07.06.2015 Views

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

يكون راوي الخبر الديني مسيحيً‏ أو يهوديً‏ ؛ ألن اإلسام<br />

أول أسس التكليف ، وتساهل بعض العلماء في التحمل<br />

، إذ يجوز أن يتحمل الخبر غير المسلم ، لكنهم تشددوا<br />

في األداء ، فا يمكن أن يؤدي الخبر الديني إال مسلم.‏<br />

ب-‏ العقل :<br />

ويعني الرشد أو البلوغ ، فا يصح أن يتحمل الخبر ويؤديه<br />

صبي دون الحُ‏ لُم ، وحدد بعضهم عشر سنين للرشد<br />

، وحدد آخرون سبعة عشر عامً‏ ، وحدد فريق ثالث<br />

عشرين ، ورابه ثاثين بحسب كل بيئة.‏<br />

ومجمل األمر أن راوي الخبر صغيرًا كان أو كبيرًا ينبغي أن<br />

يكون عاقاً‏ مميزًا ، مدركً‏ لخطر التحمل واألداء وعظمته.‏<br />

ج-‏ العدالة :<br />

وهي من أهم شروط نقل الخبر عند العلماء المسلمين ،<br />

كما أنها من أبرز عُ‏ مُ‏ دِ‏ <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة التي يجب أن تتوافر<br />

في أي باحث ، ولها معنى شامل يتعلق بالدين والخُ‏ لق<br />

واإلنسانية بشكل عام ؛ حيث تعني العدالة أن يكون<br />

الراوي محافظً‏ على أوامر الدين ونواهيه ، ملتزمً‏ باألعراف<br />

والعادات والتقاليد.‏<br />

وتعد ‏»األمانة«‏ - عند علماء الغرب - جزءًا من العدالة عند<br />

العلماء المسلمين ؛ لكنها تتعلق فقط بأخاق الراوي ال<br />

بدينه أو بإنسانيته ؛ حيث يجوز أن يكون الباحث فاسقً‏ أو<br />

شاربً‏ للخمر أو زانيً‏ ، والمهم عندهم فقط أن يكون أمينً‏<br />

أي صادقً‏ في النقل أو االقتباس من الغير .<br />

لكن مصطلح العدالة أعم ، وكان المسلمون يتشددون<br />

فيه للغاية من أجل أن يصلوا إلى أعلى درجة من درجات<br />

<strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة والموضوعية التي يجب أن يتمتع بها<br />

الباحث ، لدرجة أنهم كانوا ال يقبلون رواية الراوي الذي<br />

يؤلم دابته ويوبخها حثًَّ‏ لها على السير بسرعة!‏ وذلك<br />

ألنه افتقد شرطً‏ مهما من شروط المروءة ؛ أال وهو الرفق<br />

بالحيوان .<br />

وقد حددوا عوامل رئيسة تقدح في عدالة الراوي أو<br />

الباحث ؛ ويترتب عليها ردُّ‏ روايته ، وهي :<br />

1- السَّ‏ فَ‏ ه :<br />

ومن مظاهره اللهو أو العبث ، وعدم االلتزام بآداب الحديث<br />

، وتناول الطعام في الطرقات واألسواق ، والفحش في<br />

القول ، ويعد من خوارم المروءة ، ومن موجبات رد رواية<br />

الراوي ، ألنه يسقط العدالة.‏<br />

-2 الكذب :<br />

وهو من أبرز العوامل التي تقدح في نزاهة الراوي ، وتجرحه<br />

، ألن الكذب من أكبر الكبائر في اإلسام ، لقول الرسول<br />

، صلى اهلل عليه وسلم،‏ : « مَ‏ نْ‏ كذب عليَّ‏ متعمدًا فليتبوَّ‏ أ<br />

مقعده من النار«‏ ، وقد قيل إنَّ‏ من كذب في رواية الخبر<br />

الديني ترد روايته مطلقً‏ ، وال تقبل حتى بعد توبته ، في حين<br />

أن الكاذب في الخبر التاريخي أو األدبي تقبل روايته إذا تاب<br />

، ونوى أال يعود لمثل هذا الكذب.‏<br />

وقد عدد العلماء صور الكذب وأشكاله في :<br />

- الرواية دون رؤية للمتحدِّث أو لقاء أو معاصرة ( ويسمى<br />

اإلرسال(‏ .<br />

- الرواية دون سماع ( ويسمى التدليس(‏ .<br />

- وجود قرينة أو دليل يظهر كذب الخبر.‏<br />

فالخبر المرسل هو رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه ،<br />

أو عمن لم يعاصره ولم يلقه . في حين أن التدليس يعني<br />

الكذب البيِّن المتعمد ، ويقابل مصطلح التزوير في العصر<br />

الحالي ، وهو من األسباب التي تقدح في عدالة الراوي ،<br />

وتضعه تحت طائلة القانون والمحاسبة الجنائية.‏ ويعني<br />

التدليس رواية الراوي عمن لم يلقه موهمً‏ أنه لقيه ، أو<br />

تغيير اسم المروي عنه أو لقبه أو كنيته.‏<br />

وقد استعان العلماء المسلمون بطرق عدة لكشف<br />

كذب الراوي وتزييفه ، ومنها :<br />

- عرض الخبر على التاريخ للتحقق من لقاء الراوي<br />

بالمحدث ومعاصرته وروايته عنه .<br />

- عرض الخبر على المنطق والعقل : فا تقبل رواية<br />

األخبار المستحيلة أو التي تخرق العادة.‏<br />

- المقارنة بين األخبار المتشابهة لمعرفة الصحيح من<br />

الزائف منها.‏<br />

3- المجون والخالعة :<br />

ويرجع سبب رد رواية الراوي هنا إلى أن الراوي الخليع<br />

ال يعبأ باألخاق أو التقاليد ، وال يكترث للقيم الدينية وال<br />

األعراف والعادات االجتماعية.‏ وقد فسر العلماء المجون<br />

هنا بأنه مطلق العبث.‏<br />

4- األهواء والبدع :<br />

وتعني تعصب الراوي ألهوائه وميوله المذهبية ، كأن يكون<br />

شيعيً‏ أو خارجيً‏ أو معتزليً‏ ؛ ألن هذه االنتماءات المذهبية<br />

ستؤثر على روايته قطعً‏ ، كما ترفض رواية الراوي الذي<br />

يؤمن بالبدع التي لم ترد في كتاب اهلل ، وال في سنة رسول<br />

اهلل ، صلى اهلل عليه وسلم.‏ فالراوي يجب أن يكون أمينً‏<br />

، وحسبه صدق النقل ولو تعارض هذا المنقول مع ذاته<br />

أو ميوله أو معتقداته ، وهذا من أهم سمات الموضوعية<br />

سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />

39<br />

5 - 6 May 2015<br />

- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!