السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

سجل المنتدى
ا ال م و ر .
وتجدر االشارة هنا إلى أن حق المؤلف يتضمن نوعين من
الحقوق : ‏)الحقوق المالية أو االقتصادية والحقوق المعنوية(،‏
فالحقوق المالية تتمثل بالحق في منع الغير من نسخ
أو بيع أو العرض للبيع أو تثبيت أو بث العمل ‏)المصنف(‏
المحمي،‏ ويحق فقط للمؤلف ‏)صاحب الحق(‏ باستغال
هذه الحقوق سواء بالبيع أو الترخيص بإستعمال مصنفه
بالطريقة التي يراها مناسبة وفي المكان والزمان الذي
يحددهما أو يختارهما.‏ أما الحقوق المعنوية فهي لصيقة
بالمؤلف واليجوز التنازل عنها والتنتقل مع إنتقال الحقوق
المالية،‏ أي أن المؤلف عندما يبيع حقوقه المالية ‏)االقتصادية(‏
إلى الغير التنتقل بموجبها الحقوق المعنوية،‏ فيستطيع
الغير نسخ أو بيع أو الترخيص لطرف ثالث بالبيع أو
النسخ ولكنه اليستطيع وعلى سبيل المثال حذف إسم
المؤلف عن المصنف أو التعديل في المصنف على نحو يضر
بسمعة المؤلف.‏ بينما الحقوق المجاورة سميت كذلك
إصطاحا لتجاورها مع حق المؤلف وإرتباطها معه‎19‎‏،‏ وقد
برزت أهمية الحقوق المجاورة من خال الدور الكبير الذي
تسهم به في نشر المصنفات االدبية في العالم،‏ فمثا
ينتشر الشعر بشكل أكبر وأوسع من خال إقترانه
بأغنية تؤدى عن طريق مطرب ‏)مؤدي االغنية ) ويزداد
هذا الشعر إنتشارا على المستوى االقليمي والعالمي من
خال وجود شخص ‏)طبعي أو معنوي(‏ يمول هذه العملية
المكلفة ‏)المنتج(‏ ويقوم بدور الموزع،‏ وأخيرا االنتشار
بواسطة ‏)هيئات البث(‏ بشقيها المرئي والمسموع
كالمحطات التلفزيونية االرضية والفضائية واالذاعة 20،
ولقد أثر التطور التكنولوجي في أطراف هذه العاقة
بشكل كبير،‏ فالمسرحية التي كانت تعرض لسنوات
عدة على خشبة المسرح إستجابة لطلب الجمهور
ورغبته في الحضور للمشاهدة،‏ تأثر بشكل كبير بهذا
التطور من خال التكنولوجيا فدخلت أجهزة التسجيل
الصوتي والمرئي وأثرت على رغبة المشاهدين في الحضور
إلى المسرح طالما بإمكانهم المشاهدة أو االستماع من
خال التلفاز أو السينما أو المذياع.‏
وبالنظر لاتفاقيات الدولية نجد ان اتفاقية بيرن وغيرها
عرضت للملكية الفكرية بصورتها التقليدية سواء في
المعاهدة االساسية او في تعدياتها،‏ ثم حدث ان حصل
هذا التطور التكنولوجي في مجال المعلوماتية ، وتواصل
الجهد الدولي الى ان توصل لما يعرف بمعاهدتي االنترنت
والتي تولت المنظمة العالمية للملكية الفكرية رعايتها ،
وهاتان المعاهدتان هما معاهدة االنترنت االولى ‏)معاهدة
الويبو لحق المؤلف لسنة 1996( ومعاهدة االنترنت الثانية
‏)معاهدة الويبو لاداء والتسجيل الصوتي لسنة 1996(،
عاوة على ما تمثله اتفاقيات منظمة التجارة العالمية من
اهمية كبرى في هذا المجال.‏
اما لجهة الملكية التجارية والصناعية وهي المتمثلة
بالعامات التجارية وبراءات االختراع والرسوم والنماذج
الصناعية والمؤشرات الجغرافية وغيرها فقد تناولتها
اتفاقية باريس والعديد من االتفاقيات الدولية ذات الصلة.‏
وتعتبر العامات التجارية احد أهم حقوق الملكية
الصناعية وأكثرها ذيوعا وإنتشارا في العالم ‎21‎‏،وذلك
لعاقتها المباشرة واليومية مع المستهلك،‏ فكل شخص
عندما يقوم بشراء سلعة أو تلقي خدمة من جهة معينة،‏
يبني قراره بشراء سلعة أو خدمة معينة دون غيرها
اعتمادا على العامة التجارية التي تميزها.‏
ولعل الغاية من وجود العامة هو لتمييز منتجات أو
خدمات التاجر عن غيره من التجار،‏ أي أن العامة تعتبر
الهوية الخاصة بالتاجر والتي تميزه عن غيره.‏ والعامات
قد تتكون من حروف أو كلمات أو رسوم أو ألوان أو رموز
أو أي منها أو منها جميعها،‏ كما أن العامات تنقسم إلى
قسمين رئيسين،‏ فإما ان تكون عامات سلع أو منتجات
ومثالها ‏)بيبسي كوال،‏ كوكا كوال،(‏ أوعامات خدمات
ومثالها ‏)فندق الماريوت ، عامات المطاعم(‏‎22‎‏.‏ ولقد
منحت التشريعات الداخلية واالتفاقيات الدولية،‏ إنطاقا
من االهمية المذكورة،‏ مالك العامة حقوقا تخوله الدفاع
عن عامته في مواجهة االستخدام غير القانوني من
260
5 - 6 May 2015
- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /