DEUTSCHLAND-INDEX
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
صدر عن دار الدليل للنشر برلين كتاب جديد للصحفي واألديب د.<br />
أمير حمد بعنوان "هجرة عكس الريح"، الكتاب هو بحث أدبي في<br />
رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" لألديب السوداني الطيب صالح<br />
وهي رواية مهمة من حيث الفكرة ، واختيار الشخوص وفضاء البيئة<br />
وداللتهما في حياة الفرد والمجتمع معا. وهي رواية مهمة ألنها من<br />
ناحية الفكرة ناقشت صراع الحضارات ومرحلة االستعمار وما<br />
بعدها بقليل ، كما جسدت عبر الشخوص واختيارهم الدقيق الصور<br />
المتعددة لهذا الصدام، وكذلك إيجابيات و دالالت وتأثير البيئة )المكان<br />
الطبيعي والمجتمع واألسرة( على سلوكيات اإلنسان وتعامالته السليمة<br />
مع الحياة، وعليه يحاول البحث توضيح أثر البيئة في حياة األفراد<br />
والسعادة التي يمكن أن تمنحها لهم أو المأساة التي تنجم بانتفاء العالقة<br />
السوية بينهما.<br />
رواية ألحمد أبو حازم، قاص وروائي وإعالمي، وأحد<br />
مؤسسي نادي القصة السوداني، وأحد مؤسسي رابطة الكتاب<br />
السودانيين، واألمين العام لمنتدى السرد والنقد، ناشط في مجال<br />
العمل الثقافي.<br />
يقول في فاتحة الرواية " انفتحت نافذة على فناء الذاكرة، انكسر<br />
حرفٌ جديدٌ من أبجديتها.. توقفت المشاهد عند تلك اللحظة<br />
الحاسمة.<br />
كنتُ مرتبكاً حيال هذا الجسد المسجى بجالل في نومه األبدي،<br />
أوشكتُ على رفع الغطاء عنه، ال أعرفُ ما سر ذلك اإلحساس<br />
الغامض الذي غمرني في تلك اللحظة، وال حتى كنه تلك الرغبة<br />
المريبة لمعرفة هوية الجثمان، ال أعلم سبباً واحداً لذلك الشعور<br />
الملتبس الكئيب، وال حتى مبرراً للرعشة التي انتابتني وقتها.<br />
كان الوقت صباحاً حين تخلصتُ لتوي من مهامي كرئيسٍ للفريق الطبي الذي كان<br />
لقد شرح الكاتب واقع الشخوص من خالل بيئتهم )القرية، والسودان<br />
الوطن االم( وكذلك األوروبية في عهد االستعمار ليكتشف عبر التقاء<br />
الغرب بالشرق المتمثل أصال في شخصية الراوي كقروي والبطل<br />
كأوروبي األحاسيس واألفكار والسلوكيات.<br />
لقد اهتم البحث هنا بالجانب التحليلي وذلك من ناحية الكشف وتفكيك<br />
دقائق األحداث والشخصيات منطلقا من أثر البيئة )الزمان والمكان(<br />
في تطور حياتهم وسلوكياتهم، بهذا تكون كيفية التحليل مفتاحا من<br />
منطلق البيئة لرسم الشخصيات وأدائها في مسرح الحياة.<br />
يمكن القول أن األهمية القصوى لتحليل ودراسة هذه الرواية تكمن<br />
في طرحها »ألزمة األجيال« التي كانت ولم تزل تعيش ازدواجية<br />
وتناقضات في تعامالتها مع الغرب، إذ تقبله كعالم صناعي من<br />
ناحية، وترفضه كفكر وثقافة وال تزال تعيد نظرية التآمر إلى أذهانها<br />
كاستعمار حديث باطن.<br />
إن الكاتب معني بالغربة والبحث عن الذات بين ابطال قصصه<br />
وبحوثة، الذين ينتصرون للحب والتسامح والفضيلة.<br />
يغطي نوبة الليلة الفائتة، وسلمتُ المهام الصباحية لزميل آخر، فمن اليوم سأغيبُ لمدة<br />
أسبوعين في إجازة قصيرة.<br />
توقفتُ أمام النقالة وهممتُ بقول شيء ما.. ضاعت الكلمات على نحوٍ مفاجئ، ترى ما<br />
الذي أعادني إلي تلك اللحظة بالذات، وشدني إليها بهذه الطريقة العاصفة؟؟<br />
تذكرتُ حكايات خالد سبيل، وسردياته الممتعة، التي بثها على ذاكرتي عن زكريا<br />
جمعه، وزمرته اللعينة، فبانت قامته المديدة، وجسده الناحل، وبسمته المضيئة،<br />
بوضوح تام، حتى أنني مددتُ يدي أللمسه، وأتحسسُ وجههُ الطاعن في صفائه،<br />
والطافي في بحيرة هدوءه المريح، فقبضتُ الفراغ والعدم.<br />
تملكني العجب، مثل كل مرة أتذكره فيها، وتعجبتُ أكثر إللمامه بكل هذه التفاصيل التي<br />
تصل إلي حدّ الثرثرة أحياناَ كثيرة، وزاد عجبي ودهشتي، متابعته لهذه الشخصيات<br />
الهالمية الغريبة، وكشفه لخططها الظاهرة، والخفية، حتى أنني لم أشأ، أن أسأله، ولو<br />
لمرة واحدة، عن مدى الفائدة، من تقصي أحوال هؤالء المالعين.<br />
ذكريات خالد سبيل، ألزمت ذاكرتي على أن تعصف بخمولها، وكسلها إلى الفناء<br />
والعدم لتحيا من جديد،على خلفية ماضٍ ال يزال يضع ديباجته على مجريات حاضر<br />
لم يزل قائماَ، إن لم يكن كله فربما جزءاَ كبيراَ منه".<br />
وحصل أبو حازم عل جوائز أدبية عدة ، منها:<br />
الجائزة األولى في مسابقة ملتقى النيلين للقصة القصيرة / الخرطوم.<br />
جائزة الطيب صالح لإلبداع الكتابي المركز األول 2011 م عن مجموعة قصصية<br />
بعنوان )يناير بيت الشتاء(.<br />
جائزة الطيب صالح بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي لإلبداع الروائي عن رواية<br />
)ساحة الدهماء( الجائزة التقديرية.<br />
27
Change language