29.03.2015 Views

DEUTSCHLAND-INDEX

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سامي المتوكل<br />

أعاد الهجوم على السياح في المتحف الوطني<br />

بتونس إلى الواجهة ضرورة انخراط أوروبا جديا<br />

بإجراءات عملية تتعدى إدانة اإلرهاب وخاصة في<br />

منطقة شمال إفريقيا التي باتت خزانا للمتطرفين.‏<br />

السيدة سعيدة جراش،‏ المستشارة األولى للرئيس<br />

التونسي،‏ دعت أوروبا إلى الخروج من التنديد إلى<br />

التعاون مشيرة إلى ضرورة أن يكون هناك تنسيق<br />

للمعلومات مع تونس.‏<br />

ومن المعروف وحسب اإلحصائيات التي أوردتها<br />

تقارير إعالمية غربية تتربع تونس على قائمة الدول<br />

التي خرج منها الكثير من أفراد الجماعات المتطرفة<br />

التي تقاتل في سوريا،‏ تليها في ذلك السعودية ومن<br />

ثم مجموعة من الدول األوروبية كألمانيا وفرنسا<br />

وبريطانيا.‏<br />

ومنذ أن بدأت ظاهرة التطرف تهيمن على المشهد<br />

الميداني في الشرق األوسط،‏ وبرزت ظاهرة<br />

‏"الهجرة الجهادية"‏ من أوروبا إلى سوريا مطلع<br />

عام 2012، توقع العديد من المراقبين أن تتراجع<br />

الحكومات األوروبية عن سياستها تجاه المسلحين<br />

في سوريا،‏ وذلك خشية عودة الجهاديين إلى أوروبا.‏<br />

وكانت قد حذر الرئيس الروسي فالديمير بوتين من<br />

خطر تزويد المعارضة السورية بالمال والسالح<br />

وتسهيل مرور المسلحين،‏ مشيرا إلى أن ما يجري<br />

في سوريا اآلن لم يكن واردا بدون توريد األسلحة<br />

إلى المعارضة من الخارج.‏ وأكد إن المئات من<br />

أوروبا ومن روسيا أيضا يحاربون في صفوف<br />

المعارضة بسوريا.‏<br />

أوروبا لم تقم بإجراءات تكفل حل هذه المشكلة<br />

واستمر تدفق السالح واألشخاص إلى المناطق<br />

التي تشهد توترا كسوريا والعراق،‏ لكن عودة<br />

المقاتلين إلى بلدانهم وبدئهم القيام بعمليات كحادثة<br />

قتل الشرطي البريطاني واالعتداء على مقر صحيفة<br />

‏"شارلي إبدو"،‏ أجبرت الكثيرين على النظر إلى<br />

المسألة بطريقة أخرى.‏<br />

العمليات لم تقتصر على الدول الفاعلة في الحياة<br />

السياسية األوروبية كفرنسا وبريطانيا بل تعدتها<br />

لدول لم تشارك في حمالت عسكرية ولم تساهم<br />

باتخاذ قرارات تخدمها كالدنمرك فقد قتل في فبراير<br />

الماضي مدني،‏ وأصيب 3 من رجال الشرطة،‏ في<br />

حادث إطالق رصاص بالعاصمة كوبنهاغن خالل<br />

االجتماع الذي حضره رسام الكاريكاتير السويدي<br />

الرس فيلكس.‏<br />

أمام هذه الحوادث وجد المسؤولون أنفسهم في<br />

مواجهة ظاهرة تهاجمهم في عقر دارهم،‏ وبدأت<br />

أرقام المقاتلين وشخصياتهم تظهر في تقارير رسمية<br />

أوروبية.‏<br />

فقد أعلن وزير الداخلية الفرنسي أن ما يقارب<br />

1300 فرنسي يشاركون إلى جانب المتطرفين في<br />

القتال الدائر في العراق وسوريا،‏ مرجحا وجود<br />

خاليا نائمة قد تتحرك في أية لحظة.‏<br />

وقال بيرنارد كازينوف وزير الداخلية الفرنسي:‏<br />

‏"نعلم أن الرقم حوالي 1300 من حاملي الجنسية<br />

الفرنسية ينخرطون في صفوف الجماعات المتطرفة<br />

في سوريا والعراق،‏ وتعمل أجهزة االستخبارات<br />

على تتبع تحركاتهم،‏ وبعض المتطرفين يكونون في<br />

شكل خاليا نائمة قد يهاجمون في أية لحظة".‏<br />

بدوره أعلن وزير الداخلية األلماني توماس دي<br />

ميزير،‏ أن عدد المتطرفين الذين سافروا من ألمانيا<br />

إلى مناطق النزاع في سوريا والعراق،‏ بلغ حتى<br />

اآلن 650 متطرفا.‏ وقال دي ميزير إن ألمانيا<br />

تتقارب في تلك األعداد مع فرنسا وبلجيكا.‏<br />

وذكر أن لدى سلطات األمن معلومات عن األوساط<br />

اإلسالمية في ألمانيا،‏ موضحاً‏ أن السلطات تعرفت<br />

بشكل واضح إلى هوية ال‎650‎ متطرفا غادروا<br />

ألمانيا.‏ وأضاف دي ميزير أن السلطات تعرف<br />

أيضا بشكل دقيق نسبيا هوية أكثر من 1000<br />

شخص مصنفين على أنهم خطرون.‏ إلى ذلك،‏<br />

تجري الشرطة األلمانية تحقيقات حول مصدر<br />

‏"آراء متطرفة"‏ عبّر عنها عدد من التالميذ في إحدى<br />

المدارس االبتدائية بمدينة نوي-أولم.‏<br />

حالة الفوضى التي وصلت إليها المنطقة حصلت<br />

أيضا بعد االنتهاكات المتكررة لمبادئ األمم المتحدة<br />

واستخدام القوة أو التغاضي عنها دون وجود<br />

قرارات دولية.‏<br />

21

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!