29.03.2015 Views

DEUTSCHLAND-INDEX

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

االحداث سريعة ومتالحقة،‏ الحديث عن عمليات إرهابية في تزايد .. وترى المسلمين دائما على الصفحات األولى .. صفحات تتحدث عن<br />

خطورة اإلسالم على المجتمع،‏ فالقاتل مسلم . نعم قد يكون مسلماً‏ لكنه ال يمثل إال نفسه،‏ فلماذا هذه الهجمة والخوف معاً.‏<br />

نعم .. اإلسالم جزء من ألمانيا،‏ لذلك نتحدث في هذا اللقاء مع:‏ السيد/‏ خضر عبد المعطي خضر ‏)مدرس األدب العربي وعلوم القران بجامعة<br />

برلين إمام مركز الرسالة وتوجيه الشباب واألسرة المنسق العام للتجمع األوروبي لألئمة والمجتهدين(‏ حول قضايا اإلسالم والمسلمين<br />

في ألمانيا.‏<br />

حوار:‏ بسام رشاد الظريف<br />

لماذا فشل المسلمون بتوضيح صورة اإلسالم،‏<br />

الدين الحنيف وتوضيح ما هي الشريعة اإلسالمية<br />

ألن هناك في الغرب من يعتقد أن الشريعة هي<br />

رمى الزانية وقطع اليد وضرب النساء ليالً‏<br />

ونهاراً‏ ؟<br />

المسلمون كبشر أنواع كثيرة منهم الملتزم بدينه<br />

الذي يعتبر قدوة لغيره ومنهم من هو مبتعد عن<br />

الدين تماماَ‏ ومنهم عنده الضئيل جداً‏ الذي ال يكفي<br />

لحمايته من األخطاء وال الدفاع عن دينه و ال<br />

نقله لغيره ومنهم من انحرف بفكره الخاطئ عن<br />

اإلسالم الصحيح ووقع تحت سيطرة أفراد لهم<br />

أراء يصدرونها كأنها هي الدين.‏ فأي المسلمين<br />

تقصد ؟<br />

ليس لإلسالم تمثيل قوي يمثله ويدافع عنه ويحميه<br />

من االنحرافات وليس هناك تجربة حقيقية في<br />

العصر الحديث تنتمي لإلسالم الصحيح الذي<br />

يجمع بين الدين والدنيا معاً‏ في تناغم مدهش ورائع<br />

وجذاب بل ويشبع الروح والمادة معاً،‏ فالمسلمون<br />

لم يحاولوا توضيح اإلسالم بشكل مؤسسي،‏ اللهم<br />

أالٌ‏ في اآلونة األخيرة ولعلها استفاقة بعد النوم<br />

ولعل الهجمات واالسالموفوبيا والنازيون الجدد<br />

وغير ذلك كان له األثر في ردة الفعل التي يصدق<br />

بها القول إن المصائب تجمع المصابين ومع<br />

ذلك فهي ال ترقى لمستوى ردة الفعل المعتبرة،‏<br />

وليس هنا في أوروبا من مجال للشريعة إال ما<br />

يرتضيه الضمير المسلم بشكل شخصي ومسؤولية<br />

شخصية،‏ بحيث يراعي الشخص المسلم أخالقياته<br />

والحالل والحرام ويسأل عن الصواب ويتحرى<br />

أوقات العبادة وغير ذلك من النسك واألخالق<br />

وهو مجال عظيم لو أجاد المسلمون التمسك به<br />

سيكون له األثر الكبير في توضيح صورة اإلسالم<br />

الحضارية واإلنسانية اجتماعياً‏ وأخالقيا.‏<br />

أما الفرع الخاص باألحكام التي ذكرتها فال<br />

مجال لها في أوروبا وال حديث عنه في بالد<br />

يعيش المسلمون فيها أقلية يطلبون الحرية إلقامة<br />

العبادات واحترام مشاعرهم وشرائعهم،‏ وليس<br />

من الفائدة بشيء الخوض في حديث عن الحد في<br />

الشريعة بل الخوض فيها من التكلف ألن الحدود<br />

في اإلسالم قليلة جداً‏ وفي إطار شرع أنساني<br />

واقعي ولها محاذير في تطبيقها وضوابط في<br />

تنفيذها وهي دائرة محدودة جداً‏ في الكالم وحبذا<br />

لو كانت في المحافل العلمية والدوائر المتخصصة<br />

وفي أصول الكتب اإلسالمية للرد على هذه<br />

المزاعم،‏ ولكنني ال أنكر أن تفرق المؤسسات<br />

اإلسالمية وقادتها وعدم اتفاقنا على الوحدة تحت<br />

كيان متكامل وسطي معتدل يمثل المسلمين سبب<br />

رئيسي في فشل التوضيح الفعال لصورة اإلسالم<br />

و مدعاة لحيرة المشاهدين والمراقبين في الحكم<br />

على اإلسالم والمسلمين،‏ وهم يرون اختالف<br />

أطيافهم ومذاهبهم باإلضافة إلى سطحية عامتهم<br />

وجهله بالدين اإلسالمي أصال ، خاصة الن<br />

المهاجرين األوائل هاجروا بال دين إال القليل منهم<br />

فقد هاجروا من بالدهم تحت وطأة القهر والظلم<br />

واالحتالل والقتل والتشريد او االستبداد والفقر<br />

والجوع او للبحث عن الرزق والتعليم وهذان<br />

النوعان،‏ الطالب والدعاة للحرية او الديمقراطية<br />

التي هي الشورى في اإلسالم هما اللذان سعيا<br />

إلنشاء المراكز اإلسالمية و توعية المسلمين<br />

ونجحا من وجهة نظري في حدود إمكانيتهم و ما<br />

يسمح به التواجد في الغرب ، نجحوا في تجميع<br />

المسلمين وتوعيتهم،‏ وإن تأخروا ولكن اآلن<br />

الوضع أفضل من ذي قبل فالفساد بين المسلمين<br />

اقل بكثير والوعي باإلسالم الصحيح يزداد بفضل<br />

العلماء واألئمة المثقفين الفاهمين للواقع األوروبي<br />

ولعلهم في الفترة الحالية والقادمة سينجحون أكثر<br />

في توضيح صورة اإلسالم الصحيح بعد االنفتاح<br />

على المجتمع وزيادة أواصر المصاهرة واإلنجاب<br />

والجيرة واالندماج في العمل وسائر مظاهر الحياة<br />

االجتماعية فاليوم غير األمس ونحن متفائلون<br />

بالخير في المستقبل.‏ لذلك أدعو الحكومات<br />

األوروبية لالهتمام بالمؤسسات اإلسالمية<br />

وأئمتها فهي صمام األمان والحاجز بين التطرف<br />

واإلرهاب وبين الدين الصحيح الوسطي المنفتح<br />

المرن اإلنساني.‏<br />

بعض الساسة األلمان يقولون أن المسلمين<br />

ينتمون إلى ألمانيا أماٌ‏ اإلسالم فال ، فما هو<br />

الفارق بين اإلسالم والمسلمين؟<br />

الفرق بين اإلسالم والمسلمين واإلسالميين فارق<br />

كبير فاإلسالم منهاج ثابت في القران والسنة<br />

الصحيحة ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من<br />

خلفه و ما جد عل حياة الناس تستنج األحكام له<br />

باالجتهاد المنفتح المرن وبعلماء ثقات في العلم<br />

خلو من الشبهات وأصحاب تاريخ مشرف وسيرة<br />

علمية وخلقية تؤهلهم إلى ذلك ، أما المسلمون<br />

فقد ذكرت أنهم أنواع بشرية تتحكم فيهم األهواء<br />

والطباع و ومآربهم العائلية واالجتماعية وظروف<br />

الحياة،‏ فمنهم من يفعل الخير ويلتزم بدينه و منهم<br />

من ينحرف فمرة يحسن ومرة يسيء وهو بكل<br />

حال ال يمثل اإلسالم فاإلسالم حجة على الجميع<br />

بمنهاجه وليس الناس حجة على األديان السماوية<br />

والشرائع الربانية.‏<br />

أما المسلمون فالمقصود بها لغة : كل من انتسب<br />

عمله إلى اإلسالم وأعلن التزامه بمنهجه ولكن<br />

هؤالء ايضاً‏ أصنافا و أشكاال واالختالف بينهم<br />

في فهم الدين وطرق تطبيقه،‏ والحكم الفاصل في<br />

ذلك هو المنهاج القرآني السليم والفهم الصحيح<br />

للسنة والتعامل مع روح اإلسالم وتحكيم مقاصده<br />

العظيمة عن اختالف الواقع وتغيير المعطيات<br />

من زمان إلى زمان ، ومن بيئة ألخرى ومراعاة<br />

الضرورات وغير ذلك بفهم دقيق ووعي فقهي<br />

عميق وهذا االختالف اظهر جانيا سيئاً‏ في<br />

المسلمين،‏ ومع وقوع البعض في أخطاء االنحراف<br />

الخلقي او الفكري او التطبيقي لإلسالم وهذا<br />

الجانب السيئ صدٌ‏ البعض عن اإلسالم وجعلهم<br />

يقولون قولهم ولكنهم يحتاجون إلى من يصحح لهم<br />

الميزان،‏ فاألنفع أللمانيا المنهج الرباني اإلنساني<br />

فهو رسالة عامة لإلنسانية جمعاء ويضمن للجميع<br />

السعادة واألمن والتعايش السلمي والرفاهية حتى<br />

ولو لم يختاروا اإلسالم ديناً‏ فمنهاج اإلسالم كما<br />

قال الله تعالى ‏"وما أرسلناك إال رحمة للعالمين"‏<br />

والله جل جالله يذكر الناس جميعا بأصول الدين<br />

22

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!