07.05.2014 Views

HACE 2009 HACE 2009 - Egyptian Chefs Association

HACE 2009 HACE 2009 - Egyptian Chefs Association

HACE 2009 HACE 2009 - Egyptian Chefs Association

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

بيئة موضوع العدد<br />

بقلم:‏ فيوليتا دى سالمه<br />

كان الطريق صعبا وطويال أمام النساء ليتم االعتراف بهن كشيفات<br />

أو حتى للسماح لهن بالعمل فى مطابخ الفنادق والمطاعم.‏ فى األصل<br />

كانت النساء هن من يقفن ساعات طويلة أمام الموقد،‏ إال أن موهبتهن<br />

الطهوية فشلت بطريقة ما فى الظهور حتى بضعة عقود مضت عندما<br />

بدأ نجم الشيفات اإلناث األوائل فى الظهور من وراء الستار.‏ فى<br />

الماضي القريب ظهرت بضع لمحات من األمل للمواهب الطهوية من<br />

النساء،‏ مثل الطاهية " كوزينيه"‏ الباريسية الشهيرة والتى كما يشاع عنها<br />

أبهرت الملك لويس الخامس عشر،‏ والمعروف بنهمه للطعام،‏ بموهبتها<br />

والتى اضطر لالعتراف بعدها إن النساء يمكنهن الطهي!‏ أو ربما ‏"مارثا<br />

ديستل"،‏ صحفية وطاهية فرنسية والتى بدأت بنشر مجلة متخصصة<br />

فى فن الطهي ‏"ال كوزينيه كوردون بلو"،‏ والتى قادتها فى النهاية الفتتاح<br />

معهد فنون الطهي الشهير اآلن " لو كوردون بلو".‏ أما الغالبية العظمى<br />

من النساء فبقين مخفيات فى عالم من الصمت الطهوي،‏ مع تقليب<br />

اليخني المنزلي بهدوء.‏<br />

ظل الطهي اإلحترافي ولمدة طويلة حكرا على عالم الرجال،‏ منذ<br />

طلب من الشيفات العمل لساعات طويلة فى بيئة عمل متطلبة وعصيبة<br />

للغاية،‏ وهى الشروط التى بدت مستحيلة للجنس الضعيف.‏ وحتى منذ<br />

عشر سنوات مضت،‏ عندما بدأت النساء فى الحصول على مناصب<br />

واعدة ومناظرة لزمالئهم فى الصناعات والمهن الحكومية التى يسيطر<br />

عليها الذكور،‏ إال أن عدد اإلناث الالتي استطعن إمتهان هذه الوظيفة<br />

كان قليال جدا.‏<br />

لحسن الحظ،‏ تتغير اآلن الحياة فى مجال المطبخ ذا الوتيرة السريعة<br />

وبدأت العديد والعديد من النساء فى اقتحام عالم الطهي.‏ ومن أهم<br />

مالمح التغيير أن تضاعفت نسبة النساء الملتحقات بمعهد فن الطهي<br />

األمريكي ومدرسة نيويورك العريقة لفن الطهي،‏ على مدار ال 20 عاما<br />

الماضية من % 21 فى عام 1980 إلى % 41 فى عام 2007. أيضا 40<br />

% من الشيفات من نجوم التليفزيون هن من النساء.‏ ووصلت بعض<br />

الشيفات اإلناث بالفعل إلى القمة،‏ وحصلن على نجوم ميتشالن.‏ ومنهن<br />

على سبيل المثال ‏"كلير سميث"،‏ والتى تم تعيينها العام الماضي الشيف<br />

العمومي لمطعم " آن صوفي بيك"‏ – مطعم جوردن رامزي فى تشيلسي<br />

والحائز على ثالث نجوم ميتشالن-‏ وشيف كلير نفسها تم منحها ، منذ<br />

سنتين،‏ ثالث نجوم ميتشالن للمطعم الذى تمتلكه عائلتها فى فالينس،‏<br />

جنوب فرنسا،‏ وهى بذلك تعد أول شيف فرنسية تحقق هذا اإلنجاز منذ<br />

50 عاما.‏ هناك أيضا شيف " إلينا أرزاك"‏ من مطعم " أرزاك"‏ فى سان<br />

سباستيان بإسبانيا،‏ وهو مطعم يسع 50 شخص ويعمل معها 30 شيف<br />

‏)كثير منهم من النساء(‏ مع رعاية ابنتها ذات الثالثة أعوام.‏ ‏"نعم نستطيع"‏<br />

هذا هو الشعار والموقف الذى تتبناه كثير من الشيفات اإلناث الشابات<br />

الطموحات من كل أنحاء العالم.‏ لكن ماذا عن مصر؟ والمتوقع فيها من أى<br />

أمرأة عادية تفضيل تكوين أسرة عن العمل وبناء حياة عملية؟<br />

شهدت جمعية الطهاة المصريين انضمام المزيد من النساء فى<br />

عضويتها هذا العام،‏ مثلها مثل أى منظمة إحترافية على مستوى العالم،‏<br />

لوحظ فيها إزدياد فى عدد أعضائها من النساء فى السنوات األخيرة.‏<br />

وتوافقا مع رياح التغيير هذه والتى تكتسح شواطئ عالم الطهي،‏ نظمت<br />

الجمعية أول مسابقة على اإلطالق إلختيار أفضل شيف للعام من اإلناث،‏<br />

وذلك ضمن فعاليات معرض هيس <strong>2009</strong> بالقاهرة.‏ أوضحت إلفيرا<br />

جندي،‏ مدير عام المكتب الهندسي الصناعي المصري لمعدات الفنادق،‏<br />

فايز جندي،‏ الشركة الراعية لهذه المبادرة الجديدة:"‏ الغرض من هذه<br />

المسابقة الترويج لعمل الشيف وإللهام الشيفات اإلناث الشابات للمشاركة<br />

فى مجال العمل هذا والذي يتسم بالتحدي واإلثارة الشديدة".‏ كان<br />

على المشتركات فى هذه المسابقة إعداد جازباتشو واثنين من البيستو<br />

وغموس من الشرق األوسط،‏ كل هذا خالل 75 دقيقة مع استخدام<br />

خالطات ‏"فيتاميكس"‏ والتى وفرتها الشركة الراعية.‏<br />

‏"نحب العمل فى المطبخ ألننا نحب الطهي"‏ هذه هى اإلجابة الجماعية<br />

التى خلصنا إليها من الخمس متسابقات فى مسابقة " أفضل شيف للعام<br />

من اإلناث".‏ عندما تحب ما تعمل،‏ عادة يكون هذا هو أساس التميز فى<br />

مهنتك،‏ ومع هذا،‏ بالنسبة إليمان محمد،‏ الشيف دي بارتي بجي دبليو<br />

ماريوت وسيدة نصر الشيف دي بارتي بإنتركونتننتال سيتى ستارز،‏ فإن<br />

اإللتزامات العائلية تأتي فى المقام األول.‏ كلتاهما متزوجتين ولديهما<br />

أوالد ينتظرونهن فى المنزل ويتطلبن إهتمامهن.‏ تقول إيمان محمد " إن<br />

عملي فى المطبخ ال يتوقف عند مغادرتي الفندق،‏ ال يزال علي الذهاب<br />

إلى المنزل وإعداد الطعام لعائلتي".‏ لهذا السبب وبغض النظر عن<br />

مدى تمتعها بعملها من عدمه،‏ إال أننا عندما توجهنا إليها بالسؤال عن<br />

طموحاتها فى الترقي فى عملها،‏ تكشف إيمان عن حقيقة أن المنصب<br />

األعلى سيجلب ساعات عمل أطول و"‏ لسوء الحظ فإن طبيعة الرجل<br />

المصري لن تقبل أن يقدم بعض التضحيات من جانبه من أجل نجاح<br />

زوجته فى حياتها العملية".‏ أيضا العمل متأخرا فى ساعات الليل يشّ‏ كل<br />

مشكلة لكل الشيفات اإلناث حيث أن وصول المرأة للمنزل بعد منتصف<br />

الليل لن يرضي،‏ بدون شك،‏ بعض الجيران واألقارب.‏ تضحك أميرة<br />

طه،‏ كوميه ثان بهوليداي إن سيتي ستارز ذات ال 18 عام،‏ وتقول " لكن<br />

هذه هى قوانين اللعبة وسنلتزم بها بكل سرور ونتمنى لو تزيد المرتبات<br />

قليال".‏ تدّرس أميرة وتعمل فى نفس الوقت ولديها حلم كبير بأن تصبح<br />

شيف عمومي فى يوم ما،‏ لكن ذلك يعتمد بالطبع على قدرتها على رفض<br />

الخطاب المحتملين والذين يدقون على بابها بالفعل،‏ يطلبونها للزواج.‏<br />

إال أن الحياة مختلفة بالنسبة لشيف عبير كامل – تقدم برنامج<br />

تليفزيوني-‏ والتى ال تتأثر سواء بزوج متطلب أو ساعات عمل مرهقة.‏ فهى<br />

غير متزوجة حتى اآلن مما منحها الفرصة لتنفيذ خططها للمستقبل،‏ أال<br />

وهي تقديم برنامج عالمي فى فن الطهي.‏ ترغب أيضا شيف عبير فى<br />

أخذها على محمل الجد كمحترفة للمهنة.‏ تقول عبير وفى عينيها بريقا<br />

متشبثا مثابرا:‏ ‏"أود تغيير فكرة الرجل عن المرأة وانها يجب أن تظل فى<br />

مطبخ المنزل مع االبتعاد عن المطابخ التجارية.‏ أطالبهم باحترامي!"‏<br />

اختارت بعض النساء فى القاهرة ممن غمرهن إلهام الطهي،‏ طريقا<br />

مختلفا لالستمتاع بروحهن اإلبداعية فى الطهي،‏ وذلك عن طريق مشاريع<br />

الكاترينج المنزلية.‏ سواء كان الكاترينج لحفالت منزلية كبيرة أو حلويات<br />

مترفة مخبوزة،‏ تجمع مواهبنا النسائية المحلية شغفهن بالطعام مع<br />

تفانيهن لبيتهن،‏ مع جني بعض الربح.‏ تحاول الشيف المصرية نحت مكان<br />

لها اآلن،‏ مثلها مثل العديد من الشيفات من النساء العالميات الالتي<br />

يكافحن من أجل االعتراف بموهبتهن.‏ إال أن معركتها لها طبيعة أكثر<br />

تعقيدا.‏ وعلى عكس نظيرتها األجنبية والتى تناضل وتكافح خصومها من<br />

الرجال عادة داخل المطابخ التجارية فقط،‏ تقاتل الشيف المصرية على<br />

جبهتين.‏ إن الموازنة بين ضغوط العمل ومتطلبات األسرة تتطلب قدرا<br />

كبيرا من الصالبة والقدرة على التحمل،‏ والعزيمة وعشق للطهي.‏ إال أن<br />

الشيف المصرية تشق طريقها الصعب للنجاح بكل إصرار ومثابرة.‏<br />

شيفس كورنر<br />

11<br />

يناير - فبراير 2010

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!