07.06.2015 Views

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

السجل العلمي لمنتدى النزاهة العلمية

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

يلحق ذلك من تكفير بعض المجتمعات لبعض،‏ وما ينتج<br />

عنه من استحال الدماء وانتهاك األعراض،‏ ومما يزيد من<br />

خطره دعم األنظمة العالمية له،‏ بل إنها تعتبره من الحرية<br />

المدعومة في قوانينها؛ لذلك فا يقدر هذا الخطر،‏ ويصده<br />

إال الشرع اإللهي الذي ارتضاه اهلل لخلقه،‏ وشرع من أجل<br />

الحفاظ عليه شعيرة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر،‏<br />

لذلك فإن من أوجب الواجبات دعم هذه شعيرة؛ لعظم<br />

مهمتها وشرف غايتها.‏ واهلل أعلم.‏<br />

المبحث الثالث:‏ أسباب اجتماعية.‏<br />

الهدف والغاية من البحوث <strong>العلمي</strong>ة هو تقدم المجتمع<br />

بجميع طبقاته،‏ وهذا الغاية النبيلة،‏ قد تهدم بالفساد الذي<br />

يحصل في مسار البحوث <strong>العلمي</strong>ة،‏ وذلك إذا كان المجتمع<br />

مرتعً‏ للفساد،‏ يحث أفراده وجماعاته على انتشار<br />

السلوكيات السيئة،‏ سواء كانت أخاقية أو عقدية أو<br />

مادية أو معنوية،‏ فيدفع أبناءه إلى كل طريق يحقق آمال<br />

القادة في ذلك المجتمع بكافة السبل وشتى الطرق،‏<br />

فطالما هو يحقق تلك األهداف ويحقق تلك الغايات،‏<br />

فهي طرق مشروعة،‏ ولو كان حرامً‏ في الشرع،‏ أو فاسد<br />

من المنظور األخاق،‏ فالمجتمع يتكون من أفراد،‏ وإذا<br />

انتشر الفساد في األفراد يستشري حتى يشمل جميع<br />

أفراد المجتمع،‏ وبهذه العملية التكاملية ينتشر الشر،‏<br />

وسوف أركز على أهم صور الفساد التي يكون المجتمع<br />

سبب أساس فيها،‏ وهي:‏<br />

1. تربية األبناء على الفساد الديني واألخاقي مما يؤثر في<br />

استمرار الفساد وانتشارها،‏ مثل صفة الكذب والسرقة.‏<br />

2. ممارسة الفساد في األمانة <strong>العلمي</strong>ة علنً،‏ وعدم اإلنكار<br />

على مرتكبيه بما يناسب الفعل.‏<br />

3. تخلي المجتمع عن مسؤولياته في اإلصاح <strong>العلمي</strong>،‏<br />

واألمانة في البحوث <strong>العلمي</strong>ة؛ مما يساهم في تطبيع<br />

الفساد بين أفراد المجتمع.‏<br />

‎4‎‏.تعويد األبناء على الغش في االختبارات؛ بل قد يصل<br />

األمر ببعض الناس إلى تعليم الصغار طرق الغش،‏ ونقل<br />

المعلومات من اآلخرين .<br />

‎5‎‏.اعتبار المعلومات المنشورة على الشبكة العنكبوتية<br />

حق للجميع،‏ ال يجب توثيقها ونسبها ألصحابها،‏ مما يُعوِد<br />

النشء على استسهال نقل المعلومات دون توثيق لها.‏<br />

‎6‎‏.شغف بعض المجتمعات في ظهور شبابهم بمظهر<br />

أصحاب المؤهات والوظائف العالية دون بذل الجهد<br />

المطلوب مما يدفع أولئك الشباب إلى سلوك أسهل<br />

الطرق واستخدام الوسائل الممنوعة شرعً‏ وأخاقً،‏<br />

ومن تلك الطرق؛ االستنساخ والنسخ وسرقة البحوث،‏<br />

وكل ذلك تحت قاعدة : الغاية تبرر الوسيلة.‏<br />

‎7‎‏.انتشار بعض االنحرافات الدينية في بعض المجتمعات،‏<br />

مما يجعلهم يفرضون على الباحثين االلتزام بطريقة معينة<br />

وتقرير ما تراه تلك المجتمعات في العقيدة واألخاق.‏<br />

‎8‎‏.اختفاء شعيرة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر في<br />

بعض المجتمعات ومحاربتها في مجتمعات أخرى بزعم<br />

دعم الحريات .<br />

هذه الصور وغيرها كثير من أسباب الفساد في البحوث<br />

<strong>العلمي</strong>ة بنوعيه؛ النظري والتطبيقي،‏ وما يلحق ذلك من<br />

ممارسة الوظائف التي تستلزم الحصول على مؤهات<br />

علمية عالية،‏ مما يكون له عاقبة وخيمة على المجتمع.‏<br />

وليت شعري لو علمت المجتمعات بضرر وخطر التربية<br />

الفاسدة التي تنتج جيل اليفرق بين الحق والباطل،‏ وال بين<br />

الصالح والطالح،‏ وال بين الغث والسمين،‏ حتى تضيع األمم<br />

بين ترهات سوء األخاق والسلوك الفاسد.‏<br />

وقد جاء الدين اإلسامي باألمر بالمعروف والنهي عن<br />

المنكر،‏ وكان السلف ال يتوانون في أمور الحسبة،‏ حماية<br />

للمجتمع من استشراء الفساد بين أفراده وجماعاته،‏<br />

يقول شيخ اإلسام مقارنً‏ بين أهل اإلسام وأهل الكتاب<br />

في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر:"وَ‏ كَ‏ انَ‏ أَئِمَّ‏ ةُ‏<br />

السُّ‏ نَّةِ‏ وَ‏ الْجَ‏ مَ‏ اعَ‏ ةِ‏ كُ‏ لَّمَ‏ ا ابْتُدِ‏ عَ‏ فِ‏ ي الدِّينِ‏ بِدْ‏ عَ‏ ةٌ‏ ، أَنْكَ‏ رُ‏ وهَ‏ ا وَ‏ لَمْ‏<br />

يُقِ‏ رُّ‏ وهَ‏ ا،‏ وَ‏ لِهَ‏ ذَ‏ ا حَ‏ فِ‏ ظَ‏ اللَّهُ‏ دِينَ‏ الْإِسْ‏ لَامِ‏ ، فَ‏ لَا يَزَالُ‏ فِ‏ ي أَمَ‏ ةِ‏<br />

مُ‏ حَ‏ مَّ‏ دٍ‏ طَ‏ ائِفَ‏ ةٌ‏ هَ‏ ادِيَةٌ‏ مَ‏ هْ‏ دِ‏ يَّةٌ‏ ظَ‏ اهِ‏ رَةٌ‏ مَ‏ نْصُ‏ ورَةٌ‏ .<br />

بِخِ‏ لَافِ‏ أَهْ‏ لِ‏ الْكِ‏ تَابِ‏ ، فَ‏ إِنَّ‏ النَّصَ‏ ارَى ابْتَدَ‏ عُ‏ وا بِدَ‏ عً‏ ا خَ‏ الَفُ‏ وا<br />

بِهَ‏ ا الْمَ‏ سِ‏ يحَ‏ ، وَ‏ قَ‏ هَ‏ رُ‏ وا مَ‏ نْ‏ خَ‏ الَفَ‏ هُ‏ مْ‏ مِ‏ مَّ‏ نْ‏ كَ‏ انَ‏ مُ‏ تَمَ‏ سِّ‏ كً‏ ا<br />

بِشَ‏ رْ‏ عِ‏ الْمَ‏ سِ‏ يحِ‏ حَ‏ تَّى لَمْ‏ يَبْقَ‏ حِ‏ ينَ‏ بَعَ‏ ثَ‏ اللَّهُ‏ مُ‏ حَ‏ مَّ‏ دً‏ ا مَ‏ نْ‏ هُ‏ وَ‏<br />

مُ‏ تَمَ‏ سِّ‏ كٌ‏ بَدِ‏ ينِ‏ الْمَ‏ سِ‏ يحِ‏ ، إِلَّا بَقَ‏ ايَا مِ‏ نْ‏ أَهْ‏ لِ‏ الْكِ‏ تَابِ‏ كَ‏ مَ‏ ا قَ‏ الَ‏<br />

النَّبِيُّ‏ - صَ‏ لَّى اللَّهُ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَ‏ سَ‏ لَّمَ‏ - فِ‏ ي الْحَ‏ دِ‏ يثِ‏ الصَّ‏ حِ‏ يحِ‏ : ‏»إِنَّ‏<br />

اللَّهَ‏ نَظَ‏ رَ‏ إِلَى أَهْ‏ لِ‏ الْأَرْ‏ ضِ‏ فَ‏ مَ‏ قَ‏ تَهُ‏ مْ‏ ، عَ‏ رَبَهُ‏ مْ‏ وَ‏ عَ‏ جَ‏ مَ‏ هُ‏ مْ‏ ، إِلَّا<br />

بَقَ‏ ايَا مِ‏ نْ‏ أَهْ‏ لِ‏ الْكِ‏ تَابِ‏ «) ) .<br />

فَ‏ لَمَّ‏ ا أَظْ‏ هَ‏ رَ‏ قَ‏ وْ‏ مٌ‏ مِ‏ نَ‏ الْوُ‏ لَاةِ‏ أَنَّ‏ الْقُ‏ رْ‏ آنَ‏ مَ‏ خْ‏ لُوقٌ‏ ، وَ‏ دَعَ‏ وُ‏ ا<br />

النَّاسَ‏ إِلَى ذَلِكَ‏ ، ثَبَّتَ‏ اللَّهُ‏ أَئِمَّ‏ ةَ‏ السُّ‏ نَّةِ‏ وَ‏ جُ‏ مْ‏ هُ‏ ورَ‏ الْأُمَّ‏ ةِ‏ ، فَ‏ لَمْ‏<br />

يُوَافِ‏ قُ‏ وهُ‏ مْ‏ ، وَ‏ كَ‏ انَ‏ الْمُ‏ شَ‏ ارُ‏ إِلَيْهِ‏ مِ‏ نَ‏ الْأَئِمَّ‏ ةِ‏ إِذْ‏ ذَاكَ‏ أَحْ‏ مَ‏ دُ‏ بْنُ‏<br />

حَ‏ نْبَلٍ‏ .<br />

ثُمَّ‏ بَقِ‏ يَ‏ ذَلِكَ‏ الْقَ‏ وْ‏ لُ‏ الْمُ‏ حْ‏ دَ‏ ثُ‏ ظَ‏ اهِ‏ رًا نَحْ‏ وَ‏ أَرْ‏ بَعَ‏ عَ‏ شْ‏ رَةَ‏ سَ‏ نَةً‏ ،<br />

وَ‏ أَئِمَّ‏ ةُ‏ الْأُمَّ‏ ةِ‏ وَ‏ جُ‏ مْ‏ هُ‏ ورُ‏ هَ‏ ا يُنْكِ‏ رُ‏ ونَهُ‏ ، حَ‏ تَّى جَ‏ اءَ‏ مِ‏ نَ‏ الْوُ‏ لَاةِ‏ مَ‏ نْ‏<br />

سجل ا<strong>لمنتدى</strong><br />

247<br />

5 - 6 May 2015<br />

- ١٦ ١٧ رجب ١٤٣٦ ه /

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!