السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية
سجل المنتدى مَ نَعَ مِ نْ إِظْ هَ ارِهِ ") (. هذا الفساد له أثر كبير في القضاء على األخاق والسلوك في المجتمعات، وقد تكافحه بعض األنظمة والقوانين في الدول المتقدمة، وذلك إذا خالف موادها، وقد يكون فسادًا أخاقيً وال تكافحه؛ بل تحميه؛ لذلك البد أن ينظر إلى الفساد وتقييمه من منظور شرعي، ال على أساس ما اعتاده الناس، فقد يعتادون ما هو فساد أخاقيً أو ينكرون ما هو نزيه وصحيح، أما الشارع الحكيم، فهو منزل ممن يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. واهلل أعلم الفصل الثاني: انعكاسات الفساد العلمي. وفيه أربعة مباحث. المبحث األول: انعكاسات دينية. عندما أتحدث عن الدين؛ فالمراد به الدين اإلسامي الذي ارتضاه اهلل عز وجل لخلقه، وأتمه وأكمله، الْيَوْ مَ أَكْ مَ لْتُ لَكُ مْ دِينَكُ مْ ( (. وهو الدين الباقي إلى قيام الساعة والذي ال يسع أحد بعد بعثت النبي صلى اهلل عليه وسلم إال اتباعه، قال صلى اهلل عليه وسلم: »وَ الَّذِ ي نَفْ سُ مُ حَ مَّ دٍ بِيَدِ هِ ، لَا يَسْ مَ عُ بِي أَحَ دٌ مِ نْ هَ ذِ هِ الْأُمَّ ةِ يَهُ ودِيٌّ ، وَ لَا نَصْ رَانِيٌّ ، ثُمَّ يَمُ وتُ وَ لَمْ يُؤْ مِ نْ بِالَّذِ ي أُرْ سِ لْتُ بِهِ، إِلَّا كَ انَ مِ نْ أَصْ حَ ابِ النَّارِ«) (. أما األديان السابقة؛ فقد تغيرت معالمها وأصولها بسبب ما حصل من أهل العلم فيها من الفساد، حيث غيروا وبدلوا وحرفوا في دينهم حتى غشي الفساد كل معالم دينهم، ووصل إلى توحيد اهلل سبحانه وتعالى، فادعوا له الولد والصاحبة، وأنه ثالث ثاثة وغيرها من االنحرافات، وتبع فساد العقيدة؛ الفساد في األحكام واألخاق، وكانت حكمة اهلل أن كان الدين اإلسامي هو الدين الخاتم والقرآن الكريم آخر الكتب وتولى حفظه، قال تعالى: إِنَّا نَحْ نُ نَزَّلْنَا الذِّكْ رَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَ افِ ظُ ونَ ( (والنبي صلى اهلل عليه وسلم خاتم النبيين عليهم السام؛ وسنته صلى اهلل عليه وسلم وحي من اهلل سبحانه محفوظً، وتعالى، قال تعالى : )1( وَ النَّجْ مِ إِذَا هَ وَى )2( مَ ا ضَ لَّ صَ احِ بُكُ مْ وَ مَ ا غَ وَى )3( وَ مَ ا يَنطِ قُ عَ نِ الْهَ وَى )4( إِنْ هُ وَ إِالَّ وَ حْ يٌ يُوحَ ى ( (، بأن هيئا لها رجاالً سخروا حياتهم للدفاع عنها، والذب عن حياضها،قَ الَ رَسُ ولُ اهللِ صَ لَّى اللَّهُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ : " يَحْ مِ لُ هَ ذَ ا الْعِ لْمَ مِ نْ كُ لِّ خَ لَفٍ عُ دُ ولُهُ ، يَنْفُ ونَ عَ نْهُ تَحْ رِيفَ الْغَ الِينَ ، وَ انْتِحَ الَ الْمُ بْطِ لِينَ ، وَ تَأْوِ يلَ الْجَ اهِ لِينَ " ( ) هذا الحفظ ألصول الدين خفف من وقوع الفساد في البحوث العلمية؛ ولكنه لم يمنعه؛ لذلك كان له انعكاسات كبيرة في تفريق األمة ووقوع الشتات؛ بل قد يصل بها إلى الحروب، وظهرت الفرق ووقع الشرك في كثير من البلدان، وافترقت األمة؛ خاصة في العصور المتأخرة؛ ومن مظاهر ذلك االفتراق: 1. االفتراق في العقيدة، بوقوع الشرك بأنواعه الثاثة. أ. في الربوبية وذلك بمن ادعى في شيخه ما هو من خصائص الربوبية، من النفع والضر والخلق والرزق. ب. وفي األلوهية؛ بأن صرفت العبادة لغير اهلل عز وجل بأنواع من الشرك في الدعاء والذبح والنذر والتوكل والخوف والرجاء. ت. وفي األسماء والصفات؛ بأن عطلت نصوص األسماء والصفات أو شبه سبحانه وتعالى بخلقه. 2. وفي النبي صلى اهلل عليه وسلم وصحابته بالغلو أو الجفاء. 3. في العبادات العملية حتى حج بعض من يحسبون على اإلسام إلى غير بيت اهلل الحرام. 4. وفي األخاق والسلوك ظهر في بعض المنتسبين إلى اإلسام الكذب بمسمى التقية. ومع هذه االنعكاسات على الدين وشدتها، إال أنه ال يزال هناك طائفة على الحق والصراط المستقيم، وهذا مصداق قول النبي صلى اهلل عليه وسلم :»لَا تَزَالُ طَ ائِفَ ةٌ مِ نْ أُمَّ تِي ظَ اهِ رِينَ عَ لَى الْحَ قِّ ، لَا يَضُ رُّ هُ مْ مَ نْ خَ ذَ لَهُ مْ ، حَ تَّى يَأْتِيَ أَمْ رُ اهللِ وَ هُ مْ كَ ذَ لِكَ «) (."قال البخاري: هم أهل العلم) (، وقال أحمد بن حنبل رضي اهلل عنه:" إن لم يكونوا أهل الحديث، فا أدري من هم. وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذاهب أهل الحديث، قال اإلمام النووي: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، فمنهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير وال يلزم أن يكونوا مجتمعين؛ بل قد يكونون متفرقين في أقطار األرض".) ) هذه الطائفة القائمة على حماية الدين بجميع أنواع الحماية؛ باللسان والبنان والسنان، بالقول والعمل، هم الذين يدفعون عن حياض الدين، ويصلحون ما أفسده الناس. واهلل أعلم. المبحث الثاني: انعكاسات على األفراد و المجتمعات. وفيه مطلبان. 248 5 - 6 May 2015 - ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /
المطلب األول: انعكاسات على األفراد. الفساد في البحوث العلمية له انعكاسات كبيرة وخطيرة تفتك بالفرد، فهو دمار ألخاقه وسلوكه، وجهل مركب يعشش في رؤوس منتحليه، حتى يرديهم المهالك، وداء مستشري في أفراد المجتمعات حتى تحلهم في آخر ركب التقدم العلمي؛ بل قد يصل بهم األمر إلى التخلف والجهل والبعد حتى عن مسمى العلم. فالفساد العلمي يؤثر في الفهم، والتحصيل، والجدية في البحث، وهذا بدوره يؤثر في مستوى التفكير، ويوقف عجلة التقدم والرقي ، وينحرف باألفراد إلى التخلف واالنحطاط، واألخاق القبيحة، والفساد في األرض، فتنتشر فيهم السرقة العلمية بأشكالها المختلفة من استنساخ ونسخ بدون توثيق، وسرقة أفكار وجهد اآلخرين، وتبقى مجتمعات هؤالء األفراد متخلفة ال تقدم جديدًا، وال تعمل حميدًا، وال تتقي قبيحً، وال يقوم لها بناء، وال يرفع للعلم والرقي فيها راية، فمجتمع هذا حال أفراده اليسمو وال يرتفع ، بل يغمره الفساد في جميع النواحي، فيستحل أفراده الفساد في كل شيء. فالطبيب الذي حصل على شهادته بالتزوير والسرقة، اليجيد في عمله وال يتقنه؛ بل يصبح سفير للموت، بدالً من أن يكون سببً للشفاء والحياة. والمدرس الذي حصل على شهادته بالغش والكذب والرشوة، ال يُعلِم إال بالطريقة التي تعلم بها. والمهندس الذي أخذ شهادته بحسابات، وهمية وطرق ملتوية، جميع مقاساته مختلة وخاطئة. والجندي الذي كل ما يدرسه هو كيف يحصل على وظيفة بشتى الطرق والوسائل؛ ال يقدر قيمة عمله وال أهمية وطنه وال عظم األمانة التي تجب عليه. وهلم جر، فكل فرد قامت أعماله على الفساد وساد كان حريً عن ما وكِ لَ إليه باإلبعاد. واهلل أعلم. المطلب الثاني: انعكاسات على المجتمعات. إن تقدم المجتمعات مبني على تقدمها العلمي، فإن حل الفساد في عمود التقدم؛ وهو البحث العلمي، سقط كل ما يبنى عليه من تقدم ورقي مادي ومعنوي، ففي الجانب المادي ال يتحقق أي تقدم كافة المجاالت االجتماعية، مما يكون له االنعكاسات السيئة على المجتمع في تفككه، وضعفه؛ وضعف مستواه المعيشي واالجتماعي، وفي الجانب المعنوي، فإن الفساد العلمي يقضي على مستقبل المجتمعات وتطورها فكريً وأخاقيً بما يعود ضرره على الوعي الصحي واالجتماعي، وترشيد االستهاك، وهذا بدوره يؤثر على مستوى دخل الفرد والجماعة، والتأخر في التحصيل العلمي، والتطور الحضاري والخدمي، ومستوى اإلنتاج الصناعي وغيرها من أنواع اإلبداع وتحسين اإلنتاج والمستوى المعيشي للمجتمع. وهذا مشاهد في تصنيف المجتمعات إلى عالم أول) ) وعالم ثاني) ) وعالم ثالث) ) الخ، و كل ذلك يعود إلى مدى التقدم العلمي، وحسن اإلنتاج المبني على البحوث العلمية وتطورها، وكل ما يسهم. إن تقدم المجتمعات ورقيها وحضارتها تبنى على أخاقياتها وسلوكياتها، وهذا ما ينقضه ويهدمه الفساد في البحوث العلمية والدراسات النظرية والتطبيقية العملية، فكل ما حل الفساد في البحوث العلمية ضاعت األخاق اإلنسانية، وانهدم البناء المعرفي، وتخلفت الشعوب؛ ثقافيً واجتماعيً واقتصاديً وأمنيً وصحيً، وكل ما حارب الناس الفساد العلمي ؛ وارتفع البناء المعرفي وتبعه التقدم في بقية المجاالت، وقد أخبر النبي صلى اهلل عليه وسلم أن الناس إذا لم ينكروا المنكر، ويأخذوا على يد المفسدين ، غرق المجتمع في الفساد، فقَ الَ صَ لَّى اهللُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ : »مَ ثَلُ الْقَ ائِمِ عَ لَى حُ دُ ودِ اهللِ، وَ الْمُ دَّ هِ نِ فِ يهَ ا، كَ مَ ثَلِ قَ وْ مٍ اسْ تَهَ مُ وا عَ لَى سَ فِ ينَةٍ فِ ي الْبَحْ رِ، فَ أَصَ ابَ بَعْ ضُ هُ مْ أَسْ فَ لَهَ ا، وَ أَصَ ابَ بَعْ ضُ هُ مْ أَعْ لَاهَ ا، فَ كَ انَ الَّذِ ينَ فِ ي أَسْ فَ لِهَ ا يَصْ عَ دُ ونَ ، فَ يَسْ تَقُ ونَ الْمَ اءَ ، فَ يَصُ بُّونَ عَ لَى الَّذِ ينَ فِ ي أَعْ لَاهَ ا، فَ قَ الَ الَّذِ ينَ فِ ي أَعْ لَاهَ ا: لَا نَدَ عُ كُ مْ تَصْ عَ دُ ونَ ، فَ تُؤْ ذُ ونَنَا، فَ قَ الَ الَّذِ ينَ فِ ي أَسْ فَ لِهَ ا: فَ إِنَّنَا نَنْقُ بُهَ ا) ) مِ نْ أَسْ فَ لِهَ ا، فَ نَسْ تَقِ ي " قَ الَ : " فَ إِنْ أَخَ ذُ وا عَ لَى أَيْدِ يهِ مْ ، فَ مَ نَعُ وهُ مْ ، نَجَ وْ ا جَ مِ يعً ا، وَ إِنْ تَرَكُ وهُ مْ غَ رِقُ وا جَ مِ يعً ا«) (. المبحث الثالث: انعكاسات على األمن واالقتصاد. اليمكن االستقرار في العيش والتقدم في اإلنتاج الحضاري مالم يتحقق األمن في جميع النواحي الفكرية والعلمية والدينية واالقتصادية والصحية، كما أن األمن بجميع أنواعه ال يتحقق ما لم يكن هناك تقدمً في البحوث العلمية بما يخدم األمن في تطويره في وسائله وأدواته بما يواكب العصر، ومافيه من تقدم في جميع النواحي؛ بل إنه إذا ظهر الفساد في البحوث العلمية يضيع األمن، فيخاف الناس على نتاج فكرهم وخاصة جهدهم من السرقة والضياع، ويعيش الناس كوحوش يأكل القوي الضعيف، وال يأمن أحد على نفسه أو ما يملك ، كما أن سجل المنتدى 249 5 - 6 May 2015 - ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /
- Page 198 and 199: سجل المنتدى ودورها
- Page 200 and 201: منتدى الشراكة المج
- Page 202 and 203: سجل المنتدى 3- رصد ا
- Page 204 and 205: المنتدى سجل إليه أض
- Page 206 and 207: سجل المنتدى االحصا
- Page 208 and 209: سجل المنتدى هو عبار
- Page 210 and 211: سجل المنتدى تقارب %6
- Page 212 and 213: منتدى الشراكة المج
- Page 214 and 215: سجل المنتدى في النظ
- Page 216 and 217: .0 = Value سجل المنتدى ا
- Page 218 and 219: سجل المنتدى األوزا
- Page 220 and 221: سجل المنتدى نسبة وز
- Page 222 and 223: منتدى الشراكة المج
- Page 224 and 225: سجل المنتدى مثل الش
- Page 226 and 227: سجل المنتدى النزاه
- Page 228 and 229: سجل المنتدى اآللي ب
- Page 230 and 231: سجل المنتدى االنجل
- Page 232 and 233: سجل المنتدى مقاالت
- Page 234 and 235: سجل المنتدى ومنها ا
- Page 236 and 237: سجل المنتدى (. C .and Nes
- Page 238 and 239: M. El Tahir, Hussam M. Dahwa Abdull
- Page 240 and 241: منتدى الشراكة المج
- Page 242 and 243: سجل المنتدى الذي كث
- Page 244 and 245: سجل المنتدى وفيه أر
- Page 246 and 247: سجل المنتدى القسم ا
- Page 250 and 251: سجل المنتدى األمن ا
- Page 252 and 253: سجل المنتدى خليل ال
- Page 254 and 255: سجل المنتدى 19. صحيح
- Page 256 and 257: منتدى الشراكة المج
- Page 258 and 259: سجل المنتدى والمعل
- Page 260 and 261: سجل المنتدى ا ال م
- Page 262 and 263: سجل المنتدى االتفا
- Page 264 and 265: سجل المنتدى أخرى وف
- Page 266 and 267: سجل المنتدى المجاو
- Page 268 and 269: منتدى الشراكة المج
- Page 270 and 271: سجل المنتدى وقد نزِ
- Page 272 and 273: سجل المنتدى الحرية:
- Page 274 and 275: سجل المنتدى وتقديم
- Page 276 and 277: سجل المنتدى بالقسم
- Page 278 and 279: سجل المنتدى واالتج
- Page 280: سجل المنتدى وتحقيق
سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />
مَ نَعَ مِ نْ إِظْ هَ ارِهِ ") (.<br />
هذا الفساد له أثر كبير في القضاء على األخاق والسلوك<br />
في المجتمعات، وقد تكافحه بعض األنظمة والقوانين<br />
في الدول المتقدمة، وذلك إذا خالف موادها، وقد يكون<br />
فسادًا أخاقيً وال تكافحه؛ بل تحميه؛ لذلك البد أن ينظر<br />
إلى الفساد وتقييمه من منظور شرعي، ال على أساس ما<br />
اعتاده الناس، فقد يعتادون ما هو فساد أخاقيً أو ينكرون<br />
ما هو نزيه وصحيح، أما الشارع الحكيم، فهو منزل ممن<br />
يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. واهلل أعلم<br />
الفصل الثاني: انعكاسات الفساد <strong>العلمي</strong>.<br />
وفيه أربعة مباحث.<br />
المبحث األول: انعكاسات دينية.<br />
عندما أتحدث عن الدين؛ فالمراد به الدين اإلسامي الذي<br />
ارتضاه اهلل عز وجل لخلقه، وأتمه وأكمله، الْيَوْ مَ أَكْ مَ لْتُ<br />
لَكُ مْ دِينَكُ مْ ( (. وهو الدين الباقي إلى قيام الساعة والذي ال<br />
يسع أحد بعد بعثت النبي صلى اهلل عليه وسلم إال اتباعه،<br />
قال صلى اهلل عليه وسلم: »وَ الَّذِ ي نَفْ سُ مُ حَ مَّ دٍ بِيَدِ هِ ، لَا<br />
يَسْ مَ عُ بِي أَحَ دٌ مِ نْ هَ ذِ هِ الْأُمَّ ةِ يَهُ ودِيٌّ ، وَ لَا نَصْ رَانِيٌّ ، ثُمَّ يَمُ وتُ<br />
وَ لَمْ يُؤْ مِ نْ بِالَّذِ ي أُرْ سِ لْتُ بِهِ، إِلَّا كَ انَ مِ نْ أَصْ حَ ابِ النَّارِ«) (.<br />
أما األديان السابقة؛ فقد تغيرت معالمها وأصولها بسبب<br />
ما حصل من أهل العلم فيها من الفساد، حيث غيروا<br />
وبدلوا وحرفوا في دينهم حتى غشي الفساد كل معالم<br />
دينهم، ووصل إلى توحيد اهلل سبحانه وتعالى، فادعوا له<br />
الولد والصاحبة، وأنه ثالث ثاثة وغيرها من االنحرافات،<br />
وتبع فساد العقيدة؛ الفساد في األحكام واألخاق،<br />
وكانت حكمة اهلل أن كان الدين اإلسامي هو الدين<br />
الخاتم والقرآن الكريم آخر الكتب وتولى حفظه، قال<br />
تعالى: إِنَّا نَحْ نُ نَزَّلْنَا الذِّكْ رَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَ افِ ظُ ونَ ( (والنبي صلى<br />
اهلل عليه وسلم خاتم النبيين عليهم السام؛ وسنته صلى<br />
اهلل عليه وسلم وحي من اهلل سبحانه محفوظً، وتعالى،<br />
قال تعالى : )1( وَ النَّجْ مِ إِذَا هَ وَى )2( مَ ا ضَ لَّ صَ احِ بُكُ مْ وَ مَ ا<br />
غَ وَى )3( وَ مَ ا يَنطِ قُ عَ نِ الْهَ وَى )4( إِنْ هُ وَ إِالَّ وَ حْ يٌ يُوحَ ى (<br />
(، بأن هيئا لها رجاالً سخروا حياتهم للدفاع عنها، والذب<br />
عن حياضها،قَ الَ رَسُ ولُ اهللِ صَ لَّى اللَّهُ عَ لَيْهِ وَ سَ لَّمَ : "<br />
يَحْ مِ لُ هَ ذَ ا الْعِ لْمَ مِ نْ كُ لِّ خَ لَفٍ عُ دُ ولُهُ ، يَنْفُ ونَ عَ نْهُ تَحْ رِيفَ<br />
الْغَ الِينَ ، وَ انْتِحَ الَ الْمُ بْطِ لِينَ ، وَ تَأْوِ يلَ الْجَ اهِ لِينَ " ( ) هذا<br />
الحفظ ألصول الدين خفف من وقوع الفساد في البحوث<br />
<strong>العلمي</strong>ة؛ ولكنه لم يمنعه؛ لذلك كان له انعكاسات<br />
كبيرة في تفريق األمة ووقوع الشتات؛ بل قد يصل بها<br />
إلى الحروب، وظهرت الفرق ووقع الشرك في كثير من<br />
البلدان، وافترقت األمة؛ خاصة في العصور المتأخرة؛ ومن<br />
مظاهر ذلك االفتراق:<br />
1. االفتراق في العقيدة، بوقوع الشرك بأنواعه الثاثة.<br />
أ. في الربوبية وذلك بمن ادعى في شيخه ما هو من<br />
خصائص الربوبية، من النفع والضر والخلق والرزق.<br />
ب. وفي األلوهية؛ بأن صرفت العبادة لغير اهلل عز وجل<br />
بأنواع من الشرك في الدعاء والذبح والنذر والتوكل<br />
والخوف والرجاء.<br />
ت. وفي األسماء والصفات؛ بأن عطلت نصوص األسماء<br />
والصفات أو شبه سبحانه وتعالى بخلقه.<br />
2. وفي النبي صلى اهلل عليه وسلم وصحابته بالغلو أو<br />
الجفاء.<br />
3. في العبادات العملية حتى حج بعض من يحسبون على<br />
اإلسام إلى غير بيت اهلل الحرام.<br />
4. وفي األخاق والسلوك ظهر في بعض المنتسبين إلى<br />
اإلسام الكذب بمسمى التقية.<br />
ومع هذه االنعكاسات على الدين وشدتها، إال أنه ال يزال<br />
هناك طائفة على الحق والصراط المستقيم، وهذا مصداق<br />
قول النبي صلى اهلل عليه وسلم :»لَا تَزَالُ طَ ائِفَ ةٌ مِ نْ أُمَّ تِي<br />
ظَ اهِ رِينَ عَ لَى الْحَ قِّ ، لَا يَضُ رُّ هُ مْ مَ نْ خَ ذَ لَهُ مْ ، حَ تَّى يَأْتِيَ<br />
أَمْ رُ اهللِ وَ هُ مْ كَ ذَ لِكَ «) (."قال البخاري: هم أهل العلم) (،<br />
وقال أحمد بن حنبل رضي اهلل عنه:" إن لم يكونوا أهل<br />
الحديث، فا أدري من هم. وقال القاضي عياض: إنما أراد<br />
أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذاهب أهل<br />
الحديث، قال اإلمام النووي: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة<br />
بين أنواع المؤمنين، فمنهم شجعان مقاتلون، ومنهم<br />
فقهاء، ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف<br />
وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير<br />
وال يلزم أن يكونوا مجتمعين؛ بل قد يكونون متفرقين في<br />
أقطار األرض".) )<br />
هذه الطائفة القائمة على حماية الدين بجميع أنواع<br />
الحماية؛ باللسان والبنان والسنان، بالقول والعمل، هم<br />
الذين يدفعون عن حياض الدين، ويصلحون ما أفسده<br />
الناس. واهلل أعلم.<br />
المبحث الثاني: انعكاسات على األفراد و المجتمعات.<br />
وفيه مطلبان.<br />
248<br />
5 - 6 May 2015<br />
- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /