السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
دور الجامعات في تحقيق <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة<br />
سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />
د. إياد أحمد محمد إبراهيم<br />
جامعة نايف العربية للعلوم األمنية<br />
الحمد هلل رب العالمين، ولي الصادقين، ونصير المتثبتين،<br />
حمَّ ل األمانة لعباده المتقين، وأمرهم بالبحث والنظر في<br />
األرضين، فقال وهو أصدق القائلين: [ٱ قُ لْ سِ يرُ وا فِ ي<br />
الْأَرْ ضِ فَ انْظُ رُ وا كَ يْفَ بَدَ أَ الْخَ لْقَ ، ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِ ئُ النَّشْ أَةَ<br />
اآلخرة، إِنَّ اللَّهَ عَ لَى ٰ كُ لِّ شَ يْ ءٍ قَ دِ يرٌ َّ )سورة العنكبوت،<br />
آية 20(، والصاة والسام على المبعوث رحمة للعالمين،<br />
الصادق األمين، فضل العلماء على العابدين، وعلى سائر<br />
الخلق أجمعين، وبعد؛<br />
فإن مقدار أي أمة من األمم، ومنزلتها التي تضعها في<br />
القمم؛ هو بقدر اهتمامها بالبحث <strong>العلمي</strong> في تحقيق<br />
حاجيات البشرية عامة، سواء كان ذلك في المجاالت<br />
اإلنسانية أو <strong>العلمي</strong>ة.<br />
وقد اهتم الدين اإلسامي بالعلم والبحث والتفكير والنظر<br />
أيما اهتمام، حيث كان أول ما نزل على قلب نبينا محمد<br />
"اقرأ"، وتبعتها الكثير من اآليات الحاثة على التفكر<br />
والتدبر والنظر في الكون والسير في األرض الكتشاف<br />
خيراتها وكنوزها؛ بما يعود بالنفع على اإلنسانية جمعاء،<br />
وبما يحقق االستخاف على وجه األرض.<br />
وحتى تكون لهذه األمة األستاذية على العالم ،فا بد لها<br />
من تطبيق الوحي اإللهي كاما في جميع جوانب الحياة<br />
،ومن أهمها البحث <strong>العلمي</strong>.<br />
إن الدين اإلسامي أوجب على العلماء والباحثين تحت ما<br />
يسمى بفرض الكفاية أن يقوموا بكل ما أوتوا من قوة<br />
وطاقة بأن تستغني األمة بطعامها وشرابها ،ولباسها<br />
ودوائها، وساحها وعتادها؛ عن عدوها؛ بل ترقى هذه<br />
الفروض الكفائية إلى مرتبة فروض األعيان حال الحاجة<br />
إليها وعدم االستغناء عنها، حيث قد يصبح تعلم الطب<br />
والهندسة والحساب على سبيل المثال أعظم أجرا عند<br />
اهلل من التعمق في الفقه إذا كان في الدولة من يفي بحاجة<br />
المستفتين، وذلك كي ال تبقى األمة تحت رحمة غيرها<br />
في قضاء حوائجها. وال يكون هذا متحققا إال بسعي األمة<br />
سعيا جادا في امتاك وسائل العلم والمعرفة، والبحث<br />
<strong>العلمي</strong> الجاد؛ الذي يخدم األمة ويرقى بها إلى مصاف<br />
الدول الكبرى، كي تكون مهابة الجانب، مصانة البيضة.<br />
ولم تترك الشريعة اإلسامية البحث <strong>العلمي</strong> بدون ضوابط<br />
بل قيدته بما يحقق النفع للبشرية والصالح العام لها ،<br />
وجاءت من األحكام العامة والخاصة بتوجيه الباحث<br />
<strong>العلمي</strong> إلى تحقيق <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة وترسيخها، وربطت<br />
ذلك باألحكام الشرعية الخلقية اآلمرة بالصدق واألمانة<br />
والتثبت ونقل األخبار كما هي دون زيادة أو نقصان.<br />
وتحقيق <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة واجب جميع مؤسسات الدولة؛<br />
كل على قدر مسئوليته، ومنها الجامعات التي نتناول<br />
دورها في تحقيق <strong>النزاهة</strong> وترسيخها ببحثي الموسوم ب<br />
"دور الجامعات في تحقيق <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة" ،وقد جاء في<br />
مقدمة ومبحثين وخاتمة، وقد جاء المبحثان متناولين ما<br />
يأتي:<br />
المبحث األول: ماهية <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة وأخاقيات البحث<br />
<strong>العلمي</strong>؛ ويشمل:<br />
المطلب األول: تعريف <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة لغة واصطاحا<br />
المطلب الثاني: أخاقيات الباحث <strong>العلمي</strong><br />
المبحث الثاني: وسائل تحقيق <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة؛ ويشمل:<br />
المطلب األول: اإلحسان في البحث <strong>العلمي</strong><br />
المطلب الثاني: تطوير المقررات الدراسية<br />
المطلب الثالث: توثيق العاقة بين الجامعة والقطاع<br />
ا لخا ص<br />
المطلب الرابع: وضع الضوابط الصارمة والعقوبات<br />
ا لمنا سبة<br />
واهلل أسأل أن يجعل عملي هذا متقبا، وفي ميزان األعمال<br />
مثقا، فاهلل خير أما، وإليه المنتهى.<br />
المبحث األول: ماهية <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة وأخاقيات البحث<br />
<strong>العلمي</strong><br />
المطلب األول: تعريف <strong>النزاهة</strong> <strong>العلمي</strong>ة لغة واصطاحا:<br />
<strong>النزاهة</strong> لغة: من "ن ز ه" )النزهة( التنزه ومكان )نزه( .<br />
269<br />
5 - 6 May 2015<br />
- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /