التدريس في الفصل

الفرق بين تنويع التدريس وتفريد التعليم
Differentiating Instruction / Individualizing Instruction
ظهرت في السبعينيات من القرن الماضي اتجاهات تربوية ونفسية
توؤكد على ‏ضرورة االهتمام بالفروق الفردية بين التالميذ،‏ وانتشر مصطلح
تفريد التعليم،‏ ولفتت هذه االتجاهات االنتباه اإلى اأن التالميذ من عمر واحد
والجالسين اأمام المعلم في فصل واحد مختلفون،‏ ولكل منهم قدراته وميوله
ونمط تعلمه،‏ واأن على المعلمين البدء مع كل متعلم وفقاً‏ لهذه الخصائص
واالختالفات بينه وبين اأقرانه،‏ وهي بداية طيبة نحو تنويع التدريس،‏ ولكن حدثت اأخطاء في تطبيق هذا االتجاه،‏
حيث ‏شاع فهم خاطئ يوؤكد اأن على المعلم اأن يضع خطة تدريس لكل تلميذ على حدة واأن تفريد التعليم يعني اأن لكل
تلميذ منهجه وخطط تدريسه،‏ وهذا بالقطع ‏شيء مستحيل وغير مطلوب.‏
ومن عيوب تفريد التعليم اأيضاً‏ اأن المعلمين بدءوا يحددون مستوى دراسي لكل تلميذ في الفصل حتى يبداأ من
حيث هو،‏ وقد اأدى ذلك اإلى تجزئة المعلومات بطريقة اأفقدتها تكاملها وترابطها،‏ مما قلل من فائدتها وارتباطها
بحياة التالميذ،‏ وانعكس ذلك بالسلب على طرق التخطيط وعلى اأساليب التدريس واأيضاً‏ على عمليات التقييم.‏
من فهمك لمعنى تنويع التدريس......‏ ما الفرق بينه وبين تفريد التعليم.‏
ولمساعدة القارئ على ‏إجابة هذا السوؤال نوضح هذه الفروق:‏
اأن تنويع التدريس ال يركز على كل تلميذ منفرداً‏ ويضع له برنامجه الخاص،‏ ولكن يتم تعرف قدرات وميول
وخلفيات التالميذ،‏ وباستخدام استراتيجية المجموعات المرنة،‏ يوزع المعلم التالميذ في مجموعات ‏صغيرة،‏
اأو يطلب من كل تلميذ العمل مع زميل له وذلك وفقاً‏ لمحور التشابه بين التالميذ.‏ بمعنى اأن المجموعات ال
تكون ثابتة طوال العام،‏ ولكنها تختلف من موضوع اإلى اآخر.‏
يتطلب تفريد التعليم التزام كل تلميذ بالبرنامج الذي تم تخطيطه خصيصاً‏ له طوال العام.‏
اأما تنويع التدريس فينتقل من التدريس الموجه لجميع التالميذ اإلى تقسيم الفصل اإلى مجموعات اأو اأزواج
اأو حتى اأفراد......‏ ويستمر ذلك لفترة زمنية وفقاً‏ لالأهداف التي يريد اأن يحققها المعلم مع التالميذ،‏ ثم
يعود الفصل للعمل الجماعي،‏ وبهذا ال يفقد التالميذ اإحساسهم باالنتماء للفصل،‏ وباأنهم اأعضاء في مجتمع
متكامل بين اأفراده كثير من التشابه واالتفاق،‏ وبينهم بعض االختالفات،‏ وشكل )2( يوضح هذه الفكرة.‏
39