزّوايا )1( ، عَ‏ كفَ‏ الربَ‏ كويّ‏<br />

على التّحصيل واالإِفادةِ‏ مِ‏ نْ‏ اأَفاضلِ‏ االأساتذةِ‏ يف عَ‏ ‏رصِه،‏ مِ‏ نهم املَوىل حمُ‏ يي الدّين املُشتهر<br />

‏»باأَخي زادة »، والزمَ‏ املَوىل عبدَ‏ الرَّحمن اأحدَ‏ قُ‏ ‏ضاة العَسْ‏ كر يف عَ‏ هدِ‏ السّ‏ لطان ‏سُ‏ ليمان،ثمّ‏<br />

غلبَ‏ عليهِ‏ الزّهد والصّ‏ الح،والحَ‏ يف جَ‏ بينهِ‏ اآياتُ‏ الفوز،‏ فاأمرهُ‏ اأحدُ‏ مَ‏ ‏شايخه بالعَودةِ‏<br />

واالشتغالِ‏ مبُدارسةِ‏ العُ‏ لوم ومُ‏ ذاكرةِ‏ املَنطوقِ‏ واملَفهومِ‏ ، والتصدي لالأمْ‏ رِ‏ باملَعروفِ‏ والنّهي<br />

عَ‏ ن املُنكراتِ‏ . و مالَ‏ بعدَ‏ ذلك اإِىل الوَعظِ‏ والتدريسِ‏ ، فقصدَه النَّاسُ‏ مِ‏ ن كلّ‏ فجّ‏ ، وكانَ‏ على<br />

مُ‏ ‏ستوى عالٍ‏ من الفَضلِ‏ والكَمالِ‏ ، يَتتبعُ‏ ويَجمعُ‏ القواعدَ‏ واملَسائلَ‏ ، ويُكبُّ‏ على العلمِ‏ حتّى<br />

تبحَّ‏ رَ‏ فيهِ،وحَ‏ وى مِ‏ ن الفَضلِ‏ واملَعرفةِ‏ ما يَكفيهِ،‏ وكانَ‏ اآيةً‏ يف الزُّهدِ‏ والوَرعِ‏ والدّيانة،‏ ويَردُّ‏<br />

على مَ‏ نْ‏ خالفَ‏ الرشيعةَ،‏ ال يهابُ‏ اأَحدًا لعلوّ‏ رُتبتهِ‏ وسُ‏ موِّ‏ مَ‏ نزلته،جاء يف اآخرِ‏ عُ‏ مرِه اإىل<br />

القُسطَ‏ نطينيّة فَدخلَ‏ جمَ‏ لس الوزيرِ‏ حمُ‏ مّد باشا وكلّمهُ‏ يف قَمعِ‏ الظلمِ‏ ودَفعِ‏ املَظاملِ‏ بكلماتٍ‏<br />

اأحَ‏ دّ‏ مِ‏ ن السّ‏ يوفِ‏ . وَتُويف رَحِ‏ مه اهللُ‏ يف ‏شهرِ‏ جُ‏ مادى االأوىل ‏سَ‏ نة ‎981‎ه )2( ، وَهو مُ‏ كبٌّ‏ عَ‏ لى<br />

الزّهدِ‏ والعِ‏ بادةِ.‏<br />

ثانيًا منزلته العلميّة والدينيّة:‏<br />

كانَ‏ حمُ‏ يي الدّين الربَ‏ كويّ‏ ‏صُ‏ وفيًا واعظً‏ ا فقيهاً‏ مُ‏ فرساً‏ حمُ‏ دّثاً‏ وَرِعاً,‏ وكان عاملًا<br />

بالعربيّة نحوِها وصرْفِ‏ ها،وله اشتغالٌ‏ بالفرائض ومعرفةٌ‏ بالتجويد )3( . ونظراً‏ اإىل اأَهمية<br />

هذا العامل الفريد،‏ فقد اأُلفت حوله مصنفاتٌ‏ علميةٌ‏ عديدة،‏ منها على ‏سبيل التمثيل اأُطروحة<br />

دكتوراه بعنوان:‏ ‏"االإِمام الربكويّ‏ وجهودُه يف مقاومة البِدَع يف تُركيا"‏ من منشورات<br />

جامعة اأُم القرى يف مكة املكرمة.‏<br />

كُ‏ تب يف هامش الصفحة االأخرية من املخطوطة بيتٌ‏ من الشعر ينعت الفاضل الربكوي،‏<br />

ويُشري اإِىل رفعةِ‏ منزلتِه العلمية الدينية،وهذا البيتُ‏ :<br />

هُو العاملُ‏ النّحريرُ‏ فوقَ‏ زَمانهِ‏<br />

هُو العاملُ‏ التّغوير زُهد اتقائِهِ‏<br />

333


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

ثالثاً‏ مصنفاته املختلفة:‏<br />

تعددت مُ‏ ‏صنفات حمُ‏ يي الدين حممَّد بن بري الربكوي يف العلوم املختلفة من فِ‏ قهٍ‏<br />

وتفسريٍ‏ ونَحْ‏ وٍ‏ ولغةٍ‏ ‏،املطبوع منها،‏ واملخطوط الذي وقف الباحثُ‏ عليه من خالل اأمّ‏ ات<br />

الكتب العربيّة التي حتدثت عن الربكوي وعلومه ومؤلفاته.‏ فممّا وقفنا عليه من مُ‏ ‏صنفاته:‏<br />

اإنقاذ الهالكني ‏)وهي رسالة تبحث يف مساألة مُ‏ همّة من مسائل العلم الرشعي،‏ اأال<br />

وهي اأخذ االأجْ‏ رة على تالوة القراآن وهِ‏ بته لالأموات.‏ حقّقها االأستاذ الدّكتور حُ‏ ‏سام الدّين بن<br />

موسى عفانة(،‏ والدّر اليتيم يف التجويد،‏ والرّد على الشيعة،‏ وحتفة املسرتشدين يف بيان<br />

مذاهب فرق املسلمني،‏ وجالء القلوب)يف اأسس العقيدة(،‏ وكتاب االإميان واالستحسان<br />

‏)رسالة يف عقائد االإميان(،‏ ودامغة املبتدعني وكاشفة بطالن امللحدين يف الكالم،‏<br />

ورسالة يف اأصول احلديث،‏ واأربعون حديثاً،‏ ومُ‏ عدّل الصّ‏ الة،‏ ووصيّة نامة تركي يف<br />

كراريس،‏ وذخر املتاأهلني والنساء يف معرفة االأطهار والدّماء،‏ والسّ‏ يف الصّ‏ ارم يف عدم<br />

جواز وقف النقود والدّراهم بدون الوصيّة واإضافة اإىل ما بعد املوت،‏ وراحة الصّ‏ احلني<br />

وصواعق املنافقني يف الفقه،‏ ورسالة فيما ‏شاع وذاع بِعِ‏ لم القراآن العظيم)تتناول العادات<br />

املستحبّة الناجتة عن تعليم القراآن الكرمي وقراءاته(،‏ والطريقة املحمّديّة والسرية االأحمديّة،‏<br />

واإيقاظ النائمني ‏)موضوعه اأنّ‏ يف التقوى خري،‏ اأمّ‏ ا االأعمال من اأجل الثواب الظاهر والنجاح<br />

فهي مكروهة،‏ واألّفه ردّاً‏ على كتاب خمالف الأبي السّ‏ عود العمادي،‏<br />

وامتحان االأذكياء)يف النحو(،‏ وكتاب االإرشاد،‏ وروضات اجلنات يف اأصول االعتقاد،‏<br />

واإظهار االأرسار)يف النحو(،‏ والعوامل اجلديدة،‏ وكفاية املبتدئ)يف الترصيف حقّقه الدّكتور<br />

اأحمد حممّد عبد النعيم(،‏ واالأمثلة يف ترصيف االأفعال،‏<br />

والصّ‏ حاح العجميّة)وهو نحو اللغة العربيّة مؤلّف بالفارسيّة(،‏ واإمعان االأنظار يف<br />

‏رشح املقصود يف الترصيف)كتاب تعليمي(،‏ واالإرشاد)يتحدّث عن االعتقاد والعبادة(،‏<br />

ورسالة البدر املنري،‏ ورشح ‏رشوح الصّ‏ الح،‏ ورسالة يف الفرائض والواجبات،‏ ورشح الهداية،‏<br />

ورشح االأحاديث االأربعني)له ‏رشح اأعدّه حممّد بن مصطفى االأقرماين احلنفي)ت 1174/<br />

1760(، وحمكّ‏ املتصوّفني واملنتسبني اإىل ‏سلوك طريق اهلل،‏ ورسالة معمولة الإبطال وقف<br />

النقود وبدون الوصيّة واالإضافة اإىل املوت املحدود)هذه الرّسالة ‏رشح على اإحدى رسائل<br />

اأبي السّ‏ عود(،‏ ورشح الدّر اليتيم يف القراءة،‏ والقول الوسيط بني االأفراج والتفريج،‏ ورسالة<br />

يف حلّ‏ مساألة يف الوقف،‏ ورسالة يف اأعداد ‏سجود السّ‏ هو،‏ ورسالة يف مساألة عهد االأجر<br />

من قراءة القراآن،‏ ومقامات،‏ ورسالة يف بيان احلجج الدالة على مدح املال واعتباره عند<br />

اهلل،‏ وجناة االأبرار،‏ ورسالة يف النّحو،‏ واآداب البحث)يوجد برشح املرعشي ‏ساجقلي زادة<br />

)4(<br />

املتوفى)‏‎1737‎‏(،ورسالة يف تفضيل الغني الشاكر ورسالة يف ذمّ‏ احليض واأحكامه.‏<br />

334


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

ورسالة الربكلي:‏ ورد يف كشف الظنون:‏ « هي رسالة كتبها بالرتكيّة , فَعَمّ‏ النفع بها<br />

بني العوام والنّسوان والصّ‏ بيان ؛ الأنها حمتوية على اإجمال االعتقاديات على مذهب اأهل<br />

السنة واجلماعة والعبادات واالأخالق يف ‏ضمن وصايا الأوالده واأقربائه وسائر املؤمنني<br />

اأجمعني )5( , اأمتها تقريباً‏ ‏سنة ‎970‎ه ورشحها الشيخ علي الصّ‏ دري القونويّ‏ املتوفى ‏سنة<br />

‎970‎ه.ورشح خمترص الكايف يف النحو )6( ، ونوادر االأخبار،‏ ونور االأخيار،‏ وتفسري ‏سورة<br />

البقرة،‏ وحاشية على ‏رشح الوقاية لصدر الرشيعة،‏ وتعليقة على اإصالح الوقاية يف الفروع<br />

البن كمال باشا،‏ وزيارة القبور البدعيّة والرضّ‏ كيّة)مطبوع(،‏ ورسالة يف التغني وحرمته،‏<br />

وجوب استماع اخلطبة،‏ والطماأنينة واالعتدال يف اأركان الصّ‏ الة لشيخ االإسالم اأحمد بن عبد<br />

احلليم احلرّاين الدّمشقي،‏ والشيخ حممّد بن بري علي تقيّ‏ الدّين الرّومي الربكويّ‏ ‏)حقّقه حممّد<br />

رحمة اهلل حافظ حممّد ناظم الندوي 2003. 1424/ )7( ، ومنها رسالة يف اأمثلة الترصيف<br />

التي قمتُ‏ بتحقيقها.‏<br />

رابعًا توثيق نِسبة الرّسالة اإىل مُوؤلفها الفاضِ‏ ل الربكويّ:‏<br />

اإنّ‏ ما يؤكد نسبة هذه الرّسالة اإىل ‏صاحبها الفاضل الربكوي اإثبات املؤلف ذلك يف<br />

الصّ‏ فحة االأوىل من املخطوطة،‏ فراأيناه يقول:‏ ‏»فلمّا اأَفضلَ‏ عليَّ‏ ذو الفضل العظيم,‏ بفضل<br />

اهلل ال زال يف حُ‏ ‏سن حفظِ‏ ه تعاىل فائضاً‏ عليه فضل اهلل واستعدّ‏ قريباً‏ للتاأديب والتّفيهم,‏<br />

وناسب اأمثلة الترصيف يف ابتداء التعليم،‏ وكان ما اشتهر منها حمُ‏ رَّفاً‏ وحمُ‏ ‏ّالً،‏ وعن<br />

‏سَ‏ مت الصّ‏ واب مُ‏ غريّ‏ اً‏ اأو مبدّالً...‏ اأَردتُ‏ َ اأ نْ‏ اأصنّفَ‏ رسالةً‏ منطويةً‏ على ما البدَّ‏ منه يف ‏»اأمثلة<br />

الترصيف«،‏ جمُ‏ ّ ردة عن الزوائد،‏ ‏»وما يُستغنى عنه يف الترصيفِ‏ ... «.<br />

وراأينا ناسخ هذه الرسالة يقول يف اآخرها:‏ ‏»واهلل تعاىل اأَعلمُ‏ بحقيقه احلال،‏ واإليه<br />

املرجعُ‏ واملاآلُ‏ ، ندعوه اأَنْ‏ يجعلَنا من العاملني العاملني،‏ واآخرُ‏ دعوانا اأَنِ‏ احلمدُ‏ هلل ربّ‏<br />

العاملني،‏ متّ‏ ‏رشحُ‏ االأمثلةِ‏ الفضليّةِ‏ كالهما ملن هو مولينا،‏ اأعني الفاضل الربكوي،‏ عليه<br />

رحمة القوي على يد عُ‏ مَر احلقري يف ‏سنة 1155«.<br />

خامساً‏ – عنوان الرّسالة:‏<br />

ذُكر عنوان الرسالة بوضوح وجالء يف مقدمة املخطوطة ؛ اإذ اأورد املؤلف الربكويّ‏ :<br />

‏»اأردت اأَنْ‏ اأصنفَ‏ رسالةً‏ منطويةً‏ على ما البدَّ‏ منه يف اأمثلة الترصيف«....‏ واأطلقَ‏ عليها<br />

الناسخُ‏ اسم ‏»االأمثلة الفضليّة«‏ عندما كتبَ‏ يف نهايتها:‏ »... واآخرُ‏ دعوانا اأَنِ‏ احلمدُ‏ هلل ربّ‏<br />

العاملني ثمَّ‏ ‏رشحُ‏ االأَمثلةِ‏ الفضليةِ؛ اإِذ نسبَ‏ ما وَرَد يف الرّسالة من ‏رشح وتفصيل لالأمثلة<br />

الرضّ‏ فية املتفقة , واالأمثلة الرضّ‏ فيّة املختلفة لصاحبها املؤلف الفاضل الربكويّ‏ .<br />

335


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

‏سادسً‏ ا وصف املخطوطة:‏<br />

النسخة التي اعتمدتها يف حتقيق ‏»الرّسالة الفضليّة«،‏ مُ‏ ‏صوّرة عن اأصلٍ‏ حمَ‏ فوظ<br />

يف مُ‏ ‏ؤسّ‏ ‏سة دار الطفل العربي ‏»دار اإسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون واالآداب«‏ برقم<br />

‏)‏‎87‎م-ث(،‏ وهذا تعريفٌ‏ تفصيليّ‏ بنسخة املخطوطة:‏<br />

‏•العنوان:‏ رسالة يف اأمثلة الترصيف / ‏رشح االأمثلة الفضلية.‏<br />

‏•املؤلف:‏ الفاضل الربكوي.‏<br />

‏•اأول املخطوطة:‏ احلمدُ‏ هللِ‏ ذي النعم الكثرية العظائم...وبعد،‏ فلمَّا اأفضل عليَّ‏<br />

‏•ذوالفضل العظيم الزال يف حُ‏ ‏سْ‏ ن حفظه تعاىل فائضاً‏ عليه فضل اهلل واستعدّ‏<br />

قريباً‏ للتاأديب والتفهيم.‏<br />

‏•واآخرها:...ندعوه اأَنْ‏ يجعلنا من العاملني العاملني،واآخر دعوانا اأن احلمد هلل<br />

رب العاملني،‏ متّ‏ ‏رشحُ‏ االأمثلة الفضلية.‏<br />

تاريخ النسخ:‏ 1742/1155<br />

‏•الناسخ:‏ عُ‏ مَر بن حممّد اجلركومي.‏<br />

عدد االأوراق:‏ 7<br />

عدد االأسطر يف الصفحة:‏‎23‎<br />

‏•نوع اخلط:‏ نسخ.‏<br />

والنسخة التي قُ‏ مت بتحقيقها كاملة وواضحة،‏ ولكنها ال تخلو من الغموض يف بعض<br />

املواضع،‏ لكن اأعانني اهلل – ‏سبحانه وتعاىل – على توضيح ما غمض منها واإزالة اإبهامه<br />

يف كثريٍ‏ من املواضع.‏<br />

336<br />

. •<br />

. •<br />

. •<br />

1 .<br />

2 .<br />

3 .<br />

‏سابعاً‏ اأهميّة الرّسالة،ودواعي حتقيقها:‏<br />

تكمن اأهميّة رسالة العالمة حمُ‏ يي الدين الربكوي يف االآتي:‏<br />

1 اأنّها تُضيفُ‏ مُ‏ ‏ؤلّفاً‏ تُراثيّاً‏ قيّماً‏ اإىل املَكتبة الرضّ‏ فيّة.‏<br />

2 اأنّها تتناولُ‏ مَ‏ باحثَ‏ ‏رضَ‏ فيّة مُ‏ تنوّعة وَشاملة،‏ كالبَحث يف االأفعالِ‏ الثالثيّةِ‏ وغريِ‏<br />

الثالثيّة ومَ‏ ‏صادرِها واأقسامِ‏ ها،‏ واملُشتقاتِ‏ واأنواعِ‏ ها،‏ باالإضافةِ‏ اإىل اأحوالِ‏ تثنيةِ‏<br />

االأسماءِ‏ وَجمْعِ‏ ها.‏<br />

3 املَنهج املتميّزالذي ظهرَيف تناولِ‏ الربكويّ‏ لتلك املَوضوعَ‏ اتِ‏ واملباحثِ‏ الرضّ‏ فيّةِ‏ وفق<br />

املُؤتلفِ‏ واملُختلف.‏<br />

. 4 4 تناوُ‏ له للمَباحثِ‏ الرضّ‏ فيّةِ‏ تناوالً‏ يتّسمُ‏ بالعُمقِ‏ وَاالأصالةِ‏ التي تكشِ‏ فُ‏ عَ‏ ن مَ‏ دى استيعابِ‏<br />

الربَ‏ كويّ‏ لتلك املَباحث،‏ وَمَ‏ دى رُسوخِ‏ قَدَمِ‏ هِ‏ يف هذا العِ‏ لمِ‏ وَغَ‏ ريِهِ‏ مِ‏ ن العُلومِ‏ .


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

ثامناً‏ منهج التحقيق:‏<br />

اعتمدتُ‏ املَنهجَ‏ العلميّ‏ املتبع يف حتقيق النصوص الرتاثيّة،‏ وكان على النّحو االآتي:‏<br />

1 . 1 قُ‏ متُ‏ بكتابةِ‏ الرّسالةِ‏ كتابةً‏ ‏سليمةً‏ مضبوطةً‏ واضحةً،‏ مُ‏ راعياً‏ الصّ‏ حة االإمالئيّة،‏ وواضعاً‏<br />

عَ‏ المات الرتقيم – التي تُساعد على تَوضيحِ‏ املعاين – يف اأماكنِها املُناسبةِ.‏<br />

‎2‎عملتُ‏ . 2 على تَصحيحِ‏ بعض الكلماتِ‏ من حيثُ‏ اختالفُ‏ نقطِ‏ ها وتغريّ‏ مَ‏ دلولها،‏ واأرشت اإىل<br />

ذلك يفِ‏ احلاشيةِ.‏<br />

‎3‎اأثبتُّ‏ . 3 همزاتِ‏ القطعِ‏ واملَدّات يف اأماكِ‏ نها املُناسبةِ‏ التي اأَهمَلها املُؤلفُ‏ اأَثناء الكتابةِ.‏<br />

‎4‎فرضّ‏ . 4 تُ‏ معاين املفرداتِ‏ الغامضة من خاللِ‏ املعاجمِ‏ اللغويةِ‏ املختلفةِ.‏<br />

‎5‎قمتُ‏ . 5 بتَوضيحِ‏ بعض العباراتِ‏ ‏،وبعض املُصطلحاتِ‏ الرضّ‏ فيّةِ‏ التي استخدمَ‏ ها املُؤلفُ‏<br />

يف ‏رضَ‏ حِ‏ هِ‏ لالأمثلةِ‏ الترصيفيّةِ‏ املتفقةِ‏ واملُختلفةِ.‏<br />

. 6 6 عَ‏ لقتُ‏ على املباحثِ‏ واملسائلِ‏ الرضّ‏ فيّة التي تناولها املؤلفُ‏ بلغته العالية؛ وذلك من<br />

خالل الرّجوعِ‏ اإِىل مَ‏ ‏صادرَ‏ وَمراجعَ‏ اأَكرث وُ‏ ‏ضوحً‏ ا.‏<br />

337


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

القسم الثاني:‏ نصّ‏ الرّسالة حمحُ‏ قّقاً‏<br />

رسالة يف أمثلة التصريف<br />

للعالّمة حمحُ‏ يي الدين)•(‏ حممّد بن بري علي الربكويّ‏<br />

هُوَ‏ العِاملُ‏ النحريُر فَوْقَ‏ زَمانِهِ‏<br />

املتوفى سنة ‎981‎ه<br />

محُقدّمة املحُؤّلف<br />

‏/‏‎1‎أ/‏ بسم اهلل الرّمحن الرّحيم<br />

وبه ثقتي:‏<br />

هُوَ‏ العَامِلُ‏ التّغويرُ‏ زُهْ‏ د اتّقائِهِ‏<br />

احلمدُ‏ هلل ذي النّعم الكثرية العِ‏ ظام،‏ والصّ‏ الةُ‏ على حَ‏ بيبهِ‏ حمُ‏ مّد اأَفْضل االأَنام،‏ وعلى اآلهِ‏<br />

الربَ‏ رةِ‏ وصَ‏ حْ‏ بِهِ‏ الكِ‏ رام،‏ وعلى مُ‏ تّبعيه باإحسانٍ‏ اإىل يومِ‏ القيام،‏ وبَعْد /<br />

فلمّا اأَفْضَ‏ ل عليَّ‏ ذو الفَضْ‏ ل العَظيم،‏ بِفَضْ‏ ل اهلل ال زالَ‏ يف حُ‏ ‏سْ‏ نِ‏ حِ‏ فْظِ‏ هِ‏ تَعاىلَ‏ فائضاً‏<br />

عليه فَضْ‏ ل اهلل واستعدّ‏ قريباً‏ للتّاأديب والتّفهيم،‏ وناسَ‏ بَ‏ اأ َ مْ‏ ثلةَ‏ التّرصيف يف ابتداء التّعليم،‏<br />

وكانَ‏ ما اشْ‏ تهَ‏ ر مِ‏ نْها حمُ‏ رّفاً‏ وحمُ‏ ‏ّالً،‏ وَعْ‏ ن ‏سَ‏ مْتِ‏ )8( الصّ‏ واب مُ‏ غريّ‏ ‏ًا ومُ‏ بدّالً،‏ وعلى الزّوائدِ‏<br />

وسُ‏ وءِ‏ الرتّ‏ تيبِ‏ حمُ‏ ْ توياً،‏ وعَ‏ ن بَعْض املهمّات عَ‏ ارياً‏ وخَ‏ الياً،‏ ‏صَ‏ حّ‏ فهُ‏ النّاظرونَ‏ والنّاسِ‏ خُ‏ ونَ‏ ،<br />

بَعْضُ‏ هم جَ‏ هَ‏ لةٌ‏ ال يَسْ‏ تَخرجُ‏ ون،‏ وبَعْضُ‏ هم عَ‏ مْداً‏ يُغريّ‏ ون،‏ يَزيدونَ‏ ويُنْقِصُ‏ ون يريدونَ‏ االإصْ‏ الحَ‏<br />

فَيُفْسِ‏ دُونَ‏ .<br />

اأَرَدْتُ‏ اأَنْ‏ ُ اأصَ‏ نّفَ‏ رِسَ‏ الةً‏ مُ‏ نْطويةً‏ عَ‏ لَى مَ‏ ا البُدّ‏ مِ‏ نْهُ‏ يف اأَمْ‏ ثلةِ‏ التّرصيفِ‏ )9( ، جمُ‏ ّ ردةً‏ عَ‏ ن<br />

الزّوائدِ‏ وَمَ‏ ا يُستَغْنَى عَ‏ نْه يف التّرصيفِ‏ ، ‏سَ‏ ائِالً‏ مِ‏ نَ‏ اهللِ‏ تعاىل ومُ‏ ترضّ‏ عاً‏ اإليه اأن يُبْعدين<br />

مِ‏ ن )10( السُّ‏ مْعةِ‏ وَكُ‏ لّ‏ ما يُعاب عليه،‏ واأَنْ‏ يجعله خالصاً‏ لِوَجْ‏ هِ‏ هِ‏ الكَرمي،‏ واإيّاي )11( ممِ‏ ‏ّن اأََتَى اهلل<br />

بِقْلبٍ‏ ‏سَ‏ ليمٍ‏ ، واأَنْ‏ يَنْفَعَ‏ بِهِ‏ وَلَدي االأَعزّ‏ وسائِر الطّ‏ البني،‏ واأَنْ‏ يَغْفرَ‏ يل خطيئتي يوم الدّين،‏ اإنّهُ‏<br />

هُ‏ وَ‏ اأَرْحمُ‏ الرّاحمني،‏ يُجيب اإذا دُعي دَعْ‏ وةَ‏ الدّاعني،‏ غَ‏ فَر اهللُ‏ تعاىل لِعَبدٍ‏ قالَ‏ اآمين.‏<br />

338


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

339<br />

محُقدّمة )12( :<br />

‏)حدّ‏ التّرصيف(:‏<br />

اعْ‏ لَم اأَنَّ‏ الرضّ‏ فَ‏ عِ‏ لْمٌ‏ باحَ‏ ثٌ‏ عَ‏ نِ‏ االأَحْ‏ والِ‏ العارِضَ‏ ةِ‏ للمُ‏ فْرداتِ‏ حَ‏ قيقةً‏ اأَوْ‏ حُ‏ كْماً‏ لذاتِها مِ‏ ن<br />

غري مُ‏ قارنتها لِلَفْظٍ‏ اآخَ‏ رَ‏ مِ‏ نْ‏ حَ‏ يْثُ‏ ‏صُ‏ ورُها ومَ‏ وادُّها مَ‏ اأخوذتني عَ‏ لَى وَجْ‏ هٍ‏ كلّي.‏<br />

وَقَولُنا:‏ لِذَاتها من غَ‏ ريْ‏ مُ‏ قَارَنَتِها لِلَفْظٍ‏ اآخر يَخْ‏ رُج االإعْ‏ رابُ‏ والبناءُ،‏ فاإنَّهما عَ‏ ارضانِ‏<br />

لِلْمُ‏ فردات لكنْ‏ ال مِ‏ نْ‏ حَ‏ يْث هِ‏ يَ‏ مُ‏ فْردات بَلْ‏ مِ‏ نْ‏ حَ‏ يْثُ‏ اإنّها مُ‏ ركّ‏ بات مَ‏ ع الغَري )13( ‏،واأَمّ‏ ا بَحْ‏ ثُهُ‏ م عَ‏ ن<br />

اإدْغامِ‏ اآخِ‏ ر اأَحَ‏ دِ‏ اللفظني يف اأوّلِ‏ االآخرِ‏ املمَاثِل واملجَ‏ انِسِ‏ له واأَمثاله فَعَلَى ‏سبيلِ‏ االسْ‏ تِطْ‏ رادِ‏<br />

وتكثرياً‏ للفائدةِ.‏<br />

وتوضيحُ‏ هذا التنِّعريف اأَنّ‏ الوَضْ‏ عَ‏ وَهو جَ‏ عْل اللّفظ باإزاء املعْنَى على نَوْعَ‏ نيْ‏ : ‏شَ‏ خْ‏ ‏صِ‏ يّ‏<br />

‏سَ‏ ماعيّ‏ . وهو تَعْيني لَفْظ مبادّتِهِ‏ وَصُ‏ ورتِهِ‏ اجلُزئيّتني للدّاللة عَ‏ لَى مَ‏ عْنى ‏)كنَرضَ‏<br />

الباحث منه يُسمّى عِ‏ لْماً.‏<br />

(، والعلم<br />

)15(<br />

ونَوْعي قياسِ‏ يّ‏ : وهو تَعْيني ‏صُ‏ ورةٍ‏ كُ‏ لّيّةٍ‏ مُ‏ فْردةٍ‏ اأَوْسَ‏ ع جزءاً‏ )14( من املادّة زائد<br />

ماأخوذٌ‏ بالنّوع برضَ‏ ائِطَ‏ خمَ‏ ْ ‏صُ‏ وصةٍ‏ . فَاالأَوّل كَ‏ نَرضَ‏ ، فاإنّ‏ ‏صُ‏ ورتَهُ‏ الكُ‏ ليّة يف الفِعْل دالّةٌ‏ عَ‏ لَى<br />

الزّمانِ‏ املاضِ‏ ي.‏ والثاين كَ‏ مَنْصُ‏ ور,‏ فاإنَّ‏ ‏صُ‏ ورَتَهُ‏ مَ‏ عَ‏ امليمِ‏ الزّائدِ‏ يف اأَوّله،‏ والواو بَعْد عَ‏ يْنِهِ‏ يف<br />

الصّ‏ فاتِ‏ دالّةٌ‏ عَ‏ لَى مَ‏ نْ‏ وَقَعَ‏ عَ‏ لَيهِ‏ احلَدَثُ‏ )16( ‏.والعِ‏ لم الباحث مِ‏ نْهُ‏ يُسمّى عِ‏ لْمَ‏ الرضَّ‏ ف,‏ لكن لَيْسَ‏<br />

مَ‏ قْصوراً‏ عَ‏ لَيْه ملِ‏ ‏َا عَ‏ رَفْت.‏<br />

فبحثُ‏ الرضَّ‏ فِ‏ عَ‏ نِ‏ املوْضوعاتِ‏ والتغيرياتِ‏ القياسّ‏ يتني وذِ‏ كر غري القياسيّ‏ فيه استطراد<br />

ملشَ‏ ابهتِهِ‏ القياسيّة بنوع ‏ضَ‏ بطٍ‏ يوجدُ‏ فيه كما يف اجلُموعِ‏ املكَرضّ‏ ةِ)‏‎17‎‏(‏ السّ‏ ماعّ‏ ية،‏ فاإنّها تُذكر<br />

يف الرضّ‏ فِ‏ على وَجْ‏ هٍ‏ يحصلُ‏ بِهِ‏ نوعُ‏ قياسٍ‏ ال مِ‏ ن حَ‏ يْث خُ‏ ‏صوصيتها مُ‏ نْترشة فَاإنّها مِ‏ ن تِلْك<br />

احلَيْثيّةِ‏ تُذكرُ‏ يف اللّغةِ،‏ وكذا املصادرُ‏ الثالثيّة االأبواب،‏ اأَوْ‏ لتكثري الفائدةِ‏ اأَوْ‏ غريهما.‏<br />

‏)موضوع علم الرشّ‏ ف(:‏<br />

فَقَد عُ‏ لِمَ‏ ممِ‏ ‏ّا ذُكر اأَنّ‏ مَ‏ وْضوعَ‏ هُ‏ املفرداتُ‏ املذكورةُ‏ مِ‏ ن احلَيْثيّةِ‏ املخصوصةِ‏ املعربّ‏<br />

عَ‏ نْها باالأَبْنية )18( ، اأَعْ‏ ني االألفاظ باعتبار حَ‏ ركاتِها وسكناتِها )19( يف غري اآخرها واأصولِها<br />

وزوائِدها والرتّ‏ تيبِ‏ فيها بحَ‏ ‏سبِ‏ االأَصْ‏ ل عَ‏ لى وَجْ‏ هٍ‏ كُ‏ لّي.‏<br />

واإمنّ‏ ا قُ‏ لْنا يف غَ‏ ريْ‏ اآخرِها اأَنّ‏ حَ‏ ركةَ‏ االآخرِ‏ وسكونَهُ‏ ال يُغَريّ‏ البناء،‏ ولذا جَ‏ وّزوا االإعاللَ‏<br />

يف اآخرِ‏ املُلْحقاتِ‏ . ثُمّ‏ اعلم اأَنّ‏ الكُ‏ ليّةَ‏ مُ‏ عتربةٌ‏ يف االأُصولِ‏ باجلنْسيّة ويف غريها بالنّوعيّة،‏<br />

وكلُّ‏ حَ‏ رْفٍ‏ مِ‏ ن حُ‏ روف التّهجي نَوْعٌ‏ ، وكذا كلُّ‏ حركةٍ‏ من احلركاتِ‏ الثالث )20( , ومُ‏ طلق احلَرفِ‏


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

واحلركةِ‏ جنس,‏ « فَمَقْتَل ومَ‏ نْرضَ‏ » بناءٌ‏ واحدٌ‏ )21( ، وكذا نَرضَ‏ َ وقالَ‏ ونُرضِ‏ َ وقيل بخالفِ‏ اأَكرَمَ‏<br />

واأُكرِمَ‏ ، وَقاتلَ‏ وَقُ‏ وتِلَ‏ ، واالأعراضُ‏ الذّاتيّة لَها هي االأحوال،‏ العارضةُ‏ لَها لذاتِها اإمّ‏ ا حلاجةٍ‏<br />

مَ‏ عْنويّةٍ‏ هي اإفادتُها املعْنى والبحثُ‏ عً‏ نْها هو املقصود مِ‏ نَ‏ الرضّ‏ ف كَ‏ كَوْنهِ‏ تَثْنيةً‏ وَجَ‏ معاً‏<br />

ومُ‏ ‏صغّراً‏ ومَ‏ نْسوباً‏ وَمْ‏ ‏صدراً‏ وماضياً‏ وغريها مِ‏ نَ‏ املشتقاتِ‏ ، اأوْ‏ حلاجةٍ‏ لَفظيّةٍ‏ كتَخفيف<br />

الهَ‏ مزةِ،‏ واالإدغام،‏ واالإعالل.‏<br />

‏)غاية علم الرشّ‏ ف(:‏<br />

واأمّ‏ ا غايتُهُ‏ فَهُ‏ وَ‏ االستغناء يف مَ‏ عْرفةِ‏ االألفاظِ‏ الكثريةِ‏ القياسيّة وَمعانيها بِسَ‏ ماعٍ‏ وَاحدٍ‏<br />

مِ‏ نْها مع تَفْسريه عن ‏سَ‏ ماعِ‏ الباقي وتَفسريِهِ،‏ فَيتمكّن مِ‏ نَ‏ الضّ‏ بطِ‏ بسُ‏ هولَةٍ‏ وَياأْمَ‏ ن من اخلَطاأ<br />

يف تلفّظها،‏ وَيعرفُ‏ هُ‏ اإنْ‏ ‏صَ‏ دَرَ‏ عَ‏ نْ‏ غريهِ.‏ فَهذهِ‏ فائدةٌ‏ عظيمةٌ.‏<br />

بيان االقتصار على ما ذحُكر مِن األَمثلةِ‏ املختلفةِ:‏<br />

ملَ‏ ‏ّا كانَ‏ بحثُ‏ الرضّ‏ فِ‏ مَ‏ قْصوراً‏ على املوضوعات النّوعيّةِ‏ والتّغريات القياسيّة )22( ،<br />

وكان االأوىل هي املقصودة االأصليّة ومُ‏ ‏ستلْزمة ملعرفةِ‏ بعض اأَنواعِ‏ الثانيةِ،‏ ومدار املعرفة<br />

بعضها االآخر فاإنّا اإمنا عَ‏ رفْنا اأَنّ‏ ‏)قال ) مُ‏ غريَّ‏ مِ‏ نْ‏ ‏)قول(،‏ لِعلْمِ‏ نا اأَنّ‏ البناءَ‏ املوضوع<br />

ملِ‏ اضي الثالثي مُ‏ تحرّك العَنيْ‏ وسَ‏ هل املعرفة للمبتدئ،‏ بخالف الثاين،‏ اقترصنا يف هذه<br />

الرّسالةِ‏ عليها،‏ ثُمّ‏ اإنها على نَوْعَ‏ ني )23( : اشتقاقية )24( ‏،وهي ما دلّ‏ على حَ‏ دَثٍ‏ وحْ‏ دَهُ‏ اأو مَ‏ ع<br />

غريه.‏ وغري اشتقاقية بخالفِ‏ هِ‏ كاملصَ‏ غّرِ‏ واملنسوبِ‏ والتثنيةِ‏ واجلمع.‏ وملّا كان )25( االأوىل اأكرث<br />

عَ‏ دَدَاً‏ واستعماالً‏ وفائدةً‏ مَ‏ ع كوْن الثانية تطراأ عليها بال عكس،‏ ذكرنا اأَمْ‏ ثلتَها على التفصيل،‏<br />

وتركنا املصغّر واملنسوبَ‏ راأساً‏ لتعرضّ‏ معرفتِهما؛ لكرثةِ‏ التغريّ‏ فيهما،‏ واكتفينا مِ‏ ن التثنيةِ‏<br />

واجلمعِ‏ مبا تطراأ على االأسماء االشتقاقية لظهور املقايسةِ‏ لعَدَم كرثة التغريّ‏ . ثمّ‏ اإنّ‏ تلك<br />

املوضوعات االشتقاقية اإمنَّ‏ ا يجوزُ‏ لنا القياسُ‏ فيها اإذا ‏سَ‏ معنا واحداً‏ مِ‏ نْها يف بابِهِ,‏ وليس<br />

لنا اأن ننقله اإىل بابٍ‏ اآخر بدونِ‏ السّ‏ ماعِ‏ ، فاإذا ‏سَ‏ مِ‏ عْنا قِ‏ ‏سْ‏ نا فيه اأيضاً،‏ وهكذا يف كلّ‏ باب.‏<br />

ويف الثالثي املجرّد البدّ‏ مِ‏ ن ‏سَ‏ ماعِ‏ حركةِ‏ العَنيْ‏ يف املاضِ‏ ي واملضارع ؛ الأنّه ‏سَ‏ ماعيّ‏ ،<br />

وكذا مَ‏ ‏صْ‏ درُه املؤكّ‏ د،‏ لكن ملّا كانَ‏ اأَصلُ‏ اجلميع على قولٍ‏ ‏/‏‎2‎اأ/‏ ما رضينا نرتكه بالكُ‏ ليّة،‏<br />

بَلْ‏ ذَكرنا مِ‏ نْ‏ كلّ‏ بابٍ‏ وَزنَهُ‏ الغالبَ‏ فيهِ‏ لقربِهِ‏ من القياس،‏ ويف قِ‏ ياسيّةِ‏ بَعْضِ‏ ها ‏رضُ‏ وط اأُخَ‏ ر<br />

‏سَ‏ نذكرها اإنْ‏ ‏شاء اهللُ‏ تعاىل،‏ فَظَ‏ هر مِ‏ ن هذا احتياجُ‏ نا اإىل مَ‏ عْرفةِ‏ االأَبوابِ‏ واإنْ‏ كانت ‏سماعيّة<br />

فالبُدّ‏ اأنّ‏ نُبيّنَها قبل املوضوعات النّوعيّة.‏<br />

340


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‏)بيان الأبواب(:‏<br />

بيان االأبواب:‏ جمموعُ‏ ما ثبت فِ‏ يْها باالستقراءِ‏ اأَحد واأَربعون،‏ وَلْنذكر وَجْ‏ هاً‏ للضّ‏ بط<br />

والرتّ‏ تيب املوضوع النّوعي االشتقاقيّ‏ ماضيه املفرد املذكّ‏ ر الغائب اإمّ‏ ا جمُ‏ رّد اأَوْ‏ مزيد فيه )26( .<br />

فاملجّ‏ ردُ‏ ال يكونُ‏ حروفُ‏ ه االأصول اأقل من الثّالثَة ؛ اإذْ‏ البد مِ‏ نْ‏ حرف مُ‏ تحرّك لالبتداء<br />

واآخر ‏ساكن للوَقف عليه،‏ فَلمّا تنافيا يف الصّ‏ فة كَ‏ رهوا مُ‏ قارنَتَهما )27( ، وَفَصلوا بيْنهُ‏ ما بحرفٍ‏<br />

اآخر ال يُعْترب فيه حَ‏ رَكةٌ‏ وال ‏سُ‏ كونٌ‏ وال اأكرث مِ‏ نَ‏ االأَرْبعةِ‏ لِكَرثْ‏ ةِ‏ ترضّ‏ فِ‏ الفِعل،‏ والأَنّهُ‏ يتّصلُ‏ به<br />

الضمريُ‏ املرفوعُ‏ ، ويصريُ‏ كاجلزْءِ‏ مِ‏ نه حتّى تُعّدان كلمةً‏ واحِ‏ دةً.‏ فاخلُماسيّ‏ فيه كالسّ‏ داسيّ‏<br />

يف االسم وقَدْ‏ رَفَضُ‏ وهُ‏ لئالّ‏ يتوهمّ‏ اأنّه كلمتان.‏<br />

فاملجرّد اإما ثالثيّ‏ اأو رُباعيّ‏ ، والثالثي ملّا كان اأخفّ‏ استعملوهُ‏ يف مَ‏ عانٍ‏ كثريةٍ‏ خمُ‏ تلفةٍ‏ ،<br />

فَوَضعوا االأبنيةَ‏ خمُ‏ تلفةً؛ ليدلّ‏ على اختالف املَعنى وتناسبًا،‏ وهي ‏ستّة الأنّه ال يكونُ‏ اأوّلُهُ‏<br />

اإالّ‏ مفتوحاً‏ لتعذّر االبتداءِ‏ بالسّ‏ اكن،‏ وثقل الضمّة والكرسة.‏ واأمّ‏ ا املبنيُّ‏ للمفعولِ‏ )28( فلقلّته<br />

استعماالً‏ وبناء اأقلّه مِ‏ ن جميع الثالثي هيْئة واحدة وعروضه لكلّ‏ مَ‏ بْنيّ‏ للفاعِ‏ ل،‏ ولذا مل يَعُد<br />

باباً‏ مستقالّ‏ ً، بل اأُدرج يف باب املبني للفاعلِ‏ ، ورعايةُ‏ املناسبة بَنيْ‏ َ اللفظِ‏ واملْعنَى يسوغ<br />

الضمّ،‏ بَلْ‏ اأوجَ‏ بهُ‏ وال وسطه اإال مُ‏ تحرّكاً‏ لئالّ‏ يلتبس باملصدر يف الوقفِ‏ واتصال الضّ‏ مري،‏<br />

اإذ االأصلُ‏ الغالبُ‏ يف مَ‏ ‏صْ‏ در الثالثي هو الفعل لكرثتهِ‏ والرّجوعِ‏ اإليهِ‏ اإذا اأُريد املّرة كذا قال<br />

اخلليل )29( ، واحلركة ثالثة،‏ وعرفت اأنّه ال دَخْ‏ لَ‏ حلركةِ‏ االآخر وسكونهِ‏ يف البناء،‏ فحصل ثالثة<br />

اأَبْنية.‏<br />

وملَ‏ ‏ّا كان الفتحةُ‏ اأَخفّ‏ استعمل يف معانٍ‏ كثريةٍ‏ ، واأشري اإليها بتحريك عنيِ‏ املضارع<br />

باحلركات الثالث،‏ اإذْ‏ فاوؤهُ‏ ‏ساكنة لتوايل اأربع حركات،‏ وقربه مِ‏ ن ‏سَ‏ ببِه وهو حرف املضارعة<br />

املفتوحة خلفّتها،‏ وتعذّر السّ‏ كون.‏ لكن ملّا فاتَ‏ يف الفَتْحتني املخالفة التي هي االأصل اإذْ‏<br />

مَ‏ عْنى املاضي خمُ‏ الفٌ‏ ملعنى املضارع فيناسبُهُ‏ اختالفُ‏ العْينني،‏ اإذْ‏ هو امليزان - كما<br />

‏سَ‏ بَق قَبْل ذلك الباب-‏ اسرتُ‏ ط فيه كوْن عينه اأو المه حرفَ‏ حلْق )30( ثقيالً‏ ؛ ليجرب فوتَ‏ االأصل<br />

بحصولِ‏ اخلفّة.‏ وملّا مل يكرث املْعَنى يف الكرسةِ‏ كرثته يف الفتحة،‏ وثقل الصّ‏ عود من الكرسةِ‏<br />

اإِىل الضّ‏ مة فُ‏ تح عنيُ‏ مضارعها،ومل يكرس بكرسةٍ‏ الزمة اإالّ‏ اإذا كان فاوؤه مُ‏ عتالّ‏ ً، اإذْ‏ يحصلُ‏<br />

خفّة بسقوط الفاء فيعارض يف االأصل فوزّعت فكُ‏ ‏رست يف بعضِ‏ ها رعايةً‏ لهما،‏ واأمّ‏ ا الضمّةُ‏<br />

فوضعوها للصّ‏ فاتِ‏ الالزمة لها،‏ واأفعال الطّ‏ بائع املسلوب عنها اختيار ‏صاحبها ملناسبته<br />

لها يف اللزوم،‏ فاإنّ‏ انضمامَ‏ اإحدى الشفتني اإىل االأُخرى الزم يف الضمّة كلزوم انضمام<br />

تلك الصّ‏ فات اإِىل ‏صاحبها،‏ وملشابهة تلك الصفات ملِ‏ ‏َا اأُسند يف املبني للمفعول يف ‏سَ‏ لْب<br />

االختيار،‏ فكما اأنّ‏ الضمّةَ‏ جُ‏ علت عالمةً‏ له - كما ‏سيجيء - جُ‏ علت اأَيضً‏ ا عالمةً‏ ملِ‏ ‏َا اأشبهه,‏<br />

والتزموا ‏ضَ‏ مّ‏ عَ‏ ني املضارع اأيضاً‏ حتقيقاً‏ ملُقتضى تلك املشابهة اإذا للزوم يف الصفات<br />

341


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

املذكورة وسلب االختيار.‏ والضّ‏ مةُ‏ يف املبني للمفعول ال يختص باملاضي فحَ‏ ‏صَ‏ ل ممِ‏ ‏ّا<br />

ذكرنا اأَنّ‏ اأبنيةَ‏ الثالثي باالأصالةِ‏ ثالثة،‏ وباعتبارِ‏ املضارع ‏ستّة )31( ، واأَنّ‏ االأصلَ‏ ما اختلف<br />

حركةُ‏ عينهِ‏ فَلِذا كَ‏ رثُ‏ كلماتُه واستعماله،‏ وسُ‏ مّي بدعائم االأبواب واستحقّ‏ تقدميه،‏ ثم مفتوح<br />

املاضي منها خلفّتها وتقدّم املاضي ثم مضموم املضارع منه لعلويّة الضمّة.‏<br />

وقد علم من هذا وجه تقدمي الرابع على اخلامس،‏ ووجه تقدميه على السّ‏ ادس مع كونه<br />

قليالً‏ جدّاً‏ ومل يجئ من الصّ‏ حيح اإالّ‏ على طريق اجلواز والفرعيّة.‏<br />

واأمّ‏ ا الرّباعي فلكرثة حُ‏ روفِ‏ ه مل يَجِ‏ ئ منه اإالّ‏ بناءٌ‏ واحدٌ‏ )32( ، ولزم فيه ‏سكونُ‏ اأَحد<br />

حروفهِ‏ لِئالّ‏ يلزم توايل اأربع حركات وعني العني؛ اإذ الالّ‏ م الثانية يسكن عند اتّصال الضمري<br />

املرفوع املتحرّك حَ‏ مْالً‏ على الثالثي ليكونا على وتريةٍ‏ واحدةٍ‏ ، فلو اأُسْ‏ كن الالمُ‏ االأوىل التقى<br />

‏ساكنان،‏ والتزم الفتح يف البواقي للخفّة.‏<br />

واأمّ‏ ا املزيدُ‏ فيه،‏ فنوعان )33( ‏،الأنّه اإن زيد فيه على الثالثي فمزيد الثالثي واإن زيد فيه<br />

على الرّباعيّ‏ فمزيد الرّباعيّ‏ ، وملّا كان هذا اأصالً‏ لبعض اأقسام االأوّل قدّمناه فنقول زائدة.‏<br />

اأما واحد اأو اثنان ومل يزد ثالثة لئال يخرج عن االعتدالِ‏ ويظنّ‏ اأنّه كلمتان،‏ فاالأول<br />

بناءٌ‏ واحدٌ‏ بزيادة التاءِ‏ املفتوحةِ‏ يف االأوّل،‏ والثاين بابان الأنّ‏ اأحدَ‏ الزائدين فيه همزةُ‏ وَصْ‏ لٍ‏<br />

مكسورةٌ‏ يف اأوّله،‏ والثاين اإمّ‏ ا نونٌ‏ ‏ساكنةٌ‏ بعد عينيهِ‏ قدّمناه لتقدّم الزّائد وكذا يف اأمثالِه،‏<br />

واإمّ‏ ا تكريرُ‏ الالم االأخريةِ‏ مع االإدغام بنقلِ‏ حركتهِ‏ اإىل الالم االأوىل السّ‏ اكنة،‏ ويجوزُ‏ اأن يكونَ‏<br />

الزائدُ‏ االأَوْىل بسكونها والثانية؛ الأنّ‏ االآخر بالزيّادة اأَنسب،‏ وكذا كلّ‏ تكرير فاإنْ‏ كان االأولُ‏<br />

مُ‏ تحركاً‏ فالزائدُ‏ الثاين بال خالف،‏ والفاءُ‏ ‏ساكنةٌ‏ يف هذين البابني.‏<br />

واأمّ‏ ا مزيدُ‏ الثالثي فثالثة اأصناف )34( ، الأنّ‏ الزّائدَ‏ اإمّ‏ ا واحدٌ‏ اأو اثنان اأو ثلثة ال غري،‏ ملا<br />

مرّ‏ من الصّ‏ نف االأول قسمان الأنه اإمّ‏ ا مُ‏ لحقٌ‏ بالربّاعيّ‏ اأو غري مُ‏ لحق،‏ ومعنى االإحلاق:‏ جَ‏ عْل<br />

مثال على مثال اأزيد منه،‏ باأن يزادَ‏ فيه حرفٌ‏ ، ويُجعلُ‏ يف مقابلة احلرف االأصلي من االأصلِ‏ ،<br />

واإنْ‏ كانَ‏ فيه زائدٌ‏ جيء به يف الفرعِ‏ موضعه يف االأصل،‏ ويكون الزّائدةُ‏ ملجرّد املوازنة؛<br />

ليعاملَ‏ معاملته يف التكبري والتصغري واملصدر ونحوها،‏ فاسْ‏ تَخْ‏ رجَ‏ ليس مُ‏ لحقًا باحْ‏ رَجنْ‏ َ م،‏<br />

وال مَ‏ قْتَل بجَ‏ عْفَر،‏ وال اأكْ‏ رمَ‏ بدَحْ‏ رَجَ‏ )35( , والثاين اأحقُّ‏ بالتقدمي ؛ لكرثتهِ‏ استعماالً‏ واإفراداً،‏<br />

واأصالتُهُ‏ بالنسبة اإىل الثاين فهو ثالثة اأبواب ؛ الأن الزائدَ‏ فيه اإمّ‏ ا من جنسِ‏ االأصول،‏ وال<br />

يكونُ‏ اإالّ‏ من جنسِ‏ العَني ليدغم،‏ اإذْ‏ يف الفاء ال يُدغم اأصالً،ويف الالم عند اتّصاله بالضمري<br />

املرفوع املتحرّك.‏ والتُزم الفتحُ‏ يف الفاء والعني للخفّة قدّمناه )36( على الثالث لكون الزائد<br />

من جِ‏ نْس االأصول مع احتمال اشرتاكِ‏ الثالث يف حملّ‏ الزّيادة بخالفِ‏ االأوّل،‏ واالألفُ‏ خلفتّها،‏<br />

فهي اإمّ‏ ا يف االأول فيصري همزةً‏ مفتوحة،‏ فيكون الفاءُ‏ ‏ساكناً،‏ والعنيُ‏ مفتوحاً‏ ملا مَ‏ رّ،‏ اأو بني<br />

الفاءِ‏ والعنيِ‏ ؛ اإذ ما بعد العني حملّ‏ زيادة األف املصدر،‏ ‏/‏‎3‎اأ/‏ وبعد الالم يلتبس بالتثنية.‏<br />

342


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

)37(<br />

وامللحقُ‏ ثمانية اإمّ‏ ا بتكريرٍ‏ اأو بزيادةٍ‏ ، واملكرّرُ‏ اإمّ‏ ا فاءٌ‏ على مَ‏ ذهب الكوفيني<br />

اخرتناه لظهور االشتقاق،‏ وملّا مل يُوجد متاثل بني الفاءِ‏ والعنيِ‏ يف االأصول،‏ فَصَ‏ لوا بَينهما<br />

بالعني،‏ ورضَ‏ ‏َطوا اأَنْ‏ يكونَ‏ مُ‏ ‏ضاعفاً‏ ليستاأنس الفصلُ‏ بالفصلِ‏ ويتقوّى،‏ وكذا مل يكرّروا العنيَ‏<br />

لالإحلاق )38( للزوم اللّبس والثّقل واالستيحاش )39( اأوال،‏ فال يُدغم لئالّ‏ يبطل االإحلاق بتسكنيِ‏<br />

ما قبلَ‏ االآخر،‏ والزّائد ال يكون اإالّ‏ حرفٌ‏ لعلّةِ‏ كرثة دَوْرها وزيادتها اأو مُ‏ ‏شبّهاً‏ بها وهو النّون،‏<br />

وال يُزاد اإالّ‏ ما قبلَ‏ االآخر،‏ الأنّ‏ حرفَ‏ االإحلاق ال يكونُ‏ يف االأوَّل،‏ وهمزةُ‏ ‏)اقْعَنْسَ‏ ‏سَ‏ ) ليست<br />

لالإحلاق بَلْ‏ لالبتداء،‏ وتاء ‏)جتَ‏ َ وْرَبَ‏ ) للمطاوعة،‏ ومل يزد بني الفاءِ‏ والعنيِ،‏ للزوم ‏سُ‏ كونه<br />

فَيخَ‏ فْى يف اأكرث املواضع،‏ فال يُقال احلرف الصّ‏ حيح.‏<br />

واأمّ‏ ا نوُن اقْعَنْسَ‏ ‏سَ‏ فللمطاوعةِ‏ كنونِ‏ اأصله،‏ واإمنّ‏ ا حرفُ‏ االإحلاق السّ‏ ني االأخرية،‏ وال<br />

بعدَ‏ الالم للزوم ما ذكر عند اتّصال تاء الضّ‏ مري،‏ اأمّ‏ ا حرفُ‏ العلّة،‏ فاالألفُ‏ ال يزادُ‏ اإالّ‏ اآخراً؛ الأنَ‏<br />

حرفَ‏ املدّ‏ لغاية خفّته،‏ ال يقال احلرف الصّ‏ حيح اإال يف االآخر،‏ الأنه عُ‏ رضة السّ‏ كون والتّغري،‏<br />

فجازَ‏ اأَنْ‏ يُقالَ‏ حرف املدّ،‏ وينقلبُ‏ ياءً‏ عند زوال فتحةِ‏ مَ‏ ا قبله )40( اأَوْ‏ اتّصال الضّ‏ مري املرفوع<br />

حمْالً‏ على نحو ‏)رَمَ‏ يْتُ‏ (، فلذا يُكتب على ‏صورة الياء.‏ وقال بعضهم ال يزادُ‏ االألفُ‏ لالإحلِ‏ اق<br />

اأصالً،‏ واإمنّ‏ ا يزادُ‏ الياء فينقلب األفاً،‏ فلذا يكتبُ‏ بالياءِ‏ ويرجعُ‏ اإليه عند زوالِ‏ الفتحة،‏ وكالهما<br />

حمُ‏ تمالن،‏ واالأول اأوْىل عندي،‏ واأمّ‏ ا الواو والياء فال يُزادان يف االأوّل كما مرّ‏ )41( ، وال يف<br />

االآخر للزوم انقالبهما،‏ فاأمّ‏ ا بني الفاء والعني،‏ اأو بني العني والالّ‏ م.‏ واملُعترب يف التقدمي اأوّالً‏<br />

تقدّم الزّائد ثم جتانسه ثم علويّته ثم عِ‏ ليّته )42( فتدبّر.‏<br />

الصّ‏ نف الثاين قسمان اأيضً‏ ا:‏ مُ‏ لحقٌ‏ بَتفَعْلَل اأو غري مُ‏ لْحَ‏ ق )43( ، الثاين خمسةُ‏ اأبوابٍ‏ ؛ الأنَّ‏<br />

اأوَّلها اإما همزة وصل،‏ اأو تاء زائدة،‏ واالأول زائدة،‏ الثاين اإمّ‏ ا متصلٌ‏ به وهو النّون اأو بَنيْ‏<br />

الفاء والعَني وهو التاء،‏ اأَو تكرير العَني مع االإدغام والفاءُ‏ ‏ساكنةٌ‏ يف هذه الثالثة،‏ والثاين<br />

زائدة الثاين اإمّ‏ ا تكريرُ‏ العني مع االإدغام،‏ اأو األف بني الفاء والعني،‏ واملعتربُ‏ يف التقدمي اأوّالً‏<br />

كَ‏ وْن الزّائد همزةَ‏ وَصَ‏ لْ‏ ، ثم التّقدمي املتيقّن ثم التجّ‏ انسُ‏ .<br />

وامللحقُ‏ ثمانيةُ‏ اأبواب،‏ وهي الثمانيةُ‏ امللحقةُ‏ املذكورةُ‏ مع زيادة التّاء يف اأَوّله<br />

للمطاوعة يف)تَفْعيل(‏ باالستقراء و)متفعل ) بزيادة التاء وامليم يف اأوّله على قول )44( ، ووجه<br />

التقدمي ما ذُكر يف الثمانية السابقة.‏<br />

الصنف الثالث قسمان اأيضاً:‏ مُ‏ لحقٌ‏ وغري مُ‏ لْحق،‏ الثاين اأربعةُ‏ اأبوابٍ‏ الأنَّ‏ اإحدى الزّيادات<br />

همزةُ‏ وَصْ‏ ل يف االأوّل يف الكلّ‏ ، والباقيان اإمّ‏ ا متصالن بها وهو السّ‏ ني والتاء )45( ، اأَوْ‏ تكرير<br />

العني والواو بينهما,‏ اأو االألف قبل الالم وتكريرها مع االإدغام،‏ اأو الواو املشدّدة قبل الالّم،‏<br />

واحلرف الثاين والرّابع ‏ساكنان يف هذه االأَرْبعة،‏ ووجه التقدمي تقدّم الزّائد بيقني اأوالً,‏ ثم<br />

جمُ‏ انسة االأَصل.‏<br />

343


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

وامللحقُ‏ قسمان:‏ مُ‏ لْحقٌ‏ « باحرجنْ‏ َ م«‏ ومُ‏ لحقٌ‏ ‏»باقشَ‏ عرّ«‏ )46( , واالأوّل بابان؛ الأنّ‏ زائديه<br />

ال بدّ‏ اأَنْ‏ يوافقا زائدي االأَصْ‏ ل؛ ليتحقّقَ‏ االإحلاقُ‏ ، وحرفُ‏ االإحلاقِ‏ اإما تكريرُ‏ الالّم اأو األف يف<br />

االآخر ابتداءً‏ اأو انقالباً‏ عن الياء.‏ والثاين بابٌ‏ واحدٌ،‏ وحرفُ‏ االإحلاقُ‏ همزةٌ‏ بعدَ‏ العَنيْ‏ ، واإذا<br />

تقّرر هذا فَلْنرشع اإىل املقصود،‏ وهو:‏<br />

بيان اأبنية املوضوعات النّوعيّة االشتقاقّيّة املُسمّاة باالأمثلة املُختلفة وما يَتعلق<br />

بها )47( بيانُ‏ االأمثلة املختلفة وما يتعلّقُ‏ بها هي بالنظر اإىل اختالف املعنى « ‏ستّة عَ‏ ‏رضَ‏ «.<br />

وَوَجهُ‏ الضّ‏ بط والرتتيبِ‏ اأنّها ال تكونُ‏ حرفاً،‏ اإِذ ال قياسَ‏ وال ترضّ‏ فَ‏ يف احلرف فيكون اإمّ‏ ا<br />

فعالً‏ اأو اسماً‏ النحصار اللّفظ املوضوع املفرد يف الثالثة عقالً.‏<br />

‏)حدُ‏ الفِعْل وحَ‏ دّ‏ السم(:‏<br />

وحدُّ‏ الفعل ما دلّ‏ وزنُه الكلّي يف الوضع االأوّلِ‏ على زمانٍ‏ مُ‏ عنيّ‏ ٍ من االأزمنة الثالثة )48( .<br />

وحدُّ‏ االسم ما دلّ‏ على معنىً‏ مستقلٍّ‏ باملفهوميّة )49( من غري داللةِ‏ وزنهِ‏ يف الوضعِ‏ االأوّل<br />

على زمانٍ‏ مذكور.‏ ومرادُنا باالأوّلِ‏ لوَضْ‏ ع وَضْ‏ عٍ‏ ال يسبقهُ‏ وضعٌ‏ يُجانسه،‏ وداللةُ‏ اأَمْ‏ ‏س ولفظ<br />

املاضي وشبهها،‏ واأسماءُ‏ االأفعال غري ‏)فعال(على الزَّمان املعنيّ‏ ليس بوزنه،‏ واأَمّ‏ ا ‏)فَعالِ‏ )<br />

فقد جوّزَ‏ بعضُ‏ املحقّيني اأَنْ‏ يكونَ‏ فعالً‏ لدخوله يف حدّه،‏ ولكن ملّا مل يدخله ‏شيءٌ‏ من<br />

خواصّ‏ الفعل،‏ ومل يظهرْ‏ نقلٌ‏ منه جَ‏ عَلْناه اسمًا منقوالً‏ من املصدر تقديراً)‏‎50‎‏(‏ ، وتبادلُ‏ احلالِ‏<br />

من اسمِ‏ الفاعلِ‏ والصّ‏ فةِ‏ املشبّهةِ‏ من الفعل<br />

ال الوضع , ووَضْ‏ عُ‏ ‏)يزيد(‏ علماً‏ وضعٌ‏ اأوّل بالتّفسري )51( املذكور فال يلزمُ‏ اأنْ‏ يكونَ‏ فعالً،‏<br />

واأتى نحو)نعمْ‏ وبِئْس ولَيسَ‏ (، ففي االأصل على وزن علم دالّ‏ على املاضي،‏ ثم نُقل اإىل<br />

االإنشاءِ‏ واحلالِ‏ ، وغريّ‏ ‏صيغتُه وقِ‏ ‏سْ‏ عليه فعلَ‏ التعجّ‏ بِ‏ واأمثاله.‏<br />

ثم اإنّ‏ الفعلَ‏ اشتُقّ‏ من االسم على مذهبِ‏ البرصيّني )52( ؛ الأنَّ‏ كلَّ‏ فرعٍ‏ يُصاغُ‏ من اأصلٍ‏<br />

يَنْبغي اأنْ‏ يكونَ‏ فيه ما يف االأصل مع زيادةٍ‏ هي الغرضُ‏ من الصّ‏ وغِ‏ كالباب مِ‏ نَ‏ السّ‏ اجِ‏ )53( ،<br />

واخلامت من الفضةِ،‏ وهكذا حال الفعل فيه معنى املصدر مع زيادةِ‏ اأحد االأزمنةِ‏ والنّسبة<br />

والتّجدّد التي هي الغرضُ‏ من وضعِ‏ الفعل,‏ لكنْ‏ ملّا جترّدَ‏ الفعلُ‏ املاضي الثالثي املفرد املذكّ‏ ر<br />

الغائب دائماً‏ من الزّائد،‏ واشتمال املصدر عليه كثرياً‏ فيكونُ‏ يف لفظهِ‏ ما يف لفظِ‏ الفعل مع<br />

زيادة )54( ‏،.ولو تقدّمَ‏ ذلك املصدرُ‏ يف الوضعِ‏ لزمَ‏ تعدّدُ‏ وضعهِ‏ وتُرك موضوعهُ‏ االأوّل بالكليّةِ‏<br />

اإذ ال معنى للزّائد اإال ما اأُتي به بعدَ‏ الوصول لغرضٍ‏ من االأغراض )55( ، فلو ثَبتَ‏ يف الوضعِ‏<br />

االأوّل مع االأصولِ‏ مل يكن لزيادتهِ‏ معنًى،‏ واالشتقاقُ‏ ‏صفةُ‏ اللفظ،‏ فاعتبارُ‏ حاله يف التجّ‏ ردِ‏<br />

والزّيادةِ‏ اأوْىل من اعتبارِ‏ حال املعنى،‏ وجوازُ‏ كونِ‏ املرادِ‏ من ‏صَ‏ وْغ الفرعِ‏ الدّاللةَ‏ على اأحدِ‏<br />

معاين االأصل فقط،‏ اإذا يحتاجُ‏ اإليها اأيضً‏ ا يؤيّدُ‏ قولَ‏ الكوفيّني،‏ ثم الفعلُ‏ اأوىل بالتقدمِ‏ لكرثةِ‏<br />

344


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

ترضَ‏ ‏ّفهِ‏ واإفادتهِ)‏‎56‎‏(‏ ، فاأكرثُ‏ بحث الرضّ‏ ف عنه،‏ وهو اإمّ‏ ا خربٌ‏ اأو اإنشاءٌ‏ ؛ الأنَّه اإن احتملَ‏ الصدّقَ‏<br />

والكذبَ‏ ملجرّد مفهومه العام فَخَ‏ رب،‏ واإالّ‏ فاإنشاء،‏ فاخلربُ‏ لكونه اأصلَ‏ االإنشاءِ‏ اأحقُّ‏ بالتّقدمي،‏<br />

فهو اإمّ‏ ا ماضٍ‏ اأو مضارع ؛ الأنّهُ‏ اإنْ‏ دلَّ‏ يف االأصلِ‏ ‏/‏‎4‎اأ/‏ على زمانِ‏ اإخبارك فماض،‏ واإنْ‏ دلَّ‏<br />

فيه على احلالِ‏ واالستقبالِ‏ بحسب االشرتاك فمضارعٌ‏ ، وهو مشتقّ‏ من املاضي بزيادةِ‏ اأحدِ‏<br />

حروف ‏)اأَتَني ) )57( عليه،‏ وترك الهمزة الزائدة عليه اإن كانَتْ‏ يف اأول ماضيه.‏<br />

واأمّ‏ ا اجلَحْ‏ دُ‏ والنفي )58( ، فَال وجْ‏ هَ‏ جلعلها قِ‏ ‏سمني باالستقاللِ‏ لدخولهما يف املضارع،‏<br />

وال اعتبارَ‏ لتغريّ‏ االإعراب يف الرضّ‏ ف،‏ بل هو بحثٌ‏ نحويّ‏ ، وال لتغريّ‏ املعنى الأنّه عارضٌ‏<br />

بسبب احلروف،‏ واأيضً‏ ا املغريّ‏ ة كثرية ‏)كانَ‏ واأنّ‏ ) وغريهما فيكرث االأقسامُ‏ جدّاً‏ على اأنّهما<br />

ليسا مبفردين حقيقةً‏ وال حكماً‏ بخالف الفعل مع الضّ‏ مري املرفوعِ‏ املتّصل فيخرجان عن<br />

موضوعِ‏ الرضّ‏ ف،‏ ولذا عَ‏ دّ‏ بعضهُ‏ م اأمثلةَ‏ الفعل ثالثة وتَرك النّهي راأساً‏ وغري املخاطب<br />

املعلوم من االأمر،‏ فله وجهٌ‏ وجيهٌ،‏ لكن ملّا غريّ‏ مَ‏ عْنى االأَمْ‏ ر والنّهي من االإخبار اإىل االإنشاء<br />

)59( ، وهذا تغيري عظيم وكَ‏ رثُ‏ استعمالُهما وكانا مناطيْ‏ التكليفِ‏ ، واختصَّ‏ وامتزجَ‏ حرفاهما<br />

بهما،‏ فال يوجدان يف غريهما وال يفارقانهما )60( ، عدّهما اأكرثُ‏ املصنّفني من اأقسامِ‏ الفعل<br />

باالستقالل فتبعناهُ‏ م.‏<br />

واالإنشاءُ‏ اإمّ‏ ا طلبٌ‏ اأو تعجبٌ‏ وغريهما ‏سماعيّ‏ ، والطّ‏ لبُ‏ لكرثة استعماله وترضّ‏ فهِ،‏ اأوىل<br />

بالتّقدمي،‏ فهو اإمّ‏ ا متعلقٌ‏ بوجود الفعل اأو ترْكه،‏ فاالأوّل اأَمْ‏ ر،‏ وصيغتُه كصيغةِ‏ املضارعِ‏<br />

مزيداً‏ يف اأوّله الم مكسورة )61( غري اأنّها حتُ‏ ذف من خمُ‏ اطبة املعلوم،‏ ثمّ‏ التّاء لكرثة استعماله<br />

جدّاً‏ فاإن كان ما بَعدهما مُ‏ تحرّكاً‏ لفظاً‏ اأو تقديراً‏ اأُبقي على حَ‏ اله،‏ واإنْ‏ كانَ‏ ‏ساكناً‏ زِيد يف<br />

اأوّله همزةُ‏ وصلٍ‏ مَ‏ كسورةٍ‏ اإالّ‏ يف ثالثيّ‏ ‏ضُ‏ مّ‏ عنيُ‏ مُ‏ ‏ضارعِ‏ ه فتضمّ،‏ والثاين نَهْيٌ‏ وصيغتُه<br />

كصيغةِ‏ املُضارع مزيداً‏ يف اأوّله ال )62( ، ثمّ‏ اإِنّا اقترضَ‏ نا على اإيراد مثالِ‏ االأمرِ‏ والنّهيِ‏ للغائب<br />

ومل نذكر مثالَ‏ املُخاطب منهما اإالّ‏ يف االأمثلة املتّفقةِ‏ كما يف املاضي واملُضارع،‏ واإِنْ‏ كانَ‏<br />

لِذكْ‏ ر خمُ‏ اطب االأمْ‏ ر املَعلوم يف االأمثلة وجه يف اجلُملة بناءً‏ على تَبدّل الصّ‏ ورة ؛ الأنّ‏ فيه<br />

اشتباهً‏ ا على املتعلّمني حتَى اإنّ‏ بعضَ‏ هم بعدَ‏ التّخطي اإىل علوم اأُخر قد ‏ساألَ‏ وقال:‏ ملِ‏ َ ملَ‏ ْ<br />

يُذكر خماطبُ‏ اأمر الغائب ومُ‏ تكلّمُ‏ ه،‏ وكذا خماطبُ‏ نَهْي الغائب ومتكلّمه،‏ ومل يَعْرف اأَنّ‏ اأمرَ‏<br />

احلارض ونَهْي احلارض خماطبُها بسبب اإيرادِ‏ مثالهما يف االأمثلة املختلفةِ،‏ والتعبري عنهما<br />

بخالفِ‏ تعبري املاضي واملُضارع،‏ ولهذا عربّ‏ نا عنهما يف تَرْجمتهما بلفظ فعلِ‏ اأمرٍ‏ مُ‏ فرد<br />

مذكّ‏ ر غائب،‏ وكذا يف النهي كما يف املاضي واملُضارع.‏<br />

والتّعجّ‏ بُ‏ )63( ‏صيغتان )64( ، ورضُ‏ ‏ِط لقياسّ‏ يته اأَنْ‏ يكونُ‏ ثالثياً‏ جمُ‏ رّداً‏ الزماً‏ اأصالً‏ اأورِدَ‏<br />

)65(<br />

ثابتا مَ‏ دلولُه يف الزّمان املاضي على االستمرارِ‏ قائماً‏ بالفاعل،‏ قابالً‏ للزّيادة والنقصان<br />

غري لونٍ‏ وال عيبٍ‏ ظاهر )66( ولكوْن الصيغةِ‏ االأوىل منقولةً‏ من اخلربِ‏ اأَعْ‏ ني ماضي االأفْعالِ‏<br />

قدّمناها على الثانية املنقولة من االأَمْ‏ ر.‏<br />

345


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

واأمّ‏ ا االسم فاإمّ‏ ا ‏صفةٌ‏ اأو اسمٌ‏ ؛ الأنَّه اإِنْ‏ دلَّ‏ على ذاتٍ‏ مُ‏ بهمةٍ‏ باعتبارِ‏ معنىً‏ مُ‏ عنيّ‏ ، هو<br />

املقصودُ‏ فَوَصْ‏ فٌ‏ واإالّ‏ فاسم )67( ، والصّ‏ فُة لكونِه اأقربَ‏ من الفعل لفظاً‏ ومعنًى وترصُّفاً‏ اأحقُّ‏<br />

بالتقدمي،‏ فهي اإما دالةٌ‏ على جمُ‏ رّدِ‏ ثبوتِ‏ احلدثِ‏ لذاتٍ‏ ما اأو مع زيادتهِ‏ على الغري وَضْ‏ عاً،‏<br />

واالأوّل اأقربُ‏ واأشبه للفعل فلذا قدَّمناه،‏ فهو اإمّ‏ ا موازن للفعل لفظاً‏ اأو تقديراً،‏ اأو غري موازن.‏<br />

الصفةُ‏ املشبّهة )68( ، وهي مُ‏ ‏شتقةٌ‏ من املاضي اأو املضارع الالّ‏ زمني الثّالثيني فلم<br />

نَذكرْها؛ الأنّ‏ اأكرثَ‏ ‏صِ‏ يَغها ‏سماعيّ‏ ، ‏»واأفعل«‏ من االألوانِ‏ والعيوبِ‏ الظاهرةِ‏ واحلليّ‏ ، واإن كانَ‏<br />

قياسيّاَ‏ ذكر يستلزم اإمّ‏ ا تكريرُ‏ املثال من باب واحد اأو تركُ‏ اسم التفضيل،‏ واملوازنُ‏ اإمّ‏ ا دالٌّ‏<br />

على قيام احلدث بذاتٍ‏ ما،‏ اأو وقوعه عليها،‏ واالأوّل اسم فاعل والثاين اسم مفعول،‏ واالأوّل<br />

لكونهِ‏ داالً‏ على الفاعل،‏ ومُ‏ ‏شتقاً‏ من معلوم املضارع،‏ وموازناً‏ له يف جميع الصّ‏ ور اأحقُ‏<br />

بالتقدمي على الثاين املشتقّ‏ من جمَ‏ ْ هول املضارع املوازن له يف الثالثي تقديراً،‏ وصيغتهُ‏ ما<br />

من الثالثي املُجرّد على ‏)فاعل(‏ و)مَ‏ فْعُول(‏ )69( ‏،ومن غريِه على وَزْن مضارعهِ‏ مبيمٍ‏ مضمومةٍ‏<br />

موضع حرف املضارعة،‏ وكرس ما قبل االآخر يف الفاعل،‏ وفتحه يف املفعول )70( ‏،وتركنا<br />

لفظي فهو وذاك؛ الأنّ‏ الغرضَ‏ تعدادُ‏ االأمثلةِ‏ املفردةِ‏ ال تركيبها مع الغري )71( ، والقياسُ‏ ‏سكونُ‏<br />

اأَواخرها،‏ حَ‏ كَيْنا حال الرفع لفائدةٍ‏ زائدةٍ‏ ، وهي اأعالم املنوّن وغري املنوّن من ‏ساكن االآخر<br />

ومتحركِ‏ ه من املبنيّ‏ على الفتح اأو الكرس واملعرب وحال النصب واجلر يف تثنيته االأسماء<br />

وجمعها السامل املذكر لتغريّ‏ البناء.‏<br />

واأما الدّالُ‏ على الزّيادة فاسم التفضيل ووزنه ‏)اأفعل ) بفتح الهمزة والعني وسكون<br />

الفاء،‏ ورشطه اأَنْ‏ يكون ثالثياً‏ جمُ‏ رّداً‏ مُ‏ ترصّفاً‏ قابالً‏ معنىً‏ )72( للكرثة قائماً‏ بالفاعل غري<br />

لونٍ‏ ، وال عيبٍ‏ ظاهرٍ.‏ واأَمَّ‏ ا مبالغةُ‏ الفاعلِ‏ فاأوزانُها ‏سماعيّة )73( فلذا تركناها.‏<br />

واأما االسمُ‏ فاإمَّ‏ ا مصدرٌ‏ اأو غريه،‏ فاملصدرُ‏ لقربه من الفعل اأحقُّ‏ بالتقدمي )74( ، وهو اإما<br />

دالٌّ‏ على جمرد احلدث،‏ اأو مع زيادةٍ‏ ، واالأول اإِمَّ‏ ا جمُ‏ ردٌ‏ عن امليم الزائد يف اأوّله اأوْ‏ ال،‏ واالأولُ‏<br />

‏سماعيّ‏ من الثالثي املجرّد،‏ ومن غريه قياسيّ‏ )75( ، والضّ‏ ابطُ‏ )76( اأنّ‏ كلّ‏ ما يف اأوّل ماضيه<br />

همزةٌ‏ زائدةٌ‏ يزادُ‏ قبل اآخره األفٌ‏ ويكرسُ‏ ما حترّك,‏ وما يف اأوله تاءٌ‏ زائدة فيُضَ‏ م قبل المه فقط<br />

)77( ، ويف الرّباعي املُجرّد وملحقاته يزادُ‏ يف اآخر ماضيه تاءٌ،‏ ويف ‏»فَعّل:‏ تَفْعِ‏ يل«‏ بفتح التاء<br />

وسكون الفاء وكرس العني،‏ ويف ‏»فاعَ‏ لَ‏ : مُ‏ فاعَ‏ لةً«‏ بضمّ‏ امليم وفتح العني،‏ وهذا هو القياس<br />

املطّ‏ رد،‏ وقد جاء كثريًا يف الرُّباعي وملحقاتِه بكرسِ‏ الفاء وزيادة االألف قبلَ‏ اآخره )78( , وجاء<br />

فتحُ‏ الفاءِ‏ اأَيضً‏ ا يف مُ‏ ‏ضاعفه،‏ ويف ‏»فعَّلَ‏ : تفعلة«‏ بحذف الياء من ‏صَ‏ دره االأوّل وتعويض<br />

التاء يف االآخر،‏ ويف ‏»فاعل:‏ فِ‏ عال«‏ بكرس الفاء،‏ وقد قيل قياس لغة اأهل اليمن يف ‏»فَعَل:‏<br />

فِ‏ عّاال«،‏ ويف ‏»فاعل : فيعاالً«‏ )79( ، ويف ‏»تفعّل:‏ ثِفِعّاال«‏ على قياس ما يف اأوله همزة.‏<br />

واملصدر امليمي قياسُ‏ ه من الثَّالثي املجرّدِ‏ الذي مل تسقط الفاءُ‏ من مضارعه ‏)مَ‏ فعَل(‏<br />

346


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

بفتح امليم والعني،‏ ومن الساقط بكرس العني )80( ، ومن غريِه على وزن اسم املفعول )81( . واأَمَّ‏ ا<br />

الدالُ‏ على الزيادة فزيادتُه اإِمَّ‏ ا عددٌ‏ اأونوعٌ‏ اأو مبالغةٌ,‏ واالأوّالن؛ لعمومهما وقلّةِ‏ حروفِ‏ هما<br />

يف الثُّالثي املجرّدِ،‏ اأحقُّ‏ بالتَّقدم،واالأول ‏/‏‎5‎اأ/‏ لكرثته )82( وفتحته )83( قُ‏ دّم,‏ وقياسُ‏ هما من<br />

الثالثي املجرّد الذي ال تاء فيه)فَعْلة ) بفتح الفاء وسكون العني للمرّة،‏ و)فِ‏ عْلة ) بكرس الفاء<br />

وسكون العني للنّوع )84( ، وما زادَ‏ على الثالثي ممَّا مل يكن يف اآخر مصدره تاءٌ‏ بزيادة التاء<br />

يف اآخره،‏ ويف غريهما على املصدر املستعمل )85( .<br />

وللمُ‏ بالغةِ‏ وزنان قياسيّان من الثالثي،‏ ‏)تَفْعال(‏ بفتح التاء وسكون الفاء ولذا قُ‏ دّم،‏ و<br />

‏)فِ‏ عّيلى(‏ بكرس الفاء والعني املشدّدة واالألف يف االآخر )86( .<br />

وغري املصدر اإِمَّ‏ ا مبعنى اأَمرِ‏ املُخاطب وزنه ‏)فَعالِ‏ ) بفتح الفاء وكرس الّالم )87( , وهو<br />

قياسيٌّ‏ يف الثُّالثي املجرّدِ،املترصّف التام عند ‏سيبويه )88( , اأخرناه خلفاء اسميَّته وعدمِ‏<br />

ترصّفِ‏ ه.‏ اأو ظرف للحدث )89( اأو اآلة )90( ,<br />

واالأوّل اإمّ‏ ا مَ‏ كانٌ‏ اأو زمانٌ‏ ، وصيغتهما مُ‏ تّحدة )91( ، فمن الثالثي املجرّد املعتل فاوؤه بالواو<br />

غري املضاعف واملكسور عني مضارعه غري املعتل الالم ‏)مَ‏ فْعِل ) بفتح امليم وكرس العني وسكون<br />

الفاء،‏ ومن غريها بفتح العني.‏ ومن غريِ‏ الثُّالثي على وزن اسم املفعول قدّمنا للفتحة.‏<br />

وللثَّاين )92( ، ‏صيغتان:‏ ‏)مِ‏ فْعَل ومِ‏ فْعَال(‏ بكرس امليم وسكون الفاء وفتح العني فيهما،‏<br />

وال يُبنيان اإال من الثُّالثي املجرّد املتعدّي،‏ وهذه االأسماءُ‏ مشتقةٌ‏ من معلومِ‏ املضارع.‏<br />

ثم اعلم اأَنَّ‏ االأمثلة املختلفة على قسمني:‏ مُ‏ ترصّف وغري مُ‏ ترصّف،‏ الثاين ماال يتغريّ‏<br />

عن حالهِ‏ فال يُثنّى وال يُجمعُ‏ وال يؤنث،‏ وهو فعلُ‏ التعجّ‏ ب،‏ واسم التفضيل اإذا استُعمِ‏ ل مبِن )93( ،<br />

واملصدرُ‏ غري املرة والنوع واسم الفعل،‏ والذي اأسند اإىل اجلار واملجرور من االأفعال واسم<br />

املفعول.‏ واأما الذي اأُسْ‏ نِدَ‏ اإ ‏ِىل اسم ظاهر من االأفعال والصفات فيعرفُ‏ بالتاأنيث فقط،‏ وما<br />

عداهما مترصّفٌ‏ ، واأمثلةُ‏ ترصيفه )94( اأَمْ‏ ثلةٌ‏ متفقةٌ‏ واأمثلةٌ‏ مُ‏ طردةٌ.‏<br />

‏)بيان الأَمثلة املتّفقة(:‏<br />

اعلمْ‏ اأنَّ‏ التّرصّفَ‏ )95( يكونُ‏ باأُمورٍ‏ منها:‏ التثنيةُ،‏ وهي عامٌ‏ بجميع املُترصّف،‏ لكنَّه<br />

اإطالقُ‏ التثنية واجلمع واملخاطب واملتكلّم على الفعل باعتبارِ‏ فاعِ‏ له املضمرِ‏ واإطالقِ‏<br />

الغائب،‏ واملعلوم واملجهول باعتبار الفاعل مطلقًا وعالمتها )96( يف االأفعال االألف يف<br />

اآخرها ويف االأسماء األفٌ‏ َ اأو ياءٌ‏ مفتوحٌ‏ ما قبلها ونونٌ‏ مكسورةٌ‏ يف االآخر،‏ ومنها اجلمع،‏<br />

وعالمتُه للمذكّ‏ ر يف االأَفعال الواو الزّائدةُ‏ السّ‏ اكنةُ‏ املضمُ‏ وم ما قبلها يف االآخر،‏ ويحذفُ‏ يف<br />

خمُ‏ اطب املاضي اإذا مل يتّصله ‏ضمريٌ‏ منصوبٌ‏ ، واختصّ‏ بذوي العلم،‏ وللمؤنّث نونٌ‏ مفتوحةٌ‏<br />

‏ساكنٌ‏ ما قبلَها خمفّفة متّصلةٌ‏ بالم الفعلِ‏ ، اأَو مُ‏ ‏شدّدة خمُ‏ تصّ‏ ة مبخاطبِ‏ املاضي.‏<br />

347


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

واأمّ‏ ا اجلمعُ‏ يف االأسْ‏ ماءِ‏ فَعَلى نَوْعني:‏ مُ‏ كرضّ‏ ٌ ومُ‏ ‏صحّ‏ ح )97( ‏سمُّ‏ ي ‏ساملاً؛ الأنّه اإن تغري<br />

‏صيغةُ‏ مفرده لفظاً‏ اأو تقديراً‏ فمكرضّ‏ ٌ واإالّ‏ فمصحّ‏ حٌ‏ ، واملكرضّ‏ ُ ‏صنْفان:‏ ‏سماعيّ‏ ، وهو االأكرث<br />

فرتكناه،‏ وقياسيٌّ‏ وهو ثالثة اأوزان:‏ ‏)فَعالِل(‏ و)فَعالِلة(‏ و)فَعالِيل(‏ )98( ، بفتح الفاء وكرس<br />

الالم االأوىل يف الكلّ‏ ‏،ومرادُنا جمرّدُ‏ الهيئةِ‏ مع االألف والياء والتاء يف مواضعها،‏ فاالأوّلُ‏<br />

للخماسّ‏ ي بحذف خامسه وهو االأكرث،‏ وبعضُ‏ هم يحذفُ‏ ما اأشبهَ‏ الزائد اإِذا كان قريبًا من<br />

الطّ‏ رف،‏ وهذا التكسريُ‏ مُ‏ ‏سْ‏ تكرهٌ.‏<br />

وللرُّباعيّ‏ جمُ‏ رّداً‏ عن التَّاء،‏ وبِها،‏ وما كانَ‏ على زنتهِ‏ يف مطلق احلركة والسّ‏ كون،‏<br />

وترتيبها من مزيدِ‏ الثالثي اسمًا بغريِ‏ مدّة زائدة،‏ ولكلنِّ‏ رُباعيّ‏ فيه زيادةٌ‏ ليست مبدّةٍ‏ واقعةٍ‏<br />

قبلَ‏ الالمِ‏ االأخريةِ‏ بحذفها،‏ ولفاعلة وفاعالء )99( اسمان )100( ، والثاين لالأعجمي واملنسوب ممَّا<br />

ذُكر،‏ والثالث لنحو ‏»قرطاس«‏ يف مطلق احلركةِ‏ والسّ‏ كون وترتيبها،‏ ولني رابعة زائدة.‏<br />

‏)اأقسام اجلمع السّ‏ امل(:‏<br />

واملُصَ‏ حَّ‏ حُّ‏ ‏صِ‏ نْفان )101( : ‏صنفٌ‏ للمذكرّ،وعالمتُه واوٌ‏ مضمومٌ‏ ما قبلَها،‏ اأو ياءٌ‏ مكسورٌ‏<br />

ما قبلَها،‏ ونونٌ‏ مفتوحةٌ،‏ ورشطهُ‏ مطلقاً‏ التجرّدُ‏ عن التاء )102( ، واالإطالقُ‏ على اأويل العلم،‏<br />

ورشطُ‏ قياسِ‏ ه اإنْ‏ كانَ‏ اسمًا للعلميّة،‏ واإنْ‏ وصْ‏ فًا قَبولُ‏ التاءِ‏ يف اآخره اإالّ‏ يف اسمِ‏ التفضيل<br />

واخلماسيّ‏ الستكراه تكسريه.‏<br />

وصِ‏ نفٌ‏ للمؤنثِ‏ وعالمتُه األفٌ‏ وتاءٌ‏ زائدتان يف االآخر،‏ ورشطُ‏ قياسها اإن كانت اسماً‏ اأن<br />

يكونَ‏ علمَ‏ ٍ مؤَنثِ‏ ظاهرةً‏ فيه العالمةُ‏ اأو مُ‏ قدّرةٌ‏ )103( ، اأَوْ‏ ذا ‏)تاء(‏ التاأنيث الظاهرة مذكراً)‏‎104‎‏(‏<br />

حقيقيّاً‏ كطلحْ‏ ة،‏ اأَوْ‏ ال كَ‏ تَخْ‏ رجه )105( .<br />

اأمّ‏ ا تَخْ‏ ريج )106( فيُجمع على تَخاريج لكونه مثل قرطاس،‏ اأو ذا األف التاأنيث اإِِذا مل يُسمّ‏<br />

به املذكّ‏ رُ‏ احلقيقي كالرضّ‏ اء،‏ وما يصح تاأنيثه وتذكريه اإذا مل ياأت له مذكَ‏ رٌ‏ مكرضّ‏ ٌ، ومل يجز<br />

جمعُ‏ ه بالواوِ‏ والنونِ‏ كاالألفات،‏ اأو غري عاقلٍ‏ مُ‏ ‏صدّر بابن اأو ذي نحو:‏ ابن عرس،‏ وذي احلجّ‏ ة،‏<br />

فاإنَّ‏ جَ‏ مْعَهما ‏»بنات عرس«،‏ و ‏»ذوات احلجّ‏ ة«،‏ واإن كانت ‏صفة،فاإن كانت ذات عالمة تاأنيث<br />

ظاهرة اإالّ‏ ‏)فَعْلى،‏ وفَعْالن،‏ وفَعْالء،‏ اأفعَل(‏ اأو خماسيّا اأو ‏صفة املذكّ‏ ر الذي ال يعقل حقيقيّاً‏<br />

كالصّ‏ افن )107( اأو غري حقيقي كاخلايل يف اليوم اخلايل،‏ اأو مُ‏ ‏صغّر ما ال يعقل ‏»كجُ‏ مَيْل«،‏ فاإنَّ‏<br />

التُصغريَ‏ فيه معنى الوصف،‏ واإنْ‏ مل يَجْ‏ رِ‏ على املوصوف،‏ ثُمَّ‏ اإنّه قد يُلحقُ‏ لهذا اجلمع تغيرياتٌ‏<br />

قياسيةٌ،‏ ال بدّ‏ من ذكرها،‏ منها:حذفُ‏ تاء التاأنيث،‏ وقلبُ‏ األفه املقصورة ياء،‏ واملمدودة واوا،‏<br />

وهذا عامّ‏ للتثنية )108( ، ومنها فتحُ‏ العني يف باب مترة اإالّ‏ معتل العني،‏ والضمّ‏ اأيضاً‏ يف<br />

باب ‏)غُ‏ رفة(‏ اإالّ‏ معتلّ‏ العني،‏ ومعتلّ‏ الّالم بالياء يسكن ويُفتح فيهما,‏ والفتحُ‏ والكرسُ‏ يف<br />

باب ‏)كِ‏ ‏رضْ‏ ة(‏ اإِال معتلّ‏ العَنيْ‏ ، ومعتلَ‏ الالم بالواو يُسَ‏ كَّنُ‏ ويفتَحُ‏ فيهما،‏ واملضاعفُ‏ اأو الصّ‏ فة<br />

باالإسكانِ‏ على االأصلِ‏ يف اجلميع )109( .<br />

348


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‏)علمات التاأنيث(:‏<br />

اعلم اأنّ‏ التثنيةَ‏ واجلمعَ‏ مشرتكةٌ‏ بالرتّ‏ كيَّة فلذا ذكرنا )110( يف ترجمتهما لَفْظَ‏ يّ‏ ‏)اكى<br />

وجميع(‏ )111( ‏.ومنها التاأنيث،‏ وهو قياسيّ‏ يف االأفعال والصّ‏ فات فقطّ‏ ، وعالمتهُ‏ خمسة:‏ التاء,‏<br />

واالألف املقصورة،‏ واملمدودة،‏ والياء،‏ والنّون.‏ )112( اأمّ‏ ا التاءُ‏ فنوعان:ساكنةٌ‏ ومتحركةٌ،‏ اأمّ‏ ا<br />

السّ‏ اكنةُ‏ فمختصّ‏ ةٌ‏ باآخرِ‏ املاضي للغائبة املفردة،‏ واأَمّ‏ ا املتحرّكةُ،‏ فاإمّ‏ ا يف االأوّل اأو يف<br />

االآخر،‏ اأمّ‏ ا يف االأوّل ففي واحدة املضارع،‏ وتثنية الغائبني،‏ واأمّ‏ ا يف االآخر فاإمّ‏ ا يف الفعل<br />

املاضي اأو يف االسم واالأوىل مفتوحةٌ‏ يف تثنية الغائبة،‏ ومكسورةٌ‏ ‏ساكنٌ‏ ما قبلَها يف<br />

الواحدةِ‏ املخاطبةِ،‏ والثانيةُ‏ مفتوحٌ‏ ما قبلَها قياسٌ‏ يف جميع الصفات اإالّ‏ يف اسمِ‏ التفضيل،‏<br />

واأفعل الصّ‏ فة )113( ‏./‏‎6‎اأ/‏ واأمّ‏ ا االألفُ‏ املقصورةُ‏ فقياسٌ‏ يف اسم التفضيلِ‏ فقط يدخلُ‏ يف<br />

اآخره،‏ ويُحذفُ‏ همزتُه ويُضم فاوؤُه ويسكن عينُه )114( . واالألُف املمدودةُ‏ فقياسٌ‏ يف اأَفعل<br />

الصفة فقط،‏ يدخل اآخره ويحذف همزتُه ويفتحُ‏ فاوؤه.‏ واأمّ‏ ا الياءُ‏ السّ‏ اكنة فمختصّ‏ ةٌ‏ مبخاطبة<br />

املضارع واالأمر والنّهي بعد الالّ‏ م املكسورة.‏ واأمّ‏ ا النّونُ‏ فمختصّ‏ ةٌ‏ بجمع الفعل وقَد ‏سَ‏ بق.‏<br />

ثُمَّ‏ اإنّ‏ التذكريَ‏ والتاأنيثَ‏ مُ‏ ‏شرتكةٌ‏ اأيضاً‏ بالرتكيّة،‏ فلذا ذكرنا يف ترجمتها لفظ<br />

‏)اروعورت(.‏ )115( ومنها اخلطاب والتكلّم وهما خمتصّ‏ ان باالأَفعالِ‏ املترضّ‏ فةِ،‏ اإذ االأسماء<br />

الظاهرة غيّب )116( ‏،وعالمةُ‏ اخلطابِ‏ التاءُ،‏ فهي اإمّ‏ ا يف االأوّل اأو يف االآخر،‏ اأمّ‏ ا يف االأوّل<br />

ففي املضارع )117( ، واأمّ‏ ا يف االآخر ففي املاضي مفتوحة يف واحده ومكسورة يف واحدته،‏<br />

ومضمومة يف البواقي مع ما بعده يف التثنية،‏ وميم كذلك ‏ساكنةٌ‏ يف االسم،‏ مع زيادة<br />

الواو الساكنة بعده يف اجلمع املذكر،‏ ونونٌ‏ مشدّدةٌ‏ كذلك يف اجلمع املؤنّث،وما قبل الكلّ‏<br />

‏ساكن )118( ، وعالمةُ‏ التكلّم التاء املفردة املضمومة،‏ والسّ‏ اكن ما قبلها مع االألف بعدَه له مع<br />

غريها اأيضً‏ ا يف اآخر املاضي.‏<br />

‏)كيفيّة بناء الأفعال للمجهول(:‏<br />

ومنها املعلومُ‏ واملجهولُ‏ وهما خمتصان باالأفعال اأيضاً،‏ وعالمةُ‏ املعلوم يف الثالثي<br />

قد بُنيّ‏ ، ويف غريه فتحُ‏ االأوّل،‏ اإالّ‏ ما يف اأوّله همزة وصل فتكرس يف االبتداءِ،‏ وحتذفُ‏ يف<br />

الدّرجِ‏ من املعلومِ‏ واملجهولِ‏ )119( واأمّ‏ ا )120( مضارع الرّباعي مطلقاً،‏ فيضمَ‏ اأوّلُه على كل<br />

حال،‏ وفتح البواقي ‏سوى السّ‏ اكن يف الكل،‏ وسوى ما قبل االآخر يف مضارع مل يكن اأوّلُ‏<br />

ماضيه تاءً‏ زائدةً‏ فيكرس فيه )121( .<br />

وعالمةُ‏ املجهولِ‏ ‏ضمُّ‏ االأول يف الكلّ‏ والثاين يف ماضٍ‏ ، اأَوّله تاءٌ‏ زائدةٌ‏ )122( ، والثالث<br />

يف ماضٍ‏ اأوّله همزةُ‏ وصلٍ‏ ؛ فينقلب االألفُ‏ املتصلة مبِ‏ ا ‏ضُ‏ مّ‏ واواً،‏ وفتح ما قَبل االأخر يف<br />

املضارع،‏ وكرسه يف املاضي،‏ والباقي على ما كان يف املعلوم،‏ هذا هو االأصل،‏ ثُمَّ‏ فيما<br />

يُدغم المُ‏ ه بنقل حركته يف احلالني اإىل ما قبله اإن كان ‏ساكناً‏ ‏صحيحاً‏ واإالّ‏ يحُ‏ ذف.‏<br />

349


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

‏)بيانُ‏ وجه الضّ‏ بط والرتّ‏ تيب واحلَرشْ‏ يف الأمثلة املتّفقة(:‏<br />

اأمّ‏ ا اأمثلة االأسماء ‏)فثالثة(،‏ الأنه ملّا قلّ‏ استعمالُها يف نفسِ‏ ها مع كون اأكرثها لغريِ‏<br />

ذوي العقولِ‏ واالأرواحِ‏ مل يُحتج فيها اإىل الفرقِ‏ بني املذكر واملؤنث واخلطابِ‏ والتكلمِ،‏ بَلْ‏<br />

يُحتاجُ‏ فيها اإىل بيانِ‏ العدد فقط،‏ فترصف بالتثنية واجلمع وتصريُ‏ ثالثة.‏<br />

واأمّ‏ ا اأمثلةُ‏ الصّ‏ فات فستّةٌ؛ الأنه كرث استعمالُها بالنسبةِ‏ اإىل االأسماءِ،‏ وورودها يف<br />

ذوي االأرواح،‏ فاحتيجَ‏ اإىل الفرقِ‏ بَنيْ‏ املذكرِ‏ واملؤنثِ‏ وبيان العدد،‏ واأمّ‏ ا اخلطابُ‏ والتكلّمُ‏<br />

فاستُغني عنهما بِوضع املُضمرات املنفصلة،‏ كقولك:‏ اأنا ‏ضارب،‏ واأَنْتَ‏ ‏ضارب،‏ فارضب<br />

االثنني يف الثالثة حتى يَحصل السّ‏ تةُ‏ )123( .<br />

واأمّ‏ ا اأمثلةُ‏ االأفعال فثالثة عرشَ‏ يف املاضي،‏ واأحدَ‏ عرشَ‏ يف املضارع،‏ وبيانهُ:‏ اأنَّ‏<br />

الفعلَ‏ اأَكرثُ‏ االأَلفاظِ‏ اإِفادةً،‏ وورودًا يف ذوي العقول واستعماالً،فاشتدتْ‏ احلاجةُ‏ اإِىل الفرقِ‏<br />

بنيَ‏ االأُمورِاملذكورةِ‏ واالختصار،‏ وبانضمام املضمرات املنفصلة،‏ واإن حصل الفرق،‏ لكن<br />

يفوتُ‏ االختصارُ،‏ والنسبة اإىل الفاعل داخلة يف مدلول الفعل.‏<br />

واأحوالُ‏ الفاعل ثالثة )124( ؛ الأنّه اإمّ‏ ا اأن يكونَ‏ له دخلٌ‏ يف حصولِ‏ الكالمِ‏ ، ووجوده بالفعل<br />

اأوْ‏ ال،‏ واالأوّل اإمّ‏ ا اأن يصدرَ‏ الكالمُ‏ عنه اأو يتوجهُ‏ اإليه،‏ واالأوّل متكلّمٌ‏ والثاين خماطبٌ‏ ، والقسمُ‏<br />

الثاين الغائبُ‏ ، فاملرادُ‏ به ما مل يكن مُ‏ تكلّما وال خمُ‏ اطباً،‏ ال املعنى اللغويّ‏ ، واالأحوالُ‏ الستةُ‏<br />

املذكورةُ‏ موجودةٌ‏ يف الفاعلِ‏ اأيضاً،‏ فيرضب الثالثةُ‏ يف الستةِ‏ يحصل ثمانيةَ‏ عرضَ‏ ، لكن ملا<br />

كان املتكلّمُ‏ يُرى اأو يُسمعُ‏ ‏صوتهُ‏ فتُعلم ذكورتُه واأنوثتُه ‏سَ‏ قط ثالثة،‏ وملّا قلّ‏ استعمالُ‏ التثنية<br />

‏رشّكوها للجمع يف الصيغة فبقي اثنان،‏ وكذا ‏رشّكوا تَثْنيتي املخاطب واملخاطبة فبقي ثالثة<br />

عرش،‏ ثم يف املضارع ‏رشّكوا تثنية الغائبة معهما،‏ والغائبة املفردة مع املخاطب املفرد<br />

فبقي اأحَ‏ دَ‏ عَ‏ ‏رشَ،‏ ثم اإنّ‏ بعضَ‏ هم قدّموا املتكلّمَ؛ الأنّه االأصلُ‏ يف حصولِ‏ الكالم،‏ ثم املخاطبِ‏<br />

اإذْ‏ له دخلٌ‏ يف حصولهِ،‏ واأَخّ‏ روا الغائبَ‏ لعدم دخله،‏ وبعضُ‏ هم قدّموا الغائبَ‏ جلواز جترّد<br />

مفردِه عن الضمري فيكون مُ‏ فرداً،‏ ولكرثةِ‏ اأمثلته ثم املخاطب لالأمر الثاين،‏ واأخّ‏ روا املتكلمَ‏<br />

النتفائهما فيه،‏ واخرتنا هذا لكونه اعتباراً‏ ملا يف نَفْس اللفظ،واالأول ملا يف اخلارج،‏ ثمّ‏<br />

اكتفينا يف املشرتك بلفظ واحد بتقليل االأمثلة.‏ كما يُكتفى يف املتكلّم وغريه،‏ واأخّ‏ رنا التثنيةَ‏<br />

املشرتكةَ‏ عن مُ‏ فرديهما اإذ مرتبتُها بعد مرتبةِ‏ املفردِ،‏ كما يف ‏سائر املواضعِ‏ ، وحذفنا من<br />

الرتجمةِ‏ لفظَ‏ ‏)كجمش زمانده(‏ )125( و)شمدكي حالده(‏ و)كلجك زمانده(،‏ وغائب ‏)وبرحا<br />

‏رضوبن(،‏ ويزاد معنى املاضي واملضارع واالإفراد وعدمه والغيبة واخلطاب والتكلّم ممُ‏ يّزة<br />

مَ‏ دلول عليها بالصيغة والرتكية اأيضاً،‏ بخالف التثنية واجلمع والتذكري والتاأنيث.‏ اأال يُرى<br />

اأَنَّ‏ اأمثلةَ‏ املاضي بالرتكيَّة هذه:‏ ‏)وُ‏ رْدى ورد يلروره ك وردكزوردم وردق(،واأمثلة املضارع<br />

350


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‏)ورر ورر لروردسك وررسكروردم وردز(‏ وقِ‏ ‏س على هذا غريَه وما ذُكر،‏ ومعنى نرص واحد<br />

غائب يف الزّمان املاضي،‏ ونَرضَ‏ ‏ْتَ‏ اأنت،‏ واحد حارض يف الزّمان املاضي،‏ ونَرضَ‏ تُ‏ اأنا يف<br />

الزّمان املاضي،‏ ويَنْرصُ‏ واحد غائب يف احلال اأو االستقبال،‏ وعلى هذا القياس يف غريه.‏<br />

فاإنْ‏ قلتَ‏ : ذِكرُ‏ هذه االأشياء لتفهيم املبتدئ معاين االألفاظ العربيّة،‏ وال يَفْهم من لفظ<br />

‏)يردم اتدى(‏ مثالً‏ معنى املضيّ‏ والوحدة والغيبة،‏ قلتُ‏ : بل يفهمُ‏ كلُّ‏ ‏صبيّ‏ يقدِرُ‏ على التكلّم<br />

هذه املعاين منه،‏ لكن ال يقدرُ‏ على التعبري بهذه العبارات مثالً‏ اإذا قلت لصبيّ‏ ‏:/‏‎7‎اأ/‏ ‏)يارن<br />

اأو قرسن(‏ يقول:‏ ‏)اأوقرم(‏ وال يقول:‏ ‏)اأوقدم(،‏ وال ‏)اأوقرسن(‏ ونحوه،‏ وال يزيد ‏)بن(‏ اإالّ‏ اأن<br />

يُريد التاأكيد،‏ واإمنّ‏ ا ذكرنا لفظ ‏)بر(‏ يف مُ‏ فرد الغيبة،‏ و)سن(‏ يف مُ‏ فرد اخلطاب لرضورةِ‏ دفعِ‏<br />

الرّكاكة،‏ كما ال يَخْ‏ فى.‏<br />

والغرضُ‏ من الرتجمةِ‏ اإعالمُ‏ معانيها املطابقية بال ٍ زيادةِ‏ وال نقصان حتى يَفْهم ذلك<br />

املعنى عند ‏سماعه،‏ ويريدُه عند تكلُّمه به،‏ والغرضُ‏ يحصلُ‏ مبا ذكرنا باأنْ‏ يقال للصبي<br />

مثالً:‏ اإذا ‏سمعتَ‏ ‏»نَرضَ‏ َ« فافْهَ‏ م منه ما تفَهم،‏ اإذا ‏سمعت ‏)يردم الدّى براو(‏ قُ‏ ل اإذا اأردت اإن<br />

تكلّم بالعربيّة مَ‏ وضع ‏)يردم اتدى برار(‏ نَرضَ‏ فكالهما واحد.‏ وقد ‏سَ‏ معتَ‏ بعضَ‏ مَ‏ ن يدّعي يف<br />

العلوم العربيّة كَ‏ عْباً‏ ‏شاخماً‏ يقول:‏ اإنَّ‏ مِ‏ ن لطائِف لغةِ‏ العربِ‏ اختصارَ‏ لفظِ‏ هِ‏ مع كرثةِ‏ معانيه،‏<br />

اأال يُرى اأنّ‏ « ‏رضَ‏ ‏َبَ‏ » لفظٌ‏ واحدٌ‏ يف لغة العربِ‏ ، لو عُ‏ ربّ‏ عن معانيهِ‏ بالرتكيّة احتيجَ‏ اإىل ‏سَ‏ بْعة<br />

األفاظ،‏ وهل هذا الغلطُ‏ اإالّ‏ مِ‏ ن اجلُمودِ‏ على التقليد مبا كتب يف حواشي االأمثلةِ،‏ وما ‏سمعَ‏ مِ‏ ن<br />

القارضِ‏ ين.‏<br />

)127(<br />

واهللُ‏ تعاىل اأعلمُ‏ بحقيقةِ‏ احلال،‏ واإليه املرجعُ‏ واملاآلُ‏ )126( ندعوهُ‏ اأن يجعلنا<br />

مِ‏ ن العاملِ‏ ني العاملني واآخر دعوانا اأَن احلمدُ‏ هللّ‏ ِ رَبنِّ‏ العاملني.‏ متَ‏ َّ ‏رشحُ‏ االأَمثلةِ‏ الفضليّة<br />

كالهما )128( ملن هو مولينا واأولينا اأَعني الفاضلَ‏ الربكويّ‏ عليه رَحْ‏ مة القويّ‏ ، على يد<br />

عُ‏ مَ‏ ر )129( احلقري ‏سنة 1155.<br />

واحلمدُ‏ هلل اأوالً‏ واآخراً‏<br />

351


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

اهلوامش:‏<br />

‎1‎البغدادي،‏ . 1 هدية العارفني،‏ 199/2 ‏.وعلي بن اليل،‏ العِ‏ قد املَنظوم يف ذِكْ‏ ر اأفاضل<br />

الرّوم،‏‎436‎‏.‏ وينظر:‏ الزركلي،‏ االأعالم،‏ 16/6.<br />

‎2‎ينظر:‏ . 2 عمر كحالة،‏ معجم املؤلفني،‏‎176/3‎‏،‏ والزركلي،‏ االأعالم،‏ . 61/6<br />

‎3‎ينظر:‏ . 3 حاجي خليفة،‏ كشف الظنون،‏ . 195/1<br />

‎4‎ينظر:‏ . 4 بروكلمان،‏ تاريخ االأدب العربي،‏ 391-376 9/ . والبغدادي،‏ هدية العارفني،‏<br />

.200،199/2<br />

352<br />

‎5‎حاجي . 5 خليفة،‏ كشف الظنون،‏ . 640/1<br />

‎6‎الزركلي،‏ . 6 االأعالم،‏ . 61/6<br />

‎7‎البغدادي،‏ . 7 هدية العارفني،‏ . 200/2<br />

•<br />

جاء يف جمموع اأمّ‏ هات املتون،‏ . 280 ‏»زين الدّين«‏ يف راأس رسالة ‏»اإظهار<br />

االأرسار«‏ يف النحو للربكويّ‏ .<br />

‎8‎السّ‏ . 8 مت يف اللغة يعني:‏ حُ‏ ‏سن النّحويف مَ‏ ذهب الدّين،‏ ويقال:‏ هو يسمت ‏سَ‏ مته،‏ اأي:‏ يَنحو<br />

نحوَهُ.‏ والسّ‏ مت:‏ الطريق،‏ والقصد،‏ واملحجّ‏ ة.‏<br />

قال الفّراء:‏ يُقال:‏ ‏سَ‏ مَتَ‏ لهم يسمتُ‏ ‏سمْتاً،‏ اإذا هيّاأ لهم وجه العمل ووَجه الكالم والرّاأي<br />

ينظر:‏ الزبيدي،‏ تاج العروس،‏ 555/1.<br />

وابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 354/6، والرازي،‏ خمتار الصحاح،‏ 312. مادّة)سمت(.‏<br />

9 . 9 راأينا من العلماء االأوائل مَ‏ نْ‏ يستخدم هذا املصطلح عند حديثه عن الصّ‏ يغ الرضّ‏ فيّة<br />

املتشابهة،‏ كحديث ابن هشام عن االأفعال اخلمسة اإذ اأطلق عليها ‏»باب االأمثلة اخلمسة«.‏<br />

ينظر:‏ الربماوي،‏ ‏رشح الصّ‏ دور برشح زوائد الشذور،‏ 71.<br />

‎1010‎لعل املراد حرف اجلرّ)عَ‏ نْ‏ (.<br />

‎1111‎عطف على الضمري املنصوب يف الفعل ‏)يجعله (.<br />

12 12 قوله مقدّمة:‏ ليبنيّ‏ فيها املؤلّف حدّ‏ الترصيف،‏ وموضوعه،‏ وغايته ليصري الشارع يف<br />

طلبه على بصرية،‏ وميتازاملرشوع عنده امتيازاً‏ تامّ‏ اً,،‏ ويزداد ‏سَ‏ عيُه وال ينقطع،‏ وال<br />

يكون عبثاً.)حاشية املخطوط (.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

353<br />

15<br />

16<br />

‎1313‎تفصيل يُركز فيه على البحث يف موضوعات ‏رصفيّة بنائية ال موضوعات نحويّة<br />

تركيبيّة؛ الأَنَّ‏ االإعراب والبناء يطراأان على اأواخر املفردات وفق اأثر العوامل عليها.‏<br />

فموضوع النحّ‏ و هو املفردات يف الرتاكيب العربيّة من حيث االإعراب والبناء.‏<br />

والرضّ‏ ف:عِ‏ لْم يُعرف به اأحوال اأبنية الكَلِم التي ليست باإعراب.‏ ينظر:حممد ‏سمري اللبدي،‏<br />

معجم املصطلحات النحوية والرصفيّة،‏ ‏/‏‎218‎‏.والعيني،‏ 217 مِ‏ الح االألواح يف ‏رشح<br />

مَ‏ راح االأرواح،‏‎200‎‏.‏<br />

‎1414‎يف املخطوطة)جزء(‏ من دون تنوين،‏ والوجه بالتنوين كما اأثبتنا.‏<br />

15 يعني احلروف التي تزاد على لفظ الفعل؛ ليخرج بها اإىل اسم الفاعل اأو اسم املفعول...‏<br />

وما اإىل ذلك من مُ‏ ‏شتقات وصِ‏ يغ ‏رضَ‏ فيّة جديدة.‏<br />

16 املراد هنا اسم املفعول،‏ وياأتي من الثالثي على وزن ‏)مَ‏ فْعُول(‏ ومثله:مَ‏ ‏رضْ‏ وب ومَ‏ دعوّ‏<br />

ومَ‏ رْضِ‏ يّ‏ . ينظر:‏ ‏رشح املكودي على االألفيّة،‏ 193.<br />

‎1717‎اجلموع املكرضّ‏ ة:‏ هي جموع التكسري،‏ واجلمع املكرضّ‏ : هو ما ناب عن اأكرث من اثنني<br />

وتغريّ‏ بناء مفرده عند اجلمع،‏ والتغريّ‏ ُ اإمّ‏ ا اأن يكون بزيادةٍ‏ على اأصول املفرد،‏ واإمّ‏ ا<br />

بنقصٍ‏ عن اأصوله،واإمّ‏ ا باختالف احلركات.ينظر:‏ جمموع مُ‏ همات املتون،‏ 294.<br />

‎1818‎موضوع علم الرضّ‏ ف:‏ يتعلق مبعرفة ذوات الكَلِم يف اأنفسِ‏ ها من غري تركيب.‏ ينظر:‏ ابن<br />

عصفور،‏ املمتع يف الترصيف،‏‎30/1‎‏.‏<br />

‎1919‎حركات املفردات وسكناتها الداخلية التي تتعلق ببنية املفردة ال االإعراب الذي يطراأ<br />

على اأواخر الكلمات اأوالبناء الذي يلحق االأفعال وبعض االأسماء.‏<br />

‎2020‎استخدم املؤلف لفظ)الثلثة(‏ يف الرسالة كلّها بدل ‏)الثالث(.‏ وهي:‏ الضّ‏ مة والفتحة<br />

والكرسة،‏ اأمّ‏ ا السّ‏ كون فال يُعّد من احلركات؛ الأن السكون نقيض احلركة.‏<br />

‎2121‎بناء واحد على وزن ‏)مَ‏ فْعل (.<br />

‎2222‎اأي:‏ التغريات التي تطراأ على حروف املفردات العربيّة من حذف،‏ اأو زيادة،‏ اأو اإدغام،‏ اأو<br />

اإعالل،‏ اأو اإبدال،‏ اأو تغريّ‏ يف حركة حرف يف الكلمة.‏<br />

‎2323‎املباحث واالأمثلة الرضّ‏ فية املختلفة التي تناولها املؤلف يف هذه الرسالة.‏<br />

‎2424‎املراد بها:مباحث املشتقات)اسم الفاعل،‏ اسم املفعول,‏ ‏صيغ املبالغة....اإلخ(.تنظر<br />

مباحث املشتقات:االأردبيلي،‏ ‏رشح االأمنوذج،‏ ‎124‎‎132‎‏،واملكودي،‏ ‏رشح املكودي<br />

على االألفيّة يف علمي الرضّ‏ ف والنحو،‏‎190‎‎200‎‏.‏ وعبداخلالق عضيمة،‏ املغني يف<br />

ترصيف االأفعال،‏ 168.


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

‎2525‎تعبري استعمله املؤلف يف معظم مباحث الرسالة،‏ وهو استخدام الفعل بصيغة املذكر<br />

مع االسم املؤنث،‏ ويبدو لنا ذلك يف قوله:‏ ‏»ال يكون حروفه«،‏ ‏»فات املخالفة«،‏ ‏»كرثُ‏<br />

كلماته«،‏ ‏»يختلف حركة عينيه«،‏ ‏»اإذا الالّ‏ م الثانية يسكن«‏ اإلخ.‏<br />

‎2626‎ينظر ذلك يف:‏ ابن عصفور،‏ املمتع يف الترصيف،‏‎179-166/1‎ .<br />

‎2727‎املقصود بهذه الكلمة ‏)اقرتانهما،‏ وتتابعهما من دون فصل بينهما (، بخالف املقارنة<br />

املراد بها املوازنة.‏ وَقَرنَ‏ الشيءَ‏ بالشّ‏ يِ‏ ء وَصَ‏ لَهُ‏ بِه،‏ وبابه نَرضَ‏ ورضَ‏ ‏َب.ينظر:‏ ابن<br />

منظور،‏ لسان العرب،‏ 138/11. والرازي،‏ خمتار الصحاح،‏‎532‎ ‏)قرَنَ‏ (.<br />

‎2828‎هو املبني للمجهول عند البرصيني,‏ لكن راأينا الفراء الكويف يطلق عليه مصطلح ‏»مامل<br />

يُسمَّ‏ فاعله«.‏ الفراء،‏ معاين القران،‏‎112/1‎‏.‏<br />

‎2929‎هو اخلليل بن اأحمد الفراهيدي)ت‎160‎ه(‏ ‏سيّد اأهل االأدب قاطبة يف علمه وزهده وهو<br />

اأستاذ ‏سيبويه.‏ ينظر:‏ االأنباري،‏ نزهة االألباء يف طبقات االأدباء،‏ 49. والقفطي،‏ اإنباه<br />

الرواة على اأنباه النحاة،‏‎341/1‎‏-‏ 345. وابن الندمي،‏ الفهرست,‏‎42‎‏.‏<br />

والسيوطي،‏ بغية الوعاة يف طبقات اللغويني والنحاة,،/‏‎560-557‎‏.‏<br />

‎3030‎حدّد ‏سيبويه ثالثة خمارج الأصوات احللق،‏ فمن اأقصى احلَلق:‏ الهمزة والهاء،‏ ومن<br />

وسطه:‏ العني واحلاء،‏ ومن اأدناه:‏ الغني واخلاء.‏<br />

ينظر:‏ اإبراهيم اأنيس،‏ االأصوات اللغوية,‏‎11‎‏.‏<br />

31 31 ‏)فَعَل(‏ بفتح العني قياس مضارعه)يَفْعُ‏ ل(‏ بضم العني و ‏)يَفْعِ‏ ل(‏ بكرسها مثل:‏ نَرضَ‏ :<br />

يَنْرضُ‏ و ‏رضَ‏ ‏َبَ‏ : يَرضْ‏ ب،‏ ويكرثان حتى قال اأبو زيد كالهما قياس،‏ وليس اأحدهما اأوىل<br />

من االآخر،‏ وقال ابن جنى:‏ ‏)يفعُل(‏ بضم العني اأقيس من ‏)يفْعِ‏ ل(‏ بكرسها يف الالزم.‏<br />

354<br />

ابن جنى،‏ اخلصائص،‏‎179/1‎‏.‏ و)فَعِ‏ ل(‏ ‏)يفْعِ‏ ل(‏ مثل حَ‏ ‏سِ‏ بَ‏ : يحسِ‏ ب،‏ و)فَعَل(‏ ‏)يفْعَل(‏<br />

بفتح العني مثل:‏ فَتَح:‏ يَفْتَح،‏ وفَعِ‏ ل)يفْعَل(‏ مثل:‏ فرِح:‏ يفْرَح و)فَعُل(:‏ ‏)يفْعُلِ‏ ) حَ‏ ‏سُ‏ نَ‏ :<br />

يحْ‏ ‏سُ‏ ن.‏ ينظر:‏ ابن يعيش،‏ ‏رشح املفصّ‏ ل،‏ 152/7.<br />

‎3232‎هو)فَعْلَلَ‏ ‏(بسكون عينه وفتح ما عداها،‏ وياأتي الزماً‏ ومتعدّياً،‏ واالأكرث فيما ورد منه<br />

التّعدي.‏ فمثال ما جاء منه الزماً:‏ حَ‏ ‏رشَجَ‏ ، وممّا ورد منه متعدّياً:‏ دَحْ‏ رَجَ‏ هُ،‏ وبَعْرثَ‏ ه،‏<br />

وَغرْبله.‏ ينظر:‏ ابن عصفور،‏ املمتع يف الترصيف،‏‎178/1‎‏.‏<br />

وحممّد حمُ‏ يى الدين،‏ دروس يف الترصيف،‏ 64.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎3333‎اإمّ‏ ا مَ‏ زيد بحرفٍ‏ واحد،‏ واإمّ‏ ا مزيد بحرفني،‏ وحروف الزيادة ذكرها ابن عصفور يف،‏<br />

املمتع يف الترصيف،‏ 201/1 يف كلمتني هما:‏ ‏»اأمان وتسهيل«،‏ ويف مهمّات املتون،‏<br />

331 وردت باسم ‏»اليوم تنساه«‏ اأو ‏»ساألتمونيها «. واأنشد اأبو عثمان املازين يف حروف<br />

الزّيادة:‏ هويتُ‏ السّ‏ مان فشيّبنني وقد كنتُ‏ قدماً‏ هويتُ‏ السّ‏ مان.‏ ينظر العيني،‏ مالح<br />

االألواح،‏‎234‎ .<br />

‎3434‎االأول:‏ ‏)اأَفْعَلَ‏ ) بزيادة همزة قطع يف اأوّله،‏ نحو اأكرم،‏ اأفاء،‏ اأعطى.‏ والثاين:‏ ‏)فعّل(‏ بزيادة<br />

حرف من جنس عينه فيُدغم احلرفان،‏ نحو:قدّم،‏ وقدّر،‏ وزكّ‏ ى.‏ والثالث:‏ ‏)فاعَ‏ ل(،‏ بزيادة<br />

األف بني الفاء،‏ والعني نحو:قاتَلَ‏ ، ‏شارَكَ‏ ، ناضَ‏ لَ‏ .<br />

ينظر:‏ حممد حميي الدين،‏ دروس يف الترصيف،‏‎68‎‏.‏<br />

‎3535‎كان عدم االإحلاق الأنّ‏ حروف ‏)احرَجنْ‏ َ م،‏ وجَ‏ عْفَر،‏ ودَحْ‏ رَج(‏ اأصلية كلها،‏ اأمّ‏ ا ‏)استخرَج،‏<br />

ومقتل،‏ واأكرم(‏ فمزيدة،‏ وجاءت الزيادة فيها للموازنة واملعاملة الواحدة يف التكبري،‏<br />

والتصغري،‏ واملصدر.‏<br />

‎3636‎يف املخطوطة من دون هاء ‏)قدّمنا (، والوجه ما اأثبتناه ‏)قدّمناه (.<br />

‎3737‎عند البرصيني ال يضاعف ‏»الفاء«‏ وحدها؛ الأن تكريرها قبل العني يؤدي باالإدغام<br />

اإىل االبتداء بالساكن،‏ وبعدها يستلزم الفصل بينهما بحرف اأصلي،‏ ومل يثبت مثله<br />

يف اأبنيتهم.‏ ينظر راأي البرصيني والكوفيني يف تضعيف الفاء وحدها اأو مع غريها:‏<br />

االأنباري،‏ االإنصاف يف مسائل اخلالف،‏ 793/2. وحممد بن عبداهلل،‏ الكفاية يف النحو،‏<br />

377. وامليداين،‏ نزهة الطرف يف علم الرصف،‏ 74.<br />

‎3838‎االإحلاق:‏ هو جعل كلمة مثل اأخرى بسبب زيادة حرف اأواأكرث؛ لتصريَ‏ الكلمة املزيدة<br />

فيها مساويةً‏ للمُ‏ لْحق بها يف عدد احلروف واحلركات املعينة والسّ‏ كنات،‏ ويف التكسري،‏<br />

والتصغري,‏ وغريهما من االأحكام.‏ ينظر:‏ حممد حميي الدين،‏ دروس يف الترصيف،‏‎3‎‏.‏<br />

وحممد عبد اخلالق عضيمة،‏ املغنى يف ترصيف االأفعال،‏‎66‎‏.‏<br />

‎3939‎مصدر الفعل ‏»استوحش«،‏ وهو ‏ضدّ‏ ‏»االستئناس«.‏ ويقال:استوحش منه،‏ اأي:وجد<br />

الوحشة ومل ياأنس به،‏ ومكان وحش:خالٍ‏ ‏.ينظر:‏ الزّبيدي،‏ تاج العروس،‏ 362/4،<br />

والفريوز اآبادي،‏ القاموس املحيط،‏‎292/2‎‏.‏<br />

40 40 تزول فتحة احلرف الذي قبل حرف العلة املتطرّف عند االإتيان بصيغة املضارع،‏<br />

فتحل الكرسة حمل الفتحة لتناسب الياء املنقلبة،‏ نحو رَمَ‏ ى يَرْمِ‏ ي.‏ وعند اتصال الضمري<br />

املرفوع ينقلب حرف املد ياءً‏ كمامثل:)رَمَ‏ يْتُ‏ ) بضم التاء اأو ‏)رَمَ‏ يْتَ‏ ) بفتح التاء.‏<br />

355


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

‎4141‎علل ابن يعيش ذلك بقوله:‏ ‏»لو زيدت – اأي الواو-‏ اأوّالً‏ مل تخلُ‏ من اأن تزاد ‏ساكنة اأو<br />

متحركة،‏ ال يجوز اأن تزاد ‏ساكنة واإن زيدت متحركة ال تخلو من اأن تكون مضمومة اأو<br />

مَ‏ كسورة اأو مَ‏ فتوحة،‏ فلو زيدت مَ‏ ‏ضمومة الطّ‏ رد فيها الهَ‏ مْز،‏ وكذلك لو كانت مَ‏ كسورة<br />

على حدّ‏ وِ‏ ‏سادة واإسادة،‏ واإشاح،‏ ولو زيدت مفتوحة لتطرّق اإليها الهمزة اإن ‏ضمّت يف<br />

التصغري ويف البناء املجهول،‏ فكانت زيادتها اأوالً‏ تؤدي اإىل قلبها همزة،‏ وقبلها همزة<br />

رمبا اأوقع لبساً‏ اأو اأحدث ‏شكاً‏ يف اأن الهمزة اأًصل اأو مُ‏ نقلبة.‏ ينظر ذلك:‏ ابن يعش،‏ ‏رشح<br />

املفصل،‏‎150/9‎‏.‏<br />

وابن جنّي،‏ اخلصائص،‏ ‎212/1‎‏.)بترصّف(.‏<br />

‎4242‎كلمتان مرتادفتان مبعنى ارتفاع املنزلة،‏ يُقال:‏ فالن من ‏)عِ‏ لْية(‏ الناس،‏ اأي:‏ ‏رشيف<br />

رفيع.وهي على وزن ‏»فعليّة«‏ واأصلها ‏»عليوة«‏ فاأبدلت الواو ياءً‏ واأدغمت؛ الأنّ‏ هذه الواو<br />

اإذا ‏سَ‏ كن ما قبلها ‏صحت،‏ وهي من ‏»علوت«.‏ ينظر:‏ الزّبيدي،‏ تاج العروس،‏ 252 10/<br />

مادة)علو(.وابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 379/9 والرازي،‏ خمتار الصّ‏ حاح،‏ مادة)عال(.‏<br />

‎4343‎مثال ما جاء على وزن)فَعْلل(:‏ جَ‏ لبَبَ‏ ، وشَ‏ مْلَلَ‏ ، ودَحْ‏ رَج.‏ وعقد ابن جني باباً‏ واسعاً‏<br />

للملحق بِ‏ ‏)تفعلل(‏ وغري امللحق.‏ ينظر:‏ ابن جني،‏ املنصف،‏ 105 وما بعدها.‏<br />

‎4444‎تزاد ‏»التاء«‏ يف الصّ‏ در يف املضارع ويف ‏صيغ « تفعّل«‏ كتبنيّ‏ و«تفعلل«‏ كتدَحْ‏ رَج وما<br />

اأحلق به نحو:تَشَ‏ يْطن.‏ وتفاعل كتقاتل،‏ ويف مصادر هذه االأفعال.‏ كما تطّ‏ رد زيادتها يف<br />

مصادر ما كان على وزن ‏»فعّل«‏ كقّدم تقدمياً‏ وتزاد – اأيضاً‏ – يف مصادر الثالثي التي<br />

على زنَه ‏»تفعال«‏ كتطواف،‏ ومذهب الكوفيني فيها اأنها مصادر لفعّل،‏ وتزاد « التاء«‏<br />

‏سماعاً‏ يف األفاظ قام الدّليل على زيادتها.‏ ينظر:‏ حممد عبد اخلالق عضيمة,‏ املغني يف<br />

ترصيف االأفعال , 106. وابن الشجري،‏ اأماليه،‏‎61/1‎‏.‏<br />

‎4545‎تطّ‏ ردُ‏ زيادة السّ‏ ني مع التاء يف ‏»االستفعال«‏ وما ترضّ‏ ف منه،‏ نحو:‏ استغفر:‏ استغفار.‏<br />

ينظر:‏ ابن عصفور،‏ املمتع يف الترصيف،‏‎222/1‎‏.واأحمد احلمالوي،‏ ‏شذا العرف،‏ 74.<br />

وعضيمة،‏ املغني يف ترصيف االأفعال،‏‎109‎‏.‏<br />

‎4646‎هما من مزيد الرّباعي بحرفني:‏ االأول وزنه ‏»افْعَنْلل«،‏ والثاين ‏»افْعَلّلّ‏ «. ينظر ابن عقيل،‏<br />

‏رشح ابن عقيل،‏‎2‎‏/‏ 598.<br />

‎4747‎االأَمثلة املختلفة تتناول االأَفعال واالأسماء،‏ وال عالقة لها باحلروف.‏<br />

. 48<br />

‎48‎االأزمنة الثالثة:‏ الزمن املاضي،‏ واحلال،‏ واالستقبال.‏ قال تعاىل يف ‏سورة مرمي/‏‎64‎<br />

‏»لهُ‏ ما بني اأيدينا«‏ فدلّ‏ على زمان املستقبل،‏ ثم قال:‏ ‏»وما خَ‏ لْفنا«‏ فدل على زمان<br />

356


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

املاضي،‏ ثم قال:‏ ‏»وما بني ذلك«‏ فدلّ‏ على زمان احلال.‏ ينظر:‏ احلَيدرة اليمني،‏ كشف<br />

املشكل يف النحو،‏ ‎22‎‏.وقال ابن الرضّ‏ اج:‏ حدّ‏ الفعل:‏ كل لفظ دلّ‏ على معنى يف نفسه<br />

مقرتن بزمان حمصّ‏ ل.‏<br />

‎4949‎ابن الرضّ‏ اج،‏ االأصول يف النحو،‏ 38/1. والعكربي،‏ مسائل خالفيّة يف النحو،‏‎63‎ .<br />

مساألة )5( . فقول ابن الرضّ‏ اج)وزمان(‏ لنفرّق بينه وبني االسم الذي يدلّ‏ على معنى فقط<br />

جمرّد من الدّاللة على املضي،‏ واحلضور،‏ واالستقبال التي يدلّ‏ عليها الفعل.‏ اأي:‏ مُ‏ ‏ستقل<br />

بالفَهْم ليس الزمنُ‏ جزءاً‏ منه،‏ مثل:‏ عليّ‏ ، طائر،‏ اأَمْ‏ ن.‏ ينظر:‏ عبد الغني الدّقر،‏ معجم<br />

النحو،‏‎9‎‏.‏<br />

50 50 اختلف النّحاة يف مدلول اسم الفعل على القول باسميته – وهو ‏صحيح - فقيل مَ‏ دلوله<br />

لفظ الفعل،‏ فَ‏ ‏)صهَْ(‏ مثالً‏ اسم الأسكت وهو االأصح.‏ وقيل مدلول املصدر،‏ فصه اسم<br />

لقولك ‏سكوتاً،‏ واختاره ابن احلاجب.‏ وقيل:‏ مدلوله الفعل وهو احلدث والزّمان اإال اأن<br />

داللة الفعل على الزمان بالصيغة،‏ وداللة اسم الفعل عليه بالوضع،‏ « فَصهْ‏ « اسم ملَعنى<br />

الفعل.وذهب ‏شارح الكافية اإىل اأنّ‏ ‏)صَ‏ هْ(‏ اسم للفظ ‏)اسكت(‏ الذي هو دال على معنى<br />

الفعل،‏ فهو علَم للفظ الفعل ال ملعناه بشيء،‏ اإذْ‏ العربي القح رمبا يقول:‏ ‏صَ‏ هْ‏ مع اأنّه ال<br />

يخطر بباله لفظ)اسكت(،‏ ورمبّ‏ ا مل يسمعه اأصالً،‏ ولو قلت:‏ اإنّه اسم لِ‏ ‏)اصمت اأو امتنع<br />

اأو كفّ‏ عن الكالم(‏ اأو غري ذلك ممّا يؤدي هذا املعنى لصحّ‏ ، فعلمنا اأنّ‏ املقصود منه<br />

املعنى ال اللفظ.‏ ينظر:‏ احلطاب،‏ الكواكب الدّريّة،‏‎373/2‎‏.‏ واالأسرتاباذي،‏ ‏رشح الرّضي<br />

على الكافية،‏ 83.<br />

51 51 يعني بالوضع االأول:‏ اأن ‏)يزيد ) وُ‏ ‏ضِ‏ ع اأصالً‏ ليدل على االسم،‏ واإمنّ‏ ا جاء على وزن<br />

الفعل وال يدخله هذا الوزن يف باب االأفعال.‏<br />

52 52 مساألة خالفية بني البرصيني والكوفيني،‏ اإذ ذهب الكوفيون اإىل اأن املصدر مُ‏ ‏شتق<br />

من الفعل وفرْعٌ‏ عليه،‏ وذهب البرصيون اإىل اأن الفعل مُ‏ ‏شتق من املصدر وفرع عليه.‏<br />

االأنباري،‏ االإنصاف،‏ ‎235/1‎‏.)مساألة 28(. ويرى العيني:اأن االأفعال التي تشتق من<br />

املصدر هي ‏»خمسة وثالثون«‏ باباً،‏ ‏ستة منها للثالثي املجرّد.ينظر:‏ العيني،مالح<br />

االألواح،‏‎210‎‏.‏<br />

53 53 السّ‏ اجُ‏ : ‏رضبٌ‏ من الشجر وجمعه ‏)سيجان(‏ بوزن تيجان،وتصغريه)سُ‏ وَيج(.‏ وقال<br />

الزخمرشي:‏ السّ‏ اج خشب اأسود يُجلب من الهند...‏ وعُ‏ ملت ‏سفينة نوح عليه السّ‏ الم من<br />

‏ساج،‏ له رائحة طيّبة،‏ واحدته)ساجة ) ينظر:‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ‎419/6‎‏،والزبيدي،‏<br />

تاج العروس،‏‎2‎ 61. / والرازي،‏ خمتار الصحاح،‏ 319 مادة ‏)سوج (.<br />

357


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

‎5454‎هي الزّيادة التي ينتقل بها الفعل اإىل املَصدريّة،‏ نحو:‏ قدِمَ‏ : قُ‏ دوماَ،‏ حاكَ‏ : حياكة،‏ عَ‏ ذُبَ‏ :<br />

عُ‏ ذوبة،‏ فاحلروف االأصول مذكورة يف االأفعال ويف املصادر،‏ لكن زيد على املصدر<br />

حروف ليست يف لفظ الفعل وهي التي مَ‏ يّزته عن الفعل.‏ ينظر:‏ عبده الراجحي،‏ التطبيق<br />

الرضّ‏ يف،‏ 67.<br />

55 اأغراض الزيادة كثرية ومتعدّدة ال يكاد يخلو مُ‏ ‏صنفٌ‏ ‏رصيفّ‏ من ذكرها وتعدادها.‏<br />

358<br />

55<br />

56<br />

57<br />

58<br />

59<br />

56 يظهر اأنّ‏ املؤلف مييل اإىل راأي الكوفيني يف القول باأنّ‏ الفعلَ‏ اأصلٌ‏ واملصدرَ‏ فرعٌ‏ عليه.‏<br />

والفعل اأكرثاستعماالً‏ واأكرث دوراناً‏ يف الكالم من املصدر.‏ تنظر املساألة اخلالفية بني<br />

البرصيني والكوفيني حول الفعل واملصدر،‏ واأيهما االأصل االأنباري،‏ االإنصاف يف<br />

مسائل اخلالف،‏ املساألة )28( .<br />

57 يعني حروف ‏)ناأتي(‏ اأو ‏)اأتني(.‏<br />

58 اجلَحْ‏ دُ‏ هو النفي،‏ النفي مُ‏ ‏صطلح برصيّ‏ ، واجلحدُ‏ مصطلحٌ‏ كويفّ‏ ، وهو نقيض االإقرار<br />

كاالإنكار واملعرفة،‏ قال اجلوهري:‏ اجلحود:‏ االإنكار مع العلم.‏ وراأينا الفرّاء الكويف<br />

يستعمل مُ‏ ‏صطلح اجلَحْ‏ د يف مصنفاته املختلفة وعلى راأسها مصنفه يف ‏»معاين<br />

القراآن«.‏ والفراء اأقرب باستعماله هذا املصطلح من استعمال البرصيني النفي؛ الأن<br />

اجلَحْ‏ د يف اللغة اإنكارٌ‏ مع العِ‏ لمْ.‏ جاء يف القاموس املحيط:‏ جَ‏ حده حقّه،‏ وبحقه،‏ كمَنعه،‏<br />

وجُ‏ حوداً:‏ اأنكره مع علمه.‏ واأمّ‏ ا النفي ففي اأصل اللغة هو اجلَحد ‏»نفى الشيء جحدَهُ‏<br />

ونحّ‏ اه«‏ ينظر:‏ الفريوز اأبادي،‏ القاموس املحيط،‏ مادة ‏)جحد ‏,نفى (. وابن منظور،‏ لسان<br />

العرب،‏‎182/2‎‏.‏<br />

والفراء يستعمل هذين املصطلحني كثرياً‏ يف كتابه « املعاين«،‏ فعندما تعرّض لتفسري<br />

قوله تعاىل يف ‏سورة ‏)البقرة 81/2(: ‏)بَلَى مَ‏ ن كَ‏ ‏سَ‏ بَ‏ ‏سَ‏ ينِّئَةً‏ وَاأَحَ‏ اطَ‏ تْ‏ بِهِ‏ خَ‏ طِ‏ يئَتُهُ‏ فَاأ ‏ُوْلَئِكَ‏<br />

اأَصْ‏ حَ‏ ابُ‏ النَّارِ‏ هُ‏ مْ‏ فِ‏ يهَ‏ ا خَ‏ الِدُونَ‏ (. قال:‏ ‏»وُ‏ ‏ضعت)بلى(‏ لكل اإقرار يف اأوله جحد،‏ ووضعت<br />

‏)نعم ) لالستفهام الذي ال جحد فيه«،‏ ‏)فبَلى(‏ يُجاب بها عن االستفهام املنفيّ‏ الذي<br />

يف اأوله جَ‏ حد،‏ واأما ‏)نعم ) فهي يجاب بها النّفي واالإثبات على حدّ‏ ‏سواء.‏ ينظر الفراء،‏<br />

معاين القران،‏‎52/1‎‏.‏<br />

59 اأورد السيوطي:‏ اعلم اأنّ‏ احلُذاق من النحاة وغريهم،‏ واأهل البيان قاطبة على انحصار<br />

الكالم يف اخلرب واالإنشاء،‏ واأنه ليس له قسم ثالث...،‏ وقال كثريون:‏ ‏»ثالثة«‏ : خرب،‏<br />

وطلب،‏ واإنشاء.‏ ينظر:‏ السيوطي،‏ االتقان يف علوم القران،‏ 319/3.<br />

والزركشي،‏ الربهان يف علوم القران،‏‎329,351/2‎‏.‏ والربماوي،‏ ‏رشح الصّ‏ دور برشح<br />

زوائد الشذور،‏ وكرميةحممود اأبو زيد,‏ علم املعاين,‏ 27.


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎6060‎وردت يف املخطوطة بزيادة حرف ‏)الراء ) بني االألف والنّون:‏ ‏»يفارقارنهما«.‏<br />

‎6161‎هي الالم اجلازمة للمضارع وموضوعةٌ‏ للطّ‏ لب،‏ وحركتها الكرس،‏ نحو قوله تعاىل يف<br />

‏سورة الطالق )65( : ‏)لينفق ذو ‏سَ‏ عَةٍ‏ (.<br />

)186(<br />

‎6262‎واإسكانها بعد الفاء والواو اأكرث من حتريكها نحو قوله تعاىل يف ‏سورة البقرة .<br />

‏)فَلْيَسْ‏ تَجِ‏ يبُواْ‏ يلِ‏ وَلْيُؤْمِ‏ نُواْ‏ بِي(‏ ‏,وقد تسكن بعد ‏)ثم(‏ نحو قوله تعاىل يف ‏سورة احلج )29( :<br />

‏)ثُمَّ‏ لْيَقْضُ‏ وا تَفَثَهُ‏ مْ(.‏ ينظر:‏ عبد الغني الدّقر،‏ معجم النحو،‏‎3‎‏.‏ والم االأمر هذه جتزم الفعل،‏<br />

وتكون يف اأمر الغائب،‏ واأمر املخاطب،‏ كقولك:‏ لِيقمْ‏ زيدٌ،‏ ولتقُمْ.‏ وقد قُ‏ رئ:‏ ‏»فبذلك<br />

‏»فلْتفرحوا«‏ و ‏»ليفرحوا«‏ على الوجهني بالياء والتاء.‏ الصّ‏ يمري،‏ التبرصة والتذكرة،‏<br />

‎405/1‎‏.وعدّ‏ ‏سيبويه)الم االأمر(‏ من جوازم االأفعال املضارعة وقال:‏ ‏»واعلم اأنّ‏ حروف<br />

اجلزم ال جتزم اإال االأفعال،‏ وال يكون اجلزم اإال يف هذه االأفعال املضارعة لالأسماء.‏<br />

‏سيبويه،‏ الكتاب،‏‎9/3‎‏.‏ )62( هي)ال(‏ الطلبيّة نهياً‏ كانت نحو قوله تعاىل يف ‏سورة<br />

لقمان )31( : ‏»يا بُنيّ‏ ال تُرشك باهلل«،‏ اأو دعاءً‏ نحو قوله تعاىل يف ‏سورة البقرة )286( : ‏»رَبّنا<br />

ال تُؤاخذنا اإنْ‏ نَسينا اأوْ‏ اأخطاأنا«.‏ و)ال(‏ التي يف النّهي اأدرجها ‏سيبويه يف باب ما يعمل<br />

يف االأفعال فيجزمها فهي مبنزلة)مل(‏ كقولك:‏ ال تفعلْ‏ . ينظر:‏ ‏سيبويه،‏ الكتاب،‏ 8/3.<br />

والدّقر،‏ معجم النّحو،‏ 297.<br />

‎6363‎العبارة االأنسب:‏ وللتّعجب ‏صيغتان.‏<br />

‎6464‎‏صيغتان قياسيتان هما:‏ ما اأفعله!‏ كقوله تعاىل يف ‏سورة البقرة : 175/2 ‏)فَمَا اأَصْ‏ ربَ‏ ‏َهُ‏ مْ‏<br />

عَ‏ لَى النَّارِ(‏ والصيغة الثانية:‏ اأفْعِ‏ ل بِه،‏ كقوله تعاىل يف ‏سورة الكهف ‎26/18‎‏)اأبْرص<br />

به واأسْ‏ مع(،‏ ينظر:‏ احلريري،‏ ‏رشح مُ‏ لحةاالإعراب،‏ ‎201‎‏.واأورد العالمة الربماوي:‏ اأنه ال<br />

تنقاس اأفعال التعجب)ما اأفعله و اأفعل به(‏ اإال من فعل ثالثي جمرّد لفظاً‏ وتقديراً‏ تام<br />

متفاوت املعنى غري منفي وال مبني للمفعول.‏ ينظر:‏ الربماوي،‏ ‏رشح الصّ‏ دور برشح<br />

زوائد الشذور،‏ 153. ويقول اإبراهيم السّ‏ امرائي:النعرف فعالً‏ ماضياًجاء على ‏صيغة<br />

االأمر غري هذا يف التعجب.‏ السامرائي،من اأساليب القراآن،‏ ‎71‎‏.واأجاز الكوفيون استعمال<br />

‏)اأفعل(‏ من دون)ما(‏ فيقولون:اأكرمت رجالً،‏ مبعنى ‏»ما اأكرمك !« ينظر:‏ االأزهري،‏ ‏رشح<br />

الترصيح على التوضيح،‏ 89/2.<br />

‎6565‎اأي قابالً‏ للتفاوت،‏ اأي التفاضل،‏ فال يُبنى اأفعل التفضيل من نحو ‏)مات وفني(.‏ ينظر:‏<br />

عبد العزيز عتيق،‏ املدخل اإىل علم الرضّ‏ ف،‏ 101.<br />

‎6666‎نحو:‏ اأحْ‏ مَر،‏ اأبْيَض،‏ اأَسْ‏ ود ونَحو:‏ اأعوَر،‏ اأعْ‏ مش،‏ اأعْ‏ رَج.‏<br />

359


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

‎6767‎االسم ما دلّ‏ على معنى مفرد يف نفس ‏شخص اأو غري ‏شخص نحو رجل واأسد وشجر.‏<br />

وغري الشخص اأسماء اهلل تبارك وتعاىل،‏ والصفات.‏ واالسم عند البرصيني مُ‏ ‏شتق من<br />

السّ‏ مو وهو العلو وعند الكوفيني من السّ‏ مة،‏ وهي العالمة.‏ ينظر:‏ احليدرة اليمني،‏ كشف<br />

املشكل يف النحو،‏ 12.<br />

‎6868‎‏سُ‏ مّيت الصفة املشبهة بهذا االسم لشبهها باسم الفاعل يف االإِفراد،‏ والتثنية،‏ واجلمع،‏<br />

والتذكري،‏ والتاأنيث،‏ يقال:‏ حَ‏ ‏سنٌ‏ ‏،حَ‏ ‏سنان،‏ حَ‏ ‏سَ‏ نون،حَ‏ ‏سنةٌ،‏ حسنتان،‏ حسنات،كما يقال:‏<br />

‏ضارب،‏ ‏ضاربان،‏ ‏ضاربة،‏ ‏ضاربتان،‏ ‏ضاربات مع اشرتاكهما،‏ يف قيام الفعل بهما.‏<br />

ينظر:‏ االأَردبيلي،‏ ‏رشح االأُمنوذج يف النحو،‏ 129.<br />

69 69 ‏)فاعِ‏ ل(:‏ الوزن القياسي السم الفاعل من الثالثي،‏ و)مفعول(:‏ الوزن القياسي السم<br />

املفعول من الثالثي.‏ ينظر:‏ حممد بن عبد اهلل ا بن حممود،‏ الكفاية يف النحو،‏ 125.<br />

ويرى العيني اأنّ‏ اسم الفاعل اسم مشتق من املضارع ملن قام به الفعل،‏ واسم املفعول<br />

اسم مشتق من«يفعل«‏ ملن وقع عليه الفعل.العيني،مِ‏ الح االألواح يف ‏رشح مراح االأرواح،‏<br />

.253 ،245<br />

‎7070‎‏صياغة اسم الفاعل واسم املفعول من الفعل غري الثالثي.ويكونان باإدخال ميم مضمومة<br />

يف اأوّل كلّ‏ واحد منهما،‏ وتكرس العني من الفاعل،‏ وتفتح من املفعول فرقاً‏ بينهما،‏ نحو:‏<br />

اأكرم فهو مُ‏ كرِم وذاك مُ‏ كرَم.‏ ينظر:امليداين،‏ نزهة الطرف يف علم الرضّ‏ ف،‏ 25. وعبد اهلل<br />

بن حممود،‏ الكفاية يف النحو،‏‎126‎‏.‏<br />

‎7171‎االأمثلة املفردة بابها الرضّ‏ ف،‏ ومركبه مع الغري،‏ بابها النحو.‏ فعلم الترصيف هو<br />

معرفة ذوات الكَلِم يف اأنفسها من غري تركيب.‏<br />

ينظر:‏ ابن عصفور،‏ املمتع يف الترصيف،‏ 30.<br />

‎7272‎يف املخطوطة:‏ « مَ‏ عْنا«.ويجيء ‏»اأفعل«‏ لتفضيل الفاعل من الثالثي غري مزيد فيه ممّا<br />

ليس بلون وال عيب،‏ وال يجيء من الزوائد لعدم اإمكان حمافظة جميع حروفها يف<br />

‏»اأفعل«‏ وال من لون وعيب الأنّ‏ فيهما ‏»اأفعل«‏ للصفة فيلزم االلتباس.‏<br />

ينظر:‏ العيني،‏ مالح االألواح،‏ 248.<br />

73 73 مبالغة الفاعل يقصد بها ‏صيغ املبالغة،‏ وهي األفاظ تدل على ما يدلّ‏ عليه اسم الفاعل<br />

بزيادة،‏ ولها اأحدَ‏ عرشَ‏ وزناً،‏ واأوزانها كِ‏ لّها ‏سماعيّة فيحفظ ما ورد منها وال يقاس<br />

عليه.‏ ومن اأشهر اأوزانها:‏ فعّال،‏ ومِ‏ فْعال،‏ وفعُ‏ ول،‏ وفَعيل،‏ وفَعِ‏ ل.‏ ينظر:‏ ابن عقيل،‏ ‏رشح<br />

ابن عقيل،‏‎111/2‎‏.‏ وابن الرضّ‏ اج،‏ االأصول يف النحو،‏ 225. 1/<br />

360


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

361<br />

79<br />

‎7474‎املصدر يقرب من الفعل بداللته على احلدث،‏ كالرضّ‏ ب،‏ والقَتْل،‏ والقيام،‏ والقعود،‏ وسُ‏ مي<br />

مصدراً‏ لصدور االأفعال عنه.‏ ينظر:‏ احلريري،‏ ‏رشح مُ‏ لحة االإعراب،‏ ‎166‎‏.وانظر تفصيل<br />

القول يف املصادر الثالثية وغري الثالثية،‏ ابن القطاع الصقلي،‏ اأبنية االأسماء واالأفعال<br />

واملصادر،‏ 370- ‎383‎‏.واأبو علي الشلوبيني،التوطئة،‏ 370.<br />

75 75 مصادر الثالثي ‏سماعيّة تُعرف بالقراءة،‏ ومعظم املصادر من غري الثالثي قياسيّة،‏<br />

ينظر:‏ ديزيره ‏سقال،‏ الرضّ‏ ف وعلم االأصوات،‏ 185-183.<br />

‎7676‎اأي:‏ ‏ضابط قياس املصدر من الفعل غري الثالثي،‏ ففي)انطلق(‏ نقول:‏ انطِ‏ الق،‏ فزيدت االألف<br />

قبل اآخره،‏ وكُ‏ ‏رس املتحرّك املفتوح وهو حرف ‏)الطاء(.‏ ومثله استخرَجَ‏ : استِخْ‏ راج.‏<br />

‎7777‎ما يف اأوله تاء زائدة،‏ نحو:‏ تَدَحرَج:تدَحرُجاً.بضم ما قبل الالم وهو حرف ‏)الراء(.‏<br />

‎7878‎نقول يف مصدر الفعل)خاصَ‏ م(:خمُ‏ اصمةً‏ وخِ‏ ‏صاماً،‏ ويف قاتل:‏ مُ‏ قاتلةً‏ وقِ‏ تاالً.‏ بكرس<br />

الفاء وزيادة االألف قبل اآخره يف الوجه الثاين للمصدر الرضّ‏ يح.‏<br />

79 املصدر من ‏)فاعَ‏ ل(‏ يجيء على)مُ‏ فاعلة(‏ و ‏)فِ‏ عال(‏ نحو:‏ قاتلَ‏ : مُ‏ قاتلةً‏ و قِ‏ تاالً،‏ واأهل<br />

اليمن يقولون:)قيتاالً(،‏ قال الفراء:‏ وهو اأقيس؛ الأنّهم اأرادوا اأن يثبتوا االألف يف املصدر<br />

كما اأثبتوا يف الفعل،‏ يعني:‏ قولهم فاعل يفاعل غري اأنّهم ‏سريّ‏ وها ياءً‏ لكرسة ما قبلها،‏<br />

ومَ‏ ن حَ‏ ذف الياء اكتفى بالكرسة عنها.‏ امليداين،‏ نزهة الطرف يف علم الرضّ‏ ف،‏ 21.<br />

‎8080‎الفعل الذي يَسقط الفاء من مضارعه نحو:‏ وَعَ‏ د:‏ يَعِ‏ دُ،‏ وَثَبَ‏ : يَثِبُ‏ ، وَضَ‏ ع:‏ يَضَ‏ ع...اإلخ.‏<br />

واملصدر امليمي من الفعل الذي يسقط الفاء من مضارعه يكون على وزن ‏)مَ‏ فْعِ‏ ل(‏ بكرس<br />

العني،‏ وقال بعضهم:‏ اإنّهُ‏ اسم مبعنى املصدر ال مصدر وهو قياسي:‏ ينظر:ديزيرة ‏سقّال،‏<br />

الرصف وعلم االأصوات،‏ 188.<br />

‎8181‎املصدر امليمي من غري الثالثي.واملصدر امليمي يعمل عمل فعله،‏ ومنه قول الشاعر:‏<br />

اأظلومُ‏ اإنّ‏ مُ‏ ‏صَ‏ ابَكم رَجُ‏ الً‏ اأهْ‏ دَى السّ‏ المَ‏ حتيّةً‏ ظلمُ.‏<br />

ينظر:‏ اأحمد حسن حامد،‏ ويحيى جرب،‏ الواضح يف علم الرصف،‏ 100.<br />

82 82 الكلمة ‏)لكرثته(‏ مكرّرة يف املخطوطة.‏<br />

‎8383‎يبدو اأنّ‏ املراد ‏)وَخِ‏ فّته ) ؛ الأنْ‏ ال مدلول لها يف الرتكيب غري ذلك.وراأينا امليداين يقول:‏<br />

‏»مصدر)تفعَّل(‏ يجيء على)تفعُّل(‏ وعلى)تِفِعّال(‏ نحو:‏ متلّق:‏ متلّقاً‏ ومتِ‏ ‏ِالّقاً،‏ وهذا هو<br />

االأصل لوجود األف املصدر فيه،‏ ولكنّهم اآثروا)التّفعّل(‏ خلفّته«.‏<br />

امليداين،‏ نزهة الطرف،‏ 22.<br />

84 84 فَعْلة ‏)بفتح الفاء ) وزن املصدر الدال على املرّة,‏ و ‏»فِ‏ عْلة«‏ ‏)بكرس الفاء ) وزن املصدر


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

362<br />

85<br />

86<br />

الدال على الهيئة.كاأن تقول للمرّة:‏ ‏رضَ‏ بَ‏ ‏:رضَ‏ بةً،‏ وخشي:‏ خَ‏ ‏شية،‏ ورحم:‏ رَحمة،‏ وقام:‏<br />

قَومة.‏ وقلّ‏ ‏)اإتيانة ولقاءة(.وذكر االأزهري اأنّ‏ ‏)لقاءة واإتيانة ) ‏شاذتان.‏ وذكر ‏سيبويه اأنّ‏<br />

اإتيانة قليل واالطّ‏ راد على)فَعْلَة(‏ وللهيئة:جلس:‏ جِ‏ لسةً.ينظر:‏ ‏سيبويه،‏ الكتاب،‏ 45/4. و<br />

العيني،‏ مالح االألواح يف ‏رشح مراح االأرواح،‏ 173. واالأزهري،‏ ‏رشح الترصيح،‏ 77/2.<br />

وامليداين،‏ نزهة الطرف،‏ 19.<br />

واجلرجاين،املفتاح يف الرضّ‏ ف،‏‎66‎‏.‏<br />

85 يعني املصدر الدّال على املرّة من غري الثالثي.ويشتق على وزن املصدر االأصلي<br />

بزيادة تاء يف اآخره،‏ نحو:‏ استفهم:‏ استفهامةً.‏ ينظر ذلك:‏ ديزيرة ‏سقال،‏ الرضّ‏ ف وعلم<br />

االأصوات،‏ 188. وعبده الراجحي،‏ التطبيق الرصيف،‏ 73.<br />

86 ‏»تَفعال«‏ نحو قولنا:‏ الرتّ‏ ماء،‏ من الرّمي بالنبل.‏ و)فِ‏ عّيلى(‏ نحو:‏ هِ‏ زّميى.‏ لكن ابن القطاع<br />

عدّ‏ وزن « التفعال«‏ من املصادر.‏<br />

وذكر ‏سيبويه وغريه من كبارالنحاة اأنّ‏ املصدر يجيء للمبالغة،‏ نحو:‏ التّهذار،‏<br />

مبالغة للهذر،‏ واحلثّيثى مبالغة للحث،‏ والدّليلى يراد به كرثة علمه بالدّاللة ورسوخه فيها،‏<br />

والهجّ‏ ريى:كرثة الكالم والقول بالشيء،‏ واخللّيفى:‏ كرثة تشاغله باخلالفة وامتداد اأيامه<br />

فيها.‏ وكذلك ‏»التّهذار والتّلعاب والتّصفاق والرتّ‏ داد والتّجوال«.ويرى الكوفيون اأن ‏»التفعال«‏<br />

اأصله ‏»التفعيل«‏ الذي يفيد التكثري،‏ قُ‏ لبت ياوؤه األفاً،‏ فاأصل التكرار:‏ التكرير،‏ ومعنى ذلك اأنها<br />

مصادر لوزن ‏»فعّل«‏ الرّباعي.‏ واأشار ابن يعيش اإىل احلِ‏ كمة من جمَ‏ يء هذه املصادر على<br />

‏»التّفعال والفعّيلى«‏ بقوله:‏ فليس يف هذه املصادر ما هو جارٍ‏ على ‏»فعّل«،‏ لكن ملّا اأردت<br />

التكثري عدلت عن مصادرها وزدت فيها ما يدلّ‏ على التكثري؛ الأنّ‏ قوة اللفظ تؤذن بقوّة<br />

املعنى.‏ ينظر:‏ ابن القطاع الصقلي،‏ اأبنية االأسماء واالأفعال واملصار،‏‎157،192‎‏.وسيبويه،‏<br />

الكتاب،‏ 41،84 4/ والشلوبيني،‏ ‏رشح املقدمة اجلزوليّة،‏ 1144/3. والقوشجي،‏ عنقود<br />

الزّواهر يف الرضّ‏ ف،‏ ‎363‎‏.وحسن باشا،‏ املِفراح يف ‏رشح املراح،‏‎37‎‏.‏ وابن يعيش،‏ ‏رشح<br />

املفصل،‏ .56 /6<br />

87<br />

87 وزن اأسماء االأفعال القياسي،‏ نحو:‏ نَزالِ‏ وكَ‏ تابِ‏ ، وتراكِ‏ ، ورضَ‏ ابِ‏ ‏.وهي مطّ‏ ردة يف الثالثي<br />

دون غريه على راأي ‏سيبويه،‏ ويجعل هذا النوع مقيساً‏ غري مقصور على السّ‏ ماع برشط كون<br />

الفعل الذي يصاغ منه ‏)كرتَكَ‏ اأو نَزلَ‏ ) يف عدم الزّيادة على ثالثة اأحرف،‏ وكون الفعل الزماً‏<br />

اأو متعدّياً،‏ واملربّد يجعله حمفوظاً‏ ال يقاس عليه.‏ ينظر:‏ الشلوبيني،‏ التوطئة،‏‎306‎‏،‏ 318.<br />

والعيني،‏ مالح االألواح،‏ 171. وابن عقيل،‏ ‏رشح ابن عقيل،‏ ‎303/2‎‏.وابن مالك،‏ ‏رشح<br />

عمدة احلافظ وعُ‏ دّة الالفظ،‏‎2‎‏/‏ 738.<br />

‎8888‎ذكر ‏سيبويه اأنّ‏ ‏)فعالِ‏ ) ليس مبطّ‏ رد يف الصّ‏ فات،‏ نحو:‏ حَ‏ القِ‏ ، وال يف مصدر نحو:‏ فجارِ،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

واإمنّ‏ ا يطّ‏ رد هذا الباب يف النداء ويف االأمر نحو قول طفيل بن يزيد احلارثي:‏ ‏»تراكها من<br />

اإبلٍ‏ تراكها.‏ اأي:‏ اتركها«.وعقّب:‏ ‏»واعلم اأنّ‏ ‏)فعالِ‏ ) جائزة من كلّ‏ ما كان على بناء ‏)فعَلَ‏<br />

اأو فَعُلَ‏ ، اأو فَعِ‏ لَ‏ (، وال يجوز من ‏)اأفعلت(؛ الأنّا مل نسمعه من بنات االأربعة.‏ ينظر:‏ ‏سيبويه،‏<br />

الكتاب،‏ .»271،280 /3 ،241/1<br />

89<br />

90<br />

91<br />

92<br />

93<br />

89 اسما الزّمان واملكان.وهما اسمان مشتقان من املصدر للدّاللة على مكان وقوع الفعل<br />

اأو زمانه.‏ فخر الدين قباوة،‏ ترصيف االأسماء واالأفعال،‏ ‎171‎‏.وحممّد اللبدي،‏ معجم<br />

املصطلحات النّحوية والرضّ‏ فية،‏ 213.<br />

90 اسم االآلة:‏ وهو مشتق من مصدر الفعل الثالثي املجرّد املترصّف املتعدي للداللة<br />

على االآلة التي يكون بها الفعل.وصيغته)مِ‏ فعَل(‏ نحو:‏ مِ‏ ربد،‏ ويجيء على وزن)مِ‏ فعال(‏<br />

كمقراض،‏ ويجيء مضموم العني وامليم نحو:‏ املُنْخل،‏ واملُدْهُ‏ ن،‏ واملُدُق.‏ العيني،‏ مالح<br />

االألواح،‏‎172‎‏.‏ و ينظر:‏ فخر الدين قباوة،‏ ترصيف االأسماء واالأفعال،‏ 174.<br />

91 اأَيْ‏ اأَنَّ‏ اسمَ‏ الزمان واسم املكان يصاغان من الثالثي على وزن واحد:‏ ‏)مَ‏ فْعَل(‏ اأو ‏)مَ‏ فْعِ‏ ل(,‏<br />

ويكون التمييز بينهما بالقرائن،‏ فان مل توجد قرينة،‏ فهو ‏صالح للزمان واملكان.‏ ويرى<br />

العيني اأنّ‏ بناء اسم املكان باأن يزاد امليم يف)يرضب(‏ مثالً‏ كما يزاد يف اسم املفعول<br />

ملناسبة بينهما،‏ اأي:‏ بني اسمي املكان واملفعول،‏ واملناسبة بينهما يف وقوع الفعل،‏<br />

يعني كما اأنّ‏ الفعل يقع يف املكان فكذلك يقع على املفعول.‏ ينظر:‏ العيني،‏ مالح االألواح<br />

يف ‏رشح مراح االأرواح،‏‎171‎‏،‏ واحلمالوي،‏ ‏شذا العرف يف فنّ‏ الرضّ‏ ف،‏ 88. وينظر:‏<br />

جمموع مُ‏ همات املتون،‏ 322.<br />

92 يعني:‏ اسم االآلة.‏ لكن جاء يف كتب الرضّ‏ ف اأنّ‏ له ثالثة اأوزان هي:‏ مِ‏ فْعَل,‏ نحو:‏ مِ‏ ربْ‏ د,‏<br />

ومِ‏ فْعال,‏ نحو:‏ مِ‏ قراض،‏ ومِ‏ فْعَلة،‏ نحو:‏ مِ‏ ‏صفاة.‏ وقيل:‏ اإن الوزن االأخري ‏)مِ‏ فْعلة(‏ فَرع<br />

ما قبله ‏)مفعال(.‏ وقيل اإنّ‏ ‏)مِ‏ فعال(‏ هو االأصل،‏ و)مِ‏ فْعل،‏ مِ‏ فعَلة(‏ منقوصان منه بغري<br />

عوض وبعوض.‏ ينظر:‏ حممد بن عبد اهلل،‏ الكفاية يف النحو،‏ 132. واحلمالوي،‏ ‏شذا<br />

العرف،‏‎90‎‏.وينظر:‏ جمموع مهمات املتون،‏‎322‎‏.‏<br />

93 تاأتي ‏)مِ‏ نْ‏ ) جارّة للمفضّ‏ ل عليه عندما يكون اسم التفضيل جمرّداً‏ من ‏)األ(‏ و ‏)االضافة(،‏<br />

نحو قوله تعاىل يف ‏سورة يوسف )8/12(: ‏)اإِذْ‏ قَالُواْ‏ لَيُوسُ‏ فُ‏ وَاأَخُ‏ وهُ‏ اأَحَ‏ بُّ‏ اإِىلَ‏ اأَبِينَا<br />

مِ‏ نَّا ‏(.وجاء حذف)من(‏ واإثباتها معاً‏ يف قوله تعاىل يف ‏سورة الكهف)‏‎34/18‎‏(:‏ ‏»اأنا<br />

اأكرثُ‏ مِ‏ نكَ‏ مَ‏ االً‏ وَاأعزُ‏ نَفَراً«.‏ وعندما يكون مضافاً‏ نحذف)مِ‏ ن(‏ نقول:‏ زيدٌ‏ اأفضل القوم،‏<br />

وال يجوز اأن يقال:‏ زيدٌ‏ االأفضل من عمرو،‏ باجلمع بني التعريف و)مِ‏ ن(،‏ وذلك حلصول<br />

االستغناء بكل واحدٍ‏ منهما.‏ ينظر:‏ العيني،‏ مالح االألواح،‏ 249.<br />

363


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

‎9494‎الياء يف املخطوط غري منقوطة.‏<br />

‎9595‎اأي:‏ التغريّ‏ عن حالته االأصلية،‏ وهكذا يف املخطوطة:‏ ‏»التّرصّف«‏ وليس ‏»التّرصيف.‏<br />

‎9696‎عالمة التثنية،‏ وعالمة اجلمع.ويرى النحاة اأنّ‏ جتنب اللبس والرّغبة يف التمييز بني<br />

االأبنية كان وراء كرس نون التثنية وفتح نون جمع املذكر السّ‏ امل.‏ ينظر:‏ لطيفة النجار،‏<br />

دَوْر البنية الرضّ‏ فية يف وصف الظاهرة النحويّة،‏ 87.<br />

97 97 مصطلحان ‏رصفيّان اأراد باالأوّل جمع التكسري والثاين اجلمع السّ‏ امل.‏ وجمع التكسري:‏<br />

هو االسم الدال على اأكرث من اثنني بتغيري ظاهر اأو مقدّر.‏ اأما اجلمع السامل فهو ما دلّ‏<br />

على اأكرث من اثنني ومل يتغريّ‏ بناء مفرده.‏ ينظر:‏ عبد الغني الدّقر،‏ معجم النحو،‏ 132،<br />

149. واحلمالوي،‏ ‏شذا العرف،‏ 106.<br />

98 98 فَعِ‏ الل:‏ هذا الوزن يطّ‏ رد يف الرباعي املجرّد ومزيده،‏ وكذا يف:‏ اخلماسي املجرّد ومزيده،‏<br />

نقول يف جعفر:‏ جعافر،ويف جخدب:‏ جَ‏ خادب،‏ وحضجر:‏ حضاجر.‏ اأما اخلماسي فاإن<br />

مل يكن رابعة يشبه الزائد حُ‏ ذف اخلامس كسفرجل،‏ نقول فيه:‏ ‏سفارِج،‏ ونقول يف مزيد<br />

الرّباعي نحو مُ‏ دحرج:‏ دَحارج،‏ بحذف الزائد و«فعاليل«،‏ نحو:‏ متاثيل وتصاوير.‏ وقد<br />

تلحق التاء ‏صيغة منتهي اجلموع اإما عوضاً‏ عن الياء املحذوفة كقنادلة يف قناديل،‏<br />

واإما للداللة على اأن اجلمع للمنسوب ال للمنسوب اإليه كاأزارقه يف جمع اأزرقيّ‏ نسبة اإىل<br />

اأزرق،‏ واإمّ‏ ا الإحلاق اجلمع باملفرد كصَ‏ يارفة،‏ وقِ‏ لة على وزن ‏»فَعالِلة«.‏ ينظر:‏ احلمالوي،‏<br />

‏شذا العرف يف فنّ‏ الرضّ‏ ف،‏ ‎121‎‏.واجلوهري،‏ الصّ‏ حاح،‏ 634/2. 97/1،<br />

99 99 اأمّ‏ ا)فاعِ‏ لة ) فتكون على ثمانية اأوجه،نحو عاتِكة،‏ وعاملِ‏ ة وجتمع على)فواعِ‏ ل(،‏<br />

وفاعالء نحو:‏ ‏سابِياء)ملِ‏ ا يخرج على راأس املولود(،‏ وقاصِ‏ عاء)جلُحر الريبوع(،‏<br />

وباقالء)للفول(،‏ وخازباء)لغة وهي الذباب(.‏ ينظر:‏ ابن القطاع الصّ‏ قلي،‏ اأبنية االأسماء<br />

واالأفعال واملصادر،‏ 172.<br />

100 يف املخطوطة بالياء)اسمني(،‏ والوجه ما اأثبتناه بالرّفع على اأنّه مبتداأ.‏<br />

101 قِ‏ ‏سما اجلمع السامل:‏ جمع املذكر،‏ وجمع املؤنث.واملصحّ‏ ح هو ما حلقت اآخره واو<br />

مضموم ما قبلها،‏ اأو ياء مكسور ما قبلها.‏ وجمع املؤنث املصحّ‏ ح اسم حلقت اآخره<br />

األف وتاء،‏ وجمع املؤنث فرع جلمع املذكر.‏ ينظر:‏ االأردبيلي،‏ ‏رشح االأمنوذج يف<br />

364<br />

10<br />

10<br />

النحو،‏ 95،97.<br />

10<br />

102 املفرد الذي فيه ‏)التاء(‏ يدخل يف باب جمع املؤنث.اأورد الصّ‏ يمري:‏ وتثنية ماكان<br />

يف اآخره « هاء التاأنيث«‏ باإثبات الهاء؛ الأنّ‏ التثنية ال تُغريّ‏ االسم عن حاله،‏ كقولك


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

365<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

10<br />

يف تثنية)طلحة(:)طلحتان(،‏ واإن جَ‏ معت فباالألف والتاء كقولك:‏ طَ‏ لحات.‏ وال يُجمع<br />

ما كان يف اآخره ‏»هاء التاأنيث«‏ بالواو والنون؛ لئال يجتمع يف اسم واحد عالمتان<br />

متضادتان:‏ عالمة التاأنيث وهي الهاء،‏ وعالمة التذكري وهي الواو والنون.‏ ينظر:‏<br />

الصّ‏ يمري،‏ التبرصة والتذكرة،‏ 639. 2/<br />

103 املؤنث الذي تقدّر فيه العالمة هو املؤنث تاأنيثاً‏ معنويّاً.‏ نحو:‏ ‏سعاد،‏ مرمي،‏ دعد...جمعه:‏<br />

‏سعادات،مرميات،‏ دعدات.اأمّ‏ ا املؤنث ظاهر العالمة فنحو:‏ فاطمة،‏ خديجة،‏ اآمنة...اإلخ.‏<br />

104 العلم املؤنث تاأنيثاً‏ لفظياً،‏ نحو:‏ حمزة،‏ طلحة،‏ عنرتة...‏ نقول يف اجلمع:‏<br />

حمزات،طلحات،‏ عنرتات.‏<br />

105 اأمّ‏ ا ‏)تخرجة(‏ فليست علماً‏ مؤنّثاً‏ تاأنيثاً‏ لفظيّاً‏ كطلحة،وليست علماً‏ ملذكّ‏ ر،لكنّها<br />

جتمع جمع املؤنّث تاأنيثاً‏ لفظيّاً،فنقول يف جمعها:‏ ‏»تَخْ‏ رِجات«.‏<br />

106 ‏»تخريج«:‏ تكون ‏صيغة منتهى اجلموع منها على وزن ‏)فَعاليل(:‏ تخاريج.‏<br />

الغالييني،جامع الدروس العربية،‏ /62. 2<br />

107 الصّ‏ افن من اخليل:‏ القائم على ثالث قوائم وقد اأقام الرابعة على طرف احلافر،‏ وقد<br />

‏صَ‏ فن الفرسُ‏ من باب جَ‏ لسَ‏ ، والصّ‏ افن الذي يصُ‏ فُّ‏ قدميه،‏ جمعه:‏ ‏صَ‏ وافن،‏ ومصدره:‏<br />

‏صُ‏ فُون.اأنشد ابن االأعرابي يف ‏صفة الفرس:‏ األفَ‏ الصّ‏ فونَ‏ فال يَزالُ‏ كاأنّهُ‏ ممِ‏ ‏ّا يقومُ‏<br />

على الثالثِ‏ كَ‏ ‏سرياً.‏ ينظر:‏ الزبيدي،‏ تاج العروس،‏ 260/9 مادّة ‏)صفن(.‏ وابن منظور،‏<br />

لسان العرب،‏ 369. 7/ و الرازي،‏ خمتار الصّ‏ حاح،‏‎366‎‏.‏<br />

108 مثال ما قبلت األفه املقصورة ياء:‏ رَحى:‏ رَحيات،‏ ومثال املمدود:‏ حَ‏ مْراء،‏ حَ‏ مْراوان؛<br />

الأن الهمزة فيه للتاأنيث.‏ اأمّ‏ ا اإنْ‏ كانت الهمزة اأصلية فيجب اإبقاوؤها نقول يف قرّاء:‏<br />

قرّاءان.‏ ينظر احلمالوي،‏ ‏شذا العرف يف فنّ‏ الرصف،‏ 103.<br />

109 نقول يف جمع االسم الثالثي ‏ساكن العني:‏ ثَغْرة:ثَغَرات ‏)بفتح العني(‏ يف اجلمع،‏ ويف<br />

جمع جَ‏ وْلة:‏ جَ‏ وْالت ‏)باإسكان العني(.‏ اأمّ‏ ا اإذا كان االسم ثالثياً‏ مشتقاً)صفة(‏ ‏ساكن<br />

العني،‏ بقي ‏سكونه يف اجلمع،‏ نحو ‏صَ‏ عْبة:‏ ‏صَ‏ عْبات.واإذا كان االسم ثالثياً‏ جامداً‏<br />

‏ساكن العني ‏صحيحها،‏ مضموم الفاء،‏ جاز اإتباع ‏ساكنه حلركة فائه،‏ اأو اإسكانه،‏<br />

اأو فتحه،‏ نحو:‏ خُ‏ طوة نقول:‏ خُ‏ طُ‏ وات،‏ وخُ‏ طَ‏ وات،‏ وخُ‏ طْ‏ وات.‏ واإذا كان االسم ثالثياً‏<br />

جامداً‏ ‏ساكن العني مكسور الفاء،‏ ‏صحيح الالم،‏ جاز يف ‏ساكنه اإتباعه حلركة فائه اأو<br />

تركه ‏ساكناً،‏ اأو فتحه،‏ نحو:‏ هِ‏ ند:‏ هِ‏ نِدات،‏ وهِ‏ نَدات،‏ وهِ‏ نْدات.‏ واإذا كان االسم مضاعفاً‏<br />

حُ‏ وفظ على ‏سكونه فال يتغريّ‏ ، نحو:‏ حِ‏ جّ‏ ة،‏ نقول يف جمعه:‏ حِ‏ جّ‏ ات.واإذا كان مفتوح<br />

الفاء يكون جمعه بفتح العني،‏ نقول:‏ رجالٌ‏ رَبَعات،‏ ونسوةٌ‏ رَبَعات مفرد « رَبعَة ».


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

366<br />

ومفتوح الفاء والعني يبقى جمعه على فتحه نحو:‏ بَطَ‏ لَة:‏ بَطَ‏ الت،‏ ويف طَ‏ لْحة:طَ‏ لَحات،‏<br />

وصَ‏ حْ‏ فة:‏ ‏صَ‏ حَ‏ فات،‏ واأرض:‏ اأرَضات.‏ ينظر:‏ ‏سيبويه،‏ الكتاب،‏ 627،628،599/3.<br />

وديزيرة ‏سقال،‏ الرضّ‏ ف وعلم االأصوات،‏ 79.<br />

‎11110‎معلومة اأضافها املؤلف بعد حديثه عن اجلمع باأقسامه،‏ وقبل الرشوع يف احلديث<br />

عن عالمات التاأنيث يف االأَفعال واالأَسماء.‏<br />

11111 ‏)اكي وجميع(:‏ مبعنى:‏ مثنى وجمع.‏<br />

11112 ذكر ابن الرضّ‏ اج اأن للتاأنيث عالمتني هما:‏ الهاء واالألف،‏ واألف التاأنيث جتيء على<br />

‏رضبني:‏ األف منفردة نحو بُرشى،‏ واألف قبلها األف زائدة،‏ نحو:‏ ‏صحراء.واالألف والنون<br />

يُضارعان األفي التاأنيث اإذا كانتا زائدتني،‏ وزِيدا معاً،‏ وذلك نحو:‏ ‏سكران وغضبان،‏<br />

تقول يف تاأنيثهما:‏ غَ‏ ‏ضْ‏ بى وسَ‏ كرى.‏ فلما امتنع دخول حرف التاأنيث ‏)التاء(‏ عليهما<br />

‏ضارعا التاأنيث.‏ ينظر:ابن الرضّ‏ اج،‏ االأصول يف النحو،‏ 86/2.<br />

‎11113‎مؤنث ‏»اأفعل«‏ الصفة يكون على وزن « فَعالء«‏ وليس بالتاء،‏ كقولنا يف تاأنيث اأبيض:‏<br />

بيضاء.‏<br />

‎11114‎يكون كذلك عندما تكون فيه ‏)ال(،‏ فيجب اأن يكون مطابقاً‏ ملوصوفه،واأال يؤتى معه<br />

ب)مِ‏ ن(‏ نحو قولنا:زيدٌ‏ االأفضل،‏ وفاطمةُ‏ الفُضْ‏ لى.‏ ينظر:‏ العيني،‏ مالح االألواح،‏ 249.<br />

واحلمالوي،‏ ‏شذا العرف يف فنّ‏ الرضّ‏ ف،‏‎85‎‏.‏<br />

11115 ‏)لفظة اأروعورت ) تعني:‏ املذكر واملؤنث اأو التاأنيث والتذكري كما اأشار املصنّف.‏<br />

11116 فاعل االأفعال التي تكون للخطاب واملتكلّم يكون مُ‏ ‏سترتاّ.‏<br />

11117 نحو:‏ اأنتَ‏ تَدرسُ‏ . عالمة اخلطاب ‏)التاء(‏ ورَدت يف اأول املضارع.‏<br />

‎11118‎نحو:‏ اأنتَ‏ دَرَسْ‏ تَ‏ للمذكر)بفتح التاء(،‏ واملؤنت اأنتِ‏ دَرَسْ‏ تِ‏ ، ‏)بكرس التاء(،‏ وللمثنى:اأنتما<br />

درستما)بضم التاء(،‏ وجمع املذكر:‏ اأنتُم درستُم)بالضم ايضاً(،‏ وجمع املؤنث:اأننتّ‏<br />

تكتُنبَ)بالنون املشدّدة(.‏<br />

‎11119‎نحو:‏ اقتدَرَ:‏ اأُقتُدِر،‏ بضم اأوّله وثالثه يف حالة البناء للمجهول.‏ ابن عقيل،‏ ‏رشح ابن<br />

عقيل،‏ .502 /1<br />

12120 يف املخطوطة)واالّ(،‏ ولعلّ‏ املراد ما اأثبتناه ‏)واأمّ‏ ا(.القرتان جواب اأمّ‏ ا بالفاء يف<br />

قوله:‏ « فيُضم«.‏<br />

‎12121‎يف مضارع الرّباعي مطلقاً‏ نقول:‏ يُهزم احلَيان،‏ ويُنتفع باملال،‏ واأخوك يُطماأنّ‏ اإليه،‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

ويُرتاد الفضاء.‏ اأمّ‏ ا املضارع الذي يف اأوّله)تاء(‏ نحو قولنا:‏ تَدَحرج،‏ فيكون بناوؤه<br />

للمجهول بكرس ما قبل االآخر،‏ فنقول:‏ دُحرِج ‏)بكرس الرّاء(.ينظر:‏ فخر الدين قباوة،‏<br />

ترصيف االأسماء واالأفعال،‏ 251.<br />

‎12122‎نحو:‏ تدحرجَ‏ : تُدُحرِج ‏)بضم التاء والدّال(.وينظر تفصيل ذلك:‏ املكودي،‏ ‏رشح املكودي<br />

على االألفيّة يف علميّ‏ الرضّ‏ ف والنحو،‏ 96.<br />

‎12123‎يكون ذلك على النحو االآتي:‏ يف اخلطاب:‏ اأنتَ‏ ‏ضاربٌ‏ ، اأنتما ‏ضاربان،‏ اأنتم ‏ضاربون.‏<br />

ويف التكلّم:‏ اأنا ‏ضاربٌ‏ ، نَحنُ‏ ‏ضاربان،‏ نَحْ‏ ن ‏ضاربون.‏<br />

‎12124‎ثالثة هي:‏ ‏»اأنا«‏ يف اأكتبُ‏ ، و»اأنت«‏ يف تكتبُ‏ ، ‏»وهو«‏ يف يكتبُ‏ .<br />

‎12125‎معاين االألفاظ الرتكيّة على التوايل:يف الزّمان املاضي،‏ يف احلال احلارض،‏ يف<br />

املستقبل،‏ الوقت احلارض،‏ اأعطى،‏ اأعطوا،‏ اأعطينا،‏ اأعطيتم،اأعطيتُ‏ ، يُعطي،‏ يُعطون،‏<br />

ليُعطي،‏ تُعطون،‏ اأُعطي،‏ نُعطي،تَقراأ،‏ اأقراأ،‏ قَراأتُ‏ ، نَقراأ،‏ اأنا،‏ هو،‏ اأنت.‏<br />

واالألفاظ)يردم الدّى براو(‏ مل نقف على معانيها.ترجمة االأستاذ ‏صالح الدين اأبو<br />

اسنينه،‏ ماجستري مكتبات،جامعة اخلليل دراسة اللغة الرتكيّة ‏)العثمانيّة(‏ القدمية.‏<br />

12126 وَرَد اللفظ يف املخطوطة ‏)واملال ) بدون مدّ،‏ واملاآل من اآل الشيء يؤول اأوْالً‏ وماآالً:‏<br />

رجع.‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ 264 1/ ‏)اأول (.<br />

12127 يف املخطوطة بالنون ‏)جنعلنا (، ولعلّ‏ الصّ‏ واب ما اأثبتناه « بالياء«.‏<br />

‎12128‎قوله:‏ ‏»االأمثلة الفضليّة كالهما«‏ يقصد:‏ االأمثلة املختلفة واالأمثلة املتفقة.‏<br />

‎12129‎هو الناسخ عُ‏ مر بن حممّد اجلركومي.‏ مل اأقف على ترجمةٍ‏ له.‏<br />

367


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

املصادر واملراجع:‏<br />

‎1‎ابن . 1 جنّي،‏ اأبو الفتح عثمان ‏)ت‎392‎ه(،‏ اخلصائص؛ حتقيق حممّد علي النجار،‏ الطبعة<br />

الثانية،‏ بريوت:‏ دار الهدى.‏<br />

‎2‎ابن . 2 جنّي،‏ اأبو الفتح عثمان ‏)ت‎392‎ه(،املنصف،حتقيق حممّد عبد القادر اأحمد<br />

عطا،بريوت:‏ دار الكتب العلميّة،‏‎1999/1419‎‏.‏<br />

‎3‎ابن . 3 الرضّ‏ اج،‏ اأبو بكر حممّد بن ‏سهل ‏)ت‎316‎ه(،‏ االأصول يف النحو؛ حتقيق عبد احلسني<br />

الفتلي،‏ الطبعة االأوىل،‏ بريوت:‏ مؤسّ‏ ‏سة الرّسالة،‏‎1985/1405‎‏.‏<br />

4 ابن ‏سيدة،اأبو احلسن علي بن اإسماعيل،‏ املخصّ‏ ‏ص،‏ بريوت:دار الفرقان.‏<br />

‎5‎ابن . 5 الشجري،‏ هبة اهلل بن علي بن حممّد بن حمزة)ت‎542‎ه(،‏ اأمايل ابن الشجري؛<br />

حتقيق حممود حممّد الطناحي،‏ القاهرة:‏ مكتبة اخلاجني،‏‎1992/1413‎‏.‏<br />

‎6‎ابن . 6 عصفور،‏ اأبو احلسن علي بن مؤمن بن حممّد بن علي ‏)ت‎669‎ ‏(،املمتع يف التّرصيف؛<br />

حتقيق فخر الدّين قباوة،‏ الطّ‏ بعة الرابعة،‏ بريوت:‏ دار االآفاق اجلديدة،‏‎1979/1399‎‏.‏<br />

‎7‎ابن . 7 عقيل،‏ بهاء الدين عبد اهلل ‏)ت‎769‎ه(،رشح ابن عقيل؛ بريوت:‏ دار اإحياء الرتاث العربي.‏<br />

‎8‎ابن . 8 عالء الدين،‏ حسن باشا االأسود)ت‎827‎ه(،املِفراح يف ‏رشح مراح االأرواح يف<br />

الترصيف،‏ حتقيق ‏رشيف عبد الكرمي النجار،‏ عمّان:‏ دار عمّار،‏ 2006/1427.<br />

‎9‎ابن . 9 القطاع الصّ‏ قلي)ت ‎515‎ه(،اأبنية االأسماء واالأفعال واملصادر،‏ حتقيق اأحمد حممّد<br />

عبد الدامي،‏ القاهرة:‏ دار الكتب املرصيّة،‏ ‎1999‎م.‏<br />

10 ابن اليل،علي بن اليل بايل بن حممّد،العقد املنظوم يف ذيل الشقائق النعمانيّة<br />

لطاشكربي زادة،‏ بريوت:‏ دار الكتاب العربي،‏ 1975/1395.<br />

‎1111‎‏.ابن مالك،‏ جمال الدين حممّد بن عبد اهلل)ت‎672‎ه ‏(،رشح عُ‏ مدة احلافظ وعُ‏ دّة الالفظ،‏<br />

حتقيق عدنان عبد الرّحمن الدوري،‏ ال.ت.‏<br />

‎1212‎ابن حممود،‏ حممّد بن عبد اهلل ‏)ت‎819‎ه(،‏ الكفاية يف النحو؛ حتقيق اإسحق حممّد<br />

اجلعربي،‏ الطبعة االأوىل،‏ بريوت:‏ دار ابن حزم،‏ 2005/1425.<br />

13 ابن الندمي ‏)حممّد بن اإسحق(،‏ الفهرست؛ حتقيق ناهد عباس عثمان،‏ دار قطري بن<br />

الفجاءة،‏ ‎1985‎م.‏<br />

‎1414‎ابن يعيش،‏ موفق الدين)ت‎643‎ه(،‏ ‏رشح املفصّ‏ ل،‏ القاهرة:‏ مكتبة املتنبي.ال.ت.‏<br />

‎1515‎اأبو زيد ‏)كرمية حممود(،‏ علم املعاين:‏ دراسة وحتليل،‏ القاهرة:‏ مكتبة وهبة،‏ 1408<br />

368<br />

.1988/<br />

4 .<br />

10<br />

13


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎1616‎اأبو علي الشلوبيني)ت‎645‎ (، التوطئة؛ حتقيق يوسف اأحمد املطوّع،‏ ال.ت.‏<br />

‎1717‎االأردبيلي،‏ جمال الدين حممّد بن عبد الغني)ت‎647‎ (، ‏رشح االأمنوذج يف النحو ؛ حتقيق<br />

حسني عبد اجلليل يوسف،‏ القاهرة:‏ مكتبة االآداب.‏<br />

18 االأزهري ‏)خالد(،‏ ‏رشح الترصيح على التوضيح،‏ مرص:‏ املكتبة التجاريّة.‏<br />

‎1919‎االأسرتاباذي،رضي الدين حممّد بن احلسن)ت‎688‎ (، ‏رشح الرّضي على الكافية،‏ تصحيح<br />

وتعليق يوسف حسن عمر،ال.ت.‏<br />

‎20‎اإسماعيل)حممّد بكر(،‏ قواعد الرصف باأسلوب العرص،‏ القاهرة:داراملنار،‏‎1421‎<br />

/ 20<br />

200<br />

369<br />

18<br />

‎2121‎‏..االأنبا ري،‏ عبد الرّحمن بن حممّد بن اأبي ‏سعيد ‏)ت‎577‎ه(،‏ االإنصاف يف مسائل<br />

اخلالف؛ بريوت:‏ املكتبة العرصيّة،‏ 1987/1407.<br />

22 22 االأنباري،‏ عبد الرّحمن بن حممّد بن اأبي ‏سعيد ‏)ت‎577‎ه(،‏ نزهة االأَلباء؛ حتقيق حممّد<br />

اأبو الفضل اإبراهيم،‏ القاهرة:‏ دار الفكر العربي,‏ 1998/1418.<br />

‎23‎‏.اأنيس ‏)اإبراهيم(،‏ االأصوات اللغويّة،‏ القاهرة:‏ مكتبة االأجنلو املرصيّة،‏‎1995‎<br />

‎2424‎‏.الربماوي،شمس الدين حممّد بن عبد الدامي)ت ‎831‎ه(،‏ ‏رشح الصّ‏ دور برشح زوائد<br />

الشذور؛ حتقيق حممّد حسن عثمان،‏ القاهرة:‏ دار الطباعة املحمّدية،‏ 1994. 1415/<br />

25 بروكلمان،‏ ‏)كارل(،‏ تاريخ االأدب العربي،‏ نقله اإىل العربيّة عمر ‏صابر عبد اجلليل،الهيئة<br />

املرصيّة العامة للكتاب،‏ ‎1995‎م.‏<br />

26 البغدادي،‏ اإسماعيل باشا،‏ هديّة العارفني،‏ دار الفكر.‏<br />

‎2727‎اجلرجاين،عبد القاهر)ت‎471‎ه(،املفتاح يف الرضّ‏ ف؛ حتقيق علي توفيق احلمد،بريوت:‏<br />

مؤسسة الرّسالة،‏‎1987/1704‎‏.‏<br />

28 حاجي خليفة،‏ كشف الظنون عن اأسامي الكتب والفنون،‏ دار الفكر.‏<br />

29 حامد ‏)اأحمد حسن(‏ وجرب)يحيى(،‏ الواضح يف علم الرضّ‏ ف،الطبعة الثانية،نابلس:الدار<br />

. 23<br />

28<br />

29<br />

الوطنيّة،‏ .1999 / 1430<br />

25<br />

26<br />

31<br />

‎3030‎احلريري،‏ اأبو حممّد القاسم بن علي بن حممّد ‏)ت‎516‎ه(،‏ ‏رشح مُ‏ لحة االإعراب؛ حتقيق:‏<br />

بركات يوسف هبّود،‏ بريوت:‏ 1997/1418.<br />

31 احلطّ‏ اب،‏ حممّد بن حممّد الرّعيني،‏ الكواكب الدّريّة؛ حتقيق حممّد االإسكندراين،الطبعة<br />

االأوىل،‏ بريوت:‏ دار الكتاب العربي،‏ 1995/1415.<br />

‎3232‎احلمالوي ‏)اأحمد (، ‏شذا العرف يف فن الرضّ‏ ف،‏ الطبعة السّ‏ ادسة عرشة،‏ ال.ت.‏


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

‎3333‎‏.احليدرة اليمني،‏ اأبو احلسن علي بن ‏سليمان بن اأسعد التميمي البكيلي)ت‎599‎ (، كشف<br />

املشكل يف النحو؛ حتقيق يحيى مُ‏ راد،‏ بريوت:‏ دار الكتب العلميّة،‏ 2004/1424.<br />

‎3434‎الدّقر ‏)عبد الغني(،‏ معجم النحو،‏ الطبعة الرابعة،‏ بريوت:‏ مؤسّ‏ ‏سة الرّسالة،‏‎1408‎<br />

.1988/<br />

35 م.‏<br />

36<br />

37<br />

38<br />

‎35‎الرّاجحي)عبده (، التطبيق الرضّ‏ يف،‏ بريوت:‏ دار النهضة العربيّة،‏‎1983‎<br />

36 الرّازي،‏ حممّد بن اأبي بكر بن عبد القادر،‏ خمتار الصّ‏ حاح،‏ دمشق:‏ دار احلقائق.‏<br />

37 الزّبيدي)حممّد مرتضى(،‏ تاج العروس،بريوت:‏ دار مكتبة احلياة.‏<br />

38 الزركشي،‏ بدر الدين حممّد بن عبد اهلل،الربهان يف علوم القراآن؛ حتقيق مصطفى عبد<br />

القادر عطا،‏ بريوت:‏ دار الكتب العلميّة،‏ 1988/1408.<br />

39 الزّركلي،‏ ‏)خري الدين(،‏ االأعالم,‏ الطبعة الثانية،‏ دار العلم.‏<br />

40 السّ‏ امرّائي ‏)اإبراهيم(،‏ من اأساليب القراآن الكرمي،‏ بريوت:‏ مؤسسةالرّسالة،‏ وعمّان:دار<br />

39<br />

40<br />

الفرقان،‏ .1983 /1403<br />

41 م.‏<br />

‎41‎‏.سقال)ديزيرة(,‏ الرضّ‏ ف وعلم االأصوات،‏ بريوت:دار الصّ‏ داقة العربيّة،‏ 1996<br />

‎4242‎‏سيبويه،اأبو برش عمرو بن عثمان بن قنرب ‏)ت ‎161‎ه(،‏ الكتاب؛ حتقيق عبد السّ‏ الم<br />

حممّد هارون،‏ الطبعة الثانية،‏ القاهرة:‏ مكتبة اخلاجني،‏ 1983/1403.<br />

‎4343‎‏.السّ‏ يوطي،‏ جالل الدّين عبد الرّحمن ‏)ت‎911‎ه(،االإتقان يف علوم القراآن؛ حتقيق حممود<br />

اأحمد القيسيّة وحممّد اأرشف االأتاسي،‏ اأبو ظبي:مؤسّ‏ ‏سة النداء،‏‎2003/1424‎‏.‏<br />

‎4444‎السّ‏ يوطي،‏ جالل الدّين عبد الرّحمن ‏)ت‎911‎ه(،‏ بغية الوعاة؛ حتقيق حممّد اأبو الفضل<br />

اإبراهيم،‏ بريوت:‏ املكتبة العرصية.‏<br />

‎4545‎الشلوبني،‏ اأبو علي عمر بن حممّد بن عمر االأزدي)ت‎654‎ه(،‏ ‏رشح املقدمة اجلزوليّة؛<br />

حتقيق تركي بن ‏سهو بن نزال العتيبي،‏ بريوت:‏ مؤسسة الرّسالة،‏ 1994/1414.<br />

46 الصّ‏ يمري،‏ اأبو حممّد عبد اهلل بن اإسحق،‏ التبرصة والتذكرة؛ حتقيق فتحي<br />

اأحمد مصطفى،اململكة العربيّة السّ‏ عوديّة:‏ مركز البحث العلمي واإحياء الرتاث،‏<br />

.1982/1402<br />

47<br />

48 م.‏<br />

49<br />

داراحلديث،‏ 1999/1420.<br />

370<br />

46<br />

47 عبد احلميد ‏)حممّد حمُ‏ يي الدّين(،‏ دروس يف الترصيف،‏ القاهرة:‏ دار الطالئع.‏<br />

‎48‎عتيق ‏)عبد العزيز(،‏ املدخل اإىل علم الرصف،‏ بريوت:‏ دار النّهضة العربيّة،‏‎1971‎<br />

49 عضيمة،‏ ‏)حممّد عبد اخلالق(،‏ املغني يف ترصيف االأَفعال،‏ الطبعة الثالثة،القاهرة:‏


مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد التاسع عشر - شباط 2010<br />

‎5050‎العُكربي،‏ اأبو البقاء عبد اهلل بن احلسني)ت‎616‎ه(،‏ مسائل خالفيّة يف النحو؛حتقيق:‏<br />

حممّد خري احللواين،الطبعة الثانية،‏ دمشق:‏ دار املاأمون.‏<br />

‎5151‎العيني،‏ بدر الدين حممود بن اأحمد)ت‎855‎ه(،‏ مِ‏ الح االألواح يف ‏رشح مراح االأرواح؛<br />

حتقيق عبد السّ‏ تار جواد،‏ بغداد:‏ جملة املورد)املجلد الرابع(‏ ‏)العدد الثاين(،‏‎1395‎‏/‏<br />

.1970<br />

52<br />

52 غالييني ‏)مصطفى(،‏ جامع الدروس العربيّة،‏ الطبعة السّ‏ ابعة والعرشون،‏ بريوت:‏<br />

املطبعة العرصيّة،‏‎1992/1413‎‏.‏<br />

‎5353‎الفرّاء،‏ اأبو زكريا يحيى بن زياد ‏)ت‎207‎ه(،‏ معاين القران؛ حتقيق اأحمد يوسف جناتي<br />

وحممّد علي النجار،‏ بريوت:‏ دار الرضّ‏ ور.‏<br />

‎5454‎الفريوزاآبادي،‏ جمد الدّين حممّد بن يعقوب ‏)ت ‎718‎ه(،‏ القاموس املحيط،‏ بريوت:‏ دار<br />

العلم.‏<br />

55 قباوة ‏)فخر الدين(،‏ ترصيف االأسماء واالأفعال،الطبعة الثالثة،‏ بريوت:‏ مكتبة املعارف،‏<br />

55<br />

.1998 /1419<br />

57<br />

‎5656‎القفطي،جمال الدين علي بن يوسف ‏)ت‎624‎ه(،‏ اإنباه الرّواة على اأنباه النّحاة؛ حتقيق<br />

حممد اأبو الفضل اإبراهيم،‏ القاهرة:‏ دار الفكر العربي،‏‎1406‎ /1986.<br />

. 57 القوشجي،‏ عالء الدين علي بن حممّد،‏ عنقود الزّواهر يف الرضّ‏ ف،‏ حتقيق اأحمد عفيفي،‏<br />

القاهرة:‏ دار الكتب املرصيّة،‏ 2001/1421.<br />

58 كحالة)عُ‏ مر رضا(،‏ معجم املؤلفني،‏ مؤسّ‏ ‏سة الرّسالة،ال.ت.‏<br />

59 اللبدي ‏)حممّد ‏سمري(،مُ‏ عجم املُصطلحات النّحوية والرضّ‏ فية،بريوت:مؤسسة الرّسالة،‏<br />

58<br />

59<br />

.1985/1405<br />

60<br />

60 املكودي،‏ اأبو زيد عبد الرّحمن بن علي بن ‏صالح،رشح املكودي على االألفيّة يف علمي<br />

الرضّ‏ ف والنحو؛ حتقيق عبد احلميد هنداوي،‏ بريوت:‏ املكتبة العرصيّة،‏‎1422‎‏/‏<br />

.2001<br />

62<br />

‎6161‎امليداين،‏ اأبو الفضل اأحمد بن حممّد ‏)ت‎518‎ه(،‏ نُزهة الطرف يف علم الرضّ‏ ف؛حتقيق:‏<br />

السيّد حممّد عبد املقصود،‏ القاهرة:‏ دار الطباعة احلديثة،‏‎1402‎ /1982.<br />

62 ‏.النّجار ‏)لطيفة اإبراهيم(،‏ دَور البِنية الرضّ‏ فيّة يف وَصف الظاهرة النحويّة وتقعيدها،‏<br />

عمّان:‏ دار البشري،‏ 1994/1414.<br />

371


رِسالةٌ‏ فِي أَمْثِلَةِ‏ التّصْ‏ ريف تأليف العَ‏ الّمة مُحيي<br />

الدّين محمّ‏ د بن بيرعلي البركويّ‏ املُتوفّى ‏)‏‎981‎ه(‏<br />

د.‏ ياسر محمّ‏ د خليل احلروب<br />

372


The Effects of Research-Based Strategies on Raising<br />

the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

4 r<br />

3<br />

1 π<br />

3<br />

π<br />

3 r h 2<br />

AXX CDAB <br />

XACXDBXB CX XD<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

[ Õ ← Ó ] <br />

[ Ó ~ ← Õ ~ ]<br />

[ Õ ~ ← Ú]<br />

<br />

<br />

<br />

27


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.19 - Febreuary 2010<br />

”<br />

“<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

MABCMAABC<br />

BAMC5BM4<br />

ACAM<br />

E H G F ABCD<br />

EHGF<br />

EHGF<br />

EHGF<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

BD cm AB = 10 3 o A> ABC<br />

MACBMBD5cmABC<br />

BACDD<br />

26


The Effects of Research-Based Strategies on Raising<br />

the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi<br />

<br />

“ <br />

“<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

← <br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

25


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.19 - Febreuary 2010<br />

<br />

<br />

<br />

AB ”<br />

XXCDX<br />

<br />

<br />

CDXY <br />

AB X<br />

CDAB<br />

YABCD<br />

CDXAB <br />

<br />

<br />

1>2>VZWV WVZ<br />

XVY<br />

<br />

EAC> ACABBAC<br />

DACB ADEAC> <br />

24


The Effects of Research-Based Strategies on Raising<br />

the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

AXBYXYAB<br />

<br />

AXBY – –<br />

XYAB<br />

– –AXBY<br />

<br />

ABC<br />

AB<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

←<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

23


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.19 - Febreuary 2010<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

BA<br />

CB<br />

CA<br />

<br />

<br />

o 180B> A>ABCD<br />

<br />

BCB> A> ABC<br />

AC<br />

<br />

<br />

<br />

ABC <br />

<br />

<br />

<br />

ABC<br />

22


The Effects of Research-Based Strategies on Raising<br />

the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi<br />

Knight, K.C. (2006). An Investigation into the Change in the Van Hiele<br />

Level of Understanding Geometry of Pre-service Elementary and Secondary<br />

Mathematics teachers. Unpublished Masters Thesis. University of Main.<br />

Marzano,R. Pickering, J. Pollock,J.(2001) Classroom Instruction That<br />

Works: Research-Based Strategies for Increasing Student Achievement<br />

Association for Supervision and Curriculum Development, ISBN: 0871205041<br />

.<br />

Van Hiele, P. M. (1986). Structure and Insight: A Theory of Mathematics<br />

Education. New York: Academic Press.<br />

Yazdani, M. (2007). Correlation between students’ level of understanding<br />

geometry according to the Van Hieles’ model and students achievement in<br />

Plain geometry, Journal of Mathematical Sciences & Mathematics Education,<br />

February 2007,Vol. 2, No. 2<br />

21


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.19 - Febreuary 2010<br />

REFERENCE:<br />

Burger, W. F., and Shaughnessy, J. M. (1986). Characterizing the Van<br />

Hiele levels of development in geometry. Journal for Research in Mathematics<br />

Education, 17, 31–48.<br />

Chan, H., Tsai, P., and Huang, T.-Y. (2006). Web-based learning in a<br />

geometry Course. Educational Technology and Society, 9(2), 133-140.<br />

Clements, D., and Battista, M. (1990). The effects of logo on children’s<br />

conceptualizations of angle and polygons. Journal for Research in Mathematics<br />

Education, 21(5), 356-371.<br />

Crowley, M. (1987). The van Hiele model of development of geometric<br />

thought. In M. M. Lindquist, (Ed.), Learning and teaching geometry, K-12<br />

(pp.1–16). Reston, VA: National Council of Teachers of Mathematics.<br />

Fuys, D., Geddes, D., and Tischler, R. (1988). The Van Hiele model of<br />

thinking in geometry among adolescents. Journal for Research in Mathematics<br />

Education Monograph No. 3. Reston, VA: National Council of Teachers of<br />

Mathematics.<br />

Geddes, D., and Fortunato, I. (1993). Geometry: Research and classroom<br />

activities. In D. T. Owens (Ed.), Research Ideas for the Classroom: Middle<br />

grades mathematics (pp. 199–225). New York: Macmillan Publishing.<br />

Glassgown,N. Farrell, T. (2007). What Successful literacy Teachers Do?<br />

Research-Based Teachers. Corwin Press Logo.<br />

Halat,E. (2006). Sex-related differences in the acquisition of the van<br />

Hiele levels and motivation in learning geometry. Asia Pacific Education<br />

Review, vol 7(2), 173-183.<br />

Halat,E. (2007). Reform-based curriculum and acquisition of the<br />

levels. Eurasia Journal of Mathematics, Science and Technology Education.<br />

vol.3(1):41-49.<br />

Halat,E. (2008). In-Service Middle and High School Mathematics<br />

Teachers: Geometric Reasoning Stages and Gender. The Mathematics<br />

Educator. 2008, Vol. 18, No. 1, 8–<br />

Halat,E. (2008). Pre-Service elementary school and secondary Mathematics<br />

teachers’Van Hiele Levels and Gender Differences. IUMPST: The Journal. Vol<br />

1 (Content Knowledge), May 2008. [www.k-12prep.math.ttu.edu]<br />

20


The Effects of Research-Based Strategies on Raising<br />

the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi<br />

at which college learners should be (Fuys et al. 1988). From this study we<br />

concluded that most of (QOU) math learners were performing at lower (VH)<br />

level than they should be.<br />

The post-test and the pre-test results for the 18 learners indicated<br />

that teaching a course in geometry applying Research-Based Strategies<br />

significantly improved their (VH) levels. Such transition was also evident<br />

in the learners’ reflections they produced while they were approaching the<br />

geometric problems in which they first formulated questions then made<br />

a conjecture about the possible outcomes, and then tried to justify their<br />

conjecture based on their explorations.<br />

The findings of this study offer a variety of recommendations for<br />

curriculum planners and developers, educators, supervisors and policy makers<br />

to take into consideration the importance of Research-Based Strategies while<br />

designing and developing the geometric syllabus.<br />

For further research: it is preferable to conduct a replica study on a larger<br />

sample.<br />

19


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.19 - Febreuary 2010<br />

Table 4:<br />

Descriptive statistics and the dependent samples T-Test for the pretest<br />

and the post-test<br />

Paired Samples Statistics<br />

Mean N Std. Deviation Std. Error Mean<br />

Pair 1 Pre-test 2.6667 18 1.53393 .36155<br />

Post-test 3.2778 18 1.07406 .25316<br />

Paired Samples Test<br />

Paired Differences T df<br />

Sig.<br />

(2-tailed)<br />

Mean<br />

Std.<br />

Deviation<br />

Std.<br />

Error<br />

Mean<br />

95% Confidence<br />

Interval of the<br />

Difference<br />

Lower Upper<br />

Pair<br />

1<br />

P=0.05<br />

Pre-test<br />

post-test<br />

.61111 .84984 .20031 .18850 1.03372 3.051 17 .007<br />

The Null and Alternate Hypotheses were:<br />

• H0 : μPre -μPost = 0<br />

• H1 : μPost –μPre > 0<br />

Table 4 indicates that the post-test mean of (3.2778) is greater than that of<br />

the pre-test mean of (2.6667). The mean score difference in terms of reasoning<br />

stages is statistically significant [t = 3.051), p = 0.007< 0.05].<br />

DISCUSSION and CONCLUSION:<br />

This research showed that most (QOU) mathematics learners fell<br />

within level II (Analysis) or within level III (Ordering). A small portion of<br />

the learners fell within level IV (Deduction) and level V (Rigor), the level<br />

18


The Effects of Research-Based Strategies on Raising<br />

the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi<br />

Table 3:<br />

Frequency Table of (QOU) Math Learners’ (VH) Geometric Thinking Levels<br />

Level-V<br />

(Rigor)<br />

Level-IV<br />

(Deduction)<br />

Level-III<br />

(Ordering)<br />

Level-II<br />

(Analysis)<br />

Level-I<br />

(Visualization)<br />

level-0 (Prerecognition)<br />

Level<br />

9.6 19.8 25.7 28.5 14.5 1.9 %<br />

29.4% 70.6%<br />

The Table indicated that most (QOU) math education learners attained at<br />

levels- II (Analysis) (28.5%) and level III (Ordering) (25.7%). This is in line<br />

with the findings of Knight (2006).<br />

To answer the second question “Is there a difference between the (VH)<br />

geometric thinking levels before and after applying the Research-Based<br />

Strategies?”, the 18 learners took the pre-test before studying a course in<br />

geometry developed according to the Research–Based Strategies. The goal of<br />

the course which was taught for one semester was to engage the learners in<br />

activities of higher thinking skills. Learners were given a clear set of goals,<br />

as well as a repertoire of learning strategies to help them process, remember,<br />

and express ideas about the material they were exposed to in the course.<br />

They were asked to observe access information, evaluate content in reference<br />

books or in the internet for credibility and infer consequences and possible<br />

meanings. Participants discovered various facts, relationships, structures or<br />

models for themselves. After the completion of the course the 18 learners<br />

were re-evaluated with a post-test.<br />

The means of each the pre-test and post-test were calculated, a T-Test<br />

for depending samples was conducted on the data to determine if there was<br />

a statistical significance between the mean of the (VH) geometric thinking<br />

levels before and after the experiment. Table 4 shows the descriptive statistics<br />

and dependent sample T-Test, for the pre-test and the post-test for the 18<br />

learners.<br />

17


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.19 - Febreuary 2010<br />

Question: 1 2 3 4 5 overall<br />

Reliability: 0.81 0.64 0.67 0.66 0.62 0.76<br />

Table 2 - Kuder-Richardson inter-term reliability coefficient<br />

The overall Kuder-Richardson indicated that the test is reliable.<br />

DATA and ANALYSIS:<br />

To answer the first question of the study “What are the (VH) levels of<br />

geometric thinking of (QOU) math education learners?” the 207 participants<br />

took geometry test. The test was graded according to the following criteria:<br />

• The learner was classified in the first level if he/she answered 60% or<br />

more of the first level questions correctly.<br />

• The learner was classified in the second level, if he/she answered 60% or<br />

more of the second level questions and met the criteria of the first level;<br />

and answered correctly less than 60% of levels III, IV and V questions.<br />

• Therefore, the participants (VH) level of geometric thinking was<br />

determined according to the successfully answered questions (60% or<br />

more at and below that level).<br />

A learner was given a score in the following way:<br />

1 point for meeting criterion on level-I<br />

2 points for meeting criterion on level-II<br />

3 points for meeting criterion on level-III<br />

4 points for meeting criterion on level-IV<br />

5 points for meeting criterion on level-V<br />

The percentages of each level were calculated. The results showed that<br />

70.6% of the 207 learners fall in the third level (Ordering) of (VH) geometric<br />

thinking levels or below, while 29.4% only were either in the fourth (Deduction)<br />

level or fifth (Rigor) level. Table 1 shows the (QOU) mathematics learners’<br />

(VH) levels distribution.<br />

16


The Effects of Research-Based Strategies on Raising<br />

the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi<br />

METHODOLOGY:<br />

Participants<br />

The study took place at Alquds Open University in Palestine. Two<br />

samples were selected<br />

1. To investigate the (VH) levels of geometric thinking a random sample of<br />

207 mathematics educational (QOU) learners were chosen.<br />

2. To study the effect of Research-Based Strategies on the learners (VH)<br />

geometric level of thinking a convenient sample of 18 mathematics<br />

educational (QOU) learners were chosen.<br />

Test Tool<br />

A geometrical test tool was designed according to (VH) geometric<br />

thinking levels. It was used as the pre- and post-test. The test consisted of<br />

two parts; part one covered levels I and II of (VH) levels. It is composed of<br />

objective questions (true-false, multiple choice questions). Part two covered<br />

levels III, IV, V it is composed of subjective questions. The questions were<br />

arranged as follows.<br />

Table 1:<br />

Types of questions corresponding to (VH) levels<br />

Question Level Question Type<br />

1-5 I True-false<br />

6-10 II Multiple choice<br />

11-25 III,IV,V Subjective<br />

(See Appendix A)<br />

Validity of the test<br />

The test tools were validated by experts from the faculty of Mathematics<br />

Education Department at (QOU).<br />

Reliability of the test<br />

The reliability of the test was measured using a pioneer sample of 30<br />

(QOU) math learners who were randomly selected to take the test. Table 2<br />

below shows the Kuder-Richardson inter-term reliability for each question.<br />

15


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.19 - Febreuary 2010<br />

6. Cooperative learning: This strategy provides learners with opportunities<br />

to interact with each other in variety of ways.<br />

7. Setting objectives and providing feedback: Setting objectives establishes<br />

a direction for learning. Once learners understood the parameters of an<br />

objective, they should brainstorm to determine what they know and what<br />

they want to learn.<br />

8. Generating and testing hypotheses: The strategy of generating and testing<br />

hypotheses includes several processes such as; system analysis, invention,<br />

experimental inquiry, decision making and problem solving.<br />

9. Questions, cues, and advance organizers: This strategy gives learners<br />

a preview of what they are about to learn or experience, it helps them<br />

activate prior knowledge; also provide them with the opportunity to<br />

connect what they already know to what they need to know.<br />

Glasgow, N. Farrell, T (2007) stated that Research–Based Strategies<br />

are powerful tools engaging; guiding and monitoring learners’ progress in<br />

participatory learning and can be more effective than traditional Classroom-<br />

Based Instructions.<br />

QUESTIONS:<br />

1.<br />

2.<br />

The objectives of the study were to answer the following questions:<br />

What are (VH) levels of geometric thinking of (QOU) math education<br />

learners?<br />

Is there a difference between the (VH) geometric thinking levels of (QOU)<br />

math education learners before and after applying the Research–Based<br />

Strategies?<br />

SIGNIFICIANCE of the STUDY:<br />

The effect of Research-Based Strategies on (VH) geometric thinking levels<br />

hasn’t been tested in Palestine - to the researcher knowledge- accordingly,<br />

this study could benefit the educators, curricula planers and designers in the<br />

Ministry of Education in Palestine.<br />

14


The Effects of Research-Based Strategies on Raising<br />

the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi<br />

(1986), along with Geddes and Fortunato (1993), Crowley, (1987) and Fuys<br />

et al. (1988), argued that the quality of instructions had the greatest influence<br />

on the learners’ acquisition of geometric knowledge in mathematics classes<br />

that affected their progress from one reasoning (VH) level to the next.<br />

The Van Hiele theory indicates that effective learning that leads to raising<br />

(VH) levels, takes place when learners actively experience the objectives<br />

of study in appropriate contexts, and when they engage in discussion and<br />

reflection, thus lecturing and memorization as main methods of instruction<br />

will not lead to effective learning Chan, Huang (2006).<br />

Marzano, Pickering, and Pollock (2001), in their book” Classroom<br />

Instruction that Works” utilized meta-analysis (a statistical technique) to<br />

analyze and summarize thousands of research studies that connect research<br />

recommendations to practice. They identified nine teaching and learning<br />

strategies that improve effective learning and learners’ achievements. These key<br />

Research-Based Strategies are organized into categories as follows (Marzano,<br />

Pickering, and Pollock: 2001. p 13-111):<br />

1. Identify similarities and differences: Identifying similarities and<br />

differences can be accomplished in a variety of ways like comparing,<br />

classifying, creating metaphors or creating analogies.<br />

2. Summarizing and note taking: Summarizing and note taking can be done<br />

by deleting trivial material that is unnecessary, substitute terms for lists<br />

or select a topic sentence or invent one if it is missing.<br />

3. Reinforce effort and provide recognition: This strategy addresses learners’<br />

attitudes and beliefs. When learners are rewarded or praised for achieving<br />

specific goals, their levels of achievement increases.<br />

4. Homework and Practice: It provides opportunities for learners to practice,<br />

review, and apply knowledge. It also enhances a learner’s ability to<br />

reach the level of expected proficiency for a skill or a concept. Marzano,<br />

Pickering, and Pollock’s in their book indicated that learners need to<br />

practice a skill 24 times to reach 80% competency, noting that the first<br />

four practices yield the greatest effect.<br />

Nonlinguistic representation<br />

5. s: This strategy can enhance learners’ ability<br />

to represent and to elaborate on knowledge using their own mental<br />

images.<br />

13


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.19 - Febreuary 2010<br />

INTRODUCTION:<br />

Pierre M. Van Hiele, along with his wife Dina M. Van Hiele, developed<br />

a learning theory for geometry. The Van Hiele (VH) theory sets forth a<br />

learning model in which learners pass through five different sequential and<br />

hierarchical levels of thinking as they develop from a holistic understanding<br />

of geometric figures to an understanding of formal deductive geometric<br />

proof. Van Hiele suggested that the learners passed through several levels of<br />

reasoning about geometric concepts.<br />

Yazdani (2007, p. 40) and (Chan et al., 2006) stated the following levels<br />

Van Hieles’ model:<br />

1. Level I (Visualization): learners identify shapes according to appearance.<br />

2. Level II (Analysis): Learners reason geometric concepts by means of an<br />

informal analysis of component parts and attributes.<br />

3. Level III (Ordering): Learners order properties logically and begin<br />

to appreciate the role of general definitions. In this level, learners can<br />

also form abstract definitions and distinguish between the necessity and<br />

sufficiency of a set of properties in determining a concept.<br />

4. Level IV (Deduction): The role of axioms, undefined terms, and theorems<br />

are fully understood, and original proofs can be constructed.<br />

5. Level V (Rigor): Learners can compare various axiomatic systems based<br />

on various axioms, and study various geometries in the absence of concrete<br />

models.<br />

Many studies were performed to determine (VH) reasoning levels<br />

for middle and high school learners, and college learners in geometry. For<br />

example, Burger and Shaughnessy (1986) and Halat (2006, 2007) have found<br />

that grade k-8 learners are in level I (Visualization). By the end of the 8th<br />

grade, learners should be able to perform at level II (Analysis), and by the end<br />

of the12th grade learners should be able to perform at level III (Ordering) or<br />

level IV (Deduction). Fuys et al (1988) and knigh (2006) agreed that level V<br />

(Rigor) is more appropriate for college learners.<br />

Halat (2008) claimed that there were many factors, such as gender, peer<br />

support, age, type of mathematics courses, instructions, etc… appear to be<br />

affecting pre-service mathematics teachers or college learners’ performance<br />

and motivation in mathematics. While Mayberry, Burger and Shaughnessy<br />

12


The Effects of Research-Based Strategies on Raising<br />

the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi<br />

Abstract:<br />

Van Hiele (VH) levels of geometric thinking were investigated on a<br />

sample of 207 of mathematics education learners at Alquds Open University<br />

(QOU). The results showed that 70.6% of them were within the third level<br />

of (VH) geometric thinking or below, while 29.4% were within the fourth<br />

and the fifth levels. This indicates that most of (QOU) math learners were<br />

performing at a lower (VH) level than they should be.<br />

The second objective of this study was to determine the effect of Research-<br />

Based Strategies of teaching and learning on raising the (VH) geometric<br />

thinking. A group of 18 (QOU) mathematics education learners studied a<br />

geometric course according to Marzano’s Research-Based Strategies. The<br />

results of the learners improved significantly which indicated the effectiveness<br />

of employing these strategies in raising learners’ thinking levels of (VH).<br />

Accordingly, it is recommended that curriculum planners and developers,<br />

educators, supervisors and policy makers take the Research-Based Strategies<br />

into consideration when designing and developing the syllabus.<br />

11


Journal of Al-Quds Open University for Research and Studies - No.19 - Febreuary 2010<br />

ZòÉ‹fl<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

10


The Effects of Research-Based<br />

Strategies on Raising the Van<br />

Hiele Levels of Geometric<br />

Thinking<br />

Randa Najdi<br />

Alquds Educational Region, Alquds Open University, Palestine.<br />

99


Contents<br />

The Effects of Research-Based Strategies on Raising the Van Hiele Levels of Geometric Thinking<br />

Randa Najdi............................................................................................... 9<br />

7


9. References should follow rules as follows:<br />

(a) If the reference is a book, then it has to include the author name,<br />

book title, translator if any, publisher, place of publication, edition,<br />

pub li cation year, page number.<br />

(b) If the reference is a magazine, then it has to include the author,<br />

paper title, magazine name, issue number order by last name of<br />

the au thor.<br />

10. References have to be arranged in alphabetical order by last name of the<br />

author.<br />

11. The researcher can use the APA style in documenting scientific and applied<br />

topics where he points to the author foot notes.<br />

Opinions expressed in this journal are solely those of their authors<br />

5


Guidelines for Authors<br />

The Journal of Al-Quds Open Uni ver sity For Research & Studies Publishes<br />

Original research documents and sci en tific studies for faculty members and<br />

re searchers in Alquds Open University and other local, Arab, and International<br />

universities with special focus on topics that deal with open education and distance<br />

learning. The Journal accepts pa pers offered to sci en tific conferences.<br />

Researchers who wish to publish their papers are required to abide by the<br />

following rules:<br />

1. Papers are accepted int both English and Arabic.<br />

2. each paper should not exceed 35 pages or 8000 words including foot notes<br />

and references.<br />

3. Each paper has to add new findings or extra knowledge in its field.<br />

4. Papers have to be on a floppy diskette“Disk A“ or on a CD accom pa nied by<br />

three hard copies. Nothing is returnable in ei ther case: published or not.<br />

5. An abstract of 100 to 150 words has to be included. The lan guage of the<br />

abstract has to be English if the paper is in Arabic and has to be Arabic if<br />

the paper is in English.<br />

6. The paper will be published if it is accepted by at least two re visers. The<br />

Journal will appoint the revisers who has the same degree or higher than<br />

the researcher himself.<br />

7. The researcher should not include anything personal in his pa per.<br />

8. The owner of the published paper will receive five copies of the Journal in<br />

which his paper is published.<br />

4


Journal of Al-Quds Open Uni ver sity<br />

for Research & Studies<br />

P.O.Box 51800<br />

Tel: 2409861<br />

Fax: 2403159<br />

Email: hsilwadi@qou.edu

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!