20.10.2015 Views

التدريس في الفصل

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مقدمة<br />

بداأت فكرة تنويع <strong>التدريس</strong> تاأخذ مكانتها <strong>في</strong> السياسات التعليمية للدول المختلفة منذ عام )1989( حين اأعلنت<br />

وثيقة حقوق الطفل،‏ وعام )1990( نتيجة للموؤتمر العالمي للتربية الذي عقد <strong>في</strong> جومتيان،‏ وتاله موؤتمر داكار عام<br />

)2000( الذي اأوصى بالتعليم للتميز والتميز للجميع.‏<br />

وكان لتوصيات تلك الموؤتمرات انعكاسات مباشرة على العملية التعليمية/التعلمية ‏سواء بالنسبة لمحتوى التعليم<br />

اأو لطرق <strong>التدريس</strong>.‏ ف<strong>في</strong>ما يتعلق بالمحتوى كان هناك توجه نحو تكامل المعرفة،‏ وربط التعليم بالعالم خارج المدرسة<br />

بما <strong>في</strong> ذلك من تعدد الثقافات والعادات والمعتقدات.‏ وهذا يتطلب بالضرورة تقبل االختالف واحترام االآخر،‏ وتطبيق<br />

العدالة المجتمعية.‏<br />

اأما <strong>في</strong>ما يتعلق بطرق <strong>التدريس</strong> فكان تركيز تلك الموؤتمرات على ‏ضرورة االأخذ بفلسفة التعلم النشط،‏ واأن يكون<br />

المتعلم هو محور العملية التعليمية التي يجب اأن تتم <strong>في</strong> مناخ ديمقراطي،‏ تشارك <strong>في</strong>ه جميع االأطراف،‏ واأن تركز<br />

المناهج التعليمية على المفاهيم االأساسية واالأفكار المحورية التي ترتبط بحياة المتعلم،‏ واأن يهدف التعليم اإلى<br />

اإحداث وتكوين الفهم لدى المتعلم مما يمكنه من التفكير االإبداعي وحل المشكالت.‏<br />

ركزت توصيات تلك الموؤتمرات الدولية اأيضاً‏ على االأخذ <strong>في</strong> االعتبار االختالفات بين المتعلمين،‏ واأن التالميذ<br />

يتعلمون بطرق مختلفة،‏ واأنه من الضروري تنويع المناهج وطرق <strong>التدريس</strong> بحيث يتمكن جميع المتعلمين من تعليم<br />

يتواءم مع خصائصهم واأن يحقق لكل منهم اأقصى درجات النجاح واالإنجاز <strong>في</strong> اإطار اإمكاناته وقدراته.‏<br />

وعلى مستوى العالم العربي ‏ساد ‏شعور بتدهور حاد <strong>في</strong> مستوى التعليم والتعلم؛ ف<strong>في</strong> موؤتمر متابعة توصيات<br />

التربية للجميع الذي عقد <strong>في</strong> القاهرة عام )2000( ظهر بوضوح هذا القلق العام على مستوى التعليم <strong>في</strong> معظم<br />

الدول العربية.‏ واأشارت نتائج مشروع متابعة التعليم الذي قامت به منظمتي اليونسكو واليونسيف <strong>في</strong> تسع دول عربية<br />

بين )1993، 1999(، اأن مستوى كفايات تالميذ الصف الرابع االبتدائي اأقل من المستويات المعيارية التي اأقترحها<br />

موؤتمر جومتيان،‏ وكانت نسب تحقيق هذه الكفايات <strong>في</strong> الدول العربية:‏ )12%( <strong>في</strong> اللغة العربية،‏ و )10%( <strong>في</strong><br />

الرياضيات،‏ و )25%( <strong>في</strong> المهارات الحياتية.‏ وتبين اأيضاً‏ اأن نسبة التالميذ الذين يعيدون ‏سنوات الدراسة والذين<br />

يتسربون من المدرسة <strong>في</strong> تزايد مستمر مما يطلق اإنذاراً‏ لضرورة التصدي لهذه الظاهرة.‏<br />

12

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!