29.03.2015 Views

DEUTSCHLAND-INDEX

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

د.‏ أمير حمد<br />

في قانون اإلسالم النمساوي الجديد<br />

ارتبط اإلسالم في أوروبا وألمانيا لألسف الشديد<br />

باإلرهاب والتخلف ووأد الحرية الشخصية وعدم<br />

مقدرته على مواكبة نظم العالم الحديثة.‏ تحول هذا<br />

العداء والكره لإلسالم إلى خوف من انتشاره في<br />

أصقاع أوروبا ووأده بالتالي للمسيحية أو تبديلها<br />

على احسن الفروض.‏<br />

لم تزل أصداء مظاهرات مدينة ‏"دريسدن"‏ شرق<br />

ألمانيا ضد اإلسالم تتردد في الساحة السياسية وبين<br />

صفوف المواطنين األلمان.‏ كان وقد كتبت مجلة<br />

الدليل في أعداد سابقة عن هذه التظاهرات ونشأة<br />

تنظيمات جديدة بميول نازية وأخرى معارضة لها<br />

جراء هذا التظاهر.‏<br />

إننا وإذ نناقش قضية اإلسالم األوروبي،‏ في هذا<br />

المقال تجدنا نتقاطع في محاور متداخلة مرتبطة<br />

بالضرورة معه كقضية األجانب،‏ والالجئين.‏ وما<br />

يمس هذه الشريحة من قبول األحزاب السياسية لها<br />

وقبولها من ناحية أخرى هذا إلى جانب االجراءات<br />

القانونية الخاصة بإقامتهم،‏ والسماح بعملهم وحرية<br />

ممارستهم لمعتقدهم.‏ من هنا نجدنا ننعطف مباشرة<br />

لمناقشة مستجدات قضية اإلسالم األوروبي كقانون<br />

االسالم الراهن في النمسا كما جاء في العنوان<br />

الجانبي أعاله.‏<br />

ينص هذا القانون على محورين اساسيين في منع<br />

الدعم الخارجي لتمويل المؤسسات االسالمية<br />

كالمساجد في النمسا وضرورة دمج األئمة ، السيما<br />

الموفودين من الخارج في المجتمع المضيف ومعرفة<br />

منظومته االجتماعية والثقافية والديمقراطية هذا<br />

كما طالب القانون المذكور بضرورة إلقاء الخطبة<br />

باأللمانية وإلمام األئمة بها.‏<br />

واستمد قانون االسالم النمساوي من قانون 1912<br />

عندما سيطرت النمسا على بعض دول البلقان<br />

والصرب المسلمة.‏ كان الهدف من هذا القانون<br />

جلب الضرائب من المسلمين إلقامة االمبراطورية<br />

النمساوية و لهم حق ممارسة معتقدهم واالهتمام<br />

بمساجدهم.‏<br />

حورت النمسا هذا القانون ليتفاعل مع حاضرها<br />

الراهن إال أنه بالحق قانون مجحف،‏ اعترضت عليها<br />

المراكز اإلسالمية بالنمسا،‏ إذ اعتبرته تدخل سافر<br />

في اعتقاد المسلمين.‏ هذا كما أن الحكومة النمساوية<br />

لم تعترض على التمويل الخارجي من روسيا لدعم<br />

الكنائس األرثوذوكسية على أرضها.‏<br />

يقول أكثر من باحث سياسي واجتماعي ألماني بأن<br />

النمسا لم تتخلص من عقدة النازية بكرهها لألجانب<br />

واإلسالم لهيمنة االمبراطورية العثمانية إلى نهاية<br />

القرن التاسع عشر على قطاع واسع من دول البلقان<br />

وتحديها للمعسكر الغربي.‏<br />

وانتقد هذا القانون داخل النمسا السيما ما يخص<br />

معرفة األئمة باللغة األلمانية،‏ فأبقت الحكومة<br />

النمساوية على الشق األول منه منع الدعم الخارجي<br />

للمؤسسات اإلسالمية داخل النمسا،‏ تفاوتت وجهات<br />

النظر السياسية بألمانيا حول هذا القانون.‏<br />

يقول ‏"دي ميزير"‏ وزير الداخلية بأن ألمانيا ليست<br />

بحاجة لمثل هذا القانون فقد وضعت ضوابط<br />

ومستلزمات أخرى لمراقبة المساجد واألئمة،‏ أما<br />

‏"السيد رائد صالح البرلماني في مدينة برلين،‏<br />

والذي رشح من قبل لتولي منصب عمدة برلين <br />

فقد صرح في اإلعالم بأنه قد حان الوقت ألن يدفع<br />

المسلمون ضريبة خاصة بهم بدال عن المساعدات<br />

والدعم الخارجي كتمويل السعودية وإيران ودول<br />

الخليج وغيرها.‏<br />

كان وقد صرح دي ميزير وزير الداخلية بأن هذا<br />

القانون ال ينطبق على واقع وسياسة ألمانيا تجاه<br />

المسلمين وأشار إلى تفاعلهم السيما في العمل<br />

الطوعي الذي اقترحه المؤتمر االسالمي في دورته<br />

األخيرة.‏<br />

وذكر ‏"راشوف"‏ الباحث السياسي في اذاعة أنفو بأن<br />

‏"فريدريش األول " امبراطور ألمانيا اكتشف واهتم<br />

بهجرة األجانب لكونها إثراء أللمانيا أما الهجرات<br />

االنسانية بسبب التشرد والحرب فقد أدرجت مؤخرا<br />

في اتفاقيات منظمة األمم لتزايد الحروب ل سيما في<br />

الدول المسلمة/‏ دولة االسالم مثال.‏ هذا كما أشار أن<br />

حادثة 11 سبتمبر قد غيرت خارطة العالم االسالمي<br />

وتعامل الغرب معه إذ أصبح المسلم وموطنه األم<br />

بمثابة وباء منوط باإلرهاب والحقد على المسيحية<br />

ومعتنقيها.‏<br />

وكان قد اقترح دي ميزير في معرض حديثه عن<br />

االسالم وخطر دولة داعش بأن تقام مراكز استقبال<br />

لالجئين شمال افريقيا في ليبيا لتفادي االزدحام على<br />

أرضي أوروبا،‏ كما اقترح ‏"تركيا"‏ كموقع آخر<br />

لالجئي آسيا.‏<br />

يقول الباحث المذكور سابقا بأن أوروبا ‏)ألمانيا(‏<br />

لم تستطع أن تتعامل بحنكة مع قضايا األجانب<br />

واإلسالم واللجوء إال بقدر ضئيل يتفاب مع واقعها<br />

االقتصادي فقط وليس اإلنساني أو االجتماعي،‏ لهذا<br />

فشلت في دمجهم.‏<br />

أبعاد وتقاطعات :<br />

فيما يتحرك عالم الغرب الحديث في محاور الرفاهية<br />

كاعتذار ‏"هنري كلينتون"‏ عن استخدام هاتفها<br />

الخاص في بعث رسائل سياسية إلى وزارة الخارجية<br />

األمريكية وبراءة ‏"بلسكوني"‏ من قضية تورطه<br />

باغتصاب فتاة مغربية،‏ ومنح ‏"أوتو"‏ المهندس<br />

األلماني جائزة نوبل"‏ المعمارية في فلوريدا،‏ وتذكر<br />

اليابان 19 من ضحايا الطوفان األخير،‏ تبدو قضيته<br />

االسالم واألجانب في ألمانيا باهتة جدا كما هو حال<br />

ألمانيا في محاولة تطبيق قانون االسالم النمساوي<br />

المجحف!!!‏<br />

كان وقد سافر ‏"سيجموند غابريل"‏ نائب المستشارة<br />

ووزير الخارجية إلى دول الخليج غضون انشغال<br />

المستشارة بمأزق تخليص اليونان من الديون وشكل<br />

الرابطة األوروبية في مقدرة الحكومة اليونانية<br />

لتسيير وتنفيذ سياسة رشيدة...‏<br />

سافر زعيم الحزب االشتراكي الديمقراطي<br />

‏"سيجموند غابريل"‏ إلى السعودية لتقليص مدها<br />

بالمصفحات واألسلحة األلمانية لقناعته بسلبية<br />

أصولية النظام السعودي المتمثلة في تنفيذ العقوبات<br />

الشرعية كجلد أصحاب وجهات النظر المغايرة،‏<br />

والضطهاد حقوق المرأة.‏ سافر من بعدها إلى قطر<br />

وانتقد كذلك االساءة وهضم حقوق العمال األجانب<br />

وختم زيارته باإلمارات التي أثنى عليها كثيرا<br />

نقيضا للدولتين السابقتين،‏ إذ اعتبرها دولة بإدارة<br />

راقية،‏ تدافع عن الحقوق وتدعم مكافحة االرهاب<br />

االسالموية وداعش،‏ وعليه قدم غابريل تنفيذ<br />

مشروع تنفيذ الطاقة الشمسية في االمارات وتكثيف<br />

التعاون واالستثمار االقتصادي معها.‏ هذا من جانب<br />

ومن جانب آخر تظل قضية االسالموية تشغل<br />

الغرب بعد فروسيا تهدد بفتح . الباب بمصراعيه<br />

لالسالمويين الشيشان والروس لتهديد أمن أوروبا،‏<br />

السيما بعد أن قاطعتها اقتصاديا وتسعى أمريكا جادة<br />

إلى نشر 3000 جندي في البلقان وتكثيف قواعدها<br />

هناك تحفظا من تهديد روسيا ألوكرانيا ودول البلقان<br />

والرابطة األوروبية.‏<br />

ما يهمنا في هذه التقاطعات واألبعاد السابقة احاطة<br />

القارئ الكريم بانشغال العالم الغربي الراهن بقضايا<br />

رفاهة ومعضالت صغيرة جدا مقارنة بما يحدث<br />

في العالم االسالمي ا"لدموي الممزق"‏ من قبل<br />

االرهاب وداعش،‏ التي لم تتورع في اآلونة األخيرة<br />

عن تكسير وتقويض اآلثار التاريخية الضاربة في<br />

القدم في العراق وسوريا،‏ هذا إلى جانب تردي<br />

وضع معظم المسلمين في الغرب بتهميش معتقدهم<br />

ووضعهم في سلسلة واحدة.‏<br />

هنا نتذكر اعتزال عمدة بوالية ساكسن انهالت<br />

بشرق ألمانيا منصبه لتوعد النازيين بالتظاهر<br />

أمام منزله لدعمه لسياسة استقطاب 40 الجئ في<br />

مدينته وتسكين بعضهم معه في منزله إذا دعت<br />

الضرورة إلى ذلك.‏ لم يحظ هذا العمدة العامل<br />

طوعيا في منصبه بتعاضد المواطنين معه،‏ رغم<br />

اختيارهم له،‏ وال حظي بدعم السياسة األلمانية كذلك<br />

10

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!