07.06.2015 Views

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

األولى ، دون بذل أي جهد منه سوى تفضُّ‏ له بحضور مناقشة<br />

ذلك البحث أو تلك األطروحة.‏ وهذه السنَّة متبعة في<br />

أغلب البحوث الجامعية.‏<br />

ومن المؤسف أن مُ‏ عدَّ‏ هذه البحوث أو من يتربحون من<br />

كتابتها قد يقدم البحث الواحد ألكثر من طالب،‏ ودون<br />

إحداث أية تغييرات ، مطمئنً‏ إلى أن ‏»األساتذة ال يقرؤون<br />

البحوث،‏ وال يمكن أن يتذكروا كل ما يمر بأيديهم من<br />

مواضيع،‏ ويكفي تغيير العنوان ، وبعض عناوين الفصول<br />

حتى يظهر الموضوع وكأنه بحث جديد ، في صورة فجَّ‏ ة<br />

من صور التلفيق واالنتحال والتزوير،‏ مع غياب الرقابة<br />

والمتابعة.‏<br />

وفي غياب لجنة مختصة بتتبع البحث <strong>العلمي</strong> داخل<br />

الجامعات العربية ، يبقى الفضاء مفتوحا أمام الطلبة الذين<br />

يمارسون سرقة البحوث <strong>العلمي</strong>ة ، للنجاة من أي ماحقة<br />

قانونية أو أي عقوبات رادعة قد تحول دون استمرار هذه<br />

الظاهرة.‏<br />

وقد استشعرت بعض الدول العربية خطر هذه الظاهرة،‏<br />

فلجأت إلى إنشاء هيئات وطنية لمكافحة الفساد بكل<br />

أنواعه ، ولكنَّ‏ هذا ال يكفي لمكافحة هذه الظاهرة<br />

الخطيرة ، إذ البد من تضافر جهود األفراد والجماعات<br />

والمؤسسات لمجابهة خطرها ، والحدِّ‏ منها ، بل<br />

استئصالها من جذورها . ومن أبرز هذه الهيئات الهيئة<br />

الوطنية لمكافحة الفساد ، بالمملكة العربية السعودية<br />

، والتي أنشئت سنة 1432 ه/‏ 2011 م ، وتعنى بمكافحة<br />

جميع أشكال الفساد اإلداري والمالي والتعليمي.‏<br />

ومع تطور التقنيات الحديثة أصبح األساتذة يطالبون<br />

طلبتهم بضرورة تسليم نسخة إلكترونية للبحث،‏ بجوار<br />

النسخة الورقية،‏ وربما يرجع السبب وراء ذلك إلى<br />

سهولة تتبع المادة المرقونة عبر شبكة اإلنترنت،‏ حيث<br />

يقوم األستاذ بنسخ فقرة من البحث ووضعها في محرك<br />

البحث الشهير ‏»جوجل«،‏ من أجل التأكد من كونها<br />

مادة أصلي ، أو مزورة.‏<br />

غير أن هذه التقنية التي يلجأ إليها قلة من األساتذة ، لم<br />

تعد تنطلي على ‏»المزورين«؛ حيث إنَّ‏ الفقرة التي تنقل<br />

لمحرك البحث في الغالب هي الفقرة األولى،‏ وهكذا يقوم<br />

الطلبة بتغيير هذه الفقرة أو إعادة صياغتها بشكل ال<br />

يسمح بتتبعها عبر اإلنترنت،‏ وحتى عندما يضبط األستاذ<br />

بحثا منقوال ، فإنه يكتفي في الغالب بتوبيخ الطالب<br />

شفويً‏ ، أو تخفيض المعدل بعض الشيء،‏ دون القيام بأية<br />

إجراءات أخرى ، بعكس الدول الغربية التي تعتبر هذه<br />

الظاهرة نوعً‏ من الجرائم الجنائية التي تستوجب معاقبة<br />

فورية لمرتكبيها.‏<br />

وتعزو أسباب انتشار سرقة البحوث الجامعية إلى<br />

‏»اإلفاس <strong>العلمي</strong> والفكري«‏ الذي يعاني منه هؤالء<br />

الباحثون ، وتعد سلوكً‏ يظهر دونية مرتكبيه ومحترفي<br />

السرقات <strong>العلمي</strong>ة ممن يدّ‏ عون المعرفة،‏ وتعبّر عن<br />

مستواهم الفكري الهزيل،‏ وهي تنطوي أيضا على خطورة<br />

كبرى تطرح المسؤولية القانونية واألخاقية،‏ باعتبارها<br />

ترتكب من قبل ‏»باحثين«‏ و»أكاديميين«‏ يفترض فيهم<br />

النبل و<strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة وتقديم القدوة والنموذج للباحثين<br />

والطلبة في مجال األمانة <strong>العلمي</strong>ة وأصول البحث <strong>العلمي</strong>.‏<br />

ولو تتبعنا جذور هذه المشكلة بشكل متعمق ، لوجدنا<br />

أن السرقة <strong>العلمي</strong>ة تعد مظهرًا من مظاهر األزمة التي تعاني<br />

منها المنظومة التعليمية في المدارس والجامعات العربية،‏<br />

بل تعد نتيجة لمنهج قاصر ومستمر في عملية التكوين<br />

والتأهيل التي يخضع لها المتعلم في سنوات التكوين<br />

االبتدائي واإلعدادي والثانوي،‏ وتظهر نتائجه في المرحلة<br />

الجامعية ثم مرحلة الدراسات العليا بخاصة ؛ حيث يتربى<br />

المتعلم والطالب على التلقين والحشو ، وتُغَ‏ يب ملكاته<br />

الفكرية والتأملية واإلبداعية.‏<br />

كما تعزو هذه الظاهرة للتطور الحاصل على مستوى<br />

التقنيات الحديثة ، حيث سهلت على الطالب والمتعلم<br />

إمكانية الوصول إلى المعلومة بأسهل الطرق ، واالقتباس<br />

دون قيد أخاقي رادع لمثل هذا السلوك الكسول المتنافي<br />

مع قيم اإلبداع واالجتهاد ، كما أن االعتماد الكامل على<br />

شبكة اإلنترنت في إعداد البحوث <strong>العلمي</strong>ة يؤدي إلى إنتاج<br />

باحث غير قادر على التعامل مع المصادر والمراجع<br />

<strong>العلمي</strong>ة من الكتب في المكتبات وخزانات المدارس<br />

والكليات.‏<br />

وأمام انتشار الظاهرة يقف القانون عاجزا عن حماية<br />

اإلنتاج الفكري،‏ والجامعي منه على الخصوص،‏ بعدما<br />

سهلت التكنولوجيا الحديثة عمليات القرصنة والسرقة.‏<br />

ويعد جمود القوانين ، وعدم مسايرتها لتطور وسائل<br />

هذه القرصنة المعتمِ‏ دة على تطور التكنولوجيا الحديثة،‏<br />

إضافة إلى وضعية القضاء وما يحيط يتسم به من عدم<br />

الصرامة في فرض احترام القوانين ، أو اقتصار العقوبات<br />

على بعض الغرامات المالية،‏ كل ذلك يفرغ هذه الضوابط<br />

والقوانين من كل فعالية،‏ األمر الذي ال يشجع العديد من<br />

سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />

41<br />

5 - 6 May 2015<br />

- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!