07.06.2015 Views

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أن تسبب ضررًا مقترنً‏ بنية استعمال المحرر المزور فيما<br />

أعد له .<br />

فالتزوير إذن نوع من الغش ، ويتنافى مع الصدق واألمانة<br />

<strong>العلمي</strong>ة ، كما أنه يعد جريمة أخاقية يعاقب عليها القانون<br />

في العصر الحديث بالحبس من سنة إلى خمس سنوات،‏<br />

وتثبت هذه الجريمة بتوافر ثاثة أركان ، هي :<br />

1. فعل التزوير ، وهو تغيير الحقيقة في محرر بإحدى<br />

الطرق التي نص عليها القانون .<br />

2. إحداث الضرر بالفعل أو على وجه االحتمال .<br />

3. توافر القصد الجنائي .<br />

فالتزوير « نوع من الكذب المكتوب الذي يقصد من ورائه<br />

الجاني أن يغير الحقيقة أو يحل أمرًا غير صحيح محل<br />

أمر آخر صحيح يتعلق به حق الغير . وتغيير الحقيقة هو<br />

جوهر التزوير«‏ .<br />

وقد ساوى قانون العقوبات بين من ارتكب فعل التزوير،‏<br />

وبين من استعمل المحرر المزور مع علمه أنه مزور ،<br />

وذلك بسبب الضرر الذي يقع بسبب التزوير على الغير .<br />

ولم يختلف رأي علماء القانون المعاصرين كثيرًا عن رأي<br />

علماء نقد الخبر التاريخي اإلسامي ؛ حيث عدوا الكذب<br />

والتزوير من أبرز العوامل التي تقدح في عدالة الراوي ،<br />

وبالتالي يترتب عليها جرحه وردِّ‏ روايته ، ، وكان الكذب<br />

عندهم من أكبر الكبائر ، ومرد هذا قول النبي - صلى اهلل<br />

عليه وسلم - : « فمن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده<br />

من النار « .<br />

وقد تشدد علماء الخبر المسلمون قديمً‏ في قبول رواية<br />

الكاذب أو المزور ، فرفضوا قبول الرواية حتى إن قبلت<br />

التوبة ، في حين أن الكاذب في الخبر التاريخي أو األدبي<br />

إذا تاب ، قبلت روايته ، ويجوز األخذ بها . فقد سئل اإلمام<br />

أحمد بن حنبل عن محدِّث كذب في حديث واحد ، ثم<br />

تاب ورجع ، فقال « توبته فيما بينه وبين اهلل ، وال يكتب<br />

حديثه أبدًا « .<br />

ويقوا ابن المبارك « من عقوبة الكذَّ‏ اب أن يرد عليه<br />

صدقه « . وهذا يدل على مدى تحرِّي الصدق في نقل الخبر<br />

عندهم ، لدرجة أنه لو عُ‏ لمَ‏ أن راويً‏ همَّ‏ بالكذب أو حاول<br />

أن يزور الخبر ، افتضح أمره ، ورفضت روايته مطلقً،‏ وقد<br />

حدد العلماء للكذب صورًا ، وعدّ‏ وها من التزوير الذي يقدح<br />

في صحة الخبر ، ويدفع إلى الشك فيه ، وعدم قبوله ، ومن<br />

هذه الصور<br />

- أن يروي أو ينقل الراوي خبرًا عن شخص دون أن يراه أو<br />

يلتقي به أو يعاصره بلفظ يوهم أنه رآه أو لقيه أو عاصره ،<br />

مثل : حدثني أو أخبرني .<br />

- أن يروي الراوي خبرًا لم يسمعه.‏<br />

- أن يروي الراوي خبرًا عن شخص أدركه ، ولم يسمع<br />

منه ، ووجد دليل على هذا .<br />

وأطلق علماء الخبر على الصورة األولى اسم اإلرسال ،<br />

وسمُّ‏ وا الثانية التدليس ، فالخبر المرسل يعرف بأنه « رواية<br />

الراوي عمن عاصره ولم يلقه ، أو روايته عمن لم يعاصره<br />

ولم يلقه«‏ .<br />

واختلفوا في قبول الخبر المرسل ، خاصة إذا كان حديثً‏<br />

نبويً‏ ؛ « فقال بعضهم إنه مقبول ، ويجب العمل به إذا كان<br />

المرسِ‏ ل ثقة عدالً‏ ، وهذا قول مالك وأبي حنيفة وأهل<br />

المدينة ، وأهل العراق ، بينما رفضه الشافعي وأكثر األئمة<br />

من حفاظ الحديث ، ورأوا أنه ال يجب العمل به«‏ .<br />

أما الخبر المدلّس فربما يكون األقرب إلى معنى التزوير ؛<br />

ألن أصله في اللغة من الدّ‏ لس ‏،وهو اختاط النور بالظلمة ،<br />

ويعد أخطر أنواع الكذب ؛ ألن فيه قصدية اإليهام والكذب<br />

، فالراوي يوهمنا بأنه صادق في نقل الخبر على خاف<br />

الحقيقة ، وقد عرَّف ابن الصاح التدليس في مقدمته في<br />

علوم الحديث بأنه « رواية الراوي عمن لم يلقه ، موهمً‏ أنه<br />

لقيه ، أو تغيير اسم المروي عنه أو لقبه أو كنيته«‏ .<br />

وقد شدد العلماء المحدثون على ضرورة أن يتمتع الباحث<br />

ب<strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة ، وأمانة النقل أو االقتباس من غيره ،<br />

كما أدوا على ضرورة عدم اللجوء إلى التغيير أو التبديل<br />

في النصوص المقتبسة إال في حالة الضرائر ، وخاصة في<br />

الكتب التراثية المعنية بالتحقيق،‏ ألن هذا التغيير ، حتى لو<br />

كان بالتعديل أو اإلصاح ، يقدح في أمانة الباحث ونزاهته ،<br />

« فا يصح أن يزاد في النص أو ينقص منه شيء إال بشرط<br />

واحد ، وهو أن يكون ذلك أمرًا ضروريً‏ ال مفر منه ، والبد<br />

من وضع الزيادة بين قوسين معقوفين ، والتنبيه على<br />

مكان استجابها في الهامش « .<br />

ويقول شيخ المحققين عبد السام هارون : « النسخة<br />

العالية , أي األصلية , يجب أن تؤدى على ما هي دون زيادة<br />

أو نقص ، أو تغيير أو تبديل ... وأما النسخ الثانوية فكذلك ،<br />

ال يزاد فيها وال يحذف منها إال ما هو ضروري متعين ... وأما<br />

الزيادة الخارجية التي يقصد بها التوضيح أو إشباع الكام ،<br />

فا يصح أن تكون في منهج أداء النص « .<br />

المبحث األول :<br />

أبرز المؤلفات التي عالجت ظاهرة االنتحال والتزوير في<br />

سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />

33<br />

5 - 6 May 2015<br />

- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!