07.06.2015 Views

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مرحلة أكثر تجريدًا « . وتبعً‏ لهذا فإن كلمة ‏»خبر«‏ كان<br />

لها معنى مادي حسي هو الرِيّ‏ واالمتاء ، وهذا المعنى<br />

مأخوذٌ‏ من المزادة أو القربة التي كان يوضع فيها الماء ، ثم<br />

أصبحت تطلق على كل شيء فيه غزارة وامتاء ، فيقال<br />

: سحابة خبر ؛ إذا كانت غزيرة الماء ، ويقال : ناقة خبر :<br />

إذا كانت غزيرة اللبن ، كما أطلقت على باطن األرض الذي<br />

يختزن الماء .<br />

يقول صاحب القاموس المحيط : « الخبْرُ‏ : المزادة العظيمة<br />

، والناقة الغزيرة اللبن ، والزرع ، ومنقع الماء في الجبل«‏ .<br />

ثم تطورت الكلمة دالليً‏ بتطور المعرفة اإلنسانية ورقيها<br />

، فاكتسبت معنى حدْ‏ سيً‏ ونفسيً‏ ؛ حيث باتت تطلق على<br />

باطن اإلنسان ومخبوئه وطويته ، « فالخبرُ‏ مخبرةُ‏ اإلنسان ،<br />

وخبرةُ‏ اإلنسان باطنُه ، تشبيهً‏ له بباطن األرض أو قاعها ،<br />

ولذا قالوا : خبرتُ‏ الرجلَ‏ ، أُخْ‏ بِرُ‏ ه إذا عرفتُ‏ باطنه « .<br />

ونتيجة للتغير الداللي نأت كلمة ‏»خبر«‏ عن الدالالت<br />

الحسية والنفسية ، واكتسبت معنى عقليً‏ أو حدسيً‏<br />

مجردًا ، وأصبحت تعني العلم بجوهر الشيء أو حقيقته ،<br />

وبالتالي أصبح معنى الخبر : العلم بحقيقة الشيء المادي<br />

والمعنوي . يقول صاحب ‏»المفردات في غريب القرآن«‏ :<br />

« الخبرُ‏ العلمُ‏ باألشياء المعلومة من جهة الخبر ‏،وخبرتُ‏<br />

خبرًا أو خبرةً‏ وأخبرت : أعلمت بما حصل من الخبر ، وقيل<br />

الخبرة : المعرفة ببواطن األمور ، وقوله تعالى : « واهلل خبير<br />

بما تعملون«:أي عالمٌ‏ بأخباركم ، وقيل : خبير بمعنى<br />

مُ‏ خْ‏ بِر « .<br />

وقد وردت اللفظة في القرآن الكريم بمشتقات أخرى<br />

؛ كما في قوله تعالى:‏ « وكيف تصبر على ما لم تحط به<br />

خبرًا « ؛ أي علمً‏ ، وكقوله تعالى : « كذلك وقد أحطنا بما<br />

لديه خُ‏ بْرا«‏ أي علمً‏ ، وكقوله تعالى:‏ « ال تعتذروا لن نؤمن<br />

لكم قد نبَّأنا اهلل من أخباركم«‏ ؛ أي أحوالكم وأموركم<br />

الماضية ، وكقوله تعالى : « يومئذٍ‏ تُحدِّث أخبارها«‏ ؛ أي تخبر<br />

عما حدث لها في الماضي ، وكقوله تعالى : « ولنبلونَّكم<br />

حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوَ‏ أخباركم«‏<br />

؛ أي أحوالكم وأموركم الظاهرة والخفية.‏<br />

فالخبر ، إذن ، معرفةٌ‏ بما حدث ، سواء قرب عهده أو بَعُ‏ د ،<br />

وهو أساس المعرفة <strong>العلمي</strong>ة المطلقة.‏<br />

ثم دخلت لفظة ‏»خبر«‏ البيئة اإلسامية بهذا المعنى ،<br />

وصارت تدل على حديث الرسول - صلى اهلل عليه وسلم-‏<br />

برغم أن بعض العلماء فرقوا بين الخبر والحديث ؛ فقالوا :<br />

الخبر يعني اإلخبار وهو ما لم يُسمع من المُ‏ حدِّث مباشرة<br />

، في حين أن الحديث هو ما سُ‏ مِ‏ عَ‏ من لفظ المحدِّث<br />

مباشرة ، فهو أعلى درجة من الخبر . ولكن أغلب العلماء<br />

يميل إلى إطاق الخبر على مطلق الرواية الدينية.‏<br />

ويمكن تقسيم الخبر حسب مضمونه <strong>العلمي</strong> ثالثة<br />

أقسام هي:‏<br />

أوالً‏ : الخبر الديني : وهو الذي يتناول أمور العقيدة أو<br />

األخاق ، ويكون مصدره النبي - صلى اهلل عليه وسلم - أو<br />

أحد صحابته.‏<br />

ثانيً‏ : الخبر التاريخي : وهو الذي يتناول أحداثً‏ ماضية<br />

وقعت في القرون السابقة على اإلسام ، كالحديث عن<br />

األمم الغابرة مثل عاد وثمود و طسم و جديس .<br />

ثالثً‏ : الخبر األدبي : ويتضمن الروايات التي تحتوي على مواد<br />

أدبية أو شواهد شعرية أو قصصً‏ نثرية أو تراجم أدبية ، أو<br />

أخبار تتعلق بقصد التأدُّ‏ ب أو اإلمتاع والتسلية.‏<br />

ومن الافت للنظر أن هناك كثيرًا من الرواة قد جمعوا<br />

بين رواية الخبر الديني ، والخبر األدبي ، والخبر التاريخي ،<br />

وبخاصة الرواة المسلمين األساف ؛ حيث كانت <strong>النزاهة</strong><br />

<strong>العلمي</strong>ة معيارًا رئيسً‏ في نقل الخبر عندهم ، ولذا فقد نحوا<br />

منحى واحدًا في نقل الخبر وروايته ؛ من حيث تصديرهم<br />

رواية الخبر ياإلسناد الذي يسرد حلقات الرجال الذين<br />

رووا الخبر بشكلٍ‏ متتالٍ‏ تاريخيً‏ أو زمنيً‏ ؛ بدءًا بآخرهم ،<br />

ووصوالً‏ إلى المصدر الرئيس للخبر أو قائله.‏<br />

والحقيقة أن العرب القدماء كانوا ينقلون الخبر شفاهةً‏<br />

في الجاهلية ، وكان نطاق الكتابة مقتصرًا على أمور معينة<br />

تتعلق بأحوال المعيشة ؛ مثل كتابة العقود أو الوثائق<br />

والعهود أو بعض األمور الحسابية ، أو األحداث التاريخية<br />

المهمة ، فكانوا يلجأون إلى النقش على األحجار أو<br />

التسجيل على اللخاف واألكتاف أو الجلود وغيرها من<br />

األدوات التي تصلح للكتابة آنئذٍ‏ . غير أن مرحلة تدوين الخبر<br />

بشكل علمي لم تبدأ إال في نهاية القرن األول الهجري-‏<br />

ويستثنى من هذا جمع القرآن الكريم ، وكتابة الحديث<br />

الشريف - ثم تطورت في القرن الثاني إلى أن جاء القرن<br />

الثالث الهجري فكان العصر الذهبي للتدوين <strong>العلمي</strong> ، الذي<br />

ظهرت فيه أمهات الكتب التاريخية والدينية واألدبية ، التي<br />

كانت أشبه بدوائر المعارف في العصر الحديث.‏<br />

أما عن مصادر رواية الخبر ونقله عند العلماء المسلمين<br />

، فقد انقسمت قسمين ، هما :<br />

أوالً‏ : المصادر الشفهية:‏<br />

اعتمدت بشكل رئيس على حفظ الخبر في الذاكرة ،<br />

سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />

37<br />

5 - 6 May 2015<br />

- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!