07.06.2015 Views

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />

الحرية:‏<br />

والحرية هي تمكن الباحث من القيام بالعملية البحثية<br />

دونما إماءات أو شروط،‏ إال فيما يتعلق بمنهجية البحث،‏<br />

وااللتزام باألسس التي يقوم عليها البحث <strong>العلمي</strong>،‏ والتي<br />

ذكرناها في بداية هذا البحث؛ ذلك أنه ال توجد حرية<br />

مطلقة،‏ وإنما لكل عمل ضوابطه وحدوده كما هو معلوم.‏<br />

والقرآن الكريم يأمر بتدبر األمور والنظر فيها دونما قيد<br />

إذا كانت مبنية على األسس السابقة وخصوصً‏ العقدية<br />

منها،‏ يقول اهلل تعالى:‏ ‏]أَوَ‏ لَمْ‏ يَنْظُ‏ رُ‏ وا فِ‏ ي مَ‏ لَكُ‏ وتِ‏ السَّ‏ مَ‏ اوَ‏ اتِ‏<br />

وَ‏ األَرْ‏ ضِ‏ وَ‏ مَ‏ ا خَ‏ لَقَ‏ اهللُ‏ مِ‏ نْ‏ شَ‏ يْ‏ ءٍ‏ [) األعراف:‏‎185‎‏(،‏ فاآلية<br />

تنعى على من لم يتدبروا هذا الكون،‏ وقد أمر اإلنسان<br />

بالنظر في خلق اهلل دونما قيد أو شرط،‏ حتى يصل بتأمله<br />

هذا إلى المقصود هذا الخلق.‏<br />

وعلى ذلك فالحرية في البحث <strong>العلمي</strong> تثري عملية<br />

البحث،‏ وتفيد في تعدد جوانبها وموضوعاتها،‏ وتحرض<br />

على المنافسة بين الباحثين،‏ بما يحقق التقدم <strong>العلمي</strong><br />

المنشود،‏ وهذا هو سبب تفوق علماء المسلمين في صدر<br />

الدولة اإلسامية،‏ أن كانوا على قدر وافر من الحرية التي<br />

مكنتهم من خوض كل مجاالت الحياة،‏ ومنها ما لم<br />

يعرفه من كانوا قبلهم من العلماء.‏<br />

الجرأة:‏<br />

ونعني بها هنا اإلقدام با خوف أو وجل على مجاالت<br />

البحث المختلفة،‏ والتصريح بمخرجات األبحاث مهما<br />

كانت آثارها،‏ إن على فرد بعينه،‏ أو على المجتمع نفسه.‏<br />

وقد ضرب لنا اإلمام أحمد بن حنبل مثاً‏ رائعً‏ في التصريح<br />

بمقتضى علمه في أمر خلق القرآن،‏ وتحمل كل ما تحمّ‏ ل<br />

من األذى والعذاب في سبيل قول الحق.‏<br />

ذلك أن في الجبن كتم الحقائق،‏ وضياع الحقوق،‏<br />

وخصوصً‏ إذا كانت مخرجات البحث ذات عاقة بالناحية<br />

االجتماعية،‏ فإنها تعنى قيام البناء االجتماعي على<br />

منظومة من األخطاء،‏ التي يرسخ في أذهان الناس صوابها.‏<br />

أما في المجاالت التطبيقية فإن الجبن وعدم الجرأة في<br />

إعان نتائج األبحاث،‏ أو الخوض فيمجاالت بحثية معينة<br />

قبل ذلك،‏ يؤدي إلى تخلف المجتمع عن ركب الحضارة،‏<br />

كما هو حاصل في كثير من المجتمعات اليوم،‏ التي<br />

حرمتها الدول المهيمنة عالميً‏ من الخوص من مجاالت<br />

أبحاث الطاقة النووية وغيرها.‏<br />

المقدرة على النقد الذاتي واالعتراف بالخطأ:‏<br />

من أهم األخاق التي يجب أن تتوفر في الباحث؛ ذلك<br />

أن تقويم السلوك البحثي ومراجعته،‏ كشف خطئه<br />

واالعتراف بهذا الخطأ،‏ ضمان مهم من ضمانات نجاح<br />

البحث <strong>العلمي</strong>،‏ وتوجيهه باتجاه الصواب،‏ واإلسام قد<br />

حثنا على مراجعة النفس ومحاسبتها،‏ قال اهلل تعالى:‏ ‏]وَ‏ لَا<br />

أُقْ‏ سِ‏ مُ‏ بِالنَّفْ‏ سِ‏ اللَّوَّ‏ امَ‏ ةِ‏ ] ‏}القيامة:‏‎2‎‏{،‏ وإذا كان العلم أمانة<br />

من األمانات كما بيّنا سابقً،‏ فيجب على اإلنسان أن يقوّ‏ م<br />

سلوكه البحثي لئا يكون قد أخطأ فيحاسبعلى خطئه<br />

هذا.‏ ‏)السوسي،‏ ‎2014‎م(.‏<br />

المبحث الثاني:‏ سبل تحقيق <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة<br />

المطلب األول:‏ اإلحسان في البحث <strong>العلمي</strong><br />

إن اإليمان باهلل تعالى وتقواه بالتزام أوامره واجتناب<br />

نواهيه لهو الحصن الحصين،‏ والسد المنيع في ترسيخ<br />

<strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة في نفس الباحث؛ ذلك أن الرقيب الذاتي<br />

المتمثل باإلحسان الكامن في نفس المؤمن من اطاع<br />

اهلل تعالى عليه في جلوته وخلوته وعانيته وسره؛ متمثا<br />

قول النبي صلى اهلل عليه وسلم حين سئل عن اإلحسان<br />

قائا:‏ ‏"أن تعبد اهلل كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه<br />

يراك"‏ ‏)البخاري،‏ ‎1422‎ه،‏ 19/1(.<br />

إن هذه الرقابة الذاتية أو الوازع الديني لهو الدافع لطاعة<br />

اهلل سبحانه وتعالى،‏ والمانع من معصيته حتى لو وقع في<br />

حالة من ضعف اإليمان،‏ وزلت قدمه إلى هاوية العصيان،‏<br />

فإنه سرعان ما يستيقظ على نفسه نادما مستغفرا<br />

‏"والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اهلل<br />

فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إال اهلل ولم يصروا<br />

على ما فعلوا وهم يعلمون".)سورة آل عمران،‏ آية 135(.<br />

إن وجود القانون أو العقوبة وحدها كرادع عن ارتكاب<br />

المخالفة وانتهاك <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة ال يعتبر رادعا حقيقيا<br />

للسراق <strong>العلمي</strong>ين؛ ألن سلطانه على الظاهر ال علىالباطن،‏<br />

مع يسر التحايل على األنظمة والقوانين والتهرب من<br />

العقوبة بأي شكل من األشكال.‏<br />

وال دافع لانصياع للقوانين وااللتزام بها إال بقوة التدين التي<br />

تكفل احترام األنظمة والقوانين فيمكافحة السرقات<br />

<strong>العلمي</strong>ة واإلخال ب<strong>النزاهة</strong> األكاديمية.‏<br />

ويصد ق في هذا قول الشاعر<br />

لن يصلح القانون فينا رادعا<br />

ضمائر تردع<br />

حتى نكون ذوي<br />

إن من تربى ونشأ في مثل هذه األجواء اإليمانية والتي<br />

تكون صلته بالذي يعلم السر وأخفى يبعد في حقه أن<br />

ينجرف في مجارف السرقات <strong>العلمي</strong>ة ألنه يعلمأن هناك<br />

272<br />

5 - 6 May 2015<br />

- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!